رواية الفتاه التي حملت أن تكون ذئبه الفصل الاول حتى الفصل الثاني عشر بقلم الكاتب اسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
شرح مبسط لطبيعة القطيع
حتى تتمكن من فهم القصه اذا كنت مهتم
في النسق الروائي، يُمكن تصور القطيع ككيان اجتماعي متكامل ومعقد، يعتمد على هيكل صارم من العلاقات والولاءات التي تحدد كيفية تفاعل أفراده مع بعضهم البعض ومع بيئتهم المحيطة. يعيش أعضاء القطيع ضمن نظام قائم على القوة، التراتبية، والولاء. هذا المجتمع يمكن أن يكون قاسيًا وعنيفًا في بعض الأحيان، لكنه في نفس الوقت يتسم بالترابط الشديد الذي يحكمه قوانين وقيود قد تبدو غريبة أو قاسية بالنسبة لأولئك غير المنتمين لهذا العالم.
الهيكل الاجتماعي للقطيع:
1. الألفا (الزعيم): هو قائد القطيع، ذو القوة الجسدية والقدرة القيادية. يتحكم الألفا في القطيع من خلال القوة والحكمة معًا. غالبًا ما يُحترم، بل ويُخشى، من قبل باقي الأعضاء. هو من يقرر القرارات الهامة، مثل مكان العيش، كيفية مواجهة التهديدات، والموارد التي يجب تخصيصها. يتحمل مسؤولية حماية القطيع وضمان بقائه.
2. البيتا (الوصي): هم الذين يساندون الألفا في مهامه، ويعملون كحلقة وصل بين الألفا وبقية الأعضاء. قد يكون البيتا أيضًا مُتوقعًا منه قيادة القطيع في غياب الألفا. هم في الغالب أذكياء ويعرفون كيفية التعامل مع الوضع السياسي داخل القطيع، حيث يحاولون توجيه أو دعم الألفا في الوقت الذي يتطلب الأمر.
3. الجاما: يمثلون أعضاء القطيع الذين ليس لهم موقف قيادي ولكنهم يقومون بالأعمال اليومية ويحترمون النظام القائم. هم عادةً يملكون القوة البدنية لكنهم لا يسعون للسلطة.
4. الذئاب الأدنى (أو الأوميغا): هؤلاء هم الأضعف أو الأكثر خضوعًا في القطيع. قد يكونون خدمًا أو جنودًا في الأوقات الطارئة. الأوميغا هم الأقل شرفًا، وأحيانًا يُعاملون بوحشية، إلا أنهم في النهاية يُعتبرون جزءًا أساسيًا من النظام البيئي للقطيع.
الحياة اليومية:
في هذا المجتمع، الحياة تدور حول البقاء، التنافس على السلطة، والحفاظ على الوضع الاجتماعي. يتوجب على كل عضو معرفة مكانه داخل النظام الصارم، سواء كان ذلك من خلال القوة أو المكانة أو المهارات الخاصة. في الوقت نفسه، تعتمد حياة القطيع على التوازن الطبيعي الذي يحققه الألفا ورفاقه.
الاجتماعات: تُعقد الاجتماعات بين أعضاء القطيع لتبادل المعلومات أو اتخاذ القرارات. في بعض الأحيان، تكون هذه الاجتماعات مرهونة بأزمات كبيرة أو تهديدات خارجية. قد تتسم الاجتماعات بوجود صراع على السلطة، حيث يتنازع الألفا والبيتا على قرارات معينة قد تؤثر على مصير القطيع.
التكاثر: التكاثر في القطيع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسلطة والنفوذ. غالبًا ما يكون الألفا هو المسؤول عن التكاثر مع الأميغا أو أي أنثى أخرى في القطيع، ما يساهم في تعزيز مكانته داخل القطيع. هذا النظام يحافظ على نقاء الدم وتقوية الذرية الأقوى، وهو يشكل إحدى الركائز الأساسية للبقاء.
الهيبة والعقوبات: يُقدّس الأعضاء الأقوياء في القطيع، في حين يُقابل الضعفاء بالتهميش أو العقاب. في كثير من الأحيان، يقوم الألفا والبيتا بتطبيق عقوبات قاسية على من يخالف القوانين، مما يعزز النظام الهرمي. العقوبات قد تتراوح من العزل الاجتماعي إلى القتل في بعض الحالات الأكثر تطرفًا.
الولاء والتقاليد:
الولاء هو العنصر الأهم في هذا المجتمع. يختلف الولاء بين الأعضاء بحسب مكانتهم في الهيكل الاجتماعي. يتم تكريس الطاعة للألفا من خلال القوة والكرامة الشخصية، بينما يُطلب من البيتا احترام القوانين والتقاليد القديمة.
التقاليد: القطيع يملك مجموعة من القيم والتقاليد التي تحكم تصرفات أفراده، مثل الاحتفاظ بالتراث الشفهي والتضحية الشخصية من أجل المجموعة. يُحتفظ بهذه التقاليد بشكل صارم، وأي فرد يحاول الخروج عنها يُعد تهديدًا للهيكل الاجتماعي.
الأعداء والمنافسة: القطيع يعيش في حالة توتر دائم مع القرى المجاورة أو القطعان الأخرى. هذا الصراع على الموارد والهيمنة يحفز الجميع على التنافس، ويضمن بقاء القطيع الأقوى على قيد الحياة. إن الغزوات والقتال على الأرض والماء أو على الإمدادات الغذائية يصبح جزءًا أساسيًا من ثقافة القطيع.
دور الخادمة (مثل ماجي):
في بعض الأحيان، هناك شخصيات ذات مكانة منخفضة مثل الخدم أو المساعدين الذين لا ينتمون مباشرة إلى هيكل القيادة لكنهم يلعبون دورًا محوريًا في حياة القطيع. هؤلاء قد يتسمون بالولاء العميق ويعتبرون من عناصر الحفاظ على النظام اليومي، مثل ماجي التي خدمت رعد منذ نعومة أظافرها.
التفاعل مع العالم الخارجي:
القطيع، رغم قوته الداخلية، غالبًا ما يكون في صراع مع العالم الخارجي. سواء كانت تهديدات من قطعان أخرى أو التحديات من البشر أو الكائنات الأخرى، فهم يعتمدون على استراتيجيات مختلفة لحماية أنفسهم وتوسيع نفوذهم.
من خلال هذه الديناميكيات، يصبح القطيع مجتمعًا متكاملًا حيث يحدد كل فرد مكانه بناءً على قوته، ولاءه، وحكمته.
#الفتاه_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبه
الحلقة الثانية
داخل قصر البيتا ادم
كانت أصداء ضحكات رعد تتلاشى في أرجاء القصر القديم، تاركة وراءها شعورًا غريبًا من التوتر في الهواء
وقفت تاهيلا بجانب سارة التي كانت ما زالت ملتصقة بالجدار، أنفاسها متقطعة وكأنها تحاول استيعاب ما حدث.
نظرت تاهيلا إلى صديقتها البشرية نظرة عميقة، عينيها الزرقاوان تخترقانها مثل سهام حادة
كان في وجهها مزيج من الفضول والغموض، وكأنها تحاول فك شيفرة ما حدث للتو.
: "أظن أنك شعرتِ بقوته، أليس كذلك؟"
سارة: (بصوت متلعثم) "أنا... نعم، بالطبع. كيف يمكن ألا أشعر؟ وكأنه عاصفة دخلت الغرفة."
ابتسمت تاهيلا، لكنها لم تكن ابتسامة كاملة، بل أشبه بشيء يحمل في طياته سرًا دفينًا.
رعد ليس كأي ألفا قد تقابلينه، قوته ليست فقط في جسده العملاق أو نظرته التي تحرق الأرض... بل في شيء أعمق شيء يخشاه الجميع، حتى من يتظاهرون بعدم خوفهم
لقد سمعت عنه الكثير لكن عندما حضرت لم يكن هنا
إلى الآن لا اتخيل انه انحنى وقبل يدى همست تاهيلا بنبره مستمتعه
رعد الوحش الذى تخضع له جميع الالفا يقبل يدى؟
سارة: (بهمس وهي تحاول استجماع شجاعتها) "لكن... لماذا نظر إليّ بتلك الطريقة؟ ولماذا ضحك وكأنه يسخر مني؟"
اقتربت تاهيلا من سارة بخطوات بطيئة، وكأنها تختار كلماتها بعناية.
ربما لأنه رأى فيك شيئًا لم يراه احد فيك من قبل
سارة: (بنبرة متوسلة) "ماذا تقصدين؟ ... أنا مجرد إنسانة بشريه
تاهيلا...... البشر دائما يثيرون انتباه الوحوش ربما يفكر فى أكلك
ارتجفت سارة من كلمات تاهيلا وهمست... تاهيلا لا ترعبينى من فضلك،لازلت أشعر بقبضة رعد حتى بعد رحيله
ثم نظرت سارة إلى الخدم الذين كانوا يتحركون في القاعة بخطوات حذرة، عيونهم تخفض إلى الأرض، وكأنهم يخشون حتى النظر إلى الأعلى
سارة: "لكن... لماذا الجميع يخافه؟ حتى أنتِ تبدين متوترة حين يتحدث."
تاهيلا: (تبتسم ابتسامة باردة) "لأنني أعرف ما هو قادر عليه، رعد ليس مثل آدم، رغم أنهما صديقان، آدم قد يحكم بقلبه أحيانًا، لكن رعد؟ هو قوة الطبيعة بعينها، لا يلين، ولا يرحم
الجميع يعرف انه متوحش
كانت سارة على وشك طرح سؤال آخر، لكن تاهيلا وضعت يدها على كتفها ونظرت إليها نظرة تحذير.
تاهيلا: "نصيحتي لكِ يا سارة؟ ابقِ بعيدًا عن طريقه،فالألفا مثل رعد لا ينظرون إلى أمثالكِ إلا إذا أرادوا... تدميرهم أو امتلاكهم واخضاعهم
شعرت سارة أن الغموض يزداد تعقيدا، عينيها تابعتا الخدم الذين بدؤوا بترتيب القاعة بهدوء، لكنها لم تستطع نزع الشعور بأن شيئًا مرعب ومحبب قد حدث للتو، كانت رائحة رعد لازالت عالقه فى شعرها وعيونه الزرقاء الامعه تخترقها ولم ترحل
#اسماعيل_موسى
يعنى ايه يا تاهيلا يمتلكنى ويخضعنى
همست تاهيلا وكأنها تحدث نفسها، يمتلك يا فتاه، تصبحين ملكه يفعل بك ما يشاء
...........
داخل قصر الالفا رعد
كانت الرياح تعصف بخفة فوق سطح القصر، تحرك أوراق الأشجار المحيطة، وتنقل معها برودة المساء، جلس رعد على المقعد، عينيه، الزرقاوين كانتا مثبتتين على البحيرة أسفل القصر، تتلون مع الغروب بلون النار
لم يكن قد عاد إلى هذا المكان منذ شهور، بعد اختفائه في جبل بازيخ، الشائعات حول عزلته وخلوته مع الجبال كانت تملأ القطيع، لكن القليل فقط كان يعرف السبب الحقيقي
عندما قتلت رفيقته شعر ان حياته تتحطم وظن الجميع أنهى انتهى لكنه عاد مره اخرى عاد بلا روح
فألفا تقتل رفيقته امر غير مسبوق ثم انه ليس الفا عادى انه الفا ملكى
من خلفه، تقدمت لينا، خطواتها خفيفة لكنها لم تخفَ عنه
فرعد لديه القدره على سماع ابسط الأصوات
حتى الهمسات البعيده يسمعها
يسمع صوت حفيف أوراق الشجر
صوت الريح، صوت أمواج البحيره والاوزات التى تسبح داخلها انه يسمع اى شيء وكل شيء
همست لينا رعد، مضى وقت طويل..."
لم يلتفت رعد ، ولم يبدِ أي إشارة أنه استمع كلماتها، كأن جسده كالصخر، لا يتحرك ولا يجيب
(لينا، ابنة عم رعد الألفا الملكي، هي امرأة ذات جمال فاتن يأسر الأنظار، إلا أن جمالها ليس فقط في ملامح وجهها، بل في حضورها الفريد الذي يظل مهيبًا حيثما كانت
هي في العقد الثالث من عمرها، ولكن ملامحها تبدو وكأنها في أزهى شبابها، مع شعر طويل وكستنائي لامع ينسدل على ظهرها وكأنه خيوط حرير متموجة
عيونها خضراء فاتحة، تتلألأ كأوراق الربيع تحت ضوء الشمس، وإحساس بالبرود الذي يرافق نظراتها يعطيها هيبة لا يملكها غيرها.
جسدها رشيق وممشوق، يعكس فخرها وعزتها، لكن يوجد في تفاصيلها شيء غامض شيء من الحزن الكامن داخلها جمالها لا يحتاج إلى التفاخر، فهي امرأة تفرض نفسها بشكل طبيعي في أي مكان كما أن ملامحها الحادة تتناغم مع قسوة الحياة التي اختارت أن تعيشها______
"كنت في بازيخ، وحدك؟
وكانت لينا تعرف ان ماجى كانت رفقة رعد
خادمته الشابه المطيعه التى تلتصق به فى كل مكان
قالت بصوت منخفض، لكنها لم تكمل عندما قاطعتها نبرة رعد الباردة كحد السيف:
"ليس من شأنك،
لينا، توقفي عن التدخل فيما لا يعنيك."
تصلبت ملامحها للحظة، لكنها تماسكت، لم تكن غريبة عن جفائه،
أنا هنا لأساعدك."
التفت نحوها ببطء، نظرته كانت صارمه، نظره قد تقتل شخص عادى، كأنه يختبر صبرها "لا أحتاج مساعدتك ولا أحتاج وجودك هنا، عودي غرفتك يا لينا واجهي مهامك بدلًا من مطاردتي."
"رعد... ؟ صوتها ارتجف قليلًا، لكنها تابعت بثبات: "أنت لست بخير وأنا لا أخذ الأوامر منك."
رفع حاجبه بسخرية طفيفة وابتسامه تزين فمه "أنتِ هنا لأنكِ لا تعرفين متى تتوقفين عن التدخل فى شؤنى لكنني سأقولها مرة أخيرة: اذهبي."
لم تستجب، بدلاً من ذلك، أخرجت حقيبة صغيرة من قماش كانت تحملها، وضعتها أمامه وفتحتها لتكشف عن أدوات حلاقة قديمة
"إذا كنت ستعاملني ببرود، فليكن
لكن لن أتركك بهذا الشكل انظر إلى نفسك، رعد؟
أنت تبدو كأنك خرجت للتو من كهف
مظهرك متوحش الا يكفى من تبثه من رعب فى قلوب القطيع؟
عقد حاجبيه بلوم ، وبدا كأنه على وشك طردها بالقوة، لكنه لم يتحرك
اقتربت لينا ببطء، وكأنها تعلم أنها تسير على حافة الخطر، وضعت يدها على كتفه، دفئ لمستها كان غريبًا في مواجهته البرودة التى تجتاح صدره "اسمح لي."
تردد لثوانٍ، ثم أغمض عينيه وأخذ نفسًا عميقًا، لم يقل شيئًا، لكنه سمح لها بالبدء.
جلست خلفه، وسحبت مقعدًا خشبيًا صغيرًا لتجلس عليه، أمسكت بالمقص أولاً، وبدأت بقص شعره الطويل المشابك، كانت حركاتها دقيقة لكنها حذرة، كأنها تخشى أن تطعن جزءًا من روحه المكسورة مع كل خصلة تسقط.
"شعرك أطول مما توقعت..." تمتمت بخفوت، لكن رعد لم يرد، عينيه ما زالتا متعلقتين بالغروب.
بعد أن انتهت من قص الشعر، بدأت بتمرير شفرة الحلاقة على لحيته، ملمس وجهه القوي تحت أصابعها كان بارزًا، وكل حركة كانت مدروسة لتجنب أي خدش.
"أنت أفضل بكثير مما تظن، رعد." قالت وهي تزيل الطبقة الأخيرة من اللحية.
رد عليها أخيرًا، صوته منخفض لكنه لا يزال قاسيًا: "توقفي عن الحديث، لينا، إنه مجرد شعر."
عندما انتهت، تراجعت خطوة للوراء لتتفحص عملها، ها أنت ذا نظيف وجاهز تبدو جميلا ومذهلا
نهض من مكانه، مرر يده على وجهه وشعره، ألقى عليها نظرة قصيرة قبل أن يتجه نحو السلالم المؤدية للأسفل
وهو يتمتم مهما فعلت لن اغفر لك ابدا
كونى شاكره اننى اسمح لك بالعيش داخل القصر
شعرت لينا ان الدموع ستساقط من عيونها، لازال ادم يحمل والدها مسؤلية قتل عائلته
انه يعرف ان لا ذنب لها
حتى بعد أن رحلت عائلتها خوفا من انتقام رعد قررت البقاء فى القصر وتعيش قربه
ركضت لينا نحو غرفتها
وغرفتها داخل القصر تفوح منها رائحة الهدوء والعزلة، ليست غرفة مترفة كغرف الأخريات، بل هي غرفة ذات طابع فخم لكن غير مبهر، تقع في ركن هادئ بعيد عن باقي أرجاء القصر، جدرانها مغطاة بألوان دافئة من البني الداكن والذهبي، مع نافذة كبيرة تطل على الحديقة التي تمتلئ بأشجار الورد والنباتات العطرية، الأثاث بسيط ولكنه ثمين، يكسوه الطابع الملكي من الدرجة الأولى، مع مراعاة أنها تفضل الجمال البسيط.
بداخل الغرفة، تجد رفوفًا تحتوي على كتب قديمة ودروع وعناصر تذكارية تخص عائلتها. سريرها عميق، تغطيه أغطية ناعمة لونهما مزيج من الأزرق الداكن والفضي، مما يضفي على الغرفة جوًا من السكينة. وعلى الطاولة الصغيرة بجانب سريرها، هناك دائمًا وعاء صغير يحتوي على الزهور المقطوفة من الحديقة، التي تحرص لينا على الاعتناء بها بنفسها.
القت لينا بجسدها على السرير وراحت تشهق وتبكى ان المستقبل الذى ينتظرها قاتم مثل الماضى ولا جديد يذكر
---______
في أحد أبراج المدينة الزجاجية العالية، وقف "آدم"، مدير الشركة، أمام طاولة الاجتماعات الفاخرة، المقاعد كانت فارغة، لكن الملفات كانت جاهزة، والتوتر كان واضحًا.
قال بصوت قوي وهو ينظر إلى مساعدته:
"هذا الاجتماع يجب أن يكون مثاليًا. لدينا شراكة جديدة نحتاج لإتمامها بأي ثمن."
بينما بدأت الحاضرين بالتوافد، لم يكن أحد يعلم أن القرارات التي ستُتخذ في هذا المكان ستؤثر على عالم الظلال والوحوش أكثر مما يتخيلون
لكنهم كانو يعرفون ان وحش الاقتصاد الذى يدمر اى شركه تقف امامه سيكون حاضر اليوم
اكتسب رعد شهرته من جبروته ووحشيته، فى الفتره الماضيه اختفى الكثير من منافسيه فى ظروف غامضه
والنتيجه العثور على جسد مهشم ورأس مهروسه
انت فين، كان البيتا ادم يتحدث مع رعد الذى أوقف سيارته الفخمه تحت مقر الشركه ومنح الحارس المفتاح ليضعها
فى الجراش
انا براجع حاجه على التليفون يا ادم وهكون عندك خلال دقائق ابداء انت الاجتماع
كان رعد يعاين هاتفه غير منتبه لطريقه عندما اصتطدم بفتاه شابه تمشى مسرعه
سقطت الفتاه على الأرض وتبعثرت الملفات على الأرض
شعرت ان يدها كسرت وانها خبطت فى جدار وليس جسد بشرى
تفاجأ رعد لكنه انحنى بسرعه يساعدها
همست الفتاه ابتعد عنى، انتبه لطريقك يا اخى انت ايه؟
حيوان!؟
نهض رعد يكتم غضبه لم ينسى انه فى عالم البشر
راقب الفتاه بغضب ثم همس انا اسف ومد يده يساعدها على الوقوف ترددت ليندا لحظه لكن رعد قبض على يدها وجذبها
بسهوله لتتفاجىء ليندا انها التصقت بصدر رعد
ابتعد رعد عنها بسرعه وهو يهمس انا اسف، لم اقصد ذلك
لقد جذبتك بسهوله
ثم اخذ طريقه نحو الدرج، صرخت ليندا انت وغد جدا
لو كنت فى الشارع كنت هعلمك شغلك
تركها رعد ترغى والذئب داخله يهمس لابد أن تأدبها
احضرها إلى عالمك
لم يكن احد فى الشركه يعرف ان هذا الشخص هو رعد نفسه
صاحب الشركات، الوحش الذى يتحدثون عنه
وصل رعد مقر الاجتماع وجلس على مقعد بعيد يتابع
ادم وهو يلقى التعليمات ثم شعر بالملل
نظر من الشرفه ولمح ليندا تعبر الطريق
ترك قاعة الاجتماع وخرج، ربما على ان القنها درس فى الأدب
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبه
الحلقة الثالثة
وقفت ليندا عند الإشارة تنتظر عبور الطريق، ما زال قلبها ينبض بسرعة من اصطدامها بذلك الغريب المتعجرف كانت تمسك بمعصمها الذي بدأ يؤلمها، وتهمس بغضب:
"وقح! كيف يمكن لشخص أن يكون بهذه الصلابة؟ كأنه جدار وليس إنسانًا؟؟
من خلفها، كانت أنفاس هادئة تقترب
"هل أنتِ دائمًا بهذه الفظة؟"
تجمدت للحظة قبل أن تستدير، لتجد رعد يقف خلفها مباشرة، يداه في جيبي سترته، وعيناه الزرقاوان تراقبانها ببرود، كانت ابتسامة خافتة تلامس طرف شفتيه، لكنها لم تكن تحمل أي دفء
تراجعت ليندا خطوة، تحدق فيه بحدة:
"هل تتبعني الآن أيضًا؟ أم أنك قررت مضايقتي بعد أن كدت تكسر يدي؟"
رفع رعد حاجبًا، وكأنه يستمتع بمقاومتها، يراهن نفسه إلى متى قد تتمكن من الصمود لأنه الفا ملكى فأن عنقأة يمكنها ان تدخل عقول الناس اذا رغب ويمكنه ان يسيطر عليهم فكريآ ويدفعهم ان ينفذو اوامره خاصه وانه بشريه ضعيفة
لكنه منع نفسه من استخدام ذلك لازال يراهن على جاذبيتة
"أنا فقط أردت الاعتذار مجددًا... لكن يبدو أنكِ لستِ ممن يقبلون الاعتذارات بسهولة."
عقدت ذراعيها أمام صدرها، متجاهلة الألم في معصمها:
"أنت محق بعض الأخطاء لا يكفيها مجرد اعتذار."
كانت تظن أنه سيغضب أو ينصرف، لكنه ظل واقفًا، ينظر إليها مثل نجمة تراها لأول مره فى السماء فى ليله مظلمه ثم، بخطوة بطيئة، اقترب أكثر، مما جعلها تشعر بعدم الارتياح.
"ما رأيكِ في تعويض؟"
رفعت حاجبيها بدهشة:
"تعويض؟ هل تظن أنك صدمت سيارتي؟ لقد كدت تكسر يدى يا رجل بحق الله من أين لك بمثل تلك القوة؟ همست ليندا فى سرها بصوت خافت، لكن رعد سمعها، حتى لو كان صوتها خافت فأنه يسمعه، حتى لو كانت مجرد أفكار لم تترجم لكلمات فأنه يعرفها
ابتسم رعد، تلك الابتسامة التي جعلت قلبها ينبض بطريقة لم تفهمها ثم، وقبل أن ترد، أخرج بطاقة من جيب سترته ومدها نحوها
"هذا رقم مساعدتي أخبريها بأي شيء تحتاجينه كتعويض، وسأهتم بالأمر."
نظرت ليندا إلى البطاقة بريبة، ثم إلى وجهه، محاولة تحليل نواياه، لكنها قررت عدم إظهار ارتباكها، بل خطفت البطاقة منه، نظرت إليها سريعًا، ثم أعادتها إليه بتحدٍّ.
"لا حاجة لذلك سأتعلم فقط أن أكون أكثر حذرًا في المرات القادمة حتى لا أصطدم بأشخاص متعجرفين مثلك."
راقبها رعد بصمت، ثم أمال رأسه قليلًا وقال بهدوء مخيف
"أتعرفين، ليندا؟"
شعرت بقشعريرة تسري في جسدها عندما نطق اسمها، رغم أنها لم تخبره به أبدًا. كيف عرف؟ ومن هو هذا الرجل أصلًا؟
لكن قبل أن تتمكن من سؤاله، استدار ببساطة واختفى وسط الزحام، تاركًا إياها واقفة هناك، تحمل أسئلة أكثر مما يمكن لعقلها استيعابه وفى يدها تلك البطاقه
نظرت ليندا إلى البطاقه؟ مساعدته؟ من قد تكون مساعدته؟
وما هذا الاسم الغريب، ماجى؟
كيف اختفى بتلك السرعه دون أن الحظه؟
_____
#اسماعيل_موسى
داخل قصر الألفا رعد
عندما دخل رعد القصر، كان المكان هادئًا على غير العادة
لم يكن هناك سوى صوت حفيف الريح عبر النوافذ، وأصوات خفيفة لحركة الخدم، تجاهل الجميع، متجهًا إلى جناحه الخاص، لكن قبل أن يصعد السلالم، ظهرت ماجي من الظلام، تمسك بصينية عليها كوب من القهوة.
"رعد، القهوة خاصتك."
توقفت خطواته ونظر إليها، عيناه كانتا غامضتين، أخذ الكوب من يدها دون أن ينبس بكلمة، لكنه لم يتحرك، بل ظل يراقبها للحظة.
كانت ماجي تقف بظهر مستقيم، عيناها مخفضتان كعادتها، لكنها شعرت بالقلق من صمته الطويل.
"هل هناك أمر تود قوله لي، سيدي؟"
رفع الكوب إلى شفتيه وارتشف رشفة صغيرة، ثم قال بصوت منخفض:
"رأيت اليوم شيئًا... مثيرًا للاهتمام."
رفعت ماجي رأسها قليلاً، لكن ملامحها بقيت جامدة، كما لو أنها تعلم أن أي تعبير خاطئ قد يثير غضبه.
"هل تريد مني البحث عن شيء ما، سيدي؟"
أدار رعد الكوب في يده ببطء، وكأنما يزن أفكاره، ثم همس:
"ليس بعد."
ثم، دون كلمة أخرى، صعد السلالم، تاركًا ماجي تحدق في أثره، وعقلها يعمل بسرعة لفهم ما يعنيه لكنه حفر كلمة اخيرة فى عقلها
مما جعلها تشعر أن هناك شخصًا جديدًا دخل عالم رعد، وأن الأمور لن تبقى كما كانت
اعادت ماجى التواصل عقليا مع رعد حاولت أن تتلصص على عقله ربما يسمح لها لكنها وجدته مغلق مثل صخره تسد فتحة كهف
همست ماجى.. هل من الممكن أن يكون رعد قد نسى رفيقته
____
في مكان آخر، بعيدًا عن ضوضاء المدينة والقصر، حيث تتشابك الأشجار الكثيفة وتحجب السماء، كان كين يتدرب.
داخل ساحة قتال سرية تقع تحت الأرض، كان الصوت الوحيد الذي يُسمع هو ضربات سريعة وقوية تلامس كيس الرمل المعلق في السقف، وأنفاس متقطعة تخرج من صدره مع كل لكمة
كانت يداه ملفوفتين بضمادات خشنة، وقدماه تتحركان برشاقة قاتل محترف، لا يخطئ هدفه أبدًا.
كين لم يكن مجرد مقاتل ماهر، كان شخصًا لديه هدف، وطموح يحترق في عروقه كالجمر
منذ أن كان صبيًا، عرف أن مكانه الحقيقي ليس تحت ظل الألفا، بل فوقهم،كان يرى نفسه أقوى، أذكى، وأكثر جدارة بالسيطرة، لكنه كان يعلم أن القوة وحدها لا تكفي، بل يحتاج إلى خطة، إلى صبر، إلى ضربة واحدة مميتة تسقط رعد من عليائه.
ألقى نظرة على المرآة العاكسة في زاوية الساحة، شعره الداكن كان يتعرق، وعضلاته المشدودة تتحرك بسلاسة نظر إلى نفسه كما لو كان يختبر قوته، ثم ابتسم ابتسامة باردة
في زاوية الغرفة، جلست كيا، عيناها زائغتان، يداها مكبلتان بالأصفاد الحديديه
كانت فتاة جاما من القطيع ، جميلة رغم الهالات السوداء التي أحاطت عينيها، لم تكن تعرف عدد الأيام التي قضتها هنا، ولا السبب الحقيقي الذي جعل كين يحتفظ بها، لكنها عرفت شيئًا واحدًا: أنها لم تكن هنا بمحض إرادتها.
كان كين ينظر إليها بين الحين والآخر كما لو كانت شيئًا لا يخصه، لكنه في الوقت نفسه لم يكن مستعدًا لتركها ترحل كان وجودها جزءًا من خطته، وربما، في لحظة ما، ستكون هي السلاح الذي يستخدمه ضد رعد
"هل ستقتلني في النهاية؟" همست بصوت جاف.
لم ينظر إليها كين، بل واصل تمارينه، جسده ينطلق في الهواء قبل أن يسدد ركلة جانبية قوية حطمت لوحًا خشبيًا إلى نصفين ثم استدار نحوها ببطء، عيناه باردتان كالجليد.
"هذا يعتمد عليكِ، كيا."
ارتجفت لم يكن تهديده مباشرًا، لكنه حمل ما يكفي من المعاني لجعلها تبتلع ريقها بصعوبة.
اقترب منها كين، ركع أمامها، ورفع ذقنها بأصابعه، ثم همس:
"هل تعرفين ما يجعل الشخص قويًا؟ أنه لا يتردد عندما يحين وقت اتخاذ القرار."
نظرت إليه بعينيها الواسعتين، وداخلها ألف سؤال لم تستطع نطق أي منها.
"ورعد؟" سألته بصوت مرتجف.
ضحك كين، ضحكة قصيرة لكنها كانت تحمل سخرية مريرة،
"رعد؟ سيسقط.، قريبًا جدًا."
وقف مجددًا، وعاد إلى التدريب، بينما بقيت كيا في زاويتها، لا تعلم إن كانت مجرد قطعة شطرنج أخرى في لعبته... أم أنها ستصبح شيئًا آخر تمامًا
تعرق كين وراح يسعل، كان انتهى من تدريبه وجلس جوار كيا وضع رأسه فى حضنها
وهمس اعرف انك تكرهينى وانه اذا سنحت لك الفرصه لقتلى ستفعليها دون تردد
لكننى الالفا خاصتك وانت مجبره على طاعتى
همست كيا بضعف اعرف
الأن ستمنحينى نفسك كيا مره اخرى دون أن اجبرك، ارتعش جسد كيا وهمست ارحمنى
تقلص جسد كين وشهق ثم تغير لون عينيه إلى الأخضر الفاتح وتغير صوته كان ذئبه قد تمكن من السيطره على كين والظهور رفع رأسه ونظر إليها
ثم وضع يده على خدها، انتفضت كيا بخوف لكن كين همس انه انا كين محبوس فى الداخل لا تخافى منى
سمحت له كيا ان يقترب عندما شعرت بالحنيه فى صوته
اعرف ان كين يعاملك بقسوه انا اسف
ثم همس بغضب انظر إلى ما فعلته بها؟
ارتاحت كيا فى حضن كين عرفت ان ذئبه من يتحدث الان
اعتذر كيا اعدك ان ابذل قصارى جهدى لمنع كين من ايذائك
همست كيا لماذا لا تكون انت دوما؟
انا اكره كين الآخر؟
أحدنا يسيطر على الآخر يا كيا انها فترات انا اسف، اسف
شهق كين مره اخرى وتغير لون عينيه
كانت كيا فى حضنه عندما دفعها بغضب وصرخ اغربى عن وجىهى
_________
خرج نوار اخ رعد من ركن الغرفه المظلم، كان نوار اخ رعد غير الشقيق وكان يتمتع بذكاء خارق
ويقدم النصح إلى رعد ويدرس أوضاع القطيع
رعد... نحتاج ان نتحدث
همس رعد ليس الآن نوار عقلى متعب وارغب بالنوم
هناك امر ملح يا رعد يجب أن تراه وشخص عليك مقابلته
وكلام لابد أن تسمعه
القى رعد جسده على السرير، تصرف انت يا نوار لقد انتهيت من كل ذلك الهراء
اختفى نوار فى الظلام مثلما ظهر
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
الرابعة
اشعل رعد لفافة تبغ وهو يقف فى الشرفه بصدر عارى ، امامه كانت تمتد الخضرة الواسعه وهناك كانت البحيره تغنى وتسبح فيها الأوزات بسلام ، لسعته نسمة هواء بارده وشعر بانتعاشه، حدق رعد بالعشب النامى فى حديقة القصر الملكيه ثم قفز على الأرض وتحول لذئب، منذ شهور لم يركض فى الخلاء حتى كاد ان ينسى طبيعته الحقيقيه، عليه كالفا قائد للقطيع ان يعرف أسرار شعبه، ركض رعد داخل الغابه بكل سرعته يمر بين أشجار الغابه كالريح، ركض بمحاذاة البحيره ثم توقف بعد أن تصبب جسده عرقأ، قابلته بعض الذئاب لكنها لم تتعرف عليه
سلالتة رعد الملكيه تمكنة ان يتجول بين هيئتين، ذئب عادى وذئب ضخم ملكى
جلس على جانب البحيره يستمع للغابة والطبيعه مغمض العينين يدندن ترانيم القدماء، سمع صوت خطوات تقترب من خلفة وهمس يدور بين ذئبتين
انت؟ همست واحده من الذئبات أيمكنك ان تبتعد عن الصخره؟
لما؟ اجاب رعد بعيون مغلقه
قالت الذئبة لأننا نجلس هنا دومآ وانت تحتل مكاننا
رفع رعد ساقه، اعتذر لكن لا يمكننى التحرك الأن
قالت الفتاه بعصبيه لكن شاطيء البحيره طويل اختار مكان آخر!
قال رعد.. يمكنك انت ايضا ان تختارى مكان آخر يا سيدتى
قال صوت رقيق خافت لكننا نحب هذا المكان من فضلك تنحى جانبآ؟
سمعآ وطاعه همس رعد وهو يزيح نفسه لكن ليس بصوره كامله بما يكفى لجلوس شخص واحد
قال صوت رفيع، اترغب منى انا ناجينا ابنة سيد الغابه ان اجلس جوار ذئب حقير مثلك؟
دعينا نرحل يا ناجينا همس صوت ناعم، سنجد مكان آخر بعيد عنه
ذئب وقح صرخت ناجينا وهى تهز زيلها الناعم وتمشى جوار لونتانا
اشتمهم رعد، عرف انهم مجرد فتاتين تحولتا لذئبتين للتو وكان يشعر بالضيق والممل فقر ان يتلاعب بهما
يمكن لرعد ان يتحكم فى بعض عناصر الطبيعه، الغابه تخضع له والظلال
اغمض رعد عينيه ولم تمضى سوى لحظات حتى شعرت الفتاتين باقدام ذئب ضخم تتحرك بين الأشجار
لم تبالى ناجينا لكن لونتانا شعرت بالخوف وهمست، ماذا لو كان ذئب ضخم واخضعنا؟
قالت ناجينا نحن ذئبتين ويمكننا ان نقاتل وندافع عن نفسنا
لكن الذئب الذى ظهر امامهم لم يمنحهم الاختيار
ذئب عملاق جعلهم يركضون برعب نحو رعد
همس رعد عندما اقتربو، لماذا عدتم؟ غيرتم رأيكم؟
قالت لونتانا بنبره رقيقه
نحن متأسفتين سيدى لكننا نحتاج مساعدتك، من فضلك انقذنا من الذئب الضخم
قال رعد لما أفعل ذلك؟
كنت ذئب وقح قذر منذ لحظات؟
قالت ناجينا خلى قلبك كبير أيها الذئب المحترم فنحن مجرد شابتين متهورتين
راح رعد يضحك فى سره وهمس حسنا اذا كنتا ترغبا فى التخلص من الذئب الضخم اغمضا عيونكم فأنا لا اريد ان تشاهدو ما سأفعلة به
اغمضت ناجينا ولونتانا عيونهم وعندما أمرهم رعد بفتحها
كان لا يزال جالس على الصخره مثلما تركوه
لكن الذئب الضخم كان قد اختفى
صرخت ناجينا كيف فعلت ذلك بتلك السرعه
انا ساحر همس رعد بصوت واثق والان عودا إلى بيتكم
إلى قصر والدك ملك الغابه
همست لونتانا انا خائفه هل يمكنك ان ترافقنا إلى القصر؟
قال رعد حسنا قودا الطريق سأسير خلفكم
قالت ناجينا لا، حينها يمكنك أن تراقبنا وتراقب جمالنا
سر انت امامنا
فى تلك اللحظه تواصلت ماجى خادمة رعد مع، أخبرته انها تلقت اتصال من فتاه تدعى ليندا تسأل عنه وتطلب مساعدته
أمرها رعد ان تتولى المسؤليه ان تساعدها نيابه عنة وتلبى كل طلباتها
وهو يسير داخل الغابه شعر رعد بأمر غريب
كان نوار يستدعيه على وجه السرعه لأمر هام
عندما لمح رعد قصر الفتاتين تركهم بعد أن طلب منهم ان يرسلو تحياته لوالد ناجينا ملك الغابه
قولى له رعد يرسل تحياته
وقبل ان ينصرف لمح ذئبه شابه تقف فوق التله تصوب عينيها عليه
الذئبة التى ركضت نحوه بكل سرعه وعندما وصلت صرخت فى ناجينا هل ضايقكم هذا الذئب الأحمق؟
همست لونتانا لا
جيد، هسمت الذئبه وهى تتشمم رعد وشعرت انها أقوى منه لان رعد كان فى هيئة ذئب عادى
ثم صرخت ارحل من هنا وادعو الله ان لا أراك مره اخرى
قال رعد، ماذا سيحدث اذا رأيتنى مره اخرى
قالت الذئبه سأقطع عنقك
اطلق رعد ضحكه وهمس سمعا وطاعه
ثم اختفى داخل الغابه.
كان نوار يجلس فى القبو رفقة ذئبه متمرده تمتلك أجمل شعر رأه ادم فى حياته
كانت امامهم خريطه وقماشه وبعض الأعشاب الغريبه
نهض نوار بسرعه امام رعد
كان رعد ينظر تجاه الذئبه عندما همس نوار
باتريكا تقول ان لديها معلومات عن رفيقتك
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
٥
حدّق رعد في الذئبة الجالسة أمام نوار، عيناها تلمعان بحدة، وشعرها الأسود الطويل ينسدل بحرية فوق كتفيها،كانت مختلفة، واثقة، وعلى وجهها لمحة من الغموض الذي لا يحبّه.
باتريكا، الاسم وحده لم يعجبه، لم يكن يثق في الذئاب التي تمتلك الكثير من الأسرار،ثم إن هناك شيء غريب حول تلك الذئبة
'' لا يستطيع رعد قرائتها ''
لأنه ذئب ملكى يمتلك القدره لاختراق عقول الجاما لكن تلك الذئبة وجد فى عقلها حائط يصده.
تقدّم ببطء حتى صار أمامها ثم همس:
"أي معلومات لديكِ عن رفيقتي؟"
ابتسمت باتريكا ابتسامة خفيفة، ولم ترد فورًا، وكأنها كانت تستمتع بتعذيبة
ثم رفعت يدها فوق القماش الممتد أمامها على الطاولة، ومرّرت أصابعها على الخريطة كأنها تداعب صدر رجل عارى
"أعرف أين كانت آخر مرة قبل أن تختفي."
شعر رعد بأنفاسه تتباطأ للحظة،لا أحد يعرف أين ذهبت، لا أحد وجد أي أثر لها، منذ أن رحلت، كان كل شيء غامضًا، فارغًا، خانقآ، مميتأ، لكنه لم يكن مستعدًا لإظهار أي ضعف أمام باتريكا.
"تكلمي."
مرّت لحظة من الصمت، ثم انحنت باتريكا قليلًا للأمام وهمست:
"لكن المعلومات ليست مجانية."
كانت الجملة كافية ليشعر رعد برغبة في تحطيم الطاولة بينهما فى سحق جمجمتها اللعينه
"تريدين صفقة؟"
سألها بصوت هادئ، لكنه كان ممتلئًا التحذير :
"ليس صفقة بالضبط." قالت وهي تميل برأسها قليلًا، وهى تراقب ردة فعلة، اعتبرها خدمة صغيرة. تفعلها من اجلى ، أخبرك بكل شيء."
نظر نوار بينهما، مستشعرًا التوتر في الهواء.
"وما الذي تريدينه؟"
ابتسمت باتريكا ببطء، ثم أشارت بإصبعها إلى بقعة صغيرة على الخريطة
"أريدك أن تحضر لي شيئًا من هنا، لا تسألني لماذا، فقط افعلها."
نظر رعد إلى النقطة التي أشارت إليها، كانت في عمق أراضي لم يجرؤ أحد على دخولها منذ سنوات، مكان كان محرمًا، حتى على الذئاب الملكية
ثم
رفع رعد عينيه إلى باتريكا، لكنه لم يقل شيئًا.
حدّق في النقطة على الخريطة، ثم في عيني باتريكا. كانت تراقبه بتركيز، تنتظر قراره.
نوار لم يكن مرتاحًا، ولم يكن عليه أن يقول شيئًا حتى يدرك رعد ذلك، لكنه لم يقاطع، فقط ظل يراقب بصمت.
"أراضي الغرباء؟" همس رعد أخيراً بنبرة صوت بارده
"أراضي المهجرين." صححت باتريكا وشفتيها ترسمان شبه ابتسامة.
لم يعجبه المصطلح، لكنه لم يناقشها فيه، كل ذئب يعرف أن من يعيش هناك ليس له ولاء، ليس له انتماء، فقط مجموعات مشتتة، ضائعة، تعيش على الحافة، ولا تثق بأحد، هناك حيث تعيش حتى كائنات لم يسمع عنها احد، أرض ضياع مهجوره وموحشه
"ماذا يوجد هناك ؟"
"شيء يخصني، هذا كل ما تحتاج معرفته."
نوار زفر بصوت خافت، ثم استقام واقفًا:
"هذه ليست لعبة يا باتريكا."
"ولا أنا هنا للعب يا نوار قالت بهدوء، ثم عادت لتنظر إلى رعد، الذي لم يكن قد قال نعم بعد، لكنه أيضًا لم يرفض.
كان بإمكانه أن يرفض، ببساطة، كان يمكنه أن يخرج من القبو ويدعها تغرق في أسرارها، لكنه لم يفعل، لأن اسم رفيقته قيل على لسانها، ولأن حتى أضعف خيط قد يقوده إلى إجابة
مرّر أصابعه فوق الطاولة، فوق الخريطة، فوق النقطة التي أشارت إليها.
ثم رفع عينيه وقال:
"كم لديّ من وقت؟"
ابتسمت باتريكا.
"خمسة أيام."
كانت باتريكا صبورة، لم تستعجل رعد ليقبل، لكنها أيضًا لم تخفِ ارتياحها حين سأل عن الوقت، هذا يعني أنه سيذهب، أو على الأقل يفكر بالأمر.
أخرجت من جيبها صورة مطوية، وضعتها أمامه ببطء، لم تكن صورة واضحة، مشوشة بالأبيض والأسود، وكأنها مأخوذة من كاميرا مراقبة رديئة.
"أريد هذا الرجل."
نظر رعد إلى الصورة،كانت لشخص يقف في زاوية شارع ضيق، ملامحه غامضة، لكنه بدا بشريًا تمامًا، لا شيء يوحي بأنه ذئب أو أنه يشكل تهديدًا واضحًا.
رفع رعد عينيه إلى باتريكا، ينتظر تفسيرًا.
"إنه هناك، في أراضي المهجرين." قالت وهي تضغط بأصابعها على الصورة، "وأريده حيًا."
نوار عبس، بدا مستعدًا للاعتراض، لكن رعد سبقه بسؤال آخر:
"لماذا؟"
هنا فقط، للمرة الأولى منذ بداية الحديث، تلاشت ابتسامة باتريكا. تراجعت في جلستها قليلًا، نظرت إلى الصورة نظرة قصيرة قبل أن تعود إليه.
"هذا ليس من شأنك."
راقبها رعد بصمت، لم تعجبه الإجابة، ولم تعجبه الطريقة التي تفادت بها النظر إليه بعد قولها، كان بإمكانه أن يسحقها، ان يعذبها حتى يحصل على المعلومات ، لكنه لم يفعل. ليس الآن.
"خمسة أيام؟" كرر ببرود.
"خمسة أيام." أكدت باتريكا.
وقف رعد، التقط الصورة ووضعها في جيبه، ثم استدار نحو الباب.
قبل أن يخرج، أضاف دون أن يلتفت إليها:
"إذا كان هذا الرجل يستحق العناء، فعليه أن يكون حيًا حين أصل إليه."
ثم غادر.
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
6
كان واضحًا أن باتريكا لا تريد أن يعرف أحد عن المهمة، وهذا وحده جعل رعد أكثر حذرًا
لكنه لم يسألها المزيد، ليس بعد هناك أشياء تُكتشف في وقتها، وهناك أشياء يفضل المرء ألا يعرفها أبدًا.
حين خرج من القبو، كان الليل قد حلّ، وكانت الرياح تحمل معها رائحة الأرض المبللة، استنشق الهواء بعمق، ثم أخرج الصورة من جيبه وتأملها مجددًا.
لم يكن هناك الكثير ليُرى—مجرد رجل يقف عند زاوية شارع ضيق، وجهه غير واضح، لكن هناك شيئًا في وقفته جعله يبدو مختلفا، لم يكن مجرد شخص عابر، لم يكن يبدو مريحًا في مكانه، وكأنه يعرف أن هناك من يراقبه.
أعاد رعد الصورة إلى جيبه، ثم سار في اتجاه الغابة، خطواته هادئة لكن ذهنه لم يكن كذلك.
إذا كان هذا الرجل مهمًا بما يكفي لتخاطر باتريكا بإشراكه في الأمر، فهذا يعني أنه ليس مجرد بشري عادي
رعد لم يكن ساذجًا ليصدق أن الأمر بسيط،لم تكن باتريكا لتطلب منه إحضار رجل مجهول من أراضي المهجرين، سِرًا، وحيًا، دون أن يكون لهذا أهمية بالغة.
.
بعد يومين، وبينما كان يستعد للتحرك، جاءه نوار بخبر لم يكن يتوقعه.
"الرجل في الصورة ليس بشريًا."
توقّف رعد عن ترتيب أغراضه وحدّق في نوار.
"ما الذي تقصده؟"
وضع نوار أمامه نسخة أخرى من الصورة، لكنها لم تكن مشوشة مثل تلك التي أعطتها له باتريكا،في هذه النسخة، كان بإمكانه رؤية تفاصيل أكثر، الملامح كانت بشرية... لكن العينين؟
كانتا سوداوين بالكامل، بلا بياض، بلا تعبير.
"ما هذا؟" سأل رعد بهدوء، رغم أن داخله كان ممتلئًا بالأسئلة.
"لا نعرف." قال نوار، "لكن هناك شائعات في أراضي المهجرين. بعضهم يقول إنه ليس واحدًا منهم، وأنه ظهر هناك قبل أسابيع فقط، بلا تاريخ، بلا ماضٍ."
نظر رعد إلى الصورة مجددًا.
إذا لم يكن الرجل بشريًا، فماذا يكون ؟ ولماذا تريده باتريكا حيًا؟
همس نوار
تعرف ان أرض المهجرين ملعونه انصحك ان لا تذهب!
لقد اتت على ذكر رفيقتى يا نوار دون خوف منى
قد تكون باتريكا متهوره لكن لا اعتقد ان تكون غبيه لتبرم صفقه كاذبه مع الالفا الذى يحكمها
هناك شيء اخر همس نوار وهو يتوارى بين الظلال كعادته
باتريكا ليست ذئبه عاديه
هل رأيت العلامات على جسدها؟
اى علامات تسأل رعد، علامات التعذيب يا رعد، لقد رأيت شكلها وقرأت عنها قبل ذلك
تلك العلامات كانت فى عصور قديمه ولم ارها ولا مره فى حياتى وانا لست مرتاح لباتريكا
ولا انا.. همس رعد وهو يعانق أخاه، لكن الإمر يستحق صدقنى
#اسماعيل_موسى
_____
كانت الغرفة شبه مظلمة، سوى من ضوء الشمعة التي تتراقص ظلالها على الجدران الحجرية،جلست باتريكا على الكرسي الخشبي القديم، ساق فوق الأخرى، تتلاعب بسيجارة لم تشعلها بعد، وعيناها مثبتتان على صورة الرجل التي وضعتها أمامها على الطاولة.
لم تكن بحاجة إلى النظر مجددًا،كانت تعرف ملامحه عن ظهر قلب.
مرّرت أصابعها فوق وجهه في الصورة، ببطء، كأنها تلمسه.
"كيف عدت؟"
همست بالسؤال لنفسها،( أو له،)( أو للهواء من حولها) م تكن تتوقع أن تراه مجددًا، لم يكن مفترضًا أن يكون هنا، في هذا الزمن، في هذا العالم حتى.
شدّت على السيجارة بين أصابعها، ثم رمتها جانبًا ونهضت، تدور في الغرفة كذئب محاصر.
"إذا كنت حيًا..."
توقفت، زفرت، وحدّقت في صورتِه من جديد.
لم يكن بشرًا ولم يكن ذئبًا
كان شيئًا آخر.
شيئًا قديمًا.
شيئًا لم يكن يجب أن يعود.
عادت باتريكا إلى مكانها، جلست ببطء على الكرسي، عينيها تراقبان الصورة كما لو كانت تبحث عن شيء مختبئ فيها
هناك شيء في وجهه جعلها تشعر بشيء غير مريح،شعور غريب بالانجذاب والتردد، كما لو كانت تقف على حافة شيء ما، شيء عميق ومظلم.
"ماذا كنت تفعل هناك؟" همست، بينما عينها لا تفارق تلك الصورة المشوشة.
كانت تعلم أنه ليس مجرد شخص ضاع في أراضي المهجرين كان جزءًا من شيء أكبر، أقدم، شيء يتحضر للعودة منذ أجيال مضت
كان الرجل، إذا صح القول، حلقة مفقودة في سلسلة لم تكتمل بعد. سلسلة بدأت منذ سنوات بعيدة، قبل أن ينقض العهد
مرت يدها على حواف الطاولة الخشبية، وعينيها ترفضان ترك الصورة، فكرت في المرة الأولى التي رأته فيها، كان في تلك الزاوية الضيقة، يختفي في الظلال، لكنه كان يُراقبها كما لو أنه يعرفها.
لكن ما الذي يربطها به؟
أغمضت عينيها، كأنها تحاول استحضار لحظة تائهة في الذاكرة، لحظة قد تكون مفتاحًا لكل هذا، لكنها لم تستطع.
"هل أنا الوحيدة التي تعرف ما هو؟" قالت بصوت خافت.
ثم تذكرت اللحظة التي التقت فيها مع ذئبٍ قديم، ذئبًا ليس من جنسها، ربما من زمنٍ بعيد، وكان قد همس في أذنها قبل أن يختفي:
"إنه لا يُنسى، باتريكا."
ارتجفت قليلاً، وفتحت عينيها لتجد نفسها عائدة من التفكير في المجهول، لكنها كانت تعلم أن الرجل، مهما كان، ليس فقط جزءًا من ماضيها... بل جزءًا من مستقبلها أيضًا.
كان مهمًا لأنها كانت تعلم أنه إذا استطاعت أن تعيده، فهي أيضًا ستتمكن من تغيير الكثير. ربما كل شيء.
"لك وحدك، إذا أردت." قالت بصوت هادئ، لكنها كانت تعني نفسها.
____
صفحة الكاتب على الفيس بوك باسم اسماعيل موسى
كان رعد يعرف ان أرض المهاجرين
ليست أرضًا بالمعنى الذي يألفه الناس، بل شظية منسية من عالم لم يعد يعرف لمن ينتمي
تمتد كرقعة شاسعة من التربة الجافة، مزيج غريب بين الرمال المتحركة والأرض الصلبة التي تعاند خطوات العابرين
الهواء فيها ساكن، لكنه محمل برائحة قديمة، مزيج من الرماد والملح والعرق، كأنها احتفظت بذكرى كل من مروا بها دون أن يتركوا أثرًا
لا طرق ممهدة هنا، فقط مسارات وُلدت من كثرة الأقدام التي مشت فوقها، تتغير مع الزمن كما لو كانت ترفض أن تنتمي لأحد
في النهار، الشمس لا ترحم، تتسرب أشعتها إلى الجلد كإبر حادة، كأنها تريد محو كل ضعف ممن يجرؤون على البقاء.
وفي الليل، تتحول الأرض إلى كائن صامت، بردها قاسٍ كأنه يختبر صلابة العابرين، والسماء فوقها سوداء بلا نجوم، كأنها غطاء منسي فوق عالم لم يعد ينتظر ضوءًا.
كل ما سمعه رعد عن أرض المهاجرين وصله من عمه الهنطاع
الذئب الملكى الذى رفض تولى حكم الذئاب وتركه لوالده
كان الهنطاع ذئب مهيب يرفض الخضوع للقوانين وكان رعد يحبه ويركض اليه كلما عاد من أرض غريبه او رحله
وكان الهنطاع يتحدث معه عن مغامراتة الا تلك المره التى عاد فيها الهنطاع من أرض غريبه لم يصلها غيره
كان صامت لحد بعيد وطويل الشرود حتى انه لم يحكى لرعد عن مغامرته
لقد عاد الهنطاع ذئب اخر واختفى غروره وكان لا يتحدث مع أى ذئب او انسان
داخل القصر كان الهنطاع يصرخ أثناء نومه ويهب مفزوع مرتعب
ثم يتحدث لاطياف غير موجوده حتى فقد الهنطاع عقله وانتحر داخل النهر
كان يظن انها ارض وهميه حتى ظهرت باتريكا
همس رعد اللعنه ثم تحول لذئب ضخم وركض داخل الغابه
كان كلما شعر بالغضب ركض مثل الريح ينفث عن غضبه
عبرته نسمات الريح وهمسات الغابه حتى اشتم رائحتها
كانت تلك الذئبه التى حذرته ان يظهر مره اخرى داخل مناطقها
تخلى رعد عن هيئتة الذئبيه الضخمه لم يرغب فى ارعابها بسهوله
كانت الذئبة تحفر بقدمها داخل الأرض وتضع علامتها
راقبها رعد ذئبه معتده بنفسها ومغروره ثم خرج من بين الأشجار
استدارت الذئبه والتمع شعرها الامع فى اشعة الشمس
انت؟
لوحت الذئبه بسخريه ماذا تفعل هنا؟، لقد حذرتك
كان انفها دقيقه واعتقد رغد ان عمرها ربما الخامسه والعشرين العمر المحبب له
قال رعد من حقى ان اتجول فى الغابه كيفما اشاء
ابتسمت الذئبه ابتعد عن هنا، لا تثير غضبى؟
غرس رعد قدميه فى الأرض وهمس دعينا نرى إلى اى مدى قد يصل بك غضبك
كشرت الذئبه عن انيايها وركضت تجاه رعد الذى تفادها بخفه وصفعها على مؤخرتها بطريقه مبتذله
اغتاظت الذئبه وصرخت، انت ذئب ميت ثم قفزت نحو رعد الذى تلقفها فى الهواء ثم طبع قبله طويله على فمها قبل أن يضعها على الأرض بيسر
ارتعش جسد الذئبة، اشتم رعد انوثتها، سمع الذئبة داخلها تتحرك
اشتبكت الذئبة مع رعد الذى كبل يديها بسهوله واجبرها ان تظل ملتصقه به
حتى ظهرت ماجى بين الاشجار، كانت ماجى ذئبه متمرده زيلها طويل مفرود
تواصلت مع رعد، اعتذر عن مقاطعتك يا زعيم لكن الفتاه البشريه ترغب برؤيتك
ليندا سأل رعد
ايوه ليندا
همس رعد استضيفيها داخل القصر واحسنى ضيافتها
لن أراها الان
لدى مهمه اقوم بها
لم تسأله ماجى إلى أين سيذهب، ولم يكن عليها ذلك، كانت تعرف أن الرحلات التي يقوم بها وحده لا يجب أن يعرف عنها أحد.
"هل أحضرتِ ما طلبته؟" سألها بصوت منخفض.
أومأت ماجي، ثم أشارت إلى الحقيبة الجلدية الثقيلة التي وضعتها على كتفها
ترك رعد الذئبه المصدومه تسقط على الأرض فى لمح البصر وصل ماجى
امسك الحقيقه وفتحها وتفحص محتوياتها:
خريطة قديمة، ليست لأي أرض يعرفها، ولكنها الدليل الوحيد إلى المكان الذي يقصده.
سكين ذو مقبض منحوت، أقدم من أي سلاح آخر يملكه، له قصة لا يرويها لأحد.
قارورة زجاجية صغيرة تحتوي على سائل قاتم، هدية من نوار، لم يسأل عن مكوناته، لكنه يعرف أنه سيحتاجها.
قطعة قماش سوداء كانت تخص رفيقته الراحلة، لا تفيده بشيء مادي، لكنه لم يستطع تركها.
ارتدى رعد معطفه الداكن، ثم ربط الحقيبة حول جسده. كان على وشك المغادرة حين همست ماجي:
"هل ستعود؟"
نظر إليها للحظة، ثم قال دون أن يدير رأسه:
"إذا لم أعد، فأنتِ تعرفين ماذا تفعلين."
ثم اختفى في الظلام، تاركًا وراءه قصرًا يعرف أنه قد لا يعود إليه كما كان وخادمه تملأئها الشكوك
وذئبه متمرده تحملق بزهول
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
7
لم يأخذ حصانًا، ولم يرافقه أحد هذه الرحلة لم تكن لمخلوقات أخرى غيره.
سار بين الأشجار بخطوات ثابتة، عيناه تمسحان الطريق أمامه دون أن تتوقف، كانت الغابة في هذا الوقت مختلفة—أكثر هدوءًا، أكثر حذرًا، وكأنها تدرك أنه في طريقه إلى مكان لا يعود منه الكثيرون
لم يكن على عجلة، عرف أن الاستعجال في مثل هذه الأمور خطأ، وأن من يندفع بلا تخطيط لن يصل إلى حيث يريد
عندما شعر أن الشمس بدأت تهرب بظلالها ، توقف عند جدول ماء، انحنى وملاء راحته بمائه البارد وشرب ببطء
كان نوار معه داخل عقله لكنه لم ينجح حتى الأن فى معرفة أسرار باتريكا
الغريب ان باتريكا حضرت إلى القطيع منذ أكثر من عام واجتازت الاختبارات واثبتت انها ذئبه مطيعه ولم يبدو عليها اى من أمارات التمرد
ولم تقم بأى رحلات خارجيه سوى رحله واحده إلى مناطق ذئاب القطيع الصخرى...
هز رعد رأسه وهو يهمس كين.. كين ؟اذا ثبت انه متورط قتله لن يكن كاف بالنسبه لى؟
همس نوار اعرف العدوات التى بينك وبين كين لكن كين بريء من تلك القصه
اخر مكان رصدت فيه باتريكا كهف قديم مندس داخل الجبال يدعى كهف لازيخ
كهف كانت تقطنه ساحره قبل أن يقوم والدنا بقتلها او هكذا يقولون لأنها اختفت ولم تظهر مره اخرى
حسنآ همس رعد كن على اتصال معى ومع ادم
ثم أنهى الاتصال وانطلق بحوافره القويه ربما عليه زيارة كهف لازوخ ربما عليه زيارة كين وتأديبه
وصل رعد أرض القطيع الصخرى لم يعترضه الحراس
سمحو له دخول القصر وكان كين يتدرب مع قطيعه
بعضلاتة المنحوته القويه
اهلا بالالفا همس كين بسخريه :..
لو كنت اعرف حضورك ربما كنت اعددت لك وليمه لكن كما ترى فأنا مشغول
توقف رعد على جانب لا يعرف ما الذى يمنعه من قتل كين
ربما مسؤوليته امام القطيع
واحترام القوانين التى تمنع قتل الفا
اين الفتاه سأل رعد بغضب
لما؟
آجاب كين بملا مبلاه
لاننى لازلت اسمع صوت صرخاتها كل ليله
ابتسم كين اعتذر يا زعيم لكن الميجا تمنحنى نفسها بارادتها ولا ارغمها على شيء
ربما أخطاء حدثك تلك المره وربما هى تستمتع بعذابى
سأسمع ذلك من فمها يا كين واعرف كيف تتحدى اوامرى!؟
من بين الصفوف خرجت فتاه هزيله متعبه تمشى بترنح
كانت تعانى من سوء تغذيه
انت كيا؟
نعم الفا، ركعت الفتاه امام رعد وقبلت ساقه
هذا الالفا يعذبك؟
همست كيا بضعف، لا يا الفا انا امنحه نفسى بطيب خاطر
شعر رعد بالاسى لا يعرف كيف يقبل شخص الذل من شخص يحبه
سأمر الخدم باعداد غرفه لك داخل قصرى يا زعيم همس كين بسخريه
ليس الآن صرخ رعد بصوت اراده صاخب
اريد قصاص أثر يا كين
نظر كين تجاه قطيعه، كما ترى يا زعيم، قطيعى مسالم ولا شأن له بالحرب
الا ان ذئبه صغيرة خرجت من بين الصفوف وهمست يشرفنى ان اكون فى خدمتك يا الفا
كانت صغيره هكذا رأها رعد لكنه كان يحتاج دليل لذا سمح لها بتقبيل قدمه
رمق كين الذئبة بغضب لكن لا يمكن له الاعتراض امام رعد
انطلق رعد وركضت خلفه الذئبة الصغيره شعرها يرفرف فوق ظهرها
اتعرفين طريق كهف لازيخ؟
صمتت الذئبة لحظه متردده وبان عليها الخوف
توقف رعد، ماذا هناك يا ذئبة؟
الاتعرفين الطريق؟
اعرف همست الذئبة بضعف
لما التردد اذا؟
صوبت الذئبة عيونها على الطريق وهمست لاننى فى الفتره الاخيره اسمع هناك أصوات مرعبه أصوات ليست بشريه وليست ذئبيه
لم تكن الفتاه ذئبه عاديه كانت ذئبه مستبصره هكذا فهم رعد
دلينى على الطريق واتركى الباقى لسيدك
حسنآ الفا انا فى خدمتك
مع مرور الساعات، تغيرت طبيعة الأرض من تحت قدميهم
لم تعد الغابة خضراء كثيفة، بل بدأت الأشجار تتباعد، والتربة أصبحت أكثر قسوة عرف أنه يقترب من أرض الجبال
الهواء هنا مختلف، أثقل، مشبع برائحة غريبة الأرض نفسها بدت كأنها تراقبه
من هنا همست الذئبه وهى تشير تجاه درب ضيق بين الصخور
ثم توقفت الذئبه واغمضت عينيها ارتعش جسدها
وهمست بقلق
هناك من يراقنا
انه هنا وليس هنا
لكنى أرى عيونه ولا أرى جسده
يا سيدى أرى طريق للذهاب ولا أرى طريق للعودة
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
8
راقب رعد الذئبة الصغيرة وهي ترتجف، غارقة في رؤيتها، قبل أن تفتح عينيها ببطء، كأنها عادت من عالم آخر
لم يكن من النوع الذي يؤمن بالخرافات بسهولة، لكنه لم يكن أحمق ليتجاهل تحذيرًا كهذا.
قال بهدوء: "أكملي."
همست الذئبة، وكأنها تخشى أن يسمعها شيء آخر غيره: "الطريق مفتوح، لكن هناك ظلال تراقب ليست ذئابًا، وليست بشرًا. شيء آخر..."
رفع رعد رأسه، يتأمل الجبال أمامه، الصخور الحادة تكدست فوق بعضها كأنها أسنان وحش نائم،الكهف كان هناك، يختبئ بين الظلال، لم يكن بحاجة إلى أن يكون مستبصرًا ليشعر بأن المكان يرفضه.
"ابقِ خلفي." أمرها بصوت منخفض، وانطلق إلى الأمام بخطوات حذرة
اذا كنت سأذهب لمكان لا أعرفه للبحث عن رجل لا أعرفه لابد أن أعرف ماذا كانت باتريكا تفعل هنا؟
كل شيء كان هادئًا... أكثر مما يجب، لا أصوات حيوانات، لا حفيف أوراق، حتى الرياح بدت وكأنها حبسَت أنفاسها،وصل إلى مدخل الكهف، فتحسس الصخور بأصابعه باردة... أكثر برودة مما ينبغي، كهف لازيخ!!
همست الذئبة من خلفه: "هذا ليس مكانًا عاديًا، يا سيدى
"أعلم."
تقدم إلى الداخل كانت الرائحة أول ما ضربه—رائحة عتيقة، كأن المكان لم يفتح منذ قرون، الجدران كانت ملساء في بعض المواضع، خشنة في أخرى، كأن شيئًا قد حفرها بأيدٍ ليست بشرية.
ثم... سمعه.
صوت...
لا كانت همهمة.
شيء يتحرك في الظلام، ليس صدى خطواته، وليس الرياح، توقف، والذئبة تجمدت خلفه.
"من هناك؟" قال بحدة.
الصوت لم يجب، لكنه اقترب.
وفجأة، اشتعل الكهف بلون أحمر خافت، كأن الدم سال عبر جدرانه، رأى الظل لأول مرة—لم يكن جسدًا واضحًا، بل كيانًا يتشكل في الفراغ، كأنه مصنوع من دخان أسود، لكن عيونه... عيونه كانت حقيقية، متوهجة كجمرة تحت رماد.
"أخيرًا، جئتَ إليَّ."
الكلمات لم تصدر من فم، بل انبثقت من الهواء نفسه، كأن الكهف تحدث معه.
لم يتراجع رعد، لكن شيئًا داخله أخبره أنه على حافة شيء لم يفهمه بعد.
"من أنت؟"
الظل لم يتحرك، لكن صوته كان كابتسامة خبيثة: "أنا ما كان يجب أن يُنسى."
ورأى رعد ما لم يكن مستعدًا لرؤيته—رأى وجه رفيقته كارا داخل الظلام، عيناها مفتوحتان، لكن نظرتها... لم تكن نظرة كائن حي
تيبس رعد فى مكانه لشهور، كان ظن انه نسى ومع اول لحظه شعر ان قلبه ينفجر
الروح التى تسكن الكهف تتلاعب بك سيد رعد همست جود بخوف
مرت الكلمات خلال سمع رعد لكنه لم يكن مستعد ان يفقد الذكرى
تجمد رعد في مكانه، عيناه مثبتتان على وجه كارا المحاصر داخل الظلام، لم تكن ميتة… لكنه لم يكن متأكدًا إن كانت حية، نظرتها خاوية، كأنها ترى من خلاله، وكأن روحها قد امتصها شيء أعمق من الموت نفسه.
همست جود الذئبة الصغيرة من خلفه: "هذا… ليس طبيعيًا، يا سيد."
لم يجبها. كان يعلم ذلك بالفعل.
"كارا !" صرخ باسمها، لكن لم يكن هناك رد، لم يرمش وجهها، لم يتغير تعبيرها، حتى مع صدى اسمه الذي ارتد بين جدران الكهف.
لكن الكيان المظلم ضحك، ضحكة لم تكن بشرية، بل كانت أقرب إلى تمزق شيء ما داخل الهواء نفسه.
"إنها تسمعك، لكنها ليست لك بعد الآن."
"أعدها إليّ."
"أعدها؟" تكررت الكلمة داخل الكهف وكأن الأصوات تتلاعب بها، حتى أصبحت همسات مشوهة، "لقد جلبتَها إليّ بنفسك، حتى لو لم تدرك ذلك."
شعر رعد بأن الكهف أصبحت أصغر، كأن الصخور تنحني ببطء لتحيط به أخذ خطوة إلى الأمام، لكن الأرض تحركت تحت قدميه كأنها ليست ثابتة تمامًا.
همست الذئبة من خلفه: "يا سيد… هذا المكان يحاول أن يبتلعنا."
كان على رعد أن يتصرف بسرعة، نظر إلى كارا مجددًا—إذا كان جسدها هنا، فمن الممكن أن تعود روحها، لكن كيف؟ لم يكن يعرف ما هذا الشيء الذي يقف أمامه، ولم يكن متأكدًا إن كان يمكن قتله بالطريقة التقليدية.
"ماذا تريد؟" سأل أخيرًا.
الكيان لم يتحرك، لكنه تحدث بنبرة كأنها آتية من أعماق الجبل نفسه.
"تريدها؟" قال بصوت خافت لكنه يحمل ثقلاً كأنه يدعوه لاختيار طريق لا رجعة فيه، "إذن، أجبني أولًا: لماذا قتلت الساحرة؟"
رعد تراجع خطوة. "الساحرة؟"
"المرأة التي اختفت، التي ادّعيتم أنها ماتت."
تذكر القصة، قالوا إن والد رعد قتل ساحرة كانت تعيش هنا، لكن لم يعثروا على جثتها أبدًا. لم يكن مهتمًا بالقصص القديمة، لكن الآن… الآن أدرك أن هذا المكان لم ينسَ.
"لا علاقة لي بذلك." قال ببرود، رغم أنه بدأ يشعر أن هذا الظل لم يكن كائنًا بسيطًا.
"لكن دمك يحمل إرثه، أليس كذلك؟"
عندها، شعر بشيء يتغلغل داخله—ليس جسديًا، بل كان كأن شيئًا خفيًا يمر عبر عروقه، يزن أفكاره، يختبره.
"أنت وريث الدم الذي سُفك هنا،والآن، إما أن تُعيد ما سُلِب، أو أن تصبح أنت وقومك مَن يُسلبون."
ثم، ولأول مرة، تحرك الظل، تمدد، انشق، وكأن داخله كان بوابة إلى مكان آخر.
وعندها رأى رعد الحقيقة—
رأى الساحرة.
لم تكن ميتة، لم تكن حية، كانت عالقة، مثل كارا في شيء بين الحياة والموت، وجهها مشوه، نصفه بشري والنصف الآخر كأنما تآكل بفعل الظلام.
وهمست له: "لقد أعدتموني."
لكن بأي ثمن؟
شعر رعد بقشعريرة زحفت على عموده الفقري، لكن ملامحه لم تتغير
أمامه، كانت الساحرة تحدّق به بعيون نصفها بشرية، والنصف الآخر كأنه ثقب مظلم في الوجود نفسه.
"أعدنا ماذا بالضبط؟" سأل، رغم أنه شعر بأنه يعرف الإجابة مسبقًا.
الكيان المظلم هو من أجاب، صوته يلتف حوله كالأفاعي: "الدم لا يموت… إنه فقط ينتظر."
رفعت الساحرة يدها ببطء، وأشارت إلى كارا "كما سُلب مني جسدي… سُلب منها روحها، الآن، يجب أن يتم التوازن."
رعد قبض يده، لم يعجبه الاتجاه الذي تسير إليه الأمور. "ما التوازن الذي تتحدثين عنه؟"
ابتسمت الساحرة ابتسامة ملتوية، لكنها لم تجب،بدلاً من ذلك، انبعث صوت آخر… همهمة، لكن ليست بشريّة. كانت أكثر قدمًا، كأنها لغة قادمة من عصور لم تترك أثرًا خلفها.
وفجأة… تحرك جسد كارا
لم يكن تحركًا سلسًا،كان كأن أوتارها تُشدّ من الداخل، كما لو أن قوة خفية تحاول إحياء دمية مكسورة.
"إن لم تسترد روحها، ستصبح لي."
كلمات الساحرة كانت باردة، حاسمة، كأنها حكم صدر بالفعل.
لكن رعد لم يكن من النوع الذي يقبل بالأحكام.
"وما الثمن؟" سأل، رغم أن حدسه أخبره أنه لن يعجبه الجواب.
رفعت الساحرة يدها… وأشارت إليه.
"دمك."
الهواء نفسه بدا وكأنه تجمّد
الذئبة الصغيرة خلفه شهقت بصمت، لكنه لم يلتفت إليها.
"دم الألفا، دم ابن القاتل، دم الذئب الذي لم يحنِ رأسه." الساحرة تقدمت خطوة، عيناها تلمعان بشيء أشبه باللذة. "أنت وحدك قادر على كسر ما بدأه والدك. إما أن تعطي جزءًا منك… أو تأخذ منها للأبد."
كان يعرف أنها لا تكذب. كان يمكنه أن يشعر بالحقيقة تزحف في عظامه.
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
٩
11
لم يرد رعد فورًا، لم يكن أحمق ليسلّم بشروط لم يفهمها، كان بإمكانه الإحساس باللعبة التي تُلعب هنا—الساحرة لم تكن تطلب مجرد دم، بل شيئًا أعمق. شيئًا قد يغيره إلى الأبد.
جود الذئبة الصغيرة همست بخوف: "يا سيدي… لا تفعل."
لكن رعد لم يتحرك،حدّق في عيني الساحرة، يبحث فيهما عن أي إشارة… أي دليل على ما تخطط له.
"ما الذي سيحدث لي إن أعطيتك دمي؟" سأل أخيرًا.
ابتسمت الساحرة، وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال بالذات. "ستُفتح عيناك."
"ماذا يعني ذلك؟"
رفعت إصبعها، وأشارت إلى قلبه. "الدم ليس مجرد حياة… إنه ذاكرة، إنه قوة، دمك يحمل إرثًا أقدم منك، وأقدم من أبيك، إن أعطيتني جزءًا منه، ستتذكر… وستعرف ما حاولوا إخفاءه عنك"
ستتذكر رفيقتك لكنها لن تعيش معك ستتذكر والدك والأخرين
حتى لو كان الثمن لحظه واحده فأنه مستعد ان يدفع الثمن
ان أطول الجراح شفاء على الأطلاق هى جراح الحب والفقدان
سنبهر إلى مدى قد يبقى الحب فى قلب انسان
ورغم ان رعد لم يكن من النوع الذي يصدق القصص بسهولة، لكنه شعر أن كلماتها لم تكن مجرد تهديدات غامضة. شيء داخله… شيء لم يكن واعيًا له من قبل، بدأ يتحرك.
"وإن رفضت؟"
الكيان المظلم هو من أجاب هذه المرة، صوته كان أشبه برياح تعصف في سرداب مغلق: "ستظل عالقًا في الظلام. هي ستبقى لي، وأنت… ستبقى جاهلاً، تمامًا كما يريدونك أن تكون."
ضاقت عينا رعد.
"من هم؟"
الساحرة ابتسمت، لكنها لم تجب.
نظر إلى كارا ، التي ما زالت تحدق إلى الفراغ، نصفها في هذا العالم، ونصفها في عالم آخر، تستحق روحها ان تنال حريتها
لم يكن أمامه خيار اخر
مدّ يده، وقام بجرح راحة يده بأنيابه، الدم انساب منها ببطء، وقطر إلى الأرض،لكنه لم يسقط في الفراغ—بل تحرك.
كأن الكهف نفسه امتصه.
وفجأة…
أظلم كل شيء.
عندما فتح رعد عينيه، لم يكن في الكهف.
كان في مكان آخر.
أرض من الظلام، سماء بدون نجوم. من حوله، لم يكن هناك شيء… إلا شخص واحد.
رجل.
كان يشبهه.
لكنه لم يكن هو.
"أخيرًا، أتيت." قال الرجل بصوت يشبه صوته تمامًا.
رعد لم يرد لم يكن يعرف ماذا يقول.
لكن الرجل الآخر ابتسم، ورفع يده.
"حان الوقت لتعرف الحقيقة."
ثم… رأى رعد كل شيء
لم يكن ما رآه مجرد رؤى… بل كان ذاكرة، كأنها ليست له، لكنها كانت محفورة في دمه.
رأى نفسه واقفًا في غابة قديمة، لكن الأشجار لم تكن مألوفة كانت أطول، أضخم، كأنها من عصر لم يعشه البشر، الهواء كان مشحونًا بطاقة غريبة، ورائحة الأرض كانت مختلفة—أقرب إلى العطر القديم منه إلى التراب.
أمامه، وقف الرجل الذي يشبهه تمامًا، عيناه تلمعان بشيء لا يمكن تفسيره.
"ما هذا؟" سأل رعد، لكن صوته لم يكن مسموعًا كأن المكان لا يعترف بكلماته.
الرجل الآخر رفع يده، وأشار إلى الخلف. رعد استدار—
ورأى الحرب.
ذئاب ضخمة، ليست كأي ذئاب عرفها، كانت أعينها متوهجة، وكأنها تحمل أسرار النجوم في داخلها كانوا يتقاتلون ضد شيء لم يستطع رعد فهمه بالكامل،ظلال متحركة، كائنات لم تكن بشرية ولا وحوشًا، بل كانت شيئًا بينهما.
وفي قلب تلك الحرب، وقف رجل… ليس أي رجل.
كان والده.
لكن والده لم يكن كما يتذكره كان مغطى بالجروح، ووجهه يعكس شيئًا لم يره رعد فيه من قبل—الخوف.
الساحرة كانت هناك أيضًا، لكنها لم تكن مشوهة كما رآها في الكهف،كانت واقفة في منتصف ساحة المعركة، عيناها ممتلئتان بغضب ناري.
ثم… تغير المشهد.
كان والده يقف فوق الساحرة، يده تقبض على خنجر أسود، مسنن كأنه قطعة من الليل نفسه.
"لا يمكنك قتلي." قالت الساحرة، بصوت لم يكن خوفًا، بل يقينًا.
"لن أقتلك." قال والده بصوت بارد.
ثم، فعل شيئًا لم يتوقعه رعد—
طعن الخنجر في الأرض.
انفجرت موجة من الطاقة، والساحرة صرخت، لكن لم تكن صرخة موت… بل صرخة اختفاء.
كأنها تم محوها، كأنها لم تكن هنا من الأساس.
المشهد بدأ يتلاشى، والرجل الذي يشبه رعد اقترب منه، وهمس في أذنه:
"لقد أخطأ."
امغض رغد عينيه وهناك رأها، كانت كارا تفتح يديها بعد أن عاد وجهها لصفائه تفتح يديها اليه
ركض رعد كل ما يرغب به حضن واحد، حضن اخر من حبيبته كان رعد يركض بسرعه خارقه اقترب من حبيبته
فتح ذراعيه
ثم شعر رعد بأن روحه تُسحب إلى الوراء، إلى جسده، إلى الكهف…
وفجأة، وجد نفسه واقفًا في مكانه، والدم لا يزال يقطر من يده
ارتج الكهف وراحت صخوره تنفجر، صرخت جود سيدى ؟
الفا علينا الرحيل
سيدى انها تتلاعب بك لا تسمح لها بالانتقام
ثم صرخت جود رعد "*
كان صوتها مثل عاصفة برق ضربت رأسه، طار جسده وسقط على الأرض بعيد عن الكهف وخلفه جود
ارتطم جسد رعد بالأرض بقوة، زحفت الحصى والتراب من حوله بفعل السقوط العنيف، لكنه لم يشعر بالألم… كان لا يزال هناك، في المكان الذي رأى فيه كارا، في اللحظة التي كاد يلمسها فيها.
لكنها لم تكن حقيقة.
لم تكن سوى وهم صنعته الساحرة، خدعة أخرى في لعبتها القديمة.
جود كانت بجانبه، أنفاسها متقطعة، نظرتها قلقة وهي تحدق في الكهف الذي بدأ ينهار، صخور ضخمة تتدحرج، وسحابة من الغبار ترتفع في الهواء.
"يجب أن نرحل الآن!" صرخت.
لكن رعد لم يتحرك.
كانت عيناه لا تزالان معلقتين بالكهف، بقايا السحر تتلاشى في الهواء، كلماته الأخيرة تتردد في رأسه—"لقد أخطأ."
كان يعلم الآن أن والده لم يقتل الساحرة، بل حبسها، وأنه، بطريقة ما، أطلق سراحها.
لكن لماذا لم تهاجمه؟ لماذا لم تأخذ انتقامها فورًا؟
نظر إلى يده، حيث لا يزال الدم الطازج يقطر.
ثم فهم.
إنها ليست بحاجة إلى قتله.
لقد تركته حيًا… كي يرى ما سيحدث بعد ذلك.
◇◇◇
جود كانت صامتة معظم الطريق، وهو لم يسألها عن السبب، كان هناك شيء في نظرتها، في الطريقة التي كانت تحدق بها إلى الغابة كما لو أنها تراها لأول مرة، جعله يدرك أنها رأت شيئًا في الكهف لم تخبره به.
لكنه لم يكن بحاجة إلى أن يسأل.
كان يعرف أن الإجابة ستأتي… عاجلًا أم آجلًا.
وحين ظهرت معالم أرض المهجرين أمامهم، أدرك أن الإجابة قد تكون هنا.
كانت هذه الأرض مختلفة عن أي مكان آخر في المملكة.
لا تنتمي إلى أي قطيع، ولا يحكمها أي ألفا كانت موطنًا للذئاب التي نبذها الآخرون، أولئك الذين فقدوا منازلهم، أو عائلاتهم، أو أنفسهم في الحروب والصراعات.
الذئاب التي لم يكن لها مكان في العالم.
عندما عبر رعد وجود الحدود غير المعلنة لأرض المهجرين، شعر رعد لأول مرة بمدى عزلة هذا المكان عن بقية العالم.
لم تكن الغابة هنا مثل الغابات التي عرفها، لم تكن كثيفة ولا نابضة بالحياة، بل كانت أشجارها طويلة متفرقة، جذوعها متشققة كأنها شهدت قرونًا من العواصف ولم تسقط، أوراقها رمادية مائلة إلى الفضة، تتمايل بصمت تحت رياح باردة لا تحمل معها رائحة الحياة، بل رائحة الذكريات المنسية.
الأرض كانت متشققة، لكن ليس جافة، بل أشبه بأرض غُمرت بالمطر ثم تُركت لتمتصه حتى صار جزءًا من نسيجها، كل خطوة على التراب كانت أشبه بالسير فوق ماضٍ مدفون.
في الأفق، لم تكن هناك قرى أو منازل، بل أنقاض صامتة، هياكل حجرية متآكلة، رموز قديمة محفورة على جدران نصف منهارة، وكأن هذه الأرض لم تكن مجرد ملجأ للذئاب المنفية… بل كانت شاهدة على زمن لم يعد موجودًا.
وهنا، في هذه الأرض المنسية، يختبئ الرجل الذي تبحث عنه باتريكا.
لكن هل هو هنا بإرادته… أم أنه مجرد شبح آخر من أشباح هذا المكان؟
◇◇◇
لم يكن ظهور الذئب الأول مفاجئًا، بل كان كما لو أنه كان ينتظرهم منذ البداية.
ظهر من بين الضباب الرمادي الذي يغطي جزءًا من الأرض، طويلًا، هزيلًا لكن بطريقة مضللة—جسده لم يكن ضعيفًا، بل كأنه تجرد من كل شيء غير ضروري، حتى لم يبقَ فيه سوى العظام والعضلات المصنوعة للبقاء.
فراؤه كان خليطًا من الأسود والرمادي، خشنًا في بعض الأجزاء وكأنه لم يعرف الراحة لسنوات. لكن أكثر ما ميزه كانت عيناه…
عينا لم تكن تحمل أي تعبير، لا خوف، لا عداء، ولا حتى ترحيب، مجرد نظرة فارغة، كأن صاحبها رأى أكثر مما ينبغي، وعرف أكثر مما يجب، حتى فقد الاهتمام بأي شيء آخر.
"لم يأتِ أحد إلى هنا منذ زمن طويل." قال بصوت خشن، كأنه نسي كيف يستخدم الكلمات.
رعد لم يرد فورًا.
لكنه شعر أن هذا الذئب، رغم صمته، قد يكون أول مفتاح في رحلته داخل أرض المهجرين
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
١٠
◇◇◇
نظر رعد إلى الذئب طويلًا، محاولًا تحليل نواياه. لم يكن يشبه أي ذئب قابله من قبل، لا في بنيته، ولا في صوته المحايد، ولا حتى في تلك العيون التي لا تحمل أي انفعال. كان أشبه بكائن خرج من صفحة منسية في التاريخ، كأنه نجا من زمن آخر وعاش هنا بلا هدف.
جود تحركت بحذر بجوار رعد، خفضت أذنيها قليلًا كأنها تشعر بشيء لا يراه هو.
"من أنت؟" سأل رعد أخيرًا.
الذئب لم يبدُ مستعجلًا في الرد، كأنه كان يقيس رعد بعينيه قبل أن يقرر إن كان يستحق الإجابة. ثم همس بصوت كأنه قادم من باطن الأرض:
"أنا… من بُتر عن القطيع، كما كل من هنا."
لم تعجبه الإجابة، لكنها لم تكن مفاجئة. أرض المهجرين لم تكن مجرد منفى، بل كانت مقبرة للأحياء، مكانًا يُلقى فيه من لم يعد لهم مكان بين الذئاب.
"نبحث عن رجل." قال رعد، متجاهلًا محاولة الذئب جعله يتوه في الألغاز. "أعرف أنه هنا."
الذئب لم يغير تعبيره، لكنه حرك رأسه قليلًا وكأنه يقيّم صدقه.
"هناك كثير من الرجال هنا، بعضهم نسي أنه كان كذلك."
"لكن هذا الرجل لا ينسى." قال رعد بنبرة قاطعة. "اسمه ليس مهمًا لك، لكنني أريده، ولن أغادر حتى أجده."
لأول مرة، ظهر شيء أشبه بابتسامة على وجه الذئب، لكنها لم تكن ابتسامة سعادة، بل نوع من السخرية الخفية.
"إذن ستبقى طويلًا، يا ألفا."
ثم استدار، وبدأ يسير بين الأشجار.
"اتبعني… إن كنت تظن أنك مستعد لرؤية ما تخفيه هذه الأرض."
لم ينتظر رعد طويلًا، تحرك خلفه، وجود بجانبه، وبينهما ظل الصمت… فقط خطواتهم تتردد على التراب الذي امتص آلاف الخطوات قبلهم، ودفن معها أسرارًا لم يُرِد أحد كشفها.
لكن رعد لم يكن مثل الآخرين.
لقد جاء ليكشف الحقيقة، مهما كانت سوداء.
◇◇◇
كانت أرض المهجّرين مختلفة عن أي مكان وطأته أقدام رعد من قبل. لا تشبه الغابات التي نشأ فيها، ولا الجبال التي عبرها، ولا حتى الكهوف التي أخفته عندما كان هاربًا من ماضيه.
هنا، الهواء لم يكن مجرد هواء، بل كان يحمل ثقل الأرواح التي لم تجد لها موطنًا. كانت التربة رمادية، وكأنها فقدت لونها مع الزمن، والأشجار نمت بشكل غير طبيعي، كأنها حاولت الهروب من الأرض لكنها لم تستطع.
لم يكن هناك ضوء حقيقي، فقط توهج خافت يأتي من مكان غير معروف، كأن السماء نفسها لا تريد إلقاء نورها على هذا المكان.
تحرك الذئب أمامهما، صامتًا، لا ينظر للخلف ليتأكد إن كانا يتبعانه، وكأنه يعرف أنهما لن يجدا طريقهما إن تركهما وحدهما.
"هذه الأرض..." همست جود، صوتها كان خفيفًا لكنه اخترق السكون كطعنة خنجر. "إنها ليست طبيعية."
رعد لم يرد. كان يشعر بنفس الشيء، لكن الكلمات لم تكن كافية لوصف هذا الإحساس.
ثم، من العدم، ظهرت حركة بين الأشجار.
لم يكن صوتًا واضحًا، بل أشبه بتموج خفيف في الظلام. شيء ما كان يراقبهم.
توقّف الذئب، نظر إلى الجانب، ثم همس:
"ابقوا خلفي."
لم يكن رعد معتادًا أن يؤمر، لكنه شعر أن الوقت ليس مناسبًا للعناد. شيء ما في نبرة الذئب جعله يدرك أنه لا يحاول فرض سيطرته، بل ينبههم لشيء أخطر بكثير.
خرج الكائن من بين الأشجار.
كان ذئبًا، أو ما تبقى من ذئب.
جسده كان هزيلًا، مغطى بفراء متسخ ومتساقط في أماكن كثيرة. عيناه كانتا ميتتين، لكنهما لا تزالان تلمعان بضوء غريب. كانت أنفاسه بطيئة، كأنها تأتي من أعماق جسد مكسور.
لكن الأهم... لم يكن يتحرك كذئب.
تحرك بطريقة غريبة، كأنه ليس سيد جسده، كأن شيئًا آخر يقوده.
جود شهقت، وتراجعت خطوة.
"ما هذا؟"
الذئب الذي يقودهم لم يرد، لكنه انخفض قليلًا، كأنه يستعد للهجوم.
رعد لم يتحرك، لكنه أدرك أن ما يراه ليس مجرد ذئب آخر منفي.
هذا... كان شيئًا آخر.
شيئًا... لم يكن يجب أن يكون على قيد الحياة.
◇◇◇
وقف رعد في مكانه، جسده متحفز، أنفاسه بطيئة، لكن عينيه لم تبتعدا عن الذئب الهزيل الذي يحدّق بهما كأنه يرى من خلالهما شيئًا لا يدركانه بعد.
تحرّك الذئب الغريب خطوة، لم يكن صوت قدميه طبيعيًا، بل كان كصوت العظام تحتك ببعضها، كأن الجسد نفسه يحتجّ على وجوده.
"ما هذا بحق القمر؟" همست جود، صوتها مرتعش رغم أنها حاولت أن تخفي توترها.
أجاب الذئب الذي يقودهما، صوته كان ثابتًا لكنه يحمل حذرًا شديدًا:
"هذا... من بقي هنا أكثر مما يجب."
نظر رعد إليه، حاجبُه ينعقد: "ماذا تعني؟"
لم يجبه الذئب فورًا. لكن الذئب الهزيل تحرك مرة أخرى، وعندها، رأى رعد شيئًا جعله يتصلّب.
كانت هناك علامات على جسد الذئب الهزيل—ندوب، محفورة بطريقة غير طبيعية، وكأنها لم تكن بفعل معركة، بل بفعل شيء آخر. رموز... كأنها كُتبت على جلده عن قصد.
"إنه ليس ميتًا... لكنه ليس حيًا أيضًا." قال الذئب المرافق لهم، وعيناه تراقبان الكائن بعناية.
رعد لم يجب، لكنه شعر بذلك. الذئب الهزيل لم يكن يلهث كذئب طبيعي، لم ترفّ أذناه حتى مع نسمات الهواء، وكأنه لا يشعر بما حوله.
ثم، فجأة...
ابتسم.
رعد لم يرَ ذئبًا يبتسم من قبل. ليس بهذه الطريقة.
كانت ابتسامة فارغة، بطيئة، شقّت شفتيه الجافتين لتكشف عن أنياب طويلة، أطول مما يجب.
ثم... تكلّم.
"أنت... أتيت أخيرًا."
صوتُه كان مزيجًا بين الهمس والتنهيدة، كأنه صوت شخص نسي كيف يستخدم الكلمات لكنه يحاول تذكّرها.
جود تشبثت بذراع رعد دون أن تدرك، لكن رعد لم يبعد عينيه عن الذئب.
"من أنت؟" سأل، نبرته كانت ثقيلة.
الذئب لم يجب فورًا. لكنه أمال رأسه، ثم قال بصوت منخفض:
"لم يعد لذلك معنى بعد الآن."
ثم، نظر إلى رعد مباشرة، وعيناه كانتا تشعّان الآن بشيء لم يكن هناك قبل لحظات.
"لكنني أعرف من أنت."
رعد لم يتراجع. لكنه شعر أن الهواء من حوله تغيّر.
"ما الذي تريده؟"
الذئب الهزيل ابتسم مرة أخرى، لكن هذه المرة، كانت ابتسامته... حزينة.
ثم همس بشيء جعل الدم في عروق رعد يتجمّد.
"أريدك أن تتذكر."
◇◇◇
لم يكن رعد بحاجة إلى أن يسأل "تذكر ماذا؟" لأن الكلمات التي همس بها الذئب الهزيل كانت كأنها مفتاح لقفل ظلّ مغلقًا في أعماقه.
شعر بنبضات قلبه تتباطأ، كأن الزمن حوله فقد إيقاعه الطبيعي، الهواء صار أثقل، رائحة أرض المهجرين—المزيج الغريب بين العفن والرماد البارد—تسللت إلى رئتيه ببطء، ولم يعد متأكدًا إن كان لا يزال واقفًا في هذا المكان… أم أنه انتقل إلى مكان آخر تمامًا.
◇
رأى نفسه صغيرًا… أصغر مما يتذكر. طفلٌ في السادسة أو السابعة، يركض وسط غابة كثيفة، أنفاسه متقطعة، قدماه العاريتان تضربان الأرض الرطبة بسرعة، أغصان الأشجار تخدش ذراعيه، لكنه لا يتوقف.
"رعد!" صوت أنثوي يناديه من الخلف، لكنه لا يلتفت.
كان خائفًا… لكن ليس بسبب ما يطارده.
بل بسبب ما تركه وراءه.
كانت هناك نار. صرخات. أضواء تشتعل في السماء كما لو أن النجوم تسقط على الأرض لتحترق.
ثم…
شيء أمسك به. يد قوية سحبته من الخلف، رفعته عن الأرض كأنه لا يزن شيئًا. ركل، حاول الهرب، لكن اليد لم تتركه.
عندما نظر إلى الأعلى، رأى وجه رجل لم يره من قبل… أو ربما رآه، لكنه لم يتذكره إلا الآن.
عيناه كانتا ذهبيتين، مثل عيون الألفا، لكن فيهما شيء أكثر ظلمة… شيء يشبه الفراغ.
"هذا ليس مكانك، صغيري." قال الرجل، صوته لم يكن غاضبًا، ولا حنونًا. كان مثل صوت شخص يتحدث عن شيء محتوم.
ثم، انفتح شيء خلف الرجل.
فراغ، ظل، باب إلى مكان لم يكن يجب أن يكون موجودًا.
ورعد… سقط فيه.
◇
شهق، وعاد إلى الواقع.
كان جسده مغطى بالعرق، رغم أن الطقس هنا كان باردًا حدّ التجمد. جود كانت تمسك بكتفه، تهزّه بقلق.
"سيدي! ماذا حدث؟"
نظر إليها، لكن عينيه لم تركزا عليها بالكامل. استدار ببطء إلى الذئب الهزيل، الذي لم يتحرك من مكانه، لكن ابتسامته تلاشت.
"لقد رأيت…" همس رعد، ولم يستطع إكمال الجملة.
الذئب أومأ برأسه ببطء، ثم قال:
"أنت لا تزال في البداية، أيها الألفا."
ثم، ولأول مرة منذ أن رآه، تحرّك الذئب إلى الأمام… واقترب حتى صار وجهه على بُعد أنفاس من وجه رعد.
"لكن إن كنت ترغب حقًا في معرفة الحقيقة…"
خفض رأسه، وفتح فمه.
ثم، عضّ رعد.
◇◇◇
◇◇◇
لم يكن الألم عاديًا. لم يكن مجرد أنياب تخترق الجلد، بل كان كأنه شيء آخر، شيء أعمق—كأن الذئب لم يعض جسده فقط، بل عض روحه.
شهق رعد، جسده تصلب للحظة، ثم انفتح أمامه عالم آخر.
◇
كان يقف في وسط مدينة غارقة في الظلام.
ليست مدينة بالمعنى الحقيقي، بل مجموعة من المباني الحجرية المتراصة بإهمال، ملتوية كأن الزمن عبث بها. الشوارع ضيقة، متعرجة، كأنها مصممة لمنع أي شخص من الخروج بسهولة. الهواء هنا أثقل، مشبع برائحة الرماد والرطوبة، كأن المكان كله تحت لعنة قديمة.
كانت هناك أصوات… همسات بعيدة، لكنها ليست بشرية. أصوات تهمس بأشياء لم يستطع فهمها.
"هذه هي أرض المهجرين."
استدار، فرأى الذئب الهزيل يقف بجانبه. لكنه لم يكن كما كان من قبل.
لقد تغيّر.
وقف الآن على قدميه مثل البشر، جسده لم يعد هزيلًا، بل ممتلئًا بالقوة، بشرته داكنة كأنها امتصت ظلام المكان، وعيناه—عيناه كانتا ذهبيتين، تمامًا مثل عيون رعد.
"ما هذا؟" سأل رعد، لكن صوته لم يكن مرتجفًا، بل ثابتًا. كأنه يعرف الإجابة بالفعل.
"هذا هو المكان الذي لم يكن يجب أن تزوره أبدًا." قال الرجل، صوته الآن ليس هامسًا، بل واضحًا، ممتلئًا بالقوة. "هذا المكان الذي بدأ فيه كل شيء."
رعد نظر حوله.
"أين هم؟" سأل.
"من؟"
"المهجرون."
ضحك الرجل، ضحكة منخفضة لكنها حملت وزنًا ثقيلًا.
"هم هنا." قال، مشيرًا إلى المدينة حولهم.
رعد حدّق في المباني، ثم… رأى الحقيقة.
المباني لم تكن مجرد حجارة.
كانت جلودًا.
عظامًا.
أنفاسًا محتجزة في الجدران، كأن كل حجر كان كائنًا حيًا، كأن المدينة نفسها كانت كائنًا ضخمًا، نائمًا… أو مستعدًا للاستيقاظ.
"لماذا أتيت بي إلى هنا؟" سأل رعد، إحساس غريب بدأ يتسلل إلى قلبه، مزيج من الخوف والفهم في آن واحد.
الرجل، الذي لم يكن ذئبًا ولا بشريًا، ابتسم، ثم قال:
"لأن الشخص الذي تبحث عنه… ليس مفقودًا."
تراجع رعد خطوة.
"ماذا تقصد؟"
الرجل أشار إلى صدره.
"لأنك كنت تحمله بداخلك طوال هذا الوقت."
◇◇◇
لم يصدق رعد الكلمات التي سمعها. لم يكن من النوع الذي يقبل الألغاز بسهولة، لكنه شعر بشيء ثقيل في قلبه، كأن الحقيقة التي يحاول تجنبها كانت تقترب أكثر فأكثر.
رمق الرجل الذي أمامه—ذلك الذي كان قبل لحظات مجرد ذئب هزيل، والآن يقف أمامه ككيان آخر تمامًا.
"أين هو؟" قال رعد، صوته منخفض لكنه محمل بالغضب.
الرجل لم يرد فورًا، بل أشار إلى المدينة. "هو هنا، لكن ليس كما تتخيل."
رعد لم ينتظر تفسيرًا، بل بدأ يتحرك.
كانت الأزقة ضيقة، الجدران الحجرية تنبض بهدوء، وكأنها تتنفس. كلما تقدم، كان يشعر بشيء يراقبه. لكن لم يكن هناك أحد. لا ذئاب، لا بشر… فقط المدينة، وكأنها حية.
"كيف يمكن لشخص أن يختبئ في مكان كهذا؟" تمتم، وعيناه تمسحان الطريق أمامه.
وراءه، تبعته جود بصمت، خطواتها خفيفة لكنها متوترة.
"سيدي، هذا المكان… أشعر أنه يحاول إخفاء شيء عنا."
رعد لم يرد. لقد شعر بنفس الشيء.
ثم، فجأة، انفتح الطريق أمامه على ساحة واسعة.
في منتصف الساحة، كان هناك بناء ضخم، أشبه بمعبد قديم، أبوابه نصف مفتوحة كأنها تدعوه للدخول.
توقف رعد عند العتبة، قلبه ينبض بقوة.
ثم نظر إلى جود.
"ابقي هنا."
"لكن، سيدي—"
"هذا أمر."
ترددت للحظة، ثم أومأت.
أخذ رعد نفسًا عميقًا، ثم دفع الباب بيده.
وانفتح العالم أمامه.
لم يكن داخل المعبد كما توقع. لم تكن هناك تماثيل ولا أعمدة حجرية، بل كان المكان… سماء سوداء. فضاء لا نهاية له.
وفي وسطه، كان هناك رجل يجلس على عرش من العظام.
كان ظهره منحنيًا قليلًا، عيناه مغمضتان، لكن رعد شعر أن الرجل كان واعيًا بوجوده.
اقترب، خطوته ثابتة، لكنه شعر بثقل غير مألوف كلما تحرك.
عندما صار قريبًا بما يكفي، همس:
"أنت من كنت أبحث عنه."
فتح الرجل عينيه.
وكانت عيناه تشبهان عينَي رعد تمامًا.
ثم، بابتسامة غامضة، قال:
"لا، رعد… أنا من كان ينتظرك."
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
١١
حدّق رعد في الرجل أمامه، يحاول تحليل كل تفصيلة في وجهه، في جلسته، في تلك الابتسامة التي لم تكن سخرية، بل كانت شيئًا آخر… شيئًا لا يطمئنه.
كان المكان حولهما غريبًا—لم يكن مجرد فضاء مظلم، بل كان يتحرك، يتنفس، كأنهما داخل مخلوق حي، أو ربما داخل حلم شخص آخر.
لم يتحرك الرجل من عرشه، لكنه مال قليلًا للأمام، وعيناه الثابتتان على رعد لم ترمشا أبدًا.
"هل تعرفني؟" سأل رعد، محاولًا اختبار رد فعلة
ضحك الرجل، بصوت لم يكن مرتفعًا لكنه تردد في الفضاء كأنه صدى آلاف الأصوات.
"المعرفة كلمة مضللة،" قال، ثم أضاف: "لكن، نعم… أعرفك أكثر مما تعرف نفسك."
لم يرد رعد على الفور، لكنه شعر أن هذه الإجابة لم تكن مجرّد لغز فارغ.
"ما علاقتك بباتريكا؟"
هذه المرة، لم يضحك الرجل، بل صمت لثوانٍ، كأنه يقيس كلماته.
"أنت ترى الأمور من منظور صغير، يا رعد " أشار إلى الفراغ حولهما، وقال: "العالم أوسع مما تتخيله، وهناك أشياء أكبر من صراعات القطيع."
"أنا لم أسأل عن العالم." شدّد رعد على كلماته "سألتك عن باتريكا."
ابتسم الرجل، وكأنّه أعجب بإصراره.
"باتريكا تحتاجني، لأنني آخر من يحمل ذاكرة هذا المكان."
"أي مكان؟"
"عالمي، الذي دُفن تحت عالمكم."
صمت رعد، لكنه شعر بقشعريرة تجتاح جسده.
"لماذا تحتاج ذاكرتك؟"
"لأنها تريد استعادته."
كان قلب رعد ينبض بقوة.
"استعادته؟"
"هذا المكان… لم يكن كما تراه الآن، كان مدينة، كان وطنًا، كان مملكة قديمة قبل أن تتحول إلى سجن للمنسيين، وقبل أن يُحكم علينا بالاختفاء، أخفينا شيئًا هنا—شيئًا لا يجب أن يقع في اليد الخطأ."
"وباتريكا تريد هذا الشيء؟"
"إنها تبحث عنه، لكن السؤال الحقيقي، يا رعد…" نظر إليه نظرة عميقة، "هل ستسمح لها بالحصول عليه؟"
رعد لم يجب.
كان يعلم أنه إذا أراد الحقيقة، فعليه أن يخطو خطوة أعمق داخل هذا اللغز.
كانت كلمات الرجل تتردد في عقل رعد، تترك خلفها صدى لا ينطفئ. مدينة قديمة؟ ذاكرة مدفونة؟ شيء لا يجب أن يقع في الأيدي الخطأ؟
لكن الأهم من ذلك كله… وعده لباتريكا.
لم يكن من النوع الذي يطلق وعودًا عبثًا، ولم يكن من النوع الذي ينكث بها.
أخذ خطوة للأمام، عيناه ثابتتان على الرجل الذي جلس كأنه ملك على عرش من الظلال.
"لا يهمني الماضي الذي تحاول إخفاءه." قال رعد أخيرًا، نبرته كانت هادئة لكنها مشحونة بالقوة، "لقد منحت كلمتي لشخص، ولن أتراجع عنها."
"وهل تعتقد أن كلمتك لها أي وزن هنا؟" سأل الرجل، صوته هادئ لكنه يحمل تحذيرًا خفيًا.
"كلمتي هي الشيء الوحيد الذي لا يستطيع أحد انتزاعه مني."
للحظة، صمت الرجل، ثم انحنى قليلًا إلى الأمام، كأنه يحاول رؤية ما بداخل رعد، ما خلف قناعه، ما خلف غضبه.
ثم قال: "إذا كنت حقًا مصممًا على الوفاء بوعدك… فعليك أن تجدني أولًا."
قبل أن يتمكن رعد من الرد، بدأ العالم من حوله ينهار.
الجدران الحية، الظلال المتراقصة، العرش نفسه—كل شيء بدأ يذوب، وكأنّه دخان يتلاشى في الريح.
رعد شعر بقوة غريبة تجذبه إلى الخلف، نظر حوله، بحث عن الرجل، لكنه كان قد اختفى بالفعل.
ثم—
عاد إلى العالم الحقيقي.
---
شهقت جود وهي تراه يسقط على ركبتيه، العرق يتصبب من جبينه، عينيه متسعتان كأنه خرج من كابوس حي.
"سيدي!"
رعد تنفس ببطء، ثم نظر إلى جود.
"علينا العثور عليه."
"من؟"
وقف، مشدودًا كوتر قوس.
"الرجل الذي تبحث عنه باتريكا."
جود ترددت. "هل… هل تعرف أين هو؟"
رعد.. مسح العرق عن جبينه، وأخذ نفسًا عميقًا.
"ليس بعد، لكنه لن يختبئ مني طويلًا."
رفع عينيه إلى الأفق، حيث تمتد أرض المهجرين أمامه—أرض لا تخضع لأي قوانين، حيث يختبئ المنفيون والمنسيون، وحيث تتلاشى الفوارق بين الأسطورة والواقع.
إن كان الرجل هنا…
فلا شيء سيمنعنى من العثور عليه، كارا تستحق الأفضل وحتى لو مت وانا احاول فلن اكفر عن فقدانها
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
12
لم تكن أرض المهجرين كأي أرض عرفها رعد من قبل،
كانت قاحلة في بعض أجزائها، وغارقة في الضباب في أجزاء أخرى.
لا شيء فيها بدا مستقرًا—حتى الهواء كان يحمل معه همسات غريبة، كأن المكان يتحدث بلغة لا يفهمها سوى من تخلوا عن ماضيهم هنا.
كل شيء هنا كان يعيش في الظل.
"ابقِ عينيك مفتوحتين،" قال رعد لجود، التي كانت تمشي خلفه بحذر، أنفها يلتقط الروائح المتداخلة في الأجواء.
"أنا أشمهم،" همست. "ليسوا وحدهم."
رعد لم يكن بحاجة إلى تحذيرها ليعرف ذلك، كان قد شعر بهم منذ اللحظة التي عبر فيها الحدود غير المرئية إلى هذه الأرض.
كانوا يراقبونه.
---
عند منعطف ضيق بين الصخور، قطع عليهم الطريق ثلاثة ذئاب. لم يكونوا مجرد رحّالة أو صيادين، بل كانوا مقاتلين—أجسادهم تحمل ندوبًا تروي قصصًا عن معارك سابقة، وأعينهم لا تخفي عدوانيتهم.
"لا أرى أحدًا هنا مرحبًا به، قال أكبرهم، صوته أجش كحجر يُسحق تحت القدم.
رعد لم يتوقف "أنا لا أبحث عن الترحيب."
ضحك الثاني، شاب أصغر لكن لا يقل خطورة. "إذاً ماذا تبحث عن؟"
"رجل."
نظروا إلى بعضهم، كأنهم يتبادلون حديثًا غير مسموع، ثم قال الأكبر: "كل من يأتي إلى هنا يبحث عن شخص، لكن بعضهم لا يعود أبدًا."
جود همست لرعد، "لا أعتقد أنهم سيتركوننا نمر بسلام."
رعد لم يكن يخطط لذلك أيضًا.
في اللحظة التي تحرك فيها الذئب الثالث—الأصغر، والأسرع—كان رعد قد تحرك بالفعل.
انقضّ عليه، ضربه بقوة جعلته يطير إلى الخلف ويصطدم الصخور، لم ينتظر أن ينهض، بل استدار إلى الثاني الذي حاول مهاجمته من الجانب، فتصدى له بضربة خاطفة على ضلوعه، جعلته يتراجع وهو يلهث.
أما الأكبر، فقد كان الأذكى،لم يهاجم مباشرة، بل راقب رعد، منتظرًا لحظة ضعف لكن رعد لم يمنحه هذه الفرصة.
في خطوة سريعة، كان قد أمسك به من عنقه، ودفعه إلى الأرض بقوة تكفي لتحطيم عظامه—لكن رعد لم يقتله.
اقترب منه، صوته منخفض لكنه يحمل تهديدًا واضحًا:
"أنا لا أبحث عن معارك بلا معنى. أريد إجابة واحدة: أين الرجل الذي جاء إلى هنا قبل أشهر؟"
الرجل تأوه لكنه ضحك، بصوت مليء بالسخرية رغم الألم.
"أي رجل؟ هذه الأرض مليئة بالهاربين."
رعد ضغط أكثر.
"الرجل الذي تبحث عنه ساحرة."
توقفت ضحكته، وعيناه ضاقتا بشك.
"إذا كنت تقصد هو… فهو ليس شخصًا يمكنك العثور عليه بسهولة."
رعد لم يتحرك. "لكن يمكنك إرشادي إلى المكان الذي بدأ منه، أليس كذلك؟"
تردد الرجل، ثم قال:
"اتجه غربًا، ستجد قرية مهجورة عند النهر الأسود، إن كان لا يزال هنا… فآثاره ستكون هناك."
رعد لم ينتظر أكثر، أطلق سراح الرجل، واستدار إلى جود.
"هيا."
---
كانت الرياح تحمل معها أصواتًا غريبة وهم يعبرون نحو النهر الأسود.
لكن رعد لم يكن يفكر في الأشباح أو الأسرار التي تخبئها هذه الأرض.
كان يفكر فقط فى وعده
وكان مستعد لتمزيق اى شيء يقف فى طريقه
النهر الأسود
لم يكن النهر مجرد مسطح مائى، كان أشبه بشق في الأرض، جرح قديم ينزف ظلامًا بدلًا من الماء. سطحه لم يكن ثابتًا، بل كان يتحرك ببطء، كأن شيئًا في داخله ينبض بالحياة، الماء لم يكن شفافًا، بل أسود كثيف، أقرب إلى الزيت المحترق منه إلى الماء، كل من اقترب منه شعر أن العتمة فيه ليست مجرد لون… بل كيان يحدّق إليه.
الهواء هنا أثقل، كأنه محمّل بأصداء صرخات قديمة. لم يكن هناك صوت واضح، فقط همسات بعيدة، كأن النهر يهمس بأسرار لا ينبغي لأحد سماعها. الضباب فوقه لم يكن طبيعيًا، بل كأنه يتنفس، يتحرك بأشكال غير منتظمة، ينسحب فجأة ثم يعود ليغطي السطح كما لو كان يحرس شيئًا في الأعماق.
وقف رعد على الضفة، يراقب بعيون ضيقة. "هذا ليس نهرًا عاديًا."
جود هزّت رأسها، وقد بدا على ملامحها القلق. "لا أشم رائحة حياة فيه… فقط شيء آخر."
"شيء مثل ماذا؟"
نظرت إليه، ثم همست، كأنها لا تريد أن يسمعها شيء في النهر. "مثل الموت، لكنه لم يكتمل."
من وسط الضباب، خرج ظل يتحرك بسلاسة فوق الماء، طويل وهزيل. لم يكن له ملامح بشرية، لكنه لم يكن حيوانًا أيضًا،كان أشبه بظل رجل ممتد، جسده نحيل وكأنه يتكون من الضباب نفسه.
لكنه لم يكن وحده.
من الأعماق، بدأت رؤوس أخرى تظهر، عيون مضيئة بوهج شاحب، أجساد مغطاة بقشور سوداء كأنها انبثقت من قاع النهر نفسه،لم تكن هذه المخلوقات تسبح—بل تزحف تحت السطح، تتحرك بطريقة غير طبيعية، وكأن النهر لا يحكم قوانينها.
واحد منها اقترب أكثر، فخرجت يده من الماء—أو ما يشبه اليد—أصابع طويلة، كأنها مصنوعة من العظام المتآكلة.
جود تراجعت خطوة، أنيابها بادية. "إنها ليست كائنات حية كما نعرفها."
رعد لم يتحرك. لم يكن خائفًا، لكنه كان يراقب. هذه المخلوقات لم تهاجم، لكنها لم تتراجع أيضًا.
وفجأة…
"لماذا جئتم إلى هنا؟"
الصوت لم يكن صادرًا من أي من المخلوقات.
بل جاء من النهر نفسه. كان عميقًا، متحشرجًا، كأنه يحمل أصداء أصوات كثيرة مجتمعة.
رعد لم يجب فورًا، لكنه لم ينظر بعيدًا. "أنا أبحث عن رجل عبر من هنا قبل أشهر."
"الكثير يعبرون… القليل يعودون."
السطح تحرك، وكأن شيئًا عملاقًا في الأعماق غيّر موقعه.
"لماذا تبحث عنه؟"
جود التفتت إلى رعد، لكنها لم تقل شيئًا.
رعد أبقى نظره على الظلال، ثم قال بوضوح: "لأنني وعدت."
كان هناك صمت… ثم ضحكة، لكنها لم تكن ضحكه بشرية، بل كانت كالصدى يضرب الضفاف.
"الوعد… شيء ثمين هنا."
ثم، شيء ما بدأ يتشكل في الضباب.
ظلال في الماء
رعد لم يكن بحاجة لمن يخبره أن هذه المخلوقات لم تكن مجرد حراس للنهر بل النهر نفسه
عادت الحركة إلى الماء. هذه المرة، كانت أبطأ… وأكثر خبثًا.
ثم ظهر شيء جديد.
شيء خرج من أعماق النهر، ليس مخلوقًا كالأخرى، بل يد.
فجأة، تحرك الماء.
لم يكن مجرد اهتزاز على السطح، بل كان كأنه استيقظ بالكامل، وكأن شيئًا في أعماقه قرر أن الوقت قد حان.
رعد شعر بالضغط يتزايد حوله، وكأن الهواء نفسه أصبح أكثر كثافة. الأرض التي يقفان عليها لم تعد ثابتة، بل بدأت تنحني، تغوص ببطء في الطين الأسود.
ثم انفجر النهر.
لم يكن موجة، بل يد ضخمة من الماء المظلم، امتدت نحوهما بسرعة هائلة، وكأنها مخلوق بحد ذاته، لا مجرد ماء.
"رعد!" صرخت جود، لكن لم يكن هناك وقت للتحذير.
ابتلعتهما الظلمة.
لم يكن السقوط في الماء مجرد سقوط عادي. كان أشبه بالتمزق، وكأنهما لم يغرقا، بل تم سحبهما إلى بعد آخر.
لم يكن هناك إحساس بالحرارة أو البرودة، فقط فراغ.
لكن الفراغ لم يكن صامتًا.
كان هناك همسات.
أصوات بعيدة، بعضها كان يضحك، بعضها كان يبكي، وبعضها كان يهمس بأسماء لم يفهموها.
ثم… اصطدموا بشيء صلب.
لم يكن قاع النهر.
كان سجن النهر الأسود.
لم يكن ما سقط فيه رعد وجود مجرد نهر. كان عالماً مستقلاً، مختبئاً داخل الماء، لا يمكن لأحد الوصول إليه إلا إذا اختاره النهر بنفسه.
كان الظلام مطبقًا، لكنهما لم يموتا، لم يختنقا كما يفترض أن يحدث تحت الماء. بدلاً من ذلك، وجدا نفسيهما قادرين على التنفس، لكن الهواء كان مختلفًا—ثقيلًا، محملاً بطعم صدأ وكبريت، وكأنه لم يكن موجودًا منذ قرون.
أجسادهم لم تكن تطفو، ولم تكن تغرق، بل كأنهم سقطوا في بعد آخر داخل المياه نفسها.
كان النهر حيًا.
كل شيء فيه يتحرك، الجدران السائلة من حولهم كانت تلتف، تتغير، كأنها تحاول فهمهم أو التلاعب بهم. لم تكن المياه عادية، كانت كثيفة مثل الدخان، لكنها شفافة بما يكفي لرؤية الأهوال التي تحيط بهم.
لم يكن هناك قاع، بل كان هناك سجن.
قفص ضخم، مصنوع من أضلاع عملاقة متشابكة، كأنها بقايا كائن مات منذ العصور الأولى. لم تكن حديدًا، لم تكن عظمًا، بل شيئًا بينهما، ينبض وكأنه لا يزال حيًا.
أُلقي بهما داخله، بقوة جعلتهما يرتطمان بأرض القفص التي كانت مصنوعة من طين أسود متماسك، ينبعث منه ضوء خافت، كأنما يخفي تحته شيئًا أخطر.
كان المكان مزدحمًا.
مخلوقات… ليست بشرًا، وليست ذئابًا، لكن كلاهما في الوقت ذاته.
بعضهم كانوا ذئابًا مشوهة، أجسادهم نصف متحجرة، وأعينهم تحترق بضوء أزرق غريب، كأنهم فقدوا أنفسهم منذ وقت طويل.
البعض الآخر كانوا كائنات بلا ملامح، أشباح مائية، تتحرك ببطء، همساتها تملأ المكان، لكن لا يمكن فهم كلماتها.
ثم كان هناك الأقدم.
في زاوية القفص، كان هناك ذئب هائل، أكبر من أي ذئب رآه رعد في حياته.
لم يكن مجرد ذئب، بل كائن قديم، غارق في العصور.
عيناه كانتا فارغتين، لكنه كان يراقب.
كأنما كان ينتظرهم.
الصوت العميق
ثم جاء الصوت مرة أخرى.
"أنتم الآن جزء من النهر."
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
١٢
سجن النهر الأسود لم يكن مجرد مكان، بل كان كابوسًا متجسدًا، عالمًا بأكمله غارقًا في المياه الداكنة، حيث يُعلق المساجين في الفراغ، بين التيارات التي لم تكن تتحرك وفق قوانين الطبيعة، بل وفق إرادة شيء أقدم وأقسى..
⚝
كان رعد داخل قفص من الحديد الأسود، معلقًا في الفراغ، كأن لا شيء تحته سوى الماء اللامحدود، كانت السلاسل التي تربط القفص تمتد في كل اتجاه، بعضها يصعد نحو الأعلى، والبعض الآخر يغطس عميقًا في الظلام، كأنها لم تُخلق لتُفك يومًا.
وبجانبه… كانت جود.
كانت مستلقية على الأرضية المعدنية، تتنفس بصعوبة، فراؤها مبتل بالكامل، وعيناها لم تفتحا بعد.
"جود؟"
لم ترد، لكنها تحركت قليلًا، كأنها تكافح للعودة إلى الواقع.
لكن قبل أن يحاول إيقاظها، سمع صوتًا.
⚝
ليس صوت الماء.
ليس صوت الحديد.
بل أنفاس ثقيلة… قريبة.
رفع رأسه، وعندها فقط أدرك أن قفصه لم يكن الوحيد.
من حوله، في العتمة التي لم تكن عتمة بالكامل، كانت هناك أقفاص أخرى.
بعضها مُعلق في الأعلى، يتأرجح مع التيارات السوداء، وبعضها غارق حتى نصفه، كأن النهر يحاول التهام من بداخله ببطء.
⚝
في القفص المقابل له مباشرة، كان هناك ذلك الذئب.
كان جالسًا بصمت، رأسه مائل إلى الجانب، وعيناه مغمضتان كأن وجوده هنا لا يعنيه.
لم يكن يتحرك.
لم يكن يتحدث.
لكن رعد شعر أن هذا الذئب رآه.
حتى لو لم يفتح عينيه بعد.
⚝
كان هناك سجناء آخرون أيضًا.
في القفص القريب، كان هناك رجل بشري، لكن نصفه لم يكن موجودًا… أو ربما كان موجودًا بطريقة لم يستطع رعد فهمها. كأن جسده كان عالقًا بين عالمين، يتحرك ببطء كأن الهواء والماء يمرّان من خلاله في نفس الوقت.
في قفص آخر، كانت هناك ذئبة بيضاء، ساقاها الخلفيتان مقيدتان بسلاسل مغروسة في لحمها، لكن عينيها كانتا مفتوحتين، تحدقان في الفراغ، كأنها ترى شيئًا لا يستطيع أحد غيرها رؤيته.
وفي زاوية بعيدة، كان هناك مخلوق لم يكن بشريًا، ولا ذئبًا، ولا حتى وحشًا.
كان طويلًا بشكل غير طبيعي، أطرافه ملتوية كأن جسده لم يكن مصممًا لهذه الحياة، رأسه مائل، وصدره كان يرتفع وينخفض بتناغم غريب مع ضربات النهر.
⚝
لكن القفص الأعمق، القفص الذي بدا أقدم من النهر نفسه، احتوى الذئب الذي لم يكن مثل البقية.
لم يكن يتحرك.
لم يكن يقاوم.
كان مجرد هناك.
وحين فتح عينيه أخيرًا، لم يكن فيهما غضب…
ولا خوف…
ولا استسلام.
بل شيء آخر تمامًا.
شيء جعل رعد يتجمد في مكانه.
أدرك رعد الان موقفه انه فى سجن لا يعرف عنه احد اى شيء ومن غير الوارد ان يقوم أحد بانقاذه
ومن غير الوارد أيضآ ان ينجح فى الهرب فقد كان واضحا
ان كل السجناء حاولو الهرب بلا فائده
إذا كان ذلك الذئب الضخم يجلس فى مكانه بسكون، ماذا بإمكان رعد ان يفعل!؟
**********
⚝
كان رعد يعلم أن التحدي المباشر ضد رعد أشبه بالانتحار. لو كان الألفا هنا، حاضرًا بينهم، لما كان لديه أي فرصة، مهما بلغت قوته.
لكن رعد لم يكن هنا.
رعد اختفى—غاب في ظلامٍ لم يعرفه أحد، ولم يعد.
وهنا، فقط، بدأ كين يرى الفرصة.
لكن حتى الفرص تحتاج إلى من يدفعها… من يُطلق الشرارة.
وبالنسبة لكين، كانت تلك الشرارة باتريكا.
⚝
لقد جاءت إليه بهدوء، كما تفعل دومًا. ليست كغيرها، لا ترفع صوتها، لا تفرض حضورها بالعنف. بل تتسلل مثل الماء، تتسرب إلى الشقوق الصغيرة في الجدران حتى تُحطمها من الداخل.
"ألم يحن الوقت، كين؟"
نظر إليها، متيقظًا، لكنه لم يُجب.
فابتسمت، كما لو كانت تعلم أنه سيسمعها حتى لو لم يُجب.
"رعد انتهى." همست، نبرتها ناعمة، لكنها تقطع مثل النصل. "لن يعود، حتى لو كنت تنتظر ذلك. لا أحد يعود من هناك، كين."
هنا، أخيرًا، تحدث كين. "أين هو؟"
لكن باتريكا هزّت رأسها. "الأهم… أين أنت؟"
كان في السؤال شيء غريب. لم يكن مجرد استفسار، بل كان اختبارًا.
ولسبب لم يفهمه في البداية، شعر كين أن الإجابة ستُحدد مصيره.
لم يكن يحب رعد، لكنه احترمه. احترم قوته، مكانته. لكن الآن…؟
القطيع بلا قائد.
وهو ليس مجرد تابع.
لقد حان وقته.
"أنا هنا." قالها أخيرًا، بصوت ثابت، دون تردد.
وكأنها كانت تنتظر ذلك بالضبط، ابتسمت باتريكا.
⚝
ومن هنا، بدأ كل شيء.
هي لم تأمره، لم تدفعه علنًا، بل أقنعته أن القرار قراره.
أن القطيع بحاجة إليه.
أن الانتظار غباء، وأن الفرصة لن تأتي مرة أخرى.
وهكذا، حين خطا كين إلى الساحة، لم يكن مترددًا، لم يكن خائفًا.
رفع رأسه، نظراته تحدّت كل من وقف أمامه.
"الألفا مات."
قالها بلا تردد، بلا لحظة صمت واحدة، وكأنه لم يكن يشك في ذلك منذ البداية.
"أنا القائد الآن."
⚝
لم يكن كين مثل رعد، لم يكن يملك هدوءه، صبره، أو ذلك الصمت الذي يُخيف أكثر من الصراخ.
كين لم يكن يحتاج إلى الاحترام… بل إلى الخضوع.
وحين يكون الحاكم ضعيفًا، لا يجد طريقة لحكم قومه سوى بإرهابهم.
⚝
أول قانون فرضه كين؟
"الضعيف لا مكان له."
بدا بسيطًا في البداية، واضحًا، لكنه لم يكن مجرد كلمات.
لقد بدأ بالتخلص منهم—أولئك الذين لم يقدروا على القتال، كبار السن الذين لم يعودوا قادرين على الركض، الجرحى الذين لم يشفوا بعد.
"لا يمكننا حمل أعباء من لا يستطيعون حماية أنفسهم." قالها بصوت هادئ، كما لو كان يُقرر شيئًا لا جدال فيه.
لم يقل أحد شيئًا.
لكن حين جاءت أول لحظة تطبيق… أدرك الجميع أن كلماته لم تكن تهديدًا فارغًا.
في أحد الأيام، اختفى أربعة من أفراد القطيع.
لم يعودوا.
وحين سأل أحدهم عنهم، لم يحصل على إجابة.
لكنه لاحظ كيف لم يجرؤ أحد على ذكر أسمائهم بعد ذلك.
⚝
"كل من يعارض، يُصبح عبرة."
كين لم يتحمل المعارضة، لم يقبل بها حتى كاحتمال.
وأول من تجرأ على التشكيك في حكمه… كانت نهايته دليلًا.
لم يُقتَل في معركة، لم يُمنح حتى فرصة القتال.
تمت ملاحقته في الليل، صيده مثل فريسة، وفي الصباح…
وُجد جسده مرميًا في منتصف الساحة، لكي يراه الجميع.
لم يكن موتًا عاديًا.
لقد كان رسالة.
"هذا ما يحدث لمن يشكّك."
ومنذ ذلك اليوم، لم يعترض أحد.
⚝
"كين فوق الجميع."
حتى أقوى الذئاب فهموا أن الخضوع له لم يكن خيارًا، بل حتمية.
لقد أخذ كل شيء.
أخذ القطيع، أخذ السلطة، أخذ القوة.
وأي شخص تجرأ على أن يحلم بأخذ شيء منه… كان يختفي قبل أن يُفكر في الأمر مرتين.
باتريكا كانت إلى جانبه دائمًا، عيناها تراقبان كل شيء، لكن دون أن تتدخل علنًا.
كين كان الواجهة.
لكن هل كان الحاكم الحقيقي؟
لم يسأل أحد، لأن السؤال وحده قد يكون كافيًا لقتلك.
وهكذا، في أقل من شهر، أصبح كين ملكًا على الرماد.
القطيع لم يعد كما كان.
لم يكن عائلة.
لم يكن قوة.
بل كان مجرد ظلٍ لما كان عليه في عهد رعد.
لكن الجميع كانوا يعرفون أمرًا واحدًا…
لا أحد يجرؤ على قول اسمه بعد الآن.
رعد؟
إنه ميت.
رعد لعنه
رعد سبب فى موت كل من يذكر اسمه او يتحدث عن ذكراه
كان الانقلاب مفاجيء للدرجه التى لم يفلح معها نوار ولا ادم فى التصدى له
وضعهم كين تحت الاقامه الجبريه، لقد وجدو أنفسهم مضطرين للخضوع لكين بعد أن نسف كل القوانين
وضعت الحراسه امام قصر رعد وقصر ادم، ممنوع الدخول او الخروج الا بأذن من كين نفسه
حتى ادم الذى كان مضطر للقيام برحلات من أجل مصلحة القطيع واعماله الخارجيه
كان مضطر للطاعه وعدم الخيانه لان كين كان يحتفظ بزوجته تاهيلا تحت يده
أصبح كل البشر داخل القطيع عبيد لكين
ساره، ليندا والكثير الذين كانو يعيشون حياه طبيعيه كان كين يتعقد انهم عرق أدنى من الذئاب
حركت ماجى الورقه بين يديها، لقد قال رعد انه اذا لم يعد فإنها تعرف ما عليها فعله
لكن الخطه تغيرت كين استولى على كل شيء، ربما انها الوحيده القادره على التحرك بحريه لأنها مجرد خادمه بينما
اجبرت لينا وتاهيلا وبقية الوصيفات محبوسات داخل القصور يتعرضون لمضايقات حراس كين
ماذا بإمكانها ان تفعل امام الالفا؟
لقد خضع كل الالفا الأخرين لكين وهى مجرد ذئبه
لو كان نوار حر طليق لكان بإمكانه وضع خطه
لكن نوار اخ رعد محبوس هناك مقيد بالسلاسل فى قبو قصره يعامل معاملة الكلاب الأليفه، قال كين ان رعد مات لكنها تشعر ان رعد حي فى مكان ما
كان تواصلها معه مستمر لايام حتى انقطع فجأه عن حدود النهر الأسود
كانت الرابطه التى بين رعد وماجى قويه جدا وممتده من سنين
وكان عليها ان تتصرف كانت تدرك ان مصيرها على المحك لكن إذا كان رعد يحتاجها لابد أن تكون جواره
تسحبت ماجى قبل الفجر كانت ميجا ملكيه فى النهايه وتتمتع بقوة لا يستهان بها
كانت تعرف باب خلفى سرى لا يعرف احد، اعترض طريقها حارسان تخلصت منهم بسهوله
ثم فتحت الباب السرى ودخلت القصر وجدت لينا فى غرفتها
الاميره الملكيه والوصيفات الملكيات، ثم حررت نوار من حبسه كان لديهم وقت محدود جدا، لذلك عندما طلب ادم من رفيقته تاهيلا ان تتبعه، أضطر أن يتركها خلف ظهره
تاهيلا التى القت بنفسها فى حضن كين لطالما كانت محبه للسلطه،تاهيلا لم تكتفى برفض الرحيل بل قصدت كين لتخبره عن الخيانه
كان كين فى حضن كيا واضطر حراسه ان يطلبو منها الانتظار
فلا أحد يرغب بازعاج كين
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق