رواية أنيسي المُنتظر الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه يارا إبراهيم حصريه وجديده
"في لحظة فقد... قد يكتب الله لك لقاء يُحيي فيك الأمل من جديد."
- إنتِ مطرودة يا إسراء.
وقعت تلك الكلمات علي مسامع «إسراء» الجمتها، ثم تداركت الموقف سريعاً وهي ترسم إبتسامة علي محياها قائلة:
-مُتشكرة يا أستاذ حسن، تشرفت بالشغل مع حضرتك، السلام عليكم.
شعر «حسن» بالحزن تجاه تلك الفتاة، لكن ليس خطأه فهي من تأتي كل مرةٍ متأخرة وهو يسامحها ولكن هذة المرة لا مجال للمسامحة، فهي بتأخرها أضاعت صفقة كانت ستنقل الشركة لمكانة أخري، ومديره قاسٍ لا يعرف معني المسامحة، قال «حسن» قبل أن تخرج:
"إنتِ عارفه يا إسراء إنه مش بإيدي أنا لو عليا بسامح، لكن البشمهندس عامر".
أكملت «إسراء» كلامه بعدما تنهدت:
" عارفه يا أستاذ حسن، ولكن المفروض البشمهندس يكون مقدر إني بتأخر بسبب إني بيتي بعيد جداً عن هنا،أو علي الاقل علشان موجودة في الشركة من خمس سنين من أول ما اتخرجت، وحتي قبل ما هو يمسك إدارة الشركة مكان والده أستاذ محمد العِمري، لكن أنا مش مضايقة يمكن ماليش نصيب أكمل هنا، واللى رزقني الشغل هنا قادر إنه يرزقني غيره، سلام عليكم"
![]() |
هي لم تره من قبل لأنه نادر الحضور، لكنها سمعت الكثير عن قسوته، قال «حسن» بحزن لتلك الفتاة فهو يعلم كم حاجتها للعمل هنا:
- طيب عدي علي الحسابات خدي باقي حسابك.
"هزّت «إسراء» رأسها بالموافقة وخرجت، ثم ذهبت للحسابات كما قال لها «حسن»، من ثم خرجت من الشركة نهائياً، كانت «إسراء» تتجول بين الشوارع وهي لا تدري ماذا تفعل؟، ماذا تخبر والدتها.. وأخواتها؟؛ أثناء تفكيرها سمعت صوت عالٍ قادم نحوها، لتغمض عينها مستسلمة تماماً، فتسمع صوت فرامل عالٍ للغاية، لينزل شاب في أوائل الثلاثينات من عُمره وهو يقول بقلق:
-إنتِ كويسه يا آنسة أنا متأسف بس إنتِ الغلطانة حد يمشي سرحان كده.
قالت «إسراء» وهي تُنزِل رأسها أرضاً "
- ولا يهم حضرتك أنا فعلاً الغلطانة، وبتأسف لحضرتك ماخدتش بالي.
نظر الشاب لتلك الفتاة، فكانت شابة في منتصف العشرين من عُمرها ترتدي خِمار باللون الأبيض علي فستان أزرق به سحاب أبيض، فكانت ملامحها هادئة تجذب الطمأنينة لقلب أي شخص يتحدث معها بإستثناء شخصاً ما، مدّ الشاب يده إلى جيبه ثم أخرج كارت وهو يمده لها وفي عينيه نظرات الإعجاب بتلك الفتاة قائلاً:
- أنا شهاب العِمري، ده الكارت بتاعي لو احتاجتي حاجه.
قالت «إسراء» بلهفة وأمل وهي ترفع نظرها له:
-هو حضرتك إبن البشمهندس محمد العِمري.
قالت جملتها هذه ومن ثم أنزلت رأسها ثانياً، كان «شهاب» مستمتع بالنظر لعينها ولكن «إسراء» قطعت تلك المتعه بإنزال رأسها فقال بإبتسامة علي حركتها العفوية:
-أه بس إنتِ تعرفيه.
اجابت «إسراء» وهي تشير بسبابتها تجاه الشركة:
-أه أنا بشتغل معاه في شركته دي بقالي خمس سنين....لكن؟.
قالت «إسراء» جملتها متوقفة ومن ثم كتمت دموعها وقالت بـ ثبات:
-لكن إتطردت النهارده.
"إتطردتي ! ".
قالها «شهاب» في حاله من الإستغراب، هزّت «إسراء» رأسها بالتأكيد، لِـ تأكد ما سمع فقال هو بنبرة متعجبه:
-اتطردتي ليه بما انك معاهم من زمان ده بيدل علي كفاءتك.
"تنهدت «إسراء» وقررت أن تروي له ما حدث ظناً منها أنه يمكنه المساعدة، فابتسمت و حكت له كل ما حدث، فقال وهو يضع يده بشعره كأنه يفكر:
-أنا كنت أقدر أساعدك لو أبويا، لكن؟.
قال جملته تلك وهو في حيرة من أمره، ثم أكمل بفقدان أمل:
-لكن عامر أخويا الأمر شبه مستحيل، شبه إيه!... لا ده مستحيل فعلاً.
كانت «إسراء» تعلم إجابته لكنها كانت تتشبث ببعض الأمل، ولكن بعدما سمعت حديثه هذا أيقنت بالفعل أن عملها في تلك الشركة مرة أخرى مستحيل، تنهدت «إسراء» وابتسمت قائلة:
-شكرا لحضرتك يا أستاذ شهاب تعبت حضرتك معايا، ومتأسفة مرة تانيه لأمر العربية، لكن أنا اتأخرت ومضطرة أمشي، السلام عليكم.
قال «شهاب» بنبرة ودودة:
-طيب اتفضلي أنا هوصلك.
-لا شكرا لحضرتك بس حضرتك أجنبي عني و ماينفعش أركب مع حضرتك العربية.
قالت «إسراء» تلك الكلمات بثقة، فحدود الله لا خجل فيها، ولكن أندهشت عند وجدته يقول:
-أجنبي؟!.. لا لا إنتِ فاهمه غلط أنا كنت مسافر بره، لكن أنا مصري عادي.
فهمت «إسراء» إن تعمقه في الدين سطحي، سطحي فقط بل جداً فقالت وهي مازالت مُنزِلة رأسها:
- لا لا بص.. أجنبي عني، مش يعني إنك مش مصري، القصد بالكلمة دي إنك مش من محارمي اللي هما (الأب _الأخ_العم _الخال _الجد) ومشتقاتهم زي عم الأب وكذالك.
قال «شهاب» وهو مُندهش بتفكيرها وعقليتها، فهو منذ عودته لمصر لم يري واحده تغض بصرها، أو ترتدي مثلها، أو على أقل تقدير بعقليتها تلك:
-فهمتك..... خلاص هنركب مواصلات عامة، ده عادي صح؟!.
اجابت «إسراء» وهي تشعر بالصداع، فهي تتجول في تلك الشمس الحارقة منذ ساعة:
-هو عادي... لكن مالوش لزوم اتعب حضرتك يعني.
-لا ابدا ولا تعب ولا حاجه يلا.
ركبا المواصلات العامة بالفعل، و وصلت «إسراء» المنزل وطلبت منه أن يتفضل لضيافته، ولكنه رفض بـ حجه إن لديه عمل، صعدت «إسراء» لمنزلها المتوسط الحال في حي شبه هادئ، فالمنزل يتكون من طابقين، الطابق الأول به عمها «ياسر» رجل يبلغ من العمر 70 وزوجته «منى» تبلغ من العمر 60،ليهم ثلاث أبناء أكبرهم «فرح» وهي فتاة متخرجة من الجامعة وهي متزوجة ولديها طفلان وتبلغ من العمر 35 سنه، أما الثاني «مصطفى» وهو شاب متزوج ولديه طفل ويبلغ من العمر 30 سنه، أما الثالثة والأخيرة فهي «وئام» وهي فتاة في السنة الاخيرة من الجامعة وتبلغ من العمر 22 سنه، أما في الطابق الثاني تسكن «إسراء» اللتي تبلغ من العمر26 ووالدتها «ليلى» وهي تبلغ من العمر 58 وأخواتها «ميسون» صديقة «وئام» إبنة عمها في الجامعة وخارجها، والأخري «يمنى» وهي فتاة في السنة الاخيرة من الثانوي وتبلغ من العمر 17 سنه، دلفت «إسراء» لغرفتها فور صعودها وبدلت ملابسها وجلست علي السرير، وفتحت مُذكراتها لـ تُُدون ڪعادتِها، ڪاتبة:
"أَتُـراني أُبـالِغُ حـين أقـولُ: أننـي أُحِـبُّ شخـصًا لا أعـرفُه؟
أحبـبتُه فـي غيـابه، أحببـتُه بيـنَ السـطورِ، فـي اللحـظاتِ التـي تمنَّيـتُ لـو كـان فيـها جِـوَاري.
كلـما ضـاقتْ بـي الحيـاةُ، دعـوتُ الـله أن يبـعثَ لـي أنيسـاً لـروحي، ذلـك الـذي يحتـضنُ ضعـفي دون سـؤالٍ، يُنـصتُ لصمـتي قـبل كلمـاتي.
أتعلـم؟ لـم أعُـدْ أُريـدُ فـارسًا ولا معـجزةً... أنـا فقط أُريـدُ قـلبًا يُشـبهني... يتعـبُ مـن الوحـدةِ كـما تعبـتُ أنـا".
أغلقت «إسراء» المذكرات وهي تُسقط بعض الدموع ولكن أخذت نفساً عميقاً ومحت دموعها ورسمت إبتسامة علي محياها، ودلفت لخارج الغرفة لتري ماذا تريد والدتها، قائلا بمرح:
"لولة..... لوووولة، إنتِ فين يا ست الكل يا حبيبة".
ليأتيها صوت والدتها من الجهة الخلفية قائلا...
" أنا هنا يا أخرت صبري في المطبخ ".
ذهبت «إسراء» للمطبخ وهي تقول بمشاكسة:...
" إية ده يا لولة مكرونة بشاميل !، محشي !، حمام !، لا لا شكلك راضية عننا أخر رضا ".
الأم برفعت حاجب فهي تعرف بناتها جيداً:...
- رضا دي تبقي خالتك، جيبي من الأخر يا ختي بلاش مقدمات أنا مستكفية والله.
-مستعدة للخبر اللي هقوله يعني.
-قولي بس بالراحة علي أقل من مهلك، علشان لو حاجه زي وشك ألحق أمسي عليكي بالشبشب.
«إسراء» بإبتسامة وهي تُأهب نفسها للجري...
" اتطردت من الشغل ".
لما تتحرك «إسراء» من مكانها واستغربت إن والدتها لم تُبدي أي ردت فعل فقالت متعجبة:
- مالك.
- ليه.
أجابت والدتها بتلك الكلمة لتقول هي:
- إنتِ عارفه إن الشركة بعيدة عن الشغل.
-عارفه!... لكن عارفة كمان إن الأستاذ حسن عارف ومقدر، خصوصا إنك معامهم من زمان وبقيتي خبرة.
أجابت «إسراء» والدتها بحنق:
-لا ماهو اللي طردني مش الأستاذ حسن، ده البشمهندس عامر.
- عامر اللي كنتِ بتقولي إنهم بيقولوا عليه قاسي وماعندوش رحمة ولا عنده حد يغلط وغيره مش فاكره دلوقتي.
-هوا بعينه.
أجابت الأم وإبتسامة الرضا تعلو محياها:
- الحمد لله... عادي مش الشركة الوحيدة يعني، دوري علي غيرها.
- بس يا ماما لما ادور على غيرها وارجع اشتغل مش هاخد اللي كنت باخده من الشركة، و إنتِ عارفه إن احتياجات البنات كتير غير طبعاً مصاريف الكلية لـ «ميسون» والدروس والكتب لـ «يمنى»، ده كله غير مصاريف البيت والجمعية بجد أنا مش عارفه اعمل ايه إحنا في الدنيا لوحدنا من غير سند، عارفه إن عمي موجود بس كل واحد مشغول بحياته، كان نفسي أبويا يكون موجود، كان نفسي قوي يا ماما.
قالت «إسراء» كلامها هذا وأنهارت لم تعد تستطيع تحمل هذا العبء وحدها، كانت تبكي وتشهق، وفجأة قل الأكسجين لديها لتبدأ بالإختناق، فقالت الأم ببكاء:
- يا يمنى.. يمممنى.
أتت «يمنى» بعجلة وقالت بتوتر......
- فيه ايه يا ماما..... ايه ده مالها إسراء.
- هاتي الجهاز بتاعها بسرعه.
أسرعت «يمنى» إلى غرفة «إسراء» تبحث عن الجهاز، لكنها خرجت وهي تبكي قائلة:
- مش لاقياه.
الفصل الثاني
"أنيسي المُنتظر".
______________________________
" ما أصعب أن تُرضي الجميع وأنتَ بالكادِ تُنقذُ نفسكَ."
_____________________________
في منزل «إسراء»، كانت الأجواء متوترة لحدٍ كبير، كان يقف جميع العائلة حول «إسراء» "بالإضافة إلي «مريم» صديقة «إسراء» من الطفولة، كانت «إسراء» جالسة بهدوء وأنفاس منتظمة بعد ما أتت «مريم» بالجهاز فقالت «منى» بقلق:
_إسراء يا حبيبتي، إنتِ كويسة مش بتتكلمي ليه.
وجهت «إسراء» نظرها إلي زوجة عمها القلقة وقالت وهي ترسم إبتسامة:
_كويسة يا مُنمُن اتطمني، سوبر مريم انقذتني.
flash back.
كانت «إسراء» مُلقاه علي الأرض، وتجثو عند راسها «ليلي» وهي تبكي بشدة بعدما أخبرتها «يمنى» أنها لم تجد الجهاز، لتخطر ببالها فكرة وتقول بسرعه:
_ م... مريم، رني علي مريم يا يمنى يمكن يكون عندها جهاز، من لما كانت والدتها بتستخدمه.
بالفعل اتصلت «يمنى» بـ«مريم» وأخبرتها حالة «إسراء»فتبدأ «مريم» بالبحث في غرفة والدتها، ولحسن حظ «إسراء» أنها وجدته وأتت مسرعة لهم.
back.
إبتسمت «منى»ونظرت «ليلي» بإمتنان لـ«مريم» فـ
هي دائماً تساندهم وكانت ونعمة الصديقة والأخت غير الشقيقة لـ «إسراء»، قالت «مريم» ممازحة لتُضحك الجميع:
_قومي يا إسراء هو إنتِ بتتعبي ياشيخة سيبي التعب ده لـ ميسون، ولا يمنى.
قالت «إسراء» ضاحكة:
_أهو نقك ده اللي جايبني ورا.
_ايوه دي إسراء اللي نعرفها، اللي لسانها مترين.
قالت«مريم» تلك الكلمات لتُطمئن الجميع علي حال إسراء فقالت «ندي» زوجة «مصطفى» وهي ثاني أقرب الناس لـ «إسراء» بعد «مريم»:
_لا يا سوسو ماهو لو إنتِ بتعملي الحركات دي علشان ماتقعديش مع العريس بتاع النهارده فأحب أقولك إن لولة مش هتسيبك غير لما تقعدي معاه.
_عريس!.... عريس مين والناس نايمين.
قالت «إسراء» تلك الكلمات ومن ثم نظرت لـ والدتها اللي كانت تنظر للسقف فقالت «إسراء» برفعت حاجب:
_وأنا بقول طابخة الأكل ده كله ليه، كنت بحاول أحسن النية بس فعلا مافيش فايدة.
فقال «مصطفى» وهو يحاول إقناعها:
_يا إسراء العريس صاحبي و متربين سوا وصدقيني هو كويس جداً وابن ناس.
قالت «إسراء» وعينها تتسعان من كثرة الصدمات:
_الله الله وكما صاحبك، إيه هو أنتم شايفين إني عنست ولا إيه، وبعدين أنا مش هتجوز أي حد، أنا هوافق علي اللي قلبي يختاره غير كده لأ.
قالت «إسراء» كلامها وهمت بالنهوض فأمسكت«ليلي» يدها و هي تقول بحدة:
_إنتِ مستنية إيه ها، إنتِ عندك 26 سنة هتستني إيه أكتر من كده أنا قولت كلمة هتقعدي مع العريس وعمك موافق يبقي مافيش أي اعتراض.
سحبت «إسراء» يدها دون أن تنطق بكلمة و ذهبت لتبدل ملابسها ومن ثم خرجت من المنزل، بعد بضع دقائق وصلت «إسراء» أمام الشاطئ، ثم جلست وهي تحدق به بهدوء ثم أجابت علي سؤال والدتها قائلة:
"مستنية يجي اليوم اللي هقول فيه: 'هجم السرور عليّ حتى أنه من فرط ما سرّني، أبكاني.'
متأكدة وقتها إن البيت، السطح، والشوارع كلها مش هتساع جناحاتي من الفرحة."
فأتي صوت من خلفها قائلاً:
_ و ياتري هيجي اليوم ده إمتي، إسراء إنتِ مش شايفة إنك زودتيها فعلا، إنتِ بتدعي ربنا بحد إنتِ ذات نفسك ماتعرفيش هو مين وياتري هتشوفيه ولا لأ، بتعملي في نفسك وفينا كده ليه.
قالت «إسراء» دون أن تلتفت:
_ هيجي يا مريم، أنا متأكدة إني هلاقي أنيسي اللي طول عمري بدعي بيها، ربنا هيستجيب أنا مُتيقنة.
قالت «مريم» وهي تجلس بجانبها:
_طيب ممكن لحد ما يشرف بالسلامه، تسمعي كلام أمك لإنك عارفة إنها مش هتسكت زي كل مره، وبعدين أدي نفسك فرصة مش يمكن يا ستي يطلع هو سي ونيس بتاعك ده.
_إسمه أنيس يا جاهلة.
قالتها «إسراء» ممازحة فقالت «مريم» ممازحة هي الأخري:
_أنيس، ونيس المهم تقعدي مع العريس، وبيني وبينك.... نفسي قوي في جاتوه.
خبطت «إسراء» جبهتها بخفة، لتقول «مريم»:
_يلا يا عروسة علشان تجهزي.
قالت «إسراء» وهي تقف:
_يلا يا أخرت صبري.
_________________________
في مكان أخري يبدو عليه الثراء والرُقي، كان يجلس شاب في مُنتصف الثلاثينات من عُمره ذو ملامح حادة ، كان يُمسك بالحاسوب الخاص به ويعمل في صمت، لـ يُقطع الصمت بدخول شخص الغرفة فقال الشاب وهو يرفع رأسه بهدوء:
_هو أنا سمحتلك تدخل ولا هي وكالة من غير بواب.
_لأ هي وكالة من غير بواب.
قال تلك الكلمات الشاب الذي دخل الغرقة لـ يغير كلامه بسرعه قائلاً:
_أحم بهزر معاك والله، كنت عايز أكلمك في موضوع مهم.
فقال الشاب بهدوء وهو يعيد نظره للحاسوب:
_أطلع بره يا شهاب وخبط ولو سمحتلك بالدخول ابقي أدخل.
_ بس.
قالها «شهاب»؛ لـ يقطع الشاب كلامه قائلاً:
_مش بعيد كلامي مرتين يا شهاب.
خرج «شهاب» وهو يملؤه الغيظ، ثم طرق الباب ولم يأتيه رد، ليطرق الباب مره أخري من دون رد، وكاد يطرق للمرة الثالثة لـ يقول الصوت:
_ ادخل.
دخل «شهاب» وهو يقول:
_ها أتكلم ولا لسه في تعليق تاني.
_سامعك.
قالها الشاب دون أن يرفع رأسه، لـ ليبدأ «شهاب» الحديث قائلاً:
_كنت عايز أكلمك بخصوص البنت اللي طردتها النهاردة من الشركة.
أغلق الشاب الحاسوب و وضعه بجانبه ثم قال بإستغراب:
"مالها".
قال «شهاب» وهو يبدو عليه التوتر:
_ طردتها ليه.
قال الشاب بإستغراب أكبر:
_وأنت من أمتي بتهتم بالشغل، أو تعرف عنه حاجه وأشمعنا بتسأل علي البنت دي.
قال «شهاب» وهو يجلس بجانبه، وحكي له كل ما حدث منذ أن التقي بـ«إسراء»
_وبعدين كده وصلتها لبيتها طلبت مني أطلع أشرب حاجه مع عمها بس أنا قولتلها ورايا شغل ومشيت.
سكت «شهاب» وهو ينتظر رأي الشاب، طال الصمت فقال «شهاب»..
_ساكت ليه يا عامر.
قال «عامر» بهدوء وهو يسند رأسه للخلف ويغمض عيناه:
_عايزني أقول إيه.
_مش عايزك تقول حاجه بس بطلب منك ترجعها الشغل هي ماتستحقش أبدا إنها تتطرد.
قال «شهاب» تلك الكلمات وهو يترقب وجه «عامر» بتلهف فقال «عامر» وهو مازال مغمض العينين:
_أنا مابرجعش في قرار خدته.
كاد «شهاب» أن ينطق ولكن قاطعه«عامر» قائلاً:
_شهاب أنا مُرهق من الشغل، وعايز أنام.
خرج «شهاب» من الغرفة وهو يُفكر كيف يساعد تلك الفتاة بأي طريقة.
_____________________________
في شقة «إسراء» وبالتحديد في غرفتها كانت «إسراء» جالسة تتأمل نفسها في المرأة، ومعها «مريم» و «ندي» و «فرح» إبنة عمها قاطع السكوت «فرح» عندما قالت:
_يلا بقي يا إسراء غلبتينا معاكي، حطي شوية ميكب حاجات بسيطة بس علشان تطلعي.
فقالت «إسراء» وهي تنظر لـ «فرح»:
_أنا مش هحط حاجه علي وشي أنا كده تمام ولو مش عاجبه يبقي أحسن و وفر علينا قعدة مالهاش لازمة.
قبل أن تنطق «فرح»، دخلت عليهم «منى» وهي تقول:
_خلصتوا ولا إيه، الناس وصلت.
قالت «ندي» وهي تنظر لـ«إسراء»
_خلصنا يا ماما لكن البرنسيسة إسراء مش عايزة تحط ميكب ولا أي حاجة بسيطة علي وشها.
نظرت لها «منى» بقلة حيلة، فدخلت عليهم «ليلي» فقالت «مريم»
_طب كويس أهو أمك جت أهو تشوف لها حل معاكي.
فقالت «ليلي» وهي تنظر لـ «مريم» بإستغراب:
_في إيه يا مريم.
_فيه إن بنتك مش عايزة تحط حاجه في وشها وعايزة تطلع للعريس معمصه.
أنهت «مريم» حديثها، ليضحك الجميع فتقول «ليلي» بقلة حيلة من إبنتها العنيدة:
_بتعندي معايا علشان أقولك طب ما فيش خروج صح بعينك، يلا يا بنت طه قدامي.
خرجت «إسراء» وراء والدتها وذهبت للصالون لتري عمها و«مصطفى» يجلسون ليقول لها مصطفى:
_تعالي يا إسراء هنا.
تقدمت «إسراء» وجلست بجانب عمها، وبعد حوالي عشر دقائق وقف «مصطفى» وهو يقول:
_طيب هنسيبكم بقي تتكلموا شوية ولو عايزين حاجه إحنا قاعدين في وشكم هناك.
هز العريس رأسه، ثم ذهب «مصطفى»، كل هذا وكانت «إسراء» مُنزِلة رأسها ، فقال العريس والذي كان يُدعي «يوسف»
_أحم أنا إسمي يوسف، عندي 27 سنه، كلية تجارة قسم إنجليزي.
قال «يوسف» تلك الكلمات من ثم نظر لـ«إسراء» فقالت:
_وأنا إسراء، عندي 26 سنه، كلية هندسة قسم الحاسبات والبرمجيات.
_ تشرفت.
قال «يوسف» تلك الكلمة لتقول «إسراء»
_الشرف ليا، ممكن حضرتك تقولي إيه سبب اللي يخليك تتقدملي.
قال «يوسف» وملامح الإستغراب تعلو وجهه:
_ عادي بنت محترمة، كلية عالية، صالحة علشان تربي أولادي وتخدم أمي وتلبي طلباتي.
وقفت «إسراء» وهي تقول بحدة:
_يُأسفني أقول لحضرتك إن طلبك مش عندنا.
وقف «يوسف» وهو مندهش من تصرفها قائلاً:
_إنتِ بتقولي إيه.
اجتمع الجميع علي صوتهم فقالت «إسراء»
_حضرتك مش عايزة واحده تتجوزها وتكمل معاها باقي عمرك في حب وسعادة، لا عايز خدامة تربي العيال، وتلبي احتياجاتك واحتياجات والدتك، يبقي حضرتك مش عايز زوجة، كده عايز خدامة فلبينية.
قالت «إسراء» كلامها ولم تُعطه مجال للرد فخرجت من المجلس وذهبت لغرفتها وتركته يستشيط غضباً، بعد مرور بضع دقائق، دخل« مصطفى» وهو يقول بغضب:
_إية اللي إنتِ عملتيه ده، إزاي تتكلمي بالطريقة دي، مين سمحلك.
قالت «إسراء» بحدة لأول مره:
_أنا أعمل اللي عايزاه، ومش مستنيه حد يسمحلي ولا لأ، علشان اللي أنا عايزاه هو اللي هيمشي في الأخر.
كان قد أتي الجميع علي صوتها وسمعوا ما قالت، لتكمل بحدة أقل:
_نفسي مرة واحدة في حياتي تقدروا اللي بعمله، تقدروا بعمل إيه علشانكم علشان أريحكم واشوفكم مبسوطين،سمعت كلامكم وقعدت مع العريس علشان مش أزعلكم وأدي أخرتها.... طلع عايزني خدامة، بس خلاص من النهاردة مش هعمل غير اللي أنا عايزاه مش هجبر نفسي علي حاجه وفي الأخر ماتتقدرش، عن اذنكم أنا تعبانه ومحتاجة أرتاح،اتفضلوا..... البيت بيتكم.
قالت «إسراء» كلامها لتدخل غرفتها وتغلقها، بينما يقف الجميع في صدمة من حديثها، هم كانوا يفعلون ذلك لأجلها لم يتخيلوا بطريقتهم تلك إنهم يحملوها فوق طاقتها، قرر الجميع النزول وتركها حتي تهدي للحديث معها.
تابعووووووني
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙


تعليقات
إرسال تعليق