القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية حب عبر الحدود بقلم اسراء هاني شويخ الفصل الاول حتى الفصل السادس عشر حصريه وجديده وكامله جميع الفصول

 رواية حب عبر الحدود بقلم اسراء هاني شويخ الفصل الاول حتى الفصل السادس عشر حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 


رواية حب عبر الحدود بقلم اسراء هاني شويخ البارت الاول حتى البارت السادس عشر

رواية حب عبر الحدود بقلم اسراء هاني شويخ الجزء الاول حتى الجزء السادس عشر

رواية حب عبر الحدود بقلم اسراء هاني شويخ الحلقه الاولي حتى الحلقه السادسه عشر


رواية حب عبر الحدود بقلم اسراء هاني شويخ الفصل الاول حتى الفصل السادس عشر حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 


تواصل معها باستمرار هو نفسه استغرب من حاله كيف أصبح يجلس باستمرار على الانترنت الذي كان يتصفحه كل شهر تقريبا أصبح يهتم بكل ما تنشره وجهها الطفولي سعادتها وهيا تقوم بمساعدة الناس كان يراقبها من خلف الشاشة فقط ولم يترك يوما دون ارسال مبلغ تبرع لتلك المبادرات 


" انت عارف بحس اني اسعد وحدة في الدنيا وانا بفرح طفل او ست او حد محتاج "


ابتسم على شعورها وقال بقلق " لكنني رأيت انهم يستهد.فون من يقوم بتلك المبادرات ألا تخافين "


ردت بالنفي وبتمنى " وليه أخاف في اجمل من اني امو..ت شهي..دة وأنا بعمل خير "


انقبض قلبه لمجرد الفكرة هو تعلق بها كصديقة واحب محادثتها لكن لماذا شعور الخوف الذي اجتاحه الآن هتف بضيق " ما رأيك ان تقومي بعمل فيديوهات دون ان تظهري حتى لا يتم اللحاق بك "


شعرت بفراشات تتطير بمعدتها حينما أحست بخوفه عليها تنهدت وقالت  " ما ينفعش لازم أوثق اللي بيحصل عشان ما يحصلش نصب "


هز رأسه بتفهم لكنه لم يقتنع حتى قاطعه صوت والدته التي هتفت بضيق " اراك تجلس على هاتفك فترة طويلة ما الأمر مروان "


اغلق الهاتف وقال بابتسامه " لا شئ مهم أشعر بالملل فأرى بعض الاخبار "


سكتت قليلا ثم قالت بتحفز " هناك مبالغ كبيرة صرفت خلال الاسبوعين الماضين كانت تبرع لغز.ة أتفهم تعاطفك لكن كان يكفي تبرع واحد وليس كل هذه المبالغ "


نظر لها طويلا ثم وقف وقال بهدوء " مارتينا أخبرتك أن نقودي انا حر أفعل بها ما أريد وتلك المبالغ التي تتكلمين عنها لا تساوي سعر احدى ملابسي وانا أرسلها لناس بحاجتها حقا ما الغريب في الأمر وأخبرتك مرارا لا احب من احد ان يراقب ما أفعل '


أغمضت عينيها بضيق ثم نظرت له وقالت بحدة



 مروان لا تنسى أنني والدتك ومن حقي ان اخاف عليك خصوصا انك لم تتزوج حتى الآن ما الذي تريده حتى تريح قلبي '


ضرب كفيه ببعضها وقال بتعب " هل يجب ان اتزوج فتاة وحسب الا يجب ان أشعر تجاهها بالاعجاب حتى أجبرتي خليل على الزواج من ابنة أخيك واعتقد ترين حاله وسعادته اللامتناهية أمي ارجوك اتركيني وشأني لن أتزوج سوى بفتاة أشعر تجاهها بأي شعور "


تركها ثم خرج وجد ابن اخيه بل من يعتبره ابنه قطعة من روحه هتف بعشق " مروان ما الذي يحزنك حبيبي "


نظر له بضيق طفولي وقال " لا تتحدث معي انا اخاصمك "


يحتمل خصام اي شخص الا هذا القرد الذي يعتبر حياته فقال بضيق حقيقي " اسمع انا جاهز لاي عقاب الا ان تخاصمني الا تعلم كم أحبك مارو "


هز رأسه بالنفي وقال بحزن " لا لا احد يحبني لم تتحدث معي منذ يومان رغم انك وعدتني ان تخرج معي للمطعم ووالدتي طوال الوقت تصرخ هيا ووالدي وهو يترك البيت وانا لا اجد حتى من يتحدث معي "


ضمه لصد.ره بقوة وهو يعتذر ثم قال بحب " انا مخطئ وسئ جدا لن اعيدها أعدك ما رأيك ان اجعلك تكلم صديقتي '


رد الفتى بابتسامه " هل ستتزوجها "


لمعت عينيه بسعادة للفكرة ثم قال " انها فكرة جميلة لكن ان علمت بها نانا ستحر.قنا "


ضحك الطفل ثم قام بالاتصال بها وجعل ابن اخيه يكلمها ثم وفى بوعده وخرج برفقته ...


تواصل معها شهر آخر لم يصدق كيف انقلب حاله وأصبح ينتظر ان ينتهي عمله حتى يكلمها لكن ما كان يقلقه هو الخطر حولها 

" كيف حالك "

" الحمد لله ما كلمتنيش امبارح انت ومارو "

ابتسم وأجاب " كنت مشغول سأجعله يحادثك اليوم "

قاطعه صوت صراخها بعد ان سمع صوت ان.فجار صم اذنه ليصر.خ بلهفة " ليلى ماذا حدث أنتي بخير '


ردت بضحكة " الحمد لله ما تخافش توعدنا "


صعق من طريقتها وقال بقلق حقيقي " تعودتي على ماذا لقد صم اذني الصوت هل هذا عادي بالنسبة لكم "


أجابت بهدوء " ايوة اكتر ما بنتنفس "


مروان بجنون " ليلى اسمعي سأحاول ان اجد طريقة لتخرجي من هناك تعالي هنا وأنا سأتكفل بكل شئ لكي ولأهلك "


دقة اخرى سلبت من قلبها لتهمس بابتسامه " مين قالك عايزة اخرج انا بحب بلدي ومش هأخرج انا في ناس هنا بتستنى الأكل اللي بوزعه صدقني اللي كاتبه ربنا هيحصل "


فشل في اقناعها لكن قلبه يدق بشدة من شدة خوفه في اليوم التالي تم قطع الانترنت عن بلدها كلها ارسل لها اكثر من مرة لم تجب كاد يجن رسميا اسبوع كامل تغير كليا اصبح يدور حول نفسه اين ذهبت لماذا لم تجيب هل حدث لها شئ عند هذه النقطة جن جنونه وقرر ....

الثاني 

جن جنونه عندما فقد الاتصال بها ولم يستطع الوصول اليها كل ما فكر به أن يكون أصابها مكروه او تم قص.فها كغيرها ..


أيعقل ان يتعلق شخص بشخص آخر لم يراه فقط تواصل معه من خلف الشاشات تعلق بها بشدة حتى أصبحت جزء لا يتجزأ من حياته ..


أصبح عصبي جدا على عكس طبيعته لا يستطيع التركيز ينظر كل ثانية لهاتفه لعلها ترد على رسائله ..


دخل اليه أخيه خليل وقال " ماذا أصابك اليوم لم تركز في الاجتماع وتتعصب بدون سبب وليست اول مرة ما الذي يزعجك هكذا "


سكت ينظر لاخيه ثم هتف " أريد أن اسافر الى فلس.طين "


عقد حاجبه باستغراب "لماذا هل هناك مشكلة مع عميلنا في القد.س "


رد بهدوء " ليس القد.س بل غ.زة "


نظر له أخيه بعدم استيعاب ثم قال " غز.ة هل هناك غز.ة غير الذي نعرفها "


أجاب ببرود " لا هيا غز.ة "


انتفض من مكانه بجنون وقال بعدم تصديق " هل جننت أتعلم الوضع هناك حر..ب طاحنة لم ترحم أحد وجوع تريد الذهاب للمو.ت لماذا "


أغمض عينيه بتعب وقال " لا اعلم ماذا حدث كل ما اعرفه هو أنني سأموت ان لم أطمئن عليها "


عقد حاجبه بصدمة وقال باللغة العربية من صدمته " عليها ؟؟ هيا مين انت بتعرف بنات يا مروان "


رد بمزاح " ان سمعتك مارتينا تتكلم باللغة العربية ستكسر رأسك "


لم يهتم لكلامه وسأل بتصميم " ما تغيرش الموضوع ايه اللي الحكاية يا مروان "


تنهد بتعب وبدأ بقص الموضوع على أخيه الذي ابتسم ثم قال " اسمع مني يا حبيبي إذا بجد حاسس انك عايزها ودي اللي هتسعدك ما تفكرش كتير روح اخطف من بوق الاسد وتعال "


نظر له أخيه بصدمة وعدم تصديق ظن أنه سيعترض لكنه تابع بحسرة وقهر ' ما تعملش زيي يا مروان انا تكتب عليا القهر والتعب طول حياتي يوم ما وافقت اتجوز وحدة تافهة واللي دفع التمن ابني قبل مني عشر سنين وانا ضايع نفسي احس اني مبسوط لو يوم واحد بس نفسي ابني ما يبصش ليا بتأنيب روح هاتها يا مروان وانا اول واحد في ضهرك بس خلي بالك من نفسك عشان خاطري "


أدمعت عينيه بسبب ألم أخيه وقف واحتضنه بشدة وقال بحب " ستفرح صدقني السعادة تنتظرك فقد ثق بالله "


هز رأسه بتمني أن يأتي ذلك اليوم الذي يشعر انه بشر من حقه ان يعيش 


مشى في الإجراءات كان الأمر معقد تماما لكن مع النقود كل شئ يصبح سهلا .. وأخيرا وصل غز.ة هو وصديق مقرب له التي ولأول مرة يزورها نعم زار فل.سطين مرتين لكن لم يسبق ان زارها شعر بدقات قلبه تزداد بشكل رهيب هل سيراها الآن كل ما يتمناه أن تكون بخير .. 


قبل ذلك أخبرته بالمنطقة التي تسكن بها بقي عليه أن يسأل على منزلها .. 


كل ما رآه مجرد خيم في كل مكان القليل من المنازل والباقي مدمر تماما .. يالله أيعقل ان هناك أحد يعيش هكذا 


استمر في السؤال عنه ليهتف عمر بضيق " اتكلم عربي يا اخويا مش الكل مثقف زيك '


لك.مه في كتفه وهو يضحك ثم استمر في السؤال عنها حتى علم مكان منزلها او بالأصح خيمتها.. 


ارسل طفل صغير يناديها ووقف هو في الخارج قلبه يدق بطريقة لم يعهدها من قبل حتى أطلت عليه 

الثالث 

صرخت بجنون " انا عايزة ارجع بلدي انت بأي حق تسفرني انا مش عايزة أفضل هنا انت سامع "


اقترب منها بهدوء شديد وقال بهمس " لن يحدث لن أعيدك للخطر مهما صرختي '


دارت حولها نفسها وصرخت مجددا " عايز مني ايه بتعمل كدة ليه "

رد ببساطة " لأنني أحبك ...


كانت تنظر لهاتفها في كل ثانية على أمل ان يتصل بالانترنت والتحدث معه أصبح جزء من حياتها تشعر أن شئ ينقصها حتى سمعت صوت يخبرها أن أحد في انتظارها في الخارج ارتدت اسدال الصلاة على عجالة وخرجت لترى شاب يرتدي ملابس أنيقة جدا ووجه وسيم شخص لا يشبه أبدا أناس أذاقتهم الحر.ب عامين من الوجع والقهر هيا كانت تعرف مروان في الصور جيدا لكن عقلها رفض الصورة لم تفكر لو لحظة واحدة أنه هو وقفت أمامه بخجل شديد بسبب شياكته وملامحه وقالت بهمس " اهلا مين حضرتك "


اما هو فعندما اطلت عليه شعر ان الكون توقف وان قلبه سيغادر جس.ده جميلة رغم شحوب وجهها بسبب الحر..ب ينظر لها فقط نظرة أذابتها بشدة لتهمس مجددا " يا استاذ مين حضرتك "


ابتسم وأجاب بهدوء " أيعقل أنك لم تعرفيني '


عقدت حاجبها نفس الصوت لكنها لم تشبه حتى على الصوت لم يأتي في بالها حتى الآن انه مروان كيف سيأتي من ايطاليا مستحيل اصلا مسحت وجهها وهتفت " بصراحة لم أعرفك هل استطيع مساعدتك "


تجاهل سؤالها وسأل " لماذا لم تفتحي اسنتغرام من اسبوع قلقت عليك جدا واضطررت أن أتي بنفسي لأطمئن "


من شدة صعوبة الموقف أيضا لم تفهم فسألت مجددا " أطمنئنك ؟ هل تعرفني يا أستاذ "


كتم ضحكة بسبب عدم تخيلها أنه هو ليجيب بحنان " لقد قلقت عليك يا ليلى ألم تفتقديني انتي ايضا "


كورت يدها حتى لا تتعصب وقالت بغيظ " أفتقدك هل بيننا قصة حب أنا لا أعرفك حتى "


ضحك وقال بهدوء يرتقب ردة فعلها " ألم تشبهي عليا حتى... أنا مروان العمر "


كان ردة فعلها أسوأ من سلحفاة ترمش في عينيها تنتظر ان تفهم ما يقول لتهتف بعدم فهم " مروان مين "


كادت ضحكة عالية تخرج منه بسبب ريأكشنات وجهها " مروان العمر وابن أخي مارو لقد افقتدك هو الآخر "


حدقت بعينيها تحاول استيعاب ما ترى هل هو أمامها أم جنت هل أصبحت تتخيل التفت حولها ثم عادت تنظر له رجعت للخلف من شدة صدمتها هيا متأكدة انها تحلم أغلقت عينيها مجددا وفتحتها تنظر له والدموع في عينيها من شدة صدمتها وقالت بتقطع " مروان انت قولت مروان "


هز رأسه وهو ينظر لها بحب شديد يشعر فعلا أنها مهمة لديه خصوصا عندما رآها اما هيا فقط تنظر له ثم تكلمت أخيرا " انت جيت غز.ة عشان تتطمن عليا "


هز رأسه وأجاب بحنان " وهل أنتي أي أحد يا ليلى "


كادت تجن من شدة صدمتها ودموعها بدأت تهبط ليهتف بتوتر وضيق " ليلى هل ازعجك مجيئي يمكنني العودة "


هزت رأسها بالنفي وقالت بسرعة " لا والله بس مش مصدقة انك سافرت كل المسافة دي وجيت بالخطر عشان تتطمن عليا "


اقترب ينظر لها عن قرب وقال بصدق " أسوأ أسبوع يمر علي تخيلت ان يكون أصابك شئ لم أستطع التحمل "


توترت بشدة وقالت بارتباك شديد " احم انا هو اصله احم هندهلك بابا تسلم عليه "


ركضت للداخل وهو ينظر لأثرها بابتسامه واسعة ليسمع صوت صديقه " اطمنت خلاص أحجز نسافر "


رفع حاجبه ينظر له بسخرية " لم اخذ نفسي حتى يا رجل  "

نظر صاحبه هو حوله ثم قال بضيق " انت مش شايف المكان ازاي مافيش هنا أوتيلات انت تقدر تعيش ساعة في خيمة في الحر ده ما تستهبلش "


نظر له بعينين دامعة وقال " لماذا لا استطيع هناك اثنان مليون ونصف يعيشون هنا أليسوا بشر أيضا "


سكت صديقه ولم يجب هو محق فعلا لمحها تخرج بتوتر مع والدها ثم اشارت عليه وقالت بتوتر " بابا ده استاذ مروان العمر اكتر شخص كان بيساعدنا بالتبرع وكدة كان عنده شغل هنا ومر بالصدفة "


مد والده يده يسلم عليه وقال " شكرا يا ابني تفضل "


رد بابتسامه " لا داعي للشكر سيد مازن هذا واجبي "


نكزه صديقه وقال " الراجل بيبصلك مش فاهم حاجة تكلم عربي يا حبيبي "


تنحنح وقال بلغة عربية مكسرة قليلة " مافيش داعي تشكرني هاد واجبي '


نظرت له باعجاب شديد وهو يتكلم بلغتها بصعوبة وحاولت كتم ضحكتها 


نظر لها وقال بمزاح " لهذا لا اريد التحدث باللغة العربية حتى لا تضحكي على كلامي "


لم تستطع الصمود فضحكت بشدة وتركته ينظر له دون اي ملامح فقط يفكر كيف بعد ان سلبت ما بقي من عقله يقنعها ان تعود معه لأنه يفهم شئ واحد لن يغادر بدونها 


في ايطاليا كان النظام نفسه صوت صراخ خليل وصوفيا المعتاد ومروان ينظر لهم بجمود 

خليل بحدة " عايزة تغيري عربية اشترتيها اول امبارح انتي اكيد تجننتي "


صوفيا بعند " نعم سأغيرها هل تريد أن أكون اقل من صديقاتي "


خليل بجنون " أقل من صديقاتك ؟ هل تعلمي سعرها "


ردت بلامبالاة " نعم اعلم لكن صديقتي اشترت اليوم موديل احدث وصل الليلة '


يا الهي هل يقت.لها ماذا فعل في حياته حتى يبتلى بتلك التافهة فقط حياتها ومنظرها امام الناس هو من تهتم به اما زوجها ابنها لا تعلم عنهم شئ من الأساس 


نظر لها بقر.ف ثم غادر المكان كانت والدته تقف تنظر له من فوق نظر لها بكل لوم لكنها لم تهتم نظرت لابنة أخيها المدللة وقالت " اشتريها يا صوفي وانا سأحول لك المبلغ عزيزتي لا أريد ان يكون أحد أفضل منك "


في الخيمة كان يتصبب عرق لا يصدق ان هناك يعيشون هكذا ينظر حوله لا يوجد أي مؤهل للحياة آلمه قلبه ان حبيبته تعيش حياة كتلك هتف بضيق " ليلى سافري معي انتي وعائلتك "


ابتسمت وردت " ليه انا كدة مبسوطة صدقني يمكن انت مستصعب الحياة بس لما تعرف انه التمن الجنة هتلاقي انه تستاهل نصبر اكتر من كدة "


يالله كم هيا نقية بريئة كلامها بلسم ابتسم باعجاب وقال برجاء " نعم لكن يمكنك ان تفعلي الكثير حتى تدخلي الجنة في ايطاليا مساعدة اطفال محتاجين ليس شرط ان تعيشي هكذا حتى تدخليها ارجوكي اريد ان اعود في أسرع وقت لكن لن أستطيع تركك هنا "


دقة قلب جديدة سرقت منها هزت رأسها وقالت بتصميم " انا مش هأخرج من هنا انا بتمنى اصلا أمو..ت شه..يدة "


كز اسنانه وقال بجدية " ليلى لا تقولي هكذا مجددا أتمنى من كل قلبي ان تكوني بخير دائما وتعيشي مئة عام"


شعرت بالخجل الشديد ليغير الموضوع حتى لا يخجلها أكثر " سأتصل بمارو انه في انتظار مكالمتك "


ابتسمت بسعادة وامسكت هاتفه تنتظر الاجابة حتى أتاها صوته كانت تكلمه بسعادة وتحاول التخفيف عنه وهو ينظر لها فقط هتف داخله " سأخطفك ولن أتركك هنا "


جلس برفقتها أختها تمارا ذات الستة عشر عاما كانت مرحة تضحكهم طول الوقت واخيها الصغير ذو العشر اعوام همس صديقه " مروان انا ميت جوع "


نظر له ولم يعلق لأنه ايضا يشعر بالجوع الشديد همس بحرج شديد " ليلى هل يوجد هنا اي مطعم او مكان يبيع طعام جاهز "


التمعت عينيها بحزن وقالت " وليه مطعم انا هأعمل أكل "


شعر بحزنها ليرد بسرعة " صدقيني لا أنقص منك لكن اعرف الوضع هنا صعب على الجميع لذلك لا اريد ان أثقل عليكي "


هزت رأسها بلا وقامت بسرعة وهيا تختنق بشدة هيا كانت تريد منذ وصولهم ان تجهز لهم اكل لكن لا يوجد سوى دقة وزعتر وطعمهم سئ لانهم يخلطوه بأشياء أخرى بكت بشدة لا تعرف ماذا عساها تفعل وجدت أبيها يضع يده على كتفها لتحتضنه وهيا تبكي همس بحب " ايه فين الصبر اللي دايما بتكلميني عنه يا روحي هنعمل ايه قدرنا والمفروض انهم عارفين انه وضعنا كدة شوفي جبتلك علبة فول وعلبة تونة شوفي هتعملي ايه وربنا يستر "


جهزت الأكل بخجل شديد هيا متأكدة انه لم يأكل هذا الأكل طوال حياته لكن ماذا عساها تفعل وضعت الأكل أمامهم وعينيها يظهر عليها بشدة آثار البكاء الذي لاحظه واختنق بشدة وقف وقال بهدوء " ليلى أريد التحدث معك لو سمحت "


هزت رأسها ووقفت على جانب الخيمة نظر لها وهمس " لماذا تبكين "


لم تجب فقط بكت بشكل أكبر يالله لو يستطيع ضمها همس بحنان " والله أعلم الوضع ليس ذنبك انا متأكد انه لو في وضع آخر لوضعتي ليه أجمل الأصناف "


ردت بلهفة " اه والله بس عشان أول مرة تزورني كان نفسي يكون شي يليق فيك "


كان ينظر لها بحب هتف بهمس خافت " يكفي ان أراك ليلتي "


قال جملته وغادر يجلس مكانه وهيا تنظر له بصدمة وخجل وقلبه يكاد يقف من شدة دقاته 

مر يومان آخران على تواجده شعر انه عامين لا مكان صالح للنوم ولا مياه نظيفة والطعام قليل وغير صحي شعر بمعدته تؤلمه بشدة حياة مأساوية يومان لم يحتملهم كيف بعامين والأصعب صوت القص..ف طوال الوقت أصوات مرعبة لا يستطيع النوم ليل او نهار 


صرخ عمار صديقه بجنون " انا عندي ٣٢ سنة اليومين دول أسوأ يومين في حياتي كلها انت تشوفلك حل النهاردة والا والله العظيم هسافر واسيبك هنا انا مش مجبر أتحمل الحياة دي ده عذاب انا كل ذنوبي تكفرت في اليومين دول "


اما هو كان فقط ينظر للأمام يعترف انهم اصعب يومان يمروا عليه لا يوجد راحة لكن ماذا عساه يفعل لا يستطيع العودة بدونها سيخطفها لكن لن يتركها بعد ان دق قلبه بعد 32 عاما بعد ان فقد الأمل لكنها ترفض وبشدة حتى استمع الى صوت شديد يصم الأذن من شدته للحظة انقبض قلبه وأتت صورتها أمامه ركض للخارج تحت صراخ صديقه ليرتج جس..ده عندما شاهد المخيم الذي تسكن فيه أصبح تقريبا رمااااد 

الرابع 

كان يحلم بأولاده منها نعم ففي الأمس حينما ساعدها بتوزيع الطعام على المحتاجين شاهد حنانها على الأطفال ابتسامتها وسعادتها بالتوزيع تخيلها زوجة وأم والآن يقف وسط د..مار نا..ر هائلة تشتعل وخيم د..فنت بأصحابها يدور حول نفسه لا يوجد اي رد فعل ممكن ان يعبر عما يراه نعم رآه على الشاشات لكن الواقع مختلف تماما أناس تخرج أش..لاء أم كانت بالخارج تبحث عن أبناءها الذين تركتهم في الخيم أب يصر..خ باسم ابنه اصوات مؤ..لمة جعلته يتمنى لو لم يولد يشعر بو..جع في قلبه لم يشعر به عند مو..ت أبيه أيبكي على حب لم يخرج للشمس ود..فن تحت التراب ام يبكي على المشاهد التي يراها شعر بيد توضع على كتفه وكانت لصديقه الذي يبكي بشدة نظر له بتيه وقال باللغة العربية يعبر عن داخله " انا شوفت ولادي منها يا عمار انا مش قادر اصدق اللي انا شايفه ده حقيقي ولا حلم انا عايز اصر..خ بس صوتي مش طالع في و..جع جامد في قلبي "


لم يستطع صديقه ان يرد عليه ماذا يجيبه لا يوجد كلام يصف ما يروه او يشعروا به حتى استمعوا صوت اختها تمارا تصر..خ بإسم والدها او أخيها او ليلى اقترب منها وقال بلهفة " انتي كويسة "


كانت تهز رأسها بجنون " انا انا رحت اشتري حاجات عيلتي بابا فين اهلي "


صر...خت بكل صوتها حتى كادت احبالها الصوتية تق..طع حتى لمحت والدها يحمله رجال الاسعاف وشكله يؤكد انه شه..يد عند ربه ركضت له وقالت بجنو.ن ورجاء " هتسيبنا لمين يابابا قوم عشان خاطري ما تعملش فيا كدة بابا انا مش هأقدر أعيش لوحدي بابا قوم "


كان يحاول امساكها لكنها كانت تدفعه بجنو.ن وهو يب.كي بشكل هسي.تري ما يراه لا يتحمله بشر بعد وقت خرج اخيها أيضا وكان أش..لاء جعلها تفقد وعيها في الحال حملها صديقه لأحد سيارات الاسعاف وظل هو ينتظر ان يخرجوا بليلته لديه امل أن تكون على قيد الحياة كانت توزع حليب اطفال على الخيم فصابتها الضر..به لكنها لو كانت في الخيم مع أهلها لاست..شهدت هيا الأخرى لمحها على سرير احد رجال الاسعاف ركض لها وجهها كله د.ماء وواضح ان اصا.بتها خط.يرة لكنه ظنها قد رحلت اقترب منها بلهفة وقال بو.جع ود..موع " قومي يا ليلى انا جئت كأي آخذك لن أعود بدونك ارجوكي لا ترحلي "


هتف أحد الرجال ما جعل روحه تعود اليه " لسة بتتنفس لسة عايشة لو سمحت قوم نلحق نسعفها "


مسح دموعه بلهفة وضحكة غير مصدق وركض معه بالاسعاف وبعد ساعات متواصلة خرج الطبيب يهتف " للأسف النز..يف مش راضي يوقف هنضطر نب..تر رجلها "


هجم عليه ورفعه من عالارض وصر..خ به " بت..ر سأب..تبر رأسك عن جس.دك هل سهل عليك هذا لو كانت ابنتك لفعلت ذلك بها او حاولت أكثر ضع لها وحدات د..م أنا سأتصرف "


أمسك هاتفه يتصل بأحد معارفه وبعد ساعة أرسل لهم تقريرها وبعد محاولات عديده ومبالغ ضخمة دفعها كان في مطار مصر يصعد بها في طيارة برفقة أختها الذي كانت تنظر للأمام دون اي رد فعل فقد هُد حيلها حتى بكاء غير قادرة على ذلك 


اما هو ينظر لها وهيا ما زالت على المسكنات وقد بلغ احد المستشفيات الكبرى ان تجهز لها أكبر الأطباء وقد كان ذلك فبعد مرور ساعات طويلة زفر بارتياح حينما أخبره الطبيب " الحمد لله ما حدث كان معجزة تم انقاذ قدمها بفضل الله لكن يجب ان تبقى تحت الملاحظة حتى نطمئن عليها "


هز رأسه بتفهم وهو يحمد ربه مئات المرات نظر لتلك البريئة التي تغفو على احد المقاعد نادها بصوت خفيف " تمارا قومي نروح البيت ترتاحي ونبقى نرجع ليها تاني "


همست بصوت خفيف " هيا هتعيش انا مش هأفضل لوحدي مش كدة "


اعتصر قلبه على تلك الطفلة ملس على حاجبها بحنان وقال " ان شاء الله الخطر راح الصبح هنرجع ليها لازم تروحي تغيري هدومك وتاكلي عشان اما تفوق ما تزعلش مني "


عين لها ممرضتان حينما اضطر للذهاب للبيت حتى يغير ملابسه ومساعدة أختها الصغيرة ذهلت حينما رأت حجم قصرهم من الخارج هيا لا تريد ذلك الخيمة كانت دافئة بالنسبة لها يكفي وجود أهلها فيها أما الآن هيا وحيدة خائفة لا تعرف أحد 


شعر بها اقترب منها وهمس بهدوء " ما تخافيش يا تمارا انا معاكي انتي زي اختي الصغيرة وكل حاجة هتبقى كويسة دلوقتي نامي وارتاحي والصبح هاخدك لليلى" 


هزت رأسها بهدوء ومشت معه للغرفة قابله أخيه الذي استغربها انتظر من أخيه ان يوصلها لغرفتها ثم أوقفه يسأله بفضول واستغراب لصغر سنها " هيا دي "


جلس بتعب وقال بخفوت " لا ليلى في المشفى بين الحياة والموت وهذه أختها "


صع..ق أخيه من الكلام وجلس بجانبه يهمس بحزن " ازاي وايه اللي حصل "


تنهد بهم وقال بعينين دامعة " أنا عشت اسبوع من أسوا أيام حياتي تخيل أن تعيش في هذا الحر في خيمة مهترئة متربة وتدخل حمام متسخ وعندما تجوع لا يوجد سوى بعض البقوليات لا لحوم ولا غذاء صحي أصوات قص..ف مرعبة صوت طيا..رات مز..عجة لا تتوقف خوف طوال الوقت مهما أصف لك لا تتخيل ما يعيشونه هؤلاء الناس لو عشت اسبوع آخر لقت..لت نفسي ولا أكمل حياتي هكذا بلا حياة أعيش أتنفس فقط "


سكت يتنهد بألم ثم تابع " كيف لنا أن نترك هؤلاء الناس هكذا أليسوا بشر مثلنا أليسوا مسلمين مثلنا اثنين مليار مسلم لا يستطيعون فعل شئ عار علينا لقد كرهت نفسي وحياتي لكن ما أستطيع فعله سألغي أي تعاقد مع الشركات المقاطعة وأي شركة تتعامل مع هؤلاء الصهااا ينة "


كان خليل يستمع له بقهر لا يحب الظلم لكن ماذا عساه يفعل ليجيبه بمواساه " وانا جنبك في أي قرار تاخده حتى لو الخسارة مليار المهم نبرأ نفسنا قدام ربنا "


قام يغير ملابسه لكنه لم يستطيع النوم فذهب للمشفى وبقي بجوارها يهمس لك بكلمات الاعتذار لأنه لم يستطيع فعل شئ لها 


استيقظت تمارا تتلفت حولها بخوف شديد وجدت طفل صغير يشبه مروان كثيرا كان يلعب احد الألعاب تفاجأ بفتاة لا يعرفها وجهها حزين اقترب منها ومد لها اللعبة وقال بطفولة " أتلعبين معي "


ابتسمت لبراءته وقالت " سأغلبك "


صفق بحماس أنه سيجد أحد يلعب معه وقال " سنرى هيا أريني "


ضحكت معه وبدأت تلعب برفقته لكنه كان أمهر منها كثيرا نظرت له بحزن " انا أخاصمك لأنك لم تتركني أفوز ولو مرة "


ضحك بصوت عال وقال بفرحة " سأعلمك لتستطيعي الفوز " 

سكت قليلا ثم قال بخجل " انا جائع ما رأيك ان نطلب أكل "


نظرت حولها لمظاهر الثراء وقالت لنفسها " بقى كل الهلمة دي وسايبن الولد جعان وماحدش سائل فيه "


مسحت على رأسه وقالت بحنان " تعال أريني مكان المطبخ لأطبخ لك "


من شدة سعادته قفز في حض.نها وقال " هل تصبحين صديقتي "


هزت رأسها بالايجاب وذهبت برفقته تصنع له ما تعرفه 

كان قد عاد من الخارج ليسمع صوت ضحكات طفله ذهل من صوت ضحكاته مشى ناحية الصوت ليجد طفلة تكبر ابنه ببضعة أعوام تتطعمه وتقوم بزغزغته وصوت ضحكاته التي حرم منها تصدح في المكان 


اقترب من المطبخ غير مصدق ما يسمع صوت ضحكات صغيره الذي نسيها تملئ المكان رقص قلبه على أنغام ضحكاته لمح طفلة تكبر صغيره ببضع أعوام تقوم بزغزغته واطعامه ..


رفعت عينيها تنظر لمن دخل المطبخ لتهمس لنفسها وهيا تنظر له " هو انا است..شهدت ودخلت الجنة وده من حور العين ولا ايه .. ايه القمر ده "


اقترب منهم وقال بابتسامه " مارو "


ضمه ابنه بسعادة وهمس " داد دي تمارا صديقتي "


نظر لها ومد يده يهمس بابتسامه " اهلا انا خليل والد مروان "


وضعت يدها على صد..رها ترد التحية ولاخباره انه لا تسلم على رجال سحب يده باحراج وقال " عفكرة انا جعان وما كلتش عاملين حسابي "


هزت رأسها ووضعت له طبق وهيا تخفض عينيها هتفت لنفسها " كمان غمازة يا خراب بيتك يا تمارا لازم يخرجوني من هنا بسرعة قبل ما اعمل فيه حاجة "


لاحظ شرودها فقال " تمارا انتي كويسة مش بتاكلي هو وجودي مضايقك "


ردت بسرعة " أيوة "


نظر لها بصدمة لتتراجع سريعا " لا بالعكس بس كنت قلقانة على ليلى هو مروان رجع "


أجاب صغيرها " لا لم يعد بعد "


نظرت له بصدمة " انت بتفهم عربي "


هز رأسه بضحك وقال " نعم علمني والدي لكن مارتينا تمنعنا من التحدث بها "


نظرت لوالده وقالت بغيظ " بقى من الصبح وانا احاول اترجم وانت فاهمني ي قرد ومين مارتديلا دي " 


قهقه خليل بصوت عال جعلها تفتح فمها ببلاهة وهيا تنظر لوسامته وغمازته كورت يديها وأنزلت عينيها بصعوبة تستغفر ثم قالت بعجالة  " انا هأروح أكلم مروان أطمن على ليلى عن اذنكوا "

***** صلي على النبي 


اسبوع يراقبها لم يتحرك من جانبها هو نفسه لم يتوقع أنه يحبها لهذه الدرجة لدرجة توقفت حياته منتظر أن تفتح عينيها...


يعود للبيت يطمئن على أختها يغير ملابسه ثم يعود لها حتى فتحت عينيها تنظر حولها وجدته يغفو على كرسي بجانبها نظرت حولها تحاول ان تتذكر أين هيا استغربت المشفى التي توجد بها غرفة كبيرة جدا متأكدة انها ليست في غز..ة فغز..ة اليوم يعالجون الجر..حى على الأرض وفي الشوارع بسبب كثرتهم ..


أرادت الحركة لتتأوه بسبب شعورها بو..جع شديد فتح عينيه بسرعة عندما استمع صوتها اقترب منها بلهفة وهتف " ليلى هل استيقظتي هل أنت بخير "


همست بتعب " أنا فين ايه اللي حصل '


شعر بالألم الشديد فكيف سيخبرها باستش..هاد اخوها ووالدها ..


لاحظت تغير ملامحه لتهمس بترقب ورعب شديد " ماا..توا "


قضم شفت..يه وقال بغصة " لا تفكري بشئ الآن وضعك خطر أرجوك "


هبطت دموعها بكثرة كشلال وقالت بشهقات " كنت حاسة والله كان طول الوقت بيقولي بابا انه هيمشي كان بيتمناها بس سابني لوحدي ليه انا ماليش غيره طيب وحسن أخويا راح هو كمان "


لم يجيبها لتبكي بكل صوتها كيف لا وقد فقدت الآن كل شئ اقترب منها وقال برجاء " ليلى ارجوك انتي متعبة صدقيني شهد..اء عند ربهم ان شاء الله ألست من أخبرتني بذلك "


شهقت وقالت بوجع " في الأول قص..فوا البيت واست..شهدت ماما واختي ومعظم اهلي الصغيرة وتصا..وبنا انا وبابا وحسن وتمارا ودلوقتي سابوني وفضلت لوحدي "


رد بسرعة " لا تمارا كويسة عندي في البيت "


نظرت له بفرحة وعدم تصديق وقالت بسعادة شديدة " بجد تمارا كويسة يعني لسة فاضلي حد "


هز رأسه وقال " وانا يا ليلى مش هسيبك وحدك "


أغمضت عينيها تهرب من كلامه وخجلها منه ووضعها ايضا لا يسمح لها بذلك 


عاد للبيت يطمئن تمارا على أختها ويأخذها إليها وجدها تلعب احدى ألعاب البلايستيشن مع ابن اخيه وصوت ضحكاته جعلت قلبه يرقص على أنغامه اقترب منه وقبله وقال بحب " هل وجدت صديقة جديدة ونسيتني يا مارو"


هز مارو رأسه بسعادة وأجاب " نعم هيا تبقى معي ولا تغادر تلعب معي تطعمني لكنه لا تعرف كيف تعلمني دروسي '


نظرت له بغيظ وقالت بحنق " منا مش بعرف الهيروغليفي ده انا اخرى كلمتين انجليزي وخلاص انما إيطالي والله ثقافتي فرنسي عشان كدة "


قهقه مروان عليها بشدة وهمس " ما انا هاخدك دروس ايطالي عشان أسجلك في الثانوي بعدها "


نظرت له باستغراب وتسائلت " أتعلم ليه هو مش أما تخف ليلى هنرجع فلسطين "


رفع حاجبه بالنفي وقال بغمزة " لا في الحقيقة اختك جلست هنا ... وأشار على قلبه وثم أكمل " ومش هتخرج أبدا "


ابتسمت بفرحة حتى لمحت أخيه يهبط السلالم لتهمس بخفوت " طيب بيني وبينك الكريم كارميل اخوك مش عايز يتجوز تاني انا موافقة على فكرة "


لهنا لم يستطع الصمود ضحك بكل صوته حتى سقط على الأريكة مش شدة ضحكاته استغرب خليل كل ذاك الضحك فسأل بفضول " ايه اللي بيضحكك كدة "


نظر مروان لتمارا وأراد الكلام لتقاطعه بسرعة " أصله أصله انا عارفة اخوك كدة تجنن أنا هأروح أجهز عشان أروح المستشفى "


غادرت بسرعة ومروان لم يكف عن الضحك جعل خليل يضحك هو الآخر 


في اليوم التالي وجد مروان والدته تنتظره بسعادة وحماس وهمست " مروان هل تعرف عاصي الهادي سنتعاقد معه بالشركة الجديدة ولديه ابنته سونيا فتاة جميلة جدا لمحت له ان تخطبها وكان مرحب كثيرا لذلك سنذهب غدا الى الحفلة ونتكلم معه "


شعر بالضيق الشديد من كلامها تتكلم بحماس ومعنى كلامها أنها قد أخذت قرار رد ببرود " لم أفهم من يتزوج من "


ردت بهدوء " انت وسونيا "


أغمض عينيه يأخذ نفسا ثم قال " انا أكملت ٣٢ عاما لم أفكر بالزواج حتى أجد من تغير قناعتي ولن أتزوج بهذه الطريقة حتى لو كانت ابنة ملك فرنسا "


جن جنونها فقد كانت تسعى لذلك منذ زمن فقالت بحدة " ماذا تقصد هل سترفض نسبا كهذا فتاة جميلة متعلمة من أكبر عائلات ايطاليا "


هز رأسه ببرود " نعم لن أوافق سوى على فتاة يختارها قلبي فتاة أكن سعيدا معاها "


استمرت بالصر..اخ حتى سمعهم خليل اقترب منهم وسأل بقلق " ماذا يحدث لماذا تصر..خي ماري "


أمسكت يد ابنها وقالت بغيظ "وجدت لأخيك عروسة لا يوجد مثلها وهو يرفض يقول لي لن أتزوج سوى من اختارها قلبي "


نظر لأخيه وقال بجدية مصطنعة " هل هذا صحيح "


لاحظ أخيه السخرية في كلامه فكتم ضحكته وهز رأسه ليهتف خليل " اجننت اترفض فتاة جميلة من يراها سيحسدك عليها فاتنة تمتلك كل مقومات الفتاة الجميلة "


والدته بلهفة " أجل خليل أقنعه أرجوك "


كاد يضحك بكل صوته ليكمل بجدية زائفة غلفها الحزن والقهر " اسمع كلامها سترى سعادة لم تراها في حياتك سترى زوجتك كل شهرين او اكثر ستنسى شكلها ستنجب طفلا لن تراه والدته "


نظرت له والدته بغيظ وصدمة ليتجاهل كل ذلك ويهتف لأخيه " برافو عليك اثبت على كدة وأنا في ضهرك "


تركهم وغادر وهيا تصر..خ بغيظ عليهم رفع عينيه ليراه تنظر له بألم فقط استمعت كلامه وفهمت طبيعة حياته لتكن أول دقة في قلبها لذاك الخليل الذي يكبرها بعشرون عاما 

الخامس 


هيا فتاة في السادسة عشر من عمرها وهو في الخامسة والثلاثون.... عشرون عامااا الفارق بينهم 

كانت تشعر به رغم كل ما يحيط بهم من ثراء الا أنها متأكدة انه حزين تائه وقلبها ذاك الذي أصبح ينبض بشدة لأجله ربما في البداية أعجبت بشكله لكن اليوم متأكدة ان داخله طفل صغير ستعشقه وبشدة أتقترب وترى النتيجة أم تبعد خوفا من ان يكون قلبها هو الثمن ..


كان ذاك يشغل تفكيرها دخل وجدها سارحة ولم تشعر به همس بمشاكسة " بخ '


انتفضت من مكانها وهيا تضع يدها على قلبها وقالت بغيظ " بخ في عينيك قلبي كان هيوقف "


ضحك بخفوت وهتف " بقالي ساعة جمبك وانتي مش هنا خالص اللي واخد عقلك يتهنى به "


سكتت ولم تجب هل تخبره أنه يدعو لنفسه ارادت الذهاب ليهمس بخجل " من الآخر بصراحة جعان واكلهم هنا من غير طعم لو تعمليلي حاجة سريعة كدة اعتبريني مارو "


كادت تحت.ضنه من شدة طفولته هزت رأسها بيأس وقالت وهيا تتجه للمطبخ " ايوة منا خلفتك ونسيتك "


قهقه على كلامها وعاد ظهره للخلف أغمض عينيه وبدأ يفكر في مشروعه الجديد حتى فاق على همسها وهيا تضع الصينية أمامه " الأكل "


هز رأسه وتناول المعلقة وبدأ بالأكل ليوقفها صوته " انتي رايحة فين مش هتاكلي "


أجابت بابتسامه " لا كلت مع مارو قبل ما ينام "


وضع المعلقة وقال بهدوء " خلاص شيلي الأكل هأدخل أنام "


استغربت حالته نظرته له وهو يصعد السلالم آلمها قلبها وبشدة فهمت أنه لا يحب أن يأكل وحده لاحظت ذلك عليه لأنه في كل مرة كانت تطعم مروان كان يجلس معهم وان وضعت له الخادمة الطعام وحده لا يأكل ...


أغمضت عينيها بتعب لتسمع صوت مفاتيح مروان اقتربت منه وقالت بهدوء عكس لهفتها " مروان اخوك قالي عايز ياكل ولما لقى انه هياكل وحده رفض ممكن تاخد الصينيه وتاكل معاه "


هز رأسه بتفهم وحمل الصينية وذهب الى أخيه الذي استغرب قدومه لكنه كان فعلا جائع أكل بنفس مفتوحة برفقة أخيه ....


في المشفى اسبوع كامل يحاول أن يخفف عنها كان أحن ما يكون كم تمنى أن يكون بينهم رابط حتى يستطيع ضمها وتخفيف ألمها لكن سينتظر قليلا... 


لاحظت شروده همست بتعب " انت بتسيب شغلك وبتفضل قاعد جمبي هنا '


ابتسم ورد بهدوء " وهل هناك أجمل من هذا "


أخفضت عينيها بخجل ثم سألت لتغير الموضوع " هو انت مش بتتكلم عربي ليه "


ضحك بخفة ثم أجاب " صراحة والدتي تحب ان نتكلم بالانجليزية وان كان بالايطالية افضل بالإضافة الى طبيعة عملي مع الاجانب فأجد الحديث باللغة الإنجليزية أو الفرنسية او الايطالية اسهل لي لكنني أجيد العربية بشكل جيد لكن أخي خليل درس في تونس وكان الأقرب لأبي فيجيد العربية أكثر مني ويحب أيضا التحدث بها "


هزت رأسها بتفهم ثم سألت بفضول " خليل أكبر منك مش كدة "


ابتسم ورد ببساطة " نعم هو خمسة وثلاثون وأنا اثنان وثلاثون ولدي اخت متزوجة في أمريكا عمرها ٢٨ "


" انت قولت لمامتك ايه عن تمارا "


رد بهدوء " أخبرتها أنها أخت أحد العملاء لدينا ولديه مشكلة وطلب مني ان أبقيها في بيتي "


كانت تحب الكلام معه حديثه يريحها رغم براءته الا أنه محنك وذكي جدا حتى ان كلامه موزون جدا لكنها خائفة من كل شئ هيا هنا وحدها هيا وأختها التي لا تعلم طبيعة الناس التي لا تسكن معهم أغمضت عينيها وهيا تتنهد بتعب ليهمس بلهفة " ليلى هل تشعرين بألم "


نظرت للهفته وخوفه عليها كم تريد ان تعرف لماذا يفعل معها هذا هل هو شفقة أم.. 


توقف تفكيرها عن الخيار الآخر كيف سيحب فتاة مثلها لا أحد لها وهو من الواضح انه من عائلة عريقة فاقت من دوامة أفكارها وقالت " ممكن تجبلي تمارا عايزة اطمن عليها "


همس بمشاكسة " هل مللتي مني ليلتي "


كم يوترها حديثه ردت بتوتر " انا حابب تتكلم معايا عربي بعد كدة ينفع "


أجاب بصدق وعينين عاشقة " لو معرفش عربي هتكلمه عشانك يا ليلى "


لهنا يكفي قامت بسحب الغطاء فوقها لتهرب من كلامه ونظراته فعلتها هذه جعلته يضحك بصوت عال ... 


بعد وقت حضرت تمارا تركهم وحدهم لتحضتنها ليلى وهيا تسألها بلهفة " عاملة ايه يا روحي انا ببقى قلقانة اوي عليكي وانا هنا طمنيني عنك "


ابتسمت وهتفت بمزاح " اطمني يا اختي ده قصر الأحلام اللي انا ساكنة فيه ما تعرفيش نهايته بس يا اختي لما شوفت مروان ده افتكرت انه كدة جاي من ديزني ولا حاجة لغاية ما شوفت أخوه يا لهوي حاجة كدة أجنبي انما ايه ده انا ناقص اطلبه للجواز '


قهقت ليلى على مشا..كسة اختها وقالت بجدية مصطنعة " هو ينفع يا تمارا ده احنا مش لازم نغض البصر عشان حرام "


ردت بمزاح " والله بحاول يا اختي بس بفقد السيطرة على عينيا ما هو مش بشر زينا لا يمكن "


ضربتها على رأسها بخفة حتى تتوقف عن كلامها كانت تظن أن هذه عادت أختها لكنها لم تكن تعلم أختها فقدت قلبها بحوزة هذا الخليل ..


في اليوم التالي جهزت أجمل فطار برفقة بعض الخدم حتى يأكل خليل مع الجميع هبط السلالم يريد الذهاب لعمله لتوقفه بهدوء " أستاذ خليل انا جهزت الفطور وأخوك هينزل دلوقتي هو ومارو ان كنت عايز تفطر معاهم "


ابتسم بهدوء ورد " أكيد مادام مش هأفطر لوحدي بس ايه أستاذ دي "


حكت رأسها باحراج وهمست " امال أندهك بايه "


خليل بابتسامه " لو كنت خلفت بدري كان عندي بنت قدك ويمكن أكبر شويا قوليله أبو مروان او أبيه اللي عايزاه "


كانت جملته بمثابة شر..خ بصد..رها الحقيقة التي تتنساها وضعها أمام عينيها ... 


هبطت مروان ومارو لتناول الفطور وهيا ظلت مكانها كمن مسها صا..عقة كهربائية .. 


نظر لها مروان باستغراب لتجمدها " تمارا تعالي ما بك  "


نظرت له وقالت بصعوبة وتماسك " انا كلت في المطبخ هأروح أنام شويا "


خليل باستغراب " انتي مش قولتي هناكل سوا "


أجابت دون أن تستدير " ماليش نفس يا أبيه "


قالت جملتها وركضت لغرفتها تضع يدها على فمها تكتم صوت شهقاتها وضعت يدها على قلبها الذي شعرت بألم شديد به نعم فخلال هذا الشهر كان قد تملك قلبها بالكامل


بدأت ليلى بالتعافي كثيرا وأصبحت أفضل بكثير لتهمس بتردد رغم رفض قلبها لذلك " مروان انا متشكرة اوي على كل اللي عملته معايا "


نظر لها بطرف عينيه وقال بضيق " متشكرة اها ... العفو "


ابتلعت ريقها وقالت بتوجس " ممكن بس تسهل اجراءات رجوعي فلسطين تاني "


حدق بها بصدمة وجنون " رجوعك فلسطين هل جننتي الحر..ب لم تنتهي بعد هل تريدين الذهاب للموت الذي نجوت منه "


فركت جبينها بتعب وقالت بتماسك " ايوة أرجع بلدي وسط ناسي اهل ماما هناك أفضل هنا أعمل ايه بعدين عمري ما فكرت أخرج ولكنت فايقة كنت رفضت اسافر عشان كدا ياريت تلاقي طريقة أرجع فيها "


رد ببرود وهدوء " مش هترجعي مكان مش هبعتك للمو..ت '


صرخت بجنون " انا عايزة ارجع بلدي انت بأي حق تسفرني انا مش عايزة أفضل هنا انت سامع "


اقترب منها بهدوء شديد وقال بهمس " لن يحدث لن أعيدك للخطر مهما صرختي '


دارت حولها نفسها وصرخت مجددا " عايز مني ايه بتعمل كدة ليه "

رد ببساطة " لأنني أحبك ..."


السادس 


صرخت بجنون " انا عايزة ارجع بلدي انت بأي حق تسفرني انا مش عايزة أفضل هنا انت سامع "


اقترب منها بهدوء شديد وقال بهمس " لن يحدث لن أعيدك للخطر مهما صرختي '


دارت حولها نفسها وصرخت مجددا " عايز مني ايه بتعمل كدة ليه "

رد ببساطة " لأنني أحبك ...


رجفة قوية أصابت جس..دها رمشت بعينيها اكثر من مرة تحاول ان تستوعب ما سمعت الأكيد انها نسيت الترجمة او ترجمت خطأ انفاسها ازدادت كأنها في سباق وذاك الذي ينظر لها نظرة مفادها " لن اتركك الا على موتي "


بعد وقت همست بخفوت " انت قولت ايه "


ضحك بخفة وقال " دلوقتي بقيتي ما بتعرفيش تترجمي تمام هقولها بالعربي " عشان بحبك بحبك اوي يا ليلى "


ابتلعت ريقها من شدة توترها وقالت وهيا تفرك يديها غير مصدقة ما سمعت " قصدك شفقة عشان اللي حصل ليا "


رفع حاجبه بسخرية وقال وهو يحرك يده كعلامة ردح " ايوة صح شفقة عشان كدة هأنزل أجيب بنات غز..ة كلهم أتجوزهم "


ضحكت بكل صوتها على طريقة كلامه وهو تاه في عشقها أكثر فقال بهمس " والله حرام على قلبي كدة "


تلبكت وأوفقت ضحكتها وقالت بتوتر " بجد مش شفقة  "


جلس بجوارها وأجاب وهو ينظر للأمام " تفتكري لما واحد يسافر لوحدة في الحر..ب والخطر وما يهموش اللي يحصل ليه ويعيش اسبوع ما يتحملوش بشر ويفضل جمبها مش عايز يسيبها وحياته تتوقف عليها ودموعه اللي عمرها ما نزلت ... نزلت عشانها لما تصاوبت تفتكري ده شفقة ولا حب يا ليلى "


وضعت يدها على قلبها تهدأ أنفاسها أمامها شخص وسيم متعلم غني يحبها وبشدة لا تنكر أنه أصبح جزء كبير من حياتها لكنها خائفة لا تصدق ذلك " بس أنا خايفة "


رد بصدق " هطمنك هأفضل جمبك وفي ضهرك هأكون كل أهلك ووعد مني مش هتندمي "


نظرت للصدق داخل عينيه الخضراء لترتبك أكثر ودقات قلبها أصبح يسمعها ابتسم بخفة على توترها " اهدي مش مستاهلة دلوقتي انا جهزت الملحق بتاع القصر هتعيشي فيه انتي وتمارا هأرتب أموري تكوني خفيتي وأتقدملك "


نظرت له بصدمة " تتقدملي "


كز اسنانه بسبب ذكاءها الخارق وقال بسخرية " هو اللي يحب وحدة مش بيتجوزها بالآخر ولا بيتبناها "


لكمته في كتفه بغيظ ليهمس بدراما وهو يضع يده على كتفه " اااه حرام عليكي مش كفاية قلبي يا مفترية "


ابتسمت بسعادة ليهمس بصوت حنون " قومي نروح وترتاحي وكل حاجة هتبقى تمام "


*****

صفقت بسعادة وهيا تصر..خ " اخيرا فوزت يس يس "


انتبه لها ذاك الذي كان يقوم ببعض أعماله على اللاب توب ضحك بخفوت على تلك الطفلة وقال بعدم تصديق " لا يمكن تكوني هزمتي مارو فعلا اكيد سابك تفوزي "


نظرت له بسخرية " ايوة ابتدينا دي مش روح رياضية على فكرة انا غلبته "


مارو بغيظ " أنت تغشين تشتتيني طول الوقت حتى تفوزي "


ردت بلامبالاة " ليه ما تعترفش اني غلبتك بدون ما تحط حجج انا اللي فوزت ودلوقتي اتفضل اطلب لينا شاورما '


نظر لها بسخرية " عندما لعبنا لم نضع عقوبات على الخاسر لأنك دائما تخسرين الآن أصبحت هنا عقوبة بعد أن فوزت بغش "


كان خليل يتابع ما يحدث وهو يضحك من كل قلبه حتى بدؤوا بالشجار اقترب منهم وقال بغيظ " خلاص انا هطلب شاورما من غير خناق "


صفقوا بيديهم بحماس ليهمس مروان في أذنها " ألم أقل لك سيطلب لنا "


تمارا بضحك " فكرة انما ايه هنكررها بكرة ونطلب بيتزا "


ضحك مارو بكل صوته جعل والده يكاد يحت.ضن تلك التي منذ أن جاءت أصبحت ضحكته دائما تنير حياته "


همس بامتنان " متشكر "


نظرت له بعدم فهم ليكمل " مروان كان طول الوقت ساكت متضايق لوحده دلوقتي بقى طول الوقت بيضحك ما تعرفيش ده فرق معايا ازاي انا مارو كل حياتي "


شعرت في كلامه أن هناك شئ ناقص في الحكاية حزن في عينيه يحاول ان يتعايش معه لتهمس " انا اللي متشكرة انكوا فتحتوا بيتكوا ليا وعالجته أختي '


رد بمقاطعة " دي مش جميلة يا تمارا ده واجب انته تستاهلوا كل حاجة حلوة "


سكت قليلا ينظر لثيابها الذي لاحظ انها ترتديها دائما هيا وثوب آخر ل.عن نفسه أنه مقصر هو واخيه بهذه النقطة هتف بتردد " احم تمارا هو انتي ما جبتيش هدوم معاكي "


فركت يديها بخجل وامتلأت عينيها بالدموع ليهتف بسرعة " مش قصدي أحرجك انا فاهم انتي جاية من حر..ب وقص..ف ما فضلش حاجة والغلط مننا انه ما لاحظناش ده "

أغمضت عينيها بضيق وقالت " انا مش عايزة صدقة من حد لو سمحت "


تنهد بضيق أنها ترى ذلك شفقة واحسان " انتي دلوقتي بتلعبي مع مروان وبتعملي ليه اكل وبتهتمي فيه ليه شفقة "


هزت رأسها بالنفي وأجابت بصدق " انا والله بعتبره اخويا الصغير وبحبه اوي "


ابتسم وقال " وانا فعلا بعتبرك بنتي وعايز أي حاجة تحتاجيها تطلبيها مني انا "


ردت من بين أسنانها " انت مش كبير لدرجة يكوت عندك بنت قدي "


ابتسم وأجاب " ازاي انا عندي ٣٥ سنة مروان عنده ٨ سنين ولو كانت صوفيا وافقت تخلف من بدري كان مروان من عمرك دلوقتي او أصغر شويا "


كورت يديها تحاول التحكم في نفسها وقالت بقهر " انا هأروح أنام عن اذنك " 


استغرب حدتها في الكلام وصلت ناحية الباب لترى ليلى تدخل البيت برفقة مروان قفزت بسعادة وركضت تحت.ضنها بدموع شديدة الجميع ظن انها بسبب قيام أختها لكنها في الحقيقة كانت فرصة لتبكي على قلبها الذي تعلق بما ليس به ....


استغرب الجميع بكاءها الشديد اقترب منها مروان بقلق " تمارا هل أنت بخير لماذا كل هذا البكاء "


تكلمت من بين شهقاتها " أنا عايزة أرجع غز..ة مش عايزة أفضل هنا "


" ماذا "


التف الجميع على مارو الذي صرخ بهذه الكلمة وقال لهم بحدة وصر..اخ " الجميع هنا لا يحبني ويتركني حتى أنت ستفعلي ذلك يا تمارا أتمنى ان أموت حتى أبعد عنكم للأبد "


اقترب منه والده بصدمة وانهيار مد يده ليضمه ليدفعها بحدة وقال بحدة " ابتعد عني أنا أكرهكم جميعا "


تركهم وركض غرفته وأغلق عليه اما هم كانوا ينظروا لبعضهم البعض بألم ووجع ..


اما تمارا لامت نفسها كثيرا على كلامها نظر لها خليل في عتاب وهمس " معرفش ايه اللي حصل خلاكي مش عايزة تفضلي هنا بس ما كنتيش تعلقي فيكي او تتكلمي قدامه "


تركها وتوقف على باب غرفة ابنها يحاول أن يجعله يفتح ...


نظرت ليلى لأختها باستغراب لحالتها وقالت بقلق " في ايه يا تمارا بتعيطي كدة ليه "


ابتلعت ريقها وقالت كذبا " انا زهقت وانا لوحدي ومش بعرف حد عشان كدة انا هأروح أنام "


بعد وقت وقفت على باب مارو وقالت بحزن " انا كنت بقول كدة عشان زعلانة منك من اسبوع قولتلك النهاردة عيد ميلادي وانت مش جبتلي هدية "


فتح الباب ببراءة وعينيه منتفخة من البكاء وهمس بحزن " نسيت والله "


سحبته لحض.نها وضمته بشدة ليهتف ببكاء " هو انا ليه مافيش حد بيحبني "


ردت بلهفة " مين قالك كدة طيب والله العظيم بحبك اوي اوي بشوف فيك حسن اخويا اللي است..شهد من شهر "


نظر لها بحزن لتكمل هيا ببكاء " بابا واخويا راحوا من شهر وانا كنت برة الخيمة كان حسن قالي ان خلصت الحرب قبل عيد ميلادك هجبلك كيكة كبيرة بس هو سابني وراح وانا بحبك زيه والله العظيم كنت بقول هأرجع غزة عشان زعلت منك بس... حتى بابا بحبك اكتر من روحوا بس هو لازم يشتغل عشان يقدر يجيب اللي نفسك فيه وعمك مروان قالي قبل كدة بحبك اكتر من بابا بس كلنا ممكن ننشغل شويا ها بقى فين هدية عيد ميلادي "


هتف بفرحة " انتظريني دقيقة "


ركض لغرفة أبيه الذي كان يستمع كل كلامها شعر بحزن شديد لأجل طفلة عاشت كل ذاك ا اول ما رأى ضمه بقوة وهو يقبل كل انحاء وجهه 

مارو برجاء " أبي تمارا خاصمتني لأن اليوم عيد ميلادها ولم أجلب لها هدية أريد الخروج برفقتها وأحضر لها كيكا وهدية ولكني لا أستطيع وحدي هل تذهب معي '


رد والده بحب " عشان خاطرك أعمل أي حاجة في الدنيا كلها أنا بحبك أوي أوي يا حبيبي '

ضمه بشدة ثم ركض لتمارا وهتف " سنذهب برفقة أبي لأحضر لك هدية وكيك اجهزي بسرعة"


نظرت له بصدمة وكم ندمت على طلبها فهيا اخذت قرار بالابتعاد بقدر الامكان عنه معذبها ..


****

في اليوم التالي شاهدت امرأة تدخل المنزل ترتدي فستانا أروع ما يكون نظرت لها لتجد أمامها فتنة بمعنى الكلمة فتاة أجمل ما يكون 

وكانت صدمتها حينما استمعت مروان يركض لها ويصر.خ بسعادة " مامي "

السابع 


خرجت برفقته وهيا تشعر بتوتر ورجفة كأنها أول مرة تراه أما هو خرج بصفاء نية لاسعادها هيا وطفله لاحظ في المرآة شرودها وحزنها 

"تمارا ايه اللي مضايقك كدة "


في كل مرة ينطق اسمها تشعر بألم بقلبها لترد بابتسامه مصطنعة لم تصل لعينيها " مافيش حاجة انا كويسة "


هز رأسه باستنكار وتساءل " انت لما جيتي ما كنتيش بتبطلي شقاوة وضحك وبتتكلمي كتير دلوقتي ساكتة وعينيكي فيها دموع ايه اللي مزعلك حد فينا عملك حاجة "


تمالكت دموعها وهيا تدعو داخلها ان لا تنهار وهمست بخفوت " أصلي اهلي وحشوني أوي "


رغم أنه متأكد أنه ليس السبب الحقيقي الا أنه همس بحنان " اعتبرينا أهلك دلوقتي مارو أخوكي الصغير وانا أبوكي "


ردت بحدة " أنا بابا مات "


شعر بالحرج الشديد لحدتها وعدم تقبلها لذلك .. انتبهت لنفسها فقالت بغصة وبكاء شديد " انا مش قصدي والله العظيم انا حاسة انكو أهلي بس مش قادرة أتقبل انه ماليش حد منهم كانوا دايما قي عيد ميلادي بيفرحوني وبيعملوا كل حاجة عشاني "


مارو بحزن " تمارا اليوم أنا سأصنع لك أجمل عيد ميلاد لكن لا تبكي "


أما خليل نظر للأمام ولم يجب يشعر تجاهها بالمسؤولية لكن يشعر أنها غير متقبلة ذلك .. 


دخلوا أحد المطاعم وطلب كيك واغنية لها صفق مروان لها بحب ثم ضمها وهو يهمس " كل عام وانت بخير "


ردت بحب " وانت بخير ي حبيبي ميرسي يا مارو "


أما خليل كان ساكت طوال الوقت شعرت بغصة أنها أحرجته هكذا لكنها لا تريد ان يكون كوالدها تريده حبيب فقط ..

خرجا بعد وقت من المطعم ليأخذهم الى مول قريب 

سألت باستغراب " احنا جايين هنا ليه "


خليل بهدوء " هتختاري شوية لبس ومافيش مجال للرفض يلا يا تمارا اختاري للنوم وللخروج اعتبريهم دين وأما تتعلمي وتشتغلي ابقي رديهم "


هزت رأسها وبدأت تختار ملابس محجبات اختفى قليلا ثم عاد وهو يمد يده بهدية صغيرة وهمس بقلق من أحراجه " كل سنة وانتي طيبة ي تمارا ان شاء الله الأيام الجاية تبقى أجمل "


أمسكت العلبة لتجد سلسلة بحرف t أجمل ما يكون واضح انها غالية همست بخجل " بس دي غالية أوي أنا مش ... '


قاطعها بمزاح " هتكسفيني مش هكلمك تاني كفاية احراج يا شيخة "


ابتسمت بخجل واضطرت لقبولها حتى لا تحزنه يكفي ما فعلت منذ قليل .. 


انتبهت لمارو يمسك كيس وقال بسعادة " اشتريت لك الكثير من التشوكليت والشيبس حتى لا تتقاسمي معي ما يجلبه لي بابي ومروان "


احمر وجهها من شدة خجلها ليضحك خليل بصوت عال على مشاكسة ابنه وخجلها ليهمس بحنان " خلاص يا مارو بعد كدة هجبلها كيس زيك بالظبط "


ردت بتوتر  " لا مالوش لزوم انا ... "


خليل بهدوء " تمارا مش لازم حساسيتك دي احنا هنبقى عيلة مروان هيتجوز تمارا يعني هتبقي مسؤولة مننا مش لازم تتكسفي من كل حاجة "


هزت رأسها وسكتت كم تتمنى أن تكون هيا عائلته شعرت بحنانه وطيبته هيا متأكدة أن داخله طفل لو بيدها لوضعته في قلبها وقفلت عليه متى أحبته كل هذا الحب ...


كل معلوماتها أنه غير سعيد مع زوجته حتى دخلت فتاة فاتنة جميلة بكل معنى الكلمة جميلة لدرجة أن هيا كفتاة لم تستطيع تحريك عينيها حتى استمعت مروان يناديها " مامي " ويركض لحض..نها 


ناااار غيرة نشبت في قلبها أن هذه الفتاة زوجت الرجل الوحيد الذي أحبت كيف تقارن بها لم ترى في حياتها بجمالها..


ليلى بانبهار ' ما شاء الله مين المز..ة دي "


ضحك مروان وأجاب " مرات خليل "


ليلى بعدم تصديق " بقى انت فهمتني انه تعيس مع دي .. ده انا سعيدة اني شايفاها بس يا أخي هو في كدة .. دي بتنور دي ملكة جمال "


قهقه مروان بكل صوته على كلمات ليلته وقال ببرود " هيا فعلا ملكة جمال العالم مرتين وإيطاليا ٣ مرات "


كانت ستقول له وأنت أحببتني انا  لكنها سكتت أما تمارا كادت تصاب بسكته قلبية بعد ان استمعت لكلام مروان ...


بعد ان تخانق مع زوجته كالعادة وصعدت غرفتها نظرت لخليل الذي يجلس على الأريكة مهموم اقتربت منه باستغراب " ايه اللي يخليك مش سعيد مع وحدة بجمالها "


" فاضية "

كانت هذه الكلمة الذي أجاب بها دون أن يفتح عينيه 

عقدت حاجبها وتساءلت ' يعني ايه فاضية "


فتح عينيه وأجاب " مرة كان ليا صاحب أبوه متجوز اتنين والدته كانت شقرا وجميلة اوي تجوز عليها ست سمرا جدا انا استغربت انه يتجوز الوحشة على الجميلة لغاية ما قعدت مع الاتنين في مرة وتكلمت معاهم لقيت الجميلة تافهة مش بتعرف تتكلم كويس حياتها عبارة عن تتطبخ ايه تعمل ايه اما التانية مثقفة تستمتعي في الكلام معاها "

تنهد بتعب وأكمل "انا زي اي واحد شاف وحدة حلوة ومثقفة وقال تكمل الصورة لراجل أعمال ومين يكره يتجوز بنت جميلة وملكة جمال لغاية ما مر اسبوع واحد بقت عايزة كل اسبوع تغير عربيتها كل يوم فوق ال٥ ساعات عند الكوافير او هيا عندها بس لبس وسفر وفسح بقيت بشوفها صدفة كانت رافضة تخلف عشان جس..مها ما يبوظش ولما عرفت انها كانت حامل كانت عايزة تنزله هددتها خلفته غصب عنها وبعدها ما بقتش تعرف عنه حاجة بتشتغل في عروض ومعرفش ايه فبتفضل شهر مسافرة ترجع يوم وتسافر شهرين تاني تقريبا نسينا شكلها ده غير لبسها اللي زي الز..فت انا بطبعي مش بغير بس دي غيرة رجل على دينه وعر.ضه واي تدخل كانت الدنيا تتقلب وماما تقف جمبها فهكمل عشر سنين بالوجع ده صدقيني مش شايفها جميلة خالص انا شايفها فاضية تافهة الجمال بنتعود عليه واللي بيفضل بعدها العقل والطباع اللي يا هتريحك يا هتتعبك '


كان واضح من كلامه انها مهموم جدا وغير سعيد سكتت قليلا تنظر له ليتفاجأ بكلامها الذي ليس له دخل بكل ما قاله " لو في يوم كنت خارج انت ومروان وتوهت في مكان فاضي ومعرفتش ترجع واضطريت تفضل عشر ايام في مكان مهجور وما قدرتش تدبر أكل لابنك والمكان خطر جدا وشايف ابنك جعان اوي هتعمل ايه "


انقبض قلبه لمجرد الفكرة وهتف " هموت طبعا اشوف ابني جعان بعد الشر "


سألت مجددا " ولو مروان كان في خطر بعد الشر ومش عارف تحميه هتعمل ايه "


خليل بضيق " ايه يا تمارا بتبشري عليه بعد الشر عنه "


أكملت أسئلتها " طيب لو كل تعبك ده وشغلك فجأة ما بقاش هتعمل ايه "


خبطها بالوسادة وهمس " ما تسكتي بقى "


ابتسمت وهمست " دلوقتي مين أصعب الهموم اللي انت قولتها ولا اللي انا قولتلك تخيله "


" مافيش مقارنة انا ما تحملش الهوا على ابني وكل حاجة هنا انا تعبت فيها "


" شوفت بقى انه همومك مقارنة بهموم ناس تانية ولا حاجة في غز..ة الأب بيقعد قدام ولاده الجعانين ومش عارف يعمل حاجة ويوم ما يفكر يروح يجبب اكل يرجع بالكفن والراجل يقعد ٥٠ سنة يشتغل ويعمل بيت وحياة وفجأه بصار..وخ واحد كل ده بيبقى عالأرض وبينتهي فيه الحال في خيمة وممكن كمان ولاده يكونوا راحوا مافيش مستقبل ولا حياة اللي يمرض يموت "


أغمضت عينيها تمنع دموعها وتابعت " بص لنص الكوب المليان ابنك اللي بتحبه واخوك اللي بيحبك والدتك اللي متأكدة انها بتحبك برضو الخير اللي حواليك وتوفيق من ربنا مش شطارة منك هتلاقي نفسك أحسن من ناس كتير وتلقائي هتحس بالفرحة "


كم أراحه كلامها هيا محقة فعلا هو غارق بالنعم ابتسم وهمس بامتنان " نسيتي تقولي وتمارا من ضمن النعم "


نظرت له بسعادة ليكمل " متشكر اوي يا تمارا كلامك فرق معايا كتير اوي انتي حد جميل أوي "


قامت تركض لغرفتها بسبب سعادتها بكلامه ولأنها ان بقيت دقيقة واحدة ستخبره بعشقها 

****

كان يفرك يديه بتوتر نظرت لحاله وقالت " ما تتكلم يا ابني بقالك ساعة بتحاول تتتكلم "


أخيرا نطق " أنا عايز أتجوزك بس في السر "


تفتكروا مين ده وايه اللي هيحصل

الثامن 


" انا عايز أتجوزك على سنة الله ورسوله بس في السر "


نظر لصدمتها فقال بألم وغصة " ليلى انتي مش عارفة ظروفي أنا ماما هترفض اي علاقة بينا وممكن تأذيكي صدقيني انا خايف عليكي انا مستعد أضمن الك حقك أكتبلك ٥٠ مليون دولار باسمك وفيلا بس توافقي انا بحبك اوي والله فوق ما تتخيلي بس كل حاجة ضدنا "


أن تبني أحلامك وآمال ثم تجد كل شئ سراب بالأمس كان يتفنن في اسعادها عندما أخذها كل المولات لتتسوق من أفخم الملابس حتى أنها كانت تنظر له لا تصدق أنه يحبها ويريد أن يتزوجها .. 


واليوم يصدمها في الحقيقه أنها مجرد فتاة يريدها فترة ولا تشرفه 


كان يتكلم كثيرا يبرر كلامه لكنها لم تسمع أي شئ فقط توقف استيعابها عند كلمة السر ألهذه الدرجة يراها رخ..يصة ليته تركها تموت في بلدها أهون مما تشعر به الآن على الاقل كانت ستموت بكرامة اما الآن هيا في بلد لا تعرف بها أحد وليس لها أحد أين تذهب يالله كم يؤلمها قلبها ألا يكفي ما مرت به ..


فاقت من شرودها على نداءه باسمها نظرت له بهدوء شديد ليهمس بقلق شديد " قولتي ايه "


كان ردها صف..عة قوية تخبره بمدى صدمتها وبقرارها في عرضه الر..خيص


همست بهدوء شديد " عايز ردي أظنه وصلك ٥٠٠ مليون والله عرض مغري انا بقى لو تكتبلي كل ما تملك وتتجوزني قدام الكل مش موافقة عليك ايه رأيك انا عايزة أتجوز راجل مش ابن امه يا مروان طلعتني سابع سما ورمتني ك..سرتني برة مش عايزة أشوف وشك تاني "


سكتت قليلا تنظر حولها ثم همست " صح نسيت أنا اللي هطلع نسيت أنه بيتك "


أوقفها بألم ورجاء " لا اعتبريني ما قولتش حاجة بس خليكي هنا هتروحي فين أنا آسف هخرج ومش هخليكي تشوفيني تاني بس خليكي "


ردت بقر..ف " برة "


هز رأسه وخرج كم كره نفسه كيف فعل بها هذا دموع عبرت عن حالته يقسم أنه يحبها يحبها لدرجة تذهب أنفاسه لكنه خائف عليها يعلم والدته وماذا ممكن أن تفعل دخل المنزل وحالته مزرية انتبه له خليل الذي قلق من منظره وقال بلهفة  " مروان في ايه مالك ليلى حصلها حاجة "


نظر لأخيه كالتائه وقال بألم شديد " انا مقر..ف أوي انا د..بحتها بدون رحمة انا أستاهل الحر..ق "


نظر لأخيه ولم يفهم شئ سحبه يجلس بجواره وقال بقلق " عملت ايه مش فاهم "


أغمض عينيه بقلة حيلة وبدأ يتذكر عندما أتت له والدته غرفته فجأة وقد كان يكلمها بعد أن ذهبا للتسوق وعاش برفقتها أجمل يوم في حياته 


فلاش باااك 


دخلت غرفته فجأة دون ان تطرق الباب ليضع الهاتف بقلق وهمس بابتسامه " اهلا أمي هل هناك خطب ما  "


جلست بجواره وتساءلت بهدوء " متى ستأتي لرؤية سونيا حتى نطلبها الزواج "


ابتلع ريقه وأجاب بتوجس " في الحقيقة يا أمي انا أرغب في الزواج من فتاة أخرى "


ابتسمت بمجاملة وقالت " اووه وهل هيا من عائلة مرموقة أعرفها أود التعرف على عائلتها ربما يكون هناك مشروع نقوم به سويا "


دق صد.ره برعب من لهجتها وأجاب بتقطع " في الحقيقة هيا فتاة عادية أقصد انكي لا تعرفي عائلتها  "


تغيرت نظرتها لأخرى حادة مرعبة وهمست " ليلى أليس كذلك "


نظر لها بصدمة وقلق لتكمل هيا بهدوء " أتظنني غبية لا أعرف أين سافر ابني ومن جلب لنا تسكن في بيتنا أنا أعرف كم مرة تتنفس في الدقيقة يا مارو "


سكت قليلا بقلق شديد يعلم أنهم رقم واحد في حياتها ودائما تريد أن ترانا أعلى من الجميع همس برجاء " أحبها أمي أحبها بشدة هل هذا خطأ هل يجب أن أتزوج بفتاة لديها مال ونقود وعائلة أليس فتاة عادية تحبني يكفي أنا سعيد برفقتها ألا يهمك أن ترينا سعداء "


سكتت قليلا تنظر له ولم يؤثر بها كلامه وأجابت " سأسمح لك بالتس..سكع برفقتها قليلا بعد تستطيع ان تضرب ورقتين عرفي لكن تأكد أن يكونوا معك وأن لا تصبح حامل ثم اشتري لها بيتا نهاية الزواج تسكن به هيا وأختها وأعطها مبلغ يكفيها وبعد شهر من الآن سنذهب لطلب سونيا '


قامت تريد الخروج لتلتف له فجأة " أسهل ما يمكن هو التخلص منها ليس لديها اي أحد يسأل عنها بعد أن تختفي مروان لا تضطرني لفعل ذلك بها "


خرجت بهدوء شديد تركته ينظر لأثرها بصدمة وألم وخوف جميع المشاعر السلبية أثرت به وبكل غباء دون تفكير ذهب يدمر كل شئ بينهم 


بااااك 


سكت ينظر لأخيه الذي كان متوقع كل ذلك ليسأل بهدوء " أها وانت روحت قولت ايه لليلى بقى "


ابتلع ريقه وأنزل رأسه بخزي ليسأل خليل " طلبت تتجوزها عرفي "


هز رأسه بالنفي ورد بسرعة " لا والله قولتها عند مأذون بس في السر "


لم يكمل جملته بسبب لكمة أخيه لها " لما انت جبان كدة جبتها من بلدها ليه لما انت مش قد المواجهة وقد انك تحميها رفعتها سابع سما ليه يا أخي كفاية اللي شافوه اللي انت نفسك مش قادر تنسى وانت عشت اسبوع واحد فيه كنت سيبها تموت هناك كانت راحت الجنة ما دام هتعيش جهنم هنا مستغل انه مالهاش حد يوقفلك انا بقى هقفلك يا ز.فت ومش هجوزهالك لا سر ولا جهر وروح غور من وشي دلوقتي "


شعر بالخز.ي الشديد لم يفكر في كل ذلك هو فقط كان يريدها يعشقها يقسم بذلك لم يستغل فكرة أن ليس لها أحد لكنه خائف عليها قام من مكانه بهدوء وأخيه ينظر له بألم ...


كانت قد أتت لتتقا..تل مع مروان حتى استمعت لكلام خليل الذي جعلها تقع في غرامه للمرة الألف يالله رجل بكل معنى الكلمة طيبة قلبه عدله الذي جعله يقف لأخي المنهار بشدة ولم يؤثر بها ...


انتبه لها خليل لينادي عليها اقتربت منه وقالت بدموع " عايزك تساعدنا نرجع غز..ة "


أغمض عينيه بتعب محقون هم ليهمس بحنان  " بس الحر..ب لسة ما خلصتش "


أجابت بلامبالاة " صدقني المو..ت أهون حاجة ممكن تحصل لنا البشر مالهمش أمان بيوجعوا أوي ربنا أحن علينا من كل الدنيا "


تنفس بقوة وقال " ممكن تثقي فيا شويا وانا هصلح كل حاجة صدقيني مروان عمل كدة من خوفه عليها "


هبطت دموعها بشدة وقالت " احنا مش عايزين حاجة احنا هنا بنتين لوحدنا في بلد غريبة مالناش حد خلينا نرجع هناك أهلنا أختي منهارة بشكل يخوف خايفة يحصل ليها حاجة ساعدنا نرجع وخلاص ليلى ومروان ما ينفعوش لبعض "


قاطعها بحسم " ليلى ومروان ماي ينفعوش غير لبعض صدقيني لو عند شك انه بحبها كنت ساعدتك بدون تفكير اعتبرينا انتي وليلى أخوكوا بدال ما أقول أبوكي بتعصبك "


ضحكت بخفة ليتابع بحنان " روح نامي دلوقتي وأوعدك كل حاجة هتكون كويسة "


هزت رأسها وغادرت وقد شعرت بالأمان لوجوده وكلامه أغمضت عينيها تدعو الله أن يريح قلب أختها وقلبها الذي عشقه حد النخاع..


عند منتصف الليل شعرت تمارا بأحد يوقظها فتحت عينيها بقلق لتجد ليلى قد جهزت حقيبة صغيرة وهمست " قومي بسرعة هنهرب من هنا '


تمارا برعب " هنروح فين احنا ما نعرفش حد "


ليلى بحسم " هنروح السفارة أكيد هيعرفوا يرجعونا مش هفضل هنا دقيقة '


تمارا بقلق " خليل قالي ه... '


قاطتها بحدة "خليل مش هيجي على والدته وأخوه عشانا احنا مش قدهم يا تمارا نرجع نمو..ت شه..داء في بلدنا أحسن ما نمو..ت قهر هنا "


نظرت لها قليلا ثم هزت رأسها وقامت ترتدي ملابسها وهيا تشعر بالقلق الشديد من كل ما هو آتي ...


التاسع 


" أنا عايزك أتجوزك بس في السر "


كانت هذه الجملة التي تتردد في أذنها طوال الوقت ودموعها تسيل كشلال من شدة ألم قلبها تتقلب في فراشها تفكر ماذا تفعل اين تذهب ليس لها أحد لكنها قررت في النهاية أن أي مكان أفضل من الوجود برفقته بعدما رآها رخ.يصة .. 


ركضت هيا وأختها تتسحب للخارج وهيا تدعو الله أن تستطيع النجاة والعوده لبلدها..


كان يقف على الشباك يتابع خروجهم كان متأكد أنها لن تبقى هنا ففتاة مثلها عرفت بعزة نفسها وكرامتها فوق كل شئ لن تبقى بعدما حدث حتى لو ستمو.ت ..


ل..عن أخيه وغباءه وهبط السلالم ثم صعد بسيارته ولحق بهم ...

كانت تسير هيا وأختها برعب شديد لا تعلم أين تذهب وكيف طريق السفارة حتى استمعت لصوت زمور سيارة استدارت برعب لتجد خليل يهتف بتعب " اركبي يا ليلى انتي واختك لو سمحتي "


مسحت وجهها بألم وقالت بقوة " مش هركب ولا هأرجع معاك لو سمحت ابعد عننا كفاية اوي اللي حصل "


أغمض عينيه يأخذ نفسا ثم فتحها وهتف بتروي " تقدري تقوليلي رايحة فين طيب الطريق للمكان اللي رايحة ازاي انتي في بلد أجنبي ضامنة اللي يحصلك في الطريق بنص الليل ليلى الموضوع مش عند وخلاص بجد انتي في خطر يلا لو سمحتي"


شعرت بالرعب الشديد نعم هيا في بلد أجنبي ماذا عساها تفعل وحدها بدون سند لها أغمضت عينيها وهبطت دموعها بشدة وصعدت برفقته وبجوارها تمارا التي كانت تشعر بالرعب الشديد حتى رأته يالله كم تشعر بالراحة والأمان بوجوده كانت ستموت لمجرد ان تبتعد عنه ...


نظر لها بعتاب " مش عارفة تمنعيها يا تمارا طاوعتيها عالجنان ده مش قولتلك ثقي فيا "

أخفضت عينيها بخجل لينظر لليلى ويقل بحنان " ليلى من ساعة ما شوفتكوا وأنا بجد حسيت بالمسؤولية تجاهكوا مش شفقة انا فضلت صاحي لأني متأكد انك هتتصرفي كدة ممكن تهدي نفكر واللي انتي عايزاه هيحصل"


أجابت بسرعة من بين دموعها " انا عايزة أرجع غز..ة '


تنهد بتعب وقال " ترجعي فين غز..ة دلوقتي ليها ربنا بيمسحوا في شمال غز.ة وبيجهزوا خيم في رفح تروحوا عليها ومجا..زر للكل صغار وكبار ده غير اللي بيموتوا من الجوع لو الحر..ب خلصت كنت هأرجعك أول واحد بس صدقيني الوضع بيسوء أكتر بكتير من الأول "


ألمها قلبها لبلدها وشعبها الذي ذاق المر خلال عامين ولا أحد يفكر به اثنان مليون ونصف لم يهتم به أحد والله لو كانوا كلاب أو قطط لخرجت جميع الدول تهتف بحقوق الحيوان أما هم ليسوا بهذه الأهمية ..


ردت بخنقة " طيب مروان عمل كدة ليه خلاني أصدق انه حبني وانه عايزني يعرض عليا عرض رخي..ص زي ده ليه عارف عرض عليا كام ٥٠ مليون دولار والله تمن ماحدش يرفضه هو فلوسكوا كتيرة لدرجة أنه يعرض مبلغ زي ده عشان يقضي كم يوم مع وحدة "


كلامها صحيح لكن ما أعجبه حقا أن ترفض مبلغ كهذا لا يستطيع أحد رفضه ليجيب بصدق " اللي بتقولي ما حبكيش دموعه ما وقفتش طول الليل "


نظرت له بصدمة ليكمل هو بجدية " لو شاكك واحد في المية أنه اخويا ما حبكيش كنتي سفرتك من الصبح بس واحد راحلك في عز الخطر ليه وسفرك يلحق رجلك من البت..ر ليه ويدفع مبلغ زي ده ليه غير انه فعلا بحبك بس طريقته كانت غلط هو من خوفوا عليكي والله العظيم انتي ما تعرفيش مارتينا عندها الشكل قدام الناس هيا مين وناسبت مين اهم من كل حاجة هو عايز يربط اسمه باسمك عشان يحميكي والدليل قالك شرعي مش عرفي أعطي فرصة يدافع عن نفسه وانا في ضهرك انتي مش هو وأوعدك مش هيحصل غير اللي انتي عايزاه " 

سكت قليلا " ايه رأيك نربي الأول "


ابتسمت  لذاك الخليل وهمست " انت طيب أوي "


حك رأسه بخجل شديد وهمس " مش أوي كدة يعني بس بجد بعتبر نفسي أخوكوا "


أما تلك التي تنظر له ولم ترمش حتى شعرت بقلبها يريد الخروج واحتض.انه يالله ماهذه الحنية التي تشع من كلامه لكن كلمة أخوكوا جعلتها تنظر له بضيق تريد فتك رأسه ...

استيقظ مروان وذهب مسرعا للملحق لم يجدها ذهبت انفاسه خرج مسرعا ليجد خليل بوجهه هتف بلهفة " خليل ليلى مش جوة "


خليل بهدوء " سابت البيت هيا واختها راحت السفارة عشان يرجعهم فل.سطين "


حدق في عينيه يستوعب تلك الصد.مة ليهمس بعدم تصديق " ترجع فلس.طين وتسيبني وانت وافقتهم ما منعتهمش "


خليل بلامبالاة " وأمنعهم ليه بعد عملتك دي هيا عندها حق "


جن جنونه دار حوله نفسه كالمجنون ثم صر..خ " لا ما عندهاش تسيبني انا انا حبيتها بجد بص احنا نروح نرجعها وانا هتجوزها قدام الدنيا كلها أنا والله العظيم ما فكرتش انا من خوفي عليها طيب انت اضمني قدامها "


سكت قليلا يتنفس بقوة ثم قال برجاء " خليل اعمل اي حاجة عشان خاطري "


آلمه قلبه لأخيه لكنه كان يريد أن يثبت لتلك التي تستمع عبر الهاتف أنها ليست مجرد نزوة ليسأله ببرود " وايه اللي عامل فيك في مليون بنت غيرها تتجوزها عرفي تبسطك ما تتعبش نفسك "


اقترب منه وأمسكه من الجاكيت وقال بغل ولأول مرة يعتدي على أخيه " ليلى مش زي اي بنت ليلى كل حياتي ما تتكلمش عليها كدة انت سامع "


استمع لصر..اخها بعد ان كانت تراقب من الفيلا " مروان سيب أخوك "


التف لها بلهفة وقال بعدم تصديق " انتي هنا ما مشتيش ما هونتش عليكي صح هنروح نتجوز دلوقتي وأعملك أجمل فرح ايه رأيك بس تسامحيني "


آلمها قلبها لحالته لتهتف بابتسامه " وتجبلي فستان "


هز رأسه بقوة وهمس بعشق " أجمل فستان ما لبسوش حد قبل ولا هيلبسوا بعدك بس توافقي "


اقترب خليل منهم وهمس  " احم نحن هنا .. بصي يا ليلى خودي وقتك وفكري ابننا زبا..لة بس مش هتلاقي حد زي قلبه ويحبك زيه "


أخفضت عينيها بخجل ليقع مروان في عشقها للمرة المليون نظر لأخيه وقال بخجل " خليل أنا معرفش أنا عملت كدة ازاي بس أنا بجد آسف "


احت.ضنه خليل بقوة وقال بحنان " ولا يهمك يا حبيبي المهم تكون مبسوط بس تحطها في عينيك لأني أنا اللي هقفلك "


مروان بصدق " وفي قلبي والله "


*** صلوا على النبي  يا بنات احنا هنا الفقر أسوأ ما يكون اللي بتقدر تساعدني تكلمني 

دق مارو غرفة والدته التي كانت تتجهز للسفر مجددا هتف بدموع " مامي هل ستسافري مجددا أنت أتيت أمس أرجوكي هناك حفل بالمدرسة أريدك أن تكوني معي فيه "


أمسكت حقيبتها وقالت بعجالة " سوري مارو لدي افتتاح معرض مهم في المرة القادمة "


نادت على مربيته وهمست لها " خليكي معاه وخلي بالك منه وتروحي معاه الحفل "


خرجت بسرعة ليلحق بها الطفل ويمسك بها برجاء سحبت يدها منه بعصبية ليسقط على الأرض لم تهتم نادت على المربية التي بمجرد خروج والدته هتفت بحدة وهيا تلك.مه بكتفه " ألم أقول لك أن تأتي معي لماذا لحقت بها يا غبي "


كانت تمارا تتابع كل مايحدث يالله كيف لأم أن تفعل ذلك في طفلها اشم.أزت من المكان كله لكن عندما رأت تلك المربية تلك.مه جن جنونها وصر.خت بها جعلتها تنتفض اقتربت منها وقالت بعصبية وهيا تلك..مها بالمثل " انتي تجننتي ازاي تمد ايدك عليه يا متخلفة "


المربية بدون فهم " لا أفهم ما تقولي لكن هذا الطفل يجب أن يربى لا تتدخلي "


دفعتها بقوة وسحبت الطفل لفراشه ركضت تمارا لمكتب خليل وفتحته دون استئذان جعلته ينتفض نظر لحالتها وقبل ان يتكلم صر.خت به " انت ازاي أب كدة بتحط اللوم على مراتك لوحدها وانت دورك فين "


نظر لها بقلق وعدم فهم " هو مارو ماله "


كزت أسنانها وهبطت دموعها وقالت بقهر " مارو مع المربية بتضر.به يا استاذ خليل وانت قاعد بتشتغل خليك في شغلك أهم بكتير "


نظر لها بعدم تصديق حتى ظن أنه لم يسمع ما قال ليسألها بجنون " مين بيضر..ب مين "


ردت بسخرية " ما تاخدش في بالك كمل شغلك "


ركضت لغرفة مروان ليلحق بها لا يصدق أن ابنه يضطهد من تلك السليين ..

دخلت الغرفة وقالت بحدة " اخرجي أنا سأبقى معه '


المربية بحدة " لا شأن لك به من تظني نفسك '


كان يقف على الباب يستمع دفع الباب بهدوء ونظر للجميع ثم نظر لطفله الذي يرتعش في حض.ن تمارا لا يصدق أنه كان أب سئ لهذه الدرجة غيرت المربية ملامحها كالبريئة وهمست " مستر خليل تلك الفتاة تمنعني عن القيام بواجبي وتعنف ابنك بشدة "


نظر لها بهدوء ثم اقترب لطفله وض.مه بشدة وهو يقب..ل رأسه باعتذار ثم همس بحنان " مارو بصلي يا روحي سيلين بتعاملك ازاي '


نظر لسيلين بر..عب الذي نظرت له نظرة تحذيرية رأتها تمارا لتصر..خ بها " هل وصلت بك الحقا..رة أن تهدديه ووالده بجواره "


التف خليل ينظر لها لتهمس بتمثيل " أنا اهدده يكفي ظلما أنت تريدين أن تعملي بدالي وتظهري بدور الملاك '


لم يهتم لها خليل لكنه همس لطفله بحنان " ما تخافش من حد يا مارو بص انا أبوك الي هياكل اللي يقربلك "


اقتربت منه تمارا وهمست بحنان " مش انا وانت صاحب وبنثق في بعض أوي "


هز رأسه لتهمس بحب " أنا بقى هلعب معاك وهنخرج سوا وهتنام معايا بغرفتي كمان يلا قول لبابا سيلين بتعمل ايه معاك "


نظر لهم مروان ثم قال بهمس وخوف " دائما ما تضربني وتهددني أنها ستضعني في غرفة الفئران ان لم أسمع الكلام أو أخبرت أحد ولا أحد يكون معي حتى أنني أنام أحيانا بدون طعام لأنها ترفض أن تحضر لي "


كرصا..صة اختر..قت قلبه كان كلامه كر.ه نفسه وحياته وعمله كم هو أب سئ لدرجة أن ابنه اطمئن لتمارا ولم يطمئن له سيلين لم تذنب هو المذنب الرئيسي ..


حملت تمارا مروان وخرجت دون كلام تعلم أنه يتعذب مما حدث لكن عليه أن يهتم بطفله أكثر من ذلك التف خليل لتلك التي ترتجف همست ببكاء " كذب أنا لم أفعل شيئا الفتاة التي معه هيا من جعلته يقل ذلك "


صف..عها بقوة حتى نز.ف جانب فمها وقال بفحيح " سأريك الجح..يم على الأرض سأجعلك تتمني المو.ت هل تعلمين من يكن هذا الطفل لتفعلي به هذا "

صف..عها مرة أخرى ثم اتصل ب أحد حراسه الذي أتى يأخذها وهيا تص.رخ وتتوسل له ..

هبطت دمعة حارقة من عينيه بسبب ألم قلبه على طفله وتقصيره معه ..


ذهب إلى غرفة تمارا بالملحق ليسمع صوت ضحكت طفله الذي جعلته يريد أن يحتضن تلك التمارا بسبب ما تفعله ..

*****


" جه أمر بترحيل تمارا لأنها ما معهاش الجنسية "


وايه الحل 

" انك تتجوزها "


العاشر 


" هتعمل ايه مع والدتك "


جلس أمامها وأجاب بصدق " ليلى طلبي المرة اللي فاتت كان من خوفي عليكي واني استعجلت وبدون ما افكر بس انا مش صغير وعارف مصلحتي وأعرف أرتب أموري كويس أنا هقولها اني هتجوزك وهاخد بيت تاني نعيش فيه وكل الدنيا تعرف انك مراتي "


سكتت قليلا تنظر له ليفهم نظرتها فسألها بحنان " خايفة مش كدة "


اخفضت عينيها بحزن وردت بصوت متحشرج " مروان أنا يعتبر لوحدي ماليش أب ولا أخ يوقفلك لو حصل حاجة أو لو طلعت مش بتحبني أو حبيبت تسيبني أو لو مامتك حاولت تعمل حاجة "


قبل أن يجيب اقترب منها خليل الذي كان قادما وهمس بحنان " وأنا دلوقتي أخوكي يا ليلى انتي وتمارا وأوعدك أنا أول واحد هقفله لو زعلك حقك تخافي بس احنا مش وحشين أوي كدة "


ابتسمت بخجل وذاك الذي ينظر لها بضيق بسبب قلة الثقة التي كان هو السبب فيها .. 


أما تمارا مجرد ما استمعت لكلمة أخوكي جنن جنونها تلك الكلمة تهدم أحلامها وتك.سر قلبها .. 


حمل مفاتيحه يريد الخروج ليناديه مروان " ان رايح الشركة خود تمارا كورس الإيطالي "


ردت بحدة وسرعة " لا مش عايزة "


استغرب الجميع حدتها أما هو نظر لها بضيق لماذا تكره أي مبادرة منه لمساعدتها أو التقرب منها هو يعتبرها أخته لكنه دائما يشعر أنها لا تقبله .. 


ليلى باستغراب " في ايه يا تمارا مش عايزة تروحي معاه ليه ده كتر خيره أوي "


نظرت له قليلا وامتلأت عينيها بالدموع عندما رأت ضيقه لكنها تريد الابتعاد الطريق بينهم واضح انه مستحيل .. 


همست باختناق " انا كان قصدي اني مش عايزة اروح الدرس تعبانة بس خلاص هألبس  "


ارتدت بنطال واسع وعليه قميص وكانت اول مرة ترتدي ذلك نظر لها قليلا ثم قال باستغراب " ليه لابسة بنطلون مش بتلبسي فستان للخروج "


عقدت حاجبها بعدم فهم لتجيب " عادي مستور كدة "


هز رأسه ومشى قليلا ثم استدار لها فجأة وهتف بضيق " غيريهم الفستان أفضل عشان الحجاب "


ابتسمت بسعادة وكادت تقفز هل يعقل أنه يغير عليها هزت رأسها وركضت لتغييرهم لكنها لم تكن تعلم أنه لا يفكر بأي شئ مما تفكر فيه ...


فتحت الباب الخلفي عقد يديه امام صد..ره وقال بغيظ " تمارا هو انتي طالعة أوبر اطلعي قدام "


شعرت بالخجل الشديد وصعدت بجواره ساق قليلا ثم سأل " هو أنا عملت حاجة زعلتك "


نظرت له بعدم فهم وهمست " لا بتقول كدة ليه "


خليل بهدوء " طول الوقت بتتجنبيني ومش بتحبي مني أي مساعدة بس من مروان عادي "


شعرت بالحزن لأجله لكن هذا أفضل لها فأجابت بتماسك " مروان هيبقى جوزي أختي عشان كدة مش ببقى عايزة أغلبك '


" ما قولتلك اعتبريني باباكي رفضتي أخوكي كنتي هتق.تليني اعتبريني جوز امك وخلاص "


ضحكت على طريقته ليبتسم وهمس " أخيرا ضحكتي ده انا لو قا.تلك قت..يل "


شعرت بالبرد قليلا لتنفخ في يديها لاحظ ذلك ليقف أمام أحد المحلات ويجلب لها مشروب سا.خن ..


أمسكت منه الكأس بخجل لتشعر بسعادة شديدة " نسكافيه الله "


نظر لفرحتها وقال بابتسامه " بتحبي النسكافيه أوي كدة "


هزت رأسها بالايجاب وقالت وهيا تتذوقه بسعادة " أوي ده عشق واما جيت عندكو لقيتكوا مش بتعملوا ولا بتشتروا فما كنتش بشربه أنا أي حد عايز يصالحني أو يفرحني يجبلي نسكافيه ده أنا ممكن أقع في غرامه والله "


ردت بتلقائيه " هجبلك مصنع اذا كان كدة "


انتبهت لما قالت ولكلامه لتشعر قلبها يرتجف ويكاد يقف من شدة دقاته..

كانت جملته تلقائيه لم يقصد بها شئ لكنها بنت لنفسها أحلاما بسببها ..


افتقدها منذ الصباح فذهب اليها ليجدها تشاهد التلفاز وتبكي بحر..قة ..

نظر لما تشاهد ليغمض عينيه بألم فهيا الآن لن تسكت .. 

اقترب منها وهمس بحنان " ليلى العياط كدة مش هيحل حاجة "


أجابت بشهقات " انا متأكدة كمان اللي بصير أكتر من اللي بنشوفوا قلبي واجعني أوي شوفت أطفال ازاي بيمو.توا جوع وبيروحوا يجيبوا مساعدات وبيضحوا بروحهم عشان يطعموا ولادهم وفي احتمال كبير ما يرجعهوش ليه بيحصل فيهم كدة ليه والكل بيشوف بصمت دول ٢ مليار مسلم مش قادرين يعملوا حاجة "


امتلأت عينيه بالدموع من هول ما يحدث فقد عاش اسبوع لن ينساه ما حيي ما بال من عاش عامين فقط اولاده بيته مستقبله وعاش تلك الحياة في خيم كالحيوانات بأماكن قذ..رة دون غذاء بالإضافة للق..صف والتهجير والنزوح ... 

انا وحدة من الناس اللي الفقر والجوع مأثرين عليها فاللي بيقدر يساعدني يتواصل معي ...


كم اراد احتض.انها لتهدئتها لكنها ليست زوجته بعد فهمس بحنان " ربنا كبير وان شاء الله هتفرج ده اختبار من ربنا ويا بخت اللي بيصبر وصدقيني الناس اللي بتتفرج دي اكتر ناس يوم القيامة هتتمنى لو كانت مكانهم لما تشوف الثواب اللي هياخدوا ان شاء الله 


شعرت بالراحة من كلامه لتهمس بخجل شديد " هو انت احم قصدي يعني  "


ابتسم على خجلها وأجاب " أيوة لسة بتبرع ويارب أكون بساعد في حاجة "


رفعت رأسها وقالت بحدة  " اوعى تكون بتتبرع لوحدة تعجبك ونعيد من أول "


نظر لها يستوعب ما قالت لين.فجر في الضحك بشكل هستيري كأنه لم يضحك من قبل أما هيا شعرت بالخجل الشديد 


نظر لها قليلا ثم قال بمشا..كسة " حاسس انه في غيرة "


لم تجبه بل ركضت من أمامه أما فوضع يده على قلبه يصبره أنا أيام وستكتب بإسمه..


***

كان تساعد مروان في لبسه استغربت حزنه فسألته بحنان " مارو ليه مقموص كدة "


نظر لها وهز رأسه بالرفض لتصر وتهمس " هتخبي على طمطم حبيبتك هخاصمك "


أجاب بصوت مختنق " اليوم احتفال سأشارك به ولا أحد سيكون معي أمي سافرت وأبي أخبرني أن لديه عمل كثير لا أحد يهتم بي ولا أحد يحبني '


قال جملته ونزل بسرعة للسائق الذي ينتظره وهيا تنتظر لآثره بصد.مة تحولت للحزن لتجد نفسها تقتحم غرفة خليل دون حتى أن تستأذن ..


كان يغلق أزرار قميصه ليتنفض على تلك التي اقتحمت غرفته وقالت بحدة " هو انت بتخلف ليه "


لم يفهم كلامها فسأل " تمارا في ايه "


كزت على أسنانها وقالت بغيظ " بجد يعني مش بتفضوا تروحوا مع ولادكو المكان اللي هو عايزينه بتخلف ليه "


شعر بالضيق من كلامها فقال بعدم فهم " مش فاهمة حاجة ايه اللي بتخلف ليه "


" مارو عليه حفلة النهاردة وبالنسبة لطفل في عمره مهمة مامته سافرت حضرتك مش عايز تروح ليه "


رفع حاجبه من طريقتها فأجاب بهدوء " عندي شغل "


هتفت بسخرية " أها وبتلوم مراتك انها بتسافر ومهملاه ما هيا كمان بالنسبة ليه شغل ازاي شايفين انه شغلكوا اهم من سعادة ابنك عالعموم اعتبر نفسك ما سمعتش حاجة روح شغلك "


غادرت المكان دون أن تستمع رده أما هو فكاد يجن من طريقتها واسلوبها لكن ما أسكته أنها محقة ..

ذهبت لمروان وهمست برجاء " مروان ينفع أطلب منك طلب "


أومأ بسرعة لتهمس " ينفع توديني مدرسة مارو أتفرج على الحفل واذا انت فاضي احضروا معايا عشان زعلان اوي انه ما فيش حد هيروح معاه "


نظر في ساعة يده ثم أجرى اتصال يؤجل عمله فهو يعشق ابن أخيه كثيرا ثم قال بابتسامه " ناخد لولة معانا "


ضحكت بسعادة وردت " حاسة انك وافقت عشانها بس ما علينا "


بدأ الإحتفال ولم يكن قد رآهم مارو وعندما بدأ بالمقدمة وقفت تمارا تصفق له وتصفر بتشجيع ليشعر بقلبه يكاد يطير من شدة سعادته وخصوصا عندما وقف مروان وليلى أيضا أشار لهم بسعادة شديدة..


بدأ بالتقديم لتهمس المديرة قبل انتهاء الحفل بقليل بعد ان تلقت اتصال " مروان "


نظر له لتهمس " هناك شخص يريد أن يدخل ويقدم لك هدية "


استغرب كلامها وهز رأسه ليتنفض بسعادة شديدة حينما اقترب والده ومعه بوكس كبير من الشيكولاته والألعاب وضع المايك على الطاولة وركض لوالده في الممر ليترك الصندوق ويحت.ضنه بقوة .. 


هتف مروان بسعادة " هل أتيت لأجلي أنا سعيد جدا أحبك أبي أحبك كثيرا "


شعر بتأنيب الضمير وآلمه قلبه على طفله ليمشي برفقته ويجلس بجوار مروان كانت تمارا سعيدة جدا لرؤيته تشعر أنه طفل يحتاج من يدله على الطريق ابتسم وهمس لها بعد نهاية الحفل " متشكر يا تمارا متشكر أوي "


نظرت له بطرف عينيها ولم تجب وغادرت بكبرياء لاستفزازه نظر لها بغيظ وقال " أنا هك.سكر دماغك دي قريب يا تمارا "


أخفت ابتسامتها وركضت وقلبها يكاد يحت.ضنه...


**** 

جلس أمامها وهمس " مارتينا ما كل هذه الغيبة "


ردت بابتسامه " أنت تعلم حجم العرض الذي أجهز به لكن مالذي أتى بك لهنا "


نظر لها بهدوء لتقطعه قبل الحديث " انسى ان أزوجه هذه الفتاة قد رتبت كل شئ مع سونيا "


اقترب منها وقال " زوجة أبي الغالية أظن أنك لا تريدين أن تري وجهي الآخر "


انتفضت بعصبية وقالت بغيظ " أنا لست زوجة أبيك أنا أمك غصب عنك أتعلم ذلك "


يعلم أنها تحبه أكثر من ابنها مروان وتراه شيئا كبيرا لتهتف مجددا " هل تهددني خليل "


رد بهدوء " أنا ضحيت بسعادتي وتزوجت ابنة اخيك الذي أراها كل شهرين صدفة لكنني لن أضحي بسعادة أخي ما المقابل التي تريدين للموافقة على زواجهم "


كادت تتكلم ليهمس بصوت متوعد " نصحيتي قبل أن تعارضي أنا سأزوجه بأي شكل من الأشكال فما رأيك أن تستفيدي من هذا العرض '


كادت تجن هل توافق على زواج ابنها من أي واحدة وسلام لتهتف مجبرة " أكبر مصنع في روما يكون بأسمي وتقوم شركتك بعمل اعلان كبير عنه بأسمي '

ابتسم بهدوء فهو كان يعلم ما تريد فأجاب بهدوء " موافق ... بس ان حد قرب منها هيا او اختها او حتى حصلهم حاجة كدة بدون فعل فاعل قضاء وقدر هتبقي انتي المتهمة بالنسبة لي "


هزت رأسها وهيا تتوعد بالكثير لتلك الفتاة التي دمرت أحلامها


الحادي عشر 


كان ينتظر على أحر من الجمر وهو يفرك يديه بتوتر شديد حتى لمح أخيه ليركض له بلهفة " طمني عملت ايه "


تظاهر بالأسى والحزن وأجاب " للأسف مصممة على رأيها "


تجمدت أطرافه ونظر لتلك التي تنظر لهم بعد أن غمز لها خليل لتتغير ملامحه لو.حش فهو ان كان عاقل وهادى لديه صورة أخرى يتمنى أن لا يراها أحد..


كور قبضته يده واستعد للخروج ليمسك به خليل وهو يضحك " ايه رايح زي الطور على فين "


ضيق عينيه ينظر لضحكة أخيه فسأل بتوجس " بتلعب بأعصابي مش كدة "


هز رأسه ببرود ليمسكه من ملابسه بغيظ " انت واحد بارد و.. "


خليل باستفزاز " غلطة كمان وهبوظ الجوازة "


كز اسنانه وقال بابتسامه مصطنعة وهو يعدل من ملابسة " معقول انا اغلط فيك ده انت حبيبي "


ابتسم خليل ليضمه مروان بشدة وهو يهمس بحب " متشكر أوي يا خليل جميلك ده مش هنساك في عمري "


قبل خليل كتف أخيه ثم ذهب ووضع قدم فوق الأخرى وقال " تيجي تطلبها مني وأشوف ان كنت هوافق ولا لأ مع انك مش قد كدة بس ما علينا "


رفع مروان حاجبه يريد فتك رأسه فقال بهدوء " أنا طالب .. '


قاطعه خليل " والله الليلة مش فاضين خليها الخميس الجاي "


مروان بغيظ " الخميس ليه النهاردة الاحد لسة "


خليل باستفزاز " والله مش فاضين عاجب المعاد أهلا وسهلا مش عاجبك شوفلك عروسة تانية "


كز اسنانه بغيظ جعلت ضحكت ليلى تملأ المكان نظر لها مروان بغيظ رغم سعادته بضحكتها " عاجبك اوي يا ختي الكلام "


هزت رأسها ليهمس بغيظ " ماشي يا ليلى كلها أيام والله "


رفع خليل حاجبه " هااا والله ايه "


مروان بتعديل " والله لأحطها في قلبي "


خليل بتوعد " اه بحسب "


نظر لها بابتسامه أخوية وهمس " ايه يا لولة ايه رأيك نخرج تختاري لبس وكدة عشان العريس اللي متقدملك يوم الخميس '


مروان بغيظ " ما بلاش لولة دي "


تجاهله وقال " ها يا قمر قولتي ايه '


مروان بغيظ " هضربك يا خليل والله '


خليل ببرود " جرب عشان ابوظ الجوازة '


نظر لها قليلا وقال باستفزاز أكتر " وأتجوزها أنا عادي "


أمسكه من ملابسه وقال بتحذير " اتعدل يا خليل ليلى خط أحمر "


ضحكت ليلى مرة أخرى ليهمس مروان بتوهان " عشان الضحكة دي هسامحه "


أخفضت عينيها بخجل وهيا تشعر بضربات قلبها تكاد يسمعها من في الخارج ..


خليل بحنان " ليلى اجهزي انتي وتمارا عشان نخرج تختاري اللي انتي عايزاه "


رغم غيرته الا انه سكت لأنها ليس لدي أحد يجهز لها لمناسبة كهذه امتلأت عينيها بالدموع وأجابت بامتنان " عندي كل حاجة والله متشكرة أوي "


يؤلمه قلبه لأجل أي ألم يراه بعينيها تعهد أمام نفسه أنه سيكون لها أبا وأخا وصديقا فقط تكتب بإسمه..


" مروان عايزة أطلب منك طلب "


نظر لها بانتباه لتهتف بغصة " مش عايزة أعمل فرح مش هأقدر وأهلي في غز.ة بيموتوا خليها كتب كتاب وخلاص "


جلس على ركبتيه أمامها جعلها تنظر له بصد.مة ليهمس " مستحيل انا تخيلتك في الأبيض من يوم ما شوفتك هتحرميني من ده أهلنا في غز.ة بيتجوزوا وبيعملوا فرح غصب عن الكل وبيفرحوا وانا عايز أفرحك يا ليلى مش هيكون فرح كبير بس مش هأقدر والله "


هبطت دموعها بشدة جعلت خليل يغمض عينيه بقوة يل..عن كل ما يحدث ومن تسبب به رفع عينيه ينظر لتلك التي تتابع كل ما يحدث حياها بيده لتنظر له بطرف عينيها وتدخل غرفتها مرة لا يصدق أن تلك القزم التي طولها ٢٥ سم تفعل به ذلك وتنظر له تلك النظرة كم تخيل نفسه وهو يك..سر رأسها ويقت..لع عينيها ...


وصلت سنتر كورس الإيطالي وكانت طوال الوقت صامتة لا تتحدث معه وتنظر للجانب الآخر كان يستغرب دائما معاملتها هذه ..

" هتخلصي امتى "


سألها قبل أن تهبط من سيارته لتجيب بهدوء " الساعة 3 '


هز رأسه وهمس " هكون خلصت هعدي عليكي "


أومأت دون أن تنظر له وبمجرد هبوطها سحبت نفسا فقد كان يسلب أنفاسها وهيا بجواره.. 

بعد انتهاء الدرس نظرت لساعتها لم يأتي فكرت أن تعود وحدها لكنها لا تملك نقود أمسكت هاتفها تتصل به كان مغلق .. 


شعرت بالخوف لتقرر العودة مشيا مشت قليلا وهيا تتلفت حولها حتى استمعت لأحد الشباب يهمس " انظر انها عربية أليست جميلة "


الآخر " نعم جميلة وصغيرة ما رأيك أن نجرب هذا النوع"


شعرت بالخوف الشديد وأسرعت في خطواتها والشاب يناديها لتصعد معه وهيا تردد الأذكار والأدعية وقررت أن تعود للسنتر من المؤكد أن يعود لها عندما يتذكرها..


نظر لساعته وجدها الرابعة شعر أنه ينسى شيئا لينتفض بقلق " تمارا "


أمسك مفاتيحه وركض بسرعة يلحق بها أمسك هاتفه يريد الاتصال بها وجده مغلق ضرب رأسه بغيظ من غباءه وصل المركز وصعد يسأل عنها أخبروه أنها غادرت ..


شعر بالقلق " هل تعرف طريق العودة هل هيا بخير "


صعد بسيارته وقاد بهدوء عله يلمحها حتى انتبه لفتاة تركض باتجاهه حتى تبينت أنها تمارا وكانت منهارة تماما هبط من سيارته بسرعة وهتف بلهفة " تمارا انتي كويسة بتعيطي كدة ليه "


نظرت له بلوم وقبل أن يتكلم استمع صوت الشباب " ولماذا صعدتي برفقته هو فقط نحن أيضا نملك مالا "


فهم سبب حالتها ل.عن نفسه وغباءه

أشار بعينيه لتلك السيارة التي تتبعه كحراسة ليقوموا بالامساك بالشباب بثواني..


فتح لها الباب وجلست بهدوء دون كلام أما هو فقد كانت نااا.ر تحر.ق روحه..


هتف من بين أسنانه " ما استنتنيش ليه "


نظرت له بصد.مة وقالت بغيظ " لا والله والمفروض أستنى لامتى انت قولتلي الساعة 3 وبقت 4 "


مسح وجهه وهتف بحدة " كنتي اطلبي تاكسي تمشي لوحدك ليه "


أخفضت عينيها بخجل وهيا تفرك يديها ليهمس بحدة " سكتي ليه انتي عارفة كان هيحصلك ايه من شويا "


نظرت له بعينين مليئة بالدموع وهمست بذل " ما كنش معايا فلوس "


كأنها ط..عنته بدون رحمة آلمه قلبه بشدة هل كان سيئا لدرجة أنه تركها دون نقود هو كان يجلب لها ولأختها كل شئ لكن موضوع النقود تاه عنه لأن لديهم فيزا بدل ذلك كيف تاه عنه ذاك الموضوع ..

ابتلع ريقه وهمس بخجل  " تمارا أنا ... "


أشارت له أن يسكت وقالت بحدة " لو سمحت أنا عايزة أروح "


أغمض عينيه يلوم نفسه وتسرعه ونسيانه لها هو المذنب بكل شئ وصلا المنزل دون اي كلمة في الطريق ..


هبطت من سيارته بسرعة وصعدت غرفتها تبكي خوفا وألما وذلا ليست هذه حياتها ما أصعب الغربة .. 

بكت بقوة حتى نامت من كثرة التعب .. 


أما هو نظر لأثرها بغصة لا يحب أن يحزن احد منه فكيف فتلك الطفلة التي أصبح يعتبرها ابنته ..


ذهب إلى فيلته وعند وقت الغداء حضرت ليلى التي قالت بضيق " تمارا مش عايزة تاكل وجت بتعيط معرفش ايه اللي حصل "


مروان باستغراب " هيا مش كانت معاك ي خليل ايه اللي حصل "


نظر لهم وأجاب بهدوء عكس الغصة التي شعر بها " عشان تأخرت عليها شويا لقيتها بتعيط هيا حساسة شويا انا هصالحها '


استمعت لدقات خفيفة على بابها فتحت الباب لم تجد أحد ليلفت انتباهها صندوق كبير أمسكته باستغراب لتشهق بسعادة فقد وجدت جميع انواع الشيكولاته والنسكافيه التي تعشقه بكل أنواعه والكابتشينو وتشيبس وبطاقة فيزا .. 

أمسكت الورقة المعلقة بها وقلبها يكاد يخرج من مكانه  " معرفش ايه النوع اللي بتحبيه انتي دوقيهم واللي يعجبك هجبلك منه دايما بس ما تزعليش "


احت.ضنت الورقة بدموع فقلبها يكاد يغادر جس..دها هيا متأكدة أنه يفعل ذلك من باب المسؤولية وليس الحب آلمها قلبها بشدة فالطريق بينهم واضح انه مستحيل...


تجلس برفقة اولادها لا تصدق أنها ستخطب تلك الفتاة التي بالنسبة لها متسولة لا تملك شئ لابنها لكن نظرت خليل لها جعلتها تلتزم الصمت وتبتسم رغما عنها .. 

مروان بلهفة " انا عايز أطلب ايد ليلى '


وضع خليل قدم فوق الآخر وقال وهو ينظر له من أعلى الى أسفل بتقليل " والله مش عارف بس خلينا نسأل عنك ونردلك أعطينا اسبوعين شهر ونبلغك رأينا '


مروان بجنون " شهر؟؟ لا خليها سنة اسمع انا وافقت عالهبل ده انا اسبوع واحد وأكون متجوزها ياما هخطفها وهختفي انته حرين "


كانت لا تصدق ما يحدث رغم الخوف ونظرات والدته لها لكنها سعيدة جدا متأكدة انه يحبها وذاك الخليل الذي اشعرها أنها شئ ثمين ووقف بجوارها كأخيها ..

بدؤوا بقراءة الفاتحة وعينين ذاك المروان لا تفارقها يالله كم يشعر بالسعادة .. 


نظر خليل لها وهمس بحنان " ألف مبروك يا ليلى ان مش موافقة قوليلي وانا أطرده"


ضحكت دون أن تجيب ليجيب مروان بدلا عنها " حتى لو مش موافقة هتجوزها غصب ريح نفسك "


وأخيرا يضع يده في يد أخيه يكتبوا كتابه هل يستمع أحد لدقات قلبه حتى أنا عينيه امتلأت بالدموع ...

انتهى المأذون ليحت.ضن خليل أخاه بسعادة شديدة " مبروك يا حبيبي ألف مبروك "

مروان بفرحة " الله يبارك فيك "


كان حفلا بسيطا لكنه راقيا وقف على آخر السلالم ينتظرها حتى أطلت عليه بفستانها الذي لم ترتديه فتاة قبلها ولا بعدها فقد كادت تجن من شدة جماله أما هو فنسي اسمه عندما رآها مسح دمعة هبطت من عينيه وهو ينظر لها يعلم أن قلبها يؤلمها لأنها وحدها لكنه يقسم داخله أن يكون لها عائلة كاملة.. 

اقترب منها يتأمل زينتها البسيطة قبل جبينها وهمس بصوت متحشرج " مبروك ي ليلى "


ردت بصوت مهتز " الله يبارك فيك "


أمسك كف يدها الذي كان كالثلج من شدة خوفها ضغط عليه وهتف بابتسامه " ما تخافيش "


بدأ الفرح وقد كان جميلا وتمارا تنظر لأختها بسعادة ودموع شديدة اقترب منها خليل وهمس بمزاح " تفرحوا تعيطوا تزعلوا تعيطوا نفسي أعرف بتضحكوا امتى "


ضحكت ليهمس بابتسامه " عقبالك يا طمطم "

هزت رأسها وقالت بغيظ " في حواليك عريس "


رد بمشا.كسة " والله ابني لسة صغير ان كان ينفع أبوه "


رغم أنه مزاح الا أنها شعرت بأنها على وشك الاغماء تركته وذهبت لأختها وهيا تحاول التماسك ..


اسبوع مر عليها من أجمل ما يكون حنانه كرمه كل شئ كان بالنسبة لها طلب منها السفر لكنها رفضت بشدة ترك تمارا وحدها لم يضغط عليها فأي مكان برفقتها جنة ..


استمعت للشرطي يهتف " للأسف لازم تمارا ترجع بلدها "


كانت ستموت من شدة ما بكت لتهمس بلهفة " أرجع أنا واياها '


مروان بغصة " وبالنسبة ليا ايه مش فارق "


أغمضت عينيها تلوم نفسها ليضمها وهو يهمس بحنان " واثقة فيا ولا لا "


هزت رأسها بسرعة ليهمس بتردد " الحل انها تتجوز فتاخد الجنسية "


نظرت له بصدمة " تتجوز ايه دي عندها ١٦ سنة "


مروان بهدوء " عادي تتجوز كدة مؤقت "


ليلى بدموع " وتتحسب عليها جوازة وايه يضمنلي من اللي هيتجوزها "


ابتلع ريقه وقال " احنا عندنا مافيش الكلام ده عادي ممكن الوحدة تتجوز ٤ مرات واللي هيتجوزها هنكون عارفينه يتجوزها نطمن عليها وخلاص "


ضيقت عينيها باستفسار ليجيب بتردد " خليل "


نظر لأخيه الذي يفرك يديه منذ بداية الجلسة فقال بنفاذ صبر " ما تنطق وترتني '


" جه أمر بترحيل تمارا "


عقد حاجبه بسخرية " تمارا مين اللي يرحلوها '


مروان بهدوء " الموضوع جد وحاولت اتواصل مع اكتر من شخص قالولي الموضوع حساس أوي لأنها فل.سطينية خايفين يدخلوا "


خليل بعدم تصديق " يعني ايه هنسيبهم يسفروها انت بتقول ايه ده مارو يموت '


مروان بتردد " في حل وحيد "


خليل بسرعة " انطق ايه هو '


سكت قليلا ثم قال مرة واحدة " تتجوزها '


عقد حاجبه بعدم فهم وهتف " نعم ؟؟ '


مروان " تتجوزها '


خليل " اتجوز مين '


" تتجوز تمارا "


ضحك بكل صوته وأجاب " لا والله أتجوز عيلة بيني وبينها ٢٠ سنة انت بتقول ايه "


" ده الحل الوحيد اتجوزها مؤقت تاخد الجنسية وطلقها '


" اتجوزها انت '


" انا جوز اختها ما ينفعش '


مسح وجهه بغيظ وقال بص..راخ " مروان ما تجننيش ما تقنعنيش انه كل اللي بنعرفهم وليهم اسمهم مش عارفين يشوفلنا حل "


" دي الحقيقة بقالي يومين بحاول مش نافع حاجة ده الحل الوحيد "


كاد يجن لا يتخيل ذلك حتى لا يستطيع ظلمها بهذه الشكل فهيا صغيرة جدا أغمض عينيه وقال بحسم " لا "


بعد وقت هتف المأذون " بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير "

 الثاني عشر 


خرج من مكتب المحامي وهو ينظر لها لا يصدق أن تلك الطفلة التي تكبر ابنه بسنوات قليلة أصبحت زوجته .. 

أغمض عينيه بعدم رضا وتعب فهيا صغيرة ولا يريد ظلمها .. همس لنفسه بعدم تصديق  " انا تجوزت عيلة "


اقترب منها وهمس بهدوء  " تمارا اللي حصل ده مش هيغير حاجة انتي ما زلتي زي اختي او بنتي اللي حصل ده عشان حمايتك بس "


هزت رأسها بهدوء ولم تعقب كانت جالسة بكل هدوء من يراه يظن انها تعيسة وما حدث كان مأساه لكن لو دخل قلبها ليجد حفلا كبيرا وطبول من شدة سعادتها لا تصدق أنها زوجته يالله الكلمة وحدها تجعل قلبها سينف..جر من شدة سعادته ..


صعدت غرفتها امامهم كالمك.سورة والجميع ينظر لها بحزن ومجرد ما أغلقت الباب بدأت ترقص  تصفق بسعادة شديدة " هنوا وبلوا الشربات وافرحوا ده العمر ساعات زغرطوا ورقصوا يلا عقبال عندكو يا بنات "


كانت ترقص بصوت خافت ولكنها تريد الصر..اخ من شدة سعادتها تحبه بشكل لا يوصف تذكرت منذ يومين عندما أتى مروان يخبرها ..


" ايه يا حبيبتي جهزتي الأكل "


هزت رأسها ومجرد ما لمحته هتفت تمارا بمشا..سكة " عملتلك ورق عنب انما ايه هيخليك تتجوزني على أختي "


لكنه لم يضحك واستغربت شحوب ملامح أختها هتف بخفوت " تمارا صدر أمر بترحيلك لفلس..طين "


شحب وجه تمارا وهمست " ارجع لوحدي "


مروان بهدوء " طبعا احنا مش هنسيبك ترجعي بس حاولنا ما لقيناش غير حل واحد "

ردت بلهفة " ايه "


سكت قليلا ثم أجاب وهو ينظر لتلك التي تبكي " تتجوزي " 


رمشت في عينيها بعدم استيعاب " أتجوز يعني ايه انت عارف انا عندي كام سنة "


مروان بابتسامه " ايوة تميتي ١٧ سنة من شهر تقريبا هنكتب عند محامي وكمان سنة نكون اطمنا عليكي وتتطلقي '


ليلى بلهفة " وافقي يا تمارا ده الحل الوحيد انا مش هستحمل تسبيني "


هزت رأسها بقلة حيلة ثم همست "ومين العريس بقى انت ولا نسيت انه لا يجوز الجمع بين الاختين'


سكتا ينظران لبعضهما البعض ثم همس " خليل "


كادت تجن فصر..خت بجنون " ايه الهبل ده عارفين كم سنة بينا طيب عارفين انه متجوز كفاية جنان "

ليلى ببكاء " حبيبتي خليل الوحيد اللي هنضمن يطلقك ويحميكي فترة مؤقتة بس "


نظرت لها وهمست داخلها " مين قالك اني عايزة اتطلق انا اساسا مش مصدقة اللي بيحصل "

تركتهم دون اجابة وصعدت غرفتها ليبلغاها بعد يومين بموعد كتب الكتاب...


كانت تجلس برفقته يتناولوا الفطور همس بحنان " لولة انا النهادرة هتأخر اوي حاولي تنامي ما تستنيني "


نظرت له قليلا تريد الاعتراض فهيا لا تحب بقاءها وحدها لكنها تراجعت وهمست بخفوت " زي ما تحب "


نظر لها بملامحة باردة ثم قال " للدرجة دي انا زبا..لة "


رفعت عينيها تنظر له بصد.مة ليكمل بغصة   "طول الوقت خايفة تتكلمي خايفة تعترضي مش بتقولي غير حاضر من خوف انه الوحش اللي متجوزاها يضر..بك ولا يجي عليكي "


هبطت دموعها بخجل وألم ليهمس هو بوجع " طول الوقت بحاول أطمنك بحاول أكونلك اهلك وانتي قابلتي ده بخوف من اني اعمللك حاجة وماحدش يقدر يقفلي كأنك متجوزة مصا..ص دما..ء "


تنهد بألم وتعب " ما تخافيش يا ليلى القانون هنا عندنا بصف المرأة ووقت ما تعوز تتطلق من المتو..حش اللي متجوزاه بيطلقها حتى لو مالهاش أهل "


أنهى كلامه وخرج وهو متعب طوال شهرين ماضيين يحاول أن يطمئنها أن يجعلها تثق في حبه ولا تهابه لكنها تخاف حتى ان تفرح لأن في نظرها ليس لديها أحد يقف في ظهرها ..


نظرت لأثره وهيا تبكي بشدة بعد وقت دخلت تمارا التي همست بر.عب " ليلى ايه اللي حصل بتعيطي كدة ليه '


ضمت أختها وقصت لها كل شئ وسط بكاءها الشديد سكتت تمارا قليلا تنظر لها بلوم ثم همست " هو مروان وحش يعني بيعاملك وحش "


هزت رأسها بالنفي وهمست " ده أحن حد ممكن تقابليه "


" طيب ليه .. ليه دور المنك.سرة اللي خايفة مش بتقول غير حاضر ونعم ليه طول الوقت مش مطمنة وخايفة بما انه زي ما بتقولي كدة اللي تخاف اللي جوزها وحش بيضربها لكن مروان بيحاول يكون ليكي كل عيلتك ده بقى يتأخر عشان تقفي تعترضي وتنكدي عليه زي ما الستات بتعمل ويكون بعلمك الراجل بيحب معذبته الست اللي بتقول حاضر ونعم هيبص لغيرها فانتي تختاري هتحافظي عليه ولا هتفضلي كدة "


انسحبت تمارا وتركت أختها تفكر في زوجها وكيف آلمته دون قصد أمسكت هاتفها تريد مكالمته لكن خجلت فأرسلت له رسالة " عفكرة ان تأخرت الليلة مش هفتحلك الباب وهخليك تبات في الجنينة اللي برة "


قرأ رسالتها ليبتسم بسعادة اتصل بها وبمجرد ما سمع همسها هتف " طيب وان جيت بدري ايه المكافأة "


همست بخجل " تعال انت بس "

سكت قليلا يسمع صوت أنفاسها الخجلة ليهمس بخفوت " بحبك أوي يا ليلى "


أغلق الهاتف وهو يبتسم ببلاهة رفع رأسه ليجد أخيه ينظر له بسخرية تنحنح بحرج وقال " ايه في ايه "


خليل بتهكم " عندنا شغل وانت قاعد بتحب "


ابتسم وقال وهو يضع يده على خده " تعرف الحب طلع حلو اوي يعني انك تحب حد وتستنى بفارغ الصبر ترجع تشوفوا "


شعر بتبديل ملامح أخيه الذي لم يعرف طعم الحب يوما أمسك يد أخيه وقال بحب " صدقني هتلاقي اللي تحبها وتحبك انت تستاهل كل الحب اللي في الدنيا "


ابتسم خليل ورد بهدوء " مش فارق معايا انا كفاية عليا انت ومارو وخلفلي بنوتة حلوة كدة أجوزهاله وخلاص "


ضغط على يد أخيه وقال بامتنان " انا بحبك اوي يا خليل متشكر اوي على كل حاجة حلوة عملتها ليا "


" ايه بحبك دي ياد ما تظبط بعدين لسة قايلاها الكلمة دي "

ضحكا سويا ثم شرد خليل قليلا أيعقل أن يجد من يحبه ويشتاق رؤيته ..


صلوا على النبي 

انتفضت بخوف حينما رأت والدته أمامها همست بتلعثم " اهلا في حضرتك تفضلي "


جلست مارتينا ووضعت قدم فوق الأخرى وقالت بتكبر " اممم هل فعلت ما طلبت منك يوم الزفاف "


تكهر.ب جس.دها وشردت في ذلك اليوم عندما تركها خليل ليسلم على أصدقاءه وجدتها أمامها وقالت بضيق " ما الذي أعجبه بك لقد عرضت عليه ملكات جمال "


حاولت منع دموعها وهيا تستمع لها لتكمل " لقد وضعت لك في ملابسك حبوب منع حمل من الأفضل لك أن تستخدميها "


تركتها وغادرت وهيا ترتعش من الخوف اقترب منها خليل الذي شاهد وقوف والدتها بجوارها وقال بحنان " اي حاجة اسمعتيها تنسيها أنا أقدر أقف لأي حد ليلى حاولي تفرحي انت ومروان وما تفكريش في أي حد تاني "


فاقت من شرودها على نداء مارتينا باسمها وهيا تكمل بتكبر " ابني اعجبه فتاة مختلفة لكنك لن تدومي فهو يرى يوميا مئات الجميلات وعندما يمل منك سيرميكي لهذا انصحكي أن تستخدمي منع الحمل حتى لا يتم رميك ولديكي طفل "


اقتربت تلك الشقية التي كانت تستمع وهيا تكز أسنانها وقالت " كانت الجميلات أمامه لكنه اختارها ويتمنى لها الرضا يدللها كطفلة وينتظر اليوم الذي تنجب له طفل ان كان لديك أي اعتراض فاذهبي به لابنك واعرضي عليه شريط المنع أما نحن فلا علاقة لك بنا "


كزت مارتينا على أسنانها بغيظ شديد وتركتهم وغادرت أما ليلى فقد كانت في حالة يرثى لها وشعور الخوف دائما يلازمها واليوم تضاعف ...

****

منذ عودة زوجته من سفرها ونا.ر تحر.ق قلبها كلما تفكر أنهم وحدهم دموع فقط كانت تعبر عن حالتها لا تعلم أنهم في خناق دائما ومشاكل لا تنتهي .. 


طرق بابها وهمس بصوت دافئ " طمطم انا رايح الشركة عندك كورس هوصلك "


تنحنحت وهمست " عشر دقايق '


انتظرها في سيارته استغرب شياكتها عن المعتاد لكنه كان محتشم همس بابتسامه " ايه القمر ده "


ابتسمت بخجل شديد وقالت بغيرة " مع انك متجوز واحدة المفروض ما تشوفش حلوين بعدها "


نظر لها قليلا ولم يجب هل يخبرها أنه يرى كل النساء جميلات عدى زوجته التي تتفنن في تعكير صفو حياته..


وصلت المركز وقفته على داخله قليلا وانتظرت أن يغادر ثم همست بتحدي " هبتدي من النهادرة يا خليل وهتحس بيا يعني هتحس بيا "


الثالث عشر 


بعد أن وصلت المركز وغادر خرجت بسرعة ولحقت به إلى شركته وقلبها يقرع كالطبول ..


انتظرت قليلا ثم دخلت بسرعة وهيا تقنع الجميع أنها قريبته ولأنها عربية المعظم صدق ذلك حتى وصلت مكتبه وشاهدت سكرتيرته كانت فا..تنة كزت على أسنانها  قالت بغيظ " يخرب بيتك انا ألاقيها من مراتك ولا دي انت بتنقيهم '


كانت السكرتيرة ترتدي جيب قصيرة وبدي بدون أكمام وكانت تتحدث في الهاتف وواضح أنها لبنانية من لهجتها ..

رفعت عينيها لتنتبه لها فهمست بالايطالية " معذرة من أنت وكيف أستطيع مساعدتك "


رفعت حاجبها بسخرية " ما انتي بقالك ساعة بتبرطمي عربي "


لندا بغرور " ايوة بتكلم عربي شو بدك "


كادت تجن من طريقة كلامها ورقتها جميلة حقا لكنها لن تتنازل فردت بغرور " أنا عايزة أقابل باشمهندس خليل "


عقدت لندا حاجبها باستغراب وتهكم لتهتف " روحي يا شاطرة من هنا الحضانة مش من هون "


اقتربت منها وقالت بغيظ مكتوم " الحضانة دي للي زيك انا هدخل ان كنتي عايزة تفضلي في شغلك دخليني "


لندا بغيظ " هو أي حد يجي بدو يدخل أدخله ايه الهبل ده "


لمحها على الكاميرات شعر بالقلق الشديد قام بسرعة وخرج لها وهمس بقلق " تمارا انتي كويسة في حاجة حصلت "


نظرت بطرف عينيها لتلك التي صدمت وقالت بتمثيل " الدرس تأجل النهاردة فخوفت اروح لوحدي لقيت الشركة أقرب فجيت على هنا حاولت أدخل ليك الاستاذة قالتلي الحضانة مش هنا "


هبطت دموع التمثيل تلقائيا جعلت لندا ترتجف عندما نظر لها خليل نظرة مرعبة وهمس بهدوء شديد " اعتذري '


ردت بسرعة " أنا آسفة ما كنت بعرف انك قريبتك"


كادت تبتسم بانتصار لكنها تظاهرت بالانك..سار فقال خليل من بين أسنانه " حتى لو ما تعرفيش انها قريبتي في حاجة اسمها احترام الضيف اللي يجي شركتنا المرة دي لفت نظر وأوعدك ان تكررت هيبقى تصرف تاني "


أمسك يد تمارا وسحبها للداخل التفت وغمزت لها ودخلت برفقته أما لندا كادت تصاب بنوبة قلبية من تلك الداهية ..


جلست على الأريكة وهو بجوارها وسألها بقلق " تمارا ايه اللي حصل سبتي الدرس ليه حد تعرضلك "


كانت نبرته دافئة تطمئنها بشدة ردت بهدوء " المستر اعتذر وقالولنا نمشي "

تنحنحت وتابعت " فلقيت المكان قريب قولت آجي نجيب مروان سوا ونتغدى لأني صراحة زهقانة أوي "


ابتسم ورد بهدوء " العرض مغري أوي الصراحة بس عندي ميتنغ مهم أوي مع وفد لازم يسافر النهادرة فهخلص ونخرج سوا "


هزت رأسها بتفهم واستأذنت للمغادرة أمسك يدها وهتف وهو يجلب مفاتيحه " رايحة فين هوصلك كفاية اللي حصل المرة اللي فاتت "


قام بايصالها وغادر للشركة مرة أخرى وهيا تضع يدها على قلبها من شدة توترها بوجوده انتظرته بفارغ الصبر حتى يخرجوا سويا وجهزت مروان الذي تعب من الانتظار ونام ...


نظرت للساعة وجدتها الساعة ١١ عشر مساءا آلمها قلبها وصعدت غرفتها 


شعر بتعب شديد استند على الكرسي ليلمح الساعة انتفض بضيق أنها وعدها ولم يوفي وعده والأكيد أنها نامت ولم تأكل يعرف عنادها عندما تزعل من شئ ..


وصل أحد المولات واشترى لعبة جميلة لابنه وبوكس من انواع مختلفة من الشيكولاته ووجبة شاورما وعاد الى البيت اقترب من غرفتها وهو يدعو أن تكون عاقلة دق الباب وغادر..


فتحت الباب باستغراب لتلمح ما وضعه ابتسمت بسعادة وهيا تدور حول نفسها وهيا تحملهم بيديها انتبهت للكرت " حقك عليا الشغل كان كتير "

همست بعشق " مسامحاك لو تعمل فيا ايه ي خليل بحبك بحبك اوي "


في اليوم التالي تظاهرت بأنها تخاصمه انتظرها في سيارته صعدت بجوراه دون كلام نظر لها بطرف عينيه وتنهد " تمارا والله غصب عني ما حستش بالوقت "


ردت بفتور " حصل خير ما حصلش حاجة اصلا الغلط مني انا "


فهم انها لامت نفسها لطلبها الخروج برفقته شعر بالضيق قاد سيارته وتوقف أمام أفخم المطاعم نظرت له باستغراب ليهمس بعد ان فتح لها الباب ومد يده له " أغبى واحد في الدنيا هو اللي يرفض الخروج مع قمر كدة وانا مش هكرر غبائي "


أمسكت يده بخجل وسعادة شديدة وصارت برفقته جلست أمامه وسألت " هو انت بتعمل معايا كدة ليه "


سكت قليلا ينظر لها وأجاب بصدق " معرفش يمكن عشان ضحكة مارو اللي سمعتها اول ما جيتي وحبه ليكي وعشان ليلى مرات اخويا وعشان حاسس بالمسؤولية تجاهك مضايقك ده "


هزت رأسها بلا ونظرت للأمام وهيا تتمنى لو استمعت اجابة أخرى لكن يكفي الآن أنها برفقته ...

اكمل بمشا..كسة " خايف اقولك زي جوزك تضر.بيني طل..قتين '

وضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها على طريقته فكلما اخبرها انه مثل أخيها او أبيها تثور في وجهه بعد وقت قام بايصالها للمركز وقلبها يكاد يغادر جس..دها ويطير اليه ..


كانت تتصفح الهاتف بملل حتى استمعت لصوت فتاة " هل أنتي من اختارها مروان لم استطيع ان احضر زفافك بسبب انشغالي "


ابتلعت ليلى ريقها ولم تجب لتقترب منها وهيا تهمس بغرور " أيعقل بعد ان تزوج أخيه من ملكة جمال يتزوج فتاة عربية سمراء لماذا ذوقه منحدر هكذا فقيرة لاجئة وأيضا ليست جميلة '


شعرت ببرودة في جس..دها لتشعر بيد تحت..ضن خصرها بتملك وهو يهمس بهدوء مرعب " هل تعرفتي على حبيبتي صوفيا ما رأيك جميلة أليست كذلك "


ابتلعت ريقها بتوجس من لهجته أن يكون استمع لها ليكمل هو بتوعد " كنت أتمنى أن يحصل اخي على السعادة التي حصلت عليها برفقة تلك العربية السمراء '


نظرت له وقالت بشرر " ماذا تقصد '


اقترب منها وقال بفحيح " أقصد أنني لم أرى أخي يوما سعيدا رغم زواجه من ملكة جمال بيضاء دائما في خناق ويراها صدفة كل عام مرة "


استمعت صوت أقدام تهابها بشكل كبير وهو يكمل حديث أخيه " صدقني أخي أنا أحسدك طوال الوقت وكنت سأطلب منك أن تجد لي فتاة تشبه ليلى حتى أشعر بالسعادة ولو قليلا "


التفت له بحدة " تتزوج علي هل جن..نت "


أمسك معصمها بقوة وقال بحدة مرعبة " تتكلمي بأدب وصوتك مايعلاش عليا ده أولا ثانيا ي حلوة الدنيا كلها بكفة ومروان واللي يخصه بكفة لوحده واللي يدوسله على طرف أقت..له بدون حتى ما أفكر فان كنتي عايزة تشوفي وشي تاني تبقي تقربي منهم تاني انتي فاهمة تخليكي بنفسك وما تتدخليش في اللي يخصه سمرا بيضة وحشة ده حياته وهو حر فيها كفاية حظي انا وتاعستي اللي مش بتنتهي دلوقتي غوري وشوفي كنتي مسافرة فين "


دفعها لتركض بسرعة للخارج فهيا تخشاه وتخشى غضبه كانت دموع ليلى تهبط بهدوء ومروان يضم كتفها بقوة اقترب منها خليل وهمس بحنان " حقك عليا أنا دي غيرة صدقيني مافيش حد شافك غير قال لمروان ايه القمر اللي انت متجوزها دي "


مسحت دموعها وهمست بحزن " ما حصلش حاجة انا متشكرة  "


مروان بحب " ليلى انتي عندي بالدنيا كلها رأي أي حد ما يهمنيش وأديكي شايفة المشاكل اللي مش بتخلص بين خليل ومراته يعني المشكلة فيها هيا "


هزت رأسها بتفهم ليهتف خليل " سيبكوا من الكلام ده انته الاتنين انا عايز عروسة لمروان ابني كبر وعايز أخطبله تشد حيلكوا والا مش هعرفكوا وهطردكوا انته سامعين "


ابتسمت بخجل شديد وخبأت وجهها في كتف زوجها الذي قال لأخيه بوقا..حة " طيب ذوق عجلك عشان نروح نجيبها "


شهقت بخجل ولك..مته بكتفه وركضت لغرفتها بخجل شديد 


ضحكا عليها ليقترب خليل من مروان ويهتف بضيق " حقك عليا يا مروان المفروض كنت حذرتها عشان ما تفكرش تقرب منكم "


مروان بابتسامه " ولا يهمك يا حبيبي "


سكت قليلا ثم سأل " طيب انت ليه مش بتحاول تجيب اللي تسعدك ليه تفضل كدة "


تنهد خليل بتعب وأجاب " ازاي ومروان هيستحمل مرات أب انا عندي ابني أهم من ساعدتي خايف أدور على ساعدتي أنساه هو وتبقى مش كويسة ساعتها أموت أحسن "


مروان بتردد " احم طيب ما تمارا بتحبه وبتعامله كويس ليه ما ... "


رفع حاجبه ينظر له بسخرية " ليه ما ايه اكيد انت بتهزر تمارا دي بينا ٢٠ سنة اعمل فيها كدة ليه رد جزاء على معاملتها مع ابني اياك تفتح الموضوع ده تاني انا تجوزتها لسبب وهخلص الموضوع ده قريب عشان تشوف نصيبها أما تخلص ثانوي غير كدة انا مش شايفها غير بنتي "


مروان بضيق " ما بيني وبين ليلى 12 سنة مالوش دعوة السن "


خليل بتعب " ليلى اول جوازة ليك مش معاك ابن قدها وهيا بتحبك وانت بتحبها مش واخدها سلمة عشان تكون سعيد ياريت ما يتفتحش الموضوع ده تاني ولا حتى تفكر فيه تفكير "


تركه وغادر وهو ينظر لأثره بحزن رفع عينيه ينظر لتلك التي تهبط دموعها بهدوء شديد أشار لها مروان بلا بأس هزت رأسها ودخلت غرفتها مجددا ...

انتظرت معاد عودته من شركته وارتدت فستان كالأميرات يصل للركبة ورفعت شعرها كعكة فوضاوية ووضعت ملمع شفاه وكحل عربي وفتحت الباب لنصفه كأنها غير متعمدة ..

وكالعادة أحضر لابنه الشكولاته ولها مر بجانب الباب وجده مفتوح وقبل أن ينادي عليها لمحها تدور حول نفسها في فستانها كسندريلا ...


*****


في الصباح شعرت ليلى بألم في معدتها وهيا تشك أنها حامل طلبت من أختها الذهاب برفقتها الى العيادة القريبة من هنا واخبار مروان أنهم ذاهبون الى المول لشراء حاجات خاصة وافق وأرسل برفقتهم سائق  ..

فتح خزانته يريد البحث عن شئ يرتديه وعندما سحب قميصا انتبه لشيئ يسقط منه امسكه ليجده شريط منع حمل..

دخلت بسعادة شديد تريد أن تخبره بحملها ليستقبلها بص.فعة قوية .


الرابع عشر 


كان يمسك بشريط منع الحمل الذي وجده بين ملابسه في يده لا يصدق أنها لا تريد أن تنجب منه هل كان سيئا لهذا الحد لقد كان لها أبا وأخا وزوجا وصديقا لم يحزنها يوما ..


شعر بط..عنة برجولته وك..سر بقلبه لقد أحبها حقا أحبها لدرجة لا توصف دمعة حارقة هبطت من عينيه امسك الشريط بيده بقوة وهو يتوعد لها ..


أما هيا فقد كانت سعادتها لا توصف وهيا تمسك بيدها تحليل حملها وضعت يدها على بطنها تبكي بسعادة شديدة رغم خوفها من كل شئ خصوصا والدته لكن ذاك الطفل سيقوي علاقتها بزوجها الذي كان أحن عليها من الدنيا كلها .. 


تمارا بفرحة وهيا تغني " هبقى خالتو أنا هبقى خالتو '

ضمت اختها بقوة وهيا تكاد ترقص من شدة سعادتها..

ليلى بلهفة " انا هقول لمروان اوعي تجبيله سيرة عايزة أعمله مفاجأة أنا متأكدة انه هيطير من السعادة "

تمارا بمشا..كسة " أيوة ي عمي ربنا يسهله أنا هطلع معاكي نجهز مفاجأة حلوة زمان مروان بالشغل دلوقتي "


هزت رأسها بالايجاب أرسلت تمارا رسالة لخليل تخبره بالحمل اتصل بها بعدم تصديق وهتف بسعادة " بتتكلمي جد عروسة ابني جاية في الطريق "


تمارا بضحك " ايه اللي مخليك واثق انها بنت "


خليل بضحك " او عريس بنتي اللي هخلفها المهم مش هعتق خلفته كلها "

ضحكت بقوة و صعدت برفقة اختها بلهفة لتتفاجأ به يجلس على السرير لم تنتبه لحالته فسعادتها ألهتها وقبل أن تتكلم اقترب منها وصف..عها بقوة لدرجة أن جانب فمها جر.ح .. 


توقف الزمن حولها لم تشعر بشئ صد.مة واي صد.مة تلك التي شعرت بها شعرت بقلبها قد تف..جر أش.لاء منذ ثوان كانت تتخيل بردة فعله والآن فاقت على أسوأ كابوس ضر..به لها نظرت له دون أي ريأكشن .


أما تمارا فوضعت يدها على فمها تكتم شهقتها ودموع عينيها كالمطر على صد.مة أختها همست بصعوبة " ليه كدة "


نظر لأختها بقر..ف وأجاب بقهر " ليه كدة بتسألوني ليه كدة جاوبي يا ليلى ردي عليها ليه "


نظرتها كانت خالية من معالم الحياة هادئة برود انتبهت له يرفع الشريط الذي وجده وقال بألم وحدة " مش عايزة تحملي مني عملت ليكي ايه ده انا بعمل قرد عشان تكوني مبسوطة حرام عليكي ك.سرتيني ده أنا حبيبتك بجد والله العظيم ما حبيت حد قدك "


لم تتأثر بأي كلام من كلامه فقط تفكر كيف ترد له الألم مضاعف استدارت تريد المغادرة بهدوء أمسكها بقوة وأدارها له وقال بصر.اخ " اتكلمي مش عايزة تخلفي مني ليه "


سحبت يدها منه ليشدد من ضمها وقال بغل " هخليكي تندمي انك عرفتيني يا ليلى هتشوفي مني اللي عمرك ما شوفتي هتدفعي التمن غالي أوي "


ابتسمت بسخرية وأجابت بهدوء " يارب انت اللي تكون قد تمن الألم ده "


انسحبت بهدوء وتركته في صد.مته صد.مته بفعلتها وبضر..به لها كيف فعل ذلك كان من المفترض أن يسألها ويفهم منها ..


أما هيا مشت بهدوء شديد دون أي دموع أي ردة فعل ستعبر عن شعورها الآن ابتسمت بسخرية ماذا ظنت أن الحياة ستضحك لها طوال الوقت ...


دخلت غرفة أختها ونامت في سريرها وغطت وجهها دائما ما تكون ردة فعلها الهروب عندما تحزن تنام لفترة طويلة.. 


تمارا بهمس واخت.ناق " ليلى عيطي ما تناميش عشان خاطري اذا نمتي هتصحي تعبانة اسمعي عيطي صر.خي ك.سري البيت اعملي اي حاجه بس تناميش كدة "


لم تجبها لأنها كانت فعلا غفت ظلت بجانبها تفكر بفعل مروان هل تذهب وتخبره أن أمه هيا من أعطتهم لها لا لا يستحق حتى التبرير ستنتظر أن تستيقظ أختها وتغادر بلدها لكن كيف ستغادر وتترك خليل عبست حينما تذكرت أمس عندما كانت ترتدي فستان قصيرااا


كان قد أتى معه أكياس لها ليتفاجأ بها بكل ذاك الجمال ارتكز على الباب ينظر لها بهدوء شديد وهيا تتطاير كالفراشة على اغنية رومانسية وهيا تتظاهر بعدم رؤيته حتى تظاهرت بأنها رأته فهمست بخجل " خليل انت هنا من امتى "


اقترب منها بهدوء وهمس " قبل كدو قولتيلي اني متجوزين ملكة جمال ايطاليا "


سحبها أمام المرآة وقال باعجاب " طيب ما شوفتيش ملكة جمال فل.سطين قمر ازاي "


أخفضت عينيها بخجل ليهمس بحنان 

" مش كنتي تولدتي أكبر بعشر خمستعشر سنة عشان أتجوزك يا بت انتي "


فركت يديها بخجل شديد رفعت عينيها تنظر له وهمست " ما احنا متجوزين "


هز رأسه بالنفي وقال " احنا عملنا كدة حل لمشكلة ويوم ما يجي اللي قلبك يختاره واللي ألففه حوالين نفسه أنا بنفسي اللي هسلمك ليه "


قب.ل جبينها وناولها ما جلبه لها وتركها تبكي بقلة حيلة على ذاك اللوح التي تحبه..


فاقت من شرودها على دقة الباب قامت تفتح بهدوء لتجد خليل أمامها وهو سعيد جدا ومعه بوكس كامل من الحلويات بسبب ذاك الخبر الذي اسعده بشدة همس بسعادة " ها قوليلي مروان عمل ايه لما عرف "


ابتسمت بسخرية وأجابت بعينين تلمع الدموع " ضر.بها بالألم "


سكت ينظر لها يستوعب ما قالت فقال بعدم فهم " مروان ردة فعله بالخبر ايه '


عادت جملتها مرة أخرى " ضر..بها بالألم "


عقد حاجبه بضيق وقال بغيظ " تمارا مش وقت مقالبك أنا بتكلم جد "


فتحت الباب لتظهر أختها التي تنام بملابسها وهمست بصوت متحشرج " ما لحقتش تقوله لسة بتدخل الغرفة تفاجأت بيه بيضر.بها '


خليل بعدم تصديق " ضر..بها من غير سبب '


نظرت له بحدة " وأيا كانت اللي عملته ما يدهوش الحق انه يمد ايده عليها "


خليل بتفهم " عارف والله انا مش ببرر انا عايز أعرف السبب "


" لقى شريط منع حمل بالدولاب "


ضيق عينيه بعدم استيعاب " هيا ليلى مش عايزة تخلف من مروان "


تمارا بغيظ " مش عايزة تخلف منه وحامل سبحان الله لا تخرج قبل ان تقول سبحان الله "


مسح وجهه بغيظ منها وقال بهدوء " طيب انا هأحل المووضوع ده "


تفاجأ بليلى تأتي من الخلف وتهتف بهدوء " ومين قالك عايزاك تحله "


تفاجأ بنظرتها هل هذه الفتاة التي كانت مك..سورة وخائفة طوال الوقت اليوم يرى نظرة خاف هو منها ابتلع ريقه وخاف جدا من اجابة سؤاله " يعني ايه '


" تتطلقني منه "


رغم انه توقع الاجابة الا أنه صد.م وبشدة فقال بتوتر " ليلى ده مش حل هو غلط وفي طفل دلوقتي"


كأنها لم تسمع كلامه استدارت تكمل نومها وهتفت " قبل كدة قالي الحكومة هنا بتطلق الست من جوزها اذا كانت عايزة فيفضل نخلص الموضوع بدون مشاكل وترجعني فلسطين "


مسح وجهه بعنف فتاة بقوتها ذاقت كل المر في غز..ة لن تقبل بتلك الإساءة الا كرامتها 

انسحب وذهب غرفة أخيه الذي ما زال مكانه جلس على كرسي بهدوء شديد وقال " ليلى عايزة تتطلق "


انتفض ينظر له بعدم تصديق " تت.. ايه ايه الهبل ده هو أي واحد يضر.ب مراته بساعة عصبية عشان غلطانة تتطلب الطلاق "


كانت إجابة اخيه صف..عة قوية على خده والذي لأول مرة يمد يده عليه اقترب منه وقال من بين أسنانه " ومن متى احنا بنمد ايدينا على ستات يا مروان على يدك صوفيا مطلع عين كل أهلي وعمري ما فكرت اشتمها حتى امال طالعلي باسطوانة بحبها ومعرفش ايه وأول غلطة هوب تضر.بها "


كان مروان يضع يده على خده غير مصدق ما حدث ليكمل خليل كلامه " مصدوم مش كدة مش مصدق اني اعمل كدة صح دي نفس ردة فعلها ازاي تعمل كدة انا شوفت من شويا وحدة تانية مش خايفة ومك..سورة شوفت جبروت وانا هقف جمبها اطلقها زي ما وعدتها يا مروان "


مروان بصوت مختنق " أنا لما شوفت الشريط ما حستش بنفسي صعب أوي تعرف انه اللي بتحبها اوي مش عايزة تخلف منك "


خليل بهدوء رغم ألم قلبه على أخيه " لنفرض كنت اقعد معها افهم منها يمكن خايفة تنساش طلبك انك تتجوزها في السر في الأول خلاها خايفة انت في غباءك تعست نفسك بدل ما تكون أسعد واحد في الدنيا "


ضيق مروان عينيه بعدم فهم تنهد خليل وقال " ليلى حامل يا مروان "


علت أنفاسه وأصبح صد..ره يعلو ويهبط نظر لأخيه بدون تصديق ليكمل خليل " كانت جاية عايزة تعملك مفاجأة تشوف ردة فعلك وقبل ما حتى تتنفس كنت ضار.بها "


هز رأسه بعدم تصديق ركض لغرفة تمارا دق الباب بقوة فتحت تمارا الباب بقلق لتجده يقتحم الغرفة ويركض لتلك التي كانت تنظر للأمام اقترب منها بخجل ولهفة ودموع أمسك يدها حاولت سحبها أمسكها بقوة وقب..لها بلهفة ودموع " أنا آسف والله العظيم آسف حقك عليا ليلى حبيبتي ردي عليا انتي مش عايزة تتطلقي مني مش كدة "


اقترب أكثر وقال برجاء " ليلى انا ما فكرتش والله العظيم ما فكرت لأني كنت هموت وأخلف منك أنا بحبك أوي ليلى اتكلمي "


أخيرا نظرت له وهمست ببرود " خلصت اخرج برة عايزة أنام "


مسح وجهه بضيق وقال بحنان " لولة تعالي معايا اوضتنا نتفاهم تخانقي معايا ازاي ما تحبي واعملي اللي انتي عايزاه "


تغيرت نبرته للجدية والحدة " لأني طلاق مش هطلق "


ضحكت بخفة وهمست " مش قولتلي قبل كدة انه الحكومة بتطلق الست اللي جوزها وحش "


هز رأسه بتحدي وقال " أيوة ما هو انتي ما تعرفيش أنا اصلا الحكومة "


نظرت له بعدم فهم ليكمل بهدوء " بالفلوس كل حاجة هنا بتمشي اي حد بيعملك حساب وانا لو هصرف كل فلوسي لغاية آخر دولار معي هأعمل كدة المهم تفضلي مراتي '


أخفت ابتسامتها وقالت ببرود " خليل أخوك قالي غير كدة لو عايزاني أطلقك منه هطلقك "


سكت ينظر لها قليلا يحبها بشدة بشكل لا يصدق اقترب منها وقال ببرود " خليل وأبو خليل وأمه واللي أكبر منه مش هيقدروا ياخدوكي مني يا لولتي عايزة الاخوات تمسك في بعض انت حرة أما طلاق مش هطلق "


حملها بين يديه رغما عنها وذهب الى غرفته وضعها على السرير بحنان وقال كأن شيئا لم يكن " ها قوليلي توحمتي على ايه انتي عليكي تطلبي "


ردت بحدة " هو انت أهبل بقولك عايزة أطلق بتقولي اطلبي "


مروان برجاء " طيب افتكريلي حاجة وحدة حلوة أي حاجة تشفعلي عندك وتخليكي تعطيني فرصة وحدة"


ردت بصوت مختنق " كل حاجة حلوة تمسحت مع الألم اللي ك..سر قلبي"


أخفض عينيه بخزي وخجل ثم قال برجاء " لولة أنا مروان حبيبك طيب بذمتك تقدري تعيشي من غيري انا ابن كل..ب بس وحياتي فرصة وحدة بعدها والله العظيم والله برضو عمري ما هطلقك "


نظرت له بصدمة لتن.فجر بالضحك على طريقته شعر ببعض الأمل فقال بتوجس " ها صافي يا لبن أسلم على ابني بقى "


رفعت حاجبها بسخرية " بالسهوله كدة لازم أطلع عينيك وأجنن اللي جابوك بعدين أبقى أفكر أما دلوقتي تتفضل برة عشان عايزة أنام "


رفع حاجبه ينظر لها ثم قام يبحث عن شئ عقدت حاجبها وسألت " بتدور على ايه "


مروان بجدية وهو يبحث " بدور على وحدة كنت أعرفها كانت طول الوقت خايفة وما تتكلمش وما بتقولش غير حاضر كأني حاكلها ما تعرفيش راحت فين "


صدحت صوت ضحكتها التي جعلته يقع في عشقها للمرة المليون ويشتم نفسه أنه أحزنها ..


قب..ل يدها مرات عديدة وقال بندم حقيقي " ليلى انا بجد آسف والله العظيم عمري ما أعيدها لو على موتي أصلا مش عارف عملت كدة ازاي سامحتيني مش كدة "


نظرت للصدق داخل عينيه هزت رأسها بالايجاب ...

بعد وقت سأل باستغراب " ايه اللي جاب شريط الحمل في الخزانة ي ليلى "


الخامس عشر 


" سامحتي يا خيبة "


ابتلعت ريقها وقالت بتوجس " ما هو أصل يعني أول غلطة وهو ما يقصدش "


كزت تمارا أسنانها وقالت بسخرية " أول غلطة ده ضربك يا مو..كوسة وهدفعك التمن وخلي اخوك يطلقني ومعرفش ايه ده انتي ما كملتيش ٢٤ ساعة طيب ربي شويا '


قاطع كلامها أحد يمسك بها من ملابس كاللص وقال بغيظ " بقى يا تمارا الكل..ب بتسخ.نيها عليا بدال ما تهديها اااه يا زبا..لة "


تمارا ببراءة " أنا ... لا ده انت فهمت غلط أنا كنت بقولها مروان ده حتة سكرة وأكيد ما يقصدش "


مروان بسخرية " لا والله عاساس كان في حد غيرك بيكلمها والله لربيكي "


كان يمسك بطرف قميصها دون تلامس قاطعه صوت حاد ينادي عليه التف ليجد خليل ينظر له ويضع يده بجيوبه وقال بغضب مكتوم " أعتقد علينا شغل مهم ومش وقت مسخ..رة "


مروان باستغراب لحدته " في ايه لسة ساعة ونص على الميتنج يا خليل ليه العصبية دي "


خليل بضيق " أيوة نروح وقت الميتنغ من غير ما نجهز نفسنا "


نظر مروان لزوجته بحرج  ابتسمت تطمئنه ونظر لتمارا ثم لأخيه بلوم وغادر مسرعا.. 


مسح خليل وجهه بضيق ثم وجه نظره لتمارا يسألها بحدة " درسك الساعة كام "


رفعت حاجبها تنظر له بضيق بسبب حدته فأجابت بهدوء  " لسة كمان ساعة "


" اجهزي هوصلك في طريقي"


ضيقت عينيها بسبب نبرته لكنها هل تترك حقها لا والله أجابت وهيا تضع يدها في خصرها " مش عايزة توصلني تفضل على شغلك "


فهم أنه صعب أن يتحداها تنهد بتعب وقال بهدوء " معلش يا طمطم أصلي متضايق من موضوع كدة ممكن تجهزي بسرعة أوصلك "


نظرت له قليلا ثم قالت بكبرياء " تمام معنديش مانع "


ضحك بقلة حيلة على تلك البلوة القصيرة وخرج ينتظرها في سيارته صعدت برفقته وسار بها الى السنتر بعد وقت نظر لها وقال بهدوء " هو ينفع مروان يمسكك بالشكل اللي كان من شويا ده "


نظرت له بصد..مة لسؤاله وأجابت بخجل " ده كان ماسك ياقة القميص "


اعاد سؤاله " ينفع ؟ "


هزت رأسها بالنفي وقالت " لا والله انا بمنع أي تلامس حتى من بعيد ومروان زي أخويا "


نظر لها بضيق لتهمس بخجل " عارفة انه مش أخويا واللي حصل مش هيتكرر تاني "


هز رأسه وسكت لتسأله بتردد " وده اسمه غيرة بقى "


رد دون النظر لها " مش مراتي ومتسجلة على اسمي "


الكلمة كانت مفاجأة ولأول مرة يهمس بها شعرت بفراشات في معدتها كادت تطير مو شدة سعادتها أن ينسبها لنفسه كانت تريد الخروج من السيارة والصر..اخ بكل صوتها من شدة سعادتها لكنها اكتفت بالسكوت هبطت للمركز وهيا تشعر بقدميها كالهلام من شدة ما تشعر به ...

التفت له عندما ناداها همس بجدية " ما تروحيش لوحدك كلميني انا أو مروان وانا هبعتلك سواق او اجي انا ان خلصت "

هزت رأسها وصعدت للمركز وهو غادر الى شركته..


وصل الشركة وكان مروان يخرج من مكتبه نظر له ولم يتكلم ضمه خليل من كتفه وقال " هتزعل مني هنفخك "


مروان بعتاب " ينفع تكلمني كدة قدام مراتي "


خليل بايجاب " ايوة وأك..سر دماغك كمان هتكبر عليا ولا ايه قال مراتي قال "


مروان بضحك " مش عارف ليه حسيت كان في غيرة في الموضوع "


عقد حاجبه بعدم فهم " غيرة على مين من مين "

مروان بجدية " على تمارا مني "


خليل بسخرية " على تمارا ومنك ياريت ما تحسش تاني تمارا كلها كم شهر وتيجي تقولي بتحب حد وانا هخليك تسلمها لعريسها "


نظر له مروان بشك لكنه لم يعقب شعر خليل بشئ ما في مروان فسأله بحنان " ايه اللي مضايقك "


تنهد مروان بتعب ورد " شريط مانع الحمل اللي لقيته في هدومي ليلى ما قالتش مين بس  "


خليل بسخرية " مامتك اللي حطاه مش كدة "


مروان باستغراب " عرفت ازاي "


خليل بضيق وغيظ " مين ليه مصلحة انه مراتك ما تخلفش غيرها هيا مقتنعة انها نز.وة وهتعدي وهتطلقها فمش عايزة حاجة تربطك بيها وبقالها اسبوع مصممة نروح نعيش معاها في فيلا روما ايه اللي طلعها في دماغها مش عارف "


رد مروان برفض تام " أخد ليلى تعيش معاها هيا ومراتك دول ياكلوها لا يا حبيبي انا مش مستغني عنها "


قهقه خليل عليه وقال " ياكلوها ده أقل حاجة هيعملوها ما تقلقش انا هحل كل حاجة "


 بدأ الاجتماع وانشغل الجميع به حتى انتهت تمارا من درسها اتصلت به لم يجب اتصلت بمروان أيضا لم يجب انتظرت ساعة تقريبا لم يرد أحدا فاضطرت لايقاف سيارة وأخبرته بالعنوان لكنها لاحظت نظرات غريبة من السائق شعرت برعب شديد رددت الأذكار وهيا تدعو الله أن لا يصيبها مكروه أرسلت رسالة لخليل " أنا مع سواق شكله يخوف "


شعر بنغزة قوية في صد.ره وضع يده على قلبه ليسأله مروان بقلق " خليل انت كويس "


رد بخوف وقلق " معرفش قلبي مقبوض "


كان يريد أن ينطق اسمها لكنه سكت نظر للساعة ليجد ان موعد الدرس انتهى من اكثر من ساعتين امسك هاتفه ليجدها اتصلت عليه عشرون مرة لكن ما أوقف نبضات قلبه هو اتصالها ...


ركض للخارج بلهفة ورعب وأمسك هاتفه يتصل بها وبمجرد ما فتح الخط هتفت بخفوت " خليل "


رد بلهفة " تمارا انتي كويسة مش كدة طمنيني "


ردت بنبرة بكاء " انا قاعدة في مول بعد أما وقف السواق في طريق زحمة "


طار بسيارته وقال بصوت حنون " اطمني افتحي الجبي اس وخلاص يا روحي "


رغم محاولته في تطمنيها لكنه كان يتوعد لها أنها خرجت وحدها ... 


وصل المول وقال بلهفة اخرجي انا عند الباب وبمجرد ان استمعت لذلك ركضت للخارج قفزت لحض..نه برعب شديد وهيا ترتجف شدد من ضمها دقائق حتى استكانت 

رفع رأسها ينظر لها ولدموعها وسأل بحنان " تمارا انتي كويسة "


هزت رأسها مسح دموعها بحنان وذهب بها الى الكرسي بجانبه ثم استدار الى كرسيه ...

وصل البيت وهو يحاول التحكم بأعصابه ماذا لو حدث لها مكروه أغمض عينيه يحمد الله مئة مرة أنها بخير ..


دخلت أمامه ليوقفها بصوت حاد " أنا مش قولتلك ما تروحيش لوحدك "

نظرت له بصد.مة وحزن ثم ردت بغيظ " أيوة اتصلت عليك وعلى مروان ما حدش رد "

صر.خ بحدة بسبب رعبه الذي ما زال يتملكه " وفيها ايه لو استنيتي لغاية ما حد يجي ويوصلك انتي كان ممكن تتخطفي تتوهي ازاي تروحي مع حد ما تعرفهوش ما طلبتيش أوبر ليه "


مسحت وجهها بغيظ وردت بحدة مماثلة " أنا فضلت ساعتين بعد الدرس واتصلت بحضرتك وما ردتش المفروض أستنى لغاية امتى "


" كان عندي شغل مهم ولا المفروض أسيب شغلي وأقعد أستنى سيادتك أما تخلصي "


آلمها قلبها بشدة هل هي عبئ عليه هل هذا رده على خوفها ورعبها اليوم وتأخيرها عليها ليتها ظلت في بلدها معززة مكرمة  وما أتت لهنا وجع العدو أهون من وجع الحبيب .. 


آلمه نظراتها استخطى نفسه كانت تريد حض.ن يطمئنها...


اقتربت منه وقال بقوة عكس جر..وحها وحر..ق روحها " انت صح مش مفروض تسيب شغلك وتقعد تستنى سيادتي أنا مين أصلا عشان كدة من النهاردة مالكش دعوة بيا نهائي لا بتوصيلي ولا بدراستي ولا بأي حاجة تخصني وأنا هعفيك من كل حاجة حتى أكلي وشربي انا ما يجيش يوم أتعاير بيه وياريت حضرتك ما تتكلمش معايا نهائي ولأي سبب عشان ما أقلش منك انت سامع "


السادس عشر 


" انت صح مش مفروض تسيب شغلك وتقعد تستنى سيادتي أنا مين أصلا ...

عشان كدة من النهاردة مالكش دعوة بيا نهائي لا بتوصيلي ولا بدراستي ولا بأي حاجة تخصني وأنا هعفيك من كل حاجة حتى أكلي وشربي انا عشان ما يجيش يوم أتعاير بيه وياريت حضرتك ما تتكلمش معايا نهائي ولأي سبب عشان ما أقلش منك انت سامع "


رغم القوة في كلامه الا ان نظرة الجر..ح في عينيها اخبرته بمدى قسوة كلامه مسح وجهه بعنف وغيظ من نفسه وقال بصوت متحشرج " تمارا أنا ... "


أشارت له بيدها ان تسكت وردت بقهر " مش عايزة اتكلم معاك تاني واعتبرني ما دخلتش حياتك أصلا "


قالت جملتها وركضت لغرفتها أغلقت الباب لتستند بظهرها عليه تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها جلست على الأرض تحت.ضن ركبتيها تبكي بشدة على ألم قلبها وكرامتها وعلى كل ما مرت به ...


أما هو كان ينظر لأثرها بوجع لا يصدق أنه جر..حها هكذا دون قصد يقسم أنه لم يقصد هو هكذا ان خاف على شخص يحبه يتصرف بغباء كانت تريد حض.ن بعد الرعب الذي شعرت به لكنه زاد ألمها بكلامه... 

كور قبضته يريد لكم نفسه انصرف من مكانه وذهب الى غرفته يختلي بها يفكر بطريقة يصالحها بها ..


كان يتابع كل ذلك مروان الذي فضل السكوت ولم يتدخل هو يعرف أخيه جيدا ان خاف على شخص ربما يقت..له بسبب خوفه ..


في المساء وضعوا العشاء واجتمع الجميع على الطاولة عداها كان يتمنى أن تكون معهم ..

ليلى بضيق " بقالي ساعة بتحايل عليها تنزل تتعشى ما رضيتش وكمان الغدا ما كلتش معرفش مالها "


نظر مروان لأخيه الذي وجهه يوحى بقلة حيلته همس بحنان " لما جت طلبت مني اوردر وانا جبتلها عشان كدة تلاقيها شبعت "


شعرت بالاطمئنان قليلا وبدأت بالأكل لكن هذا الخليل لم يمس الطعام كيف يأكل وهيا لم تتناول طعامها منذ ساعات وضع معلقته وهتف بصعوبة " الحمد لله شبعت انا هأروح أنام "


مر بجانب غرفتها أراد الدخول ومصالحتها لكنه لم يقوى على ذلك ...

في الصباح الوضع ذاته وضعوا الإفطار ولم تكن معهم كاد يصاب بالجنون خوفا عليها ليلمحها تهبط السلالم بسرعة نظر لوجهها المتورم من شدة البكاء حتى شعر انه يريد البكاء ...

تمارا بهدوء " مروان أنا عايزاك تيجي معايا مشوار "


مروان بابتسامه " أكيد دلوقتي "


هزت رأسها لتسمع سؤاله " احم على فين "


لم تجبه وغادرت برفقة مروان نظرت ليلى لخليل وسألته بقلق " هو في ايه "


ابتسم بصعوبة ورد بحنان " ما فيش ما تقلقيش خليكي في عروسة ابني وخلاص

 

صعد غرفته بتعب وهو يفكر في حاله الذي قلبته تلك الصغيرة... 


 " عايزة تروحي فين '


تمارا بهدوء " أي محل دهب "


استغرب قليلا لكنه هز رأسه وذهب برفقتها الى احد المحلات هبطت برفقته تحت.ضن شيئا في يديها وقفت أمام البائع وهمست بصوت مختنق " لو سمحت عايزة أبيع دول "


نظر لها بعدم فهم ثم سألها " هتبعيهم ليه "


لم تجبه أخذت ثمنهم وهيا تنظر لهم بغصة كيف لا وهم آخر ما تبقى من والدتها ..


لاحظ نظرتها لهم ليعيد سؤاله بهدوء " تمارا بعتيهم ليه وانتي هتعيطي عليهم انا مش فاهم حاجة "


ردت بهدوء " عايزة أصرف على نفسي "


نظر لها قليلا ثم هز رأسه نظر للبائع وقال وهو يخرج بطاقته " عايز أشتريهم لو سمحت "


تمارا برفض " مروان لو سمحت "


رد من بين أسنانه  " اخرسي يا تمارا أحسن لينا كلام تاني "


أخذهم من البائع ووضعهم في جيبه وغادر برفقتها جلس في سيارته بهدوء ثم سألها بسخرية " ها عايز اسمع "


سكتت قليلا تحاول تجميع قوتها ثم أجابت بهدوء " مش عايزة أتقل على حد فهشتري أكلي وشربي من فلوسي وأدفع مصاريفي من نفسي "


ابتسم وسألها بنفس السخرية " وهتدفعي اجار اوضتك ولا ايه "


ادارت وجهها الجهة الأخرى وردت " لا هأجر الملحق منك "


لو تعلم كم يحاول التماسك حتى لا يضر.بها لفرت هاربة 

سيجاريها ليرى لأي مدى ستتحمل " طيب الفلوس دي مش هتكفي هتعملي ايه "


حاولت عدم البكاء وردت بهدوء " هعمل كشك صغير أبيع فيه وأدفع مصاريفي كل شهر "


قهقه بكل صوته ضحكة غل وغيظ ثم قال لها بفحيح " أكيد انتي عارفة ردي "


هتفت بقوة وتحدي " ماحدش ليه دعوة بيا أنا حرة "


نظر لها بطرف عينيه ثم قال بحسم " أقسم بالله أك..سر دماغك بدون ما يهتزلي جفن ايه الهبل اللي انتي بتقولي ده وايه رايك اشوفلك سطح تأجري ايه شايفاني مش راجل للدرجة دي مين هيسمحلك بالهبل ده فتخرسي احسن مش عايزة حاجة من خليل تاخديها مني انا انتي ملزمة مني غصب عنك حتى "


لم تستطع أن تتظاهر بالقوة أكثر من ذلك لتشهج في بكاء مرير بسبب قلة حيلتها ..


مسح وجهه بتعب وقال بحنان " مش أنا قولتلك كل ده لما تكلمنا "


ردت ببكاء " الو..جع منه صعب أوي "


ابتسم وقال " تعرفي لو اتصلت بيه دلوقتي قولتله اني كنت هأعمل حادثة مش هيجي يطمن عليا الأول لا هيش.تمني ويقولي كل الكلام الو.حش بعدين يجي يحض.ني ويطمن عليا ويمكن يمنعني أسوق تاني "


نظرت له باستغراب ليهز رأسه ويكمل " هو كدة خوفه كدة اما بيخاف على حد غالي عليه بيتصرف كدة "


مسحت دموعها وقالت بلهفة " يعني أنا حد غالي عليه "


تنهد ورد بصدق " انا اول مرة بجد أبقى مش فاهم اخويا معرفش انتي تبقي بالنسبة ليه حد غالي زينا ولا حبيبة "


نظرت له بيأس ليبتسم ويهمس " تمارا كل ده قولتلك عليه وقولتلك مشوارك طويل قولتي ايه ساعتها فاكرة "


فلاش باااك قبل زواج خليل وتمارا ...


كانت دائما شاردة جعل ليلى تتعب بسبب حالة أختها ذهب يتحدث معها رغم يقينه بسبب حالتها .. 

حمحم وقال " تمارا ايه اللي مخليكي دايما كدة مطفية ومتضايقة فين تمارا اللي ضحكتها كانت تملا الدنيا "


رسمت بسمة بصعوبة على وجهها وقالت " ما فيش بس افتكرت اهلي وبلدي وحنيت مش أكتر "


نظر يترقب ردة فعلها بعد أن سألها " طيب وخليل ليه دايما مش بتقبلي منه اي مساعدة وبتهاجمي "


كعاشق حد النخاع فهم جيدا نظرت عينيها واللمعة التي لمعت عندما ذكر اسمه ..

ابتلعت ريقها وقالت بهدوء " عادي مش عايزة مساعدة من حد "


هز رأسه وقال " مش هضغط عليكي بس  أي حاجة عايزاها هساعدك فيها "


قام من مكانه لتوقفه عندما نادته ابتسم بخبث عندما قالت " أنا بحب خليل ومش عارفة أعمل ايه "


التف يتظاهر بالتفاجئ وقال بذهول مزيف " خليل اخويا انتي عارفة الفرق كم سنة "


امتلأت عينيها بالدموع وقالت بخنقة " فيها ايه .. ايه دخل السن ما انت بينك وبين ليلى عشر سنين فيها ايه والله العظيم غصب عني انا حاسة إني مش أنا قلبي واجعني أوي "


كان دائما ما يلاحظ نظرتها انتظارها للاطمئنان عليه ويراها تجهز للأكل له وتأكل برفقته او تجبره ان يأكل برفقة أخيه لأنه لا يحب أن يأكل وحده وحتى يكون صادقا تمنى فعلا ان تكون قد أحبته فهو يتمنى لأخيه السعادة الذي يشعر بها يتمناها عوضا لأخيه عن ما رأى في حياته لا يهم فرق السن لا يهم شئ المهم أن يكون أخيه سعيدا


مروان " انتي بتحسي انك ايه بالنسبة ليه يعني شايفة نفسك مهمة عنده "


هزت رأسها بثقة وأجابت " أيوة دايما بيهتم باللي ناقصني بيشوف انا عايزة ايه بيسأل عني "


تنهد بتعب وقال " تمارا ده طبع خليل أصلا عنده موظفين الشركة بيهتم باللي بضايقهم وبيحل مشاكلهم من غير ما يعرفوا يعني مرة كان في ممر الشركة بيتكلم مع حد وسمع موظف بيكلم مراته بيقولها هيحاول يدبر فلوس العملية وانها تصبر عليه بنفس اليوم عرف عملية ايه وتكفل في كل حاجة من غير ما يعرف مواقف كتير اوي بيصرف عليها من فلوسوا الخاصة واما مرة سألته قالي دي مش مثالية مني والله بس أنا ده بعمله لنفسي " ما عندكم ينفذ وما عند الله باق " فأنا بخبي لأخرتي يعني انا اللي محتاج ده مش هما قالي ايوة بذنب بس بحاول اكون حاجة بحاول أقابل ربنا وأنا عامل حاجة "


شعرت أنها تعشقه أضعافا مضاعفة ليتابع هو بعشق شديد " خليل ده ابويا واخويا وصاحبي أحن حد مما تقابليه في حياتك 

قالي روح سافر جيب ليلى وتعالى عيش اللي انا معشتهوش وقف جمبي وعرفت انه دفع لماما أكبر مصنع عنده عشان ما ترفضش جوازي من ليلى فأي حاجة كويسة خليل بيعملها معاكي صدقيني ده طبعه مش لأنه بيحبك الحب اللي بتقولي عليه ممكن زي أخته او بنته بجد "


مسحت دموعها وقالت بحسم " بس انا بحبه وعايزاه يحبني "


تنهد وقال بترقب " يعني عايزة تتجوزي "


نظرت له بصد..مة لتهز رأسها بالايجاب فهذا أقصى أحلامها لتسأله بخنقة " بس ازاي وهو كل شويا أنا زي أخوكي انا زي أبوكي شويا ويقولي جدي "


ضحك بخفوت ثم فكر قليلا وقال " هقولك هنعمل ايه بس من دلوقتي هقولك مشوارك طويل أوي وصعب معاه "

هزت رأسها وقالت بتحدي " اذا كان هو في نهاية المشوار هستحمل اي حاجة "


بااااك 

" هنرجع البيت هتقولي كل العبط اللي قولتهولي مش شويا قدامه يعني هتأجر الملحق هأصرف على نفسي بس من دلوقتي بقولك ان قت..لك أنا غير مسؤول "


ابتسمت وهز رأسها بالايجاب وعادت معه إلى المنزل .. 


كان يجلس في الصالة ينتظرهم بفارغ الصبر يتظاهر بالعمل على لابتوبه عندما دخلت برفقة مروان الذي كان يصر.خ بتمثيل " تمارا بلاش جنان "


هبطت ليلى بقلق عندما استمعت صرا.خه

تمارا بتحدي " ماحدش ليه دعوة بيا "


عقد خليل حاجبه وسأل " في ايه "


مروان بسخرية " حضرتها راحت باعت الدهب اللي كان معاها وهيا هتعيط عليهم وأما سألتها قالتلي عايزة أصرف على نفسي وهأجر الملحق وهأعمل كشك صغير أبيع فيه ومعرفش ايه "

الناس اللي بتسأل عن سبب تأخيري هيا اني من غززززززة 

يتبع 


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺




تعليقات

التنقل السريع
    close