رواية حزن بين أحضان الفرح الحلقه الاولى حتى الحلقه الثالثه عشر بقلم حازم الباشا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
《معلش يا جوري ، مش هينفع تباتي الليله في المطعم》
نطق المدير هذه العباره مخاطبا "جوري" ، تلك الفتاه السوريه التي قد تم تعيينها مؤخرا ، كمشرفه على قسم الوجبات السوريه في ذلك المطعم الفاخر بالقاهره
فزعت جوري بشده ، وقالت بذعر واضح :
شو السبب حضرت المدير
وليه ما خبرتني من بدري
حتى اعرف ادبر حالي
رد المدير وهو ينظر الى جوري بشفقه واضحه :
انا اسف يا بنتي
معلش نسيت ابلغك
ان المطعم محجوز الليله لحد الصبح
وعموما هي ليله وتعدي
حاولي تتصرفي بقا
روحي باتي عند اي حد
ردت جوري بحسره :
حضرتك بتعرف انه ما إلي حدا بمصر
والليله كتير برد ومطر
وما فيني ابات بالشارع !!!
وبدي افهم ليه مصمم اترك المطعم الليله
شو بيصير يعني
لو نمت بالمطبخ
بدأ الضجر يعتلي ملامح على وجه المدير :
يا بنتي ما تتعبيش قلبي
المطعم محجوز الليله لشخصيه مهمه جدا
واللهى ... انا لولا اني عايش لوحدي
لكنت قلت لك تيجي تباتي عندي
بس عندك "فاتن" زميلتك وصاحبتك
اظن انها مش هتمانع انك تباتي عندها
وانتهى الحوار بأن صاح المدير في كافة العاملين بالمطعم :
يا شباب باقي ساعه واحده
ولازم نقفل
وعاوز المطعم بيلمع
والكل يكون واقف بره عالباب
قبل الساعه دي ما تخلص
كلامي واضح !!!
رد جميع العاملين في المطعم في صوت واحد :
واضح يا افندم
وبالفعل ... ، قبل انقضاء تلك الساعه ، كان الجميع قد خرج من ابواب المطعم ، وفي مقدمتهم جوري وزميلتها المقربه "فاتن"
حيث سار الفتاتان بإتجاه موقف الحافلات ، وقد دار بينهما الحوار التالي ...
جوري وهي في قمه الخجل :
انا كتير محروجه منك يا فاتن
بس والله ما إلى حدا غيرك الجأ له
وخايفه "منير" زوجك
ينزعج من وجودي
فاتن بنظرة عتاب :
اخص عليكي يا بت
ده انا بعتبرك زي اختي
ده البيت هينور بيكي
والواد "زيزو" ابني هيفرح اوي
لما يعرف انك هتباتي معاه في اوضته
ابتسمت جوري بارتياح وقالت :
والله ما بعرف كيف بدي اشكرك
معروفك فوق راسي يا فاتن
فاتن بانفعال :
جميل ايه بس اللي بتتكلمي عليه ده
بطلي هبل يا بت
خليني بس الحق اكلم منير قبل ما ينام
واخليه ينقل الكنبه
ويحطها جوا اوضه زيزو
بدل ما نتدبس في شيلها انا وانتي
وبالفعل اتصلت فاتن بمنير :
الوووو
بقولك يا منير
والنبي عاوزك تنقل الكنبه من الصاله
وتدخلها اوضه الواد زيزو
عشان جوري صاحبتي
هتيجي تبات عندنا الليله
وفجأه تغير وجه فاتن ، ولاحظت جوري انها بدأت تتحدث مع منير بصوت منخفض ، فتقدمت خطوتين للامام ، حتى تفسح المجال لزميلتها فاتن ، لتتكلم بحريه مع زوجها
وانهت فاتن المكالمه ، وقد بدأ العرق يتصبب من جبهتها برغم بروده الجو ، وهطول الامطار ، وقالت بصوت مرتبك :
انا اسفه يا جوري
الوليه ام منير واخواته البنات
طبوا علينا من البلد فجأه
بس انا هاتصرف
هاكلم خالتي
واستأذن منها تباتي عندهم الليله
هي قاعده مع ابنها لوحدهم
في شقه طويله عريضه
امتقع وجه جوري ، واعتلاه الضيق والحرج ، وقالت بابتسامه مصطنعه :
كتر خيرك فاتن
حبيبتي انا اللي اسفه
وعملت لك مشكله مع زوجك
لا تتعبي حالك ، راح ارجع عالمطعم
وهبات بالمطبخ
واللي بده يصير ... يصير
ردت فاتن بجزع واضح :
انتي اتجننتي يا بت
ده لو المدير عرف
هايخرب بيتك
وبعدين هاتدخلي ازاي يا فالحه
ردت جوري بارتباك :
لا تشيلي هم
اختك ابضاي وبتعرف تدبر حالها
رتبت جوري على كتف فاتن ، وقد احتضنتها بود ، ثم سارت بخطوات سريعه ، عائده الى المطعم
وفي خلال دقائق ...
كانت جوري قد اعتلت اسوار الواجهه الخلفيه للمطعم ، ثم تسللت برشاقه عبر نافذه صغيره في المطبخ
ما ان دخلت جوري المطبخ ، حتى خلعت حذائها ، وخطت بحذر لتتفقد قاعة المطعم ، حيث اكتشفت ان المطعم لا يزال خاليا ، وقد عم السكون والظلام دامس في ارجاء المكان
فتنفست الصعداء ، وارتدت ثوب نومها ، ثم انزوت في احد اركان المطبخ وقد انهكها التعب ، فاستسلمت للنوم ، وهي تدعو الله ان تمر هذه الليله بسلام
وبعد اقل من ساعه ...
حدث ما لم يكن يخطر في بال جوري !!!
فقد انفزعت من نومها على صوت صيحات مدويه تأتي من قاعة المطعم ، وقد بدت تلك الصيحات وكأنها استغافه من فتاه تتعرض لخطر ما !!!
ارتعد جسد جوري بشده ، وقامت تسير على اطراف اصابعها ، لتكتشف حقيقه ما يجري بالخارج
ومع اقترابها ، اصبحت تميز صوت تأوهات الفتاه المستغيثه ، مترافقا مع صوت ضربات قويه على جسدها !!!
وفي تلك اللحظه ...
اتخذت جوري قرارها ، بأن تتدخل وتنقذ تلك الفتاه المسكينه ، حتى وان كلفها ذلك الامر حياتها !!!
فعادت الى المطبخ ، واستلت سكيينا حاده ، وانطلقت باتجاه قاعه المطعم
وما ان وصلت للقاعه ، حتى تجمدت في مكانها من شدة الصدمه ، وسقطت السكين من يدها من هول ما رأت !!!
-----------------------ء
وفي نفس تلك الاثناء ...
كانت فاتن قد عادت الى منزلها ، وهي تلوم نفسها ، بعد ان خذلت صديقتها المسكينه وتخلت عنها
وقد زاد من حنقها ، انها م تجد ام منير بالمنزل ، فصاحت بغضب مخاطبه زوجها :
هو انت بتهزر يا منير
هي فين امك واخواتك دول !!!
انت خلتني احرج البت الغلبانه
وطلعت شكلي زي الززززفت
بعد ما كنت قلتلها تيجي تبات معايا
بدل ما تبات في الشارع
انت ليه بتعمل كده فيا
رد منير بكل سخافه ولا مبالاه :
ما تكبريش الحوار يا فاتن
ولا انتي نفسك نتخانق وخلاص
انا عملت الصح
مهو بالعقل كده
مش كل من هب ودب
ييجي بيتي ويبات فيه كمان
البت دي احنا لا عارفين اصلها ولا فصلها
مش جايز تطلع حراميه
وتقلب الشقه واحنا نايميين !!!
ردت فاتن والاسى يعتصر قلبها :
هو انت بتقول اي كلام فارغ وخلاص
اللي انت بتتكلم عليها دي واحده بنت ناس
ولولا الظروف بس ...
ما كانتش تقبل اصلا
انها تحط رجلها في الشقه
اللي انت فرحان بيها اوي دي
وعيب اوي انك تكلم كده
على واحده صاحبتي
بس انا عارفه انك عملت كده
عشان تحرجني وخلاص
ومش فاهمه ليه بتعمل معايا كده
رد منير بنفس هدوءه المستفز :
هي عادتك يعني يا فاتن ولا هتشتريها
لازم تعكنني عليا كل ليله
ولازم اطلع انا اللي وحش وفيا كل العبر
ردت فاتن وقد سالت دموعها على وجنتيها :
ايوه انت فعلا وحش يا منير
وعمرك ما حسيت بياولا قدرتني
ولا حتى عاملتني بحب وحنيه
زي ما اي راجل بيتعامل مع مراته
انا بجد ما بقتش حاسه اني متجوزه اصلا
انا حاسه اني واحده انت جايبها
عشان تخدمك انت وابنك
انا بقيت خدامه ليك
وخدامه لابنك
وخدامه في الشغل
رد منير بكل عصبيه :
بقولك ايه يا فاتن
انا مش ناقصك
انتي بقيتي وليه نكديه
عموما
انا سايبها لك مخضره وداخل اتخمد
ثم تركها تبكي ، ودخل غرفته لينام ، وكأن شيئا لم يحدث !!!
اما فاتن ...
فقد افرغت كل طاقتها في نوبة بكاء حار ، حتى هدأت ، ثم حاولت الاتصال بجودي ، للاطمئنان عليها ، الا ان الاخيره لم ترد !!!
----------------------ء
نعود بك عزيزي القاريء الى ثلاث ساعات للوراء
الى ما قبل انطلاق كل تلك الاحداث !!!
ففي مكان منعزل بقلب الصحراء ، بالقرب من القاهره
حيث تقع اكبر ساحه لحطام السيارات القديمه في مصر
خرجت سياره اجره متهالكه من بين تلال الركام ، متجهه الى قلب العاصمه ، يقودها " احمد مرسي " مالك تلك الساحه متراميه الاطراف ، ذلك الشاب الغامض ، الذي لم يكمل عامه الخامس والثلاثون بعد ، والشهير بلقب "روسيا" كما يدعوه المقربون منه
وما ان دخل الى احد الاحياء الراقيه بالقاهره ، حتى استوقفته فتاه منقبه تحمل في يدها شنطه صغيره ، وجلست بجواره ، وقد دار بينهما ذلك الحوار ...
الفتاه المنقبه بلهجه ساخره :
ايه العربيه الكحيانه دي
وايه اللي انت لابسه ده !!!
شكلك كوميدي اوي يا "روسيا"
وانت عامل فيها سواق تاكسي
رد روسيا باقتضاب :
جبتي المفتاح
ردت الفتاه المنقبه وهي تبتسم :
ايوه ما تقلقش
مدير المطعم عدى عليا
واداني المفتاح
وبلغني ان المطعم هيكون فاضي لحد الصبح
بس انا نفسي افهم
اشمعنا المطعم ده بالذات
وليه لازم يكون ليله ١٨ يناير من كل سنه
رد روسيا بنفس الاقتضاب :
تاني يا صفاء !!!
كام مره لازم اقول لك
ما تسأليش عن اي تفاصيل
تخص الموضوع ده
المهم ...
جبتي الكرباج والكلبشات
ردت صفاء وقد بدا الضيق واضحا على صوتها :
ايوه يا روسيا بيه
جبت كل حاجه
بس انا فعلا مش فاهماك
دي رابع سنه نكرر نفس الموضوع الزفت ده
وبرضوا انت لسه مش واثق فيا
ومش عاوز تفهمني
احنا بنعمل كده ليه !!!
عموما دي اخر مره
والسنه الجايه ابقى هات
اي حد من رجالتك بدالي
وانت عندك بدل الراجل ميت الف
رد روسيا بكل هدوء :
ماشي يا صفاء
دي اخر مره هاخدك فيها المشوار ده
ردت صفاء بانفعال واضح :
بجد انت اغرب حد
انا قابلته في حياتي
ولولا اني عارفاك كويس
كنت قلت انك فعلا مريض نفسي
لم يكترث روسيا لكلمات صفاء ، وظل منهمكا بالقياده ، حتى وصلا الي المطعم ، ودخلا بهدوء شديد وسط الظلام الدامس
فخلعت صفاء النقاب والجلباب الاسود الواسع ، وقد كانت ترتدي تحته ، بدله رياضيه انيقه تظهر مفاتنها بكل وضوح ، فعدلت هندامها ، ثم اعادت تصفيف شعرها بعنايه
بينما تركها روسيا وبدا يتجول بحذر داخل المطعم ، وتفقد كل ارجاءه ، ليتأكد من خلوه تماما من البشر ، ثم قام بفصل كافة كاميرات المراقبه
وعاد ووقف امام احدى الطاولات ، ووضع سلاحه الناري جانبا ، ثم خلع سترته وقميصه ، كاشفا عن صدره مفتول العضلات
واقتربت منه صفاء بكل حذر ، وقالت بصوت حنون وهي تناوله السوط الجلدي الطويل :
اقسم بالله لو حد شافنا
هيقول علينا احنا الاتنين مجانين
بس اقول ايه بقا
انا ما اقدرش اكسر اوامرك
بس المره دي لازم تضربني انت الاول
كام ضربه خفيفه كده
التفت اليها روسيا باندهاش وقال وهو يلتقط السوط من يديها :
اشمعنا المره دي يا صفاء
جسمك مش هيتحمل ضربه واحده بالكرباج ده !!!
ردت صفاء بكل ثقه :
اولا انا عارفه انك هتضربني بالراحه
ثانيا انا يا سيدي عاوزه اشاركك احساسك
حتى لو كان الاحساس ده هو الوجع !!!
ثالثا بقا وده الاهم
انا .....
وقبل ان تكمل جملتها ، قاطعها روسيا بمنتهى الحزم وقد تبدلت ملامح وجهه وغيم عليها حزن عميق :
صفااااااء
مش وقت نحنحه خاااالص
استدارت صفاء واعطته ظهرها ، ثم مالت بجسدها على احدى الطاولات في وضع مثير ، واشارت بيدها الى مؤخره ظهرها ، وقالت بكل ثقه :
اضربني هنا
كام ضربه خفيفه
عاوزه اتغاظ منك
عشان اعرف اضربك بضمير
وقبل ان تتم عباراتها ، كان روسيا قد بدا فعلا برفع السوط عاليا ، ثم هوى على مؤخرة ظهرها
فانتفضت صفاء بقوه ، وبدات تصرخ وتبكي بحرقه ، ثم جذبت السوط من يد روسيا ، وقد دفعت جسده بغيظ ، واجلسته مقلوبا ليتحضن احد الكراسي المعدنيه بكلتا ذراعيه
فقال روسيا بكل هدوء :
هاتي الكلبشات الاول
وحطيهم في ايدي من بين ضهر الكرسي
عشان ممكن الوجع يخليني
افقد اعصابي واقوم اضربك
وبالفعل ربطته صفاء بكل قسوه في الكرسي ، وبدات تنهال بالضرب على ظهره مفتول العضلات ، وهي مازالت تصرخ وتبكي ، بينما هو صامتا متماسكا
وفي تلك الاثناء ...
كانت "جوري" قد تسللت الى المطعم ، وتوالت الاحداث ، حتى وقفت جوري امامهما ، وقد الجمتها الصدمه ، مما جعل السكين تسقط من يدها !!!
وتجمد ذلك المشهد لبضع لحظات ، وثلاثتهم يحدقون في بعضهم البعض بذهول تام !!!
حتى انتشلت صفاء نفسها من ذهولها ، ووثبت على جوري فأسقطتها ارضا ، ثم انقضت فوقها ، وقد امسكتها باحدى يديها من شعرها بكل قسوه ، بينما التقطت السكين بيدها الاخرى ، ووضعتها على رقبة جوري ، ثم صاحت بكل حده :
انتي مين يا بت انتي !!!
وايه اللي جابك هنا
ومين اللي باعتك ؟؟؟
انطقي والا هأنحر رقبتك دلوقتي حالا
تدخل روسيا بصوت هادر :
قتل هنا لأ
بطلي جنان يا ...
وقبل ان يكمل روسيا عبارته ، كانت صفاء قد ادارت رأسها بإتجاهه ، فاستغلت جوري تلك اللحظه ، وباغتت صفاء بضربه من ساقها ، فالقتها ارضا
ودخل الفتاتان في عراك عنيف بالايدي ، انتهى بأن ارتطمت رأس صفاء باحدى الطاولات ، وسقطت مغشيا عليها !!!
وبسرعة البرق ، نهضت جوري وهرولت باتجاه المطبخ ، ثم عادت وهي تحمل بخاخا صغيرا ، ثم قامت برش رذاذه في وجه صفاء
فصاح روسيا بانفعال واضح :
انتي بتعملي ايه !!!
ايه اللي رشيتيه عليها ده !!!
قامت جوري وتقدمت ببطء نحو روسيا وهي ترمقه بنظره كلها شفقه ، من شده بشاعه منظر الدماء التي تسيل من ظهره بسبب ضربات السوط ، وقالت بكل ود :
لا تخاف
هادا مخدر
ما بتفوق منه الا بعد ساعه
لكني بدي افهم
مين هاي المجنونه
وليش عملت هيك فيك
ووين مفتاح هالاساور ؟؟؟
ادرك روسيا ان جوري المسكينه ، قد خدعها ذلك المشهد ، وانها تظن انه "ضحيه" لبطش صفاء ، فأكمل اداء دور المجني عليه ، وقال بصوت منهك متالم :
هي فعلا ست مجنونه
بس مش وقته احكيلك تفاصيل
دوري على المفاتيح في جيوبها
وفكيني
وبالفعل وجدت جوري المفاتيح ، وقامت بفك وثاق روسيا ، ثم احضرت شنطة الاسعافات الاوليه ، وبدات في تضميد جراحه ، وهي تقول بصوت متاثر جدا :
الله يلعنها شو وحشه
بس انت مين
وكيف هالناعمه المقشمشه عرفت تقيدك
وانت ماشالله عملاق
انت شو اسمك
وشو قصتك
رد روسيا وهو مازال متالم :
انا سواق تاكسي
واسمي احمد
والست دي ركبت معايا مشوار
وبعدها رفعت عليا الطبنجه دي
وجابتني هنا
وعملت فيا اللي انتي شايفاه ده
اهم حاجه دلوقتي نخلص منها
انا هاخدها ارميها في اي مكان
قبل ما تفوق وتعملنا مشكله
ردت جوري بتوتر :
طب انت راح تقدر تحملها لوحدك
ولا بتحب اجي نعك وساعدك
رد روسيا بصوت هاديء :
اه طبعا هاحتاج مساعدتك
انتي اسمك ايه
وكنتي بتعملي ايه هنا
ردت جوري بكل ود :
اسمي جوري
انا من سوريا
عمري ٢٥ عام
وبشتغل طباخه هون بالمطعم
رد روسيا وهو مبتسم :
طب عندكم حبل هنا يا جوري
عشان عاوز اربط الست المجنونه دي
لحسن تفوق قبل ما نلحق نرميها في اي حته
ردت جوري بحماس :
تكرم عينك
استناني تكه واجيب لك اياه من المخزن
هرولت جوري بإتجاه المخزن ، بينما التقط روسيا سلاحه الناري ، وقام بتلقيمه ، وهو يفكر في خطه لتكميم جوري وربطها ، ثم استدراجها لمكان معزول وقثلها
ولكن شيئا ما حدث ، وغير كل مخططات روسيا !!!
فقد عادت جوري ومعها الحبل ومعطف كبير ، وناولتهم لروسيا
ثم مدت يدها في جيبها واخرجت مبلغا من المال وقالت وهي تبتسم بكل ود :
هادا هو الحبل اللي طلبته
وهادا المانطو البسه
لان الجو برد ومطر
وارجوك اعتبر اني متل اختك
واقبل مني هالمبلغ الصغير
اكيد انت كنت نازل
ومتامل تجيب مصاري لاولادك
والليله ضاعت عليك الشغله
فجأه تبدلت ملامح روسيا ، وشعر بالاحتقار الشديد لنفسه ، فقد كان يخطط لتقثل تلك الفتاه المسكينه ، التي لم يرا منها الا فيضا من العطاء والحنان والرقي !!!
فرد يدها بكل ود وقال :
انا مش عارف اقولك ايه
بس انتي فعلا انسانه جميله اوي
وكتر خيرك على
كل اللي عملتيه معايا
وعموما انا معنديش اولاد
ومش متجوز اصلا
خللي فلوسك معاكي
مستوره والحمد لله
ردت جوري بكل حنان :
ارجوووك اقبلهم مني
اعتبرهم سلفه لحتى تدبر حالك
على الاقل تكون حجه نلتقي تاني
ويلا نربط هالمجنونه
ونشيلها ونطلع فيها من هون
قبل ما تفيق ويصير مشكل
ابتسم روسيا ، وقال بكل هدوء :
لا يا جوري
خلي الفلوس والحبل معاكي
انا هاخد الجاكيت بتاعك بس
وهو ده الحجه يا ستي
ومش لازم تخرجي معايا خلاص
انا هاعرف اتصرف لوحدي
قال ذلك ، ثم التقط جسد صفاء من الارض ، وكأنه يحمل عصفورا صغيرا على كتفه ، وودع جوري بكل ود ،ثم اختفى
تاركا جوري وهي في حاله من السعاده ، لم تعرف سببا لها
رواية "حزن بين احضان الفرح" - الحلقه الثانيه
استيقظت صفاء ، لتجد نفسها مازالت ترتدي نفس البدله الرياضيه التي كانت ترتديها بالأمس
ونظرت حولها تتفقد المكان ، لتكتشف انها قضت ليلتها على فراش روسيا ، في غرفة نومه ، داخل ذلك القصر الفخم ، الذي يقع في قلب قلعته الحصينه !!!
فصاحت في ذعر :
يا نهاااار اسود ومنيل بستين نيله
روسياااااا
انت فين يا روسياااا
لم تتلقى اي رد ، فهبت من مكانها ، وخرجت تبحث عن روسيا فلم تجده بالقصر
وفجأه ظهرت الحاجه "انتصار" ، ام روسيا ، وقالت بصوت حاد :
اسمه الباشمهندس احمد
وبطلي زعيق
احمد خرج من بدري
هرولت صفاء باتجاه انتصار ، والتقطت يدها وقبلتها بكل خضوع ، وقالت بارتباك :
انا اسفه يا حاجه
انا بس معرفش جيت هنا ازاي
ردت الحاجه صفيه :
هو قالي انك تعبتي واغمى عليكي
فجابك هنا
وخدي تليفونك اهوه
واتصلي بيه
هو مأكد عليا انك اول ما تصحي تكلميه
تناولت صفاء هاتفها ، وابتعدت بضع خطوات عن الحاجه انتصار ، ثم اتصلت بروسيا ، وقالت بصوت خفيض :
الوووو
انت فين يا روسيا
وخرجت ليه النهارده
وضهرك متشرح كده
وايه اللي حصل امبارح
مين البت اللي كانت في المطعم
وعملت فيها ايه
رد روسيا بكل ضجر :
ايه كل الاسئله دي
اهدي يا صفاء
انا بقيت كويس
وموضوع امبارح ده تنسيه خالص
انا عالجت الموضوع
وقتللللت البت ودفنثها خلاص
ومفيش داعي نتكلم في القصه دي تاني ابدا
ردت صفاء بتوتر :
حاضر يا روسيا
بس ابويا لو عرف اني كنت بايته عندك
هيقتللللني ويقتللللك
احنا ما صدقنا المشاكل اللي بينكم تخلص
مش عاوزين الهدنه اللي بينكم دي تنتهي
رد روسيا بكل ثقه :
"صابر علوان" عايش لحد دلوقتي
لاني انا سامح بده
بس لو فكر يقرب مني
انا هامسحه من على وش الارض
وانتي عارفه كويس انا ممكن اعمل فيه ايه
انا سايبه بس عشانك انتي
ردت صفاء باستهزاء :
بالراحه على نفسك شويه يا روسيا
انت بتتكلم على "صابر علوان"
اكبر تاجر سلاح في مصر
وانت بكل هيلمانك ده
لما بتطلع بره قلعتك دي
وبدون حمايه الجيش بتاعك
بتبقى مجرد راجل عادي
طلقه واحده تنهي حياتك
رد روسيا بكل هدوء :
طب يا صفاء
انا فعلا مش فاضي للرغي بتاعك ده دلوقتي
عندي اجتماع مهم
ثم اغلق الهاتف في وجه صفاء بكل استهتار ، وتحامل على نفسه ليخفي الم ظهره
ثم ارتدى قبعه للراس ، ونظاره شمسيه سوداء ، ليخفي ورائهم معظم ملامح وجهه
وكان روسيا قد وصل في تلك اللحظه ، الى احد الساحات الفسيحه المحاطه بتلال عاليه من القمامه والمخلفات ، والتي تقع داخل احدى منطقه نفوذه في وسط الصحراء
ليجد رجلان بانتظاره ، تبدو عليهم علامات الثراء الفاحش ، ومن خلف كل منهنا بضعة رجال مدججين بالسلاح الناري
وما ان ترجل من سيارته ، حتى صاح باقتطاب في كلا الرجلين :
يا جماعه انا قلت لكل واحد فيكم
ييجي لوحده
ممكن افهم بقا ايه الحفله اللي انتوا عاملينها دي
رد احدهم بتوتر :
معلش يا روسيا بيه
دي اول مره نتعامل مع حضرتك
انا الحاج "بهجت"
وده الحاج "شاهين"
احنا شاغلين في ....
قاطعه روسيا بكل حزم :
اهلا وسهلا بيكم
بس واضح يا حاج بهجت انكم مش عارفين
القوانين بتاعتي
وواضح كمان انكم
اول مره تتعاملوا مع بعض
وانكم قلقانين من بعض
عشان كده جيتولي
رد الحاج شاهين :
بصراحه يا روسيا بيه
احنا جايين لك بسبب سمعتك الحلوه في السوق
الكل بيحلف بيك
انك راجل امين وكلمتك واحده
بس ما تأخذنيش في الكلمه
انت يعني بعتلنا لوكيشن في حته مقطوعه
مفيهاش سريخ ابن يومين
ايه اللي يضمنك اننا مش هنغدر بيك
ونقتللللك هنا !!!
رد روسيا وهو مبتسم :
وتقتلوني ليه بس يا حاج شاهين
هتستفيدوا ايه من قتللللي
تدخل الحاج بهجت ملطفا الاجواء :
الحاج شاهين ما يقصدش طبعا
هو بس مستغرب الشجاعه اللي انت فيها دي
واعذرني في الكلمه
زي ما احنا عارفين انك راجل دوغري
عارفين برضوا ان ليك اعداء كتير
يتمنوا موووتك
ارتفعت ضحكه روسيا في عنان السماء الفسيحه ، وانتقل صداها بين تلال المخلفات المحيطه بالساحه ، ثم رد بكل ثقه :
بص يا حاج
انا مش تلميذ يعني
عشان اجيبكوا مكان مقطوع زي ده
واجيلك لوحدي كده
لو اي حد من الرجاله بتوعكم دول
فكر بس يسحب سلاحه
هيلاقي عشرين رصاصه في صدره
وانهى روسيا جملته ، فإذا باكثر من خمسين فوهة بندقيه آليه تنبثق من بين قمم تلال المخلفات المحيطه بالساحه !!!
وبدا المشهد مهيبا ومباغتا ، للرجلين وكل من خلفهم من المسلحين ، وقد ظهر رجال روسيا من العدم ، واحاطوا بهم من كل جانب !!!
فرفع روسيا يده للاعلى ، فانسحبت كل البنادق الاليه ، وكأنها تبخرت مجددا ، ثم استطرد بكل زهو :
ممكن بعد اذنكم بقا
الرجاله دي كلها تمشي
عشان نبدا الاجتماع بتاعنا
وبالفعل ... قام الحاج بهجت والحاج شاهين في صرف رجالهم ، وبدا بالاستماع لروسيا وهو يشرح قوانينه الصارمه ، حيث قال :
اول شيء لازم نتفق عليه
اني مش عاوز اعرف اي تفاصيل عنكم
او عن نوع التجاره اللي بينكم
ثانيا
انا مجرد وسيط
هاستلم من الحاج شاهين البضاعه
اللي انتوا متفقين عليها
واستلم من الحاج بهجت ثمن البضاعه دي
وهيشرفني هنا يتاكد ان بضاعته تمام
وياخدها بالف سلامه
وانا هاوصل للحاج بهجت فلوسه
مخصوم منها نسبه ١٠% عمولتي
وبكده نمنع ان اي حد فيكم يغدر بالتاني
رد بهجت :
طب ولو البضاعه ما طلعتش زي ما اتفقنا
رد روسيا :
ما تقلقش يا حاج
اللي بيحاول يخدع روسيا
بيدفع حياته ثمن خيانته
سادت لحظه من الصمت للحظات ، قبل ان يتصافح الجميع ، وقد تم الاتفاق فيما بينهم على كل تفاصيل تلك الصفقه !!!
---------------------ء
وفي المساء من نفس اليوم
ولكن من داخل المطعم
كانت جوري قد نجحت في ايهام الجميع بأنها قد قضت ليلتها خارج المطعم
وبدات عملها المعتاد في المطبخ ، برفقه صديقتها فاتن ، وقد قصت عليها تفاصيل ما حدث بالامس مع ذلك الشاب المسكين ... احمد !!!
فقالت فاتن بكل خبث :
ربنا يعوض عليكي في البالطو بتاعك
الواد ده مش هتشوفي وشه تاني
فبلاش تتعشمي اوي كده
قطبت جوري حاجبيها وقالت بحزن واضح :
ينحرق البالطو
انا بس قلقانه عالشاب
يكون جرا معه شيء مو منيح
بسبب هالمجنونه البشعه
ردت فاتن وهي تضحك :
قلبك الحنين ده
هو اللي موديكي في داهيه
عموما اللي رايده ربك هيكون
انتي بس ادعي انه يظهر تاني
وانتهى ذلك الحوار وقد ظلت جوري تدعوا في اعماقها ان ترى روسيا مره اخرى
واسدل الليل ستائره ، وانتهى العمل بالمطعم ، وغادر الجميع ، وظلت جوري جالسه خلف احدى النوافذ ، تترصد السيارات العابره امامها
وكلما دنت سياره اجرة من المطعم ، زادت ضجيج دقات قلبها ، لكنه سرعان ما يخفت مره اخرى بعد ان تتأكد انها ليست سيارة احمد !!!
وظلت على ذلك الحال حتى هزمها النعاس ، ونامت في مكانها دون حراك !!!
----------------------ء
اما فاتن فقد عادت الى منزلها ، لتجد عبد العزيز ابنها يجلس وحيدا ، وقد اخبرها ان اباه قد تلقى اتصالا هاتفيا ، فخرج على اثره مسرعا
فحضرت وجبة عشاء شهيه ، وجلست مع ابنها حتى نام
ثم ارتدت بعض الملابس المثيره ، وتزينت وصففت شعرها بعنايه ، وجلست بكل دلال تنتظر عودت منير ، على امل ان يبادر ذلك الاحمق ، ويعتذر لها عن سوء تصرفه معها بالامس
الا ان ما حدث ، كان عكس ذلك تماما !!!
فقد دخل منير الى المنزل مثل الثور الهااائج ، وقفز على جسد فاتن ، وظل يكيل لها الصفعااات واللكمااات وهو يقول بغضب عارم :
يا واااااطيه
يا حقييييره
يا خااااااينه
بعتي شرفك بكام يا زباااااله ؟؟؟
كانت صدمة وذهول فاتن قد الجمتها عن النطق ، وظلت تصرررخ بشده ، وقد انفجرت دموعها بغزاره من شدة الالم :
انا ما عملتش حاجه !!!
وربنا ما عملت حاجه !!!
وظل منير يبطش بها حتى خارت قواه وجلس يبكي ، ثم اخرج هاتفه من جيبه ، وفتح احدى مقاطع الفيديو ، ووضعه في وجه فاتن ، وهو ينتحب بشده :
بعتي الفيديو ده لمين
انطقي بدل ما اطلع روحك
في ايدي دلوقتي
تطلعت فاتن للفيديو ، وكانت صدمه قاسيه لها !!!
فبداخل هذا المقطع تظهر فاتن شبه عاريه وقد خلعت كل ملابسها ، حيث تقوم بتجربه بعض الملابس الجديده !!!
تجمد فاتن للحظات ، ثم صرخت وهي تبكي بحرقه :
يا فضيحتك يا فاتن
يا دي المصيبه السوده
ورحمة ابويا يا منير
ما بعت الفيديو ده لحد
ولا حتى صورته من الاساس
ده انا كنت في محل بجرب كام فستان
مين الحيوان اللي بعتلك الفيديو ده
قولي على اسمه
وانا وعهد الله هاحبسه
رد منير وهو يبكي :
الفيديو ده واحد جارنا بعتهولي
وقالي مش دي مراتك
انا اتفضحت بسببك يا جذمه
من النهارده مالكيش قعاد في البيت ده
انتي طالق !!!
طااالق !!!
طااالق !!!
تلمي هدومك وتغوري في اي داهيه
ومشوفش خلقتك دي تاني
حاولت فاتن استرضاء منير ، وقالت وهي تنتحب بشده :
انا في عرضك يا منير
انا ماليش ذنب
انت عارف اني بريئه
ما تخربش بيتنا
ابوس ايدك
انتزعها منير من مكانها ، واجبرها على ان تلملم ملابسها واغراضها ثم طردها بكل قسوه ، دون حتى ان تودع طفلها
وخرجت فاتن مكسوره ، تجر حقيبتها وهي تبكي ، فلم تجد مكان تذهب اليه سوا المطعم
اما منير ...
فقد ظل يحتضن ابنه ويبكي ، فهو يعلم ان زوجته بريئه ، وانها كانت ضحيه للتصوير بداخل غرفه ملابس احد المحلات
الا ان خوفه من الفضيحه ، جعله يلجأ الى هذا الحل القاسي !!!
----------------------ء
وصلت فاتن الى المطعم ، وارتمت في حضن صديقتها جوري ، وقصت عليها مصيبتها ، فما كان من جوري الا ان هبت واقفه ، وقالت بكل غضب :
شو هالنذل الجبان زوجك
كيف يظلمك بهالوحشيه
الله يلعنه
قومي معي
نعمل محضر بالشرطه
حتى يوقفوا هالفيديو
ويجيبوا الكلب اللي صورك
وبالفعل ... ذهبت الفتاتان لقسم الشرطه ، والتقوا بالرائد "فاروق الرفاعي" ، وقصوا عليه الواقعه كامله ، وقد دار بينهما الحوار التالي ...
الرائد فاروق :
للاسف يا استاذه فاتن
موضوع التصوير المخفي ده
انتشر الايام دي بشكل فظيع
وكل يوم بيجلنا بلاغات كتير
عن بنات اتصورا عريانين بدون علمهم
في غرف الملابس وحمامات السباحه
وكل اللي هاقدر اوعدك بيه
اننا هنحاول في اسرع وقت
نوقف عرض الفيديو في مصر
لكن حضرتك فاكره الواقعه دي حصلت فين ؟
ردت فاتن بكل اسى :
للاسف مش فاكره المحل
لان الكلام ده حصل من سنه تقريبا
بس هو اكيد في وسط البلد
رد فاروق :
انا عاوز حضرتك تعصري دماغك
وتحاولي تفتكري اي تفاصيل
تساعدنا نعرف نجيب الحيوان
اللي عمل كده
هنا تدخلت جوري بالحوار وقالت بانفعال :
يا حضرت الضابط
اهم شيء الان نوقف الفيديو
بالله عليك اعمل اتصالاتك
وحاول توقفه هلأ
لان الفيديو عم تجيه مشاهدات
وبتزيد كل دقيقه
تعاطف الرائد مع فاتن ، وقام بالاتصال فورا بالاجهزه المختصه بشؤون جرايم الانترنت ، واخطرهم بالواقعه
ثم انتهى اللقاء بان وعد فاتن بأن الجاني سوف ينال عقوبته ، وانصرف الفتاتان ، متوجهين الى المطعم
----------------------ء
وفي الساعات الاولى من صباح اليوم التالي ...
استيقظت فاتن وجوري على صوت طرقات متقطعه على باب المطعم
فاندفعت جوري نحو الباب وهي تقول بفرحه عارمه :
هذا اكيد احمد
وبالفعل ... كان روسيا يقف على الباب وفي يده معطف جوري
قالت جوري بكل لهفه وعتاب :
والله كتير قلقت عليك احمد
وزعلانه منك
لانه توقعت تمر عليا امس
حتى تطمني عنك
ليش ما جيت امس
رد روسيا بابتسامه حانيه :
معلش بقا سامحيني
كنت فعلا تعبان
وعبال ما غسلت البالطو ونشف وكويته
ردت جوري بغضب :
يا عيب الشوم
انت تغسل تيابي
ما بيصير
اعمل حسابك من اليوم بتجيب
اواعيك وانا بغسلها لك
قاطعتها فاتن وهي تقول :
مين عالباب يا جوري
حد من قسم البوليس ؟؟؟
ردت جوري :
خيلك بمطرحك يا فاتن
هادا احمد
الشاب اللي حكيت لك عنه
تدخل روسيا بالحوار وقال بانزعاج واضح :
قسم ايه اللي صحبتك بتتكلم عنه
انتوا مستنيين حد من القسم ؟؟؟
هنا بدات جوري في سرد مأساة فاتن على مسامع روسيا !!!
لم تكن جوري تعلم ، انها بالصدفه قد انقذت صديقتها من تلك الورطه
فهي تقف الان امام الشخص الوحيد القادر على انتشال فاتن من تلك الفضيحه !!!
رواية "حزن بين احضان الفرح" - الحلقه الثالثه
كانت جوري قد قصت فضيحة فاتن على مسامع روسيا ، من باب الفضفضه لا اكثر
الا ان روسيا فاجأها بتعليق لم تتوقعه ، فقال بكل ثقه وهدوء :
ممكن اشوف الفيديو ده ؟
احمر وجه جوري ، وقالت بكل غضب :
يا عيب الشوم
بدك تطلع على جسد البنيه !!!
ما توقعتها منك انت بالذات احمد
رد روسيا بكل استنكار :
بلاش زناخه عقل يا جوري
اكيد مش قصدي كده
انا عاوز اشوف الموقع
اللي نزل فيه الفيديو ده
عشان اعرف اتصرف
قفزت ابتسامه صافيه على وجه جوري ، وقالت بلهفه :
عن شو تتصرف
قصدك تساعدنا نحذف هالفيديو
رد روسيا بثقه :
ايوه
ده قصدي
انا ليا معارف تعرف تركب الجهاز
اللي نزل منه الفيديو وتمسحه
ردت جوري بارتباك :
تقصد هاكرز مثلا ؟
طب لحظه معي
انادي فاتن
يا فاتن
ياااا فااااااتن
تعي بسرعه
وبالفعل حضرتك فاتن ، وصافحت احمد وهي تقول :
اهلا يا احمد
ازيك
جوري كلمتني عن ...
قاطعها روسيا قائلا :
جوري حكت لي عن المشكله بتاعتك
انا بس محتاج اشوف الفيديو
لو مش هيضايقك
لاني ممكن اعرف امسحه
ردت فاتن بخجل وهي تفتح له الفيديو :
اتفضل طبعا
اهوه
انت لو عملت كده فعلا
ده انا هاعيش طول عمري
ادعيلك انت وجوري
وربنا يتمم لكم على خير
ونفرح ب ....
وبسرعه خاطفه ، داست جوري على قدم فاتن ، حتى تتوقف عن هذا الكلام المحرج ، بينما ابتسم روسيا ابتسامه خفيفه ، وهو يتطلع الى وجه جوري وقد تحول للون الاحمر القاني من شدة الخجل !!!
تطلع روسيا الى الفيديو بشكل خاطف ، ثم اعاد هاتف فاتن ، واستاذن بالرحيل
فاستوقفته جوري بكل حسره :
ليش بدك تمشي
انتظر نتعشى سوا
رد زوما :
خليها مره تانيه
انا عاوز اخلص الموضوع ده
بأسرع وقت ممكن
وخرج روسيا مسرعا ، وقد عقد العزم على انقاذ سمعة تلك الفتاه المسكينه
توجه زوما الي قلعته الحصينه بالصحراء ، وقد اجرى بضعة اتصالات هاتفيه ، لمجموعه من اتباعه ، وطلب منهم التواجد في المقر الخاص به باسرع وقت ممكن
----------------------ء
وفي نفس التوقيت ...
كانت صفاء قد عادت الى فيلا والدها الامبراطور "صابر علوان" اكبر تاجر سلاح في مصر ، والذي كانت تجمعه بروسيا عداوه قديمه ، لم يوقفها سوا هدنه تم عقدها بينهم منذ وقت قصير
استقبل صابر ابنته بوجه ملتعب ، وقال بغضب واضح :
كنتي فين يا صافي
وليه خرجتي امبارح من غير حراسه
وازاي تباتي بره البيت
من غير ما حتى تقوليلي !!!
ردت صفاء وهي متوتره :
اسفه يا بابا
كنت مخنوقه شويه
ورحت ابات عند واحده صاحبتي
اقترب صابر من ابنته ، وامسكها من شعرها بعنف وصرخ بحده :
انتي بتستغفليني يا بت
انتي كنتي بايته عند الزفت روسيا
صح ولا لا
انطقي بدل ما اقصف رقبتك
روحتي لروسيا ليه
وكنتي بتهببي ايه معاه
ردت صفاء برعب :
وعهد الله ما كنت معاه
انا كنت قاعده مع الحاجه انتصار طول الليل
وايوه يا بابا
انا بحب احمد
وانت عارف ده كويس
ترك ناصر شعر ابنته ، والتقط هاتفه واتصل بالحاجه انتصار :
الووو
مساء الخير
ازيك يا انتصار
سوال وردي عليا
صفاء كانت معاكي امبارح
ردت انتصار عبر الهاتف :
ايوه يا صابر
بنتك كانت بايته معايا
عندك مانع !!!
فجأه تغير صوت صابر من الغضب الهادر الي الرقه المفرطه وقال :
يا بختها
يا ريتني كنت انا
ردت انتصار بحده واضحه :
تصدق بالله
انت راجل شايب وعايب
وانا غلطانه اني عبرتك
ورديت على اتصالك
اتلم يا صابر واقفل بقا
اشار صابر بيده لابنته ، بما يفيد بأن تغادر الغرفه ، ثم ضحك بصوت عالي وقال :
والنبي عسل يا نصنوصتي
مش ان الاوان بقا
ونلم الشمل
انا قلبي داب وانا ....
وفجأه انقطع الاتصال ، فقد اغلقت الحاجه انتصار هاتفها في وجه صابر !!!
ثم قبلت الهاتف قبله حانيه ، وتنهدت تنهيده طويله ، وقد لمعت عيناها من شده الفرح !!!
--------------------ء
وصل روسيا الى مقر عمله بداخل قلعته الحصينه في الصحراء ، وكان ذلك المقر عباره عن مبنى خرساني مغلف بطبقات من الفولاذ السميك
وقد تم بناءه بهذه الطريقه ، ليكون مضادا لاي هجمات خارجيه ، حتى وان تم قذفه بالطائرات الحربيه !!!
وعلى بوابه المقر ، التقى روسيا ب "زاهر" ، احد ابرز معاونيه ، والذي كان روسيا يعتبره ابا روحيا له
فزاهر ، الذي يبلغ من العمر ٥٠ عاما ، هو من ساهم في تشكيل شخصيه روسيا ، وهو صاحب الفضل الاكبر في بناء تلك الامبراطوريه الضخمه !!!
وقد دار بينهما الحوار التالي ...
زاهر مصافحا روسيا بحفاوه :
نورت المقر يا بطل
روسيا بنفس الحفاوه :
عندي كلام كتير عاوز اقولهولك
بس مش هينفع دلوقتي
المهم
جبت البت الشمال بتاعت "الروتين اليومي"
اللي قلتلك عليها
والواد المخرج
والواد بتاع الديكور
رد زاهر :
اسمها "سوسو" يا ريس
وخلاص الرجاله جابوها من قفاها
وزمانهم على وصول
والمخرج وبتاع الديكور قاعدين في عربيه بره
ومستنيين اوامرك
بس انا مش فاهم حاجه
هو انت ناوي تعمل فيلم شمال ؟؟؟
رد روسيا وهو يضحك :
بالضبط كده يا زاهر
انا عاوز اعمل مشهد واحد بس
هات تليفونك يا زاهر
ثم التقط هاتف زاهر ، وبحث عن ذلك الفيديو الخاص بفاتن ، ثم اعطى الهاتف لزاهر
لمعت عينا زاهر وقال ساخرا :
مين الحته الصاروخ دي
دي شبه البت سوسو
رد روسيا :
بص يا زاهر
انا عاوز اعمل نفس الفيديو ده
بكل تفاصيل الاوضه اللي فيه
ونفس اللبس
ونفس حركات البنت اللي في الصوره بالظبط
باحتصار كده
عاوز نسخه طبق الاصل من الفيديو ده
بس يبان وش البنت سوسو دي
بدل الست اللي في الفيديو
معاك ساعه واحده بس
ويكون الفيديو الجديد ده على تليفوني
ماشي يا عم ؟؟؟
رد زاهر بكل ثقه :
اعتبره اتعمل يا روسيا
بس ممكن اعرف انت هتعمل
كل الحوار ده ليه ؟؟؟
رد روسيا :
شوف يا زاهر
البت اللي في الفيديو دي
بت غلبانه
اتصورت غدر
وانا عاوز اجيب الواطي اللي عمل كده
وانحر رقبته
بس الاول نخلص من موضوع الفيديو ده
اخر طلب قبل ما تمشي
ابعتلي المهندس "لؤي" حالا
------------------------ء
وصل المهندس "لؤي" ، ودخل على روسيا ، وهو يقول بكل حماس :
شوبيك لوبيك يا قائد
طالما بعتلي اجي
يبقى الموضوع كبير اوووي
رد روسيا بابتسامه عريضه :
هو كبير على اي حد
بس مش كبير على برنس الانترنت لؤي باشا
باختصار كده
عاوز امسح فيديو موجود على النت
واحط مكانه فيديو تاني
بس قبل ما نمسح الفيديو الاصلي
عاوز اعرف مصدره بالظبط
رد لؤي بكل غرور :
وده مستاهل تبعت تجبني
على ملا وشي كده يا قائد
فين الفيديو ده
وخلاص اعتبره حصل
احنا عندنا سيرفرات اقوى واكبر
من اي سيرفرات في البلد
ساعه واحده
ويكون الفيديو ده اختفى والجديد ركب مكانه
ابتسم روسيا وقال بكل امتنان :
هو ده الكلام يا برنس
الفيديو القديم مع زاهر
والجديد بيتصور دلوقتي
وهتاخده من زاهر برضو.
خرج لؤي من المكتب ، ومرت بضع دقائق حتى دخل زاهر ، ومعه تلك الفتاه "سوسو" ، وكانت تبكي بحرقه
انعقد حاجبي روسيا ، وقال بانفعال :
مالها الهبابه دي بتعيط ليه
في ايه يا زاهر
وتقدم زاهر وهمس في اذن روسيا :
البت كانت عاوزه ١٥٠ الف جنيه
عشان تعمل الفيديو
فكلتها جوز اقلام
وظبطت الدنيا
والفيديو طالع كربونه يا روسيا
حاجه كده ولا شغل الياس الدغيدي
رد روسيا وقد انفجر ضاحكا :
مبدئيا كده يا زاهر
مفيش مخرج اسمه الياس الدغيدي !!!
وبعدين ما تديها اللي هي عاوزاه
خلصنا ومشيها بقا
ردت سوسو وقد مسحت دموعها واطلقت زغروده مدووويه :
الله يعمر بيتك يا باشا
انا برضك قولت انك شواف
وبتقدر المواهب
ولو تحب ابات معاك الليله
فانا تحت امرك
واعتبر ده كادووو مني
فوق البيعه
رد روسيا بكل هدوء :
كلمه واحده زياده
وهاخليه يمشيكي
من غير ما تاخدي ولا نكله
يلا يا بت
ما اشوفش وشك هنا تاني
زااااهر
تغمي عنيها وترجعها مطرح ما جبتها
رد زاهر بكل حماس :
اوامر يا مدير
يلا يا بت
اقبضك وارجعك في شوال
زي ما جبتك
---------------------ء
وفي اقل من ساعه ، كانت المعجزه قد حدثت !!!
وتم محو فيديو فاتن من الوجود ، واستبداله بفيديو الفتاه المنحرفه سوسو !!!
وكان من المستحيل لاي شخص ان يكتشف هذا التغيير ، فقد ارتدت سوسو نفس الملابس الداخليه التي كانت ترتديها فاتن ، وقد تحركت بنفس الطريقه ، وظهرت في خلفيه الفيديو تفاصيل نفس غرفه تبديل الملابس ، في صوره طبق الاصل ، لهذه المحاكاه والتقليد المحترف !!!
----------------------ء
وفي الصباح الباكر من اليوم التالي ...
قام جار منير بالاتصال به ، والاعتذار له ، لسوء ظنه بزوجته الست ام زيزو !!!
واخبره بأن نجمة برنامج " الروتين اليومي " ، مدام سوسو ، قد قامت بنشر هذا الفيديو في صفحتها الرسميه عبر الانترنت ، مناشده متابعيها الصعاليك ، بأن يبدو رأيهم في هذا المشهد الساخن
انتفض منير بشده ، وهرع الي هاتفه ، ليكتشف صدق رواية جاره الابله !!!
وكانت صدمه منير شديده ، وظل يحدث نفسه قائلا
(هو انا بحلم ولا انا اتجننت)
(ازاي ده حصل)
(انا متاكد ان اللي كانت في الفيديو دي البت فاتن)
(هو انا ها اتوه يعني عن وش ولا جسم مراتي)
(وهي كمان اعترفت ان الفيديو ده بتاعها)
(ولا يكونش قالت كده من كتر الضرب اللي ضربتهولها)
(اهم حاجه ان ربنا سترها معانا وما اتفضحتش بسببها)
(انا هاتصل بالبت فاتن افرحها ، واراضيها عشان ترجع)
وبالفعل اتصل منير بفاتن الا انها لم ترد ، فأرسل لها رساله ، يخبرها بما حدث ، وطلب منها الرجوع للبيت !!!
--------------------ء
استيقظت فاتن والتقطت هاتفها ، لتجد رساله منير !!!
فقزت فاتن وهي تتراقص بفرح غامر ، وتنادي صائحه :
ياااا جوري
اصحي يا بت
الفيديو ما طلعش بتاعي
طلع بتاع بت تانيه من بتوع التيكتوك
وثبت جوري من مكانها وقالت باندهاش :
شو كالكلام !!!
كيف يعني واحده تانيه
وريني اشوف
تفحصت جوري الفيديو بعنايه ، وقالت بكل صدمه :
شو هالعجب
كأنه هالبنت قلدت الفيديو بتاعك
لا تكوني غبيه يا فاتن
هذا فيديو مقلد
ما هو نفس الفيديو تبعك
هالامر وراه سر كبير
وانا لازم اعرفه !!!
اكيد احمد هو اللي ورا هالشيء العجيب
------------------ء
اما احمد ... او روسيا كما عهدناه
فاستيقظ واستدعى زاهر ، والمهندس لؤي ، وقد دار بينهم هذا الحوار
روسيا بهدوء :
طبعا تسلم اديكم يا رجاله
انتو عملتو انجاز امبارح
وسترنا على البت الغلبانه اللي كانت متصوره غدر
وفاضل بقا الخطوه الاهم
تدخل زاهر بكل حماس وقال :
من غير ما تقول يا روسيا
اللي غلط ... لازم يتحاسب
وانا هاخد الموقع اللي حدده الباشمهندس لؤي
وهاجيب لك الواد الوسخ اللي صور البت دي
رد روسيا بنفس بنبره حاسمه :
مش كفايه يا زاهر
حتى اللي ركب الكاميرات دي يتجاب هو كمان
وعاوزهم يبقى عبره لكل العالم الوسخه اللي زيهم
الليله يا زاهر عاوز اقرا عليهم الفاتحه
وانت يا لؤي
عاوزك تحط البند ده مع شغلك
انك تمسح اي فيديو تلاقيه متصور غدر
في اي موقع من المواقع الزفتت دي
امتثل الرجلان لتعليمات روسيا الصارمه ، وخرج كلاهما ليبدأ تنفيذ هذه الاوامر
--------------------ء
وفي المساء من نفس اليوم ...
كانت كل مواقع التواصل الاجتماعي تتناقل خبر انتتتحار صاحب محل ملابس داخليه ، وقد تدلى رأسه من حبل غليظ مربوط بسقف المحل
وكذلك واقعة انتتتحار صاحب محل كاميرات مراقبه ، بنفس الطريقه !!!
وقد تم اسناد مهمة التحقق من الواقعتين الي الرائد/ فاروق الرفاعي !!!
وبمجرد دخول الرائد فاروق ، الى موقع الجريمه ، ورؤيته لغرفة تبديل الملابس بها ، حتى لمع في عقله ذلك الفيديو الذي اطلعته عليه فاتن !!!
ففتح هاتفه محاولا العثور على هذا الفيديو ، ولكنه انصدم بشده عندما تاكد من اختفاءها ، وستبداله بذلك الفيديو الخاص بالمنحرفه سوسو !!
وعلى الفور ... امر احد معاونيه باحضار كلا من فاتن وزوجها منير وصديقتها ... لاستجوابهم !!!
وقد ايقن فاروق ، ان عقلا اجراميا جبارا ، يقف خلف تلك الاحداث
وان هذا العقل الاجرامي ، يملك من النفوذ والقدرات ، ما يعجز عن امتلاكه جهاز الشرطه نفسه !!!
رواية "حزن بين احضان الفرح" - الحلقه الرابعه
تم استدعاء كلا من جوري وفاتن ومنير الى قسم الشرطه ، وذلك للتحقيق معهم في واقعة انتتتحار المدعو "سليمان حسين" ، صاحب محل الملابس الداخليه
واثناء تواجدهم في بهو قسم الشرطه ، دار بينهم هذا الحوار ...
اقترب منير من فاتن ببطء وارتباك وقال بصوت حنون :
ازيك يا فاتن
طمنيني عنك
الحمد لله ربنا سترها
والفيديو ما طلعش بتاعك
رمقته فاتن بنظره غاضبه ، ثم اشاحت بيدها وقالت في صرامه :
لو سمحت يا منير
مالكش كلام معايا
انت خلاص طلقتني
والموضوع انتهى
رد منير بكل ود :
انا عارف انك زعلانه مني
وليكي حق
بس وعهد الله انا ما كنتش في وعيي
ارجوكي سامحيني
انا بردو منير حبيبك وجوزك
ايوه جوزك
انا خلاص رديتك لعصمتي
تدخلت جوري بكل حده :
اما انك انسان عديم العقل
اذا ما بتبعد عن البنيه الان
راح انادي للعسكري يشيلك من هون
الراجل اللي يبيع مرته في وقت المحنه
ما يستحق يتسمى رجل بالاساس
التفت لها منير وقال بكل غضب :
وانتي ايه دخلك بين واحد ومراته
ما تخليكي في حالك
عندك كلمه حلوه قوليها
او ....
في تلك اللحظه قاطعهم صوت احد افراد الامن وهو يطلب من فاتن الدخول لمكتب الرائد / فاروق الرفاعي
ودخلت فاتن وهي متوتره ، وبدأت التحقيقات معها ، بينما انتظر كلا من جوري ومنير دورهم في التحقيق بالخارج
واستهل الرائد فاروق التحقيق ، قائلا بكل صرامه :
استاذه فاتن
طبعا اكيد انتي عرفتي اننا لقينا
المدعو "سليمان حسين"
متعلق من رقبته بحبل
جوا المحل بتاعه
واللي طلع بالصدفه هو نفس
الراجل اللي كان بيصورك
في اوضة اللبس
وهو اللي عمل لك الفيديو
اللي انتي بسببه جيتي القسم
وعملتي بسببه محضر اول امبارح
وده بيخلينا نشك ان الواقعه دي
مش مجرد حالة انتتتحار
وانها جرييمة قثل مدبره
وانك مشتركه بشكل ما في الجرييمه دي !!!
ثم توقف فاروق للحظات ، واشعل سيجاره هو يراقب ملامح فاتن المتوتره ، ثم استطرد بشكل مباغت :
استاذه فاتن
كنتي فين امبارح بالليل
من الساعه ٧ مساء
للساعه ١٠ مساء ؟؟؟
كانت فاتن ترتجف بشده ، وقد بدأ العرق يتصبب منها برغم برودة الاجواء ، وقالت بصوت مرتجف :
يا سعاده البيه
انا ست غلبانه وماشيه جنب الحيط
وقسما بجلال الله
انا ما عرفت ان الراجل ده
هو اللي صورني الا من حضرتك دلوقتي
ربنا ينتقم منه ويثحرق في ناااار جهنمممم
وعموما انا كنت في شغلي في المطعم
من بعد الضهر ولحد ما شطبنا
الساعه ١٢ بالليل
وحضرتك تقدر تتأكد بنفسك
وتسأل كل زمايلي في المطعم
واولهم جوري زميلتي
اللي حضرتك استدعيتها للتحقيق
هي واقفه بره وهتأكد لك كلامي
رد فاروق بنبره حاده :
بصي يا استاذه فاتن
انا متأكد انك انتي او حتى جوزك
ما تقدروش تنفذوا جرييمة قثل بالشكل
المعقد ده ولا بالاحترافيه دي
لكن انتو اكيد عارفين مين اللي عمل كده
او بشكل ادق
انتوا اجرتوا حد عشان ينفذ الجرييمه دي
ردت فاتن بذعر :
يا باشا احنا ناس غلابه
اللحمه بتدخل بيتنا مرتين في الشهر
هنجيب منين فلوس ندفعها لواحد
عشان يقثل حد
وبعدين انا حلفت لك اني ما كنتش
فاكره المكان اللي اتعمل فيه الفيديو
ولو كنت عارفاه يعني
كنت اكيد بلغت عنه في المحضر
رد فاروق :
كلامك منطقي جدا
وانا مصدقك
بس انا عاوزك تساعديني
لان المواقعه دي مش هي الوحيده
احنا اكتشفنا من خلال التحريات
ان في جرييمه تانيه اتعملت بنفس الطريقه امبارح
وكان ضحيتها فني تركيب كاميرات
واللي هو في نفس الوقت
يبقى صديق المجني عليه سليمان حسين !!!
مش بس كده
موضوع اختفاء الفيديو بتاعك
وتبديله بفيديو البت بتاعت النت دي
اللي اسمها سوسو
ده في حد ذاته لغز كبير
لان اللي بقدر يعمل كل الحاجات دي
وفي الوقت القصير اوي ده
ده مش شخص عادي
ده حد عنده جيش من المجرمين
ومعدات تكنولوجيا متطوره جدا
ردت فاتن بكل رعب :
انا كنت فاهمه انكم انتوا اللي حذفتوا الفيديو
وكنت هاسال حضرتك ليه
حطيتوا فيديو بداله !!!
ابتسم فاروق ، ورد بطريقه ودوده :
لا طبعا
وهي الشرطه حتى لو عرفت تمسح الفيديوا
هتنزل فيديو مكانه
ده شغل مدينة الانتاج الاعلامي
مش وزارة الداخليه !!!
قوليلي يا فاتن
مين في رأيك ممكن يعمل كل ده !!!
ردت فاتن بارتباك :
انا معرفش اي حد بالمواصفات
اللي حضرتك بتقولها دي
بس هاقول لحضرتك على حاجه
في سواق تاكسي اسمه احمد
جوري زميلتي تعرفه
هو جالنا اول امبارح بالليل
وقال لجوري انه يعرف ناس
تقدر تمسح الفيديو بتاعي من النت
وعهد الله ده كل اللي اعرفه
رد فاروق وقد لمعت عيناه بوضوح :
طيب يا فاتن
تقدري تمشي دلوقتي
ولو جد اي جديد في موضوع
سواق التاكسي ده
ياريت تبلغيني
خرجت فاتن مسرعه من المكتب ، وبعد لحظات كان منير يدخل للاستجواب
فباغته فاروق بسوال مفاجيء :
قولي يا استاذ منير
هو انت ليه ما جتش مع مراتك
يوم ما كانت بتعمل محضر بواقعه الفيديو
رد منير بارتباك :
انا يومها كنت مصدوم
وللاسف اتسرعت وطلقتها
انفجر فاروق بكل غضب :
انت طلقت مراتك
بسبب فيديو مالهاش ذنب فيه !!!
اسمحلي اقولك
انت راجل ظالم جدا
رد منير بارتباك :
معاك حق يا باشا
مهي كان مفروض تقولي
ان الفيديو ده مش بتاعها
وكان الموضوع خلص
رد فاروق بغضب :
انت عبيط ولا بتستعبط
الفيديو بتاعها طبعا
لكنها مالهاش ذنب فيه
وستر ربنا ان حد مسحه من النت
وحط بداله فيديو شبهه جدا
بس لواحده ست تانيه
واحده بتاعت فيديوهات مشبوهه
وقريب اوي هنقبض عليها
بتهمه الافعال المنافيه للاداب
هنا امتقع وجه منير ، ورد بكل حنق :
ازاي يعني ده حصل
انا مش فاهم حاجه يا باشا
يعني الناس اتفرجت على جسم فاتن
بنت ال.....
انا ياما قلتلها ما تشتريش
هدوم من اي محل فيه رجاله
بس هي وليه مستهتره
واحسن حاجه اني طلقتها
وخلصت من فضيحتها
قال ذلك ثم انفجر بالبكاء كالاطفال ، وقد اسرع فاروق بأنهاء التحقيق معه ، وهو متعجب من تفكيره القاصر
ومع وجود حجه غياب قويه لمنير عن مسرح الجريمه وقت وقوعها ، فقد امر فاروق باخلاء سبيله هو ايضا
وخرج منير من مكتب فاروق باشا ، واقترب من فاتن ، وقال بكل غيظ :
انا مش هارجعك لعصمتي يا فاتن
انا ما اقدرش اعيش مع واحده
الرجاله شافو جسمها
انتي طالق
قال جملته وسط ذهول من فاتن ، التي بادرت بالرد باشمئزاز :
وانا ما يشرفنيش افضل
على ذمة راجل مفتري وظالم زيك
يا خساره سنين عمري اللي ضاعت معاك
انا مش عاوزه اشوف خلقتك دي تاني ابدا
وابني حبيبي هاعرف اخده منك بالقانون
سار منير بخطوات متخاذله خارج القسم ، بينما انتظرت فاتن صديقتها جوري ، التي كانت قد دخلت لتاخذ دورها في التحقيقات
وقد باغتها فاروق ايضا بسؤال غير متوقع :
انسه جوري
تسمحيلي اسألك
ليه واحده دكتوره زيك
تشتغل طباخه في مصر !!!
كان سوال فاروق صادما جدا لجوري ، فانتفضت بشده وقالت بارتباك :
من وين حضرتك عرفت هالمعلومه
جواز سفري ما مذكور فيه اني طبيبه
وبترجاك ما في داعي
اي حدا يعرف بهالشيء
اندهش فاروق من ردة فعل جوري العجيب ، وقال بهدوء :
لو سمحتي اهدي يا دكتوره
انا استعلمت عنك في وزارة الخارجيه
وعرفت ان دكتوره اطفال
وان الاقامه بتاعتك انتهت
بس ايه السبب انك مخبيه
عن الناس انك دكتوره !!!
ردت جوري بكل اسى :
لانه ما حدا قبل يوظفني كطبيبه
لاني بدون اقامه
ولما قدمت لوظيفه طباخه
وخبرت الناس اني طبيبه
ضلوا يسخروا مني
فقررت اخبي هالشيء
حتى يقبلوني بالوظيفه
ارجوك يا حضرتك الظابط لا تقول
انك ناوي ترحلني من مصر
رد فاروق بكل ود :
شوفي يا دكتوره
انا ممكن اتغاضى عن الموضوع ده
واعمل نفسي مش واخد بالي
بس بشرط !!!
ردت جوري بلهفه :
شو هوا الشرط حضرتك الضابط
رد فاروق بحماس :
انا عاوزك تتعاوني معانا
وتبقي مرشده للشرطه
عشان انا السواق اللي اسمه احمد ده
هو اللي ورا الجراييم اللي حصلت امبارح
انتفضت جوري بشده وصاحت :
لا طبعا مستحيل احمد يكون
ورا اي جريمه
ده واحد مسكين وظروفه صعبه
رد فاروق :
طب ممكن تهدي كده
وتحكيلي كل اللي تعرفيه عن الواد ده
وانا عاوز رد منك دلوقتي
هل اقدر اعتمد عليكي
واشتغلي معانا
ولا عندك مانع
وبالتالي مش هيبقى عندي
اي مبرر اني اتستر على موضوع
اقامتك المنتهيه دي !!!
ردت جوري باستسلام واضح :
انا راح اقول لك كل اللي بعرفه
عن هذا الشاب
لكن انا واثقه انه بريء
وبدات جوري تقص على الرائد فاروق كل ما حدث بينها وبين احمد من اول دقيقه ، وحتى هذه اللحظه
وبعد ذلك قام فاروق بمصافحتها بحراره ، وهو يقول :
انا بشكرك جدا يا دكتوره
وثقي اننا بنعمل كل جهدنا عشان
تحقق العدل
ولو طلع احمد ده مجرم فعلا
فاكيد انتي هتكوني اول واحده تبلغ عنه
لاني واثق انك انسانه نزيهه ومحترمه
ومش هتسكتي عن الحق
ردت جوري بتوتر وارتباك :
انا في خدمه العدل والعداله
ومازلت واثقه ان هالشاب
راح يطلع بريء
وانتهى اللقاء ، وخرجت جوري لتجد فاتن تقف ومازالت دموعها تلمع في عينيها ، فصاحت بها جوري :
شو بيكي حبيبتي فاتن
ليه عم تبكي
ردت فاتن بصوت مختنق :
الزفت منير رجع في كلامه
وطلقني تاتي
وخلاص كل اللي بنا انتهى
احتضنتها جوري برفق ، وقالت بصوت غاضب :
والله انك مغفله
كيف بدك تعيشي مع واحد بلا عقل
مثل هالشخص
انت تستحقي افضل منه الف مره
وانتهى الحوار بأن خرجت الفتاتان من القسم ، وعادا الى المطعم ، وكان كل ما يشغل بال جوري هو سؤال واحد
هل فعلا احمد مجرم خطير كما يدعي الرائد فاروق ، او هو شخص بريء !!!
---------------------ء
اما فاروق فقد طلب من كل معاونيه ، سرعة ضبط واحضار تلك المدعوه سوسو ، صاحبه الفيديو البديل
فهو يعلم تماما ، ان سوسو الان اصبحت هي مفتاح حل هذه القضيه المعقده !!!
وبالفعل ... تم احضار سوسو واستجوابها ، ودار بينها وبين فاروق ذلك الحوار ...
فاروق بلهجه حازمه :
انتي سنيه خيري ابراهيم ؟
الشهيره ب "سوسو"
وانتي اللي عملتي الفيديو التقليد
للبت المتصوره في اوضه الملابس ؟؟
ردت سوسو بكل خوف :
ايوه يا بيه
انا سنيه
وانا اللي عملت الفيديو
وما بينتش اي حته من جسمي
غير اللي مسموح بيه سعادتك
رد فاروق بإندهاش :
نعم يا اختي !!!
هو ايه ده اللي مسموح بيه
عشان انا مش فاهم !!!
ردت سوسو بإنفعال :
اللي بتسمحوا بيه عادي
في البلاجات بتاعت الاغنيا
وفي الكباريهات والحفلات والافلام والمسلسلات
كل البنات والنسوان الاغنيا
بيقلعوا ويعروا جسمهم قصاد الكل
وبتعتبروا ده عادي
مره تسموها فن وحضاره
ومره تقولوا دي حريه شخصيه
انما لو ست غلبانه قلعت
عشان تأكل عيالها بدل ما يموتوا من الجوع
تبقى في نظركم ست مجرمه ومعندهاش شرف
وتتحبس عشان بتفسد الشباب
قاطعها فاروق وهو مندهش :
اللي بتلبس مايوه عالبحر
هي حره في نفسها
انما انتي بتصوري فيديوهات
وانتي بتطبخي بالملابس الداخليه يا سوسو !!!
يعني انتي قاصده تثيري الشباب
وبتاخدي فلوس على كده
الوضع مختلف تماما
ردت سوسو بتهكم :
صح يا باشا
هو ده الفرق بيني وبين النسوان الاغنيا
كلنا بنتصور وبنزل فيديوهات
بس هما بيتصورا ببلاش
وانا بكسب فلوس
عشان كده بتبقبضوا عليا انا
عشان باخد فلوس
مش عشان بقلع وابين جسمي
امتقع وجه فاروق ، ووجد نفسه عاجزا عن الدفاع عن وجهة نظره ، فحاول تغيير الحوار ، قائلا :
بصي يا سوسو
انا مش جايبك هنا عشان احاكمك
موضوع الفيديوهات ده
يخص جهة تانيه في الوزاره
انا جايبك عشان موضوع تاني
وفجأه هبت سوسو ووقفت ، وابتسمت ابتسامه خبيثه وقالت :
عيوني عشانك يا قمر
بس هو الموضوع ده ينفع هنا
في المكتب يعني !!!
احمر وجه فاروق غيظا وقال بحده :
احترمي نفسك يا بت
انتي مخك راح لبعيد
انا عاوز اعرف مين اللي خلاكي تعملي
الفيديو التقليد
وازاي عرفتي تقليديه بالشكل ده
وازاي عرفتي تمسحي الفيديو الاصلي
وتحطي الفيديو بتاعك مكانه
انطقي يا بت
والا ورحمه ابويا
ابيتك الليله في الحجز
ردت سوسو بصوت متحشرج :
وربنا يا باشا انا ما اعرف اي حاجه
انا كنت قاعده في شقتي بعمل
لايف للمتابعين بتوعي
وفجأه الباب خبط
فتحت لقيت خمس رجاله
هجموا عليا وقاموا واخديني في عربيه
ومغميين عنيا وودوني مكان غريب
ولقيت فيه ديكور لنفس الاوضه
اللي في الفيديو الاصلي
وكان معاهم واحد مخرج
فضل يظبط حركاتي
لحد ما بقت نفس حركات البت
اللي في الفيديو بالظبط
بعدها قبضوني اللي فيه النصيب
وغموني تاني ورجعوني البيت
ده كل اللي حصل وربنا
رد فاروق بانفعال :
طب خدتي رقم العربيه
ردت سوسو :
العربيه مكنش عليها نمر
بس انا فاكره اسم الريس اللي مشغلهم
كانوا بينادوه ... روسيا
واد حليوه كده ... زي القمر
فجأه هتف فاروق بكل حماس :
روسيا !!!
اخيرا وقعت في ايدي
يا احمد يا مرسي
رواية " حزن بين احضان الفرح " - الحلقه الخامسه
خرجت سوسو من مكتب الرائد فاروق ، الذي سارع بالإتصال ب جوري ، ودار بينهما هذا الحوار ...
الرائد فاروق :
الو مساء الخير
ازيك يا دكتوره
رد جوري بترحاب مصطنع :
مساء النور
الحمد لله منيحه
نشكر الله
وانت كيف حالك حضرت الضابط
رد فاروق :
الحمد لله
انا هابعت لك صوره دلوقتي على الواتس
وعاوزك تقوليلي
هل هي دي صوره سواق التاكسي
اللي قابلتيه ولا مش هي
تفقدت جوري الصوره ، ثم ردت بتوتر واضح :
نعم هو ده احمد
لكن بتلصوره مبين انه متأنق
ولابس اشي بدله غاليه
انا محتاره كتير يا حضرت الضابط
كيف سواق تاكسي يلبس هيك شكل
رد فاروق بسعاده واضحه :
يا جوري ده واحد من اخطر المجرمين في مصر
وشهرته روسيا
قليل جدا اللي يعرفوا
اسمه الحقيقي
واحنا بنحاول نقبض عليه من فتره طويله
لكن للاسف هو ذكي جدا
ومش عارفين نمسك عليه دليل
ردت جوري وهي تبكي :
اما ما قادره اصدق اللي عم بسمعه منك
اكيد في شي غلط بهالحكي
احمد مستحيل يكون مجرم
ده انسان طيب ومزواق وابن حلال
ايه هي جريمته اللي بسببها مطلوب للعداله
ممكن تفهمني ارجوك حضرت الضابط
رد فاروق بكل تحفز :
هو ايه الموضوع بالظبط
ممكن افهم
هل تربطك بالمجرم ده اي علاقه
ياريت تحكيلي بكل صراحه
لاني مقدرش اثق فيكي واعتمد عليكي
الا لما اتاكد انك تستحقي الثقه دي
وعموما البني ادم ده قاتل
ومهرب لكل انواع المحظورات
من مخدرات واسلحه واثار
وعاوز اقولك على موضوع كمان
احنا شاكين انه كان سبب في الحريقه
اللي حصلت من كام سنه
في نفس المطعم اللي حضرتك شغاله فيه !!!
زاد رعب وبكاء جوري وهي ترد بحسره :
ما فيك تقلق يا حضرت الضابط
ما في بيني وبين هالحيوان اي شيء
واذا هو فعلا قاتل كيف ما بتحكي
فأنا هاكون اول شخص يساعد العداله
انه ياخد جزاءه وينعدم
رد فاروق بكل هدوء وثقه :
يبقى اتفقنا يا دكتوره جوري
انا كل اللي هاطلبه منك
انك تقوي صداقتك بيه
وتعرفي عنه كل شيء ممكن
يخلينا نقدر نقبض عليه
وطبعا كل ده هيتم في سريه تاااامه !!!
ومن ناحيتي انا
مش بس هامنع السلطات انها تتعرض لك
بسبب موضوع الاقامه ده
لا ده انا هاعمل كل جهدي انك تاخدي
اقامه ساريه مدى الحياه
انتهت المكالمه واغلقت جوري الخط ، ثم انخرطت في موجه بكاء محمومه
فهي الان مطالبه بأن تقود روسيا الى حتفه !!!
فبعد ان كان احمد هو اقرب شخص الى قلبها ، فقد اصبح الان هو اكثر شخص تبغضه في هذا العالم
فهو الان نموذج متجسد للظلم والووحشيه والدموويه ، التي عانت بسببهم طوال طفولتها ومراهقتها !!!
-------------------ء
وفي المساء من نفس الليله ...
ومن داخل قلعة روسيا الحصينه
كانت صفاء قد ذهبت للاطمئنان على صحه روسيا ، وقد اصر والدها الحاج " صابر علوان " على اصطحابها بنفسه الى هناك
وما ان وصلوا الى بوابه القصر ، حتى استقبلهم زاهر ، الزراع اليمنى لروسيا ، قائلا بتهكم واضح :
يا اهلا يا اهلا
يا ترى ايه سبب الزياره السعيده دي
يا حاج صابر
ما تقولش اننا وحشناك
ردت صفاء بتوتر :
اهلا يا حاج زاهر
انا وبابا جايين نطمن على روسيا
لاني عرفت انه تعبان
وضهره واجعه
رد زاهر بابتسامه مصطنعه :
فيكم الخير يا جماعه
بس الحمد لله روسيا بخير
بس روسيا للاسف خرج
تدخل صابر في الحوار
طب هنفضل واقفين
ولا ناوي تتعطف وتدخلنا
ولا الحاجه انتصار
هي كمان مش موجوده !!
رد زاهر وهو يبتسم ابتسامه خبيثه :
اتفضل يا حاج
بيتك ومطرحك
ثواني ابلغ الحاجه بزيارتكم الكريمه دي
ودخل الجميع وقد ارتدت انتصار ثوبا انيقا ، ونزلت من الدور العلوي وهي تقول بكل ترحاب :
يا خطوه عزيزه
اهلا يا حاج صابر
ازيك يا صفاء
مش كنتوا تقولوا يا جماعه
انكم جايين
كنا عملنا حسابنا
وكان احمد قعد استناكوا
تقدم منها صابر وصافحها بكل حماس قائلا بابتسامه عريضه :
اهلا بيكي يا ست الكل
انا واللهي من ساعه ما البت صفاء
قالتلي ان روسيا تعبان
وانا حلفت اني لازم اجي بنفسي اطمن عليه
جلس الجميع ، وتسللت صفاء لتتحدث على انفراد مع زاهر ، بينما انتهز صابر الفرصه ، وقال مخاطبا انتصار بصوت هامس :
وحشتيني يا نصنوصتي
انا خلاص ما بقتش
عارف اودي الشوق ده فين
بحبك يا بت
ردت انتصار بنفس الصوت الهامس :
اتلم يا صابر
انت عارف كوبس لو احمد
شم خبر باللي انت بتهببه ده
مش هيحصل كويس
تنهد صابر ورد بكل حنيه :
طب واخرتها يا نصنوصتي
اعمل ايه عشان احل مشكله
ابنك اللي واقف لنا
زي اللقمه في الزور ده
انفعلت انتصار وردت بكل حسره :
انا ابني ده اهم عندي من روحي وحياتي
ومستحيل اعمل اي حاجه تزعله او تضايقه
وبعدين احنا خلاص كبرنا يا صابر
على الحب والجواز والحاجات دي
رد صابر بكل تأثر :
لا يا انتصار
انتي زيك زي اي ست في الدنيا
من حقك تحبي وتتحبي
وتسمعي كلام حلو
وتتعاكسي
وتتحضني
وتلبسي قمصان نوم وتتغندري
ردت انتصار بخجل يكسوه ضيق :
هانبدأ نعك في الكلام بقا
وهتلاقي كف ايدي
معلم على وشك يا صابر
رد صابر وهو يكتم ضحكته :
وماله يا نصنوصتي
ضرب الحبيب زي اكل الزبيب
وانا بموت في الزبيب
نظرت اليه انتصار باستنكار وتعجب ، ثم قالت بانفعال :
ولما انت هاتموت عالزبيب
ما تروح تتجوز بت حلوه وصغيره
وهي بقا تدلعك وتفرفشك
ويا سعدها وهناها اللي
تتجوز صابر علوان باشا
قاطعها صابر وهو يمسك يدها برفق وحنان :
كل البنات والنسوان اللي في الدنيا
ما يساووش عندي خصله من شعرك
انتي يا انتصار
وانتي عارفه كويس اني كنت بحبك
من ايام ما كنا عيال صغيره
وانتي كمان كنتي بتحبيني
بس اهلك غصبوكي تتجوزي
من "مرسي" الله يرحمه
وفي رد فعل مباغت ، سحبت انتصار يدها من يد صابر ، وقالت بحزم شديد :
مالوش لزوم نفتح في الماضي
يا صابر
مرسي الله يرحمه كان صاحب عمرك
وانا عشت معاه اجمل ايام عمري
واللي جاي من عمري هاعيشه
لابني وروح قلبي احمد
وانا راضيه بحياتي كده
رد صابر بكل غضب وهو يقف استعدادا للرحيل :
لا يا انتصار
انا هاكلم احمد في موضوعنا
وهاطلب منه ايدك
واللي يحصل يحصل
ثم تقدم خطوتين باتجاه زاهر وصفاء وقال بصرامه :
يلا يا صفاء
احنا خلاص عملنا الواجب
حصليني على العربيه
سلامو عليكو
رد زاهر بكل تهذب ، وهو يرافق صابر وابنته الى سيارتهم :
انستو ونورتوا يا جماعه
متشكرين يا صابر بيه
في امان الله
انلطت صابر وابنته بسيارتهم مغادرين قصر روسيا ، بينما عاد زاهر الى الحاجه انتصار ، قائلا :
اي اوامر يا حاجه انتصار
انا هاروح اكمل شغلي
ردت انتصار بهدوء :
استنى يا زاهر
البت المسلوعه دي كانت عاوزه منك ايه
خدتك على جنب وقاعدت ترغي ساعه
خيررررر !!!
رد زاهر بابتسامه خفيفه :
بصي يا حاجه
البت دي بتحب ابنك حب عباده
وابنك قالبها زي فردة الشراب
ومش بيديها اي وش
والنهارده كانت هتموت وتعرف روسيا فين
وانا ما ادتهاش اي عقاد نافع
قلتلها خرج يشم هوا
ويلف شويه بالتاكسي !!!
-----------------------ء
وفي نفس الاثناء ....
ومن داخل اروقة المطعم
كان العمل قد انتهى وبد عاد الجميع الى منازلهم ، ولم يتبقى سوى جوري وفاتن ، اللتان قد ارهقهما هذا اليةم الحافل بالاحداث ، فخلدا الى فراشهما في احد اركان المطعم
وقد اعتلى الحزن الشديد ملامحهما ، فبادرت فاتن بالكلام وقالت :
بصي يا جوري
احنا مش هنفضل عايشين كده
نبات كل ليله في ارضيه المطعم
احنا لازم ندور على سكن
ونعيش سوا
ولا انتي ايه رايك ؟
ردت جوري بكل اسى وحزن :
معك حق احنا يلزمنا مطرح ادامي
نعيش بيه بس هالشيء مكلف
وانا وانت ما معنا اي مصاري
حتى نجيب سكن وفرش واغراض
كيف بدنا نتصرف !!!
حتى ندبر هالمصاري !!!
ردت فاتن :
احنا بكره لازم نكلم مستر عبد الفتاح
ونطلب منه سلفه
وتتخصم من مرتبنا جزء كل شهر
ومش ضروري نجيب عفش في الاول
انا بعد استلم ورقة طلاقي من الزززفت منير
هاخد عفشي وهاجيب زيزو يعيش معانا
ردت جوري وقد لمعت الدموع في عينيها :
هالموضوع راح ياخد وقت طويل
وانا فبالي فكره تانيه
ممكن تحل الموضوع
راح اخبرك بيها في وقتها باذن الله
تحركت فاتن واحتضنت جوري بكل حنان وقالت :
مالك يا جوري
انتي مش على بعضك
من ساعة المكالمه اللي جتلك
من ساعتها وانتي حزينه ووشك مقلوب
مين اللي كلمك
وقالك ايه ضايقك اوي كده !!!
ردت جوري بحسره :
هذا موضوع خاص فيني
وسامحيني فاتن
ما حابه احكككككك
وفجاة ...
قطع حوار جوري طرقات خفيفه على الباب ، فانتفضت فاتن ، وقالت بلهفه :
ده اكيد الواد احمد بتاعك
ردت جوري وهي تتوجه نحو باب المطعم :
اتصور انه فعلا احمد
ياريت ما تحكي امامه اي شيء
عن موضوع التحقيق ومرواحتنا لقسم الشرطه
ارجوك يا فاتن
وبالفعل ...
فتحت جوري الباب لتجد احمد ، فقابلته بترحاب وقد رسمت على وجهها ابتسامه مصطنعه ، وقالت بارتباك :
اهلين احمد
كيف حالك
وكيف ظهرك الان
رد روسيا ، وقد لمح حالة الارتباك الواضحه على صوت وملامح جوري :
ازيك يا جوري
انا الحمد لله تمام
بس انتي اللي فيكي حاجه
هل انا جيت في وقت مش مناسب !!!
ردت جوري وهي تحافظ على ابتسامتها :
بالعكس المكان يتنور بيك باي وقت
وانا كتير فرحانه بشوفتك احمد
خصوصا بعد هالموقف البطولي
وانك انتزعت الفيديو تبع فاتن
برافو عليك
بس انت كيف بدلته بفيديو تاني
كيف سويت هالشيء ؟؟؟
رد روسيا باقتضاب :
اهم حاجه اننا حلينا المشكله
مفيش داعي تشغلي بالك بالتفاصيل
دي حاجات بتتعمل بالكمبيوتر
عن طريق برامج بتشتغل بالذكاء الاصطناعي
ردت جوري بنبره اعجاب مزيفه :
ما شاااااء الله عليك
واضح انك فهمان ودارس منيح
انت شو دراستك يا احمد
ووين ساكن
وليش ما حابب تحكي اي شيء عنك
وعن حياتك
بدأ الارتباك واضحا على ملامح روسيا وهو يقول بصوت متلعثم :
جوري ارجوكي
انا فعلا عاوز احكي لك كل شيء عني
لكن مش هينفع دلوقتي
ما تستعجليش واستحمليني شويه
انا بس حبيت اطمن عليكم
ولازم امشي
ردت جوري بانفعال :
واضح انك مليت مني ومن اسئلتي
عموما انا اسفه
ما راح اسألك عن اي شيء تاني
وكتر خيرك على االي سويته معنا
شعر روسيا بضيق جوري من جراء تكتمه الشديد عن تفاصيل حياته ، فقرر تلطيف الاجواء ، وقال بصوت حنون :
جوري انا مش عاوزك تزعلي مني
وفي نفس الوقت مش حابب اكدب عليكي
واقولك تفاصيل غلط عن شخصيتي الحقيقيه
انا مش سواق تاكسي
زي ما انتي فاهمه
انا حياتي معقده جدا
وفيها جانب مظلم
انا مش حابب انك تعرفيه دلوقتي
لكن الحاجه الوحيده اللي لازم تعرفيها
ان اجمل وقت في يومي
هو الوقت اللي بشوفك فيه
قتل ذلك ثم امسك اطراف اصابع جوري برفق ، ورفعهم للاعلى ، باتجاه شفتيه ، ثم وضع قبله حانيه داخل كف جوري
فشهقت جوري واهتز جسدها بشده ، ثم انسحبت مسرعه ودخلت الى المطبخ وصكت بابه بقوه ، تاركه روسيا يقف وحده في قاعه المطعم !!!
كانت جوري مرتبكه لاقص حد ...
فهي لا تعلم هل ارتعاشه جسدها نبعت من تاثرها العاطفي تجاه احمد ، ام من رهبتها من روسيا الذي اكتشفت انه مجررم خطيرر !!!
فانفجرت في نوبه بكاء ، وقد اقتربت منها فاتن واحتضنتها برفق ، ثم قالت :
مالك يا جوري
انتوا اتخانقتوا ولا ايه
صلي عالنبي كده
واحكيلي ايه اللي عمله
مقصوف الرقبه ده
اللهي ينشك في قلبه
ردت جوري وهي تغالب دموعها :
والله انا اللي قلبي مشقوق نصفين
وما عارفه كيف اتصرف
الله يعني على هالورطه اللي
غرزت حالي فيها
وبعد بضع دقائق ...
كانت جوري قد هدأت بعض الشيء ، وتهللت اساريرها عندما سمعت خطوات احمد تقترب من الباب ، وقالت باندهاش :
شو هادا
احمد ما رحل
ولساته هووون
وقبل ان تكمل جوري عباراتها ، كانت قد اندفعت مسرعه لتفتح باب المطبخ ، وتجد ان مفاجأه من العيار الثقيل في انتظارها !!!
فقد وجدت نفسها في مواجهه ثلاثه رجال ، ضخام البنيه ، كل منهم يحمل سلاحا ناريا ضخما
فبادرها احدهم وهو يصوب فوهه سلاحه نحو رأسها :
ولا كلمه يا اموره
لو صوتك طلع
هتلاقي الرصاصه في نافوخك
انتي وصاحبتك
حاول كلا من فاتن وجوري الصراخ ، الا ان خوفهما من العواقب الوخيمه قد منعهما
وبسرعه البرق ...
قام المسلحون الثلاثه بتقيبد وتكميم الفتاتين ، ثم تخديرهما
وسقطت جوري وفاتن في حالة اغماء ، وقد فقدتا وعيهما تماما
--------------------------ء
ومرت بضع ساعات على تلك الواقعه ، حتى استفاقت جوري تدريجيا ، وتكتشف انها مازالت مقيده ومكممه الفم ، في غرفه صغيره مظلمه ، فحاولت ان تصرخ وتستغيث بأي شخص لنجدتها
ومرت دقائق حتى دخل احد المسلحين وقال بلهجه سوريه سليمه :
اذا ما بطلتي صياح
راح ارزعك كف
يخلع راسك عن جسمك
باقي كام ساعه ونوصل طرطوس
ارتعبت جوري بشده ، وتفقدت الغرفه ونوافذها ، لتكتشف ان تلك الغرفه ، تقع داخل سفينه عملاقه !!!
وقد ادركت ان تلك السفينه تشق البحر في طريقها الى الشواطيء السوريه !!!
رواية " حزن بين احضان الفرح " - الحلقه السادسه
كانت جوري قد استفاقت من اثار التخدير ، لتجد نفسها مقيده في غرفه مظلمه ، بداخل سفينة بضائع متوجهه الى ميناء طرطوس السوري !!!
ومرت الساعات بطيئه ومؤلمه ...
وهي تتذكر كم المعاناه والالم التي تعرضت له في موطنها سوريا ، وكيف استطاعت ان تفلت من تلك الجريمه التي تم تلفيقها لها ظلما ، وظلت تحدث نفسها وهي تبكي ...
(شو ذنبي يا ربي)
(شو سويت حتى يصير فيا كل هيك)
(انا ماني معترضه على قضائك يا رب)
(لكن الموت عندي ارحم من اكون مجرد محظيه في قصر هالكلب اللي اسمه "نزار الصباغ" )
(انا تركت اهلي وبلدي حتى اخلص منه ومن شره)
(وشربت المر بمصر ، وكنت رضيانه بحالي)
(كيف وصلي هالكلب ، كيف عرف بمكاني)
(بس نوصل عالشام ، وهالمره راح ااوصه واخد عمره)
(ما بخليه يمس شعرايا مني)
وظلت جوري تبكي وتندب حظها ، بينما تواصل السفينه شق طريقها في البحر بإتجاه السواحل السوريه !!!
-------------------------ء
ونعود بالاحداث قليلا الى الوراء
الي مساء الليله السابقه
عندما خرجت صفاء وابوها من قلعه روسيا الحصينه ، وقد اخبرها "زاهر" عن خروج "روسيا" للتنزه ، بتلك السياره التاكسي القديمه !!!
وهنا ادركت صفاء ان "روسيا" قد خدعها ، عندما اخبرها بأنه قد تخلص من تلك الفتاه السوريه ، التي كانت بالمطعم وقامت بضرربها وتخديررها !!!
لم تكن صفاء تكترث لمعرفة تلك الفتاه السوريه بسر ما حدث بالمطعم في تلك الليله
فهذا الامر يخص روسيا فقط ، فهو من كان يشدد على سرية ذلك الامر !!!
الا ان غياب روسيا المتكرر في كل ليله ، واستمراره في التنكر والخروج بتلك السياره التاكسي المتهالكه ، قد اثار هواجسها
خصوصا انها رأت مدى جمال وجاذبيه تلك الفتاه السوريه ، فايقنت بأن امرا ما يحدث بين روسيا وتلك الفتاه !!!
وعلى الفور ، امرت بعض الرجال الاشداء ، من اتباع والدها ، الذين كانوا يدينون لها بالولاء ، بأن يذهبوا فورا الى ذلك المطعم ويراقبوه من دون ان يشعر احد !!!
وكانت الفاجأه ...
فبعد لحظات اتصل بها احد الرجال من امام المطعم ليخبرها بوجود تلك السياره الاجره كما وصفتها لهم صفاء ، ودار بينهم ذلك الحوار
افتتح الرجل المسلح المكالمه ، وقال بكل صرامه :
توفيق معاكي يا صفاء هانم
وزي ما سعادتك توقعتي
لقينا التاكسي اللي وصفتيه
راكن قدامي اهوه قصاد المطعم
وانا معايا الرجاله وراكنين بعيد
زي ما حضرتك امرتي
ردت صفاء بحسره :
طيب يا "توفيق"
محدش يعمل اي حاجه
افضلوا مراقبين الوضع
لحد ما صاحب التاكسي يخرج
بعد كده تدخلوا بهدوء
هتلاقوا بت سوريه
تربطوها وتخدروها وتجيبوهالي
رد توفيق بنفس الصرامه :
اوامرك يا صفاء هانم
وبالفعل ...
انتظر اتباع صفاء ، حتى خرج روسيا من المطعم ، ثم تسللوا بخفه فوجدوا جوري ومعها فاتن !!!
فقاموا بتخديرهم وتمكيمهم ، ثم عاود "توفيق" الاتصال بصفاء مجددا ...
توفيق بارتباك :
صفاء هانم
حصلت مشكله صغيره
احنا لما دخلنا المطعم
بعد ما سواق التاكسي خرج
زي ما حضرتك امرتي
لقينا اتنين ستات مش واحده بس !!!
فاضطرينا نكتفهم ونخدرهم هما الاتنين
ومنتظرين اوامر معاليكي
هنعمل ايه فيهم دلوقتي ؟؟؟
صفاء بغضب :
اتنين ازاي
الله يخرب بيت غبائك
فتش لي في بطايقهم
انا عاوزه البت السوريه بس
تجيبها لي على المخزن بتاعنا
والبت التانيه فكها وسيبها
قالت صفاء تلك العباره الاخيرة ، ثم اغلقت الخط في وجه توفيق !!!
وبعد لحظات عاود توفيق الاتصال بصفاء وقد بدى على صوته فرحه عارمه :
عندي ليكي خبر بمليون جنيه يا صفاء هانم
البت السوريه طلعت اقامتها منتهيه
ايه رايك نرميها قصاد اي قسم شرطه
وهما يرحلوها
هنا لمعت عيون صفاء ، وقالت بكل خبث :
لا يا توفيق
انا عندي خطه احلى بكتير
انا هارحلها بنفسي
مع السلاح اللي متهرب الليله على سوريا
تطيروا حالا وتسلموها لرجالتنا في اسكندريه
والفعل ...
في اقل من ثلاث ساعات كانت جوري قد تم وضعها على تلك السفينه المتجهه الي سوريا ، والتي كانت محمله بأسلحه مهربه تخص والدها صابر علوان
وكانت تعليمات صفاء مشدده جدا لكل رجالها على السفينه ، بأن يتم تسليم جوري الي السلطات السوريه بمجرد وصولها الى سوريا
-------------------ء
نعود الى جوري مره اخرى ...
فقد كان التعب والجوع والعطش قد استبد بها ، فصاحت في احد حراس الغرفه :
فكوني يا حيوانات
الله يلعنكم
ويلعن سيدكم يللي مشغلكم
والله لو بيكون اخر رجال بهالعالم
ما اراح اتزوجوا
ولا راح يمس شعرايه واحده من راسي
الموووت اهون عندي من الحياه
مع واحد مجرم مثله
انفتح باب الغرفه المظلمه ، ودخل احد الرجال حاملا بعض المياه والطعام ، وقال بكل غلظه :
اذا بسمع صياحك هادا مره تانيه
بكتم نفسك لحتى نوصل طرطوس
راح افك يدك لتاكلي بكل ادب
بس قسما بالله لو ما انهديتي
لاحرمك من الاكل والشراب
حتى اخر الرحله
انكمشت جوري في رعب وقالت :
الله يستر عليك ويهديك
اعتبرني مثل اختك
ورجعني تاني على مصر
انت مبين حد محترم
واكيد انت ما بتقبل ان اختك
ياخدها واحد قهر وغصب
رد الرجل وهو مندهش :
عن شو بتحكي انتي !!!
لا في راجل ولا في غصب
احنا بس نوصل على طرطوس
راح نسلمك لحرس الحدود
ارتعبت جوري بشكل اكبر وبدات في البكاء :
هيك راح انسجن ظلم
بجريمه دبرها لي هالحيوان " نزار الصباغ "
رد الرجل بانفعال :
انت بتعرفي الزعيم نزار الصباغ !!!
الان لازم تحكي لي الموضوع من اوله لاخره
بلكي بقدر اساعدك
تنهدت جوري بعمق ، واستجمعت طاقتها ، وبدات تقص على الرجل تفاصيل علاقتها مع نزار الصباغ الملقب ب " الزعيم ، وقالت بحسره :
القصه بدأت لما كنت معزومه بعرس صديقه لي
وهالحيوان كان موجود بالعرس
وحاول يتقرب مني ونتعارف
لكني ما ارتحت له
وقلت له ينقلع من وجهي
بعدها عرفت انه زعيم عصابه
وانه متزوج اكتر من مره
وله محظيات يسدو عين الشمس
وان الكل يخاف منه ومن بطشه
وظل يطاردني انا عيلتي
ويهددنا اني اذا ما قبلت اتزوجه
راح يدمر حياتي !!!
سكتت جوري قليلا وهي تحاول منع دموعها من الانهمار ، فبادر الرجل باعطائها منديل من جيبه ، وقال بصوت هاديء :
وشو صار بعد
شو عملتي معه ؟
ردت جوري بنبره يكسوها الحزن :
ها لحقير لما ما لقى مني اي تجاوب
راح لفق لي قضيه قتل
ومن بعدها هربت من البلد
ورحت على مصر
واضطريت اشتغل طباخه بمطعم
برغم اني طبيبه اطفال
واتحملت كتير عذاب وقهر
حتى ما يعرف يوصل لي
هذه كل حكايتي مع الحيوان نزار
انتهى حوار جوري مع الرجل ، الا انها لم تكن تعلم بأن هذا الرجل الدنيء سوف يستغل مأساتها ، ليتاجر بها !!!
فما ان اقتربت السفينه من السواحل السوريه ، حتى قام الرجل بالاتصال بنزار الصباغ
وعرض عليه ان يسلمه جوري ، مقابل مبلغ كبير من المال !!!
وقبل نزار عرض الرجل ، واتفقا على ان يتم تسليمه جوري فور وصول السفيه الى ميناء طرطوس
--------------------ء
وفي القاهره ...
وفي نفس تلك الاثناء من داخل المطعم
فمع ساعات الصبح الاولى ، كان العاملون بالمطعم قد وصلو ، ليجدوا فاتن في حاله اغماء ، فقاموا بافقاتها ، ما ان استفاقت من تاثير المخدر ، حتى اخبرتهم بما حدث ، وقد اصبح من الواضح للجميع بأن هؤلاء الملثمون قد قاموا بخطف جوري !!!
حيث دار هذا الحوار بين فاتن وبين مستر عبدالفتاح مدير المطعم ...
فاتن برعب :
ارجوك يا مستر عبدالفتاح
لازم بسرعه نبلغ البوليس
ان جوري اتخطفت
رد عبدالفتاح مدير المطعم بتوتر واضح :
اعقلي يا فاتن
انا ما اقدرش ابلغ البوليس
بان المطعم كان مشغل واحده سوريه
اقامتها منتهيه
انا كده ممكن اتحبس
والمطعم ممكن يتقفل
وحتى لو لقوا جوري
فاول حاجه هيعملوها انهم يرحلوها
على بلدها سوريا
وانت بنفسك شايفه الاوضاع عندهم
عامله ايه دلوقتي
صاحت فاتن بكل غضب :
يعني عشان مصلحة المطعم
البت خلاص تروح مننا
لا طبعا انا هابلغ البوليس
واللي يحصل يحصل
رد عبدالفتاح مستعطفا فاتن :
يعني ده جزائي اني اتحبس
عشان شغلت صاحبتك دي
على مسؤوليتي الشخصيه
وجزاء كل زمايلك اللي اتستروا عليها
انهم يتقطع عيشهم
بعد ما المطعم يتقفل !!!
لمحت فاتن نظرة العتاب في عيون كل زملائها ، وشعرت بعذاب الضمير ، فهي على وشك ان تدمر حياه كل من حولها ، واولهم حياتها الشخصيه ، فهي اكثر المتضررين ، من اغلاق المطعم ، فقالت بحسره :
انا ما يرضنيش اذيتك يا مستر عبدالفتاح
ولا عاوزه اخرب بيت اي حد شغال هنا
وبياكل عيش في المكان ده
بس بالله عليك
قولي اعمل ايه
مهو مش معقول يعني
نسيب البت الغلبانه دي تضيع ببلاش كده
رد عبدالفتاح بكل صرامه :
ولا انا هاقبل ان جوري يجرالها حاجه بسببي
او بسبب المطعم
دي زي بنتي
بس خلينا نفكر بالعقل
اصبري ٢٤ ساعه
لو جوري ما ظهرتش
انا بنفسي هابلغ البوليس
استسلمت فاتن لمطلب مستر عبدالفتاح ، وظلت طوال اليوم تدعو الله ان تعود جوري سالمه الى المطعم
وكان يداعبها امل كبير بأن يظهر احمد ، وينقذ جوري
كما استطاع ان ينقذها هي من كارثه الفيديو !!!
--------------------ء
وبالفعل ...
مع انتهاء ساعات العمل بالمطعم ، ظهر احمد " روسيا" ، وقد استقبلته فاتن بسيل جارف من الدموع ، وهي تقول بصوت منتحب :
الحقني يا احمد
جوري اتخطفت امبارح بالليل
احمر وجه روسيا ، وقد اعتلاه غضب لم تراه فاتن من قبل ، وقال صائحا :
انتي بتقولي ايه
مين اللي خطفها
اهدي كده واحكيلي كل اللي حصل
وفي خلال دقائق ...
كانت فاتن قد قصت كل ما حدث على مسامع روسيا ، الذي بدأ عقله يربط الاحداث بعضها البعض ، فسكت للحظات قبل ان يقول مهدئا فاتن :
اطمني يا فاتن
اوعدك ان هلاقي جوري
وان الكلاب اللي عملوا كده
هيدفعوا التمن غالي اوي
ثم انصرف مسرعا ، وقفز في ذلك التاكسي المتهالك ، واخذ هاتفه ، وقد اتصل بصفاء وقال بلهجه في منتهى الحزم :
بصي يا صفاء
حياتك وحياة ابوكي
وكل شغلكم في البلد هنا
في كفه
وحياة جوري في الكفه التانيه
ردت صفاء وقد اثارت نبره روسيا الغاضبه الرعب في قلبها :
يااااااااه
للدرجه دي بتحبها يا روسيا
وللدرجه دي انا رخيصه اوي كده عندك
يخساره كل اللي ....
قاطعها روسيا صائحا بصوت هادر :
مش وقت نحنحه وصعبنيات يا صفاء
وديتي جوري فين
انطقي
انا متأكد انك اجبن من انك تأذيها
فما تختبريش صبري عليكي
وقوليلي رجالتك ودوها فين
اخلصي
ارتعدت صفاء وقالت وهي تبكي :
ما تخافش على حبيبه القلب
هي في الحفظ والصون
شحنتها على المركب اللي
سافرت طرطوس امبارح
ورجعتها بلدها معززه مكرمه
وزمانها دلوقتي في حضن اهلها في سوريا
اشتعل غضب روسيا وقال بكل قسوه:
انتي اكيد اتجننتي
وقسما بشرفي يا صفاء
لاعيشك انتي وابوكي
في جحيم من اللحظه دي
وانا هاعرف ازاي ارجعها
وادفعك تمن اللي عملتيه ده
قال روسيا ذلك ، ثم اغلق الاتصال في وجه صفاء ، التي انفجرت في موجه من البكاء الحار
لم يكن تهديد روسيا هو سبب انهيار صفاء ، بل كان ضياع حلمها بالزواج منه ، هو السبب الحقيقي وراء احساسها بالمراره !!!
اما روسيا ...
فقد انهمك في اعداد خطه انقاذ جوري ، واعادتها الى مصر
وبالرغم من استياءه الشديد من تصرف صفاء ، الا ان تصرفها ذلك قد جعله يكتشف الحقيقه الكبرى
بأن جوري قد اصبحت جزء من روحه ...
وانه لا يمكن العيش بدون ذلك الجزء المضيء النقي !!!
رواية " حزن بين أحضان الفرح " - الحلقه السابعه
من قرابة سواحل ميناء طرطوس السوري ...
كان " نزار الصباغ " ، رجل الاعمال السوري الشهير ، الذي لم يتجاوز الخامسه والثلاثون من عمره ، يقف بجوار "باسل" احد معاونيه ، على ظهر احد القوارب السريعه
التي قد شقت طريقها بالبحر ، متجهه صوب تلك السفينه التجاريه القادمه من مصر ، والتي تحمل بداخلها "جوري"
وقد دار بينهما هذا الحوار ...
باسل مخاطبا نزار :
ما كانت الشغله تستاهل
انك تحضر بنفسك زعيم
شو سبب اصرارك انك تاجي معنا
رد نزار بغضب :
ولو باسل
شو بدك يعني
انه العالم تحكي ان الزعيم
ترك رجالته تحرر خطيبته
وهو جالس يتفرج
ولو
انا يللي راح احرر جوري
الان خبرني
كم باقي وقت لحتى نوصل للسفينه
وبدي منك شغله
هالكلب اللى خطف جوري
لازم اجعله عبره لاي مخلوق عالارض
يفكر انه يساوم نزار
رد باسل بحماس :
ما تشيل هم يا زعيم
انت معك رجال ابضايات
وراح نعطيه درس
واي حدا من وراه
ما راح يسنوه بنوب
وهلا خلاص وصلنا
ثم اشار باسل باصابعه باتجاه سفينه ضخمه تظهر في الافق !!!
--------------------ء
وفي خلال دقائق ...
كان اكثر من اربعون رجلا مسلحا ، قد استغلوا الظلام الدامس ، واستطاعوا التسلل برشاقه وخفه داخل السفينه ، يقودهم نزار بنفسه !!!
وما ان صعد الجميع سطح السفينه ، حتى اعتلى نزار منصه القياده ، وقد التقط احدى الرشاشات الاليه ، ثم اطلق دفعه من الطلقات الناريه في الهواء ، وقال صائحا في الكل :
انا الزعيم نزار الصباغ
اللي فيكم ما بيعرفني
فعلى الاكيد سمع فيني
انا ما بدي اذي اي حدا فيكم
فلا تضطروني استخدم العنف
اذا بدكو توصلوا عالبر بامان
بدي تجيبولي الدكتوره جوري
ها لبنت بتكون خطيبتي
وفي كلاب خطفوها
واحتجزوها بالسفينه معكم
اذا اجت جوري سليمه لعندي
راح اترككم بسلام
وهلا معكم ٥ دقايق من الان
بعدها بأمر رجالي يرموا فيكم
واحد ورا التاني بالبحر
ساد الهرج والمرج سطح السفينه ، وبدا كل العاملين في الركض بحثا عن جوري ، بما فيهم رجال نزار المسلحين
وفي تلك اللحظه ...
كان الخاطف قد ادرك ان نزار قد خدعه ، ولم ينتظر حتى ترسو السفينه بالميناء ، ثم يقوم بتسليمه جوري واخد المكافأه الماليه ، كما كان الاتفاق بينهما
فهرع الى غرفه جوري المظلمه ، وقام بتوثيق فمها مجددا ، وهو يقول بكل ذعر :
الله يلعنك
راح اموت بسببك
ياريت كنت سلمتك للشرطه
وما طمعت في مكافأه من نزار
قال ذلك ، ثم احتمى بجسد جوري وقادها للخارج ، وهو يصوب فوهة سلاحه الناري الى رأسها ، ثم صاح بصوت هادر :
هاي جوري خطيبتك يا زعيم
لو بدك ترجع لك حيه
عطيني مكافأتي واتركني انزل بيها
عالمركب اللي جابتكم لهون
بس نوصل للشط
راح اتركها لك سليمه
جوات المركب وارحل
شو رأيك
بها الحل ؟؟؟
وبسرعة البرق ، صوب كل رجال نزار فوهات اسلحتهم الناريه ، باتجاه الخاطف وجوري
الا ان نزار رفع يده ، وبادرهم قائلا بصوت منفعل:
نزلوا سلاحكم
وارموه كالارض
ما بدي جوري تتأذى
وعلى الفور ، امتثل الرجال لاوامر زعيمهم نزار ، واخفضوا اسلحتهم ، ثم والقوا بها عالارض
تبعهم نزار نفسه ، الذي القى سلاحه ، رفع كلتا يديه الى الاعلى ، ثم تقدم نحو الخاطف بحذر ، وهو يقول بنبره حاسمه :
لو بدك تخرج من هون حي
لازم تسمع كلامي
انا جايلك اعزل
وراح انزل معك للمركب
واعطيك المبلغ يللي طلبته
حقيبه المصاري موجوده بالمركب
لكن بشرط
انك تترك هالبنت حالا
وتخبرني مين امرك
تخطف جوري ؟؟؟
فكر الخاطف للحظات ، ووجد ان اقتراح نزار هو الافضل
فعلى الاقل نزار اعزل ، وباستطاعته قياده القارب السريع ، وصولا للشاطيء
كما ان رجال نزار لن يجرؤا على ارتكاب اي حماقه ، فمن النستحيل ان يجازفوا بحياة زعيمهم !!!
سكت الخاطف قليلا ، ثم قال بحماس :
موافق يا زعيم
راح اترك البنت واخدك انت
وبتنزل معي للمركب
ولا تظلمني يا زعيم
انا ما سويت اي شيء
لا خطف ولا يحزنون
صفاء بنت صابر علوان
هي من دبر موضوع الخطف
انا كان دوري انه وقت نوصل طرطوس
اني اسلم البنت للجيش السوري!!!
تنهد نزار بعمق وقال :
والله راح ادفعك عمرك يا صفاء
حتى تصيري عبره للكل
ثم تقدم ببطء من الخاطف ، وهو يضع يديه فوق رأسه
وبسرعه وضع الخاطف فوهه سلاحه صوب رأس نزار ، ثم افلت جوري من قبضته ، لتهرول باتجاه باسل
فصاح نزار بانفعال شديد :
جوووري
طمنيني عنك
انتي بخير ؟؟؟
هالكلب مس شعرايه منك ؟؟؟
ردت جوري بذهول ورعب :
انا كنت بخير
لحتى شفت وجهك الملعوووون
رجاء ما تبلش تحسبها عليا بجميله
الموووت على يد هالتعيس
اهون عندي من انه
اعيش معك يا نزار
ابتلع نزار اهانه جوري له في صمت ، وقد تبدلت ملامحه الي كتله من الغضب
الا انه تمالك نفسه ، وسار بهدوء بضع خطوات ، والخاطف يسير خلفه ، وكلاهما يراقب رجال نزار ، وقد انزاحوا جانبا ، ليفسحوا لهما الطريق ، وعلامات الغضب تعتلي ملامحهم جميعا ، الا ان باسل صاح مخاطبا نزار :
شو عم تسوي يا زعيم
ما بيصير نتركك
لحالك مع هالكلب
رد نزار بكل حزم :
شو ما صار لا تتدخل يا باسل
اهم شيء عندي
انه جوري توصل سالمه
لحد بيت ابوها
وما حدا يتعرض لها
رد باسل باستسلام :
اوامرك زعيم
راح نفديها بأرواحنا
وفي لحظات ...
كان كلا من نزار والخاطف ، قد نزلوا الى القارب السريع
وما ان تأكد نزار من ان جوري بعيده عن مرمى طلقات سلاح الخاطف ، حتى باغته بالتفافه سريعه ، والتحم الخصمان في عراك عنيف
فبادر باسل بالصياح في زملاءه :
خدو سلاحكم
وانزلوا انقذوا الزعيم
قبل ما هالكلب يقوصه
وقبل ان يتمكن رجال نزار من النزول للقارب السريع ، كانت احدى طلقات سلاح الخاطف قد انطلقت لتغوص في امعاء نزار !!!
الذي سقط على الارض ، ليغرق جسده في بحر من الدماء !!!
في اعقاب تلك اللحظه ...
كان رجال نزار قد وصلوا للقارب ، وقد احاطوا بالخاطف ، وامطروه بوابل من الطلقات
فسقط هو الاخر غارقا في دماءه !!!
------------------ء
في نفس الاثناء بالقاهره ...
كان روسيا قد استقل طائره خاصه وغادر مطار القاهره متجها الى سوريا ، وبصحبته سته من رجاله يتقدمهم ذراعه اليمنى زاهر
ومن داخل الطائره الخاصه ...
التفت روسيا مخاطبا رفاقه بلهجه حازمه :
طبعا يا رجاله
كلكم عارفين الوضع عامل
ازاي دلوقتي في سوريا
ربنا يسترها عليهم كلهم
قاطعه زاهر بكل ذهول :
خير يا روسيا
مالها سوريا
ما تقلقنيش الله يكرمك
رد روسيا بضجر واضح :
طبعا يا زاهر انت نايم
في ميه البطيخ الساقعه
ولا داري بقرصة دماغك
يا بني ادم
سوريا فيها حرب اهليه
والدنيا هناك مش مستقره
واحنا لو ما لحقناش نلقط جوري
وهي نازله من المركب
فهيبقى صعب جدا اننا نلاقيها
لو دخلت البلد
رد زاهر بكل ثقه :
بعون الله هانجيبها من جوا المركب
بس المنكش الحقيقي
هو ازاي هنخرجها من المينا
وهي معهاش اي ورق
رد روسيا بثقه :
ما تقلقش اول ما هننزل من الطياره
هيكون "ابو عدنان" مجهز لنا كل حاجه
تهللت اسارير زاهر وقال بحماس :
بقالي زمان ما شفتش ابو عدنان
ده راجل سندان بجد
من ايام ابوك الله يرحمه
وهو كان ظهرنا في الشام كله
مال احد معاوني روسيا على اذن زاهر وقال هامسا :
مين ابو عدنان ده يا رياسه ؟؟؟
رد زاهر بكل وقار :
ده واحد من ايام زمن القتل الجميل
اشهر قناص في الشام كلها
وعقبال ما تفرح بولادك كده يا رب
عنده مركز تدريب فوق النمره واحد
ياما طلع اجيال من القناصين المحترفين !!!
انتهى الحوار بان هبطت الطائره ، ونزل روسيا ورجاله بسرعه ، ليجدوا "ابو عدنان" ومعه بعض من رجاله في استقبالهم ، وقد علت وجهه ابو عدنان ابتسامه عريضه ، وقال وهو يصافح روسيا بحفواه :
نورت بلدك روسيا
يا غالي ويا ابن الغالي
صار لك زمن ما طليت علينا
رد روسيا مبتسما :
والله مشاغل يا ابو عدنان
طمني عنك وعن صحتك
وطمني عن الموضوع بتاعنا
اتمنى تكون ظبطت لنا الدنيا زي ما اتفقنا
رد ابو عدنان وقد تلاشت ابتسامته ، واعتلى وجهه عبوس واضح :
الحمد لله انا بخير
لكن الاخبار اللي عندي ماهي زينه
البنت اللي انت جاي منشانها
طلعت متهمه بجريمه قتل !!!
ومش هو ده المشكل الوحيد
ده طلع ليها قصه طويله مع نزار الصباغ
وانت عارف نزار ما هو سهل
تلقى روسيا تلك الاخبار ، وقد اعتراه ذهول حاد ، فانفجر صائحا :
جوري تقتل !!!
مستحيل طبعا
اكيد في حاجه غلط
وايه علاقتها بالزفت اللي اسمه نزار !!!
رد ابو عدنان :
غالب الظن ان تهمه القتل من تلفيق نزار
لاني عرفت انه كان بده يتزوجها وهي رفضته
المصيبه ان رجالتنا بالمينا شافوا نزار
واخد مركب ومعاه رجالته
وطلع عالبحر من ساعتين
واكيد انه رايح يخطف البنت نفسها
اللي انت جاي لهون بسببها
رد روسيا بمراره واضحه :
احنا لازم نتحرك بسرعه
ونلحق جوري قبل ما الزفت ده يمسكها
رتب ابو عدنان على كتف روسيا وقال بصوت مرتبك :
ما تأخذني يا روسيا
لا انا ولا انت نقدر نواجه نزار ورجاله
ما في داعي للتسرع
هنا تدخل زاهر في الحوار وقال بكل حزم :
اعقل يا روسيا
احنا مش في مصر
احنا كل اللي معانا خمس رجاله
وجايين عاملين حسابنا نعكش
واحده في السالك منه ونرجع
مش جايين نحارب جيش مسلح
وانت عارف نزار اكتر مني
عيل سماوي ونابه ازرق
رد روسيا بانفعال :
انت بتقول ايه يا زاهر
انا مش هارجع مصر
الا وجوري في ايدي
فاهم ؟؟؟
رد زاهر بهدوء :
محدش قال اننا هنرجع ونسيبها
بس الموضوع محتاج لترتيب وتخطيط
مش فتحة صدر عالفاضي
اقعد كده ركز
وخلينا نفكر هنعمل ايه
استسلم روسيا لمطلب زاهر ، فهو يعلم في قرارة نفسه ، ان اي مواجهه مباشره مع نزار ، سوف تكلفه حياته وحياه كل من معه من الرجال
الا انه قد تيقن في قرارة نفسه ان حياه صفاء وابوها ونزار نفسه في كفه !!!
وحياة جوري في الكفه الاخرى !!!
------------------------ء
نعود الي جوري ...
التي دخلت في نوبه هيستيريه من البكاء ، بعد ان شاهدت ذلك الاقتتال بين نزار وذلك الرجل المختطف
فقد بات واضحا للجميع ان المختطف قد فارق الحياه ، بينما كان نزار يلفظ انفاسه الاخيره وسط دهشه وذهول من كل معاونيه
قطع ذلك الذهول صيحات باسل المدويه وهو يخاطب اعوانه :
اتحركوا بسرعه يا رجال
لازم نوصل البر باقصى سرعه
ونوصل الزعيم لاقرب مستشفى
هاتو البنت من السفينه
وحركوا المركب باقصى سرعه
وبسرعه شديده حمل احد الرجال جسد جوري على ظهره وعي تقاوم باستمامه ، ولكن دون جدوى
ثم هبط بها الى القارب السريع ، وبتأهب الجميع للعوده الى سواحل طرطوس
الا ان مفاجأه من العيار الثقيل قد حدثت !!!
رواية " حزن بين احضان الفرح " - الحلقه الثامنه
نعود الي جوري ...
التي دخلت في نوبه هيستيريه من البكاء ، بعد ان شاهدت الاقتتال بين نزار وذلك الرجل المختطف
فقد بات واضحا للجميع ان المختطف قد فارق الحياه متأثرا بجراحه ، بينما كان نزار لا يزال يلفظ انفاسه الاخيره ، وسط دهشه وذهول من كل معاونيه ، الذين تجمدوا في اماكنهم كقطع الشطرنج المبعثره ، وقد اربكهم ذلك المشهد الصادم !!!
قطع ذلك الجمود ، صوت صيحات باسل المدويه وهو يخاطب اعوانه :
اتحركوا بسرعه يا رجال
لازم نوصل عالبر باقصى سرعه
ونروح بالزعيم لاقرب مستشفى
لا تنسوا اوامر نزار
يلا جيبو البنت من السفينه
وحركوا المركب باقصى سرعه
وبسرعه شديده حمل احد الرجال جسد جوري على ظهره ، بينما هي تقاوم بإستماته ، ولكن دون جدوى
ثم هبط الرجل بها الى القارب السريع ، وقد تأهب الجميع للعوده الى سواحل طرطوس
الا ان مفاجأه من العيار الثقيل قد حدثت !!!
فقد هرولت جودي باتجاه جسد نزار الملقى على الارض ، وبدأت تتفحصه بعنايه ، ثم صاحت بصوت مرتعب وهي تتطلع الى حفنه الرجال الملتفين حولها :
ارجوكم ساعدوني
ضروري نوقف هالنزيف بسرعه
انا طبيبه وبعرف كيف اتصرف بها الشغلات
ارجوكم جيبولي حقيبة المستلزمات الطبيه
اكيد راح تلاقو هالحقيبه بالسفينه
كمان بدي سكين حامي وكحول
او حتى قنينه خمر بسرعه
وللمره الثانيه تجمد كل الرجال في اماكنهم من الذهول ، فكيف لتلك الفتاه التي كانت تتمنى موت زعيمهم منذ دقائق معدوده
ان تتحول فجأه ، الى شخص حريص على انقاذ حياته !!!
قطع حاجز الصمت ... صوت احد الرجال وهو يصيح في وجه جوري :
شو يضمن انك ما تكوني
ناويه تغدري بالزعيم
كلنا بنعرف شو سوى الزعيم فيكي
وانه عالاكيد بدك تنتقمي منه
ردت جوري وهي تضع كلتا يديها على موضع الرصاصه في بطن نزار لمنع تدفق النزيف ، وقالت بنبره حانيه تستعطفهم :
انا لو عن جد بدي انتقم من زعيمكم
كنت اترككم حتى تضيعوا الوقت
ويتصفى دمه
وانا واثقه انه راح يموووت
قبل ما نوصل للمرسى
تدخل باسل في الحوار ، وقال امرا رجاله بكل حزم :
ما بدي اي حدا يجادل الان
بسرعه يلا اصعدوا السفينه
وهاتولي حقيبة الاسعافات
وكافة شيء طلبته الدكتوره
وبالفعل صعد مجموعه من الرجال مجددا الى السفينه ، واحضروا حقيبه الاسعافات ، وكذلك السكين والخمر ، وبدات جوري في استخراج الرصاصه من امعاء نزار ، ثم تضميد جرحه ببراعه شديده
تم ذلك بيمنا كان القارب السريع قد شق طريقه بالبحر صوب ميناء طرطوس ، وقد لاحت اضواء الميناء الكبيره في الافق
وبعد بضعه دقائق ...
تقدمت جوري من باسل وقالت بتوسل شديد :
الحمد لله
النزيف وقف
وحاله زعيمكم استقرت
وان شالله يوصل عالمشفى بسلام
لكن بترجاك استاذ باسل
لو في قلبك اي رحمه
ساعدني ارجع مصر
لانه اذا دخلنا المينا الان
فاكيد الشرطه راح تعتقلني
انت بتعرف
انه انا متهمه بقضيه قثل
واكيد معك خبر ان زعيمكم
هو من لفق لي هالجريمه
الله ينتقم منه !!!
رد باسل بكل غضب :
ينتقم منه !!!
والله انك واحده مخبوله
من وين تدعي ربنا ينتقم من الزعيم
وانت توك انقذتي حياته !!!
تنهد باسل بغضب ، ثم استطرد قائلا :
راح اقولك شغله مهمه
لا انا ... ولا اي حدا من الرجال
يسترجي يكسر اوامر الزعيم
وهو امر انه اوصلك
حتى باب دار اهلك سالمه
وما تشيلي هم الشرطه
تنفست جوري الصعداء ، وقالت بارتياح:
عن جد بكون ممنونه لك
وما تخلط الاوراق ببعض
انا انقذت حياة نزار
لاني طبيبه
وهذا واجبي ودوري بالحياة
ما بقدر اشوف انسان محتاج مساعده
واتخلى عنه
حتى لو كان ابشع انسان بهالعالم
وفي غمار تلك المشاحنه ، بدأ نزار يستفيق ويتمتم بصعوبه :
جوري
جوووري
وينها جوري
هرع اليه باسل وقال بارتباك :
نحمد الله على سلامتك زعيم
جوري هون معنا
وما تعتل اي هم
راح اوصلها بنفسي
لحد باب دار ابوها
كيف ما امرت
لكن هلا انت لازم تهدا وترتاح
باقي دقايق وبنكون بالمشفى
حاول نزار ان يرفع رأسه ليرى جوري ، الا ان الالم والانهاك قد منعاه ، فقال بصوت واهن :
تعالي جوري
بدي احكيلك شغله
ارجوووك تعالي
اقتربت جوري من نزار بحذر ، وقالت باستياء :
الله يرضى عليك تعتقني
لوجه الله
انا ما بطيق اشوفك
او حتى اسمع صوتك
ولأول مره ...
تلمع عيون نزار بالدموع ، وقد تحشرج صوته ، وهو يقول :
معك حق تكرهيني
ما فيني الومك
لكن يشهد الله اني
ما حبيت حدا بحياتي
كيف ما حبيتك
وشغله اتهامك بجريمه القتل
ما كنت انا سبب فيها
هالقصه كانت من تدبير زوجتي
وانا عالجت الموقف
واظهرت برائتك
والمره الخبيثه خدت جزاءها
وفجأه سعل نزار بقوه ، فأسرعت جوري ووضعت يدها على فم نزار ، وقالت بتأثر :
طيب اهدا
ما فيك تحكي الان
والا الجرح راح ينزف
وهالشيء خطر على حياتك
وما ان تلامس كف جوري مع شفاه نزار ، حتى استجمع الاخير ما تبقى له من قوه ، وامسك يد جوري ، ووضع قبله بداخل كف يدها ، ثم سقط مجددا في اغماءه مغشيا عليه !!!
فما كان من جوري الا ان سحبت يدها بكل حده ، وهي ترمق نزار بكل اشمئزاز ، وقالت باستياء بالغ :
اما انك حيوان
وما عندك اي كرامه
الله يلعننك
انتهى المشهد بأن عاد الجميع الى الميناء ، دون ان يعترضهم احد من افراد الشرطه
فالكل يعلم عواقب اعتراض طريق نزار الصباغ ورجاله
وذهب مجموعه من الرجال بنزار الى احد المراكز الطبيه الفاخره لتلقي العلاج
بينما اطلق باسل في سيارته الفاخره ، وبصحبته جوري صوب احد الاحياء الراقيه في دمشق
وقد بدا القلق يدب في اوصال جوري ، فقد كانت سياره باسل تسير في عكس اتجاه منزل عائلتها !!!
وعلى الفور ، استجمعت جوري شجاعتها ، وقالت بنبره صارمه :
والله انه كان قلبي حاسس
انكم مدبرين لي اشي ملعوب خبيث
وانك ما راح تاخدني لعمد بيت اهلي
افلتت جوري حزام الامان في مقعدها ، وقالت بصراخ حاد :
اذا ما بتوقف هالسياره الان
انا راح ارمي حالي بالطريق
واللي يصير يصير
رمقها باسل باندهاش وصاح فيها ، بعد ان اغلق كل اقفال ابواب سيارته :
والله انك عن جد
واحده بلا عقل
ولولا اوامر الزعيم
لكنت رميتك بنفسي من السياره
شوفي يا غبيه
الزعيم الله ينجيه من اي شر
امرني اشتري منزل مرتب لاهلك
وامر لهم براتب شهري
ولولا كرم الزعيم
لكان اهلك راحوا كلهم
جوات البيت القديم
اللي انهدم وقت الحرب !!!
وقعت كلمات باسل على اذان جوري ، كالصاعقه المدويه ، وانخرست تماما
فلم تنطق حرفا واحدا ، حتى وصلت الى ذلك المنزل الفخم ، واسقبلها اهلها بفرحه عارمه
وانغمس الجميع في طوفان من الاحضان والقبلات ، وقد اختلطت صيحاتهم وضحكاتهم بسيل عارم من دموع الفرح
وانتهى المشهد ، بان انسحب باسل عائدا ليطمئن على حالة رفيقه نزار
بينما كان هناك سوال واحد يدور في عقل جوري ... كيف تحول ذلك الشيطاااان المدعو نزار ، الى ملااااك حارس لها ولأسرتها !!!
وباتت جوري ليلتها بين احضان امها ، وهي في حاله يرثى لها من الحيره والاربتاك ، وقد برق في عقلها سؤال اخر
هل هي بالفعل تتمنى الموت لنزار !!!
ام انها ترجو الله ان ينقذ حياته !!!
--------------------ء
وفي نفس الوقت بالقاهره
كانت فاتن قد فقدت الامل في عودة جوري سالمه ، وبدات تشعر بذنب شديد
حيث انفطر قلبها ، وظلت تلوم نفسها لانها خذلت جوري ، وتركت صديقتها المسكينه تواجه مصيرا مظلما
فقد استسلمت فاتن لضغوط كل العاملين بالمطعم ، حيث اقنعوها بان تمتنع عن اخطار الشرطه بخطف جوري !!!
وقد ساهم اختفاء احمد في ازدياد توتر فاتن ، فقد علقت عليه امالا عريضه ، في ايجاد جوري ، واعادتها سالمه من قبضه المختطفين
وظلت فاتن تفكر في طريقه امنه لانقاذ جوري ، دون ان تعرض مستر عبدالفتاح مدير المطعم للمسأله القانونيه ، او ان تتسبب في اغلاق المطعم ، وقطع ارزاق العاملين فيه
فهي تعلم تماما ان الكل قد ساهم في التستر على جوري ، ومنحها فرصه للعمل والعيش في امان ، برغم انتهاء اقامتها بشكل شرعي داخل الاراضي المصريه !!!
وبعد تفكير عميق ...
اهتدت فاتن ، الى الحل السحري ، والذي يتلخص في شخص واحد فقط ... الرائد / فاروق الرفاعي ، فبرغم علمه بضرورة ترحيل جوري من مصر ، الا انه لم يتخذ ضدها اي اجراء قانوني
وبالفعل ...
مع الساعات الاولى من صباح اليوم التالي
ذهبت فاتن الى قسم الشرطه ، والتقت بفاروق ، وقد دار بينهما الحوار التالي :
فاروق باندهاش :
خير يا فاتن
في اي حاجه جديده حصلت
في موضوع الراجل بتاع الفيديو
ردت فاتن بارتباك :
لا يا فاروق باشا
مفيش اي حاجه حصلت
وانا جايه لك بسبب تاني خالص
واملي فيك بعد ربنا انك تساعدني
قطب فاروق حاجبيه ، وقال باهتمام واضح :
حصل ايه يا فاتن
قوليلي وانا اوعدك
ان لو فر ايدي حاجه تعملها
اكيد مش هتأخر
بالحق ... هي جوري صاحبتك فين
مجتش معامي ليه زي كل مره ؟؟؟
ردت فاتن بتأثر واضح :
هو ده الموضوع اللي انا
جيالك بسببه يا باشا
جوري اتخطفت !!!
هب فاروق واقفا ، وقال بارتباك :
اقعدي يا فاتن
واحكيلي الموضوع بالراحه كده
بكل تفاصيله
وبالفعل ...
جلست فاتن ، وقصت على الرائد/ فاروق كل ما حدث !!!
وبعد ان انتهت من سرد الواقعه بالكامل ، سكت فاروق قليلا ثم قال بصوت حماسي :
بصي يا فاتن
انا هأعمل المستحيل عشان ارجع جوري
بس عشان ده يحصل
لازم تساعديني وتتعاوني معايا
عشان نقبض على روسيا !!!
ردت فاتن بتعجب بالغ :
هنقبض على روسيا ازاي يعني
يا باشا اللي خطفوا جوري
دول مصريين زينا
مكنش فيهم اي حد روسي
قاطعها فاروق ، بضجر واضح :
يا بنتي انا مش عاوز غباء
روسيا ده اسم مجرم خطير جدا
وانا واثق انه ورا خطف صاحبتك جوري
هو مفهمكم انه سواق تاكسي
واسمه ... احمد !!!
اقشعر بدن فاتن ، وارتجفت ساقيها وهؤ تقول بذعر :
انا قلبي كان حاسس ان الواد ده
وراه مصيبه
من ساعة ما شفته وانا ما ارتحتلوش
ابتسم فاروق ، ولمعت عيناه وهو يقول :
انا هاقولك على خطه
لو نفذتيها با فاتن
فانا اضمن لك
ان جوري هترجع باذن الله
وان الحيوان اللي اسمه روسيا
هيتحاكم على كل جرايمه
وانتهى الحوار ، بأن شرح فاروق لفاتن كل تفاصيل خطته الماكره ، للايقاع بروسيا
و على الفور ... شرعت فاتن بتنفيذ اولى خطوات تلك الخطه الجهنميه !!!
والتي كانت ستؤدي لا محاله ، الى إعدام روسيا شنقاااا
---------------------ء
وفي نفس التوقيت بدمشق
من داخل غرفة الرعايه المركزه في المستشفى التي يرقد بها نزار
بدأ نزار يستعيد وعيه بصعوبه ، ويتفقد المكلن من حوله ، وهو يقول بصوت مبحوح :
باسل
باااسل
وينك باسل
جاءه رد بلهجه حاده :
اهدا يا نزار
الانفعال مش كويس عليك
حاول نزار ان يتطلع الى وجه المتحدث ، وهو يقول بنفس الصوت الواهن :
مين انت
وشو بتعمل بغرفتي
ووينه باسل
اقترب المتحدث من اذن نزار وقال بصوت اكثر حده :
باسل هو وباقي المقاطيع بتوعك
بياكلوا رز مع الملايكه بره
في تلك اللحظه ، كان عقل نزار قد بدا في استيعاب الموقف ، وتذكر ملامح وصوت ذلك المتحدث ، وقال باندهاش واضح :
شو اللي رماك علينا
يا .... روسيا
رواية " حزن بين احضان الفرح " - الحلقه التاسعه
من داخل غرفة الرعايه المركزه
في المستشفى التي يرقد بها نزار
بدأ نزار يستعيد وعيه بصعوبه ، ويتفقد المكان من حوله ، وهو يادي بصوت مبحوح :
باسل
باااسل
وينك باسل
جاءه رد بلهجه حاده :
اهدا يا نزار
الانفعال مش كويس عليك
حاول نزار ان يتطلع الى وجه المتحدث ، وهو يقول بنفس الصوت الواهن :
مين انت
وشو بتعمل بغرفتي
ووينه باسل
اقترب المتحدث من اذن نزار ، وقال بصوت اكثر حده :
باسل هو وباقي المقاطيع بتوعك
بياكلوا رز مع الملايكه بره
في تلك اللحظه ...
كان عقل نزار قد بدا في استيعاب الموقف ، وتذكر ملامح وصوت ذلك المتحدث ، وقال باندهاش واضح :
شو اللي رماك علينا
يا .... روسيا
ما بظنك تاعب حالك
وجاي من مصر
حتى تطمن على صحتي
رد روسيا بتهكم واضح :
هو انا عندي اعز منك يا نزار
ده احنا اخوات يا راجل
لو ما اطمنتش عليك
وانت راقد كده
لا حول ولا قوه
يبقى ايه لزمه الاخوه يعني
رمقه نزار بنظره فاحصه ، وقال بكل هدوء :
خلي هالمجاملات لوقت تاني
وادخل بالموضوع
شو جابك لعندي بهالطريقه
واتعشم يكون باسل والرجال بخير
وما تكون سويت اي تصرف غبي معهم
رد روسيا بسخريه :
من امتى الزعيم نزار بجلاله قدره
بقى يخاف اوي كده على رجالته
عموما اطمن
رجالتك بخير كلهم
هنا بس كانوا على لحم بطنهم
وانا بعتلهم وجبات
وحطيت فيها مخدر
عشان يناموا شويه
لحد ما نخلص كلامنا
قاطعه نزار بنفس التهكم :
والله فيك الخير يا روسيا
يسلم لي هالقلب الحنون
لساك ما خبرتني شو سبب
هالزياره السعيده
خصوصا انا وقفنا
اي تعامل بيناتنا من وقت
ما رفضت تنقل لي السلاح من مصر
رد روسيا وقد تبدلت نبره صوته الساخره ، الى نبره حاسمه :
انسى بقا حوارات البيزنس دي كلها
وركز معايا في اللي
هاقولهولك دلوقتي
وديت "جوري" فين ؟؟؟
البنت دي بقت خلاص في حمايتي
ولو حصلها اي حاجه
فانا هدفعك التمن غالي اوي يا نزار
في تلك اللحظه ...
اندفعت الدماء في عروق نزار فجأه ، فانتزع كل المحاليل الموصوله بأوردته ، ووثب واقفا كالليث الغاضب ، وقد احكم قبضته على ستره روسيا ، وصاح بصوت هادر :
انت شو خصك بجوري
شو علاقتك بيها
انطق قبل ما انتزع روحك الان بيدي
هالمره راح تصير زوجتي
اوعاك تنطق اسمها مره تانيه على لسانك
والا برجعك على بلدك في تابوت خشب
اندهش روسيا من تلك القوه التي ظهرت فجأه على نزار ، فامسك بزراع نزار ، ازاح يده من فوق سترته بالقوه ، وقال بهدوء :
لولا اني مقدر حالتك الصحيه
لكنت حاسبتك على المسكه دي
وبطل البلطجه اللي انت فيها دي
الجواز مش بالعافيه
البلد كلها عارفه قصتك مع جوري
هي مش بتطيقك
خللي عند دم بقا
وسيبها في حالها بالذوق
بدل ما اخليك تسيبها غصب عنك
ارخى نزار قبضته وخر جالسا على سريره الطبي ، وقد اعتلت الحسره ملامحه ، وقد بدا الاعياء يتمكن منه ، وتقطعت انفاسه وهو يقول لاهثا :
انت خلاص حكمت على نفسك بالموت
ما راح اتركك تاخد جوري مني
راح ادمرك انت والحيوانه صديقتك
صفاء علوان
واجعل منكم عبره لاي حدا
يتوهم انه يمد يده على شيء
يخص نزار الصباغ
انهى نزار كلماته ، وسقط في غيبوبه ، وقد حاول روسيا استفاقته ، ومعرفه مكان جوري ، لكن دون جدى
وفي لحظات ، كان روسيا قد غادر غرفه نزار ، وقد اربكه رد فعل نزار الغير متوقع !!!
وما ان خرج روسيا من محيط المستشفى ، واستقل سيارته ، حتى اتصل بصفاء ، وقد دار بينهما ذلك الحوار ...
روسيا مخاطبا صفاء ، بارتباك واضح :
صفاء
انتي فين دلوقتي
لازم ....
قبل ان يتم عباراته ، كانت صفاء قد قاطعته وقالت بلهفه شديده :
روسيا !!!
انت اللي فين
انت كويس ؟؟؟
صحيح الكلام ده
انت سافرت سوريا
طمني ....
قاطعها روسيا بإنفعال كبير:
ينفع تسكتي شويه
وما تقاطعنيش لحد ما اخلص كلامي
الزفت اللي اسمه نزار هيبعت ناس تقتتلك
وده كله بسبب العمله السودا اللي عملتيها
مع جوري اللي من حظك الهباب
انها هي نفس البنت اللي بيحبها
وكان بيدور عليها
ردت صفاء بذعر :
ابوس ايدك يا روسيا
ارجع مصر وابعد عن الواد ده
انت هناك مالكش ضهر
دي بلده هو
وانت عزوتك كلها هنا في بلدك
بطل غباءك ده وارجع حالا
رد روسيا بغضب وانفعال حاد :
ممكن تبطي رغي
وتسمعي الكلام اللي هاقولهولك دلوقتي
وتنفذيه بالحرف الواحد
ردت صفاء باستسلام :
حااااضر يا روسيا
روسيا بلهجه حازمه :
تلمي هدومك حالا
وتروحي الفيلا عندي ليه
وما تخرجيش منها
لحد ما ارجع مصر
كادت صفاء تبكي من الفرح ، وقد شعرت بمدى خوف روسيا عليها !!!
فقالت بخبث :
اشمعنا يعني !!!
ممكن افهم انتي ليه عاوزني
اروح اقعد مع الحاجه انتصار
رد روسيا ، وقال بهدوء :
انا مش هابقى مطمن عليكي
الا جوا الفيلا عندي
ده المكان الوحيد اللي مستحيل
رجالة نزار يعرفوا يوصلو لك فيه
وجاء رد صفاء ، مبهرا وصادما :
عارف يا روسيا
انا النهارده اسعد واحده في العالم
حتى لو رجاله نزار قتتلوني
مش فارق معايا
يكفيني بس اني احس
اني كنت فارقه معاك
شعر روسيا بارتباك ، الا انه رد بتماسك:
انتي بجد هبله اوي يا صفاء
ازاي يعني ممكن تتصوري
انك مش فارقه معايا
يلا بقا انجزي وطمنيني اول
ما تبقي في الامان جوا حضن
خالتك انتصار
ونا تقلقيش عليا
انا لازم انقذ البت الغلبانه
اللى انتي بهدلتيها معاكي
بسبب غباءك وحموريتك
ختم روسيا عبارته ، ثم اغلق الخط ، وهو متعجب من كل شيء يحدث حوله
فقد اندهش من لهفة نزار البالغه على جوري
الا ان ما اثار ارتباكه بشكل اكبر
هو لهفته العميقه خوفا على صفاء !!!
برغم انها كانت السبب في كل تلك المشاكل التي يعاني منها هو ... وتلك الفتاه المذهله ... التي تدعى "جوري" !!!!
--------------------ء
الان نعود الى جوري ...
وقد استفاقت في ساعات الصبح الاولى ، لتجد باسل يجرق ابواب منزلها ، وبصحبته العديد من الرجال المسلحين ، وقد دار بينهما هذا الحوار ...
باسل بتوتر :
صباح الخير دكتوره
بدي اتأسف على هذا الازعاج
لكن هيك تعليمات الزعيم
قاطعته جوري بلهفه لم تستطع منع ظهورها :
شو حال نزار الان ؟
رجاء طمني عنه
اندهش باسل من رده فعل جوري ، الا انه ابتسم ابتسامه عريضه ، وقال :
والله لو حقيقي بدك تطمنى عالزعيم
كنت حملتي حالك
ورحتي زرتيه بالمستشفى
ولا تواخذيني دكتوره
انا ما عندي اوامر
اني اخبرك عن حالته الصحيه
هو فقط طلب مني احرسك
انت وكل عيلتك وما اسمح
لاي احد يقرب من هالبيت تبعكم
قطبت جوري حاجبيها ، وقالت بكل حده :
هلا رجعنا للمضايقات والحصار
وهلا رجع نزار لسخافاته القديمه
استدرك باسل بسرعه وقال:
لا يخيب ظنك بالزعيم
هو بس طلب تأمينك
لكن ما يمنع انك تتحركي
كيف ما بدك وين تروحي
احنا هون لاجل امانك وراحتك
ردت جوري بهدوء :
طيب ما راح اعترض
ولو اني ما شايفه اني احتاج اي حراسه
وانا وسط ناسي وعيلتي
لكن خلينا بالمهم
في مجال توديني اطمن على نزار الان ؟
رد باسل ، وهو يفتح باب سيارته لجوري ، وقد تهللت اساريره :
تكرم عينك دكتوره
الزعيم راح يفرح كتير بشوفتك
وبالفعل انطلق باسل وبصحبته جوري صوب المستشفى ، يتبعهم ثلاث سيارات دفع رباعي مكتظه بالرجال المسلحين
------------------ء
في تلك الاثناء عاد روسيا الى منزل ابو عدنان ، وهو في حاله من الضيق واليأس ، بعد ان فشل في معرفة مكان احتجاز جوري
وبمجرد دخوله الى المنزل ، صاح فيه زاهر بغضب :
بقا ده اسمه كلام يا روسيا
كنت فين كل الوقت ده
وليه خرجت لوحدك من الاساس
انت مش عارف ان في الف واحد هنا
يتمنوا يخلصوا منك !!!
رد روسيا بضيق واضح :
بالله عليك يا زاهر سبني في حالي
الدنيا عماله تتعقد
وواضح ان البغل اللي اسمه نزار ده
مش ناوي على خير
وانا حاسس اني تايه
ومش عارف اتصرف
لا عارف جوري فين اصلا
ولا عارف اوصلها ازاي
ولا هارجعها مصر ازاي !!!
استشعر زاهر معاناه صديقه ، فاقترب من روسيا ، وربت على كتفه ، ثم قال بصوت هاديء :
طب صلي عالنبي كده
وقوم استحمى واهدا
وبعد كده احكيلي
كنت فين وعملت ايه ؟؟؟
وخلينا نفكر بالعقل
ونشوف هانرجع البت دي ازاي
وبالفعل ، استراح روسيا قليلا ، ثم اخبر زاهر وابو عدنان بنا حدث بينه وبين نزار
وقد اتفق ثلاثتهم ، على ضروره ان يختفي روسيا عن الانظار لبعض الوقت
وبنفس الوقت ، يبدأ رجال ابو عدنان في مراقبه وتتبع نزار ورجاله ، حتى يتمكنوا من معرفه مكان احتجاز جوري
بعدها يضعوا خطتهم لتحريرها ، ثم إعادتها الى القاهره
---------------------ء
بنفس التوقيت ...
كانت جوري قد وصلت الى غرفه نزار ، وبداخل عقلها سوال واحد ... لماذا تقوم بتلك الزياره !!!
لم يكن الهدف الحقيقي من قيامها بتلك الزياره هو الاطمئنان على صحه نزار
انما كان هدفها ان يساعدها هذا اللقاء ، على فهم ذلك الشعور المتناقض الذي اصبحت تحمله لنزار !!!!
فهي مازالت تبغضه من اعماقها ، وبنفس الوقت اصبحت تخاف على حياته !!!
عقلها لا يزال يراه في صورة المجرم القاسي !!!
بينما قلبه يخبرها بأن نزار قد احبها بصدق ، وان ذلك الحب قد تسبب في ان ينبض قلبه مجددا بالدفء والحنان !!!
استفاقت جوري من دوامه افكارها ، على صوت نزار الدافيء وهو ينظر اليها بكل حب ويقول بلهفه تغمرها سعاده واضحه :
اهلا وسهلا
نورتي الحياه كلها بوجودك جوري
طمنيني عنك
كيف صارت امورك مع اهلك
قاطعه باسل وهو يقول :
العفو منك زعيم
بدي اترككم لحالكم الان
واروح انفذ شغله مهمه
خرج باسل من الغرفه ، واقتربت جوري من فراش نزار ، وهي تقول بصوت مرتبك :
الحمد لله انا منيحه
لا تحمل همي
انا جيت اتشكرك على رعايتك لاهلي
واتشكرك على المنزل الجديد
وباذن الله برد لك ثمنه باقرب وقت
والحمد لله انك صرت منيح الان
رد عليها نزار معاتبا :
اي ثمن تحكي عنه
هذا اقل تعويض لك انت واهلك
عالعذاب والاذى اللي تسببت لكم فيه
وكل همي الان
انك تسامحيني
وتعرفي اني اتغيرت
وهذا بفضلك انت
انتهزت جوري الفرصه ، وقالت بحماس :
معناة كلامك
انك راح تساعدني افل من سوريا
وارجع من تاني لمصر
قفزت ملامح الضيق والغضب على وجه نزار وقال بصوت مختنق :
لشو بدك تفلي من سوريا
بدم ترجعي لهالحيوان روسيا
هالحيوان اللي فشل انه يحميكي
وترك صديقته تشحنك مثل النعجه عالسوريا
خفق قلب جوري بقوه ، وقد ادركت بأن نزار قد علم بكل تفاصيل قصتها مع احمد !!!
فقالت بارتباك شديد :
انت من وين عرفت بقصه احمد
اقصد روسيا !!!
ومن هي صديقته اللي عم تحكي عنها
تمالك نزار غضبه ، ثم اخبر جوري بكل تفاصيل ما حدث ، بدايه من علمه بخطف اعوان صفاء لها ، ونهايه بما دار بينه وبين روسيا داخل هذه الغرفه منذ ساعات معدوده
خفق قلب جوري بشده ، وقالت :
فيك تفرجيني صوره لهالبنت صفاء علوان ؟
وشو خصها فيني ؟؟؟
رد نزار وهو يتناول هاتفه ويبحث عن صوره لصفاء :
هالمره بتكون صديقه لروسيا
والموضوع واضح وضوح الشمس
هي بتحب الشاب
ولما عرفت بعلاقتكم
قررت تزيحك من طريقها
حتى يخلى لها الجو مع هالحيوان روسيا
قاطعته جوري بكل صرامه :
علاقه شو !!!
انا ما بيني وبين رفيقها اي علاقه
وما خصني انه اجى عالسوريا بسببي
هو يصطفل لحاله
وفجأه تسمرت جوري في مكانها ، بعد ان ناولها نزار هاتفه وقد ظهرت عليه صوره تجمع بين صفاء وروسيا
اجتهدت جوري لتمنع دموعها من الانهمار ، وقالت بصوت مرتعب :
انا بعرف هالحيوانه الحقيره
اتعاركنا بيوم وكان بدها تقتلني
وما استغرب انها تكون سبب كل العذاب
اللي عشته الايام الماضيه
وفجأه انفجرت دموع جوري وهي تصيح بانفعال :
ليش يا ربي يصير معي هيك
انا شو سويت بحياتي
حتى اعيش بعذاب وخوف طول عمري
ما بين حفنه قتله ومجرمين
اذا كان انت ولا روسيا ولا هالحيوانه صفاء
انا اكرهكم كلكم
قالت جوري تلك الكلمات ، ثم اندفعت تخرج من غرفه نزار ، بينما ظل يحاول نزار تهدأتها دون فائده
فما كان منه الا ان امر رجاله بان يصحبوها الى منزلها ، وهو يقول بلهجه حاده:
ما تغفلوا عنها
اذا صار فيها اي شيء
راح اقبض ارواحكم كلكم بيدي
رد الرجال بصوت واثق :
لا تعتل هم يا زعيم
ما راح نغفل عنها بنوب
وخرجت جوري وهي تشعر بالمراره والرعب ، فقد ساقتها الاقدار ، لان تكون طرفا في صراع بين حفنه من القتله
وقد شعرت انها اصبحت دميه يتنازع عليها اثنان من اعتى المجرمين !!!
----------------------ء
وفي المساء من نفس اليوم
بينما كان روسيا يخطط للنيل من نزار ، فوجيء بإتصال من رقم غريب
وما ان رد على الاتصال ، حتى سمع صوت صفاء وهي تنتحب وتقول بصوت يغمره الرعب :
احمد ...
انا عاوزاك تعرف ...
اني حبيتك من كل قلبي
وكنت اتمنى انك تحبني زي ما حبيتك
بس مفيش نصيب
انا بس كنت عاوزها تكون
اخر كلمه انطقها
قبل ما اموووت
بحبك يا احمد ...
صرخ روسيا بكل انفعال :
في ايه يا صفاء
انتي فين
ردي عليا
جاء الرد بصوت غليظ :
الزعيم نزار الصباغ بيوصلك رساله
وبيقولك
الدور عليك يا روسيا
وفجأه دوى صوت طلقه ناريه هزت الارجاء ، ثم انقطع الخط !!!
رواية " حزن بين احضان الفرح " - الحلقه الحاديه عشره
كان نزار قد استبد به الشوق للقاء جوري والاطمئنان عليها ، فتحامل على نفسه ، وغادر المستشفى متوجها بصحبة زمره من اعوانه ، صوب منزلها
وتحرك الموكب على دفعات متلاحقه ، بغرض منع اي فرصه لتعقبهم ، او اقتفاء اثارهم
وما ان وصل موكب نزار واعوانه الى منزل جوري ، حتى استقبله الجميع بترحاب وفي مقدمتهم ام جوري
التي هرعت لإعداد الشاي ، بينما جلست جوري بجواره ، وقالت بود :
يعني انت تارك المستشفى
وجاي لعندنا حتى تشرب شاي !!!
رد نزار وهو يبتسم :
اكيد كاسه شاي معك
تساوي الدنيا وما فيها
انا اليوم جاي اخبرك
انياتغيرت
وانك السبب في هذا التغيير
حبي لك يا جوري اصبح اهم شيء بكل حياتي
ومن يوم ما رحلتي
قلبت الدنيا حتى اعرف مطرحك
دورت بلبنان والاردن ومصر
والخليج واوروبا حتى امريكا نفسها
بعثت ناس تدور عليكي فيها
اقسم بالله ما خليت بقعه على وجه الارض
الا وبحثت عنك فيها
وكتير دعيت الله
انه يردك ليا مره تانيه
ثم اخرج من يده ورقه مطويه ، وقال بكل حنان :
امسكي هالورقه يا جوري
واقري ما فيها
التقطت جوري الورقه وبدا تقرا محتواها ، لتكتشف ان تلك الورقههي عقد بيع ، لنفس المستشفى الاستثماري الذي يتم علاج نزار فيه الان !!!
وقد كتب في خانة البائع اسم نزار ، وفي خانة المشتري ، اسم جوري !!!
وعلى عكس ما توقع نزار !!!
فقد هبت جوري واقفه ، والقت العقد في وجه نزار ، وقالت بكل غل وانفعال:
واضح انك ما تغيرت بنوب
وانك راح تظل نفس الشخص الحقير
اللي يتصور انه يقدر يشتري
اي شيء تشتهيه نفسه بالمال !!!
ارجوك خد رجالك الان وانصرف
ويكون بمعلومك
انا راجعه عالمصر
سواء برضاك او غصب عنك
انصدم نزار من ردة فعل جوري القاسيه ، وانتفض قائلا بكل غضب :
حقير !!!
قسما بربي
لو ان حدا غيرك نعتني بهاي الصفه
ما بيكون جزاءه
الا قطع لسانه !!!
انتي شو مفكره حالك
انا مطول بالي عليكي
لاني حبيتك لكن
واضح اني غلطت
لما عطيتك مجال تتطاولي عليا
ختم عبارته وهب واقفا مستندا على عكازه ، بينما رمقته جوري بنظره ناريه وهي تقول :
الان عدنا !!!
وظهرت على حقيقتك
بنفس اسلوبك تاع زمان
التهديد والوعيد
ويكون بمعلومك انا واعيه ان الشغله كلها
هي حب امتلاك
انت عم تركض ورايا
فقط لاني رفضتك
وكل غضبك هذا سببه
انه كيف بنت فقيره ترفض
تكون من محظيات الزعيم نزار !!!
رد نزار وهو يستشيط غضبا :
انت غلطانه يا جوري
انا ما كان بدي منك اي شيء
وهالعقد كان مجرد تعويض عن العذاب
يللي تسببت لك فيه
وما بريد اي مقابل له
لا زواج ولا يحزنون
كل الشغله اني كنت راح اطلب منك
تخصصي جزء من ايراد المستشفى
حتى تعالجي بيه الفقراء
ثم فتح نزار العقد ، وناوله مره اخرى لجوري ، وقال بلهجه يغلب عليها الحسره :
فيكي تقري البند الاخير من العقد
وراح تفهمي انك تسرعتي كتير
في حكمك عليا
التقطت جوري العقد ، وخيم عليها الذهول ، وهي تقرأ ذلك البند الاخير من العقد ، والذي ينص على ...
( انه يتم تخصيص ٥٠% من ايرادات المستشفى في علاج حالات غير القادرين) !!!
تنهدت جوري ، قالت بارتباك :
طيب نزار
انا اسفه لاني انفعلت عليك
لكن هالشيء ما يمنع اني رافضه الفكره
وما بدي اي تعويضات منك
لاني حابه اترك سوريه
وارجع من تاني على مصر
ارجوك اجلس يا نزار
ولاول مره تمد جوري يدها لنزار لتعاونه ان يجلس ، بينما يرفض الاخير ان يلتقط يدها ، ويقول بصوت مختنق :
شكرا لك
انا ما بدي اجلس
ولا تظني اني راح اوقف فكره المستشفى
يكون بمعلومك اني
راح اجد طبيب يتعاون معي
وننقذ حياه المساكين والضعفاء
وبخصوص سفرك
فأنت حره بنفسك
فيكي ترجعي لمصر
لكن هالشيء ما بسمح لك فيه
الا بعد ما انتهي من هالحيوان روسيا ورفيقته صفاء
واتاكد انك راح تكوني بأمان في مصر
هنا انخلع قلب جوري ، وصاحت بجزع :
انت شو بدك من روسيا
يا عمي خلص
اتركه لحاله الله يرضى عليك
انا سبق وحكيتك
انه ما في اي علاقه تجمع بيني
وبين هالشاب !!!
رد نزار بلهجه حاده :
جووووري رجاء
ما تدخلي حالك بها الموضوع
هالقصه ما راح تنتهي
الا اني اخلص منه
او انه هو يخلص مني !!!
ختم نزار عبارته ، واندفع خارجا من المنزل ، تاركا جوري غارقه في دموعها
فهي الان تدرك ان الصراع بين نزار وروسيا ، لن ينتهي الا بتدمير احدهما للاخر !!!
وقد كان حزنها يغمره شعور غامض بالارتباك ، فقد اصبحت تخاف على كليهما !!!
--------------------ء
وعلى الجانب الاخر ...
فقد عاد روسيا الى منزل ابو عدنان ، وقد علت وجهه ابتسامه غامضه ، ادهشت صديقيه ... ابو عدنان وزاهر
فمن خبره زاهر بصديقه روسيا ، قد استنتج ان روسيا قد حقق انتصارا ما ، فهب زاهر واقفا وقال بإبتهاج واضح:
شكلك كده جايب اخبار حلوه
ما تفرحنا معاك يا عم روسيا
رد روسيا بزهو واضح:
الحمد لله يا رجاله
انا كده اقدر اقولكم
اني خلاص عرفت مكان جوري !!!
تهللت اسارير ابو عدنان وهو يقول :
كيف عرفت مكانها
انا لي كام يوم طالق رجالي
ورا نزار وفرقته
وما قدروا يعرفوا مكان جوري
رد روسيا بحذر وبصوت خفيض :
شوف يا ابو عدنان
انا شاكك ان في حد من رجالتك
بينقل اخبارنا لنزار
لانه ببساطه عارف كل خطواتنا
عشان كده
هاطلب منك انك تبعد
رجالتك عن الموضوع ده
تدخل زاهر في الحوار وقال باندهاش :
اومال انت ازاي عرفت مكان جوري ؟؟؟
رد روسيا وهو يفتح هاتفه :
بص يا زاهر
انا كنت واثق ان اول حاجه
نزار هيفكر يعملها لما يخرج من الستشفى
هي انه يروح للمكان اللي مخبي فيه جوري
عشان كده
انتهزت فرصه اني كنت معاه
في الاوضه وافتعلت خناقه
وحطيت جهاز تتبع اماكن
جوا العكاز بتاعه
وزي ما انتوا شايفين دلوقتي
الاشاره اللي في تليفوني
بتبين ان نزاراتحرك من المستشفى
واكيد ده المكان ده هو المكان
اللي خاطف فيه جوري
ثم التفت روسيا الي زاهر وقال :
زاهر ...
انا عاوزك تروح دلوقتي للموقع ده
وتعرف كل تفاصيله
وقولي بقا
مفيش اي اخبار عن صفاء ؟؟؟
من رجالتنا في مصر ؟؟؟
رد زاهر بارتباك :
للاسف يا روسيا
مش عارفين نوصل لمكانها
بس ما تقلقش
الرجاله قالبه الدنيا هناك عليها
واستاذنك انا بقا
هاطلع اجيب لك تفاصيل
المخبأ بتاع جوري
قاطعه روسيا وهو ينظر الى ابو عدنان ويقول :
استنى يا زاهر
قبل ما ترةح عاوزك تبلغ رجالتنا يجهزوا
وعرفهم اننا هنرجع مصر الليله
وانت يا ابو عدنان
بلغ رجالتك يجهزوا الطياره بتاعتي
ابتسم ابو عدنان ، وقال :
انت بدك انه نزار يفهم
انك راح ترجع على مصر
وتعمل له كمين
وتهجم على مخبأ جوري
وقت ما بيكون هو
مو مستعد لها الهجوم !!!
رد روسيا وقد لمعت عيناه بشده :
لا يا ابو عدنان
انا فعلا هسافر
واستنى لحد ما اخلي نزار يرجع صفاء
وبعد ما اطمن انها بقت في امان
هارجع تاني
بس المره دي هارجع له بجيش كامل
وهاحضر له مفاجأه خاصه
تدخل زاهر في الحوار ، وقال بحماس :
اوعى تكون بتفكر في
نفس الحاجه اللي انا بفكر فيها
رد روسيا بابتسامه ساخره :
غالبا هو اللي في بالك يا زاهر
انا هاجي ومعايا ... "سعيد"
"سعيد ديدا" !!!
هنا شهق ابو عدنان بذعر ، فالكل يعلم من هو "سعيد ديدا" ، وما هو قادر على فعله !!!
(عزيزي المتابع برجاء مراجعه روايه "ضد الزمن" ، للتعرف على شخصية سعيد ديدا !!!)
-------------------ء
وفي المساء من نفس اليوم
كان نزار قد عاد الى قصره ، وهو حزين متالم ، فقد فاق الم قلبه كل اوجاع جسده
ليتلقى اتصالا من روسيا ، وقد دار بينهم هذا الحوار ...
روسيا بلهجه مقتضبه :
شوف يا نزار
انا هتعامل معاك على انك راجل
وكلمتك سيف على رقبتك
انا بكلمك من على سلم الطياره
وخلاص راجع على مصر
واتمنى انك توفي بوعدك
وتسيب صفاء
رد نزار بهدوء :
عين العقل يا روسيا
وتكرم عينك
انا ما بدي منك اي شيء
غير انك تنسى امر جوري
وانا اسعد واحد بالعالم الان
انك اخترت صديقة عمرك صفاء
وفضلتها على جوري
رد روسيا بكل ضجر :
اكيد هاختار صفاء
دي عشرة عمري
وصديقتي اللي ما اقدرش اعيش
من غيرها
قاطعه نزار بفرح :
انت اكيد تعرف انها بتحبك
وانا انصحك كأخ ليك
اتزوج بيها يا روسيا
هي انسب حد لك
رد روسيا :
عارف يا نزار
وفعلا بفكر اني اتجوزها
بس برضوا لازم انصحك كأخ
سيب جوري في حالها
البت مش بتطيقك
والحب مش بالعافيه
رد نزار وقد تبدلت نبره صوته ، وطغى الحزن عليها ، وهو يقول:
معك حق
راح اعطيك كلمتي
انه ما راح اعترض طريق جوري مره تانيه
وخلص كفايه عندي انها تكون بخير
شوف اخي روسيا
لحظه ما تحاكيني من القاهره
راح اطلق صراح صفاء
اتفقنا ؟
رد روسيا بحماس مفتعل :
اتفقنا يا نزار
يا اخويا
وانتهت المكالمه ، وقد تنفس نزار الصعداء ، بينما صعد
روسيا الى الطائره وبصحبته جميع رجاله وفي مقدمتهم زاهر
الذي قال بكل حماس :
واضح ان نزار بلع الطعم
وكويس اننا خلاص
عرفنا مكان جوري
ولما نرجع المره الجايه
واحنا مستعدين بكل رجالتنا
ومعانا الواد "سعيد ديدا" كمان
هانحط عليهم كلهم
ونرجع جوري باذن الله
وفجأه حدث ما لم يتوقعه روسيا او حتى نزار !!!
فقد دق هاتف روسيا ، وقد ظهر عليه اسم "صفاء علوان" !!!!
فتح روسيا الخط ، وقال بلهفه واضحه :
صفاء
انتي كويسه
انتي فين
ردي عليا
ردت صفاء وهي تغالب دموعها وقالت بصوت كله اسى :
انا بخير الحمد لله
ما تقلقش عليا
انا في الامان
وهاحكيلك كل اللي حصل
قالت صفاء ذلك ، ثم قصت على روسيا تفاصيل كل ما حدث من البدايه ، وانها اضطرت لمجاراه نزار في خطته للاختطاف الوهمي ، خوفا من ان يتحول الى اختطاف حقيقي
وانها انتهزت اول فرصه سنحت لها بالفرار من ذلك الكنزل ، ثم بادرت بالاتصال بروسيا وشرح الموقف كله له
سكت روسيا قليلا ثم قال بكل اندهاش :
انا مستغرب انك ما انتهزتيش الفرصه
وكلمتي التمثيليه دي مع نزار
وهتبقي خلصتي من جوري
عارفه يا صفاء
انا بكلمك دلوقتي
وانا في الطياره وراجع مصر عشانك
ردت صفاء وقد افلتت دموعها من مقلتيها :
بص يا روسيا
انا ما انكرش اني بحبك
مش بس بحبك
ده انا بعشقك
لكن مستحيل افرق بينك وبين البنت
اللي قلبك اختارها
او اني اتامر ضدك مع واحد زباله زي نزار ده
رد روسيا بتأثر :
انا اسف على كل البهدله اللي سببتهالك دي
بجد يا صفاء انتي اكتر حد بثق فيه
واكتر حد فاهمني وعارفني
مسحت صفاء دموعها ، وقالت بضحكه مصطنعه :
اخيرا جت فرصتي
وهاقولك بطل رغي
وروح انقذ حبيبتك
وما تقلقش عليا
انا بقيت في الامان
ولا تحب ارجع لبيت نزار
عشان ما يشكش في حاجه
لحد ما ترجع انت وجوري لمصر
رد روسيا بكل انفعال :
تتحرق جوري بجاز
اياكي ترجعي
انتي تروحي بيتي حالا
وتطمنيني اول ما توصلي بالسلامه
شعرت صفاء بسعاده غامره ، وقالت بكل حنان:
اقسم بالله ما تفرق معايا حياتي
لو هي تمن قصاد فرحتك انت يا احمد !!!
رواية " حزن بين احضان الفرح " - الحلقه الثانيه عشره
مسحت صفاء دموعها ، وقالت بضحكه مصطنعه :
اخيرا جت فرصتي
وهاقولك بطل رغي
وروح انقذ حبيبتك
وما تقلقش عليا
انا بقيت في الامان
ولا تحب ارجع لبيت نزار
عشان ما يشكش في حاجه
لحد ما ترجع انت وجوري لمصر
رد روسيا بكل انفعال :
تتحرق جوري بجاز
اياكي ترجعي
انتي تروحي بيتي حالا
وتطمنيني اول ما توصلي بالسلامه
شعرت صفاء بسعاده غامره ، وقالت بكل حنان:
اقسم بالله ما تفرق معايا حياتي
لو هي تمن قصاد فرحتك انت يا احمد !!!
انهت صفاء الاتصال ، دون ان تنتظر اي تعقيب من روسيا
فقد كانت تخشى ان يكون رد روسيا محبطا لها ، فلم تشأ أن تغامر بفقد تلك الفرحه التي تجتاح قلبها ، وهي ترى لهفه روسيا وخوفه عليها !!!
اما روسيا فلم يجد اي رد مناسب ، فعقله كان مشتتا الى اقصى درجه
فقد ساهمت واقعه الاختطاف الوهميه ، في ان يشعر بقيمه صفاء وتاثيرها على حياته !!!
ومن جهه اخرى ، مازال يشعر بأن شيئا ما في اعماقه يجذبه في اتجاه جوري !!!
---------------------ء
اما جوري ...
فبرغم من انها تشعر بنفس ذلك الانجذاب في اعماقها باتجاه روسيا
الا ان الاحداث المتسارعه التي مرت بها منذ اختطافها ، قد بدلت كراهيتها لنزار الى نوع من التعاطف والاعجاب
وبدات تشعر بصدق مشاعر نزار تجاهها ، وهو ما زاد من ارتباكها ، وقد ترافق مع هذا الارتباك ، شعور عميق بالخوف على حياته ، وايضا على حياة روسيا !!!
ظلت جوري جالسه في منزلها تفكر ، وتحاور نفسها وتقول ...
[ الى متى سوف تظلي ساكنه يا جوري وانتي تشاهدي هذا الاقتتال بين احمد ونزار ؟؟؟ ]
[ يجب ان تحقني تلك الدماء ]
[ قد يكون يكون كلاهما مجرم ويستحق القصاص ]
[ الا انه لا يجب ان يكون ذلك القصاص بتلك الطريقه الهمجيه ]
[ ولا يجب ان تكوني جزء من ذلك الصراع الدموي ]
[ ربما يكون نزار قد تغير فعلا ]
[ وربما يكون احمد ايضا مظلوما ، ولم يفعل كل تلك الجرائم ]
[ يجب ان تفعلي شيئا يا جوري ]
[ يجب ان توقفي ذلك الصراع ]
[ مهما كان الثمن ]
وفجأه ...
نهضت جوري وارتدت فستانا انيقا ، وفتحت باب منزلها واقتربت من احد اتباع نزار الذين يحرسون المنزل ، وقالت له :
فيك تدويني لعند القصر تاع نزار ؟
رد الرجل بكل حفاوه :
بامرك ست جوري
تعليمات الزعيم انه لازم نسمع كلامك
وما نخالفك بأي شيء
ابتسمت جوري ، وقالت بلهجه مهذبه :
انا بدي منك شغله تانيه
انه نتوقف عند اي محل زهور
حتى اشتري باقه ورد
رد الرجل مبتسما ، وهو يفتح باب سيارته لجوري ، وقال :
تكرم عينك ست جوري
عنجد الزعيم راح يطير
من الفرحه بزيارتك
ردت جوري باندهاش وهي تصعد للسياره :
لها الاد !!!
شو مخليك متاكد انه راح يفرح
تنهد الرجل وقال بكل هدوء وثد بدأ في التحرك صوب قصر الزعيم نزار :
شوفي ست جوري
انا ما فيني اتدخل بنوب
او اني احتدث معك
عن اسرار الزعيم
لكن حبي له يجعلني
احكيك بكل صراحه
الزعيم فعلا يحبك
ومن يوم ما تركتي سوريه
وهو اصبح مهموم
وطول الوقت شارد
حتى انه زهد في النسوان
وبطل يشرب الخمر
اقولك شغله كمان
الزعيم اكتر من مره يطلع
يصلي بالمسجد الاموي
ويجلس بالساعات !!!
ابتسمت جوري وقالت بهدوء :
الله يهديه ويبعد عنه الحرام
استسمحك اخي ...
نوقف هنا
بدي اشتري باقه ورد
وفي خلال دقائق ...
كانت جوري قد اشترت باقه ورد بيضاء جميله ، ثم اكملت طريقها حتى وصلت الى قصر نزار
فدخلت الى القصر بينما ظل الحارس ينتظرها بالخارج ، ونزل نزار لاستقبالها بكل ود وهو يقول :
انا اكيد عم بحلم
الدكتوره جوري عندي بالقصر
وكمان معها باقه ورد !!!
ناولته جوري الورد وهي تبتسم وتقول:
هالورد اعتبره اعتذار مني
لاني كنت قاسيه معك
وصدقني نزار انا ما بحمل تجاهك
اي كراهيه الان
وبعرف انك عنجد تغيرت
وصرت شخص مزواق كتير
ولهذا السبب انا جيت لعندك
حتى اقترح عليك حل
او تقدر تسميه عرض !!!
ينهي الازمه بينك وبين روسيا
تحمس نزار وقال ساخرا وهو يضحك :
عرض شو اللي جايه بيه
ياريت يكون عرض زواج
ههههههه
ردت جوري بكل حسم :
نعم نزار
هو عرض زواج
لكن بتكون العصمه بيدي
مو بيدك
انتفض نزار من هول المفاجأه ، وقال بغضب واضح :
كيف يعني العصمه
تكون بيدك انتي !!!
معنا نطلق
وقت ما يجي في بالك تطلقيني !!!
انت واعيه لكلامك يا جوري
انت تحكي مع الزعيم نزار
اللي العالم كله يهابه
ويعمل له الف حساب
اقتربت جوري من نزار ، ووضعت الورد في يديه ، وهي تقول بصوت مرتجف :
طول بالك نزار
وخلينا نحكي بوضوح
انت بدك غرض معين
وانا ما راح امنعك تاخده
طالما بالحلال
وعلى سنه الله ورسوله
وبنفس الوقت انا ضميري راح يرتاح
لما اطمن انك انت وروسيا
ما راح تدمروا بعض بسببي
واوعدك انه ما يحصل طلاق
قبل سنه عالاقل
وبها الحل راح نطلع كلنا كسبانين
شو رايك بكلامي
امتقع وجه نزار ، والقى الورد على الارض ، وقال بصوت تكسوه المراره :
يا عيب الشوم
كأنك راح تبيعي جسدك بالحلال
وتقبضي الثمن
انك تنقذي صاحبك روسيا !!!
والله انك اتجنيتي
ردت جوري وقد دمعت عيناها :
ما بسمح لك تجرحني بهالكلام الصعب
انا لو ما حسيت بالارتياح لك
ما كنت اعرض عليك هذا الزواج
ولا تغش حالك
انت بأقل من سنه
راح تمل مني وتتركني
وبدك تدور عالصبيه جديده
شوف نزار ...
ما راح انكر اني
خايفه انك تأذي احمد
لكن بنفس الوقت كمان
خايفه عليك انه يأذيك
قاطعها نزار بكل صرامه ، وهو يدوس على باقه الورد بحذائه :
شوفي انت يا جوري
عرضك مرفوض
لا بدي اتزوجك سنه
ولا حتى يوم واحد
وخلاص ما تعتلي هم رفيقك روسيا
ما عاد فيا اي رغبه اتقاتل وياه
لاجل واحده ...
لم يستطع نزار ان يكمل عبارته ، وقد لمعت الدموع بعينيه ، فتدارك نفسه وصاح بصوت شامت :
يا بااااسل
يا بااااسل
دخل باسل مسرعا ، وقال :
اوامرك زعيم
اشار له نزار باتجاه جوري وقال بانفعال :
فيك توصل الدكتوره جوري لمنزلها
وبعدها اجمع الشباب من منزلها
خلاص هي ما بتحتاج اي حمايه منا
ثم التقت هاتفه ، وهو ينظر جوري بنظره ناريه ، وقال :
اذا تحبي ارتب لك
سفرك عالمصر الليله
ما عندي اي مشكل
لكني بعرف انه راح تندمي
خصوصا واني تاكدت ان هذا الروسيا
ما بيحبك ولا بيهتم فيكي بنوب
ردت جوري بتوتر :
وانت شو عرفك انه ما بيهتم فيني
انكشف عنك الطالع
ولا صرت تطلع على القلوب
رد نزار بكل ثقه :
قبل ما تسخري مني
اسمعي لهالمحادثه اللي
تمت بيني وبينه من ساعه
انا ارسلتها لك الان
هرعت جوري تفتح هاتفها ، وبدأت تستمع الى تلك المحادثه ، وهي في حاله من الذهول
وهي تسمع احمد يقول بكل هدوء ، انه اختار صفاء ، ويفكر في الزواج منها !!!
وانه قرر ان يترك جوري ويغادر سوريا !!!
وبعد ما انتهت من سماع الحوار ، نظرت الى نزار بكل تحدي وقالت :
يا عمي الله يوفقه ويوفقك
انا بكل الاحوال ما كنت طمعانه
في اي شيء لا منك او منه
وما كان اله اي لزوم تتعب حالك
وتسجل هالحوار
بالاخير انا راح اسافر مصر
وابدا حياتي فيها بعيد عنكم كلكم
ثم التفتت الى باسل وقالت :
يلا استاذ باسل
خلينا نفل من هون
وبالفعل خرجت جوري يصحبها باسل الى منزلها ، وما ان وصلت حتى ارتمت في حضن امها وظلت تبكي بمراره ، وهي لا تعلم سبب بكائها الحقيقي
هل هو تخلي روسيا عنها ؟؟؟
ام رفض نزار الزواج منها ؟؟؟
----------------------ء
وفي نفس الاثناء بالقاهره ، كانت صفاء قد دخلت قلعه روسيا الحصينه ، واصبحت في امان ، فبادرت بالاتصال بروسيا ، وقالت :
روسيا
انا خلاص وصلت
وقاعده مع خالتي انتصار
بالله عليك ما تتهورش
وتعمل اي حاجه تعرضك للخطر
رد روسيا بكل هدوء :
حمدلله على السلامه يا صفصف
سلميلي على امي كتير
وما تقلقيش عليا
انا هاجيب جوري وارجع بدون اي قلق
واول ما نرجع
عاوز اكل اكله حلوه
زهقت من الاكل السوري
ردت صفاء بكل فرح :
من عيوني يا احمد
هاعملك المحشي اللي بتحبه
بس انت لازم تتعود عالاكل السوري
وضحكت ضحكه ساخره ، وهي تناول الهاف للحاجه انتصار وتقول :
الحاجه انتصار عاوزززز....
انتشلت الحاجه انتصار الهاتف من يد صفاء وقالت بلهفه :
طمني عليك يا حبيبي
هترجع امتي
انا مش فاهمه حاجه
هي البت دي بتقولك
ما تعرضش نفسك للخطر ليه ؟؟؟
هو في ايه بالظبط يا ابني
ما تقلقنيش عليك
رد روسيا وهو يضحك :
وحشتيني اوي يا امي
وما تخافيش على ابنك
ده حوار فكسان كده هاخلصه
وارجع بالليل ان شاء الله
وانتهت المكالمه ، وقد قامت صفاء مسعره باتجاه المطبخ !!!
فاستوقفتها الحاجه انتصار بصةت مجلجل :
خدي يا بت تعالي هنا
انتي مفكره نفسك في بيت ابوكي
لو فكرتي تعدي بس من عتبة المطبخ
وشرف ابوكي لاخليكي تكملي حياتك
وانتي ماشيه على عكازين !!!
محدش هيعمل المحشي غيري انا
انكمشت صفاء في مكانها وقالت :
ليه كده يا خالتي
فيها ايه لما اطبخ لاحمد مره من نفسي
وليه انتي طول الوقت محسساني
انك مش طايقاني
برغم ان ربنا العالم وحده اني بحبك
وبعتبرك زي امي الله يرحمها
ردت انتصار بانفعال :
والله دي حاجه بتاعت ربنا
انا لا بطيقك
ولا كنت بطيق امك الله يرحمها
ولعلمك بقا
انا فاهمه حركاتك دي
انتي بتمثلي عليا انك بتحبيني
عشان عينك من احمد ابني
بس ده بعدك
ابني عمره ما هايتجوزك
ريحي نفسك بقا
كانت كلمات انتصار بمثابة القشه التي قسمت ظهر البعير !!!
فانفجرت صفاء تصرخ كالمجنونه :
كفايه اهانه وتجريح بقا يا حاجه
انا عارفه ان ابنك مش بيحبني
وانه عمره ما هايتجوزني
وما اقدرش الومه على ده
القلب وما يريد
انما انتي ...
تكرهيني ليه
وتكرهي امي الله يرحمها ليه
لا انا ولا هي لينا ذنب
في انك ما اتجوزتيش ابويا
تجمدت انتصار في مكانها ، وقالت بارتباك :
ايه التخاريف اللي بتقوليها
دي يا بنت الجذمه
انتي عارفه لو نطقتي
كلمه واحده في الموضوع ده
انا هادبحك
نظرت اليها صفاء بكل امتعاض ، ثم سارت بكل هدوء نحو المطبخ ، وهي مازالت تبكي وتقول بنبره طلها مراره :
طب انا دخلت المطبخ اهو
وهعمل الاكل لروسيا
واطمني على ابنك
هو راجع لك من سوريا
وفي ايده عروسته
وقبل ان ترد انتصار ، كانت صفاء قد احضرت عادت من المطبخ وفي يدها سكين لامع كبير ، وقد ناولته الى انتصار
وما ان امسكت انتصار السكين ، حتى قبضت صفاء على يدها ، لتجعل شفره السكين على رقبتها ، وهي تبكي بشكل هيستيري وتقول :
يلا يا حاجه
رقبتي اهيه
انحريها بالله عليكي
وربحيني من العذاب اللي انا فيه ده
فما كان من انتصار الا ان ازاحت السكين جانبا ، ثم احتضنت صفاء بكل حنان
وانهمر الاثنان في نوبه بكاء حار ....
----------------------ء
نعود الى جوري ...
التي ارتمت في احضان امها لساعات طويله وهي تبكي ، بعد ان رحل جميع افراد عصابة نزار عن المنزل
ثم دق جرس الباب ، وقامت جوري لترى من القادم
وكانت المفاجأه ...
فقد كان روسيا هو من يقف على الباب ، ويقول بكل هدوء :
جوري
الحمد لله انك بخير
ردت جوري بكل تحفز :
اهلا استاذ حمد
ولا تحب اناديك روسيا بيه
او الزعيم ... روسيا
اندهش روسيا من رد فعل جوري ، وقال مستنكرا :
مالك يا جوري
انتي كويسه ؟؟؟
بتكلميني كده ليه !!!
وايه الاستقبال الغريب ده
ده انا كان اهون عليا
اقابل رجاله نزار
ويضربوا عليا نار
بدل ما تقابليني المقابله الزفت دي !!!
ردت جوري بكل حده :
وشو قال لك اني حابه استقبلك
او انك مرحب بك في منزلي !!!
رواية " حزن بين احضان الفرح " - الحلقه الثالثه عشره
ثم دق جرس الباب ، وقامت جوري لترى من القادم
وكانت المفاجأه ...
فقد كان روسيا هو من يقف على الباب ، ويقول بكل هدوء :
جوري
الحمد لله انك بخير
ردت جوري بكل تحفز :
اهلا استاذ ... احمد
ولا تحب اناديك ... روسيا بيه
او الزعيم ... روسيا
اندهش روسيا من رد فعل جوري ، وقال مستنكرا :
مالك يا جوري !!!
انتي كويسه ؟؟؟
بتكلميني كده ليه !!!
وايه الاستقبال الغريب ده
ده انا كان اهون عليا
اقابل رجاله نزار
ويضربوا عليا نار
بدل ما تقابليني المقابله الزفت دي !!!
ردت جوري بكل حده :
وشو قال لك اني حابه استقبلك
او انك مرحب بك في منزلي !!!
لم يكن روسيا يمتلك نفس رحابة صدر " نزار " ، وقدرته على تحمل لحظات غضب جوري
ولم يكن معتادا على ان يخاطبه اي مخلوق بهذا الاسلوب المهين
لذا فقد احمر وجهه ، وقال وهو يستشيط غضبا :
كلمه واحده زياده
وهامسح بكرامتك بلاط بيتكم
انا غلطان اني مضيع وقتي
وسايب الدنيا كلها في مصر
وجاي انقذك من الحلوف اللي خاطفك
ردت جوري بكل صرامه :
ما بسمح لك تغلط بنزار
وكا في حدا طلب خدماتك
ارجع لبلدك
وارتمي بحضن صديقتك
انتو كتير تلبقوا لبعض
هنا استشعر روسيا ان امرا ما قد حدث ، وجعل جوري تنقلب عليه
فقال بحده اخف :
انتي بتقولي ايه
صاحبتي مين
واضح ان الحلوف بتاعك
ملا دماغك بكلام فارغ عني
واتوقع انه سمعك المكالمه اللي دارت بنا
ردت جوري بكل حزم :
ايوه سمعتها
وما غيرت جوايا اي شيء
بالاخير هي صديقتك
وواضح ان بيناتكم قصص حب
الله يوفقكم
انا ما خصني هالموضوع بنوب
وهلا انت جيت
وشفت بنفسك اني مش مخطوفه ولا شي
انا ببيتي ولحالي
ومشيت اموري انا ونزار
واتصافينا
رد روسيا بكل استياء :
ربنا يهني سعيد بسعيده
انا فعلا وجودي هنا
مبقاش له اي داعي
وانتي معاكي حق
انا فعلا عاوز ارجع مصر
وبجد صفاء وحشتني
كان رد جوري حاسما ، فقد لوحت بيدها في اشاره لروسيا بالانصراف ، ثم صفعت الباب بكل قوتها ، لتغلقه في وجه روسيا !!!
الذي تسمر للحظات واقفا في ذهول ، محاولا ان يبتلع ذلك الكم الكبير من الاهانات !!!
وبعد قليل ...
تحرك روسيا باقدام متثاقله ، وقد اصطحب رجاله معه ، بينما نطق بعباره واحده فقط قبل ان يصمت للابد
فقد نظر الى زاهر بعيون حزينه وقال :
زاهر
رتب لنا عشان
نرجع مصر في اسرع وقت !!!
-------------------ء
مرت عدة ايام ....
وعادت الامور لسابق عهدها
وعاد روسيا الى القاهره ، وانهمك في متابعة اعماله ، وقد بدأت علاقته بصفاء في التحول والتحسن بشكل كبير
اما جوري فقد تنفست الصعداء ، بعد ان نجحت في نزع فتيل الازمه بين روسيا ونزار
الا انها كانت تشعر بأحاسيس متضاربه يغلب عليها الندم ، لانها قد فقدت كلاهما
يشاركها نزار نفس المشاعر المتناقضه ، فهو من جهه مازال يحبها ، ومن جهه اخرى اصبح يكره ذلك الحب الذي حوله لشخص ضعيف وتعيس !!!
فبرغم استياءه الشديد منها ، الا انه قد كلف ذراعه اليمنى باسل ، بأن يساعدها في انهاء كافة اوراق سفرها الى مصر
حتى جاء يوم سفرها ، فطلبت من باسل ان يرافقها الى منزل نزار قبل ان تستقل طائرتها المتجهه الى القاهره
وبالفعل ...
ذهبت جوري الى قصر نزار ، واستقبلها بكل هدوء ، وقد دار بينهما الحوار التالي
بدا نزار الحوار مبتسما ابتسامه خفيفه :
مرحبا دكتوره
نورتي المكان
لكني ما توقعت هالزياره الكريمه
خصوصا انه طيارتك لمصر
باقي عليها تلات ساعات
ردت جوري بصوت مرتبك :
بتمنى ما تكون زيارتي اذعجتك
عموما انا ما راح اخد كتير من وقتك
بس بدي اقولك كام شغله عالسريع
اول شي ...
اني كتير ممنونه ليك على كل الاشيا
يلي سويتها معي
بدايه من تجهيز ورق السفر
وتذكره الطيران
واشكرك لانك دبرت لي بيت بمصر
وكمان وظيفه مرتبه كطبيبه
لكن ...
ارجوك سامحني
لاني ما راح اقبل لا البيت ولا الوظيفه
اما بالنسبه لمصاريف السفر
فارجوك خد هذا الايصال
ثم اخرجت جوري من حقيبتها ، "ايصال امانه" وناولته لنزار
التقط نزار الايصال وقال بتعجب :
شو هالايصال !!!
ردت جوري وهي تبتسم :
انا حسبت كل المصاري يللي
انا مديونه الك بيها
وكتبت لك ايصال بيهم
وباذن الله اول ما اشتغل
واجمع لك هذا المبلغ
راح ارسله لك مع ابي
زفر نزار بقوه ، ثم مزق الايصال ، والقاه في سلة المهملات وهو يقول :
انا ما بدي اتجادل معك
خصوصا انه يمكن هالمره
تكون اخر مره نتلاقى فيها
لكن مثل ما بدك
اذا ما حابه الوظيفه
فانا ما راح اجبرك عليها
اما المنزل فاعتبريه منزل اخوكي
وضلي فيه ولو لفتره
لحين ما يمشي الحال معك
وما تحملي اي هم
اهلك هون بعيوني
راح اراعيهم
ردت جوري وهي تشعر بلوعه ورغبه في البكاء :
ليش عم تحكي انه
هالمره اخر مره نتلاقى
اكيد انت راح تاجي لمصر
وانا كمان بدي ازور اهلي بسوريا
وانت الان صرت من اهلي
رد نزار بتأثر :
ما حدا بيعرف شو بيصير بالمستقبل
لكني فرحت انه اخيرا
انتزع الحقد من قلبك
وانه الان صرت اخوكي
حاولت جوري تخفيف حدة التوتر ، وقالت بمزح :
طيب انت شو حكايتك
كل ما اعطيك شي تمزقه
المره الماضيه كان ورد
وهالمره مزقت الايصال
ضحك الاثنان ، ثم امسك نزار يد جوري ، وقال بكل حسره :
اجمل شي
ان اخر ذكرى بنا
يكون فيها ضحك ومزح
بس بيكفي
راح تفوتك طيارتك
ما فينا نطول بالحكي الان
ابتسمت له جوري بكل ود ، قبل ان يصيح نزار بصوت عالي :
باااالسل
يلا جهز سيارتك
راح توصل دكتوره جوري للمطار حالا
وفي لحظات ...
كانت جوري قد خرجت بصحبة باسل ، وفي عقلها سوال ملح ...
لماذا تشعر بكل هذا الالم في قلبها الان !!!
ولماذا يمتزج حزنها بفرحتها لانها اخيرا سوف تعود الى مصر !!!
ولماذا تظل تفكر في روسيا برغم تخليه عنها !!!
ولماذا تشعر بلوعه الفراق والفقد ، تجاه نزار !!!
ظلت تلك المشاعر المتضاربه تعصف بعقل جوري ساعات طويله !!!
حتى انتبهت لصوت المضيفه الجويه ، وهي تعلن عن وصول الطائره الى مطار القاهره الدولي !!!
-------------------ء
وفي مطار القاهره ...
كانت فاتن تنتظر وصول جوري ، بعد ان قد تلقت اتصال منها منذ بضعة ايام ، تخبرها انها بخير ، وانها ستكون بالقاهره في ذلك المساء
وما ان عبرت جوري بوابة الوصول ، حتى ركضت فاتن ، لتحتضنها وهي تبكي بكاء حارا ، وتقول :
حمدلله عالسلامه يا حبيبتي
انا مش مصدقه اني شفتك تاني
وحشتيني اوي يا بت
ردت جوري وهي تبكي :
وانت وحشتيني كتير فاتن
وكيف امورك طمنيني عنك
وعن زيزو
والله اشتقت له كتير
ردت فاتن :
ده بهدل الدنيا لما عرف
اني رايحه المطار اجيبك
ومستنيكي في البيت على نار
ردت جوري :
بالحق الف مبروك عالبيت الجديد
والله فرحت لما خبرتيني
والله عين العقل
انك خلصتي من هالحيوان منير
وصار لك بيت وحياه جديده
ردت فاتن :
البيت ده هيبقى بيتي انا وانتي
لحد ما ربنا يكرمك بابن الحلال
اللي يستاهلك ويقدرك
هنا صمتت جوري لبرهه ، ثم تنهدت تنهيده عميقه وقالت :
والله يا فاتن انا حاسه انه
مو مكتوب لي اكون زوجه وام
قاطعتها فاتن وهي تحمل بعض من حقائها وتستقل احدى سيارات الاجره ، ثم قالت :
لاااااا
ده الموضوع شكله كبير
لما نوصل البيت وترتاحي من السفر
لازم تحكي لي كل حاجه
وبالفعل انطلقت السياره الاخرى مغادره للمطار ، تتبعها سياره اخرى ، دون ان تشعر جوري انها مراقبه
حتى وصلت جوري وفاتن الى المنزل ، فقام قائد السياره التي تتبعهم باخرج هاتفه ، وتصوير منزل فاتن
ثم ارسل قائد تلك السياره ، رساله نصيه الى رقم ما ، كتب فيها (كل الامور تحت السيطره ، هذا هو العنوان المطلوب) !!!
-------------------ء
اما صفاء ...
فقد كانت تعيش اجمل ايام حياتها ، وهي تشعر بأن روسيا قد بدأ يهتم بها ، ويعاملها بشكل مختلف ، يحمل الكثير من الرقه والانسجام
وفي مساء احدى الليالي ، بينما كانت صفاء تجلس مع ابيها في منزلهم الفخم
اذ بها تتلقى اتصال من روسيا ، ليخبرها انه قادم الى منزلهم في خلال ساعه
وبالفعل ...
فبل ان تمر الساعه ، كان روسيا يدق جرس فيلا صابر علوان ، وهو مرتدي بدله انيقه ، ويحمل بين يديه باقه كبيره من الورد
استقبله صابر علوان بترحاب شديد ، بينما تجمدت صفاء في مكانها ، وهي تشاهد ذلك الموقف بكل اندهاش !!!
خطى روسيا بضع خطوات في اتجاه صفاء ، وناولها باقة الورد ، وهو يقول بصوت حنون :
انا عارف انك بتحبي الورد البلدي
ايه يا صفاء
هافضل مادد ايدي كده كتير !!!
اتقطت صفاء الباقه ، واحتضنتها بقوه ، وقالت بصوت مرتبك :
تسلم ايدك
بس ايه المناسبه
دي اول مره في حياتك تعملها
رد روسيا بكل حنان وهو يتطلع في عيون صفاء :
عارف يا صفاء اني كنت رخم اوي
وطول الوقت بسخف عليكي
يمكن لاني مكنتش عاوزك تتعلقي بيا
ولا عاوز اتعلق بيكي
عشان انا ....
قطع جملته ، صوت صابر الرنان وهو يقول :
منور يا روسيا
اقعد يا ابني
ولا هنقضي الزياره دي عالواقف
احمر وجه صفاء غضبا ، وقالت بتذمر واضح :
ابوس ايدك يا بابا
سيب احمد يكمل كلامه
ده انا ما صدقت انه نطق
جلس روسيا ، وجلست صفاء بجواره ، وهي تحتضن الباقه ، وتقول بلهه :
كمل يا احمد
هااااا
كنت بتقول ايه
ضحك روسيا ، وقال بصوت حنون ، وهو يمسك يد صفاء :
تتجوزيني يا صفاء ؟؟؟
توقف الكلام في حلق صفاء ، وقد تعالت ضربات قلبها بشده ، فأومأت برأسها بالايجاب وهي تمسح دموعها التي كانت تتساقط دون ارادتها
هنا التفت روسيا بكل تهذب مخاطبا صابر علوان وقال بصوت متزن :
حاج صابر
انا جاي النهارده عشان
اطلب ايدك بنتك
رد صابر وهو يضع يده في يد روسيا وهو يقول :
وانا مش هلاقي حد احسن منك يا روسيا
توكلنا على الله
نقرا الفاتحه
وبالفعل انشرت الزغاريد في فيلا صابر بيه ، وقد بدأ الفرح يحتضن صفاء ، التي اتفقت مع روسيا على ان تتم الخطوبه بشكل رسمي في نهاية الاسبوع في فيلا والدها !!!
-------------------ء
في تلك الاثناء ...
كانت جوري قد وصلت بصحبه فاتن الى منزلها الجديد ، ثم اخدت حماما دافئا ، وخرجت لتجد فاتن تنتظرها ، وهي تقول بكل لهفه :
هاااا يا قمر القمرات
احكيلي بقا مالك
وايه اللي حصل وخلاكي
شايله الهم اوي كده
ردت جوري بكل حسره :
شوفي فاتن
انا راح احكي لك سر
ما في احد بالعالم يعرف بيه
انا ....
انا .....
انتفضت فاتن ، وقالت بتوتر واضح :
انتي ايه يا جوري !!!
ما تتكلمي يا قلب اختك
ردت جوري وهي تغالب دموعها :
والله ما بعرف كيف اشرح لك
او كيف احكي لك
بس بالله عليك ما تحكمي عليا
زاد توتر فاتن وهي تقول بصوت منفعل :
في ايه يا جوري
الفار ابتدى يلعب في عبي !!!
اتكلمي يا بت
مالك !!!
ردت جوري وهي تنفجر بالدموع :
انا ....
انا بنت منحرفه
انا بحب راجلين بنفس الوقت !!!
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺