رواية قلب في المنفي الفصل الاول حتى الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه هدير محمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
" فكيلي زراير قميصي...
رفعت عيناها بأتجاه عينيه المخيفة و نظرت له بعدم فهم... غضب آدم لانها لم تنفذ ما قاله فقال بنبرة مخيفة
" ايه مبتسمعيش ؟ بقولك فكيلي زراير قميصي... يلا !!
اومأت له بخوف و قرّبت يداها من قميصه و بدأت فك أول حتى وصلت للأخير...
" جدعة... يلا قلعهولي...
' ايه !!
" انتي لسه هتتفاجئي ؟؟ خلي بالك انا مبحبش اعيد كلامي مرتين...
امسكت ياقة القميص و ازاحته من كتفاه و عيناها بعيدا عنه... تحاول تلاشي النظر إليه... بينما آدم عيناه عليها... كم هي خائفة منه للغاية... خلعت قميصه كله ليظهر امامها بعضلاته و جسده الرياضي الجذاب... لكن لم تهتم... هي تريد الهروب منه... أخذ القميص من يدها و القاه على الاريكة... نظر لها و هي عيناها للأرض ليس عليه... امسك ذقنها و رفع رأسها اليه لتكون عيناه في عيناها... عيناها الزرقاء الجميلة غارقة في الدموع تنظر لعيناه السوداء الحادة الباردة...
" خايفة مني ؟
عادت للنظر في الارض و هذا اغضبه كثيرا... امسكها من يدها بشدة و قال بحدة
" بُصيلي !!
رفعت عيناها بإتجاه عيناه بصعوبة و يدها تتأ*لم من قبضته القوية... قال بغضب
" اي حاجة اقولها تنفذيها من غير نقاش... فاهمة يا أسيل ؟ و لا تحبي افهمك بطريقتي ؟
' فاهمة...
قالتها بضعف و هي تبكي بشدة... صرخ فيها قائلا
" بطلي عياط !!
خافت من صوته و حاولت كتم شهقاتها و آنين بكائها بصعوبة... لاحظ آدم انها جسدها يرتعش من الخوف منه و شفتاها تتخبط ببعضهما و مُغمضة عيناها و تعتصرهما بشدة و هي خائفة من افعاله القادمة... خفف على يدها قليلا و عيناه وقعت على شفتاها التي ترتعش... لَف يده على خصرها و باليد الثانية ابعد شعرها عن وجهها و حاوط وجنتها بكف يده الخشن و عانق شفتاه بـ شفتاها... تفاجئت أسيل و هو يلتهم شفتاها بشدة... حاولت ابعاده لكن من هي أمام ذلك الوحش... يُقبلها بوحشية و كانت تشعر انها ستمـ,ـوت بين يداه... لامست دموعها كف يده الذي على وجنتها... خَفَف عليها رويدا رويدا حتى تحولت قُبلته من وحشية الى قُبلة حنونة جدا... ظل يُقبلها لدقائق حتى هدأت و توقفت شهقاتها... ابتعد عنها لتتنفس قليلا... صدرها يعلو و يهبط بخوف... لم ينكر انه تلذذ بطعم شفتاها الوردية و الناعمة... نظر لها مبتسمًا ابتسامته الخبيثة و قال
" بقيتي احسن ؟
نظرت له بخوف و الدموع في عيناها و قبل ان تتفوه بكلمة شعرت ان الارض تدور بها و فقدت وعيها... امسكها آدم بسرعة قبل ان تقع على الارض... حملها آدم بين يديه و وضعها على السرير برفق... نظر لها لوهلة ثم نادى على الخادمة...
* نعم يا آدم بيه ؟
" هاتيلي دكتور هنا بسرعة...
* حاضر...
رنت الخادمة على الطبيب و آتى لفحص أسيل... و عندما مسك يدها... غضب آدم كثيرا... لا يعرف هل هذه غيره أم ماذا... لكن الذي يعرفه جيدا ان لديه حساب مع أسيل يجب تصفيته !
* ضغطها نزل و معدتها فاضية... رجاءًا لما تصحى تاكل كويس و تاخد الڤيتامينات اللي كتبتها...
" تمام...
* الف سلامة... عن اذنك...
خرج الطبيب مع الخادمة... اغلق آدم الباب و التفت الى أسيل النائمة... اقترب منها و جلس بجانبها... نظر لجسدها بشـ,ـهوة و على شفتاه ابتسامته الخبيـ,ـثة... تلك الفتاة جميلة... هي من زعزعت حصون آدم نصار و هدمت ثباته و لأول مرة يضعف أمام إمرأة بهذا الشكل... لاحظ آدم ان على يدها هناك جزء احمر من مسكته الشديدة لها و قال بشر
" و لسه يا أسيل... دي البداية بس !!
نظر إلى شفتاها و ابتسامته الشريرة زادت... اقترب منهما و قَبلها مجددا... فتحت أسيل عيناها و تفاجئت عندما وجدته يقبلها... وضعت يداها على صدره و تحاول ابعاده... لكن لم تستطع... بعد دقائق ابتعد عنها و قال
" معلش صحيتك... بس انا مستعجل... يلا اقلعـ,ـي...
' أرجوك ابعد عني !
" لا ابعد ايه يا أسيل... ده انا دافع فيكي 6 مليون عشان تبقي معايا هنا و مِلكي...
اخفضت رأسها بحزن... لقد باعها والدها إليه رغم انه كان يعرف ان آدم شخص سيء... لقد قبض ثمنها و سلمها اليه بنفسه... لقد كسـ,ـرها ! ابتسم آدم عندما رأى كم هي حزينة و مكسـ,ـورة على كرامتها و قيمتها التي قبض والدها مكانهم بالمال... ازاح خصلات شعرها للخلف و قال هامسًا لها
" مش يلا بقا ؟ ولا انتي خايفة من حاجة ؟!
دفعت يده و نظرت له بغضب و قالت
' معنديش حاجة اخاف منها !
" اممم... يعني منمتيش مع واحد قبل كده ؟
' اخرس !! انا اشرف منك... اياك تتطاول على شرفي !!
" بتعلي صوتك عليا ! هو انتي محرمتيش ؟؟
خافت من نظرته إليها و زحفت برجلاها للخلف... اقترب منها و شدها اليه و حاوطها و قال بخبـ,ـث
" عيبك الوحيد يا أسيل انك لسه غبـ,ـية... ده انتي بقيتي مِلكي... عارفة يعني ايه مِلكي ؟ يعني ملكيش حق تعترضي في اي حاجة اعملها فيكي... و لو عايزة تعترضي او مثلا في اعتراض جوه راسك عايزة تقوليه... هاتي فلوسي اللي ابوكي حطها في كِرشه الاول... لكن غير كده مسمعش نفسك يا أسيل... اتقبلي الواقع... انتي بقيتي مِلكي... جسـ,ـمك ليا !
كلامه كان ڪالخـ,ـنجر فَتَك قلبها... بكت بأ* لم و هو يُعريها من ملابسها و يضع علامات امتلاكه عليها دون ان يبالي بها و بدموعها و رفضها... أخذها بالاجبار !
*********
تاني يوم.....
كانت أسيل مُلتفة بالغطاء و تبكي بشدة... و آدم في الشرفة يشرب سيجارته... ينفث الدخان و ينظر لها و هي تبكي و هو سعيد للغاية... لقد كسـ,ـر غرورها و كبريائها بعد ان تزوجها و جعلها تنام معه بالاجبار... لقد فعل ما برأسه...
اطفأ آدم سيجارته و دخل الغرفة... وقف أمامها و قال
" بس كويس طلعتي بنت... لو مكنتيش عذراء كنت هتعامل معاكي بشكل اقذ*ر من كده يا أسيل !
نظرت له بقر*ف كل ما تتذكر انه لمـ,ـسها و قالت بغضب
' انا بكر*هك !!
ضحك آدم بسخرية و قال
" قال يعني انا دايب فيكي...
' اومال اتجوزتني ليه ؟ دفعت الفلوس دي كلها ليه ؟ لمـ,ـستني ليه ؟
" دي قرصة ودن ليكي... مش انا اللي اترفض يا أسيل... و انا لمـ,ـستك ليه ده عشان تعرفي ان اللي بعوزه باخد غصب عن اي حد !
' و انت اي وحدة هترفضك هتعمل فيها كده ؟
" مفيش صنف بنت رفضتني لحد اليوم ده...
اقترب منها و امسكها من شعرها...
" انتي بس اللي رفضتيني...ف اشربي بقا نتيجة غبائك... تأ*لمت أسيل و حاولت ابعاده عنها لكنه كان شديدا عليها و يتلذذ برؤيتها تتأ*لم أمامه... صرخت أسيل قائلة
' ابعد ايدك و سيب شعري !!
" مش انتي اللي تؤمريني...
' انت بتو*جعني !
" و ده اللي انا عايزه... و انتي ضعيفة كده و مش قادرة تدافعي عن نفسك بتخليني مرتاح راحة... مش قادر اوصفهالك يا أسيل...
' انت بتعمل معايا كده ليه ؟!
" عشان رفضتيني... فيها ايه لو كنتي سمعتي كلامي و قضينا ليلة حلوة سوا... ليلة وحدة و تعدي بدل وجع الدماغ ده كله... بس انتي عملتي فيها الخضرة الشريفة عليا و رفضتي... بس يا خسارة... وقعتي مع الشخص الغلط...
' بتعا*قبني عشان مرضيتش از*ني معاك !
" قولتلك اللي بعوزه باخده... و الصراحة انتي عجبتيني... و بعد ما لمـ,ـستك عرفت اني هحتاجك تاني و تالت... ف تحمدي ربنا اني كتبت عليكي... ولا تحبي اطلقك و اعمل نفس اللي عملته من شوية ؟ تحبي اوريكي الز*نا على اصوله ؟
نفت برأسها و هي تبكي... ابتسم آدم و قال
" شاطرة... يبقى مسمعش نفسك تاني !!
دفعها على السرير بقوة و دخل ليستحم... امسكت أسيل رأسها بأ*لم من مسكته و ظلت تبكي و تتذكر ما حدث منذ البداية... مسحت دموعها بيدها الرقيقة و تدعي على والدها لانه سلمها له بكل سهولة... لم يهتم لرأيها... فقط اهتم بالمال الذي عرضه عليه آدم... و با*ع ابنته كأنها سلعة و سلمها لذلك الوحش !!
فُتح باب الحمام و خرج آدم و هو يرتدي بنطاله فقط و يجفف شعره بالمنشفة و يغني... صوته كان يغضبها... تتمنى ان تنهض و تقـ,ـتله... وقف امام المرآة رش عِطره الخاص على جسده ثم ارتدى قميصه... إلتفت لها وجدها على نفس جلستها منذ ان استيقظت... و تبكي بصمت...
" بطلي عياط... العياط مش هيفيدك كده كده ولا هيغير حاجة... حاولي تتقبلي واقعك معايا بدل ما انتي بتعيطي كتير كده...
نظرت له بغضب و حاولت ان تنهض و اصدرت آنين أ*لم بسبب اغتصـ,ـابه لها بكل وحشية... لم تكن قادرة على المشي جيدا... كان آدم ينظر لها من خلال المرآة و يرى كيف تتأ*لم و هي تنهض لكن لا تريد ان تظهر له هذا لكن هذا ظاهر على وجهها... إلتفت لها و قال
" دي اول مرة ليكي عشان كده حاسة بتعب... عادي... مع الوقت هتتعودي...
نظرت له بغضب و لم ترد... مشت قليلا و شعرت ان رجلاها لم تعد تستطعيا حملها و كانت ستقع لولا آدم الذي جاء امسكها و لحقها...
" خدي بالك... يا مراتي !
' انا مش مراتك... و مش هكون اصلا... متحلمش كتير...
" محلمش كتير ؟ اومال مين كانت كانت في حضني ليلة امبارح ؟
' بالاجبار... كنت بالاجبار و انت عارف كده كويس... و عارف كمان انا مش عيزاك ولا بطيقك من الاساس !!
" مش مهم... المهم اني اخدت اللي عايزه منك... سواء بالاجبار او غيره... لازم تفهمي ان اي حاجة بعوزها بعرف اخدها بطريقتي كويس...
نظرت له بكُره بينما هو ينظر لها بشَر بعيناه الحادة المخيفة... دفعت يده عن ظهرها و دخلت الحمام... سمع صوت المفتاح و هي تغلق بيه الباب من الداخل... ابتسم و امسك المِشط و بدأ في تسريح شعره الكثيف و قال
" لسه خام متعرفش حاجة... هتسلى معاها كتير...
عاد للغناء بينما هي داخل البانيو في المياة الباردة... تحاول تبريد أ*لم جسدها... تنظر للأمام بصمت... تتمنى أن تمـ,ـوت ولا يلسمـ,ـها مجددا
' واحد حيـ,ـوان... معندوش صنف الدم... المهم ينفذ وسا*خته... يارب يمو*ت !!
**********
كان آدم يقف فوق منحدر جبلي و ينظر للترسانة البحرية... جاء اليه مصطفى و قال
* ده انا قولت مش هتيجي النهاردة بما انك عريس و كده و أكيد عايز تقضي وقت مع مراتك... ايه اخبارك يا عريس ؟
نظر له آدم ببرود
* خلاص بسحب كلامي... هااا نادتني ليه ؟
" بُص هناك... شايف السفينة اللي بتحمل دي...
نظر مصطفى و قال
* اه و بعدين ؟
" دي سفينة معتز المهدي...
* متأكد ؟
" اه متأكد...
* طب حلو... انادي الرجالة و نكبس على البضاعة !
" ده تفكير واحد سطحي زيك مكسل يشغل دماغه دقيقتين... متقفلنيش منك...
* سكت اهو... هااا قولي اللي بتفكر فيه ؟
" معنديش وقت افكر... انا بنفذ على طول...
* هتعمل ايه ؟
" اقعد و اتفرج...
جلس مصطفى و لبس آدم قفازان الجلد الاسود في يداه... فتح الشنطة السوداء التي بجانب قدمه و اخرج منها سلاح كبير اشبه بالرشاش... تسطح على الارض و اخذ وضع الهجـ,ـوم... تفاجئ مصطفى... انه ينوي على قـ,ـتل أحد ما !
* آدم... هتقـ,ـتل مين ؟
" متصدعنيش يا مصطفى... عندك فسدق في الطبق... كُل و متصدعنيش...
* طب قولي هتعمل ايه ؟؟
" كلمة تاني يا مصطفى و هزعلك...
* سكت اهو... انا هاكل الفسدق...
" احسن برضو...
ركز آدم و ينتظر الوقت المناسب... و مصطفى يأكل الفسدق و يشعر بالقلق... ماذا سيفعل هذا المجنون !
وضع العامل آخر صندوق في داخل السفينة ثم خرج لينادي الكابتن... بينما آدم غَطى وجهه بالقناع الاسود
" مصطفى...
* هااا ؟
" بتحب انهي رقم ؟
* بتسأل ليه ؟
" انطق و اخلص...
* بحب رقم 3...
" عِد من 1 الى 3...
* ماشي... 1.... 2.... 3....
ابتسم آدم بشَر و ضغط على المقبض السلاح و انطلق منه صاروخ ناري هبط في قلب السفينة... انفـ,ـجر المُحرك... و اشتعلت السفينة بأكملها !! فتح مصطفى فمه مرتين عندما رأى الحر*يق... البضائع كلها امسكت فيها النـ,ـيران !
* انت حر*قت سفينته بالبضاعة !!
" اه... هات طبق الفسدق ده...
ارجع آدم السلاح في الحقيبة و اخذ من مصطفى طبق الفسدق و اكل منه و هو يشاهد احتـ,ـراق السفينة و العاملين يركضون لإطفاء النـ,ـار... لكن حتى لو اطفأؤها... هذا لن يغير ان السفينة لن تعمل مجددا و البضائع ذابت... خسر معتز سفينة و بضائعه معًا في نفس اللحظة !!
كانا آدم و مصطفى في السيارة... مصطفى هو الذي يقود و آدم مزاجه مُتحسن و يغني...
* نفسي في نص روقانك ده بعد المـ,ـصيبة اللي عملتها !!
" مصـ,ـيبة ؟ دي اقل حاجة عندي... و مقتـ,ـلتش حد عشان متزعلش...
* انت ليه مش مدرك الموقف اللي حطيتنا فيه ؟ عارف معتز لما يعرف انك ورا اللي حصل لسفينته و بضاعته ؟ مش هيسكتلك !!
" يعمل اللي يعمله... ميهمنيش...
* طب على الاقل فهمني... انت عملت كده ليه ؟
" فاكر الواد اللي اخترق حساب شركتي و سر*ق 200 مليون دولار ؟
* اه فاكره... و انت جبته و كنت هتقتـ,ـله...
" لولاك كان زمانه ميـ,ـت و مريحنا...
* طب ايه علاقة الولد ده بالسفينة اللي انت لسه مفـ,ـجرها دي ؟
" ما الولد ده تبع معتز المهدي...
* احلف ؟؟
" والله...
* طب ازاي ؟ عرفت امتى ؟
" من يوم... وصلتلي كل الداتا...
* يا ابن الكلـ,ـب يا معتز !!
" متزعلش بقا على السفينة اللي انا لسه مفـ,ـجرها...
* لا خلاص... بس انت خسرته في حدود نص مليار دولار او اكتر...
" يستاهل... حد قاله يقرب ناحيتي ؟ هو حب يجرب عدواتي... خليه يبلع بقا...
* عندك حق... بس كنا اخدنا البضاعة لينا احسن...
" مش باخد حاجة من ابن ال ***** ده...
* طب اعصابك يا آدم نصار...
" اقولك ايه... عندك خمـ,ـرة في بيتك ؟
* في طبعا...
" طب خدني عندك شوية... اشرب و اروق على نفسي...
* ليه انت كده مش رايق ؟ ده انت حاطط رجلك على التابلو و بتغني و بتقول انا فجـ,ـرت السفينة بكل برود... و لا كأن عملت حاجة !
" بس ايه رأيك ؟ آدائي كان حلو ؟
* خطير من يومك...
ضحك آدم و اشعل سيجـ,ـارته... ينفث الدخان و و ينظر من خلال النافذة...
************
* يعني ايه السفينة ولعـ,ـت يا أحمد ؟!
• والله ده اللي حصل يا معتز بيه...
* و البضاعة فين ؟؟
• للاسف...
امسكه معتز من ملابسه و قال بغضب شديد
* للاسف ايه ؟ انطق !!
• البضاعة كلها مسكت فيها النـ,ـار... حوالي 20 صندوق بس اللي متضروش...
* 20 صندوق بس من اصل 170 صندوق !!
• والله دول بس اللي عرفنا نطلعهم... صدقني والله يا معتز بيه... الانفـ,ـجار في السفينة كان قوي و النـ,ـار كانت في كل مكان فيها... انا و الرجالة مسافة ما طفينا النـ,ـار... لقينا كل البضاعة راحت... والله حاولنا نطلع البضاعة كلها بس النـ,ـار كانت شديدة... و نص العمال اتنقلوا للمستشفى بسبب ان الدخان خنقهم...
* يعني ايه ؟ سفيتني و بضاعتي راحوا !! الحر*يق ده مُدبر... أكيد عرفتوا من عمل كده...
• لسه معرفناش يا معتز بيه...
* حتى دي فشلتوا فيها !! هو انا مشغل حريم بنت **** ولا رجالة اعتمد عليهم في شغلي !! انطق و قول معرفتوش ليه مين اللي عمل كده ؟
• الكاميرات حصلها عُطل و لما روحت للاوضة اللي فيها مدير الاتصالات لقيته مغمى عليه... و لما صحي قال مش فاكر ايه اللي حصله و مين عطل الكاميرات و اخد وقت عقبال ما افتكرني... و الدكتور قال انه شرب حاجة في حبة اللي بتوقف الدماغ و بتعمل مسح نصفي للذاكرة... في حاجات فاكرها و حاجات لا...
* يعني خلاص كده ؟؟ مش هعرف مين ابن ال **** اللي عمل كده في سفينتي و بضاعتي ؟؟
• طبعا هنعرف يا معتز بيه و بندور على اي حاجة توصلنا له...
* افتح عينك انت و الرجالة كويس... اي حاجة تعرفها تيجي و تبلغني... و زود الحراسة على بقية المخازن...
• حاضر يا معتز بيه... حاجة تاني ؟
* لا... اخفى من قدامي دلوقتي...
ذهب أحمد... وقف معتز غاضبًا للغاية و يُكسـ,ـر في مكتبه بجنون و يحاول استيعاب كَم الدولارات و الملايين التي خسرهم في لمح البصر !!
************
كانت أسيل في الغرفة... تمشي ذهابًا و إيابًا و تفكر
' انا لازم اهرب... مستحيل اعيش مع المختـ,ـل ده... قافل عليا الأوضة و محاوط الڤيلا بالحُراس... و تليفوني اخده مني و عطاني تليفون جديد بخط جديد... عارف اني مش عايزة اعيش معاه فحصن نفسه اوي لو فكرت اهرب... بس مش هسكت... والله لاهرب !!
سمعت صوت الباب و هو يُفتح... رجعت للوراء اعتقادًا بأنه هو... لكن كانت الخادمة... وضعت الاكل على الطاولة و قالت
* الغدا يا أسيل هانم... تؤمري بحاجة تاني ؟
' عايزة انزل تحت...
* للاسف مينفعش... آدم بيه قالي متخرجيش بره الأوضة لحد ما يجي...
' عايزة اشم هوا.... اييييه زهقت... محبوسة هنا من امبارح !
* دي أوامر آدم بيه... مقدرش اخليكي تخرجي من هنا... لو احتاجتي حاجة اتصلي عليا... عن اذنك...
كانت أسيل ستركض بإتجاه الباب لكن الخادمة اغلقته عليها بسرعة... ضر*بت أسيل قدماها في الارض بغضب و قالت
' لو سجني تحت الارض... ههرب برضو !!
**********
اغلق مصطفى باب البيت و ذهب لأدم المُتمدد على الاريكة و بيده كأس خـ,ـمرة و يشاهد فيلم اكشن... مرر له علبة بيتزا و قال
* بيتزا بالسجق... خُد كُل...
اخذها آدم منه و فتحها و بدأ بأكل اول قطعة...
* معتز هيتجنن على سفينته و بضاعته اللي راحت...
" يستاهل... حد قاله اني ابن اخته عشان يلعب معايا ؟
* ده درس مش هينساه... غريبة صح... لسه معرفش انك اللي ورا كل ده...
" حد قالك اني طفل في كي چي وان ؟ أكيد واخد احتياطي... ولو عرف عادي... خليه يجي...
* بحب برودك ده...
" طب اسكت خليني اكل و اكمل الفيلم...
* سكت اهو...
***********
* هيكون راح فين ؟
• يعني انت مش عارف ابنك يا فريد ؟ اكيد هنا ولا هنا...
* بقاله شهور غايب عن القصر...
• متقلقش... هو كده بيغيب غيبته و بيرجع...
* خايف يكون عمل مصـ,ـيبة...
• ليه بتقول كده ؟
* معتز المهدي سفينته و بضاعته اتحـ,ـرقوا... خايف يكون آدم ورا كده !
• هو له شغل مع معتز المهدي ؟
* كانوا شغالين سوا... بعدين اختلفوا و فصلوا شغلهم عن بعض... و من ساعتها بقيوا اعداء... و لحد الآن معتز معرفش مين عمل كده في سفينته... حاسس ان آدم ورا كده...
• ان شاء الله لا... ابنك مش متهـ,ـور للدرجة دي...
* مش متهـ,ـور بس مصـ,ـيبته انه ذكي يا نرمين انتي متعرفهوش... آدم ذكي... ذكاؤه شيـ,ـطاني !
***********
في الليل... وصل آدم لڤيلاته... و قبل ان يتجه لفوق... اوقفته الخادمة و قالت
* آدم بيه...
" نعم ؟ بعدين قاعدة ليه لحد دلوقتي ؟
* كنت همشي بس مستنية حضرتك...
" هااا في ايه ؟
* المدام مش راضية تاكل... حطتلها الاكل كذا مرة و حاولت معاها... برضو مفيش فايدة...
" اممم... طب هاتي الاكل و تعالي ورايا...
* حاضر...
وصل آدم لغرفته و فتح الباب... وجدها نائمة على الاريكة... اعتدلت عندما رأته... نظر لها آدم بغضب و أشار للخادمة ان تدخل لها الاكل... وضعت الخادمة الاكل و ذهبت... اغلق آدم الباب و وضع مفاتيح سيارته و هاتفه على الكيمودينو... نظر لها و قال
" الاكل ده كله يخلص...
' قولت مش عايزة أكل !! ولا دي كمان هتجبرني عليها ؟
خلع جاكته و اقترب منها و قبل ان ترجع للخلف امسكها من يدها و قال
" مش عايز كلام كتير... كُلي من غير صداع... اللي قولته يتنفذ و إلا....
' و إلا ايه ؟؟ في ايه لسه باقي معملتهوش فيا ؟
لاحظ دموعها التي تجمعت في عيناها... نظرت أسيل للارض و قالت بحزن
' مليش نفس أكل... مليش نفس لأي حاجة...
" لو فضلتي كده هتمـ,ـوتي !
' مش مهم... المهم ابعد عنك !
" أسيل متعصبنيش !!
' ليه ؟ عشان لو اتعصبت هتـ,ـضربني ؟ اه صح انت نسيت تضر*بني... اتفضل... ما انا سِلعة و بقيت مِلكك... اضر*ب...
قرَّب يدها منها و هي اغمضت عيناها بخوف... لكن لم يضر*بها... لكن مسح دموعها من وجنتاها... فتحت عيناها و نظرت له... نظر لعيناها ايضا و قال بهدوء
" مينفعش تقعدي كده.. لازم تاكلي... تعالي...
اخذها للأريكة و اجلسها عليها... أشار للأكل الذي امامها و قال
" كُلي... مش هكرر كلامي تاني !!
اومأت له بخوف... جلس جانبها و يراقبها و هي تأكل... كانت تأكل ببطئ... كأن كل ملعقة تقف في حلقها و تمر بصعوبة... هي متوترة من وجوده معها و مراقبته لها... فجاة وجدته يمسك يدها التي بها الملعقة و يأخذها منها و يقول
" ايه اكل العصافير اللي بتاكليه ده ؟
' قولت مش عايزة أكل... باكل مجبورة بسببك !
" برضو يبقى تاكلي عِدل !!
اخذ ملعقة رز و اكلها بنفسه... وحدة تلو الآخرى ولا يترك لها مساحة للاعتراض... كانت تنظر له و للجمود الموجود بعيناه... ولا تفهم لماذا يفعل هذا كله و ما غايته من ذلك... و الى متى سيظل يُعذبها... فجأة اختنقت لانه يُأكلها بسرعة... وضعت يدها على فمها و ظلت تسعُل بشدة... مَرر لها آدم كوب مياة لكنها ازاحت يده بعيدا عنها
" انتي شرقتي... خدي اشربي...
لكنها رفضت ان تأخذ الكوب منه اكثر من مرة... ففهم آدم ان المشكلة فيه هو و ليس في الكوب... ركضت للحمام... مسح آدم يداه بالمنديل... و بعد دقائق خرجت... كان آدم غَيَر ملابسه و ارتدى بنطال قُطني رمادي اللون و تيشيرت أسود منزلي و مُمسكا بهاتفه و قال
" يعني كنتي هتمـ,ـوتي من شوية... نشفتي دماغك معايا... غبيـ,ـة...
' مش عايزة حاجة منك... و مش هاكل تاني... كفاية كده...
" احسن برضو...
كانت ستدخل للشرفة لتبتعد عن وجهه لكنها وقفت عندما قال
" هل اخدتي اذني الاول قبل ما تروحي البلكونة ؟
' ليه كمان دي فيها استأذان !!
" اه... حتى النفس اللي بتتنفسيه... متنسيش نفسك...
حاولت امساك اعصابها و قالت
' ممكن ادخل البلكونة ؟
" لا...
' انت بتستهـ,ـبل !!
رفع عيناه الحادة اليها فصمتت و ابتلعت ريقها من نظرته المخيفة... ترك الهاتف و نهض... مشى بإتجاهها و قال
" قولتي ايه ؟
' مفيش...
" متأكدة ؟
هزت رأسها بخوف...
" امممم... هعديها المرة دي... لو اتكررت انتي اللي هتزعلي مش انا !
' ماشي... عايزة تلفوني...
" تليفونك انسيه... معاكي الجديد...
' مش عايزة الجديد... انا عايزة تليفوني و الخط بتاعي...
" لو بقيتي هادية ابقا افكر ادهولك...
' و اعمل ايه مثلا عشان ابقا هادية يا استاذ آدم ؟
" تيجي تنامي جمبي من غير صداع...
' لا مش عايزة... هنام على الكنبة...
و قبل ان تذهب لها امسك آدم كوب المياة و سكبه على الاريكة... تفاجئت أسيل و نظرت له بغضب و قالت
' انت عملت ايه ؟!
" اللي شوفتيه... مفيش نوم هنا...
' عادي... هحط عليها ملاية و انام...
و قبل ان تتحرك امسك آدم يدها بشدة و قال بغضب
" قولت هتنامي جمبي من غير صداع... فاهمة يا أسيل !
' و انا مش عايزة انام جمبك ولا طايقة اشوفك حتى... سيب ايدي و ابعد عني... كفاية اللي عملته امبارح !
" انتي لسه شوفتي حاجة يا روح امك... قولتلك هندمك على اليوم اللي فكرتي فيه تعندي معايا بغبائك ده... متنسيش نفسك... تمام يا أسيل ولا لا ؟!!
اومأت له بخوف و الدموع في عيناها
" اسبقيني على السرير...
تركها و دخل الشرفة ليشرب سيجـ,ـارته... امسكت أسيل يدها مكان مسكته متأ*لمة من قسو*ته معها... مسحت دموعها بيدها التي ترتجف من الخوف... لا يوجد خيار آخر... قدرها اوقعها مع ذلك الو*حش !!
استلقت أسيل على السرير و هي تبكي بشدة و تشتاق لحياتها السابقة كثيرا... لم يكن كل شيء على ما يرام في حياتها السابقة... لكن كانت اهون بكثير من هذا الكابوس الذي تعيشه الآن مع ذلك المتو*حش !
' يارب خُدني و ريحني من العذاب ده !
دخل آدم الغرفة و اغلق الستائر... نظر لأسيل المُستلقية على السرير و تعطيه ظهرها... انه يسمع آنين بكائها الذي تحاول كتمه لكن لم تستطع... اغلق آدم ضوء الغرفة... خافت أسيل لانها لا تحب الظلام...
نام آدم بجانبها و عانقها من الخلف و يده على بطنها و دافن رأسه في رقبتها... يستنشق رائحتها... جسدها ارتعش من اقترابه منها لكن لا تستطيع الاعتراض... فهي مِلكه !!
" بطلي عياط... عايز انام...
' ممكن تفتح النور ؟
" ليه ؟
' لو سمحت افتحه...
فتح لها اللمبة ف اعتدلت
" قومتي ليه ؟
' دقيقة بس...
مسحت دموعها و تحاول تمالك نفسها قدر المستطاع... اخذت شهيقًا و زفيرا متتاليًا حتى هدأت قليلا... و آدم يتابعها بنظراته... في البداية رؤيتها هكذا كان يسعده... أما الآن انز*عج كثيرا لانه تسبب في خوف كبير لها...
" أسيل...
' حاضر... ثواني...
تسطحت على السرير مجددا و تنظر للسقف... قبلت امرها الواقع و ما سيفعله بها الآن... امسك يدها و شدها اليه... اصطدمت بصدره و يده تمشي على ظهرها برفق و همس قائلا
" اهدي...
رفعت عيناها له ليفتح هو عيناه ايضا و تلتقي اعينهم... عينا أسيل البريئة المُتعبة من الدموع... و عينا آدم الجامدة المتحجرة و الحادة... ازاح خصلات شعرها بعيدا عن وجهها و قال
" بتخافي من الضلمة ؟
اومأت له فامسك ذقنها و رفع رأسها إليه... ينظران لبعض و الصمت سيد المكان... وضع آدم إبهامه على شفتاها و قال
" شفايفك حلوين...
احمر وجهها خجلا و قبل أن تبعد اصبعه عن شفتاها... قَبَلها آدم بين شفتاها و يده على ظهرها و يضمها اكثر اليه و وضعت هي يدها على كتفه... قُبلته هذه المرة لم تكن قا*سية او صادرة من شـ,ـهوة... بل كان حنونة... كأنه يخشى عليها من نفسه و رقيق معها للغاية... ابتعد قليلا و هي صدرها يعلو و يهبط... نظرت له ف ابتسم لها... شد الغطا عليها جيدا و ضمها اليه اكثر و همس بهدوء
" يلا نامي...
اسند رأسها على صدره و بعد دقائق غَطَ في نوم عميق... نظرت له أسيل... لقد غرق في النوم... انها فرصتها لابتعاد عنه... بدأت ببطء التحرر منه حتى تحررت بالفعل ! و قبل ان تضع رجلاها على الارض... قال آدم
" ارجعي مكانك احسنلك يا أسيل !
تسَمَرت مكانها عندما سمعت صوته... كيف استيقظ و متى ؟
" أسيل لو مجتيش هنا انا...
و قبل ان يكمل جملته عادت اليه... سندت رأسها على صدره مجددا و اغمضت عيناها... ابتسم آدم و ضمها اليه و غطاها جيدا... اشتم رائحة شعرها الجميل و عاد للنوم...
***************
في اليوم التالي.....
استيقظ آدم... شعر انه نام جيدا لأول مرة... لا يعرف السبب... نظر لأسيل النائمة جانبه... ابتسم ابتسامة خفيفة... اقترب منها قليلا و ازاح خصلات شعرها المتناثرة على وجهها بعشوائية... نظر لها و لشكلها هي نائمة بطفولية... شد الغطاء عليها حتى لا تبرد و قال
" مشكلتك يا أسيل انك بريئة... و غبـ,ـية !
نهض من جانبها و دخل الحمام... بعد لحظات أسيل استيقظت على صوت هاتفه الذي يرن بإستمرار... نظرت للهاتف... وجدت اسم " baba " انه والده... لكن لماذا يرن بهذه الطريقة ؟ اعتدلت و امسكت هاتفه... فتحته لكن قبل ان تتفوه بكلمة سحب آدم منها الهاتف و نظر لها بغضب شديد و توعد لها... ابتسم بإصطناع و قال
" ايوة يا بابا ؟
* اخيرا رديت !
" معلش كنت في الحمام...
* فينك يا ابني ؟ بقالك شهور غايب...
" انا في الڤيلا... بخلص حوار و جاي...
* جاي امتى ؟
" لسه محددتش...
* طب ليه الغيبة دي كلها ؟
" قولت بخلص حوار و جاي... سلام...
اغلق آدم الهاتف و وضعه على الكيمودينو... إلتفت لأسيل و قال
" بتردي على تليفوني ليه ؟ بتمسكيه ليه اصلا ؟!
' كان بيرن و صحيت بسبب صوته...
" والله ؟ فروحتي مسكتيه و بتردي كمان !!
' كنت هقوله انك في الحمام...
" والله ؟
اقتربت منها فرجعت للوراء... امسكها من يدها و قال
" عايزة توصلي لإيه بالضبط يا أسيل ؟
' مش عايزة اوصل لحاجة... ابعد ايدك عني... انت بتو*جعني...
" كنتي عايزة تردي عليه لولا انا جيت و لحقتك... افرض سمع صوتك... كنتي هتردي تقولي ايه ؟؟ كان هيسألك انتي مين كنتي هتقوليله ايه هاااا ؟؟
' مكنتش هقول حاجة !
" بجد ؟ يعني مكنتيش هتقوليله اني اتجوزتك و حابسك هنا ؟؟
' لا... ابعد ايدك !
" مش هبعد يا أسيل... مش انتي اللي تؤمريني... سامعة !!
اغمضت عيناها بخوف منه من صوته العالي...
" تاني مرة متتخطيش حدودك معايا... ملكيش دعوة بحياتي !!
دفعها بقوة على السرير... امسكت أسيل يدها بأ*لم... بَكَت و نظرت اليه و هو يقف أمام المرآة و يسرح شعره بكل برود... مسحت أسيل عيناها بغضب و نهضت... اقتربت منه و قالت
' مكنتش فاكرة انك خايف للدرجة دي ان ابوك يعرف انك متجوزني...
ضحك آدم بسخرية
" خايف ؟! بتقولي لآدم نصار انه خايف ؟ أسيل بطلي تثبتيلي في كل مرة انك غبية...
' اومال اللي عملته ده تسميه ايه ؟!
" ده مش خوف... بعرفك حدودك بس... و لو عايزة تقولي لابويا اني متجوزك... قولي...
إلتفت لها و اكمل ببرود
" تتصلي عليه من تليفوني ولا امليكي رقمه تتصلي عليه بنفسك ؟ بس بعد ما تتصلي و تعيطيله و تقوليله الحق ابنك اتجوزني و حابسني معاه... استحملي نتيجة اللي هيجرالك مني يا أسيل... حياتي الشخصية خط احمر اياكي تتعديه او تتدخلي فيها بأي شكل !!
' مش عايزني اتدخل في حياتك ولا خايف حد من عيلتك يعرف انك متجوزني ؟
" انا مبخافش من حد يا أسيل ! و اللي عندك اعمليه...
فتح زجاجة العطر و رش بها على ملابسه و قال ببرود
" إياكي تنسي اني متجوزك جواز متعـ,ـة مش اكتر !
البارت الثاني من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
" إياكي تنسي اني متجوزك جواز متعـ,ـة مش اكتر !
نظرت له بصدمة مما قاله و سقطت دموعها من عيناها و قالت
' جواز متـ,ـعة ؟!
" اه يا أسيل... بتسلى بجـ,ـسمك مش اكتر...
اغلق زجاجة العطر و نظر لها و قال بغضب
" حد قالك اني متجوزك عشان وقعت في غرام عيونك او بحبك مثلا ؟ فوقي مفيش حاجة عندي اسمها حُب...
نظرت له بغضب بعيناها الغارقة بالدموع و اكمل
" جسـ,ـمك عجبني مش اكتر... و مش انا اللي اطلب بنت على السرير و ترفضني يا أسيل... و عناد فوق عنادك اخدتك برضو... ابوكي با*عك ليا و انا اشتريت !
كأنها سمعت صوت قلبها و يتكسـ,ـر و يُنتزع من مكانه... نظرت له بذهول من قسو*ته عليها... اقترب منها و وضع يدها على وجنتها و قال
" اوعدك اول ما ازهق منك هطلقك على طول... و لا كأنك عديتي في حياتي اصلا... و متقلقيش هديكي كل حقوقك... انا مش باكل حق حد...
ضحكت بسخرية وسط دموعها و قالت
' في كل مرة بتثبتلي اد ايه انت و*سخ !!
" اخص عليكي... في وحدة تقول على جوزها كده برضو ؟ بقولك صح... انتي مقولتيش رأيك فيا... عجبتك صح ؟ اكيد اتكسفتي ما انا عارف اني جامد مش محتاجة تقولي... ( مشى يده على جسدها بجرائة )... حتى انتي كمان جامدة اوي يا أسيل !
' انت واحد مُقر*ف !
" بس أمور... اياكي تنكري !
دفعت يده بغضب و دخلت الحمام اغلقت الباب خلفها... وضعت يدها على فمها و ظلت تبكي بشدة و تدعو ربها ان تتخلص منه...
ارتدى آدم جاكت بدلته و وقف أمام المرآة
" والله خسارة فيها واحد مُز زيي... غبـ,ـية... كانت مفكرة انتي متجوزها عشان واقع في حبها من الدور العشرين... متعرفش إن آدم نصار مبيحبش اصلا... اتصدمت من الحقيقة... بكره تتعود...
اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و نزل... دخل للخادمة في المطبخ و قال
" طلعي الفطار لأسيل...
* حاضر يا آدم بيه...
اكمل طريقه... اخرج سيارته من الجراج و ركبها و ذهب... كانت أسيل تنظر اليه من فوق تتابعه حتى ذهب و غاضبة للغاية...
' راجل مُقر*ف... والله لاهرب... مستحيل اعيش معاك يوم تاني !!
عادت للغرفة... الخادمة فتحت الباب و ادخلت طعام الفطور...
' جبتي ليه الاكل ؟ خديه مش عيزاه...
* آسفة بس دي أوامر آدم بيه... لو احتاجتي رني عليا...
قبل ان تمشي امسكت أسيل يدها و قالت
' أرجوكي ساعديني امشي من هنا !
* لا يا هانم مقدرش... ده آدم بيه يقـ,ـطع راسي فيها دي... و انا بجري على رزق عيالي... اتمنى تفهميني مقدرش اخرج ان أوامره... عن اذنك...
خرجت الخادمة و اغلقت الباب... القت أسيل الوسادات بغضب على الارض و قالت
' يعني ايه ؟؟ هفضل مسجو*نة مع الكائن المخـ,ـتل ده !! لا مستحيل اعيش معاه... كفاية كده... لازم اهرب و بسرعة...
جلست لتفكر و ازاحت شعرها للخلف... نظرت للأكل... هي تشعر بالجوع... يجب ان تأكل لتكون بصحة جيدة بما انها قررت الهروب !
**************
• حسن...
* عايزة ايه يا وفاء ؟
• أسيل وحشتني... عايزة اشوفها...
* وحشتك ايه و بتاع ايه...
• بقولك وحشتني... برن عليها و تليفونها مقفول... ممكن اللي اسمه آدم ده عملها حاجة...
* آدم بقا جوزها... هو حر فيها...
• يا عم انت مبتحسش ؟ دي بنتي و حتة مني... و بنتك انت كمان !!
* اقولك ايه فكك من جو بنتي و بنتك ده... أسيل اتجوزت... بقت مسؤولة من راجل... طبيعي تقفل تليفونها... اكيد جوزها مش عايز ازعاج...
• قلبي مش مطمن للراجل ده اصلا... قولتلك بلاش تجوزها له... انت اول ما شوفت شنطة الفلوس سحبتها منه و سلمته بنتك عادي كده رغم ان هي كانت بتقطع نفسها عياط و مش عايزة تمشي معاه...
* هتفضلي غبية زي بنتك يا وفاء... الراجل عرض 6 مليون بحالهم عشان يتجوزها... المبلغ ده لو قعدت اشتغل طول عمري مش هعرف اجيب ربعه حتى...
• بس أسيل كانت بتشتغل و مش مقصرة في حاجة معانا !
* كانت بتشتغل عشان جامعتها مش اكتر... و اللي يتبقى كان ترمهولنا حسنة كأننا بنشحت منها مش اهلها... راجل غني زي آدم نصار ده عمري ما تخيلت اني اشوفه على الحقيقة اصلا... بس القدر له رأي تاني... جه هنا و طلبها... أسيل عجبته و اخدها... بالنسبة للفلوس هو حب يراضينا مش اكتر بما اننا اهلها...
• يراضيك ولا اداك الفلوس دي كلها لانه اشترى بيها بنتك و ده تمنها اللي هو حدده و انت قبضته ؟
* تصدقي عندك حق... كان لازم اخليه يزود مليون كمان !!
• ياربي عليك يا حسن !! انا بجد قلقانة على البنت... شكله رجل مش سهل و ممكن يأ*ذيها...
* هيعملها ايه يعني... روقي كده... بقولك انا هشتري ڤيلا صغيرة لينا و للعيال... تعال اختاري معايا...
• مليش نفس... عايزة اشوف أسيل... او حتى اسمع صوتها... و النبي اتصل على جوزها خلينا نطمن عليها... او هات رقمه انا اتصل عليه...
* مينفعش...
• ليه مينفعش ؟
* اهو كده و خلاص يا وفاء سبيهم في حالهم... دول لسه متجوزين...
• حسن... انت مخبي عني حاجة ؟
* حاجة زي ايه ؟
• آدم نصار قالك حاجة غير اللي انا سمعته ؟
* ما انتي كنتي حاضرة يا وفاء و شاهدة على كل حاجة بعينك...
• اممم... يعني اداك الفلوس بالسهولة دي من غير ما يبقاله شروط تانية غير الجواز ؟؟
* اه بس كده...
• حسن انا قلقت... بقولك اول ما خرجت من هنا معاه و تليفونها مقفول و متفتحش ولا مرة...
* يمكن اشترالها واحد جديد بدل بتاعها المـ,ـكسور...
• لو نفترض انه اشترالها واحد جديد... اكيد مش هتغير الخط اللي عليه ارقامنا و ارقام صحابها... و كلمت صحبتها قالت برضو تليفونها مقفول و مش عارفة توصلها...
* وفاء متصدعنيش... و مش كل ما اعد الفلوس تيجي تقاطعيني... يلا اخرجي...
نظرت له لوهلة... ثم نظرت للحقيبة التي بها المال... نظرت لزوجها بغضب ثم سحبت الحقيبة منه و اقتربت من المدفأة المشتعلة بالنا*ر... تفاجئ حسن... ستحـ,ـرق النقود !!
* بتعملي ايه يا مجنونة !!
• والله لارميهم جوه النا*ر قدام عينك لو مقولتش انت مخبي عني ايه !!
* اهدي يا وفاء دول 6 مليون مش شوية فكة...
• بقولك قولي اللي انت مخبية عني !! بنتي فين ؟!
* بنتك مع جوزها !!
• ليه مش راضي تتصل عليه يخليني اكلمها و كمان مش راضي تخليني اروحلها ؟!
* وحدة متجوزة جديد اكيد مشغولة مع جوزها يا وفاء... متكبريش الموضوع...
• مكبرش ايه دي بنتي يا حسن !! و انا الصراحة مرتحتش للي اسمه آدم نصار... و هي مكنتش عايزة تتجوزه... انت اللي اجبرتها و اجبرتني انا كمان عشان تاخد الفلوس منه... كتب عليها و البنت اختفت... مسمعتش صوتها ولا عارفة اروحلها لاني مش معايا عنوانها اصلا !! هات عنوان بيته خليني البس و اروحلها...
* مينفعش يا وفاء... مينفعش تروحيلها ولا ينفع تكلميها في التليفون !!
• ليه مينفعش ؟ انت مخبي عني حاجة... في حاجة انا معرفهاش... ما تنطق يا حسن و قول ليه مينفعش ازور بنتي او حتى اكلمها على التليفون ؟!
* لأن آدم نصار شرط عليا عشان اخد الفلوس دي اني اتخلى عنها للأبد... قالي انسى انها تكون بنتك لما تاخد المبلغ ده... ميبقاش لينا أي صلة بيها طول ما هي مراته !!
نزل عليها كلامه ڪالصا*عقة على قلبها... استغل حسن صدمتها و سحب منها الحقيبة... قالت وفاء بصدمة
• و انت وافقت على شرطه ده ؟!
* انتي شايفة ايه ؟
نظرت للحقيبة التي يحتضنها... ذلك المال اغلى من ابنته... بكت وفاء و قالت
• يعني انت عشان تاخد منه الفلوس دي... وافقت على شرطه... سلمتله البنت و حرمتني منها طول عمري ؟؟
* يا وفاء افهمي... الفرصة مبتجيش مرتين في العمر...
• طب و أسيل ؟
* عندك ياسين بدالها...
صرخت فيه بغضب
• انت ليه محسسني ان اللي بتتكلم عليهم دول مش عيالك ؟! انت بيعت أسيل له بجد ! يعني ايه يحرمني من بنتي ؟ و انت عشان الفلوس و جشـ,ـعك وافقت و سلمتها للراجل ده ؟
* انتي ليه محسساني ان جه اتجوزها من وراكي ؟ كتب الكتاب حصل قدامك...
• بس انا مكنتش اعرف انه قال شرط قا*سي زي ده... لو كنت اعرف مكنتش هجوزهاله أبداً و تغو*ر فلوسه !! و انا اقول ليه تليفونها مقفول و مش عارفة اوصلها حتى ولا معايا عنوان ليها... آدم نصار كان مجهز كل حاجة !! ازاي توافقه على كده ؟
* انا مالي يا وفاء... هو الراجل دماغه كده...
• انت ليه كده ؟ طول عمرك مش بتحب أسيل و قا*سي معاها... و هي استحملت قسو*تك طول عمرها... في الاخر تجوزها للراجل الغريب ده عشان الفلوس ؟
* اهو الراجل الغريب ده ادانا فلوس مكنتش انا ولا انتي نحلم اننا نمسكها... احمدي ربنا اخيرا هتطلعي من العيشة دي... بدل ما انتي قاعدة تعيطي عليها...
• بعيط عشان دي بنتي !! انت ليه مش حاسس بيا ؟ يعني ايه يحرمنا منها ؟!
* لا فوقي لنفسك يا وفاء و خلينا واضحين قصاد بعض... لما ظهر آدم نصار و جه اتقدملها انتي كنتي موافقة و راضية و مرحبة بالموضوع كمان و ابتسامتك كانت من هنا لـ هنا... ده اكيد مش عشان سواد عيونه... ثروته عجبتك زي ما عجبتني انا كمان !!
نظرت له بحزن... بالفعل المال اغراها في البداية لانها سئمت من حالة الفـ,ـقر التي عاشت فيها سنين طويلة... لكن لم تكن تعرف انه اخذ ابنتها للأبد !!
**************
نزل آدم بهيبته من السيارة... خلع نظراته و نظر لشركته العملاقة و هو يبتسم... فخور بنفسه على ما حققه في شركته... ألقى مفتاح السيارة لرجل الامن و قال
" اركن العربية في الجراج...
* اوامرك يا آدم بيه...
ذهب الرجل بالسيارة... دخل آدم شركته... في كل خطوة يمشيها... الموظفين يرحبون به بعبارات و إبتسامات لطيفة... و كان رده عليهم ابتسامة خفيفة... دخل الاسانسير و طلع للدور 7... خرج من الاسانسير و الموظفين وقفوا احترامًا له... وقف في المنتصف و الموظفين وقفوا حوله يرحبون به...
* حمد لله على سلامتك يا أستاذ آدم...
* الشركة نورت بوجودك...
* اهلا بيك يا أستاذ آدم في شركتك...
* اهلا بيك وسطنا من تاني يا أستاذ آدم...
" شكرا ليكم كلكم على كلامكم اللطيف... و الشركة منورة بوجودكم... كل واحد هنا له دور مهم اوي... من اصغر لأكبر موظف هنا كلكم فوق رأسي... و اتمنى مكنش مقصر مع حد معاكم... معلش عطلتكم... اتفضلوا استريحوا...
شكروه على كلامه المهذب... اقتربت احدى الموظفات منه و قالت
* اتفضل اشرب مشروب ترحيب بمناسبة رجوعك يا أستاذ آدم...
" تسلمي بس والله عامل دايت و مش بشرب عصاير فيها سكر... اشكرك على ضيافتك... عن اذنكم يا شباب...
توجه آدم لمكتبه... احدى الموظفات قالت و هي تحدث صديقتها
* هو ماله كده ؟ بيحلو كل مرة عن اللي قبلها !
* يا ابنتي ده آدم نصار... يعني ثروته لو اكلها مش هتخلص... لازم يكون حلو !
* على رأيك... بس شوفت صوره و هو صغير... مُز من يومه...
* عندك حق... يلا نكمل شغلنا عشان ميقلبش على حد...
طُرق الباب و قال آدم
" ادخل...
دخل مصطفى... وجد آدم ينظر من الزجاج و بيده سيـ,ـجارته... إلتفت له آدم و ابتسم... فتح له يداه و قال
" تعالى يا صاحبي...
* انا شايف ان مزاجك رايق اوي النهاردة...
" هتيجي ولا اغير رأيي ؟
* جاي اهو...
اغلق الباب و تقدم منه... عانقه و مصطفى ربت على ظهره و قال
* نورت مكانك يا صاحبي...
" بنورك يا مصطفى...
ابتعد عنه و قال مصطفى
* بس ايه رأيك في التشطيبات ؟
" جامدة... عمرك ما خذلتني... عشان كده بعتمد عليك و انا مطمن...
* ده واجبي يا صاحبي...
" تعالى اقعد...
جلس مصطفى على الكرسي و آدم اتكأ على المكتب و امسك هاتف الشركة
" تشرب ايه ؟
* أڤوكادو...
" يا بني انت بقيت مد*من أڤوكادو...
* طعمه حلو... جربه و هتحبه...
" جربته و معجبنيش...( تكلم في الهاتف ) عصير أڤوكادو و قهوة سادة هنا...
اغلق الهاتف و وضعه على المكتب... شد نفس من السيـ,ـجارة و اخرجه
" مفيش اخبار عن معتز المهدي ؟
* بيعيط على الخسارة اللي خسرها... و قالب شركته و مِتهم موظفينه كلهم في حر*يق سفينته... و البوليس عند الترسانة البحرية... اتجنن يعني...
" اعيش و اجننه...
ضحك مصطفى و قال بريبة
* بس يا آدم انت ازاي خططت لده كله و مش سايب وراك ولا دليل ؟ ده انت قبلها بيوم كنت بتتجوز !!
ضحك آدم و بيده أشار على عقله
" السر في اللي هنا يا مصطفى... عقلي شغال على طول... و اللي بيجي في دماغي مش ببطل تفكير فيه غير لما انفذه...
* يادي عقلك ده... بس خُد بالك... مش عايزين مصا*يب... شركتك لسه قايمة من ازمة كبيرة... ف اهدى شوية...
" متقلقش... كل اللي اتسبب ان شركتي تدخل في المشاكل دي... هدفعه التمن غالي اوي...
* انا بقول اهدى مش تو*لع...
" ما انا هادي اهو...
* اه خليك رايق كده على طول... اوعى تقلب...
ضحك آدم... طُرق الباب... دخل العامل و معه ما طلبوه... وضع الصنية على الطاولة و خرج... اخذ مصطفى كوب العصير... شرب رشفة منه... نظر لآدم و قال
* بقولك يا آدم ؟
" هااا...
* الجواز حلو ؟
رفع عيناه عليه بحدة و قال
" قصدك ايه ؟؟
* مش قصدي حاجة والله... مجرد سؤال... شجعني اتجوز...
" اشجعك ؟!
* اه... طب اي نصحية...
" مصطفى انت ليه بتكلمني كأنك مش عارف السبب الرئيسي اللي خلاني اتجوزها ؟
* عارف طبعا... لانها رفضتك...
" هي رفضت بس !! دي اها*نتني... قَلِت مني و مَسَت كرامتي و رجولتي...
* ما طبيعي تعمل كده بعد اللي انت عملته...
" بتقول ايه ؟
* قصدي يا آدم دي وحدة من عامة الشعب... بتجري على رزقها... و مش زي البنات اللي انت تعرفهم... انت جيت تعرض عليها ليلة معاها قصاد الفلوس... أكيد هترفض...
" و رفضت... تشرب بقا نتيجة غبائها... مش آدم نصار اللي يترفض !!
* بس انا مستغرب من حاجة...
" مستغرب من ايه ؟
* اشمعنا هي ؟ اشمعنا هي اللي عجبتك و فضلت تجري وراها لدرجة انك عرفت مكان بيتها و اهلها و دخلت كأنك بتتقدم ليها ؟ و الفلوس اللي دفعتها لابوها ده عشان يسكت و تتجوزها ؟ ليه ده كله ؟
" دخلت دماغي...
* بتحبها ؟!
استوقفته تلك الكلمة... حُب ؟ ضحك آدم بسخرية
" حُب ايه ؟ أنا أحب ؟! محصلش و مش هيحصل... انت عارفني كويس عمري ما استخدمت قلبي... مش بآمِن بالحُب و الشعارات الغبية دي اصلا...
* يبقى اتجوزتها ليه ؟
" عشان اربيها... و عشان تعرف كويس اللي بعوزه بعرف اخده كويس غصب عن اي حد...
* يعني محبتهاش ؟
" و انت شايف اني حبيت قبل كده ؟
* لا بس يمكن البنت دي حركت فيك مشاعر مكنتش تعرف انها موجودة جواك اصلا... عشان كده اتمسكت بيها و اتجوزتها...
" شكلك مطبق على مسلسل تركي يا مصطفى...
* ملهاش علاقة... الحُب موجود يا آدم... يمكن انت مش مؤمن بيه لانك ملقتش الشخص اللي يثبتلك عكس كده... بس الظاهر كده لقيته... و اتجوزتها اهو...
" متخلطش الامور و بُص كويس... جوازي منها مجرد انتقا*م على تطاولها عليا...
* و آخرتها ؟
" هزهق و اطلقها...
* و آدم نصار بيسيب حاجة تُخصه تروح لحد تاني ؟
انز*عج آدم مجرد ما تخيل أسيل مع رجل غيره ينام جانبها و يضمها إليه كما هو فعل بالأمس... لاحظ مصطفى انزعاجه و ملامح الغضب التي ظهرت عليه....
*************
ربطت أسيل رباط الحذاء... امسكت الهاتف الذي اعطاه إياه آدم... اتصلت على الخادمة
* نعم يا هانم ؟
' بقولك انا جوعت... مفيش حاجة اكلها ؟ لحد بس ما يجي آدم و نتعشى سوا انا و هو...
* في طبعا يا هانم... دقايق و يكون الاكل عندك...
' شكرا...
اغلقت أسيل الهاتف... و انتظرت الخادمة تأتي لها... و بعد دقائق... أتت الخادمة و فتحت الباب
' معلش حطيهم على الترابيزة...
* حاضر يا هانم...
و هي تضع الاكل على الطاولة... سحبت منها أسيل مفتاح الغرفة... تفاجئت الخادمة و قالت
* هاتي المفتاح يا هانم !!
' انا آسفة بس انا لازم امشي...
ركضت أسيل للخارج و اغلقت الباب على الخادمة... ظلت الخادمة تنادي عليها و تطرق الباب بشدة...
* يا هانم افتحي الباب... يلهوي ده آدم بيه مش هيسيبني عايشة كده !!
نزلت أسيل بهدوء و حذر... رأت احد الخدم في طريقها فإختبأت خلف الحائط حتى مَر... تنهدت براحة لأنه لم يراها... نظرت للمطبخ... انه فارغ... دخلته و وجدت باب مُطل على الحديقة... فتحته و خرجت... وجدت الحُراس
مُحاوطون الباب الرئيسي... كيف ستخرج هكذا ؟
من الجهة الآخرى الخادمة تنادي على اي أحد يفتح لها هذا الباب... لكن لم يسمعها أحد... نظرت للأرض و وجدت هاتف أسيل الذي سقط منها... امسكته و فتحته بسهولة لانه بلا رمز... بحثت عن رقم آدم و وجدته....
****************
" و بكده نكون خلصنا إجتماع النهاردة... اتمنى تكونوا فهمتوا التكنيك الجديد... لو في حاجة مش واضحة مصطفى موجود... تقدروا تسألوه عن اي حاجة... شكرا على وجودكم...
سقفوا له جميعًا... ثم خرجوا واحد تلو الآخر حتى لم يتبقى بغرفة الاجتماع سوى آدم و مصطفى... كان آدم يرتب الملفات بالحروف الابجدية و يُعيد كل الورق في مكانه... اقترب منه مصطفى و قال
* بقولك ايه... بما اننا خلصنا شغل النهاردة بدري... ما تيجي نلعب كورة... و الحجز عليا...
" مش فاضي النهاردة... خليها يوم تاني...
* ما انت خلصت شغل اهو...
" عليا حاجات تانية...
* حاجات ايه ؟ اه فهمتك ( غمز له و اكمل ) اه طبعا انت عريس جديد... أكيد عايز تقضي وقت معاها...
نظر له آدم بحدة و قال
" اتلـ,ـم عشان مقلبش عليك...
* هو انا كل ما اجيب سيرة جوازك تبصلي بالشكل ده... ولا انت بتغير عليها لدرجة انك مش عايز حد يجيب سيرتها...
" مصطفى خلصنا !! و لو حد عرف اني اتجوزت هعرف انك السبب...
* الله ! طب انا مالي ؟
" لانك مش قادر تمسك لسانك... و كل شوية تفكرني اني اتجوزت... افرض حد من عيلتي جه هنا و سمعك و انت بتقول اني اتجوزت... في الحالة هيبقى مو*تك على ايدي !!
* لا متقلقش... سرك في بير... بس عندي سؤال... سؤال أخير والله...
" اسأل...
* مش هتعلن جوازك ؟
" لا... و يلا خُد الملفات دي حطها في مكانها...
* ماشي و استناني نتغدى سوا...
" ماشي... يلا اتحرك...
اخذ مصطفى الملفات و خرج... رن هاتف آدم... نظر فيه و تفاجئ... أسيل تتصل به !
" اخيرا مسكت التليفون الجديد... بس غريبة بتتصل عليا ليه ؟
تساءل حقًا... لماذا تتصل به ؟ ربما هناك شيء... فتح آدم الهاتف و قال
" عايزة ايه يا أسيل ؟
* انا مش أسيل يا آدم بيه... ده انا...
" و بتتصلي ليه من تليفون أسيل ؟
* آدم بيه أنا آسفة والله... حصل غصب عني...
" ايه اللي حصل ؟ أسيل فين ؟ اديها التليفون تكلمني...
* أسيل هربت يا آدم بيه !
نهض آدم و قال بغضب
" يعني ايه هربت ؟! مش انا قولتلك اياكي تخرج بره الاوضة !!
* والله مليش يد... هي قالتلي انها جعانة... طلعت احطلها الاكل... خطفت المفتاح مني و خرجت حبستني انا جوه الاوضة...
اغلق آدم الهاتف و ضر*ب يده في المكتب بغضب و قال
" والله ما هسيبك يا أسيل !!
لبس آدم معطفه و اخذ مفاتيح سيارته و خرج بسرعة تحت انظار موظفينه الذين لاحظوا غضبه...
****************
كانت أسيل تبحث عن مخرج في تلك الڤيلا... وجدت سور بالخلف... راقبت الطريق جيدا... لا يوجد احد... اقتربت من السور رفعت رجلاها و حاولت ان تتسلقه... لكن و هي تتمسك في السور انزلقت رجلها و انزلقت يداها الاثنتان على السور و جُرحت كفاها من خشونة السور... تأ*لمت و نظرت لكلتا يداها و كيف جُرحت و ينز*فا
' يا ربي... ايديا اتشو*هت !
اغلقت كلتا يداها و تحاول تحمل الأ*لم الذي تشعر به... نظرت للسور و قالت
' افتكري يا أسيل ان مهما اتأ*ذيتي... مفيش حاجة هتأ*ذيكي اكتر غيره هو... مستحيل اعيش مع الحيـ,ـوان ده... لازم امشي... استحملي يا أسيل !!
حاولت مجددا رغم يداها التي تؤ*لمها كثيرا و تنز*ف... و بعد الكثير من المحاولات اخيرا استطاعت تسلقه بأكمله !! نظرت للأرض في الجهة الآخرى... انها الحرية ! أسيل رأت الخادمة و هي تخرج من الڤيلا لتبحث عنها في الحديقة... خافت أسيل ان تراها... و قفزت للجهة الاخرى بسرعة رغم الارتفاع... إلتولت قدمها اليُمنى و جُرحت من الزجاج المكسـ,ـور على الارض... صرخت بأ*لم و نظرت لقدمها التي بدأت بالنز*يف... نظرت حولها لتبحث عن اي شيء تكتم به الد*م الذي يتدفق من قدمها... وجدت قماشة قديمة... اخذتها و ربطت بها قدمها... سندت على السور و نهضت بصعوبة و دمعت عيناها على منظر قدمها و يداها اللذان تشوها... مسحت دموعها و رأت من بعيد سيارة آدم قادمة للڤيلا... اتسعت عيناها و بسرعة إختبأت خلف الشجرة و تدعي ربها ان تنجو منه... بالفعل لم يراها و مَرت سيارته و دخل بيها الڤيلا...
كانوا الخدم و الحُراس مصطفين في صف بجانب بعضهم و آدم سيجن جنونه
" ازاي تهرب و محدش فيكم يشوفها و هي بتخرج ؟! كنتوا فين و بتعملوا ايه !!
رد أحد الحُراس
* والله يا آدم بيه كل واحد كان في مكانه و محدش عرف انها هربت غير لما الخدم قالولنا...
" والله ؟؟ ما انا موظف شوية اروجوزات !! الاقيها بس و اجي احاسبكم واحد واحد... غوروا من قدامي دوروا عليها حوالين الڤيلا !!
اومأوا له ذهبوا من امامه... و آدم بيده هاتفها... كيف ذهبت من دونه ! توجه لغرفته... وجد كل شيء في مكانه... لم تأخذ ملابس أو حتى مال مما تركه لها... الى اين ذهبت هذه الفتاة !!
" هجيبك يا أسيل... مش هتخلصي مني بالسهولة دي !
نزل للاسفل و ركب سيارته و ذهب...
****************
كانت أسيل تمشي في الشوارع ولا تعرف اين هي... المحلات تغيرت و الطُرق...
' هو حابسني معاه اسبوع واحد مش 100 سنة... ليه حاسة اني معرفش حاجة... ايه الطرق دي... انا ليه مش عارفة اروح المكان اللي انا عيزاه ؟؟
تابعت مشيها رغم قدمها التي تؤ*لمها كثيرا... و شعرت انها تائهة... كل شيء غريب و جديد هنا عليها و تشعر انها اول مرة تتمشى في هذه الشوارع... وقفت لوهلة تفكر... ثم اوقفت فتاة و سألتها
' لو سمحتي... اروح كافيه ***** من فين ؟
* والله معرفش كافيه بالأسم ده...
' طب اروح من فين محطة **** ؟
* المحطة اللي بتتكلمي عليها دي في الجيزة...
' ما انا عارفة انها في الجيزة... اركب ايه من هنا يوديني هناك ؟
* حبيبتي دي الاسكندرية مش الجيزة...
البارت الثالث من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
كانت أسيل تمشي في الشوارع ولا تعرف اين هي... المحلات تغيرت و الطُرق...
' هو حابسني معاه اسبوع واحد مش 100 سنة... ليه حاسة اني معرفش حاجة... ايه الطرق دي... انا ليه مش عارفة اروح المكان اللي انا عيزاه ؟؟
تابعت مشيها رغم قدمها التي تؤ*لمها كثيرا... و شعرت انها تائهة... كل شيء غريب و جديد هنا عليها و تشعر انها اول مرة تتمشى في هذه الشوارع... وقفت لوهلة تفكر... ثم اوقفت فتاة و سألتها
' لو سمحتي... اروح كافيه ***** من فين ؟
* والله معرفش كافيه بالأسم ده...
' طب اروح من فين محطة **** ؟
* المحطة اللي بتتكلمي عليها دي في الجيزة...
' ما انا عارفة انها في الجيزة... اركب ايه من هنا يوديني هناك ؟
* حبيبتي دي الاسكندرية مش الجيزة...
صُدمت أسيل و البنت تابعت كلامها
* لازم الاول تكوني في الجيزة نفسها عشان تروحي المحطة دي هناك... خدي تذكرة قطر من هنا و روحي الجيزة...
' يعني ايه دي الاسكندرية ؟ يعني انا في الاسكندرية دلوقتي مش في الجيزة ؟؟
* والله دي الاسكندرية... مالك مش مصدقة ليه ؟
تركتها أسيل و مَشَت... تعجبت البنت منها... كيف لا تعرف انها في الاسكندرية... تابعت أسيل مشيها و هي تتذكر بعد زواجه منها " هاخدك على ڤيلتي " ، ' دي فين ؟ انا مش عايزة ابعد عن اهلي و صحابي ' ، " مش هتبعدي بس هتيجي معايا... خدي اشربي العصير "
العصير كان به منوم لذلك لم تشعر بما حدث بعدها و عندما استيقظت وجدت نفسها في بيته !!
وقفت أسيل و هي تستوعب ذلك و تلعـ,ـن آدم... لقد ابعدها عن بيتها كثيرا حتى لا تعرف كيف ترجع لبيتها !!
كان آدم يقود سيارته و يبحث عنها و يتوعد لها
" هلاقيكي يا أسيل... هتروحي مني فين يعني... كده كده انتي اول مرة تكوني هنا... أكيد مش عارفة تروحي فين... بس لو كنتي اخدتي التليفون كنت لقيتك في ثواني... بس ماشي !!
***************
غابت الشمس و جاء الليل و نزل المطر ترحيبًا بالشتاء... كانت أسيل جالسة على إحدى المقاعد في الشارع تحتمي في المظلة من المطر و تحتضن نفسها بكلتا يداها من البرد و تبكي و تقول
' يعني الحيـ,ـوان ده اخدني من الجيزة للأسكندرية من غير ما اعرف عشان ابقا تايهة زي كده و معرفش اروح لحد من اهلي و صحابي... هو بيفكر ازاي و ليه بيعمل معايا كل ده ؟ عشان رفضته !! كأن مليش حق ارفض سيادته... واحد مر*يض و متخـ,ـلف وقعت معاه و قلب حياتي كلها في لحظة... ليه بيحصل معايا كده يارب ؟ انا عملت ايه في حياتي عشان تبتليني بواحد زي ده ؟؟
مسحت دموعها... شعرت بالجوع فهي لم تأكل شيء منذ الصباح... الشوارع فارغة... و المطر كثير... الى اين ستذهب هذه الليلة ؟
وسط تفكيرها هناك شخص وضع يده على كتفها... ابتعدت في الحال و نظرت له... انه شاب في العشرينات
* شايفك قاعدة هنا من بدري... هتروحي مكان معين ؟ ممكن اساعدك...
' ملكش دعوة و امشي من هنا...
* انا قصدي خير على فكرة... قاعدة ليه لحد دلوقتي هنا ؟ الوقت اتأخر و الشوارع فضيت و ممكن يطلع عليكي شوية صيـ,ـع يضايقوكي...
' عايزة اروح الجيزة...
* مروحتيش محطة القطر ليه ؟
' مش معايا فلوس للتذكرة...
* للاسف انا مش معايا غير 40 جنيه هروح بيهم... لو كان معايا مكنتش هتأخر عن مساعدتك...
' خلاص عادي...
* طب انتي مستنية حد ؟
' انا معرفش حد هنا...
* ازاي ؟ فين بيتك ؟
' في الجيزة...
* و ايه اللي جابك الاسكندرية ؟ و وصلتي لهنا ازاي و مع مين ؟
تذكرت أن آدم انه سبب كل هذا... لعـ,ـنته في سرها و قالت
' مش حابة اقول...
* زي ما تحبي... و آسف لو ضايقتك بأسئلتي...
' ولا يهمك... ممكن تليفونك اعمل مكالمة ؟
* والله مش معايا تليفون دلوقتي... لسه في الشركة بيتصلح...
' طب انا عايزة اعمل مكالمة تليفون ضروري... اروح فين ؟
* بصي في محطة بنزين قريبة من هنا... هناك فيها تليفون...
' اروحها ازاي ؟
* تمشي على طول بعدين تدخلي رابع شمال... ممكن اجي معاكي ؟
' لا شكرا لحد كده... لو المكالمة منفعتش هرجع لهنا تاني...
* تمام... انا لسه مستني التاكسي... ف هتلاقيني هنا...
اومأت و نهضت متوجهة لمحطة البنزين...
ركن آدم سيارته و ضر*ب الدريكسيون بغضب
" لحد الآن لا انا ولا رجالتي محدش فينا لقيها... ملهاش آثر... بس هتروح فين... هي متعرفش حد هنا و اول مرة في حياتها تبقى في الاسكندرية !!
رن هاتفه و كان مصطفى و رد عليه في الحال
" لقيتوها ؟؟
* للأسف لا يا آدم...
" اوووف ! هتكون راحت فين ؟
* مش عارف... اليوم خلص و الوقت اتأخر... بلغ البوليس يمكن يلاقوها...
" يا عم بوليس ايه ؟ مش عايز حد يعرف انها مراتي...
* يعني انت عشان مش عايز حد يعرف انها مراتك... هتسيبها كده مش عارف هي فين ولا مع مين ولا حالتها ايه ؟ مش كفاية انها تايهة في بلد اول مرة تروحها... يعني هي مش عارفة هي فين اصلا !! يكون في علمك لو اتأ*ذت هيبقى بسببك...
" خلاص يا مصطفى متقلقنيش اكتر ما انا قلقان... اقفل دلوقتي...
اغلق آدم هاتفه و تنهد... ازاح شعره للخلف و يفكر ان يبلغ الشرطى عن اختفائها كما قال صديقه... المهم ان يجدها بسرعة قبل ان يصيبها أي مكروه !
نظر حوله و عينه إلتقطت شيء يلمع على المقعد الذي في الشارع... يبدو مألوفًا له... نزل من السيارة و اقترب من المقعد و للشيء اللامع هذا... امسكه بيده... انها قلادتها التي ترتديها دائمًا !!
" دي السلسلة بتاعت أسيل... أسيل كانت هنا... بس هي فين ؟؟
قلقه زاد قلقه عليها خصوصًا بعد ما وجد قطرات د*م على المقعد... نظر للجانب الآخر في المقعد رأى شابًا يضع السماعات و يستمع الى الاغاني... اقترب منه و قال
" فين أسيل ؟؟
نزع الشاب السماعة من أذنه و قال
* افندم ؟ بتقول ايه ؟
امسكه آدم من ملابسه و قال بغضب
" فين أسيل ؟!
* أسيل مين يا عم ؟ و اوعى ايدك كده...
دفعه الشاب بعيدا عنه و آدم بيده قلادتها و عيناه لقطرات الد*م التي على المقعد و قلبه ينهشه من الخوف عليها... حتمًا أصابها مكـ,ـروه...
" انا بحميها مش بأ*ذيها... مكنتش عايز ده يحصل !
* انت بتتكلم مع نفسك ؟؟
" أكيد اتأ*ذت !
* هي مين ؟
" أسيل !
* أسيل مين ؟
" مراتي !
* في بنت كانت هنا من شوية و مشيت...
" أكيد تبقى أسيل...( فتح هاتفه على صورتها ) بُص كويس... البنت اللي كانت هنا من شوية هي اللي في الصورة دي ؟
نظر الشاب للصورة و قال بتأكيد
* اه هي دي...
" انطق بسرعة راحت فين ؟؟
* عند محطة البنزين...
" انهي محطة ؟؟
* مش فاكر الاسم بس امشي على طول و ادخل رابع شمال...
" تمام...
ركب سيارته و قاد بسرعة... من الجانب الآخر وصلت أسيل لتلك المحطة و وجدت الهاتف العمومي... وضعت خمس جنيهات معها في الصندوق ثمن المكالمة... و امسكت الهاتف الصغير... كتبت رقمًا ما و اتصلت عليه...
• ألو...
' ماما !!
تفاجئت وفاء... هذا صوت ابنتها !
• أسيل ! اخيرا رنيتي ! وحشتيني اوي...
' ماما الحقيني...
• في ايه يا أسيل ؟
' انا في الاسكندرية...
• بتعملي ايه في الاسكندرية ؟
' معرفش... آدم جابني هنا من غير ما اعرف... بصي اسمعيني... انا هربت من آدم...
• هربتي من جوزك !!
' مش عايزة اعيش معاه و هطلق... المهم انا في الشارع دلوقتي عند البنزينة... لوحدي و مش عارفة اتحرك... مش عارفة اي اماكن هنا ولا اعرف حد... و......
" أسيل !!
لم تكمل كلامها عندما سمعت صوته... إلتفت وجدت آدم خلفها على الجانب الآخر... تفاجئت و ابتلعت ريقها بخوف... قالت وفاء على الهاتف
• أسيل... ابن خالتك موجود في الاسكندرية دلوقتي... انتي فين بالضبط عشان يجيلك ؟؟
لم ترد أسيل و قلبها يدق بسرعة من الخوف منه...
• أسيل ؟ سمعاني ؟
تركت أسيل الهاتف في الحال و ركضت عندما رأت آدم يتحرك بإتجاهها... الهاتف مازال مفتوحًا و امها تنادي عليها... فجأة سمعت صوت آدم ينادي على أسيل
" يا أسيل... اقفي عندك !
اختبأت أسيل منه ورا السوبر ماركت الموجود في محطة البنزين... و المطر يهطل بشدة و ابتلت كل ملابسها بالمياة... عانقت نفسها لتدفأ قليلا من هذه البرودة... و تنظر من خلف الحائط لترى آدم... لم تجده... حتمًا ذهب يبحث في مكان آخر عندما لم يجدها هنا... اغمضت عيناها و تنهدت بإرتياح... فتحت عيناها و وجدته أمامها... صرخت ف وضع يده على فمها و حاوطها حتى لا تهرب... تنهد بإرتياح لانه وجدها و نزع يده من فمها... نظرت له بخوف و هو قال بغضب
" ازاي قدرتي تهربي مني طول الساعات دي ؟؟ قاعدة في الشارع لحد نص الليل لوحدك !!
' مش عايزة اعيش معاك !! أرجوك سيبني امشي...
" فوقي لنفسك يا أسيل انتي مراتي... يعني مش هتروحي لأي مكان...
' جبتي ليه هنا ؟؟ جبتني في محافظة اول مرة اكون فيها...و حبستني في بيتك كأني عبـ,ـدة عندك... للدرجة دي انت عايز تبعدني عن اهلي طول العمر ؟!
" هتفهمي بعدين إن ده لمصلحتك انتي...
' مصلحتي مش معاك !! مش عشان انت غني تقول ان مصلحتي معاك... انا مش عايزة منك حاجة... مش انت كنت عايزة تقضي معايا ليلة ؟ قضيتها اهو و بسطتك... و كفاية اوي لغاية هنا... سيبني امشي ارجع لحياتي الطبيعية وسط اهلي...
" مفيش حاجة اسمها اهلك بعد كده... انسيهم... و طالما انتي مراتي ف انتي هتيجي معايا غصب عنك... يلا تعالي...
امسك يدها لتذهب معه
' سيب ايدي !
" امشي يا أسيل !
لن تجد جدوى من الكلام معه... خطر في بالها شيء... نظرت له بغضب و بكل قوتها ضر*بته بكوعها في بطنه... صرخ آدم متأ*لمًا من ضر*بتها و أسيل فلتت منه هاربة... نادى عليها بغضب و هو يتأ*لم
" يا أسيل !!
ركضت أسيل بعيدا عنه... وجدت شاحنة نصف نقل واقفة عند محطة البنزين و استغلت أسيل أن صاحبها يملأها بالبنزين و ركبت فيها من الأمام من غير ان يلاحظ صاحبها ذلك... بينما آدم يبحث عنها... كيف اختفت عن مرأى عيناه بتلك السرعة ؟ وقف حائرا ماذا يفعل و الى اين سيذهب... بينما أسيل في الشاحنة تضم نفسها للأسفل حتى لا يراها من الزجاج... صاحب الشاحنة اغلق فتحة البنزين و دفع ثمن البنزين الذي اخذه... ركب الشاحنة و وجد أسيل على الكرسي الثاني فقال
* انتي مين و بتعملي ايه هنا ؟
' و النبي يا عمو ما تنزلني من العربية... امشي و ابقا نزلني في اي مكان... أرجوك شغل العربية و امشي...
اومأ لها و شغل الشاحنة و ذهب...
بحث آدم في الارجاء بجانب محطة البنزين... لم يجدها... عاد للمحطة مجددا... وجد احد العاملين خارج من السوبر ماركت... ذهب اليه سأله
" بقولك... مشوفتش بنت كانت هنا ؟
* بنت ؟ و ايه اللي هيجيب البنات في الوقت ده ؟
" هي كانت هنا دلوقتي... شوفتها ؟
* والله مشوفتش حاجة... انا كنت جوه السوبر ماركت بشتري ساندويتشات و لسه خارج...
تنهد آدم بضيق... لقد ضاعت منه مجددا... تلك الفتاة لا تستسلم أبداً... ازاح شعره للخلف بغضب و يفكر ماذا سيفعل... لاحظ وجود قطرات دم على الارض و تذكر انه رأى قدمها تنز*ف !!
كان صاحب الشاحنة يقود شاحنته في طرق مظلمة و ينظر لأسيل نظرات لا تبشر خيرا و أسيل لاحظت نظراته اليها... خافت و قالت
' خلاص يا عمو نزلني هنا...
ضغط على الفرامل و وقفت الشاحنة... امسكت أسيل مقبض الباب لتفتحه... لكن وجدته مغلق... نظرت للرجل و قالت
' الباب مقفول...
* ما انا عارف انه مقفول... انا قفلته...
' قفلته ليه ؟
* عشان نقعد على راحتنا !
قالها و هو يضع يده خلف ظهرها... دفعت يده و صرخت قائلة
' ابعد ايدك و افتح الباب ده !!
* بقولك ايه... بطلي صراخ و خلينا نتسلى... ده انتي مُزة و فرصة مش هتتكرر...( وضع يده على قدمها و اكمل ) بتاخدي كام على الليلة ؟
دفعت يده و صدمت رأسه على باب الشاحنة... صرخ متأ*لمًا و ضغطت على الزر الذي بجانبه و فتحت باب الشاحنة و قبل ان تنزل امسك يدها و قال
* هو دخول الحمام زي خروجه يا امورة ؟!
' ابعد ايدك عني يا قذ*ر !!
ضر*بته بقدمها و خرجت من الشاحنة... ركضت بعيدا و دخلت في مكان مليئ بالاشجار...
" يا عم بقولك انا متأكد انها كانت هنا !
* هي فين ؟ ما انت شايف بنفسك محطة البنزين كلها فاضية اهو !
" كانت في عربية نقل كبيرة شوفتها بتطلع من هنا... يمكن استخبت جواها...
* و المطلوب ايه ؟
" عايز اشوف كاميرات المراقبة...
* تشوف كاميرات المراقبة ليه ؟ هو انت حكومة ؟
امسكه آدم من ملابسه و قال بغضب
" مراتي احتمال تكون في خطر دلوقتي و انت واقف تقاوح معايا !!
* انت كمان بتمد ايدك عليا !! لااا كده كتير...
" هو انت لسه شوفت حاجة ؟! ميغركش وش ابن البشوات ده انا اصلا او*سخ مما تتخيل !!
* وريني كده آخرك !!
رفع آدم يده ليلكُمه لكن امسك يده و منعه العامل الثاني بالمحطة
- اهدى يا باشا... في ايه ؟
" ابعد انت كده...
- طب قولي في ايه ؟ هو ضايقك في ايه ؟
نظر آدم له بغضب شديد و تركه و قال للعامل الثاني
" عايز اشوف كاميرات المراقبة...
- السبب ؟
" مراتي كانت هنا... و في نفس الوقت كان في عربية نقل... الاتنين اختفوا... احتمال هي تكون في عربية النقل دي عشان كده بقول عايز اشوف لقطات كاميرات المراقبة...
- تمام تعالى و رايا...
ذهب العامل و معه آدم و دخلا الغرفة المتحكمة بكل كاميرات المراقبة على محطة البنزين... جلس العامل على جهاز الكمبيوتر و آدم يقف بجانبه... و قام العامل بمراجعة اللقطات السابقة مع آدم... حتى جاءت اللقطة عندما أسيل دخلت الى الشاحنة ثم صاحب الشاحنة شغلها و ذهب بها... تفاجئ آدم و قال
" هات اللقطة اللي بعدها...
- اللي بعدها انت فيها لما كنت واقف تتخانق مع زميلي...
" طب انا عايز اعرف العربية دي دخلت انهي شارع...
- في كاميرا على الشارع...
" طب وريني اللي صورته...
اومأ له و شغل اللقطات الخاصة بالكاميرا التي على الشارع... رأى آدم الشاحنة و هي تدخل في طريق مظلم للغاية و أسيل في الشاحنة ! ركض آدم للخارج... ركب سيارته و ذهب...
كانت أسيل تمشي و هي تعرج... قدمها تؤ*لمها كثيرا و استهلكت جميع قوتها و وقعت على الارض... سمعت صوت الرجل و هو يقول
* انا مش هسيبك تعدي من تحت ايدي كده... احسنلك اطلعي يا حلوة...
زحفت على الارض و اختبأت خلف شجرة من الشجيرات و تلتقط انفاسها بصعوبة و تبكي... سمعت صوت خطواته ف وضعت يدها على فمها لتكتم صوت بكائها... رأت ظله يقترب منها... اغمضت عيناها بخوف... لم يأتي اليها ف فتحت عيناها و حمدت ربها... يجب ان تذهب من هنا بسرعة... استندت على الشجرة و نهضت بصعوبة و ابتعدت عن الشجرة قليلا... فتحت عيناها بصدمة عندما وجدته أمامها
* قولتلك مش هسيبك يا مزة !!
صرخت لكنه امسكها و دفعها على الارض بشدة... وقعت و رأسها ألمتها من الوقعة... زحفت للورا و قالت بخوف و هي تبكي
' ابعد عني إياك تقرب !!
* روقي معايا بقا عشان مقـ,ـتلكيش هنا و ادفنك و محدش يعرفلك طريق... احنا هنتسلى مع بعض اوي...
صرخت عندما هجـ,ـم و يقطع ثيابها و يحاول الاعتـ,ـداء عليها...
آدم يقود سيارته و قلبه ينهشه من الخوف عليها... يشعر انها في خطر... ظل يدخل في شوارع مظلمة و ليس بها أحد ولا يوجد عواميد إنارة و المطر يسقط بشدة... ظهر نور شاحنة... اوقف سيارته و نزل... وجد الشاحنة التي ركبتها أسيل واقفة في منتصف الطريق... اقترب منها... انها فارغة... ظل يبحث في الامام و الخلف... لكن لا يوجد أحد
" روحتي فين بس يا أسيل... يمكن الراجل ابن ال ***** خطفها !!
فجأة سمع صوتها و هي تصرخ...
" أسيل !!
الصوت يبدو انه قريب... ركض بسرعة في اتجاهه
كانت أسيل تحاول الدفاع عن نفسها بكل قوتها
' ابعد ايدك عني يا و*سخ !!
* محدش هيخلصك مني... احسنلك استسلميلي و خلينا نتسلى...
' ابعد عني !!
مسكت أسيل حجر من على الارض و ضر*بت رأسه به... صرخ متأ*لمًا و دفعته بعيدا عنها... لكن خا*نتها قدمها و لم تستطع النهوض... زحفت على الارض بصعوبة لتنجو منه لكنه امسكها من قدمها و شدها إليه
* مفكرة نفسك هتهربي مني ؟ تبقي عبيطـ,ـة... مفيش صنف مخلوق هنا يقدر يخلصك مني... جسـ,ـمك بتاعي النهاردة !!
بدأ بلـ,ـمس جسدها بوقا*حة و هي تصرخ و تحاول الإفلات منه...
وصل آدم لمصدر الصوت... و رأى أسيل على الارض تصرخ و الرجل يحاول الاعتـ,ـداء و لمـ,ـسها و هي تحاول ابعاده لكنه اقوى منها !!
ضم قبضته بغضب و ركض اليه مسرعًا دفعه بقدمه بعيدا عنها... تفاجئت أسيل عندما رأت آدم لكنها سعدت بوجوده معها لأول مرة لأنه انقذها من هذا القذ*ر...
ابتلع الرجل ريقه بخوف عندما وجد آدم أمامه... و عروق يد آدم برزت من الغضب كلما تذكر كيف كان يحاول تعجيز حركتها ليكمل جريمتـ,ـه... قال آدم بفحيح
" قبل ما دماغك تفكر تمِس شعرة منها... فكرت هي تبع مين الاول ؟!
البارت الرابع من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
وصل آدم لمصدر الصوت... و رأى أسيل على الارض تصرخ و الرجل يحاول الاعتـ,ـداء و لمـ,ـسها و هي تحاول ابعاده لكنه اقوى منها !!
ضم قبضته بغضب و ركض اليه مسرعًا دفعه بقدمه بعيدا عنها... تفاجئت أسيل عندما رأت آدم لكنها سعدت بوجوده معها لأول مرة لأنه انقذها من هذا القذ*ر...
ابتلع الرجل ريقه بخوف عندما وجد آدم أمامه... و عروق يد آدم برزت من الغضب كلما تذكر كيف كان يحاول تعجيز حركتها ليكمل جريمتـ,ـه
" قبل ما دماغك تفكر تمِس شعرة منها... فكرت هي تبع مين الاول ؟!
* انت مين ؟؟
" انا اللي هدفنك حي هنا !!
بمجرد ما قالها إنهال عليه باللكمات في وجهه و أجزاء متفرقة في جسده... بَرَحُه ضر*با بكل غِل و مشهد ذلك القذ*ر و هي يحاول لمـ,ـس زوجته أمام عينه... مما يزيد غضبه أكثر فأكثر و ظل يضر*به و الرجل لم يجد فرصة لرد له اي ضر*بة بسبب أن آدم كان غاضب للغاية لدرجة ان عروق جبهته برزت ولا يرى أمامه سوى ذلك المشهد الذي فيه هذا القذ*ر و هو يتعـ,ـدى على ممتلكاته... نز*ف الرجل دَمًا كثيرا من انفه و فمه ولا يستطيع ان يتحرك و آدم مستمر في ضر*به كأنه سيقتـ,ـله بيده...
خافت أسيل من رؤية آدم هكذا... الرجل سيـ,ـموت في يده !!
نهضت رغم الا*لم في قدمها... اقتربت من آدم و قالت
' سيبه يا آدم خلاص... هيمو*ت في ايدك !!
وضعت يدها على كتفه بتردد لكن صرخ فيها قائلًا
" متدخليش !!
خافت من صوته و شكله المخيف كأنه تحو*ل لمجر*م... لكن يجب ان تمنعه من قتـ,ـله حتى لا يدخل السجن...
دفعت آدم بقوة بعيدا عن ذلك القذ*ر... لكنه لم يهتم و اقترب مجددا ليواصل في إنهاء حياته لكن أسيل وقفت أمامه و قامت بلف يداها حول عنقه و عانقته بشدة و صرخت قائلة و هي تبكي
' بس كفاية سيبه !!
" بتدافعي عن الو*سخ بعد ما كان هيغتصـ,ـبك !!
' انا مش بدافع عنه... انا خايفة يمو*ت في ايدك و تدخل السجن... انا خايفة عليك انت... كفاية و النبي...
لوهلة بدأ في استعادة وعيه... نظر الى الرجل وجده على الارض بين د*مه... انه على قيد الحياة لكن لا يستطيع النهوض بسبب آدم الذي كان سيقـ,ـتله بالفعل لان جَن جنونه عندما وجده يحاول لمـ,ـس زوجته...
ظل آدم يأخذ شهيقًا و زفيرا حتى هدأ بالتدريج... استوعب أن أسيل تعانقه... حاوط جسدها بيداه معانقًا لها... رغم ان أسيل لا تحبه لكن لأول مرة شعرت بالأمان في عناقه لها و لم تبتعد عنه و المطر ينزل عليهم...
" خوفت عليكي...
قالها آدم بضعف عكس القوة التي تظهر عليه دائما... قالت أسيل و هي ترتعش
' كان هيغـ,ـتصبني... الحمد لله انك جيت... متقلقش انا كويسة...
" قولتلك متهربيش مني...
' خوفت منك...
" متخافيش... انا مش بأذ*يكي...
اخرجها من حضنه و حاوط وجهها بكلتا يداه و قال
" إياكي تبعدي عني تاني... افرض كنت اتأخرت... افرض القذ*ر ده كمل جريمـ,ـته... كان هيحصلي انا ايه ؟ كنت هعمل ايه من غيرك ؟؟
' لو كان اغتصـ,ـبني او قتـ,ـلني... ده كان هيهمك في حاجة ؟؟
صرخ قائلا
" اه طبعا هيهمني !! متتصوريش اد ايه انا خوفت عليكي يا أسيل !!
' بتقول كده ليه ؟ مش انت مبتحبنيش اصلا و متجوزني عشان تبسط نفسك و بس... مش ده كلامك ولا نسيته ؟!
فاق قليلا و استوعب ما قاله لها الآن... صمت و لم يتكلم
' سكت ليه ؟؟
" انتي بردتي... يلا نرجع...
حاولت المشي لكن قدمها ألمـ,ـتها كثيرا و أصدرت انين أ*لم... نظر آدم الى قدمها و رأى الجر*ح
" رجلك اتجر*حت ازاي ؟
' و انا بنط من فوق سور بيتك... وقعت على الازاز و اتجر*حت...
" نطيتي من فوق السور عشان تهربي ؟!
' انت مسبتليش اي اختيار تاني...
" طب خليني اساعدك...
' لا... و ملكش دعوة...
كانت ستحاول ان تسند على اي شيء لتمشي لكن تفاجئت بآدم يحملها بين يداه... شهقت بزعر و قالت بغضب
' آدم نزلني !!
" اسكتي يا أسيل !!
خافت من علو نبرته... من الواضح انه عاد لطبيعته المخيفة... صمتت و هو مشى بها حتى وصل لسيارته...
' وصلنا اهو يلا نزلني...
انزلها على الارض برفق و قال
" اركبي يلا...
و قبل ان يلتفت امسكت يده و اوقفته
' انت جبتني ليه من الجيزة للاسكندرية ؟ و متنكرش انا عرفت و فهمت كل حاجة... و العصير اللي شربتهولي ده في يومها كنت انت حاطت فيه منوم... عشان كده انا صحيت لقيت نفسي في بيتك... بس طول الوقت ده كنت مفكرة اني في الجيزة... و بيت اهلي قريب من هنا... في طلعت جبتني هنا !! ليه بعدتني عنهم ؟!
" مزاجي كده يا أسيل... يلا اركبي عشان نرجع البيت...
' مش هتحرك من مكاني... جاوب على سؤالي الاول !!
" أسيل... اخلصي اركبي العربية...
' مش هركب غير لما ترد على اسئلتي !! انت غريب و انا مش فهماك... ايه غايتك من ده كله ؟ هتستفيد ايه ؟
" مش هستفيد ولا حاجة... قولتلك بعدين هتفهمي ان ده لمصلحتك...
' مصلحتي هتكون في ايه انك تبعدني عن اهلي و تغير نمط حياتي كله ؟؟!
" على اساس الحياة اللي كنتي عايشاها معاهم دي كانت حياة اصلا ؟!
' انت مالك ؟! ملكش دعوة بحياتي... على الاقل كنت مرتاحة...
" فين الراحة دي لما كنتي تشتغلي في كافيه واقفة على رجلك طول اليوم عشان تكملي جامعتك في حين ان ابوكي قاعد مستريح في البيت و بياكل من ورا مرتبك و مستنيكي تشتريله اكله معاكي ؟؟ فين الراحة و انتي مش قادرة تفضي نفسك حتى يوم واحد في الاسبوع تستريحي فيه ؟ فين الراحة و انتي بتفضلي تشتغلي طول اليوم و تحوشي الفلوس بالشهور عشان تعرفي تشتري بلوزة عجبتك ؟ فين الراحة و انتي حياتك و صحتك بتخلص بدري من كوم المسؤوليات اللي انتي شيلاها و من و انتي طفلة ؟! انهي راحة دي بالضبط يا أسيل ؟
' مش من حقك تتدخل في تفاصيل حياتي بالشكل ده... بعدين انت عرفت ازاي كله و امتى و ازاي ؟
" انا اعرف حاجات كتير عنك يا أسيل... و بحاول اخلصك من القر*ف اللي انتي فيه بس انتي مش فاهمة... و عايزة ترجعي للحياة دي تاني...
' بتحاول تخلصني من القر*ف اللي انا فيه بأني ابسطك بجسمـ,ـي و تديني تمن انبساطك صح ؟
" اذا كنتي شايفة كده فـ اه يا أسيل انا بنبسط بجسـ,ـمك و بعد كده بديكي تمن انبساطي بالنوم معاكي !
امتلأت عيناها بالدموع و قالت
' انت وحش... مش هرجع بيتك... رجعني الجيزة... عايزة اشوف اهلي...
" قولتلك انسيهم لانك مش هتشوفيهم تاني !!
' ازاي يعني مش هشوفهم تاني ؟!
" ده الجديد من هنا و رايح... ملكيش اي صلة بالناس دي تاني... اعتبري انهم ما*توا...
' انت بتتز*فت تقول ايه ؟! اللي بتتكلم عليهم دول عيلتي و اهلي... مش من حقك تحرمني منهم !!
" لا من حقي و ده اللي عندي...
' انا غلطانة لاني بتكلم معاك اصلا... مش راجعة معاك... انا راجعة على بيت اهلي...
إلتفتت لتذهب لكنه امسكها من يدها بشدة و قال بغضب
" رجعالهم حتى بعد ما بعو*كي ليا و قضبوا تمنك مقابل انهم يتخلوا عنك للأبد !!
' انت بتكذب... انت بتقول ايه ؟!
" بقول الحقيقة اللي حاولت اخبيها عنك عشان متزعليش بس انتي مُصممة تعرفي فـ اعرفي كل حاجة كاملة بالمرة... اهلك اللي انتي طالعة نازلة بإسمهم و عايزة ترجعيلهم بأي شكل لدرجة انك هربتي من بيتي و عرضتي نفسك للخطر عشان ترجعيلهم... اهلك دول شرطت عليهم عشان ياخدوا الفلوس انهم يتخلوا عنك للأبد... يعني مجرد ما الفلوس تبقى في ايدهم ينسوا انك بنتهم... لا يشوفوكي تاني و لا تشوفيهم... و هم قبلوا بالشرط ده... قبلوا انهم يبعدوا عنك... اوعي تكوني فاكرة ان الفلوس دي اديتهالهم عشان اتجوزك بس... لاااا مش كده خاالص... كده كده كنت هتجوزك غصب عن اي حد... الفلوس دي اساسها الشرط ده... و هم قبلوا بيه و اخدوا الفلوس... عشان كده بقولك تنسيهم لانك مش هتشوفيهم تاني !!
كلامه نزل عليها ڪالسكـ,ـاكين اختر*قت قلبها ألف مرة في ذات الوقت... نظرت للأرض و دموعها اختلطت بالمطر... دفعت يده بعيدا عنها و اعطته ظهرها و كانت ستذهب... لكنها وقفت... الى اين ستذهب ؟ لم يعُد لها عائلة أساسًا !!
كان آدم سامع صوت بكائها... يعرف انه قام بفتح جر*ح كبير في قلبها لن ينغلق... غضب من نفسه لانه قال لها ذلك... لكن نفذ صبره عليها و قال لها الحقيقة القا*سية التي تتمنى أسيل ان تكون مجرد كذ*بة منه لتكر*ه اهلها... إلتفتت و نظرت له بعيناها الحزينة و المقهورة... ظل صامتًا لا يعرف ماذا يقول لها... لا يعرف كيف يواسيها... وسط هذا الصمت الذي بينهم... قالت أسيل ببكاء
' أنا كنت حاسة انهم مش بيحبوني... بس متوصلش لدرجة انهم يقبلوا بكلامك و ياخدوا الفلوس و يتخلوا عني !!
اقترب منها و قال
" أسيل... انا مكنتش عايز اعمل كده من الاول... انا لما عاندت معاكي و قولت مش هسيبك تنتصري عليا و اصريت اعمل اللي في دماغي و اتقدمتلك كان غرضي اخد حقي منك لانك كسر*تي كرامتي... سيبك من كده المهم انا لقيت كلام اهلك كله عن الفلوس... حسيت بحاجة غريبة فيهم... فسألت عنك و عرفت انك اللي شايلة البيت كله على كتافك و انتي بتشتغلي من زمان اوي عشان تأكليهم... فعرضت عليهم الفلوس و الشرط ده عشان ياخدوها... كان قصدي بس اختبر حبهم ليكي مش اكتر... لكن انا اتفاجئت زيك لما لقيتهم وافقوا على بعدك عنهم لطول العمر... فعرفت ان لازم تبعدي عنهم بجد لانهم مش بيحبوكي... انتي ضيعتي سنين كتيرة معاهم... في الاخر هم نسيوا تعبك عشانهم و بعو*كي في لحظة... عشان انا كده صممت اتجوزك و جبتك هنا عشان تسبيهم و تمسحيهم من حياتك لانهم ميستاهلوش حتى تفكري فيهم... و انا عارف اني مش ملاك... بس لازم تعرفي إن انا اللي باقيلك... انا و بس...
كانت تنظر للارض و صامتة... هزت رأسها بتفهم و قالت و هي تمسح دموعها
' ماشي... براحتهم... اصلا عادي مش مهم...
كان آدم يعرف ان ورا تلك الكلمات الباردة أ*لم كبير تحاول ان تخفيه...
" أسيل...
' انا كويسة...
' أسيل بُصيلي...
لم ترد عليه فامسك ذقنها و رفع رأسها إليه... نظر لعيناها التي تعبت من البكاء...
" أسيل... في حاجة لازم تفهميها كويس اوي... جُهنـ,ـمي انا اهون بكتير من الجهـ,ـنم اللي بره... افهمي كده كويس... اديكي شوفتي بنفسك كان هيحصلك ايه لما هربتي...
نظرت له لوهلة ثم اومأت له بهدوء و بدون اي اعتراض... كيف ستعترض بعد ان اهلها تخلوا عنها و جعلوها رخيـ,ـصة أمامه و أمام نفسها ؟! لمس وجنتها الباردة و مسح دموعها و المطر يسقط عليهم...
" انتي بردتي... تعالى اركبي...
بدون ان يمسك يدها و يرغمها على ذلك... ركبت لوحدها... ركب آدم أيضا... وضعت أسيل حزام الأمان و جلست هادئة لكن رغم جمودها الا ان عيناها لم تكُف من البكاء... شغل آدم السيارة و ذهبوا...
*************
في البيت......
بعد ان استحمت أسيل و جففت شعرها و لبست بيجامة صوف... كانت جالسة في منتصف السرير... ضامة نفسها و تبكي بلا صوت... قلبها مكسـ,ـور للغاية... اهلها رموها لآدم بنفسهم و بإرادتهم... لم يحبوها او يتمسكوا بها حتى... بل تخلوا عنها في اقرب فرصة أتت إليهم... هي فقط كانت مجرد شخص يعمل و تأكلهم و تصرف عليهم لا أكثر... لا يوجد حب ولا غيره في قلبهم إتجاهها... كم هذا مؤ*لم ان تدرك كل هذا و تحاول ان تتعايش معه و تكمل حياتها بمفردها ؟ ماذا يعني انها اصبحت بدون عائلة ؟!
فُتح باب الغرفة و دخل آدم... هو الآخر استحم و بَدَل ملابسه المُبتلة... رأته أسيل و مسحت دموعها في الحال... لا تريده ان يراها ضعيفة بهذا الشكل... يكفي انها رخيـ,ـصة في نظره بسبب افعال عائلتها الجشـ,ـعة... اغلق الباب و اقترب منها... جلس على طرف السرير و كان بيده صندوق الإسعافات الأولية...
" وريني رجلك...
' ليه ؟
" عشان اعالجها...
' مش لازم... ابقا انا اعمل كده بعدين...
" وريني رجلك يا أسيل و اخلصي...
' لا...
نظر لها ببرود و رفع الغطاء... وضع وسادة بجانبه و امسك قدمها المجر*وحة وضعها فوق الوسادة... فتح صندوق الإسعافات و اخرج منه المُطهر و المرهم و الشريط الطبي... رفع بنطال البيجامة قليلا ليرى الجر*ح بوضوح
' انت بتعمل ايه ؟
" اسكتي...
' انا هعرف اعمل ده... ملكش دعوة...
" بقول اسكتي !!
نظر لها بحِدة ثم مسح الد*م الذي على الجر*ح بالقُطنة جيدا ثم وضع المُطهر عليه... تأ*لمت أسيل لان المُطهر احر*قها... لاحظ آدم ذلك... وضع المرهم و بدأ بلَف قدمها بالشريط الطبي...اثناء ما هو يفعل ذلك قال لها
" أنا آسف...
نظرت له و قالت
' بتتأسف على ايه ؟
" لان اللي حصلك النهاردة ده بسببي... يمكن لو قولتلك كل حاجة من الاول مكنش حصل ده كله...
' مش مهم...
" هو ايه اللي مش مهم ؟
' كل اللي حصل النهاردة مش مهم... متفكرنيش بده تاني...
" ماشي...
واصل في ربط قدمها حتى انتهى... نظرت له و قالت
' مبسوط يا آدم ؟
" هنبسط على ايه ؟
' لانك انتصرت عليا... كسـ,ـرت كبريائي و دفعتني تمن تطاولي عليك كويس اوي... اخدتني و اخدت حياتي كلها... و بدل ما اهلي ينصفوني... با*عوني ليك و بقيت رخيـ,ـصة اوي... اظن ده بَسَطك اوي... عرفت تنتـ,ـقم مني كويس... بجد شاطر ابهرتني يا آدم نصار !!
" متشيلنيش ذنب جشـ,ـع اهلك !!
' لولا ظهورك في حياتي مكنش ده كله حصل...
" كنتي هتبقي مبسوطة و انتي عايشة معاهم و مخدو*عة فيهم طول العمر ؟!
' اه كنت هبقى مبسوطة... على الاقل كان اسمهم اهلي برضو... حتى لو حبهم ليا مش حقيقي... بس كفاية اني كنت وسطهم و هم عيلتي و البيت اللي اتربيت فيه بيتي... أما دلوقتي معنديش حاجة... كل ده بسببك... خسرتني كل حاجة... عشان كده بسألك مبسوط بعد ما اخدت انتقا*مك مني ؟
اقترب منها و نظر في عيناها و قال ببرود
" اه مبسوط... مبسوط اوي كمان !
' بكر*هك اوي !
ابتسم و امسك خصلاتها أزاحها للوراء و قال
" لو فضلتي تقولي الكلمة دي مش هيتهزلي شعرة يا أسيل... لان ميهمنيش... ف وفري على نفسك و دوري على طريقة تاني تضايقيني بيها...
' على أساس عندك د*م اصلا و بتحس ؟
" لا بس الحمد لله مش بعيط على حاجات تافهة زيك...
' ان في لمح البصر ابقا من غير عيلة... فطبيعي اعيط لانهم اتخلوا عني... بتسمي ده حاجة تافهة ؟!
" اه حاجة تافهة...
' عندي سؤال...
" اسألي...
قالها بهدوء و هو ينظر لعيناها التي تشبه موج البحر و لجمالها الذي يخطف عقله في كل مرة يركز فيها
' فين عيلتك ؟
" عيلتي انا ؟
' اه عيلتك انت...
" موجودين بس مش موجودين في نفس الوقت...
' يعني ؟
" يعني وجودهم زي عَدَمُه بالضبط... مش مهم...
' اتخلوا عنك ؟
صمت لوهلة ليستدرك تلك الكلمة " التخلي " هل هو بالفعل يعرف معنى تلك الكلمة ؟! تذكر الحقيقة التي يحاول ينساها... انهم موجودين و معهم كل شيء ولا ينقصهم أي شيء ليقصروا في تربيتهم له و اهتمامهم به... لكن مع ذلك لم يهتموا به... لم يكونوا له العائلة التي تمناها... لم يحبوه... كانوا أنا*نيين و لا يفكرون الا بأنفسهم... هو كبر لوحده و مازال وحيدًا... لذلك هو لا يؤمن بالحُب... ببساطة لانه لم يشعر به قَطْ... لم يعيشه ولا مرة... لم يراه في اعينهم... قلبه مُحطم منذ سنين لأنهم خذلوه كثيرا... قلبه فارغ و ضعيف... لذلك لا يهتم به... لا يحُب... و لن يُحب ! هو أبعد أسيل عن اهلها لكي لا تعيش كَم الخذلان الذي هو عاش فيه طوال حياته و عائلته معه في نفس البيت... لا يريد ان تصبح مشاعرها جافة و قا*سية مثله بسبب افعالهم... هو يعرف أكثر ما معنى ان تعيش مع عائلة لا تحبك... لذلك اخذها منهم...
' سكت ليه ؟
فاق من شروده و قال بإنزعاج
" قولتلك متدخليش في حياتي...
ابتعد عنها و خرج... لم تفهم أسيل سبب انزعاجه من كلامها... جاءت الخادمة بالطعام و قالت
* آدم بيه بيقولك كُلي كويس و خدي الڤيتامينات دي...
' ماشي...
ذهبت الخادمة و هي جلست لتأكل ليس من اجل آدم... فقط لانها جائعة كثيرا... لكن كانت تأكل بصعوبة... لان يداها الاثنتان مجرو*حة...
دخل آدم الغرفة... وضع الشاحن في المكبس و اوصله بهاتفه ليشحن... جلس على السرير بجانب هاتفه و يقلب فيه... و أسيل تأكل لكن تؤ*لمها يدها كلما امسكت الملعقة و الخبز أيضا... كان آدم ينظر لها من الحين للآخر... لاحظ ان هناك شيء فيها...
" في حاجة معاكي ؟
' لا... خليك في نفسك...
بمجرد ما قالتها وقعت منها الملعقة على الارض لان لم تستطع حملها بيدها المشو*هة... نهض آدم على الفور و اقترب منها...
" مالك ؟
' مفيش حاجة...
جست على ركبتاها لتُلملم حبات المكرونة التي وقعت على الارض... لا يفهم آدم ماذا تخبئ عليه... نظر لها و لاحظ كَف يدها و الجر*وح التي به... تفاجئ و جسَّ على ركبتاه... اخذ المكرونة من يدها و وضعها على الطاولة... امسك يداها الاثنتان و نظر لهما و رأى الشرو*خ التي بهم... قال بقلق
" اديكي اتجر*حوا كده ازاي ؟
صمتت فقال بإستدراك
" من سور البيت برضو ؟
اومأت له... تنهد بضيق و قال
" قومي...
' المكرونة مينفعش تبقى على الارض كده...
" ابقا الخدامة تشيلهم... قومي انتي...
نهضت و جلست على الاريكة... اتصل آدم على الخادمة... احضرت له صندوق الاسعافات و نظفت الارض ثم انصرفت...
فتح آدم الصندوق و اخرج منه القطن و المرهم و الشريط الطبي... امسك كف يدها الايمن... مسحه جيدا بالقطن ثم وضع المرهم و ربطه بالشريط... و نفس الشيء فعله ليدها اليسرى... نظر لكلتا يداها و هي ملفوفة بالشريط الطبي و تذكر شيئًا سيئًا...
F
عندما كان طفلا في سن الخامسة... ركض لوالدته و هو يبكي
" ماما انا كنت بلعب في الجنينة بالكورة و وقعت... ايديا الاتنين اتجر*حوا... حتى بُصي عليهم...
رفع يداه بوجهها ليُريها جر*وحه... لكنها ازاحتها بعيدا عنها و قالت وهي تكمل وضع مساحيق التجميل
* امشي يا آدم دلوقتي مش فاضية عندي ضيوف مهمين...
" ماما هو انتي كل شوية عندك ضيوف ؟ انتي مبتلعبيش معايا و طول اليوم انا قاعد لوحدي...
* بقولك يا آدم امشي دلوقتي...
" بس يا ماما ايديا...
* يا دادة تعالى خدي آدم من هنا !!
B
صحيح ان جر*وح يده اختفت... لكن جر*ح قلبه مازال موجودا ! شعر بإنزعاج و هو يتذكر هذا... امسك يدها اليُمني و قَبَل باطن يدها فوق الشريط الملفوف حول كفها... فتحت أسيل فمها بصدمة... و امسك يدها اليسرى و قَبَل باطن يدها أيضا... نظر لأسيل وجدها تنظر له بتفاجئ
' انت عملت كده ليه ؟
" عملت ايه ؟
نظرت ليداها ف فهم ما تقصده... شعر بالحرج قليلا... هو ايضا لا يعرف كيف قَبَل يداها... فعل هذا من تلقاء نفسه...
" كملي اكلك...
' لا خلاص شبعت...
" انتي حتى مكملتيش الطبق...
' بكره لما افك ايديا...
فهم ان العائق في يداها...
اخذ ملعقة مكرونة و قرَّبها اليها... هزت أسيل رأسها بمعنى' ماذا ؟ '
" كُلي...
' مش عايزة...
" متكذبيش... انا عارف انك بتحبي المكرونة...
' عرفت من فين ؟!
و قبل ان يجاوبها قالت
' اه نسيت انت آدم نصار الكبير... مفيش حاجة تخفى عليك... عايش دور مفتش كورومبو
ضحك آدم... لاحظت أسيل انه اخيرا ضحك غير ضحكته الشريرة... ضحكته هذه بريئة للغاية... و جميلة !!
" اه انا مفتش كورومبو... يلا كُلي...
' بس...
وضع ملعقة المكرونة داخل فمها و اضطرت لأكلها حتى لا تختنق... استمر في إطعامها حتى قالت
' لا كفاية... اكلت كتير... بطني اتنفخت...
" كويس...
' و انت...
" انا ايه ؟
' اكلت ؟
" لا...
' ليه ؟
" عامل دايت...
' ااااه... بتاكل كام وجبة ؟
" اتنين... فطار و غدا
' و بتنام من غير عشاء ؟؟
" لا طبعا في عشاء...
' فينه ده ؟
نظر لشفتاها و هو يبتسم ابتسامته الخبيـ,ـثة... فهمت مقصده فتوترت و نهضت من جانبه...
" رايحة فين ؟
' هنام...
جلست على السرير و تزحلقت تحت الغطاء
" استني انتي ما اخدتيش الڤيتامين...
' ڤيتامين ده ولا منوم ؟؟
ضحك و فهم الى ما تشير اليه... اخرج حبة الڤيتامين من العلبة... و اخذ كوب ماء... ذهب اليها و جلس طرف السرير...
" قومي اشربيه...
' لا... مش هاخد حاجة منك بعد المنوم اللي شربتهولي ساعتها... تلاقي الڤيتامين ده حاجة وحشة... ده شبه أكل السمك !
" مش أكل سمك ده... ده ڤيتامين الزنك... كويس اوي...
' يعني ده مش استر*وكس ؟
" استر*وكس ايه ؟! والله ده ڤيتامين عادي...
' اممم... هحاول اصدقك
" متقلقيش... يلا خدي اشربيه...
اخذت منه الحبة و وضعتها في فمها و اشربها بنفسه الماء...
' شكرا...
وضع الكوب على الكمودينو... نظر لها و قال
" هتنامي ؟
' اه...
" ماشي...
قبل ان ينهض لاحظ علامة حمراء في رقبتها... كأنها خربشة... تذكر ان صاحب الشاحنة الذي حاول الاعتـ,ـداء عليها و هذه العلامة مكانه... غضب آدم كثيرا... هو لا يريد احد غيره ان يلمـ,ـسها... رغم انه انقذها قبل ان يكمل ذلك الرجل فعلته القذ*رة... لكن وجود علامة من رجل غيره عليها هذا سيجعله يُجن !
وضع يده على خصرها و شدها إليه... تفاجئت أسيل و قالت
' انت بتعمل ايه ؟ أنا عايزة انام...
ازاح خصلات شعرها للخلف و قال
" أسيل...
' نعم ؟
نظر لعيناها الزرقاء و قال
' انتي مِلكي انا بس... سامعة ؟ انا و بس يا أسيل !
اقترب أكثر دفن رأسه في عنقها و يُقبل رقبتها قُبلات متفرقة... ليُزيل علامة ذاك القذ*ر و يضع علامته هو... هو فقط !
لم تعترض أسيل و تركته يضع علامته هو لانه زوجها و تريد ان تنسى ذاك الذي حاول الاعتـ,ـداء عليها... كانت قُبلاته حانية و حنونة... و بعد دقائق حتى هدأ من غضب غِيرتُه عليها... ابتعد قليلا... نظر لأسيل التي وجدها هادئة عكس دائمًا عندما ترفض اقترابه منها...
" مبتعدتنيش ليه زي ما بتعملي ؟
' لان أنا كمان زيك... عايزة انسى انه حاول يغتصـ....
وضع إبهامه على فمها قبل ان تكمل تلك الكلمة و قال
" خلاص انسي... محدش يقدر يقربلك في وجودي... انسي اللي حصل...
اومأت له فنظر لشفتاها... انه يضعف كثيرا أمامها ولا يفهم معنى ذلك الضعف... لماذا هو مشدود لها لهذه الدرجة ؟! ألم يكن ذلك مجرد شهـ,ـوة و رغبة في امتلاكها لا أكثر ؟!... لكنه تزوجها بالفعل... اذن ماذا بعد ؟ لماذا رغبته اتجاهها لم تنتهي ؟ لن يستطع مقاومتها اكثر من ذلك و قال
" عايز ابو*سك...
' و بتاخد اذني ؟
" بجرب اخدك برضاكي...
' على أساس لو قولت لا... هتبعد ؟
" لا... بس هعرف انك مش عيزاني...
' انت مين ؟
تعجب من سؤالها و قال
" تقصدي ايه ؟
' انت غريب اوي... بحاول افهمك بس مش عارفة... انت مين يا آدم ؟
" عايزة تعرفي أنا مين ؟
' اه...
" احسنلك متعرفيش و تكتفي بالجانب اللي انا بظهرهولك...
' جانب انك قا*سي و أنا*ني و معندكش د*م ؟
" مفيش حد مبسوط لانه قا*سي... كل واحد فيه الكويس و الوحش
' قصدك ان جواك جانب كويس ؟
صمت و نظر لها لوهلة... نزلت عيناه لشفتاها... لن يقدر على تحمل أكثر من ذلك... وضع يده على وجنتها و عانق شفتاها بشفتاه و قَبلها برفق... بادلته أسيل و هذا جعل آدم يتفاجئ... ان يكون مرغوبًا اتجاهها هذا جعله أكثر شغفًا في الاقتراب منها... ظل يُقبلها و سعيد بمبادلتها له القُبلة... لكنها توقفت ف ابتعد و قال بضيق
" وقفتي ليه ؟ كملي...
' مينفعش...
" هو ايه اللي مينفعش ؟
' اصل افتكرت انك مبتحبنيش... ف مينفعش اقرب منك اكتر من كده...
" و هو لازم احبك عشان تقربي مني ؟
' اومال انت فاكر ايه ؟
ابتعد تمامًا و نهض... نظر لها و قال بحدة
" انا مش بتاع حُب...
' ما انا عارفة... انت بتتسلى بس...
" اه بتسلى يا أسيل إن كان عاجبك... نامي بقا...
اخذ وسادة و غطاء من السرير و وضعهم على الأريكة... استلقى و سحب الغطاء عليه و اغلق نور الاباجورة... و كذلك أسيل استلقت و نامت لانها كانت متعبة...
وضع آدم اصبعه على شفتاه و تذكر قبلتهم منذ قليل... كم كانت مبادلتها له لطيفة... جعلته يشعر بإحساس جميل كأنه في عالم آخر... عزلته عن الكوكب للحظات ثم سلبت منه هذا في غمضة عين... لماذا يجب عليه ان يحبها لتقترب منه برغبتها و تبادله و تعطيه هذا الشعور مجددا ؟ حُب ؟! هذا سخيف حقًا...
*************
في اليوم التالي........
شعرت أسيل بيد تمشي على وجهها برفق... فتحت عيناها بتثاقل و تفاجئت عندما رأت أمامها صديقتها تسنيم... اتسعت عيناها و اعتدلت... ابتسمت تسنيم و قالت
* صباح الخير يا قمر...
' تسنيم !
ضحكت تسنيم لانها متفاجئة من وجودها هنا... فركت أسيل عيناها لتتأكد انها لا تحلم و قالت بعدم تصديق
' انتي هنا بجد ولا انا بحلم ؟
* انا هنا بجد و انتي مش بتحلمي... حتى عشان تصدقي هعمل الحركة اللي بتكرهيها...
قر*صتها تسنيم في يدها... تأ*لمت أسيل... هذه قر*صة صديقتها التي تكره ان تفعل هذا بها... اذنً هي أمامها الآن و لا تتخيل ذلك !!
' تعالي في حضني !
عانقتها أسيل و تسنيم بادلتها العناق بحُب...
' وحشتيني اوي...
* انتي كمان وحشتيني...
ابتعدت أسيل عنها و قالت بتساؤل
' عرفتي ازاي اني هنا ؟ و جيتي ازاي و امتى ؟
* جوزك قالي انك هنا...
' آدم ؟
* اتصل عليا امبارح من تليفونك... انا رديت فكرتك انتي... قولت اخيرا فتحتي تليفونك و رنيتي عليا بس طلع هو... قالي لازم اجي و انتي محتجاني و كده... و قالي متشيليش هم المشوار بس المهم اجيلك... و بعت عربية لحد بيتي و وصلتني لهنا... انا لسه واصلة حالًا... قالي انك نايمة دلوقتي بس اطلعي ليها و اقعدي معاها... و انا جيت صحيتك... مش لسه كمان هستنى سيادتك تصحي...
ابتسمت أسيل لان صديقتها المقربة بجانبها الآن... لكن تفاجئت حقًا لان آدم احضر صديقتها إليها... هي فكرت انه ابعدها عن كل الناس الذين تحبهم... و سيُمحي حياتها السابقة كلها... لكن الواضح انه يعرف الكثير عنها لدرجة انه تواصل مع صديقتها و لا يريد ان تجلس بمفردها حزينة على فراق عائلتها...
' مبسوطة اوي انا لاني شوفتك...
* انا كمان... بس ايه الڤيلا الجامدة دي... ده من اول البوابة لحد هنا و انا قولت كميات تحفة مقولتهاش في حياتي قبل كده... ده حتى الستاير تحفة...
ضحكت أسيل و قالت
' البيت بيتك يا تسنيم... فطرتي ؟
* لا بس انا مش جعانة... مفيش داعي... كوباية عصير و يبقى كده فل...
' والله ما يحصل... هتفطري معايا...
* بس...
' بت اخرسي !
* اللي تشوفيه يا صحبتي ( لاحظت يداها المربوطة فشهقت بذعر و امسكت يداها ) ايه اللي عمل كده في ايديكي يا أسيل ؟ اوعى يكون جوزك بيتحول بالليل !
' هو فعلا بيتحول و مش بالليل بس... بس مش هو اللي عمل كده... انا اتجر*حت... حوار طويل ابقا احكيلك...
نهضت أسيل و دخلت غرفة الملابس... و تسنيم دخلت خلفها فتحت فمها مترين و قالت
* كمان الاوضة فيها لركن للهدوم لوحدها ! بت انتي وقعتي واقفة بجد... انا مش بحسد بس لو سيبتي جوزك ده هتبقي عبيـ,ـطة بجد...
' الراحة مش الفلوس ولا في البيت الفخم يا تسنيم...
* يا جدع ؟ اومال الراحة فين ؟
' في الأمان و الحنية و الدفى...
* يعني عايزة تفهميني ان جوزك مش حنين معاكي ؟ لو هو مش حنين مكنش هيفكر يجيبني ليكي عشان متقعديش لوحدك... ده معناه انه مهتم و بيفكر في راحتك...
صمتت أسيل لوهلة لتدرك كلام تسنيم... هل هو بالفعل يفكر بها ؟ ابعدت أسيل تلك الافكار من رأسها لانها تعرف جيدا لماذا تزوج بها... اختارت بيجامة لتسنيم
' ايه رأيك في دي ؟
* تحفة بجد... لمين دي ؟
' ليكي... خدي البسيها بدل الجينز لانه مش مريح... و يكون في علمك هتقعدي معايا اليوم كله... و هتصل على مامتك اتحايل عليها تباتي معايا هنا...
* لا ابات ايه مينفعش... انتي متجوزة مينفعش ابات معاكي خالص... انا هقضي اليوم معاكي بس...
' يوووه... طب خدي البسي دي...
* ماشي... اغير هنا ولا فين ؟
' اللي يريحك... غيري هنا... و المراية جمبك اهي... هنزل تحت اجيب الفطار لحد ما تكوني غيرتي...
* ماشي...
ذهبت أسيل و تركت صديقتها تبدل ملابسها... فتحت الباب و نزلت للأسفل... دخلت المطبخ وجدت آدم جالس على الطاولة... فاتح اللاب خاصته و بيده قهوته الصباحية... و واضح من ملابسه انه خارج لعمله... اقتربت منه ف رفع عيناه و وجدها أمامه... اخذ رشفة من القهوة و قال
" الباب مفتوح في وشك اهو... اهربي تاني لو عايزة...
' ما انت قولت ان جهنـ,ـمك انت اهون من جهنـ,ـم اللي بره...
" يعني افهم من كده انك اتعلمتي الدرس ؟
' تحب اقولك الدروس المستفادة منه كمان ؟
ابتسم ابتسامة خفيفة و عاد للنظر في اللاب... فهمت أسيل انه مشغول... فتحت الثلاجة لتُعِد الافطار لصديقتها... وجدت مربى و جبن... اخذتهم و اغلقت الثلاجة... إلتفتت وجدت آدم يقف خلفها
" بتعملي ايه ؟
' بحضر الفطار لتسنيم...
" الخدم يحضروه... ( اخذ ما بيدها و وضعهم على الرخام ) متمسكيش حاجة لحد ما ايديكي يخفوا...
' ايديا خفوا...
" و رجلك ؟
' خفت عن امبارح بكتير... بقدر امشي عليها...
" طب كويس بس برضو انتبهي لنفسك اكتر من كده... متعمليش حاجة... هخلي الخدم يحضرولك الفطار انتي و صحبتك...
' انت عرفت تسنيم ازاي ؟
" انا اعرف اي حاجة تخُصك...
' سجِل مدني يعني ؟
" حاجة زي كده... بعدين لو انا مش متأكد ان صحبتك دي جدعة و باقية على عِشرتك و بتحبك بجد مكنتش هجيبها هنا أساسًا ولا اخليها تشوفك اصلا... جبتهالك من اول اليوم عشان تقضي وقت كتير معاها...
ابتسمت أسيل و هذه اول مرة تشعر ان بداخله إنسان جيد... أراد إسعادها و نجح في ذلك... رؤية صديقتها المقربة بعد كل هذا تعني لها الكثير...
" اغيرلك الشريط الطبي من على ايديكي و رجلك ؟
كانت تنظر له و صامتة... كأنها شردت فيه...
" أسيل... ساكتة ليه ؟
لم ترد عليه... وضعت أسيل يداها على صدره... وقفت على أطراف اصابع قدماها لتصل اليه فهو طويل عنها... و قَبَلته على خده بلطف... اتسعت عينا آدم بصدمة... لم يصدق انها فعلت هذا بنفسها ! ابتعدت عنه و نظرت لعيناه السوداء الحادة و هو نظر لعيناها الزرقاء الجميلة و كل واحد شرد في عيون الآخر... ابتسمت أسيل و قالت
' شكرا...
" على ايه ؟
' لانك فكرت تغير مزاجي لاني بجد كنت داخلة على مرحلة اكتئاب هتجيب اجلي... شكرا لانك فكرت فيا...
" فكرت فيكي !
قالها بتفاجئ و استدراك لمعناها...
" عشان انا جبت صحبتك تقعد معاكي شوية يبقى انا فكرت فيكي ؟
اومأت له و هي تبتسم... شعر آدم بغرابة... لم يعتقد انه بفعلته هذه انه يفكر بها... هو فقط شعر بأن يجب عليه فعل ذلك و فعل... لم يكن يوجد في تفكيره اي شيء آخر... لم يفكر بها كما هي تعتقد... او فكر بها لكن هو لا يعرف معنى ذلك من الأساس !
حمحم بصوته الرجولي و يحاول تلاشي النظر اليها لان قُربها منه يُهلكه... و بدون اي كلمة ابتعد و اخذ اللاب خاصته و مفاتيح السيارة و خرج... شعرت أسيل بغرابة... لم يرد عليها حتى كأنها قالت شيئًا خاطئ... او بالفعل هذا خطأ من منظوره... لم يفعل له أحد شيء من قبل دليلا انه " يفكر به " لذلك هو لا يعرف معنى هذا...
البارت الخامس من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
" أسيل... ساكتة ليه ؟
لم ترد عليه... وضعت أسيل يداها على صدره... وقفت على أطراف اصابع قدماها لتصل اليه فهو طويل عنها... و قَبَلته على خده بلطف... اتسعت عينا آدم بصدمة... لم يصدق انها فعلت هذا بنفسها ! ابتعدت عنه و نظرت لعيناه السوداء الحادة و هو نظر لعيناها الزرقاء الجميلة و كل واحد شرد في عيون الآخر... ابتسمت أسيل و قالت
' شكرا...
" على ايه ؟
' لانك فكرت تغير مزاجي لاني بجد كنت داخلة على مرحلة اكتئاب هتجيب اجلي... شكرا لانك فكرت فيا...
" فكرت فيكي !
قالها بتفاجئ و استدراك لمعناها...
" عشان انا جبت صحبتك تقعد معاكي شوية يبقى انا فكرت فيكي ؟
اومأت له و هي تبتسم... شعر آدم بغرابة... لم يعتقد انه بفعلته هذه انه يفكر بها... هو فقط شعر بأن يجب عليه فعل ذلك و فعل... لم يكن يوجد في تفكيره اي شيء آخر... لم يفكر بها كما هي تعتقد... او فكر بها لكن هو لا يعرف معنى ذلك من الأساس !
حمحم بصوته الرجولي و يحاول تلاشي النظر اليها لان قُربها منه يُهلكه... و بدون اي كلمة ابتعد و اخذ اللاب خاصته و مفاتيح السيارة و خرج... شعرت أسيل بغرابة... لم يرد عليها حتى كأنها قالت شيئًا خاطئ... او بالفعل هذا خطأ من منظوره... لم يفعل له أحد شيء من قبل دليلا انه " يفكر به " لذلك هو لا يعرف معنى هذا...
************
* خلاص يا أسيل والله شبعت...
' آخر لُقمة يا تسنيم...
* شبعت والله...
' عشان خاطري... آخر لُقمة...
* يوووه طيب ماشي...
اكلتها أسيل آخر لقمة و ابتلعتها تسنيم بصعوبة لان أسيل جعلتها تأكل كثيرا حتى انتفخ بطنها
' يلا آخر معلقة مربى...
* قسمًا بالله ما يحصل يا أسيل... يخربيتك بوظتي الدايت بتاعي...
ضحكت أسيل و اغلقت عُلبة المربى...
' طيب يا تسنيم... قفلت العلبة اهو...
* طب اعمل ايه في ام الدايت اللي انتي بوظتهولي...
' ولا حاجة... انا لسه عملالك كيكة شيكولاتة و كراميل...
* يلهوي يا أسيل... هو انا جاية اكل ؟ كده همشي من عندك زايدة 10 كيلو و انا بتعب عشان اخس...
' مجتش على مرة يعني...
* و النبي ما تشليني... تعالى نشيل الاكل ده و نكمل كلامنا...
' ماشي...
**************
* بس يا عم هو ده كل الحوار...
" يعني محمد عايز يشتغل معايا و كمان يستثمر في شركتي... و في نفس الوقت عايز يستثمر في شركة معتز المهدي ؟ ايه تفكير الكلا*ب ده !
* على رأيك... ده تفكير حمـ,ـير...
" لو كلمك تاني قوله اني مش موافق...
* قولت... والله قولت... و مُصِر يقابلك انت وجهًا لوجه على اساس يقنعك...
" لا لا مش هقابل حد... لو حاول تاني قوله ردي ده...
* ماشي... انت فتحت باب التوظيف تاني ؟
" اه... عايز سكرتيرة...
* لسه هتلف تاني !
" اعمل ايه يعني ؟ ما كل ما اوظف وحدة يا تطلع مستهترة يا تطلع نصا*بة عايزة تسر*قني... يا تطلع فا*شلة و مش فاهمة اي حاجة بس بتتفزلك عليا و تخسرني... يا تطلع شما*ل عايزة تغو*يني...
* اه طبعا اكيد المدام بتغير... ما انت بقيت راجل متجوز برضو...
" يا ابني انت كل ما اتكلم تحشر جملة اني متجوز ؟! و بعدين متجبش سيرتها...
* شوفت ! انت اللي بتغير اهو... هتخلفوا امتى ؟
" مصطفى متخلنيش اقوملك !
* يا ساتر عليك... سكت اهو... جاتلي فكرة !
" هاا انطق...
* ما توظف سلمى بنت عمك...
" هي سلمى تنفع بس...
* ليه لا ؟
" مش عارف... مش حاسسها...
* ليه يا عم ؟ دي بنت عمك و انتوا متربين سوا...
" مش حوار متربين سوا... الحوار ممكن متوفيش الشروط اللي انا حاططها...
* كلمها و اعرض عليها و شوف... مش هتخسر حاجة... و بسرعة ياريت لان دماغي لفت من هنا لـ هنا و شغلي زاد اوي لان سيادتك لسه فاكر تدور على سكرتيرة...
" معلش عارف اني ضاغطك معايا الفترة دي...
* يا عم انا في الخدمة في اي وقت... بس انت بتستغل الحتة دي... يا استغلالي...
" خلاص يا عم... قول ازود مرتبك كام بدل المقدمة دي كلها...
* الحلو فيك انك فاهمني... احم... زود 4000 جنيه عشان عايز اجدد الريسيبشن عندي...
" طب اللي تشوفه... يلا على مكتبك يلا صدعتني من اول اليوم و النهاردة يومي طويل...
* اشرب شوية من اللي انا بشربه... ده انا كل يوم برجع البيت الساعة 1 بالليل... مش عارف حتى اروح البا*ر بسببك...
" معلش فترة و هتعدي...
* ايوة صح انت بقالك كتير مروحتش البا*ر... ولا هي المدام لحقت تسيطر عليك و تربيك ؟
فتح آدم الدرج و اخرج المسد*س... شد المقبض و رفعه
" هتمشي من قدامي حالًا ولا اربيك انا بطريقتي ؟
* طب و ليه الغلط ؟
" اختفي عشان متهورش عليك...
* حاضر انا هتز*فت امشي قبل ما تقتـ,ـلني...
" يلا اتحرك...
نهض مصطفى و خرج... ارجع آدم المسد*س في مكانه... تنهد بضيق لكنه ابتسم عندما تذكر انها قَبَلته في خده... وضع يده على خده و اغمض عينيه... تذكر ذلك الشعور عندما لامست شفتاها خده و قَبَلته عليه... كان شعورا جميلا و مختلفًا... اول مرة يشعر بهذا... كم هذا جميل عندما تقترب منه بنفسها و إرادتها !
**************
كانت سلمى في غرفتها... تضع آخر حلق في أذنها... وضعته و نظرت النظرة النهائية لنفسها في المرآة
* بس كده... اوتفيت النهاردة ياخد 10/10 و نجمة كمان... يخربيت حلاوتي...
ابتسمت و امسكت هاتفها لتضعه في الحقيبة... رن هاتفها و نظرت للأسم... انه آدم ! دق قلبها بعنـ,ـف و ابتسمت بسعادة...
* انا بحلم ولا بتخيل ! اخيرا ظهرت !
فتحت الهاتف و رد عليه
" ألو ازيك يا سلمى...
لم تصدق انها تسمع الآن صوته الذي اشتاقت اليه...
" سلمى ؟
* انا تمام و انت ؟ فينك مختفي ؟
" انا هنا في الشركة...
* مبتجيش القصر ليه ؟
" عندي كام حاجة بعملها... بقولك... فاضية دلوقتي ؟
* أكيد... قصدي لو عندي حاجة افضالك عادي...
" تمام... ممكن تجيلي الشركة دلوقتي ؟
* ماشي... مفيش مشكلة... دقايق و هكون عندك... باي...
اغلقت الهاتف و ضمته لحضنها و تقفز من الفرحة
* اخيرا يا آدم ! اخيرا سمعت صوتك و هشوفك كمان ! وحشتني اوي...
*************
كانت أسيل جالسة أمام المرآة و بجانبها تسنيم التي بيدها مكواة الشعر و تكوي شعرها... فتسنيم تفهم بتلك الاشياء جيدا لان والدتها تمتلك محل كوافير فتسنيم تعلمت من والدتها منذ صغرها...
* بس كده خلصت... رجع شعر الأميرة أسيل حلو زي ما كان...
' تسلميلي يا تسنيم...
* احطلك ميكب ؟!
' ليه ؟
* مثلا عشان انتي دلوقتي متجوزة... و مفروض تدلعي جوزك...
' اتلمي يا تسنيم !
* اتعصبتي ليه ؟ انا بقول الحقيقة على فكرة... بِلِي ريق الراجل بدل ما السكرتيرة بتاعته تعمله كده...
' انا مالي... هو حُر...
* حُر ! لا مش حُر طالما انتي مراته... ليكي حق عليه زي ما هو له حق عليكي...
' تسنيم انتي ليه بتتكلمي كأنك متعرفيش احنا اتجوزنا ازاي ؟
* عارفة بس ده ميمنعش انك تفتحي عينك كويسة و تحافظي على جوزك لوحدة كده ولا كده تخطفه منك...
' مش مهم...
* مش مهم ! يا بت انتي قاصدة تشليني ؟
' فكك يا تسنيم...
* فكيت اهو... صح مامتك سألت عليكي كتير...
' والله ؟
* اه... نسيت اقولها اني جيالك النهاردة لان جوزك جابني على فجأة ف ملحقتش... أكيد لو كانت تعرف اني جاية هنا كانت هتيجي معايا...
' مش عايزة اشوفها ولا اكلمها... ولو سألت عني تاني قوليلها متسأليش و تبطل دور الحنية اللي بترسمه عليا ده...
* ليه بتقولي كده يا أسيل ؟
' انا عرفت كل حاجة...
* قصدك ايه ؟
' الفلوس اللي اخدتها هي و بابا دي تمن انهم يتخلوا عني و يتبروا مني !
صُدمت تسنيم و أسيل امتلأت عيناها بالدموع... تتأ*لم كثيرا كلما تتذكر انهم فضلوا المال عليها... حضنتها تسنيم... ربتت على ظهرها و قالت
* انا اتصدمت... ازاي يعملوا كده ؟ طب ماشي ابوكي انا عرفاه ده مش بيحب حد غير نفسه... بس مامتك ازاي توافقه على حاجة زي دي ؟ ليه تعمل كده ؟
' مش عارفة... بحاول ادورلها على مبرر... مش لاقية يا تسنيم... انا كنت بنزل اشتغل بدالها عشان متتعبش... شليت حاجات كتير عنها... في الاخر دي مكافأتها ليا... انها توافق على بيعـ,ـي عشان الفلوس !
* خلاص متعيطيش... متزعليش يا أسيل... كويس انك عرفتيهم على حقيقتهم و جوزك ده جدع لانه بعدك عنهم... هم ميستاهلوكيش... يا خسارة السنين اللي ضيعتيها من حياتك عشانهم...
ظلت أسيل و تسنيم تهدأها... و هي في حضن تسنيم قالت لها
* بصي للحاجات الإيجابية... انتي دلوقتي متجوزة... متجوزة راجل بيحبك...
ضحكت أسيل بسخرية و قالت
' مش بيحبني يا تسنيم... آدم مش بيحبني...
* ازاي ده ؟ اومال متجوزك ليه ؟
' عشان عاجبه جسـ,ـمي مش اكتر... بيتسلى يعني...
* والله ؟ انتي يمكن اختلط عليكي الامر... الراجل لما بيحب يعني عادي بيكون عايز يقرب من اللي بيحبها...
' لا آدم مش كده... بيتسلى زي ما قولت... هو قالي كده بنفسه...
* ماشي بس انا شايفة انه كويس و بيحبك...
' لا... اللي زي آدم ده مش بيحب... هو عايز يمتلكني و خلاص...
* طب ما تحاولي معاه... خليه يحبك...
' اخليه يحبني ازاي ؟
* اهتمي بيه... اعرفي كل حاجة عنه... اعملي الحاجات اللي بيحبها... حسسيه انك ملجأه الوحيد... خليكي آمانه و اكتر حد بيحبه و يخاف عليه... جربي يا أسيل... مش هتخسري حاجة... ده بالعكس ممكن تنجحي و يعشقك عشق كده لدرجة ان يسيب الناس كلها و يجيلك انتي... لانه هيكون عارف انك مش هتخذليه و دايما في ضهره... و صديقني الراجل لما بيحب بيكون واحد تاني خالص... و حُبه هيكون مميز ليكي و مش هيشوف قدامه غيرك...
' صعب اعمل كده مع واحد دماغه زي آدم ده...
* جربي... مش هتخسري حاجة والله... قوليلي... هشوف امتى عيالك ؟
' شوف انا اقول ايه و هي تقول ايه ! مفيش عيال يا تسنيم و اسكتي...
* يوووه... طب هنعمل ايه دلوقتي ؟
' مش عارفة...( نهضت بفزع ) انا نسيت الكيكة في الفرن !
* يا مصيـ,ـبتي السودة !!
***********
كان آدم يقف بجانب النافذة و ينظر من الزجاج و بيده قهوته و يشربها... طُرق الباب فإلتفت و قال
" ادخل...
فُتح الباب و دخلت سلمى... ابتسمت عندما رأته و هو بادلها الابتسامة... اغلقت الباب و ركضت إليه و عانقته... تفاجئ آدم لانها اقتربت منه لهذا الحد... حتى لم تعطيه فرصة ليرفض ذلك... خرجت من حضنه بحرج و قالت
* آسفة بس انت وحشتني...
" ولا يهمك... اتفضلي اقعدي...
جلست على الكرسي و هو جلس الكرسي الذي في وجهها...
* قولت اجيلك... و جيت اهو...
" كنت عايزك في حاجة كده... بس لو موافقتيش عادي انا هفهم كده....
* هااا عايزني في ايه ؟
" انا بدور على سكرتيرة... و اللي قدموا على الوظيفة دي فِستِك من الآخر مش نافعين معايا... فقولت يعني انتي متعلمة و شاطرة و فاهمة شغل الشركات ماشي ازاي... ممكن تاخدي المنصب ده ؟
* جايبني لحد هنا عشان كده ؟! انت بتهزر معايا يا آدم !
" ايه ؟ انا قولت حاجة غلط ؟
* بتستأذني عشان كده ؟
" مش فاهم !
* مفروض تكون عارف اني موافقة من غير ما تتكلم...
" بجد ؟!
اومأت له و هي مبتسمة و سعيدة للغاية... ان يكون لها عمل يجمعها به سيقربهم من بعض... بادلها الابتسامة و قال
" بجد مبسوط اوي لانك وافقتي...
* انا عيوني ليك يا آدم... كويس انك قولت... بكره كان عندي انترڤو في شركة... بس خلاص مش هروحه... انا هشتغل معاك...
" حلو اوي... تحبي تستلمي الشغل امتى ؟
* دلوقتي... لو معندكش مانع يعني...
" حلو النشاط ده...
* اومال انت فاكر ايه ؟ يلا على الشغل...
" يلا بس تحبي تشربي ايه الاول ؟
* عصير أڤوكادو...
" ليه العصير ده انتشر ؟
* طعمه حلو و صحي...
" حتى مصطفى بيشربه...
* انت مبتحبهوش ؟
" جربته بس محبتهوش خالص...
* انصحك تديه فرصة تاني... صح بقالك شهور مبتجيش القصر ؟ في حاجة ؟ ولا انت اتخانقت مع عمو فريد تاني ؟
" لا لا مفيش حاجة... انا حابب ابعد شوية...
* ليه كده ؟ طب انت قاعد فين دلوقتي ؟
" في الڤيلا...
* اه اللي انا معرفش مكانها دي... مش واثق فيا ف مش راضي تقولي مكانها ؟
" الحوار مش كده... بعدين محدش يعرف مكانها مش انتي بس... بس صدقيني انا حابب ابعد شوية...
* لحد امتى ؟
" في اقرب فرصة هرجع... قريب اوي...
* زي ما تحب... عندك شغل دلوقتي ؟
" حاليا لا ( نظر في ساعته ) لسه بعد ساعة و نص من دلوقتي...
* طب تعالى اعزمك على الغدا...
" يا سلمى بس...
* ششش ولا كلمة... هاخدك على مطعم تحفة لسه عرفاه من فترة قريبة.... تعالى بس...
امسكت يده و اخذته معها...
************
كانت أسيل و تسنيم في المطبخ... جالستان على الطاولة يأكلان و يدردشان...
* الكيكة دي تحفة... بحب اوي نفسك في الاكل...
' تسلميلي... طب و الكراميل بالبندق حلو ؟
* حلو اوي... اي نعم انا زعلانة على الدايت اللي باظ بسببك... بس مبسوطة اوي لان اكلت الكيكة بتاعتك...
' اعيش و اعملك...
* حبيبتي... بقولك صح انا خلاص حددت معاد خطوبتي...
' بجد ؟
* اها...
' الف مبروك مقدمًا... امتى بقا ؟
* يوم 3 فبراير... بعد شهر بالضبط من دلوقتي...
' احلى حاجة انها في الشتاء...
* اه كده كويس عشان كل حاجة تظبط... هستناكي...
' هاجي طبعا... هتلاقيني نطالك في بيتك من اول اليوم...
* لا يا حبيبتي اول اليوم ده لعماتي الحرابئ اللي هيلزقوا في البيت من اول اليوم... يا بنتي انتي البيست بتاعتي... هتكوني قبلها بيومين عندي...
' صعب يا تسنيم...
* لا صعب ولا حاجة... بجد لو مجتيش قبلها بيومين تجهزي معايا كل حاجة هيكون فيها زعل كبير اوي يا أسيل عشان يكون في علمك... و اذا كان على جوزك انا هكلمه و ان شاء يوافق... و ابقي هاتيه معاكي كمان...
' اجيبه معايا ليه ؟ انا عايزة اقعد براحتي...
* ما تقعدي براحتك يا أسيل... هو هياكلك ؟! لا بجد ابقي هاتيه عشان اعرفه على باسم خطيبي و خليهم يتصاحبوا... عشان في المستقبل القريب هم يبقوا صحاب و متجوزين اتنين صحاب... اللي هو انا و انتي...
' اه ده انتي مخططة لكل حاجة بقا...
* اومال انتي فاكرة ايه... خليهم يتصاحبوا على بعض عشان طلباتنا انا و انتي تتنفذ بسرعة...
' عندك بُعد تفكير بجد بحسدك عليه...
* خمسة في عينك...
ضحكوا هم الاثنتان و اكملوا دردشة مع بعضهم...
************
" بس يا ستي... هو ده كل اللي حصل...
* ساعات بحسهم غيرانين منك...
" طبيعي يغيروا يا سلمى... شايفة فارق السن اللي بينا... رغم كده محققوش ربع اللي انا حققته...
* ف اشتغلت بقا حروب عالم البيزنس...
" بالضبط كده... مرة يعملوا حملة تشو*يه ليا على النت و في الجرايد... و في الواقع... بس بعرف اسكتهم كويس اوي...
* بتسكتهم ازاي بقا ؟
" بفتح فرع جديد للشركة من الارباح اللي بتجيلي كل ساعة... و بزود مرتبات الموظفين مع كل سهم ربح يدخل حساباتي في البنوك... و جزء من الناس بتتصارع انها تاخد اي وظيفة في شركاتي... و الجزء التاني يقول ما هو لو وحش او نصا*ب... ليه بيكسب ؟ ليه الناس بتروح تتوظف عنده ؟ و بعد كَم الاسئلة دي اللي اجابتها واضحة... الجزء التاني بيقرر الانضمام ليا...
* أكيد منافسيك بيتشلوا من كده... و الحقد بيزيد...
" أكيد طبعا... بس انا مش بهتم... انا بهتم لنفسي و شغلي و بس... انتي لو فاتحة محل عصير صغير هيكون عندك اعداء و منافسين برضو... هي الحياة كده... فلوس و عداوة...
ضحكت سلمى و هو ايضا ضحك... وضعت يداها على خدها و قالت بهيام
* ضحكتك حلوة اوي...
نظر لها لوهلة و صمت... شعرت سلمى بالحرج لتجاهله لها و حاولت الخروج من تلك النقطة و قالت
* حلو الجمبري ؟
" حلو اوي... شكرا على العزومة دي... بس انا هدفع...
* لا مينفعش... انا اللي عزماك...
" سلمى... مبحبش بنت تدفعلي... انا مش صغير...
* ما انا فاهمة بس انا من و احنا في الطريق قيلالك ان انا اللي عزماك على غدا...
" ما انا عارف بس معلش انا اللي هدفع...
* هزعل منك كده...
" يا سلمى قولت مينفعش ! ( نادى على الجرسون ) الفاتورة هنا لو سمحت...
جاء الجرسون و اعطاه الفاتورة و آدم دفع ثمن الاكل... اثناء كل ذلك سلمى تنظر له و هي مبتسمة و تشعر بوجود أمل في تطوير علاقتهم...
************
كانا أسيل و تسنيم في الغرفة... الاغاني شغالة و يرقصان... يُغنيان... و على وجههم ماسك خيار و زبادي... ظلا يرقصان بمرح استلقت تسنيم على السرير و قالت بتعب
* بس كفاية يا أسيل... انا حيلي اتهد بجد...
' و انا كمان...
اغلقت أسيل الاغاني و استلقت جانبها بتعب
' اي نعم انا تعبت من كل اللي عملته النهاردة معاكي... بس اتسليت اوي... و اليوم كان تحفة و الصور اللي اتصورناها مع بعض حلوين اوي... ابقي تعالي تاني
* في المشمش يا أسيل...
' ليه ؟
* خلاص هتخطب و انتي عارفة باسم... ده وافق بالعافية اني اجيلك مع اننا متخطبناش لسه بس دمه حامي و بيغير...
' عنده حق... حد يكون معاه المُزة دي و ميغيرش عليها ؟
نكزتها على كتفها و قالت بخجل
* بس يا أسيل انا بتكسف...
' يا غوتي عثولة و بتتكسف ؟ بس اشكريني اديكي عملتي بروڤة لرقصك في خطوبتك...
* اه فعلا... طلعت كل طاقتي...
' و انا كمان...
* عشان كده بقولك يا أسيل لما تكوني مضايقة... قومي ارقصي... مزاجك هيتغير 180 درجة... كده كده لازم ترقصي بما ان بقا معاكي راجل دلوقتي...
' ما تتلمي يا تسنيم في ايه ؟
* يا عم روحي... تعرفي انا لو متجوزة باسم حاليا... هرقصله 24 ساعة لحد ما يزهق... فَتَحِي دماغك... الرجالة بتعشق الرقص... انا اصلا اتعلمت الرقص عشان باسم مش اكتر...
' مش كان لسه من شوية الرقص بيخَرج الطاقة السلبية ؟ دلوقتي بقا عشان باسم ؟
* اه فعلا بيخرجها... بس لولا وجود باسم في حياتي مكنتش هطور مهارتي في الرقص... ده انا بروح كورس رقص مخصوص عشان عيون باسم...
' و هو يعرف كده ؟
* لا طبعا... انا هفاجئه لما نتجوز...
ضحكت أسيل و قالت
' طب يلا يا بتاعت باسم قومي نغسل الماسك ده...
* اديني قايمة اهو...
بعد نصف ساعة... اغلقت تسنيم حقيبتها و مستعدة للعودة الى بيتها... قالت أسيل بحزن
' مش مصدقة ان اليوم خلص بالسرعة دي... ما تخليكي بايتة معايا ؟
* انتي ليه محسساني اني ماشية بمزاجي ؟ ما انتي عارفة اهلي... الساعة داخلة على 7... لازم امشي...
افأفت أسيل بضيق... ارتدت تسنيم حقيبتها و نظرت لأسيل... وجدتها تنظر لها بغضب
* انتي عايزة تضر*بيني ولا ايه ؟
' اه و عايزة اقتـ,ـلك كمان... فيها ايه لو قعدتي معايا الليلة دي بس ؟
* والله ما ينفع يا أسيل... لو عليا نفسي اقعد معاكي اكتر... بس يلا... هي الدنيا كده...
عانقتها و أسيل بادلتها العناق
' هتوحشيني اوي...
* و انتي كمان...
ابتعدت عنها و قالت بتحذير
* تكوني عندي قبل خطوبتي بيومين... اوعي تنسى هااا !!
' حاضر...
* يووه انا مبحبش لحظات الوداع دي...
' ولا انا... طب اتصل على مامتك اقولها انك اتخطفتي و بكره ابقي ارجعيلها ؟
* اه و هي تمو*ت من القلق عليا !
' اووف... خلاص امشي زي ما انتي عايزة... يلا اطلعي بره...
* ايه التحول ده ؟
' اهو ده اللي عندي...
* مش هتوصليني لتحت يعني ؟
' لا... يلا امشي... انا ماسكة دموعي بالعافية... غوري...
ضحكت تسنيم و حضنتها و ربتت على ظهرها و أسيل بَكت بالفعل...
* خلاص متعيطيش... هعيط انا كمان...
ابتعدت أسيل عنها و قالت و هي تمسح دموعها
' مكنتش عايزة نبعد عن بعض بالشكل ده... بيتي و بيتك كان فرق شارع واحد بس مش بلاد... كنا بنشوف بعض وقت ما نحب...
وضعت تسنيم يدها على وجنتها و قالت
* مش مهم المسافة يا أسيل... المهم ان مكانتنا عند بعض متغيرتش... ولا انتي لقيتي بيست غيري ؟
' لا طبعا... انتي بيستي الوحيدة... ده انتي صحوبية 12 سنة... احنا نعرف بعض من و احنا اطفال و كبرنا مع بعض... مستحيل حد ياخد مكانتك عندي...
* هو ده العشم برضو... احم... انها اللحظة المنتظرة... هتوصليني لتحت ولا لا ؟
' طبعا هوصلك... تعالي...
امسكت يدها و نزلا... كانت السيارة في انتظارها... عانقتها أسيل العناق الاخير و قالت
' ابقي سلميلي على مامتك و اخوكي صغير...
* ده اللي كان نفسك تتجوزيه لما يكبر...
' اه والله و مازلت عايزة اتجوزه...
* يا بت اتلمي انتي متجوزة دلوقتي...
' بس ده ميمنعش ان اخوكي الصغير امور... ده عليه كاريزما خطيرة... مشروع ممثل مستقبلي كبير...
* شوف البت ! اسكتي يا أسيل اسكتي...
' سكت اهو يا بتاعت باسم...
* هضايق انا كده ؟ ماله باسم يا ختي ؟ حبيبي امتى اتجوزه يارب...
' يا مدلوقة اركبي العربية و اخلصي...
* ماشي... صح ابقي افتحي تليفونك و ابعتيلي على الواتس كل الصور اللي اتصورناها و الفيديوهات...( ركبت السيارة ) سلام يا أسيل...
' حاضر... سلام يا تسنيم !
شغل السائق السيارة و لوَحت تسنيم بيدها لأسيل... ابتسمت لها أسيل بحزن ثم ذهبت تسنيم...
************
عاد آدم لڤيلته... كان عطشًا فدخل للمطبخ... فتح الثلاجة و اخذ زجاجة مياة... شرب منها ثم اعادها لمكانها... و قبل ان يغلق الثلاجة... لاحظ طبق به قطعة كيكة بالشيكولاتة و كراميل بالبندق من الذي اعدتهم أسيل بنفسها... امسك الطبق و اخذ الورقة التي بجانبه... فتحها و قرأ المكتوب بها و الذي كان /
' حبيت اشكرك بطريقتي... على فكرة انا عملتهم بنفسي... كُل و قولي رأيك... أسيل '
ابتسم و اغلق الورقة... نظر للطبق... كم شكله جميل و رائحته ذكيَّة... واضح انها ماهرة في المطبخ... وضع آدم الطبق على الطاولة و جلس... امسك الشوكة و أكل منهم... اعجبه طعمهم جدا و اكل الطبق بأكمله... رجع بضهره للورا و قال
" حلوين اوي... بالذات الكراميل بالبندق خطير...
وسط سعادته بالكيكة و الكراميل الذي اكلهم كلهم و ابتسامته... فجأة اختفت ابتسامته عندما تذكر نظامه الغذائي الذي يمشي عليه هذا الشهر... لقد خرج عن نطاقه تمامًا !
" انا نسيت اني عامل دايت و اكلت الطبق كله كمان... كده الدايت باظ خالص... منك لله يا أسيل خلتيني ابوظ الدايت !!
تنهد بضيق و نهض... توجه لغرفته... و عندما دخل وجد أسيل نائمة... فهم ان صديقتها ذهبت... اغلق الباب بهدوء و ذهب ليبدل ملابسه... ارتدى بنطاله القُطني الذي ينام به و تيشيرت منزلي نُص كُم... رغم برودة الجو لكنه لا يحب ان يرتدي ملابس شتوية في المنزل... يكتفي ان يغطي نفسه بالغطاء اثناء النوم...
شعرت أسيل بحركة في الغرفة ف فتحت عيناها... وجدت آدم يبحث عن شيء... لاحظ انها استيقظت فقال
" معلش صحيتك... مشوفتيش الشاحن بتاعي ؟
' اللي لونه رمادي ده ؟
" اه هو ده...
' هتلاقيه عندك في درج التسريحة...
فتح الدرج و وجده... اوصله بالمكبس و ترك هاتفه يشحن... نهضت أسيل و دخلت الحمام... كانت بطنها تؤلمها لانها اليوم اكلت الكثير... و عندما خرجت... وجدت آدم كأنه ينتظرها... اقترب منها و امسك يداها ليراهم... اصبحوا بحالٍ افضل من البارحة
' انا حطيت من نفس المرهم تاني... بقيوا كويسين... حلو اوي المرهم اللي انت جايبه ده و مفعوله سريع... جايبه من انهي صيدلية ؟
" جبته من صيدلية بعيدة اوي...
' ايوة فين يعني ؟ في بورسعيد مثلا ؟
" من ألمانيا...
' ايه !
" اه... مالك مستغربة ليه ؟
' طبيعي استغرب... و انا اقول مفعوله سريع كده ليه...
" ألمانيا عندها ادوية حلوة اوي... بس للاسف عندهم نقص في الدكاترة... عشان كده تلاقيهم بيصطادوا الدكاترة و بيحطولهم مرتبات كبيرة اوي عشان يشتغلوا في المستشفيات و العيادات عندهم...
' اه فهمت... و المرهم وصلك ازاي ؟
" كنت هناك في شغل...
' تبع الادوية و كده ؟
" لا الحوار مش كده... انا كنت مدعو لمؤتمر هناك تبع شغلي... فروحت... بعد كده خرجت ألعب كورة... ف وقعت و رجلي اتجر*حت... فصاحبي الالماني جابلي المرهم ده...
' انت بتلعب كورة ؟
" اه...
' بعد السن ده ؟!
" ليه هو انا عندي 60 سنة ؟
' انت عندك كام سنة اصلا ؟
" انتي متعرفيش ؟!
' لا معرفش... هعرف ازاي و سيادتك مقولتش اصلا...
" طب تديني كام سنة ؟
' اممم... يعني... ممكن 37 سنة...
" 37 سنة ؟!
' ايه ؟ غلط ؟
" اه طبعا غلط... ليه ادتيني السن ده ؟
' مش عارفة... ممكن من شكلك ؟
" شكلي ؟ هو انا كبير للدرجة ؟
' لا بس حساك هتطلع في التلاتينات...
" يعني ده آخر كلام عندك ؟
' والله انت في التلاتينات...
" طب متحلفيش... انا 28...
' ايه ده ؟ بجد ؟
" اومال بهزر ؟
' ده انت اصغر مما توقعت... بس شكلك يوحي انك في التلاتينات...
" و انتي شكلك اصغر من سنك...
' طب تديني كام سنة هااا ؟
" 24 سنة و خمس شهور...
' صح بس انت عرفت ازاي ؟
" عادي...
' طب يوم ميلادي امتى ؟
" لحظة استني افتكر....( فكر و بعد صمت اكمل ) يوم 11/12...
' ايه ده صح !! عرفت ازاي بقا ؟
" عادي...
' هو ايه اللي عادي ؟ لا مش عادي طبعا... انت ازاي عارف الحاجات دي ؟
" يمكن عشان حطيتك في دماغي...
' و انت اي وحدة هتحطها في دماغك هتعرف عنها التفاصيل دي كلها ؟
" محطتش اي وحدة في دماغي قبل كده... غير لما قابلتك انتي...
امسكها من يدها و شدها اليه... اصدمت بجسده و قال
" انتي بس اللي حطيتك في دماغي يا أسيل...
نظرت في عيناه و قالت
' اشمعنا انا ؟!
نظر لعيناها و لتفاصيل وجها الجميل... اقترب منها اكثر و قال
" صدقيني... انا ذات نفسي مش عارف اشمعنا انتي...
' حبيتني ؟
" لا...
تفاجئت من سرعة إجابته... لم يفكر لوهلة حتى !
' عجبك جسـ,ـمي ؟
" اه... و الغريب اني لسه بتشدلك... مش عارف ليه... بس لما ببقى قريب منك كده... في حاجة جوايا بتخليني عايز اقرب منك اكتر و اكتر... انتي جميلة اوي يا أسيل... جمالك ده بيهلكني...
اغمضت أسيل عيناها بأ*لم... اتضح الآن انه لا يريد منها الا جسـ,ـدها... لا يفكر في قلبها و مشاعرها... هذا لا يُهمه و ليس في باله حتى... هي فقط بالنسبة له للاستمتاع لا غير... " زواج متعة " هي بالنسباله هكذا...
فتحت عيناها و نظرت له بغضب... ابتعدت عنه و إلتفتت... دفعها على السرير و مال عليها و دفن رأسه في رقبتها ليستنشق رائحتها الجميلة و هي لا تطيق قُربه منها
' ابعد عني...
" عايزك...
نظر لعيناها و قال
" عايزك اوي يا أسيل...
' على أساس موافقتي بتهمك عشان تاخد أذني ؟
" انا مش باخد أذنك... انا عايزك تبادليني... زي امبارح... عايز احس نفس الاحساس بتاع امبارح لما بادلتيني...
' انسى اني اقربلك برضايا !!
" ليه ؟
' لانك مبتحبنيش !!
" يادي ام الكلمة دي ! افهمي... انا مش بحبك ولا هحبك اصلا...
دمعت عيناها و قالت
' يبقى بتقرب مني ليه ؟
" عادي...
' هو ايه اللي عادي بالضبط ؟ العادي ان الواحد ينام مع وحدة مش بيحبها ؟ و المضحك انها تبقى مراته !!
" انا اتجوزتك عشان مبقاش بعمل حاجة غلط...
' بس الصح انك تنام معايا بغرض تتسلى و خلاص !! مش كده يا آدم نصار ؟
" عايزة توصلي لإيه ؟
' اسمع اللي هقوله ده كويس... عمري ما هقرب منك برضايا طالما انت شايفني مجرد جسـ,ـم بتتسلى بيه و بس... انسى !!
ابعدت عيناها عنه و نظرت للجانب الآخر و دموعها تسقط على وجنتها... و الصدمة أن آدم لم يبتعد... بل اقترب منها و فعل ما يريده... اخذها بالاجبار مجددا !! في كل لمـ,ـسة لمسـ,ـها لها كان قلب أسيل يتحـ,ـطم ألف مرة... هذه المرة كرِهته بالفعل... وقعت مع رجل أناني... لا يحب الا نفسه !
بارت طويل اهو و تفاعلوا عشان انزل اللي بعده 🫵🫵
البارت السادس من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
" انا اتجوزتك عشان مبقاش بعمل حاجة غلط...
' بس الصح انك تنام معايا بغرض تتسلى و خلاص !! مش كده يا آدم نصار ؟
" عايزة توصلي لإيه ؟
' اسمع اللي هقوله ده كويس... عمري ما هقرب منك برضايا طالما انت شايفني مجرد جسـ,ـم بتتسلى بيه و بس... انسى !!
ابعدت عيناها عنه و نظرت للجانب الآخر و دموعها تسقط على وجنتها... و الصدمة أن آدم لم يبتعد... بل اقترب منها و فعل ما يريده... اخذها بالاجبار مجددا !! في كل لمـ,ـسة لمسـ,ـها لها كان قلب أسيل يتحـ,ـطم ألف مرة... هذه المرة كرِهته بالفعل... وقعت مع رجل أناني... لا يحب الا نفسه !
**************
في اليوم التالي.....
كانت أسيل في الحمام... جالسة على الارض خلف الباب و تبكي بشدة... هي تمنت ان تتزوج رجل يحبها و يُقدرها... ليس رجل يحب جسـ,ـدها فقط... لا يهتم لمشاعرها و قلبها و عندما يجد بديلا عنها... سيتخلى عنها بلمح البصر... هذا يعني هي موجودة معه الآن حتى يجد إمرأة اخرى اجمل منها و تنال اعجابه فيترك أسيل على الفور... لان ببساطة لا توجد مشاعر بينهم... لا يوجد حُب... لا يوجد غَيرة... لا يوجد إخلاص... كل هذا ليس موجود... اذن لماذا سيتمسك بها ؟! لقد اصبحت تكره جسـ,ـدها بسببه...
استيقظ آدم و فتح عيناه بتثاقل... لقد حَلَ الصباح... نظر جانبه على السرير لم يجد أسيل... ربما هي في الحمام... اعتدل قليلا و لاحظ صدره العا*ري و تذكر ما حدث بالامس... و تذكر كلام أسيل...
تنهد بضيق و ازاح شعره للخلف... كيف رغبته بها جعلته اعمى عن كلامها و دموعها ! لم يشعر بها لدقيقة حتى... و لمسـ,ـها بدون موافقتها... كيف فعل هذا بها ؟ هو يضعف كثيرا بها... لكن هذا لا يعني ان يد*هس على قلبها و يُفَضِل رغبته الأنانية عليها !
نهض و ارتدى تيشيرته... فُتح باب الحمام و خرجت أسيل و التي لا يبدو عليها انها بخير... لم تنظر اليه... لم تُعيره اي اهتمام كأنه ليس موجود... اقتربت من السرير لترتبه...
اقترب آدم منها و قال
" أسيل...
لم ترد عليه و اكملت ما تفعله... امسك يدها و قال
" أسيل انا بكلمك !
دفعت يده و قالت بغضب
' متحطش ايدك عليا تاني... انت فاهم !!
" طب اهدي...
' اهدى ؟ عايزني بعد اللي انت عملته اهدى ؟
" انا عملت ايه ؟
' كمان بتسأل ؟!
" بخصوص امبارح انا...
' انت ايه !! تحب انا اقولك انت ايه ؟ ( اقتربت منه و نظرت في عيناه بغضب و اكملت ) انت واحد حيـ,ـوان بجد ! ابعد عني لاني قر*فانة منك و من نفسي...
التفتت لتذهب لكنه امسكها من يدها و قال بغضب
" مضايقة لاني اخدت حقي ؟!
' مش حقك... مش حقك طالما انا رافضة...
" انا حاولت اخد موافقتك...
' اه فعلا حاولت... حاولت تفهمني اني مجرد جسـ,ـم بتتسلى بيه و خلاص... كتر خيرك الصراحة...
" اومال عيزاني اعمل ايه ؟ عيزاني احبك ؟
' لا مش عيزاك تحبني... بس على الاقل اعملي قيمة حتى... انت حسستني اني وحدة من البنات الر*خيصة اللي بتقابلهم و بتنام معاهم...
نظر لها بصدمة لتُكمل بدموع
' كل مرة اتكلمت معاك فيها عرفت اد انا وحدة ر*خيصة في نظرك... اتجوزتني لمجرد مرضيتش انام معاك... و رفضي ليك في الاول جر*حك اوي ف انتـ,ـقمت... شايفني جسـ,ـم اشتريته و خلاص... ماشي بمبدأ هاخد اللي عايزه منك مهما عملتي... كأني مش انسانة... كأني مش بحس ولا عندي مشاعر... ليه يا آدم ؟ ليه بجد ؟ انا مستاهلش قِلة القيمة دي !!
حاوط وجهها بكفوفه و قال
" مين قال انك ملكيش قيمة عندي ؟
' افعالك...
" أسيل افهمي انا مش بحبك و....
دفعت يداه بعيدا و صرخت فيه قائلة
' يبقى بتقرب مني ليه هااا ؟ ازاي تنام مع وحدة مش بتحبها و قلبك مفهوش مشاعر ليها ؟ ازاي بيجيلك نفس اصلا تعمل كده ؟!
صمت و لم يرد... جَن جنونها و اقتربت منه... ضر*بته على صدره بقوة و قالت و هي تبكي
' مين اللي انت بتحبها يا آدم ؟! انطق !!
امسك يداه و قال بغضب
" اهدي يا أسيل !!
نظرت للأرض و قالت ببكاء
' قول ان في وحدة في حياتك و انت بتحبها... ريحني و قول كده... متخفش انا مش هعمل حاجة والله ولا هفرقكم عن بعض... بس على الاقل خليني اعرف انا مكاني هيبقى ايه... خليني افهم انت بتعمل معايا كده ليه ؟
حزن آدم من رؤيتها هكذا... ضمها اليه لتهدأ لكنها دفعته فورا و قالت
' ابعد عني... إياك تقربلي... انا مش عيزاك !! روحلها هي... خليها تاخدك في حضنها...
" انا مبحبش حد يا أسيل !!
نظرت له مما قاله الآن و تابع بغضب شديد
" انا لا بحبك انتي ولا بحب وحدة تانية... مفيش حد في قلبي ولا هيبقي فيه... عارفة ليه ؟
اقترب منها فرجعت للورا حتى اصطدمت بالحائط... حاوطها و اكمل
" لان انا مش بؤمن للحُب...و الحُب مش موجود اصلا... ف مستغربيش لما اقولك اني مش بحبك !!
' مين قالك كده ؟ الحُب موجود و....
صرخ فيها قائلا
" مش موجود !! مش موجود يا أسيل... الحُب موجود بالنسبة للاغبية اللي زيك... اللي بيجروا ورا قلبهم في كل حاجة... و في الاخر بيخسروا كل حاجة... انا مش زيك و عمري ما هكون زيك يا أسيل... تعرفي ليه ؟ ( أشار لعقله و اكمل ) لان انا بفكر بده... بفكر بعقلي في كل حاجة... و برجع كسبان في كل مرة... عقلي عمره ما خسرني حاجة ولا خذلني في مرة... و النتيجة اللي وصلتلها ايه ؟ بقيت آدم نصار اللي كل واحد لما يسمع اسمي يخاف و يعملي مليون حساب قبل ما يشوفني حتى... على فكرة انتي لسه متعرفنيش... متعرفنيش بدليل انك جاية بكل ساذجة تسأليني مين البنت اللي بحبها ؟ متعرفيش ان آدم نصار قلبه ميـ,ـت اصلا ! متعرفيش ان آدم نصار بيحب نفسه و بس ! نفسه و بس يا أسيل !!
نظرت له بخوف و لعيناه المخيفة كأنه تحول في لحظة... كانت ستذهب لكنه امسك يدها و ارجعها امامه و قال
" مش هنكر انك عجبتيني يا أسيل... و عجبتيني اكتر لما رفضتيني برغم ان ده مَس كرامتي بس عحبتيني... عجبني عنادك و إصرارك انك متسلميش نفسك ليا برغم حجم الفلوس اللي عرضتها عليكي لـ ليلة وحدة بس... عشان كده اصريت اخدك بأي طريقة لاني مش بهدى غير لما انفذ اللي في دماغي... و نفذته ! و لان الشخصيات العنيدة اللي زيك بتشدني و انا مش بهدى غير لما اكسـ,ـرها و اكسـ,ـر غرورها... و ده بالضبط اللي عملته فيكي !!
نظرت له بصدمة و دموعها تنزل من عيناها بشدة... اما هو تابع بقسو*ته و غضبه كأنه بر*كان و انفـ,ـجر فيها
" انتي بتفكري بقلبك اهو... شايفة ان الحُب حل لكل حاجة... شايفة ان لقلبك دور مهم اوي لدرجة انك نسيتي ان ليكي عقل تفكري بيه... قوليلي يا أسيل... قوليلي حاجة وحدة بس كسبتيها من ورا التفكير بقلبك ؟!
نظرت للأرض و ظلت صامتة... ضحك آدم بسخرية و قال
" مفيش طبعا ! شوفتي الفرق بيني و بينك ايه يا أسيل ؟ انا اخدت كل حاجة انا عايزها... عملت كل حاجة اتمنيتها و قاعد ملك وسط شركاتي اللي ظهرت و ثروتي اللي ملهاش آخر... انتي اخدتي ايه ؟ قضيتي طفولتك بتشتغلي في المحلات و بتغيبي من مدرستك عشان تعرفي تشتغلي... كبرتي و مازلتي على نفس النمط... حتى في الكلية بتاخدي درجات الرأفة عشان تعدي من الترم ده للترم ده... لانك يا حرام مش لاقية وقت تخصصيه لمذاكرتك... هتخصصي وقت ازاي اصلا و انتي بتجري من الشغل ده لـ ده ؟ في الاخر معملتيش حاجة عِدلة في حياتك... عارفة ايه السبب ؟ ( أشار لقلبها ) ده السبب... قلبك هو سبب تأخرك في تحقيق احلامك... عارفة ليه برضو ؟ لان بقلبك ده فكرتي بكل الناس اللي حواليكي و نسيتي نفسك كأنها مش موجودة... فكرتي بأهلك من و انتي طفلة و قولتي كفاية عليهم انهم جابوني للدنيا و انا هتولى الباقي... نسيتي ان ليكي حقوق عندهم... حق انهم يعيشوكي زي غيرك مش يسيبوا ايديكي تظهر عليها التجاعيد بدري... و حق انهم يعيشوكي مرتاحة... انتي شيلتي المسؤوليات اللي مفروض دي واجبهم عليكي مش العكس... اوهموكي انهم غلابة و مش لاقيين ياكلوا و هم ارتاحوا على قفاكي لانك ساذجة و غبية... و في الاخر بعد كل اللي عملتيه عشانهم... هم عملوا عشانك ايه ؟ ( اقترب منها و اكمل بخُبـ,ـث ) عارفة عملوا ايه ؟ اول ما حطيت شنطة الفلوس قدامهم.... اتبروا منك و با*عوكي ليا !
صفعـ,ـته على وجهه بقوة... تفاجئ آدم و نظر لها بغضب شديد... نظرت له أسيل بكُره و قالت و الدموع في عيناها
' كل اللي قولته صح... بس انت نسيت تضيف اهم حاجة... انت... نسيت تضيف نفسك... انت اسوأ و او*سخ شخص مَر على حياتي !!
وضع يده على رقبتها كأنه سيقتـ,ـلها... لم تهتم أسيل و نظرت بعيدا... هو قتلـ,ـها بالفعل منذ ان رأته و سود حياتها... جَزَ على أسنانه بغضب و قال
" ازاي جاتلك الجرأة تمدي ايدك عليا ؟ مش خايفة اقتـ,ـلك ؟
نظرت له بحِدة و قالت
' مش مهم... كده كده انت قتلـ,ـتني... بكلامك و افعالك... بلعـ,ـن اليوم اللي شوفتك فيه... بكر*هك !
كان ينظران لبعضهما بغضب و كُره...
" لو كررتي الحركة دي تاني... هخلي كل اللي يعرفك يلبس اسود عليكي !!
تركها و خرج... ظلت أسيل تُكسـ,ـر في الغرفة... كسـ,ـرت كل شيء... جلست على الارض... ضَمَت نفسها بكلتا يداها و خرج آنين بكائها بشدة... قلبها يحتر*ق من الأ*لم... هذا كثير عليها... كثير جدا !!
************
كان جرس بيت مصطفى يرن بقوة... مصطفى كان نائم و استيقظ على صوت الجرس الذي يرن بإستمرار...
* حاضر ياللي بترن... حتى في يوم إجازتي مش عارف انام زي الناس !!
فتح الباب و وجد آدم...
* آدم ؟ ايه اللي جابك من الصبح كده ؟
" اوعى كده من قدامي !
دفعه آدم و دخل... لاحظ مصطفى ان صديقه غاضب للغاية... توجه آدم للمطبخ و يبحث عن زجاجة خمـ,ـرة بجنون... و عندما لم يجد قال لمصطفى
" فين الخمـ,ـرة ؟
* يعني انت جاي الصبح كده عشان تدور على الخمـ,ـرة ؟
" مش عندك ولا ايه ؟
* عندي آخر ازازة في الاوضة... كنت سايبها للنهاردة... بس مش خسارة فيك...
ذهب آدم الى غرفة مصطفى و وجد زجاجة الخمـ,ـر... فتحها و شرب منها مباشرةً بدون ان يصُب في الكأس
* يخربيتك ! بالراحة يا آدم ده مش عصير تفاح عشان تشرب كده و على الصبح !!
" اقولك ايه... انزل من على دماغي النهاردة حفاظًا على حياتك يا مصطفى !
* طب في ايه ؟ مين ضايقك ؟
جلس آدم على الاريكة و ارخى ظهره للخلف و شرب المزيد من الخمـ,ـر... بدأ تأثير الخمـ,ـر يظهر عليه... ضحك آدم بشدة و قال
" الغبية... عيزاني احبها !!
* مين الغبية ؟
" مراتي...
* اه آسف مقصدش... اه عشان انت كده جاي على ملى وشك و متعصب... حصل ايه ؟
" اتخانقت انا و هي...
لاحظ مصطفى ان خَدْ آدم الأيمن لونه احمر... كأن احد صفعـ,ـه...
* اه باين الخناق ( اخفض صوته ) دي لسعتـ,ـه كَف جامد... ازاي سابها عايشة بعد كده ؟ الحمد لله متجوزتش...
" بتقول حاجة ؟
* لا لا... يعني بسأل ايه اللي خلاكم تتخانقوا بالشكل ده ؟
" كانت مفكرة اني عملت ده كله عشان بحبها... قولتلها اني مبحبهاش... فكرت اني بحب وحدة تانية... و لما قولتلها ان آدم نصار مش بيحب صنف وحدة على الارض ولا هيحب اصلا... اتصدمت و زعلت...
* ما انت عارف يا آدم... البنات عامًة مبتحبش حد يستغلها...
" اه بس بيحبوا اللي يرسم عليهم دور الحُب حتى لو بالكذب... و انا صراحتي زعلتها...
* صراحتك !! كده اتأكد انك مرحمتهاش طالما قولت صراحتك... صراحتك دي لوحدها قُنبـ,ـلة نووية...
" هي مسبتليش خيار تاني... اللي هيجنني جرائتها... حتى بعد ما كسـ,ـرت كبريائها لسه زي ما هي جريئة... عينها واسعة و عنيدة... دماغها الناشفة دي نفسي افجـ,ـرها !
* تفـ,ـجر ايه ؟ اهدى على البنت شوية...
" هو انا فيا حاجة غلط ؟
* ليه بتقول كده ؟
" رد على سؤالي... هل انا فيا حاجة ناقصة ؟
* لا طبعا يا صاحبي... ده انت الف وحدة تتمناك...
" اومال هي مش عيزاني ليه ؟ ليه دايما بشوف رفضها ليا في عيونها... و كلامها... و افعالها... اول مرة اترفض بالشكل الكامل ده... مفيش حاجة وحدة فيا عجباها... لا شكلي... ولا فلوسي... ولا سُلطتي... مش شايف اي اعجاب فيها ناحيتي... كأني مليان عيوب... مع اني اي وحدة غيرها تتمنى نظرة وحدة مني بس... اما هي غير... دماغها ناشفة و لسه مُصممة على رأيها...
* رأيها اللي هو ايه ؟
" ان مفيش اي حاجة فيا شدت انتباها من اول ما قابلتها لحد اللحظة دي !! ده هيجنني... هي ليه كده ؟
* عشان هي عكسك... هي واثقة ان الحُب موجود... هي مش بتدور على الفلوس... هي بتدور على اللي يحبها...
" و انا مش هحبها !! ليه اتجننت في دماغي عشان احب دي ؟!
* و مالها دي يعني... شكلك نسيت انك من اول ما شوفتها عجبتك و دخلت دماغك... و صممت تتجوزها...
" اتجوزتها عشان اخد اللي انا عايزه و بس...
* و بعد ما اخدته... مالك مضايق ليه انها رفضاك ؟ يعني انت عايزها تترمي في حضنك و بعد كده تقولها انك متجوزها عشان تتسلى و بس و انك استحالة تحبها و تكملوا زي أي اتنين بيحبوا بعض و يكونوا اسرة... بعد كده مش عايزها ترفضك ؟؟
نظر آدم لزجاحة الخمـ,ـر و صمت... و صدره يعلو و يهبط بغضب... و بعد صمت طويل قال
" انت عارف كويس ليه مينفعش احبها...
* عارف و فاهمك... بس زي ما انا قولت... هي عكسك خالص و مستحيل تفهمك...
" ميهمنيش... في ستيـن دا*هية !!
قال ذلك بإنفعال ثم شرب من الخمـ,ـر مجددا...
* يا بني كفاية كده غلط !!
" اسكت عشان متعصبش عليك...
* طب طلقها و ريح دماغك !
نظر له آدم بصدمة و قال
" اطلقها ؟!
* ايوة طلقها... مالك مستغرب ليه ؟
صمت آدم و هي يستوعب ما قاله صديقه
* آدم... انت كده كده مبتحبهاش... و عملت اللي في راسك و اخدتها اهو... سيبها... ليه تتعب نفسك في علاقة انت مرفوض فيها ؟ طلقها و سيبها ترجع لحياتها و بما انك عايز تحس انك مرغوب من الجنس الآخر شوف اي وحدة من اللي انت مش معبرهم... الف وحدة تتمنى رضاك... الدنيا مش هتقف على دي...
" بس انا عايز دي !
قالها بحزن ثم نظر لصديقه
" مش عايز اسيبها...
* ليه ؟ ما انت مش بتحبها !
" بس انا دمـ,ـرت حياتها... مبقاش ليها حد في حياتها غيري... مستحيل اسيبها لوحدها...
* خلاص حِبها...
" هو انا هقعد ازيد و اعيد تاني في كلامي يا مصطفى ؟
* امرك غريب... يعني ايه مش عايز تسيبها و في نفس الوقت مش بتحبها ؟ حِبها بما انك مش عايز تسيبها...
" قولت لا !! بعدين انت عارف اني لو سيبتها تكمل حياتها و يمكن...
قاطعه قائلا
* يمكن تلاقي الراجل اللي يحبها و تكمل معاه... ف صعب عليك تسيبها لراجل تاني...
نظر له من فِهمه له بسهولة... ترك زجاجة الخمـ,ـر ثم ازاح شعره للوراء و تنهد بضيق
" انت عارف اني مبحبش حاجة بتاعتي تروح لغيري...
* عارف... عشان كده صعب تسيبها و الاصعب انك تحبها...
" و مش هحبها !!
استلقى على الاريكة و وضع يده خلف رأسه و نظر للسقف بشرود
* طالما متمسك بيها اديها فرصة...
نظر لمصطفى فاكمل
* ايوة اديها فرصة... مش يمكن تطلع بنت كويسة و تعرف تحتوي الفراغ اللي جواك... جرب مش هتخسر حاجة...
" لو جربت هخسر نفسي... نفسي اللي انا فضلت ابنيها لسنين طويلة لوحدي... انا مستحيل اكرر نفس الغلط و اخسر خسارة اكبر من الاولى...
* انا مش بقولك كرر نفس الغلط... انا بقول اديها فرصة... يمكن تحبك... و لو منفعش خلاص فكك...
صمت آدم ف وقف مصطفى و وضع يده على كتفه و قال
* هقولك حاجة مهمة يا صاحبي... طالما البنت دي حاسس انها مختلفة و غير اي وحدة قابلتها في حياتك... امشي ورا احساسك لمرة... يمكن تكسب ليه لا ؟ بعدين انا شايف جوازك منها مش مجرد نذ*وة... هي عجبتك و ده وارد بس تمسكك بيها و خوفك عليها ده وراه حاجة تانية... البنت اللي تخلي آدم نصار يحتار بالشكل ده... اكيد فيها حاجة مميزة انت بس اللي شوفتها و خايف متلاقيش زيها لو سيبتها... عشان كده بقولك جرب... لمرة امشي ورا قلبك... و لو حسيت انك مش مرتاح انسحب فورا و ارجع امشي ورا عقلك و اعمل اللي يريحك...
نظر له آدم و هو يدرك كلامه... ابتسم له مصطفى و قال
* هقفل النور و اسيبك تريح دماغك شوية... حتى نام لو عايز... لسه بدري على شغلك...
اومأ له و اغلق مصطفى ضوء الغرفة و خرج... اغمض آدم عيناه ليحاول النوم و يبتعد عن هذا التفكير الذي هَزَ ثباته... جاء امامه مشهد عندما عانقته بالغابة... كانت تعانقه بشده كأنه هو ملجأها الوحيد... ذلك الشعور و هي مختبأه فيه كأن آمان العالم كله موجود فيه هو فقط... شعر بدقات قلبه... فتح عيناه و وضع يده على قلبه و هو يدُق... مرت سنوات و هو لم يشعر بدقاته كما في تلك اللحظة... أيعقل ان يحبها ؟ تنهد بضيق و قال لقبله اللعيـ,ـن
" لا مستحيل... مش هخليك تخسرني تاني... انسى ان ارجع اخد رأيك في حاجة... انت دمر*تني و بتحاول تد*مرني تاني... بس انا اتعلمت من الدرس... فإنسى اعمل اللي انت عايزه و بتحاول توقعني فيه... انسى !!
************
كانت أسيل في المطبخ... شعرها مليئ بالدقيق و تصنع بعض المخبوزات... لان تلك الطريقة الوحيدة التي تهدأ بها غضبها... كانت الخادمة معها في المطبخ... لقد اعدت أسيل تاسع طبق من الكوكيز !!
* يا هانم....
كانت أسيل شاردة و هي تزين الاطباق التي بها " الكوكيز " و لم تسمع الخادمة و هي تنادي عليها... وضعت الخادمة يدها على كتفها و قالت
* أسيل هانم ؟
فاقت أسيل من شرودها و قالت
' ايه ؟
* دي تاسع صنية كوكيز تعمليها... لمين ده كله ؟
نظرت أسيل للطاولة التي عليها 9 صوانٍ كلهم ممتلئين بالكوكيز...
' ايه الكمية اللي انا عملتها كلها دي ؟
* أسيل هانم عندك ضيوف ؟
' لا...
* اومال لمين ده كله ؟
' ليا...
* هتقدري تاكليهم كلهم ؟ متأخذنيش في سؤالي بس انا خايفة على صحتك و السكر الكتير غلط...
' طب ما تاكلي معايا انتي...
* انا اخري قطعتين مش 9 صواني...
' عندك حق... هم كتير فعلا...
* طب انتي هتبعتيهم لحد مثلا ؟
' لا... انا بس عملتهم عشان كنت متعصبة و انا بهدي اعصابي في المطبخ...
* اه فهمتك... طب ممكن اشيلهم في التلاجة... بحيث تاخدي وقت ما تحبي...
' مينفعش يباتوا اصلا... الجو برد و طعمهم هيتغير و مش هيبقى حلو...
* امممم... طب اتسلي عليهم انتي و آدم بيه...
عادت لغضبها عندما ذكرت اسمه... امسكت كيس دقيق جديد لتفتحه فقالت الخادمة بسرعة
* أسيل هانم انتي هتعملي الصنية العاشرة ولا ايه !
' اه هعمل...
* براحتك البيت بيتك... بس مين هياكل كل ده ؟
توقفت أسيل عن فتح كيس الدقيق... يجب ان تسيطر على غضبها... تنهدت بضجر و بدأت اعادت كل شيء في مكانه...
* عنك يا هانم انا هرتب المطبخ...
' انا عملت الفوضى دي كلها... انا هرتبه... روحي انتي ارتاحي...
* بس يا هانم....
' معلش قولت انا هرتبه... تقدري تخرجي...
* اللي تشوفيه يا هانم...
خرجت الخادمة و إلتقت بالخادمة الاخرى التي تنظف الصالون
- مالها الهانم من الصبح في المطبخ...
* بتعمل كوكيز...
ضحكت و قالت
- كوكيز مرة وحدة... بس ريحتهم تحفة
* انا اتفاجئت انها بتعرف تعمل حاجات كتير في المطبخ...
- تعمل براحتها... بس الكمية كبيرة... هي مفكرة ان العيد بكره ولا ايه ؟
* لا... قالتلي انها لما بتضايق بتطلع عصبيتها في المطبخ...
- ايه ده ! هي و آدم بيه لحقوا يتخانقوا ؟!
* الظاهر كده اه... اتعصبت اوي لما جيبت سيرته قدامها...
- دول يادوب ليهم اسبوعين متجوزين... لحقوا يقلبوا على بعض ؟
* ممكن اتحسدوا... بس الصراحة لايقين على بعض... و فيهم طبع العِند زي بعض... مستنية على نار آدم بيه يجي يشوف كل الكوكيز اللي عملته...
- هيشرشحنا انا و انتي عشان سايبينها تنضف المطبخ لوحدها...
* والله قولتلها عنك انا هنضفه... هي موافقتش خالص و طلعتني بره...
- طب تعالي ساعديني شوية في الصالون...
* ماشي...
***********
جففت أسيل يداها من الماء و نظرت نظرة افتخار لانها اعادت المطبخ نظيف كما كان... نظرت للطاولة التي عليها صوانٍ الكوكيز و تفكر ماذا ستفعل بهذه الكمية... رن هاتفها... رأت اسم المتصل... انها تسنيم... ابتسمت لانها جاءت في وقتها و تريد الدردشة معها كثيرا... امسكت الهاتف و فتحته
' الو ازيك يا تسنيم ؟
* انا زي الفل... و انتي يا أسيل ؟
' اديني قاعدة...
* مالك ؟ صوتك متغير ليه ؟
' اخدت شوية برد...
* برد بس متأكدة ؟
' برد و اللي ربنا ابتلاني بيه ضايقني...
* الله ! ليه كده ؟ جوزك زعلك في ايه ؟
' متجبليش سيرته... متتكلميش معايا عنه... خليني انساه شوية قبل ما يجي و يوريني وشه المستفز ده...
* كل ده ؟ ده يبقى الحوار كبير كده...
' كبير... مش كبير... ميهمش... فكك منه... انتي وحشاني...
* و انتي كمان يا حبيبتي وحشاني موت...
' استني اكمل اللي بعمله في المطبخ و بعد كده هتصل عليكي مكالمة فيديو عشان نتكلم اكتر...
* ماااشي... بس قبل ما تقفلي في حد عايز يطمن عليكي...
' مين ؟
- الو يا أسيل... عاملة ايه ؟
تفاجئت اسيل... انه صوت والدتها !!
' ماما !!
قالتها بحزن و اشتياق لوالدتها و الدموع تجمعت في عيناها... كذلك وفاء بكت من اشتياقها لابنتها
* جيت مخصوص لتسنيم عشان اكلمك و اسمع صوتك... متتصوريش اد ايه انتي وحشاني يا أسيل !
' و انتي كمان يا ماما وح...
قبل ان تكمل جملتها تذكرت كلام آدم " فكرتي بأهلك من و انتي طفلة و قولتي كفاية عليهم انهم جابوني للدنيا و انا هتولى الباقي... اوهموكي انهم غلابة و مش لاقيين ياكلوا و هم ارتاحوا على قفاكي لانك ساذجة و غبية... و في الاخر بعد كل اللي عملتيه عشانهم... هم عملوا عشانك ايه ؟ عارفة عملوا ايه ؟ اول ما حطيت شنطة الفلوس قدامهم.... اتبروا منك و با*عوكي ليا ! "
بكَت أسيل بشدة عندما تذكرت كلامه... رغم ان ما قاله لها قا*سي و مؤ*لم... لكن تلك حقيقة لا يمكن ان تتغير... يجب ان تتقبلها... يجب ان تتقبل انهم سلموها لذلك الوحش مقابل ذاك المال !
سمعت وفاء آنين بكائها و قالت بقلق عليها
- أسيل حبيبتي... بتعيطي ليه ؟ مالك يا بنتي ؟
مسحت أسيل دموعها و تظاهرت بالقوة و قالت بجمود
' انتي متصلة عليا ليه ؟
- ده سؤال تسأليه يا أسيل ؟ انا مامتك و خوفت عليكي بسبب ان تليفونك مقفول على طول...
' انتي مش امي !!
صُدمت وفاء و قالت
- يعني ايه ؟ انتي بتقولي كده ليه يا أسيل ؟
' بقولك اللي سمعتيه... انتي مش امي... انا مش بنتك... مفيش ام تعمل اللي عملتيه فيا ده ! سلمتيني له عشان جشـ,ـعك انتي و بابا على الفلوس !!
- يا أسيل انتي مش فاهمة حاجة و....
قاطعتها بغضب
' لا انا فاهمة كل حاجة !! انا فاهمة كل حاجة كويس... بطلي تضحكي عليا بكلامك ده... أسيل العبيـ,ـطة اللي كنتي تضحكي عليها بكلمتين و بتصدقك في كل حاجة بتقوليها خلاص ما*تت... طالما بعتيـ,ـني للراجل ده بدم بارد يبقى انا مش بنتك و انتي مش امي... و تسنيم ليا حساب معاها عشان ادتك التليفون تكلميني... و انسيني يا وفاء هانم و روحي فكري انتي و حسن هتشتروا ڤيلا في انهي كمبواند... ادلعوا بفلوس آدم نصار و انا هنا معاه كأني مسجـ,ـونة... مش هسامح حد فيكم و ابعدوا عني اعتبروني اني ميـ,ـتة... انا مو*ت فعلا بسبب عمايلكم فيا... يارب تكونوا مبسوطين بعد ما رخصتـ,ـوني بالشكل ده !!
- يا أسيل اسمعيني انا...
اغلقت أسيل الهاتف في وجهها... بكت وفاء و دخلت تسنيم الغرفة و قالت
* طنط وفاء... بتعيطي ليه ؟
- أسيل مضايقة مني اوي... اول مرة بتكلمني بالاسلوب ده... والله يا تسنيم انا مكنتش اعرف ان حسن و آدم نصار اتفقوا على كده... لو كنت اعرف كده من الاول كنت هعمل المستحيل عشان بنتي متبعدش عني !
ربتت تسنيم على ظهرها و قالت بحزن
* ان شاء الله يجي وقت و أسيل تعرف ان ملكيش يد في اللي حصل ده...
- انا خايفة عليها اوي... واضح انها مش مرتاحة مع الراجل ده... الله اعلم بيعمل فيها ايه ولا بيعاملها ازاي !
* استاذ آدم على حَد عِلمي انه راجل كويس... انا قولتلك انه جابني لحد عندها عشان كانت زعلانة... لو كان وحش مكنش عمل كده...
- لا لا... بنتي مش مبسوطة معاه... انا لازم اشوفها و افهمها... لازم اروحلها... فين عنوانها في الاسكندرية ؟
* جوزها حذرني مقولش على العنوان لحد...
- و النبي يا تسنيم ما تعملي فيا كده... دي بنتي و عايزة اشوفها...
* يعني هتروحيلها لحد هناك يا طنط وفاء ؟
- انا اسافرلها بلاد... المهم اشوفها و اخدها في حضني !... ارجوكي يا تسنيم هاتي العنوان...
* حاضر...
**********
* و زي قولت ليك يا آدم... اهتمامنا و الصرف على القناة هيأثر بالايجاب على الشركة... و الإيرادات هتزيد...
كانت تتكلم سلمى و آدم شارد... في عالم آخر و لا يدرك ماذا تقول... لاحظت سلمى انه شارد منذ مجيئه للشركة
* آدم...
لم يرد عليها و يحرك القلم بيده بلامبلاه... وضعت يدها على كتفه
* آدم انت سامعني ؟
نظر لها فابعدت يدها... حمحم بصوته الرجولي و قال
" كنتي بتقولي ايه ؟
* كنت بقول ايه ! ده انا مش معايا خالص... انا بقالي ساعة بتكلم على الخطة اللي رسمتها لتطوير قناة الشركة...
" اه القناة... انا مركز معاكي اهو...
* واضح انك مركز !
إلتفت و وضغطت على زِر ماكينة القهوة... اعدته له كوب و قدمته لها و قالت
* اتفضل صحصح شوية...
" شكرا يا سلمى...
اخذ الكوب و شرب منه رشفة و هو ينظر للأمام بشرود...
* آدم ؟
" ها ؟
* سرحان في ايه ؟
" مفيش...
* متأكد ؟
اومأ لها و اخذ رشفة اخرى من القهوة... و الفضول يقـ,ـتل سلمى... تريد ان تعرف ماذا به...
* حساك مش في المود النهاردة...
" مش في المود ازاي ؟
* من اول ما جيت الشركة و انت كده... غريب و بتسرح كتير...
" تعبان شوية...
* طالما تعبان كنت قعدت استريحت و نمت شوية... طب اتصلك على الدكتور ؟
" لا لا مفيش حاجة... انا كويس بس راسي وجـ,ـعاني شوية...
* لو مضايق من حاجة ممكن تحكيلي... احنا مش صحاب ولا ايه ؟
" صحاب طبعا... بس انا مش حابب احكي...
* زي ما تحب... صح انا بطلت اشوفك في البا*ر...
" اه ليا كتير مروحتش...
* ليه ؟
" مليش مزاج...
* ملكش مزاج ولا لقيت وحدة كده تحتويك ؟
" ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا سلمى ؟ ما انتي عرفاني... مفيش وحدة في حياتي...
لمعت عينا سلمى بسعادة... الساحة فارغة لها !
" مش قادر اركز من الصداع... انا همشي...
* راجع القصر !
" لا...
* يوووه اومال امتى ؟
" قريب... معلش هسيبك... بس لو في حاجة ضرورية رني عليا...
اومأت له و لبس معطفه... اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و ذهب... ابتسمت سلمى و قالت
* مفيش وحدة في حياته... حلو اوي !!
**************
' توزعي العِلب دي كل واحد فيكم ياخد عِلبة... انا كمان عاملة حساب الرجالة اللي واقفين على البوابة...
* و العِلب دي فيها ايه يا أسيل هانم ؟
' كوكيز بالشيكولاتة و شوية بالفراولة...
* انتي هتوزعيهم علينا ؟
' اه... انتوا بتشتغلوا و بتتعبوا... هدية بسيطة مني...
* والله مش عارفة اقولك ايه يا هانم... انتي طيبة اوي...
' تسلميلي... وزعيهم و متنسيش حد...
* و انتي يا أسيل هانم ؟ ما اخدتيش ليكي ؟
' زي ما قولتي انا سرحت و عملت كتير اوي... انا سايبة طبق منهم ليا...
* و آدم بيه سيباله معاكي ؟
تضايقت أسيل لانها تذكرته...
' اه متقلقيش... يلا روحي وزعي العِلب...
* حاضر يا هانم...
خرجت الخادمة لتوزع العُلب على كل الخدم الذين بالڤيلا و رجال الآمن ايضا... بعد قليل جاء آدم... نزل من السيارة و لاحظ ان الرجال الأمن مُلتفين حول بعض و بيدهم عُلب و ياكلون شيء ما و يدردشون... نادى على احدهم و جاء له فورا...
* أوامرك يا آدم بيه ؟
" خد المفتاح حُط العربية في الجراج...
* حاضر...
اخذ منه المفتاح و لاحظ آدم ان بيده عُلبة ايضا و يأكل منها
" هو ايه اللي في ايدك ده ؟
* دي كوكيز...
" انت و الرجالة نقلتوا من الفراخ المشوية للكوكيز ؟
* لا مش احنا اشتراناها... ده مدام حضرتك كتر خيرها هي عملتهم و وزعت علينا...
" المدام !
* اه... الصراحة طعمهم احلى من بتاع بره و دافيين...
" طب هات وحدة كده...
اعطاه قطعة كوكيز من العُلبة... اكلها آدم... تفاجئ من مذاقها الجميل... ربما هذه افضل قطعة كوكيز تناولها حتى الآن !... لم يعرف من قبل ان زوجته ماهرة بالطبخ لهذه الدرجة !
" تصدق طعمها حلو...
* قولتلك يا آدم بيه... حلو اوي
" طب يلا حبيبي انت و هم خلصوا اللي في ايدكم ده و كل واحد يرجع مكانه...
* حاضر يا آدم بيه !
مشى آدم ليدخل بيته... لكنه لمحها من زجاج نافذة المطبخ المُطل على الحديقة... وقف ليراقبها... كانت تجلس على الطاولة و تأكل و تشاهد التلفاز... كان شكلها مُبعثر و مليئة بالدقيق في ملابسها و وجهها و شعرها... شكلها مضحك للغاية ! انهت الطبق الذي امامها و امسكت جهاز التحكم و اغلقت التلفاز... تنهدت بضيق و سندت رأسها على يداها بحزن و ظلت صامتة للحظات و تنفخ بضيق... تبدو حزينة للغاية... كل الكلام الذي قال لها لم يفارقها لثوانٍ... لقد جر*حها جدا بكلامه الذي اشبه بالسكيـ,ـنة اختر*ق قلبها و مزّقُه...
شعر آدم بالحزن... آخر ما فعله معها كان قا*سيًا للغاية... لم يُشفق للحظة على قلبها الرقيق... فَتَك به بدون رحمة !
تحركت قدماه اليها لكنه وقف... بأي وجه سيقابلها... بأي وجه سيتكلم معها بعد فِعلته هذه... مستحيل ان تسامحه !
نزعت أسيل مريول الطبخ و اغلقت ضوء المطبخ و خرجت متوجة لغرفتها...
دخل آدم المطبخ و فتح الضوء... بالتأكيد انها تركت له من الكوكيز مثلما ما فعلت في الكيكة و الكراميل... لكن لم يجد شيء... فتح الثلاجة على أمل ان يجد بها طبقًا مخصوص له مثل المرة السابقة و لكن لم يجد...
" يعني هي وزعت على رجالة الڤيلا و الخدم... و عندي انا مسبتليش اي حاجة ! طب قطعة وحدة حتى... مفيش !
تذكر انها غاضبة منه في الاساس... ف لماذا ستترك له بعض من الكوكيز ؟ هل ستكافئك على افعالك القا*سية معها ؟ يا لك من غبي يا آدم... كيف ستترك لك مما اعدته و انت سبب حزنها ؟
تنهد آدم بضيق و توجه لغرفته...
**********
دخل و لم يجدها... و الشرفة فارغة... امسك مقبض باب الحمام لكنه لم يفتح ف فهم انها بالداخل...
جلس على الاريكة ينتظرها تخرج لانه يريد ان يستحم حتى يُريح رأسه قليلا... و بعد دقائق خرجت أسيل و هي ترتدي بيجامة صوف لونها بني و شعرها يسقط منه قطرات المياه... رأت آدم لكنها لم تهتم... امسكت مجفف الشعر و بدأت في تجفيف شعرها الطويل الذي يعشقه آدم... نظر لها لوهلة ثم دخل الحمام ليستحم... قالت أسيل بغضب
' نطـ,ـع... معندهوش صنف الدم... ربنا يكون في عوني لاني بشوفه كل يوم...
اكملت تجفيف شعرها... بينما آدم مُستلقي بداخل البانيو و بيده سيجارته و يريح اعصابه داخل المياة المُثلجة... فجأة انقطعت الكهرباء و الظلام انتشر... زفر آدم بضيق و قال
" الواحد ما صدق يريح اعصابه تقوم الكهربا تقطع !! قطعت ليه اصلا ؟ يلا مش مهم...
لم يهتم و لم يتحرك من مكانه لانه لا يُبالي بالظلام... بينما أسيل ارتفعت دقات قلبها لانها تخاف من الظلام كثيرا... الغرفة بأكلمها اصبحت باللون الاسود من شدة الظلام !
مشت بحذر و تتحسس كل شيء بيدها حتى وصلت لهاتفها... لكنه مغلق !
' اووف التليفون فاصل شحن و مفيش اي كشاف هنا !
ذهبت للشرفة و رأت الحديقة بأكملها انتشر فيها الظلام ولا يوجد اي مصباح مفتوح حتى... خافت اكثر و عادت للغرفة... جلست على الارض و ضمت نفسها بكلتا يداها... تأكل اظافرها بإرتباك و عقلها يُهيئ لها بعض التخيلات المُخيفة... اغمضت عيناها و صدرها بعلو و يهبط بخوف و عيناها اتملأت بالدموع... لم تحتمل أكثر من ذلك و صرخت بإسمه " آدم "
فتح آدم عيناه عندما سمع صوت صراخها فنهض بسرعة... ارتدى بنطاله و خرج... سمع آنين بكائها...
" أسيل انتي فين ؟
' انا هنا... ارجوك تعالى...
" انا مش شايف حاجة... لحظة بس...
ظل يبحث عن هاتفه حتى وجده داخل معطفه... فتح الكشاف و رآها جالسة على الارض خلف السرير...
" أسيل !
رفعت أسيل عيناها المليئة الدموع و رأته... نهضت و اقتربت منه و لَفَت يداها حول ظهره و اسندت راسها على صدره الصلب و قالت ببكاء
' خوفت اوي...
" متخافيش انا هنا...
بادلها العناق و قَبَل رأسها... و ظل يُرَبِت على ظهرها لتهدأ... و بعد دقائق هدأت تدريجيًا... انتبهت ان رأسها على موضع قلبه... سمعت دقات قلبه و شعرت بالأمان... و هو سعيد بعناقها له... عَمَ الهدوء بينهم للحظات حتى قالت
' متسبنيش في مكان ضلمة لوحدي...
" حاضر...
' مخرجتش ليه اول ما النور قطع ؟
" عادي...
' هو ايه اللي عادي ؟ انت مش شايف الاوضة ضلمة ازاي ؟ و كمان انت كنت في الحمام... ازاي مخوفتش ؟
" مبخافش انا يا أسيل...
' بس انا بخاف... بخاف من الضلمة اوي !
" اهدي انا معاكي اهو...
صمتت قليلا ثم قالت ببكاء
' هو السبب... هو اللي خلاني اخاف من الضلمة بالشكل ده...
" هو مين ؟
' بابا !
تفاجئ آدم و هي تابعت و جسدها يرتعش بين يداه
' و انا صغيرة لما مكنتش اسمع كلامه في حاجة كان بياخدني للاوضة اللي في السطح... مكنش فيها نور ولا شباك... كان يحبسني فيها باليوم... بقعد اصرخ و انادي لكن محدش كان بيفتحلي الباب... كنت لوحدي في وسط الضلمة... عمل كده كذا مرة لحد ما بقيت بكره الضلمة اوي و بخاف منها و بقيت بخاف اعصي كلامه عشان ميسبنيش لوحدي في الضلمة جوه الاوضة دي...
صُدم آدم مما سمعه الآن... اي والد هذا يفعل بإبنته هكذا ؟ كان سيتكلم لكن قاطعته قائلة
' اوعى تكون مفكر اني كنت مبسوطة و انا بشتغل من و انا طفلة و سايبة مدرستي... مفيش طفل هيحب يسيب حياته الطفولية و يعيش حياة الكبار من سن صغير اللي مفروض يتعلم فيه مش يشيل مسؤوليات اكبر منه... كنت بخرج اشتغل هنا و هنا عشان اجيبله الفلوس آخر اليوم... لان لو معملتش كده هيضر*بني و هيحبسني في نفس الاوضة الضلمة دي...
عانقته اكثر و قالت و هي تبكي بشدة
' عشان كده بقولك متسبنيش في الضلمة... ارجوك متعملش زيه...
ضغط آدم على اسنانه بغضب و توعد لوالدها ذاك... مَسد على شعرها برفق و قال هامسًا لها
" مستحيل اخلى حد يقرب منك... انا معاكي... متخافيش...
هدأت من نبرته الحنونة و عانقها لها... ظلت في حِضنه... اقترب من رقبتها و اشتم رائحتها الجميلة بتخدير... قَبَل عنقها ف اتسعت عينا أسيل بصدمة و دفعته بعيدا عنها...
" أسيل...
' متقربش مني !!
" انتي اللي قربتي على فكرة...
' مكنتش في وعيي و انت شايف الحالة اللي انا فيها و انت بتحاول تستغل ده لمصلحتك و بس !
" أسيل انا جوزك...
' لا مش جوزي... و عمرك ما هتكون... عايز تتسلى عندك البنات اللي في البا*رات... روح نام معاهم... هيرحبوا بيك كويس...
غضب من كلامها... هي لا تراه سوى بهذا الشكل... اقترب منها و امسك يدها بشدة فصرخت متأ*لمة
' سيب ايدي !!
" احترمي نفسك و انتي بتتكلمي معايا عشان مقلبش عليكي ! متخلنيش اتعصب عليكي...
' لو اتعصبت هتعمل ايه هااا ؟ انا عارفة انت هتعمل ايه... هتقلب زي امبارح و تطلع اسوأ ما فيك في وشي... صح يا آدم نصار ولا لا !!
" بالضبط يا أسيل... عشان كده بقولك اتقي شَري احسنلك... و اللي شوفتيه امبارح كان مجرد 1% بس من الو*ساخة اللي فيا... ف متجبرنيش ازعلك !!
' ارجوك متقربش مني... مش عايزة... كفاية...
" كده هغلب يعني ؟ مليون وحدة تتمنى اللي انتي رفضتيه ده...
' خلاص روحلهم و سيبني في حالي... انا مش عيزاك... كفاية.... انا قر*فت منك و من نفسي ! روحلهم و انا مش همنعك... لو عايز تجيبها هنا في الاوضة مش هتكلم بس ارجوك متقربش مني بأي شكل !!
غضب آدم كثيرا من كلامها... يُجَن جنونه كلما رفضته و يرى رفضها له في عيناها و كلامها... دفعها للحائط بغضب ف اصطدم كتفها بالحائط بشدة و تأ*لمت... نظر لها بغضب و ترك هاتفه المفتوح على كشاف الضوء و نزل للاسفل ليرى ما حدث بالكهرباء...
جلست أسيل على الاريكة و تحاول تهدئة نفسها... وضعت يدها على عنقها و تحاول تُزيل قُبلته من عليها...
' مُقر*ف... بكر*هك يا آدم !!
نادى آدم على احد رجاله
" يا علي !
جاء علي و الكشاف في يده...
* نعم يا آدم بيه ؟
" الكهربا قطعت عن الڤيلا كلها ليه ؟
* حضرتك قولت نغير المُنظم الرئيسي بتاع الكهربا...
" حبكت دلوقتي يعني ؟
* ما الكهربي جه على المعاد اللي اتفقتوا عليه و بدأ شغله...
" اه صح... انا نسيت... طب هو هيطول ؟
* لا... نص ساعة و هيخلص...
" تمام... خليك واقف معاه لو احتاج حاجة... و شوفه هيشرب ايه...
* حاضر يا آدم بيه...
ذهب آدم للمطبخ و اخذ الكشاف الكبير...
بينما أسيل في غرفتها... رغم ان كشاف الهاتف قوي لكن تشعر بالخوف و تتذكر أشياء سيئة لا تحب ان تتذكرها لكن العقل لا يرحمها... رن هاتف آدم... قلبته على وجهه و رأت اسم المتصل و الذي كانت سلمى...
' مين سلمى دي ؟ و بترن ليه بالليل كده ؟
انتهت الرَّنة و اتصلت مجددا
' الله دي مُصرة بقا !
لا تعرف لماذا غضبت رغم انها تعرف ان علاقاته النسائية كثيرة...
' يا ترى سلمى دي شكلها ايه ؟ اكيد حلوة و فورتيكة... اومال هيعرفها ازاي اذا مكنتش حلوة... هستنى ايه من واحد عامل و*شم في ايده !!
سمعت خطواته آتية للغرفة ف تركت الهاتف كما كان... دخل آدم و وضع الكشاف الكبير على الطاولة... لاحظ ان هاتفه يرن... و عندما راى اسم سلمى اخذ الهاتف و ذهب ليتحدث في الشرفة...
* معلش رنيت عليك في الوقت ده...
" ولا يهمك يا سلمى... في حاجة حصلت ؟
* لا الشركة بخير... بس في حاجة تانية...
" حاجة ايه ؟
* عمو فريد كان بيتكلم مع اخوك مراد...
جمع آدم قبضته بغضب عندما ذكرت اسمه و قال
" و بعدين ؟
* اتكلمت مع عمو فريد و اللي عرفته منه ان مراد هيرجع من إيطاليا بعد اسبوعين...
" هيرجع لوحده ؟
* أكيد لا... مراته معاه...
" اممم... طب كويس انك قولتيلي... مش كنتي بدري بتسأليني انا راجع القصر امتى ؟
* اه سألت...
" هاجي في نفس اليوم اللي جاي فيه مراد...
* آدم... ارجوك متعملش حاجة مجنونة... كفاية مشاكل...
" لا لا مش هعمل... هرحب بيه بس... ده اخويا ! تصبحي على خير يا سلمى...
* و انت من اهله...
اغلق آدم هاتفه و ازاح شعره للخلف... و قال بغضب
" حلو اوي... خلينا نفتح الدفاتر القديمة من تاني... بس المرة دي على طريقتي انا !
البارت السابع من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
اغلق آدم هاتفه و ازاح شعره للخلف... و قال بغضب
" حلو اوي... خلينا نفتح الدفاتر القديمة من تاني... بس المرة دي على طريقتي انا !
كانت أسيل امام المرآة تُمَشط شعرها... دخل آدم الغرفة و اغلق باب الشرفة لان الجو بارد... سَعُل آدم... من الواضح انه اصيب بالبرد لانه عا*ري الصدر منذ خروجه من الحمام... ارتدى سويت شيرت لانه يشعر بالبرد... جلس على الاريكة و يقلب في هاتفه... لاحظت أسيل انه يَسعُل كثيرا... نهضت و جلبت له الدواء... اقترب منه و قالت
' خُد ده دوا كويس للكُحة...
نظر لها بطرف عينه و لم يكن سيأخذه منها لكن اضطر لانه ضجر من كثرة السُعال... فتح الزجاجة و كان سيشرب منها مباشرةً كأنها زجاجة عصير... لحقته أسيل و اخذتها منه
' انت بتعمل ايه ؟
" بشرب الدوا...
' متشربش بالمعنى الحرفي... غلط كده...
" خلاص مش عايز...
جلست أسيل بجانبه و اخذت الملعقة من داخل العُلبة... و ضعت القليل من الدوا على الملعقة... قرّبتها منه و قالت
' خُد الدوا...
" شيفاني عيل صغير ؟
' و هو العيل الصغير هيعمل تصرفاتك دي ؟... خُد المعلقة دي... ده دوا كويس للبرد...
اخذها من يدها و تناولها بنفسه... ترك الملعقة على الطاولة و عاد للنظر الى هاتفه... نظرت له أسيل و فكرت... ربما يُحدث سلمى تلك مجددا... ما علاقته بها !
' هي الكهربا هتيجي امتى ؟
" ربع ساعة كده...
' هي قطعت ليه اصلا ؟
" انا اتفقت مع الكهربي يجي يغير المُنظم الرئيسي عشان كان فيه مشكلة...
' اه ماشي...
جاء صوت إشعار الواتساب من هاتفه... أثار ذلك فضول أسيل و تريد ان تعرف مع من يتحدث الان... اقتربت منه و وضعت يدها على جبهته كأنها ترى حرارته... لعنت أسيل نفسها لأن آدم اغلق الهاتف مجرد اقترابها منه و قال
" بتعملي ايه ؟
' بشوف حرارتك...
قالتها بإرتباك و هي تلمس وجهه لترى حرارته... نظر لها آدم في عيناها و قال
" متأكدة انك بتشوفي حرارتي ؟
' اه...
" طالما كده يبقى مالك متوترة كده ليه ؟
' مش متوترة ولا حاجة...
" اممم... كل ده بتشوفي حرارتي ؟
ابعدت يدها بحرج و نهضت... و قبل ان تذهب... وقفت عندما قال
" نسيتي حاجة مهمة يا أسيل...
إلتفتت له و قالت
' نسيت ايه ؟
" نسيتي تقولي حرارتي ايه بعد الفحص اللي عملتيه...
لعنـ,ـت غبائها... كيف نسيت ؟ هكذا سيشُك انها لم تكن تتفقد حرارته... بل كانت تسعى لشيء آخر... حمحمت و قالت
' حرارتك عادية...
لمس خَده بيده و قال
" غريبة... انا حاسس انها مرتفعة...
' بجد ؟ وريني كده...
اقتربت منه و لكن قبل تلمس وجهه امسك يدها
" انتي عايزة ايه ؟
' اشوف حرارتك...
" و المرة الاولى مكنتش كفاية ولا انتي بتتلككي عشان تقربي مني...
' ليه ان شاء الله ؟ مفكر نفسك توم كروز ولا ايه ؟
" انا احلى منه...
' نينيني... و انا احلى مارلين مونرو...
" انتي احلى منها بجد... هي متجيش حاجة جمبك !
نظرت له مما قاله... ظنت انه يسخر منها لكن عيناه لا تكذب... كيف لتلك العيون ان تكذب رغم حِدتها ؟ عيونه توضح صِدق كلامه.... سرح في عيناها و ملامحها الجميلة... في كل مرة ينبهر بها... بات يكر*ه رغبته فيها لانها تضعفه كثيرا حتى بنظراتها... كان سيقترب منها لكنه ابتعد و ترك يدها لانه متأكد انها سترفضه مثل كل مرة...
عادت الكهرباء للعمل و رجعت الغرفة مُضيئة كما كانت...
' الكهربا جات !
" كويس... يلا مسمعش صوتك...
نظرت له بغضب و هو ذهب لينام... توجهت للسرير و استلقت عليه و نامت... قالت في سرها
' هو بيكلمني كده ليه ؟ مفروض مين يبقى زعلان من مين ؟ شكله اتحَول... انا هقول ايه غير انه آدم نصار عديم الاحساس !
حاولت أسيل النوم لكن لم تستطع و ظلت تتقلب على السرير... آدم لم يستطع ان ينام بسبب تقلبها الزائد على السرير...
" اوووف بقا.... بطلي حركة على ام السرير !!
' انت مالك ؟ هو انا نايمة جمبك لاسمح الله !!
" عايز هدوء... عايز انام... اسكتي و نامي...
' اتخمد !!
" أسيل... متخلنيش اقوملك...
' أسيل... متخلنيش اقوملك !
قالتها و تقلد طريقة كلامه... كتم آدم ضحكته بصعوبة و تظاهر بالغضب
" بقولك نامي !
' انا بحاول اهو ! خليك في حالك و متركزش معايا !
" اسكتي !
اغلق نور الاباجورة الذي بجانب الاريكة و عاد للنوم... امسكت أسيل تابلتها الذي احضره آدم لها... شغلت مسلسل حتى تغفو... فجأة قال آدم بغضب
" اقفلي الز*فت اللي انتي مشغلاه ده !
' يوووه بقا ما تتخمد و انت ساكت...
" هتخمد ازاي و سيادتك مشغلة ام المسلسل ده !
' بسلي نفسي لحد ما انام... في مانع ؟!
" اه فيه... الصوت جايب لآخر الاوضة...
' حُط سدادة ودان و مش هتمسع...
تأفأت آدم... رفعت أسيل الصوت اكثر فهي تريد اغضابه انتقا*ما منه... فجأة وجدت آدم جاء اليها و سحب التابلت منها و اغلقه...
' انت بتعمل ايه ؟ هات التابلت !
" عايز انام حتى ساعتين زي بقية الخلق... و انتي مشغلة مسلسل اكشن كله ضر*ب نا*ر و اصوات تجيب ارتجاج في المخ !
' بس حلو اوي... انصحك تتفرج عليه...
" انتي كمان بتهزري !!
' اقولك ايه هات التابلت العب عليه لحد ما انام !!
" لا...
إلتفت و بيده التابلت... فتح الدولاب و جاءت أسيل
' آدم متبقاش بارد و هاته...
" ده انتي اللي باردة... روحي اتخمدي...
' مجيليش نوم... هاته اتفرج على المسلسل و انعس عليه...
" لا...
فتح الخزنة و وضع التابلت فيها ثم اغلقها ببصمة إصبعه... غضبت أسيل و قالت
' انت بارد اوي !
" عارف...
إلتفت و استلقى على الاريكة... ضر*بت أسيل قدماها بالارض بغضب ثم ذهبت للنوم...
*************
مَر اسبوعين بدون شيء جديد... أسيل لم تتحدث مع آدم و تعاملها معه سطحي للغاية حتى هو نفس شيء... لا يريد ان يشعر نفسه مرفوضًا لان ذلك يجر*ح كبريائه كثيرا... سعدت أسيل لان آدم ابتعد عنها مثل ما هي ابتعدت... و ادركت ان طلاقها منه مجرد وقت حتى يفيض به الكَيل و يفعل ذلك بنفسه فهو يعرف جيدا انها لا تريده و هو لا يحبها اذا لماذا يبقيان معًا ؟ آدم اخبر أسيل انه سيرجع لقصر عائلته و هي سترجع معه... لم تبالي و وافقت... لكن ظنت انه لم يعترف بها....
كان آدم يقود السيارة و أسيل على الكرسي الذي بجانبه... تنظر من النافذة و نسمات الهواء تصطدم ببشرتها الناعمة و هي مستمتعة بذلك و تنظر للشوارع و الناس... و شعرها يطير من الهواء كان ذلك في البداية يسعدها لكنها انزعجت لانها لم تستطع السيطرة على الهواء و هو يطاير شعرها في كل ثانية... و آدم يراقبها بدون ان تلحظ...
' اووف بقا ما تثبت يا عم !
" بتكلمي مين ؟
' اكيد مش بكلمك انت... ركز في الطريق...
نظر لها بضيق و هي لم تهتم... و بعد صمت قال
" افتحي تابلو العربية و هتلاقي مشبك شعر... اربطي شعرك اللي بيطير ده...
نظرت له لـ لحظة ثم فتحته و وجدت بالفعل مشبك للشعر...
' بتاع مين ده ؟ خليني انا اخمن !... اكيد ده بتاع وحدة من النسوان اللي تعرفهم و ماشي معاهم... هي نسيته في عربيتك بعد ما قضيتوا ليلة حلو سوا... صح يا آدم نصار ؟
نظر لها بحدة ثم نظر للطريق... لم يبرر حتى فتأكدت اسيل ان كلامها صحيح... امسكت المشبك و ثبتت به شعرها حتى لا يزعجها مجددا... عادت للنظر من النافذة... لقد ضجرت من هذا... نظرت لآدم و قالت
' هو بيت عيلتك ده بعيد ؟
" بتسألي ليه ؟
' ليك نص ساعة سايق العربية...
" نص ساعة كمان و هنوصل...
' طب و عيلتك لما يشفوني... اكيد هيسألوك مين دي... هتقولهم ايه ؟
" ملكيش فيه...
' هو ايه اللي مليش فيه ؟ انت ليه ماسحني من حساباتك خالص كده كأني جا*رية عندك ؟!
" ما انتي فعلا جا*رية عندي... ولا نسيتي الفلوس اللي دفعتها و اشتريتك بيهم ؟
صُدمت أسيل مما قاله الآن بكل برود و لم يبالي بمشاعرها بتاتًا... لم ترد عليه لكن قلبها جُرح كثيرا من كلامه القا*سي... يجب ان تدرك الفرق الكبير الذي بينهم... نظرت من النافذة و سقطت دموعها...
نظر لها آدم و هي تمسح دموعها بكف يدها الرقيق و تبكي بدون صوت... شعر بتأنيب ضميره فهي لا تستحق منه ذلك... لكن هو غاضب ان قلبه رجع بالنبض بسببها و يريد ان يوقفه عند حَده... ظلوا صامتين حتى مَر الوقت و وصلوا أمام بوابة حديدية كبيرة... جاء له احد الرجال الذين يقفون امام البوابة
* آدم بيه ! نورت بيتك من تاني...
" بنورك... افتح البوابة...
* حاضر يا آدم بيه...
فتح الحارس البوابة و دخل آدم بالسيارة الى داخل القصر الذي كان كبيرا للغاية و جميل و مُحاط بالكثير من المساحات الخضراء و الاشجار و الزهور و حمام السباحة الكبير... صُدمت أسيل من حجم القصر و جماله من الخارج... فكيف هو من الداخل اذا ؟ كان هناك ركن في الحديقة به مظلات ڪالجراج... تحرك آدم بسيارته و ركنها هناك...
من الجهة الآخرى كان يقفان في الشرفة خالد و مروان ( هذان ابنا عم آدم ) كان خالد مُركزًا في هاتفه و مروان يشرب قهوته و يدردش مع خالد... فجأة لمح مروان سيارة آدم... نزل منها آدم و فتاة و التي كانت أسيل... فتح مروان فمه مترين و قال
- خااالد...
• يا عم خليني اركز في الجيم دي...
- سيبك من ام الجيم دلوقتي... بُص مين هناك !
اغلق خالد هاتفه و نظر الى ما ينظر اليه مروان...
• آدم !
- فكك من آدم... بُص على البنت اللي واقفة جمبه دي...
• هي مين دي ؟ لتكون عشيـ,ـقته ؟
- و هو هيجيب عشيـ,ـقته هنا ليه ؟
• يمكن ناوي يتجوزها !
- عمو فريد اكيد هتجيله جلطـ,ـة...
• كده كده هتجيله جلطـ,ـة... انت ناسي ان مراد تحت هو و مراته كمان !
- ايوة صح مراد هنا ! هتحصل قواتيل دلوقتي...
• اجري ننزل تحت و نتفرج لايڤ...
- على رأيك... تعالى !
***********
كانت أسيل صامتة و آدم اعتاد منها ان تعلق على كل شيء تراه... لكن هي لا تريد التحدث حتى لا يجر*حها مجددا... كانت ستمشي امامه لكن امسك يدها و قال
" استني يا أسيل...
ظنت انه سيعتذر منها لكنه قال
" لما ندخل دلوقتي هيعرفوا انك مراتي... هيتفاجئوا اوي...
' اه فعلا هيتفاجئوا... شوف انت فين و انا فين... فرق كبير اوي اكيد مش هيقبلوه...
" لا مش كده... هم هيتفاجئوا لاني اتجوزت اصلا... الجواز عندي كان شيء مستحيل يحصل...
' اه و بعدين ؟
" عايز نمثل قدامهم اننا احسن زوجين و اننا مبسوطين مع بعض...( ازاح خصلات شعرها للخلف و اكمل ) بتعرفي تمثلي ؟
نظرت له بضيق... أيحسبها باردة مثله و بلا مشاعر ؟ اومأت له بهدوء ف ابتسم... مَد يده اليها لتمسكها... نظرت ليده بتردد ثم امسكتها دون ان تدرك ماذا سيحدث لها و ما هو مصيرها معه... اغلق على يدها بيده و توجهوا للقصر... كانوا العائلة يأكلون على السفرة معًا و هم عبارة عن ( فريد والد آدم... والدته نرمين... اخوه مراد و زوجته نور... اخته الصغرى رنا... سلمى ابنة عمه و هي اخت خالد... ناهد زوجة عمه و هي أم مروان )
نزلا كل من مروان و خالد و لم يجدوا آدم و البنت الذي معه...
• هو آدم اتراجع ولا ايه ؟
- شكله مش اد المواجهة الصعبة دي...
• لو جه هتبقى مواجهة شر*سة !
رَن جرس القصر و كل من مروان و خالد اتسعت عيناهم و قالوا في صوت واحد
• القصر هيو*لع !
- القصر هيو*لع !
ضحكوا و ذهبت الخادمة لفتح الباب...
* آدم بيه ! اتفضل...
افسحت لهم الخادمة الطريق... دخلا معا و وقفا امام الجميع... كان فريد يحكي مع ابنه مراد و منسجم معه و باقي العائلة يدردشون سويًا...
" يا اهل قصر نصار... منورين والله !
إلتفتوا جميعهم لهذا الصوت... صُدم فريد عندما رأى آدم و الجميع انصدم و وقفوا... إلتفت مراد و رأى اخاه آدم و هو يضع يده جيوبه و ينظر له بإبتسامة حادة و عيناه لا تبشر خيرًا... نور خافت و وقفت خلف مراد... زادت ابتسامة آدم عندما رأى خوفها منه... فرحت سلمى عندما رأت آدم لكن ابتسامتها اختفت عندما رأته مُمسك بيد أسيل...
" شكلي جيت في وقت مش مناسب... قطعت عليكم حديثكم العائلي...
* آدم !
قالتها اخته رنا و ركضت اليه عانقته
* وحشتني اوي !
بادلها العناق و قال
" انتي كمان وحشتيني...
خرجت من حضنه و قالت و هي محاوطة وجهه بكفوفها
* بقالك 5 شهور مبتجيش... ليه الغيبة دي كلها ؟ فينك كل ده ؟
" جيت اهو و قاعد كمان !
ابتلع مراد ريقه بصعوبة من جملته و نظرت له نور و هي قلقة كثيرا...
* اقعد براحتك... نورت والله...
اقترب منه ناهد زوجة عمه و رحبت به
* ابن سِلفي الامور جه اخيرا شوفنا وشك يا ولاااا...
" ايه رأيك بقا في المفاجأة دي يا مرات عمي ؟
* چنتل مان من يومك... اسمع نصيحتي و روح مَثِل... هيصطادوك المنتجين مجرد ما يشوفوا ابتسامتك الحلوة دي و طولك و عرضك ده... ايه يا ولااا بتحلو كده ازاي ؟
" و انتي مبتكبريش يا مرات عمي رغم الشحط اللي انتي مخلفاه...
* بمناسبة الشحط اللي انا مخلفاه... قوله يخف من على دماغي و يبطل يعمل مشاكل في الجامعة...
" حاضر... هو فينه صح ؟
- انا هنا...
وقف امامه و معه خالد ايضا... عانقوه عناقهم الاخوى
• وحشتنا يا راجل...
- منور بيتك يا ابن عمي...
" بنوركم يا ولاد عمي...
ابتعدوا عنه و خالد الفضول يثيره ليعرف من هي الفتاة التي بجانب آدم... نظر آدم لوالداه و قال ببرود
" مسلمتوش عليا يعني ؟
حمحت نرمين و جاءت اليه عانقته... رغم انها والدته لكن آدم لا يشعر بأي شيء في عناقها له...
* نورت يا حبيبي...
" بنورك يا ماما...
اقترب منه فريد و قال
* نورت يا ابني... بس مقولتش ليه انك جاي ؟
" ايه ضايقت من اني جيت ؟
* لا لا ده بيتك... بس اتفاجئت...
" ليك حق تتفاجئ... ( نظر لمراد و زوجته ) ما انت مشغول معاهم...
اقترب آدم من اخوه بخطوات ثباته و واثقة... ابتسم ببرود
" أمير عيلة نصار شرفنا بوجوده النهاردة... مع مراته كمان !
غضب مراد و امسك يد نور و قال
- يلا يا نور نمشي...
" لا لا تمشوا ايه ؟
- انت جاي تطردنا مش كده ؟
" عيب عليك... انا اعمل كده برضو ؟ خليكم منورين القصر... على العموم انا مش جاي عشانكم اصلا...
رجع للوقوف بجانب أسيل و امسك يدها
" طبعا جيت لان ده بيتي اللي اتربيت فيه اللي مهما الف هنا و هناك برضو في الاخر برجع... بس المرة دي انا مجتش لوحدي... معايا حد مهم اوي و حابب اعرفكم عليه ( اشار لأسيل بيده ) اعرفكم بمراتي أسيل...
نزل الخبر عليهم ڪالصاعقة... نكز مروان كتف خالد و قال بصوت منخفض
• مش هقولتلك هتو*لع...
- مش هتو*لع بس... ده هيقوم زلزال دلوقتي... بُص على ريأكشن عمو فريد و مراته... هيتجـ,ـلطوا...
• اخيرا هنتسلى في ام القصر الممل ده !
اقتربت منه والدته نرمين و قالت
* مراتك ؟ يعني ايه مراتك ؟!
قبل ان يرد عليها جاءت ناهد زوجة عمه و قالت بفرحة
* انت اتجوزت ؟! ... اخيرا ! ايه المفاجأة الحلوة دي... الف مبروك يا ابن سِلفي...
" الله يبارك فيكي يا مرات عمي...
نظرت لأسيل و قالت و هي تتفحصها بيعيناها
* مراتك اللهم بارك... قمر... عيونك دي ولا عيون قطط ؟ عسولة اوي... اخيرا هندخل العيون الزرقا للعيلة الكئيبة دي...( نظرت لآدم ) مراتك دي عندها اخت اجوزها لمروان ابني ؟
• يا ماما انتي بتقولي ايه ؟؟
* بدورلك على عروسة يا نطـ,ـع...
* بس خلاص يا ناهد كفاية !
قالتها نرمين بنفاذ صبر على ناهد لانها دائمًا تشجع آدم على افعاله... نفخت ناهد بضيق... نظرت نرمين لأسيل بغضب ثم نظرت لآدم
* اتجوزت ؟
" اه اتجوزت... مالك مستغربة ليه ؟
* انت فاهم و سامع انت بتقول ايه !! اتجوزت في السر يا آدم ؟!
اومأ لها و هو يبتسم ببرود...
* انت ازاي تعمل كده ؟
" عادي...
قال فريد بغضب
* هو ايه اللي عادي ؟ هو الجواز لعبة ولا ايه ؟ اكيد اتجوزتها عُر*في !
نظرت له أسيل بصدمة... أيحسبونها رخيـ,ـصة لدرجة ان تتجوز بإبنه جواز عُر*في ؟!
" لا مش عُر*في... انا اتجوزها رسمي عادي بمأذون و شهود...
* ازاي و امتى و ليه ؟ ( امسكه من ياقة قميصه و اكمل بغضب ) اتجوزتها ليه و عشان ايه ؟؟ دي مين اصلا انطق يا آدم !!
" بقولك مراتي...
* انت اكيد بتكذب... بتكذب عشان تعا*قبني مش كده يا آدم ؟
" لا بكذب ولا بتاع... أسيل مراتي شرعًا و قانونًا ! و هتعيش معايا هنا من النهاردة بما انها مراتي...
جَن جنون نرمين و قالت بغضب شديد
* و دي بقا جبتهالنا من انهي زبا*لة ؟!
غضبت أسيل و كانت ستتكلم لكن آدم اشتد على يدها بمعنى ان تصمت... صمتت و غضبت منه كثيرا... اقترب آدم من والدته و قال
" مسمحلكيش تقولي على مراتي كده... إلزمي حَدك يا امي !
* ألزم حَدي و انت جايبلي في القصر وحدة فلاحة و بتقول انها مراتك !! انت اتجننت ؟؟
" اه اتجننت... لو انتي شيفاها فلاحة فأنا شايفها هانم زيك كده...
* انت بتقارني انا نرمين السعدي بنت البشوات بوحدة مجهولة الاصل و النسب زي دي ؟!
احمرت عينا أسيل بغضب و نظرت للأرض و تابع آدم كلامه بغضب شديد
" بقولك إلزمي حَدك في الكلام عن مراتي... و هي خلاص بقا اسمها أسيل آدم نصار... و هوانم قصر نصار زادوا وحدة و هي أسيل... بقت هانم القصر ده زيها زيك... و كلمة تاني والله لاقلب القصر ده فوق دماغ الكل ولا هيهمني لا عزيز ولا قريب !
كانت ستتكلم لكن منعها فريد و قال
* طب فهمنا بهدوء و مين دي و اتجوزتها ليه ؟
" اه اذا كان كده ماشي... دي أسيل قابلتها من شهرين... عجبتني و لقيت في قبول ما بينا... اتعرفنا على بعض و بعد كده اتجوزنا...
* اتجوزتها خلال شهرين !!
" اه...
* بقا انت مش بتثق في صنف مخلوق... اتجوزت دي بالسرعة دي ؟!
" اه... حبينا بعض ف اتجوزنا...
ضحك فريد بسخرية و قال
* حبيتوا بعض ؟ بذمتك انت بتاع حُب ؟
" مش عايز تقتنع براحتك... اللي عندي قولته...
قالت نرمين
* و يا ترى دي برضو اتجوزتك عشان بتحبك ولا عشان فلوسك ؟
" أولًا هي ليها اسم و اسمها أسيل... ثانيًا هي مبصتش على فلوسي و لا كانت موافقة تتجوزني بالعكس انا اللي جريت وراها لحد ما وافقت تتجوزني... ثالثًا و أهم حاجة هي مش شبه حد فيكم و ده اللي عجبني و كمان هي انضف بكتير من اي وحدة عرفتها قبل كده... عشان كده اصريت اتجوزها و اتجوزتها اهو و بقت مراتي...
غضبت نور لانه يقصدها بكلامه... كانت نرمين لا تصدق ما فعله ابنها... كان فريد سيتكلم لكن آدم قاطعه بزعم
" من الافضل تتقبلوا جوازي عشان مبحبش الرغي الكتير... أسيل بقت جزء من القصر ده... انا عارف انكم اتصدمتوا بس عادي اتقبلوها و مضطرين تتقبلوها... مفيش اختيار تاني غير كده... انا عارف ان جوازي بالسر غلط بس عادي اتقبلوا غلطي زي ما اتقبلتوا غيره ( نظر لفريد ) ولا انت يا بابا بتقبل أخطاء الكل بجميع اشكالها و انا لما اتجوزت أسيل و للعلم انا مخطفتهاش من حد زي ما احدهم عمل كده... يادوب اتجوزتها في السر بس رسمي... مش هتقبل غلطي الصغير ده ؟
نظر فريد الى مراد الذي عيناه احمرت من الغضب
" انا مش هتكلم تاني ولا مضطر ابرر لحد... هاخد مراتي و اطلع على اوضتي نرتاح فيها عشان تعبنا من المشوار... ( نادى الخادمة ) ابقا هاتيلنا الفطار في الاوضة...
* حاضر يا آدم بيه...
امسك آدم يد أسيل و ذهبوا لغرفتهم تحت انظار الجميع... الجميع انصدم كيف آدم تزوج بهذه السرعة و لماذا ؟ نظرت سلمى اليه و عيناها مليئة بالدموع و هي تراهم مُمسكين بأيدي بعض ولا تصدق انه تزوج !! ذهبت لغرفتها و هي تبكي تحت انظار رنا التي تعرف ان سلمى تعشق اخاها... ذهبت رنا خلفها...
اقترب فريد من مراد و قال
* من الافضل تمشي بما انه جه... خد مراتك و روحوا اقعدوا في الفندق...
- لا والله ما هتحرك من مكاني انا و نور !!
* يا ابني افهم انا مش عايز مشاكل !!
- ولا انا... انا جاي اقعد في قصري... القصر ده مش مِلكه لوحده...
* لا مِلكه... مكتوب بإسمه هو وبس...
- انا ليا نسبة في القصر ده و الاراضي اللي حوليه كمان و هاخدهم من عيونه !!
* يا ابني انت ايه مبتفهمش ؟؟ انت عايز نهايتك تكون على ايده ؟
- انت ليه مديله حجم اكبر منه ؟
* بتسألني كأنك مش عارف اخوك ؟؟
- ده مش اخوياااا...
* لا اخوك و اخوك الكبير كمان... اوعى تكون مفكر لاني سامحتك انت و هي و سمحتلكم تدخلوا القصر من تاني و تبقوا وسطنا من تاني يبقى انا كده نسيت عملتك السو*دة انت و مراتك !
- طب ما اهو اتجوز اهو... مكلمتهوش ليه هااا ولا انت مش فالح غير فيا و نازل طالع تفكرني بغلطي ؟
* بس هو مخطفهاش من حد... حُط تحت الجملة دي مليون خط... آدم اتجوزها رسمي اي نعم في السر بس رسمي...
نظر مراد لنور و هو غاضب... قال فريد
* اقولك ايه انا تعبت من اننا احجز ما بينكم... خد مراتك و اطلعوا على الفندق...
- مش هتحرك من هنا و اللي عنده يعمله !!
مراد اخذ نور و توجه لغرفته...
* شايفة ابنك و دماغه الناشفة ؟!
* عنده حق... يمشي ليه ؟ ده بيته هو كمان...
* طب و آدم ؟
* يتفلق آدم... هنعمله ايه يعني ؟
* هتبقي مبسوطة من المشاكل اللي هتحصل بسبب تواجدهم هما الاتنين في نفس المكان ؟؟
* مفيش مشاكل هتحصل... و انا هقف لآدم... مش عشان غلطة عملها ابني يفضل يسافر من البلد دي للبلد دي بعيد عن عيلته...
* نرمين انتي بتتكلمي كأنك متعرفيش حاجة ؟ كأن مراد هو اللي مبدأش و اشترى عدواة آدم بنفسه ؟
* انت ليه بتحاول تخوفني من آدم للدرجة دي ؟
* شوفي آدم في ايده ايه الاول و بعد كده اسألي سؤالك ده... انا قولت اللي عندي... يكون في علمك يا نرمين... اي حاجة تحصل هنا انا مش مسؤول عنها !!
تركها و ذهب... كان متبقي خالد و مروان و ناهد التي تكتم ضحكتها بصعوبة... قالت ناهد
* آدم و مراته عروسين جداد... يعني مفروض نرحب بيهم... انا هعمل عشا كبير النهاردة عشانهم...
نظرت لها نرمين بغضب و لابتسامتها و ذهبت هي الاخرى... اقترب مروان من والدته و قال
- آدم جه جلـ,ـط الكل...
* يستاهلوا... نسيوا عملة ابنهم السو*دة و سامحوه على اللي عمله في آدم ببساطة... و آدم لما اتزوج اضايقوا... هم بيفكروا ازاي ؟
قال خالد
• يا مرات عمي ما انا اضايقت برضو... كده مراته دي هتشاركنا في الثروة... متنسيش ان آدم هو المتحكم في كل حاجة...
* يا ابن سِلفي انت كمان متبقاش غبي... اي نعم هو المتحكم زي ما قولت... بس متنكرش انه حقاني... انا و مروان و انت و اختك سلمى بيدينا حقنا اول بأول... و ده مش مضايقني... لو فريد هو اللي المتحكم كان زمانك بتشحت منه مصروفك و يديهولك بطلوع الروح... اما آدم كل شهر بيحول على حسابنا في البنك اي ارباح تكسبها الشركة من غير ما نسأله او نطلب منه حتى... فريد نصار عمره ما كان هيعمل كده و لو عمل يبقى اقصاه مرتين و يوقف... بالذات انا مكنش هيعبرني بجنيه من مكاسب الشركة لانه مش مستلطف وجودي هنا بعد ما احمد جوزي ما*ت...
- طب خليه يقربلك كده و يشوف انا هعمل فيه ايه ! هو ناسي انك مخلفة راجل ولا ايه ؟
* حبيبي يا ابني... انت اللي باقيلي في الدنيا دي...
• طب مراد شكله هيلزق هنا كتير...
* خليه براحته يا خالد... و كمان آدم براحته... حتى لو اتجوز اربعة... طالما حقوقنا بتوصلنا زي ما احنا عايزين يبقى كل فُل...
• على رأيك يا مرات عمي بس انتي مش قلقانة بما انه اتجوز يمكن مراته تقويه علينا ؟
* دي سيبها عليا يا ابن سِلفي...
• هتعملي ايه ناهد هانم ؟
* هجِس نبضها !!
• ايوة بقاااا !!
***************
* اتجوز يا رنا ! آدم اتجوز !!
- اهدي يا سلمى احنا منعرفش لسه هو اتجوزها ليه... يمكن اتجوز انتقامًا من مراد...
* حتى لو كده... هو اتجوز... بقت معاه و في اوضته... بس كان مفروض يتجوزني انا !!
- يا عم فكك منها... مين قال ان آدم مبقاش ليكي ؟
* و اللي قاله تحت ده كان ايه ؟؟
- ما انتي عارفة اخويا... تلاقيه اداها قرشين عشان تتجوزه و يعملوا الفيلم ده قدام العيلة كلها... اول ما هيزهق من المسرحية دي هيطلقها... و انتي عارفة ان آدم مش بيفرق معاه حد...
* اللي هيجنني اني لسه من كام اسبوع سألته اذا كان في حدة في حياته ولا لا قالي لا... دلوقتي قال بلسانه من شوية انه يعرفها من شهرين !!
- ده معناه انه مش معترف بيها ڪمراته... قولتلك انها مجرد كوبري عشان ينتقـ,ـم من مراد...
* تفتكري كده ؟
- انا مش شايفة غير كده... آدم مستحيل يحب... استني شوية هيزهق منها و يمشيها من هنا بنفسه...
* انا مش هستنى لحد ما هو يعمل كده بنفسه... الفلا*حة دي لازم تمشي من القصر ده و في اقصر وقت !
- انا برضو شايفة كده... اي حاجة هتعمليها تمشيها من هنا انا معاكي فيها يا سلمى...
*********
كانت أسيل جالسة على طرف السرير و تهز قدها بغضب و تتذكر كلام اهل آدم عنها... " اكيد اتجوزتها عُر*في !... و دي بقا جبتهالنا من انهي زبا*لة ؟!... انت بتقارني انا نرمين السعدي بنت البشوات بوحدة مجهولة الاصل و النسب زي دي ؟!... و يا ترى دي برضو اتجوزتك عشان بتحبك ولا عشان فلوسك ؟ "
نزلت دمعة من أسيل... هي لا تستحق ان يتكلموا عنها بتلك الطريقة... لا تستحق ان يهينـ,ـوها بهذا بالشكل !
خرج آدم من الحمام بعد ان استحم و كان يرتدي البرونص و يغني... وقف امام المرآة ليجفف شعره... وقفت أسيل اقتربت منه و قالت
' مبسوط طبعا ما عيلتك مسحوا بكرامتي الارض بكلامهم السِم !
إلتفت لها و قال
" شيفاني سِكت يعني ؟ ما انا رديت عليهم واحد واحد...
' والله ؟ لا كتر خيرك الصراحة... بعدين انت جبتني هنا ليه ؟ انا مش عايزة اعيش هنا... مش عايزة اعيش في مكان محدش متقبلني فيه...
" هيتقبلوكي متقلقيش...
' بتتكلم براحة كأنك مشوفتش هم ازاي رافضين ان اكون مراتك ؟؟
" محدش له دعوة بحياتي... هم مصدومين بس...
' طبعا لازم يتصدموا... انت آدم نصار اتجوزت وحدة جرسونة !!
" مش مشكلتي انك شايفة نفسك قليلة...
' انت اللي بتقِل مني بتصرفاتك دي !!
قالتها بغضب ثم اكملت ببكاء
' انا مش عايزاك ولا عايزة اعيش في ثروتك... انا كنت راضية بحياتي... مجتش اشتكيلك و قولتلك خرجني من الفقر اللي انا فيه... انت اللي دخلت حياتي و خلتني جزء من حياتك بالعافية و بدون موافقتي !!
" بس متنسيش ان اهلك وافقوا !
' انا مليش دعوة بجشـ,ـعهم ! انا عايزة اطلق... طلقني و مش عايزة صنف جنيه منك بس طلقني...
" مفيش طلاق يا أسيل و ريحي نفسك انا مش هطلق !!
' هتبقى مبسوط و انا مش عيزاك و قاعدة معاك بالاجبار ؟!
" اه هبقى مبسوط...
نظرت له بغضب و قالت
' بكر*هك يا آدم نصار... كُرهي ليك بيزيد مش بيقل !!
دخلت الحمام و اغلقت الباب عليها... تنهد آدم بضيق لانه ينزعج عندما تقول تلك الكلمة...
بارت تاني اهو زي ما طلبتوا... اتفاعلوا 🫵
البارت الثامن من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
' انت اللي بتقِل مني بتصرفاتك دي !!
قالتها بغضب ثم اكملت ببكاء
' انا مش عايزاك ولا عايزة اعيش في ثروتك... انا كنت راضية بحياتي... مجتش اشتكيلك و قولتلك خرجني من الفقر اللي انا فيه... انت اللي دخلت حياتي و خلتني جزء من حياتك بالعافية و بدون موافقتي !!
" بس متنسيش ان اهلك وافقوا !
' انا مليش دعوة بجشـ,ـعهم ! انا عايزة اطلق... طلقني و مش عايزة صنف جنيه منك بس طلقني...
" مفيش طلاق يا أسيل و ريحي نفسك انا مش هطلق !!
' هتبقى مبسوط و انا مش عيزاك و قاعدة معاك بالاجبار ؟!
" اه هبقى مبسوط...
نظرت له بغضب و قالت
' بكر*هك يا آدم نصار... كُرهي ليك بيزيد مش بيقل !!
دخلت الحمام و اغلقت الباب عليها... تنهد آدم بضيق لانه ينزعج عندما تقول تلك الكلمة...
********
- كنا سمعنا كلام ابوك و مشينا احسن يا مراد...
* قولت مش همشي... هو انا عامل جر*يمة يعني ؟ ما انا متجوزك رسمي... و القصر ده ليا نصيب فيه... يعني مش بتاعه هو لوحده...
- بس آدم....
* هو كل شوية آدم !! اقولك ايه لو صعبان عليكي روحيله...
- مش قصدي كده بس انت عارفه اكتر مني... اكيد ناوي ينـ,ـتقم...
* و انا جاهز للمواجهة...
- انا قلقانة... مشوفتش كان بيبصلي ازاي ؟ كأنه جاي و ناوي يطلع الجديد و القديم فينا...
* طب خليه يقربلك كده و انا هشـ,ـقه نصين... مش عارف ليه كلكم بتخافوا منه... ايه يعني هيفضل سايق فينا كأننا عبيـ,ـد يعني... ملهوش اللي يوقفله ولا ايه ؟
- طب و بعدين ؟
* متقلقيش انا عامل حسابي لكده...
- هتعمل ايه ؟
* حطي رجل على رجل زي الملكة و اتفرجي على اللي هيحصل في آدم نصار !
***********
* شوفت عمايل ابنك ؟؟ اتجوز يا فريد !!
* مش عارف عمل كده ازاي و ليه ؟!
* مش عارف السبب يعني ؟ ابنك بينتقـ,ـم مننا... و لانه عارف كويس ان احنا هنكون ضده في كده ف ركب دماغه و اتجوز و احنا نو*لع عادي !
* البنت دي لازم نعرف هي مين و اتجوزته ليه... لازم اعرف كل كبيرة و صغيرة عنها...
* سيب دي عليا و انا هعرف كويس اجيب تاريخها كله...
* المهم دلوقتي ابنك لازم يطلقها... تخيلي لو حَبها ؟ هتبقى مصـ,ـيبة !!
* لو حَبها هيثق فيها و يرمينا احنا في الز*بالة... و مش بعيد تلف عليه و تخليه يكتبلها كل حاجة... يبقى احنا كلنا هنضيـ,ـع بسببها !! اياك تسمح بكده يا فريد... اوعى تخلي آدم يكرر نفس سيناريو اخوك !!
***********
كانت ناهد في المطبخ في اجتماع مع الخدم
* كل الاكلات اللي بيحبها آدم تكون موجودة على السفرة في العشا... متنسوش الرز اهم حاجة و المكرونة الاسباجتي و تكون زايدة حبة شطة... طلعوا الكفتة من الفريزر و حمروها... و اشتروا 6 فرخات و اشووهم على الفحم... و اعملوا شوربة خضار و سلطة بطاطس... و اعملوا طواجن اللحمة في الفرن... و ملوخية و بامية و طحينة آدم بيحبها كمان... بلاش بط و حمام لان آدم مش بيحبهم... اما بالنسبة للحلويات انتوا عارفين كل انواع الحلويات اللي بيحبها آدم... اعملوا 5 انواع... و العصير ! اوعي تنسوا العصير...
* نعمل كام نوع عصير يا ناهد هانم ؟
* اممم 3 انواع... كل اللي قولته يتنفذ بالحرف... يلا اتحركوا كل واحد على شغله... عايزة العشا يكون ملوكي بمناسبة رجوع آدم...
* اوامرك يا ناهد هانم...
تحرك جميع الخدم لفعل ما قالته و هي معهم بالمطبخ تُشرف على كل شيء بنفسها... جاءت نرمين و قالت
* ايه الدوشة دي ؟ بتعملوا ايه في المطبخ ؟
رأتها ناهد و ابتسمت و قالت
* نرمين هانم ! كويس انك جيتي... تعالي ساعديني...
* اساعدك في ايه ؟
* في العشا النهاردة...
نظرت نرمين الى كل الخدم المتواجد في المطبخ و يطبخون الاكل
* هنعمل عشا كبير النهاردة بمناسبة آدم و مراته...
* آدم و مراته !! انتي بتعملي كل ده عشانهم !!
* وطي صوتك... تعالي نتكلم بره...
اخذتها للحديقة و قالت
* بتزعقي قدام الخدم كده ليه يا نرمين ؟!
* عشان انتي شكلك اتجننتي... عشا ايه اللي بتعمليه لآدم و مراته ؟؟
* عشا كبير يلم كل العيلة ترحيبًا بمرات آدم لانها فرد جديد في القصر...
* نعم ؟! انتي قبلتي بالمهزلة اللي عملها آدم دي ؟
* و مقبلش ليه ؟ هو داسلي على طرف لسمح الله ؟ الراجل اتجوز... لا كفـ,ـر ولا عمل حاجة غلط ولا خطفها من حبيبها مثلا عشان مقبلش بيها...
* قصدك ايه بكلامك ده ؟!
* مش قصدي يا نرمين...
* مفيش عشا لحد... ادخلي المطبخ دلوقتي وقفي اللي بتعمليه ده !
* مش هوقف حاجة يا نرمين !! و متأمرنيش كأنك سيدة القصر ده...
* بأمرك عشان انا بجد سيدة و هانم القصر ده !
* نمشيها هوانم و ماله... انا هانم زيك هنا و ملكيش أمر عليا !! و العشا هيتعمل زي ما انا عايزة...
* ناهد متعصبنيش !!
* انتي اللي متعصبنيش... الحق عليا اني برحب بإبنك بعد غيابه طول الشهور دي... حتى انا الوحيدة اللي كنت بسأل عليه اثناء غيابه... نرمين انتي متأكدة ان آدم ابنك بجد زي مراد ؟
كانت سترد بغضب و بصوت عالٍ لكن قاطعتها ناهد بحدة
* ما بلاش صوتك يَعلى يا نرمين هانم... لان لو عليتي صوتك عليا انا كمان هعلي صوتي... كده الهانم الجديدة هتاخد فكرة عننا اننا هَمَج و مش ناس متحضرين... انتي عطلتيني على فكرة... عن اذنك... يا هانم...
رجعت ناهد للمطبخ بينما نرمين ستنفـ,ـجر من الغضب...
***********
* تلاقي مراد دلوقتي هيتشل... مفكرك هتقعد على ذكرى السحليـ,ـة نور... نكدت عليه من اول يوم... يستاهل...
" و لسه !! ده هخليه يلف حوالين نفسه و يتجنن...
* بس ليه اهلك سامحوه و دخلوه القصر من تاني ؟
" سامحوه بحجة ان ده ابنهم و مينفعش يفضلوا مقاطعينه لطول العمر مهما يعمل... و انا اغو*ر في داهية عادي... المهم مراد يفضل وسطهم...
* فكك منهم... دلوقتي هتعمل ايه ؟
" هعمل ايه في ايه ؟
* بما انك قولت للكل ان أسيل تبقى مراتك... كده جوازك هيتذاع...
" ما انا عارف كده...
* يعني عادي بالنسبالك ؟
" اه عادي...
* بُص انا مقصدش حاجة من اللي هقوله ده بس انت عارف الفروق اللي بينك و بينها... الاعلام مش هيسيبك لحاجة...
" بس انت موجود يا مصطفى... هديك المُهمة دي...
* سوشيال ميديا ايه اللي امسكها يا آدم ؟ لا صلِّ على النبي كده...
" عليه افضل الصلاة والسلام...
* انا مش همسك السوشيال ميديا...
" ليه يعني ؟
* حوارتها كتييير... دماغي بتو*جعني يا عم... خلي سلمى تتولى الحوار ده...
طُرق الباب و دخلت سلمى
* اهي جات على السيرة... خليها هي تمسكها... كفاية اللي عليا انا... اطير انا بقا...
" ماشي حسابك معايا بعدين...
نهض مصطفى و خرج... قالت سلمى
* كنتوا بتتكلموا في ايه ؟
" مصطفى بيتذمر ڪالعادة ما انتي عرفاه...
هزت رأسها و وضعت الملفات على المكتب و قالت
* ده كشف بكل موظفين الشركة...
" تمام شكرا... انا هتولى الباقي...
جلس آدم على المكتب و امسك الملفات ملفًا تلو الآخر و سلمى ستنفـ,ـجر من بروده... حتى لم يبرر لها فِعلته هذه... نظر آدم اليها... انها مازالت موجودة
" في حاجة يا سلمى ؟
* آدم انت اتجوزت ليه ؟
ترك القلم الذي بيده و قال
" هو ليه اي حد يشوف وشي يقولي اتجوزت ليه ؟
* عشان انت صدمت الكل باللي عملته ده... بعدين مين دي اصلا اللي اتجوزتها ؟
" اسمها أسيل... أسيل مراتي...
غضبت سلمى من هذا اللقب و حاولت ان تتمالك اعصابها
* و أسيل دي قابلتها ازاي ؟
" عايزة تسمعي قصة حُبنا ؟
* حُب ؟!
ضحكت سلمى بسخرية و قالت
* كده اتأكد ان فيه حاجة من جوازك منها... قال حُب قال... ده انا سلمى يا آدم... عارفاك كويس و متقدرش تضحك عليا بالكلمتين دول...
" سلمي اخلصي و قولي... مين بعتك ؟ بابا ولا ماما ؟
* ايه علاقة كلامي ده بأهلك ؟
" طالما عايزة تعرفي اتعرفنا ازاي و اتجوزنا ليه يبقى اكيد حد باعتك منهم... يا بابا او ماما...
* محدش بعتني ليك يا آدم... استريح... انا عايزة اعرف البنت دي اتجوزتها ليه ؟
" اتجوزها زي ما الناس الطبيعية بتتجوز يا سلمى...
* انت بتكذب يا آدم !!
" بإختصار... عايزة توصلي لإيه يا سلمى ؟
* آدم افهم و النبي... انت آدم نصار ابن فريد نصار... اكيد البنت دي خدعتك عشان تتجوزها لانها باصة على فلوسك !!
" مين قالك الكلام ده ؟
* مش حوار مين قالي... ده الواضح للكل و انت مش قادر تقتنع !!
" ده الواضح للكل !! بجد والله ؟ طب اعرفي ده كويس... اللي انتي بتقولي عليها دي خد*عتني عشان فلوسي... البنت دي انا اتقدمتلها 3 مرات !!
* نعم ؟! انت اكيد بتبالغ !!
" لا مش ببالغ يا سلمى... دي الحقيقة... هي مكنتش موافقة من الاول لان في فرق اجتماعي بينا... بس انا مهمنيش و اتجوزتها عشان هي مختلفة عن اي وحدة قابلتها في حياتي... اتجوزتها و مهمنيش هي تبقى مين لان انا مبيهمنيش اي حد... المهم اني دلوقتي مرتاح معاها و مبسوط... و كفاية لحد هنا يا سلمى انا مش عايز اقولك كلام يضايقك... مش هسمحلك لا انتي ولا اي حد يدخل بحياتي الشخصية... اتفضلي على مكتبك...
صُدمت سلمى مما قاله... عاد آدم للنظر في الملفات... إلتفتت سلمى بغضب و خرجت و هي تلعـ,ـن أسيل و تتوعد لها...
*********
كانت أسيل تقف في ركن الملابس و تنظر للدولاب... كل الملابس الموجودة فيه هي ملابس آدم فقط... لم تجلب لها ملابس هنا...
' انا مجبتش هدومي هنا على اساس دي مجرد زيارة بس انا هعيش هنا... طب هلبس ايه دلوقتي ؟!
طُرق باب الغرفة ف اتسعت عيناها... يجب ان ترتدي شيء تغطي به جـ,ـسدها... لبست استريتش اسود كانت ترتديه تحت الجينز و اخذت هودي رمادي من دولاب آدم... ربطت شعرها بطريقة عشوائية و الباب ما زال يطرُق... خرجت للغرفة و فتحته و كانت نرمين... دخلت نرمين من غير ان تسمح لها أسيل بذلك
* هنتكلم شوية... اقفلي الباب...
اومأت و اغلقت الباب... اشارت لها نرمين بالجلوس على الكرسي و جلست... نظرت لها نرمين و الى الذي ترتديه و قالت بسخرية
* مش معاكي هدوم ولا ايه ؟
' لا معايا بس ملحقتش اجيبهم...
* آدم اتجوزك ليه ؟
' ما هو قالك السبب يا طنط...
* اسمي هانم... نرمين هانم... بلاش طنط و شغل الناس البيـ,ـئة ده... انتي في قصر عيلة نصار... يعني انسي المكان اللي جيتي منه...
' ماله المكان اللي جيت منه ؟
* مش زينا ولا من مقامنا... شوفي الفرق بينك و بين آدم... فرق واضح زي الشمس...
' انتي جاية هنا تهـ,ـنيني ؟
* جاية اخد اجابة على سؤالي منك...
' معنديش حاجة ازيد غير اللي آدم قاله...
* اممم هحاول اصدقك... على العموم اهلا بيكي...
نهضت نرمين و أسيل ايضا... اقتربت منها و همست في اذنها
* اهلا بيكي في الجحـ,ـيم يا مرات ابني !!
ابتعدت عنها و هي تبتسم لها بشَر ثم خرجت...
شعرت أسيل بغرابة و لكن قلقت من كلامها... و قبل ان تغلق الباب منعتها ناهد...
* ممكن ادخل ؟
' اه اتفضلي...
دخلت ناهد و اغلقت أسيل الباب... التفتت لها أسيل و قالت
' خير... جاية انتي كمان تقولي اهلا بيكي في الجحـ,ـيم ؟
* جحـ,ـيم ايه و بتاع ايه... طالما انتي مضايقة كده يبقى اكيد نرمين جات كلمتك...
اومات لها فضحكت ناهد
* نرمين دي مجنونة فكك منها... متقلقيش انا مش شبها خالص الحمد لله... ( نظرت لملابسها ) لسه مجبتيش هدومك ؟
' اه... لما آدم يجي هخليه يجيب هدومي...
* بس مينفعش تمشي كده في القصر بهدوم آدم... نرمين و اللي زيها هيقولوا عليكي كلام مش لطيف...
' طب هعمل ايه ؟
* دقيقة و جاية...
فتحت ناهد الباب و خرجت و أسيل لم تفهم شيئًا من هذا...
في غرفة رنا... كانت جالسة على المكتب و تحضر دروسها قبل ان تذهب للجامعة... طُرق الباب و قالت
- ادخل...
دخلت ناهد
- في ايه يا مرات عمي ؟
* عايزة هدوم من عندك لمرات اخوكي...
- نور ؟
* لا الجديدة... أسيل...
- ااااه و هي كمان جاية من غير هدوم ؟ الحماس اخدها طبعا لما عرفت ثروة آدم و شكل القصر... لحقت تبص لهدومي كمان ؟
* يا باردة آدم لسه مجبش هدومها من البيت اللي كانوا فيه... متبقيش شبه امك كده و قومي افتحي الدولاب اخدلها حاجة من عندك مؤقتًا... يلا قومي...
تأفأفت رنا و فتحت دولابها... كانت ستختار لها بيجامة لكن ناهد منعتها و قامت هي بفعل ذلك و اختارت لها بيجامة لونها سماوي...
* حلوة دي... متشكرين يا رنون..
- العفو يا مرات عمي...
خرجت ناهد و تنهدت رنا بضيق و عادت لتدرس...
عادت ناهد الى أسيل و قالت
* البسي دي مؤقتًا...
' جبتيها من فين ؟
* من رنون...
' مين رنون ؟
* اخت جوزك...
' اه ماشي... بس اكيد اضايقت لان اخدت من هدومها... رجعيها و انا هستنى آدم...
* بس يا بت بطلي هبل... انا اخدتها قدامها و هي موافقة... البسيها احسن من هدوم آدم اللي واسعة عليكي دي... شكلك بلبسه شبه البطريق...
ضحكت ناهد و هي تقول هذا و ضحكت أسيل ايضا
* هسيبك تغيري و نكمل كلامنا يا مُزة...
اومأت لها و خرجت ناهد... اغلقت أسيل الباب و قالت
' ناهد و نرمين... وحدة مكشرة و التانية بتضحك و دمها خفيف... عكس بعض خالص !
ارتدت رنا ملابسها و خرجت للذهاب للجامعة... نزلت للاسفل وجدت والدتها جالسة في الصالون و تشرب قهوتها
* انا رايحة الجامعة يا ماما... عايزة حاجة قبل ما امشي ؟
* لا يا حبيبتي...
عانقتها رنا و خرجت... ضغطت على زِر ريموت السيارة ثم تذكرت ان سيارتها ليست هنا
* نسيت ان عربيتي في الصيانة... طب اخلي مراد يوصلني ؟ لا هو لسه راجع من سفره اكيد نام دلوقتي و آدم راح الشركة... خلاص هروح مواصلات...
خرجت من القصر و تتمشى لموقف الباصات... كانت تُحدث صديقتها في الهاتف اثناء المشي... فجأة اتت سيارة امامها و كانت ستدهسها... صرخت بفزع و وقع الهاتف منها و السيارة وقفت على آخر اللحظة... نزل مروان من السيارة و قال هو يضحك بشدة لانه ارعبها
- يا بت مش قولتلك مليون مرة و انتي بتتمشي متتكلميش في التليفون !
* انت مالك ؟! منك لله خضتني...
قبل ان تأخذ هاتفها من الارض سبقها هو و اعطاه لها... و قالت و هي تتفحص الهاتف
* تعرف لو التليفون حصله حاجة... كنت هشُقك نصين...
- اهون عليكي ؟
* بس يا بارد...
- مقبولة منك... انتي ماشية ليه ؟ فين عربيتك ؟
* في الصيانة...
- اه... عندك جامعة صح ؟
* ايوة و سيادتك عطلتني بالنمرة اللي لسه عاملها دي... كنت هتدوسني بجد !
- لا لا... انا بس احبيت ارخم عليكي... عيب عليكي... انا محترف في السواقة...
* طب يا عم المحترف شوف نفسك هتعمل ايه و انا هكمل طريقي...
- تعالى اوصلك...
* لا انت خُلقك ضيق و بتخاف على عربيتك من اقل حاجة...
- مين قال كده ؟
* افعالك... ولا انت نسيت آخر مرة ؟
- قلبك اسود على فكرة... بس بتكلم بجد... تعالي اوصلك...
* هاكل في العربية...
- مااشي...
* و هتكلم في التليفون في العربية...
- مااشي...
* و هظبط الميكب في العربية...
- لا ميكب لا... كده هتبهدلي العربية !
* اهو شوفت ! خلاص انا هروح مواصلات... ولا الحوجة لعربيتك دي...
إلتفتت لتذهب لكنه امسك يدها و قال
- ماشي خلاص موافق... يلا اركبي...
ابتسمت و ركبت في الحال... ركب هو ايضا و شد حزام الامان...
- البسي حزام الامان...
* ليه ؟
- اسمعي الكلام...
* المشوار مش بعيد... قولي البسه ليه ؟
- عشان هناخد كام مخالفة...
* لا اقولك ايه متتجنش... انت مبتشبعش من المخالفات ؟ والله اقول لامك...
- انا حذرتك و انتي براحتك....
شغل السيارة و قاد بسرعة جنونية فلبست رنا حزام الامان ف خفف السرعة
- ما كان من الاول ؟
* ركز في الطريق... والله لاقول لامك على سواقتك المهببة دي...
ضحك و هي فتحت حقيبتها و اخرجت الميكب الخاص بها... امسكت المرآة الصغيرة بيد و بيدها الثانية الميكب... و مروان ينظر لها من الحين للأخر و ابتسامته لا تفارقه... فهي جميلة جدا...
- انتي ليه بتحطي ميكب ؟
* ما انت لو بنت كنت هقولك...
- انا بسأل بجد... انتي مش محتاجة ميكب...
* بطل نفاق...
- انا بقول الحقيقة... انا بحس الميكب بيخفي جمالك مش بيظهره...
* يعني مش حلو عليا ؟
- اه مش حلو...
صمتت ثم نظرت لنفسها في المرآة... شعرت انه كلامه حقيقي... وضعت ادوات الميكب في حقيبتها و اغلقتها و قالت
* مش محتاجة رأيك على فكرة... الميكب حلو عليا و لايق... خليك في حالك بشنبك ده...
ضحك و اكمل قيادة حتى وصلا للجامعة... انزلها امام البوابة... رأتها صديقتها ألاء و هي تنزل من سيارة ابن عمها
- لما تخلصي رني عليا اجي اخدك...
* انت معندكش جامعة النهاردة ؟
- كان عندي محاضرتين بس اتلغوا...
* ليه ؟ تعرف لو بتزوغ من المحاضرات هقول لامك !
- والله ما بزوغ... الدكتور تعبان فلغاهم...
* ماشي هصدقك...
- خلي بالك على نفسك...
قالها ثم قاد سيارته و ذهب... وقفت رنا لوهلة تستوعب جملته و جميع كلامه معها اليوم... جاءت ألاء و قالت
* نفس العربية اللامبورجيني بنفس الواد المُز اللي سايقها للمرة التالتة... اياكي تقولي ان دي كمان صدفة !
* والله صدفة... انا لقيته في وشي...
* يمكن صدفة بالنسبالك... بس بالنسباله هو لا مش صدفة...
* قصدك ايه ؟
* يعني هو كان عارف انك خارجة فخرج قدامك... و بعد كده بيقابلك صدفة في الشارع و يوصلك... بيعمل ده كله ليه هااا ؟
* عادي هو ابن عمي على فكرة...
* او يمكن مُعجب بيكي...
* بطلي هبل يا ألاء... مروان ده اخويا و احنا متربين سوا...
* يعني غلط انه يُعجب بيكي ؟
* هو عارف اني في مقام اخته مش اكتر...
* ده اللي انتي شيفاه... يمكن هو شايف عكس كده...
* اقولك ايه بطلي تحقيقك ده و يلا على ام المحاضرة قبل ما نتطرد...
* مااشي يا رنون...
**********
وصل آدم للقصر و نزل من سيارته... رأى خالد يسبح في حمام السباحة... اقترب منه و قال
" بتعوم في الشتاء ؟
خلع خالد نظارة السباحة و سند بيديه على حواف حمام السباحة...
• كنت بتقول ايه ؟
" بقولك بتعوم في الشتاء ؟!
• اه...
" مش حاسس بالبرد ؟
• طبعا حاسس ده انا جسمي كله متلج...
" يبقى غاطس في المية بتعمل ايه ؟
• عندي بطولة سباحة فبتدرب...
" امتى البطولة ؟
• بعد 3 شهور...
" بس اظن انت بتدرب في بيسين اكبر من ده ؟
• اه بس النهاردة كسلت اروح النادي و قولت اتدرب هنا بدل ما اليوم يروح على الفاضي... البيسين ده مش صغير و مأدي الغرض...
" طب كويس... لو احتاجت حاجة قولي... متقعدش في المية كتير عشان متاخدش برد... بالتوفيق يا بطل...
• تسلم يا ابن عمي...
ابتسم له ثم دخل القصر... وجد والدته في الصالون... نظرت له بحدة و لم تُعيره اي اهتمام لمجيئه... كان سيذهب ليتكلم معها لكن ناهد امسكت يده و قالت
* عريسنا الجديد... خد تعالى عيزاك في حوار...
اخذته لغرفة الضيوف و اغلقت الباب
" في ايه يا مرات عمي ؟
* متروحش تكلم امك دلوقتي عشان شا*يطة و ممكن تو*لع فيك... سيبها تهدى شوية...
" انتي خايفة عليها ؟
* لا طبعا انا خايفة عليك انت... انت لسه متجوز جديد و مراتك عيزاك سليم...
ضحك آدم و قال
" انتي فظيعة يا مرات عمي...
* انا بتكلم بجد... و متسبش مراتك كتير لوحدها لحسن امك تتسلى عليها... و مراتك دي باين عليها غلبانة اوي...
" اثناء ما انا بره... امي ضايقتها ؟
* انا شوفتها خارجة من اوضتها... اكيد ضايقتها... عشان كده بقولك خليك مع مراتك...
" اممم... ماشي... ياريت في غيابي تاخدي بالك عليها...
* من غير ما تقول يا حبيبي... مراتك دي في عنيا...
" ان ملاحظ انك الوحيدة اللي اتقبلتي جوازي من أسيل في القصر ده كله...
* عشان انا من زمان نفسي اشوفك مبسوط... اكيد هفرح لما تتجوز مع اني كان نفسي تعمل فرح كبير اوي بس يلا مش مشكلة... بس انا هحاول على اد ما اقدر احتفل بجوازك و فكك من امك النكدية دي... يلا اطلع على اوضتك اقعد مع مراتك... او ناموا لحد الليل... ارتاحوا من مشواركم... لو جعانين قولي و هبعتلكم الاكل لحد عندكم...
امسك آدم يدها و قَبلها
" كل مرة بتثبتيلي انك عمو احمد كان عنده حق لما حارب الكل و صمم يتجوزك...
* طب متفكرنيش بالمرحوم لحسن اعيط و اقلبها نكد عليك... ربنا يرحمه كان راجل جدع و بيحبني...
" ربنا يرحمه... عن اذنك...
* اذنك معاك يا ابني...
فتح آدم الباب و خرج... مسحت ناهد دمعتها التي غلبتها و نزلت عندما ذكرها بزوجها المتوفي الذي كانت تعشقه و بينهم قصة حُب كبيرة لكن فرقهم القدر...
********
دخل آدم غرفته... كانت أسيل مستلقية على بطنها و تشاهد التلفاز... عندما رأت آدم اعتدلت في الحال كأنه شخص غريب ليس زوجها... نظر لها و للبيجامة التي ترتديها التي لونها مثل لون عيناها و تليق بها للغاية... خلع آدم معطفه و قال
" البيجامة دي...
' مش بتاعتي... دي بتاعت اختك...
تعجب من سرعة إجابتها... لم يكن سيقول لها هذا بل كان سيقول انها تليق بها...
' ينفع تبعت حد يجيب هدومي ؟
" ماشي...
دخل آدم غرفة تبديل الملابس و غَيَر ملابسه و ارتدى ترينچ منزلي... و عندما عاد للغرفة وجد التلفاز مُغلق و أسيل نائمة على السرير ملفوفة بالبطانية... قال
" مالها دي ؟؟
اقترب من السرير و جلس على طرفه و قال
" أسيل...
همهمت بمعنى نعم
" جعانة ؟
' لا...
" ليه ؟ انتي مكلتيش حاجة من اول ما جينا هنا...
' مليش نفس... و لو سمحت متجادلنيش... انا عايزة انام...
تذكر آدم ما قالته ناهد انها رأت والدته تخرج من غرفة أسيل
" هي امي قالتلك ايه ؟
' مقالتش حاجة...
" متأكدة ؟
' اه...
" متكذبيش عليا !
اعتدلت و قالت
' حتى لو قالت... هتعمل ايه ؟ هتروح تحاسبها ؟ اكيد لا دي مامتك برضو و حقها انها تتضايق لانك اتجوزتني بدون عِلمها... و لو سمحت بطل تعمل مشاكل بأسمي... محدش طايقني في ام القصر ده غير ناهد اللي انا معرفش اصلا دي تقربلك ايه...
" ناهد تبقى مرات عمي...
' يا حلاوة ؟ انت كمان ليك عم لسه هيجي هو كمان يتصدم من جوازك مني ؟!
" عمو احمد متوفي...
صمتت أسيل ثم قالت بخجل
' آسفة مكنتش اعرف...
اومأ لها فقالت
' بس مرات عمك دي شكلها طيبة اوي...
" هي فعلا كده...
' معاها عيال ؟
" اه... ابن واحد بس و هو مروان...
' ربنا يحفظهولها... عندك عِمام تاني ؟
" اه... عندي عمو عادل بس متوفي هو كمان...
' ربنا يرحمه... فين عياله ؟
" عنده خالد و سلمى...
' فين مامتهم ؟ اتوفت هي كمان ؟
" لا عايشة بس مش عايشة معانا زي ناهد... تقدري تقولي ان انها مقدرتش تعيش مع امي في نفس القصر ف رجعت استقرت في بيتها الاول...
' واضح ان مامتك صعبة...
" شوية بس هي طيبة...
' و فريد يبقى ابوك ؟
" اه...
' عندك خوات تاني غير رنا ؟
صمت آدم قليلا ثم قال
" اه عندي مراد... اصغر مني بسنتين... بس مش بعتبره اخويا...
' ليه ؟
كان سيقول السبب لكنه قال
" من الافضل متعرفيش... ارجعي نامي...
نهض و دخل الحمام... تعجبت أسيل... من الواضح ان لديه خلافات مع اخاه... طُرق باب الغرفة...
' شكلها مامته جاية تاني تديني كلمتين...
نهضت أسيل و فتحت و وجدت ناهد...
* ايه العثل ده ؟ البيجامة عليكي حلوة اوي... انتي اصلا مُزة...
احمرت خداها خجلا
' شكرا...
* جبتلك الغدا انتي و جوزك...
' ملهوش لزوم والله...
* ايه اللي ملهوش لزوم ده ؟ انتوا مش ضيوف... انتوا اصحاب القصر...( نادت الخادمة ) دخلي الاكل يا بنتي خليهم ياكلوا هنا على راحتهم...
دخلت الخادمة و وضعت الطعام على الطاولة ثم انصرف
' بس ده كتير والله...
* مش كتير ولا حاجة...
خرج آدم من الحمام و وجد ناهد و الاكل على الطاولة
" شكرا يا مرات عمي... جبتي الاكل ده في وقته... انا جعان اوي...
* بالهنا و الشفا يا ابن سِلفي... و مراتك المكسوفة دي خليها تاكل كويس...
اومأ ثم خرجت... اغلقت أسيل الباب و إلتفتت وجدت آدم جلس و بدأ في الاكل...
" الاكل تحفة... في مكرونة كمان... تعالي كُلي...
' لما تخلص انت الاول...
" ليه ؟
' مش عايزة اكل معاك...
بمجرد ما قالت ذلك ترك الشوكة من يده و سحب منديل مسح به يديه و فمه ثم رماه في السلة... نهض و اقترب منها... رجعت للواء ف امسك يدها بشدة
" ليه مش عايزة تاكلي معايا ؟ ايه السبب ؟
' هو كده... مش عايزة...
" أسيل متنشفيش دماغك عشان مزعلكيش...
' هو بالعافية ولا ايه ؟
" اه بالعافية !!
' و انا مش هقعد اكل معاك... افهم بقا انا مش عايزة حاجة تجمعني بيك !!
" والله مفروض اتأثر كده ؟
' مطلبتش منك تتأثر اصلا... سيبني في حالي...
كانت ستذهب لكنه ارجعها امامها مجددا و قال بغضب
" استني هنا انا مخلصتش كلامي !
' عايز ايه ؟
" انتي بتكر*هيني لدرجة انك مش عايزة تاكلي معايا ؟
' اه دي حقيقة...
" طب حلو اوي... انا هخليكي تكر*هيني اكتر !!
وضع يده على رقبتها و عانق شفتاها بشفتاه و قَبلها بعـ,ـنف رغم مقاومتها له و رفضها لكن لن يهتم و فعل ما برأسه... استمر في تقبيلها ڪالو*حش و جر*ح شفتاها و عندما شعر بطعم الد*م ابتعد عنها... كانت أسيل تبكي و صدرها يعلو و يهبط... وضع آدم يده على شفتاه و ابتسم بخُبـ,ـث و قال
" حلوة البو*سة ؟
نظرت له بغضب و قالت وسط دموعها
' انا بكر*هك و قر*فانة منك... يارب امو*ت و ارتاح منك و من قذا*رتك يا مُقر*ف !!
ضحك و عاد للجلوس و الاكل... دخلت أسيل الحمام و اغلقت الباب و ظلت تبكي... فتحت الماء و غسلت وجهها و هي تبكي... نظرت لشفتاها الحمراء و المجر*وحة... لعنـ,ـته و ظلت تدعي عليه...
و بعد دقائق خرجت و هو كان مازال يأكل... عندما رآها ولاحظ شفتاها الحمراء... ابتسم و قال
" جر*حتك ؟
نظرت له بإشمئزاز و تسطحت على السرير و سحبت عليها الغطاء بالكامل و ظلت تبكي تحته...
انتهى آدم من اكله و غسل يداه... نظر اليها و هي نائمة و ملفوفة بالغطاء ڪالمومياء... قلق عليها من هدؤها ذاك
" أسيل...
لم ترد ف اقترب من السرير و قال
" ردي... انا عارف انك صاحية...
لم ترد عليه وقرر رفع الغطاء عنها رغم من انه يعرف ستصرخ عليه... و بتردد رفع الغطاء عن وجهها برفق... وجدها نائمة لكن دموعها لم تجف بعد من وجهها... بل تفاجئ عندما وجد دموعها تنزل على وجهها و هي نائمة و شفتاها ترتعش... أنبه ضميره لانه فعل هكذا لكن كلما ترفضه هذا يجعله يُخر*ج الوحش الذي بداخله ولا يُدرك افعاله المتهـ,ـورة الا بعد ما يقوم بفعلها... مَدَ يده و مسح دموعها من على وجنتاها... نظر لشفتها المجرو*حة و الحمراء للغاية... احضر مرهم يُخفف هذا الاحمرار... فتحه و وضع منه على إصبعه و اقترب ليضعه لها... بمجرد ما اصبعه لمـ,ـس شفتاها... فتحت أسيل عيناها و عندما رأته رجعت للوراء بفزع و قالت بغضب
' انت بتقرب مني تاني ليه ؟ ولا جاي تكمل ؟
" اهدي...
' اهدى ايه !! ارجوك ابعد عني انا مبقتش قادرة استحمل... كفاية !
قالتها و نزلت دمعة من عيناها و هي تنظر له بكُره... قرّب يده ليزيل دمعتها لكنها دفعتها بعنـ,ـف و قالت
' متحطش ايدك عليا !!
" انا عايز بس احطلك المرهم...
' لا متحطش...
" طب حطيه انتي...
' لا مش عايزة... و ملكش دعوة بيا !!
كانت ستنهض لكنه شدها من قدمها و وقعت على السرير و حاوطها بجسده حتى لا تهرب... ضر*بته على صدره و قالت بغضب
' ابعد عني !
" اسكتي !
' جاي تكمل اللي معملتهوش بدري ؟ هتغتصـ,ـبني ؟
نظر لها من تلك الكلمة و نظر لعيونها التي مليئة بالدموع و الغضب منه و الكُر*ه... قالت بإنكسـ,ـار
' اتفضل اعمل اللي انت عايزه... لأن انا مجرد جسـ,ـم و انت اشتريته !
صُدم مما سمعه الآن... اوصلها لتلك الحالة ان تقول على نفسها هكذا !! تابعت أسيل و هي تبكي
' مليش حق اعترض اصلا... انت اشتريتني بفلوسك... يعني انا مِلكك... المهم انت تنبسط و انا او*لع عادي لاني مجرد جسـ,ـم و بس... كأن معنديش روح ولا مشاعر ولا بحس اصلا... يلا خُد اللي انت عايزه و خلصني !!
اعترص آدم عيناه بغضب من نفسه... نظر لها و لِكَم الكُر*ه الذي تحمله في عيناها اتجاهه... اقترب من عنقها و دفن رأسه فيه يستنشق رائحتها و قَبله برفق... اغمضت أسيل عيناها و تتمنى في تلك اللحظة ان تنفصل روحها عن جسدها... ابتعد عن عنقها وجده عيناها مُغمضة بشدة و صدرها يعلو و يهبط بسرعة و قابضة بيدها على الغطاء كأنه مجر*م يغتصـ,ـبها ليس زوجها...
امسك آدم المرهم و وضع منه على شفتاها... فتحت أسيل عيناها و وجدته يوزع المرهم بإصبعه برفق على شفتاها... نظرت لعيناه الحادة و الخالية من المشاعر و لم تفهم لماذا لم يقترب منها... بل يعالج جر*حها...
" انا آسف...
صُدمت أسيل مما سمعته الآن... نظر آدم لعيناها و قال
" خلي المرهم ساعة كده و بعدين اغسليه...
ابتعد عنها و نهض... اعتدلت أسيل و نظرت له بغرابة...
' انت...
" مش هلمسـ,ـك.... متقلقيش...
ضحكت بسخرية و قالت
' اخيرا فهمت اني مش طايقة قُربك مني و بكر*هك من يوم ما شوفتك... كان حلو منظري اوي و انا ذليـ,ـلة بين ايديك و كنت مبسوط و انت شايفني كده... بعدت ليه هااا ؟ معقول بتحس ؟
" انا مش وحش !
قالها بغضب ثم إلتفت لها و قال
" انا مكنتش كده... ولا كنت عايز ابقا كده...
' قصدك ايه ؟
مسح وجهه بيديه بضيق و قال
" ارجعي نامي... متقلقيش مش هعمل حاجة... لا دلوقتي ولا بعدين...
نهضت أسيل و كان سيدخل للشرفة لكن وقفت أمامه و قالت
' يعني انت مكنتش كده ؟ قصدك ايه ؟
" أسيل ابعدي من قدامي...
' طب جاوبني الاول...
" مش هتفهميني...
' مين قالك كده ؟ ممكن افهمك بس كلمني بوضوح...
" أسيل...
' انا بسمعك اهو...
نظر لها لإصرارها لكن لماذا يحكي لها و هو لا يثق بها ؟ هي في الاساس تكر*هه اذا لم و لن تفهمه بتاتًا... امسك يدها و ابعدها من أمامه... كانت ستدخل خلفه لكنه اغلق الباب... نظر لها من خلال الزجاج ثم اعطاها ظهره... نفخت أسيل بضيق و قالت
' انا غلطانة لاني سألتك... واحد حلوف
البارت التاسع من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
" مش هلمسـ,ـك.... متقلقيش...
ضحكت بسخرية و قالت
' اخيرا فهمت اني مش طايقة قُربك مني و بكر*هك من يوم ما شوفتك... كان حلو منظري اوي و انا ذليـ,ـلة بين ايديك و كنت مبسوط و انت شايفني كده... بعدت ليه هااا ؟ معقول بتحس ؟
" انا مش وحش !
قالها بغضب ثم إلتفت لها و قال
" انا مكنتش كده... ولا كنت عايز ابقا كده...
' قصدك ايه ؟
مسح وجهه بيديه بضيق و قال
" ارجعي نامي... متقلقيش مش هعمل حاجة... لا دلوقتي ولا بعدين...
نهضت أسيل و كان سيدخل للشرفة لكن وقفت أمامه و قالت
' يعني انت مكنتش كده ؟ قصدك ايه ؟
" أسيل ابعدي من قدامي...
' طب جاوبني الاول...
" مش هتفهميني...
' مين قالك كده ؟ ممكن افهمك بس كلمني بوضوح...
" أسيل...
' انا بسمعك اهو...
نظر لها لإصرارها لكن لماذا يحكي لها و هو لا يثق بها ؟ هي في الاساس تكر*هه اذا لم و لن تفهمه بتاتًا... امسك يدها و ابعدها من أمامه... كانت ستدخل خلفه لكنه اغلق الباب... نظر لها من خلال الزجاج ثم اعطاها ظهره... نفخت أسيل بضيق و قالت
' انا غلطانة لاني سألتك... واحد حلوف !
***********
في الليل.......
ارتدت أسيل عبائة استقبال التي اشترتها لها ناهد لعشاء الليلة مع العائلة... خرج آدم من الحمام و عندما رآها بالعبائة انبهر بها لانها تليق بها كثيرا و طولها مناسب عليها... كان سيُعلق لكنه صمت في آخر لحظة... لاحظت أسيل أنه كان سيقول شيئًا لكنه صمت و لم تعلق على ذلك... وقف آدم أمام المرآة ليرى ملابسه
' مرات عمك بعتتلي العباية دي و قالتلي البسها و اننا هنتجمع على السفرة بعد شوية...
" عارف...
' بس انا مش عايزة انزل...
" ليه ؟
' مش عارفة... متوترة و البيت لسه جديد عليا... و اهلك كلهم لسه متعودوش عليا... كنا عملنا العشا في يوم تاني كان هيكون احسن من دلوقتي ؟
" مرات عمي هي اللي عملته... منقدرش نلغيه بعد ما عملت كل حاجة...
' يعني هضطر انزل ؟
اومأ لها ف تأفأفت و نزعت مشبك الشعر و فردته على ظهرها... سرحته بالمِشط ثم انزلت قُصتَها على جبهتها... و اردت الحلق و بعض الاساور... فتح آدم الدولاب و اخذ منه عُلبة سوداء صغيرة... اقترب من أسيل و قال
" هاتي ايدك...
' ليه ؟
لم يرد و امسك يدها و البسها في اصبعها خاتم زواج لونه فِضي و مُرصع بالألماظ و شكله أنيق للغاية...
' لمين ده ؟
" ليكي...
' بمناسبة ايه ؟
" من غير مناسبة... ده خاتم جوازنا... ميتقلعش من ايدك...
' بكام ده ؟
" ميخصكيش...
نظرت له بضيق ثم نظرت للخاتم الذي في يدها... شكله جميل جدا و هو على يدها اللطيفة... اخرج من العُلبة ايضا خاتم زواج رجالي أسود و ارتداه في إصبعه... نظرت له أسيل و قالت
' اول مرة تلبس دبلتك من ساعة ما كتبنا الكتاب...
" قولت البسها في الوقت المناسب...
اغلق الدولاب و قال
" خلصتي ؟
' اه...
" طب يلا ننزل...
مَدَ لها يده و قال
" متنسيش اننا قدامهم احنا احسن زوجين و مبسوطين سوا...
نظرت ليده و امسكتها و خرجوا معًا...
على السفرة و كل العائلة مجتمعة... قالت نرمين
* اتأخروا يعني... متأكدة يا ناهد انتي قولتيلهم على الوليمة اللي انتي عملاها عشانهم ؟
* اه قولت و قالوا هينزلوا... بعدين مالك مستعجلة ليه ؟ عروسين جُداد... طبيعي يتأخروا...
نظرت لها نرمين بحِدة ثم قالت لفريد بصوت منخفض
* دلوقتي هتنزل و هتشوف الفلاحة اللي ابنك جبهالنا على القصر و عايز يخليها مراته عافية...
* قال يعني التاني فالح اوي...
* بس نور ارحم بكتير... نور متحضرة و جميلة...
* هم الاتنين وكسـ,ـوا العيلة كلها بإختياراتهم...
* هتنزل دلوقتي و هتشوف الو*كسة الكبيرة...
* اهم جم !
قالتها ناهد و نظرت نرمين و فريد إليهم... نزلوا على السلالم و مُمسكين بأيدي بعض... نظرت سلمى لهم بضيق و رنا لم تهتم و مروان عيناه على رنا منذ جلوسها معهم على السفرة... نظرت نور الى أسيل كيف هي جميلة و العبائة تليق بها... و مراد كان غاضب من جلوسه معهم لكنه مضطر...
اقتربوا منهم و آدم ازاح كُرسي لتجلس عليه أسيل بجانبه... جلست و هو جلس على الكرسي الذي بجانب والده الذي يجلس على رأس الطاولة بما انه كبير العائلة... و من الجهة الاخرى يجلس مراد و نور و نرمين و رنا و سلمى... و أسيل بجانب آدم و ناهد و مروان و خالد...
" آسفين على التأخير...
قالت ناهد
* عادي ولا يهمك يا ابن سِلفي...
ابتسم آدم لها و نظرت نرمين لأسيل و لِما ترتديه و قالت ببرود
* حلوة العباية دي... جبتيها من فين ؟
' الحقيقة انا مشترتهاش... طنط ناهد طلبتهالي اونلاين...
* ما انا قولت برضو... اكيد دي مش ذوقك... هتكون زوقك ازاي اصلا !
تضايقت أسيل و لاحظ آدم ذلك و قال
" مين قالك ان ذوق أسيل مش حلو ؟
* واضح يعني... مش محتاجة فزلكة يا آدم...
" والله اللي مش محتاج فزلكة يا امي هو كلامك ده اللي ملهوش لازمة...
* انا كلامي ملهوش لازمة ؟
" اه ولا في مكانه حتى... بطلي تحرجي مراتي...
* هي اللي جابت لنفسها الاحراج لما وافقت تتجوزك !!
" بس انا مجتش اشتكتلك يا امي... لما اشتكي ابقي اتكلمي... و اسمعوا كلكم... مراتي هتحترموها زي ما بتحترموني لان انا و هي خلاص بقينا واحد... فاللي هيفكر يضايقها يبقى كأنه ضايقني انا و متزعلوش من ردي فعلي... أسيل مراتي شرعًا و قانونًا سواء رضيتوا بكده او لا... مفهوم ؟!
كانت نرمين ستعترض لكن فريد خبط بيده على الطاولة و قال
* بس خلاص محدش يتكلم !!
صمتوا جميعهم... و بعد لحظات قال فريد
* آدم كلامه صح... أسيل بقت مراته... يعني بقت جزء من العيلة دي و واجب منكم تحترموها...
صُدمت نرمين مما قاله زوجها الآن... نظر فريد لأسيل و قال
* معلش على اللي حصل من اول اليوم ده انا بتأسفلك نيابة عن تصرفات الكل بما فيهم نرمين... اهلا بيكي وسطينا يا بنتي...
نظرت له نرمين بغضب و الكل تعجب من كلام فريد بما فيهم آدم... ابتسم له و والده بادله الابتسامة و قال مُحدثًا الجميع
* اتفضلوا ابدأوا اكل... بالهنا و الشفا...
الكل امسك الشو*كة و السكيـ,ـن و بدأوا بالأكل بما فيهم أسيل التي تعجب آدم عندما وجدها تأكل بالشو*كة و السكيـ,ـن مثلهم كأنها معتادة على ذلك منذ زمن... اقترب من اذنها و قال
" اتعلمتي فين تاكلي بالشو*كة و السكـ,ـين ؟
' حد قالك ان انا كنت عايشة في كهـ,ـف ؟ عادي يعني... اشتغلت في كذا مطعم و اتعلمت هناك...
ابتسم لها و واصل الاكل... غضبت سلمى عندما رأته يبتسم لها...
" قولي يا مراد... سفريتك كانت كويسة ؟
نظر له مراد من سؤاله و نور كذلك... نظروا له والديه و كيف بدأ هو بالكلام مع اخيه رغم هذا الانقطاع... لاحظ آدم ان الجميع ينظر له فوضح قليلا
" قصدي يعني لما كنت في ايطاليا... عدت الامور على خير ؟
شرب مراد بعض الماء و قال
- اه... عدت على خير ( امسك يد نور ) هناك انبسطنا اوي انا و نور...
" بجد ؟ يعني احجز تذكرتين انا و أسيل و نطلع شهر عسل هناك ؟ اصل انت عارف يعني ملحقناش نعمل شهر عسل ( نظر لأسيل مبتسمًا ) وعدتها اني هعوضها بشهر عسل كامل و متكامل... عشان كده سألتك...
نظرت له أسيل ففهمت انه يُمثل و عليها ان تجاريه... امسكت يد آدم و قالت
' ملهوش لزوم يا حبيبي... مش عايزة اتعبك... كفاية وجودك معايا...
لاحظ آدم كيف خرجت كلمة " حبيبي " من فمها بطريقة اول مرة يُعجبه هذا اللقب... قال مراد
- حلوة ايطاليا... رحوا غيروا جو هناك...
" خلاص غيرت رأيي... عايز مكان مختلف شوية... ممكن اروح السويد او سويسرا...
اومأ له مراد...
' آدم...
" نعم يا حبيبتي ؟
قطعت له بالسكيـ,ـن قطعة لحم و امسكتها بالشو*كة اكلتها له بنفسها و اكلها... شاطت سلمى غضبًا و نور ايضًا... لقد نجحت أسيل في استفزازهم...
" تسلميلي...
سحبت أسيل منديل و اقتربت منه و مسحت فمه... تلاقت عيناهم و ابتسم آدم لها و قاطعهم مروان
- يا جدعان انا لسه سنجل والله... شغل الكابلز ده بيقلب عليا الموا*جع...
ضحكوا كلهم و وضعت أسيل المنديل جانبًا... قال آدم
" و متجوزتش ليه يا مروان ؟
- ماما السبب... مُصممة اخلص الجامعة الاول و بعدين اتجوز...
* مفيش جواز غير بعد الجامعة يا ولد !
- اديك شايف اهو... اللي تشوفيه يا ماما...
" عندها حق يا مروان... خلص جامعتك و اشتغل و بعدين قول يا جواز...
- اه واقعد اتفرج عليكم و انتوا بتحبوا في بعض قدامي يا متجوزين !!
ضحكوا مجددا و كان آدم يريد كوب ماء و جلبته أسيل له في الحال و شكرها... قالت نرمين
* شكلك مدلعاه يا أسيل...
' و مدلعهوش ليه يعني ؟ جوزي و من حقي ادلعه...
ابتسمت لها نرمين بإصطناع ثم اكملت اكل... قالت ناهد
* أسيل بقولك ايه بما اننا مجتمعين سوا و القعدة لطيفة... عرفينا بنفسك...
' اعرف نفسي ؟
* اه يعني قولي نبذة مختصرة عنك بحيث نتعرف عليكي اكتر...
نظرت أسيل لآدم ف اومأ لها ان تفعل ذلك... تركت أسيل الشو*كة و السكيـ,ـن و قالت
' أنا أسيل... عندي 24 سنة... من الجيزة...
صمتت لحظة فضحكت نرمين بسخرية و قالت بصوت منخفض قليلا
* للأسف معندكيش حتى روح الحوار ولا عارفة حتى تتكلم بثقة... بتفكرني بأطفال ابتدائي و هم بيقدموا الاذاعة في المدرسة...
سمعها آدم و نظر لها بحدة... سمعتها أسيل و حاولت أن تثبت لها عكس ذلك
' انا في تانية جامعة و.....
* لحظة بس... انتي لسه قايلة ان عندك 24 سنة... صح ؟
' اه...
تركت نرمين الكأس و شبكت يداها ببعضهم و نظرت لأسيل بحدة و قالت
* طالما عندك 24 سنة يبقى ازاي لسه في تانية جامعة ؟ مش مفروض تكوني اتخرجتي ؟ ولا انتي في كلية طِب ؟( حَكَت ذقنها بتفكير و اكملت ) بس حتى لو انتي كلية طِب... كليات الطِب اقصاهم 6 سنين او 7... و بما ان عندك 24 سنة يبقى مفروض بالضبط تكون في سادس سنة ليكي في الجامعة مش في سنة تانية... معقول سقطتي اربع سنين ؟؟
خجلت أسيل و ارتبكت... فرحت نرمين لانها احرجتها و شربت من الكأس بإنتصار... نظر آدم الى والدته بغضب و امسك بيد أسيل من تحت الطاولة... نظرت له ف اومأ لها و هو مبتسم ليطمئنها انه معها... تنهدت أسيل و نظرت لنرمين و قالت
' الحقيقة يا نرمين هانم انا مش نازلة ولا ساقطة اي سنة... انا دخلت الجامعة متأخر شوية...
* ليه كده يا أسيل ؟ التعليم مهم و بينضف الدماغ برضو...
' و عشان انا عارفة ان التعليم مهم اوي اصريت اكمله... رغم ان اهلي شايفين ان التعليم مش مهم بس ده كان زمان و كل جيل له ايامه... و رغم كمان الظروف اللي كانت حواليا اللي منعتني اقدم في الجامعة بعد ما استلمت شهادة الثانوية برضو اصريت ادخل الجامعة... قدمت و دخلت آداب ألماني لان انا بحب مجال اللغات و نفسي اطلع مترجمة... السنتين اللي انا كملتهم في الجامعة و اللي حضرتك شيفاهم حاجة صغيرة اوي... السنتين دول انا شيلت فيهم مصاريف الجامعة و مصاريفي الشخصية و مسؤولية عيلتي و اخويا الصغير في نفس الوقت... اشتغلت في مكاتب و في مطاعم و في كافيهات و في ورشات كمان... كنت اخلص محاضراتي الصبح و على آذان الضهر اخرج لشغلي... كنت ارجع الساعة 11 بالليل و ساعات كنت بتأخر... أثناء شغلي كنت بفرح لما الاقي نص ساعة فاضية في النص كده و اطلع كتبي اذاكر فيها... حتى لو 10 دقايق كنت بذاكر فيهم... مكنش عندي مُدرس ولا كنت باخد كورسات في معاهد مُعتمد بالشيء الفيلاني... المهم انا اتعلمت بنفسي من غير ما اخد جنيه من حد... و طول عمري عايشة بكرامتي ولا بصيت لحد ولا طلبت مساعدة من حد ولا اخترت الطريق السهل... و ربنا كرمني و نجحت في السنتين دول و حاليا مستوايا في الالماني B1 و يارب انجح في الباقي و اخد درجة البكالوريا للترجمة... السنتين اللي حضرتك شيفاهم ملهمش لازمة دول بالنسبالي انا إنجاز كبير... مش مهم يكونوا إنجاز لحد المهم انا شايفة نفسي انجزت و ماشية صح... غير كده مبصش من منظور تاني... مهما حصل في حياتي من عقبات مش مهم كام عقبة ولا كام سنة... ولا قولت ليه يارب مخلقتنيش غنية و كل حاجة تجيلي على الجاهز... كنت دايما احمد ربنا على حالي و راضية لاني مقتنعة ان ربنا شايلي الاحسن مع جُهد ببذله في بناء نفسي و مكانتي... انا قومت و وقفت على رجلي و اتحركت... و مبسوطة اوي باللي انا أنجزته... بإذن الله وحدة وحدة هفتح مركز لتعليم اللغات بإسمي... و اشجع اي حد بيحب مجال اللغات و مش هصعب عليه الطريق و اساعده انه يوصل لحلمه...
كان آدم يتابعها في كل كلمة قالتها و يرى كم تتحدث بصدق و من قلبها و لم تخجل لانها فتاة بسيطة بل تكلمت بكل ثقة و لباقة... رفع يديه و سقف لها و ناهد أيضا سقفت و الجميع بما فيهم فريد الذي اعجب كثيرا بطريقة كلامها و طموحها... امسك آدم يدها و قَبلها... تفاجئت أسيل هذه اول مرة يفعل فيها ذلك...
" انا بجد فخور اوي لانك مراتي...
فرحت كثيرا من دعمه لها و كلامه و ابتسمت له... قالت نرمين
* حلو يا أسيل... ربنا يوفقك...
' تسلمي...
قالت ناهد
* يعني أسيل كده هتدخل العيون الزرقة للعيلة و الالماني كمان ! محظوظين بوجودك نورتينا...
' شكرا...
قال فريد
* الحقيقة عجبني اوي اللي سمعته منك... واضح انك مكافحة و عندك عزيمة كبيرة... اعتبريني في مقام والدك... و اي مساعدة تحتاجيها انا موجود...
' شكرا اوي يا عمو على كلامك اللطيف ده...
نظرت نرمين لفريد بصدمة مما قاله... كيف تغير هكذا اتجاهها... طفح كيل نرمين لهذا الحد اليوم و مسحت يداها بالمنديل و قالت
* انا شبعت... عن اذنكم...
نهضت و ذهبت و هي تستشيط غضبًا... حتى نور أيضا شعرن بالغيرة الشديدة بسبب أسيل التي نالت اعجاب و احترام الكل بهذه السرعة... حتى فريد تقبلها و من الواضح انه احبها... أما نور حتى هذا اليوم لم يتقبلها و لم يدعمها مثل ما فعل ما أسيل الآن !
انتهوا من الاكل و دردشوا سويًا و هم يأكلون الحلوى... كلهم اعجبتهم أسيل و شخصيتها خصوصًا فريد الذي تحدث معها كثيرا اليوم... كانت سلمى حزينة للغاية لانها رأت آدم سعيد مع أسيل...
**************
في غرفة مراد و نور...
كان مراد مُستلقيًا على بطنه على السرير و نور بجانبه تدلك له ضهره...
- آه ايوة جدعة يا نور... ضهري و*جعني اوي... انزلي في النص كده و دلِكي...
فعلت ما قاله و كل ما في بالها آدم و زوجته... كيف كانوا سعداء معًا... من الواضح انه تخطاها و الآن يعيش حياته مع زوجته...
* مطلعش جوازهم مش حقيقي زي ما فكرت...
- جواز مين ؟
* آدم و أسيل...
- طب و ليه السيرة الغَم دي ؟
* الصراحة مراته دي مش طيقاها و شكلها مش سهلة و جاية تعلي عليا... شوفت ابوك فضل يرغي معاها ازاي طول القعدة ؟ احنا متجوزين بقالنا 4 سنين و متكلمش معايا ربع اللي اتكلمه معاها هي...
- هو ده اللي فارق معاكي ؟
* اه يفرق... مش بعيد كمان شوية تطلع فوق راس الكل و تبقى سيدة القصر الاولى...
- مش هيحصل طالما انتي موجودة... مش هسمح بكده...
* مش هتسمح بكده ازاي ؟
- بصي بابا لسه مضايق من اللي عملناه... لازم تكسبي ثقته من تاني... قوليله كلمتين حلوين على كوباية قهوة و بيني اد ايه انتي كويسة... و ماما كده كده بتحبك...
* والله اللي مصبرني ان مامتك مش طيقاها... يارب تطفشها قريب...
- هتطفشها... امي و انا عارفها... مش هتسمح لوحدة من عامة الشعب تبقى هانم زيها...
* عندها حق... مش عارفة اخوك عجبه فيها ايه ؟
- بس متنكريش انها حلوة...
* في بنات غيرها حلوين اكتر منها...
- بس البنت دي جمالها مش عادي... ملامحة تحسي انهم مش زي اي ملامح... تحسيهم مرسومين و لايقين اوي عليها و على صوتها الرقيق... و طريقة كلامها جذابة اوي...
* والله ؟ ( ضر*بته على ضهره و صرخت فيه ) انت بتعا*كسها قدامي !!
- آآآه ضهري يا نور مش كده...
* بتقول عليها حلوة و بتوصفها قدامي !!
- انا بقول رأيي بس... والله ما اقصد...
* يعني انا مش حلوة يا مراد ؟
- يا حبيبتي ده انتي ملكة جمال الكون كله... بقولك ايه ( غَمَز لها ) اقفلي النور و تعالي عايزك في حوار مهم...
احمرت وجنتاها و قالت بخجل
* حاضر يا حبيبي...
************
كان آدم جالس على السرير و يهز رجله و ينتظر خروج أسيل من الحمام... نهض و قال
" كل ده في الحمام بتعمل ايه ؟
قلق عليها و قرر ان يرى ما بها... قبل ان يطرق على الباب فتحته أسيل و وجدته في وجهها... رجع للوراء و حمحم بصوته الرجولي و قال
" انتي اتأخرتي جوه ف افتكرت حصل حاجة... فكنت بشوف و كده...
اومأت له بتفهم ثم ذهبت لغرفة الملابس و وضعت العبائة مكانها... اغلقت الدولاب عادت للغرفة وجدته بإنتظارها... كانت ستذهب للسرير فقال
" أسيل ممكن نتكلم ؟
إلتفتت له و قالت
' اتفضل...
وقف امامها و قال
" يعني كنت عايز اقولك انك بتعرفي تمثلي اوي... اهلي اقتنعوا بجد اننا مبسوطين سوا...
تضايقت من كلامه ولا تعرف سبب انزاعجها... لكن هي لم تكن تمثل مثله... بس ما فعلته كان حقيقي... ربما لان بداخلها بعض المشاعر له لكن هو لا يسمح بنمو تلك المشاعر...
' و انت كمان بتعرف تمثل اوي...
" انفع ممثل يعني ؟
' تنفع اوي... تصبح على خير...
و قبل ان تذهب شدها إليه و اصطدمت بجسده...
" انا لسه مخلصتش كلامي يا أسيل...
' نعم... عايز ايه ؟
نظر لعيناها و قال
" انا فعلا كنت بمثل عليهم تحت بس لما قولت اني فخور لانك مراتي... انا مكنتش بمثل في دي... كنت بقول الحقيقة...
تعجبت و نظرت لعيناه و قالت
' كنت بتقول الحقيقة ؟
اومأ لها و ازاح خصلات شعرها للخلف و همس في اذنها
" كنتي حلوة اوي النهاردة... و جر*يئة !
دق قلبها بشدة و وجنتاها احمرا... ابتسم و اكمل
" انا اتجوزتك عشان جرا*ئتك دي... و لانك طبيعية و حقيقية... مش بتتصنعي شخصية غير شخصيتك... و مش بتتكسفي انك تحكي عن حياتك... بالعكس بتتكلمي بكل جر*ائة و فخر بنفسك... دي حاجة مهمة بالنسبالي... لفتي انتباه الكل ليكي بدون إبتذال... حتى استغربت بابا اتغير اوي و اتكلم معاكي كتير...
' حتى انا كمان استغربت دي... مع انه مكنش حاببني في الاول خالص...
" بس دلوقتي عجبتيه... اطمن على ابنه لانك معاه... خلاص بقيتي من ضمن العيلة... احنا عيلتك !
في تلك اللحظة تذكرت والدها و والدتها و اخيها الصغير... ألم يكن هؤلاء ايضا عائلتها ؟ لكن الآن هم ليسوا موجودين... نظرت لآدم و قالت
' انتوا عيلتي !
حاوطت عنقه بكلتا يداها و عانقته... فرح آدم و كان سيبادلها العناق لكنها ابتعدت في الحال
" بعدتي ليه ؟
' آدم... انت ليه مش بتحاول تحبني ؟
" أسيل... اقفلي السيرة دي... روحي نامي...
إلتفت و اغلق الضوء عند الاريكة و استلقى عليها... تضايقت أسيل من تجاهله لها بتلك الطريقة المزعجة... كانت ستذهب لكنها قررت ان تحدثه حتى لو لآخر مرة...
اقتربت من الاريكة و جست على ركبتاها...
' آدم...
" أسيل... قولت روحي نامي !!
وضعت يداها على شعره الاسود الكثيف و مَسدت عليه برفق... تلك الحركة تضعفه كثيرا و تهدم حصونه...
" أسيل !
' انت ليه خايف تحبني ؟
" مش خايف...
' اومال اللي بتعمله ده اسمه ايه ؟
" اسمه ان انا بتلاشى اخطاء ممكن تحصل بعدين لو مشيت ورا كلامك ده...
' ايه الاخطاء اللي ممكن تحصل لو حبينا بعض ؟ احنا متجوزين على فكرة !
" عارف... بصي من الآخر... انا و انتي في نفس السطر لا...
' ليه ؟ ايه السبب ؟
صمت فقالت
' آدم افهم انت جوزي... و عشان اقرب منك برضايا لازم تكون بتحبني و انا اكون بحبك... الجواز اساسه حُب...
" معنديش حاجة اسمها جواز أساسه الحُب... انا اتجوزتك نذ*وة مش اكتر....
ابعدت يدها عن رأسه و تجمعت الدموع في عيناها و قالت
' يعني انا مجرد وحدة اتجوزتها عشان نذ*وتك ؟ انت شايفني كده ؟
" اه...
تفاجئت من بروده في الرد... وقفت و قالت بأ*لم و غضب
' تصدق انا استاهل ضر*ب الجز*مة عشان بحاول افهمك و بحاول اتكلم معاك و نوصل لحل في علاقتنا دي لان مش هاين عليا ابقا عايشة مع راجل و اسمه جوزي و انا مبحبهوش... تعرف يا آدم ؟ انت متستاهلش اصلا ان انا احبك... والله ما تستاهل طول ما انت شايفني مجرد نذ*وة ليك و بتتسلى بيا عشان رغباتك و بس... الغلط عليا انا لاني بحاول اخلي جوازنا حقيقي زي الناس الطبيعية و انت كل اللي بتفكر فيه شهو*اتك و بس !! طب و انا ؟ انا مش حساباتك خالص ؟
لم يرد عليها و ضحكت بسخرية من نفسها... مسحت دموعها بكف يدها و قالت
' بجد شكرا... شكرا لانك كل مرة بتوضحلي اد ايه انا رخـ,ـيصة و معدومة القيمة بالنسبالك !!
إلتفتت أسيل و ذهبت للنوم بعد ما جر*حها بتصرفاته الباردة و الجافة اتجاهها... إلتفت و نظر لها و هي نائمة على السرير و تمسح دموعها بيدها... لعـ,ـن نفسه لانه دومًا يتسبب في نزول دموعها... تنهد بحزن و قال في سِره
" انا آسف يا أسيل... بس انا مش هقدر اكرر نفس الغلط... والله ما هقدر
#قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
كان آدم ساند ظهره على الحائط في غرفة الملابس و بيده كوب عصير الفراولة الذي اعدته أسيل له كما منها... اعدت له العصير ليس حُبًا فيه... بل لأنه عرف انها من جعلته يقع في الحمام عمًدا... و الآن يجعلها تُرتب ملابسه في دولابه كما كانت... كانت أسيل تنظر له بحدة و كانت ستتكلم لكنه قاطعها قائلا
" ولا كلمة !! كملي ترتيب هدومي... و القُمصان اللي اتكرمشت حطيها على جمب عشان هتكويها...
' اكوي كمان ؟ لا كده كتير...
" و اللي عملتيه فيا كان قليل ؟!
' الصراحة تستاهل...
" بتقولي ايه ؟
' بقولك المسامح كريم...
" و انا مش كريم... دولابي يرجع مترتب زي ما كان...
' كل ده عشان خليتك تتزحلق في الحمام ؟ انت اوڤر على فكرة...
" و لما ضهري يتكـ,ـسر ولا الغضروف يتقـ,ـطع... هبقى اوڤر برضو ؟
' ما انت زي القرد اهو محصلكش حاجة... ده انا لو وقعت مكانك كان زمان جسمي كله اتكسـ,ـر... انت وقعت سليم لان عليك صحة و....
" بس اسكتي.... يخر*بيتك عينك هتجيب اجلي !
' لو عيني شغالة كان زمانك دلوقتي متجبس...
" بطلي رغي و رتبي بضمير...
' بتنـ,ـيل برتب اهو !!
قالتها بغضب و اكملت ترتيب ملابسه و تنظميها داخل الدولاب كما كانت و آدم يتابعها بعيناه و يشرب العصير
" العصير ده زايد سكر...
' ما تطفح و انت ساكت !
" بتقولي ايه عشان مسمعتش ؟
' بقولك لو العصير زايد سكر انا ممكن اعملك تاني و اظبط السكر في العصير زي ما انت عايز...
" لا خلاص قربت اخلصها اصلا... بس بالمرة الجاية ابقي تظبطي السكر في العصير كويس...
' حاضر...
قالتها بإبتسامة مصطنعة... ضحك آدم و تركها تُكمل ما تفعله... بعد نصف ساعة او اكثر انتهت... تأفافت بضجر و عادت للغرفة لترتب السرير و تخلد للنوم... لكن تفاجئت عندما رأت آدم نائم على السرير !
كان نائمًا عليه براحة و مُلتف بالغطاء و يعطيها ظهره... اقتربت منه و قالت بغضب
' انت بتعمل ايه على سريري ؟؟
" سريرك ؟!
' اه سريري...
" تصحيح صغير ده سريري انا و دي كلها اوضتي انا...
' بس انا من اول ما جيت هنا و بنام على السرير ده !!
" و ده مش معناه انه بقا بتاعك... كنت سايبك تنامي عليه كرمًا مني...
' طب بما ان سيادتك هتنام هنا... انا هنام فين ؟
" على الكنبة...
' بس انا مش متعودة عليها...
" قال يعني انا اللي متعود عليها... اتخمدي عليها و انتي ساكتة...
' اوووف بقا انت بارد على فكرة !
" تسلمي... يلا بطلي صداع !
نظرت له بغضب و اخذت مبرد الاظافر الذي على الكيمودينو... جَزَت على اسنانها بغضب و قالت في سرها
' انا زهقت من أموامره فيا... لازم يمو*ت... انا هقتـ,ـله !
رفعت يدها لتضر*به بالمبرد... فجأة امسك آدم يدها... ابتسم لها بخُبث ثم دفعها على السرير بجانبه و حاوطها بجسده
" عايزة تقتلـ,ـيني بمِبرد الضوافر ؟
' اه هقـ,ـتلك بيه...
" مينفعش كده... دي مش مو*تة تليق بيا... هاتي حاجة اكبر حتى... سكـ,ـينة مثلا...
' طب ابعد اجيب السكيـ,ـنة من المطبخ...
" هو انا عبيـ,ـط عشان اسيبك تقتـ,ـليني ؟ طب بذمتك القمر ده يستحق القتـ,ـل ؟
' بلا قمر بلا وكسة عليك يا مغرور... و اه تستحق القتل... انا زهقت من اوامرك فيا... كل ده عشان اللي عملته فيك ؟ والله ده كله قليل عليك... كان مفروض اكبر الخطة بتاعتي و اكسـ,ـرلك ايد أو رجل...
" ما انا لو ايدي و رجلي اتكسـ,ـرت... انتي هتشيليني لانك مراتي... و ده واجب من واجباتك بما انك واخدة لقب زوجة آدم نصار... ولا ايه قولك يا مراتي ؟
' و انا احب اقول لآدم نصار نفسه يتوكس... تعرف تتوكس ؟ ولا تحب اعلمك ازاي تتوكس ؟
قالتها بإبتسامة مصطنعة و ضحك آدم للغاية من طريقتها تلك... ابعد خصلات شعرها المبعثرة على وجه و الابتسامة على شفتاه...
" بطلي تعجبيني يا أسيل اكتر ما انتي عجباني...
' بدأنا النحنحة ! ممكن تبعد عشان اغو*ر انام على الكنبة ؟
" بصي انا دورتها في دماغي... مينفعش بنوتة رقيقة زيك تنام على الكنبة الناشفة دي...
' يبقى هتسيبلي السرير !
" لا... هتنامي معايا !
بارت تاني اهو... اتفاعلوا و علقوا كتير 🩷🫵
البارت العاشر من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
' ايه الاخطاء اللي ممكن تحصل لو حبينا بعض ؟ احنا متجوزين على فكرة !
" عارف... بصي من الآخر... انا و انتي في نفس السطر لا...
' ليه ؟ ايه السبب ؟
صمت فقالت
' آدم افهم انت جوزي... و عشان اقرب منك برضايا لازم تكون بتحبني و انا اكون بحبك... الجواز اساسه حُب...
" معنديش حاجة اسمها جواز أساسه الحُب... انا اتجوزتك نذ*وة مش اكتر....
ابعدت يدها عن رأسه و تجمعت الدموع في عيناها و قالت
' يعني انا مجرد وحدة اتجوزتها عشان نذ*وتك ؟ انت شايفني كده ؟
" اه...
تفاجئت من بروده في الرد... وقفت و قالت بأ*لم و غضب
' تصدق انا استاهل ضر*ب الجز*مة عشان بحاول افهمك و بحاول اتكلم معاك و نوصل لحل في علاقتنا دي لان مش هاين عليا ابقا عايشة مع راجل و اسمه جوزي و انا مبحبهوش... تعرف يا آدم ؟ انت متستاهلش اصلا ان انا احبك... والله ما تستاهل طول ما انت شايفني مجرد نذ*وة ليك و بتتسلى بيا عشان رغباتك و بس... الغلط عليا انا لاني بحاول اخلي جوازنا حقيقي زي الناس الطبيعية و انت كل اللي بتفكر فيه شهو*اتك و بس !! طب و انا ؟ انا مش حساباتك خالص ؟
لم يرد عليها و ضحكت بسخرية من نفسها... مسحت دموعها بكف يدها و قالت
' بجد شكرا... شكرا لانك كل مرة بتوضحلي اد ايه انا رخـ,ـيصة و معدومة القيمة بالنسبالك !!
إلتفتت أسيل و ذهبت للنوم بعد ما جر*حها بتصرفاته الباردة و الجافة اتجاهها... إلتفت و نظر لها و هي نائمة على السرير و تمسح دموعها بيدها... لعـ,ـن نفسه لانه دومًا يتسبب في نزول دموعها... تنهد بحزن و قال في سِره
" انا آسف يا أسيل... بس انا مش هقدر اكرر نفس الغلط... والله ما هقدر !!
************
في غرفة مروان....
كان مروان مستلقيًا على سريره و اللاب توب الخاص به على قدمه...
- لازم اتشجع لحسن حد من زمايلها في الجامعة يخطفها مني... مينفعش الكسوف ده... لازم ابقا جامد كده...
كتب رقمها على الهاتف و ظهر له الواتساب الخاص بها... دخل عليه... ضغط على صورتها...
- حاطة صورتها العام... كام واحد شافها واكراش عليها كده ؟ ماشي يا رنا قولتلك مليون مرة بروفايل الواتس حدديه لارقام اللي مسجلاها عندك بس... دي حتى حاطة صورة حلوة اوي... يخربيت جمالك...
اخذ نفسًا عميقًا و ارسل لها رسالة " مساء الخير... ممكن نتعرف يا مزمازيل ؟ "
- ايه اللي انا كتبته ده ؟ و كمان مزمازيل ؟ ايه شغل 2010 و ده ؟
رأت الرسالة ف فتح فمه مترين و يكرر في سره
- ردي... ردي يا رنون...
لكن لم ترد و حظرت الرقم...
- الصورة طارت... دي بلكتني !
اغلق اللاب و نفخ بضيق... فجأة ابتسم و قال
- طالما بلكتني يبقى ملهاش في شغل التعارف و الكلام ده... حلو اوي... انا معايا خط تالت هي متعرفهوش برضو... هدخل اكلمها من عليه...
و بالغعل شغل الشريحة الثالثة و أضاف حساب مزيف على الواتساب مرة اخرى... كتب رقمها و ظهر له الواتساب
- المرة دي هتكلم جد... يلا بسم الله...
و كتب لها " ازيك يا رنا... انا واحد اعرفك من فترة و معجب بيكي... او اصلا الاعجاب ده كبر جوايا و بقا حُب... و عايز اصارحك بس مش عارف رد فعلك هيكون ايه... خايف ترفضيني... و لو رفضتيني هزعل اوي لاني بحبك بجد و مستعد اتجوزك... و انا شايفك كل يوم قدامي ببقا نفسي اقولك كل اللي جوايا... بس محرج حبة... مش عارف رأيك هيكون ايه... و هل هتكوني عايزة ترتبطي بيا زي ما انا همو*ت على كده ولا لا... ف انتي ايه رايك ؟ ردي و انا مستعد اقولك انا مين بس اشوف ردك الاول "
ارسل الرسالة لها و انتظر حتى تراها و رأتها... و ظهر له انها تكتب شيء و دق قلبه بخوف
- يلهوي دي بتكتب !! استر يارب...
و بعد لحظات ارسلت له رسالة و التي كانت عبارة عن " دي نتيجة اللي يتفرج على مسلسلات تركي كتير... روح يا ابني اعمل الواجب بتاعك و البس البامبرز عشان متبهدلش السرير و اتخمد "
ثم حظرت هذا الرقم أيضّا... صُدم مروان و قال
- ألبس بامبرز ؟ هو انا طفل ؟ انا عندي 23 سنة... مش صغير يعني... هي ليه قالت كده ؟ و كمان بلكتني للمرة التانية !! مش عندي غير الرقمين دول هي متعرفهمش و بلكتني من الاتنين !! طب هعمل ايه ؟
اغلق الاب و وضعه جانبًا... فشلت خُطته تلك... غضب كثيرا هي حتى لم تعطيه اي فرصة... او ربما فعلت ذلك لانها لم تعرفه ان ابن عمها هو الذي راسلها منذ قليل... نهض من السرير و خرج من غرفته... توجه الى غرفة رنا التي على بُعد امتار منه غرفته... طَرق على باب غرفتها... فتحت له و كانت ترتدي بيجامة على شكل قطة و شعرها مَلموم كعكة بطريقة عشوائية... و السماعات في أذنها و هاتفها في يدها و تمضُغ العِلكة... ابتسم مروان و قال في سره
- يخربيت حلاوتك... باد جيرل في نفسك اوي... باد جيرل من نوعي المفضل....
* خير يا مروان ؟
- انتي لسه صاحية ؟
* يعني انت خبطت عليا دلوقتي عشان تقولي انتي لسه صاحية ؟!
- لا طبعا... بس الوقت اتأخر ف فكرت انك نمتي... على العموم انا جاي اقولك...
صمت و يفكر ماذا يقول لها
* جاي تقولي ايه ؟
- استني بفتكر...
* كمان نسيت ؟
- افتكرت ! انتي من يومين قولتيلي ان في عطل عندك في اللاب بتاعك و قولتي ابص عليه اشوف ماله...
* اه صح اللاب ! كويس انك فكرتني... استنى اجبهولك...
ذهبت لتحضره لها و هو ساند ظهره على الباب و ينظر لها بهيام و هي تبحث عن اللاب... وجدته و عادت اليه
* اهو امسك...
- قولتلي بيعمل ايه ؟
* بيعلق كتير... و كل ما اجي اشتغل على الـ Word بيقفل خالص و بضطر افتحه من تاني... و انا داخلة على امتحانات و مش عارفة اذاكر عليه و هو بالحالة دي...
- ماشي هشفهولك و احاول اصلحه...
* شكرا اوي يا مروان...
- نامي.. عشان متظهرش هالات سودة تحت عينك...
* عادي ابقا اعمل مسك للهالات...
- بس السهر مُضر يا رنا...
* بس حلو...
- حلو ازاي ؟ انا اعرف انه حلو للناس المرتبطة و المخطوبين... انتي بتحبي ف عشان كده سهرانة ؟
* لا... كنت بكلم صحبتي بنتكلم في حوار... دخلي رقم قالي ممكن نتعرف يا مزمازيل ف بلكته... مش عارفة ايه الهبل ده...
- عندك حق... الدخلة دي كانت هبلة اوي... مش عارف عملت كده ازاي...
* بتقول ايه ؟
- بقولك عندك حق انك بلكتيه...
* كما مفيش شوية دخلي رقم برضو بيقولي انا معجب و عايز اعترفلك و اتجوزك و بتاع... هزقته و بلكته عشان مش ناقصة قر*ف... مش عارفة ايه ده بجد ! خايفة يكون رقمي متزوع على الشباب و بيدخلوا يبعتولي...
- لا لا مش متوزع ولا حاجة... تلاقيهم معاكي في الدفعة و جابوا رقمك من جروبات الجامعة و بيدخلولك من ارقام فيك...
* اه ممكن...
- بعدين طبيعي يدخلولك على الواتس... ما انتي حاطة صورتك على العام !
* و فيها ايه ؟
- فيها ايه ؟! فيها يا هانم انهم شايفين صورتك كده...
* كده ازاي ؟
- بيفتحوا يشوفوها في اي وقت...
* مش مهم... ما انا طول عمري بحط صورتي على العام... و فيس و انستا نفس الحوار...
- بس اكونتك على الفيس و الانستا برايفت ف مش ظاهر للكل زي صورة الواتس...
* يعني العيب عليا ولا العيب عليهم انهم قليلين الادب و متر*بوش !
- اه العيب عليهم... تصبحي على خير...
* و انت من اهله...
ذهب و اغلقت رنا باب غرفتها... عاد مروان لغرفته... نفخ بضيق و تسطح على السرير
* آه منك يا رنا... دماغك ناشفة بس عجباني برضو !!
************
في صباح اليوم التالي...
كانت أسيل جالسة في الشرفة... تنظر لحديقة القصر... حزينة و شاردة... و آدم ينظر اليها من خلال الزجاج... يشعر بضيق بسبب موقف البارحة... اتضح له ان أسيل تأمل في تحسين علاقتهم لا تعقيدها... بل هو الذي يعقدها ولا يعطيها اي فرصة !
طُرق الباب فنظر آدم للغطاء الذي على الاريكة مكان نومه بالامس... نزع الغطاء و وضعه على السرير بسرعة و فتح الباب... وجد والدته نرمين
* صباح الخير...
" صباح الخير يا ماما...
* تعالى ابوك عايزك في مكتبه...
" تمام...
ذهبت نرمين و تسآل آدم لِمَا يناديه والده في هذا الوقت الباكر ؟ نظر آدم لأسيل لوهلة ثم ذهب... توجه لمكتب أبيه الذي في القصر... و عندما دخل وجد أبيه جالس على المكتب و يشرب قهوته و يقرأ كتابًا...
" ماما قالتلي انك عايزني...
* اه... تعالى اقعد...
جلس آدم في الكرسي الذي بمواجهته... ترك والده الكتاب جانبًا و نزع نظارة النظر وضعها على الطاولة و شبك يديه ببعضهما و قال
* بما انك خلاص هتعلن جوازك... انا ظبطت و حجزتلك مع فوتوجرافر كويس اوي...
" ايه علاقة إعلان جوازي بالفوتوجرافر ؟
* بعد شوية هتاخد أسيل و تطلعوا سوا على الفوتوجرافر... هيصوركم صور زي كتب الكتاب كده عشان نرفعها على مواقع السوشيال ميديا...
" اه فهمت... طب ما تأجل الحوار لبعدين ؟
* ليه ؟
صمت آدم... هو فقط لا يريد ان يحتك بأسيل حتى مزاجها يتحسن قليلا
* نأجل ليه ؟
" ممكن أسيل متكنش حابة ناخد الخطوة دي دلوقتي...
* و مش هتكون حابة ليه ؟ انت اسمك آدم فريد إبراهيم محمد نصار... يعني واجهة مهمة في مجال البيزنس و السوشيال ميديا... بعدين كل ما تنجز في الخطوة دي هيكون افضل ليك... مش عايز اي صحفي ياخدلك صورة مع مراتك و انتوا خارجين مثلا و يقول ان دي عشيقـ,ـتك... هيبقى الموضوع بايخ ف استعجل... مراتك هي واجهتك التانية ليك و للعيلة كلها...
" واضح انها دخلت دماغك...
* و متدخلش دماغي ليه ؟ بنت جدعة و متربية...
" ماشي هعمل اللي قولته... عن اذنك...
* استنى يا آدم...
" نعم ؟
* ليه حرمت أسيل من اهلها ؟ دفعت 6 مليون عشان يتبروا منها ؟
تفاجئ آدم لانه عرف بهذا
" انت عرفت ازاي ؟
* عيب عليك ده انا فريد نصار... انا عرفت في اول دقيقة لما البنت دي حطت رجلها في القصر... عشان كده كنت مضايق منك... قولي بقا... عملت ليه كده ؟
" هتصدقني ؟
* اكيد بس اتكلم بصراحة !
" اهلها وحشين و كلا*ب فلوس... محبتش يكونوا في حياتها...
* بس انت مش من حقك تقرر كده حتى لو هم وحشين بجد...
" صدقني والله من اول لحظة دخلت فيها حياة أسيل... كنت اسمعهم و هم بيزعقوا و بيتخانقوا معاها عشان توافق تتجوزني...
* هي كمان مكنتش راضية تتجوزك !
" اه بس ده كان في الاول... المهم يعني انا عرفت اد ايه هم وحشين و بيستغلوا طبيتها و مرتاحين على قفاها... عشان كده عرضت عليهم المبلغ ده و كنت مُستعد اديهم اكتر مقابل بس يبعدوا عنها...
* و أسيل وافقت على الكلام ده ؟
" قولتلها اي نعم زعلت بس كان لازم تعرف حقيقتهم...
* اممم... على العموم لو أسيل حبت في اي وقت تكلم او تشوف حد من اهلها اياك تمنعها...
" ليه ؟
* دول اهلها يا آدم... مش كسباهم في كيس شيبسي يعني عشان تنساهم في يوم و ليلة... و مش من حقك تمنعها اصلا... و اللي عملته ده غلط حتى لو فيهم عِبر الدنيا كلها... انت فرقتها عن عليتها... فين الصح في كده ؟
" بقولك انهم...
* آدم متجادلنيش لو سمحت ! اللي قولته يتنفذ... اتفضل قوم افطر انت و هي و اطلعوا على الفوتوجرافر...
" تمام...
*********
عاد آدم لغرفته و اغلق الباب... وجد أسيل جالسة على الاريكة... وقف امامها و قال
" هنروح للفوتوجرافر...
' ليه ؟
" هيصورنا صور زي كتب الكتاب كده... عشان اعلن بيها جوازي...
' تعلن جوازك ؟ ما اهلك كلهم عرفوا اهو...
" اقصد يعني الناس بره لازم تعرف اننا متجوزين...
' ده هيفرق يعني ؟
" اه هيفرق... انا كنت مأجل الخطوة دي بس بابا حجز مع الفوتوجرافر و هنروح بعد شوية...
' ماشي...
كان سيتكلم و يعتذر منها لكنها نهضت و دخلت الحمام و اغلقت الباب خلفها... تضايق آدم... واضح انها حزينة للغاية... يريدها ان تفهمه ولا يعرف كيف...
كانوا في السيارة.... أسيل ڪعادتها تنظر من النافذة و آدم يقود السيارة... و الصمت سيد المكان... وصلت رسالة على هاتفها... فتحت الهاتف و كانت تسنيم و ردت عليها... ضحكت أسيل و آدم يريد يعرف لماذا ضحكت... اغلقت أسيل الهاتف و عادت للنظر من النافذة و الفضول يأكل آدم... يريد ان يعرف من ارسل لها و جعلها تضحك...
" أسيل...
' هااا ؟
" كنتي بتكلمي مين دلوقتي ؟
' بتسأل ليه ؟
" عادي...
' عادي اه... كنت بكلم تسنيم... متقلقش مكنتش بكلم راجل مثلا...
" انا مش قصدي كده...
' لا قصدك... بس متقلقش انا متربية و مش هعمل اللي في دماغك ده...
" يا أسيل انا كنت بسأل عادي مش اكتر...
' ماشي...
نظرت للشوارع عبر النافذة و صمتت... نفخ آدم بضيق لانها فهمت معنى سؤاله بطريقة خاطئة...
و بعد دقائق وصلا لمكان الفوتوجرافر... نزلا من السيارة... مَدَ آدم يده اليها... نظرت له و امسكت يده و قالت
' نبدأ تمثيل و ماله...
نظر لها ببرود و دخلا... المكان كان جميل و مليئ بالخضرة و هناك بحيرة صغيرة فيه و مُزين بالورد... رحبت بهم مساعدة الفوتوجرافر و قالت
* اهلا وسهلا بحضراتكم... نورتوا المكان...
" بنورك... في حجز بإسم آدم فريد نصار...
* اه عارفة مديري بلغني بكده... اتفضلوا البسوا و بعدين نبدأ التصوير...
" نلبس ايه ؟
* الهدوم اللي هتتصوروا بيها...
" و مالها هدومنا دي ؟
* استاذ آدم انا مديري بلغني ان ده سيشن كتب الكتاب... احنا عندنا هدوم لكده و اختاروا منها اللي يليق بيكم... المدام هتلبس فستان ابيض بسيط و حضرتك هتلبس بدلة كلاسيك سودة...
" بس انا محدش قالي كده...
* والد حضرتك اتفق معانا على كده... الفوتوجرافر قدامه ساعة لحد ما يوصل هنا... اتفضلوا اجهزوا...
" تمام...
ذهبت امامهم و هم خلفها... قالت أسيل
' باباك واخد الحوار بقلب جامد...
" اه لاحظت...
اشارت لهم المساعدة على الفساتين البيضاء و البِدل السوداء...
* هنا موجود كل حاجة حتى الاكسسريز... اختاروا اللي يعجبكم و المكان مكانكم خدوا راحتكم...( نظرت لأسيل ) لما تخصلي لبس الفستان نادي عليا عشان تيجي الميكب ارتيست تحطلك الميكب...
' ماشي...
* عن اذنكم...
ذهبت المساعدة و اغلقت الباب عليهم...
' هي قفلت الباب ليه ؟
" يعني هنغير في وش الباب يا أسيل ؟
' ما في بروڤة اهو نغير فيها...
" اتحركي يا أسيل... خلينا نخلص من ام المسرحية دي...
' على رأيك...
خلع آدم معطفه و وضعه على الاريكة و وقف امام جميع البدلات التي في وجهه ليختار بينهما... و كذلك أسيل... اعجبتها كل الفساتين التي على الشماعات و احتارت ماذا سترتدي... اختار آدم بدلة سوداء على مقاسه... نظر لأسيل وجدها تحُك ذقنها بتفكير و تنظر لكل الفساتين ولا تعرف ماذا تختار... اقترب منها و قال
" محتارة تلبسي انهي فستان ؟
' اه... كلهم حلوين...
" بالعكس... لو ركزتي هتعرفي تطلعي من بينهم الفستان اللي حلو بجد...
' مش عارفة...
" اساعدك ؟
' وريني شطارتك...
افسحت له الطريق... ظل آدم يتفحص الفساتين و يرى خامة القماش و الشكل و التصميمات... اخرج من الوسط فستان ابيض بسيط لكنه جميل للغاية و ذو أكمام واسعة و شفافة...
" البسي ده...
' مش حلو...
" مش حلو ازاي ؟ ده احلاهم اصلا... بسيط و هيليق عليكي...
' لا لا معجبنيش... رجعه مكانه...
" براحتك... انا داخل البس...
وضع الفستان مكانه و اخذ بدلته و دخل غرفة التبديل... نفخت أسيل بضيق و عادت للنظر في الفساتين... ارتدى آدم بدلته و خرج... لم يجد أسيل
" أسيل ؟ روحتي فين ؟
اتاه صوتها من احدى غرف تبديل الملابس قائلة
' انا هنا... في الاوضة اللي على يمينك...
" اه... ماشي... اختارتي فستان ؟
' ايوة... اديني بلبسه...
" تمام...
جلس آدم و ارتدى جز*مته السوداء... وقف أمام المرآة و ظَبَط القميص من لياقته و اقفل زُرار الاكمام... و مَشَط شعره ثم ارتدى جاكت البدلة...
' انا خلصت...
إلتفت و نظر لها... تفاجئ مما رآه... لقد ارتدت أسيل الفستان الذي هو اختاره لها... كان جميلا للغاية و متناسق مع جسدها كأنه صُمِم خصيصًا لاجلها... ابتسم ابتسامته الجانبية و قال
" لبستي يعني الفستان اللي انا اختارته...
' لقيته حلو فعلا... ايه رأيك ؟
نظر لها و لم يتكلم... عَبس وجه أسيل و قالت
' انا قولت برضو انه وحش عليا...
نظرت للمرآة و اكملت
' ده حتى عاملي كِرش... هروح اشوف واحد غيره...
و قبل ان تتحرك وقف امامها آدم... كانت ستتكلم لكنه وضع إصبعه على شفتاها و قال
" هتصدقيني لو قولتلك ان ده احلى فستان اشوفه في حياتي ؟ خصوصًا عشان انتي اللي لبساه... مش عاملك كِرش... مظبوط اوي عليكي و جميل...
ابتسمت و قالت
' بجد حلو ؟
" متغيرهوش... جامد اوي عليكي...
' انت بتعا*كس ولا ايه ؟ اتلـ,ـم ! اوعى كده...
دفعته و ضحك آدم لرد فعلها... ذهبت لتختار حذاء بكعب... وقفت حائرة مجددا... وقف آدم خلفها و همس في اذنها
" البسي اللي على الطرف دي... هتليق على الفستان...
' الله ! و انت مالك ما تخليك في حالك ؟ كل شوية تنط و تقولي رأيك... ينفع تسكت ؟
" طب سكت اهو...
جلس آدم على الاريكة ليراها ماذا ستختار... بعد تفكير ادركت فعلا ان الحذاء الذي اختاره آدم هو اجملهم... لقد كان لونه ابيض بكعب و عليه فيونكة من الخلف و حزام من الخرز ( اللولي )... حزام الحذاء الذي تربط به حول قدمها عندما ترتديه... امسكت ذلك الحذاء بيدها و نظرت لآدم بخجل لانها للمرة الثانية اختارت ما هو اختاره... ابتسم آدم و قال
" هتلبسيه ؟
' اه... و مش عشان انت اخترته... هو حلو و اكتر واحد هيليق على الفستان...
" ما انا عارف... المرة الجاية تثقي في ذوقي من غير تتناقشي معايا...
' نينيني... وسع كده...
افسح لها مكان و جلست بجانبه على الاريكة... ارتدت الحذاء الذي لاق بقدمها الصغيرة و البيضاء... وقفت به لكن كانت ستقع و آدم امسكها على آخر لحظة... امسكت يده بشدة و قالت
' انا مكنتش مفكرة ان الكعب طويل كده...
" اي نعم الكعب طويل بس انا لسه اطول منك...
' ما انت فِرع نخلة... سيبني كده...
ابتعدت عنه و وقفت بنفسها... مشت به قليلا
' بمشي بيه اهو... رجلي بدأت تاخد عليه...
إلتفتت له و قالت
' انت خلصت لبس ؟
" اه من بدري...
' يا بختك... انتوا الرجالة حياتكم سهلة حتى في اللبس...
ضحك و بدأت لبس المجوهرات... كانت تتحدث معه بعفوية غير العادة و تضحك معه... تشعر انها عروس بالفعل... احَب الكلام معها كثيرا... و تمنى ان تظل تتكلم معه هكذا بدون ان تضع حواجز بينهما... امسكت أسيل عُقدين بيداها و قالت له
' العُقد الألماظ ولا العُقد اللولي ؟
" اللولي اشيك...
' انا برضو بقول كده... بقولك انت ازاي بتفهم في الحاجات دي بالشكل ده و بتعرف تختار و تنسق بسرعة ؟
" عندي براند ملابس...
' فساتين و كده ؟
" لا براند رجالي...
' اومال شغال من الصبح بتتفزلك عليا ليه ؟
" بديكي رأيي و اللي شايفه يليق اكتر... انا بحب الموضة و بفهم فيها...
' طب متتكلمش تاني...
ضحك و امسكت أسيل العِقد الذي اختاره لترتديه على رقبتها... لكن تزحلق من يدها و كان سيقع على الارض و آدم إلتقطه بيده بسرعة... تنهدت أسيل براحة و قالت
' الحمد لله انت لحقته... لو وقع على الارض كان زمانه وقع على مليون حتة...
" لفي خليني البسهولك...
اعطته ظهرها و امسك آدم شعرها و ارجعه للأمام... اقترب منها و البسها العِقد...
' شكرا...
اومأ لها بإبتسامة... نظرت لنفسها في المرآة و قالت
' مش عارفة مالي النهاردة متوترة كأن ده كتب كتابي بجد... بس ان انا البس فستان ابيض... حسيت بإحساس مختلف... احساس حلو شوية... تعرف دي اول مرة البس في حياتي فستان ابيض...
نظر لها ف اكملت بحزن
' دايما كنت احلم البسه و انا وسط صحابي و اهلي و يفرحولي و يجهزوا معايا كل حاجة و نغني و نفرح سوا... سبحان الله لبسته اهو بس انا لوحدي دلوقتي...
اقترب منها و امسك ذقنها و رفع رأسها لتنظر اليه
" بس انا معاكي اهو...
ابتعدت عنه و قالت
' آدم متضحكش عليا و على نفسك... انا لابسة الفستان ده دلوقتي منظر مش اكتر... مش عشان انا عروسة بجد... لابساه عشان المسرحية تكمل مش اكتر... انت ليه مش راضي تقتنع ان احلامي بسيطة ؟ ايوة احلامي بسيطة... كان نفسي اعيش اليوم ده زي اي بنت بتتمناه... كان نفسي اتجوز واحد بيحبني... مطلبتش حاجة كتير يعني... مش لازم فرح ولا فستان غالي ولا سيشن... يكفي انه يحبني... ده بالنسبالي كفاية...
" الحُب مهم اوي بالنسبالك كده ؟
' ايوة مهم !! الحياة من غير حُب متبقاش حياة أساسًا !! انا مش عارف انت ليه شايف عكس كده ؟
" عشان انا الصح...
' من انهي ناحية ؟ تقدر تقولي حتى سبب واحد يقنعني بطريقة تفكيرك دي...
" عندي اسباب مش سبب واحد...
' طب قولي هي ايه الاسباب دي ؟
كان سيتكلم لكن فُتح الباب... دخلت المساعدة و معها الميكب ارتيست...
* خلصتوا لبس ؟
اومأوا لها... نظرت المساعدة لأسيل
* بسم الله ما شاء الله... الفستان يجنن عليكي...
' شكرا...
* انا جبت البنوتة اللي هتعملك الميكب للسيشن... تحبي نبدأ ؟
' ماشي...
خرج آدم لينتظرها بالخارج... جلست أسيل على الكرسي و بدأت الفتاة بوضع الميكب...
كان آدم يتمشى في مكان التصوير و يتذكر كلامها " انت ليه خايف تحبني ؟... تصدق انا استاهل ضر*ب الجز*مة عشان بحاول افهمك و بحاول اتكلم معاك و نوصل لحل في علاقتنا دي لان مش هاين عليا ابقا عايشة مع راجل و اسمه جوزي و انا مبحبهوش... انا لابسة الفستان ده دلوقتي منظر مش اكتر... مش عشان انا عروسة بجد... انت ليه مش راضي تقتنع ان احلامي بسيطة ؟... كان نفسي اتجوز واحد بيحبني... "
تنهد بحزن و قال
" عمرها ما هتفهمني... عمرها ما هتفهم اني اتكسـ,ـرت مرة و مش عايز اتكـ,ـسر تاني... كفاية بجد... انا مش عايز حُب ولا غيره...
بعد 20 دقيقة... جاءت المساعدة و قالت
* استاذ آدم...
إلتفت و رأى أسيل مع المساعدة بعد ما انتهت... كانت تبدو جميلة جدا و الميكب بسيط و يليق بها كثيرا... هي في الاصل لا تحتاجه لانها جميلة بدون اي شيء... و عملت تسريحة شعر جميلة في شعرها و انزلت بعض الخصلات على وجهها... لم تفشل ولا مرة في إعجابه... المساعدة اعطت أسيل باقة زهور متوسطة الحجم و جميلة للغاية... نظرت أسيل لباقة الزهور و ابتسمت
* بوكية الورد ده هدية من مكان لحضرتك يا مدام أسيل...
' حلو اوي... شكرا...
* الفوتوجرافر خلاص وصل... دقيقة هيجي و تبدأوا السيشن...
' تمام...
ذهبت المساعدة... اشتمت أسيل باقة الزهور وقالت بسعادة
' الورد شكله و ريحته تحفة...
" مش احلى منك انتي...
نظرت له مما قاله... كان مُنبهر بها للغاية و شارد في جمالها الذي ليس له حدود... و عيناها التي تلمع في ضوء الشمس... انتبه انها تنظر له ف حمحم بصوته الرجولي و قال
" بقول رأيي عادي...
' تحب انا كمان اقول رأيي ؟
" تقولي رأيك في ايه ؟
' في البدلة...
" مالها البدلة ؟
' شيك كده و كلاسيك... حلوة و مظبوطة عليك...
" انا عارف اني حلو...
' طب اتوكس...
" تنكري اني وسيم ؟
' لا منكرش بس وسامتك دي مش ماشية مع شخصيتك...
" مالها شخصيتي ؟
' باردة... عارف برودة القارة القطبية الشمالية ؟ انت بارد زيها بالضبط...
ضحك و قال
" كل ده عشان قولتلك مش بؤمن بالحُب ابقا بارد في نظرك ؟
' اه بارد... ازاي مش بتؤمن بالحُب ؟ انت محبتش قبل كده ؟
" لا محبتش...
' ولا مرة ؟!
" أسيل... اقفلي السيرة دي...
' اهو ده اللي انت فالح فيه... اوعى تفكر ان انا هبقى زيك كده... اول ما هنطلق مش هزعل ولا هوقف حياتي و هتجوز راجل يحبني... هبني أُسرتي معاه على أساس الحُب و بس...
قالت ذلك بلامبلاه و هي تعبث في باقة الزهور... جمع آدم قبضته بغضب... مجرد التخيل انها ستكون مع رجل آخر هذا يُغضبه كثيرا... لكن هذه حقيقة... عندما يفترقان كل واحد منهما سيُكمل حياته... هو سيبقى وحيدا كما كان منذ البداية... و هي ستتزوج و تبني عائلة كما تريد !! نظر آدم لخاتم الزواج الذي في يده... سيأتي وقت و ينزع هذا الخاتم و أسيل لم تبقى موجودة في حياته... بل ستكون مجرد ذكرى... مجرد التفكير هذا يؤ*لمه... لكنه لا يعرف مصدر هذا الأ*لم... انها الغيرة... لكن ايضا لا يعرف معناها !!
أتى المصور و رحب بهم... مد يده و سلم على آدم
* استاذ آدم نصار بنفسه عندي... منور والله...
" تسلم...
مد يده لأسيل ليُسلم عليها ايضا لكن آدم وقف أمامها... منعها و قال
" هي مبتسلمش على رجالة...
' بسلم عادي على فكرة...
ضغط على يدها و ابتسم بإصطناع
" انتي مبتسلميش على رجالة... صح يا حبيبتي ؟
' اه انا افتكرت... انا مبسلمش على رجالة...
" زي ما قالت اهي...
* و انا بحترم ده... اهلا بيكم... تحبوا نبدأ ؟
" ماشي...
* اقفوا هنا على الڤيو ده و نبدأ السيشن...
وقفوا أمام منظر مليئ بالزهور البيضاء حولهم ڪالمظلة المفتوحة و الاضواء عليهم... امسك المصور الكاميرا و قال
* خليكم في النص كده... تحبوا وضع الصورة يكون ازاي ؟ ولا اجي انا اقولكم تعملوا وضع ايه في الصورة ؟
" متتعبش نفسك انا عارف...
قالت أسيل بصوت منخفض
' عارف ايه ؟
" وضع الصورة اللي هنعمله...
' والله ؟ هتفهم اكتر منه يعني ؟
" اه...
' ده شغله هو و فاهم فيه... انا عايزة الصورة تطلع حلوة... سيبه يعمل شغله...
" ينفع تبطلي كلام ؟
' لا مش هبطل... متخترعش من دماغك و تبوظ ام الصورة...
" انا هبوظها ؟
' اه هتبوظها...
قال المصور
* في مشكلة معاكم ؟
" لا مفيش احنا تمام...
شَد أسيل اليه و قال لها
" اسمعي الكلام و متجادلنيش...
' اوووف بقا !!
اقترب منها و همس في اذنها
" ايدك اللي فيها خاتم الجواز تبقى على صدري الشما*ل ( امسك يدها و وضعها على صدره الأيسر ) ايدك التانية تبقى على كتفي ( امسك يدها الاخرى و وضعها على كتفه ) رأسك تبقى مرفوعة في اتجاه اقفي من الشمس...( امسك ذقنها و رفع رأسها اليه ) عيونك تبقى في عيوني ( نظرت الى عيناه و هو كذلك ) و ايديا تبقى على وسطك...( وضع يداه على خصرها )... ابتسمي ليا و انتي بتبصي في عيوني ( ابتسمت ف ابتسم هو ايضا ) كده بياخدوا صورة كتب الكتاب يا أسيل...
التقط المصور صورتهم على هذا الوضع...
* اوريكم الصورة ؟
" لا كمل تصوير...
' عايزة اشوف الصورة... انا افرض طلعت وحشة ؟
" مفيش حاجة انا بعملها و تطلع وحشة...
' ههه واثق من نفسك اوي...
اكملوا جلسة التصوير... لم يتعب المصور في هذه الجلسة لأن آدم قام بمُهمة اوضاع الصور بمفرده و يقول لأسيل على ما يجب ان تفعله في الصور و الفيديوهات التي التقطها المصور لهم... تعجبت أسيل منه... كيف يعرف كل هذا كأنه عمل بهذا المجال من قبل ؟...
* بس كده فاضل صورتين نقفل بيهم السيشن...
نظرت أسيل لآدم الذي يفكر في وضع مختلف للصورتين الاخيرتين... نظر لها آدم و أشار لها تقف هنا... وقفت كما قال و وقف هو ورائها...
" امسكي البوكيه بإيديكي الاتنين و ارفعيه كده... بُصي للكاميرا و ابتسمي...
فعلت ما قال لها و المصور التقط الصورة...
* متبقي آخر صورة...
نظر آدم لأسيل و قال
" اقفي في وشي بالنص كده...
وقفت كما قال و قالت له
' هااا و اعمل ايه ؟
" ولا حاجة...
' بس كده ؟ هو ده الوضع ؟
" اه...
' مش هتتفزلك و تخرج روحك الفوتوجرافية في الصورة ؟
" لا... بس بُصيلي في عيوني و ابتسمي...
نظرت له في عيونه التي عليها اشعة الشمس و شكله الوسيم و ابتسامته الجذابة... اقترب منها و حاوط وجهها بكفوفه... نظر لها في عيناها الزرقاء التي مهما طال النظر فيهما لا يَمَل منهما أبداً... ابتسم لها ثم قَبلها في جبينها... التقط المصور الصورة و قال
* بس كده تمام اوي...
ابتعد آدم عنها... نظرت أسيل لآدم بتعجب... تلك اول مرة يُقبلها في جبينها... بالنسبة لآدم هذه مجرد قُبلة للصورة... لكن بالنسبة لأسيل هذه ليست مجرد قُبلة عادية في الجبين... تلك القُبلة لها معنى آخر هي تعرفه جيدا... هذه القُبلة في هذا المكان بالتحديد تدل على الاحترام و الحُب للزوجة... هل يعتبرها بالفعل زوجته ؟! هل سيأتي يوم و يحبها بالفعل ؟! تسآلت حقًا هل هو يعرف معناها ام فعل هذا بدون أن يعرف ؟
أراهم المصور كل صورة التي التقطها لهم في جلسة التصوير... كانت أسيل منبهرة... كانت تبدو مثل الاميرات بهذا الفستان و آدم يبدو ڪالفارس ببدلته السوداء التي لاقت حقا به و بجسده الرياضي... الصور كلها جميلة و خاصًة الاخيرة التي تحمل الكثير من المعاني بالنسبة لأسيل... كانت الصور كلها افضل مما توقعت أسيل... و هذا يرجع للسبب الرئيسي و هو آدم الذي فعل كل هذا بنفسه و السبب الثاني كاميرا المصور و جمال المكان الذي التقطوا فيه الصور...
غيروا ملابسهم و ارتدوا الملابس التي أتوا بها... و ركبوا السيارة و ذهبوا...
كان آدم يقود السيارة و هو صامت مُركز في الطريق... و أسيل تُحدث صديقتها تسنيم على الواتساب و تحكي لها عن الذي حدث اليوم...
' المهم يا تسنيم ان الصور كلها تحفة... اي نعم ده كله مش حقيقي بس لو تشوفي شكلي بالفستان اللي لبسته في سيشن... كنت حلوة اوي... كان نفسي الفستان ده يبقى بتاعي على طول...
* شوقتيني... ما تبعتيلي الصور دي... عايزة اتفرج...
' لسه المصور قال هيجمعهم في ألبوم و يبعتهم على القصر بعد يومين...
* اول ما يبعتهم كلميني على طول...
' أكيد... في حاجة كمان عايزة احكيهالك بس استني اروح و اكلمك فيديو احسن...
* في الانتظار يا صحبتي... صح انا محتارة في ديكور خطوبتي... مش عارفة اختار ايه...
' في حاجة معينة في دماغك ؟
* لا... بس محتارة اوي بين 5 ديكورات... حتى باسم احتار معايا... مش عارفة اختار انهي واحد...
' طب ابعتي و نفكر سوا...
* ماشي...
و ارسلت لها تسنيم صور الديكورات و ظلت هي و أسيل يتناقشون في ذلك... اشارة المرور اصبحت حمراء... وقف آدم بالسيارة ينتظر اشارة المرور لتفتح... نظر لأسيل وجدها تراسل صديقتها و الابتسامة لا تفارق وجهها... ابتسم لانها تبدو في مزاج جيد... نظر للطريق... السيارات كلها تنتظر تغيُر لون اشارة المرور ليتحركوا... نظر لأسيل مجددا... لاحظ ان السيارة التي بجانبه من جهة أسيل بها شابان... احدهم عندما رأى أسيل أشار لصديقه الذي جانبه لينظر اليها
* بُص البنت اللي في العربية اللي جمبنا دي ؟
* شوفتها... اوووف... دي قمر اوي...
* قشطة... يا بخت الواد اللي جنبها...
لاحظ آدم نظراتهم القذ*رة لأسيل... غضب للغاية و احمرت عيناه... كيف يجرؤون على النظر الى زوجته ؟! ... جمع قبضته بغضب و ضغط على زر في السيارة و اغلق النافذة التي بجانب أسيل... لم يروها بعد ما اغلق نافذة السيارة لان الزجاج مثل المرآة لا يعكس ما في الداخل... لاحظت أسيل انه اغلق نافذة السيارة
' انت قفلت الشباك ليه ؟
" كده...
' هو ايه اللي كده ؟ افتحه انا بحب شباك العربية يكون مفتوح...
" مش هفتحه يا أسيل !!
' ليه ؟
" مزاجي كده...
' طب انت متعصب ليه ؟
" مفيش حاجة...
نظر للطريق و تذكرت أسيل ان كان يوجد سيارة بجانبهم بها شابان ينظرون اليها لكنها لم تهتم لانها كانت مشغولة بالمراسلة مع تسنيم... هل آدم رأى هذان الشابان و هما ينظران اليها ؟ نظرت اليه وجدته يَهِز قدمه بغضب و عروق يده بارزة و تعابير وجهه غاضبة و ينفخ بضيق... أيعقل انه غار عليها من نظراتهم لها لذلك اغلق النافذة و هو الآن غاضب بهذا الشكل ؟
😠🩷
مهانش عليا اعدي اليوم من غير ما انشر بارت من روايتي لاحلى متابعيني 🥰 تفاعلوا و علقوا كتير 🫵🫵
البارت الـ 11 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
وقف آدم بالسيارة ينتظر اشارة المرور لتفتح... نظر لأسيل وجدها تراسل صديقتها و الابتسامة لا تفارق وجهها... ابتسم لانها تبدو في مزاج جيد... نظر للطريق... السيارات كلها تنتظر تغيُر لون اشارة المرور ليتحركوا... نظر لأسيل مجددا... لاحظ ان السيارة التي بجانبه من جهة أسيل بها شابان... احدهم عندما رأى أسيل أشار لصديقه الذي جانبه لينظر اليها
* بُص البنت اللي في العربية اللي جمبنا دي ؟
* شوفتها... اوووف... دي قمر اوي...
* قشطة... يا بخت الواد اللي جنبها...
لاحظ آدم نظراتهم القذ*رة لأسيل... غضب للغاية و احمرت عيناه... كيف يجرؤون على النظر الى زوجته ؟! ... جمع قبضته بغضب و ضغط على زر في السيارة و اغلق النافذة التي بجانب أسيل... لم يروها بعد ما اغلق نافذة السيارة لان الزجاج مثل المرآة لا يعكس ما في الداخل... لاحظت أسيل انه اغلق نافذة السيارة
' انت قفلت الشباك ليه ؟
" كده...
' هو ايه اللي كده ؟ افتحه انا بحب شباك العربية يكون مفتوح...
" مش هفتحه يا أسيل !!
' ليه ؟
" مزاجي كده...
' طب انت متعصب ليه ؟
" مفيش حاجة...
نظر للطريق و تذكرت أسيل ان كان يوجد سيارة بجانبهم بها شابان ينظرون اليها لكنها لم تهتم لانها كانت مشغولة بالمراسلة مع تسنيم... هل آدم رأى هذان الشابان و هما ينظران اليها ؟ نظرت اليه وجدته يَهِز قدمه بغضب و عروق يده بارزة و تعابير وجهه غاضبة و ينفخ بضيق... أيعقل انه غار عليها من نظراتهم لها لذلك اغلق النافذة و هو الآن غاضب بهذا الشكل ؟
فُتحت اشارة المرور و دهس آدم على البنزين و انطلق... طوال الطريق تريد ان تسأله هل فعل هذا لانه شعر بالغيرة عليها ؟ لكن لم تسأله بالتأكيد سيعطيها اجابة مُعاكسة لتوقعاتها و يجعلها غاضبة هي الاخرى كما يفعل في كل مرة....
' انا جعانة...
" ربع ساعة و هنوصل القصر...
' لا مش عايزة من اكل القصر الفاخر ده...
" اومال عايزة ايه ؟
' مش احنا في الاسكندرية ؟ عايزة ادوق الكبدة الاسكندراني من ايد الاسكندرانية نفسهم...
" ماشي...
وقف بالسيارة أمام مطعم... نزلت و هو نزل ايضا... كان سيدخل للمطعم... نظر بجانبه لم يجد أسيل... إلتفت و وجدها تقف عند احدى عربيات الاكل على الشارع... ذهب لها و قال
" انتي بتعملي ايه هنا ؟
' هاكل كبدة اسكندراني...
" ما انا عارف عشان كده جبتك هنا ( أشار للمطعم الكبير الذي خلفه ) مفروض ندخل هنا في المطعم ده...
' مطعم ايه و بتاع ايه ؟ انا هاكل هنا من العربية دي...( أشارت لأسم عربة الاكل ) عمو فرج ده مشهور بشوف فيديوهاته على النت... من زمان اوي نفسي ادوق الكبدة الاسكندراني اللي بيعملها...
" طب ما المطعم ده برضو بيعملوا نفس الكبدة الاسكندراني !
' أكيد مش حلوة زي بتاعت عمو فرج...
نفذ صبره على هذه الفتاة و قال بصوت عالٍ دون ان يشعر
" يعني انتي هتسيبي المطعم الكبير و النضيف ده و تاكلي من عربية على الشارع ؟!!
نظرت له أسيل بصدمة و كذلك كل الناس الذي يقفون في صفوف أمام عربة الاكل نظروا لآدم مما قاله... شعر آدم بالاحراج من نظرات الناس له... واضح ان صوته كان عالٍ كثيرا... قال صاحب العربية
* و مالها عربيات الاكل اللي على الشارع ؟ شايفنا بنعمل كبدة خنا*زير ولا ايه ؟
' عمو فرج... جوزي اكيد ميقصدش... اعذره هو واحد غني و فرفور مش متعود على الكلام ده...
" انا فرفور ؟
' اه... اسكت بقا... عمو فرج خليك معايا انا... اعملي 4 سندوتشات كبدة اسكندراني محمرة و حط مايونيز كتير... و متنساش اللمونة...
* حاضر يا بنتي...
ابتسمت بسعادة و آدم نظر لها بغضب و لاحظت هي ذلك
' بدل ما انت متنرفز مني كده روح استناني في العربية...
" لا مش هستنى في العربية.... هستنى معاكي هنا...
' براحتك...
وقف في الصف معها... خلفها بالتحديد حتى لا يضايقها احد... همس في اذنها
" تعرفي لو بطنك و*جعتك بعد ما تاكلي السندوتشات دي ؟ هزعلك يا أسيل... عشان المطعم قدامنا اهو و سيادتك واقفة هنا في طابور عشان 4 سندوتشات !!
' متقلقش بطني مش هتو*جعني... خاف على نفسك انت... مش عارفة انتوا الاغنياء كده ليه... عمرك ما اكلت من عربية على الشارع ؟
" لا و مش هعملها...
' فايتك مُتعة كتير على فكرة...
" طب اسكتي عشان مدكيش بالبو*كس في وشك...
ضحكت و انتظرت دورها... و بعد دقائق جاء دورها و اعطاها الرجل السندوتشات التي طلبتها...
' شكرا يا عمو فرج... كام كده ؟
* 120 جنيه...
' ماشي طب دقيقة ( نظرت لآدم ) معاك 120 جنيه ؟
" بياخد بالڤيزا ؟
' ڤيزا ايه ؟ حد قالك اننا في المانيا ؟
" انا فلوسي كلها جوه الڤيزا...
' مش معاك اي حاجة ؟
" دقيقة...
اخرج محفظته من جيبه و فتحها و لحسن الحظ وجد بها مال... اعطى الرجل 200 جنيه و اخذ الباقي...
' خد امسك سندوتشين كده...
امسك الطبق الذي به سندوتشين...
' تحب نقعد ناكل فين ؟ على الترابيزات اللي جمب عربية الاكل ولا نقعد على الرصيف ؟
" انا آدم نصار عيزاني اقعد على الرصيف ؟
' هو في احلى من قعدة الرصيف ؟
" أسيل... قدامي على العربية...
' تصدق انت ذكي... هاكل على عربيتك !!
مشت امامه متجهة لسيارته... نفخ آدم بضيق و قال
" يارب صبرني على البنت دي ( نظر للسندوتشين ) بعدين ايه ده ؟ دي كبدة محمرة ولا كانت بتتحاسب في نا*ر جهنم ؟
وضعت أسيل الطبق الذي به سندوتشين على سيارة آدم... جاء آدم فقالت
' حط الطبق التاني هنا...
" انتي بتاكلي على عربيتي بجد ؟
' اه...
" أسيل متجننيش... يعني ايه بتاكلي على عربيتي ؟ انتي عارفة العربية دي بكام ؟!!
' هتكون بكام يعني ؟
" بـ 11 مليون...
' يا ساتر يارب... لا عندك حق تخاف عليها... طب هاكل فين ؟
" كُلي يا أسيل... بس لو العربية جرالها حاجة... هقتـ,ـلك !!
' انت عنـ,ـيف على فكرة...
وضع آدم الطبق الثاني بجانب طبقها و سند على السيارة و نظر للأمام... عصرت أسيل الليمون فوق السندويتشات
' آدم... اعصرلك نقطتين لمون فوق سندويتشاتك ولا انت مش بتحب اللمون على الكبدة ؟
" لحظة بس... سندويتشات مين بالضبط ؟
' سندويتشاتك انت...
" دول بتوعك انتي...
' لا... انا عملت حسابك معايا... جبت 2 ليا و 2 ليك...
" اه... كُليهم انتي... مليش في الكلام ده...
' هو انا بعزم عليك بمخد*رات ؟ دي كبدة !! جرب هتعجبك والله... ده كفاية ريحتها الفظيعة...
" مش عايز يا أسيل ! كُلي انتي...
' برضو منشف دماغك ؟ ( تركت الليمونة ) طب مش هاكل انا كمان !!
" احسن برضو... اروح اوزع السندوتشات دي على قطط الشارع ؟
' ايه الغتاتة دي ؟ انت بارد اوي على فكرة !
" انتي لسه قايلة انك مش هتاكلي...
' عشان انت سديت نفسي !
" ده لمصلحتك... مش عارف الكبدة دي عجباكي في ايه ؟
صمتت و نظرت للجهة الاخرى و عقدت يداها ببعضهما و نفخت بضيق و ظلت لهذا لدقائق كثيرة... ادرك آدم انها حزنت... امسك آدم الليمونة... اعلن استسلامه و عصر الليمون على الكبدة... نظرت له أسيل و تعجب عندما رأته امسك السندوتش و اكل منه... توقع آدم انه سيكون سيء للغاية لكن لا ... طعمُه لذيذ و شهي... و أسيل مفاجئة مما تراه الآن... اخذ قطمة اخرى من السندوتش و قال
" كُلي بتوعك قبل ما يبردوا...
ابتسمت و اخذت السندوتش و اكلته كله
' خطير اوي...
امسكت الثاني و بدأت في اكله و آدم يأكل و ينظر لها و هي تأكل بسعادة و تلقائية... و بعد دقائق انهيا على الطبقين و مسحا ايديهم بالمنديل...
" مش عارف انا هقول كده ازاي بس الكبدة دي حلوة اوي...
' قولتلك هتعجبك...
" بعد كده هصدق كلامك...
ابتسمت له و نظرت للشارع... نظر لها آدم بخُبـ,ـث و قال
" تحبي تحَلِي ؟
نظرت له بنفس النظرة الخبـ,ـيثة و قالت
' كراميل بالبندق ؟
" كراميل بالبندق !!
و بالفعل اشتريا كوباين كراميل بالبندق من احدى المحلات و يأكلوه الآن على السيارة...
' حلو اوي الكراميل ده...
" بس اللي انتي عملتيه كان احلى...
' انت لسه فاكره ؟
" كان احلى كراميل بالبندق اكله اللي انتي عملتيه...
' انت بتتكلم بجد ؟
اومأت لها و هو يأكل ملعقة من كوب الكراميل... ابتسمت له فقال
" بس آخر حاجة عملتيها... الكوكيز... مسبتيش منه ليا... زعلت اوي على فكرة... انتي وزعتيهم على الكل و انا لا...
' اصلا عملته عشان انت ضايقتني ساعتها... و انا بفرغ عصبيتي في الكوكيز...
" يعني كل ما هعصبك هتعملي كوكيز ؟
' اه...
" يعني كده لو فتحت مخبز هكسب من وراكي اوي...
' انت تعصبني و انا اعمل كوكيز...
ضحكا سويًا...
" حتى الكوكيز كان طعمه حلو.... واضح انك شاطرة في المطبخ عامًة...
' ده الاكيد...
" اخدتي كورسات ؟
' كورسات ايه اللي اخدها في المطبخ كمان ؟!
" يبقى اتعلمتي فين ؟
' قولتلك قبل كده ان انا اشتغلت في كذا مطعم قبل كده... لقطت منهم و اتعلمت معاهم...
" اوعااا المرأة المكافحة...
ضحكت و قالت
' ممكن تليفونك ؟
" ليه ؟
' هاته بس...
اخرجه من جيبه... فتحه و اعطاه لها
' بتدهولي في ايدي بالسهولة دي ؟
" اه عادي...
' يعني مش مخبي فيه انثى كده ولا كده ؟
" لا...
' بذمتك انت مش مصاحب ؟
" لا...
' بجد ؟
" اه بجد... التليفون في ايدك اهو...
' طالما انت مش مصاحب ولا بتعرف بنات... مش عايز تحبني ليه ؟!
" معلش كنتي بتقولي ايه ؟ مسمعتش حاجة من صوت العربيات...
' مش مهم...
فتحت كاميرا هاتفه... وقفت أمامه و رفعت الهاتف
' اضحك و ارفع كوباية الكراميل عشان نوثق اللحظة...
فعل ما قالته و التقطت الصورة لهم معًا... نظر للصورة... انها جميلة حقًا... نظرت لآدم و قالت
' ضحكتك حلوة اوي...
نظر لها مُتعجبًا مما قالته فشعرت بالحرج... اعطته هاتفه و قالت
' بعلق عادي مش قصدي حاجة... خلصت كوبايتك ؟
" قربت...
' و انا كمان...
انهيا الكوباين ثم ركبا السيارة و ذهبا... لم ينكر آدم انه قضى معها وقت ممتع رغم انهم جلسلا في الشارع طوال تلك الساعات... لكن بوجودها هي كان هذا شيئًا جميلا للغاية...
في القصر... وصلا آدم و أسيل... ركن آدم السيارة في مكانها و نزلت أسيل... و قبل ان تمشي قال آدم
" أسيل استني...
وقفت و إلتفتت اليه
' هااا ؟
" امسكي...
مرر لها كيس ملابس و قالت
' ايه ده ؟
" ده الفستان...
' فستان ايه ؟
" اللي اتصورتي بيه في السيشن...
' و ايه اللي جابه هنا ؟
" لقيته عجبك اوي... فـ اشترتهولك...
' انت بتتكلم بجد ؟
اومأ لها فابتسمت... اخذت منه الكيس و فتحته... و جدت به الفستان الابيض الرقيق الذي ارتدته... و معه ايضًا حذاؤه و الاكسسوارات نفسهم... نظرت له و عيناها تلمع من السعادة... كان من صعب عليها ان تنسى ذلك الفستان لانها حقًا احبته... لكن الآن اصبح مِلكها !
" محبتش وحدة تلبسه غيرك... انتي اول وحدة لبستيه و هتفضلي الاولى...
ابتسمت و عانقته بقوة
' انا فعلا حبيته و كنت زعلانة لاني سيبته هناك... شكرا اوي يا آدم !
ابتسم لانها سعدت بذلك و بدالها العناق...
خرجت سلمى من باب المطبخ في الحديقة و بيدها قهوتها... شربت رشفة و تفاجئت عندما رأت آدم يعانق أسيل... سقطت دمعة من عيناها و قالت
* كان مفروض انا ابقا مكانها... انا اللي حبيتك قبلها يا آدم !!
دخلا آدم و أسيل للقصر...
" اطلعي انتي و انا هشرب مية و جاي...
' ماشي...
ذهبت أسيل لغرفتهم... دخل آدم المطبخ و وجد ناهد فيه
" كويس انك هنا يا مرات عمي... الحقيني...
* مالك يا ابني ؟
" بطني... بطني بتتقـ,ـطع... الحقيني بأي برشامة قبل ما ارجع كل اللي في بطني...
* ليه كده ؟ انت اكلت ايه ؟
" اكلت كبدة من عمو فرج...
* مين عمو فرج ده ؟
" والله انا كمان مش عارف ده يبقى مين... منك لله يا أسيل...
* مالها مراتك ؟ بتدعي عليها ليه ؟
" ما هي السبب...
* عملت ايه ؟
" و مش وقت اسئلة ده يا مرات عمي... الحقيني بطني هتنفـ,ـجر !!
* يا ساتر يارب... طب اقعد لحد ما اجبلك البرشامة و اعملك حاجة دافية...
" اه ياريت... حاسس اني حامل... منك لله يا أسيل !!
************
كان آدم جالس في المطبخ يشرب ينسون ساخن...
* انت كده مش هتتعشى معانا يا ابني ؟
" لا طبعا يا مرات عمي... بطني مش ناقصة...
* هي مخفتش شوية ؟
" خفت... و الينسون حلو.... تسلم ايدك...
* حبيبي... طب اسيبك انا هروح اتعشى...
" بالهنا و الشفا...
ابتسمت له و خرجت... ذهبت لطاولة الطعام حيث الجميع حاضر ما عدا آدم و أسيل... قال فريد
* آدم و أسيل لسه مجوش من بره ؟
قالت ناهد
* لا جم... بس مش هيتعشوا معانا...
* ليه ؟
* شبعانين... تقريبا اكلوا بره...
* اممم ماشي...
قالت نرمين بصوت منخفض قليلا
* يا عالم اكلته ايه بنت عامة الشعب دي...
* بتقولي حاجة يا نرمين هانم ؟
* لا مبقولش يا ناهد...
* هانم... اسمي ناهد هانم...
* ماشي يا ناهد هانم...
قالتها بإبتسامة اصطناعية ثم عادت للكل و تحكي مع زوجها فريد... كان الجميع طبيعيًا ما عدا سلمى... كانت الحُزن ظاهرًا على وجهها...
* سلمى حبيبتي... مالك مش بتاكلي ليه ؟
* باكل يا طنط...
* شكلك زعلانة ؟ اوعى يكون خالد ضايقك !!
قال خالد
• ما انا في حالي اهو معملتش حاجة...
* اصل انا عارفك بتحب تضايقها... و هزارك تقيل...
• والله ما عملت حاجة !
* لا يا طنط خالد معملش حاجة... انا بس تعبانة شوية...
* مالك يا حبيبتي ؟
* ضغط شغل مش اكتر... انا شعبت...
نهضت و قالت
* عمو فريد انا هروح عند ماما اقعد معاها شوية...
* ماشي يا بنتي... متتأخريش...
* احتمال ابات معاها...
* اللي يريحك يا سلمى... متسوقيش العربية و انتي تعبانة كده... خلي خالد يوصلك...
• ماشي يا عمو... هاكل و اوصلها بعربيتي...
* هستناك في الجنينة...
• ماشي يا سلمى...
ذهبت سلمى لتنتظر اخيها في الحديقة... قال مروان
- هي فين رنا ؟ منزلتش تاكل معانا يعني...
رد عليه خالد قائلا
• و بتسأل ليه يا مروان هااا ؟
- عادي يعني... بنت عمي و بسأل عليها...
• عادي اه...
- بعدين انت مالك ؟ انا بسأل طنط نرمين...
قالت نرمين
* رنا مش هتنزل النهاردة...
- ليه ؟
* تعبانة شوية...
- مالها ؟ حصل ايه ؟
ردت عليه والدته ناهد
* و مالك مهتم كده ليه ؟
- عادي يا جماعة... بطمن عادي...
* طب يا حبيب مامتك كمل اكلك عشان هبعتك لخالتك فاتن توصلها حاجة... و بعد كده تقعد تذاكر...
- حاضر...
نفخ بضيق و نظر له خالد و ابتسم بخُبـ,ـث له لانه يعرف مشاعره اتجاه رنا... تجاهله مروان و اكمل عشاؤه... نهضت نور لتجلب ماءًا من المطبخ...
و عندما دخلت المطبخ وجدت آدم جالس على الطاولة و بيده كوب ينسون... لم ينظر لها كأنها ليست موجودة... تضايقت نور لانه حتى لم ينظر لها... فتحت الثلاجة و اخذت زجاجتين... فجأة شَرِق آدم و هو يشرب الينسون و ظل يكُح كثيرا و اصبح وجهه احمر... و بسرعة مدت نور يدها له بكون ماء...
* خُد اشرب...
نظر لها بغضب بعيناه الحمراء... بعد أن قتلتـ,ـه بفعلتها القذ*رة الآن تتظاهر بالبراءة و تريد مساعدته ؟!... ازاح يدها بعيدا عنه و وقع الكوب على الارض... و نهض بصعوبة و هو يضع يده على رقبته و يكُح و يشعر أن روحه ستخرج من جسده بعد ثوانٍ... فتح الثلاجة و شرب بسرعة قبل ان يختنق... تفاجئت نور من تصرفه هذا... كان سيمو*ت للتو و رفض أن يأخذ كوب الماء منها... فَضَل المو*ت على أن يقبل منها مساعدة !
ظل آدم يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليًا حتى عاد يتنفس بشكل طبيعي...
* بدل ما كنت على حافة المو*ت دلوقتي كنت شربت كوباية الماية من الاول...
" مش عايز حاجة منك...
* دي كوباية ماية !
" طالما منك يبقى مش عايزها...
* انت مبالغ على فكرة... مهما كان بينا ايه... اوڤر اوي اللي انت عملته ده...
" أولًا مفيش حاجة بينا... و ثانيًا متحتكيش بيا بأي شكل ولا تتكلمي معايا... و ثالثًا لما تلاقيني في اي مكان تلفي و ترجعي عشان ممسحش بكرامتك الارض يا مرات اخويا !
نظرت له بغضب و اخذ آدم هاتفه و خرج...
**********
كانت أسيل في غرفة الملابس... علقت الفستان على الشماعة و الابتسامة لا تفارق وجهها... ضمت الفستان اليها و قالت
' تحفة اوي... بحس آدم طيب بس بيظهرلي جانبه الشر*ير عشان مش عايزني اعرف انه طيب... بس طالما فكر فيا و جابلي الفستان يبقى طيب... انا دلوقتي حاسة اني كنت عروسة بجد !
ضحكت بفرح و نظرت للفستان ثم وضعته بين الملابس و اغلقت الخزانة... و بدأت في تغيير ملابسها...
دخل آدم الغرفة... خلع حذائه و دخل الحمام... استحم في 5 دقاىق و خرج و هو يرتدي بنطاله المنزلي فقط... توجه لغرفة الملابس ليأخذ شيئًا يرتديه... فتح الباب و وجد أسيل ترتدي شورت قصير للغاية و تيشيرت كات من فوق لا يخفي إلا قليل و شعرها مفرود... كان شكلها هكذا مثير للغاية و أيقظ رغبته بها... كانت تعبث في خزانته على شيء ترتديه لأنه لم يحضر ملابسها بعد... قالت بملل
' اوووف كل هدومه اكبر مني !!
وقفت و هي تنظر للملابس و تفكر
' هلبس ايه كده ؟ هرتب الهدوم الاول قبل ما يجي و يعلقني من قفايا...
بدأت بوضع الملابس في مكانها... رجعت للوراء فاصطدمت بجسده الصلب... إلتفتت و عندما رأته شهقت بصدمة و شدت بسرعة جاكت من دولابه و تحاول ان تخفي به جسـ,ـدها الفاتن... قالت له بغضب
' انت بتعمل ايه هنا ؟ و ازاي تدخل عليا كده و انا بغير هدومي ؟؟
" انتي محستيش بيا لما فتحت الباب...
' عشان انت مخبطتش اصلا...
" مكنتش اعرف انك هنا...
' طب يلا لِف و اخرج...
لم يستمع الى كلامها و اقترب منها بخطوات مُريبة... رجعت للوراء حتى وصلت للحائط... اقترب و قال
" انتي بتخبي مني ايه بالضبط ؟ ما انا شوفت كل حاجة... ولا نسيتي ؟
' لا منستش... و يلا اخرج...
" صعب اخرج و اسيبك كده...
' كده ازاي ؟
نظر لجسـ,ـدها ف فهمت الى ما يشير اليه... قالت بقلق
' آدم انا بقولك اخرج... لو سمحت اخرج...
" شيلي الجاكت اللي بتتخبي فيه ده...
' لا مش هشيله...
" بقولك شيليه !
' بقولك لا !
سحبه منها بقوة و ألقاه بعيدا...
" كده احلى...
حاولت ان تغطي نفسها بيداها و قالت بغضب
' انت قلـ,ـيل الادب على فكرة !
" عارف... الجو برد... تعالي ادفيكي في حضني...
' يا قذ*ر اطلع بره !!
ضحك و عَض على شفتاه... اقترب من عنقها و اشتمه بإدمان... حاولت ان تبعده لكنه اقوى منها و لم يبتعد... شعرت بأنفاسه الساخنة تصطدم بعنقها و يداه تلمـ,ـس جسـ,ـدها بجر*ائة... بكت و قالت
' آدم ارجوك لا... ابعد عني...
" لا ليه ؟
' عشان انت مبتحبنيش !
نظر لعيناها و لدموعها... مسح دموعها بكلتا يداه... و قال بهدوء
" اهدي... متخافيش... مش هقرب منك زي ما انتي عايزة...
نظرت له بتفاجئ و كيف تحكم في نفسه لأجلها... ازاح شعره المُبتل للخلف و قال
" انا مش عارف بيحصلي ايه... بس انا بضعف اوي بيكي... متقعديش قدامي بهدوم زي كده تاني... لازم تفهمي إن انا راجل مش كل مرة هقدر اتحكم في نفسي...
اومأت له ف اقترب منها... وضع يده على وجنتها و نظر لعيناها و قال
" عايز اعترفلك بحاجة كان لازم اقولها من بدري...
' ايه هي ؟
قال هامسًا بالقرب من شفتاها
" انتي اول بنت ألمسـ,ـها...
صُدمت أسيل مما سمعته الآن... هي اعتقدت ان له علاقات سابقة... لكن هي الأولى ! نظرت له و الصدمة ظاهرة على وجهها... اومأ لها برأسه تأكيدًا على ما قاله
' انا فكرت انك...
" اني نمت مع بنات قبل كده... كنتي مفكرة كده صح ؟
اومأت له ف ابتسم... امسك خصلات شعرها و اشتم رائحته الجميلة و قال
" لا... انا منمتش مع بنات قبل كده...
' مش باين عليك يعني... انت قليـ,ـل الادب اوي...
ضحك و قال
" عشان انا قليـ,ـل الادب ابقا نمت مع بنات ؟
' اومال تفسر قِلـ,ـة ادبك دي ايه ؟
" بنكشك مش اكتر...
' والله ؟! طب قبل ما نتجوز... انت عرضت عليا اكتر من مرة فلوس عشان اقضي ليلة معاك... ده كان ايه ؟
" كنت بختبرك... لو وافقتي كنت هتراجع لاني مبحبش الحاجة الرخيـ,ـصة ولا اللي تيجي بالساهل...
' بس انت قولت انك اتجوزتني عشان انا رفضتك في الاول !!
" الصراحة انا مترفضش...
' هههه واثق من نفسك اوي... انت مغـ,ـرور اوي...
" و متنسيش اني بارد كمان...
' اه فعلا... مغـ,ـرور و بارد...
ضحك و قَبَلها في وجنتها و قال بنبرته الرجولية و هو ينظر لعيناها بهيام
" عمري ما توقعت ان ممكن في يوم اضعف بسبب بنت... انتي البنت الوحيدة اللي قدرت تهد*م حصوني و تخليني اضعف بالشكل ده... من اول ما قابلتك و انا بتعذ*ب بسببك... اتجوزتك عشان مبقاش بعمل حاجة غلط و عشان انتي نضيفة و متستاهليش اخدك في الحر*ام... لما لمـ,ـستك لأول مرة كنت بِكر زيك...
احمرت وجنتاها و دقات قلبها ارتفعت
' يعني انت محترم ؟
" شوفتي بقا ! طلعت محترم للأسف... المهم لو لقيتك قدامي بالمنظر ده تاني... متلومنيش على اللي هيحصل... تمام يا أسيل ؟
اومأت له و مازال وجهها احمر للغاية من كثرة الخجل... ابتسم على خجلها و ابتعد عنها... فتح الدولاب و اخذ هودي ليرتديه... أسيل مُتسمرة في مكانها و تحاول استيعاب كل ما قاله لها... قالت في سرها
' يعني هو مش مصاحب ولا بيحب وحدة ولا نام مع بنات قبل كده !
اغلق آدم الدولاب و وجد أسيل مازالت في مكانها و كأنها لزقت فيه و شاردة... فاقت على صوته و هو يقول
" روحي البسي يا أسيل...
' حاضر...
إلتفت ليخرج لكنها قالت
' آدم...
لم يلتفت حتى لا ينظر لها و تضعفه مجددا... رد و قال
" عايزة ايه ؟
اقتربت منه و عانقته من ظهره العا*ري... قَبَلت عنقه و همست له بنبرة انوثية مُغرية
' هتسيبني لوحدي و تمشي ؟
تفاجئ آدم و جمع قبضته و قال
" انتي بتعملي ايه ؟
' بقرب منك و ببادلك... مش ده اللي انت عايزه ؟
" انتي مستوعبة انتي بتقولي ايه ؟
' اه مستوعبة... انت جوزي يا آدم !
بمجرد ان قالت ذلك... إلتفت و امسكها من خصرها و ضمها إليه و عانق شفتاه بـ شفتاها و قَبلها... حاوطت أسيل رقبته بيداها و بادلته مما زاد شغفه اتجاهها... حملها بين يداه و اخذها للسرير و هو مستمر في تقبيلها و هي تبادله مما جعله سعيد للغاية لانه يقترب منها بموافقتها و تبادله شعوره...
بعد منتصف الليل....
كانت أسيل نائمة بجانب آدم بالقرب منه... كان غارقًا في النوم... سحبت عليه الغطاء جيدا حتى لا يبرد... نظرت له و لملامحه الحادة و الرجولية و وسامته... و عضلاته و كيف شكله جذاب حتى اثناء نومه... وضعت يدها على ذقنه و قالت
' يخربيت حلاوتك... شكلي هحبك... طالما مفيش حد في حياتك غيري... هخليك تحبني... هعمل المستحيل عشان تحبني...( وضعت يدها على قلبه ) هخلي قلبك يعرف يعني ايه حُب... ههتم بيك و حطك في عيوني... هتبقى ليا انا بس و انا ليك انت و بس يا آدم !
قَبَلته على خده و اسندت رأسها على صدره لتنام... تحرك آدم و فتح عيناه بتثاقل... تظاهرت أسيل بالنوم... نظر لها و لجمالها و كيف تعانقه و نائمة في حضنه... ابعد خصلات شعرها عن وجهها... همس لها قائلا
" افتحي عيونك... انا عارف انك صاحية...
فتحت عيونها و نظرت له بخجل
' عرفت ازاي اني صاحية ؟
" اتحركتي كتير...
' صحيتك... أنا آسفة...
" متتأسفيش... عادي ولا يهمك... الساعة كام ؟
' من شوية كانت 3....
" الصبح ؟!
' لا احنا لسه بالليل... لسه كتير على ما تطلع الشمس...
" ما انا قولت برضو... انا هكمل نوم... بس لما تيجي الساعة 9 الصبح ابقي صحيني...
' ليه ؟ و هتخرج تعمل ايه ؟
" هتبدأي تتقمسي دور الزوجة بجد ؟
' خلاص مش عايزة اعرف...
ابتعدت عنه و اعطته ظهرها...
" طب بعدتي ليه ؟
' عايزة انام...
" طب تعالي في حضني...
' لا...
" ليه ؟
' مش عايزة اضايقك...
" احسن برضو...
تفاجئت أسيل من رده... اعتدل آدم قليلا و اخذ سيـ,ـجارة و كان سيُشعـ,ـلها... إلتفت له أسيل و سحبت السيـ,ـجارة من يده
' انت كمان هتد*خن ؟!
" اه... اول مرة تشوفيني بد*خن ؟
' لا... بس التد*خين مُضِر ! غلط على صحتك...
" هاتي السيـ,ـجارة يا أسيل و متهزريش...
' انا مش بهزر...
قطعـ,ـتها لنصفين و ألقتها في سلة المهملات...
" ايه اللي انتي عملتيه ده ؟
' بهتم بيك... في حين اني لسه من كام دقيقة لما قولتلك مش عايزة اضايقك و ردك عليا كان في قمة البرود كأنك بتثبتلي إني بضايقك فعلا... انت معندكش صنف الد*م !
اعطته ظهرها مجددا... أدرك انها حزنت منه... أحيانًا بالفعل ردوده تكون مستفزة و في قمة البرود... لكنه لم يعتاد بعد ان هناك فتاة في حياته ولا يعرف ان يختار ردوده...
" أسيل...
لم ترد عليه... اقترب و عانقها من ظهرها... قَبَل عنقها و قال
" انا آسف... بس والله ردودي دي بتخرج تلقائيًا... انا اتعودت ارد كده... مقصدش ازعلك...
إلتفتت أسيل له و حاوطت وجه بكفوفها
' خلاص مش زعلانة... طول ما انت بتوضحلي فأنا مش هزعل... بلاش نكبر المشاكل الصغيرة و نضايق بعض على حاجات تافهة...
" ده انتي طلعتي عاقلة اوي...
' معاك انت بس انا كده !!
نظر لها مما قالته... ابتسم و اخذ شفتاها في قُبلة و هي بادلته ايضا... ابتعد قليلا لتأخذ انفاسها
" انتي جامدة اوي...
' و انت برضو...
" انا ايه ؟
' وسيم و أمور...
ابتسم و قال
" اخيرا اعترفتي !
' لولا غـ,ـرورك كنت هقول كده من بدري...
" يعني غـ,ـروري هو كان المشكلة ؟
' اه...
" فكك من غـ,ـروري... شعرك الحلو ده ينفع يتعمل بيه إعلان زيت ڤاتيكا...
ضحكا معًا و عانقها... اسندت رأسها على صدره و نامت...
**********
* انت لابس رايح فين يا مراد ؟
- رايح الشركة...
* طب كويس... اعرف اللي ليك و اللي عليك...
- مش عايز اسيبله كل حاجة تحت ايده... كفاية منظرته عليا انه ماسك شركات العيلة كلها لوحده...
* عندك حق... انت ليك أسهم في كل ده.... تحب اجي معاك ؟
- ماشي... البسي و تعالي...
* مش هتأخر...
**********
خرج مراد و اوقفه والده فريد
* انت رايح فين ؟
- الشركة...
* الشركة !! و بتقولها كده عادي ؟
- ايه المشكلة ؟
* مش هتروح الشركة...
- ليه ؟
* انت عارف السبب من غير ما اقوله...
- الشركة دي ليا فيها أسهم زي آدم بالضبط...
* تبقى غـ,ـبي لو مفكر أن أسهمك في شركات العيلة اد أسهم آدم...
- يعني ايه ؟
* انت ليك 25% بس أسهم... آدم معاه 75%
- نعم ؟! ده اللي هو ازاي ؟
* زي الناس... متبقاش عمال تتفسح في أوروبا انت و مراتك و عايزني اهمل شركاتي بسببك... آدم شال كل حاجة بنفسه و حقق نجاح انا ذات نفسي و عمامك كمان معملناش نص اللي عمله هو لوحده... عشان كده نسبته في كل حاجة اكبر من نسبتك...
- انت كده بتفتح حر*ب جديدة بينا !
* لا بفتح ولا بعمل حاجة... انت لو حاطط الشركة و مستقبلها في دماغك من الاول و عايز تكبرها مكنش آدم عمل كده بنفسه... بس انت كل تركيزك في حاجات تافهة... مش ذنبي ان آدم بيفكر احسن منك و حاطط مستقبل العيلة في دماغه قبل رغباته الشخصية... لأنه مش أنا*ني... لو كان أنا*ني زيك كانت العيلة نزلت للأرض من زمان اوي...
- ده ميمنعش ان ليا حق في كل حاجة ! هروح الشركة و هبدأ شغل فيها و اتفرج انت و ابنك...
* مفيش مشكلة... اشتغل و انجح و اثبتلي عكس كل افعالك اللي فاتت... اه حاجة اخيرة... مراتك لو رجلها خطت على الشركة... هقـ,ـطعها... تمام ؟
جاءت نور بعد ما ارتدت ملابسها و قالت بحماس
* يلا بينا يا مراد...
- خليكي انتي في القصر هنا يا نور...
* ليه ؟
- اسمعي الكلام...
* ما تفهمني ليه ؟ انت لسه قايلي هنروح الشركة سوا...
- مينفعش... خليكي هنا احسن ليكي...
* احسن ليا ولا عمو فريد قالك مروحش معاك الشركة ؟
إلتفت مراد و خرج... قال فريد
* اه انا قولتله متروحيش... شركتي و انا حُر فيها...
* بس انا مرات مراد !!
* فعلا انتي مراته... بس يا ترى بقيتي مراته ازاي ؟ فاكرة ولا احب افكرك ؟
* عمو فريد انت لسه مضايق مني ؟
* و مستحيل اسامحك على اللي عملتيه... خليتي ولادي يكر*هوا بعض و مستحيل يرجعوا زي الاول... اوعي تكوني مفكرة انك هنا عشان اعتبرتك مرات ابني بجد... انتي هنا بس عشان مراد مش اكتر... لولاه كنت طردتك من هنا...
* هل كنت هتقول نفس الكلام ده لمرات آدم ؟ كنت هتمنعها انها تروح الشركة زي ما عملت معايا دلوقتي ؟
* مالها مرات آدم ؟ قاعدة في حالها ولا بتفرق بين ده و ده... اتجوزت آدم و مبصتش لأخوه و لسه متعرفش اسمه اصلا... ليه بقا ؟ عشان هي مركزة مع جوزها وبس... مش في دماغها حاجة تاني... همنعها ليه تروح الشركة ؟ آدم جوزها و تروح براحتها... لو راحت معاه الشركة مش بعيد بعد ما تفهم الشغل هناك ازاي تبقى ايدها بإيد آدم و تساعده كمان لانها بنت طموحة... اما انتي لو روحتي هتعملي مشاكل تاني بين الأخين... كفاية يا نور ارحمي اولادي بقوا مش اخوات بسببك... كفاية بجد !! اطلعي على اوضتك...
نظرت له بغضب و ذهبت...
********** ✨🩷
بما اني مش مقصرة معاكم يبقى تفاعلوا و علقوا كتير عشان البارت يظهر للكل 🫵
البارت الـ 12 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
* مفيش مشكلة... اشتغل و انجح و اثبتلي عكس كل افعالك اللي فاتت... اه حاجة اخيرة... مراتك لو رجلها خطت على الشركة... هقـ,ـطعها... تمام ؟
جاءت نور بعد ما ارتدت ملابسها و قالت بحماس
* يلا بينا يا مراد...
- خليكي انتي في القصر هنا يا نور...
* ليه ؟
- اسمعي الكلام...
* ما تفهمني ليه ؟ انت لسه قايلي هنروح الشركة سوا...
- مينفعش... خليكي هنا احسن ليكي...
* احسن ليا ولا عمو فريد قالك مروحش معاك الشركة ؟
إلتفت مراد و خرج... قال فريد
* اه انا قولتله متروحيش... شركتي و انا حُر فيها...
* بس انا مرات مراد !!
* فعلا انتي مراته... بس يا ترى بقيتي مراته ازاي ؟ فاكرة ولا احب افكرك ؟
* عمو فريد انت لسه مضايق مني ؟
* و مستحيل اسامحك على اللي عملتيه... خليتي ولادي يكر*هوا بعض و مستحيل يرجعوا زي الاول... اوعي تكوني مفكرة انك هنا عشان اعتبرتك مرات ابني بجد... انتي هنا بس عشان مراد مش اكتر... لولاه كنت طردتك من هنا...
* هل كنت هتقول نفس الكلام ده لمرات آدم ؟ كنت هتمنعها انها تروح الشركة زي ما عملت معايا دلوقتي ؟
* مالها مرات آدم ؟ قاعدة في حالها ولا بتفرق بين ده و ده... اتجوزت آدم و مبصتش لأخوه و لسه متعرفش اسمه اصلا... ليه بقا ؟ عشان هي مركزة مع جوزها وبس... مش في دماغها حاجة تاني... همنعها ليه تروح الشركة ؟ آدم جوزها و تروح براحتها... لو راحت معاه الشركة مش بعيد بعد ما تفهم الشغل هناك ازاي تبقى ايدها بإيد آدم و تساعده كمان لانها بنت طموحة... اما انتي لو روحتي هتعملي مشاكل تاني بين الأخين... كفاية يا نور ارحمي اولادي بقوا مش اخوات بسببك... كفاية بجد !! اطلعي على اوضتك...
نظرت له بغضب و ذهبت...
**********
كان آدم يقف أمام المرآة و يُغلق أزرار قميصه... لبس جاكت البدلة و عليه معطف لان الجو بارد... خرج من غرفة الملابس... كانت أسيل جالسة على الاريكة و ترتدي الهودي الخاص به على شورت قصير و تُعد له بعض السندويتشات...
" بتعملي ايه ؟
' عملتلك سندويتشات تفطر بيها قبل ما تخرج...
" مش عايز... ابقا افطر في الشركة...
' لا... مش هخليك تخرج كده من غير فطار... تعال اقعد...
نظر لها من شكلها المثير الذي لا يستطيع مقاومته... جلس بجانبها و قال
" عملالي سندويتشات ايه ؟
' جبنة رومي و لانشون... مربى و زبدة فسدق... امسك كُل...
اكلته بنفسها و اكل... نظر لها و هي تضع شرائح الجنبة الرومي في الخبز ثم تأكله إياها...
" اول مرة يعني تهتمي بفطاري كده...
' قولت مينفعش تخرج كده على معدة فاضية... اروح اعملك قهوة ؟
" لا لا... هشرب في الشركة...
' هو كل حاجة هتعملها في الشركة ؟
" و هتأخر هناك كمان...
' انت بتشتغل ايه اصلا ؟
" انتي متعرفيش ؟
' اعرف بس عايزة اسمع منك...
ابتسم و امسك سندوتش و اكله لها...
" بصي انا معايا مجموعة شركات للتصدير في قلبهم شركة وحدة... الشركة الأم اللي اسسها بابا و عمامي الاتنين من الصفر لحد ما كبرت و اشتهرت... عمامي الاتنين للأسف اتوفوا ف بابا مسك كل حاجة مكانهم... كنت صغير انا في ساعتها... كنت 17 سنة... كنت فضولي و عايز ادخل المجال ده بأي طريقة... بدأت امسك الشغل لبابا في حاجات صغيرة اوي لحد ما فهمت و عرفت كل حاجة... فبقيت اساعد بابا في كل حاجة... للأسف بابا صحته اتد*هورت و جاله السكر... فبقيت انا و مراد مسؤولين عن كل حاجة... بس مراد مش بيحب المجال ده ف سابه... و بقيت انا الوحيد في الساحة... اوقات كنت ببات في الشركة من ضغط الشغل... اشتغلت كتير اوي لحد ما كبرت الشركة و كسبت كتير و بقية الشركات انا فتحتها... و معايا 9 سفن بأسمي...
' بسم الله ماشاء الله... حلو اوي... بس انت لسه صغير مش كبير يعني و عملت ده كله ؟
" الفكرة بقا في اللي هنا ( أشار لعقله ) ده مساعدني اوي...
' طب و اللي هنا ؟ ( أشارت لقلبه ) أكيد ساعدك برضو...
" لا خالص... ده غبـ,ـي و سا*ذج...
' ليه بتقول كده ؟
نهض و نظر في ساعته
" انا لازم امشي...
' طب كُل آخر سندوتش...
" لا بجد مش عايز... شبعت...
' ربنا معاك...
عانقته و بادلها العناق... اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و خرج... اكملت أسيل اكل السندوتشات و هي تفكر كيف تكسب قلبه...
**********
كان باب غرفة آدم مفتوحًا قليلا... مرت نور من جانب الغرفة و عندما لاحظت ان الباب مفتوح قليلًا... وقفت و نظرت منه... وجدت أسيل على الاريكة مُرتدية ملابس آدم... و واضح على وجهها انها سعيدة للغاية... غضبت نور كثيرا و طرقت على الباب و دخلت دون أن تأذن لها أسيل بالدخول... نظرت لها أسيل و لدخولها المفاجئ... نظرت نور للسرير و كيف غير مرتب و كذلك أسيل هيئتها غير مرتبة... من الواضح انهم حظيا بليلة جميلة معًا... غضبها زاد... لم تتوقع ان آدم يتخطاها و يتزوج و ايضًا يعيش حياته بطبيعية مع أسيل...
' في حاجة ؟
* لا مفيش... كنت عايزة اكلمك في حاجة...
' و الحاجة دي متستناش لحد ما البس هدومي ؟
* ما انتي لابسة اهو... لابسة الهودي بتاع آدم...
' اه بتاعه... حلو و بيدفي... انتي اسمك نور صح ؟
* اه... انا ابقا مرات مراد... اخو آدم
' اهلا بيكي...
* و بيكي... انتي مبسوطة مع آدم ؟
اخذت أسيل تفاحة من طبق الفواكة و نهضت... اخذت قطمة من التفاحة و قالت
' بتسألي ليه ؟
* عادي...
' لا... سؤالك مش عادي... و انا اكيد مش هطلع خصوصيتي انا و جوزي لاي حد...
* يا حبيبتي انتي فهمتيني غلط... انا بطمن عليكي مش اكتر...
' انا كويسة متقلقيش...
* انا بس جاية اقولك ان آدم مش شخص كويس زي ما انتي مفكرة...
اخذت أسيل قطمة اخرى من التفاحة و قالت بلامبلاه
' و ايه كمان ؟
* اوعي تصدقي وش البراءة اللي هو مصدرهولك... آدم عبارة عن شيطـ,ـان على الارض... و الايام هتثبتلك كلامي ده...
' حلو اوي... انتي بقا مالك بآدم ؟ اكيد مش خايفة عليا انا لانك متعرفنيش اصلا... ممكن افهم ليه انتي هنا جاية مخصوص تحذريني من جوزي ؟
* عشان بس متتفاجئيش بعدين...
' امممم... على العموم انا هعمل نفسي مسمعتش حاجة...
* براحتك...
' استني اكمل بس... انا لو عملت بتحذيرك اللطيف ده و سمعتك... هروح اسأل مراد... اخو آدم... هقوله ليه مراتك جيالي اوضتي تحذرني من اخوك ؟ اكيد هو يعرف السبب...
قلقت نور لان اذا سمع مراد انها قالت هذا ستكون مشكلة كبيرة
* ملكيش دعوة بجوزي...
' ولا انتي ملكيش دعوة بجوزي و متدخليش بينا و خليكي في حالك... انا معرفكيش اصلا و انتي جاية بكل ثقة تقولي كده قدامي و لما جيبت سيرة جوزك اضايقتي اوي...
كانت سترد نور لكن هاتف أسيل رن... نظرت للمتصل و قالت ببتسامة
' جوزي الشيـ,ـطان بيرن اهو...
فتحت و فتحت ايضا المكبر
' نعم يا آدم ؟
" بقولك متقعديش كتير بالشورت اللي انتي لابساه عشان متبرديش و متخليش حد يشوفك كده و رتبي الاوضة... مش عايز حد يعرف انبسطنا سوا...
' من عيوني... حاجة تاني ؟
" عايزة حاجة اجبهالك و انا راجع ؟
' لا يا حبيبي... انتبه على نفسك...
" شكرا اوي على ليلة امبارح...
' طب بس بقا بتكثف...
" نكررها النهاردة ؟
' اللي تشوفه... معنديش مانع...
" يبقى استنيني...
' من عيوني...
اغلقت أسيل الهاتف و اخذت قطمة من التفاحة و قالت
' تاكلي تفاح ؟ طعمه حلو اوي...
نظرت لها نور بغضب و خرجت... ضحكت أسيل و اغلقت الباب... كانت نور ستنـ,ـفجر من الغضب... كانت تريد ان تفرق بينهم لكن هذا لم ينفع... أيعقل انه تخطاها و أحَب أسيل ؟!
**********
وصل آدم الى الشركة و ذهب لمكتبه... فتح الباب و تفاجئ عندما وجد مراد ينتظره... اغلق الباب و مشى لمكتبه و خلع معطفه و جلس على المكتب... كان مراد سيتكلم لكنه أشار له بأصبعه ان يصمت و صمت... اشعل آدم سيـ,ـجارته و نفث الدخان و قال بنظرة حادة
" ارغي...
- هبدأ شغل في الشركة من النهاردة...
" حلو... جاي هنا ليه بقا ؟
- يعني جاي هنا ليه ؟ بقولك جاي اشتغل في الشركة...
" سؤالي واضح... جاي هنا ليه ؟ بتعمل ايه في مكتبي ؟
- جيت اقولك عشان تسلمني الشغل...
" روح لمصطفى و هو هيسلمك شغلك...
- ما انا روحتله و قالي انك انت اللي هتسلمني كل حاجة... ولا انتوا الاتنين بتلقفوني لبعض ؟
" لا خالص... كل الحوار أن مصطفى مش طايقك...
- ميهمنيش... دي شركة ابويا مش شركته هو... هو مجرد واحد شغال عندك...
" تصحيح بسيط... مصطفى شغال معايا مش عندي... مصطفى خلاص بقا شريكي...
- بقا شريكك ازاي ؟ و ازاي انا معرفش حاجة زي كده ؟
" و تعرف بصفتك ايه ؟
- بصفتي إن اسمي مراد فريد نصار زي ما انت اسمك آدم فريد نصار... ليا في الشركة دي...
" كلام جميل... طالما ليك في الشركة دي كنت فين من 4 سنين ؟
صمت مراد فقال آدم
" انا اقولك كنت بتعمل ايه... كنت مشغول بـ بعدواتي مع السنيورة اللي معاك...
- احترم نفسك يا آدم و متجبش سيرة مراتي على لسانك !
" و انت محترمتش نفسك ليه لما حطيت عيونك عليها لما كان اسمها خطيبة اخوك !!
- قفلنا الحوار ده... بلاش نقلب في القديم...
" لا متقفلش... ولا عمره ما هيتقفل...
- لسه زعلان عليها لانها سابتك و اختارتني انا ؟
" تبقى عبيـ,ـط لو مفكر اني زعلان عليها... انا بس زعلان لانك خسرتني... خسرت اخوك و عمرنا ما هنرجع زي لأول... مستحيل ارجع اثق في واحد أنا*ني زيك و ماشي على هوى نور طول الخط... خسرت عيلتك بسببها... اي نعم بابا فتحلك باباه من تاني بس اظن انك شايف اكتر مني انه مش طايقك... مفكر عشان خلاك ترجع الشركة يبقى كده خلاص ؟ كده رجعت كل حاجة زي ما كانت ؟
- على اساس انت ملاك و مش بتغلط ؟
" بغلط بس غلط خاص بيا و مش بضُر بيه غيري و بعترف بغلطي و اصلحه... أما انت لا راضي تعترف بغلطك ولا راضي تصلحه...
- عايزني اطلقها ؟ انسى... مش هنولهالك...
ضحك آدم بسخرية و قال
" هو انت مفكر اني بقولك ده كله عشان تطلقها ؟ انت لسه زي ما انت متغريتش... ولا هتتغير اصلا... ميفرقش معايا تعيش معاها او تطلقها او تجرجروا بعض في المحاكم... ميخصنيش... انا بركز على نفسي و بس... و اديك شايف انا وصلت لفين دلوقتي...
- طب كفاية كلام... هستلم الشغل ولا لا ؟
" تستلم و ماله ( اتصل على احدى موظفاته و اتت لمكتبه ) خدي مراد بيه و عرفيه شغله... و سلميله مكتبه في الدور الرابع...
* حاضر يا مستر آدم...
نهض مراد و ذهب معها... وضع آدم رجلاه على المكتب و قال
" خلينا نتفرج على مراد بيه... يومين و هيجي يشتكي... ما هو اتعود على الدلع !
دخل مصطفى و قال بضيق
* اخوك النطـ,ـع ده جه ليه ؟
" متقولش اخويا... مبقتش اعرفه اصلا...
* فعلا هيرجع يشتغل هنا ؟
" رجع اهو... هيبدأ من النهاردة...
* لا خلاص انا مش هاجي هنا تاني...
" يعني ايه ؟
* هسيب الفرع ده... هروح امسك اي فرع تاني... المهم انا و هو في نفس المكان لا...
" يا ابني ما هو هيقعد في الدور الرابع و انت هنا في السابع... يعني بعيد عنك خالص...
* لا برضو مش هبقى مرتاح نفسيًا... هلم حاجتي و اروح الفرع الشرقي...
" مصطفى ! انت مش هتتحرك من مكانك...
* انا مش طايقه والله...
" ولا انا... بعدين هو غد*ر بيا انا... مالك انت بيه ؟
* ما اللي يغد*ر بيك يبقى كأنه غد*ر بيا...
" بتحبني يا مصطفى ؟
* ده انا احارب الدنيا كلها عشانك...
" هو ده العشم ده برضو...
* اضحي بالكل عشانك... ده الحُب يا آدم...
" لا متطيرش بعيد و كفاية كلام ملزق عشان بطني بتو*جعني...
ضحك مصطفى و قال
* بقولك انا هلعب ماتش كورة مع الشِلة بالليل كده... هتيجي صح ؟
" ممكن بس موعدكش...
* ليه ؟
" عليا شغل كتير النهاردة... هرجع البيت متأخر اصلا...
* اه و اكيد المدام عيزاك...
" مصطفى...
* ايه يا صاحبي ؟
" اطلع بره...
* ليه ؟
" اطلع عشان متعصبش عليك...
* كل ده عشان جبت سيرة المدام ؟
" ملكش دعوة بيها ولا تجيب سيرتها على لسانك...
* اوعا الغيرة !
" هتخرج ولا اطلع المسد*س ؟
* هخرج والله... اعصابك بس...
نهض مصطفى و هو يضحك و خرج... انه يتعمد ان يُثير غيرته على زوجته و يغضب بهذا الشكل... نفخ آدم بضيق و فتح اللاب و بدأ عمله...
***********
- مش رايحة الشركة يا سلمى ؟
* لا... مش رايحة...
- ليه ؟
* مليش نفس...
جلست والدتها مرڤت بجانبها و قالت
- مالك ؟ من اول ما جيتي و انتي كده زعلانة و بتاكلي بالعافية...
* يا ماما بقولك آدم اتجوز !
- ما يتجوز براحته... انتي مالك ؟
* انا مالي ؟! على أساس انتي مش عارفة يا ماما اني بحبه ؟
- عارفة... بس انتي حبيتي الشخص الغلط... للأسف حُبك له كان من طرف واحد و هو مش شايفك اكتر من اخت... بعدين هتعملي ايه ؟ هتخطفيه من مراته ؟
* أكيد لا بس صعبان عليا نفسي...
عانقتها و قَبلت وجنتها
- بنتي الأمور... انتي تستاهلي كل حاجة حلوة... تستاهلي واحد يحبك و يحارب عشانك و يمشيلك بلاد و يسعى لرضاكي مش العكس... بأذن الله ربنا يكرمك بإبن الحلال قريب...
* بس صعب انسى آدم...
- لازم تنسيه عشان تعرفي تكملي حياتك... لو فضلتي كده هتفضلي واقفة مكانك و مش هتتقدمي في حياتك... و هو عايش حياته عادي... خليكي قوية و متوقفيش حياتك عشان اي حد... اقولك ايه... ما تيجي نسافر و تقعد اسبوعين في امريكا ؟
* طب و شغل الشركة ؟
- يستنى عادي و انا ابقا اكلملك آدم يديكي أجازة و نغير جو انا و انتي...
* ماشي يا ماما...
*********
في الساعة 2 صباحًا بعد منتصف الليل... عاد آدم للقصر... كان القصر هادئًا و معظم الاضواء مغلقة... الجميع نائم... و آدم ايضا يشعر بالنعس الشديد... توجه لغرفته و عندما دخل وجد أسيل نائمة على الاريكة بطريقة عشوائية... من الواضح انها انتظرته حتى غلبها النعاس و نامت... اغلق الباب بهدوء و ذهب ليبدل ملابسه... لبس ملابسه المنزلية و عاد للغرفة... نظر لأسيل و ابتسم... جَسَ على ركبتاه ليصل لمستواها... مَلَس على خدها الناعم و قال بصوت حنون
" أسيل... قومي...
لم تشعر به ف قَبلها في شفتاها... استيقظت و وجدته يُقبلها... ابعدته عنها و قالت بنعاس
' انت بتعمل ايه ؟
" بصحيكي...
' صحيت اهو... كنت مستنياك... اتأخرت اوي...
" كان عندي شغل كتير و مكنش لازم ارجع البيت غير لما اخلصه... احمدي ربنا اني جيت... في فترة شغل عدت عليا كانت صعبة بجد... كنت ببات في الشركة و الشمس تطلع و انا لسه منمتش و لا خصلت شغلي...
' الحمد لله ان هي عدت... اجبلك تتعشى ؟
" اكلت في الشركة...
' طب تعالى نام جمبي...
" على الكنبة ؟!
' هو انا نايمة على الكنبة ؟
" اه...
' تصدق محستش بنفسي... طب تعالى ننام على السرير...
كانت ستنهض لكنه اسرع و حملها بين يديه... ابتسم و قال
" وزنك حلو...
ابتسمت بخجل ف ذهب بها للسرير و انزلها برفق... خلع تيشيرته و ألقاه بعيدا... استلقى جانبها فقالت
' هتبرد كده...
" مش مهم... انتي تدفيني...
قالها و هو يعانقها و يشتم عنقها بأنفاسه الدافئة...
' طب استنى عايزة اسألك على حاجة...
" اسألي...
' اسأل و انت كده ؟
" اه... ما انا مش هسيبك النهاردة... هاا ايه سؤالك ؟
' هي مرات اخوك نور... في حاجة بينك و بينها ؟
تعجب آدم و قال
" قصدك ايه ؟
' اصل جاتلي الاوضة النهاردة بتحذرني منك و بتقول كلام اهبل...
" اديكي قولتي بنفسك... كلام اهبل... اوعي تسمعيلها...
' ما انا مسمعتش بس استغربت... هي ليه بتقول عليك كده ؟
" اصلها مضايقة انك جيتي هنا...
' بس انا معملتش ليها حاجة...
" هي كده مبتحبش حد ياخد مكانها و اكيد اضايقت لما اهلي قبلوكي... فبتحاول توقعنا لبعض...
' اه ممكن بس ده تفكير اطفال...
" عندك حق... اختصريها و متكلمهاش ولا تديها فرصة تتكلم معاكي... يلا فكك منها... خلينا فينا احنا...
' على رأيك... عايزة اقول حاجة...
" قولي...
حاوطت وجهه بكفوفها و نظرت لعيناه التي تنظر لعيناها الزرقاء الجميلة
' عيونك حلوين...
" عيوني انا ؟ طب و عيونك انتي... حلوين اوي و...
' و ايه ؟
" بيتوهوني لما ابص فيهم... كأني بتخدر...
ابتسمت و قَبلته و بادلها... ابتعد قليلا و قال
" انا ملاحظ ان من اول ما قولتلك انتي اول بنت اقرب منها و انتي بتقربي مني بنفسك...
' الصراحة انا مكنتش طيقاك في الاول و كنت مفكرة انك مدورها مع البنات...
" لا... انا مدورها معاكي انتي بس...
ضر*بته على كتفه و قالت
' اتلـ,ـم... انا مراتك...
" كويس عشان اخد راحتي معاكي...
قالها ثم مال عليها... دفن رأسه في عنقها و يُقبله برفق و لفت يداها على ظهره و ضمته إليه...
بعد ساعات كانت أسيل نائمة في حضن آدم و غَطت في نوم عميق... آدم مازال مستيقظًا و ينظر للسقف و يفكر... يتوعد لنور على ما فعلته... لم يكفيها ما فعلته به... ايضا تريد ان تفرقهما... ما هذه البجا*حة !
نظر لأسيل و ابتسم و قال في سره و هو يداعب وجنتاها
" ياريتك كنتي ظهرتي في حياتي من زمان... ياريتك كنتي جيتي و انا قلبي كان لسه سليم... كنت هحبك اوي... انا خايف... انا بقرب منك عشان رغبتي فيكي و بس... و انتي موافقة على كده... خايف تكوني بتقربي مني عشان بدأتي تحبيني... مش عايزك تحبيني... و ده هيكون افضل ليكي...
تحركت أسيل و قالت بنعاس و عيناها مغلقتان
' آدم... متسبنيش !
تحركت مجددا و دفنت رأسها في عُنقه و احتضنته بشدة
' خليك معايا انا مليش غيرك...
تقريبًا انها تحلم... لكن أثار قلق آدم ما قالته الآن... يبدو انها تعلقت به فعلا و ترى ان ليس لديها احد سواه... و هذا الذي يخيفه... ستحدث مشكلات كثيرة بسبب هذا و أيضا هو لا يريد ان يحزنها أو يخسرها... ظل يفكر و عقله ينهشه من التفكير طوال الليل...
في الصباح....
استيقظت أسيل و لم تجد آدم جانبها... كيف لم تشعر به عندما نهض من جانبها ؟ نهضت لتبحث عنه لكن لم تجده... طرقت على باب الحمام
' آدم انت جوه ؟
لا يوجد رد... امسكت المقبض و فتحته... وجدت الحمام فارغًا... وقفت في منتصف الغرفة تفكر... اين ذهب ؟ الساعة مازالت 8 صباحًا... ربما عليه لديه عمل مثل البارحة... لكن لم يقول لها شيئًا بخصوص هذا !
امسكت هاتفها و رنت عليه... لكن هاتفه مغلق... وجدت انه ارسل لها رسالة على الواتساب منذ ساعة يقول فيها " انا خرجت بدري... عندي شغل... معلش خرجت من غير ما اقولك بس محبتش اصحيكي "
اطمئنت قليلا عندما قرأت رسالته و ذهبت لتستحم...
***********
خرجت نرمين من غرفتها و ذهبت للمطبخ تحضر زجاجة مياة... و عندما دخلت وجدت نور في المطبخ تشرب قهوتها...
* صاحية بدري ليه ؟
* عادي...
* لحقتوا تتخانقوا انتي و مراد ؟
* لا لا احنا مش متخانقين... بقولك يا نرمين هانم... انتي هتسيبي اللي اسمها أسيل دي تعيش معانا كده عادي ؟
* مش عارفة بس اللي انا اعرفه كويس اني مش طيقاها...
* يعني خلاص قبلتي بيها تبقى هانم زيك ؟
* زيي ده ايه ؟ انا سيدة القصر الاولى هنا... متقدرش وحدة زيها من عامة الشعب تاخد مكاني...
* هتاخد مكانك طول ما هي بتمثل البراءة هنا قدام عمو فريد...
* متقلقيش عاملة حسابي... خليها بس تنبسط كام يوم كده و بعد كده هوريها يعني ايه تتحدى نرمين السَعدي !!
**********
كانت أسيل تُمشِط شعرها و ربطته مثل ذيل الحصان... طُرق الباب و فتحته و كانت ناهد
* صباح الخير يا أسيل...
' صباح النور يا طنط... اتفضلي ادخلي...
دخلت و كان معها كوباين من اللبن... مررت لها كوب
* خدي اشربي... لبن عشان يدفيكي في الجو التلج...
' شكرا تسلمي...
اخذتها منها و قالت ناهد
* اومال فين آدم ؟
' راح على شغله...
* خرج بدري النهاردة...
' اه الظاهر عنده شغل كتير...
* ربنا معاه... بقولك... ايه الاخبار انتي و آدم ؟
' اخبار ايه ؟
* يعني علاقتكم كويسة ؟ اوعي يكون مزعلك...
' لا مفيش حاجة...
* اومال مال وشك كده تعبان النهاردة ؟
' لا انا كويسة ( كحَت و اكملت ) عندي برد...
* يا روحي الف سلامة... اعملك اعشاب مغلية ؟ حلوة اوي للبرد...
' مش عايزة اتعبك... لما انزل انا هعمل...
* طب اشربي اللبن قبل ما يبرد...
اومأت لها و قبل ان تشرب أول رشفة... شعرت ان رائحته ثقيلة عليها كثيرا... لم تتحمل و تركت الكوب على الطاولة و ركضت للحمام... تقيأت كل ما في بطنها في الحوض... رأتها ناهد و تعجبت... أيعقل انها حامل ؟ فتحت أسيل المياة و غسلت وجهها...
* أسيل انتي كويسة ؟
' اه كويسة... الظاهر اخدت برد شديد أثر على معدتي...
* اه ممكن... تعالي ارتاحي...
سندتها ناهد و اخذتها للسرير... استلقت أسيل عليه و ناهد شدت عليها الغطاء
* اتغطي كويس و اتدفي... هعملك الاعشاب و اجبلك علاج البرد و جاية...
' مش عايزة اتعبك... دول شوية برد...
* لا لا... اياكي تقومي من مكانك... عشر دقايق و جاية...
' ماشي...
اخذت ناهد كوبين اللبن و خرجت... و هي تتمشى تفكر و تقول
* أسيل شكلها حامل... ليه لا ؟ التعب اللي عليها ده أعراض حمل... الغريب انها مشكتش في كده و قالت ده مجرد برد... او يمكن بتخبي و آدم قايلها تعمل كده ؟ بس ليه تخبي عني ؟ انا مش عقر*بة زي نرمين !
* بتقولي حاجة يا ناهد ؟
تفاجئت ناهد عندما رأت نرمين امامها و قالت في سرها
* العقر*بة جات على السيرة اهي...
* ناهد هانم... كنتي بتقولي ايه ؟
* ولا حاجة... بحكي مع نفسي ما انتي عارفاني...
* اممم... شيفاكي يعني خارجة من أوضة آدم...
* اه كنت عند أسيل بطمن عليها...
* هي تعبانة ؟
* لا لا خالص.. دي زي الفل... قعدت ارغي معاها شوية... عن اذنك يا نرمين هانم هروح اقول للخدم يحضروا الفطار...
* ماشي...
ذهبت ناهد للمطبخ...
********
كان آدم عند بيت مصطفى... مُمسك بكأس الخمـ,ـر و يشرب بشراهة... صامت ولا يتكلم
* آدم مالك من اول ما جيت و انت غريب كده ؟
" أسيل...
* مالها ؟
" تقريبًا حبتني...
* طب حلو اوي... ربنا يخليكم لبعض...
" ايه الحلو بالضبط يا مصطفى ؟
* انها حَبِتك...
" دي مصيـ,ـبة ! و انت عارف كويس اني مقدرش احبها...
* انا قولتلك اديها فرصة... و هي شكلها كويسة و بتحبك بجد...
" مقدرش يا مصطفى ! انا مش بتاع حُب...
شرب رشفة أخرى من الكأس و اكمل
" اتغيرت معايا و بقت تهتم بيا و بتخاف عليا... بقت عايزة تعمل اي حاجة عشان ترضيني... شكلها اتعلقت بيا... انا مقصدش اعلقها بيا... والله ما اقصد... بس دي نتيجة تصرفاتي الغبـ,ـية !!
دفع الكأس على الارض بغضب و انكـ,ـسر... رجع ظهره للوراء و مسح وجهه بضيق
* طب هتعمل ايه ؟
" هطلقها...
* ايه !!
" اه هطلقها... هو ده الحل الوحيد عشان ابعدها عني... أسيل... أسيل متستاهلش اني اجر*حها ولا اخدعها عشان اخد منها اللي انا عايزه... متستحقش مني كده... هطلقها و كل واحد فينا يرجع لحياته... يمكن لما اسيبها تلاقي اللي يحبها بجد مش يخدعها عشان مصلحته زي ما انا عملت...
اغمض عيناه و جمع قبضته بغضب من نفسه... لا يمكنه تخيل انه سيتركها لرجل آخر... تحبه و يحبها... تنام بجانبه و تعانقه مثلما عانقته هو... ذلك الدفئ و الحنان و البراءة في عانقها سيذهب لرجل غيره... هذا صعب عليه كثيرا لكن ليس أمامه خيار آخر... سيفترق عنها... بإرادته و هو واثق ان هذا افضل لها و ليس افضل له... بل هذا ثقيل للغاية عليه !
**************
جاء الليل و لم يعد آدم للبيت و أسيل قلقت عليه كثيرا... امسكت هاتفها و رنت عليه لكنه مازال مغلق منذ الصباح... القت الهاتف على السرير و قالت بضيق
' اوووف تليفونه مقفول من الصبح !! حتى مبعتليش رسالة يقولي فيها انه هيتأخر... معقول يكون في مشكلة ؟ ان شاء الله لا... يارب يكون بخير...
ظلت تتمشى في الغرفة على أمل ان يأتي في اي لحظة... ساعات و ساعات مرت دون رجوعه... انتهى اليوم... لقد نام في الخارج !
في الصباح جاء آدم للقصر... و عندما دخل غرفته وجد أسيل جالسة على الاريكة... و عندما رأته نهضت و قالت
' كنت فين ؟؟
لم يرد فقالت بغضب
' ما ترد !! كنت فين امبارح اليوم كله ؟! ( ضر*بته على صدره ) و قافل تليفونك اليوم كله و انا رنيت عليك مليون مرة وبعتلك رسايل كتير و انت مردتش ولا فتحتها اصلا !!
" أسيل اهدي...
' اهدى ايه ؟! قولي كنت فين ؟
" كان عندي شغل بخلصه...
' شغل اليوم كله ؟ خرجت من غير ما اشوفك حتى و مسمعتش صوتك اليوم كله و طول الليل بلف هنا في الاوضة على أمل انك تيجي... حتى مبعتليش اي رسالة تقول فيها انك هتبات بره... انا معرفتش انام بسببك !
تفاجئ آدم مما قالته و أسيل حاوطت رقبته بيداها و عانقته بشدة و قالت
' قلقت عليك اوي... ارجوك متغبش عني بالشكل ده تاني...
جمع آدم قبضته بغضب و لم يبادلها العناق... بل ابعدها عنه... تفاجئت لانه ابتعد عنها و قالت
' بعدت ليه ؟
" بعد شوية هروح للمحامي... عشان يبدأ في إجراءات طلاقنا...
✨🩷
تفاعلوا و علقوا كتير عشان البارت يظهر للكل و شكرا على كل الدعم 🥹🎀
البارت الـ 13 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
كان آدم عند بيت مصطفى... مُمسك بكأس الخمـ,ـر و يشرب بشراهة... صامت ولا يتكلم
* آدم مالك من اول ما جيت و انت غريب كده ؟
" أسيل...
* مالها ؟
" تقريبًا حبتني...
* طب حلو اوي... ربنا يخليكم لبعض...
" ايه الحلو بالضبط يا مصطفى ؟
* انها حَبِتك...
" دي مصيـ,ـبة ! و انت عارف كويس اني مقدرش احبها...
* انا قولتلك اديها فرصة... و هي شكلها كويسة و بتحبك بجد...
" مقدرش يا مصطفى ! انا مش بتاع حُب...
شرب رشفة أخرى من الكأس و اكمل
" اتغيرت معايا و بقت تهتم بيا و بتخاف عليا... بقت عايزة تعمل اي حاجة عشان ترضيني... شكلها اتعلقت بيا... انا مقصدش اعلقها بيا... والله ما اقصد... بس دي نتيجة تصرفاتي الغبـ,ـية !!
دفع الكأس على الارض بغضب و انكـ,ـسر... رجع ظهره للوراء و مسح وجهه بضيق
* طب هتعمل ايه ؟
" هطلقها...
* ايه !!
" اه هطلقها... هو ده الحل الوحيد عشان ابعدها عني... أسيل... أسيل متستاهلش اني اجر*حها ولا اخدعها عشان اخد منها اللي انا عايزه... متستحقش مني كده... هطلقها و كل واحد فينا يرجع لحياته... يمكن لما اسيبها تلاقي اللي يحبها بجد مش يخدعها عشان مصلحته زي ما انا عملت...
اغمض عيناه و جمع قبضته بغضب من نفسه... لا يمكنه تخيل انه سيتركها لرجل آخر... تحبه و يحبها... تنام بجانبه و تعانقه مثلما عانقته هو... ذلك الدفئ و الحنان و البراءة في عانقها سيذهب لرجل غيره... هذا صعب عليه كثيرا لكن ليس أمامه خيار آخر... سيفترق عنها... بإرادته و هو واثق ان هذا افضل لها و ليس افضل له... بل هذا ثقيل للغاية عليه !
***********
جاء الليل و لم يعد آدم للبيت و أسيل قلقت عليه كثيرا... امسكت هاتفها و رنت عليه لكنه مازال مغلق منذ الصباح... القت الهاتف على السرير و قالت بضيق
' اوووف تليفونه مقفول من الصبح !! حتى مبعتليش رسالة يقولي فيها انه هيتأخر... معقول يكون في مشكلة ؟ ان شاء الله لا... يارب يكون بخير...
ظلت تتمشى في الغرفة على أمل ان يأتي في اي لحظة... ساعات و ساعات مرت دون رجوعه... انتهى اليوم... لقد نام في الخارج !
في الصباح جاء آدم للقصر... و عندما دخل غرفته وجد أسيل جالسة على الاريكة... و عندما رأته نهضت و قالت
' كنت فين ؟؟
لم يرد فقالت بغضب
' ما ترد !! كنت فين امبارح اليوم كله ؟! ( ضر*بته على صدره ) و قافل تليفونك اليوم كله و انا رنيت عليك مليون مرة وبعتلك رسايل كتير و انت مردتش ولا فتحتها اصلا !!
" أسيل اهدي...
' اهدى ايه ؟! قولي كنت فين ؟
" كان عندي شغل بخلصه...
' شغل اليوم كله ؟ خرجت من غير ما اشوفك حتى و مسمعتش صوتك اليوم كله و طول الليل بلف هنا في الاوضة على أمل انك تيجي... حتى مبعتليش اي رسالة تقول فيها انك هتبات بره... انا معرفتش انام بسببك !
تفاجئ آدم مما قالته و أسيل حاوطت رقبته بيداها و عانقته بشدة و قالت
' قلقت عليك اوي... ارجوك متغبش عني بالشكل ده تاني...
جمع آدم قبضته بغضب و لم يبادلها العناق... بل ابعدها عنه... تفاجئت لانه ابتعد عنها و قالت
' بعدت ليه ؟
" بعد شوية هروح للمحامي... عشان يبدأ في إجراءات طلاقنا...
نزل كلامه عليها ڪالصـ,ـاعقة... امتلأت عيناها بالدموع و قالت
' طلاقنا ؟ احنا هنتطلق ؟
" اه هنتطلق...
قالها ببرود و هو ينظر لها... لم تستطع ان تستوعب ما قاله الآن...
' طب ليه ؟ انا عملت حاجة ضايقتك ؟
" مش انتي كنتي عايزة تطلقي ؟
' اه بس ده كان في الاول... أما دلوقتي...
" دلوقتي ايه ؟
' انا مش عايزة اطلق... انا عايزة اعيش معاك...
لعـ,ـن نفسه في سره و قال بغضب
" عايزة تعيشي معايا ليه ؟!
' عشان انا اتعودت على وجودك... مش عايزة اسيبك...
" هو ايه اللي اتعودتي على وجودي ؟ احنا منعرفش بعض غير من 4 شهور... بعدين انا مبحبكيش و زهقت من الجواز ده... جوازنا ده لازم ينتهي... و ده اللي هيحصل !!
' طب فهمني ليه اخدت القرار ده لوحدك و بالسرعة دي ؟ جوازنا يستحق فرصة انه يكمل...
" لا ميستحقش و طولنا فيه اوي... خلي كل واحد فينا يكمل حياته زي ما كانت في الاول...
' طب لما نتطلق انا هروح لمين ؟
" لاهلك... مش انتي كنتي عايزة تروحيلهم بأي شكل ؟ هترجعيلهم متقلقيش...
' بس هم مبيحبونيش !!
" و تبقي عبيـ,ـطة لو مفكرة لسه ان فيه حُب... طول ما انتي بتدوري على الحُب هتفضلي لوحدك كده...
' يعني خلاص ده كلامك الاخير ؟ هتسيبني بجد ؟
" اه هسيبك... جوازنا كان غلطة... هبدأ في إجراءات الطلاق من النهاردة و خلال يومين هنتطلق... و متقلقيش هديكي حقوقك كاملة عشان تقدري تكملي حياتك و تعليمك...
نظرت له من كلامه القا*سي و جفاف مشاعره اتجاهها... مسحت دموعها بكفيها الرقيقة و قالت بأ*لم
' كتر خيرك... انا مش عايزة منك حاجة... و هعرف اشيل مسؤولية نفسي زي ما كنت شايلاها قبل كده... مش محتاجة حسنة منك... كل مرة بتثبتلي اد ايه انا غبـ,ـية لاني حاولت احبك و قربت منك بنفسي... غلطة... فعلا جوازنا كان غلطة و مكنش لازم يتم من الاول !
اعطته ظهرها و وضعت يدها فمها لتكتم بكائها... كان يود آدم ان يتراجع و يسحب كل ما قاله الآن و يأخذها في حضنه لكن لا يستطيع... هذا القرار الصحيح !
طُرق الباب و فتحه آدم و كانت ناهد...
* استاذ آدم اخيرا شوفنا وشك ! عامل ايه يا ولاااا ؟
" انا تمام...
* ليه مجتش امبارح ؟
" كان عندي شغل...
* ربنا معاك...( اخفضت صوتها ) مراتك كانت هتجنن من القلق عليك... يا جا*حد كده تسيب المُزة لوحدها امبارح طول اليوم ؟!
نظر آدم لأسيل التي تعطيه ظهرها و تمسح دموعها التي لا تتوقف عن النزول... لقد قلقت عليه و كانت تريد الاطمئنان عليه و عندما جاء كسـ,ـرها بخبر افتراقهما...
* جيت اقولك هات مراتك الأمورة دي و تعالى نفطر... ابوك مُصِر تنزلوا تفطروا معانا النهاردة...
" ماشي... احنا جايين وراكي...
* تمام يا ابني...
ذهبت ناهد و قال آدم
" انا مش عايزهم يحسوا بحاجة... ف هنضطر ننزل نفطر معاهم...
' تمام...
دخلت الحمام و غسلت وجهها....
**********
على طاولة الطعام حيث الجميع حاضر... نزلا آدم و أسيل و جلسا مع العائلة... قال فريد
* عاملين ايه يا ولاد ؟
" الحمد لله تمام...
انزعج مراد لان والده لا يفعل معه و مع زوجته مثلما يفعل لآدم و أسيل...
* يلا ابدأوا أكل... بالهنا و الشفا للكل...
بدأوا جميعهم بالأكل و أسيل كانت حزينة للغاية و تأكل بصعوبة... تمُر كل لُقمة على حلقها ڪالجمر... نظرت نرمين لأسيل و لاحظت ان وجهها شاحب و حزينة على غير العادة كانت تبدو مثل الوردة المتفتحة... أما الآن ليس كذلك... ابتسمت نرمين و قالت
* مبتاكليش كويس ليه يا أسيل ؟
' انا باكل اهو...
* بتاكلي بالعافية... شكلك مضايقة... في حد زعلك ؟
' لا مفيش... انا بس بطني و*جعاني شوية...
* الف سلامة... مالك ؟
' عندي برد...
قالت ناهد
* اهي من امبارح كده... بتقول بطنها و*جعاها و بتاكل حاجات خفيفة خالص...
* اعمليلها اعشابك الخطيرة يا ناهد هانم...
* عملت بس تقيلة على بطنها و مقدرتش تشربها...
* شكلها اخدت برد شديد... خلاص متاكليش يا أسيل الاكل ده... في شوربة خضار في المطبخ... هنادي على الخدم يسخنوها و يجبوهالك...
' مش لازم تتعبي نفسك...
* مش لازم ازاي ؟ ده انتي مرات ابني و لازم اهتم فيكي...
نادت على الخدم و أمرتهم ان يحضروا لها شوربة الخضار... نظر آدم لأسيل... كانت متعبة من البارحة و كان كل همها فقط ان ترى زوجها و تطمئن عليه... زوجها الذي قرر الانفصال عنها دون سابق إنذار... كانت أسيل تفكر كثيرا لماذا اخذ هذا القرار بهذه السرعة ؟ ماذا فعلت هي ليتخلى عنها بتلك السهولة ؟ لا جدوى من التفكير المُهلك... ماذا كانت تتوقع ؟ ان يحبها مثلا ؟ هذا مضحك للغاية !
جاء احد الخدم و معه طبق الشوربة و وضعه أمام أسيل...
* يلا اشربي الشوربة... خفيفة و دافية...
' حاضر...
امسكت أسيل الملعقة و اخذت من الشوربة... لكن طعمها كان غريب و رائحتها ثقيلة و نفاذة للغاية... شعرت انها ستتقيأ لو شربت منها ملعقة اخرى... تركت أسيل الملعقة و قالت
' انا مش هشرب الشوربة دي...
قالت ناهد
* ليه يا بنتي ؟
' تقيلة... مش هقدر اشربها... مش عايزة اكل... هروح انام... عن اذنكم...
قامت من كرسيها و توجهت لغرفتها تحت أنظار الجميع بما فيهم آدم... ابتسمت نرمين و اكملت اكل... قالت ناهد بصوت منخفض و هي تفكر
* البنت دي شكلها حامل بجد !
سمعتها نور و تفاجئت... أيعقل أن أسيل حامل ؟ أبهذه السرعة هي من ستجلب أول حفيد لعائلة نصار ؟ ما هذه الفتاة !! ذهب آدم خلف أسيل...
**********
عندما دخل الغرفة لم يجدها... رأى باب الحمام مفتوحًا و عندما دخل وجدها تتقيأ داخل الحوض... ذهب إليها و قال
" أسيل انتي كويسة ؟
كانت متعبة للغاية و تاخذ انفاسها بصعوبة و هي تتقيأ...
" بس كفاية بطنك مفيهاش اكل اصلا !
اسندها و فتح المياة و غسل وجهها... اخرجها من الحمام و اجلسها على السرير... كان وجهها متعب للغاية... وضع يده على جبهتها و وجد ان حرارتها مرتفعة...
" انتي تعبانة خالص... اتصل على الدكتور ؟
' لا... انا كويسة...
" كويسة ازاي انتي مش شايفة شكلك ؟ حرارتك عالية...
' عشان اخدت برد... هنام و ابقا كويسة...
راجع آدم كل ما حدث منذ قليل و فكر... قال بتوجس
" أسيل... انتي حامل ؟
نظرت له بتعجب و قالت مستنكرة
' أكيد لا... تعب عادي مش اكتر...
" مش واضح انه تعب عادي... ده واضح ان دي اعراض حمل... و مرات عمي قالت انك من امبارح كده... يعني اعراض الحمل ظاهرة عليكي من يوم !
امسك يدها بشدة فتأ*لمت و قال بغضب
" مبتاخديش ليه من شريط الحبوب اللي ادتهولك ؟!
' ابعد ايدك انت بتو*جعني !!
" انطقي و قولي... بتاخدي من الحبوب ولا لا ؟
' باخد والله...
" اومال ايه اعراض الحمل اللي ظهرت عليكي دي ؟!
' قولتلك عندي برد !
" لا ده مش برد...( ابتعد و اكمل ) قومي البسي... هنروح لدكتورة تكشف عليكي...
' انا مش حامل و مش هروح لحد...
" بقولك قومي البسي !!
قالها صارخًا فيها بغضب... نظرت له بحزن و نهضت لترتدي ملابسها... ازاح آدم شعره للخلف و نفخ بضيق و قال
" مينفعش تبقى حامل... مينفعش !!
بعد دقائق ارتدت أسيل ملابسها و خرجت لآدم الذي ينتظرها بفارغ الصبر...
" يلا...
' آدم صدقني انا مش حامل...
لم يستمع اليها و امسك يدها شدها خلفه و نزلا و هي تترجاه أن لا تذهب و يصدقها لكن لا حياةً لمن تنادي... خرجا من القصر تحت انظار العائلة التي استعجبوا ذهابهم بتلك الطريقة...
**********
في عيادة الطبيبة... كان آدم جالسًا على كراسي الانتظار مع أسيل منتظرًا دورها لتفحصها الطبيبة... كان غاضبًا و يهز قدمه بقلق... لاحظت أسيل غضبه الشديد
' مكنتش مفكرة ان لو طلعت حامل هتبقى متعصب بالشكل ده... كأني لو حملت هيبقى طفلي من واحد تاني مش منك...
" اه طبعا لازم اتعصب... احنا هنتطلق... مش لازم خالص تحملي... لو طلعتي حامل بجد هتنزليه...
' انزله ؟! للدرجة دي انت مش عايزني اخلف منك ؟
" اه مش عايز... ولا عايز اي حاجة تربطني بيكي !!
كلامه حَطَم قلبها للغاية... لم تعتقد انه يريد ان يُمحيها من حياته ولا يريد الانجاب منها... نظرت أسيل للأرض و بكت بأ*لم... لم يهتم آدم لدموعها و كل ما يفكر فيه اذا هي حامل بالفعل ماذا سيفعل ؟
جاءت مساعدة الطبيبة و قالت
* أسيل حسن... اتفضلي الدكتورة في انتظارك...
نهضت أسيل و دخلت غرفة الكشف و دخل معها آدم الذي قال للطبيبة
" مراتي عندها أعراض حمل ظهرت عليها من امبارح و انا شاكك انها حامل... افحصيها و اعملي تحليل كمان عشان اتأكد... و لو طلعت حامل رشحيلي دكتورة كويسة تعمل عندها عملية إجهاض الجنين...
صُدمت أسيل و نزلت دموعها من عيناها و تنظر له بصدمة أما هو ينظر لها بغضب ولا يهتم بمشاعرها و انه جر*ح قلبها جر*حًا لم تسامحه عليه...
قالت الطبيبة
* حاضر يا أستاذ... تقدر تتفضل عشان اكشف على المدام و اعمل التحليل...
خرج آدم و الطبيبة اغلقت الباب... نظرت لأسيل التي تبكي في صمت... قالت الطبيبة
* نبدأ الكشف ؟
اومأت لها و هي تمسح دموعها و قالت لها برجاء
' لو طلعت حامل بجد متقوليش لجوزي و النبي... انا مش عايزة اقـ,ـتل طفلي !
* تمام يا مدام أسيل...
و بدأت الطبيبة فحصها و اخذت منها عينة دم ايضا...
في الانتظار يقف آدم قلقًا... مسح وجهه بضيق...
و بعد اقل من ساعة خرجت أسيل من غرفة الطبيبة... ذهب لها آدم و قال
" قالتلك ايه ؟ انتي حامل فعلا ؟!
نظرت له بغضب بعيناها الحمراء... وضعت في يده ورقة التي بها نتيجة التحليل و جلست على الكرسي... قرأ آدم نتيجة التحليل التي تقول أن أسيل ليست حامل... اقتربت منه الطبيبة و قالت
* المدام مش حامل... عندها برد شديد في معدتها عشان كده مش قادرة تاكل و حرارتها مرتفعة... كتبتلها شوية ادوية تاخدهم... الف سلامة... عن اذنكم...
ذهبت الطبيبة و آدم كام مصدومًا... أسيل كانت صادقة و هو لم يصدقها... كانت أسيل جالسة صامتة و شاردة لكن حمدت ربها انها ليست حامل... اقترب آدم منها و امسك يدها
" أسيل انا...
دفعت يده بقوة و نهضت ذهبت... ذهب ورائها... خرجت أسيل من العيادة لكن اكملت طريقها و لم تركب السيارة... ركض آدم خلفها و قال
" أسيل انتي رايحة فين ؟
' رايحة لأي دا*هية المهم افضل بعيدة عنك...
" أسيل اهدي...
' اهدى ؟ انا هوريك الهدوء الصح !
وقفت و اقتربت منه و صفـ,ـعته في وجهه بقوة و غضب... جمع آدم قبضته بغضب و حاول تمالُك اعصابه... امسكته أسيل من ملابسه و صرخت فيه قائلة
' عايزني اهدى بعد اللي انت عملته ده ؟ انت ايه بالضبط هاا ؟! معندكش صنف د*م... من اول ما عرفتك و انت بتهـ,ـين و بتذ*ل و تبيع و تشتري فيا... و في الاخر مجرجرني وراك من شوية للعياة عشان تتأكد انا حامل ولا لا... و فوق ده كله بتهد*دني اني لو طلعت حامل يبقى اجهض طفلي !! اهو انا مش حامل... استريحت ؟
" أسيل ده احسن لينا احنا الاتنين...
' متتكلمش عني بلسانك انت... اتكلم على نفسك بس... انت مش عايز حاجة تربطك بيا على اساس انا اللي عايزة كده ؟ انا اصلا لو حملت منك هتبقى مصيبـ,ـة... لانك مستحقش تبقى أب ولا انا عيالي ميستحقوش يجوا على الدنيا و يلاقوا واحد مر*يض زيك يبقى اسمه ابوهم... هبقى بظلمهم اوي لو خلفت منك... انت شخص قذ*ر... بكر*هك يا آدم... عمري ما كر*هت حد اد ما كر*هتك انت !!
لعـ,ـن نفسه ولا يعرف ماذا يفعل ليخمد غضبها... إلتفتت لتذهب لكنه امسك يدها و قال
" رايحة فين ؟
' اوعى كده ( دفعت يده بعنف و اكملت ) إياك تقرب مني... و ملكش دعوة انا رايحة فين...
" هو ايه اللي مليش دعوة ؟ انتي مراتي...
' لا انا مش مراتك... و هنتطلق بعد يومين زي ما قولت... مش هعيش معاك تاني... عيشتك مُقر*فة زيك !!
نظر لها بغضب و هي مشت لكن فجأة جاء و حملها... شهقت بذعر و قالت بغضب شديد
' نزلني يا متخـ,ـلف !!
لم يرد عليها و رغم مقامتها لم تستطع الافلات منه و مشى بها الى السيارة و وضعها فيها رغمًا عنها و اغلق الباب... ركب السيارة فقالت
' افتح الباب ده و نزلني !!
" استريحي... مش هفتحه يا أسيل...
' بقولك افتحه !!
شغل سيارته و طوال الطريق تصرخ فيه ليتركها لكن لم يستمع لها بأي شكل...
***********
كانت نرمين جالسة في الصالون... تشرب قهوتها و تقرأ بعض الاخبار على مواقع التواصل... جاءت نور وقفت امامها... و قبل ان تتكلم اشارت لها ان تصمت و صمتت... اغلقت نرمين هاتفها و نظرت لها و قالت
* في ايه يا نور ؟
* عايزة اتكلم معاكي في حاجة ضروري...
* ماشي... اقعدي...
جلست نور و كانت تبدو غاضبة للغاية...
* هااا يا نور ايه الحوار ؟
* أسيل... شكلها حامل...
* اوووه بجد ؟
* اه... اديكي شوفتي بنفسك عملت ايه على الفطار... ناهد هانم قالت بنفسها الاعراض دي ظاهرة عندها من امبارح... شكلها حامل بجد...
* ما تحمل عادي يا نور...
* عادي اللي هو ازاي ؟ انتي قبلتيها بجد و هتسبيها تحمل منه ؟
* يعني هدخل بين زوجين في حاجة حساسة زي دي ؟ أكيد لا... انا ارقى من كده...
* بس أسيل لو خلفت هتبقى سيدة القصر و الآمرة و الناهية في العيلة دي... و وحدة وحدة هتركب فوق راس الكل...
*' مش هيحصل متقلقيش...
* انتي ليه متطمنة كده ؟ على فكرة هم خرجوا من ساعة... شكله اخدها على دكتور عشان يتأكدوا من الحمل...
* ربنا يوفقهم...
قالتها بلامبالاه و عادت للنظر في هاتفها... تعجبت نور ان نرمين راضية عن هذا و لم تفعل شيئًا... فجأة دخلت أسيل القصر و لم تنظر لأحد و توجهت للغرفة و كانت تبدو غاضبة للغاية... دخل آدم و لم ينظر لأحد ايضا و تابع طريقه لغرفته... غضبت نور و قالت
* عفصورين الحُب وصلوا... شوية و هينزلوا يبلغونا بالحمل... أول حفيد لعيلة نصار يبقى من وحدة من عامة الشعب زي دي... مش لاقية للعيلة و لا من مقامها... مش عارفة ازاي آدم اتجوزها و كمان حملت منه !!
* يمكن مش حامل...
* واضح انها حامل...
* لا... قولت أسيل مش حامل...
* و اللي يخليكي متأكدة من كده ؟
* لأن انا حطيتلها بإيدي حباية في كوباية الكاكاو بتاعتها...
* حباية ايه ؟!
* حباية كده اللي تشربها بتجيلها نفس أعراض الحمل !!
* ايه !!
ابتسمت نرمين بخُبث و شربت رشفة من قهوتها...
* طب ليه ؟ يعني لما آدم يشُك انها حامل أكيد هيفرح مش العكس....
* متبقيش سا*ذجة كأنك مش عارفة آدم... آدم مش متجوزها عشان بيحبها و عايز يبني عيلة زي ما اوهمنا... طلع جوازه منها مجرد نذ*وة...
* و انتي عرفتي ازاي ؟
* امبارح و هو مش موجود دخلت اوضته... كانت هي في الحمام... بالصدفة لمحت شريط حبوب منع الحمل تحت المخدة... يعني أسيل يا حرام آدم مأكد عليها تاخد الحبوب دي عشان متحملش منه... لأن ببساطة هو مش عايز اطفال ولا عايز يبني أسرة... ولا بيحبها اصلا... و من ناحية معاملته الحلوة ليها و اللطيفة دي ده عشان غرضه و بس... انا عارفة آدم... مش بتاع جواز... هو بس حابب ينبسط معاها كام ليلة و شايفها نوع جديد عليه و حَب يجربه... أول ما هيزهق منها هيرميها... و أسيل الغبيـ,ـة مفكرة انه كده بيحبها و مسلماله نفسها و ماشية وراه و بتحاول تكسب رضاه و ده عجب آدم انها بتتشدله لانه بيحب يكون مرغوب فيه مش العكس... فأنا قولت أقلب على أسيل الترابيزة و حطتلهت الحباية اللي عملت ليها الاعراض دي في الكاكاو...
تفاجئت نور مما سمعته من نرمين و قالت
* ده انتي طلعتي مش ساهلة خالص !!
* عيب عليكي ده انا نرمين هانم...
* تلاقي آدم بهدلها بره عشان كده جاية متعصبة...
* و لسه... آدم مليان غِل و هيطلع عليها... هي حابة القعدة معاه و حابة اللقب انها مراته... خليها تشرب بقا...
*********"
" أسيل اهدي و نتكلم بهدوء...
' مش هتكلم معاك بعد اللي انت عملته ده !!
" ده اللي كان لازم يحصل...
' هو ايه اللي كان لازم يحصل بالضبط ؟
" انا مش عايز عيال...
نزلت دموعها و قالت
' يعني انت لا عايز تحِب ولا عايز عيال... اومااال اتجوزت ليه هااا ؟ قبل ما ترد انا هجاوبك على السؤال ده... انت اتجوزتني بس عشان عجبك جسمـ,ـي و عشان رغبتك و شهوا*تك و بس... و انا زي الغيبـ,ـة قربت منك عشان انت جوزي و كان نفسي تحبني... بس لا ده مش هيحصل لانك شايفني مجرد وحدة بتقضي معاها كام ليلة حلوة... اتعصبت اوي لما شكيت اني حامل و اتجننت و قلبت عليا في ثواني... حكمت عليا اني هنزله قبل ما يجي اصلا... شايف ان ده طبيعي كأني مش إنسانة و اتحر*ق عادي !!
كان صامتًا يتابع كلامها الذي يخرج منها بأ*لم كبير و لم يتكلم... لم تتعجب من عدم رده عليها حتى لم ينفي اي شيء مما قالته لان هذا صحيح... نظرت له و من خذلانه لها و قالت
' طلقني... كده كده انت كنت هتطلقني... بس انا مش هقعد معاك اليومين دول معاك... مش طايقة اشوفك... ارمي عليا يمين الطلاق و خليني امشي من هنا...
" هتمشي تروحي فين ؟!
' ملكش دعوة... انا مش صغيرة و هعرف كويس ادبر حالي و اشيل نفسي... يلا طلقني...
" مش هطلق...
' مش هتطلق ؟! يعني ايه ؟!
" اللي سمعتيه... انا مش هطلقك...
' نعم ؟! انت لسه من كام ساعة قولت اننا هنطلق !!
" غيرت رأيي...
' والله ؟! بالسهولة دي ؟ انت مفكرني ايه بالضبط ؟ لعبة بتمشيها على مزاجك ؟! انا مش موافقة على الهبل ولا عايزة اعيش معاك تاني... كفاية كده... كفاية اوي الوقت اللي ضيعته معاك... يلا طلقني...
" قولت مش هطلق يا أسيل !!
إلتفت ليذهب لكنها وقفت امامه و منعته
" بتعملي ايه ؟ اوعى من قدامي...
' مش هتمشي غير لما تطلقني...
" اللي عندي قولته...
' ما تفهم بقا انا مبقتش عيزاك !!
" ولا انا كمان يا أسيل مش عايزك !!
' يبقى مش عايز تطلقني ليه ؟!
لم يرد فزاد غضبها و امسكته من ياقة قميصه و هزته بغضب قائلة
' رد عليا !! ايه السبب اللي يخليك تتراجع عن قرارك بالسرعة دي ؟!
" عايزة تعرفي ؟
' اه عايزة اعرف ! انت مش هتعرف تعيش معايا... ولا انا مش هعرف اعيش معاك... عشان كده نختصر الصداع ده كله و نطلق...
امسكها من يداها و ضغط عليهم بعـ,ـنف و قال بعضب
" هبقى غبي اوي لو طلقتك من غير ما ترجعيلي فلوسي اللي اهلك اخدوها مني و حطوها في كِرشهم... انا مش هطلق... و لو مصممة اوي على الطلاق و مش طيقاني رغم اني اخدتك في الحلال... هاتي بقا الـ 6 مليون اللي اخدوها اهلك مني و نطلق عادي جدا !!
صُدمت مما قاله الآن... ابتعدت عنه و نزلت دموعها على وجنتها من قسـ,ـوة كلامه... نظرت للأرض بخجل و قالت بصوت مكسـ,ـور
' بس انا مش معايا المبلغ ده !
" خلاص يبقى مسمعش نفسك !! انتي هنا في قصري... قصر آدم نصار اللي كنتي حتى متحلميش تعدي من قدامه اصلا !!دلوقتي بقيتي عايشة فيه... ف احمدي ربنا على كده... و الطلاق انا اللي اقرره يحصل امتى و فين و ازاي... مش انتي اللي تقرري كده... ملكيش أي أوامر عليا... شوفي نفسك الاول انتي فين و انا فين !!
نظرت له و الدموع في عيناها... نظرتها تحكي كل شئ بدون ان تتفوه بكلمه... لقد أذ*لها و احزنها كثيرا... لم يهتم آدم و إلتفت و خرج... جلست أسيل على الارض و ضمت نفسها بكلتها يداها و ظلت تبكي... يبدو أن دخلت في جحـ,ـيمه ولا يوجد طريق تخرج منه !
كانت نور تختبئ خلف الحائط و سمعت شجارهم... ابتسمت بفرح و عادت لغرفتها...
🫵🎀
والله مقدرتش ازعلكم و بارت تاني اهو زي ما طلبتوا 🩷
اتفاعلوا و علقوا كتير عشان البارت يظهر للكل 🫵
البارت الـ 14 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
" هبقى غبي اوي لو طلقتك من غير ما ترجعيلي فلوسي اللي اهلك اخدوها مني و حطوها في كِرشهم... انا مش هطلق... و لو مصممة اوي على الطلاق و مش طيقاني رغم اني اخدتك في الحلال... هاتي بقا الـ 6 مليون اللي اخدوها اهلك مني و نطلق عادي جدا !!
صُدمت مما قاله الآن... ابتعدت عنه و نزلت دموعها على وجنتها من قسـ,ـوة كلامه... نظرت للأرض بخجل و قالت بصوت مكسـ,ـور
' بس انا مش معايا المبلغ ده !
" خلاص يبقى مسمعش نفسك !! انتي هنا في قصري... قصر آدم نصار اللي كنتي حتى متحلميش تعدي من قدامه اصلا !!دلوقتي بقيتي عايشة فيه... ف احمدي ربنا على كده... و الطلاق انا اللي اقرره يحصل امتى و فين و ازاي... مش انتي اللي تقرري كده... ملكيش أي أوامر عليا... شوفي نفسك الاول انتي فين و انا فين !!
نظرت له و الدموع في عيناها... نظرتها تحكي كل شئ بدون ان تتفوه بكلمه... لقد أذ*لها و احزنها كثيرا... لم يهتم آدم و إلتفت و خرج... جلست أسيل على الارض و ضمت نفسها بكلتها يداها و ظلت تبكي... يبدو أن دخلت في جحـ,ـيمه ولا يوجد طريق تخرج منه !
كانت نور تختبئ خلف الحائط و سمعت شجارهم... ابتسمت بفرح و عادت لغرفتها...
*********
" يعني ايه الشحنة لسه موصلتش الميناء ؟؟ ده اسمه تهـ,ـريج و قلـ,ـة أدب !!
* انا اتواصلت مع المشرف و قال خلال يوم واحد و الشحنة توصل...
" مفروض كانت وصلت من يومين !!
* حصل مشاكل على حدود البحرية عطلت حركة السفن...
" اه تحصل مشاكل على الحدود و انا شغلي يقف بسبب كده ؟! كان مفروض البضاعة تبقى في المخاذن دلوقتي عشان بكره نسلمها للعملاء !! اكيد في حاجة حصلت...
* متقلقش يا آدم مفيش حاجة و السفينة ماشية بطبيعية و كل حاجة كويسة...
" بس التأخير ده هيخسرنا احنا !!
* ان شاء الله لا... خلي سلمى تتكلم مع العملاء على كده...
" سلمى اخدت اجازة اسبوع...
* ليه ؟
" مش عارف...
* طب اتصل عليها...
" مبتردش على تليفوناتي... هي عند امها اصلا... يمكن مشغولة...
* طب هنعمل ايه مع العملاء ؟
" كلمهم انت...
* يا آدم انا موجود في الخدمة و كل حاجة بس انت كده بتضغط عليا... انا اللي عليا كتير لوحده و مش ناقص والله...
" يعني انا اللي هكلمهم يا مصطفى ؟!
* اتصل على سلمى...
نظر له ببرود لكن ليس لديه خيار آخر... امسك الهاتف و قبل ان يتصل فُتح الباب و دخلت سلمى قائلة
* انا اهو موجودة...
تقدمت منه و وقفت أمامه و قالت
* نقدر نبدأ من الشغل دلوقتي...
" بس انتي لسه مخلصتيش اجازتك...
* لا عادي بعدين قعدة البيت مش حلوة و وحشني شغلي فلغيت إجازتي و جيت... كنت عايزني في ايه ؟
" السفينة اللي محملة بضاعة على اليونان اتأخرت عن موعد التسليم يومين كاملين...
* طب انا هكلم العملاء و متقلقش و هشرف على وصول السفينة بنفسي...
" كده كويس... بجد تسلمي يا سلمى...
* انا موجودة في الخدمة... عن اذنكم ابدأ شغلي...
" تمام... اتفضلي...
خرجت سلمى و عادت لمكتبها...
***********
كانت أسيل نائمة على السرير و تبكي بشدة و تتذكر كلامه " اه مش عايز... ولا عايز اي حاجة تربطني بيكي !!.... و لو طلعت حامل رشحيلي دكتورة كويسة تعمل عندها عملية إجهاض الجنين... هاتي بقا الـ 6 مليون اللي اخدوها اهلك مني و نطلق عادي جدا !!... شوفي نفسك الاول انتي فين و انا فين !! "
نزلت دموعها بأ*لم و ضر*بت بيدها على الوسادة بغضب و هي تصرخ قائلة
' غبيييـ,ـية !! انا غبيـ,ـة لأني حاولت احبك !!
ألقت الوسادة على الارض بغضب و تلعـ,ـن نفسها بكل العبارات المؤ*لمة... نهضت و نظرت للمرآة... ضحكت بسخرية و قالت لنفسها
' كنتي مفكرة ايه هااا ؟ كنتي مفكرة انه هيحبك لما تقربي منه ؟ انتي غبيـ,ـة اوي... آدم مبيحبنيش... هو شايفني مجرد جسـ,ـم بيتسلى بيه !! انتي مبتهمهوش... اول ما هيزهق منك هيرميكي... هيد*وس عليكي... هيتخلى عنك !!
امسكت زجاجة العِطر و ألقتها على المرآة ف كُسـ,ـرت كلها لقطع و وقعت على الارض و ظلت تُكسر كل شيء بالغرفة بجنون...
**************
في غرفة رنا... رنا جالسة على المكتب و تدرس... طرق الباب... تأفأفات و نهضت فتحت... انه مروان
- ازيك يا رنا ؟
* انا تمام...
- مش باين انك تمام... شكلك تعبانة...
* اه شوية يعني و عندي امتحان و بذاكر بالعافية... تركيزي تحت الصفر بس مضطرة...
- الف سلامة عليكي...
* الله يسلمك...
- خدي ده...
مرر لما علبة مغلقة... اخذته منه و قالت
* ايه ده ؟
- افتحي بنفسك و شوفي...
فتحت غطاء العلبة و وجدت بداخلها كيكة بالڤانليا... انها مدمنة كيك... ابتسمت و قالت
* دي ليا ؟
- من اولها لآخرها ليكي...
* شكرا يا مروان... هروح اعمل كوباية لبن و اتسلى على الكيك...
- لا متخرجيش.. خليكي هنا و كوباية اللبن هتوصلك لحد عندك... هخلي الخدم يعملوها
* ماشي... قولهم ان سكري.......
- معلقتين و نص...
* ايه ده انت عرفت ازاي ؟
- عادي... يلا اسيبك انا عشان معطلكيش عن مذاكرتك... سلام...
* سلام...
ذهب مروان و رنا اغلقت باب... اخذت قطعة من الكيك و اكلتها... كانت سعيدة للغاية... رغم تعبها و انها تدرس في ذات الوقت لم احد يهتم بها من ابويها... و أخاها الاثنان مازلا في صراع... انها وحيدة في هذا القصر الكبير... لكن مروان مختلف... انه يحاول اسعادها !!
* مروان...
- نعم يا ماما ؟
* خُد تعالالي...
- حاضر...
تبعها للغرفة و اغلقت الباب
- هااا يا ماما في ايه ؟
* كنت بتعمل ايه عند اوضة رنا ؟ و متنكرش !! انا لسه شيفاك واقف معاها بتكلمها...
- كنت بطمن عليها...
* و ده ليه بقا ؟
- عشان دي بنت عمي... مش وحدة غريبة يعني...
* بنت عمك اه... مروان هقولها مرة وحدة و مش هكرر كلامي تاني... رنا بنت نرمين السعدي ابعد عنها... لا اشوفك بتتكلم معاها ولا عند اوضتها تاني...
- و ده ليه ؟
* يعني انت مش عارف امها العقـ,ـربة دي !! ولا نسيت اها*نتها لينا انا و انت بعد مو*ت ابوك و هي و جوزها كانوا عايزين ياكلوا حقنا لولا ان آدم وقف في وشهم... بالسرعة دي نسيت و بتتلزق في بنتهم ؟
- اتلزق ايه و بتاع ايه يا ماما ؟ بقولك انها تعبانة ف اطمنت عليها مش اكتر... ملهوش لازمة كلامك ده... بعدين رنا مش شبه امها...
* لا طبعا كلامي ده له لازمة و لازم اوقفك عند حدك... و البنت دي سواء شبه امها او مش شبهها في الحالتين ابعد عنها... و مش هكرر كلامي تاني !!
ذهبت ناهد و مروان واقف في حيرة... انه يحب رنا... كيف سيبتعد عنها ؟
*************
كان آدم يعمل في مكتبه... رن هاتفه... نظر لاسم المتصل... ابتسم بخُبث و رد عليه
" معتز المَهدي بنفسه بيتصل عليا ! اهلا و سهلا بيك..
* و بيك يا آدم نصار... بقولك انا عايز اقابلك... اجيلك الشركة ؟
" لا مينفعش اصل لسه عمال النضافة ماسحين الارض... عيب تيجي و تبوظ تعبهم...
* دمك عسل من يومك !
" عارف مش محتاج تقولي...
* هبعتلك لوكيشن... تعالي عشان في كلام لازم نتكلم فيه...
" من عيوني !
***********
طرقت ناهد على باب غرفة آدم...
* أسيل انا جبتلك الغدا لانك منزلتيش...
لكن لا يوجد رد... طرقت مجددا
* يا أسيل انتي جوه ؟
عندما لم تجد ردا منها... امسكت مقبض الباب و فتحته بتردد... تفاجئت عندما رأت كل شيء بالغرفة مُحطم...
* ايه اللي عمل في الاوضة كده ؟
نظرت لأسيل النائمة في السرير و منكمشة في نفسها و تسعل بشدة من تعبها...
* أسيل !!
اقتربت منها و وضعت يدها على رأسها
* يلهوي حرارتك عالية اوي !! تعالي نروح للدكتور...
أسيل كانت صامتة و دموعا تنزل من عيناها و تنظر للفراغ كأنها في عالم آخر...
* يا أسيل انتي...
' مش عايزة دكاترة... انا كويسة...
* كويسة ازاي انتي مش شايفة حرارتك عالية ازاي ؟
' مش هتحرك من مكاني...
* طب هجيب الدكتور هنا...
' مش عايزة حد... لو سمحتي سيبني لوحدي...
* طب اتصل على آدم ؟
ضحكت أسيل بسخرية و قالت
' على أساس لو اتصلتي عليه ده هغير حاجة ؟ مفيش حاجة هتتغير... آدم اكتر واحد أذا*ني !!
* ليه بتقولي كده ؟ انتوا اتخانقتوا ؟
لم ترد عليها فنظرت لها ناهد بحزن... يبدو ان قلبها مكسو*ر للغاية... خرجت ناهد من الغرفة و اتصل على آدم لكن لم يرد...
* يوووه ما ترد يا آدم !!
*************
نزل آدم من سيارته في مكان شبيه الشاطئ... وجد معتز واقف و ينتظره بجانب سيارته و حُراسه واقفين بالقرب منه... مشى آدم بهيته و قال
" على اد ما بكر*هك على اد ما بحب اختيارك للأماكن...
* عيب عليك...
" هااا عايزني في ايه ؟
اشار معتز لرجاله بأن يقفوا بعيدا و فعلوا ذلك... تنهد معتز و قال
* سفينتي اللي انت فجر*تها و حر*قت كل البضاعة اللي فيها...
" انا عملت كده ؟ هو انت عشان مش لاقي المجر*م اللي عمل كده مش تلزقها فيا...
* لاني متأكد انك عملت كده...
" فين دليلك ؟
* مش معايا دليل و ده يأكدلي انك انت عملت كده... عارف ليه ؟ لان الذكاء و التنفيذ الشيـ,ـطاني ده مبيخرجش غير من دماغك انت... انا عارفك كويس يا آدم... حافظك كويس من ايام ما كنا بنشتغل سوا...
" كانت ايام سو*دة... طب نفترض ان انا عملت كده... عايز ايه بقا ؟
* عايز حقي... السفينة و البضاعة...
" والله ؟
* اه... مكان سفينتي هاخد سفينتك الألمانية... و البضاعة نتفاوض عليها بفلوس كاش...
" سفينتي الألمانية و فلوس كاش !! اممم... ده انت داخل عليا بعشم اوي... حد قالك اني ابن اختك الصغير ؟
* و انت حد قالك تلعب معايا ؟!
" حبيبي فوق لنفسك انا مبلعبش مع حد غير لما هو يبدأ اللعب معايا... انت بدأت يبقى تستحمل مش تعيط على التليفزيون و تيجي تطالبني باللي خسرته !!
* و انا عملتلك ايه يعني ؟
" هتعمل فيها عبـ,ـيط عليا يعني يا معتز المَهدي ؟
* انت اللي بدأت لما سحبت استثمارك من شركاتي و انسحبت في اصعب وقت كنت محتاجك فيه...
" انسحبت لاني اكتشفت انك بتلعب بديلك من ورايا...
* بس انا اعترفلك اني غلطت !
" الاعتراف ده تخليه لنفسك... الغلط طالما حصل يبقى هيحصل مرة و اتنين و تلاتة... و مش هغامر بشركتي و موظفيني عشانك يا معتز... و انا لما انسحبت من شراكتك صفيت كل حاجة و اديتك حقك كامل متكامل و انسحبت بهدوء و من غير مشاكل... انت عملت يا معتز ؟ جبت واحد هكـ,ـر اخترق حساباتي في البنك و سر*قتني... و مش كده وبس... وقعتني في قضية غسيل أموال و اتسبتت ان شركتي تقف 3 شهور كاملين... شو*هت سُمعتي قدام الاعلام بإسم " المغتسل آدم نصار "... و لكل فعل رد فعل يا ابن عيلة المَهدي... احمد ربنا اني حر*قت سفينك بس... كان مفروض احر*قك انت شخصيًا !! و آخر انذار ليك... ابعد عني و عن شغلي... لان لو حاولت تلعب بديلك عليا تاني... المرة جاية محدش هيحرمك مني !!
نظر له معتز بغضب و آدم ابتسم بشَر و إلتفت... ركب سيارته و ذهب....
**************
كانت نور في غرفتها و تكلم أحدا ما على الهاتف
* اتصرفي و تعاليلي...
* ما تفهم بقااا... مقدرش اخرج من ورا حد هنا...
* كفاية أعذار انا سيبتك كتير...
* والله ما اقدر اخرج... افرض حد شافني... و عمو فريد مش مستلطفني أبداً و لولا ابنه كان زمانه طردني...
* يوووه زهقت انا بجد !! اقولك ايه اتحججي بأي حاجة و اخرجي...
* طب هشوف... ممكن مراد يجي في أي لحظة... اقفل دلوقتي...
اغلقت نور هاتفها و تنهدت بضيق... و عند باب الغرفة كان يقف خالد... تعجب من سمعه... مع من تتحدث تلك الفتاة ؟ و من ستقابل ؟
فجأة وضع احد يده على كتفه... إلتفت... انه مراد !!
- بتعمل ايه قدام اوضة مراتي يا خالد ؟
• ولا حاجة... انا كنت معدي رايح اوضتي فوقفت افتكرت حاجة نسيت اجيبها... عن اذنك...
ذهب خالد و نظر له مراد بريبة... فتح باب غرفته و دخل... وجد نور تشاهد التلفاز... عندما رأته نهضت و عانقته
* و حشتني على فكرة...
* انتي اكتر...
ساعدته بأن يخلع معطفه و قالت
* عملت ايه في الشركة ؟
* عرفت اد ايه آدم متحكم بكل حاجة و انا دوري محدود اوي او مليش دور اصلا...
* الغلط على ابوك اللي فضل ينفخ فيه لحد ما ركب على دماغ الكل...
* و كمان عمامي الاتنين كاتبين كل ثروتهم بإسمه هو...
* ليه عملوا كده ؟
* كانوا شايفينه الابن المثالي... كان نفسهم يخلفوا زيه...
* ما هم مخلفين... اومال مروان و خالد و سلمى دول ايه ؟
* كانوا صيغيرين... آدم أكبرنا... و متنسيش انه من مراهقته فلحوص و ذكي و اتعلم كل حاجة في لمح البصر... كان عنده نظرة مستقبلية في راسه و حقق كده فعلا...
* و انت هتبقى زي الاباجورة كده ؟
* حقي مش هسيبه... والله ما هسيبله جنيه واحد !!
* ماشي...
* واضح انك مضايقة.... مالك ؟ في حد ضايقك ؟ ولا تكون اللي اسمها أسيل دي ضايقتك ؟
* متقدرش تضايقني اصلا... دي غبية و ساذجة...
* اللي يضايقك تيجي تقوليلي فورا...
* من عيوني... اجبلك تاكل ؟
* تجبيلي الاكل ليه و الاكل قدامي اهو...
تصنعت الخجل ف عانقها...
*************
في الليل وصل آدم القصر... توجه لغرفته و عندما فتح الباب وجد ناهد جالسة بجانب أسيل المتعبة النائمة... نظرت ناهد اليه ثم امسكت يده و اخذته للخارج
* رنيت عليك كتير و مردتش !
" كنت في الشركة...
* يادي الشركة اللي لحست دماغك دي... آدم افهم انت متجوز دلوقتي... أسيل النايمة دي بقت مسؤولة منك و لازم تخلي بالك عليها اكتر من كده...
" في ايه ؟
* أسيل تعبانة خالص... حرارتها عالية و حاولت انزلها بالكمادات و الأدوية برضو مفيش تحسن... خليتها تاكل بالعافية... و شكلها زعلانة اوي... مالها حصلها ايه ؟ في الصبح كانت كويسة مش بالشكل ده...
نظر آدم إليها و هي ملفوفة بالغطاء و واضح عليها الحزن و التعب... لعـ,ـن نفسه لأنه سبب ذلك...
* خليك جمبها و شوف ايه اللي مزعلها... متسبيهاش كده...
" تمام يا مرات عمي... شكرا اوي لانك كنتي جمبها...
* ده واجبي يا ابني... صح انا سألتها عن اهلها كنت عايزة امها او حد من اخواتها يجي يقعد معاها شوية بس قالت كلام غريب ان كان ليها اهل بعدين بقت من غير اهل... انا مفهمتش بالضبط هي تقصد ايه ؟
" ابقا احكيلك بعدين يا مرات عمي...
* زي ما تحب... تصبح على خير...
" و انتي من اهله...
ذهبت ناهد و دخل آدم غرفته... نظر اليها بحزن و قلبه يتآكل عليها... غَيَر ملابسه و ارتدي ملابس البيت... اقترب من السرير و جلس على طرفه... نظر لها و هي تعطيه ظهره و ملفوفة بالغطاء و منكمشة في نفسها... بتردد وضع يده على جبهتها وجد حرارتها عالية للغاية و جسدها يرتعش !!
" أسيل قومي نروح المستشفى...
لم ترد عليه
" يا أسيل مينفعش تقعدي كده...
وضع يده على كتفها فقالت بتعب
' شيل ايدك من عليا و سيبني في حالي !!
ابعد يده... فهم منها انها لا تريد اقترابه منها بأي شكل... لكن كيف يقنعها ان تأتي معه ؟
" انتي حرارتك عالية... لازم نروح المستشفى...
' مش هتحرك من مكاني... و ملكش دعوة سواء انا تعبانة او لا... متدخلش في اي حاجة تخصني... ابعد عني لأني مش طايقة اشوفك ولا اسمع صوتك... يارب امو*ت و ارتاح منك !!
كلامها او*جعه كثيرا... لقد اوصلها لحالة ان تتمنى المو*ت حتى تبقى بعيدة عنه !!
لا يعرف ماذا يفعل... لكن الذي يعرفه جيدا انه لا يستطيع ان يتركها بهذه الحالة...
" أسيل... آخر مرة بقولك قومي بهدوء نروح المستشفى !
' لا مش قايمة و اطلع بره يا آدم !!
" ماشي... انتي اجبرتيني اعمل كده !
نزع الغطاء من عليها ف قالت
' انت بتعمل ايه ؟؟
اقترب منها رجعت للوراء بخوف
' ابعد... إياك تقربلي !
لم يستمع لها و اقترب أكثر... فجأة حملها بين يديه فشهقت بذعر و قالت بغضب و هي تضربه بيداها الضعيفتان
' نزلني يا متـ,ـخلف !!
تجاهل كل صراخها و غضبها و ذهب بها الى الحمام... اغلق الباب عليهم... انزلها على الارض
' انت بتعمل ايه و قفلت الباب ايه ؟؟
" مش انتي مرضتيش تقومي نروح المستشفى ؟ يبقى استحملي اللي هيجرالك...
خافت منه ف اقترب منها بخطوات ثابتة و هي ترجع للوراء حتى اصطدمت بالحائط... قبل ان تهرب حاوطها بجسده و قالت بغضب
' بقولك ابعد عني !!
" اقلعـ,ـي هدومك...
' ايه !!
" اللي سمعتيه... يلا اقلعـ,ـي هدومك...
' واضح انك اتجننت في دماغك... على جثتـ,ـي لو خليتك تلمـ,ـس شعرة مني !!
" مش بمزاجك يا أسيل...
وضع يدها على ثيابها ف دفعته و رفعت يدها لتصفعـ,ـه لكنه امسك يدها بيده القوية مقارنةً بيدها الضعيفة... بدأت الدموع النزول من عيناها و قالت بصوت مبحوح
' ارجوك متقربش مني !
لم يستمع لها و بدأ بنزع ثيابها قطعة تلو الاخرى و هي تبكي و تترجاه ان يبتعد عنها لكن لا حياة لمن تنادي... أنانيته جعلته اعمى عن كم الأ*لم الذي تسبب به لها... بقيت أمامه بملابسها الداخلية و تحاول إخفاء جسدها بيداها و لم يترك لها منفذ للهروب... وضع يده على وجنتها و رفع رأسها لتنظر اليه بعيناها المليئة بالدموع
" بطلي عياط !!
هذا هو ما يفرق معه... ان لا تزعجه... لكن مشاعرها و قلبها المحطم... لا يهمه... نظرت لعيناه الحادة و الخالية من المشاعر و قالت بحزن
' اتفضل... اعمل اللي انت عايزاه... ما انا البضاعة اللي انت اشتريتها !!
تابعت بغضب
' انا بكر*هك... عمري ما كر*هت حد قدك انت !!
لم يهتم و اقترب منها فاغمضت عيناها لانها تشمئز النظر اليه... انها لا تريده... هذا ليس الرجل التي طالما تمنته... هذا وحش !! شعرت بأنفاسه الدافئة قريبة منها للغاية فاعتصرت عيناها بغضب و حزن... نظر لها آدم و كيف هي خائفة ولا تريد اقترابه منها و جسدها يرتعش... امسك يدها و شدها إليه اصطدمت بصدره الصلب و يده تمشى على ظهرها العا*ري المرتعش و كم هو ساخن للغاية... تمنت أسيل ان تمو*ت في تلك اللحظة لتتخلص منه... فجأة وجدت المياة تسقط عليها من الدش... شهقت بذعر من برودتها و قبل ان تبتعد قبض عليها بيده على ظهرها لتظل قريبة منه... قال آدم
" خليكي تحت المية الساقعة عشان حرارتك تنزل...
' دي ساقعة اوي...
" بس هتنزل حرارتك...
' مش قادرة... مش قادرة استحملها... بتو*جع جسمي !
" معلش استحملي... انا معاكي !!
ظل قابض عليها حتى لا تهرب من المياة الباردة... ابتلت أسيل بالكامل و هو كذلك... رغم برودة المياة لكن لم يتركها و ظل معها... صدرها يعلو و يهبط و شفتاها تتخبط ببعضهما... لفت يداها حول ظهره و عانقته بشدة لعلها تنجو من قسوة المياة الباردة على جسدها الرقيق... بالكاد يشعر بضربات قلبها على صدره... مسح على شعرها برفق و قال
" أنا آسف يا أسيل !! آسف على كل الأ*لم اللي اتسببتهولك... سامحيني !
فتحت عيناها لتنظر له بعيناها المتعبتان و هو ينظر لها و قالت له بغضب
' انا بكر*هك... مستحيل اسامحك !!
غضب آدم من كلامها... لكن هو السبب الذي اوصلها لهذا... ان تكر*هه بدل أن تحبه !!
ظلا صامتين و أسيل في حضنه و جسدها يرتعش بين يداه و المياة تنزل عليهم... بعد دقائق وضع يده على رقبتها يلمسها بأنماله... وجد ان حرارتها انخفضت ف اغلق المياة... سحب المنشفة و جفف جسدها برفق و هي تنظر له بحيرة... كيف يتحول هكذا في لحظة و يصبح طيبًا ؟ لكن وعدت نفسها وعدًا قاطع أنها لم و لن تثق به مجددا... لن تسمح ان يخدعها بأفعاله تلك... لقد اكتفت حقًا من انا*نيته !!
انتهى من تجفيفها و كانت ستذهب لكنه وقف امامها
" رايحة فين ؟
' رايحة ألبس هدوم غير اللي اتبلوا دول... ولا انت عايزني اقعد عشان تعمل اللي معملتهوش ؟ عايز تلمـ,ـسني و انا تعبانة بالمنظر ده ؟
" متعاملنيش كأني حيو*ان و بجري ورا شهوا*تي...
' ليه هو انت مش كده فعلا ؟
ابعد عيناه عنها و لم يرد... لم تفهم بعد انها الفتاة الوحيدة التي زعزعت حصون و ثبات قلبه... هو ايضا لم يفهم بعد ان قلبه جعله يفعل هذا... لأنه يظن ان قلبه ميـ,ـت لا يشعر !!
دفعته بيدها و خرجت... نظر لطيفها بحزن... لقد اطفأها... لقد دمر*ها !!
اغلق آدم الباب عليه... خلع تيشرته المبتل... شغل المياة الباردة و اخذ حمامًا بها ليريح رأسه...
بدلت أسيل ملابسها و ارتدت بيجامة صوفية... جففت شعرها ثم مشطته و ربطته ذيل حصان... فتحت الباب و خرجت من غرفة الملابس... وجدت آدم خارج من الحمام عا*ري الصدر و المنشفة على كتفه و قطرات المياة تنزل من شعره... نظر لها و قال
" حرارتك نزلت ؟
اقترب بخطوة فقالت فورا
' متقربش !!
وقف مكانه ف اكملت
' حرارتي نزلت... متقربش مني... كفاية !!
قالتها بغضب و حزن واضح في عيناها... اقتربت من السرير و استلقت على السرير و سحبت الغطاء عليها... جمع آدم قبضته بغضب لانه تسبب بخوف كبير لها... ذهب و بَدل ملابسه و جفف شعره و عندما خرج نظر لها... اقترب من السرير... لقد نامت... سحب وسادة من جانبها و وضعها على الاريكة... استلقى على الاريكة و خلد للنوم...
فتحت نت مخصوص عشان انزله في معاده و متأخرش عليكم... فـ يلا تفاعلوا و علقوا كتير عشان البارت يظهر للكل 🥹🩷
البارت الـ 15 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
" رايحة فين ؟
' رايحة ألبس هدوم غير اللي اتبلوا دول... ولا انت عايزني اقعد عشان تعمل اللي معملتهوش ؟ عايز تلمـ,ـسني و انا تعبانة بالمنظر ده ؟
" متعاملنيش كأني حيو*ان و بجري ورا شهوا*تي...
' ليه هو انت مش كده فعلا ؟
ابعد عيناه عنها و لم يرد... لم تفهم بعد انها الفتاة الوحيدة التي زعزعت حصون و ثبات قلبه... هو ايضا لم يفهم بعد ان قلبه جعله يفعل هذا... لأنه يظن ان قلبه ميـ,ـت لا يشعر !!
دفعته بيدها و خرجت... نظر لطيفها بحزن... لقد اطفأها... لقد دمر*ها !!
اغلق آدم الباب عليه... خلع تيشرته المبتل... شغل المياة الباردة و اخذ حمامًا بها ليريح رأسه...
بدلت أسيل ملابسها و ارتدت بيجامة صوفية... جففت شعرها ثم مشطته و ربطته ذيل حصان... فتحت الباب و خرجت من غرفة الملابس... وجدت آدم خارج من الحمام عا*ري الصدر و المنشفة على كتفه و قطرات المياة تنزل من شعره... نظر لها و قال
" حرارتك نزلت ؟
اقترب بخطوة فقالت فورا
' متقربش !!
وقف مكانه ف اكملت
' حرارتي نزلت... متقربش مني... كفاية !!
قالتها بغضب و حزن واضح في عيناها... اقتربت من السرير و استلقت على السرير و سحبت الغطاء عليها... جمع آدم قبضته بغضب لانه تسبب بخوف كبير لها... ذهب و بَدل ملابسه و جفف شعره و عندما خرج نظر لها... اقترب من السرير... لقد نامت... سحب وسادة من جانبها و وضعها على الاريكة... استلقى على الاريكة و خلد للنوم...
**************
مَر اسبوعين... اسبوعين و هي بعيدة عنه تمامًا... لا تتحدث معه و تتجنب رؤيته بكل الطُرق... لاحظ آدم انها اصبحت بعيدة عنه... بعيدة جدا بعد ان كانت هي بنفسها تقترب منه و تهتم به... لقد خُلقت فجوة كبيرة بينهم... و آدم هو الذي خلق تلك الفجوة... الآن يتذوق عواقب افعاله الطائشة التي قتـ,ـل بها قلب أسيل الرقيق...
تجنب مروان التحدث مع رنا في القصر حتى لا تراه أمه... لأنه يعرف جيدا مدى العداوة التي بين والدته و والدة رنا... لكن من الجانب الآخر كان يلتقي بها في الجامعة...
كان خالد جالس في الحديقة يستمتع بشمس الصباح الرقيقة و بيده قهوته و يقرأ كتابًا... فجأة وجد نور تخرج من القصر و تنظر حولها... و لحسن حظه ان امامه شجرة كبيرة فلم تراه منها و تابعت طريقها للخارج...
• رايحة فين دي ؟!
قالها و هو ينهض... تذكر عندما سمعها انها ستقابل شخصًا... حتمًا ستقابله الآن... خرج خالد من القصر... رآها واقفة على الرصيف و اخذت تاكسي... اخذ هو تاكسي ايضا
• امشي ورا التاكسي ده...
اومأ له السائق و تابع التاكسي الذي أمامه و بعد دقائق وقف التاكسي أمام مول تسوق و نزلت منه نور و دخلت في المول... كذلك نزل خالد و تابعها للداخل... لكن لم يجدها...
ظل وافقًا ينظر بعيناه في كل مكان باحثًا عنها لكن لم يجدها كأنها تبخرت !
كانت نور مختبئة خلف حائط... لقد لاحظت ان خالد أتى خلفها لذلك اختبأت... نظرت من طرف الحائط... إلتفت خالد و خرج من المول... تنهدت براحة ثم فتحت هاتفها اتصلت بشخص ما
* انت فين ؟؟
* انا في الطريق اهو... انتي فين ؟
* انا في المول...
* مول ايه ده اللي روحتيه على الصبح ولا انتي بتتهربي مني ؟
* مش بتهرب... الز*فت خالد جه ورايا...
* جه وراكي ليه ؟
* مش عارفة... شكله شاكك فيا فبيراقبني... انا دخلت المول و استخبيت لحد ما مشي... خمس دقايق و هكون عندك...
* ماشي...
***************
كانت أسيل تُعد عصيرها المفضل في المطبخ ( الفراولة باللبن )... فهي تحب إعداده بنفسها... دخلت نرمين المطبخ... وجدت أسيل تخلط الفراولة باللبن في الخلاط...
* بتعملي ايه يا أسيل ؟
التفتت لها أسيل و قالت
' بعمل عصير...
* اه لاحظت حتى ريحته حلوة...
' اعملك معايا ؟
* اه لو مش هتعبك يعني...
' لا عادي...
جلست نرمين على الطاولة الموجودة بالمطبخ... انهت أسيل اعداد العصير و قدمت لها كوب... نرمين اخذتها منها و شكرتها... و شربت رشفة من الكوب و قالت
* حلو اوي...
' تسلمي...
و قبل ان تشرب أسيل من كوبها... ألقت نرمين الكوب على الارض بعنـ,ـف و كُسـ,ـر و العصير تبعثر على الارض... تفاجىت أسيل و قالت
' عملتي ليه كده ؟!
* براحتي... انا سيدة القصر ده... اعمل اللي انا عايزاه... يلا شيلي الازاز ده و نضفي الارض... و المواعين تتغسل و المطبخ ده كله يتقلب و يتنضف... و الغدى و العشا عليكي... الخدم اديتهم اجازة النهاردة... يلا اتحركي...
' و انا ليه اعمل ده كله ؟
* كده... مزاجي كده...
' ملكيش أوامر عليا !
ضحكت نرمين بسخرية و قالت
* سبحان الله البنت اللي باعوها اهلها كبرت و طلع ليها صوت... انتي يا بت يوم ما يطلعلك صوت يطلع على اسيادك ؟؟
انزعجت أسيل من كلامها ذاك كثيرا... اقتربت نرمين منها و امسكت يدها بشدة و قالت بتهديد
* سيبتك اسبوعين بحالهم مأنتخة في اوضتك... كفاية دلع يا حبيبتي... مش عارفة آدم دفع فيكي ليه 6 مليون على ايه... المهم يا زرقة... اللي قولته يتنفذ بالحرف الواحد من غير اعتراض... لاطردك من هنا... و يبقى لا ليكي اهل ولا عيشة هنا...
تركت يدها و القت في وجهها أدوات التنضيف قالت
* يلا أبدائي...
خرجت نرمين... نظرت أسيل للفوضى و تذكرت كلامها الذي ازعجها حقًا... لم تقل آدم اي شيء لانه في نظرها سبب كل هذا... بدأت بالتنظيف كما أمرتها نرمين...
**************
في الليل....
عاد آدم من عمله... دخل غرفته لم يجد أسيل... تعجب قليلا تلك اول مرة يعود ولا يجدها في الغرفة... بدل ملابسه و خرج من الحمام... لم تأتي بعد... نظر آدم من الشرفة ربما تكون جالسة في الحديقة تشم بعض الهواء... لكن لا ليست موجودة و نور الحديقة مقفل اساسًا...
نزل للخلف... رآه والده فريد و قال
* كويس انك جيت... تعالى اتعشى معانا...
اومأ له و جلس مكانه على السفرة... فكر مع نفسه ربما أسيل مع ناهد زوجة عمه... ستأتي معها الآن لتناول العشاء... جاء الجميع و جلس في مكانه بما فيهم ناهد التي جلست بمفردها... اذنً أين أسيل ؟ وسط كل تساؤولاته وجد أسيل تأتي إليهم... يبدو عليها التعب و الارهاق و تحمل اطباق الاكل بيدها... تفاجئ آدم... وضعت أسيل الاطباق على السفرة... نظرت نرمين لآدم المتفاجئ ولا يفهم ما يجري... ابتسمت بخُبث و قالت
* العشا النهاردة مش عادي... العشا من ايدين أسيل مرات آدم... يا حرام تعبت اوي...
لم تهتم أسيل لها و إلتفتت لتذهب لكن اوقفها آدم عندما امسك يدها و قال بغضب
" انتي بتعملي ايه ؟؟
' مش باين يعني ؟
" اه مش باين... انا بدور عليكي من اول ما جيت... في الاخر تطلعي في المطبخ و بترتبي السفرة... فين الخدم ؟
ردت نرمين مسرعة
* اديتهم اجازة... قولت ننوع بقا و ناكل من ايدين مراتك النهاردة... بس مقولكش... الغدا كان خطير... كانت هي برضو اللي عملاه... تلاقي اتراكم عليها مواعين كتير و لسه مواعين العشا... هتغسليهم امتى يا أسيل ؟؟
كانت أسيل ستتكلم لكن آدم قاطعها بغضب
" اخرسي !!
* انت بتقولي انا اخرسي ؟!!
" اه بقولك انتي... انتي اتعديتي حدودك جامد يا ماما... حد قالك ان انا متجوزها عشان تخدمكم ؟!
* اومال متجوزها ليه ؟ دي حتى مش شبهك ولا من مستواك و فوق كده دفعت فيها 6 مليون كاملين... ليه ان شاء الله ؟ لتكون هي الاميرة ديانا و انا معرفش ؟! دي حتى بنت من منطقة شعبية و كانت بتشتغل جرسونة في كافيهات !!
" بس كفاية بقولك اخرسي !!
حزنت أسيل كثيرا مما قالته لها و دمعت عيناها بينما نرمين ابتسمت عندما وجدتها تبكي... كان آدم سيتكلم لكن أسيل قالت
' بتسكتها ليه ؟! هي قالت حاجة غلط ؟!
" أسيل...
' كله ده بسببك... انت رخصـ,ـتني... انت السبب !!
نزعت أسيل مريول الطبخ و ذهبت لغرفتها و هي تبكي... نظر آدم بغضب جحيمي الى والدته التي امسكت الشو*كة و السكيـ,ـن و بدأت في الاكل... أشار لها بسبابته و قال بغضب
" مراتي خط احمر... لو قربتيلها او ضايقتيها بأي شكل... هزعلك اوي !!
* هتعمل ايه يعني ؟
ضر*ب فريد يده على الطاولة و قال
* بس خلاص كفاية !!
* شايف ابنك بيكلمني ازاي ؟
* قولت كفاية يا نرمين !!
صمتت نرمين... قال فريد
* خلاص يا آدم... انا هتكلم مع امك... آسف على اللي حصل...
" اه اتكلم معاها لأني لو انا اتكلمت هنسى انها تبقى امي و هقول كلام صعب اوي !!
* ماشي... روح اقعد مع مراتك و بلغها أسفي...
" هروح يا بابا... بس اسمعوا الكلام ده ليكم كلكم... قسمًا عظمًا اللي مش هيحترم مراتي مش هرحمه مهما يكون مين هو... مراتي مش خدامة لحد... اللي عايز يطفح يعمل لنفسه...
نظر لنرمين و اكمل
" محدش يستجرأ يأمرها بحاجة... هي جزء من القصر ده زيها زيكم... و غصب عنكم هتحترموها و الا هوريكم وشي التاني... تمام يا ماما ؟
نظرت له نرمين بإبتسامة خبيـ,ـثة... نظر لها آدم بغضب و ذهب لغرفته... نظر فريد الى نرمين و قال
* تعالي ورايا...
نهض فريد و نرمين ورائه...
**************
في الغرفة....
آدم يمشي ذهابًا و إيابا و غاضب للغاية... اقترب من أسيل و صرخ في وجهها
" ازاي لما قالتلك نضفي و اطبخي... متصلتيش عليا فورا ليه ؟!
كانت صامتة و صمتها هذا يجُن آدم... امسك يدها بشدة و قال
" ما تردي عليا !!
تألمت أسيل من مسكته فلاحظ و تركها... ازاح شعره للخلف و حاول تهدئة نفسه... لاحظ انها في يدها شريط أبيض... امسك كف يدها و نزع الشريط و رأى الجـ,ـرح و قال بقلق
" اتجـ,ـرحتي ازاي ؟
تذكرت أسيل و هي تنظف مكان الكوب الذي كـ,ـسرته نرمين عمدًا... جرحتـ,ـها قطعة الزجاج... عرف آدم الاجابة من صمتها... تنهد بغضب و قال
" اقعدي هنا... دقيقة و جاي...
خرج آدم... جلست أسيل على الاريكة و تتذكر كلام نرمين و انزعجت منها للغاية... عاد آدم و معه صندوق الإسعافات الأولية... اغلق الباب و شغل الضوء الابيض... جلس بجانبها و فتح صندوق الاسعافات... مد يده اليها و قال
" هاتي ايدك...
' هتعمل ايه ؟
" مش هاكلك يعني... هاتيها بس
قرَّبت يدها منه بتردد... امسك كف يدها و فتح زجاجة المطهر و ضعها على جر*حها... اصدرت أسيل آنين ألم...
" آسف...
' بتتأسف على ايه ؟
" على كل حاجة...
نظرت له... بدأ في ربط يدها بالشريط الطبي...
' بس هي كلامها صح...
رفع رأسه و نظر اليها و قال
" كلامها صح ازاي ؟
' يعني ليه تدفع 6 مليون عشان تتجوزني ؟ المبلغ كبير كان ممكن تعمل بيه حاجات كتيرة تنفعك... ليه دفعته ؟ و عشان ايه ؟ كسبت ايه يعني ؟
" كسبت اني اتجوزت وحدة نضيفة...
' بس انت وسختـ,ـني... وسختـ,ـني بأفعالك و بكلامك و الكل هيتكلم عليا بسببك...
" محش هيتجرأ يفتح بوقه بكلمة عليكي... و اذا كان على أمي انا خلاص رديت عليها و مسكتش... و بابا هيكلمها برضو...
' اه كتر خيرك... مش ناوي تطلقني ؟
" اطلقك ليه ؟
' مزهقتش مني ؟ او مثلا مجبتش اخرك مني لاني مش سمحالك تقربلي ؟... انا قولت كلها يومين و هتطلقني...
" انتي شايفة اني متجوزك عشان رغبتي و بس ؟
' اومال هيكون عشان ايه يعني ؟
كان سيتكلم لكن قاطعته قائلة
' كفاية ذُل فيا... كفاية انا قر*فت !!
نهضت و دخلت الشرفة... كان سيدخل خلفها لكنها اغلقت الباب و اعطته ظهرها... غضب آدم من نفسه كثيرا لانها اوصلها لتلك الحالة....
**************
* ايه اللي عملتيه ده يا نرمين ؟
* عملت ايه يعني ؟
* كل ده و بتقولي عملت ايه ؟!
* اللي عملته فيه ده قليل...
* طب مراته ذنبها ايه ؟
* ذنبها ان هي مراته... اي حاجة تخُصه انا بكر*هها !!
* هو آدم عملك ايه ؟ بتكر*هيه بالشكل ده ليه ؟؟
* انت عارف كويس انا بكر*هه ليه... متعملش نفسك مش عارف حاجة يا فريد !!
* كل ده عشان آدم نسبته أكبر من مراد ؟
* هي بس نسبته اكبر من مراد... ده هو المتحكم في كل حاجة !!
* شيفاه يعني أكل حق حد فينا ؟
* كمان ناقص ياكل حق حد فينا !!
* نرمين... بحذرك لأخر مرة... ابعدي عن آدم و مراته !!
* مش هبعد غير لما حق مراد يرجعله كامل و حق رنا كمان... و متدخلش باللي انا بعمله... وإلا انت عارف كويس انا ممكن اعمل ايه !!
اقتربت منه و قالت بشَر
* تحب اقول لآدم ان انا مبقاش أمه و ان أمه الحقيقية انت حرمتها منه و خليته يفكرني انا أمه ؟! تخيل آدم لو عرف... هيكر*هك اوي يا فريد نصار !!
* ماشي قوليله... مجرد ما تقوليله انا هقوله انك انتي أجرتي نور تظهر في حياته و ترسم دور الحب عليه و انها هتتجوزه عشان تسرق ثروته... و لما فشلت خليتها تخو*نه مع مراد عشان تو*جعيه بيها... ساعتها آدم هيدوس عليكي انتي و ابنك بجز*مته يا نرمين... و مش هيطولك ولا جنيه من ثروته... و انتي عارفة كويس آدم و شَره !!
بلعت ريقها بقلق و نظر لها بخُبث و خرج... قالت نرمين بغضب
* والله ماشي يا فريد !! هحسرك على ابنك !!
***************
في شقةٍ ما... كانت نور نائمة بحضن رجل...
* نفسي افضل معاك على طول...
* و هو مراد مش مأدي واجبه ولا ايه ؟
* واجب ايه اللي يأ*ديه ؟ ما انت عارف اني بحطله حبوب منومة في العصير بتاعه... اول ما يحاول يقربلي بيروح في سابع نومة... و لما يصحى الصبح يلاقيني جمبه يفتكر انه قربلي فعلا...
* ده انتي مطلعتيش سهلة... بتعملي الحوار ده من امتى ؟
* من زمان اوي... قولتلك انا بتاعتك انت و بس يا معتز !!
نعم أعزائي القارئين و القارئات... هذا هو معتز المهدي !!
شد معتز نفس من السيـ,ـجارة و قال
* أخبار آدم و مراته... في جديد ؟
* لا... كل شوية يتخانقوا... شكلهم هيطلقوا...
* احسن برضو... بس تعرفي انا اشهد بشطارتك... عملتي لآدم تروما من الحُب... تلاقي بيعذ*بها معاه...
* اه ما انا عارفة... مش عارف يستقر في حياته بسببي... برضو القلم اللي اخده مني مكنش سهل...
* اه يا واد يا جامد انت !!
ضحكا في صوت واحد
****************
تاني يوم...... خرجت رنا مع صديقتها ألاء بعد ما انهوا الامتحان
* الامتحان كان صعب...
* و انا برضو بقول كده...
* اوووف... يا خسارة اللي ذاكرته...
* ان شاء الله النتيجة تكون كويسة...
* ان شاء الله...
رنا لمحت مروان يقف مع اصدقائه و يبدو انهم يراجعون الامتحان... لاحظت ألاء عيناها التي عليه...
* الواد بتاع اللامبورجيني اهو...
* واد ؟! اسمه المهندس مروان أحمد نصار...
* اه المهندس... و انتي اتحقمتي كده ليه لما قولت عليه واد ؟
* متحمقتش ولا حاجة...
رآها مروان ف استأذن من اصدقائه و مشى اليها... ابتسمت ألاء و قالت
* طب اسيبك انا يا رنون... باي...
* باي...
وقف مروان أمامها و قال
- الامتحان كان كويس ؟
* لا... كان صعب شوية...
- اممم نفس الحكاية معايا...
* انت كمان اتداس عليه من الامتحان ؟
- اه بس عادي...
* نفسي اكبر دماغي زيك...
- و انتي مش مكبرة دماغك ليه ؟
* نفسي اطلع مُعيدة بس شكلها خلاص راحت... ده تالت امتحان يجي صعب...
- يمكن حليتي صح ؟
* معتقدش كله...
- طب خلاص متزعليش... راجعة القصر ؟
* لا... القصر كئيب اوي...
- عندك حق... طب انا رايح ألف بالعربية شوية... تيجي معايا ؟
* هتلف فين ؟
- يعني... الاول هتغدى لاني جعان اوي... و بعد كده ممكن اللعب كورة و اروح الجيم...
* ايه الملل ده ؟
- ايه ؟ انتي بالنسبالك اللف ايه ؟
* تعالي و اوريك...
امسكت يده ف ابتسم لانها امسكتها و ذهب معها...
***************
ربطت رنا قفاز الملاكمة و كذلك مروان... و كانا يقفا على حلبة الملاكمة...
- عمري ما كنت اتوقع ان رنا البنت الرقيقة بتلعب بوكس !
* لا اتوقع عادي... باجي هنا اخرج كل طاقتي في الاستاندة البلاستيك دي... أما النهاردة ( أشارت له بيدها ) انت هتحل مكان الاستاندة البلاستيك...
- هتضر*بيني ؟
* لو مبتعرفش تلعب بوكسينج... انسحب عادي...
- جيتي للشخص الصح ! نبدأ ؟
* نبدأ و ماله !
اخذت رنا وضع الهجو*م و كذلك مروان... و بدأت اللعبة... سدد مروان لكمات لها لكنها تفادتهم كلهم... تفاجئ مروان فهي تعرف كيف تلعبها...
- دارسة الدفاع في البوكسينج كويس !
* مش الدفاع بس !!
قالتها ثم سددت له لكمات متتالية في كل مكان لكنه تفداها جيدا...
* انت بتعرف تلعب كويس اهو...
- عيب عليكي ده انا مروان نصار !!
اشتعلت المباراة بينهم و كل واحد منهم يسدد اللكمات و الآخر يصُدها... كانا محترفين للغاية و مروان أدرك ان رنا مليئة بالمفاجئات اكثر مما توقع... متى تتوقف تلك الفتاة جذب انتباه بتلك الطريقة ؟ انها جميلة و ذكية و مرحة... نظر لعيناها المليئة بالحماس و هي تسدد له اللكمات... انسحر بها و شرد لوهلة... فجأة لكمته في وجهه و اوقعته أرضًا !! شهقت رنا بخوف... لقد تهو*رت عليه كثيرا... خلع مروان قفازان الملاكمة و امسك فَك وجهه و تأوه بأ*لم... خلعت رنا قفازان الملاكمة و القتهم بعيدا و جست على ركبتاها قريبةً منه و قالت بقلق
* مروان انت كويس ؟
- آآآه... ايدك تقيلة بجد !
* والله ما كان قصدي... انا بس اندمجت في اللعب مش اكتر...
- شيفاني استاندة بلاستيك عشان تضر*بيني بالشكل ده !!
* أنا آسفة والله مكنتش اقصد... وريني وشك كده...
حاوطت وجهه بيداها و ظلت تتفحصه
* الحمد لله مفيش د*م...
- بس و*جعاني...
* فين الو*جع ؟
- هنا...
* فين ؟
امسك يدها و وضعها على قلبه و قال
- هنا الو*جع يا رنون...
* والله ؟ ( دفعت يده ) بطل قلش عليا !!
ضحك و هي نظرت له بغضب و قبل ان تبتعد شد رجلها لتقع على الحلبة ثم حاوطها بجسده و قال بخُبث
- اللعبة لسه مخلصتش !!
* لا خلصت اول ما وقعت على الارض هتمو*ت من ضر*بتي...
- الصراحة ضر*بتك كانت تقيلة...
* عشان تعرف اني اقدر اتعلم اي حاجة...
- ما انا عارف انك مش عادية...
* يبقى استسلم عشان انا يعتبر الفايزة...
- بس لسه في جولة صغننة...
* ألبس قفازات الملاكمة تاني و نكمل ؟
- لا مش لازم...
* اومال هضر*بك ازاي ؟
- مش لازم تضر*بيني... كده كده انتي ضر*بتيني في قلبي...
نظرت له مما قال... نزلت عيناه لشفتاها و عانق شفتاها بشفتاه و قَبلها بعشق... تفاجئت رنا و حاولت ابعاده... دفعته بقوة و نهضت... نهض هو أيضا ولا يعرف كيف تهو*ر و اقترب منها لهذا الحد... مسحت رنا أثار شفتاه من عليها و قالت بغضب
* انت ازاي تقرب مني بالشكل ده ؟
- رنا انا...
* انت حيو*ان !!
صُدم مما قالته... بكت و قالت
* انا اعتبرتك اخويا عشان كده كنت بروح و اجي معاك للجامعة... اطمنت بوجودك... بس انت... انت طلعت باصصلي بالشكل القذ*ر ده !!
- أنا آسف يا رنا والله ما اعرف عملت كده ازاي ؟
* انت واحد قذ*ر... قسمًا بالله لو كلمتني تاني او قربلتي هقول لبابا يتصرف معاك يا و*سخ !!
نظرت له بغضب شديد و هو حزين جدا من كلامها... إلتفتت لتذهب لكنها وقفت عندما قال
- رنا انا بحبك !!
تسمرت مكانها من تلك الكلمة... وقف امامها و قال
- انا بحبك... بجبك من و احنا اطفال و كبرت و انا بحبك... عارف ان اللي عملته ده غلط بس صديقني انا حُبي ليكي عماني... نفسي نكون مع بعض... انا عايزك اوي...
اتسعت عيناها مما قاله و لم ترد... فتح مروان حقيبته و اخرج منها عُلبة صغيرة سوداء... تقدم منها و فتح العُلبة و اخرج منها خاتمًا فاضيًا مُرصع بالألماظ و شكله جميل للغاية... امسك الخاتم و قال
- انا مش في نيتي خالص ألعب بيكي او استغلك... انتي اغلى من كده... جبت الخاتم ده ليكي و كنت متردد شوية و مش عارف ابدأ ازاي... بس اللي انا عارفه كويس ان انا بحبك و عايزك في الحلال... تتجوزيني ؟
صُدمت رنا و نظرت للخاتم
- مستعد اطلب ايدك من عمو فريد حالا و دلوقتي لو ده هيثبتلك اني مش بستغلك ولا بلعب بيكي بأي شكل...
نظرت له... لم تتوقع انه يحبها... اتوقعت انه يراها كأخته فقط... لكن هو يحبها و يريد ان يتزوجها !! ظلمت صامتة و قال
- احنا أكيد هنتخطب عشان تاخدي الوقت الكافي انك تعرفيني كويس... هاا قولتي ايه ؟ موافقة ؟
* لا مش موافقة...
اختر*قت تلك الجملة قلبه ڪالسكيـ,ـنة... قال بحزن
- ليه مش موافقة ؟ لو مضايقة من اللي عملته من شوية والله ده مش انا... انا ضعفت غصب عني و بتأسفلك تاني... لو عايزة تضر*بيني... اضر*بيني و طلعي غضبك فيا... فكري تاني... انا بطلبك في الحلال... عايزك تبقي مراتي قدام الكل و.....
* و انا قلت لا يا مروان !!
قالت ذلك بإنفعال ثم تابعت
* مش عايزة اتجوزك... مش انت الراجل اللي انا عيزاه... متكلمنيش في ده تاني... و انا هتعبر انك مقولتش حاجة و انسى اللي حصل ده كأنه محصلش... عن اذنك...
اخذت معطفها و حقيبتها و خرجت... و مروان ينظر لطيفها و الخاتم بيده... نزلت دمعة من عيناه و قال بإنكسـ,ـار
- ليه ؟؟؟
****************
خرجت أسيل من الحمام و هي تجفف شعرها بالمنشفة... لفت انتباها وردة حمراء في منتصف السرير... اقتربت من السرير و امسكتها... شمَت رائحتها الجميلة و ابتسمت... امسكت الورقة التي كانت بجانبها... فتحتها و قرأتها " صباح الخير يا أسيل... بتأسف تاني على اللي حصل امبارح... اتمنى الوردة تعجبك... آدم "
زادت ابتسامها لكن اختفت فورا و كرمشت الورقة بيداها و ألقتها في سلة المهملات هي و الوردة...
' انت مش سهل يا آدم... مش بالحركات دي هتخليني اسامحك !!
فجاة فُتح الباب و دخل آدم... عاد لانه نسى اللاب توب الخاص به... وجده على الاريكة و اخذه... إلتفت و عندما رأى أسيل ابتسم و قال
" شوفتي الوردة و الورقة اللي انا.....
توقف عندما لاحظ ان الوردة في سلة المُهملات... جمع قبضته بغضب و حاول تمالك اعصابه و قال
" رمتيها ليه ؟
' مش عايزة حاجة منك...
" بس مكنتيش رمتيها في الز*بالة !!
' مستحملتش منظرها الصراحة... بعدين انت زعلان اني رميتها كأنك انت اللي زرعتها...
" لان انا فعلا اللي زرعتها !!
تفاجئت و تابع
" قطفتها من تربتها الصبح عشانك...
نظرت له و اخذ آدم الوردة من سلة المهملات و هو ينظر لها بحزن... لقد قطفها لها و ابعدها عن عائلتها ليسعد أسيل بها... في النهاية اصبح مصيرها في سلة المهملات !! قال آدم و هو ينظر لوردته
" مكنتش مفكر اني قطفتها من تربتها النضيفة عشان ترميها بالمنظر ده في الزبا*لة !!
' زعلان على الوردة اوي كده... طب و انا ؟ مزعلتش لما جر*حتني كذا مرة ؟ عايزني اصدق اكاذيبك تاني ؟!
" انتي مش مدياني اي فرصة اثتبلك فيها العكس...
' و مش هديهالك لانك متستحقش !!
" انا عارف كده مش محتاجة تقولي... انا مستحقش اي حاجة... غير الكُره و الأذ*ية !!
نظر لها بعنياه الحزينتان و اكمل
" بس انا مش وحش يا أسيل !!
بالكاد رأت الدموع في عيناه يحبسها... تلك اول مرة تراه هكذا... خرج و بيده وردته... ذهبت أسيل للشرفة و رأته في الحديقة... جَس على ركبته و اوسع التربة لاستقبال وردته الجميلة المُهلكة من جديد... حاوطها بالتربة حتى ثبتت فيها ثم قام بريها بالماء... خلع قفازان الزراعة و ركب سيارته و ذهب... حزنت أسيل لوهلة... لم تدرك ان تلك الوردة تعني له الكثير...
يُتبع......
🫵🩷
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق