رواية وصمة عار الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون و الخاتمه بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية وصمة عار الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون و الخاتمه بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية وصمة عار الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون و الخاتمه بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


بداخل الغرفه، أغلقت إليزابيث الاباجوره بعد أن شعرت ببعض الخمول، أرادت أن تُمدد جسدها، رغم ان الوقت لازال باكرا، إتكئت بأحد جانبيها على الفراش، وضعت يدها تمسد على بطنها بحنان تفكر بان يجب ان تخبر آدم بوجود طفل داخلها وسوف يصبح اب؟ حتى اذا كانت بينهما مشاكل لكن يظل في النهايه والده وزوجها ؟ تعالي قلبها الخائن صاحب الدقات العالية و السريعة بحضرته و بغيابه تألم وقلبها الخائن شوقا له.. عندما شردت في تلك اللحظه عندما يعرف آدم بوجود طفل من صلبه في تلك الحياة ، وردد فعله حينها ماذا ستكون .


وفي نفس اللحظه شعرت بان الباب يفتح لتبعد يدها بسرعه من فوق بطنها، بينما ألقى آدم بنفسه فوق السرير وقامت هي مبتعدة علي الفور بصدمه ناظره له بضيق وهدرت من بين أسنانها


= ماذا تفعل.. انهض انت لن تنام هنا لديك غرفتين بالمنزل فارغتين؟   


لكنه أغمض عينيه ولم يجيب عليها، تنهدت اليزابيث بغيظ منه واقتربت منه وتعابير القلق بوجهها حاولت أن تيقظة حتي ينهض لكنه سحبها إليه وجعلها تستلقي بجانبه بينما شد قبضته عليها في حضنه يمنعها من الحراك، رفعت له عينان تقدحان بالشّرر وهي تقول بكبرياء قاتم مُحذرة


= اتركني.. انزع يديك عني.. لم تنام بجانبي.  


أغمض آدم عينيه للحظات يحاول الحفاظ على رباطة جأشه ثم تنحنح آدم قبل أن يقول


= اشششش دعينا ننام هكذا


امتقعت ملامح اليزابيث الجالسة بين أحضانه ثم قالت بصوتٍ مغلول وهي ترفع إحدى حاجبيها


= لا اتركني.. لا اريدك بجانبي 


فتح عينه يطلع بها و استحالت ملامح آدم لأخرى غير مألوفة فيه وهو يهتف 


= اخبريني انك لا تحبيني وانا بعدها سوف ارحل 


ارتعش جسد إليزابيث غضبًا وتأثرا بنظراته الداكنة وقلبها يخفق حتى كاد يغادر صدرها.. أسبلت أهدابها الطويلة وهي تنهج انفعالا ووجلًا.. ثم قالت بانزعاج زائف


= أبتعد عني يا ادم .. ارحل من هنا .


ازدرد آدم ريقه قبل أن يقول وهو يعود التواصل البصري بينهما


= لا لم ارحل اخبريني في البدايه.. بانك لا تحبيني وانا سأذهب 


اتسعت عينا اليزابيث بإشعاع مخيف ومشاعر مريعة تتصارع داخلها تسطع ببشاعة على وجهها فعلمت ماذا يريد الوصول اليه بكلماتة تلك.. وهو أن تعترف بحبها واستسلامها الية؟ لتقول بصعوبه برغم ارادتها 


= انا لا أحبك .. ارتحت هكذا.. ابتعد عني هيا.


بلع ريقه بصعوبة مجدداً وقد استشف الصرامة والغضب في ملامح بغصة بقلبة.. ثم خرج صوته هاتف المرة مرتعشا و هو يقول 


= فقط لليلة واحدة ... ليلة واحدة انسي من اكون ومن انتٍ .. لليلة واحدة عامليني كما لو اني رجلك و ليس عدوك .. كل ما احتاجه هو أن لا تذهبي.. ولا تتركيني


ثم ازدرد آدم غصة مسننة عالقة في حلقه وهو يكمل بلهجة مقهورة مشوبة بالتوتر


= هل ستنتقمي مني عما فعلته معك؟ 


صمتت قليلاً لفتره محدوده ثم قوست حاجبيها تقول بصوت خافض


= لا لن انتقم .. لانك لا تعني الي شيء 


لم تنحسر ملامح آدم وهو يسألها بهدوء


= لماذا ؟؟ فانتٍ غاضبه مني جداً، ولا تريدي ان تسامحيني ولا تنسى حتي.. هل مازالتٍ تحبيني لذلك لا تريدي ان تنتقمي مني؟ 


تسمرت وهي تفرقت شفتيها لكن لم تعرف ماذا تقول ولم يخرجها من تخشّبها شئ علي الفور، ثم انخفضت نبرة إليزابيث في كلماتها وهي تبتسم ابتسامة حزينه


= لا اعرف، لكن كل ما اعرفه انني لن انتقم أبدا منك


حدّق آدم في عينيها للحظاتٍ طويلة فتلاشت الابتسامة عن شفتيها تدريجيًا حتى اختفت تمامًا وبادلته النظر بتجهم وارتباك.. وقهر.. ناظر لها بلا تصديق.. ظلت تبادله تلك النظرات للحظات طويلة قبل أن تجيب بجمود


= لو انتقمت منك ساصبح انا الظالمه وانت المظلوم  لذا سوف اجعلك تعيش طول عمرك ظالم.. ساكون دعواتك الغير مستجابه ..واكون ذنبك الغير مغفور .. ساكون سوء حظك في الحياه ..وساكون في كل الم تعيشه.. ساتقدم انا في حياتي وانت ستظل تحترق و عالقا بذنبي 


أنصدم آدم من كلماتها القاسيه لهذه الدرجه أصبحت تراه ظالم وجاحد القلب؟؟ لكنه لم يستطع الرد عليها وبعدها أغمضت عينيها بمرارة ولم تستطيع تواصل الحديث معه بينما هو شعر بالقهر من حديثها ومد يده يضعها فوق يدها الناعمة وارتعاش لذيذ مر بأوصالها... فمهما كان هناك من غضب وتوعد يضمره في صدرها لها، بعد عودتها مجدداً.. إلا أنه إحساس الراحة التي تشعر به في هذه اللحظة لا يقدر بثمن..


❈-❈-❈


بداخل الـقسـم...


إستند الضابط بذقنه على مرفقه ، وفحص بعينين ثاقبتين كل ورقة من الأوراق التي أعطتها إياه طبيبه الطب الشرعي التي فحصت جثه لارا و انطون.. ثم تفحص تلك الاوراق الأخري التي وجدها بمكتب العمده نيشان وتم احرازها، قبل ان يتم القبض عليه بتهمه القتل العمد.. تجهم وجه الضابط بشـدة ، و أظلمت عينيه وهو يقرأ تلك الحقائق المفزعـة التي كشفت القنـاع الأخـر للعمده بوضـوح .. لم يتوقع أن يكون بمثل تلك الدناءة والخسة .. فقد تلاعب بمصائر الكثيرين وأفسـد حياة الأبرياء على مدار أعوام ... كما إكتشف بينهم وجود عقود زائفة لمنازل وقصور و اراضي غير صحيحة تم التلاعب بها ، وأوراق تخص جميع افعاله المشبوهه واسرار خـفيـه .


عقد الضابط الآخر حاجبيه باستغراب متسائلا باهتمام


= ماذا وجد في تلك الاوراق؟ سارق انتباهك هكذا


فغر فمـه مشدوهـا وهو يقرأ تلك المصائب بينما صاح بإستنكار مصدوم 


= يا الله ، لا أصدق ما أراه بداخل هذه الأوراق؟ هذا السافل لم يترك أي شيء لم يفعله؟ ظننت أن هذه القضية تتوقف على مقتل الوزير انطون وشقيقته فقط .. بل هناك قضايا وأسرار كثيرة كانت تحدث في الظلام.


ثم رفع الضباط رأسه ليقول بنبره رسمية حازمه


= احضر لـي نيشان من الحبس حـالا !.. 


أمـا بـداخل الحـبـس.. 


تجمدت تعابير وجـه نيشان ، كان لم يتحرك منذ دخوله الحبس الاحتياطي ساكناً وهو متسمـر في مكانـه مصدوماً من ذلك الحادث المفجع الذي تسبب في؟ يعمل أنه هو بغيضاً.. عنيفاً ، ذو سلوكيات عدائية.. و منحرف .. لكن لم يكن قـاتـل؟ ولم يتوقع هذه النهايه ستنتهي هنا ؟ بالـذات . 


حدق أمامه شارداً في عالم أخـر ، وكأنه ليس متواجداً ليتذكر بعد ان تخلص من انطون حاول الهروب بسلاحه وهو ينتفض جسده برعب، لكن تفاجا بان الخدم بالخارج اغلقوا باب المكتب عليه خوفاً منه علي أنفسهم عندما استمعوا إلي الصراخ وصوت طلق ناري؟ وبعدها طلبوا الشرطه واقتحمت مـنزله.


رفع مقلتيه عندما تفاجا فجاه بالعسكري يفتح باب الزنزانه، إلتفت نيشان ناحيته ورمقه بنظرات خاوية ، ثم هتف العسكري بصوت آمـر بخشونة


= انهض سيد الضابط يريدك للتحقيق .


أومـأ نيشان برأسـه وهو يبتلع ريقه بخوف ، في حين تحرك مع العسكري إلى خـارج الزنزانه، وكان يجذب إياه بقسوه شديدة فلم يعد الجميع يهيب منه ومن سلطته الخاسره .


تحرك بخطى ثقيلة نحـو ذلك الممر الطويل البـارد كأن شبه مظلمة ظل طوال الطريق صامتاً لم ينبس بكلمة حيث وجهه متجمداً ، نظراته قاسية .. ورغم هذا كان يشتعل من الداخـل .. ولكن لم تكن لديه أي رغبة في البكاء حزناً علي نفسه؟ لكن إجتـاح عقله سيل هائل من الذكريات المريرة على جميع افعاله المشبوهه وعمليات النصب والاحتيال التي كان مستمر بها .. نعم فأكثر ما يذكره عن حاله هو أعماله الغير مشروعة وقسوته في التعامل ، و تسلطه ، و نزواته الماجنة ، ولياليه العابثة .. وكل هذا بدأ من العد التنازلي للحكم عليه الآن .. من أفعال سيئه وحسنه .. ومن الواضح أنه لم يفعل سوى السيء في حياته. 


❈-❈-❈


في مـنزل زيـن.. 


كان زين يجلس فوق المقعد بجانب والدته شارد الذهن بملامح حزينه ويفكر فيه إليزابيث بينما جانبة كانت والدته تتفحص إياه باهتمام وقلق وهي تراقب ملامح وجهه .. ثم تغضنت ملامح والدته بتوجس وهي تسأله بجدية لا تحمل تروي


= لما أنت تعيس يا بني ؟


قال زين لها باضطراب شديد يغزو صوته كما ملامحه


= لأنني أشعر بالحب تجاه شخصاً ما لا يبادلني الحب. أليس صعبًا؟


توترت والدته وهي تنصت لكلامه الصادم.. لكن قالت بشيء من الاستغراب وقد شعرت بشيء خاطئ فيه


=ماذا تقول ؟


كانت عيناه المصوبتان في عينيها كانت تتوهجان  بألم لامس قلبها علي حال ابنها.. إلا أنه لم يتراجع عن حديثه وقال مؤكدا بصوتٍ باهت كما ملامحه المجهدة، أنه أحب من طرف واحد؟ بينما هي ما إلا لا تصدق 


= اقول أني احب شخصًا لا يبادلني الحب! إنه اتعس شعور في العالم.. رغم أنه يشعرني بالضعف في بعض الاحيان؟! لكن الشيء الجيد بالموضوع أن تلك المشاعر حقي، ملكي فحسب.. فلا شىء يقارن قوة الحب من طرف واحد


بدأ الاستيعاب يتسرب لعقلها لتستنجح ما يقصده الآن فيحتقن وجهها.. بينما هو اكمل حديثه بألم وشعر بما يقوله بمثانة طعنة داخله فهتف


= هل تعلمي ما الذي يتعبني يا امي ؟ تعبت من طريقة حياتي سئمت من كوني نكرة والأهم من هذا كله سئمت من أنه ليس لي أحد.. حتى الفتاه التي احببتها من المستحيل ان تكون لي بوقت ؟. و لا أظن إني سأستطيع أن أعيش بدونها !


بدأ صدر والدته يعلو ويهبط بينما تنظر إليه غير مصدقة وكأن ما قاله معضلة صعبة الفهم.. فعقدت حاجبيها تنظر إليه، واستغرق الأمر منها لحظات طويلة قبل أن تغمغم له بحزن شديد عليه قائله بصوتٍ خافت


= ستتفاجئ بما تستطيع أن تعيش بدونها يا ابني... لأن الحياه مستمره، لا تتوقف على احد ..و الرجل بإمكانه أن يكون سعيداً مع أي إمرأة طالما يريد ذلك


ابتسم زين من زوايا فمه بحسرة و خيبة أمل


= بعد الفقدان الأول تيقنت أنّ كل إِنسان هوِّ محطَّة عابرة.. اقول لكٍ الكثير من الأشياء الفظيعة التي أشعر بها.. قلبي محطم .


لف العبوس ملامحها وهي تجيب بعقلانية، بينما بنفس الوقت كانت تفتح ذراعها الى طفلها تدعوه إلى أحضانها مبتسمه بحنان وسط الدموع التي التمعت بعينها


= سيختفي الالام مع الوقت لا تقلق... بوسعك أن تبكي، فـ البكاء ردة فعل طبيعية عندما تتألم.


رفع مقلتيه لها عدة لحظات قبل أن يقترب ويحتضنها ويدمع بحسرة وألم.. وكانت والدته تربت فوق كتفه بحب وحنان.. ثم أبتعد بعد فترة وهو يمسح دموعه بتوتر ونظر حوله قليلاً بانضباط انفعالي ثم أغمض عينيه، ليفكر في شيء يجب ان يفعله حتى يستطيع التحكم في مشاعره تجاه إليزابيث؟ أو كـ عقاب له  عندما حاول يؤذي كلا من إليزابيث آدم! بينما صمت للحظات يحاول التركيز ثم قال بصوته الرزين


= أمي .. انا أوافق على الزواج من سالي ابنة صديقتك المقربة.. سأحاول دفن مشاعري في الداخل .. وسأكون سعيدًا من الخارج فقط!.


كان القرار صادم حقا؟ لكنه اتخذة وحسب الأمر بة.. فمنذ فتره اقترحت عليه والدته ان يتزوج من ابنه صديقتها لكنه رفض في البدايه... لكن الآن شاعراً ان هذا افضل قرار بالنسبة له.. فكل قرار يكون لصالح شيئ ما؟ لكنه في الحقيقة هو قرار ضد شيئ آخر ...


❈-❈-❈


في اليوم التالي،بداخل منزل أركون... انتفضت لينا فازعة من مكانها فور أن رأت زوجها يدلف من باب المنزل بوجه مكفهر غاضب لتسرع تتقدم نحوه وهي تنظر خلفه بتوتر  هامسة بصوت مرتعش


= اركون لماذا تاخرت، ماذا أخبرتك الشرطه؟ هل وجدتها ؟  


ألقي مفاتيحه على الطاوله بحدة و هو يضغط بقوة على يده قائلا بإحباط


= ولا شيء قالوا سيبحثون عنها لكن لا اعتقد انهم  سيفعلون شيء؟ لان هذه المره رحلت بكامل ارادتها ولم يخطفها احد مثل المره السابقه 


تنهدت لينا بخيبة أمل علي كلماته لتقول بتردد بصوت مختنق 


= لا تقلق بالتاكيد ستعود إلي هنا، هي ليس لها مكان آخر غيرنا .. لمن ستذهب إذا ، ستعود حتماً بأي وقت 


تجمد جسد أركون و قد دب الرعب بداخله عليها بان يصيبها مكروه وهي بعيد عنهم، مما جعل القلق يزداد بشدة داخله قائلا بصوتٍ متحشرج


= لا أريد شيئًا سوى الاطمئنان عليها يا لينا.. كلنا مدينون لها باعتذار كبير. لقد رأيتها بنفسك ، كيف كانت تخاف علي سافانا ، وتوسلت إلينا جميعًا ألا نصدق هذا الخسيس نيكولا.. يا إلهي ماذا فعلنا بها.


لتلتمع عينيها بدموع حبيسه محتقنة بينما شفتيها قد بدأت بالارتجاف بندم شديد علي ما كانت تفعله مع اليزابيث سابقآ ، لتغمغم بصوت ضعيف 


= بمناسبة سافانا ابنتك ، هل ستستمر في تجاهلها ولا تريد التحدث معها .. أرجوك أركون ، لا تعاملها بقسوة. بعد كل شيء ، هي فتاة صغيرة ، وتجارب حياتها ما زالت قليلة .. بالنسبة لها ، ارجوك أركون أصعد إليها وتحدث معها منذ ما حدث ، وهي محبوسة في غرفتها ولا تريد أن ترى أي أحد .. لا تنسى أن الصدمة كانت أكبر مما كانت عليه ..وهي تزال صغيرة.


نظر أركون لها بضيق شديد وهو يفكر في حال ابنته ولا يعرف؟ أكانت حزينه على موت خطيبها؟ ام حزينه على حبها وثقتها بذلك الحقير وكيف خدعها ؟ لكنه في الحقيقه قد خدع الجميع بمظهره! بينما تنهد أركون وهو يهز رأسه ببطيء لينهض صاعد لها .


❈-❈-❈


كانت اليزابيث تقف بداخل غرفه الصالون تنظر من النافذه على الزهور الذابله والجفاء من قله الاهتمام.. بينما كانت تحمل بيديها طبق مليء بالفواكه وكل حين واخر تغرس الشوكه بقطع الفاكهه ثم تضعها بفمها وتجبر نفسها على بلعها حتى يتغذى طفلها جيد.. امتزجت أنفاسها وهي تفكر بحالها وكيف سيصبح عندما ياتي طفلها الى ذلك العالم.. تعالت دقات قلبها الهادرة لتحيط بطنها بكفيها لتمد جسر العاطفة تحاول ان تشعر طفلها.. بانها بجانبة ولم تتركه يواجه صعوبات بمفرده مثل ما حدث معها... 


بينما في تلك اللحظه هبط ادم الدرج بخطوات سريعه بذعر فعندما استيقظ ولم يجدها بجانبه نهض بسرعه يبحث عنها وهو خائف بان تكون رحلت مجدداً.. لكنه تنهد براحه عندما وجدها تقف بجانب النافذه بشرود! وابتسم اكثر بسعاده على انها عادت تهتم بصحتها وتاكل.. ليهتف باسمها عده مرات حتى تنتبه اليه لكنها كانت شارده.. حتي اخيرا تطلعت فيه بملامح مشدوده ..ثم قال آدم بملامح مترددة مستغربة


= بما تفكري ؟ 


انتبهت اليزابيث له لكن سرعان ما تنهدت وانحسرت ملامحها المتكلفة بمجرد أن رأت آدم أمامها متذكره  ما فعلة هو الاخر معها وكيف جرحها، ثم ردت بلا مبالاة متشحة بالمرارة والقهر


= أفكر فى تفاصيل ماضي حياتى.. وتلك الأثام التى إرتكبتها.. هل مازالت مستمره؟ وكيف أكفر الآن عن تلك الذنوب التى إكتسبتها من تلك الأثام


كتّف آدم ذراعيه ثم قال لها بضيق


= وانتٍ تقصديني أنا وماذا فعلتة؟ من ضمن كفارة ذنوبك ..


اقتربت منه وخرج صوتها مرتعشا وهي تهتف به باستهجان والقهر في داخلها يتفاقم 


= الحبّ ليس معصية، المعصية هي أن تتلاعب بِمشاعر البعض تحت مُسمّى الحبّ .. لقد قالها لي قلبي من قبل؟ أنني دائماً ما أختار الشخص الخطأ.. ‏لكن بعضنا لن ينضج حتى يُهدم أمام عيوننا كُل ما نؤمن به.... أنا لن أحبك بعد الآن .


بقي آدم صارم الملامح مشتعل العين ببريق خطير وهو يقول بغضب مكتوم


= منذ متي؟


رفعت ذقنها رغم توترها الداخلي.. ثم قالت ببرود وبملامح هادئة


= منذ الآن.. فقط الآن


اهتزت حدقتي آدم من كلامها دون أن تنحسر واجهة الصرامة عن ملامحه مما جعل هي تستطرد هاتفة بنبرة خافتة وبصوتٍ أجش


= لا يعني الموت شيئاً، لكن أن تعيش مهزوماً وذليلاً يعني أن تموت يومياً ...كيف تريد اتحمل فكرة أنك وضعت ثغرة مؤلمة في صدري سترافقني طوال حياتي، و مضيت هكذا دون أن تكترث لشيء ! .. ما يؤلم قلبي حقاً هو أني تألمت على يد أناس تمنيت أن لا أراهم يتألمون.. لذا قريبا سننفصل عن بعض لا تقلق.. لم اظل معك هنا كثيرا 


كزّ آدم على أسنانه بغيظ.. تظن لو رحلت للعاصمة وطلبت الطلاق منه فإنه سيحررها وينساها.. لا مستحيل أبدًا لن ينساها بل ستظل هي الوحيدة هدفه كأنه لم يعرف سواها.. تلك الحورية تظن أن سبب سكوته وعدم اتخاذه أي ردة فعل جدية حتى الآن سوى انه احب وتزوج بغيرها بالفعل.. وأنه ليس فعل ذلك لاجلها و بسبب خوفه من تهديدات انطون له.. لكن ما لا تعرفه هو أنه غارق بعشقها ولا يريد سواها.. لكن يكفي بانها عادت الية أخيرا وأصبحت ملكه قولا وفعلا.. أطلق آدم نفسا عميقا مُجهدًا وهو تساءل  بلهجة أكثر هدوءً لكن أشد خطورة


= حقا؟؟ حسنًا ، افعلي كل ما بوسعك ، كل ما يمكنك فعله ، أظهر لي كيف ستبتعدي عني وتطلبي الطلاق في المحكمة.. بلهاء هل تعتقدي انني ساوافق علي الانفصال او ساتركك تفعلي شيئا كذلك ؟  


ازدردت ريقها وهي تهتف بقهر وبعينين لامعتين تخاطب عواطفه 


= هل تعرف ماذا قال أدولف هتلر؟ قال "اكذب كذبة كبيرة ثم حاول تبسيطها وكررها، في النهاية ستصدقها" وهذا ما يحدث معك.. لم تدع أحدا لم تحاول الكذب عليه بشأن حبك لي وانك تزوجت بغيري حتى تنقذ حياتي لا اكثر.. حتى نفسك صدقت كذبتك.. آدم يكفي لقد تعبت من هذه العلاقه حقا.


تطلع ادم إليها ورمقه بنظرة ساخطة وهو يقول بصوت منفعل


= لكن هذه هي الحقيقية وليست كذبة.. أنا أحبك يا إليزابيث ولم تكن في نيتي مطلقاً بان اجرحك أو اخونك وكل ما حدث بعد ذلك؟ حدث بالاكراه.. وزواجي من لارا كنت مجبر عليه.. وفعلت ذلك لاجلك رغم كره الشديد لها، حاولي ان تفكري قليلا بعقلانيه  اذا كان بيني وبينها شيء من البدايه لما كنت رافض الزواج بها ودائما ابتعد عنها كلما اقتربت مني ؟ 


غامت عينا إليزابيث بحقد عليه وهي تقترب منه لتقول بغل من بين أسنانها


= ربما لانك اردت ان تقضي معي بعض الوقت.. او انجرفت خلف مشاعرك دون تفكير كافي.. وعندما شعرت ان سلطه والدك مهدد بالضياع تزوجتها 


كانت عينا آدم تضيقان وتضيقان مع كل كلمة تهتف بها.. حتى بدت في آخر كلماتها كخط رفيع من الخطر والشرر.. وما إن توقفت مكانها تلهث وهي تهيئ نفسها للصراخ بالمزيد من كلام ضده لا ينتهي.. ليهتف بصوتٍ عالي على مضض بينما كان بحدة و هو يضغط بقوة على كتفيها


= ما خطبك لما تفعلي ذلك بنا .. أليس لديك عقل للتفكير، ولم تستطيعي أن تحكمي بنفسك علي تلك المشاعر والأحاسيس التي شعرتي بها معي.. باستثناء لهذه الدرجة ، أصبحتٍ تكرهني ولا تريني غير رجل شهواني ولا أفكر إلا في جسدك.. ولا أهتم بمشاعر الآخرين.


اتسعت عيناها ببريق رافض وأردفت ثائرة وهي تشدقت ساخرة بمرارة


= أنتم جميعكم مثل بعض ، لا تفكرون غير فقط في ذلك الأمر؟ مصلحتكم أهم من الآخرين؟ تماماً مثل والدك! ولارا وانطون .. و أرديان الذي انتقم مني وشوه وجهي .. لا أحد منكم يهتم بمشاعري ولا يعرف كيف أصبح شعوري بسببكم ؟؟


لتصمت فجاه محدقة به بقلق... بينما آدم نظر إليها بصدمه وغضب وقد افاق من صدمتة بسرعه وصاح بحدة و قسوة بثت الرعب بداخلها و قد اشتدت يديه التى تحيط كتفيها بعنف


= أرديان .. لماذا لم أفكر به منذ البداية ، صحيح؟ هل هو الذي فعل ذلك بكٍ؟ هل تعرض لكٍ بالطريق وشوه وجهك ؟؟ أراد أن ينتقم منك مثل ما انتقمتٍ منه بالماضي، الخسيس استغل انكٍ بعيده عني واصبحتي بمفردك لينتقم منك اشد انتقام .. حسنا ساري كيف يقترب منك ويؤذيكي هكذا .


ازدادت غصة مريرة داخلها وهي تهز راسها بخوف وتقول بتردد بصوت مختنق 


= لا ، ليس كذلك ، لم أقصد أن أقول ذلك .. يا آدم ، انتظر هنا لا تذهب و...


ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما سمعته يطلق سباباً لاذعاً من بين انفاسه المحتقنة بينما تصلب وجهه بعنف و غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق العالم باكمله بينما غمغم من بين اسنانه المكبقة بقسوة و عروق عنقه تتنافر


= ابقي هنا أنتٍ؟ ولا تركضي ورائي .. فهمتي؟ لا أكون رجلاً يليق بكٍ إلا إذا لم أحضر لكٍ حقك من ذلك الفاسق .. سأبحث عنه في كل الأماكن حتى أتمكن من الوصول إليه وأندمه على ما فعله.


أسرع بعدها يركض واندفعت خلفه لخارج المنزل بخوف شديد عليه تريد ان تلحق به لكنه دفعها بحدة للداخل مره ثانيه مزمجراً بشراسة بها بأن تتوقف مكانها بتحذير شديد... تراجعت إليزابيث للخلف بخوف تشاهده يندفع للخارج مغلقاً باب المنزل خلفه بعنف اهتزت له ارجاء المكان...


❈-❈-❈


دلف أركون غرفه أبنته حيث صوت بكاء ابنته سافانا ينفجر عاليا دون كتمان بالغرفه وهي تتأوه أكثر و تحتضن وسادة الفراش وهي تتحرك يمينا ويسارا بجذعها الجالس على السرير تنتحب بعنف بندم شديد علي حبها الى الشخص الخطا وثقتها الغير بمحلها بة .. أقترب أركون منها بخطوات ثابتة وهو يتفحص حالتها بضيق شديد وقال ساخراً 


= كيف حالك؟ امك اخبرتني إنكٍ لم تخرجي من غرفتك منذ فتره ولا تريدي التحدث مع احد ولا تناول الطعام معنا .. اتمنى ان لا تكوني مضربه على الطعام لاجل حزنك على ذلك الحقير .


رفعت له عينيها المنتفختين بحزن وندم أشد لتقول وهي تمسح أنفها الذي يسيل بمنديل 


= ابي من فضلك يكفي ما انا فيه، والذنب الذي احمله داخلي 


أخذ أركون نفس عميق حزين عليها ثم اقترب يجلس جانبها علي الفراش لتجده يجذبها بذراعين يحيطان بها بقوة ويحاول تهدئة انتفاضاتها العنيفة بينما تحدث هو قائلا بحنان


= حسنا ابنتي جميعنا نخطا دون اراده، ونسير خلف مشاعرنا دون تفكير بعقلانيه قليلا وبعدها نشعر  بالندم و الذنب.. ونتمنى ان يعود الزمن الى الخلف لكن لا يحدث؟ لذلك سافانا ما تفعلي لن يفيدك في شيء صدقيني، والافضل من الحبسه داخل الغرفة والبكاء على الاطلال ان تخرجي وتحاولي أن تصليحي من نفسك وتتعلمي من هذه التجربه أنكٍ لا تتسرعي مره ثانيه وتخطئي مثل ذلك الخطا . 


لتردف سافانا بشفتين ترتعشان وسيول من الدموع تتساقط من مقلتيها 


= هل يمكن أن اعود كما كنا؟ هل يمكن ان تسامحني إليزابيث وانت وأمي .. أبي أنا أشتاق إلي اليزابيث جدا ولصداقتنا التي حدثت بيننا في الفتره الاخيره عندما عادت .. لكن المهم أنها تكون سالمة .. هل ستعود يا أبي أليس كذلك .. انا خائفه عليها جدا .


ليحيط ابنته التي تتحرك برتابة بين ذراعيه يمينا ويسارا وتبكي بحرقة فتمتم بجوار أذنها قائلا


= ستعود ابنتي .. ستعود بالتأكيد وتسامحنا .


ظل يهدي ابنته غارقا في أفكاره حتى هدأت تمسح دموعها و وجهها أحمر بشدة فأبتسم لها بحنان نافضا شروده ثم قال بعد تفكير باقتراح


= ما رأيكٍ لو نخرج اليوم أنا وأنتِ وحدنا


عقدت سافانا حاجبيها بتعجب وهي تقول بصوت منخفض


= نذهب إلى أين بذلك الوقت؟ 


تحدث أركون لها مفسرا وهو يبتسم بخفه


=نتمشى قليلا.. نتنزه ونأكل عشاءا فخما في المكان الذي تختارينه .. ما رأيك


ابتسمت له بحب مدركة محاولاته حتى يخفف عنها فأومأت له كطفلة فرحة بإهتمام أبيها بها ليس فقط للخروج.. بلا فرحه باهتمامة وحبة الكبير لها .. فمعنى ذلك أنة سامحها وعفى عنها.  


❈-❈-❈


بعد مرور ساعات... 


صف آدم سيارته امام المنزل بحده بينما هبط وهو يصفع الباب بعنف وكان في نفس الوقت يتقدم زين إليه، ليقف آدم مكانه بجسد متشدد بالغضب و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكارة في تلك اللحظة بينما عينيه الثائرة بالغضب تدور بالانحاء بحثاً عن شئ يريح به الغضب الذي داخله.. اقترب منه زين وهو يقول بدهشة


= مرحبًا يا آدم ... كنت قادمًا لرؤيتك وأتفقد إليزابيث .. ماذا كنت تفعل بالخارج ولماذا وجهك غاضبًا جدًا؟


تسارعت انفاس آدم و احتدت بشدة و هو ينظر إليه ثم هتف بصوت خطير 


= عرفت من شوه وجه إليزابيث .. أدريان الأحمق .. كنت بالخارج أبحث عنه ، لكني لا أعرف مكانه ، ولا أعرف حتى ملامحه لأنني لم أره من قبل؟ لكنني حاولت البحث عنه في أي مكان ولا يمكنني العثور عليه! يجب أن أجده حتى أتمكن من الانتقام منه


إتسعت عينا زين بصدمه وحقد دفين نحو ذلك ارديان... ليكمل آدم وهو يتطلع باعين مظلمة


= زين أنت تعرف الأماكن التي تخص القرية هنا؟ ومن الممكن أن تعرف كيف تجده .. حاول البحث عنه وأخبرني بسرعة


هز زين رأسه بوجه مقتضب حاد و عينين قاسية تلتمع بالغضب


= اهدأ يا آدم ، ساجدة ، لا تقلق ، هذا الحقير ساري  كيف يهينها هكذا


زمجراً آدم بشراسة من بين اسنانه المطبقة بقسوة فاذا كان غاضباً عندما اتى قيراط واحد اصبح الان غاضباً عشرين قيراط و قد ارعبته افكاره الوحشية حوله ما سيفعلة بذلك الخسيس 


= لا زين اياك ان تقترب منه عندما تجده! هذا ثأري .. وأنا الذي يجب أن اخذ حق إليزابيث زوجتي ، فهمت ذلك جيد !! عندما تعرف عنوانه ، فأنت تخبرني فقط ولا تفعل شيئًا آخر.


صمت قليلاً ثم قال بصوت مرتجف عندما ظل يتطلع اليه بتحذير و ذات التعبير الحاد القاسي مرتسم علي وجهه


= حسنا كما تريد سابدا بالبحث عنه في منزل شويكار فهو كان يتردد هناك كثيرا .. وبالتاكيد الناس بالمنطقه تعرفه 


هز الآخر رأسه برفض و وجهه الذى اشتد اكثر بالقسوة والغضب وهو يقول بنبرة حادة


= منزل شويكار احترق منذ فتره طويل ، عندما تركتني إليزابيث وغادرت ، ذهبت إلى هناك أول مكان للبحث عنها؟ لكنني فوجئت أنه احترقت بالكامل .. لكن مع ذلك ، جرب ربما يعرف بعض السكان هناك مكانه ؟ 


❈-❈-❈


بينما بداخل المنزل كانت إليزابيث تسير بخطوات متوتره بالغرفه و هى شبه منهارة تبكى بشهقات طويلة مرتفعة تجعل كامل جسدها ينتفض مرتجفاً بينما قلبها يكاد يغادر صدرها من شدة خوفها وارتعابها على آدم.. فهي على يقين تام بان اذا تقابل ارديان مع آدم سيحدث اشتباك دموية لن ينتهي الا بموت احدهم ؟ فهى لا تستطيع تخيل حياتها بدونه فاذا حدث له شئ لن تستطيع ان تحى من بعده... 


وفي نفس اللحظه استمعت الى باب المنزل يفتح و هبطت الدرج مسرعة بقدميها التى كانت لا تستطع حملها حيث كانت اشبه للهلام لكنها تحاملت و هبطت مسرعة تتمنى ان يكون آدم عاد من الخارج بخير.. راغبة بان تطمئن عليه...


وفجاه التوت قدمها اسفلها مما جعلها تكاد ان تسقط من فوق الدرج لكنها اسرعت بالتشبث بالترابزين واستعادت توازنها... التقطت نفسها سريعاً قبل ان تعاود الهبوط و هى تبكى بشهقات ممزقة و عقلها يصور لها آدم وهو باصعب حالاته الان خطورة... و عندما وصلت الدرجة الاخيرة من الدرج ارتطمت بقوة بجدار بشرى صلب جعلها تتراجع للخلف بقوة عندما قبضت يدين قوية على ذراعيها و صوت قوى عميق يتردد


= اليزابيث ما بكٍ؟ هل انتٍ بخير؟ 


رفعت رأسها بسرعه فور سماعها صوت آدم و اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بأعين متسعة وكورت وجهه بين يديها تطمئن على ملامحه وتتفحص جسده و بدأﭢ تمر يدها على انحاء جسده باستكشاف محاولة ايجاد اى ضرر قد حدث له ،من شدة خوفها عليه ،لكن عندما شعرت بلمسات يدها التى تمر فوق دقات قلبة وانه سليم حي يرزق.. تنهدت اليزابيث براحه كبيرة.


بعدها خلال ثانيه واحده ارتمت بين ذراعيه فجأة تضمه بقوة اليها دافنة وجهها بصدره متفجرة فى بكاء حاد وهى لا تصدق انه بين ذراعيها بخير.... بينما تنهد آدم وهو يعقد ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها ليلتصق جسدها بجسده بشدة هامساً بصوت هادئ


= اهدئي يا حبيبتي انا بخير امامك لم يصيبني مكروه .. اهدئي اليزابيث و توقفي عن البكاء ارجوكٍ .


بينما في الخلف اخفض زين وجهه بإحراج وضيق شديد من منظرهم الحميميه هكذا أمامه.. و هو لا يفهم ما الذى اصابها في البدايه لكنه علم بأنها كانت خائفه عليه عندما تركها وحيده و رحل يبحث عن ادريان... 


أبعد آدم اياها برفق عن صدره ممرراً يديه فوق وجهها المحتقن الملطخ بالدموع، لترفع راسها نحوه وهي تضرب يديها بصدره بحدة و غضب هاتفه بصوت مختنق متألم


= أنت ملعون لما أغلقت الباب ورائك وتركتني هنا وحدي .. ظللت أردد اسمك عدة مرات حتى تتوقف ولم تذهب إليه .. لكنك تجاهلتني ولم تجبني، أيها الحقير.. لما فعلت ذلك ولم ترد علي ، قلت لك لا تذهب وتتشاجر معه.. إذا كان حدث لك شيء سيء و أصابك شيء الآن؟ هل فكرت فيما سيحدث لي بعد ذلك؟


اخذ ادم نفساً طويلاً مرتجفاً بينما عينيه مسلطة عليها بتوجس ثم هزت رأسها بالنفى بينما يديها المرتجفة توقف عن ضربه و هى تهمس من بين شهقات بكائها


= لكنك ببساطه لم تفكر بكل ذلك .. و رحلت ولم تهتم بعــ...


ابتلعت باقي جملتها عندما شعرت بـ زين يقف في الخلف يخفض وجهه بإحراج... بينما كان يتصلب جسده وقد شحب وجهه بشدة وهو يراهم هكذا... ثم عقد آدم حاجبيه بدهشة فقد نسي إياه بأنه مزال هنا؟ ثم حمحمت اليزابيث بصوت منخفض بحرج شديد


= زين انت هنا ؟ أهلا اعتذر لم اراك 


هز زين رأسه إليها مبتسماً رغماً عنه بشحوب ثم لم ينتظر ان يستمع الى باقى حديثهم حيث اندفع راكضاً خارجاً الى الشارع مما جعلها تستغرب فعلته.. لكنها لم تستمر دهشتها أكثر، حيث أمسك آدم بيدها ليجعلها تجلس فوق المقعد وهو بجانبها.. ساد الصمت والهدوء بينهما حتي تحدثت و هي تغمغم بصوت يملئه القلق بوضوح


= ماذا فعلت عندما رحلت وتركتني؟ هل تقابلت مع ادريان ؟ هل وجدت؟ 


ليجيب بصوت مختنق و هو يفرك وجهه بيده التى كانت ترتجف بوضوح


= لا ، لم أجده .. ولا أعرف إلى أين ذهب؟ لكنني لم أتوقف عن البحث عنه حتى انتقم مما فعله هذا اللقيط بكٍ.


ثم تطلع فيها بقوة وهو يقول بصوت منخفض متعب


= إليزابيث ، يجب أن تخبريني بكل ما حدث معكٍ ، منذ أن تركتيني وذهبتي بعد الزفاف .. أرجوكٍ قولي أين كنتي كل هذا الوقت؟ أنا متأكد أنكٍ لم تكوني هنا في القرية ، بل خرجتي منها ، ولا تريدني أن أتأكد أنك بقيتي في منزل عائلتك طوال هذا الوقت ، أم لا؟ أرجوكٍ أن تريحي قلبي، أين كنتي؟ وماذا حدث لكٍ بالضبط .. وإذا كنتي بالفعل في منزل أسرتك ، ما الذي حدث وجعلك تتركيه مرة أخرى؟


أغمضت عينيها بمرارة وهي تتذكر جميع تلك الأحداث التي عاشتها بعد أن تركته ورحلت.. وسرعان ما تعالى نحيبها بشهقات ممزقة وهي تقول بنبرة حادة


= حسنًا ، أنت على حق ، لقد ذهبت بالفعل إلى منزل عائلتي بعد أن تركتك .. وعشت معهم لمدة شهر ونصف .. وبعد ذلك اضطررت إلى تركهم لأن آآ


صمتت قليلاً وشفتيها كانت ترتجف بضعف ليقول آدم مزمجراً بغضب وقلق 


= أكملي لما تركتيهم مجدداً؟ 


اصبحت عينيها ضبابيبتين ممتلئتين بالدموع و همست بصوت متحشرج ملئ بالألم


= لأن نيكولا ظهر في حياتي مرة أخرى؟ تفاجأت أنه خطب إبنه عمي وكان يفعل ما كان يفعله معي! لقد خدعها باسم الحب ووعدها بالزواج وأن ستعيش معه حياة سعيدة ، لسوء الحظ جميعهم آمنوا بة.. وعندما رأيته في المنزل أمامي ، لم أستطع تمالك نفسي ومن الغضب هاجمتة وأنا اصرخ بقهر.. بأن يصدقوني وهو سبب ضياع حياتي .. وكل المعاناة التي أعاني منها الآن هي بسببه.. ولكن لم يصدقني أحد.. وصدقوه هو ! 


امتلئ قلبه بالألم وهو يستمع إلى ذلك الحديث، بينما هي أكملت تهز رأسها هامسة بصوت مختنق


= لذلك اضطررت إلى مغادرة المنزل ومغادرتهم ، رغم أنني كنت متأكدة أني ليس لدي مكان آخر.. لكنني لم أستطع الانتظار أكثر بعد أن آمنوا بي! ثم في طريقي التقيت بأرديان ، حيث كان يرسل رجلاً من رجاله يراقبني ليعرف عنواني .. ثم حدث ما حدث .. وانتقم مني.


وقف مكانه عدة لحظات يتنفس بقوة و صعوبة بسبب الغضب المشتعل بداخله و كلماتها تتردد داخله وكيف عانت وهي بعيدة عنه.. فالغضب عاصف يجعله يرغب بقتل كلاً من أرديان و نيكولا على ما تسببوا به لها.. لكنه كان السبب الحقيقى وراء ما عانته على ايديهم لم يصدق تلك الأحداث، لما تعرضت هى لكل هذا الالم و العذاب... اغمض عينه يتنفس بقوة محاولاً مرر يده بشعره يفركه بعصبية و هو يهمس من بين اسنانه المطبقة بقسوة


= كلاب.. كلهم كلاب فاسقين !  


ثم نظر إليها ليجدها مزالتٍ تجلس فوق المقعد تبكي وتتألم بحرقه و جسدها يرتجف ... اقترب آدم منها يجلس بجانبها بصمت لتسرع هى بالاندساس بين ذراعيه مشددة من احتضانها له.. دافنة وجهها بعنقه مستنشقة بقوه رائحته التى تعشقها و الذعر و الخوف من فقدانه لا يزال يعصفان بداخلها.. فقد رفضت جميع محاولاته طوال الايام الماضية لكى يجعلها ان تسامحه.. لكنها الان لا ترغب بشئ من هذه الحياة سوا ان يكون معها بخير و بصحة جيدة....فهى غير مستعدة بان تفقده وتظل وحيدة....


عقد آدم حاجبيه بذهول وعدم استيعاب وهي بين ذراعيه بصمت و لدهشته قامت باحاطة عنقه بذراعيها دافنة وجهها بكتفه فلأول مرة منذ ما حدث بينهم تبادر بلمسه من تلقاء نفسها حيث كانت تتجنب إياه طوال الايام...


ليبتسم هو ومرر يده فوق ظهرها محاولاً تهدئتها قبل ان يرفع برفق رأسها المدفون بعنقه يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها يمسح برفق دموعها... 


❈-❈-❈


انسدل الستار الأسود الجذاب في السماء مانعا الشمس من التسلل مضيئا مكانها قمرا مكتملا بسعادة تدور حوله النجوم بزينة سبحان من صورها .. والرياح منعشة ببرودة محببة تدفء القلوب الحزينه.. و الحائره.  


بينما في البيت كانوا لا زالوا كلا من يجلسون.. آدم بجانب المدفاه و إليزابيث تسترخي إلى حد ما أعلي المقعد بصمت دافئا.. و ظلت تعم الأجواء دون ملل حتى انقضت ساعات طويلة دون أن يشعر أحد.. وكانت هي ناظرة للسقف بشرود حزين تطلعت فيه بملامحها نُحتت من الألم .. شفتاها مائلتان كأنها على وشك البكاء رغم أنها حرفيا قد شبعت من البكاء حد الإرهاق وجفاف الدموع ..تسبح في حالتها الخاصة التي تقاومها بكل قوة بين حين وآخر .. رغم انهيارها كل يوم .. لكنها لن تستسلم .. هي فقط ستتألم كما لم تفعل يوما، لكن ورغم كل شيء هي متألمة .. و تشعر بأنها قريبا ستعلن هزيمتها أخيرا دون أن تجرؤ على لوم نفسها .. على الأقل هي الآن تسبح في حياتها بقوة مقاومة تيار الضعف الذي يريد أن يتغلغلها .. يجرفها معه ..


انتبه آدم من بين كل هذا أن الوضع هكذا طال بينهما هنا منذ الصباح حتي المساء .. فنهض إليها ليقول بتصميم ونفاذ صبر


= حقا يكفي هذا .. لقد تعبت، كيف يمكنك ان تسامحيني ؟. 


تطلعت أمامها بنظرات مهمومة فتنهدت وهي تستدير  تواجهه قائلة بجمود 


= هناك الكثير من اشاعات غير قابله للتصديق لكن الناس تحب الثرثرة.. انت تعطي الحكايه الخياليه التي لم اعتقد انني ساحصل عليها .. 


انتفض جسده ثم تشنج وهو يهتف بخشونة


= من فضلك لا تفسدي حياتنا


نظرت اليزابيث له بسخرية مريرة وهي تدمع عينها و أتاه صوتها تقول من بين شهقاتها صارخة


= افسدها؟؟. انظر حولك جيد يا آدم انت لقد افسدتها وانتهى الامر.. انا وصلت إلي مرحله انني بدأ يتحول شعوري تجاهك إلي كره 


ابتلع آدم ريقه الجاف قبل أن يقول في محاولة مستميتة 


= اكرهيني كما شئتٍ .. فحتى الكره شعور أيضا و في بعض الأحيان يكون أقوى من الحب نفسه شيء لا يجمع بينهما أبدأ إلا نادراً .. لكن يكفي أن الحب الذي بيننا لم يمت.


لتشهق بالبكاء العنيف دون اكتراث أو حبس لدموعها  التي تدفقت بعنف شهقة أعلى صاحت وهي تردف مرتجفة بكاءا 


= لكنه أصبح مسموماً.. من الأفضل أن ينتهي كل شيء.. لا زلت أحبك صحيح! لكنني أحب نفسي أكثر، لذلك فالوداع أصبح ضرورياً


أغمض عينيه للحظة ثم اقترب منها يمسك بيديها ليجعلها تنهض بحده وهو يصيح بانفعال بصوت فاض بة 


= اللعنة عليك اليزابيث... أخرجي من هنا أخرجي من قلبي.. لا استطيع يا اليزابيث، لا أستطيع حقا لا أستطيع... سأموت بعيدا سأموت....لماذا....اللعنة عليكي يا اليزابيث.. أكرهك بشدة لما تفعلينه بي.. يا إلهي ارحميني لقد تعبت...


أسبلت إليزابيث أهدابها تقاوم رغبة جديدة بالبكاء ثم قالت تلوح بلا معنى وارتعشت شفتاها


= توقف عن فعل ذلك.. الصراخ بوجهي لم يقنعني بالحديث معك 


اقترب آدم منها هامسا لها بصوت أجش فاض بالقلق


=عديني انكٍ إلا ترحلي وتتركيني مره ثانيه 


حل الصمت لدقائق وانتظر آدم رد فعل منها بتوجس.. حتى راها تنتفض فجأة لترحل من أمامه لكنه توقف بسرعه أمامها ليقول بصوت مخنوق 


= انتٍ جبانه 


عقدت حاجبيها بألم لقد انتعش قلبها أملا ما أن رأته يعود إليها على الرغم من أنها كانت تحاول أن تواري أملها دائما حتى لا تركض خلف وهم .. لكن أملها انتصر .. تفجرت كل ينابيعه ما أن قال لها .. نتزوج ! وبعدها رحل الي غيرها.. لكنه أخبرها بأن هذا الزواج لم يحدث بموافقته وقد انفصل عنها أيضا.. تعلم أن الأمر معقد جدا .. تعلم أنها ستمر بالعديد من الأشياء الصعبة و بالفعل عاشت على أسلوب حياته ولكن .. هل سيكون أصعب من فراقه حتى لو ستبقى زوجته لأيام قليلة فقط ويذهب بعدها لأيام طويلة بعيدا عنها ..ستتحمل هذا لأجل أن تكون معه ولو للحظات .. يكفيها أن تكون مربوطة به .. فيعود لها يوما وستظل تنتظره .. أليس هذا أفضل من اللاشئ .. أفضل من أن يبتعد دائما وأبدا .. 


أستغرب صمتها الطويل؟ ولا يعرف ما تفكر به؟ وسرعان ما آتاه ما توقعه .. نشيجها الناعم الذي حاولت منعه دون قدرتها لطالما كانت اليزابيث مختلفة بإحساسها المرهف .. تتأثر كثيرا .. ناعمة كنسمة ربيعية .. وتكمن بداخلها قوة الكبرياء كإعصار لا يقف بوجهه أحد .. لكنها تدمرت حياتها في يوم وليلة و تحولت إلى صراعات كبيرة والان تتلوي داخلها بقايا أنثي اعتادت على الألم .  


تخطت خطوات تسير لكنه أمسك ذراعها بقوه باصرار لتنظر إليه بضعف وهي تقول بتحشرج


= انا لست جبانه 


هز ادم رأسه بتحدي وألم القلب يتحالف مع ألم المخاض


= لما لا تتركيني فحسب


كانت ترتجف بغضب .. بتعب .. بإحباط .. بحزن .. بألم .. كلها مشاعر مُزجت بداخلها ولا تقوى هي عن التعبير عنهم سوى بالبكاء بعجز وقلة حيلة .. ودون أن يخفت بكائها حتى للحظة ..همست بصوت متهدج  


= انت من ترسليني خلفك دائما وحينها افقد السيطره على قلبي لاجلك، انت تملك كل السلطه يمكنك تدميري حتي 


هتف آدم بصرامة انكمشت لها حين تحدث باقتضاب


= محالة، على العكس انتٍ دائما من تملكي السلطه حتى تدمريني 


شعرت اليزابيث بغصة تخنقها في حلقها بينما تحاول تجنب المزيد من البكاء حابسة دموعها، وهتفت بحرقة مدافعة


= هل تظنني انني سادمرك في يوم؟ بعد كل ما كان بيننا.. تظن ان هذا ما اريده 


فابتسم لها أخيرا متنهدا حين وصل إلى ما يريد، زمت شفتيها قليلا قبل أن تقول ببعض الندم والتردد


= انا تعيسه، رؤيتك مجدداً بعد كل هذا الوقت ورؤيتك هكذا امامي حزين هي الدمار ذاته بالنسبه الي.. لم تعطيني فرصه ابدا ..كل هذا العذاب كان ادراك الرياح كنت قاسي جدا للغايه معي.. كل الالام التي شاهدته في حياتي لا يساوي شيئا امام جرحي منك 


ثم هزت رأسها بتوسل بأن يتركها عندما وجدت نفسها بدأت تستسلم له.. فتنهد آدم ببعض الراحة يمسح بقايا دموعها مكررا بصبر 


= وكذلك أنتٍ لقد جرحتيني عندما ذهبتي ولم تعودي وبحثت عنك كثيرا ولم اجدك 


ما عاد ليحتمل جفائها، أكثر ثم زفر آدم وهو يعود لها بنظراته لا يعجبه ذلك الهدوء الشارد منها فتكلم بحرارة


= اشتقت لكٍ إليزابيث .. حقا 


رمشت بعينيها وهي تنظر له متكتفة للحظات قبل أن ترد عليه بتشتت لكن حزين بمحاولة أخيرة واهية


= وأنا لا 


تفاجات بيد آدم تسحبها من يدها فارتطمت بصدره متأوهة! كانت متسعة العينين غضبا تمكن منها وهي ترفع وجهها له وبينما كان هو متسع العينين إثارة مشرفا عليها و هو يقترب بلهفة قاصدا شفتيها ويلف يده حول خصرها مرددا ببساطة يؤثر عليها .


= تقصدي بقولك أنكٍ تحبني كثيرًا


ممرراً اصابعه برفق فوق خديها يمسح الدموع العالقة بها قبل ان ينحنى و يطبع قبلة على خدها محيطاً وجهها بين يديه قبل ان يخفض رأسه مستولياً على شفتيها فى قبلة عميقة شغوفة لعدة لحظات قبل ان يحررها ... إبتلعت ريقها بارتباك و همست بصوت مرتجف و هى تحاول الا تتأثر بلمسات يده


=آدم.. هذا غير ممكن في الوقت الحالي


ليكمل يده وتهبط للأسفل يمررها بشغف فوق جسدها

وهمس آدم بصوت منخفض دافئ مليئ بالمشاعر و عينيه مسلطة على وجهها الخلاب بعشق 


= لماذا ملاكي .. لا يوجد وقت مناسب إلا الآن


دفن وجهه بعنقها موزعاً قبلات شغوفة ولحوحة عليه وهو يضمها اليه بقوة ... بينما ارتجفت شفتيها فى ابتسامة متوتره عندما رفع وجه موزعاً قبلات شغوفة علي بشرتها الناعمة.. لتغمض عينها بضيق من استسلامها امامة قائله دون وعي


= لا يا آدم ، ابتعد ..أخبرتك أنه غير ممكن لأنني .. آآ لأنني حامل ..! 

الفصل السابع والعشرون

____________________


دفن وجهه بعنقها موزعاً قبلات شغوفة ولحوحة عليه وهو يضمها اليه بقوة ... بينما ارتجفت شفتيها فى ابتسامة متوتره عندما رفع وجه موزعاً قبلات شغوفة علي بشرتها الناعمة.. لتغمض عينها بضيق من استسلامها امامة قائله دون وعي


= لا يا آدم ، ابتعد ..أخبرتك أنه غير ممكن لأنني .. آآ لأنني حامل ..! 


حينها تسمر مكانه وكأنه توقف الكون عن الدوران فجأة من حوله واللحظة أمامه تمر ببطء بصدمه..لكن صدمه حلو .. معذبه لقلبه ! وكيانه كله يصرخ فيه بصخب مرتفع .. هل بالفعل قالت انها حامل ! . 


توقف آدم عن الاقتراب إليها ورفع وجهه يتأكد منها لتنظر إليه بأعين دامعة سرعان ما سألها مؤكد وصوته متهدجا


= هل انتٍ حامل يا إليزابيث ؟ هل انتٍ تمزحي معي؟ 


رفعت وجهها له ناظرا بسوداوتيه بزرقها قائله بتأكيد وبعض التردد


= لا ، أنا حامل بالفعل .. في غضون شهرين تقريبًا ، علمت عندما تركتك بينما كنت في منزل عائلتي .. وهذا أحد أسباب عدم تصديقهم لي عندما أخبرتهم أن نيكولا سبب ما حدث لي؟ على الرغم من أنني أخبرتهم أنني متزوجة ، لكن لم يصدقني أحد لأن ليس لدي دليل


رغم شحوب وجهه المستمر لكن لهفته وفرحته بذلك الخبر زادت من جمالها أمام عينيه .. ابتسم ببعض الشحوب لكن ذبلت ابتسامته تلك و اختفت قبل أن يمسكها برفق وشعور الأبوة ينتفض بصدره بعنف تضخم له قلبه فارتجف .. يفغر فاهه وهو ينظر لها بعدم استيعاب لكنه شاعرا بالغضب الشديد منها 


= وماذا تنتظري حتى الآن لتخبريني بحملك؟ أم أنكٍ كنتي تخططي أن لم تخبريني بهذا الموضوع .. لا أصدقك يا إليزابيث حقا. أنتٍ تعلمي أنني كنت أنتظر هذا الخبر بفارغ الصبر ..و عندما حدث ، اخفيتٍ عني؟ 


ارتفع حاجباه بدهشة وعدم تصديق، و عينين مشتعلتين بالسخط وملامح استنكار وخدين محمرين غضبا وهو يهتف


= أتعلمي الحب ليس كل شيء حقا.. أنتٍ لم تحبيني أبدًا ، لقد أحببتي حبي لكٍ، لقد أعطيتك كل شيء وأهدرتي كل شيء بعيدًا! .. لما دائما تصري على اغضبي وان تشعريني بالذنب الدائم، عما فعلته معك رغم انكٍ متاكده كل ما حدث كان ضده رغبتي .. وكل شيء حدث اجبرت نفسي عليه حتى لا تتاذي .. وانتٍ بذلك الوقت تخططين للانفصال عني وانتٍ حامل بطفلي 


ارتفع صوتها قليلا بنبرة قوية رغم خفوتها 


= توقف عن ذلك ولا تتلاعب بالحديث معي ، حتى تكون أنت المذنب في القصة .. قلت لك إنني علمت بحملي وأنا بعيد عنك، ثم واجهت صعوبات كثيرة في حياتي عندما كنت وحدي.. تركتك وأنت متزوج من فتاه آخر؟ أهلي لم يصدقوني واشتكوا مني .. ثم تشوه وجهي! كنت في حيرة من أمري طوال الوقت .. لكنني كنت أنوي إخبارك بهذه الأخبار قريبًا


زمت إليزابيث شفتيها بغيظ منة وقد استفزها فعلا لتهتف بحدة وغضب


= ما الذي يدور في رأسك؟ ما الذي يجعلك تعتقد بأنني فعلت ذلك بقصد واردت ان اخفي خبر حملي عنك؟ هل وجدتني رحلت وتركتك قبل ان اخبرك بموضوع حملي؟ 


نظر آدم إليها بنظرات مليء بالعاطفه الجياشه، والغضب الذي برع في إخفائه حاليا قائلا بهدوء حاني


= لأنكٍ لحد الآن لا يمكنك أن تسامحيني ..لا يمكنك إنكار ذلك.


رفعت نظرات تشتعل غاضبة وهي تنفض عنها الحزن بعض الشئ 


= و انت الذي لم تتركني ؟ و على استعداد ان تترك أهلك .. عملك .. حياتك كلها هنا .. وستلحق بي .. و إلى الأبد، فهل أنت مستعد ليتنازل كلانا .. لنجتمع في مكان واحد 


زم شفتيه وقد طال صمته ولمع الإصرار في عينيه ليقول بعدها بثقة


= ان تركتك وذهبت سوف أندم على ذلك لبقية حياتي.... لذا الإجابة ستكون أجل .. الحق بكٍ و دائما وللأبد ، بالمناسبه لقد أعطيتني شيئا لم أحصل عليه قبل الليلة


رأي دموعها تتساقط من عينيها بخفوت التي لم يعرف إن كانت دموع دهشة أم فرحة أم ماذا .. ؟! لكنها هطلت من عينيها وهي لا تزال معقودة اللسان للحظات .. لحظات مرت وهما صامتان قبل أن يأتية صوتها تتسائل بارتجاف بعدم فهم


= ما هو؟ 


أغمض عينيه يزفر ما بين ارهاق وراحة وهو يقول بشوق 


= الأمل ..! 


ختم جملته الأخيرة وهو يضع يده فوق بطنها وقد تسارعت انفاسه لتغمره فرحة عارمة جعلت شفتيه تتسع بابتسامة مشرقة و هو لا يصدق بانه سيصبح لديه طفل و.. اخيراً من اليزابيث... زوجته وملاكة. 


❈-❈-❈


بعد عدة أيام حرص فيها آدم على تناول إليزابيث ثلاثة وجبات يوميا من أجل إستعادة صحتها ولم يتركها ولا لحظة قبل ان يطمئن بانها تناولت وبصحه جيده، بينما ذات يوم استيقظت اليزابيث لتجد صينية الطعام بجانبها كالعاده أحضرها آدم إليها، خفق قلبها على فعلته الحنونة تلك... ثم تناولت طعامها واخذت دوائها الذى تركه لها من ثم اتجهت الي الخزانة مخرجة ملابسها منها ثم دخلت المرحاض حتي تاخذ شور....


وبعد فترة تحركت قدميه لغرفته و الذى أصر على رجوع إليزابيث بها وهو أيضا، و ترك الغرفه السابقه، ليجد اليزابيث مريحة ظهرها على مقدمة الفراش ليبتسم من رقة منظرها و يستمر فى التربيت على يسار صدره النابض لها.. ليتحمحم و يدخل .. ليحدث تواصلا بصريا لمدة طويلة دون أى حديث و بالرغم من خلو المكان كان صاخبا بصوت نبض قلبيهما ليبتسم كلاهما و يتجه و يجلس بجانبها يحويها بأحد ذراعيه طالما أن الآخر ملكا لماس، لتضم هي نفسها إليه بلطف.. إلي الذى أوقعها فى حبه من أول لقاء.. و كانت وأصبحت نصفه الآخر !. 


اخفضت عينيها إليه بارتباك هامسة بتردد


= هل سأستيقظ كل يوم وأجد صينية الطعام بجواري على السرير .. ألم تنسي يومًا!


ابتسم آدم بخفه وهو يرفع يدها طابعاً قبلة حنونة براحتها ليهمس 


= استطيع أن أنسي نفسي.. ولكن ليس أنتِ


خفق قلبها يرتجف بشدة من حديثه لكنها اشاحت وجهها بعيداً عنه.. ليزفر آدم براحة قبل ان يستقيم واقفاً ممسكاً بذراعها يجذبها برفق منه قائلاً


=هيا انهضي وغيري ثيابك... سنذهب الى الطبيب لمتابعة حملك الآن .


كادت أن ترفض لكنها تذكرت بان يجب ان تتابع حملها مع طبيب حتى لا يحدث شيء سيء إلي طفلها... ثم اومأت برأسها بصمت...


في وقت لاحق... كانت اليزابيث مستلقية علي الفراش المعد للفحص بينما كان آدم يقف بجانب رأسها عينيه مسلطة بلهفة علي شاشة التلفاز التي سيظهر عليها شكل طفله في اى لحظة... ليمسك بيد زوجته بين يده يضغط عليها بلطف و لمفاجأته استجابت له و ضغطت على يده برفق مما جعله يبتسم باتساع... حتي اخذ الطبيب يجري فحصه عدة دقائق من ثم استدار اليهم بالنهاية وابتسم ابتسامة تملئ وجهه قائلاً


= تطلعوا الى الشاشه هنا سيظهر طفلكم عليها الآن؟ 


رفع آدم عينيه الي ما يشير الطبيب نحو شاشة العرض الصغيرة... وهي ايضا وسلطت عينيها علي الشاشة لكنها شعرت بيده التى تمسك بيدها اصبحت باردة للغاية مما جعلها تضغط عليها بحنان فرغم حزنها و غصبها منه الا انها لا تستطيع ان تراه بحالته تلك.. حيث انحبست أنفاس آدم داخل صدره فور رؤيته لصورة طفله تظهر بالشاشة الصغيرة فقد كان مجرد نقطة صغيرة لم تكن له ملامح واضحة لكنه رغم ذلك وقع صريعاً في حبه هذا الشعور من الدفئ و الحماية يغمرانه تجاهه..


انحبست انفاس آدم فى صدره حينها و تقافزت نبضات قلبه بجنون بصدره و هو لا يصدق...لا يصدق انه سيكون له طفل قريباً يشبه هو أو يشبه زوجته الفاتنة... اخفض عينيه نحوها ليجدها تتطلع اليه باعين ملتمعة بالدموع و هى تراقب سعادته، ليبادلها ابتسامة سعيدة تملئ وجهه... ثم انحنى يقبل جبينها بحنان و يده تفرك خدها فاخيرا بعد الكأبة و الألم الذين ملئوا حياتهم سياتي شيء يسعد حياتهم ويجعله مليئه بالسعاده ...


بعدها قد اخبرهم الطبيب بان صحتها جيده واعطاهم بعض التعليمات اللازمه والاهتمام الزائد وعدم الحركه الكثيره في الفتره القادمه... ثم همس آدم بصوت مختنق متردد من ردة فعل اليزابيث على ما سيقوله


= دكتور ، هل يمكنني أن أسألك عن شيء آخر؟ هل يمكنك توجيهنا إلى جراح تجميل جيد؟


رفعت اليزابيث مقلتيها ونظرت إليه بصمت وشعر آدم يتصلب جسدها بجانبه وقد شحب وجهها بشدة مما جعله يقلق عليها وتظن انه يسال لأن ينفر من وجهها، لكنه يريد ان يعالج أثر الحرق حتي تتوقف عن اخفاء وجهها منه وخجلها الدائم منة ومن الجميع... والاهم من ذلك بان يجب ان يمحي اي اثر يذكرهم بالماضي... لكن آدم تجاهل نظراتها وهو ينظر الى الطبيب باصرار ليعقد الطبيب حاجبيه بتفهم وهو ينظر الى وجه زوجته ثم أردف بجدية


= نعم أعلم، سأعطيك عنوان أحد الأطباء المتميزين في هذا الأمر .. لكن الأفضل أن تذهب أنت و زوجتك بعد ولادتها ، لأنه لعلاج تشوهات وجهها سوف تلجأ الدكتورة إلى العمليات الجراحية.. وأشياء من هذا القبيل .. لذا فالأفضل لك أن تنتظري بعد موعد الولاده.


انهي كلامه الطبيب ثم خرج من مكان الفحص عائداً الي مكتبة تاركاً الفرصة لها لكي تعدل من ملابسها... بينما ساعدها آدم علي الجلوس و وقف امامها مباشرة ليجد وجهها شاحب وعينيه محتقنة بشدة ليقول بصوت صارم وهو يتفحص حالتها كما لو كانت تتألم

بصمت


= أعلم ذلك يا دكتور ولسنا في عجلة من أمرنا لإزالة جروح وجهها ، لكننا سنذهب إلي ليخبرنا بما سنفعله لاحقًا ، ونقوم ببعض الإشاعات اللازمة لها .. لتحديد من خلالها ما هو خير لها ..


ثم اقترب منها بصمت جاذباً اياها بين ذراعيه يضمها بحنان اليه.. و غمغم آدم بصوت منخفض بعيد عن الطبيب الذى كان غافلاً عن حالتهم تلك...


= وإذا كانت زوجتي لا تريد الذهاب إلى الطبيب كما تريد ، فأنا أراها في عيني أنها أجمل امرأة.


ارتجفت شفتيها فى ابتسامة فور وهي تشعر بقلبها يكاد ينفجر من شدة حبها له بهذة اللحظة... 


❈-❈-❈


بعد مـرور يومين... 


دخل آدم إلي الغرفه ليجد اليزابيث مزالت نائمه فنحني ليقبل وجنتيها فشعر بالحنين وبالأمان الذي افتقده فهو لا يشعر في هذا البيت إلا ببرود المشاعر ، فما أن خرجت اليزابيث من حضنه فضمها إلي صدره مجدداً وقبل رأسها ثم يتركها دون ان يزعجها، فهو يشعر بها ويفهمها ولكنه لا يستطيع أن يفعل شئ فهو يحاول منذ أن عادت للعيش والبدء من جديد ولكن لم يستطع... فبحث كثيرا عن حبه بقلبها ربما ترجع له روحه الذي أفتقدها بإفتقاد حبيبته ولكنه لم يستطع ولم تسامحه، وكأنه يبحث بلا فائده أو يعثر علي أي معلومة لتبرد النيران التي تكويه وتأكل في قلبه عن ابتعادها عنه، رغم انه شرح موقفه ولما اضطر لفعل ذلك .


جلس جانبها علي مضض وهو يبتسم لها بحزن و يفكر لماذا لم تنجح العلاقه بينهما؟ لما لم تحاول هي حتي ، ولما لم تغفر له وتسامحة فهي مازالت تعيش في قوقعة معاناتها سامحة للماضي يؤثر عليها ، ولكنه ليس مستاءه منها أبدا ، بل علي العكس كان حزين كلما يري زوجته حزينه وشاردة طوال الوقت تفكر في الماضي ولا تستطيع أن تبعده عن تفكيرها ، و هو يتعذب من بعدها وجفائها.. كم كان يتمنى أن يعيشون معا كأي زوجين طبيعيين يجمع بينهم الحب والتفاهم والمودة والألفة... فكم كان يتمني أيضا أن ياتي طفلهما وينشا ويتربى على سعادتهم وحبهم الى بعض .


تنهد آدم بحسرة وهو يشعر بحريق يلتهم جوفه.. و ألم يقبض على قلبه .. و غصة تملئ حلقه .. فحبيبته الصغيرة تتجنبه تماما .. ليس تجاهلا منها له ولكن تتجنبه ألما منه واﻷسوء عدم ثقتها بة.. لا يخفى عليه ضعفها و كأن الخذلان يسيطر عليها الذي ألقى بها يوماً بزواجه بغيرها، فقد استهلك كل طاقتها و أطفأت حيويتها و أظهرت الدموع بعينيها و أحزنت قلبها فلم تعد رمزا للحياة كما عهدها ..لملاقاتها بالصدفه باي وقت يجدها بذلك المظهر، فانقبض قلبه من مشيتها البطيئة المنكسرة وعيناها التى لا تفارق الأرض و انحناء كتيفيها الواضح.. وذلك الانكسار يشك ان ربما بسبب ملامح وجهها التي افقدتها الثقه تماماً بنفسها، لذلك اقترح عليها بان تذهب الى طبيب جراح لاجلها.. وليس لاجله.. 


لم يتصور فى أسوء أحلامه أن يجعلها تخجل منه بهذا الشكل الذى أمات له قلبه و جعله يجلد نفسه بسياط الندم الذى أصبح مؤخرا يتغذى على روحه .. فان لم يتركها تذهب بذلك اليوم لما حدث لها ذلك؟ لذا أصبح هو من بتجنبها فليس له طاقة لمواجهة ما رسمته أفعاله على ملامح وجهها و جسدها و روحها فاحوال اليزابيث أصبحت يابسة متحطمة.. وليس هذا ما يريده ؟ أن تكون ليس سعيده ؟ الم قلبه يتقطع ألما ؟ و تحترق روحه؟ وأحيانا تتشكل غلالة رقيقة من الدموع تغشى عينيه.. لكنه قد أقسم على نفسه أن يكون حبه لها مؤنسها الوحيد فى وحدتها .


فهو لديه أمل يوماً.. تشرق شمس اﻷمل على نافذة قلوبهم وتضيئ اركان الحزن المعتمه فيه ..! يوما ما سيتحقق الحلم.. وينفرج الهم .. وتبتسم اﻷماني... ستشرق شمس الأَمل على حياتهم، وسينهار الجبل الجليدي الذي كان يحجب عنهم أَحلامهم المكدسة على قوائم الانتظار .. عندها سيحلق في سماء الواقع بكل ثقة .. فلم يتخيل آدم أن سبب بعدها عنة هو خوفها من أن يرى تشوهات وجهها وينفر منها... فى حين أنها لا تعلم أنه كل هذا يتقبله .. وكأن الرب أرسله تعويضا لها يطيبا لجروحها..


استيقظت اليزابيث أخيرا لتفتح عينيها باستغراب عندما وجدت آدم يجلس بجانبها بملامح حزينه ويفكر بشئ... اعتدلت في جلستها لتجذب انتباهه ناظرا إليها ابتسم آدم ابتسامة جانبية ثم قال 


= الم تسألي عن المحل منذ أن جئتي؟ على الرغم من أنكٍ تعلمي أنني لا أستطيع إدارة العمل بدونك ولا يمكنني العثور على صنع الحلويات


كتفت إليزابيث ذراعيها لتقول مترددة وبصوت متحشرج من آثار النوم


= ماذا تقصد؟ ماذا فعلت في المتجر؟


ازدادت تقطيبه آدم وهو يقول عابسا


= بالطبع أغلقته إليزابيث، كيف يمكنني إدارة المحل بمفردي وأنا لا أجد صنع الحلويات ولا أعرف أي شيء يمكنني تقديمه كبديل .. لذا تم اغلقة حتى تتحسن صحتك وتعودي إلى العمل مرة أخرى ..


هتفت اليزابيث معترضة بصوتٍ مثقل بالقهر


=كان يجب أن تجد أي حل بخلاف إغلاق المتجر. كان المتجر لا يزال يعمل في البداية ، وكان جيدًا ، وبدأ بعض الزبائن في القدوم إلينا.


أجلى آدم صوته هنا متنحنحا بخشونة ثم قال


= أعرف ذلك ولكن كيف ساتعامل مع الموقف .. عندما كنت وحدي ولم أجد ما أفعله ، وحتى الفتاة التي تم توظيفها مؤخرًا لم تكن تعلم أي شيء أيضًا .. وبما أنكٍ حامل ، صعب تعودي إلى العمل في الوقت الحالي ، أليس كذلك؟ 


رفعت إليزابيث وجهها له وقد بدا ذهنها مشغول بشيء لا علاقة له بما يقوله.. تحرك حلقها بارتباك قبل أن تقول بصوتٍ أجش


= آمل أنك تعلم أن عودتنا لا تعني بأنني سامحتك على الألم الذي جعلتني أمر به، لقد سببت لي جرحا عميقا سيأخذ وقتا طويلا كي يشفى.. لا أزال أخذ حذري بالثقة بك مجددا وفتح قلبي لك بالكامل فما زال جرحي يؤلمني.. لذا أتمنى أن تكون صبورا وتتقبل هذا الأمر.. سيكون صعبا بادئ الأمر إلا أنني متأكدة أننا ، من هذه المرحلة .. ستمر


تحدثت بجدية ليستقيم آدم ويقابلها بملامح مشابهة يستمع لكلامها بإهتمام ليهز رأسه موافقا فورا كا أكملت... ثم أرخي آدم أجفانه يقول بخفوت مختلج


= أعي ذلك جيدا يا اليزابيث وأدرك أن خطأي لا يغتفر بتلك السهولة لكنني أقدر منحك لي فرصة للتكفير عنها.. وسأعمل جاهدا لنيل ثقتك مرة آخرى.. أعدك أنني لن أخذلك مجدداً و لن أتخلى عنك


تسارعت خفقات قلبها واحتدت عيناها لكن لم تنزعج ملامحها ولا مستاءه من حديثه، أغمض آدم عينيه يأخذ نفسا عميقا قبل أن يفتحهما ويقول بنبرة حرص بجهد ألا تبدو صدامية لها بينما زمّ شفتيه بندم


= اليزابيث بمناسبة الحديث الذي قلته عند الطبيب واننا بحاجة الى جراح تجميل .. كنت اتحدث لأجلك فقط وانا لا اجد اي مشكلة بالنسبة لي بمظهرك امامي هكذا .. لكن انا اعلم أنكٍ تعاني من ذلك ، وكلما نظرت في المرآة لتري وجهك ، ستتذكري كل ما حدث بعد ذلك. وكل ما أريده هو محو أي ذكرى سيئة تذكرك بالماضي .. فلم يحدث إلا بموافقتك! وإذا كنتي لا تريدي ذلك ، فلا توجد مشكلة.


ظل آدم ينظر في عيني إليزابيث للحظات طويلة بصمت يتمعن في الثبات والصلابة المتوهجة من حدقتيه.. ثم قالت هي أخيرا بآخر شيء توقع آدم أن يسمعه منها


= وأنا موافقة يا آدم 


فتح آدم فمه ينوي الاعتراض على رفض إليزابيث أن تخضع لعمليه جراحيه لتشوهات وجهها بعد والدتها، قبل أن يرتفع حاجباه متسائلا بدهشة يكاد لا يصدق ما سمعه


= هل أنتٍ موافقه حقا يا اليزابيث؟ 


أومأت اليزابيث بإيجاب وملامحها لا تظهر إلا الجدية.. فسارع آدم مبتسماً بسعادة غامرة وهو يحضنها بشدة بعدم تصديق بانها وافقت على الفور دون تعقبات بالاول ، فالحقيقة هي أنها سبق ووافقت بينها وبين نفسها على ان يجب ان تزيل تلك الجروح قبل ان يكبر طفلها ويرى وجهها ويشعر بالاشمئزاز منها وكانت تنوي اليوم أن تفاتحه في الموضوع بعد أن لامست خطورة ما قد سيحدث بعد ذلك أن ظلت محتفظة بتلك التشوهات .. فيجب ان تمحي الماضي بالفعل لأجل المستقبل .


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين... كان آدم يحدق في إليزابيث باهتمام. بدت و كأنها كانت غارقة في أفكارها. لقد انتهى بالفعل من تناول طعامه ، لكن إليزابيث لم تتناول نصف ما يوجد في طبقها، ليسالها لتخرج من ذكرياتها عندما سمعت صوته يقول بخشونة


= بماذا تفكرين؟ 


ضيقت إليزابيث عينيها للحظات قبل أن تهتف مستنكرة


= ماذا؟ هل قلت شيئا؟'.


عقد آدم حاجبيه باستغراب متسائلا باهتمام


= سالتك ، ما الذي تفكر فيه الآن ؟ لقد كنتٍ غارقة في تفكيرك منذ فترة طويلة، لقد انتهيت بالفعل من طبقي و أنتٍ لم تنتهي بعد لأنكٍ تأكلين ببطء بينما تسرحي في أفكارك الآن ، أنا أشعر بالفضول حول ما كنتٍ

تفكرين به 


أخذت كوبا من الماء و شربته بينما خديها تلونا باللون الاحمر و هي تتذكر فيما كانت تفكر فية؟ وهو! ماذا ستصبح علاقتهم مع بعض واذا كانت ستستمر أم ستتركه؟ لكن هل تستطيع ان تتركه، واصلت أكل بقية طعامها و احمرت بحرج بينما تعابير آدم لم تتغير .. فزمت شفتيها تهز رأسها يأسا قبل ان تتحدث بصوت أجش خافت


= اذا انتهيت من طعامك؟ لماذا لا تذهب إلى غرفة المعيشة و تشاهد التلفاز؟ لقد انتهيت بالفعل من تناول الطعام ، أليس كذلك؟ 


رفع آدم حاجبه يرد متفكها


= كلا. لا أريد مشاهدة التلفاز أريد أن أبقى في

مكاني لأن هذا ما أريده.. ان انظر اليكٍ واراقبك ..هل كنتي تفكري بي و بحبك لي اليس كذلك؟ 


أبرزت شفتها السفلى و هي تنظر له دون قول كلمة واحدة. أرادت أن تقول بأنها لم تعد تحبه و لكن الكلمات كانت صعبة.. رمشت بعينيها تقول بتهرب بينما نهضت اليزابيث 


= وماذا لديك حتى أنني أحبك كثيرا؟


نهض مثلها ولمعت عيناه وهو ينظر إليها بأمل هامساً بصوت دافئ مليئ بالمشاعر


= هل حقا انتٍ بحاجة الى سبب؟ يقول الناس أن سبب يوجد لنقع في حب شخص ما. يقع الناس في الحب عندما يحين الوقت المناسب و لا حاجة لمزيد من التوضيح حول هذا الموضوع. حتى أنا ملاكي. لا أستطيع أن أشرح لماذا أحبك كثيراً. قل لي الحقيقة ، هل وضعتي تعويذة لي لهذا السبب انا مجنون

بكٍ؟


مطت شفتيها تتصنع الامتعاض بينما هي في الحقيقة تحاول لملمة ابتسامة تجاهد لتخرج من تلك الدوامه التي داخلها.. واستمر صمتهما للحظات قبل أن تقول بتنهيدة


= تتحدث حقا! ربما كنت الشخص الذي ألقى تعويذة هو انت وليس انا.. لأنه على الرغم من أنني حاولت جاهدة نسيانك كثيرا ، لم أتمكن من فعل ذلك لأنني دائما ما رأيت وجهك أينما ذهبت


ثم زفرت باختناق و غمغمت له بحزن مكتوم


= أنا لا أعلم ما الشيء الذي حصل اوصلنا الى هنا؟ و لا أعلم ما قمت به عند غيابي، و لكن الشيء الوحيد الذي أعلمه و متأكدة منه هو أنني أحبك من قبل و الآن و دائما. انظر لا قوة لي غير الوقوع في حبك دائما و أبدا. هل تعلم كم كان من الصعب علي المضي قدما بعد جرحك لي؟ لقد انزعجت حقا من قولك الترهات حول رحيلي وحملي وإني لا أحبك و لا أريدك... و لكن للان لا أعلم السبب الحقيقي وراء انجذابي الشديد نحوك غيري انني احبك .


كان سعيد جدآ بحديثها.. سعيد الى اعلى درجات بحياته.. بينما نظرت له بغضب وقد امتلئت عينيها بالدموع و تمتمت له بائسة بمرارة 


= لا تتجرأ على أن تجعلني السبب بما حصل آدم مره ثانيه.. لا تحاول لأنك أنت من اخطئت بحقنا. إنه خطأك، انت من كسرتنا، انت من كسرتني .. لكني أختار البقاء على الرغم من أن ذلك مؤلم.. تعلم ما هو الشيء الذي يؤلمك حتى تشعر بالمي؟ هو ان اذهب الى غيرك امام عيناك لتعرف ذلك الشعور بالخذلان الحقيقي 


اقترب يأخذها بين أحضانه يربت علي ظهرها ثم أبعدها عن صدره ممرراً اصابعه برفق فوق خدييها يمسح الدموع العالقة بها قبل ان ينحنى و يطبع قبلة على خدها محيطاً وجهها بين يديه ثم امسك بيدها رافعاً اياها الى شفتيه طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يغمغم قائلاً بحدة


= أنا آسف لكن هذا لن يحدث أبدأ لأنني لن أسمح لكٍ بالرحيل أبدأ إلي رجل آخر، سوف يتجمد الجحيم و لكنني لن أسمح أبدأ أن تتركيني وتذهبي الى غيري! و أن يلمسك أو يمتلك شخص غيري.. لأنك عمري و ملاكي.


قال ذلك بامتلاك جعل قلبها ينبض كالطبل حسنا! لم تستطع إلا أن تشعر بالدوار بسبب ما قاله للتو انه حقا غيور... ثم انحني ناحية شفتاها يقبلها بهدوء ، ارتجف جسدها وهو ثبتها جيداً وقرب شفتيه يلعق شفتاها بقوة ويمتص شفلتيها بهدوء مميت ، بينما يداه تشابك أصابعها المتشنجة ، انحني ثانية يقبلها هذه المره بعمق وهي تعقد حاجبيها بخفوت صامتة ولم تبادلة وتحاول عدم البكاء... فصل القبلة بهدوء ناظراً لها.. فقالت بتحشرج


= أبتعد آدم من فضلك


سحب نفسا قبل أن يطلب بعبث رغم ملامح وجهه الجادة


= لماذا يا اليزابيث؟ ألا تحسين بأي شيء اتجاهي الآن؟ ألا تحبيني بعد الآن؟


حاولت أن تظهر بأنها لا تحس بشيء تجاهه، حاولت الظهور بمظهر القوية. و لكن صوتها خذلها. اللعنة على هذا تفاجأت عندما ترك وجهها و مرر يده على وجهه يهدأ من نفسه هامس بصوت مثير


= اليزابيث.. إن مبادلتك لي تجعلني أحس بأنكٍ لا تزالين تحبينني..لا أريد أن أفكر بأنه حقيقي. أخبريني هل ما أفكر به صحيح؟ هل لا تزالين تحبيني؟ هل تحبيني؟


صمتت قليلاً بتوتر شديد لتهز رأسها بالايجابي وهو ابتسم لها ابتسامة أوسع حنونة وهو يميل خاطفا قبلة عميقة وهو يلصقها به بينما هي تتنهد داخلها بإستسلام حلو... لكن قبل ان يتمادى أكثر... استمع الى صوت هاتفه يرن ليبتعد عنها باسف هو يجيب على زين الذي أجاب بصوت جامد


= لقد وجدت ارديان؟ هل ستاتي ! 


ضيقت آدم عينيه وكاد الشرر يتطاير منهما وهو يقول بغضب تحذيري


= بالتاكيد انا قادم انتظرني.. واياك ان تفعل شيء من دون ان اتي .. لم اتاخر خلال دقائق ساكون امامك لا تنسى ان ترسل العنوان الآن لي .


أغلق آدم الهاتف بينما تبادلت النظر له للحظات بتوجس تسألة بقلق بالغ


= ما الذي حدث، الى اين ستذهب ؟. 


لكنة لم ينظر اليها او يتحدث بلا التفت ليرحل بخطوات سريعه وفجأة، عصف آدم خارج المنزل وفي عينيه ظلمة مخيفة، مرعبة مما قد يحدث، ولم تراه إليزابيث وهو يخرج من جيبة مسدس أسود يتاكد من الرصاص داخله بالكامل، ثم صعد سيارته وهو يضغط ليسير بغل دفين... بينما هزت اليزابيث رأسها بخوف وهي تتابع رحيله من النافذة وقد ازدادت ملامحها تجهما ..!! 


❈-❈-❈


بالخارج أمام المنزل، استمع أدريان طرقات أعلي باب المنزل لينهض حتى يفتح الباب حيث كان بمفرده تلك الليله، وعندما فتح الباب تطلع فيهم بعدم مبالاة ليري آدم ينظر له بجمود كبير ، عقد حاجبيه باستغراب متسائلا بخشونة


= من انتم ؟؟. وماذا تريدون .


تطلع آدم فيه بجسد متشدد بالغضب و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية أفكاره وهو يتخيل هذا الحقير كيف شوه وجه اليزابيث بينما عينيه الثائرة بالغضب تدور حوله وهو يضغط علي قبضه يده بقوة بينما الاخر لم يفهم ماذا يريد منه ومن هو؟ لينظر آدم بغضب إلي زين وهو يقول بتحذير


= زين انتظرني بالخارج واياك ان تاتي هنا الا عندما اتي انا بالاول .


ثم اتجه آدم نحوه بخطوات مندفعة غاضبة جاذباً اياه نحوه بقسوة ليشعر أدريان بقلق حينها منه، ليسحب مسدسة من أعلي خصره ويرفعة نحو آدم لكن قبل أن يطلق عليه كأن ادم يلكمة بقوة علي وجهه ليتراجع ادريان للخلف وهو يتألم وسقط منة المسدس بالارض ليرفع آدم قبضة يده علي وجهه مره ثانيه ويلكمه بقوة كبيرة...ليتأوه ارديان من الوجع...ولكنه لم ينتهي بعد... ليرفع رأسه ليصدم بأنفه بسرعه عده مرات، ليلتف وجهه من قوة الضربه لينزف فمة.. ليقول أرديان بخوف كبير وهو يتألم بقوه


= من انت وماذا تريد مني ؟ آآه اتـــركـني وإلا..


ولكن قبل ان يكمل جملته ليسقط مرتطماً بالارض بقسوة و هو يصرخ بخوف ليحاول بتعثر النهوض عندما اندفع بجسده الآخر له .. و لم يسمح له آدم بالنهوض حيث باغته و سدد له ركلة بقدمه وجهه ليسقط مرة اخرى علي الارض وهو يصرخ متألماً ممسكاً بمناخره الذى أخذ ينزف بشدة وانحنى عليه آدم يقبع فوق كالوحش الكاسر هاتفاً بشراسة


=اخرس ايها الحيوان.. هل تريد ان تعرف من انا ؟ انا الذي ساقوم بتقطيع جسدك الى قطع صغيره والقي بها الى الكلاب الضاله 


تراجع أدريان للخلف بقلق منه و قد التوت احشاءه بداخله من شدة الخوف ، ليكمل مزمجراً بوحشية و هو يسدد له لكمات متفرقة غاضبة و التى كادت ان تحطم وجهه حرفيآ


= اليزابيث هل تتذكرها؟ وتتذكر ما الذي فعلته معها وكيف شوهت وجهها.. هل تذكرت يا لعين ؟ يبدو أنك بحاجة إلى بعض التأديب واعاده تأهيل افكارك... لتتعلم كيف تعامل النساء باحترام ولا تغصب احدهم على شيء لا تريد .. يا عديم الرجوله .


بينما زين كان مزال يقف في الخلف، ولا يعرف ماذا يفعل؟ يتقدم ويبعدة عنه حتى لا يضيع مستقبله أم يتركه؟ إنما هو على يقين تام ان تقدم ليبعد آدم عنه لم يستمع له... 


ليرجع أدريان رأسه النازف الى الخلف و هو يلهث بقوة محاولاً التقاط انفاسه المختنقة لكنه اطلق صرخة مدوية عندما قبض آدم على ذراعه و قام بلويه بقسوة حتى دوى صوت كسر عظامه... لينهض غير متأثراً بصراخة المتألم ليدوس بقدمه على مفصل ساقه يضغط عليه بكامل قوته


= هذا مجرد عقاب بسيط لك على ما فعلته مع إليزابيث.. لكن اقسم بمن احل القسم في المره الثانيه اذا حاولت الاقتراب منها أو تاذيها .. لم اكتفي بتعذيبك حي فقط.. بل ستجد راسك يتدحرج بالأرض بين قدمك


أغمض أرديان عينيه بتعب شديد وهو ياخذ أنفاسه بصعوبة شديدة بينما انتفض آدم جاذباً اياه من ياقة قميصه بعنف لاكماً اياه بقوة مره اخرى و هو يصرخ به بشراسة جعلت الدماء تجف بعروق أدريان الذى كان ملقياً على الارض


= لم اسمع صوتك.. اجيب ايها العاهر السافل 


ليتجه زين بسرعه إليه وهو يبعده عنها...فقد كان يعلم كيف يكون عندما يكون غاضباً ، فمن الممكن يرتكب جريمة دون حتى ان يشعر... ليقول زين بسرعه بقلق شديد


= آدم توقف يكفي لقد ضربتة بقوة انتهي آدم انتهي.. فكر في زوجتك وطفلك القادم .


ضغط آدم علي يده يتمالك نفسه بصعوبه وهو يفكر في حديثه فهو محق ليس لهم غيرة الان... لذا ابتعد عنه وهو يتنفس الصعداء بانتظام قبل ان ينظر له باشمئزاز، ليلتف مغادراً وتنهد زين براحه ليتقدم ليرحل معة... بينما فتح ارديان عينه علي الفور وقد ظهرت ابتسامته الخبيثة و انحنى ببطئ وهو يتألم بقوه و جذب سلاحه من جانبه وعينه تلتمع بها قسوة ليرفع السلاح يزمجر بوحشية يريد ان يصوب تجاه ادم الذي كان يعطيه ظهره ولم يراه... بينما الآخر كأن يحاول التصويب بسلاحه !. 


ليتوقفوا فجاءه كلا من آدم وزين وهم يشاهدون بالخارج على عتبه الباب يقفون بعض الاشخاص من رجال ونساء سكان بالمنطقه هنا.. يتمنعون بجسد ارديان بأعين متسعة لا تبشر بالخير مطلقاً... للحظه شعر زين بالخوف الشديد منهم معتقد انهم يقفون هنا حتى ينتقموا منهم عما فعلوا به ارديان! وادم كان ينظر لهم جامد . 


قبل ان يسرعون بالركض الي داخل المنزل ويحل علي ملامحهم مكانها تعبير شرس قاتل علي وجه كلا منهم.... أنزل أرديان سلاحه بقلق وهو ينتقل بين هؤلاء الأشخاص باضطراب و توجس


فكان كل منهم يريد ينتقم منه وكان ينتظر اللحظة المناسبة ليثأر منه .. بسبب أفعاله الشنيعة معهم بوحشية كما كان يتنمر عليهم ... ويعاملهم بأسوأ الطرق التي يمكن تخيلها.. فلما وجدوه أمامهم بهذا الضعف لم يتردد أحد منهم في أخذ حقه!


دب الفزع في ارديان فور أن رأي بعض سكان المنطقه يقتربون منه بهذه الطريقة... ليصرخ وهو يحاول النهوض بكامل قوته وعندما فشل رفع سلاحه بوجههم بخوف شديد وهو لا يعرف على من يبدأ التصويب من كثرهم، وهذا جعل بعض الرجال والنساء يركضون يجذبوا اياه بعنف شديد ، ليجر هو جسده بعيد عنهم.. لكن كانوا يمسكوا بي بقوة.. لتتعالى صرخات ارديان بسبب الألم الذي كان يمزق جسده بسبب ضرب آدم سابقآ و اخذ يصرخ محاولة الاستنجاد ، حيث اقترب كلا منهم بغل وحقد نحوه ثم بدئوا ينهالوا عليه بالضرب و السب بينما صرخاته تشق الاذان... 


تجاهل ادم صرخات أدريان الباكية او توسله، حيث استمر بعض الأشخاص بالداخل بضربة بينما كان أدريان يبكى و يعض الارض من شدة الالم الذى كان يعصف بة... ليقف آدم بالخارج لحظات متأملاً معاناته تلك باعين تلتمع بالرضا قبل ان يصعد سيارته وذهب معه زيـن... 


❈-❈-❈


في منتصف الليل عاد آدم اخيرا إلي منزله وهو شاعراً بالتعب الشديد لكنه فور ان أقترب الي المنزل رأى إليزابيث جالسة على احدى درجات الدرج أمام المنزل وقد غلبها النوم و وجهها يملأ الخوف والارتعاب يظهران عليها بوضوح.. فمن الواضح انها كانت تنتظر إياه هنا منذ ان رحل!! شعر بالشفقه عليها واتجه نحوها بهدوء ثم انحنى حاملاً جسدها المرتجف من البرد بين ذراعيه بصمت، لكنها انتفضت بفزع ولهفه عندما استيقظت لتقول بصوت مرتجف


= آدم اخيرا عد... انتظرتك كثيراً .


لم يتحدث لكنها قامت باحاطة عنقه بذراعيها دافنة وجهها بكتفه وهو صعد بها الي الغرفه مباشرة وضعها برفق فوق الفراش و ما ان حاول الابتعاد امسكت بيده رافضة تركه، هامسة بصوت منخفض يملئه الخوف 


= أين كنت كل هذا الوقت يا آدم .. ارجوك ارح قلبي من الذي اتصل بك جعلك تركض مثل المجنون دون ان تجيب عليه.. ولم تاتي الا منتصف الليل، ما الذي فعلته يا آدم ؟ 


استلقى آدم بجانبها بصمت على الفراش لتسرع هى بالاندساس بين ذراعيه مشددة من احتضانها له..دافنة وجهها بعنقه مستنشق.. ثم مرر آدم يده فوق ظهرها محاولاً تهدئتها قبل ان يرفع برفق رأسها المدفون بعنقه مرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها يمسح برفق وجهها بنعومة وهو ينظر بعمق بعينيها قائلاً بصوت جعلة هادئ قدر المستطاع حتى لا تشك به 


= لا تخافي إليزابيث ، لم يحدث شيء خطير ... كل ما في الأمر هو أن زين اتصل بي حينها عندما شعرت والدته بالتعب فجأة ولم يجد أحدًا بجانبه .. لذلك اتصل بي حتى أتمكن من القدوم إليه والبقاء إلى جانبه ، ودعمه في وضع سيء كذلك.


ابتلعت ريقها بصعوبة وارتباك لتقول بعدم تصديق 


= آدم، انت لا تكذب علي صحيح... لم تفعل شيء تجعلنا نندم عليه بعد ذلك .


فقط ابتسامه بسيطة صدرت منه يطمنها جعل قلبها يقرع كالطبول كيف يمكن لقلبها أن يظل وفيا له، بينما عقلها يصرخ للابتعاد عنه .. هي كانت لا تزال تواجه صعوبة في مواجهة مشاعرها باتجاهه، لا تريد الاستسلام لشيء. كانت لا تزال تواجه صعوبة في أن تثق به من جديد، و لكن كيف يمكنها أن لا تقع بحبه من جدید و هو يقوم بكل هذا؟ أحست و كأن إرادتها تغادر جسدها ببطئ، و هذا ما جعلها مشوشة جدا. اعترفت أم لا، هي سعيدة جدا بسبب هذا الاهتمام من طرف آدم، كانت تحس بتأثيره عليها و هذا يجعلها سعيدة جدا، هل من السيء أن تحس بالخوف؟ هي تريد قبوله من جديد، تريد أن تعيده لحياتها و لكنه الخوف. الخوف من أن يعيد الزمن ما حصل بالماضي.


شعرت بالبهجة عندما دفعها فجأة إلى الاستلقاء على ظهرها على السرير و هو يحوم بجسده نحوها ؟ لكن مهلا، فقد يجب ان ينتظر قلبها لحظة! ولا تشعر على هذا النحو الان بهذه السرعة، لأنها قد تشعر بالحرج وخيبة الأمل إذا كان يشير قلبها إلى أن تعود مرة أخرى لا تفترض هذه الأشياء! كانت تحدث نفسها و هي شاردة... 


بينما اخد آدم كفاه الكبيرتان وحاوط خدود إليزابيث ثم وضع شفتاه على شفتيها بسكينة دون ان يقبلها فقط يستشعر بشفتيها، و عادت اليزابيث برأسها الى الخلف وهمست محرجة


= ماذا تفعل؟


ابعد شعرها المتناثر فوق وجهها الي خلف اذنها مغمغماً بصوت اجش


= أحيا من جديد


صمتت هي خجلا ليضيف آدم و هو يلف ذراعه حول خصرها يقربها منه برفق


= هل تمانعي اذا اقتربت منك الآن ؟ 


توترت إليزابيث كثيرا ثم هزت رأسها هامسة بارتباك


= ها لا اعلم ..


أقترب يقبلها آدم المخدرة ،و أخذ شفتاها العلية وامتصها بشوق يليها شفى السفلية بتأني ورقة.. حتي فصل القبلة ليقول متأملا وميض عيناها داكن


= قولی نعم.. قولي انكٍ تروديني مثل ما أريدك ! 


شعر بجسدها يرتجف بقوه بين ذراعيه تأثراً بكلامه هذا، مما جعله ينحني عليها يقبل وجهها بشغف موزعاً قبلات متفرقة فوقه حتي وصل الي شفتيها ليقبلها بيأس و حاجة مشدداً من احتضانه لها بينما بدالته هي قبلته تلك بشغف... بعد عدة لحظات ابتعد ببطئ عنها بأنفس لاهثه تاركاً لها المجال للتنفس بينما همس بجدية


= إليزابيث تعلمي انني لم اغصبك على شيء لا ترتدي .. هل تريديني أبتعد واتوقف عن فعل ذلك الآن؟ تحدثي ابتعد عنك الآن !! 


اومأت برأسها بالرفض بينما ارتسمت ابتسامة مرتجفة على شفتيها مما جعله يلتقط نفساً طويلاً قبل ان يضغط بشفتيه علي شفتيها يقبلها بلهفة و يده تمر ببطئ على عنقها يجذبها اقرب اليه بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد مر وقت طويل منذ ان لمسها بهذا الشكل... دفعته برفق فى صدره فاصلة قبلتهم عندما احتاجت الى الهواء لكنها شهقت عندما رأت الرغبة العاصفة التى اظلمت بها عينيه لكنه كتم شهقتها تلك بشفتيه يقبلها مرة اخرى بينما يضمها اليه اكثر.... وهمس بصوت اجش مرتجف و هو يتلمس شفتيها المنتفخة بانامله


= اتشتاقي إلي ؟


رفعت نظراتها له متنهدة بينما تغرق اكثر بسحر عينه 

لتبتلع ريقها متوجسة وهي تردف باستسلام


= دائماً ! 


تنهد آدم براحة و هو يسرع يأخذها بين ذراعيه اليه و يغرقان بنيران شغفهم ببعضهم البعض... حيث كان يفتقد إليزابيث زوجته بشده مر بمراحل صعبه وصفها بمراحله جوع حنين واشتياق...


بعد مـرور وقت طويل... مال نحوها و شفتيه تلمس شفتيها يقبلها بلطف بينما يده تمر ببطئ فوق بطنها فقد اصبحت تلك حركته المعتادة كلما كان بالقرب منها كما لو كان ادمنها فصل شفتيهم هامساً باعين تلتمع بالعشق و الشغف


= هل فكرتي في اسم طفلنا ماذا سيكون؟ صحيح ماذا تريدي فتاه ام صبي ! 


تشبثت إليزابيث بالشرشف جاذبة اياه حولها وهى تهمس بتلعثم و خجل


= لا أعلم؟ فكل شيء يحدث جديد علي وهذا الشعور غريب .. لكني سعيده، لأنني سأصبح أم ومسؤوله عن طفل خاص بي وحدي؟ ليس سيكون هناك فارق إذا كنت سأحصل على فتاة أو ولد؟ هل لديك مشكلة في ذلك.


تنهد قائلاً و هو يطبع قبلة على مقدمة انفها


= بالطبع لا .. لكن إذا كانت فتاة ، سأسميها على اسم والدتي "ليلي" ، وإذا كان فتى ، فانتٍ من ستسميه ؟ ما رأيك في هذه الفكرة؟


ابتسمت اليزابيث بابتسامة عريضة فقد اعجبتها الفكره ، لتفكر اذا كان صبي بالفعل ماذا ستسميه هي؟ ولم يستغرق معها الوقت طويلاً حتى حسمت أمرها قائله بخفوت وعيناها تلتمع بابتسامه حلوه


= إذا كان المولود صبياً فسوف أسميه .. موسى على اسم أبي!


❈-❈-❈


في اليوم التالي، بالصباح استمع آدم الى صوت طرقات على باب منزله بذلك الوقت الباكر ، بينما هبط على الدرج ليفتح الباب ليتفاجئ بشخص لا يعرفه؟ لكنه ظل يتفحص اياه بعينه بتراقب عده لحظات قبل ان يتساءل بصوت غليظ


= هل أنت السيد ادم نيشان


قطب آدم حاجبيه باستغراب قائلا بقلق وهو يهز راسه بالايجاب 


= نعم انا ماذا تريد ؟


تنهد الرجل بضيق شديد وقال بصوت أجش


= اخيرا وجدتك. لقد بحثت عنك كثيرًا .. في كل مرة ذهبت فيها إلى مكان أسأل عنك ، وجدت أنك قد رحلت .. من الواضح أنك ليس لديك أي أخبار عن سجن والدك بتهمة قتل السيدة لارا زوجتك السابقة ، وشقيقها انطون !.


تخشب جسد آدم من الصدمه للحظات صامت بملامح مشدوده.. حتي هتف بهدوء يعاكس الانكسار الذى يتصدع بداخله بينما الألم مرتسم بوضوح بعينيه


= يا إلهي ماذا تقول؟ كيف ومتى حدث ذلك؟


ليتحدث ذلك الشخص مغمغماً بصرامة


= تم إرسالي من قبل ضابط من قسم الشرطة..وحدث هذا قبل حوالي أسبوعين نتيجة اشتباك بينهما. لا أحد يعرف ما حدث بالضبط ، لكنه أثر على مقتل السيده لارا و أخيها أنطون.. التحقيقات ما زالت جارية ، لكن بصراحة ، وضع والدتك صعب للغاية .. لا أعتقد أنه سيخرج من السجن


اغمض آدم عينيه بقوة معتصراً قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في مشاعره لكنه فتح عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه عندما أكمل الآخر حديثه قائلا بخشونة و جدية


= لدي أخبار سيئة أخرى لك؟ بعد سجن والدك ، ستمنع من تولي حكم العمودية بعده ، كما تمت مصادرة أمواله لأنه تبين من التحقيقات أنها جاءت بوسائل غير مشروعة ، وأن والدك كان يفعل الكثير. من العمل المشبوه في الخفاء هو و الوزير انطون.


ابتسم آدم بسخرية مريرة علي نهاية نيشان كان طول الوقت يريد ان يحافظ على هذه العموديه وبالنهايه هو الذي اضاعها، أجاب و هو يبتلع الغصة التي تشكلت بحلقه حتي لا ينهار جدار القوة الذى يظهره امامه، مرادفا بصوت مرتجف ملئ بالألم


= في جميع الأحوال ، لم تكون العموديه أبداً ملكي أو مال السيد نيشان ، ولست وريثه الشرعي ... لأنني ابنه بالتبني ولست الإبن الحقيقي؟


اتسعت الرجل عينا بصدمه بينما هتف بتفاجئ


= حسنًا ، لكن يجب أن تأتي إلى القسم خلال هذه الأيام، لا تقلق ستذهب في نفس اليوم .. اتضح من تحقيقات النيابة أننا لم نجد أي علاقة لك بعمل والدك أو أقصد والدك الروحي .. لكن هذا مجرد إجراء روتيني ، لا شيء آخر.


هز رأسه باقتضاب و عينيه تشع بينهم اضطراب و توجس... بينما ظل آدم يشاهد رحيل ذلك الرجل بصدمة وصدي كلماته تتردد بإذنه بعدم استيعاب، فقد ماتت لارا وآخيها و بقى نيشان بالسجن... كارثه كبيره حدثت في غمضه عين.. لكنه لا ينكر انه لم يشعر بالعطف نحو نيشان بل علي العكس تماماً كان داخلة شعور اخر لا يعرف وصفه... لكن لم يشعر بالشماتة مطلقاً تجاه أي منهم....


أغلق الباب وعندما التفت وجد إليزابيث كانت تقف وهي تطلع له بنظرات مليئه بالعطف والذهول فقد استمعت حديثه مع ذلك الشخص لكن متفهمه وضعه تماما الآن... لتقترب إليزابيث بخطوات بسيطة لتقف امامه مباشره و رفعت يدها بلطف تربت على وجنتيه بحنان ليختنق حلقه بالدموع فور ان راها، ليشيح وجهه بعيداً لكن ليس قبل ان ترى الألم و الدموع المحتبسة بعينيه..


وفي لحظات اقترب آدم منها بسرعه قبل ان يجذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة دافناً وجهه بعنقها يتنفس رائحتها بعمق فقد كان يحتاجها بهذا الوقت اكثر من اى وقت مضى حتى تهدئ ما يثور بداخله من خوف و حزن فهو رغم كل شيء يظل والده.. وحتي رغم جميع أفعاله الشنيعه معه، كأن لا يريد أن تكون نهايتة كذلك... 


بينما اخذت اليزابيث تربت بحنان على ظهره محاولة تهدئته و امتصاص حزنه فقد كانت تعلم مدى صعوبة ما يحدث عليه..


❈-❈-❈


بينما بعد مـرور شهر ، تم الحُكم علي نيشان بالإعدام نظرًا لما نُشب إليه من اتهامات بقتل لارا و انطون وعده اتهامات اخرى كثيره غير مشروعة... لذا تم الحكم عليه بالاعدام؟ وكان الحكم سيتم تنفيذه اليوم !. 


بينما نيشان كان عاجز وهو يسير مع الضباط والعساكر لتنفيذ الحكم بعد دقائق؟ للحظة حاول فيها أن يتشجع أكثر من القادم ويرسم عدم الاهتمام.. او الخوف من الموت! لكنه عندما دخل الي تلك الزنزانه التي سيتم اعدامه فيها وشاهد منظرها؟؟ إرتد شبه مذعـوراً للخلف من هـول المنظر ، وخـارت قواه فوراً ، ولم يستطع الوقوف على قدميه حينما إلتقطت عينيه ذلك الحبل السميك الذي سيلف حول رقبتة !.. فأشاح بوجهه للجانب بفزع ، وأغمض عينيه بقوة .


وقد بداوا في تجهيز المعدات علق العسكري المشنقه وقام بشد الحبل بيده ليتاكد من قوه تحمله لجسده عندما يرتخي حول رقبتة... توقع نيشان أن يكون أكثر تحملاً وصلابة .. أن يكون أكثر قسوة وشجاعة ، و يستقبل موته بجمود قاسي، ولكنها كانت مجـرد حصون واهية.. إنهارت فوراً مع رؤيته لهذا المشهد المفزع.. ليسقط بالأرض رغماً عنه حزناً على حـاله .. وغطا بكفه وجهه ليلتقط أنفاسه .


أسنده أحد العساكر المتواجدين وهو يجذبة بقوة بينما رعشة قوية هزت جسده القوي المتصلب .. ولكن رغم هذا استمر العسكري في التحرك واسرع الآخرين وهم يمسكون بة بقسوة شديدة... 


حبس ضالته، أنفاسه ، وحرك رأسـه بسرعه بخوف شديد ورعب باحثاً عن اي شيء ينقذه منهم.. لكنه لم يجد غير القسوه والجحود المرسومة على وجوه العساكر والضباط خفق قلبه بشـدة ، وبدأ يتحرك بشكل عشوائي بهستيرية وجنون وهو يصرخ بذعر وبدأ يبكي بحرقة برعب... و كامل جسده يرتجف بقوة .


لكنها اجتمعوا الثلاثه ليجذبوا بقوة، مما جعل نيشان يتراجع للخلف بقوة زاحف علي الارض وهو يصرخ مرتعب عندما قبضت يـد قوية على ذراعيه... بينما هز رأسه بالنفي بأنفاس مرتجفة و هو يصرخ بأعلى صوته بانفعال من بين شهقات بكائه ممزقة يردد


= اتركوني لا أريد ان اموت .. لاااا ارجوكم لا تفعلوا ذلك بي .. ساعطيكم الكثير من المال ! ساعطيكم اي شيء تريدوه لكن اتركوني حي ..! 


لكنهم لم يتركوا الا عندما.. تم تنفيذ الحكـم..! وصوت صرخات نيشان تتردد في أرجاء المكان بقوة... حيث قام العسكرى بلف حبل المشنقه ثم ضيقه حول عُنقه جعله يختنق وبدأت انفاسه تنقطع عن الحياه باكملها .....


❈-❈-❈


بعد مـرور ثلاث شهور....


كانت اليزابيث جالسة بالخارج أمام المنزل بالحديقة الناضجة بالازهار والرائحه الفواحه تفوح حولها.. بينما هي كانت تربت بحنان على بطنها التى اصبحت اكثر بروزاً عن قبل.. و عقلها شارد تفكر بعلاقتها بادم و علاقتهم المتوترة فقد كانت تتجنب الحديث معه و تظل بالغرفة و لا تخرج منها طوال فترة وجوده بالمنزل فقد كانت لاتزال غير قادرة على مسامحته رغم محاولاته لتعويضها فقد كان يراعها يهتم بأكلها و مشربها.. يصنع لها الطعام بنفسه و يقوم بالاعمال المنزلية بأكملها رافضاً ان تحرك اصبع واحد من يدها...رغم انشغاله فقد كان يذهب من الصباح لا يعود الا بعد حلول الليل لا تعلم الي اين يذهب خاصة انه لم يعد يعمل بالمتجر واغلقة كما اخبرها سابقآ...


أقترب آدم منها وهو عائد من الخارج ثم أقترب ليجلس بجوارها ضامماً اياها الى صدره محاوطاً جسدها بين ذراعيه بتملك لتغمض عينها بسكينه وهو كان يمرراً يده الأخري فوق انتفاح بطنها البسيط


= كيف حالك يا إبن أبيك ؟ 


اشرق وجهها بابتسامة واسعة فور سماعها كلماته تلك بينما اخذت أصابعه تداعب بطنها و عينيه تحدق في وجهها بعد ان رفع رأسها له قائلا


= هل غفرتي لي ؟. 


ارتبكت و نظرت بـبصرها الي بعيداً ليقول آدم مغمغماً بصوت اجش مليء بالذنب


= اجيبيني فالعذاب الذي ايسر صدري يؤلمني 


هزت رأسها بلا معنى قبل أن تعود النظر نحوه و زفرت مرتجفة بتوتر


= ربما اجل ..و ربما لا؟ لا أعرف حقا .


مرر عينيه فوق شعرها الأسود الحريرى الذي كـان منسدلاً على كتفيها محيطاً وجهها الخلاب ذو الوجنتين الممتلئتين بشكل يعشقه.. متجاهل تشوهات وجهها تماما.. ثم تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التى ضربت جسده... وهو يصالحها مبتسماً قائلا 


=هيا ابتسمي كي اطمئن انكٍ رضيتي 


فابتسمت له وهي تغمغم ناظره في عينه و الدموع تجمعت في مقلتيها وهي تردف بضيق زائف


= لم ارضى بعد! ولكن تبا لقلبي كم يحب ارضائك .. 


ربت آدم على رأسها يرفع وجهها له مرادفا بابتسامته التي لم تزداد إلا بجمالها سعادة


= سبق وسالتيني هل انا على استعداد ان اترك كل شيء و الحق بكٍ؟ وأنا اخترتك أنتِ اليزابيث.. فانتِ الحياة بالنسبة لي.. لكن الان انا الذي ساسالك نفس السؤال ؟ هل انتٍ على استعداد يا إليزابيث تتركي حياتك كلها هنا .. وستلحقين بي .. وإلى الأبد .. فهل أنتِ مستعدة لنذهب للبدء من جديد ؟ 


اتسعت عينا اليزابيث بدهشة وتعجب واجابت بحيرة شديدة


= نذهب من هنا؟ والى اين .. ولماذا أليس هذا مكانك من البدايه ؟ 


هز ادم رأسه برفض ليقول موضح ببؤس


= لم يكن هذا المكان مكاني منذ البداية ، إليزابيث ، لكنني اضطررت إلى ذلك لأنه لم يكن لدي مكان آخر! لكن في الحقيقة لم أشعر أبدًا بأنني أنتمي إلى هذا المكان .. لذا من الأفضل ترك أي شيء وراءنا يذكرنا بالماضي ..


لم تفكر كثيرا عن السبب وراء إصرار آدم على الرحيل فسواء هنا ام هناك ؟ لم يعد لها مكان غير معه! و أهلها قد تركتهم ولم يعد لديها أمل بان تجتمع معهم من جديد بعد آخر لقاء... والآن قد عرفت سبب غيابة في الفترات الاخيره دائما، بالتاكيد كان يخطط لبيع المنزل والمتجر.. لكن هو فقط يحتاج سماعها منها الآن وهي قالتها بالفعل هامسة 


= ألحق بك إلى .. آخر الدنيا ! 


تطلع بعشق بها ليمد آدم يده يلتقط يدها بتملك رافعا إياها لشفتيه يقبلها ونظراته مزروعة في عينيها ثم اقترب يقبل رأسها قائلا بشغف


= أجل هذا ما اريد.. الحقي بي دائما حبيبتي .. دائما وللأبد 


ابتسمت اليزابيث بارتجاف وهي تؤكد له 


= دائما وللأبد آدم .. للأبد .. فأنا أفضل أن أخاف معك على أن أخاف بمفردي


ابتسمت بنعومة له فخفض وجهه يقبل جبينها قبله خفيفه، وهو يزفر ما بين ارهاق وراحة ليقول مبتسماً بحنان


= قلتي انكٍ لم ترضي حسنا انظري الى بعيد ؟ يمكن عندما تري ذلك تسامحيني بكل ارادتك !. 


عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بعدم فهم في حين أشار آدم برأسه لتنظر إلي أمامها، وقد فعلت ذلك؟ لتجد أمامها عمها أركون؟ نهضت اليزابيث ببطيء صامتة ساكنة .. في قلبها مشاعر متضاربة لا تستطيع وصفها .. بين الفرح الشديد والحزن كانت تتأرجح .. بطرف عينيها نظرت إلي آدم بجوارها حزين لكنه ابتسم ابتسامه عريضه يدعمها.. !! على حل تلك المراحل وتخطي الصعب..حتي يعيشون المستقبل القادم... بينما أقترب أركون بخطوات سريعة بلهفة ناظرا لها وسرعان ما ابتسم بدفئه المعهود قائلاً بشوق


= كيف حالك يا ابنتي ؟ اشتقت اليكٍ كثيرا 


صمتت قليلاً تستوعب الصدمه وأنه بالفعل امامها؟ لتعرف الآن فقط، لما كان يصر آدم ان يعرف عنوان أسرتها اين تسكن... ثم قالت بصوت يملئه الألم شاعره برغبة قويه بالبكاء


= لقد مر وقت طويل منذ أن سألني أي شخص عن حالي.


هز أركون رأسة بصعوبة من تلك الاجابه، وهو يشعر برغبة غبية في البكاء هو الآخر فيبتلع دموعه بحرج قائلا


= هل لهذه الدرجه عنايتي وانتٍ بعيده عني يا روح عمك؟ كم المده التي استغرقتيها حتى ساعدك أحد 


بينما كأن آدم يراقب ما يحدث بتأثير وهو ينظر إلي اليزابيث التي تحبس بمقلتيها الدموع .. وكأنه يعرف ما بها .. يعرف اضطراب أنفاسها وتسارع حركات صدرها وحلقها الذي يتحرك محاولا بلع غصاته دون جدوى ..ثم قالت إليزابيث بأنفاس مختنقة


= كثير جدا .. حتى اصبحت لم أعرف عدد المرات الذي عانيت من كثرها .. ولكن في النهاية وجد من ساعدني وأخرجني من هذا المكان الضائع .. ربما عانيت قليلا وأنا معة هو أيضا .. لكنني على قيد الحياة الآن بفضله.


أبتسم آدم بعدم تصديق علي حديثها... ثم تنشج أركون بقوة فاجئ إليزابيث عندما رأته يبكي بحرقة بينما هي كانت تحاول كتم دموعها وهي التي نار حزنها كانت أصعب.. ليقول أركون بصوت مهزوز بين دموعه التي بدأت تتساقط


= أعتذر يا حبيبتي .. أعتذر بشدة .. أني لم أكن بجانبك منذ البداية ، أعتذر لأنني لم أصدقك عندما حذرتيني بشأن نيكولا! وكنتٍ خائفة على ابنتي أكثر مني ... أعتذر لأني لم أكن أفضل أب تستحقي حقًا ، حيث كذبتك وصدقت شخصًا حقيرًا مثله .. أعتذر لأنني شككت فيكٍ .. أنا أعتذر عن كل ما خرج مني .. آدم زوجك عندما وصل إلي، شرح لي الأمر بالكامل وماذا حدث لكٍ من البداية حتى الآن؟ و شاهد دفتر زواجكم وعلمت انكٍ متزوجة بالفعل .. ونيكولا سبب كل هذا الدمار الذي حل بكٍ .. سامحيني يا ابنتي ارجوكٍ .


نشجت بضعف وهي تجيبه بقلة حيلة


= حسنا لم تكن اول شخص خذلني بحياتي؟ لذا ساحاول اتغاضى أمرك.. انت بالنهايه لم تقصد ان تاذيني مثلهما .. لكنك المتني باكثر وقت كنت بحاجه اليك .


دمعت عينا اليزابيث وهي لم تستطيع كبحت الدموع لهذا الوقت اكثر... لتجد طريقها لحضنه الآمن وهو عمها أركون، فاستقبلها مربتا يقول بنبرة متحشرجة


= يا روح عمك انتٍ.. كفي بكاء ابنتي لأجل صحتك وصحه طفلك .


انفجرت باكية فور بحرقة بين احضان عمها مما جعله يضمها اليه اكثر محاولاً تهدئتها وهي دافنة وجهها بصدرة تبكى بمرارة... 


ومن بين عواصف الشهقات التي اجتاحت أنفاسها كانت داخلها .. وهي شارده في تلك اللحظات التي تغيرت حياتها بها تماماً .. تفترق عن حياة لطالما لم تتخيل نفسها دونها .. تفارق أشخاص كانوا محور تدور هي من حوله، ابتعدت عن وطن هو كان لها.. تدرك أنها في البدايه عندما توفى والدها؟ وظلت بمفردها! كانت رغبت بهذا وتمنت الرحيل عن تلك الحياة .. لكن لم تدرك أنها مع الوقت ستعتاد .. ولكن هل يملئ فراغ الأحبة مكانا ؟ ما أصعب الفراق .. إنه الحقيقة الوحيدة التي لا مفر منها في الدنيا .. حقيقة منذ أن عرفنا معنى الدنيا أدركناها .. حقيقة ننتظرها في كل يوم .. لكن ومهما انتظرتها .. تظل الأكثر ألما على الإطلاق ..


ابتعدت عن عمها أركون، فنظرت إلي آدم لتجده خلفها يبتسم لها بحنان لم تستطع إلا أن تنفجر أمامه ببكاء ناعم تندس بين ذراعيه هو الآخر .. تشكوه ببكائها عن ذلك الألم حتى وهي بين أحضان احبائها؟ ثم أبعدها أدم برفق لينظر لها بغموض وهو يقول بتحشرج


= هناك شخص آخر يريد أن يراكٍ يا إليزابيث .. يوجد مفاجأة أخرى لكٍ .. أتمنى أن تنال إعجابك.


التفتت اليزابيث بتعجب اكبر؟ فمن هذه المره سيكون الذي يريدها... لكنها سرعان ما اتسعت عيناها حتى كادت أن تخرج من محجريهما وانتشر الذعر والفزع على كل جسدها من الصدمه ..!! ارتج قلبها وشعرت بريقها يجف وهي تستوعب ما أمامها الآن؟ بينما دمعت عيناها من جديد وأفلتت منها شهقة قوية عنيفه... ثم همست باسمها بشفتين ترتعشان


= هـانـا .. يا ربـاه ؟. 


فكانت هانا صديقتها هذه المره امامها بالفعل؟ابتسمت لها دون حديث ودموعها تنزل بنعومة هي الأخري! فمسحتها بإبهاميه قبل ان ترفع يدها تسلم عليها باشتياق إليها.. ولم تكن بمفردها تقف أمامها؟ بل باكر كان يسير ايضا بخطوات غير متوازنة بسبب إصابة قدمه التي جعلته يعرج عندما يسير عليها، وهذه الإصابة نتيجه طلق ليام الذي أصابه يوم حريق المنزل وحينها بصعوبه حاولوا الاثنين الهروب قبل ان تلتهم النار أجسادهم ايضا .. 

الخاتمة 

____________________


بعد مـرور عدة سنوات.


تثاءبت إليزابيث بصوت خافت وهي تتململ في الفراش ، حيث شعرت بملمس ناعم فوق وجهها وكأن شخص يقبلها على شفتيها. تحركت بانزعاج ودفعته بعيداً حيث كان آدم يرتدي بالفعل قميصا وسروالا بلا أكمام.. كانت لا تزال تشعر بالنعاس وأرادت النوم أكثر. حتي سمعت شخصا يضحك ثم شعرت بقبلة أخرى على شفتيها. ففتحت عينيها ببطء وكان وجه آدم المبتسم هو أول ما رأته، رمشت بعينيها بتوتر ، فقد تفاجئت من صحوه الان ، زادت إبتسامته إشراقاً ، وهمس بإيجاز


= صباح الخير يا ملاكي


تجعدت حواجبها ثم نظرت من حولها لترى ان الصباح قد اتى، ليحل التوتر الشديد عليها هي تتذكر اختبارها الأخير اليوم بالجامعه.. عبست ملامح وجهها نوعاً ما ، وغمغمت بضيق وتوتر


= هل حل الصباح بهذه السرعه .. اوه لا أصدق ان الليله اخيرا سانتهي من اختباراتي بالجامعه واتخرج، اشعر بتوتر كبير


ثم سألته بنبرة خجلة وهي تتذكر قبلاته المسروقه للتو 


= وأنت ماذا تفعل منذ الصباح.. ابتعد وتوقف عن التحديق في وجهي هكذا. 


وضع آدم إصبعه على وجنتيها مبتسماً ، و تحدث إليها بصوت خفيض للغاية


= لماذا؟ هل أصبح التحديق فيكٍ أمر سيء الآن؟ الا أستطيع أن أفعل ذلك أيضا؟


بادلته إبتسامة خجولة و كان ينظر لها بابتسامه هادئه ووجهه الناعس، واقترب قبل رأسها وهو يحتضنها بقوه، وهو يهمس لها


= هيا اريد طعام انا جائع هل ستعدين لي طعام ام اكلك؟


ضحكت اليزابيث بقوه بينما هو يداعب ظهرها بيده وأسبلت عينيها لتقول بنبرة خافتة


= لا ساعد لك ما تريد لكن ليس بمهاره فانا لا اجد الطبخ بمهارة عندما أكون متوتره.. وانت تعلم ان اليوم اختباري الاخير بالجامعه 


ابتسم وهو يقبل رأسها قبله طويله ثم تلمس بإصبعه شفتيها، وتنهد قائلاً بعمق


= هيا اذن انا الذي ساحضر الفطور اليوم وانتٍ جهزي نفسك للذهاب الى الإختيار اليوم . 


تورد وجهها وتحولت نظراتها للرضا ثم اعتدلت مكانها أعلي الفراش وهي ترتدي الروب بينما هو كان مشغول ينظر الى مفاتنها بإعجاب.. وقبل أن تنهض مــد أنامله ليتحسسها بحذر فسرى في جسدها قشعريرة خفيفة عقدت جبينها بإستغراب ، وهمست وهي تضغط على شفتيها 


= آدم ماذا تفعل.. ابتعد ساتاخر عن الامتحان.. ادم لا تستفزني منذ الصباح


بلع ريقه وهو ينظر لشفتيها و تحركت يده على جسد إليزابيث بشغف ليردف بحرارة وهو يمرر إصبعه على بشرتها


= انا لا استفزك حبي .. لأنك تحبي ماافعلة صحيح! 


ثم قبلها بهجميه ببربريه وأعتقد الامر مباح للمحبين فهو بالنهايه زوجها المدلل.. لذا رفعت يديها باستسلام وحاوطت رقبته وقبلته من شفتيه وتمددت يدها بالحيته التي بدات تعطية منظر جذاب واصبحت تعشقها علية... ثم تناولت اسفل فکه بقبلات بريئه وساخنه ابتسم آدم بإعجاب وهو يدفع برأسها نحوه وصعد لـ شفتيها مرة أخرى ثم ابتعد يلهث ، ســاد صمت مترقب بينهما للحظات ، ولكن إستطاعت هي أن تقرأ في عينيه رغبته فيها ، وتوقه لتكرار تلك اللحظات بينهما فعضت على شفتيها السفلية بإستحياء قائله بارتباك وخجل


= دعني اعد لك الفطور !


ضحك علي هروبها منه وهو يسحبها بقوه إليه ،ومـال عليها وأطبق على شفتيها بشفتيه ، وقبلها بحرارة عميقة وهمس بتنهيدة آســرة 


= سافطر على السرير اليوم


نام فوقها وأصبحت المسافة بينهما قريبة للغاية ، وأربكها رؤيته بتلك الحالة أمامها ، وشعرت بتأثيره عليها فتحول وجهها للون ثمرة الطماطم وشعرت بسخونة تنبعث من وجنتيها و إلتصق ظهرها بالحائط الفراش فحصارها آدم بذراعيه وقرب رأســه منها فشعرت بأنفاسه تلفح بشرتها ليحاول التودد إليها وإختطاف قبلة من على شفتيها.... ولكن قاطعهم صوت الباب يفتح ليدلف طفلهم "مـوسـي" وهو يمشي بخطوات بطيئه ويفرك عيناه بنعاس بيده.. لتبتعد إليزابيث بسرعه عنه بينما هو عض شفتيه السفلية بغيظ واعتدل هو الأخر ناظرا إلي طفله الصغير بقهر وضيق... بينما ركض موسي نحو اليزابيث وهي رفعته من على الارض وآدم يراقب ما يحدث بوجه قاتم نحو طفله الذي اغرق والدته بالقبلات وابتسمت وهي تقبل وجنتيه برقة قائلة بحنان


= صباح الخير حبيبي هل نمت جيداً؟


ابتسم موسي وهو ينام على كتف إليزابيث بخمول


=اجل أمي... لكن احب النوم في أحضانك اكثر .. لكن ابي لا يوافق 


لوي آدم فمه بإبتسامة مسليه وهو يجيب علي مضض


= لانك أصبحت رجل شجاع وقوي ويجب ان تنام بمفردك حبيبي .. الرجال الكبار ينامون على الفراش بمفردهم 


إبتسم موسي له إبتسامة سخيفه وهو يقول ببراءة زائفة


= إذا انت ايضا رجل كبير... لما لا تنام بعيد عن أمي؟ 


شعروا الاثنين بالصدمه من كلماته، وحاولت إليزابيث أن تكتم ابتسامتها بصعوبه، و لوى آدم فمه مغتاظاً ، وهتف بإنزعاج وعناد


= لاني زوجها يا سخيف ووالدك .. وهي ملكي ويحق لي انا افعل ذلك واكثر .


رمقه طفله بنظرات عابثة ليقول بتحدي


= حسنا وهي امي وملكي ايضا.. ويحق لي النوم بجانبها واكثر منك


جز آدم علي أسنانه و أزاح الملاءة عنه وقبل أن يتحدث الى طفلة بينما الآخر على استعداد تام للاجابه بتحدي.. قالت إليزابيث بسرعه بجدية وهي تشير بيدها تفصل ما بينهم هذا الشيجار الدائم


= حسنا حسنا .. لنقف هذه المناقشة المهمة لانها إذا بدأت قد لا تنتهي وانا سافوت امتحاني الليله.. هيا حبيبي لتحضر انت الفطور مثل ما قلت .


❈-❈-❈


بعد مـرور وقت لاحق... 


كان يقف آدم بالمطبخ يعد الفطور الى اسرته الصغيره، و بدأ يكتب بدفتر صغير وصفات طعام سيعدها بالمساء أيضا بعد ان تصفح عن كيفيه إعداد الطعام، ثم بدأ يحضر الفطور بعض الجبن والبيض المخفوق وزيتون وخيار مقطع والقهوه المحببه اليه هو وزوجته تنهد بتعب ، بينما أسند أعلي الطاوله ينظر امامه من اين يبدأ صحن مليء بالبيض الطازج ، وعلبة السمن ، وقطع البسطرمة ، ولكن بعد فتره بدأ قرب ينتهي بالفعل.. أبتسم آدم بإنجاز وهو يضع المناديل... ثم استمع إلي صوت الجرس يرن، هبطت إليزابيث من الاعلي و لكن سبقها ونادى من خلفها بسرعه قائلا بصوت أجش


= اليزابيث لا تفتحي الباب ! 


نظرت اليزابيث اليه باستغراب واستفسار وحكت فروتها وهي تتسائل بحيرة


= لماذا ؟ هذا حارس العمارة.. لقد اتصلت بي قبل ربع ساعة ليجلب لنا حليب لموسى .. لأنه لا يوجد حليب هنا له.


ضيق عينه بغيظ ونظر لها من الاعلى الى الاسفل، ورمقها بنظرات حادة ، وصاح متذمرة بغيرة شديدة


= و هل ستفتحين الباب إلي حارس العمارة بتلك الثياب


بلعت ريقها بارتباك عندما رأت غضبة الشديد عندما يتعلق الأمر بغيرته عليها لذا تحركت بهدوء و افسحت له المجال ليفتح الباب هو..و أشارت بإصبعها وهي تجيبه بنبرة متلعثمة


= حسنا تفضل! 


نفخ آدم بضيق ثم مط فمــه ليقول بترقب


= اذهبي لتغيير ثيابك إليزابيث حتي لا تتاخري 


أومأت له بالايجابي لانها ببساطه لا تستطيع التحدث كانت تذوب من تلك الغيرة اللعينة منه ، ونظر لها بنظرات مطولة ، فتقدم آدم أمامها مباشره ، ومــال على أذنها ، وهمس قائلاً بشغف


= اليزابيث لا تحزني مني.. أنا غيور عليكٍ جدآ و انتٍ تعرفي ذلك 


إلتفتت نحوه برأسها ، وتفاجئت من إقترابه المغري ،لترد عليه بثقة وبساطة


= انت غيور..و أنا سعيدة لكونك غيور فهذا يثبت انك تحبني.. فلا داعي للتبريرات


فخفق قلبه بقوة في تلك اللحظة ، ونهج صدره بتوتر ملحوظ من حبه الشديد إليها.. رمقها آدم بنظرات رومانسية ، ثم باغتها بطبع قبلة صغيرة على وجنتها ، فزادت من اضطرابها .. وابتسم لها قائلاً بحنو 


= إبنه قلبي انتٍ.. هيا الى الاعلى حتى افتح الباب.


❈-❈-❈


بعد مـرور وقت لاحق... ارتديت إليزابيث تيشرت قصير مع بنطال قماش من اللون الاسود و رفعت شعرها بذيل حصان... وقفت أمام المرآة وتفحصت ملامحها بدقــة وكأنها تحاول حفر صورتها الجديدة في ذاكرتها ، فتمحو للأبد تلك الصورة التي طالما أرهبتها من نفسها و طبعت من قبل في مخيلتها انها عاهره وستظل هكذا طول حياتها...


لم تصدق إليزابيث ما هي أصبحت به الان؟ بعد تلك السنوات المميزة والتي إستطاعت فيها أن تكســـر حاجز رهبتها وخوفها المستمر من تكرار أوجـــاع الماضي ، وبدأت بإرداتها في ممارسة حياتها الأسرية بشكل طبيعي .. وكونت منزل و زوج وطفل !! 


أخفضت عينيها قليلاً ، فلفت أنظارها تلك الندبة البارزة الصغيره التي بوجهها، و الوحيده المتبقيه من اثار العمليات التي خضعت لها لتزيل اثار الحروق... ولم تتبقى غير تلك الندبة أسفل خدها وهي شيء لا يري بوضوح.. لكنها تذكرت معها اللحظة الفارقة في حياتها.. حينما أوشك على الموت! لكنها استطاعت النجاه في سبيل إنقاذ نفسها... وهي كانت أولى خطوات تحديد مصيرهما بعد ذلك.. حيث بعدها كان أول طريق المسامحة والغفران .. ثم العيش والرجوع إلى حياتها بدون ألم ولا اوجاع .


تنهدت بحرارة ، ثم أغمضت عينيها بقوة.. فقد كان آدم طوال السنوات الماضية يمنحها كل شيء فقدته، كان يعطيها السعادة، كان يمنحها الحرية. كان يسمح لها بإتخاذ القرارات و يحترم رأيها دائما.. و بالتأكيد كان يمنحها الأمان والحب... كانت لديها مشاعر قوية اتجاهه و لم تحاول إخفاءها أبدا. كل شيء عنه أذهلها حقا.. الطريقة التي بدأت حياتهم تسير بها بعد ان أنجبت طفلهم الأول موسى! 


في البدايه بعد ان سامحت عمها أركون تفاجات بان ادم طلب منها ان يرجعون معه ويستقرون هناك؟ في موطنها التي نشات به من البداية ويتركون القريه هنا بماضيهم السيء... ويسافرون الى بعيد ليؤسسونا مستقبل أفضل و حياة رائعه لهم وإلي طفلهم... وهي كانت سعيده بذلك القرار جدا.. وأسرتها ايضا لانها ستكون جانبهم... واشترى ادم منزل صغير لهما بالقرب من عائلتها وفتحوا مطعم صغير هنا أيضا. 


وبعد سنوات من انجابها موسى فكرت في ان تكمل دراستها لكن كانت متردده من هذه الخطوه دائما... وبعض الاحيان كانت تتراجع بها ومرات أخريات بعد ان تقدم على الجامعه مره ثانيه تسحب اوراقها وكل ذلك بسبب قلقها وخوفها من نظرات الناس اليها بالجامعه اذا عرف احدهم شيء عنها بخصوص الماضي الاليم، لكن ادم كان يدعمها بشدة واصر على حلمها ان يكتمل لتكمله دراستها وتنسى الماضي ! ويجب ان لا تعطي اهتمام لأحدهما.. وبالفعل في احد المرات تشجعت وقدمت اوراقها بالجامعه وبدات تعيد امتحاناتها التي فاتتها وكانت تذاكر بجديه وبالتاكيد كان آدم يساعدها بذلك ويدعمها... هو و اسرتها التي فرحه بذلك الخبر بشده.. و هانا ايضا التي لا زالت معها رفيقه دربها صحيح انها تسافر بعض الاحيان بسبب عمل زوجها بالخارج... لكن ما زالوا على اتصال ببعض.. وهانا وباكر ينتظران مولدهما الاول بعد زواجهم ! 


فتحت اليزابيث عينيها ببطيء وفي تلك اللحظه وهي تتطلع بالمراه رات صوره ادم خلفها وهو ينظر لها مبتسماً بفخر واعتزاز بحبيبته وما استطاعت الوصول إلي الان بعد رحلة طويلا من معاناتها والمها.. شردت في وجهه الوسيم. وحاولت أن تستطع قراءة تعبيره، لقد كان مزيجا من الكثير من المشاعر... بينما اقترب منها بخطوات ثابتة وجعلها تنظر إليه وقام بتكويب جانب خدها، و كانت لمسته خفيفة كالريش و هو يداعب بشرتها بأصابعه


= بما شارده يا إبنه قلبي؟ هل مازلتي تشعري بالتوتر! لا تقلقي، حبيبتي الليلة الماضية ذكرت دروسها وكانت جيدة وأنا نفسي رجعت إليها.. واليوم ستنهي امتحانها بأعلى الدرجات وستحصل على مرتبة الشرف.


كان يتحدث هامشا ،و الهيام الذي شعرت به لحظتها وهو يراقص خصلاتها أشعرها بالأمان، هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تقول بهمس مثلة


= لم اعتقد بيوم أنك ستكون منقذي... و أنك ستخرجني من ظلمتي و تساعدني في بدء حياة جديدة... لقد أعطيتني الكثير من الآمال آدم وأنا كنت في البداية خائفه بشكل أعمى.. لكن كان هناك شيئا مميزا بيننا...لماذا جعلتني أشعر بهذه الطريقة، يا ادم


نظرت في عينيه ، بينما داعب طرف أنفها بإصبعه و رد عليها بنظرات حائرة 


=بماذا جعلتك تشعرين، إليزابيث؟ 


إرتسمت على وجهها ابتسامة رقيقة ، وردت عليه بصوت خفيض 


= جعلتني اشعر انني .. على قيد الحياة.


أطلق نفسا طويلا و كأن حياتها تعتمد عليه، هل كانت تتخيل أم أنه أصبح كذلك بالفعل؟ كوبت خديه بكلتا يدها و أصابعه تداعب ببطء لحيته


= انني طوال حياتي، كنت أحاول الهروب من ماضي و حياتي. لم أفكر أبدا في سأجد السلام. لم أكن أعرف حتى ما أريد حتى وجدتك. أنت تجعلني أشعر بالحرية والسعادة، لقد أحضرت لي السلام، آدم كنت دائما لطيفا جدا معي.


تنفست بسعادة نعم سعادة غامرة امتلأت داخلها بانجاز حققته بصعوبة بالغة، لكنه أصبح الآن داخلها، فاذا سالها احدهم بالمستقبل من اين حصلت عليها فسوف تجيب بكل ثقه حصلت عليها من بين فكة اسد متوحش مفترس !! لانها لم تحصل علي سعادتها بسهوله مطلقاً أبدا ، لتكمل بنبرة عميقة باصرار


= لم اتوقف عن حلمي. لم أكن جبانة مثل سابق لعدم خبرتي الكافيه بالحياه فأنت تجعلني أشعر بالجمال. أريد أن أكون جميلة من أجلك. أنت تمنحني الثقة. أشعر بأنني قوية، مميزة عندما أكون معك. أشعر أن

حياتي تستحق أن أعيشها.


=أنت منقذي آدم.


همست، بصوت عال بما يكفي لسماعه، فتابعها بنظراته التي تتوق شوقاً وبشدة إليها ، كانت نظراته شديدة عليها كما لو كان يريد أن يراها بشكل أوضح ودائما، ليردف مبتسماً وهو يرمقها بنظرات حانية


= انتٍ حبيبتي إليزابيث وطفلتي وصغيره قلبي 


نزلت دموعها وهي تبتسم له، احتضنها و اشعرها أنها بأمان العالم بقلبها، رمقته بنظرات ممتنة ، وقالت بسعادة


= أنا أحبك بشده... آدم ! 


رفع وجهها بابهامه بينما إبتسم هو لها بعذوبة ، وهمس قائلاً 


= قلب آدم !


ابتسمت بخجل ثم تهدل كتفيها ، وعبست تعابير وجهها ، وأردفت قائلة بإستياء 


= آدم إعلم ان الماضي الخاص بي كان قاسي 


مسح شفتيها بابهامه ليجعلها تصمت، و سـاد الصمت بينهما للحظات قبل أن يقطعه آدم قائلاً مستنكراً وهو يرمقها بنظرات شبه معاتبة و يضع قبضته على كفها 


= هل حان الوقت لنتذكر الماضي .. ألا يمكننا أن ننسى كل ما هو مزعج في حياتنا .. لدينا عائلة الآن يجب أن نفكر فيها ، أنها أهم من الماضي؟


كانت كلماته هامسة، و لطيفة بشكل مدهش مجروح و لكن على قيد الحياة. مؤلم و لكن لا يزال مخلصا في القلب، أومأت له ثم حملها بين ذراعيه ليهبط إلي الأسفل بها وهو يجلس على مقعد أمام طاوله الطعام وهو يجلسها بحضنه، تحسس وجهها بأنامله ، وهمس لها بتنهيدة متقطعة


= كم وددت ان تكوني بين احضاني دائما من اول مره رايتك فيها.. ارغب بكٍ صغيرتي تركضين على جراحي


ثم طالعها بنظرات عشق ، وهو يمسك فنجان القهوه

الساخن و يعطيه إليها ليهتف


= هيا تذوقي القهوه وقولي رأيك.. هل هي جميله؟ 


ضحكت وهي ترتشف قهوتها من يده ثم أقترب وهو يقبلها قبله طويله لكن قطع تلك الدقيقه موسي الذي تقدمت منهن عابس الوجة بغيرة وهذه المره الي والده


= ابي لماذا تحمل امي هكذا على قدمك؟ هي ليست صغيره .


ضحك آدم وهو يضعها على الأرض ثم جعلها تجلس علي مقعد آخر ، بينما اخذ يركض موسي من السلم وهو يحتضن والده وقال آدم بحنان غامزاً له 


= اغسل وجهك اولا .. ثانياً تناول فطورك .. وانا ساجلسك على قدمي انت الاخر .


هز رأسه وهو يبتسم باتساع ثم نظر إلي الطعام الذي أعلي الطاوله وقال بحماس


= أبي هل انت اعددتي الطعام اليوم


أومأ آدم برأسه له وهو يقرص وجنته بخفه ثم قال بغرور مصطنع


= نعم انا.. تناولوا ولكم أنتم الاثنين تعطوني رايكم بكل صراحة في طعامي.. لانني واثق بأنه سيكون مذاقه جيد جدا . 


التفت موسي نحو اليزابيث وهو يتحدث معها 


= امي، أبي يتعلم الطبخ هو أيضا مثلك... وانا من سيتذوق طعمه


ضحكت اليزابيث له ثم قالت باستفزاز معتمد 


= حبيبي انت لست فأر تجارب 


ضاق آدم نظراته عليها ، وإنزعج منها قائلاً بخفوت 


= ما بكٍ طعامي ليس بذلك السوء .. ثم انك لم تتناولي شئ حتى تحكمي أولا


ذهب موسي نحو المرحاض، بينما إرتفعت نبرة صوتها قليلاً وهي تهتف قائلة بتسلية 


= حبيبي لا حاجه لتعليم الطبخ وترهق نفسك

لا حاجه أنا موجوده .. وكما ترى اليوم اخر يوم في اختباراتي بالجامعه وبعدها ساكون متفرغه لكم تماما 


لوى آدم فمه مغتاظاً ، وهتف بإنزعاج 


= هل طعامي بهذا السوء إليزابيث.. كل ذلك لانني طبخت يوم ..أنتٍ قاسية حقا عندما يتعلق الأمر بي ، حسنا ، لا بأس بذلك. سأعتبر كلامك كمجاملة


مــدت أناملها لتتحسس صدرة الظاهرة من ازرار القميص.. فسرى في جسده قشعريرة علي الفور وتنهد بحرارة عندما سمع صوتها الرقيق


= لا تغضب كالأطفال كنت أمزح ، حبي .. الطعام جيد جدًا ، رغم أنه مجرد وجبة بسيطة تتكون من الجبن والبيض ، لا أكثر ، لكن مجهودك الكبير يكفي .. بل أعتقد بعد ذلك نشارك بيننا ايام اعداد الفطور .. اتفقنا ما رايك؟ هل مازلت غاضبا مني؟


رمقها بنظرات ماكرة وتقوست شفتيه قليلاً لتلوح إبتسامة خفيفة وهو يقترب منها


= لا تحاولي اغرائي بجسدها الرشيق ليس الا وهذا الامر لا تستهويني ابدأ، فانا عاشق الجمال البريء مثلك تماماً؟


شفتيه كانت قريبه من شفتيها لكن لم يقبلها هو فقط يلعب على اوتار قلبها ، ضغطت على شفتيها وقد تلاحقت أنفاسها ، فلف ذراعه حول ظهرها ، وقربها إليه أكثر وهي فوق المقعد بجانبة ، أغمضت اليزابيث عينيها متأثرة ، وطوقت عنق آدم بساعديها ، ولف هو الأخر ذراعيه حولها،ذابت فيه بتلك اللحظة واستشعرا فيها حاجتهما إلى بعضهما البعض... لكن أبعد آدم رأسـه عنها، بينما حبست إليزابيث أنفاسها مترقبة إياه لفعل المزيد ... لكنهم ابتعدوا الى امكانهم عندما عاد طفلهما... اجلس آدم طفله على فخذه ليقول متسائلا باهتمام


= هاه اخبرني انت الاخر.. هل الروضه بخير؟


حك موسي رأسه بملل وهو يقول متردد


= جيداً.. لكن ابي انا فقط


عقد آدم حاجبيه باستغراب وابعده قليلاً من حضنه متسائلا باستفهام 


= ماذا هناك؟ هل انت منزعج ام اوقعت مشكله بالروضه


رد موسي عليه بشجاعة وهو يشير بإبهامه


= لا فقط كاد احدهما يريد اخذ طعامي مني بالغصب وانا اعطيته ماهو لازم .. لذا المعلمه اخبرتني بان يجب أن احضر في المره القادمه معي ولي امري.


شبح ابتسامه خطفت بوجه آدم فاذن موسي له تأثير جيداً على مزاجه، بينما إتسعت عينا اليزابيث فغرت شفتيها غير مصدقة وقالت بتذمر


= يا الهي كم مره اخبرتك لا تضرب زملائك بالمدرسة موسي .. هيا اخبرني ما الكارثه التي فعلتها هذه المره ايضا


إلتوى آدم ثغره بإبتسامة عابثة وهو يتأمل زوجته الغاضبة


= لا تقلقي حبيبتي إبنك رجل شجاع و حل الأمر


رمقته بنظرات حادة ، وعاتبته مستنكرة بشدة


= ادم لا تتحدث امام هكذا وتشجعة على العنف.. هو في النهايه ارتكب خطا ولا يجب ان يضرب زملائه مهما حدث .. الافضل ان يخبر المعلمه لتحل الامر هي .


فرك آدم فروة رأس موسي بأصابعه وتسائل بحذر وهو يرفع حاجبه للأعلى 


= هل لكمته مثل زميلك السابق الذي كأن يحاول اخذ القلم منك ؟؟ 


هز موسي رأسـه عده مرات مبتسماً بفخر بينما لاحظ نظرات امه الغاضبة، لتتلاشى ابتسامته وهو ينظر لها بعين الجرو لكي تسامحه على فعلته قائلا محاوله استعطافها


= أمي صدقيني هو تطاول بالكلام ، وانا اخبرته بمنتهى الهدوء ان يبتعد والا ساضربه .. رايتي بنفسك لقد حذرته في البداية .


إستندت بكفيها على سطح الطاولة وهي تنهض بصدمة من أفعال طفلها المشاغب ، لتنظر إليه بأعين ضيق وقالت بنفاذ صبر


= حسنا تصرف انت حتى لا افقد اعصابي مع ذلك الولد 


رحلت اليزابيث بخطوات غاضبة لكي تحضر حقيبتها وتذهب الى الجامعه.. بينما رفعة آدم من فخذه و اقترب منه آدم ، ومسح على ظهره برفق ، وأردف قائلاً بجدية


= استمع لي يا إبن أبيك.. الامور لا تحل كهذا موسي انت لست صغير، انت رجل كبير هل تريد ان تقول الناس هذا الولد عاق لولده وان اتبرأ من افعالك ،انت مسؤول عن تصرفاتك لانك وحيدي وصغيري ورجل شجاع.. لكن الرجوله والهيبه لا تقاس بالعنف والضرب.. فهمت حبيبي .


هز موسي رأسه عده مرات بعدم مبالاة وهو يهز كتفيه قائلا بتأفف 


= حسنا حسنا.. دعنا ناكل الآن .. الطعام سيبرد


تناول موسي بضع اللقيمات من الصحن غير مهتم بفعلته، ولم تخلو من على وجهه تلك الإبتسامة المشاغبة لكنه فجاءه صاح بإندهاش بألم عندما شعر بأحد يجذب أذنه بقوه لكن ضعيفة قليلا


= آآه أمي اتـركي أذني.


رفع آدم حاجبيه للأعلى مصدوم هو الاخر من أين أتت، فهي لم ترحل وكانت تقف تسمع حديثه مع والده، وعندما رات عدم اهتمامه لن تستطيع تتمالك اعصابها وعادت اليه، ثم أبعدت يدها عن أذنه، و ردت عليه بتهكم وهي تطلق تنهيدة مطولة بيأس منه


= إذا كانت طريقة التدليل التي يتحدث بها والدك معك لا تعطي نتيجة إيجابية ، فسأعمل معك في المرة القادمة ... هل سمعت وهذا هو اخر تحذير لك


ابتسم آدم بشده عليهم، ثم لف ذراعــه حول خصرها ، وأمسك بكف يدها بقبضته الأخــرى ، وقربها إليه فإلتصقت بصدره ، وإستندت بكفها عليه وحدقت فيه بنظرات فرحة عندما سمعته يقول بجدية


= تعالي حبيبي ، حتي لا تتأخري ... سأوصلك وأظل في انتظارك بالخارج ، أنا وموسى! لم أدعك تذهبي إلى الجامعة اليوم وأنتٍ متوترة للغاية.


❈-❈-❈


بعد برهــة ، صف آدم السيارة أمــام الجامعة وكانت هي تشاهد الطريق بتراقب وخفق قلبها بقــوة عندما علمت أنها وصلت وتسارعت أنفاسها بقلق .. بينما كان موسي في المقعد الخلفي حك مقدمة رأسـه ، وهو يلتفت حوله بفضول يشاهد الناس وهم يمرون ويدخلون إلي الجامعه ..عقد آدم ما بين حاجبيه بإندهـاش ، وســأل زوجته باستغراب بعد أن رآها مزالتٍ تجلس بجانبه على وضعها ولم تهبط


= حبيبتي لقد وصلنا .. هيا لا تتأخري.


نفخت بصوت مسموع و ردت عليه إليزابيث بإبتسامة متوترة وهتفت بضيق


= أعلم أن وصلنا آدم، أنتظر لحظة ألتقط فيها أنفاسي لا أعرف لماذا أنا متوترة للغاية .. على الرغم من أنه ليس امتحاني الأول .. لكنني مرتبكة قليلاً.


إنزعج آدم من تصرفاتها المبالغة لكنه تفهم أمرها ، وهتف بهدوء شديد 


= حبيبتي ، اهدئي وخذي أنفاسك بهدوء ، لا يوجد شيء يدعو إلى كل هذا القلق ، وكما قلتي ، هذا ليس امتحانك الأول. ولعل هذا القلق والتوتر لأنك بعد ذلك ستحصلي على شهادة التخرج


هزت راسها بإقتضاب والعبوس واضحاً عليها، ثم صاحت متذمرة من الارتباك 


= حسناً ، أه صحيح من منا سيذهب مع موسى إلى روضة الأطفال ويتحدث إلى المعلمة غدا؟ لقد سأل المعلم عن ولي أمره بسبب المشكلة التي أحدثها مع زميله في الفصل.


وضع آدم يده فوق ثغرها ثم طــوق رأسها بذراعه ، وجذبها نحوه وألصق وجهها بصدره ليقبل رأسها من الأعلى ثم أبعدها عنه فنظرت له بحب ، وهتف بثقة يشجعها 


= هششش صفي ذهنك ولا تفكري في أي شيء آخر غير امتحانك وانا اثق بكٍ حبي. الأهم من ذلك ، لا تتركي سؤالاً دون إجابة. بالتأكيد سوف تحصلي على درجات عالية. هيا تحركي حتى لا تتأخري حظ سعيد.


إزدردت ريقها وهي تبتسم متوترة من خوض تلك التجربة من جديد وحاولت أن تتغاضى عن التفكير في الماضي بكل تفاصيله المؤلمة ،كانت مرتبكة للغاية .. نعم هي في حالة تحسد عليها.. ما بين القبول والخوف .. المجازفة والتراجع .. تخشى أن بعد تلك الاحلام يضيع كل شيء ! فتقضي على أحلامها الوردية التي بدأت تتشكل في مخيلتها .. ظلت تلك الإبتسامة العابثة متجلية على محياها ، ثم إنحنت بجذعـها للأمــام لتنزل من السيارة لكن ترجل آدم هو بسرعه، ثم دار وفتح الباب الملاصق لزوجته ، وأمسك بيدها وهي تترجل منها.. توقفت للحظة لتلقط أنفاسها وهو ينظر اليها بدعم ثم تحركت بخطوات بسيطة لتسير .. ليقول موسي بصوت عالي قليلا وهو يخرج رأســه في إتجاه النافذة 


= حظا سعيداً يا أمي .. إذا حاول شخص ما سرقة مستلزماتك المدرسية ، وجهيها إليه عندما تغادرين ، وسأفعل معه ما يلزم.


توقفت مكانها وتحول عبوس وجهها إلى ابتسامه عريضه، و تنهدت اليزابيث مستسلمة بيأس من طفلها، والتفتت في وقفتها ، وابتسمت له برقــة وهي تقول بحنان


= حبيبي قلب أمك أنت .. سلام . 


أبتسم آدم بشدة هو الآخر علي حديثه ، ثم دار حول سيارته ليركب خلف عجلة القيادة ، وانطلق في إتجاه المطعم الصغير الخاص به ... 


وعندما وصل آدم المتاجر خلع سترته واجلس موسي على الكرسي وذهب هو ليبدأ العمل قبل ان تاتي الزبائن إليه، بينما انشغل موسي بنظر الى تصميم المطعم كأن فخم لكن بطريقه مريحه وبسيطه كل شي كان خشبي بهذا المطعم حتى اللوحات خشبيه ومدفئه تتوسط المكان... كانت تشبه الكوخ ولكنها دافئه ، ظل موسي ينظر لكوم الخشب الذي تلتهمة النار حتي أقترب آدم منه وهو يبتسم بحنان وقال 


= ماذا تاكل صغيري ، في يوم عطلتك .


التفت موسي له وهو يقوم يسحب مينو الطعام الذي كأن أعلي كل طاولة وأشار له على الباستا بالصوص الاحمر ، وقال له انه يريد ان يجرب هذه! فقد اعجبة شكلها بالصوره.. أبتسم آدم وهو يداعب شعرة بحنو ثم ذهب ليخبر أحد الموظفين بالمكان ليفعلها له.. بينما هو كان ومازال اشرافه الحسابات وتوصيل الطلبات .


❈-❈-❈


هبطت إليزابيث الدرج بخطوات بسيطة وملامحها يبدو عليها الارهاق فهي ظلت حوالي ساعه واكثر تحايل موسى طفلها ان ينام مبكراً حتى يستيقظ للروضه في الغد، وبعد معاناه اخيرا استمع اليها ونام اقتربت من آدم الذي كان يجلس فوق الأريكة بالصالون ويمسك بيده اوراق حسابات تخص المطعم الخاص بهم، نظرت إليزابيث له بطرف عينيها وقالت هي بتعب بملامح مرهقة


= لما مستيقظ انت الاخر يا آدم، آآه انت و ابنك تحبون السهر بطريقه مزعجه حقا .


ابتسم آدم بخفه علي حديثها وقال بنبرة هادئ


= لدي اعمال متراكمه لا أستطيع النوم الآن ، اذهبي انتٍ ونامي وانا خلال ساعه سالحق بكٍ


أومأت له وهي تقترب منه و وضعت راسها على فخذه الايمن واغمضت عيناها ، وهو تهمس


= أريد النوم هنا !


حيث هو ،حيث قربه فقط.. ابتسم وهو يقبل رأسها يمسد على شعرها بخفه حركات لطيفه وقليله يقوم بها يجعلها تمتلك الكون بااسره وبعد دقائق معدوده شعرت به يضع الغطاء فوقها ابتسمت وهو يطبع على وجنتيها قبله ويكمل عمله.. تعبت من مراقبته و رائحته تتخلل لانفها اجفلها اثقلت كثيراً.. كيف لها ان تحتجز رائحته بداخلها، ادعيت النوم وهي تشاهدة يسحب التيشرت الخاص بها نحو الاسفل لانه كان مرتفع ويظهر جزء من بطنها رقص قلبها قليلاً علي اهتمامه البسيط.. صحيح انها ليست المره الاولى نعم ولكن بمشاعر غريبه.. حاوطها بالحاف من كل جانب وحملها بين ذراعيه، استندت على كتفه برأسها وهو يصعد السلم ودخل بها لغرفتهم.. كانت سعيده للغاية؟ وضعها علم السرير وخلع التيشرت خاصته وارتدى شي اخر و اطفاء الانور ..


اصدر فجاه البرق صوتاً جعلها تشهق بخاف وامسكت قلبها وهي تقترب منه بسرعه أكبر، لم تكن خائفه لتلك الدرجه لكنها هربت لاحتضانه.. بينما فتح آدم عينه ونظر باهتمام لها وهو يمسح علي شعرها بحنان


= ما بكٍ إليزابيث ؟ هل انتٍ خائفه 


رفعت بصرها نحوه كانت ملامحه حنونه بالإضافة إلى رائحته الرجوليه، رهبت لاحتضانه مره اخرى ليمد قليلاً ممسك رأسها بكلتا يديه وهو يقرب رأسها بصدره ويطبع قبلات على رأسها يبعث الأمان داخلها.


بعد مرور يومين... في الصباح، إستيقظت من الشعور بلمسة خفيفة على بشرتها، ترسم ببطء دوائر على خدها، ثم تشق طريقها لتلعب بخيوط شعرها وكل ذلك ما زالت عيناها مغمضتين، ربما كانت تحلم هكذا شعرت؟ لكن لقد استمتعت باللمسة، لدرجة أنني تأوهت و انحنيت إليها أكثر لتشعر بها، هذا عندما أدركت، أنه يكن حلم.. بينما صدرت ضحكة مكتومة عميقة جعلتها تجفل، رفرفت عيناها لترى رجلاً جميلاً جالسا على حافة سريرها، و عيناه مدفونتان في عينيها بينما أظهر لها أجمل ابتسامه، ارتفعت أصابعه ببطء و تشابكت بشعرها يلعب به، و هو يرعى فروة رأسها، لقد كان شعوراً جميل و لكنه مألوف جدآ.. شرقت أنفاسها منه بينما كانت عيناه تحدقان في وجهها، و تشاهدان حركاتها، نفس العيون التي هدأتها الليالي الماضية، تلك اللمسات نفسها جعلت قلبها المتألم يشعر بالراحة. كانت لمسته لطيفة جدا و ناعمة... 


كانت العيون تحدثت مكان الكلمات الصامتة، نظراته مثل النذر الأبدي.. كانت تآمل أن يرى الشقوق الذي في روحها، الشقوق التي كانت تلتئم الآن بسببه. كان يملأمها بكل جزء منه و لم يكن لدي رغبة في محاربته.


إحتضن آدم وجهها براحتيه ، وحدق فيها بنظرات والهة ، وأردف قائلاً بصوت ماكر


= أعلم انني وسيم.. لكن هل ستظلي شارده في ملامح وجهي هكذا ؟ كأنك اول مره تريني فيها .


خفق قلبها بقوة ، وتسارعت أنفاسها بصورة لاهثة .. وتحولت ابتسامتها السعيدة بعشق.. إلى عبوس وجهها ليضحك آدم عليها ثم قال بجدية


= هيا يا حبيبتي حتى لا نتاخر على العم أركون الذي ينتظرنا بالمنزل الان .


فهم كل جمعة بالاسبوع يجتمعون بمنزل العم أركون مع العائله... بينما ردت عليه إليزابيث بإبتسامة خجلة وهي مطرقة لرأسها 


= حسنا .


❈-❈-❈


بمنتصف الليل وهناك بمنزل العم أركون كان هو و زوجته ينتظرون مجئ إليزابيث و زوجها آدم " و سافانا و زوجها أيضا، ككل ليلة جمعة يجتمعون هنا، قامت لينا بإعداد الأطباق للعشاء حتى يتمكنوا من القدوم و الحصول على شيء ليأكلون هم و احفادهم الاثنين "موسي إبن إليزابيث و روبي ابنته سافانا" ، لطالما تمنيت لينا أن يعود الزمن إلى وراء لتعامل إليزابيث كأم حنونة حقيقيه، لكن استطاعت الان مع الوقت تعاملها بأسلوب جيد، بعد أن سامحت الجميع واجتمعوا مره ثانيه.


دخلت البهجه لقلب أركون عندما رآه حفيده موسي قادم مع اسرته، التفت نحوه وهو يبتسم على ذلك الطفل الصغير المشاغب الذي تعلق به بشده بسبب براءته ، قذف موسي حقيبته المليئه بالالعاب بالارض الذي كان يحضرها معه بمنزله وهو يركض نحو أركون وصرخ بصوت سعيد


= جدو أركون


هبط أركون على الارض لمستواه واحتضنه بابتسامة عريضة وهو يردد


= اشتقت إليك جدآ يا صغيري.. كيف حالك يا حبيبي جدك


وقبل أن يتحدث عبست روبي بوجهها،حفيدته الثانيه بشكل لطيف وهي تقول بغيرة


= جدو لما تركتني بالداخل بمفردي، و ذهبت لتجلس مع موسي وأنا لا.


ابتسم الجميع علي براءه الاطفال ونهض أركون وهو يجذب الاثنين من يداهم وقال بصوت حماس 


= انا جائع دعونا ناكل معاً ونلعب بعدها .. هل انتم موافقين قد احضرت لكم الكثير من الألعاب، ولا باس تشاركوني بها


هز رأسه كلآ من موسي و ربي بسعادة غامرة وبعد فتره وصل الجميع ليجتمعون حول طاوله الطعام... 


بعد برهة بعدما تناول الجميع، كانت اليزابيث تغسل الصحون في المطبخ ، مع لحن من أغنيتها المفضلة على شفتيها وسافانا كانت جانبها تساعدها وقمت بتحريك جسدها وهمهمت على اللحن معها وهم يبتسمونا الى بعض بسعادة.. وبعد أن انتهوا من غسل الصحون ،تحركت اليزابيث لتحضر القهوة والشاي لهم علي نار هادئة.. بينما بالخارج كان آدم يجلس مع أركون و زوجه سافانا وهم يتحدثون في عده مواضيع.


وكان موسي و ربي يجلسون على الارض وسط كومه الالعاب الخاصه بهم الذي كان يشتريها أركون لهم، بينما قال موسي الي روبي بأسلوبة البريء الذي يخطف القلب 


= انظري هذا القصر لي وانتٍ يا روبي ستكونين معي فيه.. لكن لا تكوني طفله مشاغبه حتى لا اطردك من منزلي .


ضحكت روبي بانبهار وهي ترى كومه المكعبات التي يلعب بها وشكلها على شكل منزل حقا.


و في ذلك الاثناء انسحبت إليزابيث لتقف داخل الشرفة بمفردها، و بدأت تنظر الى كل شيء حولها تتذكر البدايه؟ وما هي اصبحت في الان؟ أغمضت عينيها تستنشق الهواء النقي الممزوج برائحة الأشجار و الطبيعة، محاولة تهدئة صدرها و البحث عن الراحة.. ثم فركت ذراعيها، محاولة تدفئة نفسها من برد الليل الهش. كانت سماء الليل صافية و عميقة. نظرت لأعلى لتجد نفسها مفتونة بجمال القمر الفضي المنقط بسماء الليل الزرقاء الداكنة.. والنجوم المشاغبة تركض حول القمر تلعب و تطارد بعضها البعض. نجم صغير يتلألأ بضوء ساطع، يحدق بها و كأنه يحيها.. النجوم مثل اللؤلؤ الداهي الذي يزين الليلة الزرقاء الداكنة بأروع طريقة، مثل اللوحة الجميلة، تحمل النجوم القمر الليلة و لن يكون القمر الساطع بمفرده. ليس مثلها سابقآ..


= بما تفكري يا ابنة قلبي .


رن ذلك الصوت العميق في أذنها، التفتت اليزابيث له وإبتسامة زهــو تعلو ثغرها فرمقها بنظرات إعجاب .. بينما ركضت نحو آدم وهو يفتح يديه واحتضنته وهي تضع رأسها على صدره، ابتسم وهو يطبع قبلات على رأسها محدثها


= صغيرتي وطفلتي روحي داخلك انتٍ، اي شعور تشعرين به ساشعر به حتماً .. لقد مضى كل ذلك حبيبتي مضى.


اخذ يدها وقبلها و ترقرقت الدموع بعينها ومشاعرها الجياشه داخلها، وكانت يداها حوله و هو كان يفرك ظهرها بلطف، كان هناك شيء يطاردها، كانت يفقد عقلها، وفي نفس الوقت لم تكن مستعدة للتحدث عن ذلك، لكنها احتفظت بكل شيء في الداخل، كانت تؤذي نفسها فقط، بينما أخذت نفساً عميقاً ، وزفرت على مهل ، أطرقت رأسها للأسفل واضطربت نظراتها فقد بدأت ذكريات ظلما تتجسد في عقلها، ثم إستأنف بصوت حزين وقالت 


= انا أعلم، لكني أشعر بالقلق من أنني افقد عائلتي مره ثانيه.. عندما اقف هنا اسرح بخيالية كيف كانت البدايه وانتهت ! بداخلي عده مشاعر من فرح وحزن وانتصار ، لا أعلم متى ستنطفي هذه اللحظات داخلي لا أصدق أن مرحلة الطفولة انتهت.. الحياة غير منصفة.. لن تعطيك ما تشتهي منها دون تنازل !


ربت على كتف رفيقه عمره بالحياة ، وقال حديثه بصوت رخيم وهو يرفع حاجبه للأعلى 


= أتعلمين ماذا يا اليزابيث، أستيقظ دائما في الصباح، معتقدا أن شيئا رائعا سيحدث لي. لكن بعد ذلك أدركت أن حياتي تغيرت تماماً. لا يمكنني العودة إلى ما كنت عليه. يقول الناس، انسوا الماضي و امضوا قدما. لكننا نحن فقط من نعرف مدى صعوبة النسيان لكن كما تعلمين، لأنه لا يوجد شيء مرعب أكثر من القتال مع ماضيكٍ وعقلك كل يوم و البقاء على قيد الحياة في هذا العالم القاسي.


أومأت برأسها في كلماته كان على حق، بغض النظر عن عدد المرات التي حاولت فيها نسيان الماضي، كان لا يزال يطاردها طوال حياتها، طاردها ماضي، حتى في أحلامها أحيانًا تجعل حياتها تشعر بالشفقة والضعف.. بدت متأثرة بكلماته ، وتشنجت تعابير وجهها، ثم سألها بهدوء، و أصابعة تلعب بشعرها و هو يشير إلى الشجرة في حديقة العم أركون


= اليزابيث، هل ترين الشجرة هناك؟


أومأت برأسها بهدوء، فقد هدأت تماما بين ذراعية ليخرج صوته ناعم


= إذا شعرتي يوماً أنك تفقدين كل شيء، فقط تذكري أن الأشجار تفقد أوراقها أيضا كل عام، لكنها لا تزال تقف شامخة و بشجاعة، لأنها تعلم أن أياما أفضل قادمة. 


تنهدت و هي مسترخية بين ذراعيه، ربتت إليزابيث على ظهره ، وشعرت بإمتنان نحوه وهي تقول بخفوت 


= الى متي سأظل اقع في حبك ادم، انت شخص حقا رائع 


وضع آدم إصبعيه على طرف ذقنها ليرفع وجهها نحوه ، وتنهد بصوت مسموع ليقول بحب واضح في نبرته ونظراته 


= اياكي ان تتوقفي عن حبي لحظه واحده! 


حدقت إليزابيث فيه بنظرات والهة ، وأردفت قائلة بصدق 


= سأظل أحبك دائماً ولا أعلم أبدا لماذا ؟أنك حقا سبب يستحق العيش لأجله.. تجعلني أظن أن العالم مكان جيد ..لقد رأيت السعادة ، السعادة التي كان ينبغي أن تكون لي.. وانا معك.


أمسك براحة يدها ، ورسم على ثغره إبتسامة راضية ، ومسح عليها بأنامله بنعومة فإقشعر بدنها من لمسته الرقيقة وقال بهمس وهو مسبل عينيه نحوها 


= هل تتذكري عيد زواجنا أنه يوم الأحد القادم.. يجب ان تكون هذه الليله مميز بيننا 


وضعت يدها حول خصره مجددا، وهي تقول بتنهيدة سعيدة


= نعم اتذكر بالتأكد، ما رايك ان نحتفل بخارج المنزل هذه المره ؟ 


تهللت أسارير آدم وبدت على وجهه علامات السعادة والحماس، فتحدث بشغف


= فكره جيده لكن يجب ان نكون بمفردنا هذا اليوم.. ما رايك ان نترك موسى هنا مع عمك أركون ونذهب نحن حينها؟


وفي ذلك الاثناء كان موسي قادم اليهم وهو يمسك المنزل الذي صنعة من المكعبات ، وتقدم نحوهما حتي يشاهدوا ، لكنه استمع الى كلمات والده الاخيره! و رمــق والده بنظرات حانقة بحزن، وهو يصيح بصوت مسموع بصدمه وغيظ


= أبي ، لقد سمعتك؟ تريد أن تخرج وحدك أنت وأمي وتتركني هنا مع جدو .. يا إلهي هناك مؤامرة ضدي تحدث هنا.


نظروا الي بعضهم بذهول بصمت، ثم التفت موسي إلي الداخل مره ثانيه وصـر على أسنانه بشراسـة ، وتوعد لهم قائلاً بصياح بصوت محتد 


= الجد أركون ، انظر ماذا يريد والدي أن يفعل بي


لــوى آدم فمه قائلاً بصوت خافت وبتهكم صريح وهو يرمق رحيل طفله بنظرات حادة بحسرة


= يا إلهي فضحنا هذا الفتى بين الجميع .. لم نعد نحتفل في هذه الحالة ماذا سنفعل؟


كافحت إليزابيث لتكتم ضحكتها بصعوبة علي أسلوب طفلها، ثم أومـأت برأسها وهي تردف ، بينما ظلت إبتسامتها مرتسمة على شفتيها


= لا يوجد حل سوى الخروج في نزهة بعد يومين ، حتى يظن أننا كنا نتحدث عن هذه النزهة ، ويوم الأحد نتركه مع سافانا و زوجها.


صمت آدم قليلاً وقد إرتسم على ثغره إبتسامة انتصار ، وهتف قائلاً بسعادة واضحة 


= خطة رائعة حياتي .. حسنًا سنفعل ذلك ، إذن اصمتي ولا تتحدثي أمام ابنك بحرف واحد.


❈-❈-❈


وقد ظهرت نتيجه اليزابيث بعد أيام ونجحت بتقدير جيد جدا.. بينما سافر آدم بعد أيام قليلة وعاد إلى تلك القرية مرة ثانية ليرى صديقه زين ويهنئه على طفله الثاني. فهو بعد أن تزوج بعام أنجب ولدا .. وأنجب طفله الثاني من زوجته! كان آدم على اتصال به من حين لآخر ، وفي بعض الأحيان كان يذهب لرؤيته بمفرده .. ورغم أنه رأى سعادته بزوجته وعائلته الجديدة ، إلا أن غيرته منه لا تزال تتحكم فيه ولا ينسى أن زين كان يحب إليزابيث زوجته ..وأم طفله.


❈-❈-❈


في سيارة آدم راقب الطريق بنظرات لاهفه وهو في طريقه الى اليزابيث فاليوم هو عيد زواجهم، وقبل قليل قد أتصلت به زوجته واخبرته ان ياتي مبكراً ويحتفلون في المنزل بدلا في الخارج وسوف تعد له مفاجات كثيره، وكان مرتدياً أرقى بدله ( ذات اللون الأسود ) على غير عادته، وبعد برهة صف هو السيارة أمام منزله وترجل منها، ثم أسرع ليخرج مفتاحه من جيبه لكن تفاجئ بأن إليزابيث هي من فتحت الباب أولا! جاب آدم بأنظاره علي جسد زوجته، فرأه أمامه حوريه .


لتلتمع عينيه حابساً انفاسه فور وقعت عينيه عليها حيث كانت تقف أمامه ..شعر بضربات قلبه تزداد بشدة وهو يتأمل جمالها الصاعق في ذاك الفستان الذى كانت ترتديه..حيث كانت ترتدي فستان من اللون الأحمر الغامق المزين بالورود الرقيقه محكم التفاصيل حول جسدها مبرزاً قوامها الرائع اما شعرها فاصبح ذو بريق لامع يتلألأ بجمال فوق كتفيها كشلال من الحرير اقل ما يقال عنها انها رائعة.. شعر بأختفاء العالم من حوله وهو يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة لها بشعرها وتسريحته الخلابة انتهاء بذلك الفستان و الذى اختطف دقات قلبه....نظرت اليزابيث نحوه ، وتسائلت بحيرة وخجل من نظراته


= هل ستظل مكانك طول اليوم.. تفضل إلي الداخل.


لف ذراعه حول خصرها بتملك علي الفور و أجابها بنبرة عميقة وهو يسحب ذراعها لتتأبط فيه 


= هل كل هذا الجمال لي وحدي. .


تورد وجهها خجلاً متوتره ثم سـار الإثنين سوياً إلي داخل المنزل المغطى بالسجاد الأحمر حتى وصلوا لغرفه، تتعالي منها موسيقى هادئة و ساحرة فور دخولهما، فسلط آدم أنظاره على تلك الأجواء الرائعه ..ابتلع آدم ريقه، وتأمل بإنبهار واضح على ملامح وجهه المجهود الفظيع الذي قامت به زوجته بالمنزل.. حتى انها لم تنسى ان تصنع له كل الوجبات المحببه له من يدها ، خط على الأرضية الخشبية والتي أضاءت تدريجياً بإضاءة رقيقة أدهشت آدم للغاية وأحبها .. سأل بفضول وهو يطالع حوله بإعجاب من هيئه المنزل 


= ما هذا الجمال إليزابيث.. متى وكيف فعلتي كل ذلك ؟


أجابت إليزابيث مبتسمة وهو يرمقها بنظرات حانية 


= هل أحببت ذلك؟ بعد أن خرجت للعمل في الصباح ، دعوت موسى إلى منزل سافانا ، ثم اشتريت كل ما أحتاجه وأعدت كل شيء هنا ، لأفعل ذلك الجو الجميل


أبهرته حقا.. خفق قلب آدم بقوة ، ونظر إلى اليزابيث غير مصدق ما فعلته زوجته ..بينما إبتسمت هي له بعذوبة ، وهمست قائلة


= احببت أن نحتفل على إنفراد بحياتنا الجديدة


لف آدم ذراعه حول خصرها وأمسك بكف يدها بقبضته الأخري وقربها إليه ، فإلتصقت بصدره، وإستندت بكفها عليه ، وحدقت فيه بنظرات فرحة .. و راقصها بحركات بسيطة للغاية ودار بها بخفة ، ثم تابع قائلاً بهمس 


= شكرا يا حياتي على ما فعلتي ، هذا هو حقًا أفضل احتفال بعيد زواجنا ، كل عام وأنتٍ بخير ومعي دائما .. أحبك إليزابيث .. أحبك كثيرا


رمقته بنظرات ممتنة ، وردت عليه بسعادة


= سأظل احبك دائماً ولا أعلم أبدا لماذا ؟ عندما التقينا اعتقدت أنه الوقت الخطأ، هذا ما كنت أقوله لنفسي باستمرار على أي حال.. لكن بعد مرور الزمن ، عرفت بأن الافضل نعطي أنفسنا فرصة أخرى.


دس يده الأخرى في جيبه وهو مازال يحضنها، وأخرج منها خاتماً رقيقاً مصنوعاً من الألماس ، وقال بنبرة هامسا تحمل الجدية 


= ارتكبي أخطاء وتعلمي منها ، وعندما تؤلمك الحياة ، لأنها ستؤلمك، تذكري الأذى جيداً. فالألم جيد. ويعني أنكِ خرجتي من ذلك الكهف.


زادت خفقات قلبها ، وترقرقت العبرات في عينيها الزرقاوتين تأثراً بما يفعله من أجلها .. واخذ يديها ليضع الخاتماً بها ليكمل آدم بإبتسامة ناعمة


= لا داعي للتفكير يا إليزابيث ، استمري في حياتك المفقودة معي في المستقبل يا عزيزتي.


هزت راسها له بالايجابي بابتسامة عريضة ثم توقف عن الحركة بعد أن أشارت له اليزابيث بان يتناولون الطعام قبل ان يبرد ، وأرخى ذراعه عن خصرها ، وتراجع مبتعداً عنها .


بينما سحب الكرسي القريب من طاوله الطعام لتجلس إليزابيث ثم جلس هو الآخر، متأملة ملامحه الرجوليه ابتسم آدم عندما لاحظ أنها لا تبعد عن النظر لوجهه، لكن لم يعلق ولا يريد ان يحرجها... تناولوا العشاء وسط ذلك الجو الهادئ والموسيقى الرومانسيه. 


هذه الليله، تعامل معها كما لو كانت شخصا ثميئا بالنسبة له. لم تكن تتوقع منه أنه سيعلم ما بها دون تستطيع الشكوى ، کان كشيئا احتجته بشدة بحياتها الماضية.


مسح آدم بكفيه برفق على ظهر إليزابيث بعد أن تراجعت برأسها للخلف ومـرر عينيه على وجهها الذي يعشق تفاصيله الدقيقة ، وشرد في زرقة عينيها ، و عبرت عينيه عما يكنه قلبه نحوها.. وفي لحظات حملها ليصعد بها إلى الغرفه.


انزلها أعلي الفراش شعرت بتنهيداته الحارة تلفح وجنتيها ، فزادت من حمرته وأربكتها بشدة ..اقترب آدم ببطء من صدغها ، وتلمس بشفتيه ملمسه الناعم ، فإنكمش جسدها من لمساته..و مجدداً إستشعرت حرارة قبلته على شفتيها .. وعندما بدأ آدم في ازاحه حملات الفستان من اعلى كتفها لاحظ شيء ما أعلي بشرتها.. وأنها قد رسمت وشم خاص به!


انحنى قليلاً وهو يقبل مكان الوشم لتمسك إليزابيث كتفيه لتبعده قليلاً عنها لكنه عبس... يريد أن تقربه اكثر من أنها تحاول ابعاده .. نظر بعينها بحده مكتوم وزمجره غاضباً وهو يطبع جسده على جسدها وهو يرفع يده اعلى راسها ويده الاخرى تمسك وجهها لينظر نحوها بنظره رغبة ويظفر شفتيها اكثر واكثر يقبلها وكانه لم يقبل احد من قبل يمسك رأسها بقوه وهو يقبلها اكثر، شفتيه كادت ان تحترق او تقلع كأنه هو لم يتناول من قبل ، ازاح شفتيه عنها وأغمضت عيناها باستمتاع ، نظر آدم اليها وتحديداً رقبتها وازاح شعرها المنسدل عن تلك المنطقه مشى خطوات وهي تتراجع نحو حائط الفراش ، بينما ردد آدم بتنهيدة لاهثة 


= وشم ! متى طبعتي علي جسدك؟ لم اراه من قبل 


حمحمت اليزابيث ببطئ حيث حركاته التي تجعلها تذوب، ظهر جزء كبير من رقبتها بينما مرر ابهامه على الوشم المكتوب " آدم لي" باللغة الفرنسيه ليبتسم على طريقه تملكها بالوشم كانها تريد أن تثبيت للجميع بانه لها وحدها ملكيه خاصه.. أومأت برأسها بإيماءة خفيفة ، وتابعت برقة وهي تحنى رأسها للأسفل


= لقد فعلته قبل يوم ! الم يعجبك . 


ألصق جسدها في صدره ثم وضع آدم إصبعه على وجنتيها ، وتحدث إليها بصوت خفيض للغاية 


= بلا مذهل، لكن هل يؤلمك ؟ 


كانت شارده به وبنظراته المليئه بالغرابه وشفتيه الكبيره المنفرجه قليلاً... ثم أومأت له بالايجابي لانها ببساطه لا تستطيع التحدث كانت تذوب بين ذراعيه... وهو يرمقها بنظرات متيمة للغاية ، وممسكاً بأناملها بأطراف أصابعه ، وأردف بنبرة رومانسية هادئة 


= اعشقك يا أغلى من عمـري ! اعشقك يا إبنه قلبي.


رسمت على ثغرها إبتسامة راضية وهي مسبلة عينيها بينما يدها تعبث بصدره بأنامل يدها 


= وانا ايضا أعشقك آدم.. اعشقك يا منقذي !


لم يعد بعدها للحديث اهمية وبعد دقائق قليلة من التلاحم والإندماج العاطفي بين أجساد العاشقين ، نجح آدم في إيصال زوجته إلى ذورة الحب ، وبث فيها حرارة العشق الذي كان كل يوم يزداد بينهما اكثر واكثر........


❈-❈-❈


مــرت عدة أيام.. تحركت إليزابيث بالفراش تشعر أنها نامت لدهر فتحت عيناها بقوه وهي تشعر بجسد قريب كان نائماً بسلام فقط بـ بنطلونة يضع يده على جبهة وصدره العاري ابتسمت وهي تقبل يده فكان نائماً بعمق.. في حين اقتربت تنام على صدره العاري وهي تستنشق عطره مسح على رأسها وهو مغمض العينين


= صغيرتي كم الساعه الان ؟


تسللت أصابعها لترسم خطوط وهميه على جسده وهي تنظر إلى ساعة الحائط


= انها العاشرة والنصف !


فتح عيناه بخمول وهو يجلس على السرير يستريح بجسده عليه


= آه انني متعب قليلا !


قبلت وجنتيه و أدارت رأسها ناحيته وهي تجيبه بصوت منخفض


= سلامتك حبي ساذهب معك اليوم واساعدك بالعمل بعد أن يذهب موسي إلي الروضة... لكن متى اتيت؟ لم اشعر بك وكيف نمت هنا علي الفراش.. اخر شيء اتذكره انني كنت بالاسفل اشاهد التلفاز بانتظارك


نظر نحوها بنعاس رمقها بنظرات ممتنة وهو يرد عليها


= كنتي نائمه، لم اريد ايقاظك تركتك نائمه 


قربت نفسها منه اكثر تشعر انه مغناطيس وهي حديد.. أمسكت بشعره بخفه تشد عليها اكثر فقبلته بقوه وكانت اشاره خضراء له.. لينقض على شفتيها بقوه ويديه تتسلل أسفل الفستان خلف ظهرها يحاول فتح ازراره، بينما لاحت على ثغره ابتسامة عابثة ، ودار برأسه الكثير من الأفكار المتهورة ..هو يشتهي وجودها بقربه ، ويُمني نفسه بقضاء أمتع الأوقات في أحضانها.. أبتعد قليلاً ونظرت بعينيها كانت تشعر بطاقته تنتقل بجسدها انفاسه الحاره التي تلفح وجهها تشعر أنها تود تقبيله ولا تبعد عنه ابدأ كان فقط ينظر بوجهه.. بعينه ! ليتحدث وشفته ترتطم بخاصتها باشتياق


= اشتقت إليكٍ لذلك أتيت مبكراً من العمل بالأمس... وأنتٍ لم تتصلي بي طوال اليوم.. لذلك اتيت لهنا وضعتك هنا ونمت. 


كان يشير لصدره فهي كانت نائمه هنا.. وهنا علمت سبب نومها العميق هو أنها كانت بالنعيم ذاته، تنام بجانب قلبة... ثم طبع قبلة حارة على عنقها فألهبت مشاعرها نحوه أكثر ، وبدأ يبث إليها أشواقـه الحارة مستخدماً طريقته المغرية التي أصابتها بالجنون واللهفة ، و ماهي إلا لحظات حتى انغمس الاثنين في لذة العشق ، مثل أسعد زوجين عاشقين منسجمين في روحهما وجسدهما ...


بعد مرور ساعتين... كانت دندنت إليزابيث بحماس وهي تحضر الفطور بعد أن اغتسلت وفي ذلك الاثناء كأن آدم يهبط الدرج واستمع إلى صوت دندنة خافتة تنبعث من المطبخ ، فقطب جبينه متعجباً وهو يتقدم نحو الصوت ، ليبتسم بعشق عندما علم أنها هي زوجته ثم تسلل بحذر نحوها، بينما شهقت اليزابيث بذعــر حينما رأت من يحاوطها من الخلف ، وتلوت بجسدها محاولة تحريره ، ولكن طمأنها آدم بسرعة قائلاً بصوت هادئ 


= إنه أنا.. يا إبنه قلبي. 


إستكان جسدها نوعاً ما بعد أن إطمأنت منه ، ثم التفتت له ، و زادت إبتسامة إليزابيث إشراقاً وهي تقول بفخر


=ما رأيك بتلك الأجواء الرومانسيه التي فعلتها


جذبها آدم ناحيته ، وطوقها بذراعها من خصرها ، وضربها بمقدمـة رأسه في جبينها ، ومازحها قائلاً محاوله اغاظها 


= وما الرومانسية بالموضوع مجرد وجبة خفيفة


ضربته في صدره بقبضتها بضيق.. ثم ردت عليه بإبتسامة صافية وهي تجيبه بدلال


= الرومانسية حبيبي أنني أصبحت زوجتك يا آدم.. انا زوجه آدم نيشان العظيم.. ألم يكفي ذلك .


تسارعت أنفاسه من فـرط الحماسة الممزوجة بالسعادة الغامرة.. وإلتوى ثغره بابتسامة مثيرة للغاية وتابع بصوت رخيم 


= بلا يكفي جدا.. فإنتٍ الملاك الذي أضاء حياتي !


الفراشات التي بمعدتها بدأت تطير، وبدأوا يتناولون وجبة الإفطار وهي لم تشعر بطعم شيء ، بسبب نظرات آدم التي لا تفارقها ابدأ.. ضحك وهو يشعر بمدى احراجها منه و بدأ هو يطعمها ، دنا آدم منها ، وانحنى برأسه ليقبل حبيبته ، وهو يردد 


= علميني الطبخ يا إليزابيث ، طعامك لذيذ حقاً


أبتسمت ابتسامة رضا وهو يضع اللقمه بفمها وكان يبلع ريقه وهو ينظر لشفتيها، ورمقته بنظرات ناعمة ثم قالت برخامة


= لا لن اعلمك الطبخ 


نظر بعينها وإحتقن وجـه آدم نوعاً ما ،وتحدث بانزعاج 


= اوه لماذا؟ لا تكوني شريره... أنا أتكلم حقا


غمــرت السعادة قلب اليزابيث وهي ترى زوجها يشاركها أبسط الأمور .. ثم ابتسمت اليزابيث له و حركت رأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد مدعية التفكير


= ممم حسنا دعني افكر قليلاً.. يمكن أن اوافق لكن سوف أضع بعض الشروط التي ستنفذها دون نقاش.. لكن أنت ماذا ستعلمني في المقابل ؟. 


أبتسم وهو يقبل شفتيها بقوه ثم لف ذراعه حول زوجته ، وقبل جبينها قائلاً بصوت خبيثه


= ساعلمك اشياء أخرى اكثر فائده من الطبخ ! وسوف تحبيها أكثر .


ضحكت عندما علمت معني كلماته ، لينهض فجأة وهو يحملها من مكانها صاعدا بها الدرج، لتشهق إليزابيث قائله بدهشة


= إلي أين ؟ ، لم اكمل شروطي بعد


أجابها آدم مبتسماً بمكر وهو يرمقها بنظراته العاشقة


= سنكملها على سريرنا عزيزتي.


طالعته بعينيها بحب ممزوجه بفرحه بسعاده مطلقه لينظر لوجهها وهو يبتسم ويقبل كل انش بوجهها بعشق.. وسبحا سوياً في عالم خاص بهما ، فإرتوت فيها إليزابيث من بحور الغرام ، وإرتشف فيها آدم من أنهار العسل المصفى .. 


مختلف.. ! كان كل شيء مختلف معه.. منذ أن رحلت من تلك القرية وجاءت وطنها الأول! وانجبت طفلها عرفت طعم السعادة والحب الحقيقه، و الأمان الذي افتقده بسبب تجاربها بالحياه قد عادت تشعر بة مره ثانيه بفضلة... لكن تلك اللحظات التي كانت تعيشها مع أسرتها الصغيرة ! مختلفه حقا.


❈-❈-❈


بـعد مـرور سـنتين...


كانت اليزابيث جالسه على السرير و الهالات تحيط بها وفركت عينيها بإرهاق .. وهي تتحدث بنبرة غيظ


= نامي يا عزيزتي، لم انم منذ يومين هل انتِ سعيده كوني مستيقظه؟ لا اعلم لمن انتٍ مشاغبة هكذا.. ألم يكفي موسي علي .


ضحكت الصغيرة ليلي طفلتها الثانية.. التي تتوسط يدها فقد أنجبت مره ثانيه لكن هذه المره فتاه كما كان يتمني آدم.... والان أصبح موسي بالمدرسة.... وانها الفتاه المدللة الان الي آدم بعدها.. أو قبلها لا تعد تعرف! لكن ادم لا يتحمل عليها نسمة هواء ولا يستطيع أن بغضب عليها... و أحيانا يشعر موسى بالغيره نحوها و إليزابيث أيضا! فكانت الطفلة ليلي في بدايتها تحظي على اهتمام آدم كله، لكن مع الوقت استطاع ان يعطي الثلاثه حقهم من الدلال والحب! اما العمل "المطعم" كأن يسير بصوره مثاليه جدآ رغم أن إليزابيث لم تعد تذهب كثيراً الى المطعم بسبب اهتمامها بأطفالها الاثنين ، لكن لم تكن حزينه لذلك بل كانت سعيده جدا وهي تقضي اكثر اوقاتها معهم .


إستمعت إلى صوت صغيرها موسي وهو يهتف بضيق بينما ممسك بريموت سياره صغير في يده


= أمي ، العبي معي! هل ستحظى هذه الفتاة الصغيرة بكل الاهتمام... وليس أنا؟


ابتسمت اليزابيث له بحب رغم تعبها ثم وضعت طفلتها أعلي الأرض وسط كوم الألعاب و تحركت في إتجاه موسي لتلهو معه قليلاً ، ولكن تركها فجاه الصغير ليركض في إتجاه والده حينما رآه وهو يهتف بسعادة واضحة 


= ابي لقد عاد.. ابي عاد !!


ركض آدم نحوه مبتسماً بحنان وهو يحمله مقبلاً اياه بقوه، ثم داعب وجنتيه بإصبعه ودغدغه في جسده ، فتعالت قهقهاته الطفولية التي خطفت قلبه.. ثم اعطي له حلوه ليسعد بها موسى وتعلق بعنقه اكثر وتشبث به.. ثم بحث آدم بعينة بلهفة وشوق


= أين صغيرتي ؟


بالتاكيد كان يقصد طفلته الصغيره ليلي، التي ركضت هي الأخري بسرعه نحوه بخطوات متعثره تتشبث به من قدمه وهي تهلهل بسعاده ، حملها آدم على كتفه وهو يطبع القبلات على وجهها.. بينما اقتربت اليزابيث وهي تتحرك بخطوات غاضبة وهتفت متذمرة 


= انا متعبه جدآ آدم، خذ ابنتك وحاول ان تنيمها


أنزل آدم أطفاله بالأرض الاثنين ، وجذب زوجته قبل ان ترحل ، بعد ان تفهم غيرتها من اطفاله! بينما دنا آدم منها ، واحنى رأسه ليقبل حبيبته ، وهو يردد بنبرة واثقه


= حتي إذا أنجبتي 20 طفل ! ستظلي انتٍ الحب الأول والأخير ..


اريحها إليزابيث حديثه أنها تنال في نهاية المطاف على ما كانت تحلم بة حب آدم... وقبلها بشغف الآسرة .. بينما طوق آدم بذراعه زوجته وهو يتطلع إلي أطفاله ، وضم إليزابيث إلى صدره ، وهمس بتنهيدة إرتياح 


= فليديمكم الله في حياتى !


امتثل آدم بالأخير إلى طلب إليزابيث وهـز رأسـه موافقاً ، لياخذ هو اليوم هذه المهمه ويحاول ان ينيم الصغيره بينما هي ذهبت لتنيم موسى بغرفته! ولم تكن الا دقائق و ليلي تغفو على كتفه... بعدها خرجت اليزابيث من الغرفه فقد كان جسدها منهكة للغاية ، ولم تعد بإستطاعتها البقاء مستيقظة .. لتجد آدم كان ينتظر امام غرفتهم . 


أبتسمت له ثم لفت ذراعها حول خصر آدم وسارت معه بخطوات متمهلة نحو غرفتهما .. ولج الاثنين إلى الداخل ، وعاونت هي زوجها في التمدد على الفراش ، فرمقها بنظرات حنونة مطولة بانها رغم الارهاق التي تشعر به مع اطفالها طوال اليوم، لم تنسى الاهتمام بة، ثم نامت هي إلى جواره فإحتضن كفها الناعم براحتيه ، وإرتسم على وجهه المتعب إبتسامة ساحرة ..


مسدت بيدها على رأسه بحركة هادئة وثابتة ، فشعر بملمس أناملها يتخلل خصلات شعره ، فتنهد بحرارة ، يتطلع إليها بعينيه تشع عشق دفين! رمقته هي بنظرات دافئة ، بإبتسامة ناعمة وقالت بتنهيدة حارة


= أنا أعشقك آدم .


ظل مبتسماً بعشق ، ثم رفع رأسها في مستوى نظره لتمسك عينيه بعينيها الزرقاوتين ..أنزل آدم يديه عنها ، ورمقها بنظرات شغوفـة


= وأنا أيضا ، أعشقك يا إبنه قلبي .


كانت نظراتهما كافية للتعبير عن صدق إحساس كلاهما .. نامت على صدر آدم وهو يطبع قبلات على رقبتها واخرى على شفتيها و رفع يده يفك رابطه شعرها وهو يعيد حماله الثوب للوراء ليقول بجدية هادئة


= ما رأيك في أخ جديد لموسى وليلي .. لا تنظري إلي هكذا ، سأساعدك في تربيتهم.


ضحكت بخفه وهو يلتهم شفتيها وضعها بحضنه بينما مشت اصابعة حافيه على كتفها العاري... لـ يعتدل آدم و يسحب إليزابيث من خصرها وهو يقبلها بحب كبير لتبادله هي نفس القبلة....


كان حلم بالنسبه لها ما يحدث حولها ، وفي المستقبل حقيقه بالفعل... بأنها أصبحت ام لطفلين "موسي وليلي"..و أصبحت زوجــه بعد ان كانت تري نفسها عـاهرة بلا قيمه ، ولا تستحق شيء بالحياه...


آدم هو الحب الأول الذى مزج قلب اليزابيث، أحبها بكل جوارحه، سطرت فى قلبه ومخيلته اسمى أنواع التفانى والتضحية للحبيب، عاشت أيامها حلوها ومرها... مـعـة... سعادة حقيقية تذوقتها مع عائلتها الصغيرة ! وهو عاش وسط أجواء الأسرة الهادئة المستقرة الذي لم يحظي بها في حياته السابقة ...


كأن كل واحد منهم بحاجة لشيء في حياته .. كان آدم يبحث عن دفء الأسرة .. وكانت هي بحاجة إلى الأمان! كان ذلك اليوم الذي أعلنت فيه حبها له..وقبلت أن تستمر حياتها معه ، وسلمت قلبها له قبل جسدها .. فتمتع بحبها ، وأصبح أسعد الرجال.


وفي نهاية الليل الدامس لعقول كانت لاهية عن تلك الاوجاع... فأخيرا نهاية صمت الم امرأة عانت كثيراً الى أن قررت تنطق، لتكتب نهاية المعاناة.. نهاية الليل.. ولكنها بداية الاشراقة !..

__________________________________


- تـــــمــــــــــت بحمد الله - رأيكم يهمني جدآ و ريفيوهات كتيره _ولنا لقاء قادم أن شاء الله🔥كنتم مع الكاتبه خديجه السيد ♥️♥️


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

روايه أحببت سلفي للكبار فقط 🔞🔞🔞 آحببت سلفي الفصل الآول والثاني

البارات 3من (روايه جنه سليم 💖🙈)

رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم منة الله رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء البارت الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم منة الله رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الجزء الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم منة الله

رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الفصل التاسع والعشرون والثلاثون بقلم منة الله رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء البارت التاسع والعشرون والثلاثون بقلم منة الله رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الجزء التاسع والعشرون والثلاثون بقلم منة الله

رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الفصل الواحد والثلاثون والأخير بقلم منة الله رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء البارت الواحد والثلاثون والأخير بقلم منة الله رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الجزء الواحد والثلاثون والأخير بقلم منة الله

روايه ( عشق الزين _ الجزء الثانى ). البارت السابع بقلم زيزي محمد

رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم منة الله

جميع الروايات كامله