رواية منعطف خطر الحلقه الثالثه والعشرون والرابعه والعشرون بقلم الكاتبه ملك إبراهيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية منعطف خطر الحلقه الثالثه والعشرون والرابعه والعشرون بقلم الكاتبه ملك إبراهيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
انتفضت ياسمين من فوق سريرها بصدمة، جسمها كله اتجمد من الرعب.
كانت لابسة بيچامة منزلية، وشعرها البني الطويل سايب على كتفها من غير الحجاب... عينيها اتسعت وهي مش مصدقة إن يحيى دخل عليها بالشكل ده!
يحيى اتجمد مكانه، عينه ماتحركتش عنها.
لأول مرة يشوفها كده. بجمالها الطبيعي الساحر، شعرها الحريري اللي وقع على كتفها، ملامحها البريئة اللي خطفت قلبه قبل عقله.
نسي هو أصلاً كان جاي ليه... نسي كل حاجة.
ياسمين اتحركت بسرعة، إيديها بترتعش، خطفت الطرحة من فوق الكرسي وحطتها على شعرها بارتباك شديد.
بصتله بعيون مولعة غضب وزعقت فيه بصوت عالي، مليان توتر وخوف: "إنت إزاي تقتحم عليا الأوضة بتاعتي من غير استئذان! انت فاكر نفسك مين!"
على الجانب التاني، خالد كان لسه ماسك تليفونه والمكالمة شغالة.
سمع شهقة ياسمين، صوت التليفون لما وقع، وصوت صريخ رجالي خشن... وبعدين سمع ياسمين وهي بتزعق بقوة.
جسم خالد اتشد كله، عينيه اتسعت ووشه كله اتغير من القلق والخوف عليها.
كان سامع كل كلمة، وكل نفس بتاخده.
يحيى وقف مبهوت قدامها، نظراته مش قادرة تتحول عنها.
حاول يجمع نفسه بالعافية، وبلع ريقه وهو بيحاول يتكلم بنبرة أقل حدة: "أنا خوفت عليكي لما السواق قالي إنك سبتيه في المدرسة ومشيتي بدري، ومكنش عارف أنتي روحتي فين... ليه مشيتي كده فجأة؟ وليه رجعتي بتاكسي؟"
نظراته كانت بتحاول تبين اهتمام، لكن كانت مفضوحة بالإعجاب اللي مالي عنيه.
ياسمين كانت بتغلي من الغضب، عينيها بتبرق بالدموع، وقالتله بحنق وهي بتشد الطرحة أكتر على شعرها: "ده شئ ميخصكش! ولو سمحت اخرج برا أوضتي... وأنا هنزل أكلم جدي وأحكي له على اللي عملته وكل اللي بتعمله معايا ده مش هيعدي علي خير!"
كلامها كان زي صفعة على وش يحيى، لكنه ابتسم بسخرية وهو بيقرب منها بخطوات هادية تقيلة، وعينه ثابته على عينها.
قال بنبرة متعجرفة: "مش هيعدي على خير؟... هتعملي إيه يعني؟"
ياسمين رجعت خطوتين لورا بخوف، قلبها بيرجف، وصوتها خرج متوتر ومترجي: "لو سمحت يا يحيى... اخرج من أوضتي حالًا."
خالد كان واقف مكانه مش قادر يستوعب اللي سمعه، قلبه كان بينفجر من الغضب، وكل كلمة سمعها كانت بتزيد نار الغضب جواه. كان عارف إن يحيى مش سهل، لكن الطريقة دي في التعامل مع ياسمين كانت بتخلّي دمه يغلي.
سمع ضحكة يحيى اللي كانت مليانة تهديد وتسلط، وابتسامة السخرية اللي طلعت منه كانت بتقهره، مش قادر يتحمل فكرة إن يحيى بيهدد ياسمين بالطريقة دي.
يحيى: "اسمعيني كويس يا بنت عمي.. سبق وقولتلك إنك لازم تنسي حياتك القديمة دي خالص، ولازم كل حركة وكل خطوة تاخديها أكون على علم بيها."
قرب منها أكتر وهو بيبصلها بإعجاب، وقال: "وكل نفس بتتنفسيه لازم أكون عارف بيه."
ياسمين كانت مرتجفة من الخوف، قلبها بيدق بسرعة مش قادرة تتحمل أكتر، ردت بصوت مهزوز، مكسور: "لو سمحت ابعد."
يحيى رفع إيديه لفوق، وهو بيبعد عنها بخطواته الواثقة، وهو بيكمل: "أنا هبعد المرة دي وهنسى كل الكلام السخيف اللي قولتيه، بس لو عرفت إنك سيبتي السواق تاني وروحتي على أي مكان لوحدك... وقتها يبقى أنا مش مسؤول عن اللي هعمله."
ياسمين كانت واقفة، جسدها كله مرعوب، وعينيها مليانة خوف، مش قادرة تنطق بكلمة أكتر.
يحيى ابتسم ابتسامة خفيفة وهو بيبص عليها، عينيه كانت مليانة تحدي وسخرية.
يحيي: "على فكرة... لون شعرك حلو، أنا بحب اللون ده.. اوعي في يوم تغيريه."
كلامه كان بيزيد من توتر ياسمين، وخلّى قلبها يوجعها أكتر.
ياسمين حاولت تبقى هادية على قد ما تقدر، وربطت الحجاب على شعرها بإحكام أكتر، وكأنها بتحاول تحمي نفسها من نظراته. بصت له بسرعة وقالت بصوت مهزوز: "اخرج برا لو سمحت."
ابتسم ابتسامة مش معبرة، وكأن الكلمة دي ما جتش في باله أصلاً وخرج من الغرفة، وهو ماسك نفسه بالكاد عشان ما يبانش قدامها إنه مستمتع بالموقف.
ياسمين جرت بسرعة على باب الغرفة، قفلته بالمفتاح، وحاولت تهدأ نفسها.
قعدت على سريرها وهي بتبكي بمرارة، قلبها بيقطّعها من جوه.
بعد لحظات، اكتشفت إن الموبايل كان لسه شغال. بصت عليه بتركيز، وشافت إن المكالمة مع خالد لسه مستمرة، وهو سمع كل حاجة.
"خالد فعلا سمع كل كلام يحيي معاها، وكل كلمة خرجت من يحيى كانت زي السكين بتدمي قلبه. كان نفسه يكون جنب ياسمين في اللحظة دي، ويكسر دماغ يحيى ويعاقبه على كل كلمة قالها، على كل تهديد، على كل حاجة خلت ياسمين في الموقف ده. كان حاسس في قلبه بنار مشتعلة وهو سامع كلام يحيى، التهديدات اللي موجهة ليها، وكلامه عن إعجابه بيها، بلون شعرها، كل ده كان بيشعل الغيرة في قلبه. حس إنه مش قادر يتنفس، مش قادر يتحمل يشوف ياسمين في الحالة دي. كان نفسه يحميها من كل اللي حواليها، يبعد عنها الأذى ده.
ياسمين رفعت التليفون وقربته من وشها، بتحاول تتأكد إذا كانت المكالمة لسه مفتوحة فعلا ولا تقفلت.
وخالد، على الطرف التاني، سمع بوضوح صوت أنفاسها المرتعشة وهي بتقرب الجهاز منها،
أنفاس خافتة، مرتبكة… بس كانت كفاية توصل له قد إيه هي خايفة.
خالد: "ياسمين... أنتي كويسة؟"
صوته كان مليان قلق، وفيه نبرة مش قادر يخفيها من الغضب.
قفلت المكالمة بسرعة اول لما سمعت صوته، وهي محروجة منه بعد ما سمع اللي هي بتتعرض ليه في بيت جدها من معاملة ابن عمها وعدم احترامه لخصوصيتها.
أول ما قفلت المكالمة، لقت خالد بيتصل تاني. كانت محتارة ترد عليه ولا لأ، وكان في جواها صوت قوي بيشجعها ترد، عشان كانت محتاجة تطمّن وتحس بالأمان، وكانت محتاجة حد زي خالد عشان يطمنها.
ردت بصوت مهزوز، وسمعت صوت خالد وهو بيسألها بلهفة: "إيه اللي حصل يا ياسمين؟"
سكتت، ومقدرتش ترد تقوله إيه. خالد اتكلم بغضب وعصبية، وكانوا واضحين جدًا في نبرة صوته: "هو اقتحم الأوضة بتاعتك صح؟ وليه بيخوفك ويهددك كده؟"
ردت ياسمين ببكاء: "عشان هو كده من أول ما جينا البيت ده. دايمًا عصبي وهمجي كده، ومش بيعرف يتحكم في أعصابه. أنا اشتكيت لجدي أكتر من مرة وهو مش بيسمع لحد. أنا أصلاً زهقت من البيت ده، ونفسي أرجع بيتنا القديم أنا وماما وأخويا."
اتكلم خالد بغضب: "وأيه اللي يمنع إنكم ترجعوا بيتكم القديم؟"
ردت بحزن: اللي يمنع ان حالة ماما صعبة ومحتاجة علاج كتير وهنا في خدم بيساعدوها في كل حاجة وانا مهما أشتغلت مش هقدر اوفرلها الادويه بتاعها وحد يخدمها وانا في شغلي ، وكمان احمد لما صدق انه يروح مدرسه نضيفه ويبقى عنده اوضه لوحده ومليانه بكل الالعاب اللي كان بيحلم بيها.. يمكن انا الوحيدة فيهم اللي مش مرتاحة في البيت هنا ومش عايزة اكون انانيه واحرمهم من الحياة دي.
خالد كان بيسمعها بكل انتباه، كان بيسمعها بقلبه. كل كلمة كانت خارجة منها بتقربه أكتر، بتفهمه هي حاسة بإيه، وبتكسر أي مسافة كانت بينهم. صوتها كان متلخبط بين الحزن والصدق، وهي بتحكيله عن اللي جواها، عن الخوف، والارتباك، والذكريات اللي عمرها ما قالتها لحد. وكل ما كانت بتتكلم، كان هو بيحس إنه مش بس بيسمع، ده شايل معاها. فجأة حس إنها بقت جزء منه، مسؤوليته، ومشاعره بقت أعمق من مجرد تعاطف. ولما حكت له إزاي اكتشفت إن جلال الشرقاوي هو جدها، بدأ يشوف ياسمين بعين مختلفة... بقى عارف عنها كل حاجة، وكل تفصيلة كانت بتربطها بالعالم اللي هو بيحاول يفهمه.
كان ساكت وهو بيسمعها ونفسه يقولها كلمة تطمنها، يوعدها إنه جنبها وإنه مش هيسيبها مهما حصل.
بس الحقيقة؟
ماكانش يقدر يوعدها بحاجة..
لإنه مش مجرد خالد اللي بيسمعها دلوقتي وحاسس بيها.
هو الظابط اللي اسمه مكتوب على رأس مهمة رسمية، مهمته يطارد عيلتها، يحاصرهم، ويقبض عليهم…
وجدّها، اللي هي لسه بتكتشفه دلوقتي، هو أول اسم في قائمة المطلوبين.
قلبه كان بيدق بصوت عالي، مش من الحب بس… كمان من الخوف عليها.
خايف من اللحظة اللي هتعرف فيها كل حاجة…
كان لازم يسيطر على قلبه ومشاعره ، قبل ما يتقال بينهم كلام مايتسحبش تاني.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
بعد مرور أسبوع.
في قسم الشرطة..
كان خالد قاعد على مكتبه، عيونه مركّزة على الورق قدامه لكن تفكيره تاه بعيد. شارد تمامًا في ياسمين. مش قادر يفهم اللي حصل له بعد آخر مكالمة كانت بينهم. أسبوع فات، وفيه صوتها لسه في أذنه وفي قلبه... المكالمة اللي فتحت فيها قلبها ليه، وحكت له عن كل حاجة. وكل كلمة منها كانت بتشغل باله أكتر، بتحيره، بتخليه مش قادر يقرب او يبعد.. في اليوم ده اتولدت جواه مشاعر غريبة اتجاه ياسمين، مشاعر خلت قلبه يدق بطريقة ماحسهاش قبل كده كأنها لمست حاجة فيه كان ناسي إنها موجودة.. في لحظة معينة، دق جواه إنذار بالخطر... الإحساس كان واضح زي صرخة بتشق سكون تفكيره: قلبه ماشي في طريق خطر، ولازم يوقفه قبل ما يتوه أكتر. هو مش هيقدر ينكر إنه حس بإعجاب حقيقي ناحية ياسمين قبل ما يعرف انها من عيلة الشرقاوي، بس دلوقتي... كل حاجة اتغيرت. ياسمين تبقى من عيلة الشرقاوي، العيلة اللي عليه يقبض عليهم متلبسين بتجارة السلاح ، الإحساس اتحول لصراع جواه. بين قلبه اللي كان بيبدأ يدق ليها وواجبه اللي بيصرخ فيه ياخد موقف.. كان خايف يتعلق بيها اكتر ويعلقها بيه وتفكر ان كان هدفه هو القبض على عيلتها! وتفقد الثقة فيه وفي مشاعره الحقيقيه ناحيتها.
فاق من شروده على صوت معتصم ومهاب وهما داخلين عليه المكتب وهزارهم العالي مالي المكان:
معتصم (بضحكة): باشا مصر اللي منوّرنا ومنوّر الداخلية كلها!
مهاب: المكتب نور بينا صح؟
خالد رفع عينه ليهم وبص بجمود، وقال بنبرة مش مرتاحة: "الداخله اللي بالشكل ده عمرها ما تطمّن... جايين عايزين إيه؟"
مهاب رفع إيده وكأنّه بيتبرّى وقال بضحك: "المرة دي مش أنا، دا معتصم هو اللي عايزك."
خالد لف نظره على معتصم وقال بنبرة فيها فضول خفيف: "خير يا معتصم؟"
معتصم قرب منه وقال بحماس: "بص يا سيدي... فرح أخويا الخميس اللي جاي في البلد عندنا، ولازم تيجي إنت والواد ده، ومش هقبل أي أعذار !"
خالد ابتسم ابتسامة خفيفة، كأنها خرجت رغمًا عنه، وقال بنبرة ودودة: طبعا يا معتصم دا فرح أخويا، وهكون أول واحد هناك كمان."
معتصم بص لمهاب بغيظ ساخر وقال: "سمعت؟ شوف الناس اللي بتفهم! مش زيك، أعزمك تقولي مش هاجي لو خالد ماجاش."
مهاب ضحك وقال وهو بيقعد على الكرسي قدامه: "أنا كنت متوقع إنه هيعتذر عشان القضية اللي شاغلاه اليومين دول."
خالد تنهد بعمق، ونظرته وقعت على المكتب كأنه بيهرب من الكلام، لمجرد ذكر القضية.
معتصم حس بقلقه، قرب منه وسأله بنبرة مستغربة: "في إيه يا خالد؟ هي القضية معقدة كده؟"
خالد هز راسه ببطء وقال بضيق واضح: "كل حاجة فيها تعقدت... بس سيبنا من ده، وقولي بقى... أخوك هيتجوز بنت من البلد برضه؟"
معتصم ضحك بس بخفة وقال: "هيتجوز بنت عمتي... أنا شخصياً استغربت لما أبويا كلمني وقالي. أصل البت زينة دي لسه عيلة! فاكرها وهي لسه بتلعب في الشارع بضفايرها... مش عارف كبرت إمتى، وممدوح أخويا فكر فيها ازاي وهي أصغر منه بـ ١٥ سنة!"
مهاب (بدهشة) : "الغريب إن ممدوح أخوك فكر يتجوز تاني أصلاً!"
معتصم: "هو متجوز من ١٠ سنين، ومراته ما بتخلفش... فشايف إن ده الحل."
خالد (مستغرب): "يعني علشان مراته ما بتخلفش، قرر يتجوز بنت عمتك؟! طب على كلامك البنت صغيرة... يعني مش مناسبه لجوازة زي دي!"
معتصم اتنهد، وقال بصوت فيه شوية حزن: "عارف... بس أبويا قرر يعمل لها فرح كبير في البلد، كنوع من التعويض وفرق السن بينها وبين ممدوح."
مهاب (بضحك): "طب وأبوك سايبك كده من غير جواز ورايح يجوز أخوك اتنين؟ ما تقوله يا بني يشوفلك عروسة بدل ما هو سايبك ترازي فينا كده!"
معتصم (ضحك): "يا عم جواز إيه ووجع دماغ! إحنا غرقانين في الشغل، هو إحنا فاضيين! أهو عندك انت مثل حي... اتجوزت وطلقت بعد كام شهر !.. مفيش واحدة تستحملنا بشغلنا ده!.
بص لخالد اللي كان لسه سرحان، ونبرته اتبدلت شوية: "ولا إيه يا خالد؟"
خالد رفع عينه ليه وهو مش مركز وقال: "مش عارف..."
مهاب ضحك بصوت عالي وبص له بطرف عينه وقال: "دا باين عليك بدأت تفكر تعملها... اعترف بقى يا باشا وقولنا!"
خالد (بدهشة): "أعمل إيه؟ مش فاهم؟"
معتصم قام وهو بيضحك: "يا عم أنت مش معانا خالص! إحنا هنمشي أحسن. اتفقوا مع بعض هتيجوا إزاي، عشان أنا لازم أسبقكم وأوصل البلد بدري."
خالد ابتسم وقال بهدوء: "إن شاء الله. والف مبروك يا معتصم"
مهاب بص له وهو خارج وقال بنبرة مليانة غلاسة: "شكلك مش عاجبني يا ابن الدريني... لينا قعدة قريب، ومش هسيبك إلا لما تعترف."
خالد ضحك بخفّة وقال بزهق:"خده في إيدك يا معتصم، مش ناقصه خالص النهارده."
معتصم ضحك وسحب مهاب معاه وخرجوا من المكتب، وسابوا خالد لوحده وسط هدوء تقيل، رجع تاني لشروده... بس المرة دي، ملامحه كانت بتقول إن التفكير في ياسمين مش عايز يرحمه... مش قادر يقاوم المشاعر اللي جواه ناحيتها . جواه صوت بيزنّ، صوت ناعم ومُلحّ بيقوله: 'كلّمها... اسمع صوتها بس.' بس هو كان رافض. رافض يستجيب لنداء قلبه، كأن بينه وبين مشاعره في جدار عالي، هو اللي بناه بإيده. كل ما قلبه يهمس، عقله يصرخ: لأ. مش هينفع.. ازاي هقولها ان مطلوب مني اقبض علي جدها وابن عمها.. ولو خبيت عليها ، خايف تفهمني غلط وتفكر اني قربت منها عشان شغلي.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في محافظة سوهاج.
داخل سرايا كبيرة لعيلة صفوان.. (عائلة الظابط معتصم)..
كانت الأجواء هادية من برّه، لكن جوا أوضة صغيرة في أحد أركان السرايا، كان في عاصفة مشاعر حقيقية.
زهيرة صفوان قاعدة قدام بنتها زينة، اللي كانت دموعها مغرقه وشها وعينيها مش شايفة قدامها. زينة بصتلها برجاء قلب مكسور، وقالت بصوت مخنوق بالبكا: أبوس إيديك يا أمي، بلاش الجوازة دي... الموت عندي أهون من إني أتجوز ممدوح ابن خالي... دا هو اللي مربّيني! هيبقى جوزي إزاي بس!
زهيرة ردت بقسوة الأم اللي شايفة إن الكلمة وعد: لما خالك سألك قولتي موافقة! إزاي دلوقتي، بعد ما حددنا يوم الفرح والناس كلها عرفت، تيجي تقولي مش عايزة؟! إحنا مش بنلعب يا زينة!
زينة كانت بتبكي من وجع أكبر من قدرتها على التحمل. هي لما وافقت، كانت بتحلم. كانت مصدقة إن القدر أخيرًا سمع دعواتها، وإن معتصم ابن خالها اللي قلبها متعلق بيه من سنين هو اللي جاي يخطبها...
#الحلقة_24
#بقلمي_ملك_إبراهيم
الموت عندي أهون من إني أتجوز ممدوح ابن خالي... دا هو اللي مربّيني! هيبقى جوزي إزاي بس!
زهيرة ردت بقسوة الأم اللي شايفة إن الكلمة وعد: لما خالك سألك قولتي موافقة! إزاي دلوقتي، بعد ما حددنا يوم الفرح والناس كلها عرفت، تيجي تقولي مش عايزة؟! إحنا مش بنلعب يا زينة!
زينة كانت بتبكي من وجع أكبر من قدرتها على التحمل. هي لما وافقت، كانت بتحلم. كانت مصدقة إن القدر أخيرًا سمع دعواتها، وإن معتصم ابن خالها اللي قلبها متعلق بيه من سنين هو اللي جاي يخطبها.
فاكرة اليوم اللي خالها قال فيه: "أنا عايز زينة لابني"، كانت هترقص من الفرحة. حسّت إن ربنا كافأها على صبرها وحبها الصامت. قالت "موافقة" بقلب مليان أمل... لكن الفرحة اتحولت لصدمة بعدها.
عرفت إنهم مش جايين يخطبوها ل معتصم... دا ممدوح ابن خالها الكبير، المتجوز من عشر سنين ومراته مبتخلفش.
عايزينها زوجة تانية! مش حبيبة، مش شريكة عمر... بس "بديله"
زهيرة قامت بغضب، وهي بتعدل طرحتها وقالت: امسحي دموعك يا عروسة! محدش من دار خالك لازم يشك في حاجة. قومي معايا نشتري جهازك وهدوم الفرح!
خرجت زهيرة من الأوضة، وزينة فضلت قاعدة مكانها، حاسة إن العالم كله ضاق عليها. كأن في حكم بالإعدام اتكتب باسمها من غير ما حد يسمع دفاعها!
رفعت عينيها للسماء، والدموع نازلة بهدوء، وهمست جواها: يا رب... أنا ما تمنّتش حاجة في حياتي قد ما تمنّيت أكون من نصيب معتصم. كنت بدعيلك ليل ونهار. بس خلاص... ان مكنش ليا، شيل حبه من قلبي يا رب... عشان أعرف أكمل الجوازة دي.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
عند ياسمين.
كانت قاعدة في حوش المدرسة، وسط دوشة عيال بتجري وتهزر وتضحك، بس هي كانت في حتة تانية خالص... عينها على الأطفال اللي بيلعبوا، بس عقلها سرحان في خالد.
من وقت المكالمة الأخيرة بينهم، اللي فتحت له فيها قلبها وحكت له كل حاجة عنها... وهو اختفى.
لا سأل، ولا حاول يتواصل معاها.
وجعها قوي الإحساس ده، حسّت إنها كشفت ضعفها قدامه، وفي الآخر سابها ومشي.
كانت الوحدة بتزنّ على قلبها، والملل مالي يومها، كأنها لوحدها في الدنيا كلها.
وفجأة سمعت صوت أنثوي بيقطع الشرود:
شيرين (بابتسامة هادية): "قاعدة لوحدك ليه؟"
رفعت ياسمين عينيها، لقت زميلتها شيرين، مدرسة العربي الجديدة في المدرسة، جاية تقعد جنبها، وبصّتلها بلطف وقالت: بشوفك كتير قاعدة لوحدك؟ مش بتحبي الاختلاط ولا إيه؟
ياسمين زفرت وقالت وهي بتحرك كتفها: مش كده... بس بحس إني غريبة هنا. الناس كلها متحفّظة معايا عشان أنا من عيلة الشرقاوي، أصحاب المدرسة. وأنا بحب الناس تتعامل معايا على طبيعتي، مش مع اسم عيلتي.
شيرين ضحكت بخفة، ومدّت إيدها لياسمين: أنا شيرين... ومش فارق معايا إنتي منين ولا اسمك إيه. أنا حابة أتعامل معاكِ إنتي، مش مع لقب.
ياسمين ابتسمت لأول مرة من وقت طويل، ومدّت إيدها تسلّم عليها: "ياسمين."
شيرين طلّعت سندوتشات من شنطتها، ومدّت أيديها بواحدة لياسمين وهي بتقول: يلا كلي معايا... الأكل أحلى مع صحبة.
ياسمين (بابتسامة دافية): "شكرا ..."
شيرين وهي بتاكل: دي سندوتشات جبنه بالطماطم مش هتلاقيها مع اي حد هنا.
ياسمين ضحكت وقالت: ماما كانت دايما تعملهالي وانا رايحه شغلي في السنتر.
شيرين بحماس: وانا كمان بشتغل في سنتر بعد المدرسة هنا.. هنعمل ايه العيشة صعبة ولازم نعمل كل اللي نقدر عليه.
ياسمين ابتسمت وافتكرت أيام السنتر والشغل إللي كانت بتتعب فيه طول النهار وترجع البيت هلكانه ومش قادرة بس كانت مبسوطة وسعيدة وبالها مرتاح مع مامتها واخوها.
شيرين سحبتها تاني من شرودها بطريقتها المرحه الطبيعيه و فضلوا ياكلوا مع بعض، والكلام بينهم ابتدا يسخن واحدة واحدة...
وياسمين لأول مرة من فترة، حست إن فيه حد ممكن يشوفها هي، مش مجرد لقب...
وإن الدنيا يمكن تكون لسه بخير شوية.
خلص اليوم الدراسي، وياسمين كانت خارجة من باب المدرسة، ماسكة إيد أحمد أخوها الصغير اللي كان بيتمرجح بإيديها وهو بيضحك.
شيرين كانت ماشية جنبهم، ضحكتها عالية وهما بيتكلموا، بس ضحكة ياسمين اختفت فجأة...
لما عينيها وقعت على يحيى واقف قدام عربيته الفخمه.
لابس بدلة شيك، ونضارة شمس سودة، واقف بجسمه المفرود وثقة واضحة في ملامحه.
شيرين لمحت يحيى ووقفت تبص عليه بانبهار: "بصي كده! شايفة القمر اللي واقف هناك ده؟... والعربية! الله أكبر بجد!"
ياسمين (بصوت منزعج): "آه... شايفاه."
يحيى أول ما لمحهم، اتحرك ناحيتهم بخطوات ثابتة، وفي اللحظة دي، أحمد ساب إيد ياسمين وجرى عليه بحماس:
"يحيى!!"
شيرين استغربت وسألت وهي لسه عينيها عليه: "هو... إنتوا تعرفوه؟"
ياسمين (بضيق): "ده يحيى ابن عمي."
شيرين بصتلها بدهشة وفضول ظهر على وشها وقالت بنغمة فيها اهتمام: "ابن عمك بجد ؟ طب هو خاطب؟ ولا متجوز؟"
ياسمين استغربت السؤال، وفضلت تبصّلها من غير ما ترد، بس قبل ما تفتح بقها، كان يحيى وصل ليهم.
عينيه كانت مركزة على ياسمين، نظرة طويلة كأن الزمن وقف عنده، ونبرة صوته كانت هادية وقريبة: "يلا يا ياسمين... أنا اللي هوصلكم النهاردة."
ياسمين بصّت لــشيرين بتوتر واضح، وقالت بسرعة: " نكمل كلامنا بكرة يا شيرين... مع السلامة."
يحيى بصّ لــشيرين بنظرة سريعة متعالية، كأنه مش مهتم حتى يعرف هي مين، وكمّل مشي جنب ياسمين.
لما بعدوا شوية، ياسمين همستله بغيظ وهي ماشيه: "هو السواق فين؟"
يحيى (وهو بيبص لها بإعجاب ما بيخبيهوش): "قولتله يمشي... أنا اللي هوصلكم النهاردة. وبعدين... انتي لسه زعلانة مني؟ أنا اعتذرتلك أكتر من مرة، وده مش من طبعتي على فكرة... يحيى الشرقاوي عمره ما اعتذر لحد."
ياسمين كانت ماشية جنبه من غير ما ترد، نظرتها قدامها، وملامحها متصلبة.
يحيى وقف فجأة، ومد إيده مسك دراعها بحنية لكنها مفاجئة، وقال بصوت منخفض وهو بيبص في عينيها: "بس انتي... مش أي حد يا ياسمين."
ياسمين اتوترت، وسحبت دراعها بسرعة من إيده، ونبرتها عليت بغضب مكبوت: "انت عايز مني إيه بالظبط يا يحيى؟!"
يحيى بصّ لها بنفس النظرة اللي دايمًا بتخلّيها تحس بعدم ارتياح... نظرة كلها إعجاب وشيء أعمق من مجرد اهتمام: "عايزك متزعليش مني... وأنا أوعدك إن اللي حصل مش هيتكرر تاني."
ياسمين زفرت وهي بتحاول تكتم تعبها: "ماشي يا يحيى... محصلش حاجة."
يحيى (بحماس باين في صوته):"يعني كده هتقبلي عزومتي على الغدا؟"
ياسمين ردّت بسرعة، ونبرة القلق واضحة في كلامها: "لأ، مش للدرجة دي... قلتلك محصلش حاجة وخلاص يا يحيى، الموضوع انتهى."
ومشيت بسرعة ناحيه العربية وقالت:"يلا نرجع البيت... عايزة أطّمن على ماما."
يحيى كان ساكت، بيبص لها بنظرة فيها تفكير، بس من غير ما يرد.
فتح باب العربية الخلفي، وأحمد طلع بسرعة وقعد، وهو مبسوط،
وبعدين فتح الباب الأمامي لياسمين.
ياسمين وقفت لحظة، مترددة... كانت خايفة تركب جنبه، بس خدت نفس وشجّعت نفسها، وركبت.
مش حابة تعمل مشاكل، ولا تصطدم بيه تاني... خاصةً وإنها عارفة عصبيته ومشاعره اللي مش مفهومة.
يحيى ركب مكانه، شغّل العربية، وسكتوا هما الاتنين. جوّا العربية كانت خالية من الكلام،
بس صوت ياسمين الداخلي كان مليان ضجة.
فتحت موبايلها، وبصّت فيه من غير تركيز... كانت بتحاول تشغل نفسها بأي حاجة،
مجرد وسيلة تهرّب بيها من التوتر اللي رابط أعصابها.
العربية مشيت، بس اللي في قلب ياسمين لسه واقف مكانه.
العربية كانت ماشية بسرعة هادية، والجو جوّاها كان أهدى من اللازم، كأن الكلام ممنوع.
يحيى كل شوية يرمق ياسمين بنظرة جانبية، يحاول يقرأ ملامحها، يشوف إذا كان فيه فرصة تقرب منه.
بس ياسمين كانت باينة مش مرتاحة، قاعدة على طرف الكرسي، وموبايلها في إيدها بس مش مركزة فيه،
عنّيها بتتحرك في الشاشة من غير ما تقرأ حاجة، وكل تفصيلة في وشّها بتقول إنها عايزة الوقت ده يخلص.
يحيي كان بيتكلم ويهزر مع احمد من وقت للتاني وياسمين بتضحك بمجاملة عشان أخوها، لحد ما ظهرت قدّامهم نقطة تفتيش أمنية،
عربية الشرطة واقفة على جنب.
وظباط واقفين بيشاوروا للعربيات تقف.
يحيى (بغريزة دفاعية): "مش فاهم هما بقوا بيعملوا كل يوم والتاني كمين هنا ليه.. عمومآ متقلقيش.. ده كمين عادي؟."
ردت ياسمين باستغراب: وانا هقلق ليه!! هما بيشوفوا شغلهم.!
اتكلم احمد وهو قاعد في الكرسي الخلفي: انا لما اكبر هبقى ظابط زيهم.
يحيي كح جامد وقال ل احمد: ما بلاش الشغلانه دي.
احمد رد وهو بيضحك: انت بتقول زي حسن ابو علي.. هو كمان قالي بلاش الشغلانه الصعبة دي.
ياسمين ابتسمت تلقائيا لما احمد نطق اسم حسن ابو على.. ويحيى ما خدش باله من الاسم وميعرفش ان احمد يقصد خالد، الظابط، اللي منع ياسمين انها تنطق اسمه قدامه واللي مايعرفهوش إن واحد من الظباط اللي واقفين دول كان خالد...
واقف بزيه الرسمي، عينيه مرهقة من السهر والتفكير، بس مركز في كل عربية بتعدي.
وأول لما العربية الفخمة قربت، رفع نظره كعادة شغله، بس فجأة وقف الزمن عنده لما شاف ياسمين قاعدة جنب يحيى في الكرسي الأمامي...
نظراته ثبتت عليها، وقلبه اتقبض.
في اللحظة دي كانت بتضحك ضحكة مجاملة على كلام يحيى عشان خاطر احمد أخوها ،
بس بالنسباله، المنظر كان كافي يولّع نار الغيرة في قلبه.
حاول يخبي مشاعره بسرعة، أخد نفس، وبدأ يمشي ناحيتهم، وياسمين اول لما شافته اتجمدت مكانها وحست بنغزه في قلبها..
خالد وقف جنب العربية، ملامحه مش بتبين غير حاجتين:
السيطرة… والغيرة اللي بتغلي جواه بس مش باينة غير في عنيه.
يحيى نزل الإزاز ببطء، وكأن الزمن نفسه كان بيبطّأ
علشان يخلي اللحظة دي توصل أقصى توترها.
نظرة خالد تقابلت مع ياسمين…
نظرة ثابتة، قوية، محمّلة بكل الكلام اللي ماتقالش بينهم.
ياسمين قلبها دق بسرعة،
عينها ماقدرتش تهرب من عينه،
كأن الوقت وقف بين اتنين مش قادرين يبعدوا… ومش قادرين يقربوا.
وفجأة، أحمد قطع اللحظة وهو بيتنطط جوه العربيه وقال بصوت طفولي مليان فرحة: "حسن أبو علي! أنا هنا أهو!"
فتح الباب بسرعة، جري على خالد، ورمى نفسه في حضنه.
خالد حضنه بقوة، وإيده على ضهره كأنها بتحميه من الدنيا كلها.
كان واضح إن بينهم رابط قوي، مفيهوش أي تمثيل.
يحيى اتفاجئ من اللي شافه، فتح الباب ونزل بسرعة، عينه رايحة وجاية بين أحمد وخالد.
ــ "هوه إنت تعرف الظابط خالد؟"
يحيى سأل احمد وهو مش مصدق.
"ده حسن أبو علي! صاحبي!"
أحمد قالها بكل تلقائية وهو ماسك في ايد خالد.
نزلت ياسمين هي كمان من العربية بس متحركتش من مكانها.
خالد لف وشه ناحية يحيى ، وقال بنبرة هادية بس نبرة الغضب فيها ماكنتش مستخبية: "هو أحمد يقربلك؟"
يحيى رد بهدوء، وهو بيحاول يمسك أعصابه: "احمد ابن عمي يحيى الله يرحمه... يعني أخو كارما بنت خالتك من الاب."
وهو بيكلم خالد، عينه لمحت ياسمين وهي واقفة جنب العربية،
متوترة، عينها بتتحرك ما بين الاتنين… مش عارفة توقف فين.
يحيى كمل وقال بصوت فيه نبرة تملك واضحة: "والآنسة ياسمين يحيى الشرقاوي…
بنت عمي،.. وخطيبتي."
الكلمة وقعت زي الحجر على قلب خالد،
بس ملامحه ما اتحركتش،
إنما عنيه اتحولت للون تاني…
لون الغيرة، والغضب ، والوجع اللي مش مسموح له يبان.
ياسمين بصّت في الأرض، حسّة بكلام اتقال باسمها وهي مش طرف فيه،
وحسّة بعينين بتحاسبها على حاجة هي نفسها مش فاهماها... بقلمي ملك إبراهيم.
قلبي عندك يا زينه 💔 معتصم اللي بتحبيه بيعزم أصحابه علي فرحك انتي واخوه😂😂واضح ان مش ياسمين لوحدها إللي دخلت منعطف خطر.. زينه داخله منعطف أخطر ✋هنشوف حضرات السادة الظباط بتوعنا هينقذوا بناتنا دول إزاي 🙈😂 الرواية لسه فيها أحداث كتييير وعايزة تشجيع منكم وتفاعل مستمر عشان اكمل ♥️ منتظرة رأيكم في التعليقات وبتمني البارت ده يوصل لتفاعل يفرحني 🌹
تابعوووووووني
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺