القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دفء المشاعر الفصل الأول بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده

رواية دفء المشاعر الفصل الأول بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده 


رواية دفء المشاعر البارت الأوّل بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده 


رواية دفء المشاعر الجزء الأول بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده 


رواية دفء المشاعر الحلقه الأولي بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده 


رواية دفء المشاعر الفصل الأول بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده 


 اقتباس_مثير من ذروة الاحداث دفء_المشاعر

************

طالعها بدر بابتسامة حزينة، فيها حيرة وعدم رضا، وقال بحدّة وإصرار:

 لاه يا راضية... ماليش في الحرام، يا بت الناس.

صحيح إنك رقّاصة ووشك مكشوف،

لكن أنا راجل بخاف ربنا، وبتقي الله في نفسي قبل ما أتقيه فيكي.


مالت عليه بغنج ودلال، تحاول تشعل نار الرغبة فيه:

 وأنا ماليش في الحلال يا بدر…عايزني؟ 

خد اللي انت عايزه برضايا، لكنن تتجوزني وتقيدني؟ لأ،

أنا واحدة عايشة لمزاجي، الليلة في حضنك، وبكره في حضن غيرك… بكيفي ومزاجي.

لكن لو عجبني الحال، هبقي عاشقتك وهكون ليك وحدك، بس برضه… بمزاجي. ...قلت إيه؟


دفعها بعيد عنه، وارتدى عباءته، وقال بحدّة وغضب:

 الله في سماه! لو ما فاضلش في الدنيا نسوان غيرك،

ما أعصي ربنا علشان خاطرك!  ريداني لجأ ليلة؟

أخسر آخرتي؟ استغفر الله العظيم.


لم تعطيه فرصة يكمل حديثه، ونزعت عنها بعض ثيابها  في محاولة لاغراءه …

لكنّه صدها، وصفعها بغضب، وهو بيصرخ:

 اتجنيتي؟ إياكي وشيطانك وزك وخليك تتخيلي

 انك تقدري تغويني!

مش أنا اللي بتحركني رغباتي، حتى لو جيتي قدامي كي  ما خلقك ربنا، من غير حيا ولا خشة!

أنا مش ناضرك واصل .وعمري ما ألمسك إلا بالحلال.

تنهد بقوة منفسًا عن غضبا وأكمل بحنق


صح، إنتي فاجرة، وكل ليلة مع راجل الله العالم بيكون بينكم ايه… ده حاجه بينك وبين ربك، مليش فيا .........لكن أنا؟

رايدك بالحلال، حتى لو ليلة وحدة. لكن اني ألمسك بالحرام؟ وأتحاسب عليكي؟ لا والله… 

حد الله بيني وبينك ما يحصل واصل !


دفعها بعيدًا عن نظره وصاح بعصييه:

همليني يا بنت الناس، مش أنا اللي ترميني الغواية،

ولا أغضب ربنا علشان رغبة.حتى لو قلبي مال ليكي،

وعاشقك…لكن انتي ما حرّة، انتي للاسف كي  الغواني…لحمك رخيص ما تعرفي حلاوة الحلال ...


ترك يدها بعدما ألقى عليها عباءته ليسترها بها وهو يهمّ بالخروج، فأمسكت بيده وركعت عند قدميه تتوسل إليه:

بالله عليك يا بدر، ما تسيبنيش… إنت قلت إنك عاشقني، وأنا كمان رايداك وعاشقاك… ليلة واحدة بس، ما تكسرش بخاطري .


ابتسم بحزن وجزع، وجذب يده منها ثم أمسكها من شعرها بغيظ وقال:

 جُولتلك لاه… حتى لو ليلة، تكون في الحلال! الحرام مليش فيه!


ابتلعت ريقها، ونظرت في عينيه اللي مليانة نور وصدق، وقالت بتردد:

 ماشي… في الحلال، بس عرفي. بلاها كتب كتاب، عشان تقدر تسيبني بسهولة، وكمان ما تتحسبش عليك جوازة قدّام الخلق.


ضحك بسخرية على خوفها من الناس ونسيانها لرب الناس، وقال بتهكّم:

أباااه عليكي… مخبولة انت اياك؟! خايفة من العبد وما  خايفة من الرب؟!

اتّقي الله في نفسك يا راضية. الأولى تخافي من الخالق اللي عما بتعصيه بالحرام، مش من الخلق!

اسمعيني زين… لو هيكون بينا حلال، يبقى بالأصول، كي ما ربنا جال، 

وإلا بلاش من اصل …  وهملي جلبي يتحرّج على عشجك، لكن ما أغضبش ربي لاجلك.


ألقت نفسها على صدره، وبكت بحرقة:

 والله العظيم بحبك، وعايزاك تبقى راجلي… بس أنا ما انفعش ليك بالحلال…

اسمع مني، خليها عرفي وشرعي قدّام شهود، بلا مأذون بلاه جوازة قدام الخلق. وحياة الغالي عندك

 يا بدر… وافق.


استغرب بدر إصرارها الغريب علي عدم الزواج رسمي  وبدأ الشك يساوره بأنها تخفي شئ وراء طلبها الغربب ورفضها الاكثر غرابة للزواج رسمي بنفس الوقت.... فسألها بنبرة حازمه :

 لاه… الرفض مش لجل حلال  اوحرام.

مدام وافقتي بالحلال، ليه مريداش يكون على يد مأذون؟ ما كلاته جواز 

خوفك ده وراه سرّ… خايفة من إيه يا راضية؟

انطجي! إيه اللي مخوّفك من جوازي ليكي في النور؟

ما تكونيش… ما تكونيش على ذمّة راجل غيري ورايدانا نتجوز في السر لجل ما تتحاسبي؟!


حدّقت فيه بذعرٍ مكتوم، كمن تلقّت صدمة أفقدته اتّزانها، كأنّ كلماته فجّرت الحقيقة التي كانت تُخفيها بعناء. ارتجفت نبرتها وهي تهمس بخفوتٍ متردّد..."

البداية

#دفء_المشاعر

،**************

في بلدةٍ بأقصى الصعيد، داخل بيت العمدة "جبران الويشي" المسجّى على فراش الموت، وبجواره ابنه الأكبر ممسكًا بيده بحزن.

:

يا بوي الحكيم جال بلاش حديت كتير، بالله عليك اسمع الحديت ومتوجعش قلبي عليك 


يسعل الحاج “جبران” بشدة ويتشبث بثياب ولده قائلًا:

“-بدير رايد “بدير”.. لو بتحب بوك ريح جلبي وشيع لخوك نفسي أنضره وضمه  قبل ما أموت، وأحمله أمانتي. 


ربط “بدر”على يد أبيه بحنان، والحُزْن يُمَزِق قلبه أشلاء:

–والله يا بوي شيعت ليه بس ظروفه. صعيبه ومش هيقدر يعاود دلوك، وأنا موجود كي “بدير” اهوه  ولا قليل في عينك أنا 


ابتسم الأب بصعوبة وربت على وجهه “بدر”  بحب وحنان وقال:

-لاه أنت مالي عيني وقلبي يا واد عمري كله، بس كنت رايد أجوله أن المال اللي كتبته باسمك واسم أخوك، البنات وخوكم الصغير ليهم فيه، بس بالأصول ومش قبل الأوان مرايدش يحصل كي إللي حُصل سابق! وكمان وعوصيه يتجوز وانت كمان ، رايد سلسال العيلة يكبر باولادكم وولاد خوكم “طايع” لما يكبر.،


تنهّد “بدر” بألم، حزينًا على حال أبيه الذي يودّع الدنيا دون وداع ابنه الغائب منذ سنوات.

شعر الأب بحزنه، فأكمل حديثه بصعوبة بالغة:

كنت نفسي يعاود الصعيد ويكون جاري وأنا

 بفارق الدنيا، لكنه هملنا من سنين ونسي أهله وناسه وكمان بوه إللي اتوحشه وهيموت مقهور من وحشته عليه.


صمت فجأة وأخذ يسعل بشدّة متزايدة حتى بدأ ينزف بغزارة، مما جعله غير قادر على التنفّس أو إكمال حديثه.

نهض “بدر” من جواره وظل يصرخ في إخوته كي يأتي أحدهم بالطبيب، لكن حين نظر إلى أبيه ورآه يستنجد به لإنقاذه، خرج مسرعًا ليأتي به بنفسه.

وما إن وصل إلى آخر الدوار حتى سمع صراخ إحدى أخواته و نحيبها بعويل يحطّم الفؤاد.


.:

بوي بوي متهملناش يا بوي، يا حزن الحزن عليكي يا “شوق” يا مرك من بعد بوكي يا “شوق”، يا ضهري اللي انكسر وسندى إللي راح بعدك يا بوي..

لتلحق بها اخواتها و يرددن وراءها، الصراخ والعويل، عاد “بدر” على أثره صراخهم باعلان وفاة ابيه وقضاء نحبه، فصاح فيهم بغضب:


-اكتم يا بت منك ليها، بوكم مات لكن سندك وضهركم  ما ماتش،  أنا و”بدير” و”طايع” لساتنا على راسكم! ادعوله بالرحمه وعليكم بالدعاء ليه وقراءة القرآن، وحذاري اسمع واحدة منيكم تصوت أو تلطم وتشج خلجاتها، هشجها أنا نصين فاهمين حديتي ولا لاه، بزيداكم وجعتي على فراقه

أذعنت البنات الثلاث لأخيهن خوفًا وطاعة، فبدر أصبح الكبير رغم صِغر سنّه بعد موت أبيهم، وأمره نافذ عليهن، فضلًا عن العمودية التي ستؤول إليه ليكون كبير البلد وسيدها، لا كبيرهن فقط.


******************

بعد انتهاء أيام العزاء، بدأت إجراءات نقل العمودية إلى بدر الويشي، الشاب الثلاثيني الذي أصبح أصغر عمدة في البلدة، لكن مقامه كان كبيرًا عند الجميع بهيبته وتعليمه العالي الذي جعله من صفوة رجال العائلة.

وبعد مرور نصف عام على رحيل الحاج جبران، بدأ أعمامه وزوجاتهم يحثّونه على الزواج تنفيذًا لوصية أبيه، الذي طلب منه أن يمدّ سلساله بأولاده هو وإخوته بدير وطايع، ذلك الشاب المستهتر المدلَّل بدلال أبيه له. لكن بدر كان يرفض، لعدم اقتناعه بالزواج على هذه الطريقة، دون أن يختار بنفسه من تشاركه حياته.

في صباح أحد الأيام، كان يجلس مع أخته الصغيرة بدور، أقربهم إلى قلبه محبةً واسمًا، حينها دلفت عليهما شوق مع زوجها، وكذلك غادة وزوجها، فسألته شوق بقلق…:

-صحيح يا “بدر” أنت هتتجوز “زينب” بت عمك فراج”؟”


طالعها “بدر” بعيون غائمة حد اللعنة وقال بهدوء حذر:

-مالها “زينب” يا بت بوي مالداش عليكي هي كُمان؟!  


ابتلعت “شوق” ريقها بصعوبة، بسبب نظراته الحادة إليها والتي تحمل بين طياتها الريبة وعدم الرضا:

-”زينب” زينه وست البنته يا خوي، لكنها لساتها صغار عليك، دي بت خمستاشر سنه وانت ماشاء الله كلاتها شهرين وتتم الثلاثين! يعني نص عمرك، كيف تناسبك وأنت العمدة، وهي هتصير مرت العمدة في سنها ده؟


ابتسم  ساخر ورد عليها بثقه:

-من ميتا السن بيكون مشكلة في جوازنا من بناتنا؟! يا “شوق”، حتى لو صغيره على راجلها بتقدر ترضيه..، لكن اطمني مش هتجوزها، لأني رايد أختار مَرتي بكيفي، لجل تكون أخت ليكم، وتليق بمرت الكبير، اللي تقدر تكبر سلسالي ويورثو مالي ومال بوي. 


نهض فجأة ونظر إلى أزواج إخواته. وأبناء عمومته وقال :

-هِمِ يا “رحمي” أنت و”صالح” نقعدو في الدوار ونهمل الحريم لحديثهم الفارغ والماسخ 


خرج “بدر” ولحقه أزواج أخواته فنظرت إليهم “بدور” بغيظ وسخط:

-داخلك إيه انت يا “شوق” في جواز الكبير منيش خابره مالك أكده زمجانه كانك مريداش يتجوز من أصله؟!


وضعت “غادة” يدها على فم اختها الصغيرة لاسكاتها وقالت:

-اخرصي أنت خالص واسمعي الحديث ده زين، ريداه يتجوز ويخلف ومرته تجي تاخد كل المال واحنا ما نحكمش غير على الوهبه منيها؟! لو رايد يتجوز هو حر، لكن يرد لينا ورثنا اللي بوي كتبه ليه هو وخوي “بدير”، اللي بعت توكيل ليه ينقل كل الملكية باسمه ويتصرف فيها كي أمره بوه! لكن “بدر” طماع خد كل حاجه لنفسه، وناسي أننا خواته ولينا حق في مال بونا زينا زيه.. ده غير “طايع” الغلبان اللي واكل حقه كله، 


نزعت “بدور” يد شقيقتها عن فمها وصاحت فيهم بغضب:

-اتقي الله في نفسك يا “غادة” انت و”شوق”، “بدر” مفيش حد حقاني زيه،انتو اللي طمع مالي قلوبكم وعمى عيونكم عن الحق! كل واحده منيكم اتصيغت بحقها في الأرض، وزيادة رغم أكده بيعطيكم حقكم في ريعها كامل مكمل،،

وكمان دهبات أماي جسمها بينا بعدل ربنا، وحفظ حق “طايع” فيها! ونسي نفسه هو و”بدير”

والمال جسمه علينا وكل واحده منا  استلمت نصيبها وزيادة ، وكل ده وتجولي ليكي في مال بوكي؟!

فين مال بوكي يا بت العمدة، وانت خابرة زين البنت ما ليها حق في الأرض، وبتاخده مال

ولا عينك على مال “بدير” اللي أتنازل عنييه لبدر، بس إوعاكي تنسي أن “بدير” اتنازل  لبدر، مش لينا لجل نطمع فيه أو نفكر بحقنا منيه ، “بدر” بس هو الأحق بمال “بدير” لحاله فاهمه يا بت بوي!!


دفعتها “شوق” بحده في صدره فأوجعتها وصاحت فيها بغيظ:

-دنيكي إكدِه دافعي عنيه، لحد ما تجي إللي تاخد كل حاجه وجتها هيزعطك برات الدار، وهتبقي ذليله للكل!


وقعت “بدور” ارضًا  إثر دفع أختها لها، فبكت بحرقةً حزنًا والمًا بما فعلت بها “شوق”، ردت عليها بحدة وقناعة:

-تاخد إللي تاخده مال جوزها وحقها تتمتع بيه، كي ما أنت بتتمتعي بمال جوزك “صالح” واد عمي، لكني عمري ما هكون ذليله وخوي العمدة “بدر” اللي بيعلي مقامي بانتسابي ليه لساته على راسي، مخبراش بدل ما تفرحي ليه، مش كفاية همل دراسته وعاود يعيش معانا في البلد، ويحمل همنا،. وحِمل بوي الثقيل وهمل “بدير” لحاله في الغربة لجل خاطرنا كلاتنا وأولهم بوكي، ،

ومن يومها وهو شايل هم الكبير والصغير، وعايش لجل يرضي الكل على حساب نفسه، تاجي إنت تستكتري عليه حقه في ورث بوه، اللي تعب فيه لجل يحفظه لينا؟! علاه ويكبره،

خسارة يا “شوق” طمعك نساكي حنان خوكي عليكي؟! و إنت يا “غادة” عايمه على عومها بكره عتخسروه وعتندمو لما يعرف اللي في قلوبكم ليه!! 


نهضت من عثرتها، وكفكفت دموعها قبل أن تغادر الغرفة حتى لا يراها بدر ويسأل عن سر بكائها.

لكن ما إن تخطّت عتبة الباب، حتى صدمت بطايع، أصغر إخوتها، الذي لاحظ دموع عينيها التي لم تجف، فسألها بقلق.

:

عايطه  ليه يا “بدور” مين زعل حبيبة قلب خوها

ألقت نفسها على صدره واجهشت بالبكاء، قائلة:

عايطه على أماي إللي منضرتهاش، وماتت وهي بتولدني، وعايطه على بوي إللي مات قبل ما يفرح بيا كي خواتك “غادة” و”شوق”، ويزفني لجوزي ويطمن علاي زيهم.،


ضمها “طايع” إلى حضنه بقوة وقال :

-يا مخبله بجى خوكي العمدة “بدر الويشي” وبتبكي، ده أقسم بيمين الله، ليعمل ليكي فرح سبع ليالي ويدبح كل ليلة سبع دبايح لجل الكل يبارك ويتبارك بيكي يا غالية 

وكمان ما أنا بوي مات، قبل ما يجوزني ويفرح بيا مبكيتش ليه، صوح الفراق صعيب لكنه قدر مفيش مفر منيه، وخوكي من يوم موته مش مقصر مع حد فينا، ومعوضنا غيابه كأنه موجود حصل ولا لاه؟


ابتسمت “بدور” براحة فشقيقها “طايع” عكس أخواتها،  يقدر أخيها “بدر” ويحترمه، وهذا طمئن قلبها وبعث في نفسها الراحة. والأمان  فقالت:

-صوح والله ما كذبت يا “طايع”، أنا ساعات بحس أن بوي ما ماتش من حنان “بدر” علينا،

ربنا يفرحنا بيه وبيك يا خوي وتنفذو وصية بوي في مد سلساله باحفاد كتار منه ومنيك


ردت “شوق” من خلفها قائلة:

-طيب ما تهم أنت واتجوز وفَرِّح قلوبنا  بيك وخليك عن “بدر” دلوك أصله، رايد يتجوز واحدة يختارها قلبه!


ابتسم  “طايع” بتهكم وهو يضم “بدور” الى صدره حتى لا ترى تعبير وجهه المكفهر وهو يرد على شقيقاته:

كيف اخليني من “بدر” وروحي في يده، مارايدش أعصيه لجل ما  يحرمني من عطفه وحنانه، وانتم خابرين أكده زين،

المهم أنا هسافر بكرة أنا و”بدر”،  ويمكن نقعد.يومين ثلاثه في مصر ديروا بالكم من “بدور” لحد ما نعاود يمكن أعود ليكم بفرحه كبيرة تسعد قلوبكم وتفرحكم! 


نظرت إليه “غادة “ و”شوق” بحيرة وتراقص قلب “بدور” فهي تظن بأن أخيها الصغير سيأتي لبدر بعروس تناسبه!


تركهم “طايع” بعد قوله هذا وذهب إلى الدوار ليجالس أخيه وأزواج شقيقاته، وأبناء عمومته وحين دلف عليهم ألقي السلام وقال مباغتًا :

انا حجزت تذاكر القطر يا خوي وباذن الله السفر بكره


رفع “بدر “عيناه إليه بعبوس وقال بضيق:

نفذت كلامك يا “طايع” واتفقت مع صاحبك ضد رغبتي، ماشي يا ولد أبوي مش هكسفك عاد المرة  دي قدامهم، لكن حذاري تكررها لاني مش هتهون فاهم؟


هنا سأله “رحمي” بحيرة:

-واه معقول يا كبير خوك يكسر أمر ليك او يعمل شي ضد رغبتك، حقك تودره، الواجب عليه يكون أول من يطيع، ده حتى اسمه طايع


ضغط “بدر” على فكه بغضب  حتى سمع صرير ضروسه وقال رداً على زوج أخته:

-طايع عمره ما رفض لي أمر، لكنه انحرج يرفض عزومة صاحبه على جوازه، وطلب مني ارافجه لجل يتشرف بيا قدام أهله،  فهمت،

أنا كنت رافض لجل اشغالي لأني عغيب يومين ثلاثه عن البلد، لكني ماجدرش أجصر برقبة خوي،  وارد له كلمه وأحرجه جدام أصحابه، فأنا هسافر لأجل خاطره وأكبر بيه كي مارايد


أومأ له “رحمي” بتفهم فاستأذن بالانصراف لشدة إحراجه،  ولحقه “صالح” فدنا “طايع” من أخوه وقبل يده قائلة باحترام:

ربنا ما يحرمني منيك يا خوي يا مشرفني ورافع راسي.


ربت “بدر” على ظهره وضمه إلى صدره بحنان قائلًا:

-يا خايب أنت مش خوي أنت ولدي. ولا علشان شنبك خط ناضر نفسك كبرت، وبجيت راجل عليا؟ 

يلا هِم جهز العربية عنسافر الليلة بيها مصر، مليش أنا في سفر القطر، وعننزل بشجتي لحد ما تُخلص ليلة صاحبك ونعاود سوا الصعيد مبسوط 


ضم “طايع” نفسه إلى صدره أكثر وقال بسعادة كبيرة:

-مبسوط جوي جوي يا غالي واصل

********

سافر “بدر” و”طايع” إلى القاهرة وفي نفس الليلة طلب “طايع” من أخوه أن يتركه مع أصحابه، بعد الفرح لقضاء بعض الوقت معهم في زيارة الأماكن السياحية،

وافق “بدر” حتى لا يحرم أخيه من شيء يصبو إليه،

بعد انتهاء الفرح وانصراف أغلب المدعوين، استأذن بدر هو الآخر وغادر عائدًا إلى شقته. وفي طريقه، صدم أحدهم بسيارته دون قصد.

ترجّل مسرعًا من السيارة ليطمئن على من صدمه، فإذا به يُصدم بأنها الراقصة التي كانت في الفرح، ممدَّدة على الأرض بلا حراك. نظر يمينًا ويسارًا لعلّه يجد أحدًا من مرافقيها، لكن الشارع كان خاليًا، لا أحد فيه سواهما.

حاول إفاقتها، إذ لم يصدمها بقوة، لكنها لم تستجب. فحملها إلى سيارته وعاد بها إلى شقته، وهو يحملها بين ذراعيه.

مدّدها على الأريكة وذهب إلى غرفته ليأتي بزجاجة العطر علّه ينجح في إفاقتها.

وحين عاد، صُدم بها جالسة على الأريكة تبكي بحرقة، وتقول له


#البارت_الاول

#دفء_المشاعر

************

عاد بدر إلى شقته وهو يحمل الراقصة التي صدمها بسيارته دون قصد.

مدّدها على الأريكة، ثم ذهب إلى غرفته ليحضر زجاجة العطر.

وعند عودته إليها وجدها جالسةً تبكي، في حالة انهيار تام.

دنا منها وسألها بحدة:

_يعني منتيش غميانه، ممكن أفهم جصدك إيه باللي عملتيه، وليه زعطي نفسك قدام عربيتي؟


رفعت الفتاة عينيها المحمرّتَين من أثر البكاء، وقالت بتلعثم واضطراب واضح:


_أنا مقصدتش حاجه والله، كنت عايزه أخلص من حياتي بعد ما كل إللي ليا في الدنيا ضاعو مني، في لحظة، لكن أنت كنت منتبه زيادة عن اللزوم وقدرت تفرمل في الوقت المناسب، من غير ما تصيبني، وتخلصني من دنيتي الظالمه.. لما قربت مني تفوقني افتكرتك، لأنك نقطتني بمبلغ كبير في الفرح، قلت أسلم أمري ليك يمكن تكون أحن عليا من الأيام، والدنيا إللي شفت فيها السواد..؟


غامت عين "بدر" بشكل خطير وسألها بحذر:

_كيف يعني كل إللي ليكي ضاعو في لحظة، كنت ناضرك في الفرح زينه والضحكه مزينه خلجتك،

حصل إيه في ساعه، كسر فرحتك وخليتك تيأسي وتفكري تموتي روحك كافرة ؟!


نهضت الفتاة فتجلي عودها الممشوق في عباءتها السوداء التي زادت من فتنتها وقالت:

_أنا خلصت الفرح وكنت مروحة معاهم،  فطلبت منهم يسبقوني على ما أشتري ليهم أكله حلوة بعد نقطتك الكبيرة، هي  نص ساعه وحصلتهم لكن لقيت البيت كوم تراب! بعد ما اتهد عليهم كلهم ومفيش أمل حد يخرج منه حي!

محستش بنفسي غير وأنا بجري في الشارع زي المجنونه شايفه الدنيا سودة قدامي، ساعتها فكرت أخلص من حياتي ورميت نفسي قدام عربيتك، علشان أخلص من حياتي


تنهد بدر بعمق، شاعراً بالشفقة عليها، مقدّرًا صدمتها لفقدان أهلها الذي دفعها إلى التفكير في الانتحار، فسألها بهدوء وودّ:


_طيب يا إنت.. اسمك ايه صوح؟


نهضت عن الأريكة ووقفت أمامه، تنظر إلى عينَيْه الحنونتين الحازمتين في الوقت نفسه، وقالت:


_"راضية" يا بيه... وإنت اسمك إيه يا بلدينا شكلك ابن عز؟!


ابتسم نصف ابتسامة حذرة ورد عليها:

_اسمي" بدر" ، بدر جبران رجل أعمال ، المهم انتي اتوكدتي أن كل أهلك ماتو ولا في أمل يكون حد منهم عايش وانقذوه؟


اخذت نفسُ عميق وعادت الدموع تجري على وجنتيها الناعمتان بغزارة وهتفت بصوت باكي حزين:

_مش عارفه حالهم ايه، لكن أنا مش هتحمل أشوفهم وهما بيخرجوهم أموات، أنا مليش غير أخت وحيدة  شقيقه كنت عايشه ليها وبشتغل علشانها، 

أما الباقين عشرة العمر اللي اتربيت في وسطهم مليش أهل غيرهم اعرفهم في الدنيا دي


صمتت وهي تجول بنظرها في الشقة الفاخرة وقالت:

_ عارفه اني ازعجتك بمصيبتي، لكني بترجاك تسمح ليا أبات الليلة هنا، والصبح أروح أشوف عملوا ايه. مليش قلب اتحمل أشوف حد فيهم ميت قدامي والله!


جلس "بدر" أمامها، وشبك يديه معًا، ثم صمت فترة وهو مفكر، وبعدها قال وهو يخرج بعض النقود من محفظته:


_خابر أن حالك صعيب لكن مجدرش أجبل اضايفك في شقتي ، أنا راجل عازب وكمان خوي معايا،

ميصحش تقعدي مع اتنين رجالة لحالك، كل إللي أقدر اعمله معاكي خدي القرشنات دي،  دبري بيهم حالك لحد النهار ما يطلع وتصرفي أمورك..


حدقت فيه بقوة، ودفعت يده الممدودة إليها بالمال 

وقالت بعزة نفس:


_تشكر يا زوق، قلت رجل كريم هتعطف عليا، لكنك زيك زي الكل لو مفيش راجا مني ترميني لكلاب السكك، خلي فلوسك لنفسك متلزمنيش وأنا ليا ربنا يتولاني برحمته ، هو أحن على عبيده من أشباه الرجال إللي زيك....


حدق "بدر" فيها بغضب، وأمسكها من ذراعها وهزّها بقوة، صائحًا فيها بعصبية:


 _بقي أنا يا مره يا هامله تقولي عني أنا أشباه الرجال!! إنت خابرة بتحدتي مع مين 

غلطت في ايه آني؟ بتقي الله فيكي، انا منيش ههملك إلا لما أطمن عليكي في مكان تباتي فيه، لكنك سليطة اللسان وقليلة الرباية، ملكيش كبير يحكمك، ويعرفك كيف تحترمي نفسك وانتي بتتحدتي مع الغريب إللي مد يده ليكي بالخير،صوح رجاصه وشها مكشوف وقليلة الحيا!


ترك يدها بعنفٍ كالكم المهمل، فصاحت بألم وهي تدلك ذراعها من عنـفه الزائد عليها، وردت عليه بحنق واستهانه ملحوظه:


_لا  والله ابن أصول،  بقى يا راجل ست تستنجد بيك بتقولك ملهاش مكان تبات فيه للصبح ، تروح تعرض عليها المال علشان تخلص منها؟

ما أنت زيك زي كل الرجاله ملكش فينا غير رغبه لكن إكمني في مصيبه منفعش، لكن لو كنت بعرض عليك جسمي كنت خدتني في حضنك ونيمتني على سريرك، صحيح خسيس!


لم يستوعب بدر ما تفوهت بيه لتوها، فهو يخشى عليها من الغواية، ويتقي الله فيها وفي نفسه، وهي تظن به السوء لم يشعر بنفسه الا وهو يصفعها بشدة، وكانت هذه أول مرة في حياته يقوم بصفع إمرأة !لم يصدق ما فعل وقبل أن يعتذر منها 

رآها تفتح الباب، وتخرج مسرعةً، تأفف بضيق غاضبًا على نفسه من عدم سيطرته على انفعالاته، 

دلف مسرعا إلى غرفته وأخذ مفاتيح سيارته وخرج مسرعا كي يلحقها، كي يعتذر منها على تطاوله عليها، رغم قلة إحترامها له و سلاطة لسانها عليه،

لكنها كانت استقلت المصعد، انتظر إلى أن عاد  أليه و استقله، نزل منه وخرج مهرولا من العمارة باحثا عنها بعينه، لكن قد اختفى أثرها، استقل سيارته وأخذ يبحث عنها في الأنحاء من حوله  إلى أن لمحها، قرب أحد الكباري وقبل أن ينزل من سيارته رآها تلقي بنفسها بالنهر، لم ينتظر كثيرا ،نزع عباءته وقفز ورائها في النهر  لكي ينقذها

**************

سبح إليها ووصل قبل أن تغرق، ثم سحبها إلى الشاطئ وتركها كي ياخد بضع أنفاسه المتسارعة،

نظر إليها رآها ترتجف بشدة و شفتاها أصبحت زرقاء، نهض من جوارها وحملها بين يديه وذهب بها إلى سيارته، مددها على الأريكة الخلفية، وطلب منها أن تدثر نفسها بعباءته قائلًا بحدة وحزم:


_ اتلجفي العباية واتلحفي بيها، بس لول إخلعي خلجاتك الغرقانه، لجل تدفي زين أنا هبعد لحد ما تشاحيهم.


طالعته بأمتنان وتناولت منه العباءة ، وبدأت في نزع ثيابها، وقد أدار لها ظهره، كي لا تخجل منه

ما إن انتهت قالت له بصوت خافت :


_انا خلصت خلاص ممكن توصلني عند اي بنسيون. 


لم يرد عليها "بدر "في حينه واستقل سيارته وقادها إلى شقته دون أن يحدثها،  بعد طول صمت سألته" راضية" بحيرة وهو 

يوقف سيارته أمام العمارة:


_ انت جايبني هنا تاني ليه؟!  قولتلك وديني لاي بنسيون أبات فيه ليلتي السودة دي لحد ما تخلص.


ترجل" بدر" من سيارته وفتح الباب وقال لها بنزق:


_ همي إدلي خلينا نُخلص بدل ما يتفرج علينا الخلق، واكتمي خالص مريدش اسمع منيكي كلمه تفور دمي، بزيداك اللي عملتيه، لحد دلوك.؟


لم ترد عليه بل نظرت إليه بحدة، وغضب عارم جعلها تهابه وتخاف منه، فنزلت مرغمه يحركها خوفها منه، ما ان ترجلت من السيارة  لملمت عباءته على جسدها لتستر نفسها وصعدت وراءه، رغم ارتجافها الملحوظ.. 


دلف" بدر" إلى شقته ولحقته راضية لكنها وقفت أمام الباب ، فنظر إليها "بدر" بحدة وصاح فيها قائلًا:


_ همي ادخلي ولاّ عاجبك واجفتك على الباب بحالك 


خضعت إلى أمره، وصارت خلفه بخطوات  مترددة إلى داخل الشقة، وقالت بضجر وقلق كامن:


_ نعم اديني دخلت اهو..  ممكن افهم جبتني هنا ليه، انت مش خايف على روحك مني، أصلي  كنت هاكلك ؟!


تافف "بدر" من حديثها الساخر وقال ردًا عليه:


 _ وبعدها لك يا بت الناس في لسانك اللي متلفحه بيه كي الحيه وحلال فيكي جطعه؟ انا مخايفش على نفسي منيكي، أنا راجل بتقي الله في نفسي وببعد عن غواية الشيطان، أنا جولت أعمل معاكي الأصول، لكن حديتك كان شين في حقي، ونظرتك  في الرجاله ظلومه كبيرة ليا،  مش كل الرجاله زي بعضيهم أو  بتحركهم نزواته وبس، 


ثم طالعها بريبة حين لاحظ صمتها وتشبثها بعباءته وتزايد ارتجافها فقال لها بحزم:


_ اسمعي ناضرة الأوضه، إللي في آخر الطرجه، دي أوضة خواتي البنات بيجعدو فيها لما حدا منهم بيدلي مصر، ادخلي دعبسي فيها يمكن تلاجي خلجات تناسبك، إلبسيها على ما خلجاتك تجف من الميه


تنهدت راضية براحه، فأفعاله معها تدل على شهامته فتطلعت إليه بتوتر وقالت :


_ طيب أدخل أنت كمان غير هدومك هتاخد برد


نظر إليها بابتسامه حانية وقال:


 _ أنا زين خليكي عندك، وادخلي أنت لول، استري نفسك على ما اعملك حاجه تشربيها تدفيكي .


خجلت من كرمه معها وقالت على استحياء:


_ طيب اوعى تنسى نفسك واعملك حاجه دافية أنت كمان ؟


هز رأسه بالموافقة، فتركته وذهبت إلى الغرفه، وذهب هو إلى المطبخ لصنع كوبين من الكاكاو الساخن،

عاد إلى الصاله وهو يحمل الكوبين، وفي أثناء عودته فنظر إليها وقال ضاحكًا:


_ واه ملجتيش غير الملس تلبسيه، في أكيد خلجات خفيفه عنيه، تقدري تجعدي بيها؟


نكست رأسها بخجل وحزن قائلة:


_ فعلا في فساتين وعبايات،  لكن كلها حاجات خاصه مش من حقي ألبسها، وكمان مفيش حاجة سودة غير البتاع ده،

مش مهم بقى هقعد لحد الصبح أهو يدفيني بالمره.


غمغم بضيق وأشار إلى كوب المشروب وقال:


_طيب اجعدى اشربي الكاكاو وهو سخن لجل يدفيكي على ما  ادخل اغيري خلجاتي عن اذنك.


تركها "بدر" ودلف إلى غرفته، يغير ثيابه وعاد إليها وهو يرتدي بنطال خفيف، وتشيرت قطني طالعته "راضية" بابتسامه خجوله وقالت له بإعجاب:


_ ماشاء الله عليك اللي يشوفك يقول مصراوي، رغم شياكتك في البدل اللي كنت لبسها  تحت العباية، لكن لبسك ده كاجول بيلبسه شبابنا باستمرار؟


ضحك" بدر " بسماحة، واستغرب نظرتها إلى شباب الصعيد الذي يضاهي ثيابهم شباب أهل مصر وقال لها بفخر وثقه:


 _ومين قال إننا نقل عنهم تمدن و ثقافه وذوق وشياكه، بالعكس إحنا زيهم في كل حاجه واحسن منهم كمان،  من أبناء الصعيد والأرياف بيخرج العالم، والمخترع و العبقري، والطبيب والمحامي والسفير اللي بياخدو وضعهم، بذكاءهم الفطري، 

انتم إللي آفاقكم ضيق ومتخيلين أن كل واحد اتمسك بتقاليد وزيه الرسمي تخلف، أو عدم تحضر!

المهم اشربي الكاكاو وبعديها ادخلي انعسي في اوضة خواتي والصباح رباح

_ ألله أنت قلبت صعيدي ليه ما انت بتتكلم مصراوي .


وقفت أمامه بتحدي وقالت :


_ اشمعني دلوقتي.. هتخليني أبات هنا ؟  ايه خلاص مش خايف على نفسك من الشيطان، ولا كلامي أثر فيك؟


ضحك "بدر" واخذ يضرب يده كف بكف، وقال بتهكم:


_ استغفر الله العظيم و اتوب اليه، يا بنت الناس نقي الفاظك وبلاش حديتك الماسخ ده اللي يحرق الدم ده،  كل الحكاية  أنا وافقت تباتي الليلة، لأني مرايدش اتحمل ذنبك، إنتي  واحدة مش خابرة صالحها ومتهورة

ادليتي من أهنه غضبانه من حديتي معاكي،  وبدل ما تعقليه وتفهميه زين وتوحدي الله، روحتي رميتي نفسك في الماي،

بعدين حديتك ما أثرش فيا لأني على حق، بس أنت اللي مش واخده بالك أننا قربنا على الفجر ،وكلاتها ساعتين والشمس تطلع وكل واحد منينا عيروح لحاله فهمتي؟!


زفرت بملل وقالت :


_اه فهمت تشكر يا حضرت بس غريبة انك مش خايف إني أهرب منك بعد ما اسرق شقتك وانت نائم ، معقول  أنت مآمن ليا أوي كده؟

ولا ناسي إني رقاصه قليلة الحيا ومليش غالي؟!


ابتسم "بدر "نصف ابتسامه وأخرج من جيب بنطاله

سلسلة مفاتيح وقال بتحدي و عناد :


_ اتفضلي وريني عتهربي كيف، ايه عتكسرى الباب ولا عتفطي من التاسع بس المرادي هتتكسر رقبتك وتموتي و أخلص من لسانك اللي زي المبرد ده.


غامت عيناها بذعر ملحوظ وقالت بتوتر وقلق:


_ يعني إنت هتحبسني معاك، اومال ايه بقى دمك حر و بتتقي الله فيا وانت حبسني بدون اذني؟!


ضغط" بدر" على أسنانه بغيظ:


 _يا بت اتلمي احسلك، انا بس مسلم فطن ،صوح انت غواية لكني قتلت شيطاني بذكر الله..

لكني مضمنش شيطانك يوزك تسرقيني أو تقتليتي وتهربي، فالافضل للكل احبسك لحد الصبح

اتفضلي يلا على اوضتك انعسي يا "راضية". اطمني ولو خايفه على روحك  خافي عليها من نفسك مش مني، أنا راجل عمري ما أخون ثقة حد فيا حتى لو عدوي مش حال انت حرمه ضعيفه ومكسورة الجناح

لجأت لي، و طمعانه في كرمي أخذلها؟..  لا واصل مش أنا !


لم يعجب" راضية " حديث "بدر" عن ضعفها وقالت بتحدي وعناد واضح:


_ هي مين ده إلِلي مكسورة الجناح أسمع مش معني أني طلبت مساعدتك ابقي .....


قطعت حديثها حين دفعها "بدر" إلى آخر الرواق، وفتح الغرفه وأدخلها فيها وسلمها مفتاحها وقال:


_لاه انتي ملكيش حل واصل، حرمه مجنونه ربنا مسلط عليها نفسها ولسانها سمها، إدخلي إنعسي واقفلي الباب عليكي ومريدش أسمع ليكي حس للصبح تتصبحي بالخير يا "راضية"..


أغلق الباب خلفه وغادر إلى غرفته، عصبية مفرطة لا يعلم سببها، دلف. .. إلة داخلها وتمدد على الفراش محاولًا أن ينام، لكنه أخذ يتقلب بضيق كثيرًا إلى أن غفى بعد طول عناء.


*********

استيقظ "بدر" شاعراً بشعورٍ  غريب و مريب يحيط به و بوضعه،

مع إحساسه بثقل على جبهته ويد على أقدامه ،

تحسس جبهته بحيرة فلمس فوطه مبلله عليه، استغرب ذلك فرفع رأسه ليرى ما على أقدامه

فصدم حين رأى "راضيه" جالسه عندها ويدها عليه، من وتحتها فوطه مبلله أخرى تلامس قدميه انتفض بذعر وسألها:


_ راضية انتي هنا ليه، ومين سمح ليكي تدخلي اوضتي بدون إذني، انت فكرة نفسك ايه ؟


اشرق وجهها بابتسامة جميلة وتنهدت براحة قائلة:


_حمدالله بالسلامه أخيرًا فوقت، أنا كنت بموت من قلقي عليك، وخفت تموت وأشيل ذنبك، شكلي نحس عليك؟


نهض "بدر" وجلس على طرف الفراش، لكنه شعر بدوار عنيف يضرب رأسه فمال على قائم الفراش وسألها:


_ أخيرًا فوقت ، قصدك ايه هو انا حصلي إيه و انتي هنا في اوضتي بتعملي ايه انطقي؟!


اخذت "راضية" نفس عميق وحاولت معه برجاء أن يعود إلى  الاستلقاء، لكنه رفض وبشدة فقالت بقلة حيله:


 _ أنا بقالي اسبوع تحت رجلك بعملك كمادات و بمرضك، بس وحياة كل غالي عليك نام .. الدكتور محذر من أنك تتحرك قبل ما تسترد صحتك..

الدور كان تقيل أوي، وجسمك ضعف ومكنش هيتحمله لولا عناية الله ورعايتي ليك،  انقذتك من الموت ، زي ما انقذتني أنت مرتين.


حدق فيها "بدر" بذهول ورددعلى حديثها بريبة وعدم تصديق:


_ سبوع ؟..انا بقالي سبوع بعيد عن خواتي والبلد  كيف ده، مستحيل أنا اكيد بحلم،ةلو حديتك صوح فين خوي "طايع" معقول مسألش عني ولا جه بعد.يومين كي ما متفج معايا؟


نظرت إليه بارتباك و نكست رأسها لتهرب من نظراته

فصاح فيها سائلًا:


_ انطقي يا "راضية" فينه خوي "طايع" كيف هملني ليكي تراعيني بدون وجه حق؟!


تلعثمت وقالت بصوت مهزوز و بذعر:


_ أصل أصل .....؟!

********

تابعووووووني 



الفصل الثاني من هنا






تعليقات

التنقل السريع
    close