رواية منعطف خطر الحلقه السابعه عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم الكاتبه ملك إبراهيم حصريه وجديده
![]() |
رواية منعطف خطر الحلقه السابعه عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم الكاتبه ملك إبراهيم حصريه وجديده
دخل المكتب، وعينيه بتفتّش المكان بلهفة، زي اللي بيدور على طوق نجاة من الغرق.
لكنها ما كانتش هناك.
مهاب ومعتصم بس قاعدين، والهدوء ناشر ظلاله على كل الكراسي الفاضية.
وقف في نص المكتب، عينيه تعلّقت بالمكان اللي كانت قاعدة فيه، وسأل بنبرة خافتة، فيها أمل مكسور: هما مشيوا…؟
معتصم قال بهدوء: أيوه… جدهم جه خدهم من شوية.
ما ردش خالد.
سكت… وساب الصمت يتكلم عنه.
قرب وقعد على نفس الكرسي اللي كانت ياسمين قاعدة عليه… كأنه بيطارد ريحتها، أو صدى صوتها اللي لسه عالق في عقله.
مهاب شاف ملامحه، وشاف فيها حاجة غير معتادة.
قال بابتسامة فيها فضول خفيف: مالك يا خالد؟
مدير الأمن كان عايزك ليه؟
خالد اتنهد بعمق، ومسح جبينه بكفّه كأنه بيحاول يمسح التفكير: هاخد أجازة كام يوم…
وهارجع استلم شغلي في الصعيد.
معتصم رفع حاجبه وقال: وانت شكلك زعلان كده ليه؟
مهاب ضحك ضحكة خفيفة وقال: طبيعي يزعل… ده هيرجع الصعيد تاني وقلبه خلاص اتعلّق بالناس اللي هنا!
خالد بص لهم بنظرة جد، وقال بجفاف: مفيش حاجة من اللي في دماغكم.
سكت لحظة، وبص للكرسي اللي قدامه، كأنه لسه شايفها قاعدة هناك، وقال بصوت شبه هامس: المهمة انتهت بالنسبالي…
ولازم أقفل الملف ده بكل اللي فيه…
وارجع لحياتي.
معتصم تبادل نظرة مع مهاب، وابتسم، قبل ما مهاب يرد: طب لو قلتلك إننا هنتنقل معاك الصعيد… هتفضل زعلان برضه؟
خالد بص لهم بدهشة، وكأنهم بيهزروا.
معتصم كمل: جت أوامر إن الظباط اللي شاركوا في القضية دي، هيتنقلوا مؤقتًا لمحافظات تانية…
بعد ما الفلاشة اللي لقيتها اتفُرّغت، واتّضح إن الباشا "عوني" على علاقة برجال مافيا دوليين.
وبعد القبض عليه، بقى واضح إن حياتنا إحنا التلاتة في خطر.
مهاب قال بنبرة هادية وهو بيبص لخالد: وطلبنا من الإدارة إننا نتنقل الصعيد…
واتوافق.
هنستلم شغلنا الجديد في مديرية الأمن .
خالد بص لهم شوية، عقله بيراجع كل كلمة.
وقال باستغراب حقيقي: يعني هتسيبوا كل حاجة هنا؟
وتنقلوا حياتكم معايا للصعيد؟
مهاب رفع كتفه ببساطة وقال: أنا عن نفسي واحد مطلق وعايش لوحدي أساسًا.. يعني مش فارق معايا هنا او مكان تاني!
ومعتصم ابتسم وقال: وأنا أهلي كلهم في الصعيد انت عارف..
صح مش في نفس المحافظة اللي هتنقل لها، بس على الأقل أقرب من المسافة اللي بين هنا وهناك.
خالد رجع بضهره يسند على الكرسي، وهز راسه بتفهم.
كان فاكر إن المهمة خلصت…
لكن الواضح إنها لسه مخلصتش.
ويمكن بدأت من دلوقتي فعلاً.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في المستشفى.
ياسمين كانت ماسكة إيد أحمد بإيد مرتعشة، كأنها لو سابته ممكن يضيع منها تاني. عينيها بتلمع بخوف وارتباك، ولسانها ساكت بس قلبها مليان أسئلة مش قادرة تنطق بيها.
جدها واقف جنبهم، عينه مليانة شوق ولهفة، بس هي كانت رافضة تصدق… قلبها مش قادر يستوعب إن ليها أهل وعيلة، بعد سنين الوحدة.
وقفت قدام غرفة مامتها ، قلبها بيدق بسرعة، وبصوت واطي طلبت من الدكتور تدخل تشوف مامتها.
الدكتور وافق، ودخلت وهي ماسكة إيد أخوها، كأنها داخلة على حاجة أكبر من مجرد غرفة… كأنها داخلة تواجه حياة جديدة.
سماح أول ما شافتهم، عينيها دمعت على طول، وابتسمت ابتسامة تعبانة بس مليانة حياة.
أحمد جري على حضنها وهو بيقول: ماماااا…
حضنته بكل قوتها، كأنها بتحاول تنسيه ساعات الخوف اللي عاشها في حضن واحد.
سألت بقلق وهي بتشوفه بعينيها كأنها بتتأكد إنه بجد: انت كويس يا حبيبي؟ انت رجعت إزاي؟… هو جدك عرف إللي كان خاطفك؟
ياسمين وقفت ساكنة، صوت مامتها زاد توترها، سألتها بعيون بتدور على إجابة ترجع لها توازنها: إيه حكاية جدي دي يا ماما؟ هو إحنا فعلًا لينا جد وعيلة؟
سماح خفضت وشها، والحزن طاغي على ملامحها، كأن الكلام بيقطع في قلبها وهي بتنطق: أيوه يا ياسمين… دول أهل باباكي.
ياسمين اتجمدت في مكانها، صوتها بدأ يرتعش وهي بتقول: وازاي يا ماما متعرفناش؟ ليه خبيتي علينا؟ وليه منعرفهمش كل السنين دي؟!
سماح حاولت تتكلم بس كانت بتنهج من التعب، وشها شاحب ونظرتها كانت بتترجى بنتها تفهمها من غير كلام: ده كان طلب أبوكي… متسألينيش ليه دلوقتي… أنا تعبانة يا ياسمين ومش قادرة أتكلم أكتر.
نظرة ياسمين اتحولت من غضب لقلق، وقلبها وجعها وهي شايفة مامتها بتتعب وهي بتحاول تشرح، قربت منها ومسكت إيدها بحنية: أنا آسفة يا ماما… متتعبيش نفسك بالكلام دلوقتي… أهم حاجة إنك تقومي بالسلامة.
سماح حضنت أحمد تاني وكأنها بتاخد منه طاقة تكمل بيها: روحي رجعتلي برجوع أحمد… الحمد لله يا رب.
ياسمين قربت منها أكتر، وقبلت إيدها بحب ودموع في عينيها وقالت: الدكتور قالي خمس دقايق بس يا ماما، هنقعد برا مستنيين، بس متقلقيش… مش هنسيبك.
سماح همست وهي بتقفل عينيها من التعب: متتعبوش نفسكم… خدي أحمد وارجعوا البيت… وغيروا هدومكم وارتاحوا، وتعالوا بكرة… خلي بالك منه يا ياسمين.
ياسمين خرجت من الأوضة وهي سكتة، بس كل خطوة كانت تقيلة… كانت خارجة من حضن مامتها لحضن دنيا جديدة، مليانة مفاجآت ولسه مش عارفة تحبها ولا تخاف منها.
كان الحاج شرقاوي قاعد مستنيهم في بهو المستشفى، عينه ما غمضتش من ساعة ما عرف إن عنده حفيد وحفيده من ابنه يحيي الغالي.
أول ما شافهم، قام من مكانه بسرعة، وقرب بخطوات متلهفة وهو بيقول بصوت مبحوح بالدموع: اتأكدتوا إن أنا جدكم؟
ياسمين وقفت قدامه بنظرات متلخبطة وقالت بجمود بتحاول يخفي ارتباكها: آه... ماما قالتلي. وقالت كمان إن بابا هو اللي طلب منها متعرفناش حاجة عنكم… مش عارفة ليه، بس أكيد كان بيعمل كده لمصلحتنا.
يحيى ابن عمها، قرب منها بنبرة هادية مليانة مشاعر مختلطة: انتي متعرفيش جدي كان بيحب أبوكي قد إيه… ولما عرف إن ليه أولاد غير كارما، حس إن في جزء من روحه رجعله.
وبص لها بابتسامة خفيفة وقال: احنا كمان معرفناش غير النهاردة… بس اللي نعرفه دلوقتي إنك بنت عيلة الشرقاوي… وأحفاد الشرقاوي مكانهم في بيت الشرقاوي.
ياسمين اتجمدت مكانها وسألت: كارما؟ مين كارما؟
رد يحيى بهدوء: كارما… أختك من أبوكي.
الصدمة ظهرت على ملامح ياسمين، صوتها خرج مخنوق: يعني بابا كان متجوز على ماما؟! أنا مش مصدقة… كل ده كان مستخبي عننا!
الحاج شرقاوي قرب منها بخطوة وفتح إيده كأنه بيستناها تدخل لحضنه: تعالي يا بنت الغالي في حضن جدك … هاتي أخوكي وتعالوا معانا عشان تعرفوا عيلتكم كبيرة قد ايه.
بس ياسمين اتراجعت خطوة وقالت بتوتر: لا… احنا هنروح بيتنا.
يحيى انفعل، وصوته علا من غير ما يقصد: احنا مش بناخد رأيك! ده بيتكم وحقكم… ومفيش حاجة اسمها تعيشي بعيد عن عيلتك!
بس الحاج شرقاوي رفع إيده يوقفه، وقال بنبرة حنونة فيها لوم هادي: براحة عليهم يا يحيى.
يحيى تمتم وهو بيبص بعيد: هي مش مقدرة لهفتك يا جدي… واقفة تعاند وخلاص.
الجد ابتسم بحزن وقال: العناد ده وخداه من أبوها الله يرحمه…
وبص لياسمين بعينين كلها شوق وقال: أنا اتحرمت من ابني… موت أبوكي كسرني. ولما عرفت إن ليه أولاد حسيت إن الدنيا دارت من تاني… نفسي آخدكم في حضني وأشم ريحة ابني فيكم.
كلامه دخل قلب ياسمين زي سهم دافي، ودموعها بدأت تلمع، لكنها لسه مترددة. قالت بصوت مهزوز: أنا آسفة… بس لسه مش متعودة… مش سهل عليا فجأة أصدق إن عندي عيلة.
الجد هز راسه بتفهم: عندك حق… خدي وقتك برحتك، بس متحرمنيش منكم يا بنت الغالي.
سكتت لحظة وقالت بصوت هادي: ممكن تدونا شوية وقت؟ لحد ما ماما تقوم بالسلامة… وبعدها نجي معاكم. وماما تيجي معانا برضه… صح؟
الجد وشه نور وهو بيقول: ده بيتكم، وبيتكم هيبقى منور بيكم وبأمكم يا بنتي.
قرب منها وضماها بحنان، وهي كانت متوترة… بس حسّت بحنانه، وارتج قلبها شوية.
بعدها قرب من أحمد، حضنه بقوة وكأنه بيحضن ابنه يحيى، دموعه نزلت وهو بيتنهد بحُرقة: حمدلله على سلامتك يا حبيبي… رجعت ريحة أبوك في حضني تاني.
ياسمين وقفت تبص له ، ودموعها نزلت بصمت… وهي بتفتكر أبوها، وشعور غريب بين الحزن والحنين سيطر عليها.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
( بعد مرور شهر )
سماح مامت ياسمين خرجت من المستشفى أخيرًا، ملامحها مرهقة لكن قلبها مطمن… ولأول مرة من سنين طويلة، مفيش خوف بيصحيها من النوم.. الحاج شرقاوي طمنها ووعدها انه مش هيبعدها عن أولادها ابدا ، مقابل انها تقنع ياسمين انهم يروحوا الصعيد معاه ويعيشوا في بيت جدهم.
وفعلا راحوا الصعيد والقصر اللي كان دايمًا حِلم مستحيل في خيال ياسمين، بقى دلوقتي بيتها.
التحول كان أكبر من إنها تستوعبه بسهولة.
من بنت كانت بتصحى قبل طلوع الشمس عشان تلحق تحضر الفطار لأخوها وتلحق المواصلات لشغلها، لبنت بتصحى على صوت الخدم وهما بيخبطوا على باب أوضتها يسألوها تحب تفطر إيه.
كل حاجة حوالين ياسمين كانت فخمة لدرجة مخوفاها.
النجف اللي فوق دماغها، السجاد الناعم، السلالم الرخام، أوضتها اللي كبيرة على قد شقتها القديمة كلها…
بس أغلى حاجة بقت عندها دلوقتي… كانت ضحكة أحمد.
أخوها، اللي كانت بتخاف عليه من أقل حاجة، بقى متدلّع في مدرسة خاصة، لابس يونيفورم شيك وبيحكي لها عن أصحابه الجداد، وعن جده اللي مش بيسيب إيده وبيقعد يحكيله عن أبوهم زمان.
الحاج شرقاوي كان بيحاول يعوضهم عن كل لحظة حرمان.
كان بيقعد يسمع لياسمين بالساعات، بيشتري لها كل اللي كانت بتتمناه وهي بتعدي من قدام الفاترينات وساكتة.
حتى هدومها اتغيرت… بقت تلبس فساتين جديدة ناعمة وشيك بدل القديمة اللي كانت عندها.
بس رغم كل الرفاهية دي… قلبها كان لسه متلخبط.
حاسّة إنها غريبة وسط كل الدهب والمجوهرات.
مش قادرة تنسى البيت القديم، وشباك الأوضة اللي كانت بتقف عنده كل ليلة، وتدعي لأبوها في السِر.
وفي وسط كل ده، كان في اسم بييجي في بالها كتير… "خالد"
الظابط اللي غير مصيرهم… واللي فجأة اختفى من حياتها بعد ما خلصت مهمته... بقلمي ملك إبراهيم.
حياة ياسمين اتغيرت في بيت جدها لكن قلبها لسه مش مرتاح.. 💔 وخالد رجع شغله في الصعيد وهيمسك قضيه جديدة🤔 تفتكروا القضيه الجديدة اللي هيمسكها هتكون ايه 🤔 الحلقة الجاية خالد وياسمين هيتقابلوا في الصعيد..
والرواية هتخرج من منعطف خطر وهتدخل منعطف عسل😂😂♥️
#الحلقة_18
#منعطف_خطر
#بقلمي_ملك_إبراهيم
كانت حاسّة إنها غريبة وسط كل الدهب والمجوهرات.
مش قادرة تنسى البيت القديم، وشباك الأوضة اللي كانت بتقف عنده كل ليلة، وتدعي لأبوها في السِر.
وفي وسط كل ده، كان في اسم بييجي في بالها كتير... "خالد"
الظابط اللي غير مصيرهم... واللي فجأة اختفى من حياتها بعد ما خلصت مهمته.
--------
في بيت اخر لعيلة كبيرة في الصعيد.
(عائلة الدريني)
خالد كان نازل من اوضته عشان يروح شغله في القسم.
قرب من عيلته وهما قاعدين يفطروا واتكلم بنبرة مرحة: يا صباح الفل.
ردت بهيرة مامته: صباح الفل يا حبيبي.. انا مش مصدقه انك اخيرا رجعتلنا وهتبقى معانا هنا علي طول.. قولي صاحي بدري ليه النهاردة ؟
رد خالد وهو بيقعد على السفره: هروح مدرية الأمن الأول قبل ما اروح القسم.. هستلم قضيه جديدة.
اتكلم الحاج سالم الدريني والد خالد: ربنا معاك يابني ويوفقك في شغلك..المهم انك رجعت وسطنا هنا تاني.
اتكلمت بهيرة بتباهي: بابا كلمني وقالي انه فخور بيك.. كل الداخليه بيتكلموا عن حفيد اللوا وحيد الاسيوطي والتشكيل العصابي الكبير اللي قبض عليه.
رد خالد: هو جدي ناوي يرجع من السفر امتي؟
اتكلمت بهيرة: هيرجع قريب ان شاء الله.. انت عارف هو مش عايز يسيب خالتك عبير لوحدها هي وكارما وهما رافضين يرجعوا مصر من بعد موت بابا كارما.
خالد قال: ربنا يصبرهم، بس بجد أنا مش فاهم هما ليه لسه هناك لحد دلوقتي؟ جوز خالتي مات من آكتر من 7 سنين وكارما مبقتش صغيرة.
بهيرة (بضيق بسيط): بيهربوا من الفضيحة بعد موت جوز خالتك في قضية السلاح ... وبعدين انت مش واخد بالك؟ كارما مكسورة بعد موت باباها ، وانت كنت أقرب حد ليها في العيلة.
خالد (بيرفع حاجبه باستغراب): أنا؟ من إمتى؟!
بهيرة (بابتسامة متصنعة): من زمان يا خالد... دي حتى وهي صغيرة كانت ما بتتكلمش غير عنك. دلوقتي بقت شابة حلوة ومتعلمة... وتستاهل حد زيك.
الحاج سالم (وهو بيشرب شايه): يا بهيرة خلّي ابنك في حاله، سيبيه يركز في شغله ومستقبله ... ومالوش لازمة الكلام في الجواز بالعافية.
خالد (وهو بيقف): شكراً يا حاج ، هو فعلاً مش وقته الكلام ده دلوقتي.
(يبص لوالدته وهو بياخد مفاتيحه)
أنا خارج. مش عايز أتأخر.
بهيرة (وهي بتحاول تخفف التوتر): ربنا يوفقك يا حبيبي... بس متنساش تفكر في كلامي عن كارما.
خالد (بنبرة حاسمة وهو بيطلع من الباب): كارما اختي الصغيرة يا ماما.. ياريت حضرتك اللي متنسيش كلامي ده.
وخرج خالد من البيت، سايب وراه نظرة أمه المليانة إصرار إنها مش هتتنازل عن الجوازة دي... حتى لو اضطرّت تغصب ابنها.
بهيرة بصّت لجوزها بضيقة وعنيها فيها غصة، وقالت بصوت متحشرج: شايف ابنك بيعمل إيه؟ مش بيرد على كارما، والبنت قلبها بيتقطع عليه، عملت المستحيل عشان تلفت نظره، وهو... ولا كإنها موجودة.
سالم الدريني قام من على السفرة بهدوء، وقال بصوت ثابت: سيبيه يختار البنت اللي قلبه يرتاح لها. قولتلك ميت مرة الجواز مش بالإجبار... ولو فضلتِ تضغطي عليه كده، هيهرب ويطلب نقله لأي محافظة تانيه عشان يرتاح من الزن ده!
بهيرة بصّت له بحدة، وقالت بعصبية خافتة: وهيلاقي زي كارما فين؟! دي بنت خالته، متربية على إيدي، وقلبها معاه من وهما صغيرين ... وانت عايزني أخسر أختي؟ أخسر أبويا؟!
الحاج سالم طلع صوته بالعافية وهو بيتمالك نفسه: أنا رايح المصنع ... اتصرفي معاه بمعرفتك. انتِ وهو أحرار.
سابها ومشي، وبهيرة فضلت قاعدة لوحدها على السفرة. سكتت لحظة، وبعدين بصّت قدامها بنظرة كلها إصرار، وقالت بصوت خافت لكن حاد: خالد لازم يتجوز كارما... وانا هعمل المستحيل عشان الجوازة دي تتم.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في بيت عيلة الشرقاوي.
ياسمين خرجت من أوضتها وهي متألقة وباين عليها الحماس، لابسة لبس رقيق وشيك يناسب أول يوم شغل. كانت متوترة شوية، بس في نفس الوقت فرحانة، وده باين في لمعة عنيها.
في اللحظة دي،
يحيى ابن عمها كان خارج من أوضته هو كمان، لابس بدلته ورايح شركته، ولما لمحها وقف مكانه لحظة وهو بيبتسم بإعجاب وقال:
ـ صباح الخير.
ردت ياسمين بابتسامة هادية: صباح النور.
وبدأت تتحرك ناحية السلم، فمشي جنبها وسألها بنبرة خفيفة فيها فضول: رايحة فين بدري كده؟
قالت وهي بتعدّل شنطتها على كتفها: رايحة المدرسة أستلم شغلي الجديد... جدي قالي إن المقابلة الساعة عشرة.
ضحك يحيى بثقة وقال وهو بيبص قدامه: تعرفي إننا شركاء في المدرسة دي؟
وقفت ياسمين فجأة على السلم وبصت له بصدمة، وقالت بدهشة باينة على وشها: شركاء؟ يعني إيه؟!
رد عليها وهو بيزود في نبرة ثقته: يعني إحنا أصحاب المدرسة... لينا نسبة كبيرة فيها.
اتسعت عينيها وهي بتبص له، كأنها بتحاول تستوعب اللي سمعته، وبعدين ضحكت تلقائيًا وقالت: انت بتهزر صح؟!
ابتسم أكتر، وعنيه ما كانتش سايبة وشها، وقال بإعجاب وهو بيتفرج على ضحكتها: لأ، بتكلم بجد... ولو مش مصدقة، ممكن أجي معاكي بنفسي وتشوفي.
ياسمين بصت ليحيى بدهشة باينة على ملامحها، وقالت بصوت واضح فيه نبرة رفض: لا طبعًا... وبعد اللي قولته ده، أنا مش عايزة حد في المدرسة يعرف إن أنا من عيلة الشرقاوي أصحاب المدرسة.
يحيى رفع حاجبه باستغراب، وبص لها بنظرة مستنكرة وهو بيقول: إزاي يعني؟! أنا كنت فاكر إنك هتفرحي وتفتخري بحاجة زي دي!
ردت عليه وهي بتحاول تحافظ على هدوئها لكن نبرتها كانت حاسمة: أفتخر بإيه؟ أنا رايحه أشتغل مدرسة زي باقي المدرسين، وعايزة أكون موظفة عادية من غير أي معاملة خاصة... عايزة زمايلي يتعاملوا معايا على طبيعتهم، مش كـ بنت اصحاب المدرسة.
فضل يحيى ساكت لحظة كأنه بيحاول يستوعب كلامها، وبعدين هز راسه بخفة وقال بنبرة فيها احترام: تمام... زي ما تحبي.
نزلوا سوا من الفيلا، ويحيى سبقها بخطوتين وشاور على عربية فخمة واقفة قدامهم وقال: العربية دي بتاعتك من النهاردة، والسواق هيكون معاكي لحد ما تتعلمي السواقة.
بصت له ياسمين وهي بتحاول تخبي دهشتها، وهزت راسها وقالت بهدوء: شكراً.
مد يحيى إيده في جيبه، وبص لها بنظرة فيها اهتمام وقال: رقمي الخاص متسجل عندك، لو احتجتي أي حاجة في أي وقت كلميني من غير تردد.
هزت راسها بالإيجاب من غير ما تقول كلمة، واتحركت ناحيه العربية، والسواق نزل بسرعة عشان يفتح لها الباب، لكن هي رفعت إيدها وقالت له بابتسامة بسيطة: شكراً... أنا هفتح الباب.
ركبت العربية وهي محافظة على هدوئها، والسواق اتحرك بيها وخرج من الفيلا، وسابت وراها يحيى واقف مكانه.
يحيى بص عليها وهي بتبعد، وابتسم لنفسه وهمس بنبرة إعجاب: مختلفة... وحلوة... وواثقة من نفسها... تمام يا ياسمين هانم.. الصبر جميل.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في مديرية الأمن
جوه مكتب معتصم..
كان خالد قاعد على الكرسي، والملف مفتوح قدامه، لكن عينه مش بتقراه...
عقله مشغول بحاجة تانية...
بصمت، كان بيواجه صدمة مش سهلة عليه.
على غلاف الملف كان الاسم واضح بخط عريض: (جلال الشرقاوي)
اسم تقيل في تاريخه، وتاريخ عيلته.
لكن الأثقل... إن الراجل ده هو جد كارما، بنت خالته.
وخالد... هو الظابط المسؤول عن القضية.
المطلوب منه يحقق في نشاط شركات الشرقاوي،
ويكشف الحقيقة...
سواء كانت نظيفة أو ملوّثة بدم وتجارة سلاح.
دخل مهاب، نظرته فيها قلق واستغراب، وقال بنبرة ما بين العتاب والتحذير: ليه ما قلتش لسيادة اللوا إنك مينفعش تمسك القضية دي؟
خالد ما رفعش عينه من الملف، وقال بنبرة تفكير: وتفتكر هو مش عارف؟
نوع القرابة بين عيلتي وعيلة الشرقاوي مش سر...
هو عارف كويس... ورغم كده، أصرّ إني أنا اللي أمسكها.
معتصم اتكلم لأول مرة، صوته فيه حذر واضح: بس جدك هو كمان...
سيادة اللواء وحيد الأسيوطي...
وافق إنك تمسك قضية بالشكل ده؟
قضية ممكن توصلك إنك تتهم جد وابن عم حفيدته بإنهم تجار سلاح؟
مش كفاية إن أبوها مات برصاصة قبل ما يتقبض عليه وجدك مقدرش يواجه الفضيحه واخد خالتك وسافر!
خالد رفع إيده وحطها على دماغه، كأنه بيكتم دوشة الأفكار اللي بتخبط جواه.
اتنفس ببطء وقال بإصرار هادي: انا طبعا فكرت في كل ده...
بس ده شغلي ومينفعش اعتذر عنه...
ومش هخلّي النَسب اللي كان بين العيلتين يغّمّي عيني.
أنا همسك القضية... وهشتغل عليها من اللحظة دي.
مهاب هز كتفه، وبصّ ل خالد وقال: اللي تشوفه يا خالد..
بس قلبي حاسس إن القضية دي...
مش هتكون سهلة أبدًا عليك.
خالد ما ردش.
فضل ساكت...
بس نظراته كانت غارقة في الملف،
مش بيقرأ الكلام...
هو بيحارب نفسه جواه.
كان عارف إن اللحظة دي... هي بداية امتحان صعب.
مش بس في شغله...
في انتماؤه، في ماضيه، في مستقبله.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
بعد مرور 3 أيام..
كانت ياسمين راجعة من المدرسة بعد يوم طويل، جنبها أحمد أخوها، وعربيّتهم بتتحرك بصعوبة وسط الزحمة اللي ماليه الطريق. الجو كان مكتوم، وكل العربيات ماشية ببطء كأن الشارع نفسه بيتنفس بصعوبة.
ياسمين بصّت من الشباك ولفت نَظَرها إن مفيش أي حركة قدامهم، فسألت السواق بنبرة استغراب: في إيه؟ الطريق واقف ليه؟
السواق رد وهو بيبص من المراية الأمامية: في كمين قدام بيفتشوا العربيات، الظاهر إنهم بيدوّروا على حاجة.
ياسمين سكتت، وبصّت في موبايلها تحاول تلهي نفسها عن الزحمة. في نفس اللحظة، أحمد كان فاتح الشباك اللي جنبه وبيبص حواليه بحركة فضولية زي عادته.
في الكمين، كان خالد واقف جنب الظباط والعساكر، ملامحه فيها ملل من الروتين اليومي، إيده في جيبه ونظراته بتتحرك بين العربيات اللي بتمر.
عربية ياسمين قربت من الكمين، والظابط أشار لهم بالوقوف وأخد الرخص من السواق. كل حاجة كانت ماشية طبيعي... لحد ما أحمد شاف خالد واقف على جنب، اتسعت عنيه فجأة وصرخ بأعلى صوته: حسن أبو علي!
وقبل ما حد يلحق يفهم حاجة، كان أحمد نازل من العربية يجري.
ياسمين اتفزعت من صرخة أحمد، وقلبها بدأ يدق بسرعة... الاسم اللي سمعته نغزها جواها. "حسن أبو علي؟!" الاسم ده بيرن في دماغها من أول يوم شافت فيه خالد. بسرعة فتحت باب العربية ونزلت تجري ورا أحمد.
أحمد كان بيجري بكل حماس ناحية خالد، وصوته لسه بيرن في المكان: حسن أبو علي!
خالد لف ببطء ناحية الصوت، ووشه اتشد من الصدمة أول ما شاف أحمد جاي له، وعنيه تلاقَت بعينين ياسمين وهي بتجري ورا أخوها... بقلمي ملك إبراهيم.
يحيى حط ياسمين في دماغه خلاص والواضح انه مش هيتنازل عنها بسهولة😱
وخالد مسك قضية الشرقاوي وهتكون صدمته الكبيرة لما يعرف ان ياسمين من عيلة الشرقاوي واخت كارما بنت خالته🤔
الأحداث اللي جايه هتو🔥لع اكتر وفي ومفاجأت كتيييييير الحلقات الجاية ❤️💪🎉🎁
#الحلقة_19
#منعطف_خطر
#بقلمي_ملك_إبراهيم
حسن أبو علي؟!" الاسم ده بيرن في دماغها من أول يوم شافت فيه خالد. بسرعة فتحت باب العربية ونزلت تجري ورا أحمد.
أحمد كان بيجري بكل حماس ناحية خالد، وصوته لسه بيرن في المكان: حسن أبو علي!
خالد لف ببطء ناحية الصوت، ووشه اتشد من الصدمة أول ما شاف أحمد جاي له، ابتسم بسعادة حقيقية وفتح دراعاته، وأحمد كان أصغر من إنه يفكر، ارتمى في حضنه كأنه أخيرًا رجع بيته.
خالد حضنه بقوة، كأنه بيعوّض سنين، وصوته اتملّى بالحنين وهو بيقول: انت جيت منين يا بطل؟
أحمد رد وهو بيضحك من الفرحة، ووشه منور: كنت راجع من المدرسة أنا وأختي ياسمين، وأول لما شفتك نطّيت من العربية!
خالد أول ما سمع اسمها، صوته اتغير وخرج منه تلقائيًا: ياسمين؟!
أحمد مد إيده وشاور ناحيتها، وخالد لف بعينيه ناحية الاتجاه اللي شاور عليه، ولسه على وشه نفس الابتسامة اللي فيها حنين وشوق.
ياسمين كانت واقفة مش بعيد، متجمدة مكانها، ضربات قلبها بتزيد، ونَفَسها متلاحق من الجري والمفاجأة. ولما شافت حضنه لأخوها، جواها حاجة اتهزّت. ملامحها اتغيرت بين الدهشة والفرحة والتوتر.
خدت نفس عميق وقربت منهم بخطوات مترددة، وعينيها مش قادرة تثبت في عينيه. قالت بصوت هادي، فيه احترام واعتذار: ازيك يا حضرة الظابط.. إحنا آسفين على اللي أحمد عمله، هو دايمًا متسرّع، ولما صدق إنه شافك…
سكتت لحظة وبصّت له، وبعدين كملت وهي ماسكة إيد أحمد: أصلُه دايمًا كان بيسأل عليك.
خالد بص لها، ونظرة عينيه كانت بتقول كلام كتير، كلام اتحبس جواه من آخر مرة شافها فيها. ابتسامته كانت دافية، وصوته طالع بنبرة فيها شوق: فيه الخير والله إنه لسه فاكرني.. أنا كنت فاكر إنكم نسيتوني خلاص.
ياسمين اتلخبطت من نظرته، قلبها اتشد وكأن كلامه لمسها، لكن حاولت تخبي ارتباكها وقالت: هو دايمًا بيسأل عنك، وكان نفسه يشوفك تاني… بس أنا معرفش مكان شغلك فين وقولت أكيد بدأت قضية جديدة ونسيتنا خلاص.
خالد رد بنظرة مفيهاش غير اشتياق واضح، وقال بهدوء: بس أنا عمري ما بطّلت أفكّر فيكم. أنا رجعت هنا بعد القضيه ما خلصت … وسألت عليكم في المنطقة اللي كنتوا ساكنين فيها، وقالوا إنكم نقلتوا منها.
ياسمين بصّت له بتركيز شديد، ملامحها متلخبطه بين الفضول والدهشة، وسألته بصوت هادي: كنت بتسأل علينا ليه؟ في حاجة تانية حصلت؟
خالد رد بصوت جاد وهو بيبص في عينيها وكأن الكلام دا موجه ليها لوحدها: كنت عايز أطمن عليكي…" وبعدين نظر لأحمد بسرعة وقال بابتسامة مُراوغة: قصدي عليكم… كنت عايز أطمن على صاحبي.
ضحك مع أحمد وقال له: "ولا إيه يا صاحبي؟"
أحمد رد بابتسامة واسعة، وشوية من الحماس واضحين في عينيه: أنا كنت بسأل عنك كل يوم يا حسن، وكنت بقول ل اختي ياسمين، 'أنا عايز أشوف حسن أبو علي.' وكانت دايمًا تقولي 'هو أكيد نسينا.'
خالد اتكلم وهو بيبص لياسمين، وقال بابتسامة: لا طبعا، عمري ما أنساكم... كده اختك ياسمين ظلمتني. يرضيك كده يا أحمد باشا؟
أحمد رد بسعادة، ملامحه بتعكس ضحكة وسعادة جواه: لا، ميرضنيش.
خالد ضحك، في اللحظة دي ياسمين قالت لهم بنبرة مختلطه بين الجد والهزار: ياريت بس نوضح إن حضرة الظابط اسمه خالد مش حسن أبو علي، عشان هو وجع لي دماغي باسم حسن ومش عايز يقتنع باسم خالد.
خالد بص لها وهي بتنطق اسمه، ابتسم وقال: هو اسم خالد طلع حلو قوي كده.
ياسمين اتكسفت من كلامه، وبصت لأخوها وقالت بسرعة: يلا، خلينا نمشي.
أحمد اتكلم مع خالد وهو بيبص عليه، وقال: هشوفك تاني إزاي يا حسن أبو علي؟ أنت بتقف كل يوم هنا؟ أنا كل يوم بمر من هنا وأنا راجع من المدرسة.
خالد بص له بدهشة وسأل ياسمين: إنتوا سكنتوا هنا جديد؟
ياسمين ردت بحماس: أه، بيت جدي قريب من هنا."
خالد بفضول: في نفس الشارع ده؟
ياسمين قالت وهي بتتكلم بسرعة: اه في آخر الشارع.
خالد بص ليها بتركيز وقال: يعني هشوفكم هنا على طول؟
ياسمين ردت بخجل، ملامحها بتعكس توتر خفيف: أه... عن إذنك، إحنا لازم نمشي. يلا يا أحمد.
أحمد شاور له وهو بيتحرك مع ياسمين، وقال بضحكة: مع السلامة يا أبو علي.
خالد شاور له، وبص عليهم لحد ما ركبوا العربية والسواق اتحرك بيهم، عينيه ما زالت على الطريق لكن عقله مشغول بيهم.
قرب من الظابط اللي معاه واتكلم معاه باهتمام: بقولك إيه... إنت شوفت رخصة العربية اللي اتحركت دلوقتي؟ عايز أعرف متسجلة بإسم مين؟
الظابط قلب شوية في الورق اللي قدامه، وبعد كام ثانية رد عليه بهدوء: متسجلة باسم جلال الشرقاوي يا فندم.
خالد اتجمد مكانه للحظة، والنظرة اللي في عينيه اتغيرت بالكامل.
بص للظابط بتركيز وقال بصوت منخفض، لكن فيه توتر: جلال الشرقاوي؟... اتأكد من الاسم تاني كده؟
الظابط شاف توتره، لكنه اتأكد وقال: أيوة يا فندم، جلال الشرقاوي. ده الاسم اللي طلع في الرخص، ومكتوب هنا عندنا.
نظراته راحت بعيد وهو بيعيد التفكير في كل التفاصيل بسرعة، عينيه ضيّقت وهو بيحاول يضبط نفسه، حس بقلبه بيدق بسرعة ووشه شحب، وكإنه اتسحب منه الهوا فجأة.
خالد همس لنفسه وهو مصدوم: إيه علاقة ياسمين بجلال الشرقاوي...؟
كان بيحاول يستوعب، افتكر الاسم اللي شافه في الملف بتاع ياسمين اللي كان مع مهاب... "ياسمين يحيى الشرقاوي".
اتنفض بسرعة، طلع موبايله بإيدين بتترعش واتصل على مهاب وهو بيحاول يتحكم في توتره: مهاب... أنا محتاج ملف ياسمين يحيى الشرقاوي حالاً... ضروري، وماتتأخرش!
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
ياسمين رجعت الفيلا عند جدها، وقلبها طاير من الفرح عشان شافت خالد النهاردة وطلع شغله الجديد في نفس البلد اللي هي عايشه فيها.
أول ما دخلت، طلعت جري على أوضة مامتها عشان تطمن عليها.
الفرح والسعادة كانوا واضحين في عينيها لدرجة ان مامتها لاحظت ان ياسمين فيها حاجة متغيره النهاردة وكأنها رجعت للحياة تاني بعد ما كانت شيفاها بتدبل قدامها كل يوم وهي في بيت الشرقاوي.
بعد كام دقيقة، خبطت واحدة من الخدم على الباب ودخلت وقالت بأدب: جدك عايزك تحت في المكتب يا آنسة ياسمين.
ياسمين خدت نفس عميق ونزلت. كانت ماشية بخطوات هادية، بس قلبها كان بدأ يدق بسرعة من القلق اللي مش فاهمة سببه.
دخلت مكتب جدها، ولقت يحيى ابن عمها قاعد معاه. نظرتهم كانوا متوترين، والقلق باين قوي على وشوشهم.
ياسمين وقفت قدامهم وقالت بهدوء وحذر: نعم يا جدي؟
جدها أشارلها بإيده تقرب، وبص لها بنظرة كلها جدية وقال: تعالي يا ياسمين، اقعدي قدامي.. السواق بيقول إن كان في تفتيش على الطريق وانتوا راجعين، وانتي وأخوكي وقفتوا مع الظابط وكلمتوه كتير... خير؟ الظابط كان عايز منكم إيه؟
ياسمين ردت بهدوء وهي بتحاول تهدي القلق اللي كان واضح على جدها: اطمن يا جدي، مفيش حاجة خالص... ده كان الظابط خالد اللي أنقذ أحمد من العصابة اللي كانت خاطفاه، وأحمد أول ما شافه نزل يجري من العربية عشان يسلم عليه، وأنا نزلت وراه وسلّمنا عليه ومشينا على طول.
جدها اتنهد بارتياح، وكأن حجر تقيل اتشال من على صدره، وبص ليحيى اللي كان قاعد قصاد ياسمين وعينه مركزة عليها باهتمام واضح.
يحيى سألها بفضول واضح: وهو طبيعي يعني إنك تقفي مع الظابط ده أكتر من ١٠ دقايق تتكلموا مع بعض ؟
ياسمين حسّت بتوتر بيزحف عليها، فـ ردت بسرعة عشان تبرر الموقف: هو كان بيتكلم مع احمد وأنا قولتلكم إن أحمد بيحب الظابط ده، ودايمًا بيقول إنهم أصحاب.
جدها اتكلم بجمود، نبرته كانت قاطعة: ماشي يا ياسمين... بس ياريت تبعدوا عن الظابط ده.. إحنا ناس بنحب نكون في حالنا ومبنحبش نختلط بحد.
ياسمين استغربت قوي كلام جدها، وحست إنه فيه حاجة مش مفهومة، فقالت باستنكار خفيف: بس ده مش اختلاط يا جدي!! ده واحد أنقذ أخويا أحمد و...
وقبل ما تكمل كلامها، يحيى قاطعها بنبرة كلها غضب وعصبيه وصوت عالي: نقفل الموضوع ده! والظابط ده ملكيش دعوة بيه تاني، لا انتي ولا أخوكي، مفهوم؟
ياسمين بصت ليحيى بدهشة وعنيها مليانة علامات استفهام، وبعدين لفت بنظرها على جدها وقالت بقلق: هو في إيه يا جدي؟ أنا مش فاهمة حاجة!
جدها اتكلم بهدوء، بس كان باين عليه إنه واخد قرار قاطع: ابن عمك خايف عليكي يا ياسمين... اسمعي كلامه ومتجادليش.
ياسمين وقفت بسرعة، عنيها كانت مليانة غضب وزعل، مش متعودة خالص على نبرة الكلام العنيفة دي منهم.
بصتلهم بحدة، ومن غير ما تنطق بكلمة، خرجت من مكتب جدها وهي حاسة إنها مخنوقة ومضايقة قوي من تحكماتهم الغريبة وكلامهم اللي مش داخل دماغها.
بعد ما الباب اتقفل وراها، الحاج شرقاوي بص ليحيى بنظرة فيها عتاب وقال له: مش قادر تمسك أعصابك شوية؟ الموضوع مش مستاهل كل ده.
يحيى وقف مكانه بضيق، نفخ بغضب وقال: أنا مش هستنى لما ألاقيهم جايبين الظابط ده لحد عندنا يا جدي... عن إذنك، أنا عندي شغل ومضطر أمشي.
خرج يحيى من المكتب وهو متعصب، وخطواته كانت سريعة ومتشنجة، رايح على الجنينه عشان ياخد عربيته.
وهو ماشي، لمح ياسمين واقفة لوحدها، ملامحها كانت حزينة ومخنوقة، باين عليها لسه متأثرة بالكلام اللي اتقال.
وقف وراها شوية، اتنفس بعمق عشان يهدي نفسه، وقال بصوت أهدى: عارف إني اتعصبت عليكي... متزعليش.
ياسمين أول لما سمعت صوته، لفتله بدهشة وعنيها بتلمع من الزعل وقالت: أنا مش فاهمة... إنت ليه اتعصبت عليا كده؟! خالد يبقى...
ما لحقتش تكمل كلامها، يحيى قرب منها بسرعة، وحط إيده على شفايفها بهدوء قاسي، كأنه بيأمرها تسكت. وقال بعصبية مكتومة: أولًا... اسم خالد ده مش عايز أسمعه منك تاني!..
شيل ايدك يا يحيي ل توحشك 🙂😂 طب والله لاقول ل خالد وانت حر بقى 🚶😂😂
#الحلقة_20
#منعطف_خطر
#بقلمي_ملك_إبراهيم
ياسمين أول لما سمعت صوته، لفتله بدهشة وعنيها بتلمع من الزعل وقالت: أنا مش فاهمة... إنت ليه اتعصبت عليا كده؟! خالد يبقى...
ما لحقتش تكمل كلامها، يحيى قرب منها بسرعة، وحط إيده على شفايفها بهدوء قاسي، كأنه بيأمرها تسكت، وقال بعصبية مكتومة: أولًا... اسم خالد ده مش عايز أسمعه منك تاني!.. وتنسي إنه ساعدكم وكل الكلام ده... كل ده كان موضوع وعدّى وخلاص... عايزك تركزي بس في حياتك الجديدة معانا ومتفكريش في أي حاجة تانيه... مفهوم؟
ياسمين اتوترت أول ما حسّت إيده على شفايفها، وبعدت عنه بسرعة خطوتين لورا، وقالت بحدة وهي رافضة طريقته: إنت مالكش حق تقولي أفكر في إيه ومفكرش في إيه... أنا حرة، ولازم تبقى فاهم ده كويس! وياريت كمان تاخد بالك من كلامك معايا ، وايدك دي متلمسنيش تاني... مفهوم؟
لفت عشان تمشي وهي متعصبة، بس فجأة يحيى مد إيده ومسكها من دراعها، جذبها ليه بقوة مش متعودة عليها. عنيها اتسعت من الصدمة وهي شايفاه بيقرب منها بالشكل ده، وصوته جه قوي وجاد: دي آخر مرة صوتك يعلى عليا يا بنت عمي..، فاهمة ولا لأ؟
ياسمين اتوترت أكتر من قربه ونبرة صوته اللي كانت مليانة تحكم وقوة، سحبت نفسها بسرعة من إيده، وجريت على الفيلا من غير ما تبص وراها.
دخلت وهي بتنهج من الجري، طلعت على أوضتها على طول وقفلت الباب عليها، قلبها بيخبط في صدرها بقوة ومش قادرة تهدى..
خافت منه...
أول مرة قلبها يدق بالخوف بالشكل ده، مش مجرد خوف عادي، لا، ده خوف حقيقي حسّت بيه في قلبها اللي كانت حاسه انه هيقف..
نظرات عيونه كانت زي السهام، بتخترقها وتهزها من جواها، كأنها بتكشف كل نقطة ضعف فيها من غير ما يتكلم.
ولما قرب منها خطوة...
جسمها تجمد، وقلبها اتقبض بقوة غريبة، كأن في إيد خفية بتضغط على قلبها لحد ما النفس بقى تقيل.
واضح إنها مش هتعرف تعيش مرتاحة في البيت ده.
خصوصًا في وجود يحيى ابن عمها.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
أما يحيى، فوقف مكانه ساكت، أنفاسه سريعة ومتعصب، مش فاهم إزاي اهتمامه بيها كبر فجأة بالشكل ده.
معقول؟ هو فعلاً غار عليها من الظابط ده؟
مش قادر يتحمل فكرة إنها وقفت واتكلمت مع راجل غيره، حتى لو مجرد كلام رسمي.
جواه شعور تملك غريب، عنيف، مش قادر يفسّره،
بس هو متأكد من حاجة واحدة: البنت دي مش مفروض تكون لحد تاني.
ومن أول لحظة شافها فيها، وهو شايف إنها ملكه هو،
رغم عنادها، وقوتها، وبرودها معاه أوقات كتير،
إلا إن كل ده بيجذبه ليها أكتر.
بس رغم كل ده… هو مقتنع إن اللي جواه مش حب.
هيحبها إزاي وهو لسه يعرفها من كام يوم؟
يمكن الغيرة اللي حاسس بيها دي غيرة طبيعية،
لإنها بنت عمه، من دمه،
ويمكن جواه إحساس بالمسؤولية أو الحماية مش أكتر.
بس الحقيقة…
هو مش قادر يفصل،
ولا يهرب من عصبيته اللي بتفضح غيرته،
ولا من الشعور اللي كل يوم بيكبر جواه غصب عنه.
لف ناحية عربيته، ركبها وهو بيشد على الدركسيون بغضب، وكأن الدنيا كلها بقت متلخبطة في دماغه.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
عند خالد.
كان قاعد في مكتبه في القسم، حاطط ملف عيلة الشرقاوي قدامه، وعنيه متسمرة فيه.
ده كان ملف قضيته الجديدة... واللي نقلوه القسم ده مخصوص عشانها.
كل التحريات اللي في الملف كانت بتأكد إن عيلة الشرقاوي بيتاجروا في السلاح... بس مفيش ولا دليل واحد عليهم رسمي. ولا حتى غلطة صغيرة!
خالد عدّى صباعه على سطور الورق قدامه وهو بيقرأ بسرعة وتركيزه عالي.
يحيى جلال الشرقاوي... اللي مات من سبع سنين برصاص الشرطة وقت مداهمة كبيرة لقضية اتجار سلاح .
العيلة كلها نكرت إن كان ليهم علاقة بشغله...
والتحريات فعلاً أكدت إن راشد الشرقاوي، أخو يحيى، ملوش دعوة بالشغل ده...
وإنه طول عمره مسافر مع مراته عند بنته في أمريكا، وسايب ابنه يحيى اللي دلوقتي بقى عنده ٢٨ سنة، عايش مع جده وبيساعده في إدارة شركات العيلة.
اتنهد خالد بضيق وهو ماسك الملف بين إيديه، عينه بتركز في كل كلمة مكتوبة.
كان فالأول رافض يستلم القضية دي،
لأن ببساطة، كارما يحيى الشرقاوي... بنت خالته... تبقى من نفس العيلة دي.
وده معناه إن موقفه هيبقى صعب جدا قدام جده وخالته وبنتها، خصوصًا لو التحقيقات وصلت لحاجات خطيرة.
بس مدير الأمن أصر... أصر إنه هو بالذات اللي يمسك القضية دي ويحط النقط على الحروف.
خالد مسح وشه بأيده وهو بيحاول يهدى دماغه اللي مليانة تفكير.
الأغرب من كل ده... واللي دماغه مش عايزة تهدى غير لما يعرفه...
هو إيه علاقة ياسمين بعيلة الشرقاوي؟!
إزاي كانت راكبة عربية تبعهم، وكأنها واحدة منهم؟!
في اللحظة دي، خبط الباب خبطة خفيفة، ودخل مهاب، شايل ملف في إيده.
قرب من المكتب وقعد قدام خالد، ومديله الملف وقال بابتسامة خفيفة: اتفضل يا باشا... ده الملف اللي فيه كل حاجة عن البنت!
خالد مد إيده بسرعة وخده منه بلهفة واضحة، فتحه بسرعة وعينيه بتجري على السطور.
مهاب قعد بيراقبه بدهشة.
أول حاجة وقعت عليها عين خالد كانت اسمها بالكامل:
(ياسمين يحيى جلال الشرقاوي)...
عنيه اتسعت من الصدمة، بسرعة لف الملف التاني بتاع عيلة الشرقاوي، وقرا اسم "يحيى جلال الشرقاوي" الابن الأصغر لجلال الشرقاوي...
وفكر بسرعة... ده مات من سبع سنين على إيد رجال الشرطة.
رجع تاني يبص في ملف ياسمين... لقى مكتوب إن والدها متوفي من سبع سنين.
خالد رفع عينه لمهاب بذهول وقال: معقووول!! يعني ياسمين تبقى بنت يحيى جلال الشرقاوي؟! واخت كارما!
خالد بدأ يكلم نفسه، كأنه مش قادر يستوعب: طب ازاي؟؟ المفروض إن يحيى جوز خالتي ماكنش متجوز غيرها... ومعندوش غير كارما بس! ازاي فجأة تطلعله بنت تانية؟!
قلب بسرعة صفحات ملف ياسمين بعصبية، لقى كل حاجة متطابقة:
نفس اسم الأب بالكامل... نفس تاريخ الوفاة...
وكمان هي بنفسها قالتله قبل كده إنها دلوقتي عايشة مع جدها...
والرخصة اللي اتفحصت كانت باسم جلال الشرقاوي...
مهاب كان قاعد قدامه، مش فاهم نص كلمة من اللي خالد بيقوله.
وخالد كان خلاص هيطق، عقله مش عارف يربط ولا يفهم!
وقف خالد فجأة وقال بحركة سريعة: أنا لازم أرجع البيت حالًا!
مهاب قاله وهو مذهول: ترجع فين يا بني؟ مش إحنا اتفقنا هنتعشى مع بعض؟
رد خالد بسرعة وهو بيجمع أوراقه وبيتحرك ناحية الباب: مش هينفع... أنا لازم أفهم إيه الحكاية دي دلوقتي حالًا!
طلع خالد من القسم بخطوات سريعة، وركب عربيته، وضغط على البنزين وهو سايق بسرعة ناحية بيتهم، عقله شغال بأقصى طاقته...
أسئلة كتير بتخبط في دماغه، ومفيش إجابة واحدة واضحة!
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
عند ياسمين.
كانت نايمة في أوضتها، ضامة نفسها في السرير، وعينيها مفتوحة وهي حاسة بالخوف بعد كلام يحيى معاها.
رغم إن الفيلا اللي عايشين فيها كبيرة وفخمة وشكلها مريح،
بس جواها كانت مخنوقة...
كانت بتحن لشقتهم الصغيرة القديمة،
اللي كانت بتحس فيها بالأمان، بالحضن، باللمة.
حاسة إنها غريبة هنا...
مكان مش بتاعها... حتى لو شكله من بره مثالي.
قعدت تفكر شوية...
وقررت تقوم وتروح تتكلم مع مامتها، يمكن تلاقي عندها طبطبة أو حتى حل يرجعهم بيتهم اللي بيشبههم.
قامت بهدوء، وخرجت من أوضتها متسللة ناحية أوضة مامتها.
ماكنتش تعرف إن في واحدة من الخدم كانت مرقباها بعينين مترقبة.
وأول ما شافتها داخلة أوضة سماح، قربت الخدامة من الباب، وحطت ودنها عليه تحاول تسرق كلمة من هنا ولا جملة من هناك.
ياسمين دخلت الأوضة، لقت مامتها نايمة على سريرها، باين عليها التعب،
مبقتش تقدر تتحرك كتير من ساعة ما تعبت...
والتلفزيون قدامها شغال، بس صوته واطي، وكأنه مجرد خلفية للصمت اللي مالي الأوضة.
قربت ياسمين من السرير، وقعدت جنب مامتها، ومدت إيدها تمسك إيدها بحنية، وقالت بصوت هادي: عاملة إيه دلوقتي يا ماما؟
سماح بصتلها وابتسمت ابتسامة بسيطة، وقالت وهي بتحاول تطمنها: الحمدلله يا حبيبتي... كويسة.
بس عنيها كانت شايفة أكتر من كلامها،
شايفة القلق اللي مالي وش بنتها.
سماح سألتها بقلق واضح: مالك يا حبيبتي؟ في إيه؟ شكلك متغير يا ياسمين؟
اتكلمت ياسمين بحزن وهي عنيها بتلمع من الدموع: ماما... أنا تعبت، زهقت من هنا.. نفسي نرجع شقتنا تاني. أنا مش مرتاحة هنا خالص ومش قادرة أتعامل معاهم... أرجوكي، خلينا نرجع بيتنا.
سماح وشها اتشد من القلق، وقربت منها وسألتها بلهفة: ليه بس يا حبيبتي؟ إيه اللي حصل يخليكي عايزة تسيبي كل ده فجأة؟ أنا شايفة إن حياتكم هنا بقت أحسن بكتير... أنتي ارتحتي من الشغل والشقا، بقيتي بتشتغلي في مدرسة محترمة، وأحمد كمان في نفس المدرسة... وعايشين في فيلا، وخدم بيخدموا علينا! إيه اللي مضايقك؟ مش فاهمة!
ياسمين نزلت عنيها للأرض، وقالت بصوت مكسور: مش مرتاحة يا ماما... حاسة إني غريبة هنا... مش مكاني.
سماح نفخت بضيق وقالت وهي بتحاول تقنعها: لا كده بقى دلع يا ياسمين! عايزانا نسيب العز ده كله ونرجع للشقى برجلينا؟ ده أنا لما صدقت جدكم يرضى بينا ويفتحلنا بيته... أنا كنت عايشة عمري كله خايفة يعرف عنكم حاجة وياخدكم مني...دلوقتي إنتوا قدام عيني، وأنا مطمنة عليكم... ومرتاحة إنكم عايشين زي الناس، ومش محرومين من حاجة .
ياسمين بصتلها بعيون حزينة وسكتت، مش قادرة ترد.
سماح مدت إيديها وضمتها لصدرها بحنية وقالتلها: تعالي يا روحي نامي في حضني...ومتفكريش تاني في الحكاية دي... إفرحي بالعز اللي إنتي فيه... الله يرحمه أبوكي، كان حرمنا من كل ده.
ياسمين رفعت راسها وبصتلها بدهشة وسألتها: ليه يا ماما؟ ليه بابا حرمنا من كل ده؟ وليه كنا عايشين مش عارفين إن لينا جد وعيلة؟
سماح اتلخبطت واتوترت، وردت بسرعة وهي بتحاول تهرب من السؤال: مالناش دعوة يا حبيبتي... دي قصص قديمة بين أبوكي الله يرحمه وبين جدك...المهم دلوقتي روحي إنتي أوضتك، وابقي شوفي أخوكي نام ولا لأ... ولو لسه صاحي وماسك التليفون بيلعب بيه خديه منه وخليه ينام.
ياسمين قالت بإحباط وهي بتحاول تبلع غصتها: حاضر يا ماما...
قامت وخرجت من الأوضة، وبعد ما قفلت الباب وراها، سماح ما قدرتش تمنع دموعها إللي نزلت وهي بتبكي بهدوء. وبصوت خافت وهمسة وجع، قالت: أنا آسفة يا بنتي... كان لازم أعمل كده عشان أحميكي إنتي وأخوكي...
وفضلت تفتكر اللي حصل يوم ما كانت لسه خارجة من المستشفى...
فاكرة كويس تهديد جلال الشرقاوي، لما وقف قدامها وقال ببرود:"هتيجي تعيشي معانا انتي وعيالك، وممنوع تفتحي بوقك بحرف واحد عني ولا عن أبوهم، ولا عن شغل العيلة، ولا عن سبب موت أبوهم ولا وصيته ليكي انك تبعدي احفادي عني... ولو فكرتي تقولي كلمة واحدة ل بنتك او ابنك او شجعتيهم انهم يبعدوا عني او يخرجوا من بيتي.. انا هحرمك منهم العمر كله ومش هتشوفيهم لحد ما تموتي... بقلمي ملك إبراهيم.
مامت ياسمين عايشه في بيت الشرقاوي بالتهديد وغصب عنها💔
وياسمين لسه متعرفش الوجه الحقيقي ل جدها ويحيى ابن عمها هيزيد الضغط عليها آكتر 😥
شكلنا كده محتاجين تدخل رجال الشرطه بسرعة عشان ينقذو بنتنا🙈😂♥️
يتبع
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺