سكريبت قلبه لم يكن لي الفصل السادس والسابع والأخير بقلم الكاتبه آلاء محمد حصريه وجديده
آية تاخد نفس تقيل، دموعها بتغرق وشها، لكن صوتها ثابت بطريقة تخض:
ـإنت يا مالك،.
مالك يبتسم بسخرية لأنس، و رافع راسه بغرور كأنه واثق من الجواب.
أنس يحبس نفسه، عينه معلقة بيها.
الكل اتجمد، مستني الكلمة اللي جاية.
-بتكمل آية وهي بتصرخ فجأة،
إنت يا مالك، كنت اللعنة اللي دخلت حياتي!
أكبر غلطة، وأوجع جرح، وأقسى تجربة.
سنتين وأنا جنبك، سنتين بضحك قدام الناس وبموت جوّه!
دموعها بتغرقها، إيدها بترتعش وهي بتشاور عليه:
ـإنت يا مالك، قتلتني وأنا عايشة!
حرّمتني من حقي أكون ست، من حقي أتحب، من حقي أحلم.
خلّيتني ظلّ، نسخة باهتة من اللي كنت عليها.
مالك يتجمد، وشه يبهت، أول مرة يتكسّر قدامها.
آية تبص له بعيون كلها وجع:
التمن شهور اللي بعدتك عني، كانوا أعظم نعمة ربنا رزقني بيها.
تمن شهور مع أنس حسّيت إن قلبي لسه قادر يدق.
ضحكت، اتسمعت، اتطمنت،
اتعلمت إن الحب مش صدفة ولا كلمة، الحب فعل، اهتمام، تفاصيل صغيرة بتقول "أنا شايفك".
تشهق وهي بتمسح دموعها بسرعة، تكمل بصوتها المبحوح:
حتى لو كنت آخر راجل في الدنيا، مستحيل أرجعلك.
إنت أكبر درس في حياتي، والدرس ده تمنه غالي قوي.
تسكت لحظة، تبص له بنظرة قاتلة:
![]() |
وأنا من النهاردة، بدفن كل اللي بينّا. إنت بالنسبالي ماضي أسود، وأنا اخترت النور.
الكل ساكت علشان عارف ان معاها حق:
ومالك عينه بتتسع،و قلبه يتفتت، أول مرة يحس بالهزيمة الحقيقية.
وأنس واقف، دموعه محبوسة، بس ابتسامة صافية بتترسم على وشه، كأنه أخيرًا اتأكد إنها له.
مالك وهو ماشي فجأه آية تنده عليه:
-آية بصوت ثابت، بس كل كلمة طالعة بحرقة:
عارف يا مالك، الرجولة مش كلمة.
الراجل الحقيقي مش اللي يرفع صوته، ولا اللي يفرض سيطرته، ولا اللي يخلي الست اللي معاه تحس إنها صغيرة ومكسورة.
الراجل الحقيقي، هو اللي يبقى سند. اللي يخلي الست تحس إنها محمية حتى وهي أضعف ما تكون.
الراجل اللي بيحب، مش لازم يجيب هدايا، ولا يكتب شعر.
الراجل اللي بيحب، يكفي إنه يسمعك، يحترم سكوتك قبل كلامك، ويشوفك بعيوبك ومميزتك من غير ما يقلل منك.
الراجل، حتى لو مش بيحب واحدة، بيعاملها بما يرضي الله.
يحافظ عليها، ما يجرحهاش، ما يكسّرش نفسها، ما يخليش دموعها تنزل كل ليلة وهي نايمة جنبه.
الراجل، حتى لو قلبه مش معاها، بيصون العِشرة، وبيحافظ على الوعود اللي قالها قدام ربنا والناس.
لكن إنت؟ إنت كنت عكس كل ده.
إنت كنت جدار بارد، كنت سجن، وأنا كنت سجينة عندك.
إنت ما كنتش سند، بالعكس، كنت الحمل اللي بيكسر ضهري كل يوم.
تفتكر إيه يعني؟ إن الست محتاجة قصور وفلوس؟
الست محتاجة كلمة طيبة، محتاجة أمان، محتاجة قلب يحس بيها، مش حجر يحطّمها.
إنت كنت حجر، وكنت غلطتي إني فضلت ماسكة فيك سنين.
لكن خلاص، أنا اتعلمت.
واللي اتعلمته منك، إني عمري ما هقبل بحاجة أقل من الراجل الحقيقي.
اللي يكون سند، اللي يكون أمان، اللي يعرف يعني إيه يخاف على ست مش يخوّفها.
تعرف انا اكتشفت ان الأهم من الحب انڪ تنام وأنت واثق ان اللى بتحبه مش هيخذلك،مش هيجرحڪ، مش هيوجع قلبڪ، مش هيخليڪ تندم فيوم انڪ اختارته عن بقية الناس ڪلها.
والثقه دي ما عدتش موجوده يا مالك.
مالك وقع عليه الكلام زي الضربة، عينيه دمعت غصب عنه.
أنس رفع راسه ببطء، وهو مش مصدق اللي بيسمعه، عينيه لمعت بدموع فرحة ما قدرش يكتمها.
------------------------
-آية بعد ما خلصت كلامها لمَالك، وقلبها بيخبط بعنف، تاخد نفس طويل، وتلف تبص لأنس. عينيها فيها صدق وارتباك:
أنس، بصراحة، أنا مش هزيِّن الكلام.
أنا مش قادرة أقول إني بحبك، يمكن الكلمة دي تقيلة عليا أوي دلوقتي.
أنا لسه خارجة من وجع، من علاقة علمتني إن مش كل اللي بيتقال بيتصدق.
أنا لسه بلنلم كسري، ولسه بحاول أصدق إني أستاهل حد يحبني صح.
لكن… تسكت لحظة وصوتها يرتعش، معاك إنت… حسيت بحاجة مختلفة.
حسيت إن في حد شايفني، مش بس شايف شكلي أو ابتسامتي. شايفني بوجعي، بدموعي اللي بخبيها، وحتى بصمتي اللي محدش كان بيفهمه.
حسيت معاك براحة، براحة أنا ما عرفتهاش ولا في يوم مع مالك.
أنا معجبة بيك يا أنس.
معجبة باهتمامك البسيط اللي بيعمل في قلبي اللي مافيش حد قدر يعمله.
معجبة إنك عرفت حاجات عني من غير ما أسأل أو أشرح.
أنا مش بقولك بحبك دلوقتي، بس بقولك إني عايزة أديك فرصة،و أدي نفسي فرصة.
وترمش بعينيها بسرعة عشان تمنع دموعها، وتكمل بصوت أعمق
أنا موافقة نتخطب.
بس عايزة أخلي الزمن هو اللي يحكم، الأيام هي اللي تخليني أعرف، إذا الحب ده هييجي ولا لأ.
بس دلوقتي، أنا عارفة إن قلبي مرتاح وأنا جنبك. ودي بداية أنا ما كنتش أحلم بيها.
-------------
-بعد أسبوع آية قاعدة في الكافيه لوحدها، طلبت مشروب جديد وطلع طعمه وحش.
•أنس يدخل بالصدفة ويقعد قصادها:
أنس وهو بيشرب من كوبايتها من غير استئذان:
يا ساتر! ده مشروب ولا عقاب؟
-آية بعصبية وضحكة في نفس الوقت:
إنت قليل الأدب! مين قالك تشرب منه؟
•لو إنتي قادرة تستحملي الطعم ده، تبقى قادرة تستحملي أي وجع… انتي أقوى من اللي فاكرة.
تضحك غصب عنها، وكأن كلمة "أقوى" لمست جواها حاجة.
اليوم اللي بعده، يشوفها في الجنينة قاعدة متضايقة. يجيب كرتين صغيرين.
•إيه رأيك نعمل تحدي؟ اللي يرمي أبعد يكسب.
-يا عم أنا ماليش في الهزار ده.
•أنس يبتسم:
يبقى هتخسري قبل ما تبدأي.
-آية تتحمس وتلعب وتغلبه:
شوفت! أنا كسبت.
•أنس بحب:
حصل كسبتي قلبي، بس اللي كسب فعلاً قلبي انا.
-آية بخجل:
أنس اتلم بقا.
•أنس بهزار:
ما انا ملموم اهو يا عيون أنس.
آية بتتجمد مكانها وتبص بعيد، قلبها يخونها بدقة أسرع.
-----------
بعد فتره من محاولات انس المستمره:
-و آية واقفة قدام المرايا في أوضتها، بتبص لنفسها، بتضحك بخجل وهي بتقول مع نفسها بصوت واطي:
أنا....... أنا فعلًا ابتديت أحس بيه، أنس غير أي حد، فيه أمان، فيه دفء… أنا يمكن… يمكن بحبه.
قلبها يخبط وهي تاخد قرار فجأة:
أنا هقول له… أيوه، أنا مش هخبّي.
تفتح باب البلكونة بخطوات مترددة، والهواء يلعب في وشها. تبص للبلكونة المقابلة، تلاقي أنس واقف، ماسك الموبايل، صوته واصل بوضوح.
•أنس بنبرة هادية لكنها جدية:
يا عم، في ناس بتطلع من علاقة مكسورة، بيبقوا محتاجين أي كلمة حلوة عشان يصدقوا إنهم لسه يستاهلوا يتحبوا. بس ده مش حب، ده فراغ عاطفي.
آية تتجمد مكانها. إيدها تمسك في سور البلكونة بقوة.
• أنس مكمل:
وبعدين دي لسه خارجه من علاقه، المفروض تهد شوايه، أنا.......
لا، أحب مين؟! أنا عمري ما أحبها. دي واحدة عندها جفاف عاطفي، أي كلمة بتأثر فيها.
دمعة سخنة تنزل من عين آية، جواها صوت بيصرخ:
هو بيتكلم عني!
---------------------
السابع والأخير
• أنس مكمل:
لا، أحب مين؟! أنا عمري ما أحبها. دي واحدة عندها جفاف عاطفي، أي كلمة بتأثر فيها.
-دمعة سخنة تنزل من عين آية، جواها صوت بيصرخ:
هو بيتكلم عني!
• أنس يوقف لحظة وبعدين صوته يبقى أهدى، أقرب للهمس:
آية مش شبه أي ست تانية، ومفيش وجه للمقارنه اصلا.
ولو قارنت دي ما خرجتش من علاقة ودخلت في حضن علاقة تانية، دي وقفت لوحدها، شايلة كسرتها بصمت، محدش حس بيها.
آية عديت نار الوحدة، وطلعت منها واقفة على رجليها، وده في حد ذاته بطولة.
•أنس بنبرة فيها عشق:
لا، آية دي حاجة تانية خالص، آية دي مش شبه حد.
تعرف أنا كل ما أشوفها بحس إن الدنيا بتسكت لحظة، كأنها هي اللي بترسم ملامح المكان.
أنا عمري ما شفت ست تخليني أنسى وجود أي ست تانية، غير هي.
حتى لما تغيب، ملامحها مش بتفارقني، كأنها ثابتة في عيني.
دي أكتر حد أنا حبيته بصدق، من غير ما أحتاج أشرح لنفسي ليه.
أنا فخور بيها، لأنها وقفت على رجليها بعد اللي عدّت بيه، ما انكسرتش، بالعكس، بقت أقوى.
اللي زيها، ما ينفعش يتساب، ولا يتعوض.
صوته ينزل أكتر، في نبرة إعجاب وحب:
ما فيش ست شبهها، كل ما أشوفها بحس إن الدنيا لسه فيها نقاء، إن لسه في قلوب صافية رغم كل اللي اتكسر فيها.
الناس بتشوفها عادية، بس أنا، أنا بشوفها جبل. اتكسرت وقامت، وقعوا عليها الدنيا كلها ولسه واقفة.
تعرف انها كل ما تبصلي بعينيها بحس إني أنا اللي مكشوف، إني أنا اللي ضعيف وهي اللي قوية، أكتر واحدة خلتني أعيد حساباتي في نفسي. ضحكتها بتخلي كل تعب يهون، حتى سكوتها له معنى.
أنا عمري ما حبيت حد زيها، ويمكن ما أقدرش أحب بعدها أي حد تاني. هي الحاجة الوحيدة اللي مخلياني مصدق إن الحب مش كلام.
عارف، نفسي في يوم توافق تكمل حياتها معايا. نفسي أبقى السند اللي ما يقعش منها أبداً.
أنا هعوضها، صدقني هعوضها عن كل وجع مرّت بيه. هعمل كل اللي أقدر عليه عشان ما تعرفش طريق الدموع تاني.
مش عايز منها حاجة غير إنها تحس إني أمان إنها تصحى كل يوم وهي مطمنة إني هنا.
أنا مستعد أدي عمري كله، أتنازل عن أي حاجة، بس أوصل بيها للنقطة اللي تبص فيها و تقول: أنا مرتاحة علشان انت موجود بس ومش عاوز اكتر من كده
-آية كانت واقفة من ورا الباب، بتسمع كلام أنس اللي كان بيقوله في التليفون. كل جملة كان بينطقها كانت بتخلي قلبها يضرب أسرع، ودموعها تنزل من غير ما تقدر تمنعها. ملامحها مليانة خجل ودهشة، حسّت لأول مرة إنها غالية عند حد.
-فجأة وهي بترجع خطوة لورا، رجلها تخبطت في الكرسي الصغير اللي كان وراها، فطلع صوت.
•أنس لف بسرعة، وشه اتغير أول ما شافها واقفة، ودموعها بتنزل. عينيه اتسعت ولهفته فضحت كل حاجة جواه:
آية، مالك يحبيبي؟ إيه اللي حصل؟
قفل الموبايل باهمال كأنه مش مهم دلوقتي، وجري عليها، صوته متوتر ومليان خوف:
إنتي تعبانة؟ حد ضايقك؟ ليه بتعيطي؟
كان واقف قصادها، عينيه مش سايبينها لحظة، كأنه بيحاول يقرا كل حاجة من دموعها.
------------------
-آية تبص لأنس، عينيها كلها صدق ودموع:
عارف يا أنس، النصيب وحش أوي لما تڪُون راسم أحلامك ومصيرك مع حد، وفي الآخر يخذلك ويڪَسر قلبك، بتحس إن الدنيا كلها ضدك، وإنك غريب فيها. وساعتها مش بيفضل لك غير إنك تحاول تنسى وتتعلم تتأقلم على وجعك.
لكن معاك…
أنا حسيت إن الدنيا لأول مرة واقفة معايا.
حسيت إني مش لوحدي في معركتي.
معاك لقيت ضهر وسند من غير ما أطلب.
لقيت قلب شايفني من غير ما أتكلم، بيسمع صمتي قبل صوتي.
لأول مرة من سنين، حسيت إن في حد بيطبطب على كسرتي من غير ما يوجعني أكتر.
معاك فهمت إن العوض مش مجرد كلمة الناس بتقولها عشان تواسيني، لا، العوض إن في يوم ألاقي نفسي مطمنة وأنا بضحك بجد.
العوض إني أبص في عينيك وأصدق إن الأمان مش وهم.
العوض إني معاك أحس إني كفاية، من غير ما أشرح أو أثبت.
-آية بتكمل بصوت مبحوح وهي بتحاول تخبي دموعها:
أنس، يمكن أنت ما تعرفش، بس أنا كتير كنت بدعي إن ربنا يعوضني. وكنت فاكرة إن العوض هيكون راحة أو سكينة بس، لكن معاك، اكتشفت إن العوض مش كلمة، العوض إن حد ياخدني بحضنه من غير ما يحسسني إني تقيلة على قلبه، العوض إن حد يفضل شايفني حتى وأنا بتكسر.
•أنس عينيه تلمع وهو بيقرب أكتر منها خطوة بخطوة، صوته واطي بس مليان شغف ولهفة:
يعني إيه، أنا مش كفاية؟ ولا لسه عايزة حد تاني يثبتلك؟
-آية تبص له بسرعة، قلبها يخبط بعنف:
لا، إنت كفاية.
•أنس يبص لها بقلق، صوته واطي لكنه ثابت:
آية، قبل ما نكمّل، لازم أسألك. مالك، لسه في بالك؟
-آية تاخد نفس طويل، عينيها تلمع شوية بس المرة دي مش من الحزن من القوة:
مالك؟
أنس، مالك اتحوّل عندي لـ لا شيء.
لا وجع، لا حب، حتى الكره مش موجود.
عارف يعني إيه؟ يعني اسمه ما بقاش يحرك فيا أي إحساس.
كأن صفحة في حياتي اتقفلت للأبد، واتحرقت.
تسكت لحظة، وبعدين تكمل بصوت أهدى لكن أصدق:
أنا مش جاية لك بذكريات قديمة…
أنا جاية لك بقلب جديد، بصفحة بيضا.
وأنا متأكدة إنك أنت اللي تقدر تكتب فيها البداية اللي أستحقها.
أنس بيقرب خطوة منها وهو بيهمس:
يعني خلاص، ما فيش منافس؟
-ترد وهي مكسوفة:
أنت البداية، وأنت النهاية.
•أنس يضحك بهدوء، يقرب أكتر لدرجة إن أنفاسه تبقى قريبة من وشها، صوته يختلط بين الجد والهزار:
طيب ما تيجي نثبت الكلام ده بكتب الكتاب؟ نحدد معاد بقى ونكتب اسمك جنب اسمي رسمي، أنا زهقت من إنك تبقي كلمة عابرة في حياتي، أنا عايزك تبقي عنوانها.
-آية تتوتر، تاخد خطوة صغيرة لورا بخجل، بس عينيها مش قادرة تبعد عنه.
•أنس يضحك وهو لسه ماشي وراها بخطوة بطيئة:
ولا إيه؟ ولا بتضحكي عليا بكلمتين حلوين وعايزة تسيبيني معلّق؟
-آية، بخجل وابتسامة مرتبكة، تهمس:
أنا… أنا ما ضحكتش عليك.
أنس يرفع حاجبه ويبتسم بخبث لطيف:
يبقى خلاص، خليني أقول لعمي إن كتب الكتاب قريب. وأنا مش هغفرلك لو حاولتِ ترجعي في كلامك.
ولا اقولك بصي يا آية، أنا هكلم عمي يحدد معاد كتب الكتاب الأسبوع الجاي. أنا مش قادر أستنى أكتر، كل يوم من غير ما تبقي رسميًا ليا محسوب عليا خسارة.
-آية بتتسمر مكانها، قلبها يدق بسرعة، تحاول تهزر عشان تخفي ارتباكها:
طب، يعني يا أستاذ أنس، ما فكرتش في الفستان؟ البنات بيفكروا في الحاجات دي الأول.
•أنس يضحك بخفة ويقرب خطوة كمان:
الفستان؟
يسكت لحظة ويبص في عينيها بثبات
أنا مش شايف أي فستان يقدر يزود جمالك يومها. وجودك جنبي هو الزينة كلها، يومها مش محتاج غير إنك تبقي إنتي، والباقي تفاصيل.
-آية وهي بتحاول تخفي ارتباكها، ترد بسرعة:
بس برضه يعني، ده يوم مهم، لازم أبقى لابسة حاجة تليق.
•أنس بينحني شوية كأنه بيبوح بسر:
آية، لو تعرفي إني شايفك دلوقتي أجمل من أي فستان.
الجمال الحقيقي مش في قماش، الجمال في عيونك لما تضحكي، في ارتباكك دلوقتي، في قلبك اللي ربنا رزقني بيه.
أنا مش بجهز يوم، أنا بجهز عمر.
والعمر ده، أنا عايزه يبدأ بيكي وينتهي بيكي.
-آية بتحاول تضحك عشان تغطي دموعها اللي لمعت في عينيها:
إنت بتقول كلام يدوّخ يا أنس…
•أنس بشجن:
لأ، ده مش كلام، ده وعد.
أنا مش بوصفك، أنا بحاول أوصف شعور ملوش كلام.
وصدقيني، أي فستان في الدنيا مش هيبان جنبه إلا إنتي.
------------------
يوم كتب الكتاب الصبح، قبل الميعاد بشوية، الجرس يرن.
-آية تفتح الباب وهي متوترة، تلاقي أنس واقف قدامها، ماسك علبة كبيرة ملفوفة بشكل يهبل اوي.
• أنس بابتسامة هادية وعينيه بيلمعوا:
ممكن تقبلي مني هدية صغيرة، ليوم كبير زي ده؟
-آية برتباك:
إيه ده يا أنس؟! مش كان كفاية اللي بتعمله؟
يعني القاعه،والبنات بتوع المكيب اللي جبتهم يسعدوني ليه كل ده؟
• أنس يمدلها العلبة:
مش قادر أسيبك تدخلي أهم يوم في حياتي كده، من غير ما أكون أنا اللي اخترتلك الفستان اللي هشوفك بيه لأول مرة كعروسة ليا.
-آية قلبها بيخبط، تاخد العلبة وتفتحها، تلاقي فستان أبيض بسيط لكن أنيق جدًا:
واو
عينيها بتتملي دموع، مش قادرة تتكلم.
•أنس يضحك بخفة، يقرب منها ويهمس:
علي فكره إنتي اللي هتخلي الفستان جميل، مش العكس.
------------------
في القاعه وقت كتب الكتاب الناس كلها قاعدة مترقبة.
الباب يتفتح، آية تدخل بالفستان الأبيض اللي جاب لها أنس.
عين أنس اتسمرت عليها.
قلبه خبط كأنه أول مرة يشوفها في حياته.
جواه صوت بيوصف شعوره:
يا رب… إيه الجمال ده؟ أنا عمري ما شفت ملاك ماشي على الأرض بالشكل ده. حسيت كأني شايف حلمي اللي ما كنتش مصدق إنه ممكن يتحقق. كل نفس بيطلع مني بيهتف باسمها.
حسيت اني اول لما شوفيتها ، الدنيا واقفت.
عينه تتسع، نفسه يتقطع، يحس قلبه لأول مرة بينبض بقوة كأنه هيخرج من صدره.
بيقول في سره، وصوته جوا نفسه بيرتعش:
هو أنا في حلم ولا حقيقة؟ دي مش آية اللي كنت بشوفها كل يوم، دي حور ماشية على الأرض. يا رب استر، ده الجمال ممكن يدوّخني…
يقف مكانه، مش عارف يتحرك، عينيه معلقة بيها، واللي حواليه كلهم يلاحظوا نظرته، بس هو مش شايف غيرها.
~المأذون يبتسم وهو يجهز الورق، ويقول:
اتوكّلنا على الله، يا بنتي، موافقة على الزواج من الأستاذ أنس؟
-آية تتلعثم، تبص للأرض بخجل، صوتها يخرج واطي، مرتجف:
موافقة…
~المأذون:
"بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في خير"
القاعة كلها اتأثرت.
أنس اتجمد ثانية، وبعدين فجأة…
شدها لحضنه قدام الكل، ولف بيها وهو بيضحك بفرحة طفل لقى أمه، عينيه مليانة دموع سعادة.
• أنس بصوت عالي ومليان حماس:
النهارده أنا أسعد راجل في الدنيا، النهارده آية بقت مراتي،و نصيبي الحلو من الدنيا، روحي!
باس راسها قدام الكل، وبعدين ايديها ، وبسرعه وهو بيهزر باس خدها:
القاعة كلها صرخت وتصفيق عالي.
قرب من ودنها وهو بيضحك وبيقول:
والباقي… لما نبقى لوحدنا.
آية خبّت وشها في صدره، مكسوفة، بس عينيها بيلمعوا لأول مرة بالحب الحقيقي.
القاعة كلها تنفجر ضحك، والكل يصفق، وهي تبقى محمرة زي التفاحة، مش قادرة تبص في عينه من قوة اللي عمله.
لكن قلبها في اللحظة دي لأول مرة يحس بأمان… أمان اسمه أنس.
-آية تميل بخجل على ودنه، همسها واصل لقلبه قبل عقله:
"يأتي زمانٌ لا طمأنِينة فيه، ثمّ تأتينَ أنتِ، يا طمأنِينَة العُمرِ المُتعَب".
الكلمة تقع جوه قلب أنس زي وعد أبدي. عيناه تتسع من الدهشة، وبضحكة مبهورة يرفعها فجأة من حضنه ويشيلها، يلف بيها وسط القاعة وهو صوته عالي ومليان فرحه حقيقية
الناس تصفق وتزغرد أكتر، والكل واقف مذهول من اندفاعه وصراحته، وهي في حضنه عينيها مليانة دموع فرحه وخجل، لكنها لأول مرة حاسة إن المكان ده هو أمانها الحقيقي.
-آية تبص لوش أنس، للعيون اللي مليانة بريق كأنه لسه لاقي كنز، ولضحكته اللي مغرقه الدنيا. قلبها يرتعش، و تهمس لنفسها:
يا رب، هو ده العوض اللي استنيته؟ أنا اللي كنت فاكرة إن النصيب ظلمني، وإن اللي اتكسر جوايا عمره ما يتصلّح، دلوقتي قدامي حد بيبصلي كأني أنا الحياة كلها.
كنت بقول لنفسي زمان: يمكن أنا ما استاهلش، يمكن الحب مش ليا. لكن النهاردة عرفت إن الحب مش وعود بتنكتب وتتنسى، الحب فعل، حضن، خوف عليّ من غير ما أطلب، عين بتدور عليا وسط الزحمة عشان تتطمن إني بخير.
أنا كنت تايهة ما بين الخوف والخذلان، لكن أنس جه زي الأمان اللي كنت بدور عليه. علمني إن في رجالة بتحب بجد، بتحارب عشان يحافظوا مش عشان يجرّحوا.
اللي اتكسر زمان كان لازم يتكسر، عشان يتبني مكانه قلب جديد قادر يفرح باللحظة دي. دلوقتي بس عرفت إن ربنا ما بيكسرش حد إلا وهو محضرله جبر يليق بيه.
وأنا شايفة أنس بيضحكلي بالرضا ده، حسيت إني مش بس لقيت زوج،أنا لقيت وطن، لقيت حضن يطبطب على كل اللي فات ويقول لي: خلاص يا آية، من النهاردة ابتدى عمرك الجديد.
-------------------
بعد اربع سنين في الصالة بيت أنس:
-آية قاعدة على الكنبة، وياسين ابنهم نايم في حضنها، ماسك إيدها بايدو الصغيره كأنه مش عايز يسيبها.
•أنس داخل وهو شايل كوباية شاي، يقف مكانه ويبص للمشهد ويهز راسه بضحك ممزوج بغيرة:
هو أنا خلاص؟ بقيت ضيف في حضنك؟
-آية تبص له وتضحك:
غيران من ابنك يا أنوس؟
•أنس يقعد قصادهم، ويحط الكوباية على الترابيزة:
غيران جدًا ده واخد حضنك كله وأنا بقيت أتحايل على نص دقيقة.
-آية بتهزر معاه:
ده حضنه بريء، مش زيك، وبعدين انت طماع.
•أنس يرد وهو بيقرب منها:
طماع فيكي، إنتي مش فاهمة إيه معنى إنك تبقي ليا. أنا مش بغير من ياسين أنا بغير من كل لحظة تبعدني عنك.
-آية تبتسم بخجل وتقول:
طيب اعمل إيه يعني؟ أسيب الواد يعيط وأجري لحضنك؟
•أنس يمد إيده وياخد ياسين من حضنها بلطف ويحطه جنبه:
لأ تخلي الواد ينام مطمن جنب أبوه، وتيجي إنتي لحضني، المكان اللي اتبنى عشانك.
-آية تبص له بدهشة وضحكة صغيرة:
إنت مش هتتغير أبدًا.
•أنس يقرب يحضنها من غير ما تستوعب:
ومش عايز أتغير، عايز أفضل العيل اللي بيغير عليكي، وبيضحك معاكي، واللي كل يوم بيقول لنفسه: الحمد لله إن آية من نصيبي.
~ياسين يتقلب في نومه ويقول بكلام متلخبط:
ماما
•أنس يبص له بسرعة، وبنبرة فيها هزار وحنان:
نام يا ياسين يحبيبي أمك بتاعتي أنا دلوقتي.
-آية تضحك بخجل وهي في حضنه، وترد:
إنت عيل رسمي.
•أنس يبصلها بعيون كلها حب:
عيل؟ آه، بس العيل الوحيد اللي هيحبك العمر كله.
فجأة، عين ياسين تفتح شويه، ينظر حواليه ويكتشف ان آية في حضن أنس من غير أي تفكير، ينط في نصهم ويحضن آية بكل قوته:
ده حضن ماما… ليا أنا!
-آية تضحك بخجل وتهمس:
ايوه يحبيبي، حضن ماما ليك انت.
•أنس يضحك و يشيل ياسين من النص وهو بيزغزغه:
لا يا بطل، ده حضن مراتي، ليا أنا! وما ينفعش حد ياخده غيري.
ياسين يضحك ويحاول يزغزغ أنس كمان، والبيت كله مليان هزار وفرحة.
-آية تبص لهم بحب كبير، قلبها مليان سعادة، وبتهمس لنفسها:
ده الأمان اللي دايمًا كنت بدور عليه، قلب واحد ماسك قلبي وقلوبهم كلهم.
أنس يقرب منها أكتر ويضمهم كلهم في حضنه، و ياسين مستمر في الضحك، وآية مبتسمة بعيون مليانة حب.
---------------------
تمت.
وبكده نقول فركشششش يسكاكر ♥
أهي خلصت الحدوتة يا عسول ✨
لو حسيت بحاجة، قولي…
لو ضحكت، قول أكتر
لو وجعتك، آسفة… بس هو الوجع ساعات بيصحي
مستنيا رأيك، متخليش كلامي يعدّي كده ♥️
مع تحيات لولو ♥
بقلمي /آلاء محمد حجازي ♥
قلبه_لم_يكن_لي.
حواديت_لُولُـــو. 💗🎀
AlaaMohammedHijazi
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الفصل السادس والسابع والأخير من هنا
تابعوا صفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات علشان يوصلكم اشعار فور نزول الروايات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌹🌺💙❤️
تعليقات
إرسال تعليق