القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية نبض قلبي لاجلك الفصل التاسع حتى الفصل السادس عشر بقلم لولا نور حصريه وجديده

رواية نبض قلبي لاجلك الفصل التاسع حتى الفصل السادس عشر بقلم لولا نور حصريه وجديده 


مضي ثلاثه اشهر... تم الانتقال خلالها الي فرع الشركه الجديد وتم تعيين سوار بعد ان اتمت تدريبها واثبتت كفائتها واستطاعت ان تنال ثقه واعجاب مدير الحسابات التي تعينت تحت ادارته والذي اشاد بذكائها وسرعه فهمها لامور العمل وانجازها علي اكمل وجه....

اما عن علاقتها مع عاصم فكانت عاديه للغايه لم تتعدي كونها علاقه موظفه بصاحب الشركه التي تعمل بها...فقد انشغل عاصم كثيراً بامور الانتقال للفرع الجديد ومشاكل العمل الي جانب سفره الدائم الي الصعيد بسبب مرض والده المفاجيء الا انه لم يكن بالشيء الخطير ولكنه حرص علي التواجد هناك باستمرار للاطمئنان عاي صحته..والاحتفال بالحفيده  الجديده لسليم ابوهيبه  حيث انجبت سهام زوجه علي  شقيقه  بنتاً اطلقوا عليها اسم دهب مثل جدتها الحاجه  دهب!!!

بالاضافه الي سفره خارج البلاد في رحله عمل لعقد العديد من الصفقات الناجحه....

........

اما ايمن طليق سوار فزوجته نهي اصبحت في الشهر الاخير من الحمل ..وعلاقته معها استقرت بشكل كبير فزوجته تحبه وتحرص علي سعادته الا انه لم يستطع نسيان سوار ولا يخرجها من قلبه ... وتحسنت علاقته باولاده خصوصا "سيلا" ..حتي انه اصبح يلتقي بهم في نهايه كل اسبوع ويقضي اليوم برفقتهم الا ان آسر ظل علي جفاؤه معه .....

.........

في مقر الشركه الجديد



وصل عاصم الي مقر شركته بعد عودته من السفر مباشراً من المطار الي عمله برفقه عدي ... استقبله العاملين بالابتسامه والترحاب فرحين بعودته ... استقل المصعد قاصداً مكتبه في الدور الاخير من المبني والذي يتكون من مكتبه ومكتب السكرتاريه الخاص به ومكتب عدي وقاعه الاجتماعات فقط...

استقبلته سلمي السكرتيره مرحبه بعودته وهي تسير خلفه الي داخل مكتبه....

حمد الله ع السلامه يا عاصم بيه....

الله يسلمك يا سلمي ... كل حاجه تمام ... قالها وهو يتوجه للجلوس خلف مكتبه...

كله تمام زي ما حضرتك آمرت ... الاجتماع هيكون بعد ساعه انا بلغت كل المديرين والاداره الماليه كلها هتحضر حسب اوامر سعادتك... والفايل ده في تقرير شامل عن سير العمل في اخر ثلاث شهور....

تمام تقدري تتفضلي...بعد خروج سلمي فتح شاشه حاسوبه الخاص وفتحه ليراقب كل مكاتب واقسام الشركه من خلال الكاميرات الموزعه في المكاتب.....

انتشر خبر وصول عاصم من السفر في ارجاء الشركه كلها حتي وصل الي مسامع سوار وعلمت عن الاجتماع المفاجيء الذي سوف يعقده بعد ساعه ....

كانت تجلس علي مكتبها ومعها في نفس الغرفه ثلات موظفين اخرين غيرها وهم : احمد ونور ويونس .... " احمد ونور" تجمعهم علاقه حب من ايام الجامعه وعملوا معاً بعد تخرجهم في شركه عاصم وتمت خطبتهم منذ سنه وهم في السابع والعشرين ..

اما يونس فهو اكبر منهم في الثلاثين من عمره ... اعزب .وهو اقدم منهم في العمل ... نشات بين ثلاثتهم وبين سوار علاقه زماله جميله يسودها الود والاحترام ... فقد ساعدوا سوار كثيرا في بدايتها ولم يبخلوا عليها باي شيء خاص بالعمل وخصوصاً يونس بحكم انه الاقدم والاكثر خبره.....

دلف الي مكتبهم مدير الحسابات ورئيسهم المباشر الاستاذ عبد العزيز : يا شباب .. طبعا عرفتوا ان عاصم بيه وصل وعامل اجتماع لكل المديرين كمان ساعه وكمان الاداره الماليه كلها يعني كلكم كده معايا في الاجتماع....

يونس: تمام يا ربس .... احمد : ايوه يا فندم بس انا ونور مش هنقدر نحضر.. احنا عندنا اجتماع باره الشركه مع مدير البنك ..

عبد العزيز : تمام كده يبقي يونس وسوار معايا...وانت يا سوار جهزي نفسك علشان هتعرضي الدراسه الي عملتيها عن الارباح المتوقعه للشركه في الخمس سنين الجايين وتقدميها قدام مجلس الاداره.... عاوزك ترفعي راسي....

ان شاء الله يا فندم ولو اني خايفه دي اول مره احضر فيها اجتماع مجلس الاداره وكمان اقدم الدراسه قدامهم كلهم ... قالتها وهي تشعر بقلق وتوتر شديد...

انا واثق فيكي ... قالها مديرها بثقه فيها وفي قدرتها العمليه....

بعد ساعه... كان الجميع يجلسون في غرفه الاجتماعات حول الطاوله المستديره منتظرين وصول رئيسهم ..... دلف عاصم الي غرفه الاجتماعات بخطوات واثقه شملهم جميعا بنظره سريعه ولكن كان يبحث عنها بين الحضور ... ولكنه كعادته علم بوجودها من رائحه عطرها القويه المنتشره بقوه.... القي عليها نظره خاطفه حتي لا يلحظه احد!!!!

تراس طاوله الاجتماعات واشار لهم بالجلوس ولكنه شعر بالانزعاج عندما وجدها تجلس ببن مديرها وبين شاب اخر علي الاغلب معها في نفس القسم...

بدا الاجتماع واستمر لوقت طويل في مناقشات ومباحثات حول خطط سير العمل المستقبليه ... حتي جاء دور عرض الدراسه التي اعدتها سوار ...

عبد العزيز: ودلوقتي يا عاصم بيه هنشرح الدراسه المتوقعه لارباح الشركه في الخمس سنين اللي جايين والي هتقدمها لحضرتك مدام سوار....

اتفضلي يا مدام سوار ... قالها بعمليه شديده..

قامت من مكانها واتجهت نحو شاشه العرض الكبيره الموجوده في اخر القاعه ... احست بتوتر شديد من نظراتهم المسلطه عليها  وخافت ان تفشل في اول تجربه لها ... ولكنها نقضت عنها تلك المشاعر السلبيه ووجهت كل تركيزها نحو هدف واحد وهو نجاحها وكسب ثقتهم....

مشاعر كثيره اختلطت عليه عندما راها .... حاول ان يخفيها ونجح في ذلك اثناء انشغاله في الاجتماع .... ولكنها عادت لتظهر مره اخري عندما تحركت امامه ....

الاشتياق !!!  هو الشعور الطاغي عليه ... لقد اشتاقها كثيراً اشتاق لكل شيء فيها .... هناك قوه خفيه تجذبه اليها كالمغناطيس ... ترك عينيه تتمتع بملامحها التي افتقدها بشده ...

مرر نظراته عليها من اعلي الي اسفل يحفظها داخله ....

ولكن فجاه!!!  تحولت نظراته للشراسه وشعر نيران حارقه تندلع في صدره عندما راي ما ترتديه... ما هذا الذي ترتديه ؟؟؟ هل جنت؟؟؟ هل ترتدي هذه الثياب وتذهب وتاتي والرجال يشاهدون جسدها ويشتهوه؟؟؟؟

لا والله لم يكن عاصم ابو هيبه لو جعلها ترتديها مره اخري!!!

فلو ارادت ان ترتديها .. ترتديها له وحده وهو سيكون اكثر من سعيد بهذا الامر!!!!

فقد كانت ترتدي فستان لونه مزيج بين الاسود والازرق الغامق ضيق يصل الي ركبتيها وترتدي فوقه جاكيت قصير من اللون الاسود يصل الي قبل خصرها بالاضافه الي جوراب اسود شفاف يلف رجليها في اغراء شديد وحذاء جلدي اسود ذو كعب عالي يطرق الارض طرقاً اثناء سيرها تجعل رؤوس الرجال تلتف حولها ....

قامت سوار بتوصيل حاسبها المحمول بشاشه العرض واستعدت للبدء في الشرح ...

وقبل ان تبدا قاطعها عاصم قائلا بحده: مدام سوار تقدري حضرتك تشرحي اللي انت عاوزاه وانت قاعده مكانك ...

نظر له كل من في القاعه متفاجئين منه ... ولكنه لم يعيرهم اي انتباه.. فقط نظراته مصوبه فوقها في حنق....

قالت باندهاش: افندم!!!!

اللي سمعتيه.. تقدري تشرحي اللي انت عاوزاه وانت قاعده مكانك ... ايه اللي في كلامي مش مفهوم!!!

توترت الاجواء في غرفه الاجتماعات ...ونظر الجميع لبعضهم البعض باستغراب من موقف رئيسهم الا انهم اعتادوا علي عصبيته الدائمه من دون سبب لذلك لم يعلقوا علي ذلك الطلب  الغريب!!!

اما سوار فقد انزعجت من طريقته الفظه وعصبيته الغير مبرره كما شعرت بالاحراج الشديد من نظرات الجميع لها... وكادت ان ترد عليه وتعنفه علي اسلوبه الغليظ ... الا انها اثرت الصمت والتعامل بمهنيه مع الموقف .. فهو صاحب الشركه التي تعمل بها وعليها احترامه وتنفيذ اوامره!!!

لذلك توجهت الي المقعد القريب من الشاشه وجلست عليه وبدات تعمل وتقدم الدراسه التي وضعتها لميزانيه الشركه وسرعان ما اندمجت في الشرح بطريقه مهنيه وعمليه رائعه .. استطاعت ان تنال اعجاب كل الحاضرين وعلي راسهم هو !!!

فلم يستطع ان يخفي نظراته المعجبه بها وبثقتها في نفسها وبقدرتها السريعه علي التعلم وانجاز الاعمال علي اكمل وجهه....

تنهدت بارتياح وشعرت بالثقه في نفسها ما ان رات نظرات  الاعجاب بها في عيون الجميع ...

تحدث بجديه موجها ًحديثه للجميع : انا شايف ان الدراسه الي قدمتها مدام سوار مناسبه لوضعنا بشكل كبير وعلشان كده عاوز كل اقسام الشركه تشتغل علي تنفيذها في اسرع وقت ...

طبعاً احنا المفروض كنا نعمل حفل افتتاح المقر الجديد بس الظروف مسمحتش .. فانا قررت اعمل حفله صغيره عندي في البيت اخر الاسبوع... وطبعا ً الكل معزوم ومفيش اعتذرات ولا هقبل باي اعذار.... اظن واضح !!!

قالها وهو ينظر لها في تحدي من ان تعارض كلامه وتعتذر عن الحضور!!!

انتهي الاجتماع وبدا الجميع في الانصراف... اقترب يونس منها:

خلاص خلصتي علشان ننزل المكتب... اه خلاص يالله بينا...

تحركوا معاً خارج قاعه الاجتماعات وقبل ان تصل الي الباب اسمتعوا الي صوته الجهوري ذو النبره الحاده استوقفهم!!

مدام سوار .. استني !!! وانت تقدر تروح علي مكتب يااااا اسمك ايه!!!!

يونس .. يونس عبدالله يا فندم ...

يونس!!! ردد اسمه وهو يطالعه بنظرات مبهمه متفحصاً اياه جيداً... تقدر تتفضل علي مكتبك يا يونس !!! تمام عن اذن حضرتك

انصرف يونس وتركهم خلفه وحرب النظارات دائره بينهم ... سوار الغاضبه ... وعاصم البركان الذي علي وشك الانفجار دون معرفه والسبب ؟؟؟ ولكن هناك شيء خفي في نظرات عاصم تجاه سوار ولا بد ان يعرفه !!!!

تحت امرك مستر عاصم ... قالتها وهي تقف عاقده ذراعيها فوق صدرها منتظره انتهاء صمته الغريب!!!

لا يعرف لما طلب منها الانتظار !!! ولكن عندما راها تتحدث بأريحيه  مع يونس احس ينيران حارقه تكوي داخله .. لذا طلب منها الانتظار...

اناااا .. اناااا.. اااه كنت عاوز اهنيكي علي اجتهادك في شغلك بجد انا فخور بيكي ... قالها بصدق.

متشكره و يا رب اكون عند حسن ظن حضرتك..

ان شاء الله ... صمت لثواني ثم قال ..ما تتاخريش يوم الحفله ... قالها مؤكداً علي حضورها...

هحاول !!! ردت باقتضاب.

اقترب منها حتي وقف امامها مباشراً واضعا ً يديه داخل جيوب سرواله وارتسمت ابتسامه واثقه علي شفتيه قائلاً: اسمها هاجي !!! مش هحاول..وبعدين انا قلت مش هقبل اعذار...هااا

ارتبكت واهتزت نظراتها من قربه الشديد ... اول مره يقترب منها بهذا الشكل ... اول مره تري ملامحه عن قرب... انه وسيم .. وسيم جداً وخطير جداً جداً.. جالت بنظراتها فوق ملامحه الوسيمه الخشنه ... عينيه السوداء العميقه .... شاربه ولحيته شديدي السواد ولكنها لاحظت وجود بعض الشعيرات البيضاء منتشره في لحيتهاعطته مظهر جذاب....

فاقت من شرودها علي صوت طرقعه اصابعه امام وجهها... هااا اتفقنا ... علي ايه!!! سالت بعدم فهم ...

علي انك هتيجي الحفله... استجمعت تركيزها سريعاً : ان شاء الله عن اذن حضرتك ورايا شغل كتير... انهت حديثها وهي تتحرك بخطوات سريعه هاربه منه ومن نظراته المربكه!!!!

ظل يتابع انصرافها راسماً ابتسامه متفائله علي شفتيه ممنياً نفسه بان اولي خطواته نحو قلبها اصبحت قريبه وقريبه جداً...


9 =ج 2=نبض قلبي لاجلك - الفصل التاسع الجزء التاني -ج 2 /

انقضي الاسبوع سريعاً ...حاولت سوار ان تتجنب عاصم قدر استطاعتها وحرصت علي الا تلتقي به ومن حسن حظها انه يرسل في طلبها ... مما جعلها تعيد ترتيب افكارها وتسيطر علي تشويش عقلها الذي سببه لها عاصم ... وقد حسمت امرها وقررت عدم الذهاب لحفله الشركه والاعتذار منه بعد الحفل!!!

علي العكس كان عاصم يتابع اخبارها ويراقب تحركاتها داخل الشركه من خلال كاميرات المراقبه الواصله بحاسوبه الشخصي ...

وعندما شعر برغبتها في تجنبه وعدم احتكاكها المباشر معه ، تركها تفعل ما تريد حتي يري ما تريد الوصول اليه !!! الا انه سيتدخل في الوقت المناسب لحسم الامر لصالحه...

.......

قبل الحفل بيوم....

في منزل عائله الناجي...

يجلس هشام الناجي مع  اسرته في جو عائلي جميل...

هشام: انتي ليه مقولتيش يا سوار علي حفله الشركه بتاعتك ...

سوار: وانت عرفت منين!!!

هشام: اصل عاصم جالي الشركه انهارده علشان يعزمني علي الحفله واستغرب لما لقاني معرفش رغم انه مآكد عليكي تبلغيني دعوته!!!

كاااذب .. ماااكر.. يريد ان يضعها امام الامر الواقع ويدعو شقيقها ايضاً حتي لا تجد سبب للاعتذار !!!

معلش نسيت خالص وكويس برضه ان هو بنفسه بلغك!!! وانت هتعمل ايه هتروح... سالت بتوتر!!

للاسف مش هقدر انا اعتذرت له عندي مواعيد بكره باليل..

تنهدت براحه لاعتذار شقيقها وبالتالي اعتذارها هي الاخري.... ولكن ذهبت الراحه ادراج الرياح عندما اضاف.. بس انا اكدت عليه انك هتروحي وجودي او عدمه مش هيفرق ... انت موظفه في شركته وطبيعي تحضري الحفله...

ردت باحباط: بس انا ماليش في جو الحفلات ده!!!

معلش لازم تتعودي علي كده انت بتشتغلي في شركه سياحيه كبيره وليها نظامها والحفلات دي بتبقي شيء عادي يبقي لازم تتعودي عليه ... وبعدين هبقي لا انا ولا انتي روحنا ما ينفعش علشان خاطر عاصم علي الاقل.. حد مننا لازم يكون موجود...

ماشي هروح... قالتها بغيظ شديد من اجبارها علي الذهاب وانتصار عاصم عليها فهي متاكده انه اتصل يدعو شقيقها لارغامها علي حضور حفلته....

.........

يوم الحفل......

وقف عاصم وعدي في حديقه منزله لاستقبال المدعوين من العاملين بشركاته...

وتالق عاصم كعادته بحله باللون الازرق الغامق وتحتها قميص من اللون الابيض ورابطه عنق من نفس لون البدله وصفف خصلاته السوداء الكثيفه بطريقه رجوليه جذابه بلاضافه الي عطره الرجولي الثقيل المثير...

وصل احمد ونور ويونس معاً الي الحفل ...صافحهم عاصم برسميه  ولكنه ظل  يتابع يونس بنظرات متفحصه .. هو لا يرتاح له ولا لنظراته نحو سوار وقد لاحظ محاولاته للتقرب منها...

عاصم : عدي... شايف الواد اللي لسه مسلم علينا دلوقت ..

مين فيهم اللي ماشي جنب البنت ولا التاني؟؟ قالها عدي وهو ينقل نظراته ببن احمد ويونس

التاني اللي لوحده...عاوزك تجيب لي كل المعلومات عنه من يوم ما اتولد لحد النهارده...

ماشي !! بس هو عمل حاجه ضايقتك...سال عدي مستفهماً

اعمل الي بقولك عليه من غير كلام كتيير ...ثم تابع استقباله للمدعوين وعينه تراقب البوابه كل دقيقه منتظراً وصولها....

كان يقف في منتصف الحديقه مع بعض الحضور يتحدثون و يتناقشون بخصوص العمل ...

رفع نظراته فجاه ...وجدها تدخل من بوابه الحديقه علي استحياء تمشي بخطوات بطيئه تتلفت حولها علها تجد من تعرفه... وكعادتها سحرته بطلتها الجميله ... لما عليها ان تكون بهذا الجمال والدلال؟؟ هل الكل يراها مثلما يراها هو ؟؟ هل يريدوها مثلما يريدها؟؟  اشتعلت عيناه من مجرد تخيل فكره اعجاب الرجال بها او النظر لجسدها واشتهائه!!! سيقلع عين كل من ينظر لها !!! ولكنها لا تساعده ابدا !! كيف تساعده وهي تتفنن في قتله في كل مره تقع عيناه عليها؟؟؟

ماذا تربد منه ؟؟ لماذا تستحوذ علي اهتمامه وتفكيره بهذه الدرجه؟؟لماذا تثير بداخله مشاعر بدائيه لاول مره يشعر بها؟؟؟ يجب ان يحصل علي اجابه لاسئلته ولكن كل الاجابات تتلخص في كلمه واحده"سوااارر"!!!

علي الرغم من احتشام ملابسها الا انها جميله ومثيره بطريقه مرهقه لاعصابه!!!

كانت ترتدي فستان اسود طويل ذو اكمام طويله مزين بخطوط طويله من الفصوص اللامعه محدد بشريط اسود من عند الخصر مما اظهر جمال وتناسق جسدها الرشيق واطلقت شعرها منسدلا  في تسريحه بسيطه مع لمسه ناعمه من مساحيق التجميل المناسبه اعتطها مظهر انثوي جذاب...

لمحته يقف وسط مجموعه من الرجال ...يقف بهيبه وشموخ يليق به له طله مميزه وحضور قوي ... انه وسيم وسيم كالعاده!!! راته يتظر  لها بطريقه غريبه... نظرات اول مره تراها في عيناه ... نظرات اربكتها ووترتها ..

تحركت بخطوات حثيثه متجهه نحوه ... اعتذر بلباقه من مرافقيه عندما اقتربت من مكان وقوفه... صافحها مرحباً  وعلي وجهه ابتسامه جذابه مشاكسه: كنت متاكد انك هتسمعي الكلام وتيجي...

نورتيني ونورتي بيتي المتواضع...

رفعت حاجبها مجيبه اياه بغرور : انا ماكنتش جايه اصلاً  ...بس اعتذار هشام هو اللي اجبرني اني اجي ... قالتها بصدق...

مش مهم السبب ... المهم انك جيتي ..ده لوحده كفايه عندي..

قالها بصدق وهو يطالعها بنظرات شغوفه...

توترت من نظراته وقالت بنبرم مرتبكه وهي تحيد بنظارتها عنه .. عن اذنك انا هروح اقعد مع زمايلي...

مشت من جانبه واتجهت حيث يقف احمد ونور ...

نور: ايه يا سو الحلاوه والشياكه دي كلها ... ميرسي يا نور انتي الاحلي ولا ايه رايك يا احمد...

اقترب احمد بحب من خطيبته : طبعاً وانا اقدر اقول غير كده دي نور طول عمرها قمر... قاطع حديثهم انضمام يونس اليهم....

يونس مبهوراً بجمال سوار : زي القمر يا سو كالعاده ..انت كده هتختاليني مقدرش ابعد عنك خالص..قال وهو لا يزال يحتفظ ببدها بين يده....

نععععم!!! قالتها سوار وهي تسحب كف يدها من يده مستنكره حديثه!!! احممم.. قصدي يعني علشان محدش يضايقك ... مالك قفشتي كده ليه بهزر معاكي...حاول اضفاء المرح علي حديثه ملطفاً الجواء بعد استنكارها لحديثه...

ابتسمت باقتضاب واستدارت تتحدث مع نور وتتابع  اجواء الحفل من حولها ... وعاصم يتابعها بنظراته من حين لاخر ...

ارتفعت اصوات الموسيقي معلنة عن رقصه للثنائيات...

احمد: تعالي يا نور نرقص .. ثم وجه حديثه ليونس وسوار.. وانتوا كمان قوموا ارقصوا معانا..

قام يونس مرحبا بالفكره: وليه لا يالله يا سو نرقص... اعتذرت سوار بحرج.. لا معلش مش عاوزه ...

نور: تعالي بقي والنبي دي فرصه نخرج من جو الشغل ونفرفش شويه ... احمد : اايوه يا سو تعالي هو احنا كل يوم بنحضر حفله زي دي...يونس مشجعاً بعد احباطه من رفضها...قومي يا سو ده الناس كلها بترقص جت علينا يعني ....

وافقت علي مضدد بعد الحاحهم عليها ... هي لا تريد الرقص خاصه مع يونس والذي ارتابت من نظراته نحوها..

اما عاصم فكان يريد ان يطلبها للرقص ولكن تراجع حتي لا يضعها في موقف محرج ولكن عندما لمحها تتوجه نحو ساحه الرقص مع يونس... اشتعلت النيران بصدره وبدون تفكير تحرك صوبها بخطوات واسعه تدب الارض من قوتها وملامحه لا تبشر بخير!!!

تحركت سوار نحو مكان الرقص يتبعها يونس ... وقبل ان تمتد يد يونس لتلمسها ...

كانت يد اقوي واعنف تلتف حول خصرها وتسحبها نحو حلبه الرقص في حركه سريعه مباغته!!!! شهقت سوار مجفله من فعلته الغير متوقعه!!

كاد يونس ان يعترض.. فاسرع عاصم يقول جاززاً علي اسنانه وينظر له يغل: معلش اصل سوار مش بترقص مع حد غريب!!!

ثم جذب سوار ورقص بها تاركاً خلفه يونس يشتعل بنيران حقده ..ماشي يا عاصم ... يا انا يا انت.. قالها متوعداً نظراً نحوهم بغل..

وجد يد تحيط كتفه وتتحرك به بعيداً عن مكان عاصم وسوار...

عدي : تعالي يا يونس اشرب لك حاجه تروق دمك.... متشكر مش عاوز... يا راجل اشرب بدل ما انت بتطلع نار من ودانك كده...قالها وهو يعطيه كاس من العصير...

اجفلت سوار منه ومن جراته... قالت منفعله: انت ايه اللي انت عملته ده ... ازاي تشدني وترقص معايا كده وبعدين انا كنت هرقص مع يونس!!! وبعدين ايه مش بترقص مع حد غريب دي ازاي تقول كده!!!

هو انا قلت حاجه غلط... هو مش برضه غريب عنك ؟؟

ويعني انت اللي قريب!!!

اه طبعاً قريب وقريب اوي ومن زمان كمان... هو مش والدك الله يرحمه صاحب ابويا من زمان  ومتربي معاه وفي حكم الاخوات... ابقي قريب ولا لاء... يعني احنا نيقي ولاد عم!!وبعدين انت ناسيه اننا ناس صعايده ومعندناش حريم يترقصوا مع رجاله غريبه عنيهم ده تطير فيها رجاب ... قالها بلهجته الصعيديه التي يجيدها جيدا يمازحها لتخفيف التوتر ببنهم...

ابتسمت رغماً عنها علي طريقه كلامه.. تعرف ان دي اول مره اسمعك بتتكلم صعيدي...

وانتي ضحكتك حلوه اوووي...

عضت علي شفتها خجلاً وقالت برقه شديده: ميرسي

ممكن اسالك سؤال بس تجاوبيني بصراحه...ردت بجد..اسال

انتي في حاجه ببنك وبين يونس؟؟؟ يعني اصله بتعامل معاكي بطريقه غريبه شويه !!!

لا مفيش بينا حاجه ... يونس واحمد زي اخواتي بالظبط ...

ابتسم براحه.. تمام ..بس خالي بالك منه !!!

تقصد ايه ...هو ممكن يعني يعمل حاجه تضايقني او... قاطعها بحزم: ولا هو ولا عشره زيه يقدر يمس شعره منك طول ما انا موجود... انا قالتهالك قبل كده وهقولها تاني ... انا موجود وفي ظهرك ومش هسمح لاي حد يمسك بكلمه او بفعل طول ما فيا نفس... قالها وهو ينظر في عمق عينيها العسليه بعيناه السوداء وكانه يحفر كلامه داخل راسها....

انتهت الرقصه فاضطر مرغماً  ان يبتعد عنها ولكن لم يبتعد ظل قريباً منها بدرجه كبيره....

اناااا لازم امشي الوقت اتاخر.. عن ادنك.

استني !!!انت هتروحي لوحدك !!! انا هوصلك.

لا مفيش داعي... انا هتصل بسواق هشام هو اللي وصلني وهو الي هيروحني.

مش عاوز اعتراض... انا قلت هوصلك يعني هوصلك.. اتفضلي

قالها وهو يشير بيده للامام لكي تتقدمه...

ساروا معاً للخارج حيث سيارته المصفوفه ..فتح لها باب السياره في حركه نبيله منه .. ابتسمت وشكرته وهي تدلف داخل السياره

قاطعه عدي منادياً عليه قيل ان يتحرك بسيارته...

علي فين يا عاصم ..... هوصل سوار وارجع علي طول

اممم الله يسهله يا عمنا.. طاب مش عاوزني معاك ...قال غامزاً يعينه البسري مشاكساً اياه....

لا يا خفيف شاكر افضالك ... قفل انت الحفله علي كده وانا هوصلها ومش هتاخر ..سلام .

انطلق بسيارته مسرعاً قاصداً منزلها...

كان طوال الطريق يقود علي سرعه بطيئه للغايه .. لا يريد للطريق ان ينتهي .. يرغب في الجلوس معها اطول وقت ممكن!!

احممم هو حضرتك يعني ممكن تسرع شويه انت ماشي ببطء اوي

اناااااا فين ده ... وبعدين انت زهقتي مني بالسرعه دي!!!

مش قصدي حضرتك ..بس يعني علشان متاخرش علي الولاد..

ايه حضرتك حضرتك دي ...بتحسسني اننا في الشركه ...

ما هو مش هينفع اقول غير كده حضرتك مديري ...

هو مش واحنا بنرقص قلت لك اننا ولاد عم... في واحده تقول لابن عمها حضرتك !!! وعلشان اسهلهالك واحنا في الشركه قولي حضرتك زي ما انت عاوزه وانا هقولك مدام سوار لكن واحنا باره الشركه هيبقي عاصم وسوار وبس.. قال جملته الاخيره وهو ينظر لها بابتسامه وحب..

اضطربت وتوترت من كلامه ونظراته ... هناك شيء غريب يحدث لها ... عاصم بجذبها نحو شيء مجهول تشعر معه بمشاعر جديده عليها ولكنها لذيذه تغزو شيئاً عميقاً داخلها ..

انتبهت عندما توقف بسيارته امام منزلها..استدارت بجسدها نحوه تشكره : متشكره اوي تعبتك معايا.....مفيش تعب ولا حاجه وبعدين انا حابب كده.

ابتسمت بخجل : ميرسي مره تانيه .. تصبح علي خير ... همت ان تفتح الباب لتنزل من السياره ... فجذب يدها مانعها من النزول...

نظرت ليده التي تتمسك بيدها ثم رفعت نظرها اليه....

استني.. مش لما اقولك وانت من اهله الاول... قالها وهو يرفع يدها الي فمه طابعاً قبله رقيقه فوقها وينظر في عينيها قائلاً: وانت من اهل الخير...

رعشه عنيفه اصابه جسدها عندما لامست شفتاه كف يدها ... سحبت يدها منه سريعاً وانطلقت تركد الي مدخل منزلها دون ان تلتفت اليه...

ظل يتابعها حتي اختفت داخل منزلها ... تحرك قاصداً منزله وارتسمت علي ثغره ابتسامه رضا وسعاده ....

اخذ جسدها بالارتجاف وقلبها يهدر بعنف داخل صدرها ... دخلت المنزل واغلقت الباب ووقفت تستند عليه بظهرها واضعه يدها علي قلبها تهديء من ضرباته القويه...

في ايه يا سوار اهدي مش كده !!! هو علشان وصلك وباس ايدك خلاص يبقي معجب بيكي ولا بيحبك!!!

ابتسمت وهي تسترجع ما حدث معها اليوم من تصرفاته وكلامه ونظراته واااه من نظراته ومن عيناه التي تطالعها بشغف غريب ليس له مثيل...وهي تشعر بانجذابها الشديد نحوه ...تريد ان تترك نفسها لتلك المشاعر التي تداهما فجاه في حضوره ولكنها تخشي تخشي من ان تستسلم له فيخذلها كما خذلت من قبل ......


10=نبض قلبي لاجلك - الفصل العاشر 10

للجميع@

في الشركه....

يجلس عاصم علي مكتبه يدرس بعض المشاريع المطروحه امامه بحماس شديد ... فمنذ لقائهم الاخير وهو يعيش حاله من التفائل والحماس وانعكست عليه في كل شيء حوله...

يراقبها كل حين واخر عبر الكاميرا .. تاره تعمل .. تاره تضحك وتاره تثرثر مع نور...طرقات علي باب مكتبه منعته من مراقبتها!!

اعقبها دلوف عدي اليه....

تعالي يا عدي.....

اتفضل يا بوس .. الفايل ده في كل المعلومات الي طلبتها عن اللي اسمه يونس..قالها وهو يمد يده بالملف...

تناوله منه واخذ يقراه باهتمام شديد....

اللي عاوز افهمه انت مهتم اوي بالواد ده ليه ...وليه خاليتي اجيب لك تاريخ حياته!!!

عادي واحد شغال في شركتي وعاوز اعرف معلومات عنه مش اكتر!!!

امممم شغال في شركتك !!! طيب .. انا في مكتبي .. سلام

قالها عدي وهو يخرج من مكتبه تاركاً عاصم يقرا ملف يونس بتركيز شديد....

...........

انتصف النهار وسوار لم تتحرك من مكانها ، تعمل علي الحاسوب  بسرعه ومهاره.. ما ان انتهت حتي اعتدلت في جلستها تحرك رقبتها يميناً وبساراً تريحها من التشنج الذي اصابها نتيجه عملها لوقت طويل ... ياااه اخيرا خلصت .. ايه ده الشغل مش بيخلص ابدا... ده انا حاسه ان رقبتي اتقطمت...

يونس بمغذي: خلاص نبقي نقول لعاصم بيه يخف الشغل عليكي شويه

سوار بصفاء نيه: يا سلام هو في صاحب شغل النهارده هتقوله الشغل كتير ومتعب هيقولك وماله تخف عليك ونقلل الشغل ،ده انت طيب اوي.

قاطع حديثهم رنين هاتف المكتب ..فاجاب عليه احمدوكانت سلمي سكرتيره عاصم تبلغه باحضار احد الملفات الي مكتب عاصم مع سوار تحديداً....

سوار يا ريت تحضري فايل القروض البنكيه الاخير وتطلعيه لمكتب مستر عاصم...

اضطربت ما ان سمعت بطلبه لها... تذكرت ما حدث في اخر لقاء بينهم...ابستامه بسيطه ظهرت رغماً عنها ... ولكتها نفضت هذا التفكير عنها واقنعت نفسها انه مهتم بها بحكم الصداقه العائليه بينهم فقط!!! قامت تبحث عن الملف المطلوب الا ان حديث نور المشاكس اثار انتباهها...

ايوه بقي يا سو ... عدينا خلاص ومستر عاصم بيطلبك في شغل بالاسم.. انهت كلامها بغمزه من طرف عبنها لمشاكستها!!!!

زوت مابين حاجبيها مستغربه : طاب ودي فيها ايه ... ما هو علي طول بيطلب شغل واي حد فاضي بيقوم بيه ...ايه الجديد !!!

ايوه بس مش بيطلبه بالاسم ... ويعدين بيني وبينك كده انا حاسه انه عينه منك....

تركت ما كانت تبحث عنه بين الملفات واستدارت لنور وعلي وجها تعبير متوتر واندهاش  لما تفوهت به ... ثم اشارت علي نفسها

وقالت بتعابير مندهشه : عيني مني اناااا!! ايه التخاريف اللي بتقوليها دي!!!

تخاريف ايه يا بنتي بس ... اصلك مشوفتيش هو بيبص لك ازاي ولا وانتوا بترقصوا مع بعض ... ياااا لهوووووي كنتوا تجننوا هييييييح so romantic .. قالتها نور بحالميه  وهي تضع قبضه يدها علي جانب وجهها تستند عليه!!!!!

ارتجف جسدها ما ان استمعت لوصف نور عن رقصتهم معاً ... الا انها نهرتها كي تخفي ارتباكها: ايه الجنان اللي بتقوليه ده ... اعجاب ايه.. ورقص ايه...  انا ما اسمحلكيش !!!

قاطعها يونس بخبث: اهدي بس يا سو ..نور ما تقصدش...هي قصدها يعني انك تاخدي بالك منه ... عاصم رجل مش سهل... عاصم لا بتاع حب ولا جواز .. ده كل يوم مع واحده ...ده حتي مسمينه الدنجوان!!! وهو تلاقيه بيعمل كده بيرسم عليكي علشان تسلميله وفي الاخر تنضمي لقايمه حريم عاصم ابو هيبه!!!

ويعني ما تفهمنيش غلط  علشان انتي مطلقه يعني!!!

قالها وهو يتابع بنظرات خبيثه وقع كلامه عليها...

صفعها يونس بكلامه!! وكانه اعادها للواقع لتفبق من وهم افكارها...تشوش تفكيرها من حديث يونس!!!  ولكنها اجلت التفكير فيه وتفرغت للرد عليهم ....

تحدثت بانفعال شديد: حتي لو كلامكم صح .. انا ما اسمحش لحد يتكلم ويقول عليا الكلام ده اويلمح بيه لانه مرفوض !!!

ولو تفتكروا انتوا اللي اصريتوا عليا علشان اقوم ارقص معاكم ..

ولو كنت رقصت مع يونس كنت هتقولواكده برضه ....

ولا علشان هو عاصم بيه صاحب الشركه وانا موظفه عنده كده الموضوع هيبقي اقوي واحلي ويسمع مع الكل ....

انتي تقولي معجب بيكي... والبيه يقول بيرسم عليا علشان انضم لقايمه حريمه!!!

ومش مهم بقي الكلام ده صح ولا غلط ... ومش مهم سمعه الناس اللي بتتكلموا عنهم ... والكلام يكتر ويتنقل من مكان للتاني واللي هيبقي المتضرر الوحيد في ده كله اناااا... ويا سلام بقي لما الناس تعرف اني مطلقه ... بس هي دي قنبله الموسم !! الي يقول بترسم عليه علشان تتجوزه واللي يقول ماشيه علي حل شعرها وغيره وغيره...وكل ده علي حساب سمعتي ....ومش بعيد ده يكون تفكيركم انتوا كمان ... وانتوا المفروض عرفتوني كويس!!!

جذبت حقيبتها من علي مكتبها وانطلقت مسرعه تخرج من الشركه كلها...ركبت سيارتها وانطلقت بها تسير بلا هدف محدد وكل ما حدث تعيده بذهنها مرات ومرات حتي انهارت من كتر التفكير !!!

......

استمر في قراه ملف يونس لوقت طويل وقد اتخذ القرار المناسب حياله ولكنه قرر تاجيله لبعض الوقت...

فتح حاسوبه لكي يراها فقد اشتاق لها كثيراً .... فمنذ لقائهم الاخير ورقصتهم معاً وهو يشعر بالاشتياق لها بشكل غريب عليه... يريدها امامه وبين يديه ...يريد ان يقترب منها اكثر.. ان يعلم عنها كل شيء ...يريد ان يغرق في تفاصيلها ...

صمت لثواني يفكر ....ومن دون تحدث الي مديره مكتبه: سلمي ... عاوز الفايل بتاع قروض البنوك الاخيره ... كلمي اداره الحسابات وخاليهم يبعتوه مع مدام سوار الناجي.. بسرعه!!!

اغلق الخط مبتسماً بمكر لتجاح خطته... القي نظره عليها من خلال كاميرات المراقبه ووجدتها منهكه في عملها .... استمر في مرافبتها حتي شاهد تباين تعابيرها وحديثها مع نور ويونس بشكل منفعل !!!

قطب حاجبيه مفكرا في سبب ما يحدث معها .... ثم تفاجيء بخروجها السريع من مكتبها ....

تابع هرولتها في اروقه  الشركه عبر الكاميرات متنقلاً من مكان لاخر حتي وجدها تخرج من باب الشركه .... انتفض ينظر خلفه من زجاج مكتبه الذي يطل علي الشارع ... لمحها تسير بخطوات متعجله حيث سيارتها المصفوفه امام الشركه ... استقلتها وتخركت مختفيه عن انظاره ...

ادرك ان هناك امر كبير هو الذي دفعها لفعل ذلك !!! ولكن ماذا عليه ان يفعل ؟؟ هل يتصل بها ؟؟؟ هل يذهب خلفها؟؟ً ام ينتظر للغد!! لا يعرف ... لايعرف

........

بعد ثلاثه ايام......

تجلس في مكتبها تعمل كالاله لا تتحدث مع احد الا فيما يتعلق بالعمل فقط ... فهذه اصبحت عادتها الجديده ... متجنبه الجميع ولا تتحدث مع احد خارج حدود العمل ... حتي عاصم تجنبت التعامل معه تماماً وساعدها علي ذلك ارتباطه باعمال خارج الشركه ....

فحاولت فدر استطاعتها ان لا تلتقي به فتره تواجده بالشركه وكلما حاول الاتصال هو بها لا تجيب وتغلق هاتفها ...

فهي قررت الابتعاد .... الابتعاد عن كل شيء ... فبعد حوارها الاخير مع مني ويونس ظلت طوال الليل مستيقظه تفكر في كل شيء حدث معها منذ ظلاقها حتي هذه اللحظه ....

وادركت انها الوحيده المخطئة والملامه !!! لانها ببساطه امراة مطلقه تعيش في مجتمع يري ان المراة المطلقه ما هي الا واحده سهله المنال او سارقه رجال طامعه فيما لا يحق لها!!!

ونصبوا نفسهم قضاه يحق لهم محاسبتها وجلدها!! لهم الحق في الخوض في سيرتها وعرضها سواء كانت بريئه او مدانه.. وتناسوا انها انسان له الحق ان يعيش حياته !!يحب .. يكره.. يعيش كيفا يشاء...

لذلك قررت ان تعيش كيفما يتفق مع مجتمعها انسان بلا روح بلا قلب بلا حياه حتي لا تتعرض للاقاويل خاصه في وجود اولادها !!!اولادها الذي ممكن يلومها  في يوم ما انها ارادت ان تعيش !!!

ظاما عاصم !!!! هي لا تنكر انجذابها الشديد له ... هناك شيء بداخلها تحرك نحوه !! وتشعر انه ايضا يكن لها مشاعر ... لا تنكر ان حديث يونس عنه اثر فيها ..  سواء كان  صحيح او لا ...

اصبح لا يهم ..لقد اخدت قرارها بالابتعاد وعدم المخاطره بمشاعرها حتي لاتنجرح مره اخري ....

.......

نور: سوار انت لسه زعلانه مني !! والله انا مقصدش اللي فهمتيه انا كنت يهزر معاكي مش اكتر...

عادي يا نور انا مش زعلانه...

ازاي مش زعلانه وانت مش بتتعاملي معانا زي الاول ... واخده جنب ومش بتتكلمي ولا تهزري معانا كله شغل وبس .. وكلنا ملاحظين ده مش انا بس...قالت وهي تشير الي احمد ويونس...

يونس بحرج : انااا ما قصدتش اني اضايقك بكلامي ... انا كنت بحاول انبهك علشان تاخدي بالك مش اكتر...علشان خايف عليكي وانت تهميني..يعني زي اختي!!!

احمد : حقك عليا ياسوار انت متعرفيش انا عملت فيهم ايه علي اللي عملوه معاكي ..

خلاص يا جماعه حصل خير..مجرد سوء تقاهم مش اكتر...قالتها بابتسامه بسيطه منهيه الحديث بلباقه...

.....

في نفس الوقت كان عاصم يدلف من باب الشركه كالاعصار... كل خليه في جسده تغلي كالبركان الذي علي وشك الانفجار!!!

كاد عقله ان يجن ..طوال ثلاثه ايام لا يعرف عنها شيء ولا بستطيع الاتصال بها وفي الشركه تتهرب منه.... لذلك عزم علي معرفه ما حدث ذلك اليوم في مكتبها وما شاهده علي كاميرا المراقبه وبعدها انقلب كل شيء...

جند المهندس المتخصص عن كاميرات المراقبه للعمل علي تفريغ كاميرات مكتبها وفصل الصوت عن الصوره حتي يعرف ماذا حدث !! ولكنه لم يصل الي شيء لذلك عزم علي معرفه الامر منها...

وصل الي الطابق التاني حيث مكتبها .. سار بخطوات غاضبه تدق الارض من قوتها وملامحه لا تبشر بالخير ...

ذهل الموظفون من مظهره الغاضب ووجوده في مكان اخر في المجموعه غير مكتبه... فهذه اول مره يتواجد فيها بينهم فهو عاده يكون في مكتبه وهم يذهبون اليه عندما يطلبهم... فعلموا ان هناك كارثه حدثت او ستحدث لا محال!!!

لمحه المدير المالي فهرول خلفه محاولا ملاحقه خطواته السريعه:عاصم بيه .. شرفت يا فندم .. اي خدمه اقدر اقوم بيها.. دي اول مره حضرتك تشرفنا فيها هنا... ظل يثرثر دون ان يعيره عاصم اي انتباه...

دخل مكتبها ووقف في المنتصف واضعاً يديه في خصره وملامحه لا تبشر بخير... شملهم جميعاً بنظره غاضبه وتحدث بغضب موجهاً حديثه لاحمد وعينياه عليها  : هو انا مش بلغتك من يومين اني عاوز فايل القروض البنكيه وتبعته علي مكتبي مع مدام سوار... الكلام ده متنفذش ليه!!!

احمد بتلعثم: اصل يا فندم يعني الفايل....

قاطعته سوار بثبات : الفايل مش جاهز يا فندم انا لسه بشتغل عليه حضرتك ممكن تديني ساعه ويكون علي مكتبك...

نظر اليها بغضب: هو انا لسه هستني سيادتك لما تخلصيه كمان ساعه .. اتفضلي يا مدام هاتي الفايل وحصليني علي مكتبي حالاً هنشتغل عليه مع بعض!!!

تدخل يونس مقاطعاً : ما تتعبش نفسك يا عاصم بيه .. انا هشتغل عليه مع مدام سوار وفي اقل من ساعه هيكون جاهز...قال ذلك لانه لايريد لعاصم الانفراد بها ... يحقد علي عاصم كثيراً بسبب ما حدث في الحفله من احراج وتقليل من شانه امامها فعزم علي ابعاد سوار عنه باي شكل رداً لكرامته المهانه ...

نظر له بغل وعيناه تطلق شرر غاضب... وانت مين سمحلك تتكلم او تدخل في اللي مالكش فيه.. وبعدين هو انت فاضي ومعندكش شغل علشان تعمل شغل زمايلك !!!

ثم اقترب منه ونظر داخل عينيه وقال بنبره خطيره تحمل تهديداً في طياتها: ركز في شغلك وبس ..بلاش تركز مع زمايلك ...

دور الشهامه والبطوله اللي بتحاول تعمله ده مش لايق عليك ومش بياكل عيش...خاليك في حالك وكل عيش!!!رمقه بنظره اخيره محذره ...ثم استدار مغادراً وهو يدفعها للسير معه الي مكتبه....

.....

دخل الي مكتبه ومازال الغضب مسيطراً عليه واعصابه تالفه ....وهي تلحقه بخطوات مرتعشه وبقلب مضطرب ..فهي اول مره تري الجانب العصبي فيه...

خلع جاكيت بدلته والقاه باهمال احد المقاعد وحل رابطه عنقه وشمر عن ساعديه ... يشعر باختناق وسخونه شديده في جسده

فتح نافذه مكتبه يعبيء صدره بالهواء لكي يهديء من غضبه...

لا يريد ان يتحدث معها وهو غاضب حتي لا تخشاه.. يجب ان يهدا اولا حتي يستطيع الحديث معها....

وقفت تنظر له في توجس ... خائفه هي منه وبشده...

تحدث وهو يعطيها ظهره ناظراً من النافذه.. تقدري تبداي شغلك..

قالت بتلعثم: هو مش حضرتك هتشتغل معايا...

رد بتقتضاب: لا ... ده شغلك مش شغلي !!!عندك المكتب واسع اقعدي مكان ما انت عاوزه...

التفتت حولها تنظرالي اين تجلس... تحركت نحو الكنبه الجلديه الكبيره وجلست عليها ووضعت حاسوبها امامها وبدات تعمل في جو مشحون من التوتر والارتباك...

استمر علي تلك الحاله لفتره كافيه حتي هدات اعصابه واستعاد هدوءه ... تظر نحوها وجدها تعمل بجد ويبدو انها تناست وجوده...ظل يطالعها بنظراته لفتره دون ان يمل من النظر اليها ..

لقد اشتاق لها كثيراً ... اشتاق لملامحها ... لصوتها ... لضحكتها ..لكل ما فيها ... كيف لها ان تجعله بصل الي هذه الدرجه من الاشتياق في يومين ففط؟؟ هو خائف ... خائف من مشاعره نحوها... خائف ان يحبها ويتعلق بها ...خائف من الخيانه!!!

فاق من تصارع افكاره علي صوتها وهي تقدم له الملف بعد ان انتهت منه...

انا خلصت الشغل الي حضرتك طلبته ... اي اوامر تانيه..

قالتها وهي تعطيه الملف دون ان تنظر له .... اخذ منها الملف والقاه باهمال علي مكتبه ...عقد ساعديه امام صدره وسالها بوضوح: ممكن اعرف ايه اللي مغيرك كده؟؟

قالت بارتباك وهي تشيح بنظراتها عنه: مش متغيره ولا حاجه..

اومال مالك!! بتتهربي مني ليه!! وتليفونك يا ما مغلق ياما مش بتردي!! انا عملت حاجه ضايقتك؟؟

عاصم بيه مفيش حاجه لكل ده...

قاطعها قائلا: عاصم ... قلت لك واحنا مع بعض انت سوار وانا عاصم....قالها بنبره حالمه..

قالت بانفعال: لا ما ينفعش!!! مافيش حاجه اسمها واحنا لوحدنا

حضرتك عاصم بيه صاحب الشركه وانا مدام سوار موظفه عندك وبس غير كده لا...

عن اذنك انا لازم امشي ..شغلي خلصته خلاص.. قالتها وهي تتحرك تحمل اشيائها وتغادر...

بخطوه واحده كان خلفها ...جذبها من ذراعها يمنعها من الذهاب..

انا عاوز افهم ايه اللي غيرك كده ... في ايه اللي حصل لكل ده ...

احنا اخر مره كنا مع بعض يوم الحفله وكانت كل حاجه كويسه ..ايه اللي شقلب كيانك كده... كان يتحدث بغضب والحزن يسكن يسكن نظراته ويغلف نبره صوته...

نزعت يدها من يده وصاحت هادره بغضب  لتخرج كل ما تكتمه داخلها من ضغوطات : اللي حصل اني فهمت وعرفت الحقيقه...

حقيقه انك بتعمل كل ده علشان توصل لهدفك الي بتجري وراه..النحنه والتسبيل وبوس الايدين وترقص معايا وتوصلني كل ده ليه...علشان اتعلق بيك وفي الاخر ابقي مجرد اسم في قايمه اسماء حربم عاصم ابوهيبه.. عاصم الدنجوان.... انتهت من حديثها وهي ترتجف من الانفعال ودقات قلبها تطرق كالمطرقه بين ضلوعها....

نظر لها بعدم تصديق ... غير قادر علي استيعاب كلماتها...

انت مصدقه نفسك !!! مصدقه الكلام اللي بتقوليه!!!

نحنه ايه وتسبيل ايه وقايمه حريم ايه!!! ايييييييييه..

للدرجه دي شيفاني انسان واطي وحقير !!! بعمل كده علشان اعلقك بيا...

انا منكرش اني ليا علاقات كتير وعرفت ستات بعدد شعر راسك

ولو انا عاوز اعمل زي ما بتقولي اضمك لقايمه الستات اللي اعرفهم ... عمري ما كنت ههتم بيكي ولا اعاملك زي ما بتعامل معاكي ... كنت هخاليكي انتي اللي تجري ورايا علشان بس ابصلك وساعتها اقرر اعرفك ولا لا...

وبعدين انا شخص واضح يعني لو عاوز اعرفك علشان اعمل معاكي علاقه واوسخ معاكي هقولك اني بعرفك علشان كده ... انا مش بخاف من حد ولا حد له حاجه عندي!!

بس انت غيرهم .. انت مختلفه... عمري ما شوفتك زيهم !!! قالها بنبره صادقه من قلبه....

وبعدين انا رجل صعيدي اعرف الصح والاصول وعمري ما كنت هخون الرجل اللي آمني علي شرفه واسمه وسايبك تشتغلي معايا وهو مطمن عليكي معايا..عمري ما هكون السبب في اني اشوه العلاقه اللي بين اهلي واهلك من قبل حتي ما تتولدي...

قد ايه انت واحده غبيه ...مش بتفرق بين الصح والغلط....

قالها بنبره حزينه محبطه وهو يستدير عائد للجلوس خلف مكتبه يقلب في الاوراق امامه وتحدث دون ان يرفع نظره اليها يشعر بخيبه امل واختناق شديد....

تقدري تروحي طالما خلصتي شغلك ياااا يا مدام سوار...

اعتصر قلبها من الالم حزناً علي نفسها وعليه.... هو محق هي غبيه ..هي رددت كلام يونس رغم عدم اقتناعها به الا انها وجدته الحل الامثل لتحصين نفسها منه والابتعاد عنه...

ولكنها لمست الصدق في كلماته ... رات نظرات عينيه الصادقه نحوها...ابتلعت غصه مؤلمه تخنق صدرها ونظرت له نظره مليئه بدموع الاسف ...حاولت ان تبكي ولكن دموعها خذلتها وانهارت علي وجنتيها تغرقها وهي تخرج مهروله من مكتبه تلعن غبائها والضغوط الواقعه عليها والتي جعلتها تعيش هذا الوجع .....


11=نبض قلبي لاجلك - الفصل الحادي عشر - 11 /

بعد شهر......

كانت تجلس في مكتبها تعمل بذهن شارد .. تفكر في الطريقه رقم الف للتحدث اليه .. لقد مر شهر وعاصم لا يتعامل معها علي الاطلاق !!! لم يحادثها ... لم يطلبها الي مكتبه ... لم يكلفها بعمل...

منذ صادمهم الاخير في مكتبه وكانه لايعرفها كانها شخص غريب عنه!!!!  البعد والقسوه هما سلاحه في مواجهتها...

حاولت كثيراً الاتصال به ولكنه لم يجب علي مكالمتها يراها ولا يجيب ....وذهبت لمكتبه تطلب مقابلته يتحجج بانشغاله بالعمل ....

حاولت وحاولت حتي يآست المحاولات منها...

تريد الاعتذار منه ...تريد الاعتذار عن حديثها الاخير وظنونها به ولكنه لم يسمح لها .....

زفرت بقنوط محدثه نفسها.:اوووف بقي ...مش عارفه اكلمه ولا اشوفه....اعمل ايه يا ربي ..اعمل ايه!! انا هكلمه يعني هكلمه واللي يحصل يحصل... ثم تحركت نحو مكتبه وكلها اصرار وتصميم علي التحدث معه حتي ولو وغماً عنه....

......

في نفس الوقت ....

كان في مكتبه يتحدث مع عدي واثناء حديثهم رن هاتف عاصم للمره الالف برقم ناننسي صديقته ... اغلق الخط ولم يرد عليها!!

عدي: نانسي برضه!!! ما ترد عليها بدل الزن ووجع الدماغ ده وبعدين انت لا بترد علي تليفوناتها ولا بتروح لها وهي هتتجنن عليك!!!

عاصم: سيبك منها .. انا مش فاضي لها اصلاً

عدي : انت لا فاضي لها ولا فاضي لغيرها!!! هتفضل كده كتير

عاصم : كده ازاي يعني ما انا كويس اهو....

عدي : طاب وسوار!!!!

عاصم: نظر له بطرف عينه ... مش عاوز اتكلم في الموضوع ده

عدي: لا هتتكلم يا عاصمً.. انت من ساعه اللي حصل وانت مش شايف نفسك بقيت عامل ازاي... علي طول عصبي وبتزعق ومش طايق نفسك ...وطاحن نفسك طول النهار في الشغل وباليل في الجيم.. بقيت قافل علي نفسك ولا بتخرج ولا بتسهر زي زمان ... حتي نانسي منفض لها ع الاخر ... نانسي اللي كنت عندها كل بوم بقالك اكثر من تلات شهور مروحتلهاش...

كل ده علشان سوار!!! وبعدين ما هي حاولت  تكلمك وتقابلك اكتر من مره وانت اللي بترفض .... انت عاوز ايه بالظبط ... انا ما مش فاهمك يا عاصم....

تنهدت عاصم بحزن.:ولا انا بقيت فاهم نفسي ..انا زعلان منها اوووي رغم ان عندها حق وانا عاذرها ... بس زعلان...زعلان علشان ما وثقتش فيا...

عارف ان اللي سمعته من الوسخ اللي اسمه يونس يخاليها تصدقه وتصدق اني ممكن اعمل كده ...

لكن انا عمري ما كنت هعمل معاها كده ... علشان هي مختلفه...مختلفه ومميزه عن اي واحده شوفتها او عرفتها... وعلشان انا مش وسخ وعيني تزوغ علي اخت صاحبي او اهل بيته....

طاب ما تسمع لها... شوفها مصممه تقابلك ليه... مش جايز لما تنكلموا الدنيا بينكم تظبط!!!

ولا تظبط ولا ما تظبطش .... انا مش عاوز اشوفها ولا اكلمها...

عدي بمكر: اممم مش عاوز تشووفهاااا.. اومال عينك مش بتتشال ليه من علي اللابتوب وفاتحه علي مكتبها وبتشوف بتعمل ايه وبتتكلم مع مين!!!

انااا مش برااا...قاطعه عدي واضعاً الحقيقه نصب عينيه حتي يعترف بها ولا ينكرها..

انت بتحبها يا عاصم .. بتحبها وبتكابر وخايف .. بتحبها وكرامتك وجعاك من كلامها...

فووق لنفسك يا عاصم والحق اللي باقي من عمرك وعيشه ...ادي نفسك فرصه تحب وتتحب بجد ... انا عارف ان عمرك ما حبيت بجد قبل كده .. اسمع قلبك بيقولك ايه واعمله علشان ما تندمش بعد كده... وعلي فكره سوار هي كمان شكلها بتحبك...

تنبهت حواس عاصم علي اثر تلك الجمله !!! ايه اللي مخاليك تقول كده ... انت تعرف حاجه انا معرفهاش...

لا معرفش ... بس شكلها باين اوي... ايه اللي يخاليها بعد كل اللي قالتهولك ده كله تفضل تحاول تكلمك وتقابلك وانت منفض لها ...الا اذا كانت هي كمان بتحبك او علي الاقل في مشاعر جواها ناحيتك...

فكر كده في كلامي كويس واعقله وشوف انت هتتصرف ازاي... انا في مكتبي لو عاوز حاجه ابقي كلمني ... وقبل ان يتحرك من موقعه ...فتح باب المكتب بقوه تبعه دخول سوار كالاعصار عليهم مما اجفل عاصم وعدي من منظرها.....

انا عاوزه اتكلم معاك ومش همشي من هنا غير لما اقول اللي انا عاوزاه!!!! قالتها وهي تنظر له بقوه وتصميم....

نقل عدي نظراته بينهم وعلي وجه ابتسامه مرتاحه واعتذر مغادرا انا كده كده كنت ماشي ...عن اذنكم..

نظروا لبعض عده دقائق دون قول شيء وكانهم يعاتبون بعض بنظراتهم ...اشتياق...حزن... اشتياق ...اسف....اشتياق....

امل ....اشتياق...حب!!! تلك المشاعر التي تحملها نظراتهم لبعض.

حمحم بخشونه قاطعاً تواصل نظراتهم وهو يجلس خلف مكتبه  قائلا بجمود: يا تري ايه الحاجه المهمه اللي عاوزه تقوليها وتخاليكي تدخلي عليا مكتبي بالطريقه دي ...وبعدين ازاي سلمي سابتك تدخلي كده !!!

جلست علي المقعد المواجهه لمكتبه: اولا سلمي ملهاش ذنب انا اللي استغليت انها مش علي مكتبها ودخلت ..واسفه علي الطريقه اللي دخلت بيها بس انت اللي خاليتني اعمل كده...

انا اللي خاليتك تعملي كده ازاي يعني مش فاهم !!

علشان مش عارفه اوصلك .. كل ما احاول اكلمك او اقابلك مش بترضي وبتتهرب مني علي طول...

اتهرب منك!!! قالها باستنكار شديد

طبعاً اومال تسميه ايه!!! اجابت قاصده استفزازه ليخرج عن جموده معها...

اسميه عادي يا مدام سوار ...انا مديرك وانت موظفه عندي...فعادي اني اتعامل معاكي كده ..تعمد استخدام نفس كلماتها في وصف علاقتهم...

المهم علشان مش فاضي ومعنديش وقت ... قولي كنت جايه ليه

صدمت من جفاؤه معها !! رغم انها كانت تتوقع انه لن يعاملها كما السابق .. الا انها جرحت بشده !! تعلم انها اخطأت وجرحته بكلامها ولكنها لم تعتاده بتلك القسوه...

ابتلعت غصتها ولملمت الباقي من كرامتها وقالت ما جاءت من اجله....حتي وان خسرته !!!

حاولت اخراج نبره صوتها قويه الا انها خرجت مهزوزه حزينه رغماً عنها: احممم .. انا كنت عاوزه اعتذر لحضرتك عن الكلام اللي قلته اخر مره...انا اسفه!!! ما كنتش اقصد اغلط في حضرتك او اجرحك...عن اذنك وسوري ان كنت اخذت من وقت حضرتك....قالتها وهي تستدير مغادره سريعاً حتي لا يلمح الدموع التي ملئت عينيها...

ندم علي غلظته وفظاظته معها ...ولعن نفسه عندما كسر بخاطرها وراي الحزن يكسو ملامحها ويغلف صوتها... وعندما وجدها تجري مغادره من امامه لم يستطع ان يقاوم اكثر من ذلك ...

وقبل ان تفتح باب المكتب ... كان خلفها !!!!اسند احدي يديه علي الباب مانعها من فتحه واليد الاخري ادارها لتصبح في مواجهته وظهرها مستند علي الباب خلفها....

جفلت من حركته السريعه .... لا تعلم متي وكيف اصبح خلفها وهي تركته خلفها يجلس خلف مكتبه!!!

نظرت له بعدم استيعاب ..رفعت نظراتها المرتبكه نحوه تساله علي ما حدث.. ولكن عقد لسانها وضاعت منها الكلمات ...

كان قريباً منها بدرجه خطيره ... ملامحه الرجوليه الوسيمه ...

رائحه عطره القويه التي اخترقت صدرها ... جسده الرجولي الضحم الذي يخفيها خلفه ...وعيناه التي نربكها بنظراتها القويه

هذا الوسيم خطر عليها .... هو يجذبها اليه بشكل قوي وسريع وهي علي وشك السقوط في شباكه !!!

اما هو فحاله لا يختلف عنها كثيراً ... هذه المرأه اشد خطورة

مما توقع !!! تقلب كيانه وتزعزع ثباته في لحظه... القرب منها ناااااار حارقه تحرق كيانه والبعد عنها بركان ثائر يشوي قلبه وروحه بحممه االملتهبه...هي تشبه مياه البحر تغريه للسباحه فيها ولكنه مدرك انه سيغرق بها وهو اكتر من مرحب بالغرق والغوص فيها ومعها .....

سالت بتوتر: في ايه !!! لو سمحت افتح الباب عاوزه اخرج...

احنا لسه مخلصناش كلامنا علشان تمشي...انت قلتي اللي عاوزاه بس انا لسه مردتش علي كلامك....

مالوش لزوم الكلام الا لو حضرتك مش قابل اسفي!!!

كام مره قلتلك لما نبقي لوحدنا تقوليلي عاصم من غير حضرتك ...

كل مره لازم تنسي علشان افكرك ... بعد كده لو نسيتي هزعل منك وانا زعلي وحش ....قالها وهو يقرص طرف ذقنها باصابع يده في حركه مداعبه..

ما انا شوفت زعلك وجربته..قالتها بوجه عابس

لا ... المره دي انا زعلت علشان موثقتيش فيا وانت خلاص اتاسفتي... ثم مرر نظراته علي كل انش من ملامح وجهها الجميل المشتعل احمرارا من خجلها ومن حراره الموقف الذي هم فيه وقال

بنبره ماكره: لكن زعلي المره الجابه مش هيروح الا لما تصالحيني !!!

اصالحك ازاي بقي...

لما تغلطي ساعتها هتبقي تعرفي... قالها وهو يغمز بطرف عبنه

ابتسمت علي طريقته وسالته: يعني انت خلاص مش زعلان مني !!!

انا مش عارف ازعل منك اصلاً ...انت جننيتي يا سوار ...خالتيني مش عارف انا عاوز ايه!!! بس كل اللي اعرفه دلوقتي اني عاوزك تبقي جنبي وقريبه مني وتكوني واثقه فيا زي ما انا واثق فيكي... قالها متنهداً وهو ينظر لعينيها بتيه ويملس بيده علي وجنتها الناعمه...

بدون تردد وبخجل اضافت : وانا بثق فيك يا عاصم ...

اتسعت ابتسامته بتلفظها باسمه مجرداً دون القاب : قلتي ايه

فهمت ما يريده ولكنها راوغته بدلال: قلت بثق فيك..

زجرها بزيف: هااااا قوليها ....

ضحكت بصوت رقيق ونظراتها تلمع بسعاده: بثق فيك ياااا عاصم

رفع كف يدها يلثم باطنه وهو ينظر داخل عينيها قائلاً بتنهيده حارقه : جننتي عاصم يا بنت الناجي.....

.....


12=نبض قلبي لاجلك - الفصل الثاني عشر  12/

بعد حديثهم الطويل في مكتبه، سارت الامور ببنهم طبيعيه وهادئه فقد اتفقتا علي ان يصبحوا اصدقاء ويعطوا انفسهم فرصه للتعرف علي يعضهم خارج نظاق الاسره والعمل . ومن قوتها وكلاهما بشعر بسعاده وراحه .. فعاصم اصبح هاديء الطباع دائم الابتسام وهي اصبحت مشرقه اكثر من قبل...

دلفت سلمي السكرتيره الي مكتبه تريد محادثته في امراً هام، بينما يقوم بمراجعه بعض اوراق العمل : مستر عاصم كنت عاوزه حضرتك في موضوع مهم...

تعالي يا سلمي.. ثم رفع نظره من علي الاوراق نظراً لها في اهتامام.. خير في ايه .. موضوع ايه المهم ده..

تنحنحت سلمي محرجه مما سوف تقول: بصراحه يا مستر عاصم مش عارفه اقول لحضرتك ايه ... حضرتك عارف ان وخطيبي المفروض بنجهز لجوازنا في خلال كام شهر.. بس الظروف اتغيرت فجاه وجاله عقد عمل باره مصر ولازم يسافر في خلال شهر علشان يستلمه ... فكل حاجه اتلغبطت وخصوصا انه مصمم اني اسافر معاه فهنكتب الكتاب ونسافر علي طول ونكمل بيتنا مع بعض علي مهلنا... فانا كنت يعني حابه ابلغ حضرتك اني هسيب الشغل علشان الحق اخلص الاوراق بتاعه السفر والجواز وكده ...بس غصب عني والله لولا الظروف يعني عمري ما كنت اسيب الشغل مع حضرتك ابدا....

عاصم مبتسماً: الف مبروك يا سلمي ولو اني زعلان انك هتمشي وتسببنا بس مش مهم ربنا يوفقك في حياتك انت تستاهلي كل خير

سلمي : ربنا يخاليك يا مستر عاصم وعموماً انا مش هسيب الشغل قبل اسبوعين تكون حضرتك قدرت تلاقي حد بدالي ...

عاصم متفهماً : ربنا يسهلها ..بس عاوزك تنزلي اعلان عن طلب سكرتيره وطبعاً انت عارفه انا محتاج ايه في السكرتيره بتاعتي !!تكتنبي الاعلان وتنزليه علي النت وفي الجرايد ...

وقبل ما تمشي ابقي عدي علي الحسابات علشان تاخدي بقيه حقوقك وكمان في مكافأه كويسه علشانك...

سلمي بابتسامه شاكره: متشكره جداً جداً يا عاصم بيه وبنا يخالي حضرتك .. عن اذن حضرتك هروح اكمل شغلي....

اذن لها بالخروج وهو يتناول هاتفه لمهاتفه عدي... ايوه يا عدي عملت ايه في موضوع السواقين بتوع شركه النقل الي عاملين اضراب... صمت بستمع لرد عدي ثم اضاف بعدها... تمام اهم حاجه لو ليهم حق ياخدوه وزياده كمان انت عارف انا مش باكل حق حد ... المهم اشوفك بعد ساعه في البريك نتغدي سوا....

اغلق الهاتف وعاد لمتابعه عمله....

كانت تعمل علي الحاسوب تنقر باصابعها الصغيره بسرعه ومهاره علي لوحه المفاتيح تدون بعض الارقام والبيانات الخاصه بالعمل وفي نفس الوقت تتابع حديثها مع زميلتها نور والتي تحسنت قليلاً...انت الي غلطانه يا نور ولازم تعتذزي له .. احمد بيحبك  بلاش تزعليه منك...قالت بصدق ناصحه اياها

نور : ما انا عارفه بس هو بيستفذني ومش بعرف امسك لساني بصراحه...

سوار بتاكيد وبنيره ذات مغدي: لسانك ده اللي جايك ورا!!

نور: ما يبقاش قلبك اسود بقي .... المهم انا هقوم امضي الورق ده من الاستاذ عبد العزيز تكوني خلصتي شغلك علشان نلحق تتغدي في البريك ويكون احمد ويونس رجعوا ...

اومأت سوار براسها موافقه نور وهي لازالت علي جلستها تعمل علي الحاسوب معطيه ظهرها لنور ولباب المكتب ...

بعد فتره كانت سوار ونور يتجهون الي خارج الشركه لتناول الغذاء في مطعم قريب منهم ..واثناء خروجهم قابلوا يونس واحمد وتحركوا جميعهم نحو وجهتهم واصر احمد علي ان يذهبوا جميعهم بسيارته فالمطعم قريب ولا حاجه للذهاب باكثر من سياره خاصه عندما رغبت سوار بالذهاب بسيارتها ... تقدمهم احمد ونور نحو السياره وتبعهم سوار ويونس... فتح يونس باب السياره لسوار في حركه ذوقيه منه عله يحظي باعجابها!! ثم ركبت سوار ونور في الخلف واحمد يقود السياره وبجانيه يونس...

حدث كل ذلك امام زوج من العيون السوداء المشتعله بنيران قاتله تود حرقهم احياء...كيف لها ان تذهب معهم؟؟ آلم يحذرها من يونس؟؟ كيف تسمح لنفسها ان تركب برفقتهم السياره حتي وان كانت صديقتها معها !!! هناك رجلين تجلس برفقتهم وحدها!!! تتحدث معهم .. تبتسم لها ابتسامتها الرائعه... ستظهر غمازاتها الساحره... وتبتسم شفتاها المهلكه!!!!

لا لا لا لن يستطيع سيقتلهم ويمثل بجثثهم وهي سيكسر قدميها التي جعلتها تخرج معهم ويقطع شفتيها التي تبتسم بها سيقطعها بشفتيه حتي يدميها حتي لا تستطيع  الابتسام لاي مخلوق غيره...

صبراً سوار صبراً....

ذهب برفقه عدي لاحد المطاعم ...با عاصم اهدي مش كده ... انت من ساعه ما شوفتها معاهم وانت مولع كده ... فيها ايه بعني لما خرجت تتغدي مع زمايلها....

رشقه عاصم بنظره ناريه من عينيه المشتعله...اهدي !!! عاوزني اهدي وانا شايفها خارجه مع الوسخ الي اسمه يونس وانا محذرها منه قبل كده وقايل لها تخالي بالها منه ... والهانم ولا هي هنا وعادي خرجت ومش في دماغها حاجه ... والبيه بيرسم وبيفتح لها الباب علشان تركب وهي زي الهبله ركبت معاه!!!

ثم صمت لثواني وقال بنبره خطيره : ولا يكونوا خارجين مع بعض كابلزز!!! نور واحمد ...وهي والزفت ... عند هذه الفكره احس ببركان ينفجر داخله ... اطاح بكوب المياه من امامه نافساً فيه غضبه المشتعل....

ايه يا عاصم .. انت اتجننت .. اهدي الناس ابتدت تاخد بالها مننا والكل عارفين احنا مين ... اهدي علشان منظرنا بقي زفت!!!

طاب ما تتصل بيها وتكلمها اهو علي الاقل تهدي شويه علي ما نرجع المكتب تاني!!!

وانا مستنيك تقولي اتصل بيها !!! ما انا بتصل بيها بقالي ساعه والهانم تليفونها خارج الخدمه ... قالها بنبره ساخره مغلوله...

وبعدين بدل ما انت عامل في نفسك كده ما تروح تقولها انك بتحبها وتتجوزها وساعتها محدش هيجي ناحيتها ... وتبقي ريحت نفسك وريحتنا من وجع القلب ده!!! قالها عدي ضاغطاً عليه لجعله يعترف بعشقه لها الواضح وضوح الشمس ورغم ذلك ينكره وينكر وجوده بشده....

توترت نظرات عاصم من حديث صديقه وقال بارتباك: حب وجواز ايه يا عدي الموضوع مش كده ... الموضوع انا خايف عليها من الي اسمه يونس ده ... ما انت عارف هو اللي لعب في دماغها وقالها ايه عني .. ما انت سمعته بنفسك لما فصلنا الصوت من كاميرات المراقبه...وبعدين انا مش بتاع لا حب ولا جواز انا كده مرتاح وميت فل...

لا واضح بصراحه انك مرتاح علي الاخر وواضح اكتر انك مش بتاع حب...قالها متهكماً من عند وغباء صديقه....

بعد قليل كانوا جميعهم وصلوا لمقر الشركه ... لمحته سوار يترجل من سيارته برفقه عدي .. ابطئت خطواتها حتي يتسني لها رايته والحديث معه فهي لم تراه من الصباح ...

ابتسمت ما ان اقترب منها وكادت ان تحادثه الا انه مرق من جانبها كالاعصار العاصف دون ان ينظر لها .... نظرت في اثره باحباط وقد فشلت خطتها ... قال وانا كنت فاكراه اول ما بشوفني هيقف ويكلمني..تنهدت باحباط وسارت بكسل حتي دلفت الي داخل الشركه....

دلف مكتبه بخطوات غاضبه وملامح قاتمه .... وقف امام سلمي قائلا : سلمي عاوز مدام سوار الناجي في مكتبي حالا ... ولج الي مكتبه صافقاً الباب خلفه بقوه كادت تحطمه!!!

اخذ يدور ويدورحول نفسه كالاسد الهائج الذي يريد الفتك بقريسته الا انه توقف لثواني عندما لمعت تلك الفكره الماكره في راسه والتي تجعله يضرب كل العصافير بحجر واحد!!! فطع تفكيره صوت طرقات علي  باب مكتبه ... طرقات يعلمها ويعلم هويه صاحبتها وبستطيع يميزها جيذاً ... تبع الطرقات دلوف سوار الي داخل مكتبه ....

استدار بجسده لها ليقف في امامها ليصبحا متقابلين ... ابتسمت له بود... حضرتك طلبتني يا مستر عاصم ....

نظر اليها بملامح غاضبه وبصوت آمر غاضب سالها: قافله تليفونك ليه !!! ا

انا مش قفلاه انا نس......قاطعها هادراً: متكدبيش !!! بقولك مقفول انا كلمتك ميت مره وقت البريك كان مقفول ولا تكوني عامله كده مع رقمي انا بس لما انصل يديني مقفول علشان تكوني علي راحتك البيه بتاعك...ومقطعش عليكم قعدتكم الرومانسيه مل انتوا مقاضينها كابلززز!!  ملامحه مشتعله وعروق نحره تكاد تنفجر من فرط غيرته وعصبيته ...انهي كلماته السامه المليئه بظنونه التي ليس لها اي اساس من الصحه.... الا ان نيران غيرته هي التي صورت له الامر !!!

ااندهشت من عصبيته وشكوكه الغريبه بحقها!!!  قالت منفعله مدافعه عن نفسها : اولا انا ما بكدبش وما اسمحلكش تكلمني كده ولا تقول عليا كدابه... ثانياً لو كنت بس سمعتني للاخر كنت هتعرف ان نسيت تليفوني في المكتب ولما رجعت لقيته فاصل شحن علشان كده لما سالتني قلت لك بشحنه بس انت مسمعتنيش !!! يعني مش قفلاه ولا قاصده اني اعمل كده مع رقمك ...وهعمل كده ليه وانا اصلا ... وبعدين ايه خارجين كابلز دي !!! انا كنت رايحه انا ونور لوحدنا وبعدين قابلناهم واحنا خارجين وجم معانا ...

قال ومازال غضبه مشتعل حتي بعدما علم حقيقه غلق هاتفها...

وازاي تسمحي لنفسك تركبي العربيه مع راجلين لوحدكم والزفت اللي اسمه يونس ده موجود وانا حذرتك منه قبل كده ومن نظراته وطريقته معاكي لا وكمان يفتح لك الباب بنفسه .،، ايه عاجبك!!!

ازدات غضباً من تلميحاته الجارحه: ايه عاجبني دي ...انا ما اسمحلكش !!! وبعدين انا ماكنتش معاهم لوحدي نور معايا مع خاطبها ...ولو قصدك علي يونس انت عارف كويس اوي انه زميلي زيه زي احمد مش اكثر ومش هيكون اكثر من كده ...اما بقي هو فتح الباب ولا قفله ...عاملها قصد ولا لا ... في حاجه جواه ناحيتي ولا ببعمل كده عادي ... ماليش فيه هو حر في تصرفاته ... ماتجيش تحاسبني علي تصرفات غيري.....وبعدين ما انا قاعده معاهم علي طول في المكتب وساعات ببقي لوحدي ونور مش موجوده وهما موجودين ايه الفرق بقي!!!

وبعدين انت بتعمل معايا كده ليه ..، هي دي الثقه اللي كلمتني عنها !!!! هي دي انا واثق فيكي !!! بتحاسبني علي ايه وليه؟؟؟

قالت ذلك وهي تنظر داخل عينيه برجاء تمني نفسها ان يعترف بحبه لها والتي تستشعره في تصرفاته .. نظراته ... غيرته... حتي عصبيته تفضح عشقه لها ولكنها تريد منه اعتراف يريح قلبها ... قلبها الخائن الذي وقع بعشقه دون ان تدري .... نعم عشقته بكل جوارحها !!!

رغم قرارها بعدم السماح لقلبها بالوقوع في الحب مره اخري الا انه تغلغل داخلها بخبث شديد واوقعها بشباكه في غفله منها....

بماذا يجيبها ؟؟؟ هو نفسه لا يعرف ماذا يحدث له... يشعر بنيران هوجاء تحرق احشاؤه كلما لمح اي رجل بجانبها او ينظر لها!!! يريد ان يخفيها عن الجميع ... ان يسجنها داخل قلبه ...اذا كان هذا هو الحب الذي يتحدثون عنه !!! اذاً فهو يحبها بل يعشقها

حد الجنون... ولكنه خائف ...خائف وبشده من ان تكون لا تشعر به ولا بعشقه ... خائف من رفضها لحبه .....

ولكن حتي لو رفضته ورفضت حبه لا يهم....حبه لها يكفيهم .. سيفرض عليها عشقه بالقوه .... سيجعلها تهيم به عشقاً وتبادله عشقه بعشق اكبر ...هي له وانتهي الامر .. وعليها تقبل هذه الفكره شائت ام آبت!!!

قال محاولاً ضبط انفعالاته :انا بثق فيكي بلاش كلام اهبل ... وبعدين انا بخاف عليكي ومن حقي احاسبك علي التصرفات اللي مش عجباني...

خايف عليا من ايه وليه وتصرفات ايه اللي غلط كل ده علشان خرجت اتغديت معاهم ...قالتها بتزمر!!

اشتعلت غيرته من جديد عند ذكرها للامر مره اخري... ايوه علشان خرجتي واتغديتي معاهم لوحدك وركبتي العربيه معاهم لوحدك ..وما تقوليش نور كانت موجوده علشان ما يفرقش معايا... ويكون في علمك انا مش هسمح للي حصل ده انه يتكرر تاني...ثم صمت لثواني واضاف بثبات.. انت خلاص شغلك في الحسابات انتهي!!!

زهلت من رد فعله وجزع قلبها من قسوته ... قالت يتوجس: يعني ايه الكلام ده !!! انت عاوزني اسيب الشغل!!!

قال بغموض: مش بالظبط ...ردت بعدم فهم : يعني ايه...

قال موضحاً : يعني هتسيبي شغلك تحت في الحسابات وهتشتغلي معايا هنا في مكتبي ... هتبقي مديره مكتبي بدل سلمي ... علشان سلمي هتسيب الشغل علشان هتتجوز...

قالت برفض:لا طبعااااً...انا محاسبه مش سكرتيره .. افهم ايه في شغل السكرتاريه ...انا بحب شغلي ومرتاحه فيه ... انا مش موافقه...

قال بعند: انا مش باخد رايك علشان تقولي اه او لا... ده اوردر شغل وانت عليكي تنفذيه ... من بكره تكوني موجوده مع سلمي هتعرفك الشغل في مكتبي ماشي ازاي....

قالت بعند اكبروهي تشتعل غيظاً من تسلطه .. هي لا تحب ان يجبرها احد علي شيء ... هو لو فقط يحادثها بهدوء ويقنعها ستفعل ما يريد بكل رضا نفس ولكن ليس بالاجبار  :وانا مش هنفذ اوردرات انا هفضل في مكاني يااما هسيب الشغل !!!

نظر لعينيها بتحدي : مش بمزاجك اوامري هتتنفذ ومش هتسيبي الشغل احنا في شركه مش بنلعب !!! وبعدين تقدري تراجعي العقد بتاعك هتلاقي فيه اني من حقي كصاحب الشركه اشغلك في المكان اللي اشوفه مناسب لمصلحه الشغل ومن غير موافقتك ... اما موضوع سيبان الشغل برضه مش هينفع الا لما يعدي علي تعيينك في الشركه خمس سنين او انك تدفعي الشرط الجزائي الي هو ٢ مليون جنيه!!!!! وحتي لو معاكي تدفعي انا مش هسيبك علشان انا والشغل محتاجين لك....

بهتت ملامحها وشعرت بالاحباط منه ومن ادراكها لحقيقه عقدها المبرم مع شركته.... ردت بيأس شديد : والمطلوب!!!

قال وعينيه تلمع بوميض انتصار رهيب: بكره الصبح تكوني سلمتي كل حاجه تخص شغلك في الحسابات للاستاذ عبد العزيز وبعد كده تستلمي شغلك مع سلمي لحد ما تعرفي منها كل حاجه...

صمت قليلا واضاف بتحذير.. وبالمناسبه لبسك ده يتغير مش عاوز الاقيكي لابسه ضيق او قصير ومش عاوز اشوفك لابسه كعب عالي نهائي انت فاهمه ....وشعرك ده يتلم مش عاوز اشوفه مفرود ومش عاوزك تحطي مكياج ... احنا جايين نشتغل مش رايحين حفله... انهي كلامه وهي يتلوي من نيران غيرته الهوجاء...

نظرت له ببلاهه وكانه براسين... ما كل هذه الممنوعات التي يفرضها عليها.....

قالت باستهزاء لحديثه: طاب ما اجي باسدال الصلاه احسن!!!

قال مستحسناً الفكره: يا ريت ولا اقولك ايه رايك تتحجبي او لا بلاش حجاب ايه رايك في النقاب .. حاجه اخر احترام وحشمه...

قالت باندهاش: انت بتتكلم جد!!! انا طبعاً بحترم الحجاب والنقاب ومش بقلل منهم واكيدعارفه ان الحجاب فرض عاوزه اتحجب بس لسه ربنا مارادش ولما ربنا يريد هعمل ده علشان ربنا وعلشان ديني بيآمرني بكده مش علشان شغل او اي حد وبعدين ده بيني وبين ربنا محدش له انه يدخل في حاجه زي كده....

قال مؤكدا: انا مقصدش اني افرض عليكي الحجاب انا بقول المفروض يتعمل ..

وبعدين انا بقول كده علشان بخاف عليكي انت عارفه انا هنا مكان هشام اخوكي وواجبي اني احافظ عليكي واحميكي...

اغتاظت من وصفه انه مثل اخيها ... فقالت تتحداه: اولا انت مش اخويا .. ثانياً هشام عمره ما بيدخل في لبسي ولا بيفرض عليا رايه في حاجه ..

ثم اقتربت منه وقالت بنبره ماكره: وبعدين معتقدش ان العقد بتاعي في بند بيلزمني اني اسمع كلامك في موضوع لبسي مش كده ولا ايه ...

نظر لعينيها معجباً بها وبتحديها له ... هنشوف مين كلامه الي هيمشي في الاخر يا بنت الناجي...

بادلته ابتسامته بابتسامه متحديه...هتشوف بنت الناجي هتعمل فيك ايه يا ابن ابو هيبه....


13=نبض قلبي لاجلك - الفصل الثالث عشر  13 /

استيقظت سوار متاخره علي غير عادتها ..فقد ظلت مستيقظه لوقت طويل تذاكر مع اولادها وتراجع معهم دروسهم فقد بدات امتحانات اخر العام ...فقد سقطت نائمه مره اخري بعد ان ايقظتهم للذهاب الي الامتحان.. فقزت من السرير ما رات تاخر الساعه ... نصف ساعه وكانت تطير بسيارتها نحو عملها ...

فاليوم لديهم اجتماع مع الشركه الايطاليه وهذا اول اجتماع تحضره منذ ان اصبحت مديره مكتب عاصم منذ شهر ومن حظها التعيس تتاخر علي موعد الاجتماع .... دخلت مهروله الي داخل الشركه متوجهه نحو مكتبها قبل ان يبدا الاجتماع .....

لمحت عاصم يتجه نحو قاعه الاجتماعات وبرفقته الوفد الايطالي ...هوولت تحضر اشيائها من مكتبها ولحقت بهم ....

دلف عاصم ومعه الوفد الي قاعه الاجتماعات مرحباً بهم وكل بضع دقائق يطالع ساعته متوعداً لها علي تاخيرها ... ثواني واستمع الي صوت طرقعه كعبها العالي والتي لا تتخلي عنه عنداً فيه كعادتها منذ ان انتقلت للعمل في مكتبه .....

التفت براسه نحو المدخل وجدها تدلف سريعاً وترسل له بنظره اعتذار...ولكنها كالعاده تريد ان تصيبه بجلطه قلبيه بسبب ما ترتديه... فكانت ترتدي فستان من اللون اللبني الفاتح  قصير يصل الي ركبتيها وفوقه جاكيت من اللون الكحلي وحذاء ابيض ذو كعب عالي وحقيبه يد حمراء وشعرها كعادته حر طليق يثير جنونه!!!

اشتعلت نيران عينيه علي الفور وكتم غيظه داخله حتي ينتهي الاجتماع فهي منذ شهر وهو يتجاهل ما تفعله لتثير حنقه لكن اليوم سيضع حداً لها....كان يتراس طاوله الاجتماعات وعلي يمينه يجلس عدي ومحامي المجموعه ..وعلي يساره يجلس السيد"الكسندرو" صاحب الشركه الايطاليه ومديره مكتبه وصاحبته"صوفيا والمحامي الخاص بهم... جلست بجانب عاصم تتوسطه هو وعدي!! مال ناحيتها ما ان جلست بجانبه قائلاً بتحذير: ما تتحركيش من مكانك لحد ما الاجتماع يخلص .. ثم رمقها بنظره محذره من عينيه تاكيداً لحديثه!!!

تعلقت نظرات اليكسندرو بسوار منذ دخلوها القاعه وظهر اعجابه بها واضحاً من نظراته لها طوال الاجتماع فقد وصفها "بالحوريه الشرقيه"..وكذلك صوفيا التي انبهرت بعاصم ما ان رات وسامته وملامحه الشرقيه الواضحه وجسده الرجولي المهيب...

استمر الاجتماع لوقت طويل ناقشوا فيه الكثير والكثير من الامور الهامه ولكن عاصم كان يجلس علي جمر مشتعل بسبب ذلك نظرات ذلك الايطالي الوقح نحو سوار والذي بدي ظاهراً بوضوح علي وجه عاصم المتجهم .. فقد لاحظت سوار نظرات ذلك الايطالي ناحيتها ولكنها تجنبت التعامل معه حتي لا تتسبب في مشكله لعاصم ولكنها لم تغفل عن النظرات الوقحه من تلك الصفراء التي تنظر لعاصم وتكاد تلتهمه بعينيها....

احست سوار بالضيق الواضح علي ملامح عاصم .. فاستغلت انشغال الجميع بمراجعه بعض الاوراق ...فمالت ناحيته تحدثه بهمس .. عاصم انت كويس ..شكلك مضايق في حاجه حصلت زعلتك!!! رقصت دقات قلبه فرحاً لاهتامها به ولنطقها اسمه مجرداً دون القاب رغم وجود الجميع !!!

كانت قريبه منه لدرجه خطيره رائحتها القويه تغلغت داخل صدره تعيث في قلبه ومشاعره فساداً... استنشق عبيرها الاخاذ داخل رئتيه ومال براسه هو الاخر ناحيتها وتحدث بهمس مماثل لها.. انت شايفه ان مفيش حاجه حصلت!!! وبعدين من امتي بتقوليلي عاصم كده من غير حاجه واحنا وسط الناس قصداها صح!!

قالها بغيظ ثم اضاف بتوعد بعد الاجتماع نتكلم..

نظرت له بقلق من حديثه وفضلت الصمت حتي انتهاء الاجتماع!!!

انتهي الاجتماع بعد فتره طويله واسفر عن وجود تعاون مشترك بين الطرفين...اتجه عدي ومعه المحاميان الي مكتبه لمراجعه بنود العقد بينهم وتركوا عاصم والكسندرو والسيدتان معاً....

مد الكسندرو يده مصافحاً عاصم بحراره....

الكسندرو بالايطاليه: سعيد جداً للتعاون معك سيد عاصم

عاصم متحدثاً بالايطاليه بطلاقه مثله: وانا ايضا سيد الكسندرو

صوفيا بنظرات وقحه وهي تصافحه: انا واثقه ان التعاون بيننا سينال رضاك وسنستمتع بيه كثيراً ايها الوسيم!!!

عاصم ببرود وقد فهم مغذي كلامها: نامل ذلك..

اشتعلت نظرات سوار واحست بالنار تاكل احشاؤها من وقاحه تلك الصفراء وحديثها مع عاصم ... هي لا تجيد التحدث بالايطاليه ولكنها متاكده ان هذه الوقحه تتغزل بعاصم من نظراتها ... فبدون تفكير اقتربت من عاصم حتي التصقت به ونظرت لها بنظره ذات مغذي ان هذا الوسيم خاصتي واياك والاقتراب منه!!!

لم يعلق عاصم علي تصرف سوار فكان كل اهتمامه مع الكسندرو ونظراته نحوها...

مد الكسندرو يده لمصافحه سوار وهو يتظر لها باعجاب قائلاً: شرُفت بمعرفتك ايتها الحوريه الشرقيه!!!

لم تفهم سوار معني كلامه ولكنها فهمت انه يريد مصافحتها وقبل ان تمد يدها اليه ...

كان عاصم قد التقط يديه ضاغطاً عليها بقوه متحدثاً من بين اسنانه وملامحه تنذر بقدوم عاصفه قويه.....

هي لا تصافح الرجال ولا تنعتها بالحوريه الشرقيه مره اخري..

وابعد نظراتك من عليها حتي لا اضطر للتعامل معك بشكل غير حضاري!!!!

الكسندرو: اوووو. اهديء يا رجل ما بك .. انا فقط ابدي اعجابي بها ليس الا .. لم اقصد اي شيء سيء!!! ولكن واضح انها تمثل لك الكثير ... هل هي عشيقتك!!!

عاصم بغيره واضحه: انها امراتي .. خاصتي .. وليس عشيقتي!!

الكسندرو: معذره سيد عاصم لم اكن اعلم .. اكرر اعتذاري

عاصم بجمود : لا عليك واتمني الا يتكرر الامر مره اخري والا تعتبر العقد بيننا كانه لم يكن

الكسندرو:كن مطمان .. الي اللقاء

غادر الكسندرو وصوفيا التي تشتعل غيظاً من برود عاصم معها وفشلها في التاثير عليه الي جانب معرفتها بان سكرتيرته الحسناء هي محبوبته .. ولكنها لم تياس ستحصل علي عاصم ففد اعجبت به ووبوسامته الشرقيه المثيره....

ما ان غادروا حتي استدار اليها ينظر اليها بملامح مبهمه لا تفصح عما يدور بداخله من صراعات تتمركز كلها نحوها ... اقترب منها وتحدث بهدوء حذر: انا عاوز افهم انت ليه بتعانديني ..ليه بتعملي الي يضايقني... ليه مش بتسمعي كلامي!!!!

قالت بنعومه ومكر انثوي  فقد نجحت في اغاظته واثاره غيرته عليها ولكنها تريده ان يعترف بعشقه لها الواضح في كل تصرفاته ولكنه يكابر ويعاند !!! وانا عملت ايه بس يا مستر عاصم ... ما انا متحركتش من مكاني زي ما حضرتك آمرت!!!

ابتسم علي مكرها ومراوغتها له مقرراً مجاراتها فيما تفعله....

فحاول ان يحافظ علي ملامحه الجامده قائلاً: الي عملتيه حضرتك انك اتاخرتي عن معادك .. في مديره مكتب يكون عندها اجتماع مهم وتتاخر عليه وتيجي بعد مديرها والاجتماع كان هيبدا من غيرها!!!!

تلاشت ابتسامتها وشعرت بفشل خطتها وقالت بحرج معتذره بعد توبيخه لها عن تاخيرها.: اانا اسفه والله ما قصدتش اتاخر عن الاجتماع بس غصب عني نمت متاخر امبارح .. عموماً مش هتتكر تاني ... عن اذنك هروح اشوف شغلي...

كادت ان تتحرك من امامه الا انه مد يده يجذبها من يدها يمنعها من التحرك...وقف امامها مباشراً وسالها بشك من ان تكون تسهر للتحدث مع احد علي الهاتف ليلا ...وايه بقي الي نيمك متاخر!!!

قالت بصدق: كنت بذاكر مع الولاد علشان امتحانات اخر السنه بدات وكان عندهم امتحان انهارده....

تنهد بارتياح ولام نفسه علي شكه فيها ولكن غيرته المجنونه عليها هي السبب... علي فكره انا لغايه دلوقتي ما اتعرفتش علي ولادك .. انا عاوز اتعرف عليهم لو مش هيضايقكً يعني!!!

قالت مبتسمه: لا بالعكس دي حاجه تبسطني .. اول ما الامتحانات تخلص ابقي اعرفك عليهم...

عن اذن حضرتك يا مستر عاصم هروح اشوف شغلي المتاخر ده!!

قالتها وتحركت بضع خطوات الا انه جذبها اليه مره اخري من يدها ولكن بشكل اقوي مما جعل جسدها يرتطم بصدره... شهقت مجفله من فعلته ووضعت يدها علي صدره العريض كرد فعل طبيعي  لجذبه لها بتلك الطريقه ..وهو بدوره ممسك بها من ذراعيها ...

قال مشاكساً اياها: هو انت ايه حكايتك بالظبط .. في الاجتماع تقوليلي قاصده تقوليلي عاصم ...ودلوقتي واحنا لوحدنا تقوليلي مستر عاصم .. انت عاوزه تجننيني!!

قالت بخجل وارتباك من قربه الشديد منها ونظرات عينيه ورائحه عطره لا تساعدها علي تجميع جمله مفيده..قالت بلجلجه.. اااناااا...كككنت... اقصد ...مكانش قصدي هي جت كده...

قال بمكر اكبر :انا حذرتك قبل كده وقلت لك لو غلطتي هعاقبك واخاليكي تصالحيني .. وانت غلطتي .. صالحيني بقي انهي كلامه غامزاً لها بطرف عينيه في عبث!!!!

قالت بارتباك ونظرات متوتره من حديثه المتواري.. اصالحك ازاي يعني!!!

طالعها بنظرات عاشقه ممراً عينيه علي كل انش بوجهها الجميل حتي استقر بنظراته فوق شفتيها المنتفخه المهلكه لاعصابه... يريد ان يلتهم شفتيها بين شفتيه ... يريد ان يتذوق طعمها.. يريد ان يقبلها حتي تنقطع انفاسهم لعله يشبع جوعه لها ... ولكنه متيقن ما ان يلمس شفتيها بشفتيه لن يتركها الا وهي زوجته يوشمها بوشم رجولته ولكن عليه ان يسيطر علي وحش رغبته الجائع لضمها اليه قليلاً حتي تصبح له....

استجمع رابطه جأشه وهو لايزال علي نفس وضعه وتحدث بصوت رجولي اجش: تصالحيني باننا نخرج نتغدي سوا مع بعض بعد الشغل...

اومات براسها سريعاً عده مرات موافقه بدون تفكير .. هي فقط ترغب الهروب من حصاره المهلك لاعصابها.. موافقه ... موافقه قالتها وهي تنفلت من بين ذراعيه مهروله الي مكتبها ...

تنهيده حارقه خرجت من جوف عاصم وقد عزم امره علي ضروره الاسراع في الارتباط بها في اقرب وقت ممكن!!!

...........

بعد منتصف اليوم كانت تجلس في مكتبها وتتحدث مع اولادها علي الهاتف تطمئن عليهم وعلي ادائهم في الامتحان بعد عودتهم من االمدرسه... انهت اتصالها معهم وعادت لاستكمال عملها ...

شعرت بدخول احد ما الي مكتبها ... رفعت راسها لتري من دخل اليها ولكنها صدمت عندما علمت هويته...

شهقت بصدمه وهي تقوم من جلستها : انت !!!!!!

كان ايمن طليقها وابو اولادها ... اول مره تراه بعد انفصالهم ... لقد قاربت علي سنه لم تراه او تسمع صوته ...شعرت بالنفور والكره الشديد ما ان راته امامها...نظرت له بازدراء من اعلي الي اسفل وسالته بحده: انت ايه اللي جابك هنا؟؟؟

نظر لها ايمن نظرات اسفه مشتاقه ...لقد اشتاق اليها كثيراً ..لقد ندم علي تفريطه بها وتطليقها وهدم حياته وحياه اولاده ....

تردد كثيراً قبل ان ياتي اليها ...خائف منها ومن رد فعلها ... ولكنه يريدها ويريد استعاده حياته معها ومع اولاده ... لذلك قررالمجيء اليها والتحدث معها لاقناعها بعودتهم مره اخري...

ايمن: اذيك يا سوار ... عامله ايه ... وحشتيني... ثم قدم لها باقه من الزهور قد احضرها معه من اجلها...

سوار: وقفت عاقده ذراعيها حول صدرها ونظرت ليده الممدوده بباقه الزهور بنفور ثم رفعت نظراتها المحتقره اليه وقالت ...

اسمي مدام سوار... يا ريت ما تنساش .. وبعدين ايه اللي جابك هنا وعرفت مكان شغلي ازاي!!!

وضع ايمن باقه الورد امامها علي المكتب قائلاً: سوار انا محتاج اتكلم معاكي ...

سوار : مفيش كلام بينا ممكن يتقال ...ولتاني مره بقولك اسمي مدام سوار...

ايمن باصرار: لا لسه في ما بينا كلام .. احنا علاقتنا ببعض عمرها ما هتنتهي ...احنا في ببنا ولاد ولا نسيتي...

جلست سوار علي مكتبها واضعه قدم فوق الاخري مريحه ظهرها للخلف علي ظهر المقعد: لو جاي علشان تتكلم في حاجه بخصوص الولاد اظن ان الموضوع ده في ايد هشام اخويا .... بعني مفيش ببنا اي كلام... ولو سمحت ده مكان شغل وما ينفعش فيه الي انت بتعمله ده من فضلك امشي علشان ما تتسببش ليا في مشكله...

ايمن باستعطاف: انا مش همشي غير لما تسمعيني ... ارجوكي...

نظرت في ساعه يدها ثم رفعت نظراتها اليه قائله: قدامك خمس دقايق تقول عاوز ايه وتمشي من هنا ومش عاوزه اشوفك هنا تاني...

ايمن بامل: ماشي موافق... سوار انا عارف اني غلط في حقك وحق ولادي ومهما قلت مش هيشفع لي عندك... بس انا عاوزك تنسي اللي حصل ونرجع لبعض ونبدا من جديد ... وانا اوعدك هعوضك عن اللي عملته... انا جالي عقد عمل في دبي وهسافر كمان شهر ... احنا ممكن نخلص كل امورنا في الشهر ده ونسافر علي طول احنا والولاد علي بي...ها قولتي ايه!!:

في نفس الوقت كان عاصم منهمك في مراجعه بنود عقوده مع الشركه الايطاليه وما ان انتهي منها حتي اراح ظهره للخلف ممسداً عنقه الذي تشنج من جلسته ... نظر نحو حاسوبه ليكي يراها عبر الكاميرا... قطب جبينه ما ان راي شخص غريب لم يعرفه معها في المكتب!!

لفت نظره باقه الورد الموضوعه فوق مكتبها .... حدث نفسه بان من المؤكد ان هذا الشخص الغريب هو الذي احضرها معه !!! اليها!! استشاطت نظراته واشتعلت نيران غيرته الهوجاء عليها...

قام مسرعاً متجهاً نحو مكتبها بخطوات غاضبه .... سيقتله ... سيقتله علي جراته وقدومه اليها... ويضع تلك الزهور اللعينه فوق قبره ...

امسك بمقبض الباب لكي يفتحه ولكنه تسمر مكانه ما ان استمع الي حديثهم ... فمكتبها يعتبر جزء من مكتبه يفصله عنها باب خشبي...  عرف من سياق الحديث انه طليقها اللعين ... شبيه الرجال .. من تسبب في جرحها وحزنها .... اقسم سيريه العذاب الوان ويمحوه من علي وجه الارض لو تعرض لها بكلمه ....

ولكنه انتظر عندما استمع حديثه عن رغبته في عوده الحياه بينهم مره اخري .... انتظر ونيران الغيره والخوف تستعر بداخله اكتر واكتر... خوف من قبولها طلب طليقها .... وخوف من تجرعه مراره فقدانها!!!!!

قالت سوار بثبات وهي تنظر لايمن: ومراتك هتعمل معاها ايه.... انا سمعت انها خلفت!!!

قال دون تردد: لو عاوزاني اطلقها انا معنديش مانع ... بس توافقي ترجعيلي...

سوار بابتسامه صفراء: اممممم !! والمفروض بقي اني اصدقك وارقص من فرحتي انك هتطلقها علشان خاطري ونرجع بقي نعيش مع بعض من تاني ولا كان حاجه حصلت ... مش كده!!!

ابتسمت بتهكم وقربت وجهها منه قائله بنفور: انت ازاي كدهً... ازاي انا كنت عاميه ومش شيفاك علي حقيقتك السنين دي كلها !!!

انا بجد قرفانه منك ومن وساختك ... انت اقذر انسان شوفته في حياتي ... انت مصمم تكرهني فيك اكتر واكتر ... انا بكره نفسي لما افتكر ازاي كنت كنت فاكره نفسي بحبك في يوم من الايام ... للاسف انا معرفتش اختار اب محترم لولادي ... اب بيتقي ربنا في خلقه ويخاف منه...

اطلع باره ... مش عاوزه اشوف وشك تاني ....

شعر ايمن بالخزي من نفسه وعلم ان سوار كرهته وطردته من حياتها لابد ... حاول التحدث مبرراً حديثه... الا ان فتح الباب منعه من الحديث...

ما ان استمع عاصم الي حديث سوار حتي هدات روحه الملتاعه خوفاً من فقدانها ... فقرر الدخول للوقوف بجانبها ضد هذا الحقير...

فتح باب مكتبه ودخل الي مكتبها ووقف بجانبها متحدثاً بنبره جاده وهو ينظر لايمن بنظرات محتقنه: ايه اللي بيحصل هنا !!'ومين الاستاذ!! قالها وهو يشير بطرف اصبعه علي ايمن بحركه مقلله من شانه!!!'

اوتجفت سوار ما ان وقف عاصم امامها وشعرت بالقلق الشديد من نظراته نحو طليقها ...قامت سوار من جلستها ووقفت امامه واشارت نحو ايمن قائله:

الاستاذ ايمن الحديدي طليقي ... كان جاي في حاجه كده خلاص ماشي...وده الاستاذ عاصم ابو هيبه صاحب الشركه....

نقل نظراته بين ايمن وبين باقه الزهور قائلا : ولما هو طليقك ايه الي جابه هنا ... هو مش عارف ان هنا شركه محترمه مش محكمه الاسرهً ... ثم امسك باقه الزهور ونظر لها باستخفاف ثم القاها في سله المهملات التي بجانبه !!!

احتدت نظرات ايمن تجاهه واستشاط  غيظاً من عجرفته وتصرفاته الفظه: انت ازاي تسمح لنفسك تتكلم معاها ومعايا بالطريقه دي!!انت مين اصلاً وازاي تدخل ما بينا!!!

جاءت سوار ان تتحدث الا ان عاصم رفع يده امام وجهها كاشاره لكي تصمت : انا اتكلم زي ما انا عاوز مش واحد زيك هيعرفني اتكلم ازاي ولا اقول ايه ... واتفضل يالله من هنا ورجلك ما تخطيش عتبه الشركه مره تانيه ...

ايمن بحقد لسوار: في ايه بينك وبينه يا هانم علشان يسمح له انه  يكلمك بالطريقه دي!!! هو ده اللي رفضتي ترجعي لجوزك ابو ولادك علشانه!!!قال ذلك وهو يمد يده محاولاً جذبها من ذراعها!!!!

شهقت سوار من وقاحته واضعه يديها حول فمها في صدمه.....

بحركه سريعه ووقف عاصم امام سوار كالسد المنيع يخفيها  وراء ظهره مانعاً ايمن من الوصول البها.... ثم جذب ايمن من ياقه قمبصه متحدثاً بشراسه؛ اخرس يا وسخ يا ابن ال...، اللي بتتكلم عليها دي انضف منك ومن اهلك ... انت فاكر كل الناس وسخه زيك وزي الوسخه اللي اتجوزتها عليها .... قسماً عظماً لو شوفتك او لمحتك بس بتهوب ناحيتها  مش هخالي الدبان الازرق يعرف لك طريق ... ولو بس فكرت ان اسمها يجي علي لسانك ساعتها عاوزك تفتكر الاسم ده كويس اسم عاصم ابو هيبه علشان ده هيبقي عملك الاسود في الدنيا... ثم نطره من يده بقوه كادت ان توقعه علي الارض ...

استند ايمن علي الحائط خلفه حتي لا يقع ثم نقل نظراته بينهم قائلا بحقد وتوعد: انا هواريكم انا هعمل ايه ... هواريكي ايمن الحديدي هيحرق قلبك ازاي ... والله لاحرق قلبك علي عيالك وبكره تقولي ايمن قال !!!!

هرول عدي ناحيه مكتب عاصم ما ان استمع لصوته العالي .... وقبل ان يفهم ماذا يحدث وجد عاصم يتشاجر مع رجل لا يعرفه!!!!

ما ان استمع عاصم لكلماته الحقيره حتي سدد له لكمه قويه جعلته يرتد للخلف وانفه ينزف بغزاره ... ثم كال له العديد من اللكمات منفثاً عن غضبه المشتعل منه..

انقذ عدي ايمن من براثن عاصم الذي اصبح فاقد للسيطره .... اهدي يا عاصم ... اهدي هيموت في ايدك ... اهدي كفايه احنا في الشركه ...وسحبه عدي باتجاه المخرج الخلفي للشركه تجنباً للفضائح ....حمد الله عدي بداخله ان ما حدث بعيداً عن باقي الشركه والموظفين فمكتبهم في الدور الاخير ولا وجود لمكانب اخري معهم !!!

كانت سوار ترتجف بشده وكلمات ايمن تتردد داخل عقلها وكل ما تستوعبه انه سوف ياذيها في اولادها .... سيحرق قلبها كما قال ...

سياخذ اولادها ويحرمها منهم ....ترنح جسدها ولم تعد تستطيع السيطره علي ارتجافه جسدها .... داهمها دوار شديد وشعرت بالارض تدور بها وقبل ان يغشي عليها نطقت اسمه تنادي عليه هتفت اسمه بضعف وكان اخر حاجه قالتها وسقطت مغشياً عليها

عاصم!!!!

كان يتنفس بقوه وصدره يعلي ويهبط بجنون من انفعاله ... وقف لثواني مستجمعاً هدوءه قبل ان يلتفت اليها ويحدثها .. فقد كان يقف وسط الغرفه واضعاً يديه في خصره ينفس نيراناً حارقه من جسده باكمله ... ولكن ندائها باسمه بهذه الطريقه الضعيفه جعلته يستدير في طرفه عين .....هوي قلبه بين قدميه عندما راي جسدها يفقد توازنه ويقع علي الارض .... قطع المسافه الفاصله بينهم في خطوه واحده والتقتها بين يديه قبل ان تسقط ارضاً وصرخ باسمها منادياً عليها بفزع ... سووووااااار!!!!!.

..........




رواية نبض قلبي لأجلك الحلقة الرابعة عشر

سوووواااارر!!!!

ارتجف قلبه بشده ما ان تهاوي جسدها بين يديه….حملها سريعاً ودخل لمكتبه  ومددها علي الاريكه الجليديه …فتح احد ادراج مكتبه وجلب زجاجه عطره…جلس  بجانبها وفتح زجاجه العطر مقرباً اياها من انفها في محاوله منه لاقاقتها  ولكنها لم تستجيب !!!!

مد يده تحت راسها ورفعها داخل حضنه وييده الاخري يضرب بخفه علي وجنتها  منادياً عليها بلوعه…. سوااار…سوااار فوقي علشان خاطري… فوقي متوجعيش قلبي  عليكي … سوااار…

دلف عدي الي مكتبه مهروله بعد ان اخرج ايمن من الباب الخلفي للشركه!!!  مالها سوار يا عاصم ايه الي حصل لها؟؟؟ ساله مستفهماً في ذهول!!!!

عدي … الحقني … سوار هتروح مني!!! قال يجزع شديد…

انت مستني ايه … يالله نوديها المستشفي بسرعه… اومأ براسه موافقاً واسرع يرتدي جاكيت بدلته ثم امر عدي بجلب اشياؤها من مكتبها…

تقدم نحوها وحملها مره اخري متجهاً بها للخارج … سار باتجاه المصعد ولكن  استوقفه عدي قائلاً : انزل بيها من السلم الخلفي بلاش تنزل ببها كده قدام  الموظفين والشركه كلها …

كاد عاصم ان يعترض فعاجله عدي قائلاً بنبره ذات مغدي: ده علشانها وعلشان سمعتها !!!

نظر الي ملامح وجهها المسترخيه وضمها الي صدره بقوه بحمايه ثم نزل بها من  السلم الخلفي… وصل الي سيارته وضعها علي المكنبه الخلفيه وجلس بجانبها  واضعاً راسها داخل حضنه وجسدها ممد جانبه وتولي عدي قياده السياره نحو  المشفي.

…….

دخل ايمن الي منزله بخطوات غاضبه وجسده كله يأن وجعاً ويكتم انفه بمنديلاً  ورقياً لكي يقف نزيفه…ارتمي بجسده علي الاريكه في صاله منزله… شعرت زوجته  برجوعه فدهبت لملاقاته الا انها شهقت فزعاً ما ان رات حالته المزريه!!!!

نهي: ايه اللي حصلك يا ايمن … مين اللي عمل فيك كده… ثم انحنت علي قدميها  تجلس بجانب الاريكه تتحسس وجهه في قلق: انت كويس يا حبيبي … قوم نروح  المستشفي نطمن عليك !! قالت وهي تجذبه من يده تحثه علي الذهاب معها….

جذب يده من يدها قائلاً بوهن:اهدي يا نهي مفيش حاجه انا كويس ما تقلاقيش… انا بس اتخانقت وانا راجع… قال كاذباً…

اتخانقت!! هتفت مستنكره حديثه…ازاي وامتي ومع مين!!!

يووووووه يا نهي هو تحقيق اتخانقت وخلاص زي كل الناس ما بتتهانق … وعلشان  تهدي وترتاحي .. اتخانقت مع واحد زنق عليا بعربيته ونزلت وانخانقنا مع بعض  مش حوار يعني!!! انهي حديثه وهو متجهاً لغرفته تاركاً زوجته تتبع اثره في  توجس!!!

……..

وصلوا الي اقرب مشفي لهم سريعاً بعد قياده عدي المسرعه ….دلف الي المشفي مهرولا حاملا سوار بحضنه …

صرخ بهم بصوت جهوري عالياً لكي يسرعوا لانقاذها …

دكتوره بسرعه … عاوز دكتوره … حد يساعدني !!!!

اسرع المسعفون اليه ومعهم السرير النقال الخاص بنقل المرضي … مد احد  المسعفين يديه حتي يحمل عنه سوار … الا انه زجره بعينيه بنظره قالته ثم  ووضعها هو بنفسه علي السرير النقال!! سار معهم بخطوات راكضه وهم يدفعون  بالسرير المحموله عليه سوار حتي وصلوا الي احد غرف الكشف…

منعوه المسعفون من الدخول معهم الي داخل غرفه الكشف الا انه وقف علي باب  الغرفه هادراً فيهم بغضب: عاوز دكتوره هي الي تكشف عليها … مش هتتكشف علي  دكتور رجل…عاوز دكتوره ست ومعاها المساعدين بتوعها ستات …الا والله لاهد  المخروبه دي فوق دماغكم…

صاح عدي: اهدي يا عاصم مش كده !!خالي الناس تشوف شغلها….الا ان راسه كالحجر الصوان وظل علي عناده!!!!

اوما المسعفون مسرعين يجيبون طلبه خوفاً من بطشه … خاصه وهو يدل من هيئته علي انه من اصحاب النفوذ!!!

ثواني وكانت دكتوره ومعها طاقم تمريض من السيدات يفحصون سوار التي لا تزال غائبه عن الوعي!!!!

ربط عدي علي كتفه في محاوله لموساته وتهدئه غضبه… اهدي ياعاصم ان شاء الله هتفوق وتبقي كويسه…

انا بس عاوز افهم ايه اللي حصل ومين الرجل الي طحنطه ده !!!ساله بعدم فهم لما يحدث حوله!!!!

فرك عاصم وجهه عده مرات في محاوله منه لضبط اعصابه ..ثم قص عليه كل ما  حدث…. ثم قال آمراً عدي : اسمع يا عدي انا عاوز كل حاجه عن الواد ده …  عاوزه تحت عنيك لاني وديني ما هرحمه لو حصل لها حاجه… وبعدين عاوز تعين  حراسه علي سوار وولادها بس من غير ما تاخد بالها .. مش عاوزها لا هي ولا  ولادها يغيبوا عن عنيهم لحظه… عاوزهم عيال مخلصه وفاهمين شغلهم مش عاوز اي  غلطه ….

اومأ عدي موافقاً: اطمن اعتبره حصل .. قاطع حديثهم خروج الدكتوره من غرفه سوار…اسرع عاصم هاتفاً بقلق ولهفه…

خير يا دكتوره فاقت!! سوار فاقت!!بقت كويسه !!

الدكتوره بعمليه: هي كويسه الحمد اللهً بس واضح انها انفعلت جامد واتوترت  فجاه وده عملها اضطراب في الضغط وضربات القلب بقت سريعه … علشان كده انا  اديتها حقنه مهدئه ودواء ينظم الضغط وضربات القلب …قدامها ساعتين علشان  تفوق ويكون المحلول خلص …

شحب وجهه وهربت الدماء منه … سالها بنبره مرتعشه قلقه… يعني تقصدي ان في خطر علي حياتها … ممكن يحصل لها حاجه وتروح مني!!!

الدكتوره بنفس طريقتها العمليه: طبعاً الضغط المضطرب ده خطر علشان كده انا  بنصح انكم تعملوا لها شويه تحاليل للاطمئنان مش اكتر ..، لكن هي كويسه ما  تقلقش..

عاصم بجديه: اعمليها كل التحاليل اللازمه … اعملي check up كامل من فضلك وبسرعه….

اومأت الطبيه وتوجهت لعمل الفحوصات اللازمه لسوار….

ربط عدي علي مكتفه بأخوه مطمئناً : الحمد الله انها كويسه وانك اطمنت عليها …. مش المفروض تبلغ اخوها باللي حصل !!!

شرد بتفكيره لثواني ثم استطرد قائلاً: اكيد هبلغه … اخرج هاتفه واتصل  بشقيقها هشام واخبره بما حدث وطلب منه عدم الحضور لان الامر لا يستدعي وهم  في غضون ساعتين سيكونا في المنزل……

…………

دلف عاصم الي داخل غرفتها بالمشفي…. شعر بوخزه في قلبه عندما وجدها ممده  علي الفراش لاتدري بما حولها ويديها موصله بمحلول مغدذي…. مال عليها طابعاً  قبله طويله علي جبينها ثم جلس بجانبها علي الفراش ممسكا ً بيدها الاخري  بين يديه ….

همس لها بنبره متحشرجه وقد لمعت الدموع داخل مقلتيه…

كده برضه يا سوار .. هونت عليكي … هونت عليكي تعملي في قلبي كده… فوقي يا  حبيبتي وفتحي عنيكي … فوقي يا قلب عاصم ورجعي لي روحي اللي راحت مني لما  غمضتي عنيكي !!!

قالها وهو يطبع العديد من القبلات علي كف يدها…

ظل ينظر لها كثيراً مراقباً لها عن كثب …. بدأت ترفرف باهدابها دلاله علي افاقتها من عفوتها المؤقته…

تهللت اساريره ما ان وجد اهدابها تتحرك … هتف بلهفه مقبلا كف يدها: سوار حبببتي … حمد الله علي سلامتك … خضتيني عليكي يا قلب عاصم…

حركت انظارها حولها تطلع الي المكان الغريب الموجوده فيه حتي اتاها صوته  الملهوف … لم تكن في حاله تسمح لها ان تدرك جيداً معني كلماته…قالت بوهن:  انا فين وايه اللي جابني هنا…

ثواني وقد استرجعت ما حدث معها .. ايمن … عاصم … عراك… تهديد ايمن بحرقه قلبها….

قامت من رقدتها سريعاً محاوله نزع ابره المحلول من يدها ودموعها تتساقط علي وجنتيها وتبكي بحرقه تنادي علي اولادها:

ولادي … ولادي هياخدهم مني … هيحرق قلبي عليهم … هو قالي كده … قالي هيحرق قلبي ..ولادي انا عاوزه اروح لولادي…

انتفض بفزع علي حالتها واحاطها بذراعيه محاولاً تهدئتها…

اهدي يا سوار … ولادك بخير … محدش هيقرب منك ومنهم ولا يقدر يحرمك منهم طول ما انا فيا نفس…اهدي يا حبيبتي انا جانبك…

انهارت تبكي بانهيار داخل صدره العريض … كانت بحاجه لصدره تحتمي به من كل  ما يخيفها ويطمئنها ويحتوي ضعغها …. وصدره كان اكتر من مرحب بها … فمكانها  الطبيعي داخل صدره وبين احضانه … هنا مكانها … امانها ودرعها الحامي التي  تحتمي به …هنا ملجأها وملاذها …..

ظل يضمها الي صدره بقوه ويطبطب علي ضهرها ويهدهدها كالطفل الصغير ويقبلها  قبلات صغيره علي مقدمه راسها حتي هدأ بكاؤها واخرجت كل ما يجيش في صدرها من  آلام…

شعرت بالخجل الشديد من احتضانهم لبعض بتلك الطريقه … خرجت من احضانه واطرقت راسها بخجل ومازالت تنشج من اثارالبكاء…

شعر بالخواء بعد ابتعادها عنه … كان يريدها ان تظل داخل احضانه باقي عمره  ولكنه مقدراً ما تمر به من توتر نفسي… ابتسم علي خجلها وقاوم رغبته في ضمها  الي صدره مره اخري واشباع جوعه لها … مد انامله ممسكاً طرف ذقنها رافعاً  راسها حتي يتمكن من رؤيه وجهها …ولكنها اطرقت بنظراتها ارضاً خجلا منه…..

نداها بعذوبه: سوار… بصيلي!!! رفعت نظراتها اليه ملبيه نداؤه…تلاقت نظراتهم معاً لثواني قبل ان يقول برقه….

اوعي تاني مره تخبي عنيكي عني … بحب اشوف نفسي جوه عنيكي….شعرت بقشعريره غريبه تدب في اوصالها من كلماته الرقيقه….

ثم اضاف بقوه: مش عاوز اشوف نظره الخوف في عنيكي الحلوين دول تاني طول ما  انا عايش…. مفيش مخلوق خلقه ربنا يقدر يمس شعره منك او من ولادك طول ما انا  موجود… انا في ضهرك متخافيش من اي حاجه .. مش هسمح لحد ولا لاي حاجه انها  تضايقك او تجرحك طول ما انا فيا الروح … فهماني!!!

احساس غريب بالامان والاطمئنان اجتاحها … شعرت انه امانها وحمايتها … ان هناك من تستطيع الاحتماء به من شرور الدنيا…

قالت بضعف وهي تنظرداخل عبنيه: بجد يا عاصم … مش هتخاليه ياخد ولادي مني …

بجد يا قلب عاصم …. لو فكر بس مجرد تفكير انه يقرب منك او من الولاد همحيه  من علي وش الدنيا… ما ابقاش عاصم ابو هيبه اما ندمته ع الي عمله وخالاكي  تنهاري بالشكل ده…انهي كلامه وقد تحولت ملامح وجهه لملامح مظلمه تنذر بان  ايمن قد وقع بيد من لا يرحم ….

ارتجف قلبها من وصفه لها بانها قلبه ولكن حديثه عن طليقها ازعجها فقالت  بقلق من مغذي كلامه: انا مش عاوزاك تاذيه يا عاصم ..ده مهما كان ابو ولادي  ولسه مخلف بيبي صغير … مش عاوزه ولادي يلوموني في يوم من الايام لو عرفوا  اني اتسببت في اذي لباباهم !!! انا كل اللي عاوزاه يبعد عني انا وولادي  ويسبنا في حالنا … علشان خاطري ما تاذيهوش…

قال مستنكراً: انت بتدافعي عنه … ده كلب ولا يسوي !!!

انا مش بدافع عنه بس انا فهمتك ده ابو ولادي … علشان خاطري مش عاوزه مشاكل …  ارجوك !!! قالتها بضعف واستعطاف جعلته يرضخ له من اجلها واجل اولادها …  فهي محقه فهذا النذل ابو اولادها وربما يلوموها لو تاذي بسببها…

حاضر علشان خاطرك مش هعمله حاجه .. بس لو فكر يكررها تاني مش هاخد رايك .. هنفذ علي طول…

اومأت براسها وهي تبتسم بيأس علي عناده… بادلها ابتسامتها قائلاً: هنادي  علي الممرضه تيجي تشيل المحلول ده وتساعدك تظبطي نفسك علشان نمشي منها …  طبع قبله خفيفه علي جبينها وتحرك مغادراً وهي تتابعه بنظراتها العاشقه له….

بعد مده كان يحملها علي ذراعيه مغادرين المشفي بالرغم من اعتراضها علي حمله  لها وخجلها منه ومن نظرات الناس خاصه عدي المبتسم ببلامه ، كما انها  تستطيع السير وحدها .. هي ليست مربضه لا تقوي علي الحركه…

نزلني يا عاصم … الناس بتبص علينا … وبعدين انا كويسه واقدر امشي علي رجليه انا بقيت كويسه ومش تعبانه…

كان يتابع سيره ولا يعير اعتراضها وتزمرها اي انتباه … هو يعلم انها بخير  ولا تعاني شيئاً ولكنه هو الذي يريد ضمها الي صدره بجانب قلبه مره اخري بعد  ان ذاق حلاوه احتضانها ورقه جسدها البض وهو قابع داخل احضان جسده الرجولي  الصلب…

وصل الي سيارته انزلها واجلسها في المقعد الخلفي وجلس في المقعد الامامي  بجانب عدي الذي قاد السياره نحو منزل شقيقها.ومن خلفهم سياره الحرس الخاص  بعاصم !!!!

…….

صف عدي السياره امام منزل عائله الناجي .. ترجل عاصم اولاً وتبعه عدي …  تبعتهم سوار ولكنها ترنحت قليلاً ما ان خرجت من السياره .. اعتدلت و كادت  ان تتقدم نحو بوابه المنزل ولكنها شهقت مجفله ما ان وجدت نفسها ترتفع من  علي الارض وتستقر داخل احضانه من جديد!!!

عاصم انت اتجننت نزلني.. مش هينفع ادخل كده قدام هشام والولاد …. علشان  خاطري نزلني …نزلني !! انا بقيت كويسه ….ظلت تتململ بين ذراعيه محاوله  الفكاك من بين ذراعيه…

اهمدي بقي!!!! والله بقيتي كويسه !! ده علي اساس ان اللي داخ اول ما نزل من العربيه كان خيالك…

قالت بعفويه : انت شوفتني ازاي .. ده انا قلت مش واخد بالك!!

قال بغيظ من عنادها ..اسكتي يا سوار وخالي يومك يعدي علشان انا علي اخري … ثم تحرك متجهاً نحو بوابه منزلها…..

هو محق فهي متعبه للغايه ..صمتت علي مضد حتي لا تثير غضبه والذي علمت انه يتحول لشخص اخر عندما يغضب … شخص تخشاه كثيراً ..

احاطت عنقه بذراعيها كرد فعل علي حمله لها … شعرت بسعاده غامره وهي بين  ذراعيه .. كم شعرت بقوته وقوه جسده الرجولي وهو يحملها بخفه كانها لا تزن  شيئاً…

همس بجانب اذنها: علي فكره انا باخد بالي من كل حاجه تخصك!!

ضربت دقات قلبها بعنف داخل صدرها وعضت علي شفتيها خجلا من كلماته الرقيقه  وشعرت انها مراهقه صغيره يرفرف قلبها من غزل ابن جيرانهم الوسيم!!!

اشتعلت رغبته بها اكثر مما هي مشتعله عندما ضغطت علي شفتيها!!! فوضعه اصبح  حرجاً للغايه ليس فقط وهي بين يديه بهذا القرب المهلك لرجولته ولكن تزيدها  بضغطها علي شفتيها المنتفخه باغراء يغوي القديس!!!

يقسم لو كان المنزل خاوي من عائلتها لكان اخذها وجعلها زوجته دون ان يرف له  جفن!!! ولكن صبراً يا مهلكتي ومعذبتي فان غداً لناظيره قريب وقريب  جداااااااً…..

قطع الثلاث درجات الرخاميه حتي وصل امام باب المنزل الداخي ..

كاد ان ينزلها الا ان الباب اتفتح وظهر من خلفه شقيقها وزوجته التي راتهم من الشرفه وهم يدلفون الي الداخل….

هشام بقلق ونظرات منزعجه من وضعهم : حمد الله علي سلامتك … كويسه !! قالها وهو يفسح لهم المجال للدخول…

مد يده لينتزع شقيقته من داخل احضانه فقال جاززاً علي اسنانه بغيظ: عنك يا عاصم بيه .. تعبناك معانا …

انزعج عاصم من نظرات هشام طريقه كلامه ورفض اعطاؤه سوار بل علي العكس شدد  من ضمها لصدره اكثر وتحدث بقوه ودون اكتراث لنظرات هشام المحتقنه…. تعب  سوار راحه.!!!!

ممكن بس توريني طريق اوضتها علشان اوصلها ترتاح!!!

صدم هشام من وقاحته ووقاحه طلبه جاء ان يرد عليه الا ان نزول اولاد سوار  علي الدرج فزعين من منظر والدتهم المحموله وقلقهم عليها جعله يصمت ويوجهه  نحو غرفتها ..ثم لكل حديث بقية!!!!

اسر وسيلا معاً : مامي حصلك ايه //سيلا ببكاء: مامي انت كويسه

سوار بحرج شديد وصوت مرهق : انا كويسه يا ولاد اطمنوا…

اشار هشام لاعلي نحو غرفه سوار … صعد عاصم الدرج بخفه ورشاقه حاملاً سوار بين ذراعيه وخلفهم اولادها وشقيقها وزوجته!!!!

ولج لغرفتها ووضعها برفق علي الفراش…ارتمي اولادها داخل احضانها يضموها بقلق شديد…وبادلتهم سوار احضانهم بحضن ومشاعر امومة صادقه ….

اسر: ايه الي حصل لحضرتك…/سيلا: مامي متخابيش عليا حصل لك ايه ومين اونكل  ده ….رفعت سوار نظراتها نحو عاصم بابتسامه ممتنة ثم نظرت الي اولادها  متحدثه بهدوء …..

اطمنوا يا ولاد انا كويسه انا بس دوخت شويه في الشغل واغمي عليا واونكل  عاصم هو اللي لحقني ووداني المستشفي ولما فوقت والدكتور طمنا رجعنا علي  طول….

سيلا: ميرسي يا اونكل ان حضرتك لحقت مامي وانقذتها …انت مش عارف مامي بالنسبه لي ايه…

ابتسم عاصم باتساع علي تلك الصغيره النسخه المصغره من والدتها فهي تشبهها في كل شيء …

عاصم بابتسامه حانيه: انا معملتش حاجه علشان تشكريني عليها ..ثم نظر لسوار واضاف.. مامي مهمه عندنا كلنا….

طاطات سوار راسها بخجل من كلماته ونظراته لها امامهم….

هشام مقاطعاً نظراتهمً: اتفضل معايا يا عاصم بيه نشرب قهوه ونكمل كلامنا وبرضه نسيب سوار ترتاح…

رفعت راسها سريعاً تنظر نحوه بنظرات قلقه لا تريده ان يتركها ويرحل …فهي تشعر بالامان والاطمئنان بوجوده جانبها ….

شعر عاصم بخوفها الواضح داخل مقلتيها فهو ايضاً لا يريد ان يتركها ويرحل  ولكنها ستظل تحت حمابته ونصب عينيه حتي وان كان بعيد عنها … فاراد طمئنتها  وتبديد خوفها قبل رحيله …

فاوماً عاصم موافقاً حديثه وقبل ان يتحرك معه اقترب منها وقال بجديه  مطمئناً : انا موجود وفي ضهرك مش عاوزك تخافي او تقلقي …ثم اعتدل في وقفته  وتوجه الي خارج الغرفه ولكن ما ان وصل لباب غرفتها حتي استدار ناحيتها  قائلا: اعتبري نفسك في اجازه مفتوحه لحد ما ترتاحي واعصابك تهدي خالي بالك  من نفسك..انهي كلامه بغمزه عابثه بطرف عينيه لم يلاحظها احد غيرها ..وتحرك  للخارج مع شقيقها…

جلست داليا زوجه شقيقها بجانبها علي الفراش تسالها بفضول واهتمام :انا  عاوزه اعرف الحكايه كلها من اولها لاخرها قالتها وهي تنظر لها نظرات ماكره  تخبرها انها هناك شيء يحدث لا تعلمه…

سوار بارتباك: ولا حكايه ولا روايه … زي ما قلت لك اغمي عليا وبس … قالتها  وهي تشير بعينيها تجاه اولادها وانها لا ترغب بالحديث امامهم….

اومأت داليا متفهمه نظراتها…. ولكن اسر شعر ان هناك سبب اخر وراء تعب  والدته لذلك تحرك للخارج خلف خاله وضيفه في محاوله منه لسماع كلامهم ومعرفه  سبب تعب والدته….

……….

جلس عاصم برفقه هشام في غرفه مكتبه ….

هشام: انا عاوز اعرف بالتفصيل ايه اللي حصل ومعناه ايه الكلام اللي قلتهولي في التليفون….

قص عاصم علي هشام ما حدث من طليقها وتهديده لها والذي تسبب في اغمائها وانهيارها…

هشام بعصبيه: ابن ال….ده اتجنن ده ولا ايه !! هو فاكر انه هيقدر يلوي  دراعنا علشان ولاده!!! هو نسي اللي خيانته ليها وجوازه عليها …دلوقتي حس  بغلطته وعاوز يرجعها … يبقي بيحلم!!!!

عاصم : اهدي يا هشام بيه ….الواد ده انا حاطه تحت عينيه ولا هو ولا عشره  زيه يقدر يمس شعره من سوار واولادها طول ما انا موجود..اطمن !!

هشام باستنكار لتدخله في شئون عائلته : معلش يا عاصم بيه الموضوع ده يخصنا  احنا … انا مقدر اللي عملته مع سوار انهارده ووقفتك جنبها …بس كفايه لحد  كده!!!

انت مش هيرضيك ان الناس تجيب في سيره اختي لما يشوفوها انهارده راجعه مغمي  عليها واحد شايلها في حضنه وهما عارفين انها ست مطلقه !!! وكمان شكلي انا  ايه قدام الناس وقدام ولادها وقدام نفسي !!!

اعتدل عاصم في جلسته ووضع ساق فوق الاخري وهتف بثقه وغرور وهو ينفث دخان  سبجارته: اظن الناس مش هتقول حاجه لما تعرف ان اللي كان شايل سوار في حضنه  يبقي جوزها!!!

انتقض هشام من جلسته كالملسوع وحدق في وجه عاصم بنظرات مستنكره مدهوشه: جوزها!!!! انت اتجوزت انت وسوار!!!

عاصم بنفس الثقه: باعتبار ما سيكون… الحكايه كلها مساله وقت !!! انا بس بقولك تقول ايه لو حد سالك…

هشام باستفهام: يعني انت عاوز تتجوز سوار… طاب وهي عارفه !!! وموافقه ولا لاء!!

عاصم : ما تشغلش دماغك بسوار وموافقتها!!! كل اللي انا عاوزك تعرفه ان انا وسوار في اقرب وقت هنكون متجوزين…

هشام بدهشه: يعني ايه ما اشغلش دماغي بموافقه سوار!!!!

هو انت هتتجوزها غصب عنها ولا تكون هي مش موافقه وانت بتهددها بحاجه !!!  صمت لثواني ثم اضاف.. ولا انت عاوز تتجوزها شهامه ورجوله علشان تحميها من  جوزها!!!

اهتاجت اعصابه من حديث هشام المستفز واراد لكمه في وجهه حتي يشفي غليله  ولكنه كتم غيظه حتي لا يزيد الامر سوء!!! ولكنه اضاف بحده وبنبره خطره: مش  عاصم ابو هيبه اللي يتجوز واحده غصب عنها ولا يفرض نفسه علي واحده مش  عاوزاه … اعقل كلامك كويس وشوف انت بتتكلم عن مين ومع مين!!!!

ومش سوار اللي اتجوزها شفقه ولا انا محتاج اتجوزها علشان اطلع في دور البطل الشهم !!!

انا مش مراهق ولا عيل صغير علشان اتصرف كده !!!

انا عاصم ابوهيبه !!! عارف مين هو عاصم ابو هيبه ولا لاء!!!

وعلشان اريحك انا عاوز اتجوز سوار علشانها هي علشان بحبها… بس انا لسه  متكلمتش معاها في حاجه … ومش عاوزها تعرف عن كلامنا ده حاجه لحد ما اقرر  افاتحها في الموضوع…

واظن كده انا عداني العيب انا دخلت البيت من بابه وطلبتها من واخوها وولي امرها….

ثم رمقه بنظره غاضبه واستقام واقفاً من جلسته …اغلق زر جاكيته واتجه للخارج بخطوات قويه واثقه….

شيعه هشام بنظرات قلقه ومستغربه من ثقته بنفسه وغروره!!!!

غافلين عن الذي كان يقف خلف الباب يستمع الي حديثهم وقد تاكدت ظنونه حول تعب والدته المفاجيء!!!!

اقترب عاصم من البوابه الخارجيه لفيلا الناجي وكاد ان يخرج منها ولكنه وقف متخشباً عندما سمع صوتاً من خلفه يقول….

انت بجد عاوز تتجوز ماما!!


رواية نبض قلبي لأجلك الحلقة الخامسة عشر

بعد يومين…..

صباحاً في شركة عاصم …..

كان عاصم يتحدث في الهاتف مع ادهم المنشاوي المدير التنفيذي لاكبر توكيل  سيارات في الشرق الاوسط … والذي تربطه بعاصم علاقه طيبه علي المستوي الشخصي  والعملي … فهم يعرفون بعضهم من ايام الدراسه في الخارج … حتي بعد عودتهم  كل منهم شق طريقه بشكل مختلف عن الاخر الا انهم يتواصلون مع بعض من حين  لاخر ……

عاصم: يعني انا لو مسالتش عليك ..متسالش عليا يا ادهوم….

ادهم بحب:واحشني والله يا كبير … انت عندك حق انا مقصر معاك … بس لو قلت لك اني كنت هكلمك واعدي عليك مش هتصدقني!!!

عاصم : لا هصدقك… ما انت ما بتكلمتيش ولا بشوفك الا لما تكون عاوز حاجه….

ادهم ضاحكاً: علي طول فاهمني… المهم سيبك مني وقولي ايه اللي فكرك بيه…

عاصم : عاوز منك خدمه صغيره…

ادهم: خدمه !!! انت تأمر وانا انفذ يا كبير من غير نقاش…

عاصم بجدية :قد القول يا ادهم…المهم!! في واحد شغال عندكم هو مدير فرع اكتوبر اسمه ايمن الحديدي…

الي عرفته ان معروض عليه ان يمسك فرع الشركه في دبي لمده سنه وقدامه شهر علشان ينفذ ….وبما انك المدير التنفيذي فالموضوع تبعك..

ادهم باهتمام : تمام … ايه عاوزه ما يسافرش!!!!

عاصم : بالعكس … انا عاوزه يسافر امبارح مش الشهر الجاي!!!

وبعدين العقد السنه ده عاوزه عقد مفتوح … يعني عاوزه ياخد تذكرة ذهاب بلا  عودة ….مش عاوزه ينزل مصر تاني غير وهو راجع في صندوق علشان يدفن !!!!

ادهم بمشاغبه: ده واضح انه غالي عليك اووووي لدرجه انك عاوز ترجعه في صندوق!!!

عاصم : ادهم انا بتكلم جد !!! هتقدرتنفذ ولا ايه؟؟

ادهم : اعتبره حصل … وتذكره سفره هتكون علي مكتبه بعد ساعه!!! مرضي يا كبيير…

عاصم : تسلملي يا ادهوم… وانهي الحديث بينهم علي وعد باللقاء قريباً.

نظر لصوره ايمن الموضوعه في الملف الذي اماماه وحدثها بغل من بين اسنانه  وكانه موجود امامه : حظك اني وعدت سوار اني مش هاذيك .. بس لو ظهر طيفك  قريب منها او من ولادها مش هرحمك!!!

وعلي ذكر اولادها تذكر ما حدث معه من يومين …..!!

Flashback….

وقف ثابتاً في مكانه وتصلب جسده عندما استمع لذلك الصوت من خلفه!!!!

انت بجد عاوز تتجوز ماما….!!

استدار عاصم بجسده للخلف ينظر لصاحب الصوت الغريب والجملة الاغرب….!!!

وجد ولد كبير علي اعتاب المراهقة ينظر له بقوه و بجبين مقطب نظراته لا تناسب عمره!!!!

علمه علي الفور فهو آسر ابن معشوقته سوار… هناك شبهه بينه وبين سوار ولكن  الولد نسخة مصغرة من خاله هشام وجده جمال الناجي .. حمد الله كثيراً انه لم  يشبه الحقير والده…!!

اقترب عاصم منه وهم ان يتحدث .. الا ان اآسر عاجله قائلا بتاكيد: وعلي فكره انا سمعت كلامكم كله .. يعني مش هتقدر اضحك عليا….

نظر له عاصم باستغراب واعجاب شديد من قوته ورغبته في مواجهته بما قاله …  فهو مقدر مشاعره وغيرته علي والدته خصوصاً وهو بدايه مراهقته !!! لذلك عليه  ان يتعامل معاه بحكمه حتي يحتويه فهو يعلم ان سوار لن تترتبط به الا بعد  موافقه اولادها !!! لذلك عليه ان يقترب منهم ومن تفكيرهم حتي يستطيع  اقناعهم بارتباطه بوالدتهم وان يكون بمثابة اب لهم وليس مجرد زوج ام …!!!!!  تنحنح يجلي حنجرته قائلاً: ومين قالك اني هضحك عليك…!!

اسر باستفهام: حضرتك تقصد ايه؟؟؟

عاصم : اقصد ان انا اللي كنت هطلب منك اننا نتكلم مع بعض في الموضوع ده …  بس كنت مستني اتعرف عليك الاول . بما اننا اتقابلنا ..اعرفك بنفسي انا عاصم  ابو هيبه رجل اعمال… قالها وهو يمد يده لمصافحة اسر….

مد آسر يده ليبادله المصافحة معرفاً بنفسه: وانا آسر

عاصم بإبتسامه ودوره: تشرفنا يا آسر…

شوف بقي يا آسر باشا .. الموضوع اللي احنا هنتكلم فيه موضوع كبير وعاوز  قاعده… وانا عندي معاد كمان ساعه ده غير ان هنا مش هينفع نتكلم براحتنا …  ايه رايك نتفق علي معاد يكون مناسب نتقابل ونتكلم براحتنا… انا عارف انك  شاب رياضي وعندك تمارين اغلب الوقت … ايه رايك نتقابل في النادي بعد  التمرين …!!!!

آسر: وانا موافق..

عاصم : اتفقنا .. يبقي اخر الاسبوع في النادي هنتقابل بعد التمرين… هات رقمك علشان نبقي نتكلم ونتفق….

End of flashback….

تناول هاتفه للاتصال بسوار والاطمئنان عليها ولكن وجده مغلق… عاود الاتصال  آكثر من مره وأيضا مغلق….شعر بالقلق عليها … اسرع بالاتصال علي حارسه الخاص  المكلف بحراستها سراً…

عاصم: ايه الاخبار عندك .. في جديد…

الحارس: تمام يا باشا.. الهانم لسه خارجه من ساعه مع ولادها واحنا وراهم وعنينا عليهم .. اطمن سعادتك…

عاصم بحده: ولما هي خرجت من ساعه مش تبلغني يا بني ادم انت .. ايه مستني  لما انا اكلمك علشان تقولي هي فين وبتعمل ايه… عينك عليهم تخاليك وراهم زي  ضلهم ولو عينك غفلت عنهم ثانيه هطير رقبتك… عاوز تفرير عنهم كل ساعه انت  فاهم…

اغلق معه الخط وهو يزفر بحنق منه ومن تلك العنيدة التي تنجح في استفزازه واثارة غضبه بسهوله… ماشي يا سوار ماشي!!!!

………..

ولجت سوار الي غرفتها اخيراً تريد ان تاخذ حماماً دافئاً وتأوي الي فراشها  لكي تريح جسدها المنهك وتنعم بنوم هاديء… فمنذ يومين وهي تلزم الفراش الا  انها اليوم قررت الخروج للتسوق وتمضيه الوقت برفقه اولادها … فاليوم هو  بدايه العطله الصيفيه …فاستغلت الاجازه الاجباريه التي فرضها عليها عاصم في  قضاء وقت ممتع مع اولادها والترفيه عنهم بعد فتره الامتحانات …

انهت حمامها وجلست في فراشها… فتحت هاتفها المغلق فهي تعمدت اغلاقه طوال  اليوم !!! فهي ارادت ان تتفرغ اليوم لاولادها فقط ولكي لا يتصل بها عاصم كل  ساعه كعادته طيله اليومين السابقين !!! وحتي لا يلاحظ اولادها انصاله  الدائم بها…

فعاصم يتصل بها كل ساعه طوال النهار للاطمئنان عليها …

ويقضي الليل يتحدث معها باريحيه وباتت مشاعره واضحه وضوح الشمس!!! الا انه لم ينطق بالكلمه التي تتمني سماعها مثلها مثل اي انثي…

تنهدت وابتسمت بحالميه وهي تنخيل غضبه عليها بسبب اغلاق هاتفها..

وما ان فتحته حتي شهقت مندهشة من كم الرسائل والاتصالات منه!! وكلها توضح مدي غضبه الشديد منها…

تنهدت وشردت بتفكيرها فيه … لقد استطاع بسهولة ان يتوغل داخل قلبها ويحتل  كيانها … جعلها تعشقه بقوه !! نعم تعشقه وتعشق كل تفاصيله حتي عصبيته  تعشقها!!!

فاقت من شرودها علي رنين هاتفها واسمه الذي يزين شاشته.. زينت شفتيها ابتسامه عاشقه واجبابته بهمس: الووو

عاصم بنيرة غاضبة: قافلة تليفونك ليه من الصبح!!!

كتمت ضحكتها واجابته : يا ساتر يا رب !! في حد يرد علي حد كده!!!

عاصم بعصبيه اكثر : قافلة تليفونك ليييييه من الصبح!!! مش هعيد كلامي مرتين…

سوار بهدوء: طيب ممكن تهدي الاول وانا هقولك علي كل حاجه!!

عاصم بعناد : مش ههدي ولا هتكلم غير لما تجاوبيني الاول !!!!

قالت بيأس من عناده : خرجت قضيت اليوم مع الولاد علشان خلصوا امتحانات… ارتحت كده!!

تنهد بارتياح عندما اجابته بصدق .. فهو يعلم اين كانت من خلال الحراسه التي  عينها لها دون معرفتها … ولكن غصب عنه غيرته عليها تعميه وتجعله يشك في كل  شيء واي شيء…

قال بنبره اقل حده: وده يخاليكي تقفلي تليفونك طول اليوم!!! ولما انت قررتي  تخرجي وتقضي اليوم باره البيت مكلمتنيش ليه تعرفيني وتقوليلي انك هتقفلي  تليقونك!!!

ردت وهي لا تزال علي هدؤها: قفلت التليفون علشان اتفرغ للولاد من غير اي  حاجه تشغلني عنهم .. ثم اضافت بمكر .. وبعدين انا مش متعوده اكلمك واقولك  انا رايحه فين او بعمل ايه … وبعدين انا لو كنت اعرف اني لما اقفل تليفوني  ده هيضايقك او يهمك كنت كلمتك وعرفتك !!!!

وضع يده خلف راسه واستند بظهره علي الفراش خلفه وارتسمت علي شفتيه ابتسامه  هادئه: انت عارفه ومتاكده ان اي حاجه تخصك تهمني وتهمني اوي كمان بس انت  عامله نفسك مش واخده بالك …

قالت ببراءة وهي تشير باصبعها علي نفسها : اناااا!!!

همهم مؤكداً لكلامها: اهااا …

ثم اضاف بنبره مثيره هامسه: وحشششتيني !!!

ارتفعت دقات قلبها داخل صدرها وعضت علي شفتيها خجلا من تصريحه الصريح باشتياقه لها !!!! ردت بهمس محرج: ميرسي!!

ابتسم علي خجلها الواضح : ميرسي !!! مفيش وانت كمان ولا انا موحشتكيش!!

قالت بخجل شديد: مش بالظبط … بس يعني … اصل … انااا…

قال بهمس اكثر: انتي ايه .. هاااا !! ما هو مش معقول تكوني انتي وحشاني للدرجه دي وهموت واشوفك … وانا موحشتكيش !!

قالت بلهفة: بعد الشر عليك !!!

اكمل بابتسامه وسالها بمكر: خايفه عليا…

اجابته بصدق: اكيد …

تنهد تنهيده حارقه شقت صدره واردف بعدها بصدق: وانا عمري ما عرفت يعني ايه  خوف او اني اخاف علي حد وقلبي يترعب عليه الا لما عرفتك يا سوار!!!

انتفض قلبها بين ضلوعها متاثراً بحلاوه حديثه …تريد ان تفصح له عن مكنونات  قلبها نحوه ..عن حبها وعشقها له … ولكنها مشوشه التفكير !!! تريده وتريد  قربه منها وفي نفس الوقت خائفه من ان تنجرح وتخدع مره اخري….!!!

شعر بترددها وخوفها!!! هو يشعر انها تبادله مشاعره ولكنها خائفه من التجربه  وهو مقدراً لشعورها … فهو اكثر من يعلم بالخوف من الخيانه والخداع …!!!

لولا ما حدث مع طليقها وانهيارها بعدها ورعبه من ان يفقدها او يصيبها مكروه … لم يكن يعترف بعشقه لها بهذه السهوله !!!

فعليه ان يجعلها تغلب خوفها وتطلق العنان لمشاعرها ويجب عليها ان تثق به وبعشقه لها!!! وان يتحلي بالصبر حتي ينالها في النهايه…

سواار… نداها بنبره رجوليه مثيره…

نعم!!! قالتها بهمس رقيق…

انا حاسس بيكي وبالتردد والخوف اللي جواكي… وعارف انك حاسه بمشاعري ناحيتك …  وانا مش مستعجل خدي وقتك ..بس كل اللي عاوزه منك انك تثقي فيا ومتخافيش  مني … انا لا يمكن ااذيكي ابداً مهما حصل … انا عاوزك تسيبي نفسك ليا  خاااالص واوعدك مش هتندمي ابداً …

قالت بنبره يشوبها الخوف والقلق: بجد يا عاصم….!!

رد بثقه وتاكيد: بجد يا قلب عاصم…..!!! ممكن اطلب منك طلب ..

ردت بتاكيد: انفضل…

عاوز افضل اتكلم معاكي لحد ما اروح في النوم … عاوز انام علي صوتك … انا تعبان وصوتك هو اللي هيضيع تعبي !!!

ولو نمت متقفليش الخط علشان عاوز اول حاجه اصحي عليها هي صوتك برضه….!!

عضت علي شفتيها خجلا من طلبه … ماذا يريد منها ؟؟ ماذا يريد من قلبها؟؟ قلبها المسكين لم يتحمل كل هذه الرقه والرومانسيه!!!

قالت بنبره خجله: انت بقيت مراهق ولا ايه !!! احنا كبار علي فكره … ما ينفعش الي بتقوله ده….

اجابها بعشق: انا معاكي بعيش حاجات اول مره اعيشها!!! وبعدين ايه يعني كبار !!! هما الصغيرين بس اللي من حقهم يحبوا ويعيشوا حياتهم …

وبعدين انا عمري ابتدي من اول يوم شوفتك فيه!!! اللي قبلك ده مش محسوب …  يعني تقدري تقولي ان انا لسه بيبي صغير لسه بيتعلم … وهيتعلم معاكي وليكي  …!!

وانتي كمان عمرك ابتدي من يوم قابلتك … واللي عيشتيه قبلي انا همحيه من ذاكرتك مش هخاليكي تفتكري انك عيشتيه حتي في الحلم…..!!

بحبك…!!! قالتها بقلبها دون ان تنطقها .. وكان هذه الكلمه ابلغ رد علي حديثه …

استمروا يتحدثوا طوال الليل حتي غفوا سوياً تاركين اصوات انفاسهم تتعانق عبر موجات الاثير مثلما تعانقت قلوبهم …!!

………

كان عاصم يتوسط فراشه الوثير يغط في نوم عميق …نائماً علي وجهه .. عاري  الصدر.. ويده اليسري متدليه ارضاً من جانب الفراش وهاتفه ملقي ارضاً بجانبه  …وخصلات شعره الناعمه متناثره علي جبينه بفوضوية اعطته مظهر رجولي وسيم…!!

فتح عاصم جفونه واغلقها عده مرات محاولا نفض النعاس عنه..

ارتفع بصدره عن الفراش يلتفت حوله باحثاً عن هاتفه….

لمحه ملقي ارضاً بجانب الفراش .. التقطه ونظر في شاشته لمعرفه الوقت .. الا انه وجد الخط لا يزال متصل بسوار !!!!!!

نظر الي ساعه الهاتف ووجد انه تاخر عن معاد استيقاظه المعتاد…

اتسعت ابتسامته ووضع الهاتف علي اذنه ليري ان كانت محبوبته استيقظت ام لا؟؟؟

لم يسمع اي شيء!!!نظر لشاشه الهاتف مره اخري وجد ان الاتصال مستمر بينهم…

نداها بصوت اجش متحشرج من اثر النوم : سوار… حبيبي…

اصحي يا قلب عاصم ….سواري!!!

كان وضع سوار لا يختلف عنه …فكانت نائمه في ثبات عميق حاضنه وسادتها … وتضع سماعه الهاتف باذنها ….

سمعت صوته يرن داخل اذنيها ولكنه ياتيها من بعيد …ابتسمت وهي مغمضه العينين تظن انها لازالت تحلم به …

لقد كان بطلاً لاحلامها في السويعات القليلة التي نامتها…

همهمت بنعاس: اممممم ….

نداها مره اخري ولكن بنبره اعلي : سوااار …اصحي يا حبيبي!!

ردت بصوت هامس مليئًا بالنعاس ولكنه وصل اليه مغوي مثير جعلت الدماء تغلي  في عروقه شوقاً اليها خاصه وهي تنطق حروف اسمه بتلك النبرة المهدكه  لاعصابه….

عااااصم ….!!!

قال بصوته المثير العابس: عمر عاصم وروحه…انتي لو فضلتي تقولي عاصم بطريقتك  دي هتخاليني اجيلك حالاً وساعتها مش هكون مسؤل عن اللي هيحصل بعدها …. بس  اللي متأكد منه انك مش هتخرجي من حضني الا وانتي حرم عاصم ابو هيبه…!!!

لم يتلقي ردًا منها فتاكد من استغراقها في النوم مره اخري…

اغلق الخط وقام حتي يستعد للذهاب الي عمله ولكن عليه اولا ان ياخذ حماماً  بارداً ليستعيد نشاطه ويطفئ به نيران قلبه وجسده المشتعل شوقًا لها……!!

……..

استيقظت سوار من نومها قرب الظهيرة… فتحت عينيها ونظرت الي الساعه المعلقه  علي الحائط امامها شهقت منتفضه من مكانها وقد تاخرت عن موعد ذهابها للعمل …  فقد اتخذت قرارها بالعودة للعمل ومفاجئة عاصم بعودتها… !!!

القت نظره علي هانفها فوجدت ان عاصم قد اغلق الخط معها …

طبعاً .. اكيد زمانه في الشغل من بدري وانا مغمي عليا هنا…

قالت وهي تتوجه لتاخذ حماماً سريعا وتستعد للذهاب للشركة…

بعد ساعه كانت تقود سيارتها باتجاه شركه عاصم ….

…….

كان عاصم في مكتبه يوقع على بعض الاوراق حتي رن هاتفه برقم والده الحج سليم ….!!!

عاصم : الحج سليم ابو هيبه بذات نفسيه بيتصل بيا … كيفك يا بوي … اتوحشتك جوي يا ابو عاصم…

الحج سليم: لو اتوحشتك صوح كيف ما بتجول كنت سالت ..اكده يا عاصم … المده  دي كلاتها لا بتتصل ولا بتاجي البلد …. خلاص نسيتنا يا ولدي…

عاصم: حجك عليا يا بوي … انا عارف اني مقصر معاكم .. بس غضب عني والله الشغل فوق راسي …

الحج سليم: ربنا يعينك يا ولدي … بس مطولش الغيبة اكده… احنا بنتوحشك كتيير وخصوصي امك الحاجه..

عاصم: ربنا يخاليك يا بوي انت والحاجه ام عاصم ويديمكم فوق روسنا…سلم عليها  وعلي كل اللي عندك واني قريب ان شاء الله هاجي البلد علشان عاوزك في موضوع  اكده…

الحج سليم: خير يا ولدي.. موضوع ايه ده

عاصم: خير ان شاء الله يا بوي .. اطمن لما اجي هتعرف كل حاجه…

الحج سليم: علي كيفك يا ولدي… المهم اول الشهر اللي جاي هنكتبوا كتاب اختك  الدكتوره عاليا بأمر الله وبعدها هيسافروا بلاد باره طوالي علشان البعثة  بتاعه الدكتور جوزها…

فانا عاوزك تجهز نفسيك وتفضي حالك قبلها علشان تدلي البلد وتقف ويا خايتك …  وكماني علشان تعزم حبايبنا اللي عنديك كيف ما عملنا المره السابجه ..  واولهم بيت الناجي…

عاصم : حاضر يا بوي .. كل اللي انت عاوزه هيحصل وزياده كمان…..

قاطع مواصله حديثه مع والده ..دخول سكرتيرته تبلغه بوصول مندوب الشركة الإيطالية….

مستر عاصم… مندوب الشركة الايطاليه وصل حسب المعاد….

عاصم : معلش يا حج مضطر اقفل دلوقت علشان عندي شغل مهم هبقي اكلمك في وقت تاني….

اغلق الخط مع والده وآمرها بسرعه دخول المندوب اليه….

اسرعت السكرتيره بتنفيذ اوامره..

دلفت صوفيا من باب مكتبه تسير بخطوات متبختره…تتباطيء في سيرها لتعطي  لعينيه الفرصه للتمتع بجمال جسدها ومنحنياته البارزه التي يفصلها ثوبها  الاحمر الناري القصير الذي يكشف عن سيقانها البيضاء الرشيقه…

وقفت امام مكتبه ومدت يدها لتصافحه وهي ترشقه بسهام نظراتها الزرقاء الساحره ….

صافحها عاصم بعمليه شديده… فهو يعرف نواياها تجاهه !!! ولكنه لا يهتم لها …  فقلبه وعقله ملكاً لسوار … يري كل النساء بها.. هو اكتفي بها عن كل نساء  الارض …..!!

ربما لو لم توجد سوار بحياته … كان لم يدع صوفيا تفلت من بين يديه … فصوفيا  أمرأة جميلة وتمتلك جسد يغوي القديس .. كان سيسمتع معها كثيراً …و لكن  الاوان قد فات…!!

عاصم : مرحبا سيده صوفيا… كيف حال اليكساندروا؟؟

صوفيا: مرحبًا ايها الوسيم.. اليكس بخير

عاصم بفطاظة: ولماذا لم ياتي … الموعد كان محدد معه؟؟

صوفيا بمغذي: اووو.. الا تريدني ايها الوسيم …!!

عاصم : انا لا اريد أشخاصًا بعينيها … كل ما يعنيني العمل فقط..

ولكي لا نهدر وقتنا ..دعينا ننهي ما جئتي من اجله…!!

نظرت اليه بحنق شديد ولكنها لن تستسلم ستحصل عليه مهما كان!!!

بعد فتره كانوا قد انتهوا … اغلق عاصم الملف بعد ان قام بتوقيعه واعطاها  النسخه الخاصه به وكذلك صوفيا وقعت علي الملف الخاص بها واعطته اياه…

عاصم: هذه نسخه العقود الخاصه بكم … تفضلي.

صوفيا: وهذه ايضا لك … تفضل..اتمني ان تستمتع بالعمل معنا سيد عاصم

عاصم : آمل هذا!!!

قامت صوفيا من جلستها ودارت حول مكتبه حتي وقفت امامه مباشرةً… انحنت  بجسدها للامام وقربت وجهها من وجهه لا يفصل بينهم الا خطوه واحده….

صوفيا: والآن… دعنا نحتفل بتوقيع العقود ايها الوسيم…قالتها بصوت مغوي وهي تتطلع اليه بنظرات راغبة….!!

عاصم بثبات: لا اريد …!!

صوفيا باغراء: لماذا ايها الوسيم … لماذا تقاومني ؟؟

عاصم باستنكار: من انتي حتي اقاومك … انا لا اريدك….

كتمت صوفيا غيظها وقالت باصرار وهي تمد يدها تتحسس صدره الظاهر من فتحه قميصه….

انت تريدني ..كما اريدك .. انا ارغب بك كثيراً … جسدي يحترق شوقاً لجسدك الرجولي القوي … شفتاي تريد ان تسحقها وتدميها بشفتيك…

لعينه صوفيا !!! كاد ان يضعف امام سحر كلامتها … هو ليس براهب.. هو رجل  متقد الرجوله جسده دائم الاشتعال… لم يقرب أمرأة منذ مده طويلة… وامامه  أمرأة خطيره تغوي القديس…. ولكنه سيقاوم للآخر…

فتح فمه لكي يحذرها من تماديها .. ولكنها باغتته بوضع شفتيها علي خاصته تقبله بقوه….!!!

……….

في نفس الوقت وصلت سوار الي الشركة واستقلت المصعد قاصدة مكتبها مع عاصم …  وعلي شفتيها ابتسامه واسعه تتخيل منظره عندما تفاجئه بمجيئها..!!

خرجت من المصعد واتجهت لمكتبها … دخلت وجدت زميلتها التي تعمل مكانها حتي تعود…

سوار: اذيك يا هند عامله ايه … متشكره اوي انك قبلتي تكوني مكاني اليومين اللي فاتوا…

هند: حمد الله علي سلامتك يا مدام سوار … لا شكر علي واجب ده شغلي… تعالي استلمي مكانك وانا هروح علي مكتبي…

اخذت سوار منها الاوراق والاشياء الخاصه بمكتبها بعد ان شكرتها للمره الثانيه ..بعد رحيل زميلتها استعدت لمفاجأة عاصم !!!

وقفت تهندم ملابسها وعدلت تسريحه شعرها …وقفت امام باب مكتبه وقبضت علي  مقبض الباب بكفها اخذت نفس عميق حبسته داخل صدرها وزفرته مره واحده محاوله  التخفيف من توترها!!!

فتحت باب المكتب ودلفت للداخل وعلي وجهها إبتسامة واسعة سعيدة سرعان ما تلاشت وحل محلها الذهول…!!!

شهقت مصدومة من وضعهما !!!وفجاة شعرت بالهواء ينفذ من رئتيها!!! لمعت الدموع داخل مقلتيها…. وقالت بصوت جريح مهزوز: عاااااصممم…!!

واستدارت تجري مهروله من مكتبه ومن الشركة كلها….!!!

الذهول والصدمة.. هم المسيطرين علي حال عاصم !!!!

واقف كالصنم لا يتحرك ولا يصدرعنه اي رد فعل … استغرق ثواني حتي استوعب ماذا يحدث معه…!!

في اللحظة التي استوعب فيها وضعه مع صوفيا وتقبيلها له عنوه كانت نفس اللحظة التي دخلت عليه سوار وشاهدته مع صوفيا!!!

انتفض كالملسوع عندما فتح الباب وظهرت سوار من خلفه … آلمه قلبه عليها وعلي دموع الخذلان منه التي تلمع داخل مقلتيها…

دفع صوفيا من امامه بكلتا يديه حتي انها وقعت أرضًا من قوه دفعه لها… وانطلق يجري يلحق بسوار …..!!

تجري باندفاع نحو المصعد تريد الهروب منه ومن كل شيء …

سمعت صوته يناديها بلهفه ولكنها لم تلتفت اليه … فتح المصعد وولجت داخله  تضغط علي ازراره بسرعه لا تريده ان يلحق بها… كاد باب المصعد ان يغلق الا  ان يده التي امتدت منعته من الانغلاق…

كان عدي يسير في الرواق المؤدي الي مكتبه عندما راي سوار تبكي وتهرول الي  المصعد … استغرب حالتها وكاد ينادي عليها الا ان اندفاع عاصم خلفها وهو  يجري كالعدائيين في السباقات اصابه بالذهول … حتي كادت حواجبه ان تلامس  مقدمه راسه من ارتفاعها…

هو ايه اللي حصل … هببت ايه يا عاصم ..ربنا يستر….!!

دخل عاصم خلفها وضغط علي زرايقاف المصعد…!!!

وقفوا متقابلين أمام بعض .. وقف عاصم متحفزاً باعصاب مشدوده متوتره واضعاً  يديه في خصره ونظره مسلط عليها وينفث نيران غضبه المشتعل في وجهها….

اما هي فكانت تحاول الوقوف بثبات في مواجهته .. فظلت منكسه رأسها لاسفل حتي  لا يري دموعها التي تمنعها بصعوبه من الهطول علي وجنتيها … لا تريد النظر  لوجهه حتي لا تري صورته وهو يقبل صوفيا….. ضغطت علي شفتيها بقوه تمنع شهقات  بكاء روحها المذبوحه من الخروج….!!

تحدث عاصم بهدوء محاولًا انتقاء حروف كلماته: سوار انت فاهمه غلط .. مفيش  حاجه بيني وبينها … هي الي عملت كده … هي اللي باستني ورمت نفسها عليا… انا  مقربتش منها … هو ده اللي حصل ….انا معملتش حاجه

ساد صمت مهيب بينهم لعده دقائق وهم علي نفس وضعهم!!!!

هو منتظر ردها علي كلماته… وهي تعيد كلماته وصورته معها داخل عقلها مرات ومرات….

رفعت راسها اخيراً تنظر لوجهه بنظرات خاويه وقالت بنبره متهكمه وهي تعقد يديها فوق صدرها: خلصت…!!!!

صمتت لثواني واضافت: انت حر في حياتك تعمل اللي تعمله …انت مش محتاج تشرح  او تبرر اللي حصل … انا مسالتكش ولا حاسبتك علي حاجه … لانه ببساطه مش من  حقي!! انا مجرد مديره مكتبك مش اكتر ماليش الحق اني الومك او احاسبك….قذفت  كلماتها في وجهه بقوه وجمود تتنافي مع ارتجاف قلبها حزناً وآلما ً…

اشتعلت النيران في عينيه من كلماتها السامه وسالها بهدوء حذر: يعني ايه الكلام ده ؟؟؟

كلامي واضح .. ايه اللي فيه مش مفهوم ..!!

سوااار .. مش عاوز افقد اعصابي… قلت لك اللي حصل كان غصب عني .. انا مقربتش منها … هي اللي عملت كده من نفسها…

ظلت علي جمودها الظاهري وقالت ببرود مستفز: لتاني مره بقولك دي حياتك وانت حر فيها يا عاصم بيه دي حاجه ما تخصنيش…

فقد السيطرة علي اعصابه وامسكها من مرفقيها يهزها ويهدر بصوته عاليا: بطلي  برود واستفزاز… يعني ايه ما يخصكيش .. انا عارف انك مصدومه وزعلانه بس انا  بحاول اشرح لك وانت مصممه علي رايك…

نفضت زراعيها من قبضتيه وهدرت فيه قائله بغضب ودموعها تسيل علي وجهها: تشرح  ايه وافهم ايه … افهم انك امبارح باليل بتوعدني بالجنه وترفعني للسما …  والصبح ترميني في الارض علي جدور رقبتي ..

باليل تقولي عاوزك ثقي فيا وهنسيكي عمرك اللي عشتيه قبلي والصبح الاقيك في مكتبك في حضن واحده تانيه !!!

انت زيه بالظبط مفرقتش حاجه عنه كلكوا كدابين وخاينين ….

قال هادراً بصوت جهوري: انا مش زيه .. انا مش خاين … والله ما خنتك…صدقيني يا سوار

هسالك سؤال وترد عليا بصراحه .. ولا اقولك سؤالين .. واجابتك هي الي هتحدد اذا كنت اصدقك ولا لاء….

قال بنفاذ صبر : اسالي..؟؟

اقتربت منه ونظرت داخل عينيه بقوه وسالته …اول سؤال..

لو انا ما كنتش جيت انهارده الشركه وحصل اللي شوفته في مكتبك

كنت هتحكيلي وتقولي علي اللي عملته صوفيا؟؟؟

تاني سؤال .. لو انا اللي كنت مكانك وشوفني في نفس الوضع اللي شوفتك فيه … وقعدت ابررلك واقولك غصب عني.. كنت هتعمل ايه؟؟؟

امسكها من رفقيها يضغط عليها بعنف ..وهدر فيها بصوت افزعها من قوته .. فقد  اشتعلت نيران غيرته الهوجاء من مجرد التخيل انه ممكن ان يقترب منها رجل  وليس تقبيلها كما تهزي…

كنت قتله وقتلتك ..بس عمر قتلك ما هيطفي ناري …

ايااااك يا سوار… شوفي ايااااك اياااااك تقولي علي جنس رجل انه ممكن يقرب  منك مش يبوسك …اياك تحطي نفسك في جمله مع اي رجل غيري… انت ملكي انا ..  بتاعتي انا… انا بغير عليكي

وغيرتي وحشه اوي اووي .. انا ممكن اولع في الدنيا كلها بسبب غيرتي عليكي ..

سحبت ذراعيها من قبضته وتحدثت بثبات بالرغم من ارتجاف نبضات قلبها من  اعترافه المتملك لها وغيرته عليها … الا ان صوره صوفيا وهي تقبله لا تستطيع  محوها من امام عينها…

وانا مش هقتلك يا عاصم … انا مش هخاليك تشوفني تاني وانسي انك عرفت واحده اسمها سوار الناجي في يوم من الايام ….

قالت كلماتها وهي تضغط علي زر المصعد ليهبط بهم لاسفل … ثواني وتوقف المصعد  ومجرد ما فتح الباب.. مرقت من جانبه دون ان تنظر نحوه متجهة بخطوات راكدة  الي خارج الشركة….

وتركته خلفها يحدق في اثرها حتي اختفت عن نظره بقلب مشتعل بنيران بعدها عنه  ولكنه لم يسمح لها ان تبعد عنه مطلقاً هي له وانتهي الامر!!! ولكنه سيدعها  تهديء وتستجمع نفسها وبعدها لم يتركها الا وهي معترفه بعشقها له …اما  اللعينه صوفيا فاقسم انه سيذيقها العذاب الوان علي فعلتها الحقيره معه…

………

وصل ايمن الي منزله في غير معاد عودته المعتاد….

نهي .. يا نهي …. انت فين . كان ينادي عليها وهو يبحث عنها بين الغرف … حتي وجدها في غرفتهم تنيم طفلهم …!!

ايه يا نهي بنادي عليكي مش بتردي ليه…!!

نهي بهمس: هششش وطي صوتك ما صدقت نيمت ادم …

اومأ براسه موافقاً وهو يسحبها معه خارج غرفتهم متجها نحو غرفه المعيشه…

نهي مستفسره: خير يا ايمن … ايه اللي جابك بدري ومجرجرني وراك كده ليه…

ايمن بتقرير: نهي انا سفري لدبي معاده اتقدم … قدامنا يومين بس نجهز ورقنا  وحاجتنا علشان هنسافر اخر الاسبوع … ثم اخرج من جاكيت بدلته تذاكر  الطيران…!!

نهي بدهشه: بالسرعه دي!!! انت مش قلت اننا هنسافر الشهر الجاي…واحنا رتبنا امورنا علي كده …انا مش هلحق اجهز حاجه خالص….

ايمن باستغراب: انا برضه مستغرب اللي حصل.. ولما سالتهم في الشركه قالوا ان  زميلي اللي هاخد مكانه في دبي ساب الشغل وراح شركه تانيه فجأة فعلشان كده  سفري اتقدم …

يالله كفايه رغي خالينا نقوم نشوف اللي ورانا….

…………..

بعد ثلاثه ايام …..

كان يدور داخل غرفه نومه كالأسد الحبيس داخل محبسه…

ثلاثه ايام لم يغمض له جفن … ثلاثه ايام لم يراها ولم يستمع الي صوتها … لم  تخرج من منزلها وهاتفها مغلق… لقد نفذت تهديدها وعاقبته ببعدها …!!!!

ولكنه لن ييأس سيصل اليها ويعاقبها علي بعدها عنه بطريقته!!!

وقف في شرفه غرفته يسانشق الهواء النقي ….آخذ نفس عميق يمليء رئتيه بالهواء  محاولاً تهدئة اعصابه الثائره …. مستجمعا ً نفسه .. مرتبًا افكاره والبدء  في تنفيذ خطواته للوصول الي سوار…!!!!

واولي هذه الخطوات.. مقابلته مع آسر ..

رواية نبض قلبي لأجلك الحلقة السادسة عشر

بعد يومين…..

في غرفة مكتب عاصم داخل منزله… وقف ينظر من خلف النافذة الزجاجية الكبيرة التي تطل علي حديقة المنزل الواسعة وفي يده قدحا من القهوه يحتسيه باستمتاع …….

نظر في ساعه يده يحسب الوقت القليل المتبقي علي تنفيذ الخطوه الاخيره للوصول الي معذبته ومالكه قلبه سوار…!!

شرد بتفكيره يتذكر ما فعلته به ..

فطوال الاسبوع المنصرم لم يتمكن من رؤيتها او مهاتفتها ..

حاول الوصول اليها بشتي الطرق وفي كل مره يفشل ..حتي عندما ذهب الي منزلهم متحججا ً بدعوتهم لعقد قران شقيقته رفضت مقابلته واعتذر شقيقها متحججا ً بنومها بسبب تاثير الادويه…!! كاد ان يلكم شقيقها علي وجهه ويصعد الي غرفتها بالقوه لكي يبرحها ضرباً بسبب عندها وبعدها عنه ..وبعدها بضمها الي صدره في عناق قوي يسحق عظامها ..ويلتهم شفتيها بين شفتيه في قبله تذهب انفاسهم معبراً فيها عن مدي اشتياقه لها …!!

ولكنه كبح رغبته وسيطر علي اعصابه حتي لايقدم علي فعل يندم عليه لاحقاً …

ولكن حالفه الحظ عندما وجد آسر وسيلا امامه ..فطلب من هشام شقيقها ان يتحدث معهم علي انفراد …

جلس عاصم برققتهم في حديقة المنزل وتحدث معهم لوقت طويل أعجب بشقاوة سيلا وروحها المرحة وضحكتها التي تشبهه ضحكه حبيبته..

وكذلك آسر فهو بالرغم من سنه الصغير الا ان تفكيره يسبق سنه واكثر ما اثار اعجابه حبه لوالدته وخوفه الشديد عليها خاصه عندما صارحهم برغبته في الزواج من والدتهم ….!!

فسيلا لم تعترض علي الامر ورأت ان والدتها لها الحق في الزواج مثلها مثل والدها …. علي عكس آسر الذي اعترض علي زواجهم خوفاً من الابتعاد عن والدتهم او انشغالها عنهم وتركهم ليعيشوا مع والده الذي تخلي عنهم …!!

وكان ذلك في صالحه حينما اعلمهم برغبه والدهم في اخذهم للعيش معه وانه يريد الاسراع في الزواج من والدتهم حتي يكون له الحق في حمايتهم وضمان بقاؤهم بحضن والدتهم وانه لن يسمح لاحد ابعادهم عن بعض …

استطاع اقناعهم وكسب ثقتهم وحبهم وطلب منهم ان يصبحوا اصدقاء حتي يتعارفوا ويتقاربوا من بعضهم البعض.

واثناء حديثهم معاً عرف بسفرهم بعد يومين الي احدي المدن الساحلية لقضاء العطلة الصيفية حيث يمتلك خالهم منزل هناك …ولكن ما جعل قلبه يرقص فرحاً هو عدم سفر سوار معهم بسبب عدم استطاعتها الحصول علي أجازه من عملها……

ابتسم بخبث في داخله فهو عندما يأس من عنادها تحدث مع شقيقها عن ضرورة عودتها للعمل بشكل سريع لعدم وجود من يقوم بالعمل بدلًا عنها واعطاها مهله لبدايه الاسبوع…

اخرجه من شروده رنين هاتفه .. فتح الخط ووضع الهاتف على اذنه يستمع الي من يحدثه…”تمام ربع ساعه وهكون عندك”

اغلق الهاتف وارتسمت علي وجهه ابتسامه واثقه فخطته تسير في اتجاهها الصحيح…..

…………

دلفت سوار الي داخل منزلها بعد ان ودعت اولادها وعائله شقيقها لقد سافروا اليوم لقضاء العطلة الصيفية…

اغلقت باب المنزل خلفها وتاكدت من اغلاق جميع ابواب ونوافذ المنزل …

صعدت الي عرفتها تريد ان تنعم بحمام دافيء تريح به جسدها فهي بحاجه للاسترخاء والنوم بهدوء…

ملئت حوض الاستحمام بالمياه الساخنه واضافت اليه سائل الاستحمام وبعض الزيوت العطريه برائحه الياسمين..

جلست باسترخاء داخل المياه مغمضة عيونها… ظهرت صورته داخل مقلتيها المغلقة…

تنهيدة حارقة خرجت من صدرها اشتياقًا له ..لرؤيته .. لسماع صوته الاجش..لعيناه السوداء العميقه.. له وله فقط ..لقد اشتاقت له حد الجنون…!!!

هي تعشقه وتعشق كل ما فيه ولكن ذهنها مشوش والظنون تعصف بها … واثقه من عشقه لها ولكن صوره الحقيره صوفيا وهي تقبلة تقتلها ..تجعلها تريد ان تفتك بصوفيا وتمثل بجثتها بابشع الطرق.

وتجعل كلام يونس يدور في عقلها مره اخري …الي جانب تاريخه الحافل بنزواته ومغامراته النسائيه….!!

وزاد عشقه داخل قلبها بعدما علمت بمقابلته مع اولادها وحديثه معهم وافصاحه عن حبه لها ورغبه في الزواج منها امامهم دون خجل وحرصه علي بقاءهم داخل احضانها وحمايتهم من طليقها.!!

لقد تعبت وارهقت من كثره التفكير …تعشقه وتريد قربه ولكنها خائفة من ان ينجرح قلبها مره اخري… !!

انهت حمامها وجففت جسدها وارتدت منامة حريرية سوداء اللون قصيره تصل الي ركبتيها بحمالات عريضه ….

جلست تجفف خصلاتها السوداء امام مرأة الزينة ..صرخت مجفلة عندما انتقطع التيار الكهربائي فجاة واصبح الظلام يحيطها حتي انها لم تعد تري كف يدها من شده الظلام .. سارت تتحس الاشياء من حولها تبحث عن هاتفها لتنير به…

ارتعد جسدها رعباً وصرخت بفزع عندما احاطت قبضه فولاذية بخصرها تجذبها بقوه لتلتصق بظهرها بصدر رجولي صلب…

وكف يده القوية تكمم فمها ليمنعها من الصريخ ….

تململت بهستيريه بين ذراعيه تحاول الهروب من براثنه …!!

اقتبرب من اذنها وحدثها وهمس بصوت رجولي اجش .. قلت لك مليون مره متخافيش طول ما انا في ضهرك يا قلب عاصم…!!!

شخصت انظارها من الصدمة وسكنت حركة جسدها بعدما سمعت صوته وعرفت هويته..

ظل جسدها يرتجف ودقات قلبها تضرب بقوه داخل صدرها … ليس خوفاً كما كانت منذ قليل …بل من احتضانه لها ومن لهيب انفاسه الساخنه التي تلفح عنقها وخلف اذنها ….

بحروف متلعثمه وصوت مرتعش نطقت اسمه: عاا عااااصمم!!!

أغمض عينيه مستمتعا بسماع همستها الرقيقه باسمه .. ضمها اكثر لاحضانه مستنشقاً رائحه جسدها المخلوطه برائحه الياسمين!!! وهمس بصوت رجولي ملتاع شوقًا لها …..

عمر وروح عاصم …. وحشتيني….!!

قالت بارتجاف : ااانت دخلت هنا ازاااي؟؟؟

همس قائلاً: هششش.. مش مهم دخلت ازاي … المهم ان انا هنا!!

عاد التيار الكهربائي مره اخري… انتفضت سوار وانفلتت من بين يديه … رجعت خطوتين للخلف واستدارت تنظر …

انا عاوزه اعرف انت بتعمل ايه هنا ودخلت ازاي ؟؟؟

لمعت الرغبة داخل مقلتيه السوداء ما ان وقعت عبنيه علي ما ترتديه… مشط جسدها بنظراته العابثه من اعلي الي اسفل وقال بعبث.: دخلت ازاي … دخلت من الباب ..

اما بقي بعمل ايه بصراحه نفسي اعمل حاجات كتير هموووت واعملها من ساعه ما كنتي في حضني.. قالها وهو يغمز لها بطرف عينه في عبث!!!

ارتبكت من نظراته الماكرهً نحو جسدها… القت بنظرها علي ما ترتديه … شهقت بخجل وهي تضع يديها تداري بها جسدها وقالت بارتباك :انت قليل الادب … اتفضل امشي دلقوتي حالا ما ينفعش تكون هنا وانا لوحدي…قالت وهي تسرع تجذب مآزرها من علي طرف الفراش لترتديه واحكمت غلقه عليها جيداً..

انا مش همشي من هنا غير لما نتكلم ونتفق … قالها وهى يجلس علي الاريكه الموضوعه في احد اركان غرفتها واضعاً قدم فوق الاخري….

ثم اضاف بحزن مصطنع عندما وجدها ارتدت المآزر فوق جسدها المهلك لاعصابه.. ليه كده بس ..الاول احسن …!!

نظرت له بحنق عندما ادركت معني تلميحه الوقح … عقدت يديها فوق صدرها واضافت: مفيش ببنا كلام ولا اتفاق … واتفضل من غير مطرود…

رفع حاجبه الايسر بتحدي قائلا: براحتك …خالينا قاعدين هنا العمر كله وانا مش هخرج ولا حد يقدر بخرجني من هنا ..من اوضتك!!!

زفرت بحنق منه ومن عناده : اتفضل اتكلم قول عاوز ايه وخلصني!!

قال بسماجه: اتكلمي عدل ..مفيش ست محترمه تقول لجوزها خلصني…توء توء عيب كده..بلدي اوي…!!

وضعت يديها علي خصرها واردفت بغيظ: جوزي ازاي وامتي ان شاء الله ويعدين مين دي اللي بلدي .. وقالت وهي تدور حول نفسها بثقة وغرور انثوي يليق بها …بقي الليدي سوار الناجي يتقال عليها بلدي… واضح اوي انك مش بتفهم في الستات!!

ضحك عاصم بصخب وتعالي صوت ضحكته الرجوليه الجذابه والتي تجعله يزداد وسامه ورجوله: انا مش بفهم في الستات ..

ماشي يا ستي ..وبعدين هو من ناحيه انك ليدي ..صمت وهو يطالعها من مقدمة راسها حتي اقدامها الصغيرة واصابع قدمها الملونه بلون احمر مثير…انتي ليدي وليدي اوي كمان…

خجلت من غزله الغير بريء وقالت بهدوء : عاوز تتكلم في ايه يا عاصم …

نظر لها مبتسما ً ومد يده لها : تعالي اقعدي الاول علشان نعرف نتكلم ..ما انا مش هعرف اتكلم وانت واقفه كده ….

اطاعته بهدوء وجلست بجانبه علي الاريكة.. استدار بجسده نحوها وقال بجدية: وبعدين معاكي يا سوار .. هتفضلي تهربي مني كده كتيير …

ردت بارتباك وهي تبعد عينيها عنه: انا مش بهرب ولا حاجه … كل الحكايه اني محتاجه ابعد شويه علشان اعرف افكر بهدوء …!!

وانت ما تعرفيش تقكري وانت معايا من غير ما تبعدي … ولا انت بتحبي تجننيني…!!

انا مش عاوزه اجننك ولا حاجه .. كل الموضوع اني عاوزه افكر من غير ضغط علشان اعرف اخد قرار …

وجودك جنبي ببضغط عليكي .!! ويا تري ايه القرار اللي اخدتيه؟؟

صممت ولم تعقب..!!

عاصم بغيظ : انا مش عارف انتي مكبره الموضوع ليه … قلت لك انا بحبك وعاوزك .. وطلبت منك تثقي فيا… وقلت لك الي حصل مع صوفيا واني ماليش ذنب في اللي حصل … اعمل ايه تاني!!!

يا عاصم افهمني .. انا خايفه!!

خايفه من ايه … قلت لك متخافيش من حاجه طول ما انا موجود .

قامت من جلستها منفعله: غصب عني .. مش بايدي . انا حاسه اني مربوطه بحبل وكل واحد بييشدني من طرف…

ولادي من طرف .. انت من طرف … ايمن من طرف.. مش عارفه اعمل ايه …

هب واقفاً امامها هاتفاً : متجبيش سيره الرفت ده علي لسانك واوعي تعملي له اعتبار وتخافي منه … قبل ما يفكر يمس شعره منك او من الولاد هكون ناسفه من علي وش الدنيا…

والولاد عارفين وموافقين علي جوازنا وانا علاقتي بيهم كل شويه بتتحسن وبتفوي … احنا تقريبًا بنتكلم كل يوم …

فاصل انا خايفه مني ليه … خابفه تحبيني ولا خابفه تسبيني!!!

نظرت داخل عينيه والدموع تلمع داخل مقلتيها وقالت بصدق:

انا واثقة فيك وموضوع صوفيا لما فكرت فيه عرفت انك مظلوم وهي السبب في اللي حصل … بس غصب عني اضايقت…

اقترب اكتر منها ومد يده يملس علي خدها بحنان وقال بمشاكسه…وهو ينظر لها بحب…

اضايقتي …ولا غيرتي !!! غيرتي عليا؟؟

ردت بغيره: ايوه غيرت … غيرت وكنت عاوزه اموتها اقطعها بسناتي علشان قربت منك …ومش هي بس اى واحده تقرب منك

قفز قلبه بين اضلعه بعد كلماتها الجميله وقال مداعباً وجنتها

ده انت طلعت وحش وانا مش واخد بالي … انا لازم اخاف علي نفسي منك ،،،وبعدين غيرتي يعني بتحبيني..مش كده برضه ولا انا فاهم غلط…

خفضت رأسها ارضاً لا تقوي علي النظر الي عبنيه … مد بده يرفع ذقنها وينظر لعيونها الجميله قائلاً.: مردتيش خايفه من ايه وغيرتي علشان ايه…

تشجعت وقالت ما يضيق صدرها: خايفه منك انت … خايفه احبك ويجي الوقت اللي تسبني او تخذلني او حتي تتجوز عليا…

انا اتصدمت في حياتي قبل كده لكن قومت ووقفت علي رجلي

واما اتكسرتش بالعكس قويت…

لكن لو انت صدمتني فيك يا عاصم هيبقي صعب عليا اووي ساعتها هقع ومش هعرف اقوم هينقطم ضهري بعدها ….

وانا كمان خايف ..خايف تخونيني زي ما هي خانتي … خايف اسلمك قلبي ومشاعري ومتصونيهاش… علشان دي اول مره بحب انت اول واحده يا سوار قلبي دق لها .. قلبي رجع ينبض تاني علشانك انت وبس … بس انا نسيت مخاوفي وحبيتك وعارف انك مش ذيها ومش هتضيعي ثقتي فيكي….

احنا لازم نساعد بعض ونطمن بعض ومرمي خوفنا ورا ضهرنا

ونعاهد بعض اننا لا نجرح بعض ولا نخون بعض ولا نفقد ثقتنا في بعض … انفقنا !!!

كلماته طمئنتها .. اراحت قلبها .. تريد ان تحيا حياتها معه هت تعشقه وتتمني قربه.. ..فلم تجد امامها حلاً سوي موافقته : انا موافقه يا عاصم ..

تهللت اسارير عاصم بموافقتها … اقترب منها حد الالتصاق رفع كفيه يضعهم علي وجنتيها ونظر دخل عينبها قائلا بعشق.:

بحبك .. بحبك يا سوار ..ومش عاوز احب غبرك …انتي في عيني اختصرتي كل الستات فيكي … اوعدك عمرك ما هتندمي انك وافقتي…. بعشقك يا قلب عاصم…

ارتجف جسدها وتعالت دقات قلبها بصخب داخل قفصها الصدري قالت بخجل وهو تنظر له بعينان تفيضان عشقاً….

وانا كمان بحبك با عاصم ..، بحبك وبخس معاك بحاجات عمري ما حسيتها قبل كده …. احساسي بيك مختلف انت تحتلني بسهوله وتدخل جوه قلبي بسهوله..

ارتفعت حرا ره جسده نتيجه لارتفاع ضربات قلبه الهادره داخل صدره… نطر اليها بعيون عاشقه ملتاعه قائلا…

سوار في حاجه هموت واعملها من يوم ما اشوفتك ولازم اعملها سالته باستغراب ايه دي : هقولك …ثانيه وكان يلتهم شفتيها بين شفتيه الجائعة بقبله عاصفه عصفت بكيانها ،،، احاط خصرها بيده يضمها الي صدره بقوة ويده الاخري خلف شعرها يثبت بها راسها …

كانت مصدومه في باديء الامر ولم تبادله قبلته ولكنها لم تصمد امام هجومه الكاسح عليها واصبحت لا تقوي علي الوقوف علي قدميها من فرط تاثرها ولم تشعر بنفسها وهب تبادله قبلته علي استحياء مغلف بالشوق..!!

ما ان شعر بانها بادلته قبلته حتي هدرت الدماء في عروقه والتمع بريق الرغبه داخل عينيه…دفعها بقوه نحو الحاائط مثبتاً جسدها عليه واقترب بجسده من جسدها يلتصق بها …

اخذ يقبلها بجنون وهي غائبة عن وعبها بين ذراعية …

بعد مده طويله فصل القبله ليلتقطوا انفاسهم المنقطعه ..اسند جبينه علي جابينها قائلا بلهاث : بعشقك يا بنت الناجي…مش عارف عملتي فيا ايه من ساعه ما شوفتك…

ردت بهمس مغمضة العين: عملت فيك ايه…

قال بمشاكسه: عملتي اللي محدش قدر يعمله الا قبلك ولا بعدك … وقعتي عاصم ابو هيبه علي جدور رقبته …… ابتسموا معاً علي جملته ثم ضمها الي صدره العربض في عناق قوي مغمض عينيه وابتسامه مرتاحه علي شفتيه حتي هداأت انفاسهم ……..

………..

تعالي رنين هاتفها فانتبهت لوضعها داخل احضانه ….تململت بين ذراعيه وقالت بحرج….التليفون ..هرد علي التليفون…!!

لم بفلتها من ذراعيه بل احكم قبضته عليها ونطق بغيره شديده: مين اللي بيتصل بيكي في التليفون الساعه اتنين باليل ؟؟؟

قالت بغيظ منه: معرفش مين … بس اكيد الولاد بيطمنوني انهم وصلوا بالسلامه…

اجابت علي الهاتف: ايوه يا آسر يا حبيبي .. وصلتوا بالسلامه ..

صمتت تستمع لرده … ماشي يا حبيبي خالي بالك من نفسك انت واختك واسمعوا كلام خالو وطنط داليا … وانا ان شاء الله يومين وهكون معاكم .. مع السلامه يا حبيبي…

انهت الاتصال ونظرت له قائلة: شوفت زي ما قلت لك الولاد وصلوا وبيطمنوني عليهم ..

قال بتذمر: وايه بقي يومين وهكون عندكم … مين بقي اللي هيسمح لك تسافري ان شاء الله…!!

كتمت ابتسامتها علي تذمره وقالت بمشاكسه: في ايه يا عاصم .. انا مش هقدر ابعد عن الولاد بيوحشوني…

اقترب منها كثيراً حتي بات علي بعد خطوه منها وهو يطالعها بنظرات عاشقه..وضع كف يده علي وجنتها واخذ يحرك ابهامه عليها برقه : يعني هما هيوحشوكي وانا مش هوحشك… لسه عاوزه تبعدي عني تاني… مش كفايه اسبوع مخالياني بلف حوالين نفسي زي المجانين مش عارف اوصلك …

انسي انك تسببني او تبعدي عني تاني … واظن انت شوفتي مهما بعدتي عني وصلت لك في الاخر … لو اختفيتي عن الناس كلها ومحدش عارف يوصلك … انا هعرف وهوصلك لو كنتي في اخر الدنيا…

وبعدين اعملي حسابك احنا هنتجوز قريب … انا خلاص مش قادر استحمل اكتر من كده ..عاوزك معايا وفي حضني في اقرب وقت .

قالت بخجل وتوتر : جواز كده مره واحده…قصدي يعني نستني شويه ونرتب ظروفنا وو…..

هششش … قالها وهو يجذب يدها يقودها للجلوس بجانبه علي الاريكه مره اخري….

اهدي كده ومن غير توتر …ايه اللي يخالينا نستني واحنا كل حاجه الحمد الله ماشيه تمام … اخوكي وولادك عارفين وموافقين..

اهلي وبيتمنوا اني اتجوز ومن زمان …ولما يعرفوا اني عاوز اتجوزك انتي هيفرحوا جداً…. ناقص ايه تاني …

البيت موجود وجاهز من كل حاجه …تعالي شوفي عاوزه تغيري ايه فيه ونغيره .. عاوزه ببت جديد بدل ده ..شاوري علي البيت اللي انت عاوزاه ويكون موجود…

قاطعته قائله: انا مش عاوزه حاجه ومش قصدي كده خالص …

بس يعني اتاخدت واتفاجئت لما قلت بسرعه…

ابتسم لها بحب وقبل يدها …اسند ظهره علي الاريكهً وجذبها نحوه لتجلس داخل حضنه … حاولت ان ترفض وتعترض وسحبت يدها من يده ….الا انه اصر ولم يفلت يدها بل شد عليها وجذبها لحضنه…وضعت راسها علي صدره تستمع لدقات قلبه الهادره بعشقها تحت اذنها … وهو يحرك اطراف انامله بخفه في خصلاتها….

عارفه ان فرح عاليا بعد تلات اسابيع …همهمت بهمس: اممممم

وعارفه ان انتوا معزومين وهتسافروا البلد …

قالت: اه عارفه هشام قال اننا هنسافر يوم الفرح الصبح ونبات في اي فندق ونرجع تاني يوم الصبح…

رد رافضاً: لا طبعاً مش هيحصل… انتوا هتسافروا معايا في نفس اليوم وهتقعدوا عندنا في البيت ..مش معقول يكون بيت الحج سليم ابو هيبه كبير البلد موجود وتنزلوا في فندق.. دي تبقي عيبه في حقنا ..ثم انا مش هقبل ان انا اقعد في مكان وانت في مكان تاني…ولا هينفع اسافر واسيبك …رجلك علي رجلي…

قالت باعتراض وهي تعتدل في جلستها لتصبح في مواجهته : مش هينفع اللي بتقوله دي يا عاصم … ازاي نقعد عندكم .. هشام مش هيوافق .. وانا مش هقدر…

قال بحسم ناهياً الحوار: سوار كلامي واضح… هتسافري معايا انت والولاد في نفس الوقت حتي لو هشام مش موافق … وهتقعدوا عندنا في البيت الكبير … انا مش الرجل اللي اقبل اني اقعد في مكان ومراتي وولادي في مكان تاني … وعلشان يكون في علمك احنا هنسافر قبل الفرح باسبوع .. انا خلاص حجزت تذاكر الطياره …

خفق قلب سوار بجنون عندما قال بتملك ..مراتي وولادي.. ونسب اولادها لنفسه … اااه كم تعشقه وتعشق حبه وتملكه لها ….سالته بعدم تصديق : بجد ولادك يا عاصم ….!!

رد سريعاً دون تفكير : طبعاً ولادي … من لحظه ما قررت اني اتجوزك وهما ولادي …وبعدين انا بحبهم فعلا علشان هما ولادك ..

سوار انا من اول مره شوفتك فيها وانتي بتاعتي …

انت عارفه ان في واحد شافك يوم خطوبه اختي وسالني عليكي علشان كنت قاعده مع اهلي… وكان عاوز يتقدم لك .. ساعتها حسيت اني مخنوق وعاوز اضربه .. وقلت له انك متجوزه ومخلفه علشان يسكت … ولما سال علي جوزك قلت له جوزها هيضربك دلوقتي حالا لو ما اتخرستش .. ومشيت وسبته.. ابتسم وهو يتذكر ذلك اليوم عندما وقعت عينيه عليها لاول مره … ومن وقتها وهي اصبحت تخصه … ملكه … امرآته…

لم تصدق ما تفوه به .. انه مجنون .. هذا ما حدثت به نفسها ولكنها تعشقه وتعشق جنانه … و ادركت انه يعشقها كما لم يعشق من قبل …

ارتسمت علي شفتيها ابتسامة عاشقه وقالت دون تفكير : بحبك يا عاصم … صمتت ثواني واضافت بنفس الابتسامة: وموضوع السفر … حاضر يا حبيبي هعمل اللي انت عاوزه ….

هدرت الدماء في عروقه وتعالت انفاسه عندما نطقت بشفتاها الكرزيه اجمل كلمه سمعها في حياته ….خاصه عندما قالتها باارادتها دون ان يطلب منها …قال بهمس اجش ونظره مسلط علي شفتاها التي يريد ان يتذوق طعمها مره اخري….

قليها تاني كده …

قطبت جبينها بعدم فهم : هي ايه دي اللي اقولها تاني….!!

بحبكً … قولي بحبك وحبيبي تاني .. عاوز اسمعها منك تاني…

عضت علي شفتيها خجلاً منه ومن نظراته وقالت بهمس : بحبك يا حبيبي …

تابع همسه العاشق: بقولك ايه ..انا بفكر ابعت اجيب الماذون ونتجوز دلوقتي حالاً .. اصل بصراحه مش هقدر اصبر اكثر من كده بعد الكلام الحلو ده …انا ماسك نفسي بالعافيه…

شهقت بخجل واطرقت راسها ارضاً ..لم تقدر علي النظر له …

عاااصم ..من فضلك بلاش كده علشان خاطري …

وبعدين انا عاوزه اعرف انت دخلت البيت ازاي … قالت ذلك حتي تغير مجري الحوار بينهم وتصرف عنه تفكيره المنحرف ….!!

قال بلوم: بتغيري الموضوع !!! ماشي هعديها المره دي..

عاوزه تعرفي ايه ..؟؟؟

دخلت البيت ازاي وانا قافله كل الابواب والشبابيك بنفسي…

ضحك واجابها بغرور: انا عاصم ابو هيبه … مفيش حاجه تصعب عليا… اللي عاوزه بنفذه مهما كان … وانا كنت عاوز ادخل الفيلا علشان اشوفك واكلمك ودخلت ..

اغتاظت من غروره وقالت : طاب بلاش دخلت ازاي … انت عرفت منين اني هبقي موجوده في البيت ومسافرتش معاهم … كمان عرفت معاد السفر من مين ؟؟

احاب بنفس الثقه: انا عارف كل حاجه بتعمليها وكل خطوه بتخطيها .. انا عيني عليكي علي طول ….

نفخت خدودها بغيظ وقالت: يعني مش هتقول …

داعب وجنتها قائلا: شاطره يا حبيبتي ….

امضي الليل كله معها يتحدثون كثيراً في كل شيء واي شيء … حتي غفت بين ذراعيه … حملها ووضعها برفق في فراشها دثرها جيدا وطبع قبله عاشقه علي طرف شفتيها . وذهب الي منزله تاركاً قلبه وروحه معها … ممنياً نفسه بتحقيق حلمه بالزواج منها قريباً جداً …

ولكن هل كل ما يتمناه المرء يدركه……!!!

تابعووووووني 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 





تعليقات

التنقل السريع
    close