رواية زواج في الظل البارت الخامس والسادس بقلم الكاتبه ياسمين عطيه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
في أوضة أركان
كان أركان واقف عند الشباك، إيده في جيبه عينيه معلقة في الظلام برا،الوقت عدى أكتر من اللازم، وهي لسه مرجعتش. في الأول كان متجاهل، بعدين بدأ يلاحظ، ودلوقتي الفكرة اللي خطرت في باله مش مريحاه نهائي.
أركان (بيغمغم ): هي ممكن تكون هربت؟
فكرة مجنونة، بس مش مستبعدة. ممكن تكون زهقت وقررت تهرب بعيد عن كل ده؟ عن المهمة؟ عنه؟ العقلانية بتاعته بتقوله إن مفيش فرصة، بس الجزء اللي مش مطمئن مش قادر يستبعد الاحتمال.
قرب من المكتب وسحب الموبايل، شاف الوقت، وبعدها رماه تاني. مش هيبقى غبي ويسأل حد عنها، ويبوظ كل الخطه ممكن تكون لسه بتعمل حاجه في الفيلا ومشغوله
أركان (وهو بيتمتم بضيق): طب ما تيجي تعرفني بقى بدل ما عقلي يلف في السيناريوهات دي؟
لف بسرعة ناحية الباب، وكأنه قرر يتحرك بدل ما يفضل واقف مكانه. حتى لو الفكرة مستفزة، هو مش هيسيب الاحتمالات تلعب في دماغه أكتر من كده خصوصاً الساعه بقت 1بالليل
كان أركان خلاص ناوي يفتح الباب، لكن فجأة، الباب اتفتح بعنف وليلى دخلت بسرعة، وهي مبلولة من فوق لتحت، وشها كان أحمرط. هدومها كانت ملزقة فيها، ووشها معجون بالخوف والاضطراب.
وقف مصدوم، عينه اتسعت وهو بيبصلها بتركيز. شكلها كان كارثة.
أركان (ببرود مصطنع، رغم إن الصدمة كانت باينة في نبرته): إنتي كنتي بتلعبي ماتش تحت المطر ولا إيه ؟!
ليلى حاولت تتكلم، بس نفسها كان مقطوع، وملامحها بتقول إنها مش قادرة تستوعب أي حاجة غير إنها في الأوضة أخيرًا، وفي أمان
أركان (بهدوء غريب، وهو بيقفل الباب وبيبص لها بتركيز): كنتي فين؟ وليه داخلة عليا بالشكل ده؟
ليلى: كنت هتكشف! كنت هتكشف يا أخويا، وكل حاجة كانت هتبوظ! كنا هنروح في أبو بلاش!
كانت ليلى واقفة قدام أركان، لسه أنفاسها متلاحقة من اللي عاشته، وإيدها بتترعش وهي بتحاول تفك الطرحة اللي كانت لاففاها حوالين راسها. التوتر والعرق بلل القماش، وحسّت إنه بقى خانق عليها، فرفعت إيديها بسرعة وبدأت تفكه.
أركان كان واقف قصادها، عينه مسلطة عليها، شايف كل حركة بتعملها. أول ما الطرحة انسحبت من على راسها، كان كأنه الزمن وقف للحظة.
خصلاتها الطويلة انسابت براحة على ضهرها وكتافها، لونها الذهبي انعكس مع إضاءة الأوضة، كأنها شعاع نور مفاجئ وسط العتمة. بعض الخصل كانت لسه ملتصقة بجبهتها من العرق، لكنها رفعت إيديها وسرحتها ببطء، كأنها مش واعية إنه لأول مرة بتكشف شعرها قدامه.
أركان ما اتحركش، لكنه حسّ بحاجة غريبة، نظراته ثبتت على تفاصيل شعرها، على طريقته وهو بيتحرك مع كل نفس بتاخده. ملامحه كانت جامدة كالعادة، لكن عينه نطقت بحاجات كتير متتقالش بالكلام.
ليلى (بتنهيدة وهي بتمسح العرق عن جبينها): الطرحة كانت خنقاني... حسيت إني هتخنق بيها والله!
حاولت تجمع شعرها بسرعة وتلفه تاني، لكن لحظتها كان عدّى. لحظة صغيرة، بس سابت أثر واضح في الجو اللي حواليهم.
ليلى (بسرعة ولهفة): بس إيه... عرفت لك شوية معلومات لوز العنب! مش عارفة من غيري كنت هتعمل إيه. أنا لازم تزودوا لي فلوسي بعد اللي شوفته النهارده، ده أنا قلبي كان هيقف!
أركان كان واقف قدامها، ملامحه جامدة بس عينه كانت بتراقب كل حركة فيها، كل رعشة في صوتها، وكل نفس متقطع بتاخده.
ليلى (بتحاول تهدي نفسها، بس صوتها لسه بيترعش): وقعدت أسمعهم، كلهم، سمعت اللي بيقولوه في المكتب...
أركان (بتركيز شديد، وصوته تقيل): كمّلي اللي حصل.
ليلى (بتاخد نفس، وبتحط إيدها على قلبها):استنى، باخد نفسي من الرعب اللي أنا عشته...
عينها سرحت، وهي بتسترجع المشهد في عقلها، ولسه الإحساس مسيطر عليها. أما أركان، فكان واقف، ملامحه متجمدة، بس عينيه كانت مليانة أسئلة... والأهم، قلق ما كانش قادر يخفيه.
فلاش باك – داخل الحمام في مكتب الجد صلاح
ليلى كانت حابسة نفسها، حرفيًا . أنفاسها كانت متقطعة، وكل خلية في جسمها مشدودة على الآخر، وهي سامعة الكلام اللي بيتقال برا. عقلها كان بيحاول يستوعب حجم المصيبة اللي سمعتها، بس فجأة..
مروان (وهو بيقوم): أنا داخل الحمام.
ليلى حسّت إن قلبها وقع في رجليها. جملة واحدة، لكنها كانت كفيلة تخلي الدنيا تظلم في عينيها. مشاعر متلخبطة بين الرعب والتوتر والخوف سيطرت عليها، وهي سامعة صوت خطواته بتقرب من الحمام، الأرض تحتها كانت كأنها بتتهز، ونبضاتها كانت بتدق كأنها هتنفجر.
ليلى (في عقلها، وهي بتضغط على بؤها عشان ما تطلعش صوت): يا نهار إسود ومنيل... أنا كده خلاص هتكشف!
الإيد على المقبض، اللحظة الحاسمة قربت، ومفيش مفر. عينها جابت كل زوايا الحمام في جزء من الثانية، بتدور على أي مهرب، أي حاجة ممكن تخليها تفلت من الكارثة اللي على وشك تحصل.
لكن، قبل ما الباب يتفتح...
عادل (بحركة سريعة، وهو بيحط إيده على كتف مروان): يلا بينا يا أسطى، أنا عايز أودع العزوبية الأيام الجاية، مش ناقص غير قنبلة الغم والهم اللي هتتحط عليَّ.
ضحكوا كلهم، والموقف اتحول لتهريج. مروان رفع إيده عن المقبض، واتراجع بخطواته مع الباقيين، وصوتهم بيتلاشى تدريجيًا وهم خارجين من المكتب.
ليلى فضلت متسمرة مكانها، مش مصدقة إن اللحظة عدّت... وإنها نجت بأعجوبة. أخدت نفس عميق، بس حسّت إن قلبها مش ناوي يهدى بسهولة.
نهاية الفلاش باك
ليلى (وهي بتتنفس بصعوبة، وبتمسك دراع أركان): أنا كان قلبي هيقف! حرفيًا كنت هتكشف، وكل حاجة كانت هتبوظ! كنا هنروح في أبو بلاش كنت حاسة إن دي نهايتي، لو كنت اتقفشت… يا نهار أسود، كنتوا هتودوني في داهية.
أركان كان ساكت وهو بيراقبها. مش عارف هو مستغرب من إيه أكتر… شكلها وهي متوترة، ولا صوتها اللي كان بيرتعش وهي بتحكي، ولا فكرة إنها كانت على بعد لحظة واحدة من إنها تتكشف. حس بحاجة غريبة جواه، إحساس جديد عليه، مش خوف عليها بالمعنى الحرفي، بس كان فيه حاجة تخليه مش قادر يتجاهل اللي حصل.
هي قصاده بقالها تلات أيام، وده أول موقف يخليه يحس بوجودها بالشكل ده. بس ليه؟ مش المفروض ده يحصل أصلاً. مش دي البنت اللي أجبرته الظروف إنه يكون معاها؟ مش المفروض إنه شايفها مجرد جزء من المهمة وبس؟ طب ليه دلوقتي ملامحها وهي مذعورة مش قادرة تخرج من دماغه؟
هز راسه بخفة كأنه بيطرد الأفكار اللي بدأت تتسلل لعقله، وبعدها اتكلم بصوته الهادي المعتاد، وكأن مفيش حاجة غريبة بتحصل جواه:
بعد ما ليلى تخلص الفلاش باك وترجع للواقع، ممكن تضيفي لحظة صمت قصيرة، بحيث تبين إنها لسه متأثرة بالخوف والتوتر، وأركان بيراقبها وهو مش فاهم هو حاسس بإيه. بعدها، تقدري تكملي المشهد كده:
أركان (بهدوء، لكن بنظرة مركزة عليها): إهدي شوية، وركزي معايا… اللي قلتيه ده كله مهم، بس التفاصيل اللي جايه أهم. جدهم قال بالظبط إيه عن التسليم؟
ليلى (بتحاول تهدى، لكنها لسه مرتبكة): قال إن عبد الحق ورجالته هيبقوا في المكان اللي مش بعيد ومش قريب من الفرح… والتسليم هيتم في خمس دقايق بس، سلم واستلم، من غير ما حد يحس بحاجة.
أركان (بيهز راسه وهو بيستوعب المعلومة): خمس دقايق بس… ده معناه إن العملية كلها هتتم بسرعة، ودي مخاطرة كبيرة.
ليلى (بقلق): بالظبط! وكمان الجد صلاح قال إنه هيتابع كل حاجة من بعيد، يعني أكيد عنده ناس تراقب الوضع، ولو حصلت غلطة صغيرة، هنكشف إحنا كمان.
أركان (بعينين ضيقة، وكأنه بيرسم خطة في دماغه): ده اللي كنت عايز أوصله… لازم نعرف المكان اللي هيتم فيه التسليم بالضبط، قبل أي حد فيهم.
ليلى (بتحاول تستوعب كلامه، لكنها لسه تحت تأثير الرعب): بس إحنا هنعرف إزاي؟ أنا سمعت جزء كبير، بس ما ذكروش مكان التسليم بالتحديد.
أركان (بهدوء خطير): يبقى لازم نلاقي الطريقة اللي تخليهم ينطقوا بالمكان… من غير ما يحسوا.
تمام، هعدل المشهد بحيث عبد الحق يخبط على الباب، وأركان يطلع له برا الأوضة، ويبقى الكلام كله بينهم بعيد عن ليلى.
واثناء ماركان وليلى بيتكلموا سمعوا صوت طرقات هادية لكن تقيلة على الباب. أركان رفع عينه ناحية الباب بسرعة، إحساس داخلي بيقوله إن عارف مين ورا الباب وفتح الباب بحذر.
وقف قدامه عبد الحق بملامحه الجامدة، عينه فيها لمعة ، ابتسامة بالكاد ظاهرة على طرف شفايفه.
عبد الحق وهو بيبص له نظرة تقيلة: " عايزك في كلمتين."
أركان ما ردش، بس حس إن اللي جاي مش عادي. خرج وقف قدامه، وقفل الباب وراه وهو بيعدل وضعه، عينه بتترصد عبد الحق اللي كان باين عليه إنه مبسوط بحاجة.
عبد الحق بابتسامة خفيفة، لكن صوته مليان جدية: "جات لك الفرصة اللي كنت مستنيها... ومستنيها بجد، الفرصة اللي تثبت بيها نفسك، وتبقى جوه الدايرة الكبيرة."
أركان ثبت نظراته عليه، ملامحه ما تغيرتش، لكن عقله كان بيفكر في كل السيناريوهات اللي ممكن تحصل.
عبد الحق وهو بيقرب: "بكره في مهمة، وأنا محتاجك معايا. لو أثبت نفسك فيها، هتكون واحد مننا رسمي، وهتبقى موجود في كل حاجة بعد كده... فاهمني؟ المستقبل كله مفتوح قدامك، ومستقبل مراتك كمان."
عبد الحق بحزم: "بكره هاجي لك أقول لك كل التفاصيل، وعايز رد واضح وصريح. الفرصة دي مش بتتكرر، فكر كويس."
رماه بنظرة طويلة قبل ما يسيبه ويمشي، وأركان فضل واقف مكانه، عينه متركزة على الفراغ قدامه، لكن دماغه كانت بتلف بسرعة.
(أركان بعد خروج عبد الحق)
رجع للأوضة، قفل الباب بهدوء، لكن عقله كان عاصفة. لو وافق، هيبقى قريب منهم أكتر، لكن لو رفض، هيفقد فرصته الوحيدة للوصول لقلب العصابة.
مسك الموبايل، قرر إنه مش هياخد القرار لوحده. ضغط على رقم والده، واستنى الرنات اللي كانت بطيئة بشكل مستفز، لحد ما سمع صوت عدلي من الناحية التانية.
عدلي بصوت هادي لكنه حازم: "خير يا أركان؟"
أركان بلهجة جدية، لكنها : "حصلت حاجة، ولازم تعرفها."
بدأ يحكي له عن المهمة، عن إن عبد الحق عايزه يدخل وسطهم رسمي، عن إنه هيبقى قريب من الشبكة أكتر من أي وقت فات
كان أركان واقف في نص الأوضة، الموبايل في إيده، وإيده التانية متشابكة ورا رقبته وهو بيحاول يستوعب الموقف. صوت عدلي كان هادي كعادته، لكنه تقيل، مليان بمعاني أركان فهمها كويس.
عدلي ببرود مدروس: "المهمة دي هتمشي وتعدي زي ما هم عايزين، مش هنوقفها ولا هنتدخل."
أركان شدد مسكته للموبايل، حس بنبضات قلبه بتزيد، مش لأنه متفاجئ، هو كان متوقع الرد ده، لكنه كان مستني يسمعه بنفسه.
أركان بصوت ثابت، لكنه متسائل: "إحنا هنسيبهم ينفذوها؟ هنسيب الصفقة تعدي؟"
عدلي بحزم: "بالظبط. إحنا مش هدفنا المهمة دي، إحنا هدفنا الرأس الكبيرة، مش شوية عيال بينفذوا أوامر. لو وقفنا دي، مش هنكسب حاجة، بالعكس، هنخسر الفرصة اللي لسه جايه قدامنا."
أركان سكت، عقلُه بيحسب كل خطوة، هو فاهم الكلام، وفاهم المغزى، لكن ده معناه إنه هيشارك في حاجة هو عارف إنها غلط... ولو فكر في الأمر بمنطق الضابط، هو حرفيًا بيشارك في جريمة.
عدلي بصوت أخفض، لكنه قاطع كل أفكار أركان: "أنت عايز توقعهم كلهم مرة واحدة؟ يبقى لازم تمشي مع الموجة لحد ما تيجي اللحظة الصح. لو كنت مكانهم، كنت هتشُك في حد لسه داخل معاهم وبدأ يوقف شغلهم؟"
أركان بلع ريقه، حرك إيده في شعره وهو بيتنفس بعمق. هو عارف إن كلام والده منطقي، لكن الإحساس الداخلي بالمسؤولية كان تقيل على صدره.
أركان أخيرًا رد، بصوت هادي لكن حاسم: "فهمت. يعني دلوقتي كل المطلوب إني أنفذ من غير ما أسيب أي شكوك ورايا."
عدلي بلهجة حاسمة: "بالظبط. خلي بالك من كل خطوة، وحافظ على غطاك. المهمة دي مجرد خطوة، مش النهاية.والمهمة دي هتخليك تكسب ثقة منصور، خطوة منك تبقى ذراعه اليمين في يوم."
أركان شدد مسكته للموبايل أكتر، عينيه كانت مسلطة في الفراغ قدامه وهو بيستوعب الكلام. الجملة الأخيرة دي كان لها وزن تقيل، معناها إنه مش بس داخل وسطهم... لا، ده داخل عشان يبقى واحد منهم، لازم يقنعهم إنه معاهم بجد، لازم يكسب ثقتهم للدرجة اللي تخليهم يعتمدوا عليه.
بلع ريقه وهو بيرد بصوت أخفض: "وأنا لو وصلت للمرحلة دي، تبقى دي نهايتهم."
عدلي بابتسامة خفيفة لكنها خالية من أي تساهل: "بالظبط. بس تفضل محافظ على نفسك، ما تنجرفش يا أركان... فاهمني؟"
أركان أخد نفس عميق، وهو بيرد بجملة واحدة حاسمة: "فاهمك."
أركان قفل المكالمة بعد ما استوعب كل كلمة. المهمة هتمشي، واللعبة لسه في أولها... والرهان دلوقتي بقى أعلى من أي وقت فات.
بعد ما أنهى أركان مكالمته مع والده، أخد نفس عميق ومسح كفه على وشه، كأن الحركة دي هتشيل من عليه جزء من التوتر اللي حصله النهاردة. المهمة اللي جايه مش سهلة، وكل خطوة فيها محسوبة بدقة، بس مفيش مجال للغلط.
بص ناحية السرير، ليلى كانت غارقة في نوم عميق، ملامحها هادية بشكل غريب عن طبيعتها العفريتية اللي طول الوقت بتسبب له صداع. كان اليوم طويل ومتعب، وهي واضح إنها استنفدت كل طاقتها.
اتحرك بهدوء، قفل النور، وراح نام جنبها. وقبل حتى ما يحاول ياخد راحته في النوم، حس بيها بتتحرك، وكأنها لا إراديًا بتدور على مكانها المعتاد. وبعد لحظات، زي كل مرة، لقاها بتقرب، وفي حركة طبيعية تمامًا، راحت لحضنه، كأنها خلاص اتعودت على وجوده، وكأن ده مكانها الطبيعي.
أركان شدد شفايفه، عينه فضلت ساهرة لدقايق، مش مستوعب إزاي حاجة زي دي بقت عادية... بس هو كان مرهق، واليوم فعلاً كان طويل. فكر للحظة إنه يقوم، لكنه في الآخر اختار إنه يسيبها، يسحب نفس عميق، ويغمض عينه... بكرة يوم جديد، ومحدش عارف اللي جاي مخبي إيه.
أركان فتح عينه بصعوبة مع أول خيوط الصبح اللي دخلت من الشباك، حاسس بجسم دافي قريب منه كالعادة. ما أخدش وقت عشان يستوعب إنها ليلى، لكن... المرة دي كان في حاجة مختلفة.
عينيه نزلت تلقائيًا لشعرها اللي كان مفروش على ضهرها بالكامل، الطرحة اللي دايمًا مغطيه كل حاجة واضح إنها كان ليها رأي تاني أثناء النوم، وانفكت بهدوء، مخلياه يشوفها بشكل مختلف لأول مرة. الخصلات الطويلة، اللي فيها لمعة دهبية خفيفة مع نور الصبح، كانت مفرودة كأنها مرسومة بعناية، والملمس الناعم واضح حتى من بعيد.
نظرته اتسمرت عليها، كأنه لأول مرة ياخد باله إن ليلى... بنت، مش بس مصدر إزعاج متحرك زي ما كان شايفها دايمًا. لحظة إدراك غريبة خبطت في عقله، هو إيه اللي بيحصل؟ اللى يشوف المشهد دا يقول مشهد لعشاق، مش مجرد اتنين في مهمة؟
شد نفس عميق ومسح على وشه بإيده، لازم يفوق، دي ليلى... مش أي حد. وقبل ما يسيب نفسه للأفكار اللي بدأت تتسلل لعقله، قرر ينهي الموقف بالطريقة اللي متعود عليها... "يا بنتي قومي من حضني بقى، هو إيه؟ مفيش يوم هصحى ألاقيك نايمة مطرحك الطبيعي؟"
ليلى تحركت بكسل، لسه بين النوم والصحيان، وغمغمت بصوت مبحوح: "ممم... خمس دقايق كمان، الدنيا برد."
أركان عقد حواجبه وهو يبص لها، وهي مش بس مستريحة، دي كمان بتتحجج عشان تفضل في حضنه!
شد نفسه لتحت شوية وهو يقول بنبرة أخف لكنها فيها تحذير: "ليلى، فوقي بقى. مش ناقص أصحى ألاقيكي مستوطنة في حضني رسمي!"
فتحت عنيها نص فتحة، ولسه بتستوعب الوضع، بس أول ما حست بجسمه جنبها وقربها منه، كأن صدمة كهربائية ضربتها! قفزت في مكانها بسرعة، وشها احمر وهي ترفع الطرحة بسرعة وترجعها على راسها، صوتها طالع متلخبط: "إيه ده! لا لا، أنا كنت نايمة بعيد! إنت اللي أكيد جيت ناحيتي، صح؟"
أركان بص لها بسخرية، مدي إيده جنب السرير وقال بهدوء مستفز: "أها... طبعًا، أنا اللي بقوم وأنايم نفسي هنا، مش إنتي اللي كل يوم بتسيبي مطرحك وتجيلي!"
ليلى ضغطت شفايفها ببعض بإحراج، وهي بتحاول تلاقي أي رد مقنع، لكن في الآخر اكتفت إنها تعدل الطرحة وترفع راسها بفخر مصطنع: "ما علينا، المهم إننا لازم نبدأ يومنا، عندنا حاجات أهم من النقاش الفاضي ده!"
أركان ضحك بخفة، وهو يهز راسه: "أحسن، عشان بصراحة... مش هخلص منك، واضح إنك ناوية تدخلي في روتيني الصباحي بالعافية."
نهض من السرير، وهو بيزفر بهدوء عشان يطرد أي تفكير مش لازم، ولسه بيحاول يفهم اللي حصل، بس الحاجة اللي كان متأكد منها دلوقتي... إن ليلى بقت مشكلة مش سهلة في حياته، ومش بسبب المهمة بس.
ــــــــــــــــــــ
**"مرت تلات أيام بنفس الروتين، ليلى مشغولة من الفجر لحد نص الليل في تجهيزات الفرح، بتنظف، بتجهّز القاعة، بتساعد في ترتيب اوض العرايس اللي هيقعدوا فيها، وشغلها ما كانش بيخلص. كانت بتتحرك في الفيلا كأنها ترس صغير في ماكينة كبيرة، كل الناس فوق دماغها، وكل حد ليه طلبات.
أما أركان، فكان هادي، متابع من بعيد، منتظر اللحظة اللي كل حاجة فيها هتتغير، اللحظة اللي هيدخل فيها في لعبته الجديدة مع عبد الحق. لكن في وسط كل ده، كان في حاجة تانية غريبة.. حاجة بقت شبه الروتين عنده. كان عارف إن النهارده برضه، مهما حصل، مهما كانت ليلى مرهقة، هتصحى تلاقي نفسها في نفس المكان.. في حضنه. يمكن لأول مرة، أركان حس إن العادة دي مش غلطة، لأ.. بقت جزء من حياتهم، حتى لو ما حدش فيهم عايز يعترف بده."**
بس بقت عادة.. مش مجرد غلطة بتحصل مرة واتنين، لا، حاجة ثابتة، جزء من يومها من غير ما تفكر حتى. أول ما تنام، تلاقي نفسها هناك، في حضنه. مهما حاولت تقاوم، مهما فكرت إنها هتاخد بالها، برضه بتصحى تلاقي نفسها في نفس المكان.
أركان ما بقاش بيقول حاجة، في الأول كان بيبعدها، كان بيحاول يفوقها، بس مع الوقت.. مع كل مرة كان بيصحى يلاقيها كده، ما بقاش يندهش حتى، بس خلاص اتعود. بقت بالنسباله حاجة عادية، كأنه عارف إن مفيش فايدة، وإنها مهما حاولت، برضه هتلاقي نفسها هناك في الآخر.
أما ليلى، فمكنتش فاهمة ليه ده بيحصل، ليه كل يوم بتلاقي نفسها في نفس الوضع، بس في التلات أيام اللي فاتوا.. كانت تعبانة، مرهقة لدرجة إن مكنش عندها طاقة تفكر أو حتى تحاول تمنع نفسها. كانت بتشتغل ليل نهار، رجليها بتوجعها، جسمها منهك، ومع كل ليلة كانت بتلاقي نفسها غرقانة في حضنه، ومش بس غصب عنها.. لا، كانت بتحس إنه علاج، اللحظة اللي بتصحى فيها وتلاقي نفسها هناك، وكأن جسمها كان عارف إنها محتاجة ده، محتاجة حاجة تطمنها وسط التعب ده كله.
وهي عارفة، عارفة إنها بكرة هتصحى تلاقي نفسها في نفس المكان، مهما حصل.. ما فيش فايدة."**
**"وأخيرًا، جه اليوم المنتظر.. الخميس، اللي الكل مستنيه، مش بس العيلة، لأ.. البلد كلها. أربع ولاد، أربع بنات، فرح واحد، وكأن الدنيا كلها بتحتفل.
كانت الأصوات مالية المكان، مفيش ناحية إلا وفيها دوشة، زغاريط، ضحك، أصوات بتنادي على بعض، واللي بيجهزوا حاجة، واللي بيطلبوا حاجة تانية. حتى البهايم كان ليها نصيب في الهرجلة دي، صوت العجول اللي بتدبح، عشر عجول كاملة، كأنها إعلان إن النهارده يوم مش عادي.
ليلى كانت في وسط المطبخ، مش لاحقة تاخد نفسها، عمالة تلف من هنا لهنا، حد بينده عليها من ناحية، وحد تاني بيناديها من الناحية التانية، وهما أصلاً مش عارفين اسمها الحقيقي، بس ده مكنش فارق، المهم تخلص اللي وراها. إيديها بتتحرك بسرعة، عقلها بقى مبرمج على الاستجابة لأي حد يقول "يا بت".
أما أركان، فكان هادي، متابع من بعيد، منتظر اللحظة اللي كل حاجة فيها هتتغير، اللحظة اللي هيدخل فيها في لعبته الجديدة مع عبد الحق. لكن في وسط كل ده، كان في حاجة تانية غريبة.. حاجة بقت شبه الروتين عنده. كان عارف إن النهارده برضه، مهما حصل، مهما كانت ليلى مرهقة، هتصحى تلاقي نفسها في نفس المكان.. في حضنه. يمكن لأول مرة، أركان حس إن العادة دي مش غلطة، لأ.. بقت جزء من حياتهم، حتى لو ما حدش فيهم عايز يعترف بده."**
ــــــــــــــــ
في مطبخ الفيلا
ليلى كانت واقفة جنب الطاولة، بتاكل بسرعة وهي ملخبطة ما بين التفكير والتعب. الشغل في الفيلا مكركبها، وكل شوية حد ينادي عليها بحاجة. الجو في المطبخ كان سخن من كتر الطبيخ، وصوت الحلة اللي بتغلي كان عامل دوشة خفيفة مع أصوات باقي الخدامين اللي رايحين جايين.
دخلت بطه وهي شايلة صينية الأكل، وقفت جنبها وقالت بسرعة:
خدي يا هنية، ودي الأكل لجوزك والرجالة اللي معاه عند البوابة.
ليلى رفعت عينيها بتلقائية، فكرت ترد وتقول إنها مش فاضية، لكن سكتت.. دي حاجة روتينية خلاص، زي إنها بتصحى تلاقي نفسها في حضنه كل يوم. تنهدت وهي بتقوم تاخد الصينية، وقالت بنبرة عادية:
حاضر، هوديها.
خرجت من المطبخ، ماشية بخطوات سريعة، متعودة على الحركات دي. لما وصلت عند البوابة، كان أركان واقف مع الرجالة، بيتكلموا بهدوء عن حاجة ما. بصوا كلهم عليها للحظة، لكن نظراتهم كانت عابرة.. إلا واحد، نظرة أركان كانت مختلفة شوية، مش اندهاش ولا اهتمام، لكن كأن المشهد ده متكرر وبقى عادي.
مدت له الصينية وقالت بسرعة وهي مش باصة عليه:الأكل.
أركان أخدها من غير تعليق، قال بهدوء:تمام.
لحظة سريعة عدت بينهم.. لا رومانسية، لا توتر، بس شيء بقى شبه العادة. ليلى ما استنتش، لفت بسرعة ورجعت تمشي، عارفة إنها لو فضلت واقفة ثواني زيادة، ممكن تلاقي نفسها بتفكر في حاجات مالهاش لازمة.
أركان كان ماسك الصينية، بس في اللحظة اللي ليلى لفت فيها عشان تمشي، عينه فضلت عليها لحظة زيادة. المرة دي، مش مجرد نظرة عابرة.. لا، كان بيراقبها بجد.
من ثلاث أيام وهو شايف، شايف كل حاجة.. شايف هي بتشتغل إزاي، إزاي بتتحمل التعب، إزاي وهي بتنهار بس لسه واقفة على رجليها، إزاي كل مرة بتوصل فيها لحدودها بتاخد نفس وتكمل.
كان عارف إنها بنت شقيانة في حياتها، بس مش بالشكل ده.. مش بالشكل اللي يخلي حد يشيل فوق طاقته بالشكل ده، ويتحمل، ويضحك، ويكمل كأنه عادي.
في اللحظة دي بس، فهم حاجة كان بيتجاهلها.. فهم ليه أبوه مصمم عليها بالذات، ليه كان شايفها مختلفة عن أي بنت تانية، ليه كان مقتنع إنها هي اللي المفروض تكون معاه.
ما قالش حاجة، بس عينيه فضلت عليها لحد ما اختفت وسط الزحمة
عند البوابة – وسط الرجالة
أركان كان لسه ماسك الصينية، عينه لسه متتبعة ليلى وهي ماشية بعيد، من غير ما يحس إن نظراته كانت واضحة للرجالة اللي حواليه.
أحد الرجال (بضحكة جانبية وهو بيخبطه بكوعه): "إيه يا عم، محسسني إنك أول مرة تشوفها؟ مش أنت وهي مع بعض ليل نهار؟"
رجل آخر (بضحكة ساخرة): "يا عم ده عريس جديد، لسه متجوز ما بقالوش سنة.. تعالى شوفني أنا ومراتي، ما بطيقش أبص في وشها!"
ضحكوا الرجالة، وأركان فاق للحظة، شد ملامحه ورجع لطبيعته بسرعة، مسك الصينية بإحكام وقال بمرح مجاريهم: "كل واحد ونصيبه بقى."
ضحكوا الرجالة تاني، لكن هو كان لسه ذهنه مشغول.. يمكن فعلاً لأول مرة بدأ يشوفها بشكل مختلف، ويمكن لأول مرة حس إنه فاهم ليه أبوه كان مصر عليها بالشكل ده.
في المكان نفسه – بعيد عن الأنظار
نسرين كانت واقفة على بُعد، بتشوف كل حاجة من بعيد. عيونها كانت مشغولة بالمشهد قدامها، وهي بتتأمل ليلى وأركان. في قلبها كان في خليط من المشاعر؛ غيرة، كره، حقد.
وهي واقفة، سرحت في اللحظة اللي كانت بتتمنى فيها لو كان أركان هو اللي ابن عمها، لو كان هو اللي هيتجوزها النهارده بدل طاهر. لكن في نفس الوقت، كان في إحساس تاني داخلها؛ إحساس بالفقد. ليه مش هي؟ ليه هو مش معاها؟
في الأيام الثلاثة الأخيرة، كانت بتعيش حالة من العدم، كأنها كانت بتنتقل بين الحياة والموت. ما كان عندهاش استعداد تتجوز طاهر، ومع ذلك كانت عاجزة عن الاعتراض. شافت النتيجة مرة لما حاولت تعترض على حاجة، وعرفت إن كلامها ما هيغيرش حاجة.
لكن لحد دلوقتي، كانت مش قادرة تتقبل فكرة الزواج، حتى لو كان ده مصيرها اللي حطته ليها العيلة. كانت متشبثة بشعور داخلي يرفض الفكرة، رغم إن يوم الفرح وصل.
فجأة لفت عينها سيارة كانت جاهزة للانطلاق، والعربيات اللي كانت خارجة من المكان كانت فرصة لا تفوت.
فكرت في فكرة مجنونة، بس كانت في لحظة يأس من كل شيء. خلاص ما عندهاش حاجة تخسرها. من غير ما تعطي لنفسها وقت للتفكير، جريت بسرعة واختبأت في العربية وسط الزحمة، وكان قلبها بيدق بسرعة.
العربية بدأت تتحرك، والأصوات في الفرح كانت بتعلو بعيد عنها، بس في داخلها كان في صوت تاني، صوت من الخوف والحيرة، هل ده كان القرار الصح؟ لكن كان الوضع كله خارج عن إرادتها، وكان الهروب هو الحل الوحيد قدامها.
العربية تحركت وابتعدت عن المكان، وهي لسه مش مصدقة اللي عملته، بس كانت عارفة إنها مش هترجع تاني لورا.
البارت السادس
في غرفة البنات، كان الجو مشحونًا
صباح كانت في قمة توترها وعصبيتها، مش قادرة تفهم إزاي مش قادرين يعرفوا مكان نسرين. الأفكار بتدور في دماغها بسرعة.
صباح (بغضب شديد): "يعني إيه مش عارفين هي فين؟ الفرح بعد كم ساعه هنتفضح قدام الكل وسيرتنا هتبقى على كل لسان!"
نوال (بتكلم صفية، وهي شديدة القلق): "صفية، أنا عارفة إنك ما بتكدبيش، قوليلي بس هي هربت على فين؟ قبل ما جدك يقتلنا كلنا."
صفية (بعيون مليانة خوف): "والله يا ماما، ما نعرف هي فين. هي فجأة اختفت، وما شفناهاش بعد كده. قلنا يمكن عايزة تهدى شوية بعيد عن ضغط الفرح."
رغدة (وهي بتمسح دموعها): "، دي المرة الأولى اللى نسرين تختفي فيها من غير ما تقول."
نوال (بصوت حازم، وهي بتبص لصباح): "لازم نلاقيها بسرعة. لو ما لقيناهاش، خلاص، أنتم عارفين جدكم هيعمل فينا إيه... هيقتلنا كلنا!"
فجأة، سمعوا صوت ماكانوش يتمنوا يسمعوه في تلك اللحظة. صوت عصبى وقوي، مثل زئير عاصف يخترق صمت الجو المشحون. كان الصوت هو صوت الحاج صلاح، وصوته كان مليئًا بالغضب والعصبية لدرجة أن الأرض اهتزت تحت تأثيره.
الحاج صلاح (بغضب شديد، وهو بيصرخ): "دي مين دي اللي مش لاقينها؟! أنا فعلاً هقتلكم كلكم! بنتك فين يا صباح؟!"
صباح (بخوف شديدة، بصت لتحت وكأنها طفلة ارتكبت جريمة): "والله يا بابا مش عارفة، أنا بدور عليها ومش لاقياها."
الحاج صلاح (بصوت عالي، مع تقطيب جبينه): "يعني إيه مش لاقياها؟! هي عيلة صغيرة! بنتك هربت يا استاذ، قسمًا بالله العلي العظيم، أنا هربيكم من أول وجديد وبنتك عشان دي ما تربتش ! لازم تلاقوها بس وكلكم هتتحاسبوا! إزاي تغيبي عينك عن بنتك؟!"
فؤاد (في صدمة، مش قادر يصدق اللي بيحصل): "نسرين بنتي؟ مستحيل! دي مش ممكن تكون هي اللي هربت!"
الحاج صلاح (وهو بيجمع الناس كلها قدامه، بيصرخ بغضب أكبر): "جمّعوا لي البهايم، ولادكم كلهم قدامي دلوقتي! في خلال ساعة واحدة، الحيوانة دي لازم تبقى قصادي، وأنا مش هسكت لحد ما ألقى البنت دي!"
حالة من الهرج والمرج كانت مليانة المكان، والمكان كله تحول لفوضى بسبب اختفاء نسرين المفاجئ، وكأن الفرح كله توقف في لحظة. العربيات كلها بدأت تمشي ورا بعض، وكل واحد فيهم بيبحث عنها في كل مكان. كان منهم أركان، اللي مش قادر يسيطر على نفسه من التعب والضغط، وهو بيقول: "كانت ناقصاها دي كمان النهارده!"
أما طاهر، العريس، كان زعلان جدًا لدرجة إن كل شيء كان بيحرق قلبه. هو لنفسه، وبيحاول يحلل الموقف، وهو في حالة من الانهيار الداخلي: "للدرجة دي مش عايزاني؟ لدرجة إنها تهرب من فرحها وتتحدى جدها؟! اللى مجرد ما اعترضت كان هيموتها! هي مستعدة تموت عشان ما تبقاش معايا؟"
في اللحظة دي، مروان كان معاه، وحاول يطمنه وهو بيقوله: "ما تقلقش، إن شاء الله هنلاقيها. وصدقني، نسرين اختي مجنونة ، بس صدقني ومع الوقت هتحبك."
طاهر (بيضحك بشكل استهزائي): "مش واضح خالص."
الوقت كان بيخلص، والمهلة اللي مديها لهم الجد صلاح قربت تنتهي، والاتصالات كانت بتروح وتيجي بين العيلة كلها، وفيه ضغط رهيب بيحسوا بيه. الوقت ما بقىش فيه غير ربع ساعة، ولسه ما فيش حد لاقى نسرين، وكل دقيقة بتزيد التوتر. الجو كان متوتر جدًا في كل مكان، الكل بيحاول يلاقيها بأي وسيلة.
وأثناء ما الجد صلاح كان واقف في جنينة الفيلا، وسط الحيرة والقلق، لفت نظره عربية أركان (اللي في نظره هو "سعيد") اللي وقفت قدامه، وفتح الباب فجأة. وعين الجد صلاح ركزت على أركان وهو بينزل من العربية، في مشهد مفاجئ. أركان (سعيد) فتح الباب وطلع نسرين
وبالموق دا كان في حاجة جديدة. لمَّا عينيه التقت بعين أركان، كان في نظرة إعجاب . صلاح، اللي كان في البداية مش شايف أركان بشكل مميز، دلوقتي بدأ يحس إن فيه شيء مختلف عنه. في عقله كان في لحظة تقييم، زي ما يكون حط أركان في مكان مختلف عن باقي الرجالة اللي حواليه، وده خلّى أركان يكسب نقطة مهمة. كان واضح من نظرة الجد صلاح إنه مش بس لقى نسرين، ولكن كمان حصل شيء غير مباشر، أركان أصبح في نظره أكثر أهمية، وحتى لو كان لسه فيه تحديات قدامه، ده خلى الجد صلاح يقرب منه خطوة جديدة.
صباح كانت واقفة في الصالون، نظراتها مليانة خوف وقلق. أول ما شافت نسرين نازلة من العربية، قلبها كاد يوقف من شدة الارتباك. كان عندها شعور بالفشل، مش قادرة تستوعب اللي حصل. كانت بتحاول تظهر هدوء قدام الناس، لكن من جواها كانت عارفة إنه مفيش وقت تضيعه، ولازم تسيطر على الوضع قبل ما الأمور تتفاقم أكتر.
نوال كانت بتشوف الموقف من زاوية مختلفة. هي كانت متوترة مش بس علشان نسرين اختفت، لكن كمان علشان الموقف ممكن يأثر على سمعة العيلة. كانت عارفة إن الجد صلاح مش هيسكت لو الموضوع خرج عن السيطرة. كانت تحاول تظل هادئة قدام الجميع، لكنها كان بيها مشاعر متناقضة بين القلق والتوتر.
رغدة كانت بتشعر بالصدمة. كانت متفاجئة من الموقف، حتى لو كانت متوقعه إن نسرين هربت لأسباب خاصة بيها. قلبها كان مليان مشاعر متضاربة. هي بتحب أختها، لكن كان في قلق حقيقي من رد فعل الجد صلاح، وده خلاها مش عارفة تتصرف.
صفية كانت في حالة من الدهشة. ما كانتش متوقعه إن نسرين هتهرب في اللحظة دي. مشاعرها كانت مختلطة بين الفضول والقلق، وكانت شايفة إن نسرين كانت بتحاول تبعد عن الموقف الجاد اللي فُرض عليها
العربيات كلها جت قدام الفيلا، وكل واحد فيهم كان مشغول بالتفكير في اللي هيحصل. سليم، طاهر، مروان وعادل وصلوا.
سليم نظر لطاهر :
"مين اللي لقاها؟"
خليل :
"سعيد، هو اللي لقاها"
عادل بستغراب لانه اول مره يسمع اسمه :مين سعيد ده
طاهر: البواب الجديد
مروان بصدمه:
"طب ازاي لقاها دا احنا قلبنا عليها الدنيا وفي الاخر البواب اللي يلاقيها مش احنا؟"
فوائد: يوضع سره في اضعف خلقه
الكل كان في حالة صمت للحظة، عيونهم اتنقلت من بعضهم البعض في تساؤل، مش قادرين يصدقوا إن الشخص اللي كان بالنسبة لهم مجرد بواب هو اللي قدر يلاقي نسرين في الوقت ده.
عادل وهو بيبص لاخته اللي كانت في حضن رغده اختها نسرين "احكي لنا إيه اللي حصل."
نسرين بدموع وهي بتفتكر
فلاش باك
"وأنا كنت خارجة من الفيلا، لقيت العربية اللي هربت فيها وقفت في مكان جنب الزرع. نزلت بسرعة، وفضلت أمشي وسط الزرع مش عارفة رايحة فين ولا هعمل إيه. وكنت في حالة تشتت... وفجأة، لقيت شابين قاعدين بيشربوا ، وقربوا مني."
نسرين كملت، وهي مسترجعة اللحظة بخوف:
"واحد منهم : الحق يلا القمر اللي قصادنا دي، النداهة ولا إيه؟'
التاني رد عليه وقال: 'لا يا ابني دي حقيقية، بت شوف شعرها حلو ازاي'، وقام يغمز لي وقال: 'ما تيجي يا عسل.'"
نسرين كانت مرعوبة، وكأن قلبها كان هيقف،
واحد منهم:"الجميلة رايحة على فين؟"
نسرين خافت جدا و على طول جرت بأقصى سرعتها
في الاثناء دي شفها اركان ركن العربيه بسرعه ونزل منها
نسرين اول ما شافته حست انها شافت نجدتها جريت عليه ورمت نفسها في حضنه بس طبعا ما حكيتش لهم ده
اركان بعدها عنه وقال لها روحي اركبي العربيه وما تنزليش منها
واحد منهم حاول يتحدى، وقال:
"إمشي يلا من هنا، ده مش شغلك. سيبها بدل ما نغزغزك ونموتك. إحنا اثنين وأنت لوحدك."
لكن أركان كان ثابت، بيبص في عيونهم نظرة حادة، وقال لهم بكل برود:
"طب ارمي اللعبة اللي في إيدك دي وامشي أحسن لك لو مش حابب أكسر عضمك دلوقتي."
الشابين ضحكوا، وحاولوا يهجموا بالمطوه على اركان بس اركان مسك دراع الشاب اللي كان ماسك المطوه ولفوا لورا لدرجه خلى المطوه تقع من ايديه وأعطاه لكمة قوية في وجهه. الآخر حاول التدخل، لكن أركان كان أسرع. امسك به من رقبته، ووجه له ضربة أخرى، وجعلهم يقعوا على الأرض
وقاموا يجروا على طول يهربوا
واركان مشي ناحية العربيه وانطلق
نسرين بهيام وهي ما كانتش بتفكر في حاجه غير حضنه وجمال حضنه ريحته كانت جميله جدا وحضنه كان دافئ هو ده اللي كان شغال بالها بس: شكرا جدا ليك مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه
اركان بجديه وهو بيبص في الطريق: تاني مره ما تهربيش من البيت اهلك عارفين مصلحتك
نسرين ما ردتش وفضلت طول الطريق تبص له
نهايه الفلاش باك
طاهر بعصبيه :مين الشباب دي انا هخفيهم من على وش الدنيا ازاي يتجراوا يقربوا لك تعرفي هم مين
نسرين هزت راسها بدموع بمعنى لا
مروان: يمكن سعيد ده يعرفهم
سليم :اكيد لا دا لسه جاي جديد في البلد كلها مش الشغل بس
دموعها تسيل على وجهها، وهي تحاول أن تبرر موقفها أمام الجميع. عينيها مليئة بالخوف والأسف، وكأنها تدرك حجم ما فعله، ولكنها كانت في نفس الوقت تملأها مشاعر التوتر والخوف من ردة فعل الجميع عليها.
نسرين: (وهي تبكي) "أنا آسفة... حقكم عليا، والله ما كانش قصدي أخوفكم. أنا بس... بس ما بحبش حد يغصب عليا حاجة، ولا أحب حد يتحكم فيا."
كانت تتنفس بصعوبة، تشعر بالذنب الشديد. حاولت تهدئة نفسها، لكن الدموع لم تتوقف عن الانهمار، وكأنها تعبير عن مشاعر متضاربة داخلها. عيونها كانت تبحث عن نظرة تعاطف أو تفهم، ولكنها لم تجد سوى العيون الغاضبة والمشحونة بالتوتر.
الجد صلاح، الذي سمع كل الحديث وعرف ان اركان مش بس وجد حفيدته ده انقذها النقطه دي بتزود رصيد اركان عنده ،وجه الكلام لحفيدته اللي بتترجه يسامحها
الحاج صلاح: (بعصبية) "حسابك بعد الفرح لكن دلوقتي كل واحد يقوم يجهز."
كانت الكلمات كالسياط على نسرين، جعلتها تشعر بأنها قد ارتكبت أكبر خطأ في حياتها. نظرت في عيون الجد صلاح، وتمنت لو كانت تستطيع أن تعيد الزمن للوراء، ولكن لم يكن هناك وقت للندم.
الجميع بدأ يتحركون لتجهيز الفرح، ولكن نسرين شعرت وكأنها لا تنتمي إلى المكان. أجواء الفرح كانت لا تناسب مشاعرها، وكانت لا تعرف كيف ستواجه الجميع بعد ما حدث.
القاعة مليانة أضواء، موسيقى الفرح شغالة، والكل منتظر اللحظة الكبيرة... دخول العرسان الأربعة مع بعض في موكب واحد. كان المشهد مزيج بين الرومانسية، القلق، والعبثية المطلقة، خاصة لما يكون في واحده مجنون وسطهم!
لحظة دخول العرايس:
الأبواب اتفتحت، وبدأت كل واحدة تمشي جنب عريسها… بس مش بنفس الحماس!
نسرين وطاهر:
نسرين كانت ماشية جنب طاهر وهي حاسة إنها داخلة على ساحة إعدام، مش فرح! فستانها الأبيض ما غطاش علامات الضيق اللي على وشها، وعنيها بتبص في كل اتجاه إلا في وش طاهر. أما طاهر، فكان بيبص لها بنظرة كلها حب، كأنه مش شايف أي حاجة غيرها، وبيقرب منها شوية بشوية. فجأة، نسرين اتحركت خطوة بعيدة عنه، كأنها بتزود المسافة بينهم بالعافية.
رغدة وسليم:
على العكس تمامًا، رغدة كانت مبسوطة جدًا وماشية جنب سليم وهي بتبتسم بخجل. أما سليم، فكان بيحاول يكون هادي ورزين، لكن نظراته ليها كانت بتفضحه تمامًا… شايفها أحلى واحدة في الدنيا. رغدة قربت منه وهمست:
– "بدلتك حلوة عليك."
سليم ضحك وقال:
– "وأنتِ أحلى"
صفية وعادل:
صفية كانت عينيها مليانة حب، قلبها بيدق بسرعة وهي ماشية جنب عادل اللي كان بيبص لها بنفس الإعجاب. ده كان الفرح اللي حلمت بيه، والرجل اللي قلبها اختاره. عادل لاحظ ارتباكها، فمال عليها وقال بهزار:
– "خففي السرعة يا عروسة، إحنا مش في سباق."
ضحكت بخجل، وسرقت منه نظرة سريعة.
مروان وأسماء (المصيبة الكبرى):
أما هنا، فالحالة كانت كارثية! أسماء، اللي بتوصف نفسها رسميًا على إنها "مجنونة"، دخلت القاعة وهي بترقص على أنغام الزفة، مشيها مش مشي عروسة خجولة، بل مشي حد داخل حفلة تنكرية ومبسوط بالدوشة! مروان كان ماشي جنبها وكأنه متقدم على حبل مشنقة، وشه شاحب وعنيه بتدور على أي مخرج من المصيبة دي وبيقول لنفسه ما لقوش غير المجنونه دي يجوزها لي.
لحظه الرقصه الرومانسيه العرسان وقفوا جنب بعض، وبدأوا يبصوا لبعض لأول مرة المشاعر كانت متضاربة تمامًا!
نسرين بصت لطاهر… وطاهر بص لها بحب، وهي بصت له بنفس النظرة اللي الواحد بيديها للواجبات اللي مش عايز يحلها!
رغدة وسليم كانوا غرقانين في بعض بنظرات كلها حب وارتباك.
صفية وعادل كانوا في عالمهم الخاص، كأنهم بس هما اللي في القاعة.
أما مروان، فكان مصدوم… أول ما شاف أسماء بفستان الفرح الأبيض اللي مليان تطريزات لامعة وحركات، بص لها بذهول وقال بصوت واطي:
– "هو ده فستان عروسة ولا بدلة سوبر هيرو؟!"
أسماء ضحكت وقالت:
– "عجبتك؟ جبتها مخصوص عشان
تنبهر بيا طول حياتك."
مروان تنهد وقال:
– "هو أنا محتاج انبهر اكثر من كده؟ كفاية اللي أنا فيه!"
القاعة انفجرت بالتصفيق، وكل واحد فيهم كان بيواجه مصيره… بعضهم بسعادة، وبعضهم بندم، وبعضهم بتسليم تام!
وسط الدوشة والصخب، كان الفرح ماشي زي الحلم.. أصوات الزغاريط، الأغاني، الناس اللي بتضحك وبتسلم على بعض، الصواريخ اللي بتنفجر في السما وتلونها بألوان زاهية، والعيون كلها مرفوعة لفوق.. محدش واخد باله من اللي بيحصل تحت رجليه.
لكن أركان كان شايف، شايف بعينه اللي غيره مش شايفه. الفرح ده كان غطاء لعملية أكبر بكتير، صفقة مخدرات معمولة بتخطيط محكم، خطة مستحيل حد يكشفها، ولو حاول يكشفها مش هيلاقي حاجة تثبتها. الحاج صلاح، دماغه سم زي ما بيقولوا، عامل كل حساباته، مغفل الحكومة بمكان تاني خالص، مبدل رجالة، مأمن كل حاجة، ومستحيل أي عين متركزة فوق تشوف اللي بيحصل تحت.
أركان، أو سعيد زي ما بيتقال عليه هنا، كان مركز، مستني اللحظة اللي يعرف فيها أكتر، واللحظة دي جت لما قرر يعمل حركة.. حركة بسيطة، بس كانت كفيلة تلفت انتباه صلاح ليه. عين صلاح وقعت عليه، راقب تصرفه، وابتسم ابتسامة صغيرة كأنه لقى حاجة كان بيدور عليها.
بعد الفرح، وأركان كان بيجهز يخرج من المكان، لقى واحد من رجالة صلاح بيشاور له:
• الحاج عايزك.
دخل، لقى صلاح مستنيه، قاعد بهدوء، عنيه تقيس كل حركة بيعملها:
• إنت دماغك حلوة يا سعيد.. عجبتني.
• خير يا حاج؟ قالها أركان بصوته التقيل المعتاد.
• عايزك معايا بعد كده.. شايف إن ليك فرصة حلوة معانا.
الكلام كان واضح.. صلاح شاف فيه حاجة مميزة، شاف إنه مش مجرد حد شغال عندهم، لأ، دماغه بتشتغل، وده يخليه يستحق فرصة أكبر وبكده اركان حط رجله على بدايه الطريق اللي هو عايزه.
ليلى كانت واقفة في ركن بعيد، ماسكة صينية فيها عصاير، بتتحرك وسط المعازيم كأنها جزء من الديكور، مش واحدة المفروض إنها "زوجة" برضه!
عنها كانت بتلمع وهي بتبص للعرسان، فساتينهم البيضاء، نظرات الفرح والترقب اللي بينهم… وغمضت عينيها لحظة، تخيلت نفسها مكانهم، تخيلت نفسها بفستان فرح، وأركان واقف قدامها… بس قبل ما تكمل الخيال، صوت حد بيناديها صحاها:
– "يا خدامة! العصير يا بنتي، انتي واقفة تحلمي!"
فتحت عينيها بسرعة، وأجبرت نفسها تبتسم وهي بتقدم الصينية… لكن قلبها كان تقيل، ونظرتها – غصب عنها – راحت على أركان.
كان واقف بعيد، لابس جلبيه سودة فخمة، شكله هادي زي العادة، نظرته باردة، وكأنه مفيش أي حاجة بتحركه، حتى الفرح اللي حواليه مش مقصر فيه. بس لما عنيه جات على ليلى… وقف لحظة، حاجبه اتحرك بخفة، كأنه بيقول لها شيلي عينك من عليا.
ليلى نفسها كانت بتلعن اللحظة اللي بصت له فيها، قلبها اتشد، فركت صوابعها في طرف المريلة اللي لابساها، وحاولت تهرب بنظرتها… بس أركان كان أسرع.
مشيت بسرعة وسط الناس، دخلت المطبخ، وحطت الصينية بعنف، وحطت إيديها على قلبها اللي كان بيخونها… "إيه ده؟ أنا في مهمة، مش في فرح بجد! إيه الغباء ده؟"
بس الحقيقة كانت واضحة… أي بنت، مهما كانت، لو لقت نفسها في يوم شبه اليوم ده، وهي عارفة إن اللي المفروض يبقى جوزها واقف هناك، مش معاها… هتحس بوجع مش طبيعي.
أما أركان، فبعد ما اختفت من قدامه، شال عينه عن المكان، رجع لنفس بروده المعتاد… وكأن المشهد اللي حصله من شوية مجرد حاجة مالهاش لازمة، أو يمكن… مش عايز يعترف إنها أثرت فيه فعلاً.
أربع غرف، أربع حكايات
الغرفة الأولى: نسرين وطاهر
نسرين دخلت الأوضة وهي متوترة، قلبها بيخبط بسرعة، وطاهر وراها، قفل الباب بهدوء وبص لها بنظرة مش سهلة… نظرة حب مش مخفية، بس كان فيها خوف، خوف من رد فعلها، من رفضها، من الحاجز اللي بينه وبينها.
هي وقفت بعيد، حطت إيديها في بعض، وشها متشنج، مش قادرة تبص له، مش قادرة تتقبل فكرة إنها بقت مراته بجد.
طاهر بابتسامة خفيفة: "مش عايزك تخافي مني، أنا عارف إن الجوازة دي مش بمزاجك، بس أنا مستعد أستنى… لحد ما قلبك يلين لي."
نسرين بلعت ريقها، رفعت عينها له أخيرًا، كان واقف بعيد، بس قريب بشكل يخليها تحس إنه فعلًا صادق…
بعد لحظات صغيره
نسرين كانت قاعدة قدام المرآة في أوضتها، شعرها سايب على ضهرها، وعينيها ثابتة على انعكاسها، بتفكر… بتحسبها… أي نعم كانت مكسورة، وأي نعم حياتها مش بإيدها، بس هي لسه تقدر تتحكم في حاجات، حاجات هتخليها تتحرر أكتر. كانت فكرت في كل السيناريوهات، ودي كانت الطريقة الوحيدة اللي هتديها القوة اللي ناقصاها… الطريقة الوحيدة اللي هتخليها مش تخاف من أي حاجة بعد كده.
لما طاهر خرج من الحمام، كانت جاهزة…
"طاهر…" صوتها طلع ناعم، فيه حاجة مختلفة خلت قلبه يدق أسرع.
قامت من مكانها ببطء، قربت منه، وكل خطوة كانت محسوبة. نظرتها مكنش فيها رهبة، مكنش فيها تردد، بالعكس… كانت واثقة. حطت إيديها على كتفه، حست بتشنجه، بلع ريقه، وملامحه اتغيرت، متفاجئ، مبهور، مش قادر يصدق إن المسافات بينه وبينها بقت شبه معدومة.
هو كان مستني لحظة زي دي، كان عايزها، كان بيتمنى إنها تيجي له بإرادتها، مش مجبره عليه… دلوقتي؟ هي اللي بتقرب؟ هو كان عايز يصدق إن ده حقيقي.
"نسرين…"
سكتت، بصت في عينيه، وقربت أكتر، همست بصوت هادي:
"مش ده الطبيعي؟ انت جوزي، مش كده؟"
طاهر مقدرش يرد… هو مبسوط، مغيب عن أي شك، عن أي تفكير منطقي. هي دلوقتي مش مجرد العروسة الهاربة… دي بقت مراته، وهو خلاص… أخيرًا… بقى ليه حق عليها.
بعد دقايق عقله سرح في اللي حصل… كان كل حاجة ماشية تمام، بس فيه حاجة مش مريحة، حاجة كأنها ناقصة… تصرفات نسرين بعد اللي حصل، كانت باردة، عادية، لا فيها حب ولا ندم… كأنها بس خلصت مهمة.
أدرك… ببطء شديد… إن كل اللي حصل مكانش سببه إنها حبته، ولا إنها استسلمت ليه… لا… نسرين كانت بتلعب لعبة أكبر منه، لعبة هو لسه مش عارف قوانينها… بس أكيد هيفهمها قريب جدًا.
الغرفة الثانية: رغدة وسليم
على عكس نسرين، رغدة كانت طايرة من الفرحة، أول ما دخلوا الأوضة ضحكت بمرح: "وأخيرًا لوحدنا يا بيه!"
سليم بابتسامة : فرحانه
رغدة ضحكت وهي بتقرب، حطت إيديها على صدره بخفة: "هطير من الفرح كنت مستنية اللحظة دي من زمان…"
سليم مسك إيديها، قرب وشه منها وهمس: "وأنا كمان."
وقبل ما تكمل أي كلمة، كانت بين إيديه، بتضحك وهي بتحس إن الليلة دي أجمل ليلة في حياتها.
الغرفة الثالثة: صفية وعادل
صفية كانت قاعدة على طرف السرير، متوترة شوية بس مش خايفة… بس عادل كان هادي كالعادة، فضل واقف عند الدولاب، بيخلع الجاكت، وبيبص لها من المراية.
"إنتِ متوترة ليه؟ مش كنا متفقين إن إحنا نبدأ حياتنا براحة ومن غير أي ضغط؟"
صفية هزت راسها بسرعة: "عارفة، بس… الموضوع غريب شوية، يعني… إحنا متجوزين بجد دلوقتي."
عادل لف لها، قرب منها وبص في عينيها: "وبجد هتبقي مراتي وحياتي… ومستعد أستنى لحد ما تتعودي عليا."
صفية ابتسمت بخفة، قلبها بدأ يهدى، عارفة إن معاه مفيش حاجة تخوف… هو سندها، وده كفاية.
الغرفة الرابعة: مروان وأسماء
أما هنا، فالحكاية مختلفة تمامًا
أسماء (بتتكئ على السرير وبتبص لمروان بعيون ضيقة): " بصي بقى يا بتاع البنات، انت؟لا تكتفي بيا لااااا… بالبنات بتاعتك!"
مروان (بيرفع حاجبه بسخرية وهو بيفك أول زرار في قميصه): "البنات بتاعتي
أسماء (بتشد المنديل اللي في إيدها وبتبص له ): "حلو أوي… عايزاك بقى لما أمي تيجي بكرة تسأل حصل إيه، تورّيها دم إيدك الحلوة دي على المنديل ده!"
مروان (بخبث وهو بيقرب منها): "لا، هقول لها بنتك رفضت تديني حقوقي الشرعية!"
أسماء (بتشهق وهي بتحط إيدها على صدرها): "ااه؟ يا كذاب! مش انت اللي لسه مختار؟ مش أنا خيرتك؟ وفي الآخر يسألوا البني آدم مسير ولا مخير!"
مروان (بصوت هادي بس عنيه فيها لمعة شهوه وهو بيرمي الجاكيت على الكنبة): "وأنا اخترت…"
أسماء (بترجع لورا وهي بتبلع ريقها): "يا مروان، يا عسل، يا جميل، لا انا بطيقك ولا انت بطقني، ما انت فاهم الجوازة دي مش راضي عنها غير أبوك وأمي عشان إخوات… عارف أبويا اللي هو خالك؟ أقسم بالله رزعني علقة موت عشان الجنازة دي!"
مروان (وهو بيقرب أكتر ببطء): "ومين قال لك إني مش بطّقك؟ بعدين ده مالوش علاقة إنك من الصنف الناعم، صح؟"
أسماء (بتفتح عينيها بخوف وهي بترجع لورا): "بلا صنف ناعم بلا صنف خشن، روح نام يا عسل!"
مروان (بخبث وهو بيهجم عليها): "مافيش نوم للصبح!"
أسماء ( وهي بتقع على السرير): "يا نهار أسود، إنت بتتكلم بجد؟!"
مروان (يعتليها وهو بيهمس بشهوه): اديكي هتشوفي بعينك محدش هيقول لك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلى كانت لسه هتدخل الاوضه بعد يوم طويل ومرهق، الفرح خلص أول ما وصلت للباب مدت إيدها تفتحه، لكن صوت أركان جمدها في مكانها.
صوته كان هادي، بس فيه حاجة غريبة، حاجة مش سمعته بيقولها قبل كده.
أركان: "عارفة كويس إني ما حبيتش ولا هحب غيرك، كل ده كان لازم يحصل، بس ده ما غيرش حاجة جوايا."
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين اجمعين
وخمنوا معايا مين اللى بيكلمها اركان ؟!
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺