القائمة الرئيسية

الصفحات

مذكرات عاشق الحلقه الاولى بقلم الكاتبه صفاء حسني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

  مذكرات عاشق الحلقه الاولى بقلم الكاتبه صفاء حسني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


مذكرات عاشق الحلقه الاولى بقلم الكاتبه صفاء حسني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


تظهر فتاة شابة في بلكونة شقتها، ماسكة إبريق فخار وبتسقي الزرع. دي حنين محمد الدسوقي، محامية عندها 28 سنة. طولها متوسط، بشرتها بيضا وناعمة، عيونها عسليّة باين عليها التعب والحزن، وشعرها بني طويل نازل على كتفها بشكل عفوي. بتسقي الورد بهدوء، وعينيها تايهة في السما، كأنها بتدور على حاجة ضايعة جواها.


في المبنى اللي قصادها، واقف شاب بيراقبها من بعيد. ده حازم علي السيد، عنده 30 سنة، كان نجم كورة قدم واعتزل بعد بطولات كتير. شاب وسيم، بشرته قمحيّة بتزيده جاذبية، وعيونه العسليّة اللامعة مش بتفارق حنين. واقف في بلكونته وبيسمع أغنية "لو عارف" لهاني شاكر بصوت عالي، نفس الأغنية اللي بتوصل ودن حنين وتخلي دموعها تنزل على خدها، كأنها بترجعها لزمن تاني.


حنين فاقت من شرودها على صوت جرس الباب. مسحت دموعها بسرعة وراحت تفتح، لقت راجل في الخمسينات ماسك شنطة بريد جلد، وشه أسمر من الشمس وعيونه صغيرة بس هادية. ده ساعي البريد.


الساعي بابتسامة بسيطة: "في طرد باسم مدام حنين محمد الدسوقي… موجودة حضرتك؟"


حنين بصوت واطي وباين عليها الجدية: "أيوة أنا."


الساعي وهو بيقدم الورق: "الطرد ده ليكي… ممكن تمضي هنا؟"


حنين خدت القلم ومضت بهدوء، وإيديها بتترعش شوية. "حاضر."


قفلت الباب بالراحة بعد ما خدت الطرد، وراحت على أوضتها الصغيرة المليانة كتب وملفات. قعدت على طرف السرير وفتحت الطرد بلهفة، لقت دفتر شكله حلو، متغلف بورق كله ورد، وجنبه ورقة مكتوب عليها: "هل تعرفين أنا العاشق؟" وشريط كاسيت لهاني شاكر.


حطت الشريط في الكاسيت وشغلته، صوت هاني شاكر بدأ يملا الأوضة: "لو عارف إنك حبيبي وبتحبني كنت أديك عمري…"


حنين قعدت مكانها وصوت الأغنية بيعصف بقلبها. فتحت الدفتر وبدأت تقلب في الصفحات بسرعة، وذكرياتها بتسبق صوابعها.


رجعت بذاكرتها ليوم ما سابت حتة السيدة زينب الشعبية، الحتة المليانة روحانية رغم بساطة أهلها. افتكرت ريحة المسك والبخور اللي طالعة من الشوارع، أصوات البياعين، وصوت الأطفال العالي في الحواري الضيقة، وصوت النجارين والحدادين، وصوت الجامع الكبير بتاع السيدة.


الصورة اتنقلت في دماغها لأوضة مكركبة، كانت بترتب حاجتها ولبسها في شنطة كبيرة. صوت أمها وفاء علي، ست عندها خمسين سنة، بشرتها بيضا وشعرها بني فاتح، ووشها باين عليه الحنية والصبر:


وفاء: "أوعي تنسي حاجة، ماشي يا حنين؟"


حنين بابتسامة: "متخافيش يا ست الكل… أنا خدت كل اللي محتاجاه." قربت من أمها وقالت بخجل: "ماما، ممكن طلب؟"


وفاء رفعت حواجبها بابتسامة دافية: "خير يا حنين؟"


حنين بوشها الصغير الجميل: "ممكن أروح أسلم على هالة وأديها العنوان الجديد؟"


وفاء هزت راسها: "مفيش مشكلة، بس متتأخريش عشان ورانا حاجات كتير."


حنين جريت على السلم بسرعة، وصلت لصاحبة طفولتها، هالة ممدوح، بنت في نفس سنها، وشها مدور، بشرتها قمحية، وعيونها بني واسعة بتلمع بالدموع.


هالة وهي بتعيط وبتحضنها: "خلاص ماشية وهتنسيني صح؟ وهتصاحبي ناس غيري."


حنين ردت الحضن وعيونها بتدمع: "انتي أختي وصاحبتي… أنا مقدرش أنساكي، وانتي عارفة كده كويس، صح؟"


هالة ابتسمت بالعافية: "صح… اديني العنوان عشان أبقى أجيلك."


حنين وهي بتديها الورقة: "خدي… وأنا سمعت بابا بيتفق مع عمو عباس إنك هتيجي تزوريني وتنامي عندي في الإجازة زي ما اتعودنا، تمام؟"


هالة: "ماشي يا حبيبتي، إن شاء الله."


حنين خرجت وقابلت والدة هالة، أمل، ست أربعينية ملامحها طيبة، قالتلها بابتسامة: "سلمي لي على ماما يا حنين."


حنين ردت بأدب: "حاضر يا عمتو."


وأخو هالة الصغير، هاني (13 سنة)، بشرته سمرا خفيفة وشعره أسود كثيف، بيبصلها بحب طفولي: "هتبقي تزورينا يا أبلة حنين؟"


حنين مسحت على شعره: "أكيد يا حبيبي."


عباس، والد هالة، راجل في الخمسينات وشه رجولي وبشرته سمرا، نادى عليها وهو بيحط إيده على كتف ابنه: "مع السلامة يا بنتي."


حنين ردت: "الله يسلمك يا عمو."


عباس وهو بيبص لمراته: "أنا نازل معاكي عشان أسلم على بابا وأساعد جارنا يا أمل."


أمل ردت بفخر: "صح كده، هي دي الأصول."


هاني بحماس: "وأنا كمان ممكن يا بابا أساعدكم في نقل الشنط؟"


عباس ضحك: "أكيد، تعالى معايا."


حنين سابتهم ورجعت البيت، الشنط والحاجات كلها بدأت تنزل مع الأسرة، وأهل الحتة بيودعوهم بحرارة. إيد بإيد، كل حاجة اتنقلت لعربية النقل الكبيرة. حنين بصت من بعيد بتودع الحتة وأهلها كأنها بتحلم، عمرها ما خطر في بالها إن هييجي يوم وتسيب المكان. بس ربنا كان ليه حكمة تانية. أبوها اترقى وبقى مدير ونقلوا لحي راقي في 6 أكتوبر.


بعد ساعات من السفر، العربية وصلت المدينة الجديدة. حنين نزلت وهي مبسوطة رغم الحنين، المكان واسع، العمارات ضخمة، الجناين كبيرة، والفيلات بتلمع تحت الشمس. العمارة اللي نقلوا ليها كانت أربع أدوار وحواليها جنينة حلوة.


حنين بفضول: "إحنا في الدور الكام يا بابا؟"


أبوها، راجل هادي، رد بابتسامة: "في الدور التالت يا حنين."


حنين خطفت المفاتيح من إيده وجريت على الشقة، فتحت الباب واتفاجئت بالمساحة والغرف الكتير الواسعة.


سألت بحماس: "ماما، ممكن أختار أوضتي قبل ما عمو ييجي ويختار؟"


وفاء اعترضت: "أكيد لأ… لازم عمك هو اللي يختار عشان يكون مرتاح."


الأب هداها: "سيبيها براحتها يا وفاء… الأوض كتير، وهو حسام هيقعد قد إيه يعني."


حنين بفرحة: "شكرا يا أحلى أب في الدنيا." باست أبوها في خده وجريت تشوف الأوض. لفت نظرها أوضة مش كبيرة زي الباقيين، بس فيها بلكونة حلوة مليانة ورد. وقفت تتأملها، راحت ملت المساقي وبدأت تسقي الزرع وهي مبسوطة. من بعيد، كان فيه حد بيراقبها، بيراقب كل حركة ليها، وكان مبسوط إنها اختارت الأوضة دي.


حنين رجعت لحاضرها، قلبت أوراق الدفتر في إيديها، وقرأت في الصفحة الأولى: "أنتِ متعرفينيش، بس أنا أعرفك… أعرف بتحبي إيه وبتكرهي إيه… وعارف كمان إن الدفتر ده كنتي بتتمني تشتريه… عجبك شكله، بس ساعتها جالك تليفون وخرجتي من غير ما تشتريه."


ابتسمت بمرارة، افتكرت إزاي الدفتر عجبها في يوم من الأيام ومكانش معاها فلوس كفاية، فاتحججت بمكالمة تليفون عشان محدش ياخد باله.


خرجت للبلكونة، حطت الدفتر على ترابيزة صغيرة بعد ما الأغنية خلصت، وراحت تجيب فنجان قهوة والكاسيت جنبها عشان تكمل قراية الدفتر. قعدت في نفس مكانها اللي بتحبه قدام الورد، وبصت للسما وراجعت القضايا اللي في دماغها.


فتحت الدفتر تاني بعد ما خدت رشفة من القهوة، وحاولت تركز في الرسالة اللي كتبها "العاشق" المجهول ده. كان عارف هي كانت عايشة فين، وعارف كانت عايزة تشتري إيه.


قرأت بتركيز أكبر: "معرفش أنا مجهول بالنسبة لكِ ولا لأ، بس المهم إنك دلوقتي فاكرة الدفتر ده، وقاعدة في المكان اللي اتختار لكِ من أول يوم لكِ في المدينة…"


حنين شربت القهوة ببطء، وصوت المزيكا مالى المكان، والرسالة جت في وقت هي محتاجة فيه للمشاعر دي. "صدقيني أنا بحسد القهوة والفنجان دول عشان هما أقرب لكِ مني. كل ملف وكل قضية كنتي بتترافعي فيها، كنت موجود، بسمع مرافعتك. أيوه، أنا بتابعك في كل لحظة وكل دقيقة بتمر في حياتك."


"اشتريته عشان إيدك لمسته، وكنت محتفظ بيه في حضني. كنت عايز أكتب يومياتي، ولما بدأت الكتابة لقيت نفسي بكتب عنكِ ولكِ كل اللي حصل معايا من البداية. اكتشفت إن كل يوم عشته قبلك مكنش ليه أي قيمة، وبعد ما ظهرتي في حياتي كل حاجة بقت ليها معنى عشان أنتِ معايا وقدامي."


"من يوم ما دخلتِ المدينة والحي ده، وأنتِ بقيتي جزء من حياتي. أول مرة شفتك فيها كنتِ في الفيلا اللي قصاد العمارة اللي نقلتِ ليها."


حنين قفلت الدفتر لحظة وحطت إيديها على قلبها، كل كلمة بتنبض جواها، وكأنها شايفة العاشق المجهول ده قدامها.


 

 

 

 

كنت قاعد على اللاب توب، بتابع آراء النقاد والجمهور في آخر ماتش لعبته. الجو كان هادي، بس فجأة سمعت صوت عربيات كتير برّه الفيلا، وصوتهم عالي كأن حد بينقل عفش. قفلت اللاب، وقمت بسرعة، خرجت من أوضتي، ومن الفيلا، ووقفت في الجنينة.

 

السواق جري ناحيتي، باين عليه متوتر شوية:

السواق: آسف يا كابتن حازم، النهارده مدير الشركة بتاعة عمّك نقل هنا في العمارة اللي قدامنا. وعمّك بيقولك ما تقلقش، دول ناس راقيين ومش هيزعجوك.

 

ابتسمت بخفة، وأنا بحاول أبان عادي:

حازم: يا رب فعلاً، أهم حاجة ما يكونوش دوشة.

 

السواق: لأ خالص، دي أسرة صغيرة كده.. الأب وأخوه، والست مراته، وبنتهم اللي في ثانوي، والست دي مدرسة، والراجل موظف كبير في الشركة في الحسابات.

 

كنت لسه بتكلم مع السواق لما سمعت صوت خفيف جدًا، صوت أنوثة ناعم كده، خلاني ألفّ من غير ما أحس. وهنا كانت الصدمة…

 

طلعت من العربية بنت كأنها نازلة من لوحة مرسومة. كنتِ أنتِ يا حنين أو يا أستاذة حنين — ووقتها أنا ماكنتش أعرف اسمك لسه — لكن كل حاجة فيكِ كانت بتتكلم عن الطيبة والرقة. بشرتك البيضا زي اللؤلؤ، عيونك العسلية فيها حزن خفي كأنها شايلة جواها وجع محدش يعرفه، شعرك بني طويل نازل على كتفك وبيلمع مع ضوء الشمس، وكنتِ لابسة فستان أبيض مليان ورود ورديّة صغيرة.

 

كانت واقفة وسط الناس، بتضحك ببراءة كأنها أول مرة تشوف الدنيا، مبهورة بالمكان، فرحانة بكل تفصيلة حواليها. وأنا كنت واقف أراقبها، مش مصدّق إن في مخلوق بالجمال ده ممكن يكون حقيقي.

 

أنا "حازم علي السيد"، عندي 30 سنة، كنت أشهر لاعب كورة في النادي، واخدت بطولات كتير، اتعودت الناس تبصلي بإعجاب، بس أول مرة أبص لحد وأحس إن قلبي هو اللي اتشلّ، مش جسمي.

 

في اللحظة دي، كل حاجة حواليّ اختفت. صوت العربيات، صوت السواق، الدنيا كلها بقت صامتة، ومافيش غير صوتها وضحكتها الصغيرة اللي بتخبط جوا وداني.

 

وقتها كنت بشوف الفيلا والمكان ده عادي جدًا، لكن بالنسبالها باين إنه كان جنة. كانت بتبص على كل حاجة بدهشة طفلة، كأنها بتشوف الدنيا للمرة الأولى. خدت المفاتيح من الراجل اللي معاهم، وطلعت الشقة بخطوات خفيفة وسعيدة.

 

أنا سبت السواق ومشيت، حسّيت إني مراهق تاني، طلعت أوضتي اللي في الدور المقابل علشان أرقبها. كل حركة منها كانت بتسحرني، مش عارف إيه اللي بيحصل لي. أنا اللي البنات من الطبقات الراقية كانوا بيتمنّوا نظرة مني، لقيت نفسي متلخبط، تايه، مش فاهم ليه.

 

كان فيها حاجة مختلفة… مش جمال وبس، فيها روح هادية، بريئة، كأنها سلام بيطفي النار اللي جوايا.

 

ولما عرفت إنها اختارت الأوضة اللي بلكونتها جنب أوضتي، ضحكت لوحدي، كنت حاسس إن القدر بيقربها مني غصب عن الكل.

 

وهو ده أول سطر في “مذكرات عاشق”.

 

"أرجوكي، ما تتلفتيش… كمّلي قراية."

 

حنين رفعت راسها من الورق، وعينيها فيها استغراب. قلبها بدأ يدق بسرعة، يعني العاشق ده من الجيران؟ قامت بسرعة، سابت البلكونة ودخلت أوضتها وهي متوترة ومش عارفة تعمل إيه. دخلت المطبخ تمسك أي حاجة بس تشغل نفسها، بس عقلها شغال، مين ده؟ بيعرف عني كل حاجة ازاي؟ وازاي كتب الكلام ده وأنا معرفهوش؟

 

مشيت على أطراف صوابعها ناحية أوضة الأطفال، فتحت الباب بهدوء، ولمست هدوم ابنها الصغير اللي عمره ٤ سنين، اللي غاب عنها، وساب جواها وجع مالوش آخر. اتسندت على السرير، ودموعها نزلت من غير صوت.

 

وفي الناحية التانية، كان حازم واقف في بلكونته المقابلة، بيبص عليها من بعيد. وشه فيه حزن، وعينيه العسلية اللي كانت دايمًا واثقة مليانة وجع حقيقي. تمتم بكلمات كأنها طالعة من قلبه:

 

"ما تبكيش يا حبيبتي… آه، حبيبتي سواء انتي عايزة تسمعيها ولا لأ. مهما هربتي، فضولك هيرجعك ليّ، وهتعرفي مين أنا، وليه كتبتلك الكلام ده. دي مش مجرد رسالة… دي مذكّرات عاشق… عاشقك المجهول."

يتبع 



اللي مش متابعني فايته كتير متابعه لصفحتي 



❤️🛺💙🌹❤️🌺💙🌹🛺


اللي بيحب الروايات الكامله والحصريه من هنا 👇 ❤️ 👇 

روايات كامله وحصريه



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹



❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺




تعليقات

التنقل السريع
    close