القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية مكتوب أن أراك بقلم الكاتبه شروق فتحي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول


رواية مكتوب أن أراك بقلم الكاتبه شروق فتحي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

_هو ده اللي بيقولوا عليه إننا بنشوفه مرة واحدة في المواصلات؟!

بقى القمر ده يركب معايا في العربية... لأ وكمان مركز في تليفونه!

أعمل إيه دلوقتي علشان ألفت نظره؟!

لتصعد فتاة أخرى إلى الحافلة، فيقف هو فجأة ويسمح لها بالجلوس، ثم يتراجع ليقف بجوار شروق.

_يعني يسيب كل الأماكن وييجي يقف جنبي؟!

حتى مش هعرف أبص عليه كده...

ليقاطع شرودها صوت الفتاة التي تجلس بجوارها:

– يا آنسة... يا آنسة... معلشي عديني علشان نازلة هنا. 

تعتذر منها، وتفسح لها الطريق، ثم تتردد قليلًا قبل أن تدخل مكان السيدة التي نزلت، ليجلس هو بجوارها.

_إيه التوتر ده؟!

قلبها كان ينبض بشدة، كأنه سيخرج من بين أضلاعها من كثرة توتر، يهتز هاتفها فجأة، فتتلقاه بسرعة:

– أيوه يا بابا، خلصت شغل وأنا دلوقتي في العربية...

تنهي المكالمة، وما إن تغلق الهاتف حتى تتفاجأ بيده تمتد فجأة وتجذب الهاتف من يدها: 

– إيه اللي إنتَ عملته ده؟!

تنظر له بدهشة، بينما هو يتصرف وكأنه لا يسمعها، وينقل شيئًا من هاتفها إلى هاتفه.

يرتفع صوتها تدريجيًا:

– أنا مش بكلمك... يعني انتَ مجنو....

لكنه ينهض فجأة، ويضع الهاتف مكانه، ويتجه نحو الباب



– لو سمحت، هنزل هنا!

ينزل من الحافلة ويتركها في قمة الدهشة، تغمض عينيها وتتنفس ببطء:

_هو مجنون ده ولا إيه؟!

حتى اللي أعجب بي يطلع مجنون!

حظي وعارفه أول مره يعنى أعرف حظي!

🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰 

عادت إلى منزلها منهكة بعد يوم طويلٍ من العمل، فذهبت مباشرة إلى النوم. 

والدها وهو يجلس ويمسك الهاتف: 

_هي "شروق" فين؟! 

والدتها وهي تخرج من المطبخ: 

_بعد ما جت من شغل كانت تعبانة دخلت نامت. 

في تلك اللحظة، أهتز هاتفهُ فجاة، نظر إليه ثم أجاب: 

_وعليكم السلام مين معايا؟! 

شخص بتوتر وهو يحاول أستجماع كلامتهُ: 

_حضرتك مش تعرفني...أنا أسمي "عمر ياسين" بصراحة كده أنا شوفت بنت حضرتك أنهارده في المواصلات... وحسيت أنها محترمة ومش زي بنات بتوع اليومين دول... فلو أمكن يعنى اجى أشرب مع حضرتك شاى! 

والدها والابتسامة ترتسم على وجههُ: 

_يعنى انتَ عايز تقنعني أنك شوفتها في مواصلات انهارده أعجبت بيها فورًا؟...ماشي لنفترض كلامك صح! خد رقمي منين؟! 

بلع ريقهُ بصعوية، وتحدث بنبرة تملئها تردد: 

_ما هو أنا لما لقتها بتكلم حضرتك... خد منها تليفون ونقلت رقم! 

ليضع يديه على عينهُ بإبتسامة خفيفة: 

_أنتَ غريب بصراحة! 

وهو يضع يدية خلف رأسهُ بإحراج:

_بصراحة أنا مش كنت عارف اخد رقم إزاى؟! أنا نفسي مستغربني اكتر من حضرتك والله!...أحم يوم الخميس الجاي مناسب؟! 

فصمت لبرهة، ثم أرتسمت الابتسامة خفيفة على وجههُ، تأثرًا بحماس ذلك الشاب: 

_خلاص أتفقنا!

ليتحدث بعفوية وحماس: 

_وأنا إن شاء الله هكون عند حسن ظن حضرتك! 

ليغلق معهُ، والابتسامة لا تزال مرتسمة على وجههُ، ثم ألتفت لزوجتهُ بابتسامة خفيفة: 

_الواد ده غريب...بس بصراحة حبيتهُ باين عليه طيب! 

بعد مرور فترة استيقظت شروق. 

نظر لها والدها بخبث خفي، وقد تسرب الذكاء إلى نبرة صوتهُ: 

_عملتي ايه صحيح انهارده في شغل يا "شروق"؟! 

شروق وهي تنظر لوالدها بإنتباه: 

_كان يوم متعب أوي...وجو حاجه لا توصف تحس الشمس فوق رأسك مباشرة من الحر...(ثم أعتدلت في جلستها فجأة، وكأن امرًا مهمًا تذكرتهُ) صحيح يا بابا حصل معايا انهارده موقف عجيب(وكانت تضحك وكأن الحدث يمر أمام ناظريها)انهارده في واحد كان راكب معايا في العربية...فهو كان قاعد جمبي وأنا بكلمك وأول ما خلصت معاك...لقيت حد شد تليفون من ايدي...اكلمهُ اقول ليه انتً بتعمل ايه ازعق في وهو ولا هنا...وساب تليفون وراح نازل...أنا في صدمة من ساعتها! 

كانت والدتها تحاول أن تتمالك ضحكتها، لتخرج شقيقتها عن صمتها: 

_وكان حلو! 

لتتلاعب شروق في شعرها بتوتر، وقلبها ازداد من نبضة، تحاول التهرب من سؤال: 

_أنا بقول ايه دلوقتى...ده اللي لفت نظرك! 

بينما شروق كانت تحاول تهرب من سؤال شقيقتها، تدخل والدها بنبرة هادئة: 

_بالمناسبة يا "شروق"...(إلتفت إلية بإنتباه،وقد إرتبكت للحظة ) الشاب اللي خد منك تليفون إنهارده كلمني!!!! 


الفصل الثاني #رواية_مكتوب_أن_أراك

بينما شروق كانت تحاول تهرب من سؤال شقيقتها، تدخل والدها بنبرة هادئة: 

_بالمناسبة يا "شروق"...(إلتفت إلية بإنتباه،وقد إرتبكت للحظة ) الشاب اللي خد منك تليفون إنهارده كلمني، تخيلى طلب مني ايه! 

شروق وهي تبتلع ريقها بتوتر، وكأن أرتباكًا اجتاح شفتيها المرتجفتين،وهمست بخفوت: 

_أحم كلمك!؟ كلمك ليه؟! 

ابتسم والدها بهدوء،فقد شعر بتوترها الذي تملكها : 

_طالب أيدك مني! 

وهي تضحك بتوتر يمتزجهُ الخجل: 

_مستحيل...إزاى ايه الواد الغريب ده؟! 

شقيقتها وهي مازالت تُصر على أحراجها: 

_يا ستي قولي لينا بس...كان حلو؟ 

وهي تضع يدها خلف رأسها بإحراج، ولسانها يشعر بثقل فيه:

_مش عارفه!

شقيقتها وهي تنظر لها بخبث، وهي ترفع احد حاجبيها: 

_يا سلام...يعنى كان طويل؟ قصير؟...أبيض؟ أسمر؟....ايه الصعوبه في كده يعنى؟!

وهي تتذكر ملامحهُ بدقة، وكأنه أمام ناظريها، تلك التفاصيل التى حفرت مكانها في قلبها ولم تبرحه، ولكن كأن الخجل عقد لسانها، فصار الكلام ثقيلًا على شفتيها: 

_هو طويل...وليه دقن وشعره تقيل...(لتحاول الهروب) ايه ده هروح أشوف صاحبتي أصل بترن عليا! 

لتتجه إلى غرفتها سريعًا تهربًا من نظرات والدها التي كانت تلاحقها بابتسامة لم تُخفَ عنها، وما إن أغلقت الباب خلفها، حتى وضعت يدها على صدرها، وكأنها تحاول تهدئة قلبها الذي كاد صوته أن يُسمع من شدّة اضطرابه، كانت تلك النبضات، لأوّل مرة... ليست عادية.

لتذهب وتقف أمام المرأه، وهي تتحدث بحروف مبعثرة من توترها: 

_هو أنا ايه اللي حصلي...وبعدين هو إزاى شافنى مره واحده يروح يطلب إيدى(لتجد نفسها تبتسم بدون وعي) غريب بس قمر. 

لتمر الأيام حيث كانت شروق تحاول أن تتحاشي الجلوس مع والدها بسبب خجلها، حتى أتى يوم الخميس، كان جالس عمر مع والد شروق. 

شقيقة شروق وهي تغمز لها: 

_ايه ده يا "شروق" هو ده بجد...هو حقيقى مستحيل ده يركب في عربية مواصلات...ده لازم يركب طياره على الأقل! 

لتضع شروق يدها على فمها تحاول كبح ضحكاتها: 

_بصراحه حتى انا يا "حنين" مستغربة...مش معقول شخص يكون حلو كده من غير غلطه(لتضع يدها على فمها بقلق) ليكون متجوز! 

لتنفجر حنين من ضحك بسبب كلمات شقيقتها: 

_بصراحه ممكن يكون عندك حق! 

وفي الجهة الأخرى، كان "عُمر" يحاول السيطرة على ارتباكه، لكنه شعر أن قلبه يضرب أسرع من المعتاد، ثم قال بهدوء:

_أنا يا عمي... شغّال في بنك

🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰 .

نظر والد شروق إليه باهتمام وهو يُصغي اليه، ثم سأل بنبرة هادئة لكنها مباشرة:

— طيب يا "عمر"، احكيلي عن نفسك شوية... شغلك، عيلتك، نيتك إيه؟

ليحاول أن يحرّر لسانه من قيده، يلتقط أنفاسه الثقيلة قبل أن يبدأ، ثم قال بصوت فيه رهبة وصدق:

_أنا يا عمي شغال في بنك من خمس سنين...خريج كلية تجارة...حالتي المادية كويسه الحمدلله...إن شاء الله بابا وماما هيجوا معايا مره الجاية بس حبيت أجي لوحدي في الأول علشان أعرف نفسي لحضرتك الأول...(ثم يأخذ نفسًا عميقًا، وعيناه تلمعان بالصدق) ونيتي خير إن شاء الله بنت حضرتك أي حد يتمناها وأنا هكون سعيد جدا لو حضرتك وافقت! 

ليتسلل الصدق من كلمات عمر إلى قلب والد شروق، لترتسم على وجههُ ابتسامة دافئة، بينما كان يشعر بأن هذا الشاب ربما يكون القادر على حماية أغلى ما يملك: 

_وأنتَ باين عليك شخص محترم...ونيتك خير...(ثم تابع بابتسامة أوسع) وفوق كل ده دخلت البيت من بابهُ..... 

في جهة الأخر، كانت شروق تقف خلف الباب تحاول أن تختلس السمع، وكانت حنين تضحك عليها: 

_يا بنتي هتقعي...وهيكون شكلك وحش أوي! 

وهي تعاود النظر لشقيقتها: 

_موضوع في إن يا بنتي...ده وظيفه وشكل وحالة مادية كويسه...(وهي تضع يدها على ذقنها وتحركها، بتفكير) هيكون في ايه بقى؟! 

وهي تنظر بنظرة ساخرة، همست وهي ترفع حاجبها بسخرية خفيفة: 

_بطلي شغل المحققين اللي جواكي ده...هو أنتِ مش بيعجبك حاجه أصلًا؟! 

وقبل ان ترد شروق، لتأتي والدتهم من خلفهم، وقالت بنبرة ساخرة ممزوجة بالحب:

_هي عيلة فقر من يومها...

لتسمع شروق صوت الباب يغلق، لتنظر سريعًا: 

_ايه ده مشي...هو مش مفروض كنت أطلع والجو ده؟! 

والدتها بسخرية وهي تتجه نحو الباب: 

_وبنقول بتتكسف...دانتي طلعتى ممثلة قد الدنيا...بس عامة انتِ مش تطلعي علشان هو جاي يقدم نفسه الأول لبابكي...لما مامته تيجي وبابا تطلعي! 

لتسمع شروق والدها يناديها، لتخرج بخطوات ثقيلة، نحو الصالة، وكلّ خطوة كانت تدقّ على قلبها وكأنها طبول صغيرة تُعلن بداية شيء جديد: 

_نعم يا بابا! 

والدها وهو يشير لها بالجلوس، والابتسامة مرتسمة على وجههُ: 

_بصراحه الراجل محترم وذوق...ما شاء الله ربنا مدى جمال وأى حاجه بنت تتمناها، بس في الأول وفي الأخر...قرار قرارك! 

لتبتلع ريقها، ورفّت عيناها في قلق، ثم تمتمت وهي تحاول تجميع شتات نفسها:

_أنا يا بابا!!!!!!! 


الفصل الثالث #رواية_مكتوب_أن_أراك

لتبتلع ريقها، ورفّت عيناها في قلق، ثم تمتمت وهي تحاول تجميع شتات نفسها:

_أنا يا بابا...بصراحه متلخبطة أصل مستحيل يكون شخص مفهوش غلطة واحده! 

ضحكت حنين بسخرية وهي تنظر لها نظرة ماكره: 

_يا عيني! البت الحياة عملت ليها تروما! 

اقترب والدها منها ووضع يديه على كتفيها برفق، وصوته يحمل مزيجًا من الحنان والحكمة:

_فكرى زي ما أنتِ عايزة يا حبيبتى...(ثم اكمل بابتسامة هادئة) كده كده احنا لسه هنسأل عليه، أكيد مش هنجوزك واحد ما نعرفوش!

في اليوم التالي يقرر والد شروق أن يذهب ليسأل على عمر؛ لكى يطمئن قلبهُ. 

وقف أمام باب أحد الجيران عمر، وبعد لحظات فتحت سيدة تبدو في منتصف العمر، على وجهها ابتسامة ودوده، وما أن سمعت أسم عمر، حتى اتسعت ابتسامتها أكثر:

_"عمر"؟ ده عمر زينة الشباب يا حاج...ابن ناس ومحترم...مش هتلاقى أحسن منه لبنتك...توكل على الله! 

ليستأذن منها ويذهب، وهو يضع يديه على ذقنهُ، وعقلهُ لا يتوقف عن التفكير: 

_كيف يمكن أن يكون شخص بهذه المثالية؟!...حتى جيرانهُ يمدحون فيه؟!...(ثم توقف قليلًا قبل أن يُتمّ في صمت داخلي) أنهُ لأمر مريب!

في الجهة الأخرى، وشروق جالسة مع صديقتها تقص لها ما حدث، بتعبيرات تمتزجها الحيرة، وقد أرهقها التفكير: 

_أصل يا بنتي مستحيل أن يكون شخص مثالي كده...هتلاقى مع فلوس هيكون مش شكليًا مش قد كده، هتلاقى شكلهُ حلو مش هيكون مع فلوس.... 

وقبل أن تكمل تقاطعها صديقتها، بسخرية مرحة: 

_ونبي أنتَ اللي هتخلصي على الواد...قبل قراية الفتحة هيكون ميت! 

ارتفعت ضحكاتها في المكان، وهي تميل بظهرها للخلف، ثم تمسح دمعة ضحك وهمية:

_أصل أنا عارفه حظي يا بنتي، الحياة مش هتقول ليا خدي طبق من دهب كده، لازم تنهى عليا الأول!

وهي تبتسم لها ابتسامة تحاول بث طمأنينة بداخلها: 

_أنتِ كده كده قولتي بابكي راح يسأل عليه...ومستحيل حد يتفق على شخص؛ حتى لو كان ملاك بجناحين...وبعدين الخطوبة اتعملت ليه؛ علشان تتعرفوا فيها على بعض، وأكيد هتعرفي طباعهُ، وكل حاجه عنه! 

أومأت "شروق" برأسها ببطء، محاولة أن تقتنع، لكن القلق لم يغادر ملامحها... كانت تشعر في أعماقها بشيء لم تفهمه بعد، ريبة خفية... لا تعرف هل هي خوف؟ أم حدس؟

🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰

في الجهة الأخرى عند عمر كان جالس مع صديقهُ، صديقهُ وهو يضع يديه على كتفيه: 

_يا بنى اللي أنتَ بتعملوا ده غلط! 

عمر وهو مُصر على ما يدور في عقلهُ، وهو يجلس بثقة مفرطة: 

_أنا عارف أنا بعمل ايه كويس يا "باسل"! 

باسل وهو يضع يديه خلف رأسهُ كنوع من الأستسلام: 

_أنا نصحتك وعملت اللي عليا...براحتك!

في الجهة الأخرى عند شروق كانت جالسة مع والدها، وهي مازالت لا تستوعب ما قالهُ والدها: 

_لا بجد إزاى يا بابا؟! ده لو مين مستحيل حد يتفق عليه كده! 

والدتها وهي تهز رأسها بيأس منها: 

_وايه المشكله هو لازم يكون فيه اى حاجه...ولا لازم يجي اللي يعذبوكوا! 

والدها وهو يأخذ نفسًا عميقًا، ويعاود النظر اليها: 

_وأنتِ قررتي ايه يا حبيبتى؟! 

وهي تبتلع ريقها، ولا تستطيع السيطرة على أنفاسها المتلاحقة، فيسيطر عليها الأضطراب: 

_اللي تشوفهُ يا بابا! 

والابتسامة أرتسمت على وجههُ، ويُصر عليها: 

_يا حبيبتى ده قرارك...أنا شايف أن هو مفهوش غلطة...بس في الأول وفي الأخر قرار قرارك! 

صمتت، وعلقت عيناها في الأرض، بينما قلبها كان يهمس لها بما لا تجرؤ على قوله. 

لتغمض أعيناها، وهي تحاول أن تستجمع شتات نفسها، فكان قلبها يهمس لها: 

_أنه شاب مثالي...فلماذا تفكرين كثيرًا؟! 

ليتدخل عقلها: 

_ولكن الأ تجدهُ...غريب! لا يوجد شخص هكذا! ربما ورائهُ أمر؟! 

لتفتح أعينها فجأة، بعد حديث طويل بين قلبها وعقلها وأستقرت على: 

_بابا أنا موافقه! 

ليبتسم لها والدها، ويتجة اليها ويضمها اليه في عناق: 

_ألف مبروك يا حبيبتى... وانا جمبك في أى وقت حبيتي تستشرينى فيه؟! 

_وأنا هكلمه علشان أعرفهُ...اخيرًا هشوفك عروسة يا حبيبتى! 

لينهض لكي يتصل بعمر، بينما ظل ذلك الشعور مازال يلاحقها، يتم تحديد يوم الخطوبة الخميس الأتى، لتدخل شروق غرفتها وهي تستلقى على فراشها، ولكن بداخلها مازالت تشعر بإضطراب لا تعلم لماذا؟! 

حتى سمعت صوت أهتزاز الهاتف لتعلم أن هناك من ارسل لها رسالة، لتمسك هاتفها لتجد رسالة كالأتى: 

_أخيرًا وافقتي...مش مصدق! 

حدقت في الرسالة كثيرًا، ثم أغمضت أعينها، وهمست: 

_غريب...ليه كل حاجة ماشية بسرعة كده؟!

من جهة أخرى عند عمر، ليرسل لباسل رسالة قصيره، لم تحمل سوى كلمة واحدة: 

_حصل! 

باسل وهو يأخذ نفس عميق: 

_وأنتَ متأكد من اللي عملته ده صح؟! 

عمر وهو يبتسم بابتسامة تملئها ثقة: 

_أكيد! 

أغلق هاتفه، واستلقى على الفراش، يحدّق في السقف طويلاً.

لكن تلك الثقة التي ظهرت في كلماته بدأت تتلاشى داخله، إذ تسللت إلى ذهنه فكرة واحدة لم يستطع طردها:

_هل ما أفعله... حقًا صواب؟


الفصل الرابع #رواية_مكتوب_أن_أراك

لكن الثقة التي ظهرت في كلماته بدأت تتلاشى داخله، إذ تسللت إلى ذهنه فكرة واحدة لم يستطع طردها:

_هل ما أفعله... حقًا صواب؟

في اليوم التالي، كان جالس عمر على الكرسي، وهو نظرهُ معلقة في سقف وهو ويحاول سيطره على أنفاسهُ لكي يستعيد هدوءه، ولكن لم يكن بمفردهُ كان من يجلس معهُ باسل يراقبهُ بصمت، ليضع يديه خلف رأسه: 

_وأنتَ ناوي على ايه...وايه الوقت اللي ناوي تنفذ فيه؟! 

لم يتحرّك "عُمر"، فقط زفر زفرة طويلة، ثم تمتم بصوت خافت:

_كل حاجه في وقتها المناسب. 

مرت الأيام،حتى جاء يوم الخميس المنتظر.

وكانت شروق جالسة على أحر من جمر من كثرة خجلها، وقلبها لا يسأل عن موقفهُ في تلك اللحظة فكانت تزداد نبضاتها أكثر فأكثر، وتضغط على يدها من كثرة توترها الشديد، ليبتسم عمر على توترها الظاهر: 

_مالك يا بنتي متوتره كده...اللي يشوفك دلوقتي مش يشوفك لما كنتي في العربية!

لتبتلع ريقها بتوتر، فكأن حلقها جف تمامًا من كثرة توترها، لتحاول تحرير لسانها، وهي مازالت تزداد من ضغط على يدها: 

_أنا ساعتها اتفأجأت من تصرفك! 

ابتسم وهو يمرر يديه في شعره بعفوية، تلك الابتسامة التى زادت من وسامتهُ، ثم تحدث بنبرة خفيفة: 

_أنا نفسي أتفاجأت!(ليكمل بغمزة) بس أحلى مفاجأة! 

لتبتسم لا إراديًا بخجل يسيطر عليها. 

ليقاطعهم دخول حنين وصديقة شروق، لتتقدم حنين بمزاحها المعتاد: 

_كفايه عليكوا كده أوي...انا سبتهم كتير صح يا "نور"! 

وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها، وتمازحها بمكر: 

_أوي بصراحه...وسعوا بقى كده أنا حاسه في تقارب اوي صح يا "حنين"! 

ليرفع عمر احد حاجبيها بدهشة خفيفة، وتعلو وجههُ ابتسامة ماكرة: 

_ايه دخول ده...الأمن المركزي دخل علينا مره واحده! 

جلست "حنين" بثقة، وهي ترفع حاجبيها ونظراتها يملؤها التحدي، ثم غمزت:

_لأ خد من كده كتير! 

هزّ "عمر" رأسه باستسلام، وابتسامة لا تفارق وجهه، ثم قال ضاحكًا:

_ربنا معايا...شكلي داخل على معركة مش سهلة!

🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰

بعد قضاء اليوم، عاد عمر إلى منزلهُ ليخلع سترته، ويستلقى على الفراش ليجد هاتفهُ يهتز، ليمسك ويجد رساله نصية من باسل: 

_مبروك يا صاحبي...ربنا معاك في اللي جاي علشان اللي جاي مش سهل!

ليأخذ نفسًا عميقًا وهو يضع الهاتف بجوارهُ، والابتسامة مرتسمة على وجههُ، لكن لا يعلم ما سر تلك الأبتسامة: 

_وأنا عارف! 

في الجهة الأخرى عند شروق، حنين بسعادة تملئ قلبها، وأعيناها تتراقص من سعادة: 

_مش مصدقة يا حبيبتى إن انهارده كانت خطوبتك! 

لتبادلها الابتسامة خجولة، تمتزجها الأرتباك لطيف: 

_ولا أنا أنا حاسه ان ده كله هيكون مجرد حلم...وهصحى منه في نهاية...دانا كنت لسه عيله من يومين...أمتى ده كله حصل؟! 

بعد مرور بعض الوقت، ذهبت شروق لتستلقى على فراشها، وهي تحدق لسقف وهي تأخذ نفسًا عميقًا يحاول أن يبوح عن ما بداخلها، من حيرة، فهي تشعر أن هناك عاصفة من الأفكار، لم تستطع أن تبوح عن ما بداخلها ولكن عقلها يمتلئ من تعقيدات، وتساؤلات، ولكن تجد هاتفها يقاطع شرودها بإهتزاز، لتنظر لتجد رسالة نصية: 

_حاسس أنك برضو مش نايمة...أصل الواحد مش عارف ينام في اللية زي دي!

لتبتسم ابتسامة يعمرها الخجل، وهي تتأمل رسالتهُ كأنها تحفظ كلماتهُ عن ظهر قلب، وما أن سكن السكون حولها، حتى علا صوت عقلها هامسًا: 

_هل ستجاوبينهُ أم ستفضلين الصمت؟! 

ليجاوبهُ القلب: 

_لا أعلم أيهم أصح...فأنا مازالت خائف!

لتخرج عن صمتها، وهي تأخذ نفس عميق، وأصابعها لم تستطع أن تخفى أرتجافها: 

_مش جاي ليا نوم بس! 

وما أن أرسلت رسالة ليتزايد نبضات قلبها وأنفاسها لم تستطع أن تسيطر عليها، وما أن وصل له رسالة، وكأنه كان ينتظر لها على أحر من جمر: 

_ولا أنا...بس عارفه أنا كده هعرف أنام وأنا قلبي بيرقص.

لتنظر إلى رسالته، والابتسامة تعلو وجهها، وقلبها يتراقص، لتعانق الهاتف، وهي تزفر أنفاسها بعمق، وكأن هناك حملًا كان يوجد على قلبها، وتلك رسالة أزاحت ذلك الحمل، وتغمض أعينها، والابتسامة مازالت على وجهها، وذهبت في نوم عميق، فَلْتَكُن رسالته آخر ما يلامس عينيها هذه الليلة.

بينما عمر بعدما أرسل تلك رساله لشروق، أرسل لباسل رسالة نصية قصيرة تحمل كلمة واحدة ولكنها تحمل في طياتها أكثر مما تقول كلمتها الوحيدة: 

_قربت. 


الفصل الخامس #رواية_مكتوب_أن_أراك

بينما عمر بعدما أرسل تلك رساله لشروق، أرسل لباسل رسالة نصية قصيرة تحمل كلمة واحدة ولكنها تحمل في طياتها أكثر مما تقول كلمتها الوحيدة: 

_قربت.

في اليوم التالى تستيقظ شروق ولتجذب الهاتف الذى كان مازال بجوارها لتفتح الهاتف لتجدهُ مازال على نفس تلك الرسالة،لتقرأ رسالة مرة أخرى وكأنها المرة الأولى، لتعاودها تلك الابتسامة، ثم تأخذ نفسًا عميقًا: 

_يارب يكون أحساسي مجرد وهم! 

في الجهة الأخرى عند عمر كان يقف أمام المرأة، يعدل رابطة العنق، وهو يأخذ نفس عميق، وكأن الهواء نفسه يثقل صدرهُ، وعقلهُ يشعر بالحيرة، لتخرج حروفهُ بصعوبة: 

_أتمنى أكون مش أتسرعت! 

ليمسك الهاتف، ويفتح الهاتف على محادثاتها، وهو يتمعن النظر لمحادثاتهم، لتتحرك أصابعهُ بحيرة: 

_عايز أشوفك انهارده يا "شروق"!

لم تمضِ ثواني حتى ظهر أنها رأت الرسالة، وهو ينتظر رسالتها على أحر من جمر، لتمر الثواني عليه وكأنها ساعات، مع تسارع نبضات قلبه، وأخيرًا وصلت رسالة: 

_أنا أستأذنت من بابا...ووافق! 

لترتسم على وجههُ الابتسامة لم يستطع أن يخفيها، ليكتب لها سريعًا: 

_أنا جاي اخدك من البيت...أستعدي! 

أرسل رسالة ولكنهُ شعر أن قلبه يتراقص، ليضرب على جبهتهُ بخفة ،والابتسامة على وجههُ : 

_ايه اللي حصلك يا "عمر"...أنتَ عمرك ما كنت كده!

في الجهة الأخرى عند شروق، كانت قد أخرجت معظم ملابسها كلها من خزانة الملابس وألقتها جميعًا على السرير، شقيقتها وهي تنظر لها بنفاذ صبر: 

_ايه اللي عملتى في مكان ده يا بنتي...كل اللبس ده ومفيش حاجه عاجباكي! 

شروق وهي تركل الأرض بضيق، وتوتر أستطاع أن يحتلها: 

_مش فيهم حاجه كويسه...هعمل ايه؟! لازم أكون أحسن حاجه!

وهي تقف وتقترب من شروق وتضع يدها على كتفيها تبث لها الطمأنينة إلى قلبها: 

_يا حبيبتى هو حبك وأنتِ جايه من شغلك...يعنى وأنتِ في حالة ترثى لها...ليه كل توتر ده؟! 

وهي تبتلع ريقها بتوتر، وتمرر يدها في شعرها: 

_أنا أول مره يحصلي موقف زي ده؛ علشان كده متوتره! 

وهي تختار لها ملابس، وتعطيها لها، بابتسامة تطفو على وجهها: 

_دول هيكونوا جمال أوي...يلا علشان زمانهُ جاي! 

لتاخذ شروق ملابس وتذهب لتبدل ملابسها، بينما قلبها مازال يتقافز بإرتباك وتوتر.

بعدما أرتدت ملابسها، وهي تنظر لشقيقتها بتوتر أجتاحها: 

_شكلي حلو؟!

🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰

وهي تبتسم لها ابتسامة تملأها الحب: 

_بسم الله ماشاء الله قمر يا روحي...تليفونك بيرن! 

لتنظر شروق لهاتف، وأصابعها ترتجف وهي تحمل الهاتف، ثم تبتلع ريقها بتوتر، لتفتح المكالمة، وهي تأخذ نفسًا عميقًا: 

_أيوه...تمام أنا نازله(لتغلق معه الهاتف، وتعاود النظر لشقيقتها) وصل! 

لتستأذن من والديها وتنزل وكانت خطواتها ثقيلة وكأن قدميها تحولت لصخرًا ضخمًا لا تقدر على تحركيها، حتى رأتهُ ينزل من السيارة، لتشعر بأن قلبها يُسلب بلا مقاومة، لتبلع ريقها وهو يتقدم منها، والابتسامة لا تفارق وجههُ: 

_ايه القمر ده؟! 

لتأتى شقيقتها من خلفها، بمزاحها المعتاد: 

_أنا موجوده...أحترم وجودي حتى(بغمزه) عامله ليكي مفاجأة يا سيدي! 

ليضحك، بمزاح يمتزجه سخرية خفيفة: 

_هي ايه بقى؟! 

وهي تضع يدها في خصرها، بمزاح: 

_مش جايه معاكوا ايه رأيك (ثم تتابع بتحذير لطيف) بس هي دي المره بس...علشان اول مره بس! 

ليقلدها بنفس الطريقة، بنبرة تمتزج بين الامتنان والمزاح: 

_لا بجد...أشكرك على الجميل ده!

 ليذهبوا ليركبوا السيارة، ليهئ عمر السيارة للعمل، ويودع حنين، بينما شروق كانت تشعر بأن حلقها جف من كثرة التوتر، وقلبها مثل ساعة البندول، وهي تضغط على يدها بإرتباك، لينتبه عمر لها، ليبتسم ابتسامة جانبية: 

_ايه يا بنتي...أهدي أنا مش خاطفك! 

لتضغط على شفتيها بتوتر، وهي تبتلع ريقها، ليحاول أن يخرجها من توترها: 

_تحبي نروح مكان محدد؟! 

وهي مازالت تحاول أن تتحاشي النظر اليه: 

_لأ... عادي أختار أنتَ! 

ومازالت الابتسامة لا تفارق وجههُ: 

_خلاص هنروح مكان هيعجبك أوي! 

ليصل عمر إلى مطعم، ولكنهُ كان شديد الجمال، مليئ بالإزهار، مؤلف من طابقين، الطابق الأول يوجود بداخلهُ حمام سباحه، وطابق الثانى يطل على منظر هادئ يخطف الأنفاس، لينظر لها: 

_تحبي نقعد هنا...ولا اللي فوق؟!

لتنظر إلى مكان بتفكير: 

_اللي فوق شكلهُ أجمل! 

ليصعدوا في الطابق الثاني، وليطلب عمر الطعام، كانت تنظر إلى مكان بإنبهار، ليقاطع عمر شرودها، بإبتسامة دافئة: 

_عجبك المكان؟! 

لتنتبه فجأة، وكأنها كانت في عالم آخر، ثم تومئ برأسها بإعجاب:

_جداً...بجد المكان مريح وهادي...وأحلى حاجه فيه إنه مش زحمة!

ضحك بخفة وهو يسند ذقنه على يده:

_أنا قولت لازم المكان يليق بأول خروجة لينا...ده يوم مهم!

لتخفض بصرها بخجل وهي تعبث بكوب المياه أمامها:

_وأنا...مبسوطة إنك اخترت المكان ده!

يسود بينهما صمت خفيف لكنه لم يكن محرجًا، بل مريحًا، ثم همّ عمر بالحديث:

_بصراحة أنا حبيت أتكلم معاك شوية...مش عن شغل ولا أي حاجة...أنا عايزك تعرفيني أكتر...وتسأليني أي حاجة تحبيها...أنا كتاب مفتوح.

لترفع أعينها بتوتر، وتحاول تشجيع نفسها: 

_هو أنا ممكن أسألك سؤال؟! 

ابتسم بتشجيع: 

_ده اللي مستنيه! 

لتحاول تحرير لسانها، من ثقلهُ، ثم نظرت له بتردد بسيط ثم سألت:

_ليه أنا؟! (ثم أكملت سريعًا) يعني...إحنا اتقابلنا مرة واحدة، إيه اللي خليك تاخد خطوة كده؟!

سكت للحظة، ثم قال بهدوء ونبرة صادقة:

_عشان في اللحظة اللي شوفتك فيها، قلبي قاللي "هي دي"...وأنا من النوع اللي لما يحس بحاجة، مبيترددش.

لتبتسم شروق أخيرًا براحة لم تشعر بها منذ أيام، وكأن شيئًا ما طمأن قلبها...

ولكن عمر، وهو ينظر إليها بصمت، لم تكن ابتسامته فقط للفرحة، بل خلفها أمر لم يحن وقته بعد...


الفصل السادس #رواية_مكتوب_أن_أراك

ولكن عمر، وهو ينظر إليها بصمت، لم تكن ابتسامته فقط للفرحة، بل خلفها أمر لم يحن وقته بعد...

ليأخذ نفس عميق، وهو يغمض أعينه وينظر لها، وقبل أن يتفوه بكلمة، تقاطعهُ شروق:

_معلشي ممكن أسألك كمان سؤال!

لترتسم على وجههُ ابتسامة تبث لها طمأنينة:

_أسألى اللي أنتِ عايزه طبعًا...أنا كتاب مفتوح ليكي!

لترتسم الابتسامه على وجهها تمتزجها الخجل، وهي تعبث في كوب بتوتر، ثم تبلع ريقها، وتحرر لسانها بصعوبة:

_هو يعنى يعنى انتٓ حبيت قبل كده؟!

ليتسلل توترها إلى عمر، ليبتسم على خجلها الظاهر:

_بصي حبيت قبل كده اللي هو بتاع حب وأحنا صغيرين...بس خلاص أنتهى...وأنتِ؟!

لترفع نظرها إليه بتوتر:

_وأنا زيك برضو!

 ليبتسم لها، بينما بداخله صراع لا يسمعه أحد، وكأن جزءًا منه يريد أن يخبرها بكل شيء، لكن الوقت... لم يحن بعد.

ليمر بينهما الوقت دون أن يشعرا، وشروق لم تعرف لتلك الأُلفة طعمًا من قبل؛ شعرت وكأنها وجدت نصفها الآخر كما يقولون.

أوصلها عمر إلى المنزل، وكانت تصعد درجات السلم، وكأنها فراشة تحلق وهي تدندن، تدندن بأغنية لم تسمعها من قبل، لكنها خرجت من أعماق قلبها.

لتصدم في شقيقتها:

_ايه يا بنتى...أنتِ حد ضربك على دماغك ولا ايه يا بنتى؟!

وأعين شروق تتراقص من السعادة، وقلبها يحلق من السعادة:

_دي أحلى وأجمل ضربة حصلتلي...مش حصلتلي ضربة دي من زمان ليه؟!

وهي ترفعها حاجبيها بإستنكار، تمتزج بابتسامة مائلة، يعتليها الدهشة:

_كمان...ايه اللي حصلك فين كسوف...لا لا ...وكمان بقت بتقول شعر...

وكأن حنين تتحدث إلى نفسها، لتتركها وهي تتراقص وتدخل غرفتها، وتغلقها خلفها، ثم تلقى بكامل جسدها على الفراش، والابتسامة لا تفارق وجهها، جسدها أستسلم للسكينه لكن قلبها لم يهدأ، بل كان ينبض على لحن الحب، لتزفر نفسّا عميقًا يحمل معاني كثيرة، وكأن ذلك الضخر تم أزالتهُ عندما تقابلت معهُ، وصادفت تلك العيون، التى حفرت بداخل قلبها، وأخيرًا يتدخل لسانها، وينطلق، بعد صمتٍ طال أكثر مما ينبغي…

همست وكأنها تبوح بسرٍ للريح:

_هو أنا كده حبيت؟! 

ثم ضحكت بخجل، وهي تخفى وجهها في الوسادة، ليجاوبها قلبها قبل عقلها: 

_دون شك أنا لم أشعر، بتلك المشاعر من قبل...ذلك اللحن لم أعهد بي من قبل...أو مر علي من قبل!

لتغمض أعينها ببطء، وهي تهمس بخفوت: 

_يارب يكون هو!

في الجهة الأخرى، كان مستلقى على الفراش، وعلى وجههُ ابتسامة لا تفارق وجههُ، وهو يتذكر ما حدث، وكأنه يدور أمام ناظريه، وهو يمرر يديه في شعره، ليقاطع تفكيره أهتزاز الهاتف، ليجد رسالة نصية قصيرة من باسل: 

_شوفتها! 

وهو يزفر نفسهُ، كأنه يريد ان يخرج ما بداخلهُ: 

_أيوه...لحد الان كل حاجه ماشيه كويسه. 

ليعاود النظر إلى السقف، بينما يداه خلف رأسه، وكأن هناك شيئًا ثقيلًا على صدره لا يُرى، يتمتم مع نفسه بصوت خافت:

_بس لحد إمتى؟!

🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰

تمر لحظة من الصمت، لا يُسمع فيها سوى صوت تنفسه المتقطع، وكأن قلبه يخشى أن يفضح أمرًا لم يُقال بعد.

ليستيقظ من شرودهُ، يجد نفسه في محادثاته مع شروق، ليبتسم ابتسامة جانبية على أفعالهُ، يحاول تحرير أصابعهُ: 

_كان يوم جميل أوي...مش كنت متوقع أن أنا ممكن أكون بسعادة دي...وخاصة تكون مرتبطه بشخص...بس أنا دلوقتي فهمت معنى كلمة نصي تاني! 

وما أن وصلت رسالة، حتى شعر بخفقان في قلبة؛ وكأنه أصبح في مضمار السباق، وأنفاسهُ لا يستطيع ملاحقاتها، وما أن رأتها، ليشعر بأن قلبهُ سيخرج من مكانهُ من كثرة التوتر، ولكنها أطألت في كتابة، ففهم أنها كلما تكتب شيئ تتراجع عنهُ، 

توقفت النقاط، ولم تصل أي رسالة.

ليشهق شهقة قصيرة، وهو يمرر يده على وجهه بقلق:

_يا ترى كانت هتكتب إيه؟!

في الجهة الأخرى عند شروق، كانت تركل قدميها على فراش، وهي تضع على وجهها الوسادة: 

_مش عارفه أقول ايه....هو ايه اللي يتقال بعد كلام ده...لأ أنا هسكت... 

ولتلقى وجهها بقوة على الفراش، وهي تضع الوسادة فوق رأسها، فعقلها لا يستطيع التوقف عن التفكير، ليجاوبها قلبها: 

_بذلك الأسلوب ستخسرينهُ...سيعلم أنكِ لا تكني لهُ أى مشاعر! 

ليجاوبهُ عقلها: 

_أصمت انتَ لا تعرف شئ...لا يوجد رد على هذا الحديث!

لتجلس فجأة، وشعرها مبعثر، وعيونها مليانة حيرة، وهمست:

_طب...هكتب إيه؟!

لتلتقط الهاتف من جوارها، تفتحه ببطء، وتفتح المحادثة، تراقب رسالته مجددًا، وكأنها تقرأها لأول مرة...

تتنهد، وتبدأ في كتابة:

_أنا كمان حسيت إن اليوم ده... مختلف.

ثم تتردد... تمسحها...

تكتب من جديد:

_كنت مبسوطة.

تمسحها مرة تانية...

تضع الهاتف على الوسادة، وتدفن وجهها فيه، وتصرخ بخفوت:

_ياااااا رب!

ثم، في لحظة تحدي نادرة، تلتقط الهاتف من جديد، وتكتب بسرعة:

_أنا كمان كنت مبسوطة.

وترسلها... وتغلق الهاتف فورًا، وكأنها أطلقت سهم في الهواء ولا تملك التحكم في اتجاه. 

في اليوم التالي، تستيقظ شروق على غير عادتها، وكأن عقلها سبق جسدها، فتتلمّس الهاتف بجوارها سريعًا، وقلبها ينبض وكأنّه ينتظر شيئًا بعينه، لتفتح الشاشة بلهفة، وتجد رسالة منه وصلت في وقت متأخر من الليل:

_نمت وأنا بضحك... وأول مره أحس إني مش لوحدي. صباح الخير يا شروق.

لتتسع عيناها، وشفتيها ترتسم عليهما ابتسامة خجولة، ثم تضغط الهاتف إلى صدرها، وتهمس وكأنها تخشى أن يسمعها أحد:

_صباحك أحلى، يا عمر.

لتمر الأيام وعلاقاتهما تزداد عمقًا، ومع كل لحظة يقضونها معًا، كانت مشاعر شروق تُزهر أكثر. لم تعد تراه مجرد شخص في حياتها... بل أصبح الحياة ذاتها، أصبحت تنتظر كل صباح لكى تتحدث معهُ، وقلبها معلق بصوت ضحكتهُ، بصوتهُ، بكلماتهُ، كانت تخبر نفسها:

_أنا بقيت أعرف معنى كلمة أمان... لما يبقى حد بيهتم بيك للدرجة دي.

لكن وسط كل هذه المشاعر، لم تكن تدري أن قلب عمر، وإن كان يبادلها الحب، ما زال يخفي وراءه شيئًا... شيئًا لم يُكشف بعد.

شقيقتها وهي تنظر وهي عاقدة حاجبيها: 

_مالك يا "شروق"...أنتِ فيكي حاجه من يومين...في حاجه حصلت؟!

وشروق وهي ترفع أعينها لحنين، وكأنها تريد البكاء: 

_"عمر" مش بيرد عليا بقاله يومين!!!!!! 

(تُرى، ما سبب صمت "عمر"؟هل كانت كل تلك المشاعر وهْمًا؟أم أن هناك ما يخفيه...؟) 


الفصل السابع #رواية_مكتوب_أن_أراك

وشروق وهي ترفع عينيها نحو حنين، وكأنها على وشك البكاء: 

_"عمر" مش بيرد عليا بقاله يومين...مستحيل يكون كل اللي بينا ده كان خداع!

حنين وهي تحاول كبح ضحكاتها على خيال شقيقتها:

_يا بنتى ممكن يكون حصل حاجه...طيب حصل بنكوا حاجه؟!

وهي تهز رأسها بنفى ،وتحاول كبح دموعها:

_لا أبدًا علاقتنا كانت كويسه...حتى مش كنا اتخانقنا من فتره!

وعيناها تتسع من الدهشه:

_٠ليه هو أنتوا بتتخانقوا كتير!

وهي تزم شفتيها، وتتلاعب في شعرها بتوتر:

_لأ مش دايما بس بنتصالح في ساعتها...بيكون على حاجات بسيطة...مشكله دلوقتي مش هنا مشكله هو مش بيرد ليه!

وهي تحرك يدها على ذقنها بتفكير:

_طيب حاولتى ترني على أختهُ...تسأليها؟!

وهي تهز رأسها بنفى، وعيناها تدوران في فراغ الغرفة:

_لأ...مش جت في بالي!

 وهي تعتدل في جلستها، وتشير لها بقلق:

_وأنتِ مستنيه ايه...ما ترني عليها!

وهي تمسك الهاتف،وتبحث على أسمها،لتنتظر ردها وقلبها ينبض بشده،لا تعرف شعرت بإنقباض في قلبها،حتى جائها الرد:

_أزيك يا "شروق" عامله ايه......

لتجاوبها ،ولكن صوتها يصطحبهُ الأضطراب:

_الحمدلله يا حبيبتي...معلشي كنت عايزه أسألك على حاجه!

وهي تشير لها بترحاب:

_أكيد يا حبيبتي أسألى اللي أنتِ عايزه!

لتبتلع ريقها، وهي تشعر بتوتر: 

-_هو "عمر" في حاجه؟!

هنا... تغيرت نبرة صوتها فجأة، وصمتت للحظة قبل أن تقول:

_ليه أنتِ مش عارفه؟!

لتشعر بأن قلبها سيتوقف من القلق:

_أعرف ايه...هو ايه اللي حصل؟!

لتزفر نفسًا عميقًا، وصوتها يخفت بحزن:

_"عمر" عمل حادثه...وهو راجع من الشغل...

ولم تسمح لها بإكمال حديثها، لتقاطعها بصوت مبحوح يرتجف:

_حادثه... حادثة ايه....وهو عامل ايه ؟!

وهي تبث لها طمأنينة ،لتهدأتها:

_هو كويس دلوقتي... الحمدلله...بس (وهي تأخذ نفس عميق)رجلهُ وأيديه أتكسروا!

وهي تضرب بيدها على صدرها، بخوف، وذهول، وصاحت:

_يلهوي...طيب قوليلي هو في مستشفى ايه...ولا هو فين؟!

وهي تشرح لها مكان المشفى،لتغلق معها الهاتف، وتذهب مهرولة شروق لوالدها وتخبرهُ بما حدث لعمر، ليذهبوا لتبديل ملابسهم، ويتجهوا إلى المشفى المتواجد فيها عمر،ويسألوا على غرفة عمر، وكل خطوه كانت تخطوها شروق، تشعر بإن قلبها سيخرج من مكانهُ، حتى وصلت أمام الغرفة، وهي تضع يدها على مقبض الباب، وهي تأخذ نفسًا عميقًا، ثم تستأذن بالدخول، وتفتح الباب ليدخلوا وما أنا وقعت أعينها على عمر، كأنها تناست وجود والديها، وعائلة عمر، واندفعت نحوه دون وعي، وعيناها تتفقده بلهفة وخوف:

_يلهوي...مين اللي عمل فيك كده؟!

لترتسم على وجههُ ابتسامة على عفويتها:

_واحد سايق العربية بسرعة وأنا بعدى، الطريق دخل فيا، وزي ما أنتِ شايفه كده!

🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰

وهي تضغط على أسنانها، وهي تريد أن تنتقم من فعل به هكذا:

_وهرب!

وهو يضع يديه على رأسهُ:

_لأ مش سابني غير لما أطمن عليا!

لتتحول أعينها، كالجحيم:

_هو مش شايف عمل فيك ايه...مفروض نحبسهُ.

لتقاطع حديثها والدتهُ، وهي تأخذ نفسًا عميقًا:

_ونبي قولتلهُ كده...بس هو عمل فيها المسامح!

لتنتبه لها شروق، وكأنها كانت في عالم أخر،. وأستفاقت على صوتها:

_معلشي يا طنط مش سلمت على حضرتك...أصل....

وقبل أن تكمل تبتسم ابتسامة، تملئها الذكاء، ولكنها سعيده على أن عمر وجد من تحبهُ، لكى تطمئن عليه:

_لا ولا يهمك يا حبيبتي...(بغمزه) بس مش قدامنا برضو!

وهي تبتلع ريقها بإحراج، وتنظر للأسفل، فأرادت الأرض تنشق وتبلعها، بسبب خجلها، ليشعر عمر بخجلها، ليغير مجرى الحديث:

_أزيك يا عمى!

ليبادلهُ الابتسامة:

_الحمدلله يا حبيبي...ألف سلامه...لسه عارفين دلوقتي...بس برضو يا حجه...كنتي مفروض تعرفيني...إزاى نعرف زينا زي الغريب!

والدتهُ بتأسف:

_حقكوا عليا...والله أنشغلنا مع "عمر"...كفايه مجيتكم دي على راسنا....

ليجدوا باب يطرق، وتدخل شقيقة عمر:

_وأنا أقول المستشفى نورت ليه...

لتسلم عليهم وتقترب من عمر، تنحني قليلًا نحوه وتهمس بنبرة خافتة، وعينيها تلمع بالحب والشفقة:

_صعبان عليا حتى مش عارف تقعد معاها شويه...عايزني أخرجهم!

ليبادلها عمر نفس طريقة الهمس:

_أعمليها...وأنا هجبلك اللي أنتِ عايزه!

لتغمز لهُ، وتهمس بصوت خافض:

_أتفقنا (ثم تستقيم، وتلتفت للجميع بابتسامة واسعة، قائلة بحماس مصطنع لكن مبهج) بقولك ايه جماعه في حتة مطعم تحتنا شكلهُ تحفه...تعالوا نجربهُ وعزومه عندي أصل بصراحه لما جيتوا وأنا مش كنت موجوده كنت زعلانه...علشان كده لازم أقوم بدور ده!

وقبل أن تتدخل والدتها، تنظر لها بذات معزى لتفهمها والدتها، والد شروق وهو ينظر لها بإستفسار، وتساؤل:

_يعنى أحنا جاين نزور "عمر"...نمشى ونسيبه!

وهي تحاول كبح ضحكاتها:

_أحنا هناكل ونطلع علطول... وبعدين"شروق" هتفضل مع...والأكل هيطلع ليهم...(بإلحاح، وهي تحاول ألا يرفض) علشان خاطرى يا عمو...يرضيك تكسفنى!

ليبتسم والد شروق بخبث لطيف، وقد فهم ما ترمي إليه:

-‏خلاص ماشي!

لتبتسم ابتسامة نصر، فهي وصلت لمبتغاها، من ثم تنظر لعمر بغمزة، وينزلوا، كانت شروق تنظر إلى الأسفل بخجل، بينما تختبئ بداخلها الابتسامة فهى فهمت ما دار بين عمر وشقيقته، لينظر لها عمر بغمزة:

_بت "رانيا" دي برضو مش سهله(وهو يشاهد ابتسامتها التى حفرت داخل قلبهُ) بس عارفه واحشتينى أوي(وهي مازالت تلتزم الصمت بخجل،وتضغط على يدها) طيب حتى صوتك واحشني، (ليكمل بمزاح) لأ كده هيطلعوا أنا لما صدقت!

والابتسامة التي تملؤها خجل، لم تفارق وجهها، ثم همست:

_بس "رانيا" غلطت إزاى مش تعرفنى حاجه زي دي!

وهو يمرر يديه في شعرهُ مبتسمًا:

_معلشي أنا قولتلها علشان مش تقلقي (ثم أكمل وهو ينظر لها بإعجاب)بس سيبك أنتِ هو أنا أسيبك يومين تحلوي كده!

وقلبها أصبح لا يتحمل كل ذلك الخجل، وتحاول أن تسيطر على أنفاسها بصعوبة:

_لو مش بطلت هنزل ليهم!

لينظر لها بضجر مصطنع، ثم يقول بنبرة هادئة:

_خلاص يا رخمه...بس عارفه لما عربية خبطتنى...شوفت زي اللي بيقولوا شوفت شريط حياتي.

لتتلألأ الدموع في عيني شروق، ويعلو صوتها برقة:

_ما هو مش ينفع بعد ما أتعلقت بيكي تسبني فاهم.

لترتسم على وجههُ ابتسامة ،ليكمل:

_بس عارفه مين أول حد جه قدامي(ينظر لها بعينيه مباشرة) أنتِ...مين اللي يسبك بس أنا لما صدقت لاقيتك!

وما إن أنهى كلماته، حتى سُمِع صوت طرق على الباب، لتدخل الممرضة، والابتسامة بشوشة على وجهها:

_ايه الأخبار انهارده؟!

ليبادلها عمر نفس الابتسامه:

_كويس الحمدلله...هو انا إن شاء الله هفك جبس امتى؟!

ومازالت الابتسامه على وجهها:

_بعد شهر ونص إن شاء الله !

بينما شروق كانت تتابعهما بنظرات مشتعلة، الغيرة بدأت تتملكها شيئًا فشيئًا، لتهمس لنفسها بغيظ:

_يعني هو لازم تبتسمله كده؟! ما تبتسميلي أنا كمان، يا شيخة!

لتقاطعهم بصوت واضح، وهي تحاول الحفاظ على هدوئها:

_هو بعد الشهر ونص ده... هيرجع يقدر يتحرك عادي؟

الممرضة وهي تلتفت إليها بلطف:

_آه طبعًا، بس لازم بعد فك الجبس يخضع لجلسات علاج طبيعي شوية.

لتنظر شروق لعمر، وتحاول السيطرة على غيرتها، لكن نظراتها كانت كاشفة، فيبتسم هو بذكاء، وقد قرأ ملامح وجهها جيدًا، لينحني قليلًا ناحيتها، ويهمس بنبرة ماكرة:

_هو إيه؟ غيرانة؟

لتزفر شروق نفسها، وتشيح بوجهها عنه:

_مافيش حاجة!

_ده أنا هقوم من السرير دلوقتي من الفرحة بس...

وبينما كانت شروق تتابع حديث الممرضة مع عمر بنظرات لا تخلو من الغيرة، لاحظت شيئًا غريبًا...

هاتف عمر كان موضوعًا بجانب السرير، تضيء شاشته فجأة برسالة جديدة، لم تستطع تجاهل اسم المُرسل الذي ظهر للحظة على الشاشة... اسم أنثوي، لم يكن مألوفًا لها.

لتتجمد ابتسامتها على وجهها، وقلبها يهمس بخوف: _مين دي؟!


الفصل الثامن والأخير #رواية_مكتوب_أن_أراك

وبينما كانت شروق تتابع حديث الممرضة مع عمر بنظرات لا تخلو من الغيرة، لاحظت شيئًا غريبًا...

هاتف عمر كان موضوعًا بجانب السرير، تضيء شاشته فجأة برسالة جديدة، لم تستطع تجاهل اسم المُرسل الذي ظهر للحظة على الشاشة... اسم أنثوي، لم يكن مألوفًا لها.

لتتجمد ابتسامتها على وجهها، وقلبها يهمس بخوف:

_مين دي؟!

لينظر لها عمر، ليجد ملامح وجهها تغيرت، لتعقد حاجبيها ،وما ثواني حتى خرجت الممرضة، ليعاود النظر لها مرة أخرى:

_ايه اللي حصل مره واحده؟!

وهي تنظر لهُ بنظرات حارقه، وكأن نزل أمام ناظريها ستارًا أسود، وهي تضغط على أسنانها:

_مين اللي بعته ليكى دي؟!

لينظر إلى الهاتف، وتتسع حدقة أعينها، ولكنه حاول سيطر على ذاتهُ،وهو يبتلع ريقهُ بتوتر:

_دي دي زملتي في الشغل.

لترفع أحد حاجبيها بإستنكار، وهي متأكده أن حديثهُ كاذب:

_زملتك...اه قولتلي...طيب أتوترت كده ليه؟!

وهو يحاول سيطر على ذلك التوتر:

_في ايه يا "شروق" بتتكلمي كده ليه...وأنا مش متوتر أنا عادي هو أنا عملت ايه علشان تقولي كده؟!

لتزم شفتيها بضيق، وهي تهز في قدميها:

_أنتٓ شايف كده...تمام.

وهو يعقد حاجبيه، بإستفسار:

_يعنى ايه تمام؟!

وهي مازالت تهز في قدميها:

_يعنى تمام.

لتشيح بنظرها في أتجاه الأخر، وما ثواني حتى طرق الباب،لتنظر لوالدها وهي تقف:

_بابا يلا علشان نمشي!

وهو يعقد حاجبيه بإستفسار:

_ليه في حاجه حصلت؟!

وعلامات الضيق مرتسمة على وجهها:

_مفيش بس علشان علشان يرتاح...ولو في حاجه عايز يعملها!

رانيا بإستفسار، وهي تشعر بإرتياب ،فتلك لم تكن شروق كما كانت قبل خروجهم:

_في ايه بس يا "شروق"؟!

وهي تأخذ نفس عميق:

_مفيش يا "رانيا"...يلا بقى سلام يا حبيبتي!

وتسلم على والدتهُ،ولم تنظر لعمر وتذهب، رانيا وهي تجلس أمام عمر:

_عملت ايه؟!

وهو يأخذ نفس عميق:

_إبدًا يا ستي (ليقص لها ما حدث).

عادت إلى منزلها، ودخلت مباشرة إلى غرفتها، لتغلق الباب خلفها بقوة، وهي تستشاط غضبًا، لتلقى حقبيتها على الفراش، لتجد باب يطرق، وتدخل حنين:

_فهميني بقى ايه اللي حصل؟!

وهي تزفر بقوة، وتضغط على أسنانها بقوة:

_أنا قولتلك مستحيل يكون في شخص كده...أكيد في حاجه...واحده بعتت اي رسالة بسأله مين دي...أتوتر ومش كان عارف يقول ايه...قال ايه زميلتهُ...وأسأل زميلتك طيب ليه متوتر...يتعصب ويتوتر أكتر...هي وضحت كده!

وهي تنظر لها بإستفسار:

_وأنتِ ناويه على ايه؟!

وهي تزم شفتيها، بتفكير:

_كل حاجه في وقتها المناسب.

تمر الأيام وعمر يحاول أن يتصل بشروق، ولكنها لا تجيبهُ، وكلما يرسل لها رسائل تظهر لهُ أنها رأتها ولكنها لا تجيب، حتى أستسلم عمر أتصل بوالدها:

_يا عمى معلشي هات أكلم "شروق"؛ علشان مش بترد!

ليعطيها الهاتف، وهي ترد بأقتضاب:

_نعم!

زفر عمر أنفاسه، محاولًا كبح غضبه:

_أنا عايز أفهم مش بتردي ليه...دانتي حتى أستخسرتي تسألي عليا!

لترد بصوت ثقيل، يحمل ما لا يُقال:

_خير في حاجه!

قبض عمر على الهاتف بقوة، ونبرة الغضب تتسلل إلى صوته:

_طيب عايز أشوفك!

لتزفر هي نفسًا عميقًا، وكأنها تُخرج معه كل شيء عالق في صدرها:

_خلاص تمام....

لتغلق معهُ الهاتف وقد وعدته بأنها ستأتي، كانت شروق مستلقية على فراشها، وعقلها لا يتوقف عن تفكير فيما سيفعله غدًا، وذلك القرار الذي يدور في ذهنها، وهي تحاول أن تهدأ من تفكيرها، لتغلق جفنيها بصعوبه.

في اليوم التالي، ذهبت شروق إلى عمر، جلست أمامه وعزمٌ خفي يملأ قلبها، بينما بادرها هو بالكلام قبل أن تنطق بكلمة:

_قبل ما تقولي أى حاجه أسمعينى الأول وبعد كده أحكمي (لتهز لهُ رأسها بموافقة، كأنه كُبت داخله منذ سنوات، يتنفس بعمق، كأنه يستجمع شجاعته أخيرًا) بصي يا "شروق" أنا مش زي ما أنتِ فاهمه...أنا كنت خاطب واحده كانت جارتي...وأتخطبنا تلت شهور كانت علاقتنا الأول يعنى ممكن تقولى عاديه زي أى أتنين مخطوبين (يصمت قليلًا، يراقب رد فعلها، قبل أن يكمل بنبرة فيها مرارة) بعد كده لقيت تصرفاتها بدأت تتغير شويه شويه (يُغمض عينيه بقوة وكأن الذكرى تؤلمه) بعدين أكتشفت أنها كانت بتحب واحد وهي وافقت غصب عنها مؤقتًا، علشان لما تسينى تكون عملت اللي عليها، وأهلها يوافقوا على اللي بتحبهُ.

شعرت شروق وكأن الدنيا تدور بها، وقلبها كان يتصارع من نبضاتهُ، كل هذا كان مخفى عنها، لتحاول سيطر على أنفاسها متلاحقة، لترفع نظرها إليه مرة أخرى، وصوتها يرتجف:

_وأنتٓ مش عرفتني ليه من الأول؟!

أجابها بصوتٍ هادئ، كأنه أزاح عن صدره حملًا ثقيلًا:

_مش كنت مستعد...ومش كنت حاسس أن هو ده الوقت المناسب.

قطبت حاجبيها وضغطت شفتيها بضيق:

_وبالنسبة لرسالة؟!

زفر هو بقوة، وضغط على أسنانه وكأنه يُحاول أن يمنع انفعاله:

_كانت هي...بس هى عرفت أن أنا عملت حادثة كانت بتطمن عليا!

اتسعت عيناها من الصدمة، وقالت بسخرية مريرة:

_لا بجد؟! (ثم مررت يدها على جبهتها في توتر واضح)

يعني شايف إن ده عادي؟! إن واحدة كانت جزء من حياتك ترجع تكلمك، وأنت ما تردش عليا لما أسألك؟!

بقلة حيلة، وصوته ينكسر تحت وطأة الموقف:

_هي اللي بعتت... أعمل إيه؟!

لكنها لم ترد وقفت فجأة، وكأن قدميها لم تعودا تحت أمرها. لم تستطع التفكير، عقلها مشتّت، قلبها يصرخ بصمت: 

_معلشي أنا لازم أمشي دلوقتي...عن أذنك.

ولم تمنحه حتى فرصة للرد. خرجت، خطواتها ثقيلة، لكن داخلها كان فارغًا تمامًا... كانت تشعر وكأنها تائهة في متاهة، لا تدري أين المخرج، ولا حتى ما الذي يؤلمها أكثر… الرسالة؟ أم رد فعله؟ أم حقيقة أنه أخفى عنها شيئًا؟

عادت إلى المنزل، لم تتحدث مع أحد، فقط دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها بهدوء.

ألقت بجسدها على السرير، ودفنت وجهها في الوسادة، لم تحاول منع الدموع هذه المرة... كانت دموعًا خافتة، لكن حارقة.

قلبها كان ينتفض، ينكمش من الألم... تشعر وكأن شيئًا يُعتصر بداخلها، شيء لا اسم له، لكن وجعهُ لا يُحتمل.

لتمر الأيام، وشروق لا تخرج من غرفتها، لا تجد رغبة حتى في الحديث مع أحد، وكأن الكلمات خانتها كما خانها الإحساس بالأمان. لم تكن تعرف ما الذي يجب أن تقوله، ولا ما الذي يجب أن تفعله. كانت تترك هاتفها صامتًا، تتجاهل رسائل عمر، وكأنها تحاول الهرب من شيء يطاردها في قلبها.

حتى جاء ذلك اليوم، حين طُرق الباب، ودخلت حنين تقول بهدوء:

_"شروق" تعالى بابا وماما عايزين يتكلموا معاكي. 

نهضت من سريرها ببطء، وكأن قدميها لا تحملانها، ذلك الثقل في صدرها يزداد يومًا بعد يوم، وكأن شيئًا يريد أن ينهار بداخلها.

جلست أمام والديها، وعيناها تتجنب النظر إليهما، ليتحدث والدها بصوت يحمل القلق والحب معًا: 

_طيب عرفيني يا حبيبتى...أخر مرة حتى ايه اللي حصل؟! 

زفرت شروق نفسًا عميقًا، كان أثقل مما توقعت، ثم نظرت إليه أخيرًا بعينين غارقتين في الحيرة: 

_بابا أنا مش عارفه أعمل ايه أول مره أحس بالحيرة دي...يعنى خطبته كانت جارتهُ كمان يعن.......

توقفت فجأة، كأن فكرة ما اصطدمت بعقلها فجأة، فتسمرت عيناها في الفراغ، ووضعت يدها على رأسها، كأن شيئًا ثقيلًا وقع فوقها. 

لتنظر إليها والدتها بقلق واستغراب: 

_في ايه يا بت سكتي مره واحده كده؟! 

تمتمت شروق بصوت واهن، وهي تحاول استيعاب ما حدث: 

_يا نهار أبيض هو كان قالي أن هو حب قبل كده يعنى كده...هي نفس بنت (ثم أغمضت عينيها، وقالت بوجع) يبقى إزاى هكمل مع صعب! 

والدها، وهو ينظر إلى ابنته المكسورة، شعر كأن قلبه يبكي بصمت عليها. زفر نفسًا عميقًا، وقال بحنان: طيب بصي يا حبيبتي... هو أنتِ حبيتيه؟

رفعت شروق عينيها للحظة، ثم هربت بنظرها للأرض، لم تكن بحاجة للإجابة... فالصمت كان أبلغ من الكلام.

ابتسم والدها ابتسامة يملؤها الأسى والحنان، وقال بصوت هادئ: 

يعني بتحبيه... شوفي يا بنتي، الإنسان بيمر بتجارب كتير في حياته... علشان يتعلم، وعلشان يعرف هو عايز إيه فعلًا. أنا عارف إنكِ خايفة، خايفة يكون لسه بيحبها... بس أنتي مش حسيتي مشاعرهُ؟ مش حسيتي إنها كانت صادقة؟

وهي تضغط على يدها بتوتر: 

_بص يا بابا هو انسان محترم وفي كل حاجه اى بنت تتمناها...شكل ووظيفه كل حاجه بس الفكره أن هو حتى اللي كانت خطيبته كانت جارته وهو كان بيحبها...مستحيل يكون نسيها.

ليجد والدها هاتفه يهتز، ناظرًا إلى الشاشة ليكتشف أن المتصل هو عمر. تنهد قليلًا، ثم التفت إلى شروق:

_عمر عايز يكلمك...

نظرت إليه بتردد، ثم مدت يدها المرتجفة وأخذت الهاتف منه، وكأن الجهاز بات أثقل مما تستطيع احتماله. رفعته إلى أذنها، وزفرت نفسًا عميقًا قبل أن تسمع صوته يخرج محمّلًا بالرجاء والقلق:

_بصي... أنا عارف وحاسس إنك متلخبطة... بس أرجوكي تديني فرصة نتكلم، أوضحلك كل حاجة... أرجوكي، اسمعيني بس.

لتتنهد وهي تغمض اعينها ببطء: 

_تمام... خلاص هنتقابل في*****. 

في اليوم التالي، ذهبت شروق إلى المكان المتفق عليه، وكل خطوة تخطوها نحوه كانت وكأنها تسير فوق صخور حادة. كانت قدماها ثقيلتين، وأنفاسها تتعالى كلما اقتربت منه.

وحين رأته جالسًا ينتظرها، جلست أمامه بصمت، بينما كانت عيناه تتحدثان بلغة الشوق، قبل أن ينطق بصوته الدافئ:

_"شروق" صدقيني أنا مش حبيت ولا هحب حد زيك...يمكن كنت فاكر أنها هي اللي حبتها أو كنت فاكر هو ده الحب...بس لما شوفتك أول مره قولتي هي دي كأنك أحتلتي قلبي...تعرفي الأيام اللي مش كنت بكلمك فيها ولا شوفتك فيها كانت عباره عن جحيم...أنا بقيت مش قادر أستغنى عنك يا "شروق". 

وهي تحاول سيطر على أنفاسها لتزفر نفسًا عميقًا: 

_عايزه أسألك اللي قولتلي أنك بتحبها هي نفسها؟! 

لينظر للأسفل، وصمتهُ كان أشد من أي اعتراف، لتظل عينيه معلّقتين بالأرض، لا يملك الشجاعة ليرفعهما نحوها.

وغيرك هزّت شروق رأسها ببطء، وكأنها أخيرًا فهمت... فهمت الحقيقة التي كانت تخشى أن تسمعها، لكنها الآن تراها دون كلمات

تمتمت بصوت يكاد يُسمع، وهو مزيج من الخذلان والمرارة:

_كنت مستنية أسمع "لأ"...

بس سكوتك قال كل حاجة.

🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰

وقفت وهي تستعد على الذهاب ليوقفها صوتهُ: 

_طيب ممكن تقعدي...مش كل مره تهربي...أقعدي لو سمحتي (لتنظر إلى الأرض بتفكير، ثم تستسلم وتجلس، فيتابع حديثه بنبرة مفعمة بالصدق) أنا عارف أني غلط لما خبيت عليكي...بس خايف خايف من الموقف زي دي...بس صدقيني هي كانت مجرد فتره بس مش كان حب كان عندي وهم ان هو ده الحب...أنتِ اللي عرفتيني يعنى ايه الحب بجد. 

لتنظر لهُ وأعينها تفيض بالحيرة فهي شعرت بأن مشاعرهُ صادقهُ، لكن مازال بداخلها ذلك الخوف: 

_صدقني أنا نفسي متلخبطه...أنا مش عارفه أعمل ايه...حاسه أني متلخبطه....أنا أعرف ناس كانوا متجوزين وطلقوا وأتجوزا تاني، بس عارف ايه الفرق الفرق أن اللي أتجوز في جوازتهُ الأولى علشان يكون مجرد كمل نص دينهُ، لكن لما طلقها وأتجوز تاني علشان لاقى الحب في أتجوزها وتكون شريكة حياتهُ، فده كان من أختيارهُ، مش مجرد أستسلام لأمر الواقع، لكن أنتَ كنت حبيت حبيت بس الظروف اللي مش سمحت ليك بكده، مش أنك ما حبتهاش. 

لينظر لها عمر بعينين تغمرهما الرجاء، وصوته يخرج هذه المرة أكثر هدوءًا وصدقًا:

_أنا مش هقولك خدي وقتك... ولا هضغط عليكي علشان تقرري بسرعة…

بس هطلب منك حاجة واحدة بس…

افتحي باب لقلبك، واسمعيني من غير خوف…

أنا يمكن غلطت… بس مش بحبك علشان أنسى…

أنا بحبك علشان لقيت معاكي أنا الحقيقي…

لما ببص في عيونك بحس إني عرفت يعنى إيه أكون بخير، وأكون مستعد أبدأ من أول وجديد…

مش عايز أعيش من غيرك يا "شروق"... مش هعرف.

لتخفض نظرها مجددًا، وصمت يسيطر على الأجواء، لا يُسمع فيه سوى صوت أنفاسها المتلاحقة، وكأن قلبها يعيد حساباته الأخيرة.

لتتدخل فتاة كانت تتابع حديثهما عن قرب، وتقف بجوار شروق بلطف، ثم تقول بصوت هادئ:

أنا آسفة لو بتدخل، بس حسيت إن لازم أقول حاجة...

أوقات بنفتكر إن اللي حصل لنا كان مجرد صدفة، بس الحقيقة إن ربنا بيرتب كل حاجة بدقة، لأنه عارف مين فعلاً يستحق يكون في حياتنا...

يمكن دلوقتي مشاعرك متلخبطة، ويمكن لسه مش شايفة الصورة كاملة... بس من بعيد، أنا شايفة قد إيه هو متمسك بيكي...

أنا مش جاية أضغط عليكي، بس أوقات بنفتكر إننا عرفنا الحب، ونتمسك بحد ربنا مش كاتبه لينا، وساعتها بنفكر إن مفيش بعده حب...

بس الحقيقة إن ربنا ساعات بياخد مننا علشان يدينا الأفضل، واللي يستاهلنا بجد...

وهو واضح إنه فهم قيمتك... أتمنى بس إنك تدي لنفسك فرصة تشوفي ده كمان...

مش دايمًا اللي حبيناهم في الأول كانوا همّ "الحب الحقيقي"... أوقات الحب الحقيقي بييجي بعد الوجع... بعد الوعي... بعد ما نعرف إحنا نستاهل إيه فعلًا.

لتبتسم شروق للفتاة، وقلبها ينبض بالسكينة، وكأنها استقبلت رسالة من السماء كانت في أمسّ الحاجة إليها... رسالة طمأنت قلبها وأزاحت بعضًا من خوفها.

_بشكرك بجد... حسيت إن ربنا بعتكض مخصوص علشاني...

ثم تعاود النظر إلى عمر، وعيناها تلمعان بشيء من الأمل:

_وأنا يا "عمر"... هديك الفرصة.

لينظر لها عمر، بأعين تتراقص من السعادة، وصوتٍ يملؤه يقين وحنين:

_بس عارفه كل اللي حصل ده مش كان صدفه ده مكتوب أن أراكِ.

تمت 


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات



❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙




تعليقات

التنقل السريع
    close