رواية عاشق زوجتي الفصل الثالث بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده
![]() |
رواية عاشق زوجتي الفصل الثالث بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده
في بيت يوسف...
كانت أم يوسف تقف في المطبخ، منشغلة بتجهيز الطعام استعدادًا لعودة سمر من الجامعة. رائحة الأكل تفوح في المكان، تضفي دفئًا وطمأنينة. فجأة دخلت نور بخطوات مترددة، وملامحها يغلب عليها الخجل.
قالت بصوت خافت وهي تبتسم ابتسامة خجولة:
ـ السلام عليكم يا طنط، محتاجة أساعد حضرتك في حاجة؟
رفعت أم يوسف رأسها إليها بابتسامة حنونة تفيض دفئًا واحتواء، ثم ردّت:
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا بنتي. لا يا حبيبتي، مش محتاجة مساعدة، كتر خيرك. بس عشان خاطري، كلي لك لقمة… إنتِ من امبارح ما كلتيش حاجة.
نور، في محاولة منها للتأقلم مع الجو الجديد، أجابت بمرح وهي تضع يدها على بطنها:
ـ أيوه، بصراحة أنا جعانة أوي… والاستاذ يوسف قال لي إنك عاملة شوية فول، يستاهلوا بقى. هو فين الفول ده؟
ضحكت أم يوسف على كلامها بعفوية، وقالت بحب:
ـ فول إيه يا قمر؟ ده كان الصبح. إنما دلوقتي عملتلك شوية محشي ورق عنب مع دكر بط… حاجة كده تستاهل بقك القمر ده.
أطلقت نور ضحكة صغيرة، ثم تظاهرت بالتعب وهي تربت على بطنها:
ـ اهاا… يلا هاتي بسرعة، والله جوعتيني.
ابتسمت أم يوسف بحنان، أسرعت نحو المطبقية، ثم اتجهت إلى حلة المحشي الموضوعة على النار. فرغت بعضًا منها، وأخرجت ورك البط، حمّرته بالزيت، وجهزت بجواره شوية سلطة. رتبت كل ذلك على صينية فلاحي كبيرة، وفرشتها على الأرض كما اعتادت في بيتها البسيط.
قالت برقة وهي تضع الطعام أمام نور:
ـ تعالي يا حبيبتي كُلي لحد ما تشبعي، ولو الأكل ما كفاش قوليلي، أزودلك تاني.
لكن نور لم تتحرك. وقفت تحدّق في أم يوسف بعيون دامعة. المشهد كله ـ يدان حانيتان تعدان لها الطعام، قلب أموي لا يملك لها إلا الحب ـ أعاد إليها حرمانها القديم منذ وفاة أبيها وأمها. لم تستطع أن تتمالك نفسها، فانسابت دموعها بغزارة.
لاحظت أم يوسف بكاءها، فارتبكت واقتربت منها بخوف، قائلة:
ـ خير يا حبيبتي، مالك؟ رجعتي تعيطي تاني ليه؟
لم تتمالك نور نفسها أكثر، ارتمت في حضن أم يوسف تبكي بحرقة، وصوتها يتقطع بالعَبرات:
ـ أنا تعبانة أوي… أوي. والله العظيم محتاجة ماما وبابا يكونوا جنبي في الفترة دي. هم ليه مشيوا؟ ليه سبوني لوحدي في عالم ظالم زي ده؟ هو إنسان خائن وكذاب… عارف إني مليش ضهر يحميني، عشان كده بيعمل اللي هو عاوزه!
تساقطت دموع أم يوسف هي الأخرى، وهي تحتضنها كأنها طفلتها، غير مستوعبة من تقصد بكلامها، لكنها شعرت بقلبها يحنّ للغلبانة اللي تبكي بحرقة بين ذراعيها. قالت وهي تربّت على ظهرها بحنان:
ـ هو مين يا حبيبتي… الخاين ده؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في شركة أحمد ـ والد جاسر
شركة كبيرة تعمل في مجال تصدير واستيراد المواد الغذائية.
دخل يوسف من باب الشركة وهو يعرج على قدمه، ملابسه متسخة من أثر الحادث، ووجهه يحمل كدمة واضحة وانتفاخ بسيط في مكان لكمة جاسر. كان يتنفس بصعوبة، لكن رغم ذلك تقدم بخطوات مثقلة حتى وصل أمام مكتب السكرتيرة ملك.
وقف أمامها وقال بصوت متقطع:
ـ لو سمحتي يا آنسة… أنا يوسف إبراهيم… عندي معاد لمقابلة شغل.
رفعت ملك عينيها إليه بكبرياء، نظرت له من أعلى لأسفل باستخفاف، ثم ردّت من بين أسنانها:
ـ بعتذر… بس حضرتك اتأخرت كتير.
قال يوسف برجاء، وصوته يحمل بقايا أمل:
ـ لو سمحتي… اسمحيلي أدخل. عارف إني جيت متأخر، بس والله… عربية خبطتني وأنا في الطريق، وده اللي أخّرني. والله مش بإيدي.
حدّقت فيه ملك بطرف عينها، ولوت شفتيها باحتقار:
ـ بقولك المقابلة انتهت… جيت متأخر. إيه يا حيوان، مش فاهم أنا بقول إيه؟! وبعدين أنا مالي… عربية خبطتك ولا زفت! إيه القرف ده على الصبح؟
تصلّبت ملامح يوسف، شدّ على قبضته محاولًا التحكم في غضبه، لكن صوته خرج عاليًا:
ـ تعـرفي… لولا إنك بنت، كنت وريتك مين الحيوان اللي مش بيفهم!
في هذه اللحظة، خرج أحمد من مكتبه، متجهًا نحوهم بعدما لفت صوته العالي أنظار الموظفين. وقف أمام يوسف، يرمقه من رأسه حتى قدميه، وقال بجمود:
ـ إيه اللي بيحصل هنا؟… وإنت مالك يا ابني، إيه اللي عمل فيك كده؟
اقترب يوسف وهو يعرج، غير مدرك أن الرجل الواقف أمامه هو صاحب ورئيس الشركة ذاته، وقال بحماس وغضب مكبوت:
ـ أسمعني يا أستاذ… أنا جاي علشان مقابلة شغل. بس وأنا في الطريق عربية خبطتني، علشان كده اتأخرت. جيت هنا لقيت الأنسة دي مش عاوزة تدخلني، بل بالعكس… غلطت فيا. وأنا… لولا إني راجل وأبوي رباني إن إيدي ما تتشال على ست، كنت علمتها الأدب.
التفت أحمد نحو ملك بعينين ضيقتين من الغضب، بينما حاولت ملك أن تبرر بسرعة:
ـ هو… هو اتأخر علشان…
قاطعها أحمد بصوت حازم مرتفع:
ـ علشان إيه يا آنسة ملك؟! مش أنا لسه قايلك إن المقابلة هتبدأ بعد نص ساعة؟ ولسه ماعداش حتى خمس دقايق! إزاي تقولي له إنها خلصت؟!
تلعثمت ملك وهي تحاول الدفاع عن نفسها:
ـ آسفة يا فندم… بس حضرتك مش شايف منظره؟ أنا… فكرته بلطجي، وخوفت حضرتك تضايق مني لو دخلته.
قال يوسف بغيظ، وقد ضاق صدره:
ـ بلطجي إيه؟! استغفر الله العظيم… أنا لسه قايلك اللي حصل! إزاي بلطجي بقى؟
تأمل أحمد يوسف لبرهة، ثم قال بنبرة أهدأ:
ـ خلاص يا ابني، حصل خير. روح عالج نفسك… وما تقلقش، المقابلة اتأجلت لبكرة.
ثم استدار متجهًا نحو مكتبه، وهو يلقي أوامره:
ـ لحقيني على مكتبي يا آنسة ملك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عائلة جاسر
عاد جاسر إلى البيت وهو لا يطيق نفسه، ملامحه متوترة، وما حدث معه في الشارع لا يفارق ذاكرته للحظة. صعد الدرج نحو غرفته في الطابق الثاني وهو يضع يده على جبينه وكأنه يبحث عن شيء من الاسترخاء أو الراحة.
لكن صوت أمه هانم، التي كانت تجلس على الأريكة تراقب تحركاته، أوقفه:
ـ استنى عندك يا جاسر… إيه؟ مش شايفني قاعدة؟
التفت جاسر إليها كأنه يراها لأول مرة، وقال بفتور:
ـ آسف يا ماما… ما أخدتش بالي.
رمقته هانم بنظرة فاحصة وقالت بحدة يغلبها القلق:
ـ وإنت من إمتى بتاخد بالك أصلاً؟ على العموم… فين نور؟ ليه لسه ما رجعتش البيت لحد دلوقتي؟
ازدادت حركة يد جاسر على جبينه، ورد بتوتر ظاهر:
ـ هي عند واحدة صاحبتها… وما وافقتش ترجع معايا. قولت أسيبها يومين ترتاح، وبعدين ترجع من نفسها.
رفعت هانم حاجبيها باستغراب:
ـ غريبة! أنا امبارح كلمت كل صاحبات نور اللي أعرفهم… ما فيش واحدة فيهم عارفة عنها حاجة.
ابتلع جاسر ريقه سريعًا، ثم قال بكذب وهو يشيح بوجهه:
ـ ما هو نور اللي قالتلي ما أقولكش حاجة يا أمي.
أطرقت هانم برأسها للحظة، وقالت بصوت يحمل حزناً واضحاً:
ـ ماشي يا نور… المهم إنها بخير. بس أنا عاوزة أفهم: إيه اللي حصل بينك وبينها امبارح يخليها تسيب البيت؟ ده عمرها ما عملتها قبل كده.
تحرك جاسر بعصبية وهو يحاول التملص:
ـ خلافات عادية يا أمي… بتحصل بين أي اتنين متجوزين. والموضوع مش مستاهل إنها تسيب البيت، بس هنقول إيه… عقل العيال.
حدقت فيه هانم بعينين ثاقبتين وقالت:
ـ طيب إيه هو الموضوع ده؟ عاوزة أعرف. وأنا عارفة إن نور صغيرة في السن، بس عقلها أكبر من كده بكتير. متأكدة إنك عملت حاجة كبيرة علشان تفكر تسيب البيت بالشكل ده.
اقترب جاسر من السلم وهو يتظاهر بالإنهاك:
ـ معلش يا أمي… أنا مصدّع ومحتاج أنام شوية. لما أصحى هاحكيلك كل حاجة.
ابتسمت هانم برفق يخالطه شك:
ـ بقى كده؟ طيب يا جاسر… اطلع ارتاح شوية. وأنا هخلي حد يعملك فنجان قهوة.
التفت إليها وهو يحاول إخفاء قلقه:
ـ تسلمي يا أمي… ربنا يخليكي ليا.
وضعت هانم يدها على صدرها وقالت بدعاء صادق:
ـ الله يسلمك ويحفظك يا بني… ويهديك ويهدي سرك يا رب.
يتبع
اللي وصل لحد هنا يصلّي على رسول الله ﷺ ❤️ ويضغط لايك 👍 ويكتب رأيه في التعليقات 📝… بجد رأيكم يفرق معايا جدًا، هو اللي بيشجعني أكمل وأديكم أحلى أحداث. اللي جاي في الرواية هيكون مشوق وغامض ومليان مفاجآت 😍 فمحتاجاكم تتفاعلوا علشان نعيش القصة سوا خطوة بخطوة.
اللي مش متابعني فايته كتير متابعه لصفحتي
❤️🛺💙🌹❤️🌺💙🌹🛺
اللي بيحب الروايات الكامله والحصريه من هنا 👇 ❤️ 👇
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق