القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية شمس الحرام البارت الخامس 5 بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 رواية شمس الحرام البارت الخامس 5 بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية شمس الحرام البارت الخامس 5 بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


 قبل المغرب بشوية كريم قام من مكانه وقال لعبد الباقي وصادق: معاكوا نص ساعة… شنطة واحدة ليها والباقي سيبوه. أنا مش بسيب أثر ورايا.


خضرة دخلت على سلمى الأوضة: جهزي حاجة تلبسيها بسرعة… هنمشي دلوق. 


سلمى اتجمدت مكانها: نمشي على فين تاني ؟! خلاص معدتش في أمان أصلا؟


خضرة ردت بثبات: الأمان مش مطرح… الأمان في ضهر اللي واقف لك وبيحميكى... 


سلمى قعدت على طرف السرير، مش مستوعبة سرعة الأحداث، وقالت: أنا مش حمل بهدله داى … أنا لسه فاقدة جوزي من يومين.... انا حتى معرفاش احزن عليه زى الخلق والعالم... 


خضرة بصتلها وقالت: أهلك ماتوا مرتين… مرة لما سبوكي، ومرة لما اتكسر قلبك. بس انتي لسه بتتنفسي… وربنا بيبدل الناس مش بيعدمهم.


 تحت في الشارع عبد الباقي كان واقف عند الباب ومعاه شنطة جلد صغيرة.

اتصل بكريم وقال: العربية جاهزة… والموتوسيكل اللي كانوا بيراقبوا بيه مشي بعد ما شاف حركتنا.


كريم رد بنبرة حاسمة: خلي واحد من رجالتنا وراه… حتى لو ركب القطر.


سلمى نزلت السلم وهي حاسة إنها بتتشال من مكان مش فاهمة نهايته.

بصت لكريم وهي ماشية وراه وقالت: أنا مش هقدر أعيش مستخبية طول عمري اكديه.... 


رد من غير ما يبص عليها: ولا أنا بخبي حد… أنا بجهز ساحة مايتدفنش فيها غير العدو.


وقبل ما تنطق بالسؤال اللي في عينيها، فتح لها باب العربية ، وركب جنبها، وعبد الباقي قعد قدام.


صوت سلمى طلع فجأة وهي مبحوحة من الضغط: إنت مالكش حق تحارب عشاني واصل؟ 


بصلها بنظرة سريعة: الحق مش محتاج صلة… محتاج شجاعة.


قالت بمرارة: طب وأنا؟ أنا مالي؟ أنا مش عايزة أتجرجر في حياتك!وتتاذى اكديه بسببى... 


رد عليها بهدوء تقيل: حياتك هي اللي اتجرجرت لحد قبري… وأنا فتحت لها باب تاني.... وانا مش جبان علشان اهرب من مسؤليتى.... 


سكتت… ومقدرتش ترد.


العربية دخلت من بوابة حديد كبيرة شبه استراحة أو فيلا صغيرة في أطراف القاهرة.


سلمى قالت بدهشة: ديه بيتك؟


 كريم رد: ديه مطرح مافيهوش ودن ولا لسان… واللي يقرب له يا يندفن فيه يا يدفن غيره.


خضرة نزلت قبلهم وجهزت أوضة في الملحق الجانبي.


واحد من رجالة العمدة كان واقف في موقف الميكروباصات جنب القاهرة، واتصل به وقال: يا عمده… الباشا نقلها في حتة مش شقة… شكلها استراحة أو عزبة كبيرة.


العمدة كان قاعد في الأوضة ومعاه شيخ البلد ومراته نعمة.


رد بقهر: يبقى هو فاكر نفسه في لعبه ولا ايه؟


نعمة قالت وهي تشد على عبايتها: طالما هربها معاه… يبقى هو اللي دخل برجليه النار.


العمدة قال للرجل في التليفون: اقلبوا عليه التراب… بس ماتقربوش قبل ما أبعتلكم اللي يفتح الباب.


 فيلا كريم بعد ما دخلوا جوه، خضرة أخدت سلمى على أوضتها الجديدة.


سلمى وقفت في النص وسألت خضرة: هو بيعمل اكديه ليه؟!


خضرة قالت وهي بتحط الملايات: اللي اتقتل قدامه كان راجل… وإنتم الاتنين ماكانش ليكوا ضهر. هو شاف نفسه المسؤول دلوق. 


سلمى قالت وهي تعض شفايفها: بس هو مش جوزي! ولا انا مسؤليته... 


خضرة ردت: ومش لازم يكون جوزك علشان يحافظ عليكي. الدنيا مش ماشية بالورق.


 كريم واقف مع رجالته كان بيبص حوالين الاستراحة، وبيدي أوامر صريحة: من أول الليلة… مافيش حد من بره البلد يعرف هي فين. واللي ييجي يسأل… يتدفن قبل ما يرمش.


واحد من رجالته سأله: باشا… هتبلغ الحكومة إن العمدة قتل؟


كريم قال بخبث : القانون أداة… مش حصانة. لما أضربه… هكون ماسك عليه ميت ورقة.


 قرب المغرب سلمى نزلت من أوضتها بعد ما غيرت هدومها، ووقفت عند مدخل الصالة مستنية حد يقول لها تعمل إيه.


كريم كان واقف عند الشباك، وسمع خطواتها… بس ما اتلفتش.


قال بصوت هادي وواضح: من اهنيه ورايح… مافيش خوف. في استعداد للى جاى واخد الحق ونرجعه لصحابه... 


سلمى قالت لأول مرة بصراحة: طب لو رجع حسن تاني؟


 كريم لف وبصلها من بعيد وقال: الميت مايرجعش من القبر…الرك على اللي مات وهو لسه عايش.


 بعد المغرب سلمى فضلت واقفة عند باب الصالة ثواني، مش عارفة تتحرك… ولا تدخل جوه ولا ترجع تستخبى فوق.


خضرة خرجت من المطبخ بشوربة وسندوتشين وقالتلها: اقعدي اهنيه… وهاكلم الباشا تاكلي في وجوده.


سلمى بصت للأكل من غير نفس وقالت بهدوء مش متعود: أنا مش قادرة… الحلق واقف. والنفس مسدوده... 


خضرة حطت الصينية على الترابيزة قالت: اللي بتبكى عليه راح وخلاص… واللي جاي محتاج جسم واقف على رجليه... 


وسابتها ومشيت.


دخل كريم بهدوءقعد على الكرسي المقابل.


شاف الشوربة قدامها وسأل: مش هتكلي؟ ولا ايه؟ لازم تتغذي زين علشان تقدري تقفى على حيلك اكديه.... 


ردت بصوت مبحوح: مش عارفة أبلع.... الحلق اتسد والنفس اكتفت... 


قال من غير ما يعلي صوته: جربي معلقة… ولو ماستحملتيش، مش هضغط عليكي.


مسكت المعلقة بإيد رعشة ورفعتها بالعافية، بس قبل ما توصل بوقها، دمعة وقعت غصب عنها. وهي بسرعة مسحتها بكفها كأنها خايفة تنفضح.


كريم بص بعيد كأنه مديها مساحة وماعلقش.

بعد دقايق من الصمت، هو قال بهدوء: حسن… لو كان عايش، كان هيكره يشوفك بتتهدي اكديه.


الجملة كسرت حاجز رهيف، وقالت بتنهيدة وجع: ديه كان آخر حد شال اسمي برضا.... كان يشقى ويتعب علشان بس يشوفنى مرتاحه ومتهنيه.... 


رد عليها بالراحة: ومحدش هيشيلك غصب بعد دلوق..... انتي حرة نفسك يا سلمى... 


وهي بتحاول تاكل، ايديها نزفت من جرح صابها وقت مقتل حسن... وقتها حطت المعلقة واتوترت تحاول تخبي إيدها.


كريم لاحظ وقال بنبرة عفوية لكنها حاسمة: متخبيهاش وريني اكديه.. 


رفضت في الأول: لا…مفيهاش حاجه بسيطة.


مد إيده على المفرش وشد إيدها بالعافية الهادية: مافيش حاجة بسيطة وإنتي متبهدلة اكديه.


شاف الجرح، قام جاب إسعافات من الدولاب الجانبي، وقعد قصادها على الركبة، وبدأ ينضف الجرح بنفسه.


هي قالت بخجل مكتوم: أنا مش مكسورة علشان تتحملني.... ولا عاجزة انا اقدر اتكفل بحالى وكفايه عليك لحد اكديه... 


بص في عينها وهو بيلف على جرحها شاش: اللي اتكسر مش إنتي… اللي حاولوا يكسروا روحك.... وخابر زين انك مش عاجزه انتى قويه كفايه انك لسه على رجلك بعد اللى مريتى بيه..... 


ولما خلص، قال بجدية: من النهاردة، مش مطلوب منك غير إنك تقفي على رجلك… والباقي عليا.


 بعد العشاء سلمى طلعت أوضتها وهي تايهة بين الخوف والهدوء.


قبل ما تنام، خضرة دخلت عليها وبإيدها بطانية تقيلة وقالت: الباشا قال ماتقعديش من غير غطا… الجو بيبرد بالليل.


سلمى ردت باستغراب: هو بيفكر حتى في الغطا؟


خضرة ابتسمت نص ابتسامة: اللي بيحارب علشان يحمي… لازم يبقى صاحي للتفاصيل.


كريم على البلكونة كان واقف بيكلم عبدالباقي في التليفون: حد يقرب ناحية المكان ديه… تتصرفوا قبل ما أشوف.


عبدالباقي سأله: والبت؟


رد كريم: نامت؟


عبدالباقي استغرب من السؤال وقال: هي في أوضتها من شويه…


كريم أنهى المكالمة، وبدل ما يروح جناحه، وقف عند باب أوضتها من بعيد، واطمن من نور تحت الباب إنها صحية.


بس ماخبطش… ولا دخل.


قال لنفسه بهمس: بكره الصبح أبتدي خطوة جديدة.

يتبع 


تعليقات

التنقل السريع
    close