رواية قدر القلوب البارت الرابع والخامس بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
![]() |
رواية قدر القلوب البارت الرابع والخامس بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
بعد يومين، كان البيت هادي، بس في الجو ريحة حاجة مش مريحة. ناديه ما سكتتش، ومن يوم ما خرجت من عند زينب وهي بتلف وتدور، وبتحاول توقع بين الكل. النهارده، دخلت على راجح، أبو هنية، وكأنها داخلة تبلغ عن جريمة.
ناديه: (بتنهيدة مصطنعة) انت قاعد اهنيه ياراجل ومش داري باللى بيوحصول، الحق بتك ياراجل قوم!
راجح: (بضيق) ياافتاح ياعاليم... مالك يا وليّه عاد؟ داخلة عليا ليه كإنك شايلة مصيبة اكديه؟ مالها بتي عاد....
ناديه: (بخبث) بقى اكديه ياراجح.... وأنا إيه غير غلبانة جاية أقولك الحق بتك قبل ما تفوتك الفرصة! والناس تشمت فيك...
راجح: (بحدة) فرصه ايه؟ وتشمت ايه؟ بتي مالها؟ انطقي ياوليه عاد ومتختبريش صبري اكتر من اكديه....
ناديه: خلاص هقولك اهو.. بتك يا راجل مش مخطوبة، ومين اللي خاطبها؟ مش فيصل! وهو أساسا كان بيدور على واحدة تانية، وسبحان الله، بدل ما ياخد الصغيرة، لقى الكبيرة جاتله على طبق من دهب! واللى كان مفروض ياخد الكبيرة خطبب الصغيره.... واكديه هتحصل فتنه فى البيت ياراجل وكل ديه بسبب هنيه هي اللى شغلت الراجلين ووقعتهم....
راجح رفع عينه وبص لها بحدة،
راجح: (بحزم) ايه الحديدت الماسخ اللى بتقوليه ديه..... اتخبلطي بعقلك عاد.... انتي مالك انتى بناتي يتجوزو مين وكيف يابت المركوب انتي....
ناديه: (بخبث) مالي؟ ديه أنا شايفة اللي بيحصول، والناس كلها بتتحددت، إزاي راجح راجل البلد الكبير يسكت على بنت كانت بتحب واحد، وبقت لاخوه؟
زادت الدم في عروق راجح، وقرر يواجه بته بنفسه. دخل البيت، ونادى على هنية.
راجح: (بحزم) هنييييييية، تعالي اهنيه.
هنية: (بتوتر) خير يا بوي؟
راجح: (بصوت جاد) انتي رايده فيصل بجد؟ ولا كنتي بتدوري على أي حد وخلاص؟
هنية: (بدهشة) ابوي! الكلام ديه يطلع منك؟ انت مش خابر بنتك ولا ايه؟
راجح: (بحدة) لاه أنا خابر بنتي، بس مش رايد أسمع حديدت الناس، رايد أسمع منك إنتي.
هنية: (بصوت ثابت) فيصل راجل، وأنا رايداه، ومش رايده حد غيره واصل، وأي حديدت تاني هو حديدت ناس ما يحبوش الخير لينا يا ابوي... انا تربيتك ومعملش حاجه توطي راسك واصل ولو على موتي يا ابوي...
راجح بص في عيون بنته، وشاف فيها الصدق، وساعتها عرف إن ناديه كانت بس بتحاول تولع النار.
راجح: (بهدوء) خلاص، طالما ديه قرارك، يبقى اللي يقول كلمة زيادة، لسانه يتحاسب عليه.
ناديه اللي كانت واقفة برا تسمع، عضت على شفايفها بغيظ، وعرفت إنها المرة دي خسرت الجولة، لكن هل هتسكت؟ أكيد لأ.بس فهمت إن المواجهة المباشرة مش هتنفع، فقررت تدور على طريقة تانية تخلي المشاكل تشتعل لوحدها. بدأت تلف في البلد، وتتكلم بكلام يوصل للناس بطريقة معينة، وكل اللي كانت عاوزاه إن الشك يدخل بين الكل.
ناديه: (بخبث لواحدة من النسوان) مش غريبة، يا ولية، إن الواحد يسيب اللي كان بيحبها ويشوف غيرها؟ دي الحكاية فيها حاجة مش مفهومة.
الست: (باهتمام) تقصدي مين؟
ناديه: (بتنهيدة) فيصل وهنية! هو مش كان بيقول انه هيتقدم للصغيرة؟ إزاي بقى فجأة الكبيرة هي اللي في إيده؟
الست: (بفضول) يعني هو كان رايد الصغيرة صوح؟ مش حنان بتكون خطيبه اخوه ياسين؟!
ناديه: (بضحكة جانبية) الله أعلم، بس اللي نعرفه إن القلب ما بيتشقلبش اكديه إلا لو في حاجة مستخبية! وانتى قولتيه اهو خطيبه اخوه يبقى كيف بقى...... اكيد في ان فى الموضوع
وبسرعة، الكلام بدأ ينتشر، وكل واحدة تقول لتانية، لحد ما وصل لياسين، اللي كان قاعد قدام البيت، وسامع كلام النسوان وهما بيتكلموا.
النسوان: (بصوت منخفض بينهم) تفتكروا فيصل كان رايد الصغيرة صوح؟ ولا الكبيرة فرضت نفسها علشان سوقها فى الجواز واقع؟ االله صحيح متعرفوش سوقها فى الجواز واقع ليه اكديه؟! الظاهر الحكايه فيها ان بصحيح...
واحدة تانية: الله أعلم، بس ياسين شكله كان ناوي عليها، بس يا عيني ما عرفش يمسكها!
ياسين شد نفسه، وحس بضيق، مش لأنه لسه متعلق بهنية، لكن لأنه كره فكرة إن حد يشوف أخوه بالشكل ده. دخل البيت وهو متضايق، ولقي فيصل قاعد مع امه..
ياسين بغضب: وبعدين عاد.... الحديدت زاد في البلد، وكل الناس بقت تحكي حكايات غريبة!
فيصل: (بهدوء) اهدى اكديه وصلي على النبي.... مالهم الناس بس؟
ياسين: (بحزم) اهدى كيف ياولد ابوي وهم بيقولوا إنك كنت رايد الصغيرة، وإنك أخدت الكبيرة عشان ملقيتش غيرها!
زينب: (بانزعاج) يا ساتر! مين اللي قال الحديدت ديه؟ استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم...
ياسين: (بتهكم) واه محتاجين نسأل عاد؟ هو فى غيرها مرات عمي ناديه شغالة تولع الدنيا، ولسه ما شبعتش!
فيصل: (بهدوء رغم الضيق) اسمع يا ياسين، الكلام ديه لا هيفرق معايا ولا مع هنية، احنا عارفين إحنا فين، والباقي حديدت ناس فاضية.
ياسين: (بتنهيدة) بس الناس بتصدق بسرعة، وأنا مش رايد حد يمسح فيك أو في هنية بكلمة عفشه.
فيصل: (بثقة) طالما إحنا على حق، يبقى ما نخافش… واللي بيحكي، بكرة ينسى ويلاقي له قصة جديدة.
ياسين بص لفيصل، وعرف إن أخوه مش من النوع اللي يهتم بالكلام، لكنه كان متأكد إن ناديه مش هتسكت، ولسه في حاجات تانية في دماغها.
مرت كام يوم والجو بقى تقيل، دخلت ناديه على بيت راجح، ولقيت مراته قاعدة تحضر الغدا، فقعدت جنبها وهي عاملة فيها المظلومة اللي قلبها محروق.
ناديه: (بتنهيدة مصطنعة) اخص عليكم..... هو ديه العدل يا نبوية؟!
نبوية: (بتعجب) في ايه يا ناديه عاد... عدل إيه؟ مالك داخلة عليا بتنهيدي اكديه ليه؟
ناديه: (بخبث) يعني انتي راضية إن بنتك تتجوز واحد كان بيبص لأختها؟ ديه يرضيكي؟
نبوية: (بضيق) إنتي ما خلصتيش حديدت في الموضوع ديه؟ راجح قال كلمته، والبنت راضية، وإحنا مالناش صالح بالحديدت الفاضي ديه؟
ناديه: (بخبث أكتر) فاضي؟ دا انتي ما تعرفيش اللي بيدور من ورا ضهرك ياولية ، فيصل ديه مش بني آدم بسيط ديه لئيم ولعبها بخبث وياكم، ديه كان رايد الصغيرة، وسبحان الله، بدل ما ياخدها، وقع في الكبيرة! ولا يمكن كان مجبر؟
نبوية: (بحذر) ايييه؟! مجبر؟! قصدك إيه؟ وايه اللى كان جبره على بتي عاد....
ناديه: (بنبرة غامضة) وانا ايش عرفني.... اسألي بنتك اسر عندها وهي اللى هتقولك، يمكن يكون عندها الكلام اللي يخليكي تفهمي.
ناديه قامت وهي راضية عن نفسها، وخرجت من البيت بعد ما شافت في عيون نبوية الشك بدأ يتسلل، وكان ده اللي عاوزاه.
بعد ساعة، نبوية كانت قاعدة مع هنية، وعينيها مليانة ريبة، وهي مش قادرة تمسك لسانها أكتر من كده.
نبوية: (بحزم) الله صحيح.... قولي لي يا هنية، إنتي وفيصل ازاي حصول بينكم كل ديه فجأة؟
هنية: (بدهشة) فجأة إيه، يا أماه؟ مش إنتي أول واحدة عارفة بحبه ليا؟
نبوية: (بريبة) طيب وانتي؟ كنتي بتحبيه من الأول؟ ولا كان في حاجة تانية؟
هنية: (بحزم) انتي بتسأليني ليه السؤال ديه؟ حد قالك حاجة؟
نبوية: (بتوتر) لا، بس… بس رايده أكون متأكدة، عشان ما أديش بنتي لحد مش مقتنع بيها.
هنية: (بحزن) يعني إنتي شاكة فيا؟
نبوية: (بتنهيدة) مش فيكي، بس في اللي حوالينا… الناس بتتحددت، وأنا مش رايدة حديدت الناس يبقى حقيقة.
هنية: (بثقة) فيصل رايدني أنا، ولو كان في حاجة غير اكديه، ما كانش وافق ولا جاه من بابه من الاول اصلا....
نبوية سكتت، بس جواها لسه في شك، واللي زود الطين بلة إن الناس بره ما سكتتش. كل يوم كلمة، وكل يوم حكاية، لحد ما الموضوع وصل لراجح بنفسه.
في ليلة، وهو قاعد قدام البيت، دخلت عليه نبوية، وكانت ملامحها متوترة، كأنها بتحاول تلم الكلام في عقلها قبل ما تتكلم.
نبوية: (بتردد) راجح… أنا رايدة أسألك في حاجة.
راجح: (بهدوء وهو بيشرب الشاي) قولي، مالك واقفة كأنك شايلة هم الدنيا؟
نبوية: (بتوتر) انت متأكد إن فيصل رايد هنية بحق؟
راجح: (بيرفع حاجبه) إيه السؤال ديه؟ مش هو اللي جيه وطلبها؟
نبوية: (بقلق) بس الناس بتقول إنه كان رايد حنان، وإن الجوازة دي كانت كأنها حل وسط!
راجح: (بحزم) وديه يهمنا في إيه؟ البنت وافقت، والولد وافق، والكلام ديه كله كلام ناس ما عندهاش غير اللسان الطويل.
نبوية: (بتردد) بس… بس أنا خايفة تكون هنية متسرعة، وإنها مش شايفة الحقيقة.
راجح: (بحزم) اسمعي يا نبوية، أنا ربيت بنتي وعارفها، ولو فيصل كان رايد حنان، ما كانش وافق على الكبيرة، ومش عاوز أسمع الكلمة دي تاني، لا منكي ولا من حد غيرك.
نبوية سكتت، بس جواها لسه الشك بيأكل فيها، وهنا كان مدخل ناديه التاني.
في نفس الليلة، عند بيت زينب، ناديه كانت قاعدة تتكلم مع فيصل، وكأنها بتحاول تحفر في عقله.
ناديه: (بتنهيدة) والله يا ابني، أنا خايفة عليك، خايفة تكون تسرعت، ويمكن تكون لسه مشغول بالصغيرة وأنت مش حاسس!
فيصل: (بحدة) انتي ليه مصرة على الكلام ديه؟ أنا عارف أنا عاوز إيه، وهنية هي اللي اخترتها بإرادتي.
ناديه: (بخبث) طب وفرضنا… فرضنا إن الصغيرة كانت بتحبك؟ هتكون راضي إنها تتعذب وهي شايفاك مع أختها؟
فيصل سكت لحظة، بس مش عشان الشك، بل لأنه زهق من الكلام اللي ما بيخلصش.
فيصل: (بحدة) أنا مش هعيش حياتي على فرضيات، واللي كان عاوزني كان ييجي يقول، إنما دلوق خلاص، أنا خطبت، وما فيش حد هيفسد الموضوع ديه، لا بحكي ولا بكلام فاضي.
ناديه سكتت، لكنها كانت متأكدة إن النار اللي ولعتها لسه مشتعلة، ولسه في حاجة هتحصل قريب.
البارت 5 والاخير
الليل كان هادي في بيت راجح، لكن القلوب كانت مليانة نيران، كل واحد عنده اللي شاغله، واللي عاوز يثبت حاجة، واللي عنده حرب جوه نفسه…
ناديه ونبوية قدام البيت، والكلام الخبيث شغال
ناديه: (بخبث وهي تبص لنبوية) عجبك اللى بيوحصول ديه.... أنا مش رايده أقولك يا نبوية، بس حسه إن هنية قلبها مش مع فيصل…
نبوية: (بتكشّر) واه واه.... وبعدهالك عاد انتي رايده إيه بالظبط؟ البت مخطوبة وخلاص، وجوازها قريب…
ناديه: (بتمثيل قلق) بس أنا خايفة يكون عقلها لسه هناك… عند ياسين..... بتحددت لمصلحه العيله ولسه فيه وقت يا نبوية....
الكلام وقع زي الطوبة في قلب نبوية، عينها جابت هنية، بس رجعت كتمت في نفسها.
في البيت، فيصل داخل وعينه على هنية، ملاحظ إنها مش طبيعية
فيصل: (بقرب) صباح الخير يا هنيه.... مالك؟
هنية: (بتنهيدة) صباح الخير.... مفيش، بس حاسه إن الدنيا بقت غريبة.
فيصل: (بهدوء) الدنيا هي هي… إحنا اللي بنشوفها بشكل مختلف.
هنية: (بشرود) يمكن…
فيصل: (بنبرة حاسمة) هنية، أنا مش غبي… وخابر إنك كنتي بتحبي ياسين زمان.... بس اللى يهمني دلوق انك ويايا ومفيش حد في قلبك غيري..... وانك خلاص اخترتيني.....
هنية رفعت عينها بصدمة،
هنية: (بحزم) فيصل… لو ما كنتش مقتنعة، ما كنتش وافقت على خطوبتنا.... صدقني يا فيصل مافيش حد فى قلبي غيرك....
فيصل ابتسم لأول مرة من قلبه، وخد نفس عميق…
فيصل: (بثقة) وأنا واثق فيكي… إحنا هنبدأ حياتنا من غير أي حاجة تعكرها..... ولو تسمعي قلبي ازاى يرقص من حديدتك ديه...... انا رايد ادخل لعمي ويخلينا نتجوز بسرعه عاد...
هنية بصت له، لأول مرة تحس إنه يمكن كان اللي يستحقها من الأول.
الحوش مليان ناس، بس الجو فيه توتر… وناديه مش هتسكت
ناديه: (بخبث) ما شاء الله، بنتك هنية شكلها متهنية في خطوبتها، مش اكديه يا راجح؟
نبوية: (بحزم) طبعًا متهنية، فيصل راجل يعتمد عليه.
ناديه: (بغمزة) وأنا مش بقول حاجة، بس سبحان الله… الواحد ساعات يبقى قلبه مع حد، وبعدين يتخطب لحد تاني… انتي خابرة قصدي، يا هنية مش اكديه؟
الكلام وقع زي الطوبة في الميه، الكل بص لهنية، اللي رغم إنها كانت ثابتة، عيونها ضاقت.
هنية: (بهدوء جامد) لاه يا مرات عمي مش خابرة قصدك، بس لو بتلمحي لحاجة، فـ أنا خلاص خطيبة فيصل، ومفيش أي حاجة تخليني أفكر في غيره.
فيصل: (بحزم) واللي بيني وبين هنية مالوش علاقة بأي حد تاني، وأتمنى الحديدت ديه ينتهي.
ناديه ضحكت ضحكة صغيرة، بس شرها كان باين.
ناديه: (بتمثيل) لاه لاه، أنا بس كنت بسأل، أصل الجوازة اللي تيجي فجأة ساعات الواحد يشك فيها… مش اكديه يا ياسين؟
الكل بص لياسين، اللي كان ساكت طول الوقت، رفع راسه وبص لناديه بنظرة جامدة.
ياسين: (ببرود) وبعدهالك يا مرات عمي عاد..... مالك بتبخي فى سمك ليه.... شوي هنيه وشوي انا.... أنا مش فاهم إنتي رايده توصلي لإيه؟
ناديه: (بخبث) واه واه... انت كيف بتحددت وياي اكديه يا واكل ناسك... ولا حاجة، بس بقول يعني لو الواحد كان بيحب حد، ولقى نفسه مخطوب لحد تاني… ممكن يكون قلبه لسه هناك، حتى لو قال العكس.
حنان قامت بسرعة، وملامحها كانت مليانة غضب.
حنان: (بحزم) بصراحة بقى يا مرات عمي، أنا زهقت من تلميحاتك! أنا خابرة إن ياسين كان بيحب هنية، وخابرة إن هنية كانت بتحبه، بس ديه كان زمان، واللي بيني وبين ياسين النهارده مش لعبة..... ياريت بقى تفهمي الحكايه داي وكفاياكي عاد حديدتك الماسخ ديه......
ياسين: (بهدوء لكن بحدة) وأنا مش مضطر أبرر موقفي لحد، أنا اخترت حنان، وهنية اختارت فيصل، والموضوع خلص.
ناديه زمت شفايفها، بس كانت فرحانة إنها زرعت الشك في الكل.
هنية في اوضتها، مخنوقة من الجو اللي حصل… حنان قاعدة برا، مشغولة بياسين، اللي قاعد لوحده بعيد، وساكت
حنان: (بتنهدة) مفيش فايدة… مهما حاولت أقول لنفسي إنه بقى خطيبي، بحس إن فيه حاجة ناقصة.
فيصل دخل البيت، وراح على طول على هنية.
فيصل: (بحزم) هنيه.... احنا لازم نتحددت.... لازم نخلص من الموضوع ديه، ناديه مش هتسيبنا في حالنا.
هنية: (بهدوء) وأنا قولتلك قبل اكديه، أنا خلصت من أي مشاعر قديمة، ومش هسمح لحد يشكك في اللي بينا..... عايزني اعمل ايه اكتر من اكديه عاد يافيصل.....
فيصل: (بتنهيدة) مقولتش حاجه يا هنيه..... انا خابر ياقلبي… بس إحنا لازم نقفل الباب على أي حد يحاول يدخل بينا.
هنية قربت منه، لأول مرة تحس إنه مش بس خطيبها، لكنه السند الحقيقي ليها.
هنية: (بحزم) يا فيصل يا حبيبي خلاص، إحنا مع بعض، ولا حد له عندنا حاجة....
البيت كان مليان زغاريد وضحك، بس كل واحد كان جواه حاجات ما حدش يعرفها غيره. نبوية كانت واقفة وسط الستات، بتوزع شربات، وعينيها بتلمع بالفرحة، رغم كل اللي حصل، بنتها أخيرًا بقت في بيت راجل يعتمد عليه.
في الناحية التانية، ناديه كانت قاعدة بتبص بعين كلها شر، بس ساكتة، كأنها مستنية اللحظة الصح عشان ترد الضربة.
هنية كانت قاعدة قدام المراية، بتعدل الطرحة، بس إيديها كانت بتترعش خفيف. فيصل دخل عليها بهدوء، وقف وراها، وعينه على انعكاسها في المراية.
فيصل: (بصوت دافي) يا ماشاء الله...... يخربيت حظك يافيصل بعروستك القمر داي..... لسه مش جاهزة قلبي؟
هنية: (بابتسامة خفيفة) واه واه.... بعدهالك عاد يافيصل...... ايوا جاهزة… بس مش عارفة ليه قلبي واجعني.
فيصل: (بحزم) سلامه قلبك يا قلب فيصل..... متقلقيش واصل..... علشان سايبين ورانا حاجات كتير، بس اللي جاي أهم… إحنا اخترنا بعض، ومش هنسمح لحد يدخل بينا تاني.
هنية: (بصوت هادي) خابرة يا حبيبي… بس فيه ناس مش هتسكت.
فيصل: (بثقة) خابرة يا هنية؟! لما كنت وكيل نيابة، شفت ناس كتير بتحاول تهد، بس عمر الحق ما وقع… وإحنا الحق بتاعنا إننا نبدأ مع بعض من غير ما نخلي حد يعكر علينا فرحتنا.
هنية: (بحزم) وأنا مش هسمح لحد يبوظ اللي بينا، ولا حتى شكي بنفسي.
فيصل ابتسم، مد إيده وسحبها تقف قدامه، وبص في عينيها كويس.
فيصل: (بهدوء) احنا مع بعض، ومهما حصول، مش هسيب يدك واصل...... اخيرا بقيتي ملكي وعلي اسمي يا هنيه...
برا كانت حنان واقفة لوحدها، عينها بتدور على ياسين، لقته واقف بعيد، بيبص ليها بنظرة مش مفهومة. أخدت نفس، وراحت ناحيته.
حنان: (بهدوء) ياسين، أنا رايده أسألك سؤال وأنت ترد عليا بصراحة…انت ليه اخترتني؟
ياسين فضل ساكت لحظة، بعدين بص لها وقال بجفاف:
ياسين: ناديه قالتلي أتقدم لك… وأمي ما كانتش رايداني أكسر كلمتها...... علشان ربنا مرزقهاش بعيال وكانت رايده تحسسها اننا زو اولادها واكديه.....
الكلام وقع زي الحجر على قلب حنان، بس حاولت تمسك نفسها، ورسمت ابتسامة حزينة.
حنان: (بصوت واطي) علشان اكديه بس اختارتني يا ياسين..... يعني مش لإنك رايدني؟
ياسين تنهد، وبعدين بص في الأرض قبل ما يرفع عينه ليها تاني.
ياسين: بصراحة في الأول، لاه… بس دلوق، مش خابر....... واللى انتى رايداه هيوحصول مش رايد اظلمك وياي....
حنان عضت شفايفها، وحست إنها كانت عارفة الإجابة من الأول، بس كان لازم تسمعها.
حنان: (بصوت ضعيف) طيب… لو لسه بتحب هنية، أنا مش هكون في طريقك.... وكل شي قسمه ونصيب يا ياسين..... وبتفضل ولد عمي...
ياسين: (بحزم) لاه يا حنان.... هنية بقت خطيبة أخويا واليوم مرته، واللي بينا انتهى، حتى لو كان في يوم حاجة.
الكلام طمنها شوية، لكنه ما طمنهاش بالكامل، لأن نظرات ياسين كانت دايمًا فيها حاجة مخفية، حاجة مش مفهومة.
نبوية قربت من ناديه، وكانت ملامحها مليانة غضب مكتوم.
نبوية: (بحدة) بعدهالك عاد يا ناديه مش هتبطلي؟ خلاص العيال اختاروا، انسي الموضوع.
ناديه زمت شفايفها، وبصت بعيد، كأنها بتخطط لحاجة.
ناديه: (ببرود) اللي فات مات، ماشي… بس الواحد مش بيسيب حقه اكديه بالساهل.
نبوية: (بغضب) إنتي إيه اللي في دماغك؟
ناديه: (بابتسامة خبيثة) ولا حاجة، بس الدنيا لسه طويلة، والمفاجآت مش بتخلص.
نبوية بصتلها بريبة، لكنها ما قالتش حاجة، كانت عارفة إن ناديه مش من النوع اللي ينسى بسهولة.
كتب الكتاب تم، وصوت الزغاريد ملا البيت، والكل كان مبسوط، لكن جوا كل حد كانت فيه مشاعر مختلفة.
فيصل: (بهمس لهنية) أخيرا بقتي ليا…يا قمري وهنايا...
هنية: (بابتسامة دافئة) وأنت بقيت ليا.... يا راجلي وسندي وعوضي فى الدنيا...
ياسين قرب من حنان، وحس إن الحياة ساعات بتاخدنا في طرق إحنا ما كناش مخططين لها، لكنها بتوصلنا للنهاية الصح.
وفي الركن البعيد، ناديه كانت قاعدة، عيونها بتلمع بشر، لكنها كانت ساكتة، لأول مرة عارفة إنها خسرت المعركة… لكن الحرب؟ الحرب لسه طويلة.
والليل دا كان بداية جديدة، لحياة ما حدش كان متوقعها، لكنها كانت الأصح ليهم كلهم.
تمت
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇


تعليقات
إرسال تعليق