رواية غنوة يونس الفصل الاول حتى الفصل الثاني عشر بقلم الكاتبه سلوي عوض حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
المقدمه
في صعيد مصر، وتحديدًا في محافظة الأقصر، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة بمشهد نهر النيل الساحر، وعلى ضفافه في البر الغربي، حيث تمتد الأراضي الخضراء المزروعة بخيرات الله، نبدأ حكايتنا.
تدور القصة حول أسرتين مختلفتين في كل شيء. الأولى، أسرة يعقوب أبو الحجاج الهلالي، عائلة غنية عريقة ذات أصول ممتدة وتاريخ حافل. أما الثانية، فهي أسرة عياد أبو سويلم، عائلة بسيطة تعاني من قسوة الحياة. يعمل عياد بجهد يومي في أرضه الصغيرة التي تبلغ مساحتها فدانين فقط. يزرعها هو وأولاده ويعيشون على ما تجود به الأرض من حصاد.
بين الغنى والفقر، وبين الرفاهية والكفاح، تتشابك حياة الأسرتين، لتكونا محورًا رئيسيًا لأحداث قصتنا التي تكشف عن صراعات القدر وتعقيدات العلاقات الإنسانية.
____________________________________
تعريف الشخصيات
الأبطال:
• غنوة: بطلة القصة، فتاة صعيدية طموحة، مرحة، ومتمسكة بعاداتها وتقاليدها.
• يونس: البطل، شاب صعيدي . رجل أعمال ناجح يقسم حياته بين القاهرة والأقصر، يتميز بشخصية قيادية ورزينة، ويُعتبر كبير عائلته رغم صغر سنه .
عائلة غنوة:
• عياد: والد غنوة، رجل صعيدي رجل عايش رزقه يوم بيومه .
• رفايزه: والدة غنوة، سيدة قوية تحافظ على تماسك الأسرة.
• محمد: الأخ الأصغر، شاب طموح يسعى لتحقيق ذاته.
دياب: الاخ الاكبر عصبي جدا لكنه يحب اهله جدا .
عائلة يونس:
• يعقوب أبو الحجاج: والد يونس، كبير البلد، له هيبة كبيرة في القرية.
• الحجة دهبية: والدة يونس ،سيدة طيبة القلب ومساندة قوية لزوجها.
• عيسى: الأخ الأكبر ليونس، ، متزوج من إنعام وله دور بارز في إدارة أعمال العائلة.
• ممدوح: الأخ الأوسط، عمره ، متزوج من صدفه ابنة خاله، رجل عملي وهادئ.
• فريدة: أخت يونس الصغرى، مدللة العائلة ومرحة.
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 1
في صعيد مصر، تحديدًا محافظة الأقصر، نجد الأرض الخضراء التي تحيط بالمنازل البسيطة، ونجد بطلتنا غنوة، الفتاة الجميلة ذات البشرة القمحية والشعر الأسود الطويل والعيون السوداء المكحلة طبيعيًا. كانت غنوة تطعم الطيور في عشة صغيرة عندما نادت عليها والدتها: غنوة، يا غنوة!"
غنوة: "نعمين إيا أماي؟"
الأم: "وكلتي الطير؟"
غنوة: "وكلته."
الام:"تعالي أصلحي الملجة، عشان زمان أبوكي وخواتك راجعين من الأرض."
غنوة:"حاضر، اديني جاية أهه."
خرجت غنوة من عشة الطيور ودخلت المنزل.
الأم: "جبتي الطير اللي جولتلك عليه؟"
غنوة: "وأنا هعمل كل حاجة في نفس واحد!"
ضحكت الأم: "أمال أجيب مين يعمل؟ أُتأجرلك ناس يخدموكي؟"
ضحكت غنوة: "أجل، منيها يعني "
الأم: "طب، خلصي. روحي هاتي فروجتين حلوين عشان ندبحهم ونتعشى بيهم."
غنوة:"أنا هصلح الملجة، روحي انتي!"
قالت الأم بنبرة صارمة: "خلصي، روحي، وما تطلعيش حسي."
غنوة:"أنا تعبت بجى، مشجياني طول النهار!"
الام: "خلصي يابت! لازمن تتعلمي شغل البيت كله. بكره يا خدك كلب ويقولوا خايبة، مش عمرانة، وما تعرفش تعمل شغل البيوت. آه، نسيت أجولك، بعد ما تجيبي الطير تدبحيهم وتنضفيهم وتجيبي شوية فريك أخضر، وتكبسي الفروج. وأوعاكي الفريك يعجن."
غنوة: "معيزنيش كمان أروح أروج عند الجيران؟!"
الأم: "هتخلصي الطير وتعملي عليهم إتارة ملوخية ناشفة، وتركي كام بطاطساية، واعمليهم بجوطة وادفعيهم في الفرن."
صرخت غنوة: "وانتي هتعملي إيه بجى؟!"
الأم: "أنا خبزت وتعبت."
غنوة:"يا سلام! ما خالتي أم رجيه ساعدتك، وانتي ما فيش وراكي غير الأوامر!"
الام: "خلصي، أحسن مجوملك أكسر عضمك."
غنوة "جايمة أهه. انتي متوكدة إنك أمي؟!"
الأم بحدة: "له، مرت أبوكي!"
ثم أضافت : "آه يا مخلفة البنات، يا شايلة الهم للممات."
دخل الزوج الحاج عياد مع ولداه دياب ومحمد،
دياب: "مالك يا أما، حسك عالي ليه؟"
الأم: "أختك مطلعة حسي ومجنناني!"
ضحك الحاج عياد : "مالك بأمك يا غنوة؟"
الأم: "جلع، يا أخوي، جلع فيها!"
ضحك دياب: "إن ما كانش يجلع ست البنته، هيجلع مين أمال؟"
غنوة: "جبتولي الحاجة الحلوة؟"
الحاج عياد: "آه، يا حبيبتي، جبتلك."
أخرج الحاج عياد لفافة من جيبه وقال: "خدي يا غنوة."
فرحت غنوة وأخرجت لسانها لأمها وقالت: "أبوي حبيبي جابلي غزل البنات، وانتي له!"
ضحك دياب وأخرج ورقة أخرى وقال: "خدي ديه كمان."
فرحت غنوة : "الله! جلاب! جيبته منين ده؟ ده بيتباع في جنا!"
دياب: "كت موصي واحد صاحبي عليه."
غنوة بفرحة: "ربنا يخليكم لي يا رب. وأنت يا محمد، ما جبتش حاجة؟"
محمد: "جبتلك لبان. وأوعاكي تطرجعي بيه، عشان عيب البنته تقعد تطرجع. وكمان خلي بالك عشان بيلزج في الخلج."
غنوة : "أنا هبلة، إياك؟"
محمد ضاحكًا: "له، العفو."
نادت فايزة: "حضري الطبليّة وخلصي."
غنوة: "حاضر."
فايزة: "طجّشي جحرود واغسلي بصل أخضر، وهاتي حتة جبن أخضر."
غنوة ساخرة: "وها أجيب فول من الجُسط؟ حاجة تانية؟"
فايزة: "وهاتي رغفان من اللي لسه خابزاهم دلوك."
غنوة: "حدش خبز غيرك! كل شوية خابزة، خابزة! ما كنوش رغيفين خبزتيهم دول؟!"
ضحك دياب : "إنا مش جعان. كلت خيارتين واجفين على جلبي. هبجي أتعشى معاكم. هريح شوية أحسن."
بعد الغداء، قامت غنوة بتحضير الشاي، وبعدما شربوه، نادت الأم مجددًا: "إيه، مش كلتي وشربتي الشاي؟ هتتصمبعي مكانك؟ جومي حضري العشا."
ردت غنوة وهي تتنهد: "ميته! أغور من البيت ده بس ياربي!"
فايزة: "بكره تجولي ولا يوم من أيام بيت أبوكي."
غنوة: "أتجوز بس ومش هجول."
فايزة بلطف: "يا بت ده انتي نوّارة البيت والبلد كلها!"
بدأت غنوة تمثل التعب : "معرفاش يا أماي. راسي وجعاني، شكلي داخلني برد."
الأم بقلق: "اسم الله عليكي يا حبيبتي. روحي ريحي، وأنا هعمل العشا."
غنوة: "كده هتتعبي يا أما."
فايزة بحنان: "له، يا حبيبتي. ريحي انتي، وأنا هجيبلك برشامة ريفو وأعملك لايسون."
_____________________________________
في منزل العمدة يعقوب أبو الحجاج:
كان العمدة يجلس في مندرته الواسعة، وبجواره ابنه الكبير عيسى.
عيسى: "إيه يا أبوي، هنعمل إيه في الجُصب؟ هنودوه مصر ولا نوزعه على التجار هنا؟"
رد الحج يعقوب: "هنودو نصهم مصر، ونصهم وزعوهم على التجار هنا عشان منزعلوش حد."
عيسى: "حاضر يا أبوي."
الحج يعقوب: "إيه يا ولدي، فيش حاجة جاية في السكة ولا حاجة؟"
عيسى: "لسه، ربنا ما أذنش يا أبا."
تأفف الحج يعقوب : "يا ولدي، ليك تلت سنين متجوز، كيف يعني ما تخلفش لدلوك؟!"
عيسى بأسف: "ما على يدك يا أبوي. لفينا على كل الحكما، والنتيجة هي هي. أنا ومرتي صحتنا زينة ومافيش مانع إننا نخلف، بس نصبر شوية."
يعقوب بنبرة حادة: "لازم تتجوز! نفسي أشوف عيالك جبل ما أموت. خيك الأصغر منك عنديه، صلاة النبي، ولدين وبنية!"
عيسى بحزم: "له، يا أبوي! أنا بحب مرتي ومش هتجوز عليها!"
يعقوب بغضب: "بتجول إيه؟! انت بتكسر كلامي؟ يلزمني يمين كبير، لو متجوزتش لا تبجى ولدي ولا أعرفك!"
عيسى بانكسار: "ليه كده بس يا أبوي؟"
يعقوب بغضب: "أنا خلصت كلامي خلاص. جوم من هنا، وشيّعلي مندوح خيك. هو اللي ولدي بصح!"
عيسى : "حاضر يا أبوي. هشيع مندوح وأغور أنا من جدامك."
____________________________________
دخل عيسى المنزل ليجد ممدوح يحمل ولده الصغير منذر على يده.
عيسى: "يا ممدوح!"
ممدوح: "نعم يا أخوي؟ عايزني في حاجة؟"
عيسى : "روح شوف أبوك عايزك."
نظر ممدوح لعيسى : "طب سلم على منذر."
عيسى وهو يبتسم: "لامؤاخذة يا منذر، أصل جدك عكنن علي."
ممدوح : "لسه جصة الخلفه برده؟"
عيسى: "واحنا ورانا غيرها؟ روح انت كلم أبوك، وهات منذر يطلع معاي لمرت عمه."
ممدوح لمنذر وهو يحمله: "روح مع عمك يا حبيبي."
أخذ عيسى منذر وصعد إلى غرفته حيث زوجته إنعام. ناداها: "يا إنعام، فينك انتي؟"
ردت إنعام بصوت مرتفع من داخل الغرفة: "أنا أهه يا عيسى!"
دخل عيسى وقال وهو يحمل منذر: "بصي يا إنعام، الواد منذر بيضحكلك."
نظرت إنعام لمنذر بملامح متجهمة وقالت: "انت جايب الواد ديه هنا ليه؟"
ابتسم عيسى وهو ينظر لمنذر: "حرام عليكي، حد يكره الملاك ديتي!"
إنعام بحدة: "غوره! أنا بكرهه هو وأمه وخواته!"
عيسى : "حرام عليكِ! هم عملوا إيه عشان تكرهيهم بالشكل ده؟"
إنعام وهي غاضبة: "بسببهم، أمك وأبوك عيسمّموني بالكلام ليل نهار! لما خلاص هطفش من الدنيا بحالها!"
نظر لها عيسى بنبرة ضعيفة : "تطفشي وتهمليني؟! انتي عارفة إني ماجدرش أعيش من غيرك!"
اقتربت إنعام منه وقالت بصوت هادئ: "وأنا كمان ماجدرش أعيش من غيرك، يا جوزي وحبيبي."
عيسى : "صح، ماجدرش تعيشي من غيري؟"
إنعام : "صح الصح."
عيسى بحنان: "يبجى متجوليش كده تاني، أهمل ومهملش."
ابتسمت انعام بمكر: "طب غور الواد ديتي، عشان نجعد لحالنا احنا الاتنين. ولا موحشتكش الجعدة معاي؟"
عيسى : "حمامة! هوديه وأجيلك."
نزل عيسى السلم مسرعًا وهو يحمل منذر، ليقابل صدفة، زوجة ممدوح.
صدفة باستغراب: "مالك يا عم عيسى، بتجري كده ليه؟"
نظرت إلى منذر وقالت محذرة: "حاسب الواد، عيوجع منك!"
عيسى : "متخافيش، مش عيوجع ولا حاجة، ما أنا شايله أهه. خوديه بجى، خليني أطلع لمرتي."
في اللحظة دي:
خرجت الحاجة دهبية، والدة عيسى، من المطبخ وهي تمسح يديها بمنديل. نظرت لعيسى وقالت: "إيه يا عيسى، واجف كده وراكش مصلحة تعملها؟"
عيسى بابتسامة خفيفة: "له يا أما، ده أنا كت بدي منذر لامه عشان أطلع لمرتي."
دهبية وهي تهز رأسها: "خير ياك المعدلة رضيت عليك؟ روحلها يا خوي."
ثم أخذت منذر منها قائلة بحنان: "تعال يا منذر لجدتك، تعال يا غالي، يا واد الغالي والغالية، بت أخوي الولادة اللي فرحتنا وجابت الواد والبت. مش أرض بور زي اللي جاعدة فوج دي. "دي مبتحطش يدها في شي، كنا خدامين اللي خلفوها."
في اللحظة دي:
كانت إنعام، زوجة عيسى، واقفة فوق في الدور الثاني، تسترق السمع من غير ما حد يحس بيها. اشتد غضبها وقالت في نفسها وهي تكتم غضبها: "والله لا أربيكم كلكم. وبكره تشوفوا!"
لتري زوجها يصعد السلم، فتقول له: "استعوجتك جولت أندلي أشوفك".
ليضحك عيسى ويرد: "وأنا أجدر أتأخر على ست الغوالي كلهم؟".
إنعام: "كت واجف مع أمك بتحددت ف ايه؟".
عيسى: "له عادي فيش حاجة. المهم جوليلي إيه أخبار سهرتنا؟".
إنعام: "دجيجه أجيبلك عصير البرتكان اللي عصرتهولك بيدي".
عيسى: "تسلم يدك ويخليكي لي".
إنعام: "أمي حددتني وجالتلي نروحو بكره لحكيمة جديدة".
عيسى ؛ "والله خايف أجولك تزعلي مني".
إنعام: "حد يزعل من روحه؟ جول ولا يهمك".
عيسى: "أصلك أبوي اتحددت وياي وجالي إني لازمن أتجوز عشان الخلفه".
إنعام: "تتجوز؟ هو جالك كديه؟ ما إحنا روحنا لدكاترة كتير وجالوا إننا مفيناش حاجة ونجدرو نخلفو".
عيسى: "والله أنا ما عارف أعمل إيه. ده أبوي حلف علي".
إنعام: "أجولك أنا. أروح بكره للدكتورة وأشوفها هتجول إيه".
عيسى: "طيب تمام".
إنعام: "طفي النور بجى. رايده انعس هبابه".
عيسى: "مش جولتي رايده تجعدي معاي ونسهروا؟".
إنعام: "معدتي وجعتني. هريح شوي وبعدين أبجى أصحي ونسهروا".
عيسى: "طب أنا هنزل أشجر علي الجنينة أجيبلك حاجة منيها".
إنعام: "آه، هاتلي تين. نفسي هفاني عليه جوي".
عيسى: "من عيني حاضر".
لينزل عيسى، وتستغل إنعام الفرصة لتتصل بوالدتها عديلة.
إنعام: "أماه، شفتي الراجل الدجال بتاعك؟ ما جابش نتيجة. المحروج يعجوب، عاوز عيسى يتجوز علي لجل يخلف. كيف مندوح وأمه كمان ف الرايحة والجايه تجلع صدفه أم الولاد راحت، أم الولاد جات".
أمها: "اجفلي دجيجه أكلمه وأرجعلك تاني".
لتتحدث عديلة مع الدجال:
عديلة: "خبر إيه عاد؟ كل اللي طلبته ختّه، والبنية حماها وحماتها رايدين يجوزوا جوزها عليها".
الدجال: "اسمعي الحديت ديتي زين".
عديلة: "سمعاك"."لما نشوفو أخرتها معاك.
الدجال: خلي بتك تعمل حالها عيانة وبترجع ودايخة. وطبعا هيجيبوا لها الدكتورة بتاعت الوحدة" الدكتورة ديتي بت خالتي. أنا هكلمها وأخليها تجول إن بتك حبلى".
عديلة: "اتجنيت؟ انت إياك! وهنعمل إيه بعد كديه؟".
الدجال: "أنا هتصرف. لكيش صالح انتي".
عديلة: "والله شكلك هتودرنا معاك".
الدجال: "خلصي مفاضيش. أنا ليكي".
لتغلق عديلة الهاتف مع الدجال وتتصل بابنتها لتقص عليها ما قاله.
إنعام: "كيف يا أما؟ لو كشفوني هيطلجوني من عيسى".
عديلة: "جمدي جلبك ومتخافيش. بس أوعاكي تغلطي. تعملي حالك بترجعي ودايخة. ونادمي على صدفه سلفتك، وهي مهبلة. هي اللي هتجولهم إن كانك حبلى وتخليهم يجيبوا الدكتورة".
إنعام: "طب. اجفلي وربنا يستر".
لتتصنع إنعام التعب، وتدعك عيونها حتى تحمر، وتمثل الدوخة، ثم تتظاهر بأنها تتقيأ وتنادي على صدفه. لتصعد صدفه على الفور، وتجدها على هذه الحالة.
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 2
لتتصنع إنعام التعب وتدعك عيونها حتى تحمرّ، وتمثل الدوخة وتظاهر بأنها تتقيأ، لتنادي بصوت مرتفع على صدفه، التي أسرعت بالصعود إليها على الفور.
صدفه: مالك فيكِ إيه يا إنعام؟
إنعام: معرفش يا صدفه، برجع ودايخة ونفسي طامه على جوي.
صدفه: صح والله؟ ألف مبروك، انتي كده حبله يا سلفتي.
إنعام: صح والله؟
صدفه: أنا هنزل أبلغ عمي والجماعة، وآخد الحلاوة منهم.
تنزل صدفه مسرعة، وهي تزغرد بفرحة:
صدفه: لي لي لي لي!
تسمع الحاجة دهبيه الزغاريد، فتخرج مستفسرة:
دهبيه: اجنيتي ياك،
صدفه: لو عرفتي اللي فيها، يا أما هترقصي من الفرحه.
دهبيه: خير يارب.
صدفه: إنعام حبله
دهبيه: بجد مين جالك
صدفه: إنعام دايخة ونفسها طامه عليها، ووشها مصفر وعيونها محمرين.
دهبيه: شيّعوا للدكتورة، تاجي بسرعه.
صدفه: حاضر، هنادي ممدوح عشان يشيّعلها.
فعلاً، تنادي صدفه على ممدوح، الذي كان جالساً بجوار والده.
ممدوح: فيه إيه حسك عالي ليه؟
صدفه: شيّع للدكتورة، إنعام حبله، وأنا هروح أبلغ عمي واخد منه البشارة.
تخرج صدفه إلى حديقة المنزل، لتنادي على الحاج يعقوب:
صدفه: أبا الحج، أبا الحج، هات البشاره.
يعقوب: بشارة إيه ياك، يونس اتصل وقال إنه جاي؟
صدفه: لا
يعقوب: تبجي حبله.
صدفه :لا مش انا الي حبله إنعام هي اللي حبله.
يعقوب: مين جالك؟
صدفه: هو انتو متعرفوش تفرحوا؟ كل ما أجول لنفر فيكم، يجول لي مين جالك؟ هروح أبلغ عم عيسى، هو اللي هيديني البشارة بصح. يا ابوي نسيت، شيّع حد ينادي على الدكتورة.
يعقوب : يارب تكون حبله نفسي اشوف خلف عيسي جبل ما اموت
صدفه: أبوي بالله عليك افرح.
يعقوب: طب روحي بلّغي عيسى، هو في جنينة الفاكهة.
تجري صدفه كالمجنونة إلى جنينة الفاكهة، لتجد عيسى جالساً حزيناً.
صدفه: عم عيسى مالك جاعد كده ليه وشايل طاجن ستك؟
عيسى: همليني لحالي، كله بسببك. عما تسرسبي عيله زي الأرنبه، وأبوي عاوزني أتجوز على إنعام عشان الخلف. ارتاحي بجى.
صدفه: الله يسامحك، وأنا اللي جايبة لك البشارة.
عيسى: بشارة إيه، انتي بياجي منك غير الهم؟
صدفه: خلاص مش هجولك على الخبر الزين اللي جايباه.
عيسى: ياك حامل تاني انتي؟ جصدي رابع؟
صدفه: لا، مرتك هي اللي حبله.
عيسى: مناجصش.
صدفه: وحياة ولادي إنعام حبله، وأبوي يعجوب شيّع للدكتورة.
عيسى (والدموع تنهمر على وجهه): بتتحدتي من عقلك انتي؟
صدفه: وحياة ربنا زي ما بجولك.
عيسى: وانتي مين جالك؟
لتبدأ صدفه تقص عليه ما حدث ، ليذهب معها إلى المنزل وهو يبكي من شدة الفرحة. يصل عيسى ليجد أمه تحمل دهبيه الصغيرة.
الحجة دهبيه : مبارك يا ولدي، مرتك حبله والدكتورة جايه في الطريج، ممدوح خيك راح يجيبها.
عيسى : ممصدجش يا أما. حديت كيف الصح؟
دهبيه : اللي عنده مش بعيد يا ولدي، اطلع لمرتك، اجعد معاها لحد ما الدكتورة تيجي، وأنا حددت حماتك ف التلفون، وجايه هي وحماك.
يصعد عيسى إلى الغرفة عند إنعام ليجدها تمثل التعب.
إنعام : الحجني يا عيسى، مجدارش، بطني وجعاني جوي.
عيسى : سلامتك يا غالية، صدفه جالت لي إنك حبله.
إنعام : باين كده.
تأتي الدكتورة وتصعد معها صدفه.
الدكتورة: لو سمحتوا، مش عاوزه حد في الأوضه غير المريضة.
يخرج عيسى ومعه صدفه، ويقف وهو على أحر من الجمر منتظرًا. بعد عشر دقائق، تخرج الدكتورة وتبتسم:
الدكتورة: مبروك، المدام حامل ف شهر، ألف مبروك، بس لازم تفضل في السرير، متعملش حاجه لغيت ما الحمل يثبت.
تزغرد صدفه من الفرحة:
صدفه: لي لي لي لي! مش أنا بشرتك؟ هات بجى البشارة.
يخرج عيسى كل ما لديه من مال ويعطيه لصدفه:
عيسى (بفرحة): خدي يا وش الخير، يا جلابه الهنا، وصّلي الدكتورة، وأنا هطمن على مرتي.
يدخل عيسى الغرفة ليجد إنعام مستلقية.
عيسى (بفرحة): ألف مبروك يا أم الولد، ألف مبروك يا غالية. والله لأعمل ليلة لسيدي أبو الحجاج تتحاكي بيها لجصر كلها.
إنعام (بتمثيل ): يبارك لي في عمرك يا أبو الولد. عاوز واد ولا بنية؟
عيسى: كل اللي يجيبه ربنا زين، اللهم لك الحمد والشكر.
إنعام: بس أنا حاسة فيا واد، وهسميه يعقوب على اسم أبوك.
عيسى (بفرحة): تجومي بالسلامة يا أم يعقوب.
عيسى: أنا نازل أفرّح أبوي، وامي جالتلي إن ناسك جايين.
إنعام: صح؟ مين خبرهم؟
عيسى: أمي هي اللي خبرتهم.
ينزل عيسى وينده على صدفه.
عيسى: صدفه
صدفه: نعم يا عمي
عيسى: عايزك تاخدي بالك من إنعام، من أكلها وشربها، ومعاوزش حد من الخدم يعملها حاجه. إنعام بجيت مسؤوليتك من دلوقتي.
صدفه: من عيني، حاضر
يلتقي عيسى أمام المنزل بحماه وحماته ومعهم والده.
عديله: مبروك ياجوز بنتي، ألف مبروك. الحمد لله ربنا عوض عليكم. عجبال ما تشيل عوضك على يدك
عيسى: يبارك في عمرك يا أم الغالية
الحج محسب: مبروك يا ولدي، فينها بنتي؟ عاوزين نباركلها
عيسى: فوق في الأوضه
يعقوب: مبارك يا ولدي. ربنا حجج حلمنا، وهشوف عوضك قبل ما أموت. ولو موت، هبجى فرحان إن ربنا عوض عليك بالخلف الصالح
عيسى: إن شاء الله، واد، وهسميه يعقوب على اسمك يا أبوي
يعقوب: تعيش يا ولدي، ويجعل ربنا الخلف وذريه صالحه
عديله: خليك انت يا محسب هنا مع الحج وجوز بنتك على ماأطلع أطمن على بنتي وأنادم عليك.
تصعد عديله السلم وتطرق الباب.
إنعام: مين؟
عديله: أنا أمك يا نضري.
إنعام: خشي يا أما.
تدخل عديله وتغلق الباب خلفها.
إنعام: سكي الباب زين.
عديله: سكيته.
إنعام: اديني تبعتك أهوه، جوليلي بجى هنعملو إيه لو الأمر انكشف.
عديله: بس يا بت اجطعي من جلبك واسكتي.
إنعام: اديني سكت، جوللي بجى.
عديله: إحنا هنجوله إنك ضعفانه ولازما تاجي تقعدي في بيت أبوكي عشان أنا أخد بالي منك.
إنعام: وفكرك عيسى هيهملني كده بالساهل؟ ده ميغمضلوش جفن إلا وأنا نايمه في ريحه.
عديله: مش وجت سهوكه دلوقتي.
إنعام: وبعدين؟
عديله: الشيخ فهمني على كل حاجه.
إنعام: خلينا ماشين ورا الجدال بتاعك لما نشوف أخرتها.
عديله: أخرتها عسل، وولدك هيبجى في حجرك، وتبجي انتي صاحبة كل ديتي.
إنعام: ياريت يا أما دوله، كل ما صدفه تحبل وتجيب عيل، يمرروا عيشتي، وخصوصي دهبيه الملعونة، بنت أخوي. ولاده بنت أخوي، بطنها عمرانه على طول، تحبل وتجيب عيال لما جهرتني.
عديله: بس عيسى واقف في صفك وبيحبك.
إنعام: لولا العملات اللي عملناها، كان هملني من زمان. لكن أنا على طول بذجيه العمل في البرتكان.
عديله: بس يا بت، المنتول الله يجيدهولك. حد يسمعك!
إنعام: ما إحنا قاعدين لحالنا أهوه،
عديله:طيب ريحي انتي، وأنا هنزل أشوفهم بيعملوا إيه.
إنعام: هما قاعدين فين؟
عديله: تلجاهم قاعدين في السجيفه.
تنزل عديله للأسفل لتجدهم جالسين يتناولون الشاي والقراقيش.
دهبيه: يا صدفه، سوي هبابه شاي وجيبي جرجوش لام إنعام.
صدفه: حاضر يا أما.
الحج يعقوب: أنا هتصل بيونس عشان ياجي ويفرح معانا.
دهبيه: ده وحشني جوي.
ممدوح: طبعا يونس هو اللي على الحجر.
عيسى: أمال إيه، أبوك مسكه حالنا كله هنا وفي مصر، وخلاه كبيرنا كلنا، وأنا أكبر منه في السن.
يعقوب: صم خشمك منك ليه؟ يونس مولود كبير، والكبر مش بالسن بالعجل يا ناصح. منك ليه تقدروا تقولولي مين اللي مراعي مصالحنا من زمان، ومخليه يمسك كل شئ؟ مين اللي فلح في العلم ودخل الجامعة ورفع راسنا؟ مش يونس بردك؟ وانتو يادوبك كل واحد فيكم خد الإعدادية.
ممدوح: بس أنا خلفتلك الواد والبنت، وهو مراضيش يتجوز.
عيسى: وأنا كمان مراتي حبله.
دهبيه: مجولنا خلاص. دج على يونس يا يعقوب وخليه ياجي.
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 3
يتصل الحاج يعقوب بيونس ليبلغه بهذا الخبر السعيد.
الحاج يعقوب: ألو، كيفك يا ونيس أبوك؟
يونس: الحمد لله يا أبوي، كيفكم إنتو وعاملين إيه؟
يعقوب: كلنا بخير ورايقين الحمد لله.
يونس: وكيفها ست الكل؟
يعقوب: مليحة والله يا ولدي،
يونس: وخواتي وحريمهم والبت فريدة
يعقوب:كله يسلم عليك. أنا بتصل بيك عشان أخبرك بخبر جميل، مرات أخوك حبلى.
يونس: ماهي على طول بتحبل وتخلف، إيه الجديد؟
يعقوب: له، مش صدفة، إنعام مرات عيسى هي اللي حبلى.
يونس: جد يا أبوي؟ والله فرحت جوي جوي، الحمد لله ربنا عوض صبرنا خير.
يعقوب: عقبال جوازك، وأشيل عوضك على يدي، ده كلهم كوم وعيالك انت كوم تاني.
يونس: ربنا يديمك فوق راسنا يا أبوي.
يعقوب: هتاجينا ميته عشان هنعملوا ليلة لأهل الله.
يونس: هفوت بكرة وهآجي بعد بكرة إن شاء الله.
يعقوب: تاجي بالسلامة، أنا هجول لأمك، هتفرح جوي بجيتك، كانك بجيت ولا هلال العيد عنديها.
يونس: ربنا يحفظكم ويخليكم لينا يارب
يغلق يونس الهاتف مع والده ليتصل بهشام، سكرتيره وصديقه الوحيد.
يونس: تعالي يا هشام، عايزك.
هشام: بتتصل بيا وأنا في المكتب اللي جنبك؟ بصراحة أنا مكسل أجيلك، قول عاوز أيه في التليفون.
يونس: اخلص يا ظريف.
هشام: شكلك رايق، إيه؟ في ميعاد مع مزه ولا حاجة؟
يونس: اخلص يا زفت، قولت.
هشام: جاي أهو، أقفل. دايماً مرمطني معاك.
يغلق يونس الهاتف مع هشام، ليقول في نفسه:
يونس: عيل هايف، مافيش وراه غير الحريم.
يدخل هشام.
هشام: خير إن شاء الله؟
يونس: خير يا أخويا، اصرف للموظفين شهر مكافأة.
هشام: ليه شهر بحاله؟ كسبنا صفقة ولا حاجة؟
يونس: لاء، أصل أخويا عيسى جاي له طفل في السكة إن شاء الله.
هشام: بجد؟ ألف مبروك، فرحت له جداً، كان نفسه يبقى عنده طفل. عقبال ما نفرح بيك إنت كمان.
يونس: هو أنا بقيت محور الكون؟ الكل عاوز يفرح بيا. متفرح بنفسك إنت الأول يا أخويا.
هشام: أنا بحب أعيش حر طليق، بلا جواز بلا هم. أنا كده مرتاح. أروح أجيب لنفسي واحدة تنكد على اللي خلفوني؟! روحت فين؟ جيت منين؟ وأنت راجع من الشغل هات معاك جبنة ولبن وفينو، أصلي تعبانة ومعملتش عشا، تعالي خرجني، تعالي فسحني. ولو قولت لها مش فاضي تقلب لي وشها. مافيش أحلى من الحرية.
يونس: يخرب بيتك، كل ده؟ طيب روح يا خفيف شوف شغلك، وشوف لي صفقة الخشب أخبارها إيه؟
هشام: لسه محطوش الأسعار.
يونس: خلي بالك، أنا مسافر البلد وهقعد يومين، يعني تترزع في الشركة وتاخد بالك من أكل عيشك، وياسيدي أجل كل حاجة تخصك لحد ما أجي.
هشام: يعني هقعد يومين من غير معجباتي؟
يونس: هشام، خليك محترم يومين بس.
هشام: أمري لله، سافر إنت يا ريس ومتشيلش هم.
يونس: مالكش دعوة بالموظفات، دول بنات ناس بعيد عنك ومحترمين.
هشام: وهو أنا كلمت واحدة فيهم؟
يونس: أنا مش عاوز أزعلك، إنت عارف إنت عملت إيه.
هشام: والله ما عملت حاجة.
يونس: وبالنسبة لتقى الموظفة الجديدة، مش عارف عملت معاها إيه؟
هشام: يا باي، ديه بت رخمة ودمها تقيل.
يونس: قصدك محترمة.
هشام: ما أنا كمان محترم.
يونس: محترم أوي، رايح تقول لها إن أنا عامل اجتماع في الديسكو الساعة 12 بليل؟
يضحك هشام: ديه طريقة جديدة للشقط؟
يونس: وراس أبويا، لو ما احترمتش نفسك، لأكون معرفك مجامك. أديني جولتلك أهه، اللهم بلغت، اللهم فاشهد.
يضحك هشام: مالك قلبت صعيدي كده ليه؟ يبقا اتنرفزت يا حلو؟ عشان كده العرق الصعيدي طلع؟
يونس: هملني، روح اصرف المكافأة للموظفين.
هشام (متجنبًا يونس): حاضر يا ريس، عن إذنك.
_______________________________________
في منزل غنوة بالصعيد
كانت غنوة جالسة في غرفتها لتسمع صوت طرق على الباب.
غنوة: خش يا اللي بتخبط.
رُقيّة: أنا رُقيّة يا غنوة.
غنوة: ما تخشي يا حلوة، يعني محتاجة إذن إنتي
رُقيّة: لسانك طويل جوي.
غنوة: تعالي اجعدي جاري.
رُقيّة: إنتي جاعدة لوحدك ليه؟
غنوة: أصلك الصراحة أمي كانت عاوزاني أعمل الوَكْل، فعَملت حالي عيّانة.
رُقيّة: بت شياطين إنتي.
غنوة: مش أحسن ما أدبّس في الهم ده كله لوحدي.
رُقيّة: تعالي نطلع نجعد برا في الهوا، الأوضة هنا حر جوي.
غنوة: آه الأوضة حر، وبرا هوّا.
رُقيّة: بطلي يا بت.
غنوة: تعالي حتى ننادمو دياب يجعد معانا.
رُقيّة (يحمّر وجهها خجلًا): هو فين؟ صح نفسي أشوفه، ليا يومين ما ريتهوش.
غنوة: يا حنينة يا عيني.
رُقيّة: بطلي بواخة بجى، بكرة توجعي في العشق ونشوفك هتبجي عاملة كيف.
غنوة: بس يا مخبلة، بلا حب بلا كلام فاضي.
رُقيّة: العشق كلام فاضي؟ جومي طيب.
تخرج الفتاتان إلى خارج الغرفة.
فايزة: رَوَّجتي شوية يا غنوة؟
غنوة: لسه يا أما، حاسة حالي تعبانة شوية.
فايزة: خديها يا رُقيّة واطلعوا لبرا.
رُقيّة: حاضر يا خالة.
يدخل دياب فجأة، ليرقص قلب رُقيّة فرحًا.
دياب: إزيك يا رُقيّة؟
رُقيّة: الحمد لله، كيفك إنت يا دياب؟
دياب: بخير، الحمد لله.
فايزة: خد البنات وخليهم يشموا هوّا.
دياب (بفرحة): حاضر يا أما. تعالوا يا بنات.
غنوة (بهمس لرُقيّة): رزقك في رجليكي.
يخرج الثلاثة إلى الخارج.
دياب: تعالوا نجعد تحت النخلة، وأجيبلكم عصير قَصَب.
غنوة: يا أخي، حرام عليك، مفيش غير القصب؟ ناكله ونشربه عصير؟ هاتلنا عصير مانجه، جوافة، أي حاجة غير القصب.
دياب: من عيني. أجيبلك إيه يا رُقيّة؟
رُقيّة: اللي تجيبه كله زين.
دياب: اتعلمي من صاحبتك يا أم الهنا.
غنوة: طاب صاحبتي مخبلة.
دياب: بس يا غنوة، ما تجوليش كده على عروستي.
رُقيّة (مندهشة): بجد؟ بجد هتتجوزني يا دياب؟
دياب: بجد، أمال إيه؟ بكرة نجرى الفاتحة مع خالتي أم رُقيّة.
غنوة: الله الله على الأخبار الزينة، يعني ما جولتليش وخبرت أمك على كده؟
دياب: ما أنتي مفهماش، أنا اللي جولت لأمك تشيع لرقيّة عشان تيجي تجعد معاكي، وبعد كده نخلينا نخرجوا.
غنوة: بجى بترسم وتخطط من غيري؟ ماشي براحتك.
رقيّة: هي أمي عارفة على كده؟
دياب: طبعًا عارفة من عشية.
رقيّة: بس ما جالتليش حاجة.
دياب: جولت نخليها مفاجأة.
رقيّة: أحلى مفاجأة.
غنوة: بت يا رقيّة، أبقي اتعدلي يا بت، إنتي وانتي كيف الغفير مخيمر، لا حُلي ولا طُلي.
رقيّة: تلجاكي متغيظة مني عشان هتتخطب وأنتى لأ؟
غنوة: ده أنا هبجى أخت جوزك وأعرفك شغلك زين.
دياب: ولا تجدري تتكلمي معاها، ده أجطع رقبتك.
غنوة (ممثلة الزعل): من دلوك، من جبل ما تدخلي البيت، هتفرجي بيني وبين أخوي يا جادرة.
رقيّة: والله أزعل منك بجد.
غنوة: له بضحك معاكي يا صاحبتي، ده أنا وانتي هنتفقوا على دياب، صح يا ديبو؟
دياب: بس يا طجطوجة.
غنوة: اسمي غنوة، وبطل تجول طجطوجة ديه، والله أحاربك.
دياب: بجولك يا رقيّة، أوعاكي تحطي أحمر ولا أخضر في وشك، أنا عايزك كده زي الجمر، ما تتبعيش البت ديه.
غنوة: الحق عليا، عاوزاها تنور ووشها يلعلط.
دياب: له هي كده مليحة وعجباني، أطلعي منها انتي بس.
غنوة: وأنا مالي، صح مخيرين مع بعضكم. روح بجى، هات العصير ولا هتجضيها سبيل للغندورة اللي جدامك ديه؟
رقيّة: بكره لما غنوة تعرف العشق، نشوف هتبجى عاملة كيف.
دياب: عشق إيه ده بس يا بت منك ليها؟ إحنا عندينا كده بردك؟
رقيّة (بزعل): كتر خيرك يا دياب، وأنا بجول إنك هتبجى راجلي وعزوتي وسندي وأنا مجطوعة، ماليش حد. يعني اللي بيننا ده مش عشق؟
دياب: له، ما تزعلش يا نَوارة جلبي. أنا قصدي يعني إن غنوة تعشق مين؟ ومين يستاهل خيتي؟
غنوة: يخرب مطنك، كل ما تيجي تكحلها تعميها خالص. جاك روبه كبير وماعرفش تتحَدّتت. وانتي يا ست رقيّة، هو ما يقصدش، هو بس خايف عليا ،طب انتي هو هيجوزك لكن خايف لحسن اعشج واحد ويضحك علي
دياب: أهو هو كده. الله ينور عليكي
غنوة : وعليك روح بجى، نشفت ريق أبويا من الحديت، هات العصير ده، نهار ممعديش.
دياب: همك على بطنك دايمًا. هودي هبابه، هجيب رايح أجيب.
رقيّة: خليك جاعد أحسن، ما عايزنيش حاجة، إحنا تمام.
غنوة: خليكي ف نفسك انتي، أنا عشطانه.
رقيّة: طيب، هتغني ف الفرح؟
غنوة: بس يا فجريّة، أبوي وخواتي ما يعرفوش إني بغني.
رقيّة: ليه يعني؟ ده إحنا هنبجى بنته في بعضينا، وبعدين انتي حسك حلو جوي.
دياب: عارف إنك بتغني، وبسمعك. أبجي غني ف جراية الفاتحة، بس حسك عينك حد من الرجّالة اللي جاعدة يسمع حسك.
رقيّة: هو في حد جاي معاكم؟
دياب: آه، شيخ الجامع وكام راجل من معارفنا، وأنا ومحمد أخوي وأبوي.
رقيّة: تاجو تنوروا الدنيا بحالها.
دياب: تسلمي يا ست البنته.
غنوة: أنا هجوم أروح، ده انتو بجيتو ماسخين جوي. عشطانه يا ناس، أغنيلكوا؟
دياب: تعالوا نروح وازجيكم عصير واحنا مروحين.
غنوة: له، أنا هروح لحالي، جعانة وعشطانة.
رقيّة: والله لو مشيتي لحالك، انتي حرة، مش هعرفك تاني.
غنوة: طيب، قوموا، وانتو عاملين زي جوز الحدادي كده.
دياب: يابت، همّد يدي عليكي، اخشعي بجى شوية.
غنوة (تضحك): خلاص، خلاص.
_____________________________________
(في منزل غنوه كان محمد اخيها يتحدث في الهاتف)
محمد: ألوه، إيه يا فريدة، مروحتيش المدرسة النهارده ليه؟ ده فضلت واقف ساعة عشان تطلعي من المدرسة، كل صاحباتك طلعوا وانتي لأ. وآخر ما زهقت، سألت صاحبتك، جالتلي فريدة إجازة النهارده.
فريدة: معلش يا حمادة، أصل عندنا مناسبة سعيدة عشان كده قولت أساعد معاهم.
محمد: خير، فيه إيه؟
فريدة: أخويا عيسى جايله نونو صغير.
محمد (بفرحة): جد! ربنا يرزقه الذرية الصالحة، عم عيسى راجل طيب ومتواضع جوي. ده ساعات بييجي يقعد معانا في الأرض ونعمله شاي ويشرب معانا.
فريدة: إحنا كلنا ولاد تسعة يا حمادة، والفقر ما يعيبش صاحبه، كفاية أدبكم وأخلاقكم، وعم عياد راجل محترم. أنا بحبه جوي، عشان كل ما يشوفني يديني غزل بنات ويقولي "إنتي كيف غنوة بتي".
محمد: واحنا كمان عندنا مناسبة سعيدة، دياب أخويا هيجرا فاتحة على رقيّة بنت أم رقيّة.
فريدة: ألف مبروك، رقيّة غلبانة وطيبة ويتيمة وقليلة الأخ والاخت.
محمد: احنا هنبجى ناسها وأهلها، عجبال اللي في بالي يا رب، وربنا يقرب البعيد.
فريدة: بس بجى بتكسف انا ،
محمد:تعرفي، أحسن حاجة عملها أبوي إنه علّمنا أنا وخواتي.
فريده: أكيد، العلم بيدي قيمة للإنسان.
محمد:أنا جدمت على وظيفة أشتغل فيها عشان أساعد مع أبوي ودياب في مصاريف البيت. انتي عارفة إن الفدانين اللي حيلتنا يادوب معيشينا.
فريدة: إيه رأيك تتحدّت مع عيسى أخويا؟ يكلمك يونس أخويا وتشتغل معاه في الشركة في مصر؟
محمد: أخاف أجوله يكسفني ويردني .
فريدة: كلمة أنت بس، وإن شاء الله مش هيكسفك.
محمد: كلكم طيبين، لكن عم مندوح دائمًا يزعج وجالب خلجته وبيعاملنا كأننا شغالين عنده.
فريدة: سبحان الله، مع إن مرته طيبة جوي، بس هو مندوح كده شايف نفسه فوج الخلج.
محمد: استني أشوف مين بيرن عليّ، خليكي معايا.
فريدة: ماشي.
(محمد يعلق المكالمة ويرد.)
محمد: ازيك يا عم عيسى؟ كيفك وأحوالك؟
عيسى: الحمد لله يا حبيبي، بجولك يا محمد، هنعمل ليلة لأهل الله عشان إن شاء الله جايني عيل مرتي حبلى.
محمد (بفرحة): ألف مبروك، يجي على خير ويتربى في عزكم إن شاء الله.
عيسى: تعيش يا حبيبي. عشان كده عاوزك توقف معايا واحنا بنوزع اللحمة بتاعت الذبائح على الخلج.
محمد: من عيني، حاضر. ميته إن شاء الله؟
عيسى: بكرة بإذن الله. يكون يونس أخوي جا بالسلامة.
محمد: أجيلك على عيني، بس بعد المغرب. هسيبك عشان جراية فاتحة دياب خيي بعد العشا إن شاء الله.
عيسى: ألف مبروك، على مين؟
محمد: رجيّة، بنت المرحوم عبد السلام الكاشف.
عيسى: يا زين ما اختار، بنت أدب وأخلاق. ربنا يتمم على خير وعجبالك إن شاء الله.
محمد: ربنا يبارك في عمرك يا رب، ويجي الجمر ولدك على خير إن شاء الله، ويكون سليم معافى بإذن الله.
عيسى: يسلم خشمك يا محمد.
محمد: أجيك ميته؟
عيسى: بعد صلاة الفجر إن شاء الله. وعلى العصر تروح تشوف حالك، ولا أقولك، أنا هاجي معاكم وأوقف مع دياب في ليلته.
محمد: كتر خيرك يا عم عيسى، طول عمرك صاحب واجب.
عيسى: هجفل أنا معاك دلوقتي عشان أشوف الجزارين وأبيت عليهم.
(محمد يغلق الهاتف مع عيسى.)
محمد: انتي كل ده على الخط، ما قفلتيش؟
فريدة: مش جولتلي خليكي معايا على الخط؟ كنت بتكلم مين كل ديتي؟
محمد: مش هتصدقي، ده عم عيسى خييك
فريدة ترتبك :خير، فيه إيه؟
محمد: مال حسك اتغير ليه؟ ده كان عاوزني أوقف معاه وهو بيوزع اللحمة على الناس عشان فرحة حبل مرته.
فريدة: عقبالنا يا حمادة.
محمد: اللهم آمين. عم عيسى طيب جوي، ده جال إنه هيجي معانا الفاتحة بتاعت دياب أخوي.
فريدة: جد والله؟
محمد: آه والله. تعرفي، لما يجي معانا، هيكبر بينا جوي.
فريدة: انتو كبار بأدبكم وأخلاقكم. أقولك أنا هدحلبه في الكلام واعرف منيه أنه جاي معاي واتحننه اني اروح معاه.
محمد: ياريت، نفسي أشوفك جوي.
فريدة: ما أنا هبجى تحت معاهم وهما بيوزعوا اللحمة عشان أشوفك.
محمد: تمام جوي كده، وأنا هلبس الخلجات اللي على الحبل كلهم عشان تشوفيني مليح.
فريدة: أنا بشوفك بجلبي يا حمادة.
محمد: ربنا ما يحرمنيش منك ولا من قلبك، يا أحلى حاجة حصلتلي.
فريدة: طيب، أجفل بقى عشان الباب بيخبط.
محمد: سلام يا جمر.
فريدة: سلام يا حمادة.
(فريدة تفتح الباب وتجد صدفة أمامها.)
فريدة: خشي يا صدوف.
صدفة: خدي خلي دهبية الصغيرة معاكي على معمل وكل لأنعام.
فريدة: من جلة الشغالين عندنا يعني؟
صدفة: معلش، أصلك عم عيسى موصيني على وكلها وشربها.
فريدة: وانتي ميتة هتاخدي بالك من نفسك؟ طول النهار هالكة نفسك شغل، وتخدمي الكبير والصغير، وموخداش بالك من نفسك خالص.
صدفة: انتي عارفة يا بت عمتي، أنا بحب أعمل كل حاجة بإيدي.
فريدة: والست أنعام هانم هتقعد فوج لغاية ما توضع ولا إيه؟
صدفة: ميجراش حاجة، ادعيلها ربنا يكملها حملها على خير.
فريدة: يارب يكملها حملها على خير. تعالي يا دودو، إحنا نلعب وأسرحلك شعرك وأعملك ديل حصان صغير.
صدفة: عجبال منشيله. عوضك يا رب يا فريدة.
فريدة: ادعيلي أنجح الأول.
صدفة: النجاح والعريس مع بعض.
(تسمع صدفة ممدوح ينادي عليها.)
ممدوح: صدفة!
صدفة: جاية أهه يا ممدوح.
(تنزل صدفة.)
صدفة: خير يا ممدوح، كنت عاوز حاجة؟
ممدوح: تعالي طلعيلي غيار عشان رايح مشوار مع واحد صاحبي.
صدفة: حاضر، من عيني.
ممدوح: فينهم عويلاتك؟
صدفة: دهبية مع فريدة، ومازن ويعجوب الصغير مع عمتي في أوضتها.
ممدوح: هما ناس أنعام مشوا؟
صدفة: أمها قالت لعم عيسى إنها عاوزة تاخد أنعام معاها، وعم عيسى قالها له خليها قاعدة هنا والكل يخدموها، وبعد كده مشوا، وهي جاية بكره بدري عشان الدبيح.
ممدوح: طيب تمام.
صدفة: هتتأخر برا أنتِ على كده؟
ممدوح: له، هاجي بدري.
صدفه: تجي بالسلامة.
ممدوح: متناميش عشان رايد أتحّدث معاكي في شي مهم.
صدفة: خير، جلجتني.
ممدوح: لما أجي هتعرفي.
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 4
صدفة: خير، قلقتني.
ممدوح: لما أجي هتعرفي.
صدفة: تاجي بالسلامة.
(تذهب صدفة لتحضر الطعام وتقدمه لأنعام.
أنعام: تعبتي نفسك ليه بس يا سلفتي؟
صدفة: تعبك راحة، وأنا في ديك الساعة لما أخدمك يا سلفتي.
أنعام: يديكي الصحة يا رب.
صدفة: اشربي بجى اللبنات دوله، وكلي الأكل كله عشان يعقوب الصغير يجي على خير ويكون بصحة زينة.
أنعام: اتعبلك نهار فرح ولادك.
صدفة: تعيشي يا خيتي، أنا هنزل بجى أسبّح العيال وأنوّمهم. عاوزاش مني حاجة؟
أنعام: له، كتر خيرك.
(تنزل صدفة لتجد الحجة دهبية جالسة.
دهبية: كنتي عند أنعام بتعملي إيه؟
صدفة: كنت بطلّع لها العشا يا عمة.
دهبية: يا بت، انتي هتعيشي وتموتي مهبّلة كده؟
صدفة: ليه بس؟ عملت إيه أنا؟
دهبية: مخليتيش ليه واحدة من اللي بيشتغلوا عندينا تطلع لها العشا؟
صدفة: أصلك عم عيسى جال لي أخد بالي منيها.
دهبية: وانتي مالك خدامة انتي؟
صدفة: حرام يا عمة، حبلى وتعبانة.
دهبية: ما انتي حملتي مرتين، مخدمتكيش هي ليه؟
صدفة: اعملي الخير وارميه البحر يا عمة.
دهبية: أنا تعبت معاكي، طيبتك الزايدة دي مطمعه الناس فيكي.
صدفة: يا عمة، جولي يا باسط.
دهبية: بت، روحي من قدامي كانك رايحة!
صدفة: معيّزاش حاجة مني؟
دهبية: له.
صدفة: هروح أسبح العيال وأنوّمهم.
دهبية: روحي يا بت، ربنا يديكي على قد قلبك الأبيض.
صدفة: اديني خدت دعوة زينة منك أهه.
(لتضحك دهبية.)
دهبية: فيش فايدة فيكي يا بت أخوي.
(تذهب صدفة لتحمم الأطفال، ثم ينامون. بعدها تصعد إلى غرفتها.)
صدفة: أخش أسبح أنا جبل ما ممدوح ييجي. انعس هبابه، وبعدين أسبح.
(يغلبها النوم. بعد ساعة يأتي ممدوح ويجد أن الكل في البيت قد نام. يدخل غرفته، ويجد صدفة مستغرقة في النوم على الكرسي بملابس متسخة.)
ممدوح: جينا للجرف، والهم جبر يلم العفش كله.
(يخلع العباءة عن كتفيه ويرميها على السرير، ثم يخبط صدفة على كتفها خبطه شديدة.)
ممدوح: انتي يا بت، قومي فزي! نايمة كيف بالخلج الزبط ديتي؟
صدفه: لمؤاخذه يا مندوح، أصل راحت عليا نومه.
ممدوح: تجومي تنامي بالمنظر ديتي؟
صدفه: معلش ما أنا شجيانه طول النهار ف البيت ومع العويلات.
ممدوح: وحد جالك اخدمي؟ مافيه ميت زفت خدامه عندينا تخدمي انتي ليه؟
صدفه: هجوم أسبح أهه.
ممدوح: طفي النور، عاوز انعس هبابه وصحيني علي الفجر عشان الدبايح. الزفت جبر يلمكم كلكم.
صدفه: وأنا عملت ايه طيب؟
ممدوح: اتكمتي يابت انتي، سديتي نفسي عن الدنيا بحالها.
لتبكي صدفه من غير صوت
صدفه: أعمل ايه بس ياربي، مبعرفش أجول له لحد يطلب حاجه مني. ربنا يهديك علي يا مندوح.
ممدوح: طفي النور ديتي، ومتناميش جاري بمنظرك ديتي، جاكي صاروخ يندلي علي راسك يخلصني منيكي.
صدفه بحزن: حاضر أنا هعجد صاحيه الفجر، جاعد عليه ساعتين ولا تلاته.
ممدوح: بطلي رط، جولت عاوز انعس جاكي الحزون.
صدفه: عملت ايه أنا لكل الدعاوي ديه؟
ممدوح: ده باينه يوم ممعديش. اطلعي لبرا الأوضه ونوحي براحتك.
لتخرج صدفه من الغرفه وتنزل أسفل المنزل وهي تبكي لتجد فريده جالسه تأكل.
صدفه: بسم الله الرحمن الرحيم، ايه نزلك من أوضتك دلوك؟
فريده: أصلي جوعت جوي، جولت أعملي شندوتش.
صدفه: مجولتلك تتعشي، جولتي ملكيش نفس.
فريده: وجتها كت شبعانه، تعالي اجعدي معاي نحكو وجوليلي مالك بتبكي ليه. وتعالي كليلك شندوتش معاي.
صدفه: له معيزاش، بشمانه علي الآخر، أعملك عصير ولا حاجه؟
فريده: تعالي اجعدي جاري، وأنا لو عوزت حاجه هجوم أعملها لنفسي.
لتضحك صدفه.
صدفه: من ميته انتي بتعملي حاجه لنفسك؟
فريده: تعالي بس اجعدي وجوليلي مالك.
صدفه: مندوح منكد علي وبيعاملني عفش، نفسي أعرف جصرت في ايه أنا؟ وكله وشربه ولبسه وعياله، كل حاجه على سنجه عشره. يبجى ايه اللي ناجص تاني بس يا ناس؟ حد يجوللي.
فريده: أنا هجولك يا بت خالي.
صدفه: انتي يا صغيره اللي هتجوليلي؟
فريده: اسمعي مني أنا أحسن ومتستجليش بي.
صدفه: له والله يا بت عمتي عمري مستجل بيكي واصل، بس أصلك لسه صغيره جوي على الحديت ديتي.
فريده: هي مش بالسن على فكره، أنا هقولك. انتي ست بيت وأم ممتازه، لكن معلش يعني جوزك ليه عليكي حجوج، يعني تاخدي بالك من نفسك، من لبسك، تتذوجي، تتعدلي. مشيفاش إنعام عامله ايه ف نفسها؟ كأنها عروسه جديده كل يوم، وعيسى أخوي مبيطيجش يبعد عنيها لحظه واحده. وانتي طول النهار خبيز وكنيس وجري ورا العيله، وكل اللي عاوز حاجه تعمليها له، وموخداش بالك من نفسيكي خالص. متزعليش مني، يا بخت من بكاني ولا بكا علي، ولا ضحكني وضحك الناس علي.
صدفه: ما انتي عارفه إني بحب أعمل كل حاجه بنفسي والله ببجى مرتاحه أكتر.
فريده: عارفه يا حبيبتي، بس احنا الحمدلله ربنا موسعها علينا، وعندينا اللي بيخدمونا، يبجي تاخدي بالك من نفسك بجى.
صدفه: حاضر بعد الدبايح والليله اللي هنعملوها لاهل الله، أعشي الناس وأخلص ترويج، وبعد كده أبجى أخد باللي من نفسي.
فريده: يووووه مافيش فايده فيكي. يكون في علمك، جوزك فيه الطمع، غني وواد ناس وشكله حلو، والمضاريب خرابين البيوت كتير. أنا بلغتك وانتي حره بجى. أنا هطلع أنام أحسن، ولا أجولك هعمل جهوه عشان أصحصح. أعملك معاي؟
صدفه: خليكي انتي مرتاحه، وأنا أعملها.
فريده: روحي يا صدفه من جدامي الله يحن عليكي، هتفجعي مرارتي.
صدفه: الحج عليا، عاوزه أريحك.
فريده: نفسي انتي اللي تريحي روحك.
صدفه: أنا بحبكم وبحب أخدمكم.
فريده: عارفه يا حبيبتي، بس نفسك ليها حق عليكي.
صدفه: حاضر، حاضر... الساعه كام دلوك؟
لتنظر فريده إلى الساعه التي في يدها.
فريده: باقي على الفجر ساعه.
صدفه: تمام، أروح أخبط على عم عيسى أصحيه عشان يغير ريجه جبل الجزارين مياجو، وبعدين أصحي مندوح.
فريده: عيسى مرته هتصحيه، روحي انتي شوفي جوزك.
صدفه: إنعام تعبانه وحبله، خليها نايمه حرام.
فريده: ديه لسه حامل ف شهر، لحقت تتعب؟
صدفه: تعرفي عم عيسى هيجيب مغنيين يغنو ف الليله اللي هيعملها لاهل الله، وهيعمل حلقه ذكر، ديه هتبجى هيصه.
فريده: صدفه، وجعتي دماغي، روحي شوفي وراكي ايه.
صدفه: ماشي يا خيتي.
فريده: مش هتغيري هدومك؟
صدفه: خليهم، ياخدوا الدعكه بتاعت النهارده وبعدين لو فوجت أسبح وأغير.
فريده: أنا طالعه أوضتي أحسن.
صدفه: مالها البت ديه؟ حد كلمها؟
لتقول: أروح أحلب الجاموسه عشان يفطرو.
لتذهب إلى الزريبه، لتجد إحدى الخادمات تهم لتحلب الجاموسه، لكن الجاموسه ترفصها.
لتضحك صدفه: حننيها الأول يا نجلاء.
نجلاء: هي مش عاوزه حد غير حضرتك يجرب منيها، حتى أمي بردك عملت معاها كده.
صدفه: طيب وسعي انتي، أنا هحلبها، وروحي انتي جهزي باقي الحاجه. اعجني وخلي أمك وسعاده خيتك يساعدوكي، عندينا ناس كتيره النهارده.
نجلاء: الحجه الكبيره جالت النهارده هنوكل الناس عيش طابونه، خبيز ايه اللي هيكفي بلد بحالها يا ست صدفه؟
صدفه: خلاص، اعجني على قد الفطير اللي هنعملوه عشان أستاذ يونس جاي النهارده.
نجلاء: حاضر، أنا عجنت والعجين خمر، أحمي الفرن بس وأخبز على طول.
صدفه: بعد ما حلبت الجاموسه، قالت لنجلاء: خلي سعاده تفور اللبنات على ما أصحي ممدوح.
________________________________________
لتصعد صدفه إلى شقتها لتوقظ زوجها، ثم تدخل غرفة النوم وتضيء الكهرباء.
ممدوح: طفي النور ديتي، عيوني وجعتني.
صدفه: أنا جولت أصحيك عشان تغيّر ريّجك جبل الجزارين مياجو.
ليفتح ممدوح عيونه ليجدها أمامه.
ممدوح: خدي هنا يا هتيره، انتي لساكي جاعدة بخلجاتك، مغيرتيش ،حاجه تعرّ ايه يا أبوي الحريم الظوبطه ديه!
صدفه: ما أنا جولت كده كده خلجاتي هيدهلو ف الدبيح والخدمه، فجولت أغيّر بعد الليله والهرجه متخلص.
ممدوح: ليه؟ من جلة المايه ولا من جلة الخلج عندك؟ انتي حرمه معفنه لوحديكي! وبعدين مين جالك اخدمي؟ عمرك شوفتي إنعام مرت أخوي بتجضي حاجه ف البيت؟ ولا انتي غاويه تعرّيني وسط خواتي؟
صدفه: الله يسامحك... عاوز حاجه مني؟
ممدوح: غوري من خلجتي بريحتك ديه!
صدفه: ما أنا كنت عما أحلب الجاموسه عشان تفطرو.
ممدوح: صبرني يا رب... يا تاخدها يا تاخدني، الله يحل عليكي بالشلل!
صدفه: طب هتلبس إيه؟ أطلعه من الدولاب؟
ممدوح: حسك عينك تمدي يدك على حاجتي، أنا هطلعها لنفسي كأني عازب متجوزتش.
صدفه: ليه طيب؟ خليني أطلعلك غيار.
ممدوح: جولت غوري! اتجلبي على تحت، معايزش المحك جدامي النهارده واصل.
صدفه: الله يهديك، اديني نازله أهه.
______________________________________
تنزل صدفه إلى الأسفل لتجد أحد الغفر ينده على عيسى.
صدفه: خير يا عجيب؟
عجيب: أصل محمد واد عياد أبو سويلم عاوز عيسى بيه، وأنا رنيت على جنابه لجيتُه نايم.
صدفه: طب ضيفه على ما عم عيسى يجوم من النوم.
وفي هذه الأثناء، ينزل ممدوح من شقته وعلى وجهه الغضب.
ممدوح: انتي يا زفت يا صدفه! فين الساعة الدهب بتاعتي؟
صدفه: معرفاش، كانت مع مازن بيلعب بيها.
ممدوح: كيف يعني تسيبي حاجه غاليه كده للعيال يلعبوا بيها؟
ليجد الغفير عجيب واقفاً.
ممدوح: خير انت كماني، لسه ما اصطبحناش.
عجيب: مافيش يا بيه، محمد أبو سويلم عاوز البيه عيسى.
ممدوح: فين هو؟
عجيب: واقف برا.
ممدوح: خليه ياجي.
لينده عجيب على محمد.
عجيب: تعالي، كلم البيه.
يدخل محمد.
ممدوح: خير يا محمد، إيه جابك من الفجر كده؟
محمد: أصلك الحاج عيسى قال لي تعالي أوجف معايا، عاوزك.
ممدوح: روح انت، ولما ندبح هنبعت لكم اللحم على بيتكم، أو ابجى هات ناسك وتعالوا كُلوا مع الناس، مش تاجي توجفلنا من الفجر كانك مداينا.
وفي هذا الوقت، ينزل عيسى ليسمع ممدوح وهو يوبخ محمد، فينهره بصوت عالي.
ممدوح: انت بتقول إيه، حجك علي يا محمد؟
محمد: أنا ماشي يا عم عيسى، أنا جيت لجل خاطرك انت بس.
لينصرف محمد.
ويذهب عيسى وراه.
ممدوح: يا محمد!
لينده ممدوح عليه.
ممدوح: سيبك منه، ده شحات وعينه فارغه.
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 5
عيسى: يا أخي انت ايه معندكش هبابة دم؟ حتى الراجل جاي يساعدني، كتر خيره، تجوم تكسر نفسه كده؟ ما هو ربنا زي ما اداك قادر ياخد منك. مالك متكبر على الناس ليه؟ إحنا كلنا ولاد تسعة يا ولد أبوي.
ممدوح: خلصت ولا لسه؟
عيسى: له، خلصت. ربنا يهديك يا مندوح.
ممدوح: مجنون أنا بجطع في خلجاتي!
وفي هذه اللحظة يدخل يونس.
يونس: السلام عليكم يا ولاد يعقوب الهلالي. واجفين كده ليه؟
عيسى: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ليحتضنه عيسى. يعني ما تجيش غير لما أبوك يحنن فيك عشان تاجي؟
يونس: طيب اديني فرصة أسلم على ممدوح.
ممدوح: أهلاً يا يونس.
يونس: كأني كنت بايت في حضنك؟
ممدوح: يلا! هي جت عليك انت كمان. أخوك الكبير عامل حالة، بيربيني من أول وجديد.
يونس: مالكم فيه إيه؟ هي ديه حمدالله على السلامة؟
عيسى: لمؤاخذة يا خيي، حقك عليا أنا.
يونس: مفيش حاجة، بس قولولي مالكم؟
عيسى: أخوك قايم يخانج دبان وشه.
ممدوح: وإنت جايب لنا ليه الواد ديتي يساعد من جلت الرجالة عندنا؟
عيسى: جول يا صبح يا مندوح!
ممدوح: أنا طالع أتخمد وفايتهالكم مخضرة، ده بقى مرار طافح!
في وقت لاحق...
يونس: في إيه؟ وماله مندوح بجى عصبي كده ليه؟
صدفة: مندوح مبجاش طايج خلجاته على جسمه يا أستاذ يونس.
يونس: خلاص يا أم يعقوب، ربنا يهديه.
عيسى: عن إذنك يا يونس، أروح أطيب خاطر محمد، ما ذنبهوش حاجة، هو كتر خيره كان جاي يوجف جارنا. مندوح فاكر الناس عبيد عنده، وكل الناس محتاجاله.
يونس: استنى يا عيسى، أنا جاي معاك.
عيسى: له، خليك انت. انت جاي تعبان من السفر.
يونس: اكسب ثواب وأطيب خاطر محمد.
عيسى: ماشي يا أخوي.
ويستفيظ كل من في المنزل.
الحاج يعقوب: صباح الخير يا صدفة.
صدفة: صباح الخير يا أبا يعقوب.
يعقوب: حدش لسه جام من النوم من أهل البيت؟
صدفة: له، كلهم صحيوا. ده حتى أستاذ يونس وصل وخرج مع عم عيسى.
لتسمع الحجة دهبية الحديث...
الحجة دهبية: يونس وصل؟ وبتقولي خرج مع عيسى؟ راحوا فين في الفجر كده؟
صدفة: أصلك يا عمة حصلت حاجة كده...
يعقوب: متتحدتي يا بتي، فيه إيه؟
لتقص لهم صدفة كل ما حدث.
______________________________________
وفي منزل عياد أبو سويلم...
دياب: مالك يا محمد؟ وشك مدخن كده ليه؟
محمد: له يا أخوي، سلامتك، مفيش حاجة.
دياب: مش كنت رايح تساعد عيسى الهلالي في الدبايح؟
محمد: أصلك لجيتهم لسه مجاموش من النوم.
دياب: ويجوموا بدري ليه؟ ناس أكابر، حداهم الخدم والحشم. في بيتهم وأرضهم الكراوة شغالين. يجوموا ليه من فجر ربنا؟
محمد: ربنا يزيدهم، بأمانة، كلهم متواضعين معادا مندوح داخل عليه دم .
دياب: مالناش صالح بيه. إحنا في حالنا وهو في حاله.
تستيقظ فايزة من النوم لتجد أولادها جالسين على الكنبة.
فايزة: صباح الخير يا أولاد.
محمد ودياب: صباح النور يا أما.
فايزة: صحوا أبوكم عشان يصلي بينا الفجر جماعة.
محمد: حاضر يا أما، هصحيه. أمال فينها غنوة؟
فايزة: بايتة عند رقيّة عشان الفاتحة اللي هنجروها. عجبالك يا محمد؟
محمد: في حياتك يا أمي إن شاء الله.
فايزة: دياب، هتجيب لرقيّة حلق دهب ودبلة عشان الناس كلها تعرف إنها بقت على اسمك.
دياب: منين بس يا أما؟ ما انتي عارفة اللي جاي على قد اللي رايح.
فايزة: متشيلش هم، خلاص هديلك حلق جدتك، وأنا بعت امبارح شوية طيور، خد تمنهم وهات الدبلة.
محمد: وحج الطيور هيكفي يا أما؟ ده الدهب غالي.
فايزة: ما أنا كنت عاملة جمعية صغيرة مع الحريم وجبضتها، خدهم مع تمن الطيور، يجيبوا دبلة زينة.
دياب: يقبل رأس أمه. ربنا يخليكي لينا يا أما.
فايزة: بفرحة. ويخليكم لي يا حبايبي. يلا بقى، صحوا أبوكم. وأنت يا محمد، متنساش تروح للحاج عيسى عشان توقف معاه.
يسمعون خبطاً على الباب.
فايزة: مين هيجينا دلوقتي؟ استر يا رب.
دياب: متتخضيش كده، يمكن بتك المخلولة.
فايزة: بتي تيجي من الفجر كده؟
محمد: ما انتي عارفة إنها ميتخافش عليها، قلبها جامد زي إخوتها.
دياب: هنقعد نتحدتت ونسيب الباب كده؟ أنا هروح أفتح.
يفتح محمد الباب ليجد عيسى أمامه.
محمد: مرتبكاً. عم عيسى، أنا جيت لحضرتك، لقيتك نايم.
ليفهم عيسى أن محمد لم يبلغ أهله بما حدث.
عيسى: لما قالولي، قلت أجيك بنفسي أخدك.
ليجد يونس يقف وراء عيسى.
محمد: مرحباً، الأستاذ يونس بنفسه كمان؟
دياب: وسّع يا واد، خلي البهوات يدخلوا.
عيسى: معلش، مستعجلين، وألف مبروك على جراية الفاتحة، وأنا إن شاء الله هجيك.
دياب: الله يبارك فيك، هتكبر بينا.
عيسى: متقولش كده، إنتوا إخواتي.
يونس: وأنا كمان جاي، وربنا يتم التمام على خير.
فايزة: ادخلوا يا بهوات شرفونا نفطر سوا.
يونس: كتر خيرك يا أمي، في الأفراح إن شاء الله.
فايزة: جيتكم حدانا أكبر فرحة.
عيسى: تسلمي يا أم الرجالة.
عيسى: هتيجي معانا يا محمد؟
محمد: آه طبعاً.
دياب: طيب أفطر الأول.
عيسى: هيفطر معانا إن شاء الله
يذهبون إلى منزل الحاج يعقوب
عياد: صباح الخير، أمال مين كان عندنا يا فايزة؟
فايزة: دول ولاد الحج يعقوب، جايين ياخدوا محمد عشان يوجف معاهم في الدبايح.
الحج عياد: عجيبة، مندوح جه عندنا؟
دياب: له، ده عم عيسى والأستاذ يونس، جايين عشان يحضروا الليلة.
الحج عياد: ربنا يسعد الناس كلها. وانت يا عريس، متجيش النهارده الأرض. روح للحلاج وبعدها روح للخياط هات جلابيتك. ربنا يتمملك بخير يا ولدي، وعقبال خواتك.
دياب: في حياتك يا أبوي، وعقبال حجك انت وأمي إن شاء الله. بس أنا هروح الأرض وأرجع بعد الظهر عشان محمد مش جاعد يساعد معايا شوية.
عياد: ماشي يا ولدي، نصلي ونفطر ونتوكل على الله. يا فايزة، خدي الألف جنيه دي، واجطعي لحم ووديه عند أم رقيّة عشان الناس تتعشى. الناس على قدهم.
فايزة: حاضر، من عيني. يخليك لينا يا رب، وتعيش وتواجب.
_____________________________________
في منزل الحج يعقوب:
وصل عيسى ويونس ومحمد.
يونس: يدخل ليسلم على والده ووالدته.
الحج يعقوب: حمد الله على السلامة يا غالي.
يونس: تسلم من كل شر يا أبوي.
الحجة دهبية: نورت بيتك يا يونس. عجبال لما نعملولك يا رب.
يونس: في حياتك يا أمي انتِ وأبوي إن شاء الله.
تنزل فريدة.
يونس: فريدة! حبيبة جلبي اللي نصها مصري ونصها صعيدي.
فريدة: يونس! عصرك وزمانك. اتوحشتك يا مسكّر. جبتلي إيه معاك؟
يونس: جبتلكم كلكم حاجات حلوة جوي.
يدخل محمد وعيسى إلى المنزل.
عيسى: حضّروا فطور، خلونا نفطر.
محمد: إزيك يا عم الحج؟ إزيك يا حجة؟
الحج يعقوب والحجة دهبية: بخير يا ولدي، الحمد لله. كيفك انت وناسك؟
محمد: زانين الحمد لله. إزيك يا آنسة فريدة؟
يحمر وجه فريدة وتتلعثم في الكلام.
فريدة: بخير يا أستاذ محمد، كيفك انت؟
يأتي ممدوح فجأة.
ممدوح: بت يا فريدة، واقفة كده ليه؟ اطلعي وغوري على فوج.
الحج يعقوب: مالك ومال خيتك على الصبح يا مندوح؟
عيسى: ما هو لازم ينكد في يوم مفترج زي ده.
ممدوح: كلمتك أنا؟
يونس: بس يا جماعة خلاص، في إيه؟
ممدوح: أنا هطلع شجتي أحسن.
يونس: مش تجف معانا؟
ممدوح: لا يا خوي، كفاية انتو. أنا طالع أنعس.
يونس: لا يا خوي، خليك عشان خاطري، واستنى، خد الهدية بتاعتك.
ممدوح: هجعد عشان خاطرك.
تأتي صدفة بالفطور.
صدفة: الفطور جاهز. تعالوا غيروا ريقكم.
يونس: أمال فين الولاد يا صدفة؟
صدفة: هطلع أهه، أصحيهم عشان يسلموا عليك.
يونس: وحشوني جوي.
عيسى: يلا يا محمد، تعال أفطر عشان نشوف اللي ورانا.
ممدوح: هو هيجعد معانا على السفرة كيف؟
يونس: ومايجعدش ليه؟
ممدوح: خلاص، أنا مش جاعد في البيت كله.
الحج يعقوب: محتداً. يا واد، ليه ليه؟ خلي عندك دم. لمؤاخذة يا محمد يا ولدي، هو ممدوح كده، معجبهوش حاجة.
عيسى: هاتوا الفطور في المندرة، أفطر أنا ومحمد.
محمد: بالهنا عليكم. أنا هروح أساعد الجزّارين.
ممدوح: روح يا خوي، وابجى إديلهم الروس والرجلين والمعاش بتاع الدبايح ياعيسى.
عيسى: والله يا ممدوح نخلص الليلة ديه، وبعدها أعلمك شغلك.
صدفة: ما تهاود يا مندوح، مالك بس فيك إيه على الصبح؟
ممدوح: غاضباً وإنتِ مالك يا بت المحروج؟
دهبية: صدق بالله، انت واد ممربايش، وحدش جادر عليك. ذنب المرحوم خالك إيه تحرجه في تربته؟
صدفة: سيبيه يا عمة، ما هو كل يوم يحرجلي الميت والصاحي.
يعقوب: بغضب الله! الله! حدش عامل لي أي احترام! ربنا يعدي اليوم ده على خير، وبعدين نبجى نشوف حكايتك إنت يا مندوح.
ممدوح: أنا مهمل البلد كلها وماشي.
يعقوب محتداً : بتجول إيه؟ تعال اترزع جار خواتك. إنت مالك؟ فكرت نفسك كبير علينا ولا إيه؟
صدفة: أنا طالعة أصحي عيالي عشان ييجوا يسلموا على عمهم ويفطروا بالمرّة.
يعقوب: أمانة عليكي يا بتي، هاتي فريدة وانتي نازلة معاكي، وطيبي بخاطرها.
صدفة: أنا بطيب بخاطر الدنيا كلها، ومش لاجية حد يطيب خاطري.
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 6
لتصعد صدفة لتوقظ أطفالها، وتدخل الغرفة لتجد دهبية الصغيرة تضحك لها.
صدفة: انتي وخواتك اللي مصبريني على اللي أنا فيه.
مازن الصغير، وهو توأم دهبية: شيليني يا ماما أنا ودود.
صدفة: تعالوا يا حبيبي، نصحو عجوب أخوكم، عشان عمكم يونس جاه من مصر وجاب لكم حاجات حلوة كتير.
ليفرح الأطفال وينزلون إلى الأسفل مع والدتهم.
يونس: حبايبي، تعالوا. اتوحشتكم جوي جوي. تعالوا يا له، خدو الهدايا من عمكم.
ليخرج لهم يونس الألعاب.
صدفة: تعيش وتجيب يا أستاذ يونس.
يونس: خدي، جبتلك العباية ديه.
لتفرح صدفة بالعباية.
دهبية: البسيها النهارده في الليلة.
يونس: مجبتيش فريدة ليه؟
صدفة: حاضر، هطلع أنادي عليها.
فريدة، نازلة على السلم: أنا أهه يا أما.
يونس: تعالي، خدي هديتك.
لتحضنه فريدة.
فريدة: ربنا يخليك ليا يا أخوي.
دهبية: ربنا يفرحه زي ما فرحنا.
لتنزل إنعام على السلم، ممثلة التعب.
إنعام: أهلا يا يونس، حمد الله على سلامتك.
يونس: الله يخليكي يا إنعام. مبروك على الحمل، إنشاءالله يجي ينور الدنيا.
إنعام: وأنا، ليش هدية؟
يونس: لا، طبعًا. أحلى هدية ليكي ولعيسى.
___________________________________
وعند عيسى، أتوا الجزارين وبدأوا في تقطيع اللحم وتوزيعه على أهل البلد. ليدخل عيسى.
عيسى: عاوزكم تسوو اللحم عشان أهل البلد يتغدوا، عشان المغنيين وبتوع الذكر جايين كد شويه.
ليرى إنعام أمامه.
عيسى: إيه اللي نزلك من فوق؟ بس لو عاوزه حاجة، حدديني في التلفون وأنا أجيبها لك. مش قلتلك خدي بالك منها يا صدفة؟
إنعام: أنا زهقت من الرجده، قلت أنزل أقعد مع الجماعة وأسلم على يونس بالمرة.
عيسى: أديكي سلمتي. اطلعي ارتاحي بقى.
صدفة: اطلعيها لفوق، واعمليها فطور.
صدفة: حاضر يا عم عيسى.
إنعام: أوامرك يا أبو عجوب.
ليفرح عيسى، قائلاً:
عيسى: ميته يا جي، بس
دهبية :كل كام شهر ويجي ينور.
____________________________________
وعند غنوة، كانت جالسة مع رقية.
رقية: " تفتكري بيتنا يشرف؟"
غنوة: "البيت بناسه يا عروسة أخوي. تعالي بجى أعدلك خلجتك ديه."
رقية: "له دياب جالي محطش أحمر ولا أخضر."
غنوة: "خليكي كده، أحط أني؟"
ليسمعوا خبط الباب.
أم رقية: "تعالي افتحي الباب يا رقية."
رقية: "حاضر يا أما."
لتفتح الباب وتجد أم دياب أمامها.
رقية: "تعالي يا خاله نورتينا."
فايزة: "بنورك يا عروسة ولدي. أمك فين؟"
أم رقية: "تعالي يا خيتي، أنا أهه."
لتدخل فايزة.
فايزة: "خدي يا أم رقية كيلين اللحم دول والخضار والفروج ده عشان طبيخ الفاتحة."
أم رقية: "كلفتي نفسك ليه بس؟"
أم دياب: "أزعل منكِ؟ البت بتنا والواد ولدنا، والفرحة فرحتنا. تعالي يلا، أنا هساعدك ونعمل الوكل مع بعضينا."
وكان الظهر قد أذن.
فايزه: "بت يا غنوة."
غنوة: "نعم يا أما."
فايزة: "تعالي روحي أرض عمك شعيب، هاتلينا شوية ملوخية خضر نطبخهم."
غنوة: "هو شجا هنا وهناك؟"
فايزة: "خلصي يا بارده. العصر جرب."
غنوة: "حاضر."
______________________________________
وعند يونس.
يونس: "أنا ها أخد الفرس بتاعي واطلع أشم هوا ف البلد. انتو عارفين مبحبش الدوشة."
ليذهب يونس إلى الإسطبل ويأخذ "عزيزة" فرسته الخاصة، ويخرج إلى البلد حيث الزروع ومنظر الخضرة الجميل. لكن يستوقفه صوت عذب لإحدى البنات تغني:
"جاي من بلاد بعيدة... لا زاد ولا مايه."
يونس: "ف بلاد الشوج... آه يا ولد الهلالية... يا عزيزة يا بنت السلطان."
ليعجب يونس بالصوت جدا، لكنه لا يرى صاحبته. لينادي عليه أحد أهل البلد.
الرجل: "أستاذ يونس."
ويونس في ملكوت آخر، يبحث بعينيه عن صاحبة الصوت العذب.
الرجل: "أستاذ يونس!"
لينتبه إليه.
يونس: "أهلا عم شعيب."
عم شعيب: "تعالي، انت جار أرضي. نورتي، واشرب معاي الشاي."
يونس (محاولا إنهاء الحديث): "معلش خليها مرة تانية، أنا لسه جاعد شوية."
وفي هذه اللحظة تخرج غنوة دون أن يراها يونس، ليحاول سماع الصوت مرة أخرى، لكن دون جدوى.
يونس: "معلش، أنا هروح أوجف مع عيسى، وأبجى تعالي عشان تحضر الليلة."
وبالفعل، يذهب يونس إلى المنزل وعقله مشغول بصاحبة الصوت.
ويبدأ المنشدين والمغنيين في الوصول إلى المنزل، ويبدأ الإنشاد والغناء. ويتوافد أهل البلد ليحتفلوا مع الحج عيسى بفرحته، وتبدأ الخادمات والغفر في وضع الطعام لأهل البلد.
الحجة دهبية: "اطلعي يا صدفة، شجتك. غيري خلجاتك والبسي الجلابية الجديدة، واتسبحي واتعطري، وحطي هبابة أحمر ف وشك عشان جوزك يفرد خلجته."
صدفة: "طب والوكل؟"
دهبية: "لكيش صالح الحريم والرجالة كتير، وسيبي عيالك وخلصي يلا."
لتذهب صدفة إلى شقتها، تستحم وتلبس العباءة الجديدة، وتضع رائحة الكولونيا على جسدها. ولكن لأنها عفوية، تضع المكياج بطريقة عشوائية، فتصبح مثل البلياتشو. تنزل تبحث عن فريدة لتأخذ رأيها، لكن فريدة كانت تقف مع محمد دون أن يراها أحد في الإسطبل.
محمد: "اتوحشتك جوي، وعشانك استحملت مندوح أخوكي."
فريدة: "حجك عليا أنا يا حمادة، معلش، هو مندوح أخوي كده طبعه عفش."
محمد: "ميته بس نتلموا ف بيت واحد."
فريدة: "أخلص الثانوي وتاجي تتجدم على طول."
محمد (بحزن): "وفكرك ناسك هيرضوا بس؟"
فريدة: "وميرضوش ليه؟ ده انت زينة شباب البلد."
محمد: "انتي بتجولي كده بس عشان عيونك الحلوة شايفاني، لكن الحجيجة مره. ده احنا بنكمل عشانا نوم، وحالنا على كده، وبيتنا لسه بالطين."
فريدة: "أنا أعيش معاك، إن شاء الله، ف عشة وهبجى مبسوطة."
محمد: "تعرفي أن دياب هيخطب رقية وهيتجوزوا ف الأوضة اللي فوق؟"
فريدة: "ألف مبروك، عجبالنا."
محمد: "يارب يا غالية."
______________________________________
وعند صدفة.
تخرج وسط الحريم، وهي تشعر أنها جميلة. لتبدأ الحريم في الضحك عليها.
إحداهن: "امنا الغولة."
أخرى: "لأ، ده مضحكاتية جايبينها الهلالية عشان تضحكنا."
وهي فاكرة أنهم بيضحكوا عادي. تدخل إلى المنزل لتجد ممدوح.
صدفة (تضحك): "إيه رأيك ف مرتك بجى؟"
ممدوح: "يخرب مطنك! مالك عاملة كيف العفريتة كده؟ إيه اللي عاملاه ف حالك ده؟ عرتيني! وإيه الريحة ديه؟ حاطة الكالونيا بتاعت الحلاجة بتاعتي؟"
لتدخل عديلة أم إنعام وتبدأ في الضحك.
عديلة: "سلام قول من رب رحيم! مين العفريتة ديه؟"
صدفة: "أنا صدفة يا خالة."
عديلة (بلؤم): "والله فكرتك عفريتة اللي مشخبط وشك كده. ياك فاكرة نفسك كده حلوة؟ كتي طلعتي لإنعام بنتي تعلمك اللبس وكيف تبجي حلوة. مش شكلك يخوف كده. ذنبنا إيه تخلعينا كده؟"
ممدوح: "عاجبك كده المجلتة ديه؟ عاجبك تعريني وتكسفيني كده؟ غوري من خلجتي! الله يجازي اللي كان السبب. غوري! ربنا ياخدك ويخلصني منكِ! أروح فين بس يا ربي منيها دي؟"
صدفة: "وأنا عملت إيه بس؟ أنا جولت أتذوجلك."
ممدوح: "قسما عظما لو ما غورتي لتكوني طالج بالتلاتة! جاكي عيارين يفوتوا ف صدرك، ولا ياكلك كساح يكون محمل بهايم! غوري!"
لتذهب صدفة من أمامه وهي تبكي.
_______________________________________
وعند محمد وفريدة.
يسمعان صوت صهيل الخيل.
فريدة: "في حد جاي، اتداري انت يا محمد."
محمد: "حاضر، بس حاولي تاجي جراية الفاتحة."
فريدة: "ماشي، بس اخرج انت من الباب اللي ورا."
محمد: "حاضر."
ليخرج محمد، ويدخل يونس ليجد فريدة.
يونس: "إيه اللي موجفك هنا؟"
فريدة: "حسيت حالي مخنوقة، جولت أجي أجعد مع الخيل."
يونس: "ولا تجعدي مع فريدة المهرة."
فريدة (تضحك): "حاجة زي كده."
فريدة: "يونس، خيي حبيبي
يونس،:عاوزة إيه؟"
فريده: "أصل أنا سمعتكم وانتوا بتحددوا إنكم هتروحوا الفاتحة بتاعت رُجية بنت أم رُجية ودياب وواد عم عياد."
فريدة: "أيوه، هنروح، الواد واجف معانا من جبل الفجر، وأخوكي كسر بخاطره، وروحنا جبناه وكبر لينا، وجاه معانا. أجلها نجامله ونكبرو بيه."
فريدة: "طب، خدوني معاكم."
يونس: "إحنا رايحين رجالة، وبعدين هو أنتي تعرفي حد حداهم؟"
فريدة: "آمال إيه، غنوة اختهم، هي صح؟ أكبر مني."
يونس: "تعرفيها منين؟"
فريدة: "أصلها كانت معايا في المدرسة، بس هي كانت سبجاني بسنتين، وخدت الثانوية العامة، وقعدت في البيت عشان ظروفهم عفشه يعني وكده. بس إيه، يا يونس، جميلة جوي جوي، وحسها جميل. في المدرسة كانوا مسمينها نفرتيتي من جمال عيونها وشعرها."
يونس : "اتحشمي يا بت، بتعاكسي قدامي وكمان بت."
فريدة (تضحك): "والله ده كل الناس بتقول عليها كده، مدرس التاريخ كان بيقول عليها ملكة فرعونية هربانة من عصر الفراعنة."
يونس: "للدرجة دي؟"
فريدة: "والله، وأكتر."
فريدة : "خدوني معاكم، بجى وحياة غلاوة أمك عندك."
يونس: "يارب، زنانه أوي. ماشي، هناخدك معانا علشان تفرحي."
فريدة: "يادوبك، أطلع ألبس علشان أجهز."
يونس: "وأنا كمان هطلع اغير علشان أروح أعمل الواجب، وأجي أنام وأرتاح."
____________________________________
داخل المنزل، تطلع عديله لشقة إنعام وهي تضحك بهستيريا.
إنعام: "مالك يا أما، إيه اللي مضحكك جوي كده؟"
عديله: "لو شفتي منظر سلفتك، كتي وجعتي من الضحك، كأنها مهبلة،
انعام: صدفه دي مخبلة وعاملة حالها كيف الخدامة. لكن بتك قاعده في شقتها، والكل بيخدمها، ."
عديله: "الليلة خلصت على خير، جوزك زمانه طالع. خدي جبل ما يطلع، حطيله العمل ديتي تحت المرتبة، واللي في الورجة ديتي ازجيهوله كله، فاهمة؟"
انعام: "طب، والحبل هنعملو إيه؟"
عديله: "جولتلك الشيخ هيتصرف."
انعام: "ماشي."
عديله: "أنا هندلي، اجعد مع حماتك شوية واروح.
انعام:"فينه أبوي؟"
عديله: "أبوكي جاعد مع حماكي."
انعام: "هو أبوي يعرف حاجة؟"
عديله: "أجنيتي إنتي! إياك له، طبعا ميعرفش."
عديله: "جفلي، بجا على الحديث ديتي." آه صح. هاتي فلينة من بتوع جوزك يكون عرجان فيها."
إنعام: "ليه؟"
عديله: "خلصي، هاتيها وانتي ساكتة."
إنعام تضع الفانلة في شنطة لتعطيها لأمها.
عديله: "حطي عليها جلابية من جلاليبك عشان محدش ياخد باله."
انعام: "طب متاخديها وانتي ماشيه أحسن لحسن تنسيها وانتي جاعدة معاهم تحت."
عديله: طيب زي بعضه
___________________________________
عديله تنزل لتجد الحجة دهبيه جالسة مع عيسى.
عيسى: "هي فينها صدفه؟"
دهبيه: "مش عارفه، تلجاها هنا ولا هنا؟ إنت عايزها؟"
عيسى: "اه ، عاوزها توضب زياره زينه ناخدها معانا أنا ويونس عشان جراية فاتحه دياب أخو محمد."
دهبيه: "وماله يا ولدي، خيركم وخير أبوكم، خد اللي عايزه."
عديله: "ولزمتها إيه؟ تروحوا بنفسكم كده؟ هتجرؤوا أهل البلد عليكم."
عيسى: "يا حماتي، كلنا ولاد تسعة، ومحمد واجف معانا من جبل الفجر. يبقى لازم إحنا كمان نوقف معاه."
عديله: "وهتهمل مرتك وحديها؟"
دهبيه: "وحديها كيف؟ وكلنا جاعدين قدامك أه."
عديله: "مش قصدي، بس لو احتاجت حاجة مين يعملهالها؟"
عيسى: "صدفة بتعملها كل حاجة."
دهبيه: "بحده، ياك صدفه خدامة اللي خلفوها."
عديله: "بلؤم، كتر خيرك يا أم عيسى."
دهبيه: "كلنا حبلنا وولدنا، وحدش خدمنا. ياك بتك هتجيب اللي متجابش."
عيسى: "كلام إيه ده يا أما؟ وفيها إيه لما صدفه تاخد بالها من مرتي هي صدفه كانت اشتكتلك؟"
( تأتي صدفه )
صدفه: "له والله يا عم عيسى، أنا ما تحددتش. ده أنا أخدمها برموش عني، وربنا يجومها بالسلامة."
عيسى: "كتر خيرك يا بت خالي، معلش، الله يراضيكي. عاوزك تجهزي زيارة زينه ناخدها معانا."
صدفه: "الاستاذ يونس جالي وجهزتلكم زيارة تشرف."
عيسى: "والله ما عارف أودي جمايلك فين."
صدفه: "جمايل إيه يا عمي، الله يرضي عليك."
لتنزل فريده مرتديه فستان أحمر مشجر وطرحة بيج وترتدي كامل دهبها.
فريده: "ايه رايكم فيا؟"
عيسى: "اللهم بارك جمر يا خيتي."
دهبيه: "علي فين كده إنشاء الله؟"
فريده: "ها اروح مع خواتي جراية فاتحة رجيه. يونس جالي تعالي معانا."
دهبيه: "خلاص، روحي مع خواتك."
يونس (ينزل مرتديًا جلابية رصاصي وعليها عباية رمادي، ومرتدي العمّة الصعيدي):
دهبيه: "صلاة النبي، الله أكبر. خايل جوي في الصعيدي يا هلالي يا صغير."
عيسى (يضحك): "يعني يونس ياخد الجلعة كله لحاله."
دهبيه: "ما أنتوا يا ما اتجلعتوا."
فريده: "أمال مندوح فين؟"
عيسى: "مش عارف، صدفه معرفهاش. قاعدين مظهر ع أصحابهم، ولا يامي حاجة."
دهبيه: "يلا بينا، اتأخرنا."
عيسى: "بت يا فريده، تجعدي مع الحريم وتكوني هادية."
فريده: "حاضر يا أما."
____________________________________
ليذهبوا إلى منزل أم رقية ويجدوا محمد في انتظارهم.
محمد: "والله جيتكم ديه غالية جوي علينا، شرفتونا وكبرتوا بينا."
عيسى: "متجولش كده يا حماده، أنت أخوي الصغير."
كيف يونس؟
لينظر محمد إلى فريدة:
محمد: "نورتينا يا آنسة فريدة."
فريدة: "فريدة بنورك."
عيسى: "محمد خد فريدة ووديها عند الحريم."
محمد: "حاضر، تعالي يا آنسة، اتفضلي."
لتذهب معه فريدة داخل المنزل.
محمد: "طالعة زي الجمر، الله أكبر عليكِ."
فريدة: "بس بجى لحد يا خد باله."
محمد: "مجادرش معبرش عن اللي جوايا من ناحيتك يا ست البنته.
لينده محمد على غنوة:
"بت يا غنوة تعالي رحبي بالآنسة فريدة وخديها تجعد معاكم."
غنوة: "أهلا فريدة بت الناس الأغنية."
فريدة: "أهلا بنفرتيتي."
محمد: "نفرتيتي؟ كيف؟"
غنوة: "لساكي فاكرة يا فرفورة."
محمد: "مالكم يا بنته؟ فيه إيه؟"
غنوة: "اطرج انت دلوقتي وبعدين أقولك."
يتركهم محمد وتدخل غنوة وفريدة عند السيدات.
فايزة: "الله أكبر، الست فريدة بنفسها نورتنا."
فريدة: "اسمي فريدة بس يا خالة فايزه:"
فايزه: "يا مرحب يا مرحب بست البنت،
أم رقية: الفرح النهاردة بقت فرحتين بمجيتك يا ست البنته."
فريدة: "بفرحة والله، أنا اللي فرحانة إني معاكم، وفرحتي هتكبر أكتر لما غنوة تغني."
رقيه: "مهي هتغني؟ إحنا خدنا الإذن من دياب." غني بجى."
غنوة: "تسمعوا إيه؟"
فريده : "يونس غنيوة يونس ."
غنوه: حاضر .
يونس في بلاد الشوق آه يا ولد الهلالية
بتونسني دموع العين وأنا سايب أهاليّ
آه يا ولد الهلالية لا عليّ ولا بي
يا عزيزة يا بنت السلطان لو يتغير الزمان
وقابلتيني في أي مكان
كنت أعشق من غير ما تقولي يونس
أنا يونس
ليشعر يونس بنفس الصوت ونفس الأغنية، ويشعر أن قلبه يدق بسرعة.
دياب: "خش يا محمد خلي أم كلثوم توطي صوتها."
عيسى: "أم كلثوم مين؟"
ليضحك محمد: "دي غنوة خيتي بس واخداها الجلالة شويه."
عيسى: "خليها تغني يا أبويا، حسها حلو جوي."
محمد: "الناس بس هيجولوا علينا إيه؟"
عيسى: "فرحانة لفرحة خيها."
يونس بسرحان: "فعلا صوتها جميل."
عيسى: "إيه يا أخويا؟"
يونس: "هاه؟ له ولا حاجة."
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 7
ثم في قراءة الفاتحة نجد الحج عياد ينده على محمد قائلاً:
"يا محمد، جولهم يوطوا صوتهم هبابه عشان نقرأ الفاتحة."
محمد: "حاضر يا أبويا."
عياد: "اتفضل يا حج عيسى، حضرتك والأستاذ يونس، اجرو معانا الفاتحة."
عيسى: "مبارك يا أبو دياب، ومبارك ليك يا دياب."
عياد: "الله يبارك في حضرتك يا رب."
ثم يقول شيخ الجامع: "نجرو الفاتحة على بركة الله."
وبالفعل يقرأون الفاتحة.
عياد: "يا محمد، جولهم يزغرتو."
ويبدأ الجميع في المباركة.
عياد: "خلي أمك تجيب العروسة عشان تلبسها الدبلة والحلج."
دياب: "خش يا محمد، هاتهم."
وبالفعل يدخل محمد ويحضر العروسة ومعها والدته.
غنوة: "هطلع معاكم."
محمد: "عيب عليكِ، خليكي جاعدة مع الأنسة فريدة."
غنوة: "طيب يا أخوي، شكلنا هنجرو فاتحة تاني قريب."
محمد: "بس يا ظريفة."
ليخرج محمد ومعه رقية ووالدته ليلبس دياب الدبلة لرقية ويعطي الحلق لوالدته.
عيسى: "خدي يا أما، لبسيها الحلج."
ليتحدث عيسى قائلاً: "بسم الله ما شاء الله، ألف مبروك يا عروسة."
ويخرج من جيبه ظرفاً به مبلغ ليعطيه لدياب.
عيسى: "مبروك يا عريس، واسمحولي بجى الشوار بتاع العروسة عليّ."
عياد: "كتر خيرك يا حج عيسى، مستورة الحمد لله."
عيسى: "أنا عارف إنها مستورة، بس أنا بجامل عروسة أخوي."
عياد: "كتر خيرك يا حج عيسى."
يونس: "وأنا هدية مني، الفرح هيتعمل في أي مكان تحبوه."
عياد: "ده كده كتير جوي علينا."
عيسى: "والله مفيش حاجة تكتر عليكم، أنتم دايماً واقفين معانا، وربنا يديم المعروف بينا إن شاء الله."
ثم تدخل رقية وهي فرحانة وتقول:
"شفتوا يا بنته، الدبلة بتاعتي والحلق كمان!"
غنوة: " الف مبروك .
فريده: مبروك عقبال الجواز، ودي بقى هديتي."
تخرج فريدة خاتم ذهب شكله ثمين.
رقية: "كلفتي نفسك ليه؟"
غنوة: "يتردلك في الفرح ولو أننا مش هنجدرو على تمنه."
فريدة: "والله ازعل وامشي، إحنا خوات يا بنته."
غنوة: "إن كان كده يبقى ماشي."
فريدة: "يبقى تغني بجى."
غنوة: "اغني تاني."
فريدة: "أه، خلينا نرقص."
غنوة: "تسمعوا إيه؟"
فريدة: "الغنيوة اللي بتجول بحبه مهما حصل، بتاعة محمد منير."
غنوة: "شكلك وجعتي في الحب يا بت الأكابر."
فريدة: "غني يا فالحه."
غنوة: "وهتحكيلي؟"
رقيه وفايزة وأم رقية والحريم: "مالكم يا بنته بتتوشوشوا في إيه؟"
غنوة: "له ولا حاجة، عاوزيني أغني؟"
فايزة: "غني يا بتي، عجبال فرح الحبايب."
لتبدأ غنوة في الغناء مرة أخرى، ويصل صوتها إلى يونس الذي دق قلبه سريعًا مع نغماتها. ثم ينده عياد على يونس وعيسى:
عياد: "اتفضلوا العشا يا بهوات."
تسكت غنوة وتبدأ في تحضير العشاء.
يونس في سره: "ده وجت عشا... الله يسامحك يا عم عياد."
ويبدأ الجميع في تناول العشاء، ويونس ينظر في كل الأنحاء عله يرى صاحبة الصوت الجميل، لكنه ينهي العشاء دون أن يراها.
عيسى: "يا محمد، نادم على فريدة، خلونا نروّح."
عياد: "ما لسه الوقت بدري!"
عيسى: "بدري من عمرك! كفايانا كده، خلي العريس يجعد مع العروسة."
دياب (مسرعًا): "هتمشوا؟ خليكم منورينا ومكترينا."
عيسى: "معلش، نرجع في الأفراح، وبعدين عاوز أروح أطمن على الجماعة."
دياب: "ربنا يطمنك يا رب وينولك اللي في بالك."
__________________________________
فريدة: "بت يا غنوة، هاتي رقمك عشان نبقى نتحددتو."
غنوة: "أنا حداي تليفون فيه نت كمان، إخواتي جابوهولي بالجسط، وعندي كمان واتس."
فريدة: "طيب عندك فيسبوك؟"
غنوة: "له.ديابومرضيش."
رقية: "ليه؟ هو فيه إيه بوك ديتي؟"
لتضحك غنوة: "بوك يبجى فيه فلوس؟"
فريدة (بجدية): "بجِد بجى، مرضيش ليه؟"
غنوة: "جالي هتهملي اللي وراكي وتجعدي على التليفون."
فريدة: "طيب هاتي الرقم وابجى أكلمك، ولو عملتي الفيس، اعمليلي طلب صداقة وأجبلك، ونبقى نتكلم يا بت. الفيسبوك ديتي جميل وبيخليكي تعرفي ناس زينة كتير ويبجوا إخواتك وأصحابك."
غنوة: "خلاص، هخلي محمد يعملي فيس."
تسلم عليهم فريدة وتخرج مع محمد وتذهب مع إخوتها إلى منزلهم. وبمجرد وصولهم للمنزل، يجدوا ممدوح جالسًا في جنينة المنزل مع أحد حراس البيت.
ممدوح: "كتو فين كده كلكم بربطة المعلم؟"
عيسى: "كنا بنحضّروا جراية الفاتحة بتاعت دياب أبو سويلم."
ممدوح: "والبت دي إيه وداها معاكم؟"
عيسى: "اتكلم عن أختك زين."
ممدوح: "ليه؟ هي أختي مش بت
يونس: وبعدين معاك يا مندوح؟ وطّي حسك شويه، أبوك يصحى."
ممدوح: "خليه يصحى ويشوف الرجالة المحترمة اللي واخدين أختهم يلفوا بيها في البيوت من غير خشي ولا حيا!"
عيسى: "تصدج أنك قليل الأدب ومش مرباي؟"
ممدوح: "أنا مش مرباي؟ ولا أنت وأخوك اللي قللتوا قيمتنا! صحيح يا ولاد، أكبر ما فيهم عيل!"
ليصفعه عيسى بالقلم على وجهه.
ممدوح: "بتضربني بالجلم يا جوز الست؟! يا اللي مليكش كلمة؟ والله لأبندجك يا عيسى وأيتم عيلك اللي جاي."
يونس: "مندوح، كفاياك قلة أدب!"
ممدوح: "ما ناقصش غيرك أنت يا بتاع مصر! والله عال، مبقاش غير المصغرة هما اللي يتكلموا! ما هو الحج مش عليك، الحج على أبوك اللي عملك كبير علينا!"
فريدة: "مجراش حاجة لكل ديتي، وبعدين أنا واخده إذن أبوي وأمي."
ممدوح: "والله يا بت لو كلمه تانيه، أدفنك مطرحك! ولا عاوزة تدوري على حل شعرك زي الحلب!"
عيسى: "وبعدين معاك؟ حدش جادر عليك؟ أنت عاوز إيه بالضبط؟"
يونس: "سيبك منه يا خيي وتعالى نخش جوه، وأنتِ يا فريدة اطلعي فوق مالكيش صالح بيه، واصل الصباح رباح ونعرف ماله ديتي."
ممدوح: "أقولك مالي؟ أجنيت؟ عجلي طار منكم ومن عمايلكم!"
_____________________________________
(في منزل رقيه)
عياد: "خش يا محمد، نادم على أمك وخيتك. خلونا نروحوا الليلة. الحمد لله عدت على خير. نروحوا نناموا عشان عندنا شغل مع الفجر."
محمد: "ودياب هيروح معانا؟"
عياد: "خليه جاعد مع عروسته، ويبجى ياجي براحته."
محمد: "حاضر، عجبالي بجى أنا كمان."
عياد: "لما نربوا جزين جزين، نخلصوا من فرحة خيك وندوروا عليك."
يدخل محمد لينادي على والدته وأخته:
محمد: "يلا بينا يا جماعة. مبروك يا رجيه، مبروك يا عروسة أخوي."
رقيه: "الله يبارك فيك يا حماده."
غنوه: "أنا هروح، وانتي أبجي تعالي بكره. نجعدوا نتحددوا ونكلموا فريدة."
ليفاجأ محمد: "تكلموا فريدة؟ كيف؟"
غنوه: "ف التليفون. هنكلمها ف التليفون، ما هيّ خدت رقم تليفوني."
محمد: "ماشي، يلا بينا."
محمد: "دياب، أبوك بيقولك خليك أنت جاعد مع عروستك، وابجى حصلنا براحتك."
دياب: "كتر خيره أبويا، بيفهم والله."
______________________________________
يذهبوا إلى منزلهم:
غنوه: "شوفت يا أبوي؟ فريدة بت الحج عجوب جابت خاتم شكله غالي جوي هدية لرجيه."
عياد: "كتر خيرها، ما الغالي ميجيبش إلا الغالي. ده بردك عيسى، أدي نجوط كبير لخيك دياب، وجال شوار العروسة كله عليه، والأستاذ يونس بردك جال هيعمل الفرح على حسابه."
فايزة: "والله الحج عجوب وولاده ناس زينة ومحترمين."
دياب: "عندك حق يا أما معاده مندوح."
عياد: "احنا ف حالنا، وهو ف حاله يا ولدي. يلا نخشوا نناموا، تصبحوا بالخير."
_____________________________________
محمد يتصل بفريدة:
محمد: "عامله إيه يا غالية؟ كنتي زي الجمر النهارده."
فريدة: "الحمد لله. أنتو روحتوا؟"
محمد: "أه، وسيبنا دياب مع عروسته، صح؟ شكراً على الهدية بتاعت العروسة."
فريدة: "العفو على إيه؟ احنا بنته ف بعضينا."
محمد: "صح. البت غنوة جالتلي إنها خدت رقمك. أوعي تكون ضايجتك."
فريدة: "له، أنا اللي خدت رقمها."
محمد: "طيب، أنا حسبتها ضايجتك وطلبته منيكي."
فريدة: "له والله، غنوة ديه عسل جوي، وأنا بحبها."
محمد: "ومبتحبيش خيها؟"
فريدة: "طاب اجفل بجى، عشان في حد بيخبط على الباب."
لتغلق فريدة الهاتف وتقول لنفسها: "كان لازم أجوله كده عشان ما كسفنيش. أنام بجا أحسن."
_____________________________________
في منزل رقية:
دياب: "مبروك عليا نوّارة البلد كلها."
رقية: "يباركلي في عمرك يا رب."
دياب: "تعرفي؟ الحج عيسى اداني خمس آلاف جنيه نجطة، وجال شوارك كله عليه. وأخوه أستاذ يونس هيتكفل بالفرح كله."
رقية: "هما غناي جوي كده؟"
دياب: "يا بت دول معاهم ملايين. ربنا يزيدهم."
رقية: "إيش عجب؟ يعني هما معاهم كل الفلوس دي واحنا فُجريين، مالقيناش اللقمة؟"
دياب: "احمدي ربك يا رُجيه."
رقية: "حمداه وشاكراه."
تتثاءب رقية:
رقية: "أنا عاوزه أنام."
دياب: "طيب يا جلبي، أنا هروح بجى عاوزة حاجة مني؟"
رقية: "كنت عاوزه فلوس عشان أجيب جلابيتين."
يخرج دياب الظرف ويعطيها خمسمائة جنيه:
دياب: "خدي، هاتي اللي عاوزاه."
رقية: "وانت هتعمل إيه بالباقي؟"
دياب: "هديهم لأبوي عشان يسد قرشين كانوا عليه."
رقية: "طيب تمام."
يذهب دياب إلى منزله، بينما تدخل رقية غرفتها لتنام.
تحدث نفسها:
رقية: "البِت فريدة لابسة لبس زين، وباين عليها العز. وادّتني خاتم غالي جوي. وخواتها اللي نجطوا بفلوس كتير وهيجيبوا الشوار بتاعي. غير اللي هيعمل الفرح على حسابه. وأنا طول عمري ف الفجر جال. ودياب يديني خمسمية جنيه عشان أجيب جلاليب. ده تلجي فريدة بتجيب بيهم قلم أحمر. هو أنا هعيش ف الفجر طول عمري يا ربي؟"
تصمت قليلاً، ثم تقول لنفسها:
رقية: "أنام أحسن ما مخي يطج."
لكن التفكير يستمر:
رقية: "آه يا بت يا رُجيه، خسارتك ف الفجر ده. انتي عاوزه حد يكيلك بالدهب."
ثم تتردد:
رقية: "بس أنا بحب دياب."
تعاود التفكير:
رقية: "وهآخد إيه من الحب ده؟ ديتي مفيش غير الفجر والعوز. وهيسكني ف أوضه ف بيتهم القديم. أنا عاوزه أسكن ف بيت مبني بالمسلح. أنا مش أقل من غيري. ألبس الدهب والخِلج الغالي. وآكل الرومي والديُوك اللي بناكلها ف العيد بس. حتى يوم السوج بناكل البيضة بياضه."
تتنهد وتقرر:
رقية: "نامي يا رجيه واحلمي بالعز وأكل الوز."
____________________________________
ثم يأتي الصباح على الكل، وتستيقظ صدفة وهي تتساءل:
صدفة: "هو ممدوح منامش هنا؟ يا ترى تلجاه نعس تحت؟ الله يهديه."
تنزل إلى الأسفل لتجد الحجة دهبية والحاج يعقوب جالسين:
صدفة: "صباح الخير عليكم."
دهبية ويعقوب: "صباح النور."
دهبية: "معلش، اتأخرتِ النهارده في النوم؟ عشان تعبتِ عشيّة جوي؟"
صدفة: "براحتكِ يا بتي."
صدفة: "ديجيجة وأحضر الفطور على ما الجماعة ينزلوا."
يعقوب: "روحي يا بتي. إلا جوليلي، صح فين جوزكِ؟"
صدفة (بلعثمة): "مش عارفة، تلجاه هنا ولا هنا."
ينزل عيسى:
عيسى: "خير يا أما، خير يا أبوي."
دهبية: "خير صباحين يا ولدي."
يعقوب: "كيفك يا عيسى؟ روحتوا الفاتحة؟"
عيسى: "آه يا أبوي، روحنا واتبسطنا جوي. ربنا يفرح الناس كلها."
يدخل ممدوح بعصبية:
ممدوح: "بت يا صدفة!"
صدفة: "نعم."
يعقوب: "طب جول حتى صباح الخير!"
ممدوح: "بتجول إيه يا أبا؟"
يعقوب: "ولا حاجة يا ولدي."
ممدوح (لصدفة): "روحي طلعي الجلابية البني والعباية بتاعتها، ولمعي الجزمة زين. خليها أنضف من وشك العفش ديتي."
صدفة: "الجزمة أنضف من وشي؟"
دهبية: "اسكتي انتي يا صدفة. إيه حكايتك يا ممدوح أفندي؟ طايح ف مرتك ليه؟ كمنها مؤدبة وبت ناس."
يعقوب: "والله خسارة فيك. وف جلة أدبك ديه."
ممدوح: "أنا حر أنا ومرتي. شالها، أجطع من جسمها وأرميه للكلاب. حدش ليه دخل بينتنا."
دهبية: "ليه، فاكرها مجطوعة؟ إياك!"
يعقوب: "متخلينيش أجوم أمد يدي عليك وانت كبير وعندك عيال!"
ممدوح (لصدفة): "عاجبك كده يا وش الغم؟ هتوجعي بيني وبين أبوي وأمي؟ غوري من جدامي، الله يحل عليكي بالموت ويا كلك ديب أعور!"
صدفة (بحزن): "الله يسامحك... سيبيه يا عمتي، أنا خلاص جتتي نحست منه ومن كلامه."
يعقوب (بغضب): "والله يا بتي، انتي خسارة فيه. اللي جالع رأسه وعادم ناسه ديه."
ممدوح (بصوت عالي): "خلصي، غوري، مفايجش أنا."
دهبية (مستاءة): "ليه وراك الديوان؟"
ممدوح: "له يا أما، هنزل لجصر أجيب حاجه من هناك."
دهبية (تسأله): "حاجه إيه اللي هتجيبها ديتي؟"
ممدوح: "هجيب جماش يا أما، هفصل عبيان وجلاليب."
يعقوب: "واش عجب لجصر يعني؟ ما فضل الخياط عنديه خلج زين وطول عمره بيفصلنا، ولا هو أي رمح وخلاص؟"
ممدوح: "وايه المشكلة يعني؟"
يعقوب: "روح، ربنا يهديلك حالك."
عيسى: "أمانة يا صدفه، ابجي اطلعي شجري على إنعام وشوفيها لو عاوزه حاجه."
صدفه: "حاضر، أخلص طلبات مندوح وأشوفها يا عم عيسى، من عيني حاضر."
دهبية: "يا عيسى، ابجى شيّع مرتك عند ناسها يخدموها." صدفه مش هتخدم حد تاني."
عيسى: "ليه يا صدفه؟ هي إنعام زعلتك؟"
صدفه: "له يا عم عيسى، أنا متكلمتش واصل والله."
عيسى: "أهي صدفه نفسها راضيه يا أما."
ممدوح: "ما صدفه متنفعش غير خدامه، غير كده له."
دهبية: "اتحشم يا واد انت!"
ممدوح: "أنا بجول الصح، ديه متنفعش تبجى هانم، ديه آخرها تخدم علينا وبس."
ممدوح (لصدفة): "ياله خلصي، انتي لسه هتتحددتي!"
تذهب صدفه لتحضر له طلبه، ثم تمسك الحذاء وتبدأ تلمعه وهي تبكي، دموعها تسقط على الحذاء.
صدفه (لنفسها): "ربنا يسامحك يا مندوح، عاوز الجزمه تبجا أنضف من وشي."
يدخل ممدوح الغرفة.
ممدوح: "خلصتي ولا لسه؟"
صدفه (تمسح دموعها): "خلاص أهه."
ممدوح: "بتجوجي ليه انتي يا بومه؟"
صدفه: "له، مافيش حاجه."
ممدوح: "بطلي جويج، هتجيبلنا الفجر، مرا فجريه جاتك الهم."
صدفه (بحزن): "أنا عملت ايه لكل الدعاوي ديه؟"
ممدوح: "وياريت في حاجه محوّجه فيكي، جلدك تخين كيف جلد الورنه، جاكي المرض العفش عشان أخلص منيكي."
صدفه: "ليه؟ حرام عليك... ومين يربي العيله؟"
ممدوح: غوري موتي انتي بس، وأنا أجيبلهم ست الستات تربيهم." هاتي الخلج خليني ألبس وأغور من خلجتك."
يرتدي ممدوح ملابسه ويخرج من المنزل.
_______________________________________
في منزل رقيه
عند رقيه: "أنا هروح أجيب الجلاليب وحدي، على الله الفلوس تكفي."
رقيه (لنفسها): "أجيب من فين؟ أروح أجيب من عند أم عنتر، عنديها خلج زين."
تذهب رقيه، وفي الطريق كان ممدوح يقود العربية بسرعة، والأرض مبتلة.
رقيه: "مش تفتح كده! غرجتني."
ينظر ممدوح ويوقف محرك السيارة وينزل ليرى رقيه أمامه.
ممدوح: "بت، مين انتي؟"
رقيه: "ومالك انت؟"
ممدوح: "معرفانيش أياك؟"
رقيه: "له، محصليش الشرف جبل سابج."
ممدوح: "أنا ممدوح الهلالي."
رقيه: "أهلا بحضرتك، اللي ميعرفك يجهلك، وأنا رقيه بت المرحوم عبد السلام الكاشف."
ممدوح (بدهشة): "الله أكبر! بجى الجمر دي تبجى خطيبه دياب العفش؟"
رقيه: "بتجول حاجه؟"
ممدوح: "انتي خطيبه دياب، واد عياد أبو سويلم؟"
رقيه: "أيوه، أني."
ممدوح: "خساره فيه الفجري ديتي."
رقيه (بمسكنه): "نصيبي."
ممدوح: "رايحه فين يا جمر؟"
رقيه: "هجيب حاجه."
ممدوح: "تعالي، اركبي معاي أوصلك."
رقيه: "له، الناس تجول عليا ايه؟"
ممدوح: "ده اللي يتكلم عليكي أجطع لسانه. تعالي، اركبي يا جمر."
تركب رقيه معه بالفعل.
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 8
ممدوح: "تعالي، اركبي معاي أوصلك."
رقيه: "له، الناس تجول عليا ايه؟"
ممدوح: "ده اللي يتكلم عليكي أجطع لسانه. تعالي، اركبي يا جمر."
تركب رقيه معه بالفعل.
بعد أن ركبت رقية السيارة مع ممدوح، بدأ الحديث بينهما:
ممدوح: مالك يا عسل؟ مكسوفة مني ولا إيه؟
رقية: الصراحة، ما كانش يصح أركب معاك العربية. تلجاك بتقول في نفسك "رقية ديه رخيصة وركبت معايا العربية على طول".
ممدوح: عيب عليكي! أنا أجول كده بردك؟ ده إنتي غالية جوي.
رقية: وحضرتك محترم، عشان كده ركبت معاك.
ممدوح: ممكن أسألك سؤال؟
رقية: اسأل براحتك.
ممدوح: هو إنتي ليه وافقتي تتجوزي دياب؟ المجمل ديتي ده فجري ومحليتوش غير جملياته.
رقية: ما إحنا فجرا زي بعضينا. وأنا يعني مين كان هيخدني غيره؟
ممدوح: يعني إنتي ما ريدهوش؟
لتفكر رقية:أصل محدش اتجدم لي غيره، وأمي وافجت على طول.
ممدوح (بخبث): يعني إنتي مش عشجاه؟
رقية: عيب الكلام ديتي! عشج إيه يا بيه؟ إحنا فجرا جوي. كل همنا لقمة العيش، وواحد ولد حلال يتجوزني ويسترني.
ممدوح: يعني لو جاكي واحد غني ورايد يتجوزك ويعيشك في سرايا، بس متجوز وحداه مرة وعيال، توافجي عليه؟
رقية (مسرعة): وموافجش ليه؟ الشرع حلل للراجل أربعة، المهم يكفيهم ويعيشهم زين.
ممدوح: طب ودياب؟
رقية: دياب ديتي زيه زي غيره. أهو عريس اتجدم لي، وأمي وافقت عليه. بتقول يعني أهو زينا فجري، مش هيعايرني بفجري.
ممدوح: صوت تلفونك ده.
رقية: آه، صح.
لتخرج رقية التليفون لتجد دياب يتصل بها.
رقية: معلش، هرد عليه.
لترد رقية على دياب:
دياب: كيفك يا حبيبتي؟ عاملة إيه؟
رقية: زينة، الحمد لله.
دياب: فينك أمال؟
رقية: ما أنا روحت أجيب الجلاليب اللي إنت اديتني حقهم.
دياب: وحديكي مختيش غنوة ولا أمك ليه؟
رقية (معللة): عشان أعملك مفاجأة.
دياب: طاب، ما تتأخريش، ولما تخلصي حددتيني.
رقية: حاضر.
لتعلق رقية الهاتف مع دياب، فيتحدث ممدوح:
ممدوح: بجي، الجمر والعسل كله تمسك عدة قديمة ومكسرة؟ كيف ديه؟
رقية: على قدنا بجى.
ممدوح: لا، أنا لازم أجيبلك عدة غالية، وأشحنلك كارت كبير كمان عشان أتحددت وياكي.
رقية (بخبث): ليه يعني؟ تجيبلي عدة وتحددت معايا؟ جالولك على بت حرام إياك؟
ممدوح: يا ست الكل، أنا أجولك لازم نتجابلو ونجعدو نتحددتو.
رقية: ليه طيب؟
ممدوح: متعرفيش الحب من أول مرة؟ أهو أنا بجى وجعت في هواكي يا رقية.
رقية: ممدوح بيه، أنا وحضرتك كيف؟
ممدوح: اسمي ممدوح بس. ولو حساني تجيل على جلبك، كأني ما اتكلمتش معاكي واصل. بس كيف وانتي شجلبتي حالي؟
(تضحك رقية)
رقية: للدرجة دي؟
ممدوح: وأكتر بكتير يا جمر إنتي.
رقية: طيب أنا هنزل هنا.
ممدوح: كيف يعني؟
رقية: عشان ما أتأخرش على أمي.
ممدوح: خلاص، قولي لها ما لجيتش خلج النهارده، وبكره هندلي بدري.
رقية: وهقول لدياب إيه؟
ممدوح: خلي أمك تقوله إنكم رايحين مشوار، وابجي قولي لها هجيبلك جلابية زينة.
رقية: وعرفت منين إن أمي هتوافج تكذب على دياب؟
ممدوح: إنتي وشطارتك بجى. أجولك، قولي لها إنك جابلتي واحدة من صحباتك حالتهم مرتاحة جوي، وهتديكي خلج كتير من غير فلوس.
رقية (ضاحكة): والله أمي طماعة وهتوافج.
ممدوح: وبكره من بدري نتجابلو، وأفسحك فسيحة زينة.
ممدوح: (يخرج مبلغًا ماليًا من جيبه) خدي اركبي وانتي مروحة.
رقية: ما أنا معايا وهركب توكتوك بخمسة جنيه، البيت جريب.
ممدوح: معايزش حد غيري يشوفك، اركبي وروحي على طول. آه، استني، هاتي رقم التلفون عشان أبجى أطمن عليكي على ما أجيبلك عِدة زينة.
رقية: هات تلفونك أسجلهولك.
(يعطيها ممدوح الهاتف)
رقية: الله! ده تلفون آيفون من الغالي.
ممدوح: بكره يكون معاكي واحد زيه بالظبط.
رقية: يا مري، ده غالي جوي.
ممدوح: ما يغلاش عليكي يا جمر.
رقية: وهجول إيه لأمي؟
ممدوح: روحي دلوك وبكره لما نخرجو هنتحددتو في كل حاجة.
رقية: طيب، سوج على مهلك.
ممدوح: خايفة عليا يا جمر؟
رقية: أمال إيه؟
(يضحك ممدوح، وتوقف رقية توكتوك وتذهب إلى المنزل)
أم رقية: معوجتيش يعني؟
رقية: أما عاوزة أجولك حاجة، بس خايفة منكِ الصراحة.
أم رقية: جولي يا بتي، تخافيش.
(لتقص عليها رقية كل ما حدث)
أم رقية: (بفرحة) تبجى باضت لك بيضة دهب في الجفص. انتي خابرة مندوح وناسه حداهم إيه؟
رقية: وجاللي هيجيبلي تلفون آيفون يا أما.
أم رقية: يعني إيه؟
رقية: ده تمنه فوج الخمسين ألف يا أما. مش دياب إداني خمسميت جنيه وجاللي هاتي جلابيتين بيهم.
أم رقية: أوعاكي تضيعي ممدوح ديتي من يدك، فاهمة؟
رقية: طيب، ودياب؟
أم رقية: خلي انتي مندوح بس يعوز يتجوزك، وسيبي دياب عليه هو.
رقية: وفكرك مندوح هيتجوزني؟
أمها: اتجلعي انتي بس عليه، يا بتي، ده مرته موخداش بالها منه وعلى طول مهملة فيه وبتلبس عفش.
رقية: مين جالك انتي؟
أمها: يا بتي أم سامية، جارتنا بتخدم حداهم في الدار وبتحكيلي على طول على صدفه، وإن مندوح طول النهار يدعي عليها دعاوي كتير جوي.
رقية: متوكدة يا أما؟
أمها: أه وحياتك يا بتي. يلا وجعيه، خلينا نجبو على وش الدنيا بدل الفجر اللي هرس كبدنا ديتي.
رقية: عندك حج يا أما.
أمها: بس أوعاكي تجوليله إنك عرفتيني حاجة.
رقية: ليه بجى؟
أمها: عشان يعمل حساب إنه لو عرفتي، الدنيا هتتجلب عليه. ولو ناوي على جواز يسرع.
رقية: وهنجوله إيه لدياب على خروجه بكره؟
أمها: انتي تكلميه، ياجي يتغدى معانا، وأنا هجوله إن بت خالتي بعافية وهنروحولها بكره.
رقية: وانتي هتخرجي معانا؟
أمها: له يا ناصحة، أنا هجعّد في البيت وأجفل على حالي لغاية انتي متاجي.
رقية: ما هو هيحددني في التلفون.
أمها: خشي كلمي مندوح وجوليله يستناكي بكره على أول الطريج، وعرفيه إنك هتخربي التلفون عشان دياب ما يتصلش عليكي. ولما ياجي دياب، ابجي جوليله التلفون خرب وخد صلحه، وكده كده مندوح هيجيبلك تلفون جديد وخليه يجيبلك خط جديد تكلميه منه هو بس.
رقية: الله على مخك يا أما! ده انتي بتخططي كيف بتوع العصابة.
أمها: بس يا بتي، كله لمصلحتنا.
وفعلاً، بتتصل رقية بممدوح، وهو بيكون داخل البيت وبيكنسل عليها، وبعدها يطلبها تاني. الميعاد والمكان واللي هيحصل
ممدوح: براوه عليكي يا جمر، انتي.
رقية: هجفل معاك عشان اتحددّت مع دياب إنه ياجي.
ممدوح: خليه يغور بسرعة وما يجعدش كتير، عما أغير عليكي يا رقية.
رقية: حاضر يا راجلي.
(تغلق رقية المكالمة)
ممدوح: (يقول لنفسه بابتسامة) جالتلي يا راجلي... وحسها رجيج وحلو. مش البومة اللي متجوزها.
(يدخل ممدوح المنزل وهو يغني: "أول مرة تحب يا جلبي، وأول يوم اتهني...")
(يجد صُدفة أمامه)
ممدوح: بسم الله الرحمن الرحيم، هما بيطلعوا ميته؟ إيه اللي مجعدك كده؟ وفين أمي وأبوي وخواتي؟
صدفة: كلهم طلعوا يطمنوا على إنعام، وأنا كنت داخلة أجهز الغدا. هتاكل؟
ممدوح: اسميها تاكل؟ غوري، جاتك الكريرة! ما تعلمتيش تتحددّي مع راجلك واصل؟
صدفة: وأنا جلت إيه؟
ممدوح: غوري جهزي الوكل.
صدفة: حاضر.
(يصعد ممدوح إلى شقته، يدخل غرفة أولاده ليجد دهبية الصغيرة تضحك له)
ممدوح: تعالي يا دودو.
(يحملها ويلعب معها ثم يضعها على السرير)
ممدوح: أسبح وأندلي أكل لجمه معاهم، وبعدين أجعد أفكر في البت رقية العسل. يا أبوي على شعرياتها ولا جوامها كيف الغزالة، مش الجرادة اللي أمي دبستني فيها. جبر يلم العفش كله!
____________________________________________
وفي منزل الحج عياد، كان عياد جالس مع زوجته فايزة وبنته غنوة.
غنوة: أبوي؟
عياد: نعم يا غنوة؟
غنوة: ينفع يا أبوي أمي تزعجلي عشان كنت جاعدة على السطح بغني؟
عياد: آه ينفع. ميصحش يا بتي تغني وحد يسمع حسك، عيبة كبيرة.
(يرن تليفون دياب، ينظر دياب للشاشة)
دياب: ديه رجيه بتتصل، أشوفها.
(يرد على التليفون)
دياب: إيه يا رجيه، جبتي الخلج؟
رقيه: له، أمي بتجولك تعال اتغدا معانا.
دياب: حاضر، جاي.
فايزة: فيه حاجة؟
دياب: له، دول عاوزني أتغدا معاهم.
غنوة: خدني معاك يا خيي!
فايزة: يا بتي متبقيش بارده، خليكي حسيسة. هو رايح لخطيبته يجعد معاها. وبعدين الناس طابخين فروجة، تروحي تاكليها إنتِ منيهم؟
غنوة: خلاص، خلاص، معيزاش. أغور ف حتة.
فايزة: جومي صبني المواعين ونشري الخلج بلا جلع ماسح.
غنوة: حاضر، جايمة أهه.
عياد: روح يا ولدي لخطيبتك، وخدلهم اتنين كيلو برتكان ولا حاجة.
دياب: حاضر يا أبوي.
(يُخرج دياب مبلغًا من جيبه ويناوله لأبيه)
دياب: صح، خد يا أبوي.
عياد: إيه دول يا ولدي؟
دياب: ديه النُجطة بتاعت عيسى الهلالي. أديت بس خمسميت جنيه منهم لرجيه تجيب خلج، والباقي أهو زي ما هو.
عياد: خليهم معاك يا ولدي.
دياب: له يا أبوي، خدهم، أهو يسدوا اللي علينا.
عياد: تعيش يا ولدي، ديما حامل همنا.
______________________________________
وفي منزل الحج يعقوب، كان الجميع في شقة عيسى يجلسون مع الحجة دهبية والحج يعقوب، ومعهم فريدة.
دهبية: أدينا جينا نجعد معاكي في شجتك. عيسى جال إنك بعافية. مالك فيكي إيه؟ اجمدي كده، مش سلفتك صدفه خلفت أهي مرتين، ومرة منهم توم، وكانت بتقضي كل حاجة. مالك منعنعه كده ليه؟
إنعام (بتمثيل): والله يا أما، علطول دايخة. أول ما شهور الوحم تخلص علي، هنزل أقضي كل حاجة.
عيسى (مقاطعًا بحزم): تقضي إيه؟ أنا مش مستغني عنك، لا أنتي ولا ولدي اللي في بطنك. حدانا الخدم كتير، والدكتورة جالت تريحي. ولا إيه يا أما؟
دهبية : اللي يريحك يا ولدي.
يعقوب: تقومي بالسلامة إن شاء الله يا بتي. هنندلوا نتغدى. هتندل معانا يا عيسى، ولا هتاكل مع مراتك؟
عيسى: هاكل هنا.
يعقوب: براحتك يا ولدي. أمال خيك يونس فين؟
عيسى: يونس نعسان، جال صحوني على الغدا.
يعقوب: ابجي صحي خيك يا فريدة.
فريدة: حاضر يا أبوي.
(تذهب فريدة لتوقظ يونس، وبالفعل يستيقظ يونس ويتناول الجميع الغداء.)
بعد الغداء، قال يونس:
يونس: أنا هاخد الفرس وأتمشى شوية. عيزنش حاجة مني؟
دهبية: سلامتك يا غالي.
(يذهب يونس إلى الإسطبل ويأخذ فرسته المحببة إليه، عزيزة، ويخرج بها.)
________________________________________
وفي منزل عياد، كانت غنوة تنهي أعمالها المنزلية.
غنوة: أنا خلصت يا أما كل حاجة. ممكن بقى أروح أجعد مع رجيه شوية؟
فايزة: روحي، وخدي معاكي كام رغيف وحِتّتين جبن قديم. مساكين غلابة.
غنوة: ما كلنا غلابة يا أما.
فايزة: صح يا بتي، بس البركة في أبوكي وخواتك. هما مساكين، ما عندهمش حد يجري عليهم. معاش عمك عبدالسلام قليل، يادوب معيشهم على الكَدّ.
غنوة: حاضر يا أما.
(تذهب غنوة في طريقها إلى بيت رقيه، لكنها تقول لنفسها):
غنوة (لنفسها): هروح أجيب لبان وحاجة ساقعة. معايا ميت جنيه، أبوي اداهالي من ورا أمي.
(تذهب إلى البقال لتشتري اللبان والحاجة الساقعة، وتمشي في طريقها. فجأة تسمع صوت صهيل خيل):
غنوة: الله، أنا بحب الخيل جوي.
(تنظر خلفها وهي تفتح اللبان، فيسقط وشاحها عن شعرها. يراها يونس من قريب، فيندهش ويقول لنفسه):
يونس (في سره): سبحان الله...
غنوة: انت متنح كده ليه يا جدع؟ انت مين؟ كأنك غريب عن البلد. ولو غريب، جاي منين؟ وواد مين انت؟ انطج!
يونس (بضحك): إيه كل ده؟ حيلك حيلك، رغّاية جوي انتي وسؤالاتك كتير. مالك انتي أنا مين ولا منين؟
غنوة (بتحدي): بجولك إيه يا جدع؟ انت روح، كأنك رايح.
يضحك لها يونس
غنوهذ: بتضحك ليه؟ مجنون انت اياك ؟
يونس: يا بت بس لسانك طويل جوي. ليه كده؟ وبت مين انتي؟
غنوة: ما تعرفنيش؟ أنا غنوة بت عياد أبوسويلم. مين انت بجى يا حضرة المحقق؟
يونس: أنا يونس، يونس الهلالي.
غنوة: انت واد الحج يعقوب، وأخو عم عيسى وفريدة؟ على فكرة، فريدة خيتك صاحبتي. بس انت بردك كأنك مجاعدش هنا على طول.
يونس: شكلي هجعد يا صبيه.
غنوة (بعصبية): اللهم طولك يا روح. اسمي غنوة، ووسع بجى خليني أمشي. جال صبيه جال!
يونس (يضحك): جميلة وغلباوية.
غنوة: له ومجنونة. وممكن أحدفك بالطوب. مش عشان واد الحج يعقوب تضايج الخلج!
يونس (مستمتع): عن إذنك يا صبيه.
غنوة (في نفسها): يا أبوي، يا أنا! يا أما، الواد جمر جوي. يخرب بيت أبوه...
لتقول غنوه: يا مري ، الإشارب وجع من على راسي. زمان الناس بيجولوا عليا مهبّلة.
لتأخذ الوشاح من الأرض وتذهب إلى منزلهم.
فايزة: حالًا روحتي لرُقيّة وجيتي؟ وجايبة الحاجة معاكي تاني ليه؟
غنوه بسرحان: ايه بتجولي حاجة يا أما؟
فايزة: بت؟ إنتي مالك، فيكي إيه؟
لتتذكر غنوه ما حدث وتقول: معلش يا أما، أصل وأنا رايحة عند رُقيّة جوم راسي وجعني جوي وحسيت حالي مصدّعة، فجولت أعاود تاني.
فايزة: جُلتلك كذا مرّة لما تتسبّحي، تنامي على طول. إنتي اتسبّحتي وجعدتي في الهوا؟ خشي ريحي على مغليلك ورج جوافة عشان البرد.
غنوه: أنا معنديش برد، بجولك مصدّعة.
فايزة: ما هو البرد هييجيكي، حتى وشك محمرّ. تعالي كده... وه يا بتي، جتّتك جايدة نار. يا أبويا، لو تسمعي الكلام! دايمًا عاملة زي الشريك المخالف. خشي ارجدي على سريرك على مغليلك، وأنا هأعملك ورج الجوافة وأسلقلك فروجة تشربي شُربتها.
غنوه: إيه كل ديتي يا أمي؟
فايزة: اسمعي الكلام يا بتي، متوجعيش جلبي.
لتدخل غنوه غرفتها وتجد تليفونها يرن باسم فريده.
غنوه: أيوه يا فريده، عاملة إيه؟
فريده: زينة، الحمد لله. ممكن أسألك سؤال؟
غنوه: اسألي.
فريده: فين محمد؟ من الصبح برن عليه ومش بيرد عليا.
غنوه: وإنتي عاوزة محمد أخويا ليه؟
فريده: بعدين، بعدين، بس طمنيني عليه.
غنوه: محمد أخويا مش هنا، ده راح يساعد عم شعيب في أرضه.
فريده: يعني هو بخير؟
غنوه: آه، بخير. فهميني بجى فيه إيه بينك وبين محمد خيي؟
لتدخل فايزه الغرفة على غنوه.
فايزه: بتتحددتي مع مين؟ وإيه اللي مشجلب حالك كده؟
غنوه: ديه فريده يا أمي، بنت الحج يعقوب.
فايزه: بس أنا سامعاكي بتجولي محمد.
غنوه: آه، آه، بجول على الغنيوة بتاعت محمد منير. أصل فريده بتسألني على اسم الغنيوة بتاعت الفرح وبتسأل بتاعت مين، فجولت لها محمد منير.
فايزه: رايجين إنتو جوي! بتتصل بيكي عشان تسألك على الغنيوة؟ بنت فاضية والله.
غنوه: خلاص بجى يا أمي، خليني أكلم البت.
فايزه: طيب، اشربي ورج الجوافة، يدفي صدرك. وأنا هأعملك أتاره شوربة فروج عشان تروجي.
غنوه: حاضر، وهدفي نفسي. خلاص بجى يا أمي.
فايزة: خايفة عليكي يا نضري.
غنوه: ربنا يخليكي ليا يا أمي. عن إذنك بجى، أشوف البت اللي على التلفون.
لتخرج فايزة من الغرفة.
غنوه: لمؤاخذة، أمي بتحبنا زيادة عن اللزوم. جوليلي بجى يا فريده، إيه حكايتك مع محمد أخوي؟
فريده: فيكي من يكتم السر؟
غنوه: فِبير، بس جوليلي.
فريده: أصل أنا ومحمد يعني بنحب بعض ومتفقين على الجواز.
غنوه: كيف يعني؟ إحنا فين وإنتو فين؟
فريده: محمد زينة شباب البلد.
غنوه: أجولك الحديت مينفعش في التلفون. تعالي اجعدي معايا شويه، وبالمرّة تشوفي حماده.
فريده: هجول لأمي وأجيلك.
غنوه: وأمك هتوافق؟
فريده: ومتوافجش ليه؟ دي أمي بتعزكم جوي وبتجول عليكم كلكم مؤدبين. وبعدين محمد صاحب عيسى أخوي وعالطول جاعد حدانا.
غنوه: ماشي. جوليلي وتعالي.
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 9
وبالفعل نزلت فريدة إلى والدتها وأخذت منها الإذن، وعندما خرجت من المنزل قابلت يونس، أخاها امامها.
يونس: يونس، على فين يا فرفورة؟
فريدة: هروح أجعد مع البت غنوة شوية عشان زهجانه.
يونس: هو انتي متعودة تروحيلها على طول؟
فريدة: له أول مرة أروح لها، أصل أنا خدت رجمها في الفرح وجولنا نبقى نودوا بعضينا.
يونس: متمعلي خدمة لأخوكي حبيبك وخليها تيجي هنا في يوم ونركب خيل سوا.
فريدة: بس يمكن متوافجش، أجولك ممكن أجولها تجيب محمد أخوها معاها كده هيا توافج.
يونس: تمام.
فريدة: أفهم بجى فيه إيه؟
يونس: الصراحة أصل أنا قابلتها واتكلمنا سوا.
فريدة: يعني كنتوا متواعدين؟
يونس: يا متخلفة، لا طبعًا. أنا وهي اتقابلنا صدفة وهي عرفتني بنفسها وأنا عرفتها بنفسي.
فريدة: أممم طيب ده باين هيبجى فيه جصة وحدوتة.
يونس: أخلصي يا فريدة ومتحكيش كتير.
فريدة: وهو أنا جُلت حاجة؟
_____________________________________
(في منزل رقية)
كان دياب جالسًا مع رقية، التي لم تكن ترحب به إطلاقًا.
دياب: إيه يا رجيه، مجبتيش الجلاليب ليه؟
رقية: بلويه بوذ، العبايات اللي عجبتني الواحدة بستميت جنيه يعني تمن الواحدة أكتر من اللي انت عطيتهوني.
دياب: معلش كنتي نجيتي حاجة مهاودة على كدنا.
رقية: يعني عاوزني ألبس خَلَج عفش، متجيب ألف جنيه من اللي معاك عشان أجيب حاجة عليها القيمة.
دياب: والله أديتهم لأبوي يسدوا من اللي علينا.
رقية: خلاص خليني أنا جاعدة بالجديم. آه، صح. التلفون بتاعي خرب خالص، ابقى خده صلحه، كتر خيره. شاشته مكسورة ولزقاه بلزق أهو، خلاص خرس.
دياب: هاتيه، أبقى أصلحه عند روماني.
أم رقية: أبقى هات لها واحد غيره يا دياب.
دياب: والله يا خاله لو في مش هعز عنها، أنا نفسي أجيب لها الدنيا بحالها بس العين بصيرة واليد قصيرة.
أم رقية: بجولك إحنا بكرة رايحين مشوار واحدة قريبتي بعافية، وهاخد رجيه معايا.
دياب: وأنا هطمن عليها كيف؟
أم رقية: ماهي معايا يا ولدي يعني هيجرالها إيه؟
دياب: طيب بس أبقوا طمنوني.
تتصل غنوة بدياب أثناء جلوسه في المنزل:
دياب: خير يا خيتي، عاوزه حاجة؟
غنوة: انت عند رقية ولا مشيت؟
دياب: له لسه جاعد.
غنوة: أصلي برن عليها، تلفونها مجفول.
دياب: خرب، تلفونها خرب، عاوزاها ف حاجة؟
غنوة: أه، فريدة بت الحج عجوب جاية تجعد معايا وجُلت رقية تاجي تجعد معانا.
دياب: طيب اجفلي انتي، ولو رقية هتاجيكي هجيبها وأجيلك.
بعد انتهاء المكالمة، يسأل دياب رقية:
دياب: تروحي عندينا تجعدي مع غنوة والست فريدة بت الحج عجوب؟
رقية نظرت إلى أمها التي بادرت بالرد:
أم رقية: وماله يابتي روحي اجعدي مع البنته شوية غيري جو، بس ادخلي غيري والبسي حاجة عليها القيمة.
رقية: حاضر.
دخلت رقية لتبديل ملابسها، وتبعتها أمها إلى الغرفة وقالت لها بنبرة منخفضة:
أم رقية: اهي جاتك على الطبطاب، اجعدي مع فريدة وأبقى اعرفي منها كل حاجة عن مندوح.
أم رقية: أه واسمعي كماني، عاوزاكي تتصاحبي عليها عشان تجدري تدخلي وتطلعي عنديهم وكلهم يحبوكي، خليكي رشجة في الحديت معاها.
تاخدي وتدي كده وخليها تحبك.
رقية: حاضر يا أما.
لتخرج رقية من غرفتها.
دياب: انتي هتطلعي كده؟
رقية: وفيها إيه يعني؟
دياب: غطي شعرك، باين كله.
رقية: طيب هغطيه.
دياب: تعالي أوصلك البيت عندينا.
وتذهب رقية إلى منزل غنوة لتجد غنوة ومعها فريدة.
رقية: ليكي بدري جاية يا فريدة؟
فريدة: له بجالي خمس دقايق.
غنوة: تشربوا إيه يا بنات؟
فريدة: له متتعبيش نفسك، أنا جاية أجعد معاكي وشبعانة أكل وشرب.
لتضحك غنوة: تجعدي معايا وله تطمني على محمد؟
فريدة: وبعدين معاكي بقى؟
رقية: أفهم بجى فيه إيه؟
غنوة: أصل فريدة باينلها هتبقى سلفتك.
رقية: كيف يعني؟
غنوة: غبية جوي انتي، محمد وفريدة بيحبوا بعض.
رقية بخبث: آه، قلتيلي، وإيه كمان؟
فريدة: خدو بجى التجيلة.
رقية: هو فيه أتجل من كده؟
فريدة: آه، يونس أخوي معجب بغنوة.
غنوة بكسوف: كلام إيه اللي بتجوليه ده يا فريدة؟
فريدة: بأمارة لما الإشارب وجع من عليكي في الطريق.
رقية: قولي بجى حصل ميته ده، بجيتي تدسي مني أخبارك وأنا بقولك على كل حاجة.
غنوة: أخبار إيه انتي كمان؟ ده أنا كنت رايحة ليكي في الطريق وجابلته صدفة.
وحكت لهم غنوة على اللي حصل.
رقية بلؤم: وإيه أخبار صدفة مرات أستاذ مندوح خيكِ؟
غنوة: واش عجب صدفة يعني؟
رقية: عشان متواضعة ونفسها مش كبيرة، لمؤاخذة، زي مرات الحج عيسى.
فريدة: صح كلامك يا رقية، بس يا عيني ملهاش حظ ولا بخت، مندوح أخوي على طول مشندل عيشتها ومنكد عليها، وتملي محاربها.
غنوة: ليه بس؟ ديه حتى طيبة.
فريدة: بصراحة هي مش واخدة بالها من نفسها خالص، ودائمًا مهملة في نفسها وفي أخوي، وشكله كده زهج منها.
رقية: بس يعني الله أكبر، انتم عندكم خدم كتير جوي، ليه تخدم هي؟
غنوة: يابت، هتحسدي الناس، صلي على النبي في قلبك.
البنات: عليه الصلاة والسلام.
رقية: ما أنا قلت الله أكبر.
لتضحك فريدة: مفيش حسد ولا حاجة.
رقية: قالولك عليا حسادة وعيني عفشة يا ست غنوة؟
فريدة: غنوة بتضحك معاكي يا رقية، فيه إيه . أجولكم تيجوا نروح بيتنا ونركب خيل؟
غنوة: أمي مش هتوافج.
فريدة: أنا هجنعها.
رقية: وأنا هروح معاكي.
غنوة: طيب، ودياب هيقول إيه؟
رقية: ودياب هيقول إيه يعني؟ ما احنا رايحين مع فريدة أهو، بنتة في بعضينا.
غنوة: خلاص يبقى مش هنجوله هنركب خيل عشان محدش يزعل مننا.
فريدة: خلاص، هنجوله هنتمشى في جنينة الفاكهة بتاعتنا.
رقية: والله برافو عليكي يا بت يا فريدة.
فريدة: بس أوعوا لو جابلتوا صدفة واحدة منكم تجولها إننا جبنا سيرتها.
غنوة: له طبعًا، أحسن تزعل منيكي، ربنا يهديلها سرها ويهدي جوزها عليها.
فريدة: اللهم آمين.
وبالفعل تخرج غنوة من الغرفة ومعها فريدة.
فريدة: لو سمحتي يا خالة، ممكن غنوة تيجي معايا حدانا، نقعد في جنينة الفاكهة بتاعتنا؟
فايزة: بس يا بتي، أبوها يمكن ميرضاش هو ولا إخوتها.
فريدة: ما أنا جيت حدّاكم أهو، ولا أنا عفشة أجي عنديكم وغنوة متيجيش عندنا؟
رقية: وافقي بقى يا خالة، أنا كمان هروح معاهم.
فايزة: خدي إذن أمك وخطيبك.
رقية: حاضر يا خالة.
فريدة: ها يا خالة، موافقة؟
فايزة: اصبري كده شوي، عمك عياد ومحمد جايين ودياب طلع على السطح، اركبي يا رقية نادميه.
لتصعد رقية إلى سطح المنزل.
دياب: تعالي يا غالية، أوريكي أوضتنا اللي هنتجوز فيها.
لتنظر رقية وتجد غرفة صغيرة جدًا ومبنية بالطوب اللبن.
رقية بدون نفس: آه، حلوة زينة.
دياب: هي على قد الحال، صح؟ لكن هتلمنا.
رقية: أنا طلعت عشان أقولك بعد إذنك يعني، إحنا هنروح مع فريدة بيتهم نتفرج على جنينة الفاكهة بتاعتهم.
دياب: انتي رايدة تروحي؟
رقية: نفسي أتفرج عليها.
دياب: يعني منفسكيش يبقى عندك جنينة زي فريدة وبيت زي بيتهم اللي عامل زي الجصر؟
رقية بخبث: له طبعًا، أوضتنا دي هي الجنة بتاعتنا، بس أنا نفسي أتفرج على الجنينة بس عشان بيجولوا زارعين فيها فاكهة غريبة كتير.
دياب: خلاص، روحوا، بس متأخروش.
رقية: حاضر، وإحنا في الطريق هنعدي على أمي نعرفها.
وفي الطريق:
وفعلاً البنات بيخرجوا عشان يروحوا عند بيت فريدة.
رقية: استنوا هنا يا بنات عشان آخد إذن أمي.
وتدخل رقية لتبلغ أمها أنها ستذهب مع فريدة إلى منزلهم.
لتفرح أم رقية جدًا.
أمها: اسمعي الحديت زين، تقعدي عاقلة ومؤدبة، وتحاولي تصاحبي صدفة، وتاخدي رجمها عشان هي اللي هتعرفك كل حاجة عن مندوح. ولو شفتي إنعام، اقعدي، وقولي لها إنها جميلة جوي، وإنها ست البلد كلها، عشان تحبك. وخدي الحجة دهبية تحت باطك، ويا سلام كمان لو تعرفي تخلي عويلات مندوح يحبوكي.
رقية: يا سلام! كل ده يحصل في الهبابة اللي هجعدهم هناك؟
أمها: حاولي يا رقية، مش هتخسري حاجة.
رقية: حاضر، هروح أنا بقى، البنات واقفين برا.
أمها: روحي يا بتي، ربنا يحبب فيكي خلقه يا رب، وتبقي مقبولة عند العبد وعند الرب، يا بتي بطني.
______________________________________
في بيت الحاج يعقوب:
تظهر إنعام متعبة وتتحدث بصوت ممثل التعب.
إنعام: يا صدفة... يا صدفة...
صدفة: نعميني.
إنعام: جعانة جوي وهبطانة وحاسة روحي رايحة.
يدخل عيسى من الخارج ويسمع حديث زوجته.
عيسى: كده برضك يا صدفة؟ سيباها بالجوع ده؟ أنا موصِّيكي عليها.
صدفة: حجك عليَّ يا عم عيسى، بس أصلك...
دهبية: تقاطعهما أنا اللي جُلت لها متجبش حاجة لمرتك، الخدامين موجودين، يا تخدم حالها، يا تروح حدا أمها.
يظهر الغضب على وجه عيسى.
عيسى: كتر خيرك يا أما.
إنعام: بتمثيل أنا بس كنت عشمانة في صدفة، هي كيف خيتي؟
عيسى: خلاص يا بت الناس، جهزي حالك، هتروحي تجعدي حدا أمك كام يوم.
تدخل فريدة بوجه مبتسم.
فريدة: متجمعين عند النبي إن شاء الله، الكل.
عيسى: كنتي فين؟
فريدة: كنت عند غنوة بنت عم عياد.
عيسى: آه، أخت محمد ودياب؟
فريدة: آه، وجبتها معايا هي والعروسة، واقفين برا، هروح أجيبهم يسلموا عليكم.
إنعام: خلاص يا عيسى، أنا هأجعد وأبقى أروح حدا أمي لما يمشوا. مناقصينش حد يجيب في سيرتنا.
دهبية: روحي هاتيهم يا بتي، عيب يوجفوا برا.
في مدخل البيت:
تدخل فريدة البنات إلى البيت، وتنظر رقية بإعجاب إلى المكان.
رقية في نفسها: أدي البيوت ولا بلاش، مش العشة بتاعة دياب اللي مفكر نفسه بنى لي قصر. يا سلام لو اتجوزت مندوح وعشت هنا، وأبقى ست البيت كله.
فريدة: رقية، روحتي فين؟ تعالي سلَّمي على أمي وحريم إخواتي.
رقية: لمؤاخذة، أصلي اتاخدت شوية.
تُسلِّم رقية وغنوة على الحجة دهبية.
دهبية: صلاة النبي، بلدنا فيها بنات حلوة كده؟
إنعام: ليه؟ هو أنا عفشة ولا إيه؟
ينزل ممدوح من شقته فيتفاجأ بوجود رقية في المنزل.
ممدوح في نفسه: إيه اللي جابها هنا دي؟ تكونش جاية تشتكي لأمي مني؟ معقول؟
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 10
ينزل ممدوح من شقته فيتفاجأ بوجود رقية في المنزل.
ممدوح في نفسه: إيه اللي جابها هنا دي؟ تكونش جاية تشتكي لأمي مني؟ معقول؟ انزل اشوف في ايه احسن. (ينزل ممدوح)
الحجة دهبية: تعالي يا مندوح، سلم على البنته الجُمرات دوله، تلجاك متعرفش هما مين
ممدوح: لا يا أما، معرفهمش.
دهبية: غنوه، بت الحج عياد أبو سويلم، خيت محمد ودياب. وديه رُجيه، بت المرحوم عبدالسلام، وتبجى عروسة دياب.
ممدوح: مرحبًا، أهلًا بيكم، نورتوا البيت.
صدفه: ايه يا مندوح، جاعد ولا رايح بكان؟
ممدوح: جاعد، اطلعي هاتي العويلات يسلمو على ضيوفنا.
إنعام: خبر ايه يا مندوح؟ مشايفينكش اياك!
ممدوح: لمؤاخذه يا مرت أخوي، أصلك مش بعاده تجعدي هنا على طول، جاعده ف شجتك، تجوليش خايفه على الكنز ياخدوه منيكي؟
(تضحك رقيه فجأة، تحاول كتم ضحكتها)
دهبية: اضحكي يابتي، ربنا يحلي أيامكم.
إنعام: (بغضب) طب، عاوزين حاجه مني؟ هطلع اريح. (ثم تقول بتضايق) أمانه يا عيسى، ابجى خلي صدفه تعملي كوبايه شاي، راسي وجعاني.
عيسى: (بلهفة) اسم الله عليكي يا حبيبتي، بس الشاي غلط عليكي عشان الحبل، اجولك هخليها تعملك عصير جوافه وتحطلك عليه لبن عشان عجوب الصغير يتغذى.
إنعام: اللي تشوفه، عن ازنكم. (تنظر لممدوح، وممدوح لا يعلق)
دهبية: يا فريده، خدي صحباتك فرجيهم على الجنينه.
فريده: بعد إذن خواتي، ينفع نركب خيل؟
عيسى: وهيعرفو البنته يركبو خيل؟
فريده: يونس أخوي هيبجى معانا.
ممدوح: وأنا هجيب عجوب ولدي ونركب خيل معاكم.
(تنظر له والدته بتساؤل)
دهبية: من ميته يعني؟
ممدوح: من ميته ايه يا أما؟
دهبية: له ولا حاجه، ربنا يهديك يا ولدي.
عيسى: عوزاش حاجه مني يا أما؟
دهبية: أعوذك بخير يا ولدي، على فين؟
عيسى: أبوي جاعد مع التجار، هروح اجعد معاهم وابجى جار أبوي.
دهبية: بس ديه شغله مندوح.
ممدوح: خلي عيسى يروح، أنا جسمي واجعني، وبعدين إحنا التنين واحد يا أما.
دهبية: ربنا يخليكم لبعض يا ولدي.
(يضع عيسى عباءته على كتفه ويخرج، ثم تنزل صدفه ومعها يعقوب ولدها لتعطيه لوالده، ويأخذ ممدوح ولده ويذهب إلى اسطبل الخيل، ليجد يونس يتحدث مع البنات.)
ممدوح: ايه يا يونس، رحبت بضيوفنا؟
يونس: أصحاب فريده مش ضيوف، دول أصحاب بيت.
(يضحك ممدوح ويقول)
ممدوح: خد عجوب الصغير، ركبه الفرسه.
يونس: بس كده؟ عنينا ليعجوب باشا.
فريده: تعالي يا غنوه، أفرجك على الفرسه بتاعتي، أخوي يونس مسميها فريده على اسمي.
غنوه: بجد؟ فرسه اسمها فريده؟
يونس: استنوا، أنا جاي معاكم، عشان الفرسه بقالها كتير محدش خرجها من مكانها، فممكن تضايق من وجودكم، لكن أنا من وقت ما جيت وأنا باخد بالي منها.
(يذهب يونس هو والبنات إلى مكان الأحصنة، ويتركون ممدوح ورقيه وحدهم.)
ممدوح: معجول يا أبوي، أشوف الجُمر مرتين النهارده؟ كان أمي دعيالي يا جُمر انتي؟
رقيه: ده خيتك وغنوه جالولي تعالي معانا، والصراحة أنا جولت فرصه أشوفك. انت متعرفش من وجت ما ريتك حصلي ايه؟ خليتني نفسي أشوفك على طول.
ممدوح: يا أبوي، يا أما، يا أنا، على الكلام الزين اللي يشجلب العجل!
(تضحك رقيه بخفة)
رقيه: اسم الله عليك، من شجلبه العجل يا سيد الرجاله كلهم.
ممدوح: يا بت الإيه، عملتي فيا ايه؟
رقيه: ده أنا أغلب من الغلب نفسه، عملت ايه أنا بس؟
ممدوح: عجبك البيت؟
رقيه: آه، جميل جوي، بس اسمحلي يعني، اجولك حاجه؟
ممدوح: جوللي يا جُمر.
رقيه: الصراحه يعني، مرتك... يعني لبسها ظبط جوي، ومش لايجه عليك. حجك عليّ، أنا بجول اللي شُفته.
ممدوح: ديه همي التقيل، وعاراني وسط الناس.
رقيه: المفروض مرتك تبجر دايمًا على سِنجه عشرة، وكل الناس تحلف بجمالها.
ممدوح: ما أنا خلاص لجيتها، وهخليها ست الكُفر كله.
رقيه: (بلؤم) ربنا يوفجك، تلجاها بت عُمده ولا بت تاجر كبير؟
ممدوح: له.
رقيه: أمال مين؟
ممدوح: تبجى انتي يا جُمر، بس بكره لما نتجابلو، هفهمك كل حاجه.
رقيه: (بذهول) انت متوكد من حديتك ديتي؟
ممدوح: جُولنا، بكره افهمك.
(يتركها ممدوح ويذهب، وتظل رقيه واقفه تفكر في كلامه، ثم ننتقل إلى مكان يونس وغنوه مع الأحصنة.)
يونس: متاخدي عجوب يا فريده، وخلي عنديكي دم.
فريده: بس كده؟ انت تؤمر.
(تأخذ فريده يعقوب وتذهب عند باقي الخيل.)
يونس (لغنوه): بتعرفي تركبي خيل؟
غنوه: آه طبعًا بعرف، وممكن أسبجك كمان!
يونس: يا أبوي على الغرور!
غنوه: مش غرور ولا حاجه، ديه ثجه بالنفس.
يونس: تاجي نتسابجو؟
غنوه: ولو كسبتك؟
يونس: تغنيلي غنوه.
غنوه: أنا اللي هبجى كسبانه!
يونس: كسبتي ولا خسرتي، هتغني.
غنوه: يا سلام!
يونس: هو كده.
غنوه: وأنا موافجه.
يونس: حد جالك جبل سابج انك جميله جوي؟
غنوه: (بكسوف) حدش يجدر يجُوللي كده.
يونس: طب، أنا بجُولك... إنك جميله جوي، ودخلتي جلبي وجعدتي فيه.
غنوه: ده باين جعدتك في مصر علمتك جله الحيا.
يونس: بقولك أنا معجب بيكي ودخلتي جلبي، تجوليلي جله حيا؟
غنوه: ياك مفكر حالك أول ما تجولي كده هوجع من الفرحه؟ يكون في علمك، أنا بت ناس، صحيح إحنا فُجرا، لكن ناسي مربيني جوي. يعني أنا مش من البنته الخفيفه اللي توجعها بالكلام المزوج؟
يونس: أنا بقولك إحساسي من أول ما سمعت صوتك وانتي بتغني في أرض شعيب، الصوت خدني، قلبي طار، والصوت لمس إحساسي. وكمان سمعتك وانتي بتغني في خطوبه أخوكي، وأول ما شوفتك خدتي قلبي. إيه، متعرفيش الحب من أول نظره؟ أنا بقى عشقت صوتك.
غنوه: بجولك إيه، بلا حب بلا كلام روايات.
يونس: انتي بتقري روايات؟
غنوه: آه طبعًا. يكون في علمك، أنا بعد ما خلصت الثانوي وظروفنا ماكنتش تسمح إني أدخل الجامعه، ثقفت نفسي بنفسي، وقريت في كل المجالات، وبعض السواعي بكتب شعر وبكتب خواطر.
يونس: وكمان بتحبي الكينج منير وحافظه كل أغانيه؟
غنوه: أيوه.
يونس: طب غنيلي غنوه ؟
غنوه: بعد المسابقه.
يونس: طب غنوه صغيره؟
غنوه: حاضر.
(تبدأ غنوه بالغناء بصوت دافئ مليء بالإحساس)
غنوه:
يا بنت يا أم المريله كحلي
يا شمس هاله وطاله من الكوله
لو جُولت عنك في الغزل جوله
ممنوع عليا وله مسموحلي؟
أنا أحب أجول الشعر في الحلوين
والحلو أجوله يا حلو في عيونه
ولو ابتديت بشفايفك النونو
ميكفنيش فيهم سبع دواوين!
غنوه: كفايه كده.
يونس: الله عليكي! والله، أنا عشقتك يا سمرا، يا بنت بلدي، يا زينه!
غنوه: فيش غنوه بتجول كده!
يونس: ده إحساسي ناحيتك.
غنوه: أنا همشي.
(تلتفت غنوه وتجد رجيه قادمه نحوها.)
غنوه: فين رجيه؟ بارجيه.
(يونس يحاول إيقاف غنوه قبل أن تهرب منه)
يونس: استني طيب يا مجنونه!
غنوه (بغضب): له، انت حديتك ديتي عيب! جاي من مصر تلعب ببنات الصعيد؟ له! حاسب وخلي بالك، إحنا ناكلو كبد اللي يجل أدبه علينا. بنات الصعيد يعني العزه والشرف كله!
يونس: هو حد جالك إني مش صعيدي؟ ده أنا صعيدي جوي، وأخاف على بنات بلدي، لكن اللي أحبها، أشيلها في عيوني وجلبي. يا ست البنات، يا صعيديه، يا اللي خطفتي جلب يونس الهلالي، اللي كل البنات تتمني نظره منه! اهو يونس بجى وجع فيكي انتي يا مجنونه!
(غنوه تحمر وجنتاها فجأة وتهرب من أمامه، متجهه نحو فريده.)
فريده (بتعجب): مالك يابت؟ فيكي إيه؟
غنوه (متوترة): أروح، عاوزه أروح.
(في هذه الأثناء، تقترب رقيه منهما.)
رقيه: كنتي فين؟ كنت بدور عليكي!
غنوه: يلا، نروح.
فريده: طب، مكلتوش ولا شربتو حاجه.
غنوه: له، متشكرين. يلا يا رقيه، ولا هتجعدي؟
رقيه: له، يلا بينا، بس نسلمو على الجماعه الأول.
غنوه (بضيق): جولت يلا يا زفته.
رقيه: طيب خلاص.
(تخرج الفتاتان خارج المنزل، ورقيه شاردة في كلام ممدوح، تكلم نفسها بصوت خافت.)
رقيه: معجوله العز ده كله هيبجى ليا وحدي؟
غنوه (تنتبه لشرودها): سرحانه في إيه يا رقيه؟
رقيه: له، مافيش، جوعت بس. متاجي تروحي معاي؟
غنوه: له، أنا هروح بيتنا.
رقيه: طيب ماشي.
(تصل غنوه إلى منزلها، فتجد أخيها محمد يتناول العشاء.)
غنوه: جوم يا محمد، عاوزاك.
فايزه : طاب اجعدي، كلي.
غنوه: بعدين يا أما ، عايزه محمد.
فايزه: عايزه خيكي في إيه؟ سيبيه ياكله لجمه.
غنوه (تهمس لمحمد): أصل عم عيسى كان عاوزه.
(محمد يلتقط الإشارة ويفهم أن هناك أمرًا مهمًا، فينهض.)
محمد: هجوم أكلمه وارجع أكمل.
غنوه: تعالى، كلمه فوق السطح.
فايزه: تطلعي السطوح؟ وبعدين تتعبي من البرد وتجعدي تجوليلي بطني وجعاني، راسي وجعاني؟
غنوه: خلاص، مطلعاش. تعالى في أوضتي.
(يدخل محمد معها الغرفة.)
محمد: مالك يابت؟ اللي شجلب حالك كده؟
غنوه: كلم بس فريده، طمنها عليك، وبعدين نتحددتو.
محمد: فريده؟
غنوه: خلص بجى، طمنها، البت جالتلي إنها هتتجن عليك. بطل برودك وطمنها!
محمد (يبتسم بخفه): حاضر.
غنوه: استني، حددتها من عندي، خلي عنديك مخ.
محمد: ماشي، رني انتي عليها.
(تتصل غنوه بفريدة.)
فريدة (بقلق): إيه يا غنوه؟ ليه مشيتي على طول كده؟
غنوه: خدي بس، محمد جاه أهه، كلميه.
(فريدة تفرح جدًا عند سماع صوت محمد.)
محمد: أيوه يا فريدة.
فريدة (معاتبة): كده بردك؟ تسيبني مشغوله عليك طول اليوم؟ لولاش غنوه طمنتني!
محمد: حقك عليا، سامحيني، كنت بساعد عم شعيب.
فريدة: غنوه جالتلي.
محمد:. وانتي كيف تعرفي غنوه اللي بينتنا؟
فريده : غنوه خيتك وصاحبتي، متخافش، مش هتجول لحد.
غنوه: أطرج أنا أحسن وأسيبكم تتحددتو.
_____________________________________
(في منزل رقيه)
رقيه (بحماس): يا أما، البيت هناك كبير وجميل جوي، أنا انبهرت باللي شفته!
الأم: صح يابت؟
رقيه: آه والله يا أما، وخدي المفاجأة! مندوح جاللي إنه هيتجوزني!
الأم (مندهشة): جد يا رجيه؟ جالك كده؟
رقيه (بسعادة): جد وحياتك يا أما! وجاللي لما نتجابلو هيفهمني على كل حاجه.
الأم : ربنا يجعله من حدك ومن نصيبك، يا رب.
_______________________________________
أما يونس، فكان جالسًا مع والدته يتحدث معها.
دهبية: ميته يا يونس، هتفرح جلبي وتتجوز يا ولدي وأشيل عيالك كيف عويلات مندوح، واهي إنعام كمان حبلى.
ممدوح (مبتسمًا): شكلك هتفرحي جريب جوي يا أما.
وهنا يدخل الحج يعقوب ومعه عيسى.
يعقوب: معجول اللي الحديت اللي سمعته ديتي؟ نويت تتجوز يا يونس؟
عيسى: والله باينله الفرح هيدخل بيتنا يا أولاد.
يعقوب: هي مين وبت مين؟
عيسى: أكيد بت سفير وله وزير يا أبوي، أو راجل أعمال كبير جوي، ده يونس الهلالي مش أي حد.
يونس: حيلكم حيلكم، أنا بجول بفكر بس.
دهبية: لسه هتفكر؟ ده أنا فرحت يا ولدي وجولت خلاص.
يونس: اعتبري إني لجيتها يا أما، بس اصبري شوية.
يرن هاتف يونس، فيجد أن المتصل هشام.
يونس: أهلا يا إتش، أخبارك إيه؟
هشام: يا سلام، ده انت بارد أوي يا أخي! سافرت وسيبت كل حاجة فوق دماغي، ولا حتى اتصلت ولا سألت!
يونس: معلش بقا يا صاحبي.
هشام: طيب جاي أمتى؟ الشغل متعطل.
يونس: لاء، أنا لسه قاعد شوية.
هشام: اخلص يا يونس، لو ماجيتش هاجيلك أنا.
يونس (ضاحكًا): والله فرصة لوجدع، تعالي، قضيلك يومين معانا.
هشام: ونسيب أكل عيشنا بقى ونقعد جنب بعض؟
يونس: أكل عيشنا؟ هو إحنا بنشوي درة؟ تعالي بس، وسبب الشغل لمدام نهى، هي بتمشي الشغل أحسن منك ألف مرة.
هشام: كده برضه؟ تاخدني لحم وترميني عضم؟
يونس: يخرب عقلك يا ابني، اعقل شوية.
يسمع يونس صوت ضحكة رقيعة.
يونس: انت فين يا هشام؟
هشام (مترددًا): أنا... أنا...
يونس: بقول فينك يا حيوان؟
هشام: ده أنا بكشف وبعمل علاج طبيعي.
يونس: انت مش هتتلم يا كلب وتحترم نفسك؟
هشام: وهو أنا عملت حاجة؟ بقولك علاج طبيعي!
يونس: طيب يا هشام، تعالي انت بس بكره، وأنا هعالجك كويس.
هشام: لا خلاص، أنا حرمت وتوبت على إيدك، آخر مرة كسرتلي رجلي.
يونس (ضاحكًا): عشان تحترم نفسك وتبطل رمرمة.
يغلق يونس الهاتف مع هشام، بينما يصعد عيسى إلى شقته ليجد إنعام تمثل التعب والزعل.
يونس: مالك يا نعومة جلبي؟
إنعام (متضايقة): يعني عاجبك عمايل أمك وكلامها الماسخ معاي؟
عيسى: متاخديش عليها، مرا كبيرة.
إنعام (بحدة): يا سلام! تقوم تقول على البنتة العفشين دوله، جال بلدنا فيها بنات حلوين له، وكمان تقول صدفة مش هتخدم حد! كأنها مفرحناش بولدنا اللي جاي! أنا خايفة يسجطوني.
عيسى (مستغربًا): اتجنيتي ياك يا إنعام؟ إيه حديتك الماسخ ديتي؟ ده أمي أكتر واحدة فرحانة لحبلك.
إنعام: مش قصدي... ما هي مش طايجاني أهيه، صح؟ خد العصير، اشربه وبل ريجك.
عيسى (مبتسمًا): ما انتي بجالك يومين ناسياني يا نعومتي.
يشرب عيسى العصير، ثم يدخل السرير لينام، لكن فجأة يشعر بشيء تحت المخدة، فيضع يده ليجد عملاً سحريًا.
عيسى (مصدومًا): إيه ده يا إنعام؟!
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 11
عيسى (مصدومًا): إيه ده يا إنعام؟!
عيسى (بغضب): إيه اللي تحت المخدة ديتي؟
إنعام (بلجلجة): أصل...
عيسى: عاملالي عمل يا إنعام وحطاه تحت المخدة؟!
إنعام (بتمثيل البكاء): له عمل إيه؟! أنا بردك بتاعت عملات؟! أنا معرفش جاه منين، وحدش بيدخل هنا غير صدفة، وأنا مبتحركش من مكاني.
عيسى (بصدمة): يبجى صدفة اللي عاملاه وحطته هنا؟
إنعام: مش جولتلك عاوزين يسجطوني؟ مصدجتش! آه طبعًا، صدفة عملت كده عشان محدش يشارك عيالها في العز ديتي كله.
يصدقها عيسى وينزل إلى الأسفل غاضبًا، وينادي بصوت عالٍ على أهل المنزل.
عيسى (منفعلًا): انزلوا كلكم! تعالوا شوفوا اللي عاملة حالها غلبانة وطيبة وبتخدم الكل! عملت عمل لمرتي، عاوزه تسجطها!
ينزل الجميع إلى الأسفل بسرعة.
يعقوب (بقلق): فيه إيه؟ مالك؟ جرصتك حيه؟
عيسى (بغضب): آه، جرصتني حيه، والحيه تبجى الست صدفة، مرت ولدك!
صدفة (مصدومة): عملت إيه أنا بس؟
عيسى (بصوت مرتفع): معرفاش! عملتي عمل لإنعام عشان تسجط، ودستيه تحت المخدة! يا فجرك يا بت! صحيح إنك فاجرة وعينك غليضة!
دهبية (باندهاش): إيه الحديت ديتي يا ولدي؟!
في هذه الأثناء، تتصل إنعام بالخادمة عنايات، وتطلب منها أن تشهد بأن صدفة أرسلتها إلى الدجال لتحضر العمل الذي وُجد تحت المخدة.
عنايات (بتوتر): أخاف يا ست إنعام...
إنعام (بتهديد): هديكي خمسة آلاف جنيه، ولو مجولتيش، هجول إنك انتي اللي عملتي العمل، واخلي عيسى يحبسك ويجطع من جسمك!
عنايات: له، حاضر حاضر.
إنعام: تخشي وسطيهم، وتجولي: "أنا أشهد بالحج، وتروحي جايله كل اللي جولتهولك"، فاهمة ولا له؟
عنايات: فاهمة، فاهمة.
في هذه الأثناء، كان يعقوب يتحدث مع عيسى بغضب.
يعقوب (منفعلًا): اتحددت مع مرت خيك حديت محترم؟ متنساش إنها بت خالك، ورباية أمك، يعني انت كده بتغلط في أمك!
الخادمة عنايات (مقاطعة): بعد إذنكم يا بهوات، عاوزة أجول حاجة. الست صدفة بعتتني للشيخ، وادتني طرحة من حدا الست إنعام، وادتني فلوس كتيرة، وجالتلي: "روحي وديهم للشيخ، وهاتي الحاجة اللي هيديها لك، وتعالي، وأوعاكي تخبري حد!"
صدفة (تصرخ بغضب): كدابة! وحياة عيالي كدابة! حسبي الله ونعم الوكيل فيكي!
ممدوح (بصوت غاضب): انتي عملتي كده يا حجودة؟! يا غلاوية؟ معيزااش خيي يفرح بخلف مرته؟
دهبية (بانفعال): البت ديه كدابة!
عنايات: له، أنا ممكن أحددت الشيخ، وتسألوه براحتكم.
كانت إنعام قد جهزت كل شيء مسبقًا، فأعطت عنايات رقم الشيخ، وقالت لها: "أنا هخبر الشيخ، وهبعتلك رجمة، واتفج معاه يرد عليكي ويجول إيه."
ممدوح: اتصلي يابت انتي بالشيخ ديتي!
وبالفعل، تتصل عنايات بالدجال، ليأخذ ممدوح التليفون، ويفتح السماعة الخارجية.
الشيخ (على الهاتف): بت يا عنايات! كويس إنك اتصلتي! جولي لستك صدفة، العمل بتاع جوزها وحماها وحماتها جاهز! وكمان وجف الحال بتاع الأستاذ يونس! وكماني إنعام هتسجط النهارده، وهياجيها نزيف!
الكل كان في ذهول تام...
في التوقيت ده، إنعام كانت مرتبة كل حاجة، وكانت مخبية دجاجة، وذبحتها، وغرقت نفسها وملابسها بالدم. فجأة، صرخت بعد ما حدفت الدجاجة بعيد، ليسمع كل من في المنزل صوت صراخها.
عيسى طلع السلم مسرعًا، وهو مذهول من المنظر.
عيسى (بقلق): إنعام! مالك يا إنعام؟!
إنعام (بتمثيل وإعياء مصطنع): إلحقني يا عيسى، بسجّط ولدنا! جولتلك هيسجّطوني، مصدّجتش!
ممدوح على طول اتصل بالدكتورة، اللي هي قريبة الدجال، والدجال كان فاهِمها كل حاجة.
ممدوح (بانفعال): إلحقينا يا دكتورة! مرت أخوي بتسقط، إلحقينا بسرعة!
عيسى (يصرخ): والله لو مرتي وولدي جرالهم حاجة، ما رحمك يا صدفة!
صدفة كانت بتبكي، وتحلف بولادها إنها عمرها ما تعمل كده، وإنها كانت فرحانة إن عيالها هيجيهم ابن عم.
صدفة (تبكي بانهيار): والله العظيم ما عملتش حاجة!
إنعام (بتمثيل واستفزاز): حرام عليكي يا صدفة، ليه تعملي فيّا كده؟ ليه تحرميني من ولدي، وتعملي لنا عملات، وتأذي الكل؟
ممدوح: تاجي بس الدكتورة، وبعدها يحلها الحلال!
بعد دقائق، وصلت الدكتورة، وقالت للجميع:
الدكتورة: لو سمحتم، كلكم برا، عشان أكشف على المريضة.
وبالفعل، خرج الجميع من الغرفة.
دهبية (بحدة): انتي عملتي كده، صح، يا صدفة؟ انطقي بالحج!
صدفة (بانكسار): انتي تصدجي فيّا كده، يا عمتي؟
الحاج يعقوب: معيزش أسمع صوت حد، غير لما تخرج الدكتورة!
بعد عشر دقائق، خرجت الدكتورة والكل منتظر الخبر.
الدكتورة (ببرود): للأسف، فقدنا الطفل.
عيسى (مذهول): بتجولي إيه؟!
الدكتورة : المريضة أكلت أو شربت حاجة فيها برشام الستات، اللي بياخدوه عشان يسقطوا الحمل! مين المسؤول عن أكلها؟ ده كان ممكن يموتها!
عيسى : وهي زينة دلوقتي؟
الدكتورة: للأسف، حالتها الصحية مش مطمئنة، بس أنا إديتها حقنة توقف النزيف، وكويس إن ده حصل في الأول، يعني مش هنحتاج نعمل عملية تنظيف. بس خدوا بالكم منها ومن حالتها النفسية كويس.
بعدها، خرجت الدكتورة، واتصلت بالدجال.
الدكتورة: أنا كده تمام، عملت اللي عليّا.
الدجال: عدي عليا، خدي فلوسك، عشرين ألف بحالهم.
الدكتورة: قليلين!
الدجال: ما انتي واخدة خمسين ألف قبلهم، لما جُلتِ إن إنعام حامل! تعالي بس، وخديهم، وهجيب لك فلوس تاني!
الدكتورة: ماشي، أنا جاية لك.
أغلقت الهاتف، بينما في منزل الحاج يعقوب، كان عيسى منفعلًا.
عيسى: أديكم شوفتوا بعنيكم، وسمعتوا بودانكم! صدفة هي اللي كانت بتعمل الأكل والشرب لإنعام، وكانت بتجضي لها كل حاجة!
عيسى (ينظر إلى أمه دهبية): حتى انتي، يا أما، اتعاركتي مع إنعام، وجُلتِ إن الخدامين كتير، وكل واحدة تجضي لنفسها، لكن صدفه كانت بتجضي لإنعام! صح ولا غلط؟ بكدب أنا؟!
دهبية (بصوت منخفض): له، يا ولدي، كلامك كله صح.
ممدوح (بعصبية): صدفة، انتي طالق بالتلاتة! ومن النهارده، مش هتتسمي مرتي ولا على ذمتي! وعيالك تنسيهم، أنا هجيب لهم حد يربيهم، مش واحدة زيك بتاعت عملات، والله أعلم إيه بينك وبين الدجال!
صدفة (تصرخ بانهيار): بتطلجني، يا مندوح؟! وأنا مظلومة؟! الحجني يا أبا!
الحاج يعقوب (بحسم): انتي مخلّيتيش لنفسك فرصة تانية، ولا خليتي حد يقدر يدافع عنك!
صدفة (تنظر إلى دهبية): اتكلمي، يا عمة، ده أنا رباية يدك!
دهبية (تصيح بغضب، قبل أن تصفعها على وجهها): جرستيني، وفضحتيني، يابت أخوي! الله يلعنك في كل كتاب!
عيسى (بحزم): البت ديه متبيتش في البيت هنا، ولا دجيجه!
عيسى (بغضب شديد): والله لو جعدت لأخد، مرتي و أمشي، ومتعرفوش طريجنا فين!
يعقوب (بحزم): روحي يا صدفه، لمي حاجتك وهملينا!
صدفة (تبكي بانهيار): مظلومة والله، مظلومة، يا ناس!
كل ده، ويونس كان بيشوف اللي بيحصل، لكن عقله مش مصدق.
صدفة (تتوسل إلى ممدوح): أروح فين بس؟ انتو عارفين إن ناسي كلهم ميتين! أحب على رجلك يا ممدوح، رجّعني خدامة لعيالي!
الحاج يعقوب (بقسوة): هي كلمة جولتها! هملينا وغوري، ومالكيش عيال حدانا!
فريدة (بحزن): طيب هتروح فين بس؟ خليها لحد الصبح، وبعدين نبقى نشوف!
يونس: هملها يا أبوي، وأنا الصبح هغوّرها من البلد بحالها!
عيسى: له! تمشي دلوك!
ممدوح: وأنا معاك يا خيي!
يونس: تعالي يا صدفه!
صدفة (تصيح بانهيار): علي فين؟ هتوديني فين؟!
كان بكاءها يقطع القلوب، وهي بتصرخ:
صدفة: ولادي! حرام عليكم! مش ههمل ولادي!
يونس (بحزم): جولت تعالي معاي!
دهبية (توقف يونس): استنى يا يونس!
ثم تتوجه لزوجها، يعقوب: عشان خاطري يا يعقوب، خليها بايتة والصبح تغور من هنا!
عيسى (بغضب): أما
دهبية :جولت إيه يا يعقوب؟!
يعقوب (بحزم): خلاص، خليها تندلى، تبات مع الخدامين، وجبل طلوع الشمس تغور في داهية!
يعقوب (يأمر الجميع): يلا، كل واحد يخش مطرحه! خدها يا يونس، خليها تترزع تحت!
يونس: حاضر يا أبوي.
ينزل يونس مع صدفة للأسفل...
صدفة (بانهيار): انت مصدج اللي حصل، أستاذ يونس؟!
يونس (بهدوء): اسمعيني زين، ساعتين كده، وأنا هنزلك عشان أقولك هنعمل إيه.
صدفة (بتوسل): يعني انت مصدجني؟
يونس: أكيد طبعًا، بس ما فيش في إيدي دليل، اللعبة اتحبكت عليكي أوي... المهم، أنا معاكي، متخافيش، وربنا معانا.
صدفة: هروح فين؟ وهياخدوا عيالي مني!
يونس: قولتلك متخافيش، المهم، زي ما قلتلك، بعد ساعتين نتكلم. أو أقولك على طول، احنا هنمشي، هتسافري مصر بالطيارة. فين جواز سفرك وحاجتي؟
صدفه: فوج!أول مرة ركبت طيارة في حياتي لما طلعت العمرة مع عمتي دهبية، اللي صدجت اللي اتجال عليا! وربي يعلم إني مظلومة.
يونس: قولي يا رب... المهم، في حد تبعي هيقابلك في المطار، وهيودّيكي البيت عندي.
صدفة: عيالي، يا أستاذ يونس!
يونس: في عينيَّ، متخافيش! قولتلك، أنا لازم أثبت إنك بريئة من كل ده.
صدفة (بدعاء): شاله يخليك ويحميك يا رب... كده برضه؟! آخِرِت صبري عليك يا مندوح؟! تطلجني؟! حسبنا الله ونعم الوكيل!
يونس: بقولك، اللي عمل الحكاية حبكها على الآخر... ادخلي انتي الملحق بتاع الخدم، وزي ما قلتلك، ساعتين وتخرجي على طول.
صدفة (تبكي بشدة): حاضر.
_______________________________________
في شقة عيسى
كان عيسى حزينًا مهمومًا بما حدث، ولما أصاب زوجته، معتقدًا أنها فقدت الجنين.
إنعام (بتمثيل التعب، بصوت ضعيف): عيسى، حنّ عليك... أنا عاوزة بيت أسكن فيه لحالي!
عيسى : مخلاص، صدفة هتمشي.
إنعام : أرجوك يا عيسى، أنا لو جعدت هنا هتجن! حرام عليكم، ولدي... لو جعدت، هفتكر ولدي اللي جتلوه جبل مياجي للدنيا!
ثم تمثل الانهيار، وتضع يدها على بطنها كأنها تتألم...
عيسى (مستسلمًا): خلاص يا حبيبتي، حاضر، هنمشو.
إنعام (بتصميم): بيت أبوي كبير، وديني أقعد مع أمي، هي الوحيدة اللي هتخاف عليّ.
عيسى: حاضر، يا بت الناس، تروحي بس وأودّيكي.
إنعام (بتوسل): دلّوك يا عيسى، حاسة حالي لو جعدت أكتر من كده هموت هنيّه!
عيسى: انتي تعبانه، مش هتقدري.
إنعام: له، هجدر، حتى لو انت تشيلني!
عيسى (بتنهيدة): حاضر.
إنعام: هتعمل إيه مع عنايات؟
عيسى: هجطع خبرها!
إنعام (بخبث): مذنبهاش حاجة، طول عمرها بتخدمنا، كله من العجربة مرت أخوك! أقولك، أنا هاخدها معاي بيت أبوي، تخدمني هناك.
عيسى (مصدوم): حدّيت إيه ديتي؟ كيف يعني؟!
إنعام (بهدوء خبيث): متخافش، عشان تبقى تحت عين أمي على الأجل.
عيسى (بتردد): حاضر يا إنعام، انتي عارفة إني مجدرش أرفضلك أي طلب.
إنعام (بابتسامة نصر): ربنا يخليك لي، ويعوضنا عن ولدنا اللي راح.
عيسى: يارب يا إنعام.
_______________________________________
في ملحق الخدم
أم سامية (بحزن وعدم تصديق): أنا ممصدجاش اللي حصل! حضرتك يا ست صدفة أحنّ وأطيب واحدة في الدنيا، كيف يصدّقوا فيكي كده؟ الموضوع ديتي فيه حاجة مش طبيعية بتحصل!
صدفة (تبكي بانهيار): أمانة عليكي، خلي بالك من عيالي! أمانة عليكي، أوعاكي حد يكرهم فيّ، ولا يجولهم حاجة عفشة عني!
أم سامية (تدمع عيناها): أنا بعد منك ليش؟! جعاد مع الناس الظلمة دول؟!
صدفة (بتوسل): لو ليا خاطر عنديكي، تجعدي عشان عويلاتي!
أم سامية (تمسح دموعها): حاضر، هجعد عشان خاطرك، وربنا إن شاء الله ينصرك عليهم!
صدفة : انتي كيف المرحومة أمي
أم سامية : عارفة يا بتي، أنتي هتروحي فين؟
صدفة: أستاذ يونس كتر خيره، جالي هيجعدني عنده في بيته اللي في مصر.
أم سامية (بنبرة جادة): اسمعي الحديت ديتي زين! انتي ليكي خال عايش على وش الدنيا، وكمان غني جوي وواصل جوي!
صدفة : إني ليا خال؟ كيف ديتي؟ وليه مبيسألش عليا؟ ومحدش جالي عليه ليه؟
أم سامية : أنا هجولك على كل حاجة، يا بتي، وأمري لله...
ثم تنظر أم سامية إلى صدفة بحزن، وتأخذ نفسًا عميقًا قبل أن تبدأ الحكاية:
أم سامية:
بعد وفاة أمك وأبوك وعمتك لما كنتوا كلكم رايحين إسكندرية تصيفوا، المستشفى كلمت الحج عجوب، وجالوله محدش طلع حي من الحادثة غير البت الصغيرة، اللي هي انتي.
جامت عمتك جالت له: إحنا هنجول لحكيم أبو رسلان، اللي هو خالك، إنك انتي كمان بعد الشر موتي في الحادثة. عشان أبوكي، الله يرحمه، كان سايب أرض وفلوس كتير، والحج عجوب كانت ظروفه على كده.
وعشان خالك، من بعد موت أبوكي، حرم الصعيد على نفسه...
عمتك هيّا وجوزها جالوله:
إن أبوكي مسابش حاجة غير خمس فدادين بس، وعمتك جالت له:
"أنا ظروفي عفشة، وانت حالتك مرتاحة، سيب لي الأرض ديتي والبيت."
وسمعت بعد كده إن خالك يعني بعيد عنك اتوفى... لكن عياله موجودين، وغناي جوي!
روحي لهم يا بتي، وسيبك من أستاذ يونس! دوله عيلة كلها ظلمة، وبلاص المش مينضحش عسل واصل!
صدفة (بتردد وحيرة): وهما يعرفوني كيف؟ ولا أنا هعرفهم كيف برضك؟
أم سامية (تمد لها صورة قديمة): خدي يا بتي... ديه صورة المرحومة أمك وأبوك وانتي معاهم وانتي صغيرة.
لو دججتي في أمك، هتلجيها نسخة منيكي!
وكمان اللي أعرفه، إن مرت خالك عايشة، وكانت صاحبة أمك جوي، وبتحبها جوي!
والحمد لله، انتي متعلمة، وتعرفي تروحي أي بكان. وديتي العنوان بتاعهم، أنا عارفاه من زمان، من وقت ما كنت بخدم عند أمك وأبوك، الله يرحمهم.
صدفة (بقلق): ما يمكن مشوا من العنوان ديتي؟
أم سامية: بتي سامية وجوزها شغالين حداهم في البيلا بتاعتهم، هما جاعدين في حتة اسمها 6 أكتوبر في مصر.
وهخلي ولدي يوصلك للجطر، وتاخدي بعضك وتروحي بيت خالك! ولاده هما بس اللي يجدرو يوجفوا لعجوب وعياله.
صدفة (بشك): ومين جالك بس إنهم هيصدقوني أو يجبلوني؟
أم سامية (بثقة): هيصدقوكي يا بتي، وخصوصي لما تجوليلهم إنك مش عاوزة حاجة منهم غير إنهم يوجفوا جارك!
وبعدين، ما أنا جولتلك إنك حتة من أمك في الشكل، بس أمك كانت شديدة، لكن دهبية!
منيها لله، هيّ وجوزها، كسرو نفسك من انتي صغيرة...
الحسنة الوحيدة اللي عملوها معاكي، إنهم علموكي وودوكي المعهد بتاع التجارة، وانتي كنتي شاطرة ومتفوقة.
صدفة (بحنق ومرارة): الله يجازيهم! جوزوني مندوح أبو قلب أسود!
أم سامية (بحنان وحزم): عيلة خالك وأمهم هما سندك بعد ربنا! متخليش حد يعرف لك طريج، ولا حتى يونس! حتى لو كان قلبه عليكي، مش هتاجي عنده زي ناسه.
صدفة (بتنهيدة مستسلمة): حاضر... كتر خيرك يا خالة!
أم سامية: أنا هنادي على عصران، ولدي، وهو هيركبك الجطر، وخدي العنوان، أهو معاكي.
وهحدد سامية في التلفون، عشان تستناكي!
ثم تخرج بعض النقود، وتضعها في يد صدفة:
أم سامية: خدي دوله، يا ست صدفة، خليهم معاكي.
صدفة (بامتنان، لكن بكرامة): له، كتر خيرك! يونس هيجيب لي ورجي وحاجتي، وهيديني فلوس.
أم سامية (بجدية): له! انتي هتمشي دلّوك، جبل يونس ما ينزل من فوق! لسه جدامه شوية.
ولو سال عليكي أنا هعمل حالي نعسانة... ولو سال، هجوله نزل عليا النوم، ونمت، ومحسيتش بحاجة! والله أعلم انتي روحتي فين...
صدفة (بنظرة وداع وامتنان): ربنا يخليكي، يا خالة...
ثم تضم الصورة إلى صدرها، وتحمل حقيبتها، وتنظر إلى الباب، مترددة بين الماضي الذي تحاول الهروب منه، والمجهول الذي ينتظرها.
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 12
وبالفعل، خرجت صدفه من المنزل ودموعها تنهمر، تتمتم بصوت مبحوح:
صدفه: "يا ترى يا زمن، لسه مخبّيلي إيه تاني؟ على عيني يا عيالي فراقكم، لكن حكم الزمن نافذ. استرها معايا يا رب، أنا ماليش غيرك، استرها معايا ومع عيالي، احميني واحميهم من شر خلقك."
عصران: "يلا يا ست صدفه، عشان أوصلك المحطة قبل ما الحج يرجع."
صدفه: "حاضر يا عصران."
ركبت صدفه السيارة، وألقت نظرة أخيرة على البيت، كأنها تودعه للأبد.
صدفه: "أمانة عليك يا عصران، خلي بالك من عيالي."
عصران: "متقلقيش يا ست الناس، عيالك في عيوني، وأمي كمان هتاخد بالها منهم. خلي بالك انتي بس على نفسك، ولما توصلي بالسلامة طمنينا. خيتي، حداها تلفون، وهنتحدد فيديو أنا وهي وأمي بعد شوية، وهي عنديها علم. ربنا يستر طريقك يا رب."
في المنزل، كان يونس قد خلد إلى النوم بعد كل ما حدث، ولم يستيقظ إلا بعد ثلاث ساعات. كانت صدفه في القطار الذي تحرك بها بعيدًا، بينما رجع عصران إلى البيت، ودخل إلى الملحق الخاص بالخدم، ونام بعد أن طمأن والدته على صدفه.
بعد فترة، نزل يونس من غرفته وذهب ليطرق على باب الملحق، لكن لم يجبه أحد. نادى على عصران، لكنه لم يرد، فأخرج هاتفه واتصل عليه.
يونس: "ألو، أيوه يا عصران؟"
عصران (بنعاس): "يونس بيه؟"
يونس: "افتح الباب."
قام عصران بسرعة وفتح ليونس، الذي دخل إلى الملحق.
يونس: "صحّي أمك، خليها تبعتلي ستك صدفه."
عصران: "حاضر يا بيه، اتفضل حضرتك."
دخل يونس وجلس في الصالة، بينما ذهب عصران ليطرق على باب غرفة والدته.
عصران: "أماه، أماه، يونس بيه عاوز ست صدفه."
خرجت أم سامية وهي تتثاءب.
أم سامية: "فيه إيه يا بني، عاوزينها ليه؟"
عصران: "يونس بيه عاوزها."
أم سامية: "حاضر، هخش أصحيها."
دخلت أم سامية غرفة صدفه، نادت عليها، لكن لم يأتِ أي رد. اقتربت من السرير فلم تجدها، فخرجت بسرعة.
أم سامية: "الست صدفه مش هنا."
عصران: "يمكن في الحمام، خشي خَبّطي عليها."
دخلت أم سامية، نادت عليها، لكن لم يأتِ أي رد، ففتحت باب الحمام، وكان فارغًا.
يونس (بقلق): "تكون راحت فين؟"
عصران: "يمكن في الجنينة."
يونس: "الجو برد، هتعمل إيه في الجنينة؟ نروح ندور عليها."
أم سامية: "دقيقة، لقيت ورقة على السرير اللي كانت نايمة عليه."
يونس: "هاتِيها."
أخذ يونس الورقة وبدأ يقرأها :
"السلام عليكم، أنا صدفه، سبت البلد ومشيت، وسِبت كل حاجة، حتى عيالي. حرمتوني منهم، لكن ربنا حافظهم وحارسهم. وأنا حجّي عند الله، وحسبي الله ونعم الوكيل فيكم كلكم. ربنا يوريني فيكم يوم. والحمد لله على كل حال."
كور يونس الورقة في يده، والغضب بدأ يظهر في عينيه.
يونس (بصوت منخفض لكنه غاضب): "ليه بس كده يا صدفه؟ روحتي فين؟ والله يعلم أني كنت هقف في ضهرك وأرجّعلك حقك من كل اللي ظلموكي. يا ترى روحتي فين بس؟"
التفت ناحية أم سامية.
يونس: " مشوفتهاش وهي ماشية؟"
أم سامية: "هي جالتلي إنها هتنام، وأنا كمان نعست، ومحسيتش بحاجه واصل."
يونس: "راحت فين بس؟ لا معاها بطاقتها، ولا فلوس، ولا أي حاجة. أنا لازم أطلع أدور عليها. يا رب تكون لساها في البلد."
عصران: "أنا جاي معاك يا بيه، ربنا يطمنا عليها."
وخرجوا بسرعة في محاولة للبحث عن صدفه قبل فوات الأوان.
وبالفعل، ركب يونس سيارته ومعه عصران، وانطلقا من المنزل ليبدآ البحث عن صدفه في كل مكان قد تخطر على بالهما. جابا الشوارع، المحطة، والمواقف، لكن دون جدوى، كانت وكأنها اختفت تمامًا.
______________________________________
وفي المنزل، نزل عيسى ممسكًا بذراع زوجته إنعام، التي كانت مستندة عليه، تعبها النفسي والجسدي واضح في ملامحها. خرجا ليجدا بوابة المنزل مفتوحة، وسيارة يونس غير موجودة.
عيسى (بتعجب): "الباب مفتوح كده ليه؟ حتى عربية يونس مش هنا... يا ترى راح فين؟"
إنعام (بغلّ وحقد): "مش قال هيغور؟ اللي متتسماش... يا رب ياكلها ديب، ولا ألاجيها ميتة موتة من عند ربنا زي ما قتلت ضناي!"
ثم بدأت في التمثيل، وكأنها تبكي بحرقة، بينما في داخلها كانت تتمنى زوال صدفه بأي شكل.
إنعام: "غورني من البيت ده يا عيسى، يلا!"
لم يكن لعيسى رأي أمام غضب زوجته، فأسرع ليفتح سيارته، وساعدها على الجلوس في الخلف.
عيسى: "ريّحي ظهرك، لحد ما نوصل عند ناسِك."
إنعام: "حاضر، ريّح قلبك دنيا وآخرة، يا رب."
______________________________________
وفي هذه اللحظة، كان يونس وعصران لا يزالان يجوبان الطرقات بحثًا عن صدفه، دون أي أثر لها. الليل كان يمر ثقيلًا، والخوف بدأ يتسلل إلى قلب يونس، لكنه لم يكن مستعدًا للاستسلام.
أما عيسى وإنعام، فقد وصلا أخيرًا إلى منزل أهل إنعام. طرق عيسى الباب، وبعد لحظات، خرجت عديلة، أخت إنعام، بنصف وعيها من النوم.
عديلة (بتعجب وضيق): "خير؟ إيه اللي جايبكم في نصاص الليالي كده الصباح رباح
لتدقق الأم النظر في ابنتها وهي تراها في حال يرثى لها، فتقول بقلق:
الأم: "يا مري! يا بتي مالك؟ حالك مبهدل كده ليه؟ بتي مالها يا عيسى؟ فيها إيه؟"
فيروي لها عيسى كل ما حدث، بينما تمثل إنعام الصدمة والحزن، وتشاركها أمها التمثيل، فترد بغضب:
الأم: "كده برضك يا عيسى؟ تعملوا في بتي كده؟! هي دي الأمانة اللي أمناك عليها؟ اسم الله يا قلب أمك!"
أما إنعام، فتنهار وسط بكائها المصطنع، وهي تصرخ بألم مزيف:
إنعام: "سُجّطوني يا أما! سُجّطوني! كتلوا ولدي ف بطني يا أما!"
الام: " مجُلتلك تعالي اجعدي حدانا، جُلتِلي مجدرش أبعد عن عيسى دقيقة واحدة! اهو يا بتي، خلي عيسى ينفعك ناسك يا عيسى! كتلوا حفيدي! كان قصدهم يخلصوا على بتي!"
عيسى : "بعد الشر عليها يا حماتي، متجوليش كده، ده أنا كت أموت وراها!"
عديلة : "بعد الشر عليكم انتو الاتنين، خشوا ريحوا جوه!"
لكن عيسى كان له رأي آخر، فاعتذر لحماته قائلاً:
عيسى: "معلش يا حماتي، أنا هروح، وابجى أجي أشجر على إنعام."
عديلة: "ليه يا ولدي؟ ما البيت هنا واسع ويساعي من الحبايب ألف!"
عيسى: "معلش، هبجى أجي في الليل، خلي بالك من إنعام انتي بس."
إنعام : "متنساش تشيع البت عنايات!"
عيسى: "حاضر، هشيعها لكِ الصبح، تكون عندكِ، عاوزه حاجة تانية؟"
إنعام: "خلي بالك من نفسك زين."
عيسى: "ربك هو الحارس."
ثم غادر عيسى، وما إن أغلق الباب خلفه، حتى انفجرت إنعام في ضحك خبيث، وهي تلتفت إلى أمها:
إنعام: "خلاص كده، أنا خلصت من موضوع الحبل، ومن صدفه كمان!"
ثم اقتربت من أمها هامسة:
إنعام: "عارفة يا أما، لولا جاتني الفكرة دي، كان زماني روحت في داهية! أول ما عيسى لجي الحجاب، جُلت على نفسي: يا رحمن يا رحيم، بس إيه؟ جاتني الفكرة الجهنمية! وزين إنكِ أديتيني رقم الشيخ، وهو جرد وواد حرام، سبك الموضوع معايا!"
عديلة (بفخر): "كل دي زين! بس بردك لازماً تحملي، وخصوصي بعد ما صدفه غارت!"
إنعام (بلا مبالاة): "يلا في داهية!"
عديلة: "أنا هرتب لكِ حكاية مليحة مع الشيخ، حتى لو نسرقو عيل يكون لسه مولود، ودول كتير في المستشفيات!"
إنعام (بتعجب): "كيف يا أما؟!"
عديلة: "إنتِ ملكيش صالح، اعملي اللي أجولك عليه بس! وهشرط على عيسى لما نعمل موضوع الحمل ديتي، إنكِ تجعدي هنا معايا، وجعادك هنا هيسهل كل حاجة!"
إنعام : "تمام كده! بس مخي وجعني النهاردة من كتر الصراخ!"
الأم: "خشي نامي، وابجي اصحي براحتك!"
إنعام: "وعلى إيه يا أما كل ديتي؟ أنا وافجتك على موضوع الحبل اللي كده وكده عشان يعرفوا إن أجدر أجيب عيال، لكن دلوك جاتني فكرة زينة! أنا هخلي عيسى يوافج نعمل عيال أنابيب، ناس كتير عملتها ونجحت!"
عديلة (بفرحة): "عافية عليكي! أيوه كده، شغلي مخك! جدعة بتي! لما ياجيكي في الليل ابجي جولي له، ونخلي الدكتورة جريبة الشيخ هي اللي تعملها! روحي نامي بجي وريحي، ولا أجيبلك حاجة تاكليها؟"
إنعام: "له، أنا هنعس."
في وقت لاحق، بعد أن استغرقت إنعام في النوم لبعض الوقت، أفاقت على صوت أمها، التي كانت تفكر بعمق، وسألتها بصوت يشوبه الاستغراب:
عديلة: "صُحِّ، جُولي لي يا إنعام، ليه معملتيش عيال الأنابيب ديتي من الأول؟ وكنا ارتحنا بدل اللفة الطويلة الماسخة دي!"
إنعام: "عشان حاجتين يا أما! الأول، كانوا هيعايروني ويعايروا عيالي، ويجولوهم: يا عيال الأنابيب! والحاجة التانية، إن كان لازم صدفه تهمل البيت، عشان كل حاجة تبجى ليا وحدي، عشان حتى يونس، لو فرضنا واتجوز، هيعيش في مصر! عرفتي يا أما؟"
عديلة : "يا بت الكلب!"كلب إيه؟ ده إنتي كده بت إبليس نفسه!"
إنعام : تربيتك يا اما "كفاية رغي بجى يا أما، هخش انعس! ولو عيسى جاه في أي وجت، جوليله إني بعد الشر عليا، تعبت وبطني وجعتني، وفين فين لما نومت بعد ما شربت حلبة وحجن مسكنة، فاهمة يا أما؟"
عديلة : "بعد الشر عليكي يا حبيبتي."
لتدخل إنعام غرفتها، تستلقي على السرير، لكنها لم تكن تنام، بل كان عقلها يعمل بكل خبث، تفكر وتخطط لما هو قادم.
______________________________________
أما يونس، فقد أنهكه التعب من كثرة البحث عن صدفه، ليعود إلى المنزل محبطًا، فيجد والده ووالدته جالسين في الأسفل.
دهبية (بقلق): "كنت فين على الصبح كده؟"
يونس (بحزن): "كنت بدور على صدفه، قلبت الدنيا عليها ملجيتهاش!"
يعقوب : "يعني مشت؟"
يونس (بغصة): "آه مشت، وسابت جواب، وبتجول إنها مش راجعة تاني، وبتحسبن علينا كلنا، بتجول إننا ظلمناها وذنبها في رقبتنا كلنا."
في تلك اللحظة، نزلت فريدة غاضبة، غير قادرة على تحمل ما يحدث.
فريدة (بانفعال): "أنا كمان مش مسامحاكم على اللي عملتوه فيها! كلكم عارفين إن إنعام مفتريه وظالمة، وعارفين كد إيه صدفه كانت فرحانة بحبل إنعام، كيف يعني تسجّطها؟!"
لكن قبل أن تكمل حديثها، نزل ممدوح بغضب وقاطعها.
ممدوح (بصوت حاد): "أخرسي يا بت! إنتي صمّي خالص، مسمعش نفسك!"
فريدة (بتحدي): "لا، هتكلم! كلكم ظَلَمة! وصدّجوني، حق صدفه هيخلص مننا كلنا! افتكروا كلامي زين… كما تدين تُدان!"
ثم نظرت إلى والدتهاوقالت: "عندِك بَت يا أما!"
دهبية (بغضب): "آخرسي يا بت وغوري على أوضتك! يعني كلنا عايبين عليها؟ يا تجعدي تفطري بأدبك يا تغوري على أوضتك!"
فريدة : "هغور على أوضتي أحسن." وبالفعل، تطلع فريدة إلى غرفتها، لكن قبل أن تغلق الباب، تسمع بكاء دهبية الصعيره .
لتدخل الشقه
فريده: بتبكي ليه يا دودو
دهبيه : ماما
ثم يستيقظ يعقوب الصغير ومازن ويبكون ماما ماما
فريدة : "ماما جايه يا حبايبي تعالوا أغيرلكم وأوكلكم."
وبالفعل، تأخذ الأطفال إلى الحمام ثم تنزل بهم إلى الأسفل.
الأطفال (بصوت واحد): "ماما ماما!"
ممدوح (بصوت غاضب): "أمكم ماتت!"
يعقوب الصغير : "ماما؟ لا!"
ممدوح : "أنا غاير من وشكم، جاكم الهم أنتو وأمكم!"
يخرج ممدوح من الغرفة، بينما يونس يدخل.
يونس : "تعالوا يا حبايبي نلعب مع الحصان."
الحجة دهبية : "أم سامية! إنتي يا مرا، حضري الفطور وبعد كده تعالي سكتي العويلات، راسنا وجعانا."
أم سامية : "حاضر يا ست الحجة."
_________________________________________
وفي غرفة غنوة، كانت تستفيق لتقول:
غنوة : "صباح الخير عليكي يا غنوة."
لتجد أمها بجانبها تحاول أن توقظها.
أم غنوة : "إجنيتي ياك يا بت، بتصبحي على نفسك؟"
غنوة : "صباح الخير عليكي يا ست الحبايب."
أم غنوة : "جومي حضري الفطور وتعالي عشان عندنا غسيل."
غنوة : "هو كل يوم شجى؟"
أم غنوة : "ده بت كسيلة، كسل وعوزة عشرة يخدموكي!"
غنوة : "خليهم اتنين بس."
أم غنوة : "طيب جومي، بطلي جلع."
فغنوة تقوم لتحضير الفطور.
دياب : "ها يا أبوي، هتعوز حاجه مني؟"
الحج عياد : "أنت وراك حاجه؟"
دياب : "كت بس هودي تلفون رجيه يتصلح."
عياد : "أديه لمحمد يصلحه، وانت تعال معايا عشان نزجّو الأرض النهاردة، وانت عارف خيك مالوش في زجيه الأرض."
دياب : "حاضر، خد يا محمد التلفون، صلحه وابجى فوت على رجيه أديهولها، وخد الخمسين جنيه دي، وابجى هات لها أي حاجه وانت رايح."
غنوه :يخلص التلفون ويكلمني اروح معاه
فايزة : "يابت، انتي عاوزه تحوسي في البيوت على طول؟ اجعدي في بيتنا، هبابه!"
غنوة : "كده يا أما أنا بحوس في البيوت؟"
فايزة : "مش كتي في بيت الحج يعقوب امبارح؟ أنا محبش فطفيط البنت في البيوت!"
غنوة : "بس يا أما
فايزه :كلمه وجولتها خلاص يبجي تسمعي الكلام من اول مره
______________________________________
ممدوح خرج من المنزل وهو يفكر في نفسه: "أروح فين أنا دلوقتي؟ عيشة بجت زهج، أحسن حاجة أروح أشتري حاجات وأروح عند البت رجيه في البيت. وحشتني المضروبة. أخد لهم إيه؟ أه، اجيب فاكهة وحلويات ولحم وأروح أفطر وأتغدى عندهم. بس أمها هتجول عليا إيه؟ لأ، هقولها إني جاي أبارك على الخطوبة. ولو كترت، هقولها الحجيجة، وهي مرا طماعة. ماهتصدق."
وبالفعل يذهب ممدوح ليشتري الحلويات والفاكهة وأشياء أخرى كثيرة. وبعد ساعة، يسمع طرقًا على الباب.
رقيه : "مين؟ مين؟"
لا رد.
( لتفتح الباب لتجد ممدوح أمامها )
رقيه: "بفرحه سي مندوح"!
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق