رواية غنوة يونس الجزء الاول الفصل 14/15/16/17/18/19/20/21/22 والأخير بقلم سلوي عوض حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
وجيه : "إنتي بتقولي إيه يا هاله؟ إزاي؟ ما إحنا كلنا عارفين إنها ماتت في الحادثه!"
هاله : "لأ، ده الكلام اللي ضحكوا علينا بيه.. لكن اللي حصل غير كده تمامًا. صدفه عاشت، واتحرمت من أهلها، واتظلمت ظلم مالوش آخر، وعرفت الحقيقة بعد سنين!"
فاطمه: "ماما، انتي متأكدة من اللي بتقوليه؟
وجيه: "انتي اتسرعتي يا هالة، ما جايز تكون واحدة نصابة أو حد من أعداءنا زاققها علينا."
هاني: "كلام خالي صح يا ماما."
فاطمة: "أكيد كلامك صح يا خالو."
هالة: "خلاص، خلصتوا كلام كلكم؟ لأ، هي فعلاً صدفه بنت فاطمة الله يرحمها. أم سامية كلمتني وعرفتني كل حاجة، دي حتى نسخة بالكربون من المرحومة فاطمة، وكمان قلبي بيقوللي كده."
وجيه: "على العموم، اديني ساعة زمن وأنا هعرف كل حاجة."
هالة: "هتعرف منين؟"
وجيه: "بطريقتي، هي مش اسمها صدفه؟ وانتي عارفة تاريخ ميلادها حتى لو بالتقريب؟"
هالة: "آه، بس هي معاهاش أي أوراق تثبت هويتها، سابت كل حاجة في البلد. مفيش غير صورة ليها مع والدها وفاطمة."
وجيه: "تمام، هعمل تليفون."
ليتصل وجيه بأحد أصدقائه في الداخلية...
وجيه: "تيمور باشا، حبيبي!"
تيمور: "وجيه بيه بنفسه بيتصل بيا؟ مش مصدق نفسي!"
وجيه: "لأ، صدق. المهم، كنت عاوزك في خدمة ضروري وترد عليا في أقل من ساعة."
تيمور: "حاضر، عيوني."
يعطيه وجيه اسم صدفه بالكامل وتاريخ ميلادها، ويطلب منه التأكد مما إذا كانت صاحبة الاسم عايشة أو متوفية.
تيمور: "حاضر، هعمل تليفون وارجعلك بسرعة."
هالة: "مفيش داعي لكل ده، هي فعلاً بنت فاطمة."
وجيه: "معلش، زيادة تأكيد."
بعد نصف ساعة من القلق، يتصل تيمور بوجيه...
وجيه: "إيه الأخبار يا تيمور؟"
تيمور: "صاحبة الاسم عايشة، ومافيش أي شهادة وفاة باسمها. وعايشة في الأقصر، ومتجوزة ابن عمتها من أكبر عائلات الأقصر."
وجيه: "شكرًا يا حبيبي، تعبتك معايا."
وجيه: قريب ان شاء الله.
هالة: "هاه يا وجيه، تيمور قالك إيه؟"
وجيه: "تمام، فعلاً طلعت بنت المرحومة فاطمة يعني بنت عمتكم يا ولاد."
هالة: "مش قولتلكم قلبي حاسس؟ تعرفوا إن صدفه شبه المرحومة فاطمة أوي؟"
فاطمة: "وهي فين دلوقتي يا ماما؟"
هالة: "نايمة فوق في أوضتي، البنت حالتها صعبة أوي."
هاني: "إزاي بنت عمتي يحصلها كل ده وإحنا منعرفش؟"
هالة: "لأ، مش وقت غباءك خالص يا هاني، بقولك قالولنا إنها اتوفت بعد الحادثة في المستشفى، وطبعاً دهبية هانم قالت لباباك الله يرحمه إنهم كلهم اتوفوا في الحادثة، واترجته إنه يسيبها هي وجوزها وأولادها يعيشوا في البيت بتاع عمتك، قال إيه حاجة من ريحة أخوها، ولأننا مش محتاجين حاجة سابلهم الأرض وما أخدش ورثه في عمتك وساب لهم كل حاجة. ومن وقتها لغاية باباك ما اتوفى منعرفش حاجة عنهم خالص.
وبعد خمس سنين من وفاة عمتك وجوزها، باباك اتوفى لأنه تعب فجأة، واكتشفنا إنه كان عنده فيروس في الكبد من وهو صغير أيام ما كان عايش في البلد، وطبعاً زمان كان في إهمال، لكن الفيروس كبر وتمكن منه، وده اللي كان سبب وفاته.
وطبعاً قبلها وصاني إنه يندفن في مدافن عائلتي هنا في أكتوبر، قال عشان لو اندفن في البلد هيبقى صعب علينا نزوره، وكمان مبقاش له حد هناك. لكن سبحان الله، بعد السنين دي كلها تطلع صدفه عايشة!
إنتو عارفين أنا كنت بحب فاطمة قد إيه، وعشان كده صممت أسميكي على اسمها يا فاطمة."
فاطمة: "أنا هطلع أصحيها، نفسي أشوفها أوي، أنا مشفتهاش من لما كان عندها تلت سنين، وأنا كان عندي تمن سنين، وهاني كان اتناشر سنة. وكانت عندها لدغة في حرف الراء، كانت بتقول عليه غ."
هالة: "ولسه عندها نفس اللدغة."
فاطمة: "وحشتني أوي، كنا بنلعب مع بعض دايماً، وكانت بتقول لهاني دايماً: أنت أخويا، وفاطمة أختي، وطنط هالة وخالو أصحابي."
هالة: "سيبيها نايمة."
فاطمة: "لأ، هطلع أجيبها وأجي."
وبالفعل تصعد فاطمة وتدخل الغرفة لتجد صدفه صاحيه تبكي على حالها.
فاطمة: "صدفه حبيبتي، انتي صاحية؟"
صدفه: "مين حضرتك؟"
فاطمة: "انتي لسه لدغة زي ما انتي!"
صدفه: "أمر ربنا."
فاطمة: "أنا بقى فاطمة بنت خالك، وكنا زمان على طول مع بعض لما كنتوا بتيجوا زيارة."
صدفه: "أهلاً بحضرتك."
فاطمة: "حضرتي إيه؟ انتي أختي! هاتي حضن بقى.
لتقرب عليها فاطمة، ثم تتفاجأ:
فاطمة: "يا نهار أبيض! انتي شبه عمتو أوي!"
صدفه: "أه، ما أنا شُفت صورتها، كان نفسي أمي وأبوي يكونوا عايشين دلوقتي."
فاطمة: "الله يرحمهم يا حبيبتي، ويرحم بابا كمان."
لتحتضنها صدفه.
فاطمة: "بصي، أنا مش بحب النكد، كفاية عياط بقى، وتعالي انزلي، العيلة كلها متجمعة على شرف استقبالك."
صدفه: "عيلة مين؟"
فاطمة: "خالو، وهاني أخويا وزوجي العزيز، ومشيرة مرات هاني، وولادنا كمان، يلا بقى ننزل!"
صدفه: "معلش سامحيني، أصلي بتكسف جوي."
فاطمة: "جوي جوي؟ طيب قومي، حد يتكسف من أهله؟"
لتشدها فاطمة من يدها وينزلوا تحت.
هاني: "مش معقول، عمتو فاطمة!"
هالة: "مش قولتلكم على الشبه اللي بينهم؟"
ليرحب بها الجميع.
فاطمة: "شفتي يا مشيرة؟ بقالي أخت أنا وهاني وانتي لأ!"
مشيرة: "وأختي أنا كمان!"
وجيه يقول في سره: هو في حد بالبراءة دي؟
وجيه: "أنا وجيه، أخو هالة."
صدفه: "أهلاً بحضرتك."
هالة: "حضرتك إيه ده أكبر منك بعشر سنين بس، ومغلبني، كل ما أجيبله عروسة يرفض لما عنس جنبي!"
لتضحك صدفه:
صدفه: "كل ديتي وعنس؟ ده فاته القطر ودهسه كمان!"
ليضحك الكل على لهجتها وعفويتها.
مشيرة: "ده انتي عسل أوي! ممكن تعلِّميني أتكلم زيك؟"
صدفه: "الله يخليكي يا هانم!"
مشيرة: "هانم إيه؟ أنا أختك!"
هالة: "صدفه، أنا مش عايزة أقلب عليكي المواجع، سامية حكيتلي كل حاجة."
صدفه: "تعرفوا إيه اللي أنا مش فاهماه خالص؟"
الجميع: "إيه؟"
صدفه: "عمتي كانت دايماً تشكر فيا، وتقول بت أخويا، بت أخويا، وتدافع عني، ولما أقولها طيب، أبوي وأمي مكنش ليهم إخوات؟ كانت تقول لي: لأ، أنا بس عمتك الوحيدة، وأمك كانت مقطوعة من شجرة. ولما خلفت عجوب ولدي، فرحت جوي، وقالت: مرت الصغير خلفت جبل مرت الكبير، بت أخويا ولاده!"
فاطمة: "سوري، بس يعني إيه عجوب؟"
هالة: "يعقوب يا فاطمة، بس في الصعيد بيقولوا عجوب."
مشيرة: "عندك ولد بس؟"
صدفه: "لأ، عندي دهبية ومازن، فردة جوز."
فاطمة: "ترجمي يا ماما هالة!"
هالة: "يعني توأم!"
صدفه: "اسم عليكي يا مرت خالي، بس سامحوني، أنا جيت كركبت حياتكم، حقكم عليَّ، بس مليش حد غيركم أروحلُه."
هاني: "انتي أختنا، وده كمان بيتك قبلنا إحنا."
وجيه: "إن شاء الله ولادك هيرجعولك، ده وعد مني."
صدفه: "وحياة أمك بتتكلم جد؟"
فاطمة: "الله يرحمك يا صدفه، ملحقناش نقعد معاكي!"
صدفه: "ليه؟ أنا موت وأنا معرفش؟!"
فاطمة: "حد يقول لوجيه بيه، أكبر رجل أعمال، اللي الدنيا كلها بتعمله حساب، وحياة أمك!"
صدفه: "طيب أجوله بذمت أمك يعني؟"
فاطمة: "انتي تسكتي أحسن!"
وجيه بضحك : "انتي اللي تخرسي يا فاطمة، صدفه تقول اللي هي عايزاه!"
ليضحك الجميع على عفوية صدفه.
_______________________________________
في الصعيد
فايزة: خلصتي يا غنوة؟
غنوة: متصبري شوية، جربت أخلص.
فايزة: تصدقي إنك رَشلة؟
غنوة: ليه يعني؟
فايزة: ده أنا كان زماني نضفت عشر فراريج.
غنوة: تعالي كمّلي إنتِ، إنتِ أصلًا مبيعجبكيش حاجة.
فايزة: يابت عاوزاكي تبقي بَت رشجة كده وتخلصي على طول، عشان لما تتجوزي ناس جوزك يفرحوا بيكي ويجولوا "بِت بيوت ومرباية صح".
غنوة: أهو خلصت أهوه.
فايزة: جَدعة بتي! يلا يا أمورة، حطيهم في كيس، وأنا خلصت، وكل أبوكي وخيك، نفوتوا نودّي لهم الوكل ونقول لأبوكي إننا هنجضي النهار عند أم رجيه، ولما محمد يخلص، كده كده هيفوت على رجيه يديها التلفون بتاعها.
غنوة: خلصي بجى يا أما.
فايزة: يلا يا أم لسانين.
(يخرجون، وفي طريقهم يشترون الخضار لـ أم رقيه، ويمرون على عياد في الأرض)
فايزة: الله يعينكم ويقويكم، جبنالكم الوكل أهوه، وهنفوت على أم رجيه نجعد معاهم طول النهار ونتغدى هناك كمان.
عياد: تتغدوا كيف بس يا أم دياب، انتي عارفة المرا حالها على كده.
فايزة: وديه تفوتني؟ ، خدتلها فروجة وخضار و زيت ورغفان كمان.
عياد: طول عمرك صاحبة واجب.
دياب: بت يا غنوة، السلام أمانة لرجيه.
غنوة: حاضر يا أخوي، هسلملك على المرجرج.
دياب: أخرسي يابت، حدش يجلعها غيري.
غنوة : شايفة ولدك يا أما؟
فايزة: خيك بيضحك معاكي، يلا بينا، عاوزين حاجة مننا؟
دياب: أما تعالي على جنب، عايزك.
فايزة: خير يا ولدي؟
دياب: لو معاكي فلوس، ابجى ادي رجيه.
فايزة: آه، باجي معايا تلتميت جنيه من النقطة الفاتحة بتاعتك، كنت هجيب منهم دقيق وحبة فروج صغيرة، أسعيه أهو يأكلوا خير البيت وينفعونا بناكلوا منيهم.
دياب: خلاص، اديها مية، وأنا أجيبلك الدقيق، صبر على ما يفرجها ربنا.
فايزة: عيني، حاضر.
(تذهب غنوة وأمها إلى منزل أم رقيه، ويصلون إلى البيت، حيث تكون رقيه ووالدتها في الداخل)
رقيه: الباب بيخبط يا أما، شوفي مين.
أم رقيه: مين هياجينا؟
رقيه: افتحي وانتي تعرفي، يدي مفضياش لتفتح.
(تفتح أم رقيه الباب لتتفاجأ بفايزة وغنوة أمامها)
أم رقيه (بارتباك): أهلا أهلا، تعالوا خشوا، نورتي يا أم دياب، نورتي يا غنوة.
أم دياب: بنورك يا خيتي، أمال فين عروسة ولدي؟
أم رقيه: جوه.
(تنده على بنتها)
أم رقيه: يا رجيه، تعالي، خالتك أم دياب وغنوة هنا.
غنوة: أنا هخشلها.
أم رقيه: خليكي، هي جاية.
(لكن غنوة تدخل دون أن تستمع إليها، وتتفاجأ بما تراه داخل الغرفة)
غنوة: الله أكبر! إيه كل ديتي؟ تفاح أمريكاني، موز، جوافة، رواني، بسبوسة، فطير مشلتت، وحلويات كتير جوي! وساجع؟ كل ديتي منين؟ وجعتوا على كنز؟
رقيه (بارتباك): كنز إيه يا عبيطة؟ ده ناس صحاب أبوي، لما عرفوا بجراية فاتحتي اتجمعوا كلهم وجابوا الحاجات دي.
غنوة (بفضول): ناس مين؟
رقيه: صحاب أبوي، يابت، كان بيعملهم شغل.
غنوة: شغل إيه؟ أبوكي كان بوسطجي؟
رقيه (بعصبية): هما جالوا إنهم صحباته، وجم، نطردهم يعني؟ بطلي بجى سؤالاتك وتعالي نجعد معاهم برا.
(تخرج الفتاتان، لتستقبل فايزة رقيه بحفاوة)
فايزة: عروسة الغالي، تعالي في حضني.
(تسلم عليها رقيه من دون نفس)
فايزة: خدي يا رجيه فروجة وخضار على ما جسم، وعندك زيت، جولنا نتغدى معاكم أنا وغنوة.
أم رقيه: آه وماله يا خيتي، أهلًا وسهلًا بيكم، جومي يا رجيه وضبي الغدا.
(تأخذ رقيه الحاجة من فايزة وتدخل المطبخ، وطبعًا غنوة وراها)
غنوة (مندهشة): عنديكم لحم أهه، كتير، وإيه ديتي؟ جبن رومي ولانشون؟ وإيه كل ديتي، يابت؟ جوليلي، شكلكم سرجتو سريجة؟ جوليلي، الحج، يابت، الجزمة؟
رقيه (بتردد): الصراحة، أمي باعت حلجها وجابت الحاجات ديه عشان نعزمكم، انتوا خيركم علينا.
غنوة (باندهاش): خير إيه يا عبيطة؟ انتي عروسة الغالي!
(تخرج غنوة من المطبخ وتذهب إلى أمها بسرعة)
غنوة: شفتي يا أما اللي حصل؟
أم رقيه : حصل إيه؟
غنوة: خالتي أم رجيه باعت حلجها اللي حيلتها، وجابت وكل وحلويات ولحم كتير عشان يعزمونا.
فايزة: أخص عليكي يا خيتي، كده برضك تفرطي في الحلج اللي حيلتك عشان تعزمينا؟ مالكيش حج واصل، وإحنا غرب عن بعض؟
أم رقيه: غرب مين؟ ده انتوا أهلنا، احنا لينا غيركم؟
غنوة: طيب، جايبين جبن رومي ليه؟
رقيه: يابت، شفت طريقة مكرونة بشاميل ورجاج صينية في التلفزيون، جلت أعملهم عشان ندوجهم مع بعض.
فايزة : معدولة، عروسة ولدي، جَدعة بتي!
رقيه: تسلمي يا خاله
فايزه. تخرج المية جنيه لتعطيها لرقيه. "خودي يارجيه دياب ولدي جاللي اديهالك عشان لو نفسك ف حاجه يا بتي."
رقيه: "تعيشي يا خاله فايزه."
فايزه: "جولي يعيش دياب. كله خيره وخير أبوه."
أم رقيه: "عن إذنكم، بيتكم ومطرحكم. تعالي معايا يارجيه."
لتدخل رقيه الغرفه مع والدتها
أم رقيه، وبعدين في الحزانه دول، جالو هيجضو النهار."
رقيه: "آه، أمال ايه، مش جايبين فروجه عيانه وشويه حاجات."
وفايزه بتمد يدها وتديني مية جنيه. وجال ايه "ادعي لدياب خيره وخير أبوه. ناس بارده والله. فرضنا عاوزين ننامو."
أم رقيه: "يا مري، لو مندوح جاه وهما جاعدين، هنعملو ايه؟"
رقيه: "معرفاش يا أما. ده لو جاه، كل حاجه هتتخربط. لو كان التلفون معايا كنت كلمته."
أم رقيه: "أجولك، احنا نعملو حالنا عاوزين نجيلو شويه ونجعدو. نتاوبو كل شويه، يمكن يحسو علي دمهم ويمشو."
فايزه: "هما مالهم دول دخلو جوه وغابو ليه؟ وشكلهم كده مش مريحني. معرفاش، حاسه في حاجه."
غنوه: "إيه يا أما؟ هتعملي حما على البت من دلوك؟"
غنوه أيضًا يشوبها القلق لكنها تحاول تهدئه أمها.
فايزه: "لا والله يا بتي، لا حما ولا حاجه. بس انا جلبي مش مطمن."
غنوه: "بقولك تلجاهم بس مكسوفين عشان يعني جبنالهم وكل. لو ماكانوش مكسوفين ماكانتش خالتي أم رجيه باعت حلجها."
فايزه: "أم رجيه حلجها ف ودنها يا بتي."
غنوه: "يا أما، أنا بعض الظن اثم. أجولك يلا نمشو."
فايزه: "احنا جولنا لابوكي. هنجضو النهار هنا."
غنوه: "نفوتو عليهم ونجولوهم إني راسي وجعتني وعاوزه أروح أريح. كان داخلني برد."
فايزه: "عندك حج؟ يلا بينا."
لتنده غنوه علي رقيه: "يارجيه تعالي، عاوزاكي."
رقيه: "جايه."
غنوه: "إحنا هنمشو بجى."
أم رقيه تخرج من الغرفه لتستمع الي غنوه وهي تقول إنهم هيمشو.
أم رقيه: "طيب يا حبيبتي، على راحتكم، مع السلامه."
ينظرون فايزه وغنوه لبعض.
فايزه: "طب بالسلامة، احنا بجى."
ثم يخرجان من المنزل.
غنوه: "ايه ده يا أما؟ كأنهم طردونا بالذوق."
فايزه: معرفاش يابتي حالهم غريب ليه .
(في الطريق)
تري غنوه عربية ممدوح تتجه ناحية منزل رقيه.
غنوه لنفسها : "له له، تلجاه رايح بكان وطريجه من هناك."
"بس أنا لازم أتأكد."
"أما أنا نسيت تلفوني عند رجيه، هعاود أجيبه."
فايزه: "ماشي، وتاجي علي الأرض، وأوعاكي تجولي حاجه جدام خيك ولا أبوكي."
غنوه: "حاضر."
وبالفعل تعاود غنوه إلى منزل رقيه، لكنها تقف خلف شجرة لتري ممدوح يصف عربيتة ومعه أشياء كثيرة وينزل أمام منزل رقيه.
ممدوح يطرق الباب
رقيه: "مين تاني؟"
ممدوح: "أنا مندوح، يا جمر انتي افتحي."
أم رقيه: "الحمدلله إنهم مشو، ولا كانت هتبجى فضيحة كبيرة."
لتفتح رقيه الباب لممدوح، وهي بشعرها وتبتسم له، وتقول: "عن إذنك الحاجات ديه يا سي مندوح."
غنوه، التي كانت تراقب من بعيد، مستغربة: "إيه ده؟ البت رقيه بتفتح الباب لمندوح وبشعرها كمان؟ وإيه الحاجات اللي جايبها ديه كلها؟"
وفجأة، ياتي محمد من خلفها
محمد: "يا غنوه، واجفه كده ليه؟"
ترتبك غنوه وتبدأ تتلعثم: "أصل، أصل...".
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 15
محمد: "يا غنوه، واقفه كده ليه؟"
ترتبك غنوه وتبدأ تتلعثم: "أصل، أصل...".
محمد: أصل إيه مالك يا بت فيه إيه؟
غنوة: أصل أنا وأمك كنا عند رُجية ومشينا، وبعدين أنا افتكرت إني نسيت تلفوني عندهم، لكن لما جربت لقيتني سمعت صوت رسالة من تلفوني فافتكرت إن التلفون معايا وكنت راجعة تاني.
محمد: ومشيتوا ليه بدري؟ ده دياب اتصل بيَّ وجالي إنكم هتتغدوا عندهم، وجالي أفوت أتغدى معاكم لما أجيب تلفون رُجية، وأنا جبته وجيت أهو.
غنوة: ما إحنا مشينا عشان خالتي أم رُجية لقيناها عيانة جوي ونايمة، ورُجية شكلها خدت الدور منها، بيكحوا هما الاتنين كحة عفشة.
محمد: تجوموا تهملوهم؟ طب كنتوا عملتولهم شوية مَرقة.
غنوة: آه ما إحنا عملنا فروجة وشربوا مَرقتها ولجيناهم هيناموا، فجولنا نروح.
محمد: مش ديه عربية مندوح واد عجوب؟
غنوة: فينها ديه؟
محمد: أهي هناك، أهي راكنة جريب جوي من بيت أم رُجية.
غنوة: ما أنت عارفه وعارف بروده ونفسه الكبيرة، فاكر البلد كلها بتاعة أبوه، يوجف مطرح ما يوجف.
محمد: على رأيك، طب أنا أعمل إيه في التلفون ديتي؟
غنوة: هاته وأنا أبجى بكره أجيبهولها.
محمد: ماشي، خدي، تعالي نفوتوا على أبوكي ودياب في الأرض ونروحوا.
غنوة: ما أنا كنت لسه هناك، تعالي نروحوا أحسن.
محمد: خلاص روحي إنتي، وأنا هفوت عليهم وأجي وراكي.
غنوة: على إيه؟ أنا جاية معاك.
وبالفعل يذهبوا هما الاثنين إلى الأرض.
محمد: الله يساعدكم، هغير جلابيتي وأجي أوجف معاكم أهو.
دياب: جبت التلفون بتاع رُجية؟
محمد: آه، جبته واديته لغنوة عشان جالت لي إن رُجية وأمها عيانين عندهم نزلة برد.
دياب: إنتي مخبلة يا بتي؟ مش جولتي إنك إنتي اللي عيانة؟ مش جولتوا يا إما إن بَتك هي اللي عيانة؟
فايزة تنظر لغنوة بمعنى "أعمل إيه وأقول إيه".
غنوة: أصلك إحنا مرضيناش نخرعوك على رُجية.
دياب (بلهفة): يعني رُجية عيانة؟ اسم الله عليها، تعالي يا محمد، أوجف انت مع أبوك وأنا رايح أطمن عليها.
غنوة: ما هما ناموا يا خيي، وبعدين هتروح كده وخلجاتك غرقانة مَيَّة وربراب؟
دياب: خلاص، هروح أغير وأسبح واروحلها.
غنوة: طيب يا خيي، إحنا هنجعدوا هنا معاهم شوية.
يذهب دياب مستعجل عشان يلحق رُجية.
فايزة: يا دياب يا ولدي، نسيت المحفظة والمفاتيح.
دياب: معلش يا أما، راسي اندارت.
ويأخذ دياب أشياؤه ويذهب، أما غنوة فتقف بعيدًا عن أمها لتتصل بفريدة.
فريدة: إزيك يا غنوة؟
غنوة: الحمد لله.
فريدة: اسكتي على اللي حصل عندنا!
غنوة: مش وجتي دلوقتي، بسرعة اتصلي بمندوح خيي، خليه يمشي من عند رُجية.
فريدة: وإيه ودي مندوح خيي عند رُجية؟
غنوة: مش وجتي دلوك، بسرعة كلميه خليه يمشي، عشان دياب أخوي رايح على هناك، ومتعرِّفيهوش إن أنا اللي جولت لكِ.
فريدة: أنا هخلي يونس يكلمه.
غنوة: بسرعة، الله يخليكي.
فريدة: حاضر، هخلي يونس يصرف.
لتغلق غنوة الهاتف مع فريدة وتقول: استر يا رب.
أما فريدة، فتتصل على يونس، لكنه لا يرد، فتذهب مسرعة إلى غرفته وتجده يغط في نوم عميق.
فريدة: يونس، جوم يا يونس، جوم بسرعة!
يونس: فيه إيه؟
فريدة: بعدين أجولك، أهم حاجة اتصل على مندوح، خليه يمشي من عند رُجية خطيبة دياب، عشان دياب رايح عندهم دلوك، جول لخيك يمشي، مش ناقصين فضايح.
يونس: أنا مش فاهم حاجة.
فريدة: اتصل بس، وبعدين أفهمك.
يونس: حاضر.
ليتصل يونس بممدوح.
ممدوح: خير يا يونس، عاوز إيه؟ انت سيبت شغلك في مصر وهتجرفنا هنا؟
يونس: مندوح، همل بيت رُجية وامشي، عشان دياب جاي عليكم في الطريق.
ممدوح: ميجي دياب ولا جرد؟ أنا هخاف منه يعني؟
يونس: امشي يا ممدوح، مش عايزين فضايح.
ممدوح: لا، مش ماشي، وأحب أعرفك إني هتجوز رُجية الأسبوع الجاي.
يونس: انت اتجننت؟ إيه، ملكش كبير؟ ومتعرفش حلال وحرام؟ البنية مخطوبة!
ممدوح: لا، رُجية رايداني أنا، مش دياب المجمل ديتي، اقفل بقى، جلبت مخي.
ليغلق ممدوح الهاتف في وجه أخيه، فيعاود يونس الاتصال، لكن ممدوح يغلق الهاتف مرة أخرى.
ممدوح: اديني جفلت المخروب، أما أشوف بقى هتعملوا إيه!
يونس: أخوكي مش هيهمل بيت رُجية، وبيقول هيتجوزها.
فريدة: يا مري، وانتَ على ما تروح له، البيت بعيد عنينا، أنا هكلم غنوة تتصرف.
يونس: وغنوة مالها؟
فريدة: ما غنوة هي اللي جالت لي!
________________________________________
أما عند دياب
وصل إلى منزله في سرعة البرق، ليقول:
دياب: لسه هسخن مايه أسبح... مايه ساقعه أحسن.
وبالفعل، استحم بماءٍ بارد، وارتدى ملابسه على عجل، ثم خرج مسرعًا في طريقه إلى بيت رُقيّة.
وفي الأرض، كانت غنوة جالسةً تقضم أظافرها من القلق، بينما كان محمد ينظر إليها متعجبًا.
محمد (يتمتم لنفسه): البِت ديه فيها حاجه مش مظبوطة...
وهنا، يرن هاتف غنوة، فترد بسرعة.
غنوة: مشي خلاص يا فريدة؟
فريدة: مِراضيش يمشي... وبيقول إنه هيتجوز رُقيّة وهي موافقة.
يسقط الهاتف من يد غنوة، وتلطم خدها بصدمة.
محمد (بقلق): فيكي إيه يا بِتّ؟ مالك؟
فايزة (مذعورة): مالك يا غنوة؟
غنوة (تلتقط أنفاسها): تعالَ معاي يا محمد بسرعة!
محمد: فيه إيه؟
فايزة: يا جي معاكي على فين؟
وفي هذا الوقت، كان الحاج عياد مشغولًا بمساعدة جيرانه في سقي أرضهم، فقد كان معروفًا بحبه للناس وخدمتهم، لذا كان الجميع يحبونه ويحترمونه.
غنوة (متظاهرة بالإعياء): مروحة يا أماه... بس دايخة، عايزة محمد يسندني.
فايزة: أجي معاكم؟
غنوة: لا، خليكي إنتِ ونسي أبوي.
فايزة: أبوكي مشغول.
غنوة: خليكي بس قاعدة... هروح ألبس حاجه وأجي.
وبالفعل، خرجت غنوة مع محمد... لكنه بدأ يشكّ في الأمر.
محمد: احنا مش مروحين؟ أمال رايحين فين؟
غنوة: أصل الصراحة... ممدوح واد عجوب عند رُقيّة، وأنا كلمت فريدة عشان تكلمه يمشي قبل ما دياب يروح عندهم وتبقى عركة وفضيحة... بس ممدوح مراضيش يمشي، وقال إنه هيتجوز رُقيّة وجفل التليفون.
محمد (منصدم): إنتي اتجنيتي؟ صح؟ بتخترفي؟
غنوة: والله أبدًا يا خيي... أنا كدبت عليك، أنا وأمي كنا عندهم وطردونا بالذوق.
محمد (يصرخ): إيه؟ طردوكم ؟
غنوة: مش وقتها يا محمد... يلّا خلينا نلحقه قبل دياب.
محمد (بحزم): أما نشوف... أنا ممصدقش حديتك، بس اديني رايح معاكي.
وبالفعل، أسرعا إلى بيت رُقيّة.
________________________________________
عند بيت رُقيّة
كانت رُقيّة تسمع طرق الباب، فتهمّ بالقيام، لكن ممدوح يمنعها.
ممدوح: خليكي كيف تفتحي الباب وراجلك جاعد؟
تضحك رُقيّة ضحكة خليعة، بينما يفتح ممدوح الباب ليجد محمد وغنوة أمامه.
ممدوح (بتهكم): خير؟ عايزين إيه يا حلو منك ليها؟
محمد: انت إيه اللي جابك هنا؟
ممدوح: بيت عروستي... وأجي و جت ما أحب.
وفجأة، يسمع الجميع صوت دياب قادمًا.
دياب (بسخرية): إيه ده؟ انت هتتجوز حماتي؟... إياك بس، كبيرة عليك.
ممدوح: زين إنك جيت، انت كمان، عشان أقول الكلام مرة واحدة... عروستي تبقى رُقيّة بت أم رُقيّة على سن ورمح.
دياب (بصوت يرتجف من الصدمة): مش وقت الضحك ديتي... أوعي من خشم الباب، خليني أطمن على عروستي، عيانه.
ممدوح (يضحك بسخرية): مين قالك عيانه؟ اسم الله عليها... من العيا والرقدة!
ثم ينادي:
ممدوح: رُقيّة! يا مرجرجة! تعالي شوفي الواد المجمل ديتي بيجول عليكي "بعد الشر، راقدة وعيانة".
تخرج رُقيّة، بشعرها غير مغطى، أمام الجميع.
دياب (بذهول): رُقيّة... إيه ده؟ إنتِ جاعدة جدامه بشعرك كيف؟
ممدوح: مخبّل انت؟ إياك، بجولك عروستي... إيه، طرشت؟
رُقيّة (بتلعثم): مخلاص يا دياب... جالك عروسته
ثم تخلع الدبلة من يدها وترميها عليه.
رُقيّة: خد دبلتك... اهيه... وفارجنا بجى!
تخرج أم رُقيّة، وتقول بحدة:
أم رُقيّة: ما جالتلك... فارجنا؟ منا ناقصينش فجر! بتي هتتجوز ممدوح بيه... سيد البلد... وسيدك انت وناسك.
"ليغلي الدم في عروق دياب
غنوه: انتو بتهزرو ياك؟ هزاركم ماسخ جوي جوي
محمد: صح والله، شكلهم بيهزرو
ممدوح: وانتو مين عشان اهزر معاكم؟ غورو بجى، عاوز اتكلم ف مستجبلي انا وعروستي
ليدفع دياب ممدوح ليقع ممدوح علي الأرض، ثم ينقض عليه دياب ويلكمه يمينا ويسارا
رقيه: ياخلج يا هوو! دياب واد عياد اتهجم علينا في بيتنا وبيضرب مندوح بيه
غنوه: سيبه يا دياب، هيموت في يدك! حن عليك يا خيي، سيبه
ورقيه تضرب دياب علي ضهره ليترك ممدوح، وغنوه تبعدها عن أخيها لتقول لها
غنوه: يا واطيه، يا جليله الأصل، يا خاينه العيش والملح
لتأتي ام رقيه ومعها عصا لتهم أن تضرب دياب على رأسه
محمد: حاسب يا دياب!
ليبعد ممدوح دياب عنه ليخرج طبنجته ويصوبها علي دياب، ويمسك دياب يده، ليحاول محمد فض الشجار خوفا من أن يصاب أخيه بطلق ناري، لتخرج رصاصه من طبنجه ممدوح لتستقر في قلب محمد ليقع ف الحال علي الأرض
لتصرخ غنوه
غنوه: اخوي! اخوي!
دياب لممدوح: كتلت اخوي والله مههملك واصل يا مندوح، وهجتلك انت والفاجره ديه
ممدوح: كلمه تانيه وهخليك تنام جار خيك
غنوه: محمد! محمد! جوم يا محمد، جوم ياشجيجي!
محمد قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: غنوه، جوللي لابوي وامي اني بحبهم جوي، وجربي يا غنوه، عاوز اجولك حاجه ف ودنك
غنوه: انت هتجوم وتبجى زين ياخيي! شيله يا دياب، خلينا نودوه مشتشفي
محمد: مش هتلحجو...
ليحمله دياب
محمد: جربي يا غنوه...
لتقترب غنوه من أخيها
محمد: جوللي لفريده اني حبيتها جوي، بس خليها تحب وتتجوز، وانا خلاص ماشي... مع السلامه يا دياب، امانه عليك اوعاك تجرب من مندوح ولا من رجيه، هملهم ل ربنا ياخيي، اوعدني انك متاخدش تاري من مندوح
دياب ببكاء: والله لا خلص علي عيلته نفر نفر
محمد: اوعدني يا خيي، خليني اموت مرتاح، اوعدني يا دياب...
دياب: اوعدك يا حبيبي
محمد: هتوحشوني جوي جوي، امي وأبوي وانت يا دياب، وانتي يا غنيوه...
أشهد أن لا إله الله واشهد أن محمد رسول الله
ليغلق محمد عينيه إلى الأبد
غنوه: محمد! له يا محمد، جوم يا خيي! أمانه عليك، جوم! جوم يا حماده! مين هيجلعني بعدك؟ مين هيجبلي اللبان والحلويات؟ جوم يا حماده!
أما دياب، فكان يبكي بحرقة
دياب: جوم يا محمد! جوم ياشجيجي! كسرت ضهر خيك يا محمد! جوم يا حماده، جوم يا خيي! طب هجول لامك وابوك ايه؟ اجولهم ولدكم وخيي راح عشان كلبه متسواش؟ باعت العشره والحب؟ اجولهم محمد فداني بروحه عشان مموتش أنا، مات هو؟
ممدوح: مكفايه نواح منك ليها وغورو من هنيه، يلا
لتصرخ غنوه بأعلى صوتها
غنوه: أخووووي!
ليتجمع أهل البلد حولهم
أهل البلد: فيه ايه؟ فيه ايه؟
دياب: وعدي لأخوي هو اللي نجدك من تحت يدي، يا مندوح الكلب! أما انتي يا رجيه، الحساب بينا طويل
ليحمل أخاه على يده ويذهب إلى الأرض، وأهل البلد خلفه، وغنوه في حالة توهان، وسيدتان من أهل البلد تسندانها
أما عند رقيه وممدوح...
ممدوح: رجيه، تعالي انتي وامك معاي
أم رقيه: علي فين دلوك الحكومه تاجي ويبجى تحجيج ومرار ليه بس كتلته؟
ممدوح: تعالو معايا، هتجعدو عندينا، وههعجد علي رجيه
أم رقيه: وناسك هيوافجو؟
ممدوح: خلاص، هعجد عليها الأول وبعدين نروحو بيتنا
رقيه: أنا خايفه جوي يجرجروك ف حديد، يا نضري
ممدوح: له يا جمر، متخافيش، ديه اسميه دفاع عن النفس، أنا واحد جاعد مع مرتي، وهو وأخوه اتهجمو علينا
رقيه: ربنا يستر من اللي جاي
ممدوح: خايفه من دول؟ عيله نفرين وطفايه؟ طول ما أنا جنبك متخافيش واصل، يلا بينا على الجاضي نكتبو الكتاب
أم رقيه: طب نصبر لما نعرفو هيجرا ايه
ممدوح (بحده): جولت متخافوش، خلصو، اركبو العربيه
وممدوح بكل برود ودم بارد بيغني:
"وجننتيني يا بت يا سمرا.. وخدتي عجلي مني يا جمره..."
أما دياب، فكان يحمل أخيه على يده ويبكي، وملابسه ملوثة بدم محمد، وغنوه تبكي وتحدث نفسها
غنوه (بذهول): له، أنا ف كابوس؟ محمد زين، فيش حاجه حصلت، أيوه، محمد زين...
والنساء يسندنها، وإحداهن تقول:
إحدى النساء: مايعظمش على اللي ربنا، يا بتي، اطلبيله الرحمه
____________________________________________
في منزل يعقوب...
جاء أحد أهل البلدة مسرعًا:
الرجل: الحجنا ياحج يعقوب! الحجنا، !
سعفان الغفير : فيه ايه يا واكل ناسك؟
الرجل: مندوح بيه كتل محمد واد عياد أبوسويلم!
سعفان (بصدمة): يخرب مطنك، بتجول ايه؟
الرجل: والله كتله صح، وأهل البلد كلهم رايحين مع الميت على أرض عياد
فيدخل سعفان إلى المنزل مسرعًا
سعفان: الحجنا يا حج يعقوب، في واحد من أهل البلد برا بيجول ممدوح بيه كتل محمد واد عياد أبوسويلم!
يعقوب (بذهول): بتجول ايه يا حزين؟
يونس ينزل على السلم بسرعة، وهو رايح يلحق ممدوح قبل ما دياب يوصل
يعقوب: الحج يا يونس، مندوح كتل محمد واد عياد أبوسويلم!
يونس (بصدمه): ايه؟ كيف وميته؟ أنا كنت رايح الحجه عشان متجومش عركه بينه وبين دياب!
أما فريدة...
تحاول الاتصال بغنوه، لكن غنوه لا ترد، فتتصل بمحمد، لكن الهاتف يرن دون رد
فريدة (بقلق): أنا هنزل أشوف فيه ايه
وبالفعل تنزل، لتجدهم في حالة ذهول
فريدة (بخوف): مالكم؟
يعقوب: مندوح كتل محمد واد عياد أبوسويلم!
فريدة (بذهول): مين كتل مين؟
يعقوب: بجولك خيك، مندوح، كتل محمد واد عياد أبوسويلم!
لتقع فريدة على الأرض مغشيًا عليها
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 16
فريدة (بخوف): مالكم؟
يعقوب: ممدوح قتل محمد واد عياد أبوسويلم!
فريدة (بذهول): مين قتل مين؟
يعقوب: بجولك خيك، ممدوح، قتل محمد واد عياد أبوسويلم!
لتقع فريدة على الأرض مغشيًا عليها
دهبية كانت خارجة من المطبخ لتقول:
دهبية: والله صدفة جطعت بيا، كانت خدماني أحسن من الخدم اللي عندينا.
لتجد بنتها مغشيا عليها.
دهبية: مالها خيتك يا يونس؟
يعقوب: ولدك مندوح جرسنا وركبنا العار، كتل محمد واد عياد أبو سويلم.
دهبية: كيف ديه؟ بتتحدد من عجلك انت ؟
يعقوب: اهو الغفير جدامك اسأليه، ويجولك البلد مجلوبة برا علينا.
يونس: أنا هطلع أشوف فيه إيه.
دهبية: له يا ولدي، خليك.
يونس: له يا أما، لازم أعرف فيه إيه.
دهبية: استر يا رب، وإيه علاجه؟ مندوح ولدي بمحمد ديتي.
يونس: ولدك كان عند رجيه، عروسة دياب، ولما كلمته وجولتله "عيب وامشي من عنديهم"، جالي له وهتجوزها.
دهبية: يا خيبتي، يا تحستي، يا مراري!
يعقوب: فوج خيتك الأول، وبعدين ابجى روح.
____________________________________
والآن وصل دياب وهو يحمل أخيه على أرضهم، وأهل البلد كلهم حوله.
فايزة: وه، دياب، ولدي شايل مين كده؟ وأهل البلد كلهم جايين وراه ليه؟
ليقترب دياب، لينزل محمد على الأرض أمام والده ووالدته.
فايزة: ماله خيك يا ولدي؟
دياب (ببكاء شديد): محمد اتكتل... محمد مات يا أما.
فايزة: له، تلجاه نايم بس!
عياد: إيه الدم ديتي يا ولدي؟
دياب: مندوح كتل محمد، كله بسبب الفاجرة... بت الفاجرة، رجيه!
تقترب فايزة من محمد وتقول:
فايزة: محمد، ولدي، جوم... بطل جلع... جوم بجى يا حمتو... جوم يا حمتو!
دياب: مات يا أما... مات!
فايزة: ولدي... له، ولد بطني! جوم يا ضناي، يا نن عين أمك! جوم متولعش النار في حشاي! جوم يا زرعة عمري! جوم يا حبيبي، يا واد جلبي، يا غالي!
لتترك غنوة السيدات، وتجلس بجانب جثة أخيها.
غنوة: يا حمادة، يا صاحب السعادة، يا سكر زيادة... جوم بجى، أهيني غنيتلك الغنيوة اللي بتحبها... جوم بجى، متخلعش جلوبنا عليك!
أما عياد، ففي حالة ذهول، وجالس يقول:
عياد: لله الأمر من قبل ومن بعد... إنا لله وإنا إليه راجعون... لله ما أخذ، ولله ما أعطى.
أما فايزة، فتبكي وتضع الطين على وجهها، وغنوة جالسة بجانب الجثة تغني:
غنوة: يا شجرة مضللة عليا، وكلت النبج منك... جطعوكي يا شجرة، ولا عدت أعرف أجرب منك! كتلو محمد... كتلو أخوي يا أما!
فايزة (بصراخ): ولدي يا محمد... يا حرجة جلبي عليك يا ضناي! خدتوه مني ليه؟ جطفتوا الزرعة بدري ليه؟!
______________________________________
( في القاهرة في أكتوبر )
يرن تليفون سامية.
سامية: سامية، الو، يا أما، عاملة إيه؟
أم سامية: الحمد لله، بس الدنيا هنا والعة. فين ستك؟
سامية: كلهم جوه البيلا.
أم سامية: طب، خشيلها بالتليفون بسرعة.
سامية: فيه إيه، طيب؟
أم سامية: وأنا بحددها هتعرفي.
لتدخل سامية إلى هول الفيلا، لتجدهم ما زالوا مجتمعين، وصدفة تقص عليهم حكايتها.
ساميه: بلهفة: ست صدفة، الحجي، أمي عاوزاكي على التلفون. بتجول الدنيا مولعة هناك.
صدفة: استر يا رب عيالي.
لتأخذ صدفة منها التليفون.
هاني: افتحي الاسبيكر يا صدفة.
لتفتح صدفة الاسبيكر وتقول:
صدفة: خير يا أم سامية، فيه إيه؟
أم سامية: مندوح كتل محمد، أخو غنوة.
صدفة: محمد اللي كان بيجي يساعد عم عيسى؟
أم سامية: آه، كتله.
صدفة: كتله؟
أم سامية: آه، ضربه بالنار ومات.
صدفة: ليه طيب؟
أم سامية: بيجولوا عشان مندوح عاوز يتجوز رجيه، خطيبة دياب.
صدفة: خبر إيه يا أم سامية؟
أم سامية: والله العظيم، زي ما بجولك كده، أنا هجفل دلوقتي مع حضرتك وعيالك في عيني، متجلجليش.
صدفة: خلي بالك عليهم.
لتغلق صدفة الهاتف.
فاطمة: سبحان الله، ده انتي الواحد يخاف منك تدعي عليه، تلاقيكي دعيتي على جوزك حصله كده.
صدفة: له، والله، أنا مبدعيش على حد.
وجيه : صدفة ممكن تقوليلي تعرفي إيه عن القتيل؟
صدفة: معرفش غير اسمه محمد، واد عياد أبو سويلم، خيته اسمها غنوة، وخيه اسمه دياب.
وجيه: تمام أوى ، طيب، أنا عندي مشوار كده هعمله وهجيلكم بليل.
هالة: هتسيبنا كده وحق الغلبانة ديه؟
وجيه: صدفة، أنا هجيبلك حقك وهجيبلك ولادك.
هالة: إنت ناوي على إيه؟ فهمني.
وجيه: بعدين، صدفة، إنتِ قولتي إن يونس أخو ممدوح ده شركاته هنا في مصر، مش كده؟
صدفة: أه، ليه؟
وجيه: لأ، مافيش، أنا جاي بليل. سلام.
ليخرج وجيه من الفيلا، ليتصل بالتليفون.
وجيه: أيوه يا حسن، عاوزك تعرفلي فين مخازن شركة الهلالي جروب؟
حسن: حضرتك دي موجودة في طريق مصر إسماعيلية.
وجيه: متأكد؟
حسن: أيوه، ابن خالي شغال هناك والمخازن جنبهم.
وجيه: عاوز المخازن دي تتحرق يا حسن، وتتحرق حالًا، ومتقوليش معرفش. ليك عندي مليون جنيه ليك لوحدك غير الرجالة اللي هينفذوا العملية.
حسن: اعتبره حصل معاليك.
ليغلق وجيه الهاتف
_____________________________________
في الصعيد في منزل الهلالي
يستيقظ عيسى من النوم ليقول:
عيسى: يااااه، أنا نومت كتير قوي.
ليسمع صوت هرج ومرج في الأسفل، ليقول:
عيسى: فيه إيه تحت؟ تلجى مندوح عامل مشكلة زي عادته. اندلِ أشوف فيه إيه.
وبالفعل، ينزل عيسى إلى الأسفل ليجد فريدة ممددة على الأرض مغشي عليها، والكل حولها في حالة ذهول.
عيسى: مالها فريدة؟ وانتوا مالكم واقفين كده ليه؟
دهبيه: مندوح كتل محمد، واد عياد أبو سويلم.
عيسى: مندوح كتله ليه؟
يعقوب: كتله. موته ضرب الواد بالنار، والواد مات فيها.
عيسى: محمد ده كان صاحبي وأخوي، والله مهسيبك يا مندوح.
يعقوب: يا أخوي، جول نفوجو، خيتك الأول.
ليحملها عيسى.
أما يونس جالس على الكرسي يفكر فيما سوف يترتب على ذلك، ليقول:
يونس: دياب أكيد هياخد بالتار منينا. منك لله يا مندوح، دخلتنا في حرب، الله أعلم هنخرج منها إزاي.
دهبيه: محاوله لتفويق فريدة.
دهبيه: جومي يا فريدة.
يعقوب: شمميها، ريحة ولا بصلة ولا حاجة.
وبالفعل، تشم دهبيه بنتها كولونيا لتفوق فريدة.
دهبيه: اسم عليكي يا بتي، خوفتي علي خيك.
فريدة: بتعب، هو صح يا أما؟
دهبيه: صح يا بتي، خيك موته بطلجة نار.
فريدة: تصرخ: محمد! له يا حبيبي! خيي، كتلك، وكتل
فرحتنا! موت حبيبي! ليه يا مندوح؟ محمد غلبان!
محمد حبيبي وكنا هنتجوزو "
دهببه: بس يابت اجطعي من جلبك واخرسي خالص
فريده: له مش هسكت منكم لله كلكم ظلمه ومفتريين ده ذنب صدفه اللي ظلمتوها وانا مش هسكت علي كتل محمد جتلتو فرحتي منكم لله لتظل تصرخ
يعقوب: البت ديه تتحبس هنا ف الاوضه واوعاكم حد يطلعلها وكل ولا شرب خليها تموت بعارها الفاجرة ديه دهبيه :والمدرسة طيب
يعقوب: اللي جولته يتنفذ فهمتي
دهبيه: حاضر حاضر
يعقوب: جاكم النار تولع فيكم كلكم فيش وراكم غير الهم اطلعي خلصي خليني اجفل عليها واهيني جولت وحذرتك
دهبيه: حاضر بس هنعملو ايه مع مندوح
يعقوب: انا هحلها
ليخرجوا من غرفة فريدة ويغلق والدها عليها الغرفة بالمفتاح لينزل إلى الأسفل، ليجد يونس جالسًا مكانه يفكر.
يعقوب: مالك انت كمان؟
يونس: فكرك يعني يا أبوي إن اللي حصل ديتي هيعدي بالسهل؟
يعقوب: قصدك إيه؟
يونس: التار يا أبوي، دياب هياخد بالتار.
(ليدخل ممدوح مع رقية ووالدتها)
ممدوح: خشي يا عروسة، خشي يا حماتي، بيتكم ومطرحكم.
يونس: يا أخي، انت معندكش دم ولا دين ولا ضمير.
ممدوح: اخرس يا واد، انت ما اسمعش نفسك. غور على مصر، جاعد هنا ليه؟
يونس: انت فاكر أن دياب مش هياخد بتاره منينا؟
ممدوح (وهو يضحك بصوت عالي): دياب مين ديتي ده؟ أنا ملبسوش مركوب في رجلي.
يعقوب: تار مين وياخده من مين؟ ده أنا أبندجهم واحد واحد، جبل ما يدهم تتمد على من عيالي.
ممدوح: عافية عليك يا أبوي. رحب بجى بعروسه ولدك الجمر ديه.
يعقوب: انت بارد يا واد انت.
ممدوح: ليه بس؟ اتجوزت يعني؟ أنا عملت إيه؟
أم رقية: خلاص يا بتي، تعالوا نرجع دارنا.
يعقوب (يقول في نفسه وهو ينظر لأم رقية بإعجاب): المرا دي مش باينلها متجوزة ومخلفة البت دي كلها، والله مرا فرسة واجفة، كيف الجمل؟
يعقوب: له مش قصدي. مبروك عليكم. باركلهم يا أم عيسى.
دهبيه: علي إيه؟ مناجصش كمان غير الشحاتين يخشوا بيتنا؟ وبتهم تتجوز ولدي بعد ما كان متجوز بنت أخوي؟
أم رقية (بحده): شحاتين ليه؟ جايين نقولولك حاجة لله؟ وبعدين بنت أخوكي اللي بتجولي عليها دي ما كانتش مريحة ولدك، أما بنتي، اسم الله عليها، هتريحه وتخدمه برموش عينيها. يلا يا بتي، يا رجيه، البيت اللي محدش يحترمنا فيه نهملوه. مطربج على رأس صحابه.
يعقوب (في نفسه): اهو أنا جاي عاوز مرا شديدة. كيف المرا دي.
ليتحدث ده بيتكم يا ست أم رجيه. واللي مش عاجبه، هو اللي يهملنا ويغور. مناجصينش مرض احنا.
دهبيه: قصدك إيه؟
يعقوب: قصدك اللي سمعتيه.
كل هذا يحدث وعيسى يبكي على محمد، ويونس يفكر في الثأر.
ثم يرن هاتف يونس.
يونس: إيه يا هشام؟
هشام: الحقنا يا يونس، المخازن بتاعتنا كلها ولعت. الخشب كله يا يونس، بيتنا اتخرب، إحنا مسددناش حق البضاعة وأخدين عرابين من التجار اللي كانوا هيشترو الخشب، وماضيين شروط جزائية.
يونس: اتحرقت إزاي؟
هشام: مش عارف. المباحث هناك. الكارثة مش في كده. الكارثة إننا ما آمنّاش على الخشب ده. قولتلك نأمن، قولتلي مش مهم إحنا كده كده هنسلمه بعد أسبوع، وفي الأسبوع ده مش هيجرى حاجة.
يونس: أنا لازم أنزل مصر.
هشام: أرجوك بسرعة.
يونس: أنا هاجي طيران.
يغلق يونس الهاتف.
دهبيه: إيه اللي اتحرج يا ولدي؟ فيه إيه؟
يونس: المخازن يا أمي، المخازن بتاعتنا كلها اتحرقت، وماكنتش مأمن عليها.
دهبيه: يا مري، يا مري على الخراب اللي جانا. وش العروسة، الخير على جدوم الواردين.
يعقوب: بس يا مره، انتي روحي شوفيلك مصلحة اعمليها، وانت يا ممدوح خد مرتك وحماتك واطلعوا شجتك. وانت يا عيسى كفاياك نواح وبكاء. الحريم روح شوف الأرض هتجعد تنوح. جارنا وانت يا يونس روح شوف حالك، وابجى طمنا يا ولدي.
يونس: أنا كده كده لازم أنزل أشوف المصيبة دي، وبعدين نبقى نشوف هنعمل إيه في موضوع محمد عيسى :الله يرحمه كان زينة الشباب. أنا هروح وأوجف معاهم في الدفنة والجنازة.
يعقوب: تروح فين؟
عيسى : زي ما سمعت يا أبوي.
وبالفعل يخرج عيسى وهو يبكي على ما حدث لصديقه الشاب الصغير الخدوم.
أما ممدوح، الموضوع كله مش في باله. كل اللي يهمه رقية.
ويصعد يونس إلى غرفته ليحضر شنطته ليذهب إلى القاهرة.
________________________________________
( في أرض عياد )
غنوه: والله ماهسيب حجك يا محمد، والله لاخد بتارك يا أطيب خلج الله .
عياد: روح خيك يا ولدي عشان نجهزوه وندفنوه.
فايزه: يا عيني عليك يا ولدي، خرجت من دارك على رجلك وراجع على ضهرك. يا ضنايا، يا حش وسطيا، يا حرجة قلبي عليك وعلي شبابك يا محمد.
غنوه: متبكيش يا أما، والله ليندموا كلهم على قتل محمد. هما قتلوا محمد بس، هما قتلونا كلنا. لكن ورحمة محمد، لاخد بتاره من كل الهلالية.
دياب: بس يا غنوه، أخوكي وصاني إننا ماخدوش بالتار.
غنوه: وصاك انت؟ أنا له، ومحدش هيرجعني.
فايزه: صوح هتبردي قلبي على خيك صوح هتاخدي بتاره.
غنوه: عهد عليا يا أما، لاخد بتار محمد، وأحزنهم كلهم. ،صدجيني يا أما،
عياد : له يابتي سيبيهم لربنا، إحنا مش كدهم.
غنوه: له يا أبوي، إحنا كدهم وكدود، وربنا معانا.
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 17
غنوه: عهد عليا يا أما، لاخد بتار محمد، وأحزنهم كلهم. ،صدجيني يا أما،
عياد : لا يابتي سيبيهم لربنا، إحنا مش كدهم.
غنوه: لا يا أبوي، إحنا كدهم وكدود، وربنا معانا.
عياد: ندفن المرحوم، ويحلها ربنا بعد كده. حنّ عليكم، خلونا في حالنا، ماعوزش اتكوي بنار حد تاني فيكم. كفاية نار محمد اللي جايده نار في جلبي.
غنوه: زي ما جولت يا أبوي، ندفن محمد، ويحلها ربنا.
دياب: ليه كتفتني بوعد يا محمد؟ ليه يا خوي؟ الله يرحمك يا شجيجي وشجيج روحي.
فايزه تمسح دموعها وتتحدث بقوة:
فايزه: دياب، كفاية عديد وعويل. مش هننوح على محمد تاني. تار محمد أمانة في رقبتك يا غنوه، وإن جاني الأجل ومت، أوعاكي تنسي تار محمد.
غنوه: عهد عليّا يا أما، لاخد تارك يا محمد مهما كلفني الأمر ، بينا يا دياب، نغسلوه وندفنوه.
فايزه: له، ولدي شهيد، والشهيد ما يتغسلش. هيدفن على حاله كده زي ما هو.
عياد: أمك كلامها صح يا دياب، هندفنوه على حاله.
غنوه: جلابيتك ما تتغسلش يا دياب، هتجعد كده بدم الغالي، ولما ناخد بتاره نبجى نغرجوها بدم الهلالية. والله لا حزنهم كلهم نفر نفر، راجل ومره.
عياد: يلا يا ولدي على الجبّانة، ندفن الغالي.
دياب ببكاء شديد: حاضر يا أبوي.
وبالفعل، يذهبون إلى المقابر لدفن جثة محمد وسط صراخ وعويل أهل البلد.
غنوه بصوت عالي: ماعوزاش بكا، حدش يبكي على خيي، خيي عريس في الجنة، والحور العين مستنينه. إياكم تنوحو ولا تبكو، سامعيني زين؟
أهل البلد يتهامسون بينهم: يا عيني، يا ربي، البت باينها اجنت، مسكينة الحكاية واعره جوي، الله يكون في عونهم. والهلالية فجر وجادرين، ربنا ينتقم منهم.
_____________________________________
عيسى يذهب إلى منزل أهل إنعام، ليقابله حماه الحج محسب
محسب: مالك يا عيسى؟ فيك إيه وبتبكي ليه؟ خلاص يا ولدي، ربنا بيعوّض عليكم إن شاء الله.
عيسى: انتو متعرفوش اللي حصل في البلد؟
محسب: لا يا ولدي، أنا ما طلعتش من البيت النهارده واصل.
عيسى: عشان كده! مندوح خيي كتل محمد ولد عياد أبو سويلم! كتل ولدي! كت عامله ولدي البكري، يعني مرته كتلت ولدي اللي في بطن إنعام، وهو كتل محمد ولدي!
تخرج انعام من الداخل وهي مذهولة:
انعام: مندوح كتل محمد؟ صح؟ معجولة ديه! وكتله ليه وكيف؟
عيسى: كتله عشان المحروجة رُجية، عشان يتجوزها!
إنعام (بصدمة): ميتجوزها؟ ما هي خطيبته؟
يدخل مندوح، فيتحدث عيسى بحدة:
عيسى: له يا إنعام، مندوح هو اللي عاوز يتجوزها!
إنعام: مندوح خيك اتجن! يعوز يجيب زبالة البلد ويتجوزها؟
عيسى: هو لسه هيتجوزها؟ ماهو اتجوزها خلاص، وودّاها بيتنا، والعجب إن أبوي رحب بيها وبأمها! وكمان يونس مخازنه اتحرقت، كأنها دعوة شيخ مرار جات لنا!
انعام : إيه ده بس يا ربي؟
عيسى: أنا جولت أجي أطمن عليكي، وأفوت أشوف ناس المرحوم.
إنعام تصرخ وتتمسك به:
إنعام: له! مش هتروح! أنا مش مستغنية عنك! يكتلوك؟
عيسى: يكتلوني ليه؟ مالي أنا؟
محسب: كيف مالك؟ مش الكاتل يبقى خيك؟ اقعد يا ولدي، ما ينفعش تروح!
إنعام: يروح فين؟ والله لو خرج من هنيه، لا موت نفسي!
عيسى: تكتلي نفسك ليه؟ تموتي كافرة؟
إنعام: أمال أعيش لمين أنا بعد ما يكتلوك؟ يا نضري!
عديلة تتدخل لتهدئتهم:
عديلة: بعد الشر عليكم انتو الاتنين! وه! حديت إيه الماسخ ديتي؟ محمد، ربنا يرحمه، راح عند ربنا، اترحم عليه يا عيسى وخلاص! عمره يا ولدي مكتوبله يموت في الساعة دي، على يد مندوح، ولا غرقان حتى! نصيبه يا ولدي!
عيسى وهو يزفر بحزن: ونعم بالله العلي العظيم... طب أروح أوجف معاهم حتى.
إنعام تمسك به بحزم: يا عيسى، مهتطلعش من هنيه واصل!
عيسى مستسلماً: خلاص، اديني جاعد معاكم. آه، وربنا يسترها من عنده، والله محمد ديتي جطع جلبي، كنت بحبه... يلا، أمر الله بجى.
______________________________________
في 6 أكتوبر – بيت هالة
هالة: إيه يا صُدفة، فُكي كده يا حبيبتي.
صدفة: حاضر حضرتك.
هالة بضحك: حضرتك إيه؟ قوليلي يا ماما زي فاطيما.
صدفة بتنهيدة: اسمها فاطينة.
يضحك الجميع، وهاني يعلق: أيوه قوليلها، انتي بقى يا طينة.
فاطمة بامتعاض: بس يا غلس، أنا اسمي فاطمة يا صُدفة، والدلع فاطيما.
صدفة: إحنا عندنا فاطنة جلّعها بطّة.
هاني يضحك: كاك كاك، يا أولاد، من النهاردة عمتو اسمها كاك.
صدفة : لمؤاخذة يعني في اللي هجوله، انت فاكر نفسك دمياتك خفيفين، بس الصراحة يعني، انت دمياتك تجال جوي، يلطشوا يعني، متزعلش مني في اللي بجوله، يا واد خالي، أنا بجول الحج
فاطمة :أوووبا. صدفه تضرب ولا تبالي نييهههه هات جاروف ولم كرامتك من علي الارض يا هنوش .
صدفة: لمؤاخذة يعني يا مرت خالي، هو انتي كتي فين؟
هالة باستغراب: كنت فين إزاي؟
صدفة: لمؤاخذة يعني، ومتزعليش مني، أنا أجولك أحسن محد غريب يجولك.
هالة بقلق: في إيه؟ فهميني.
صدفة: يعني كتي فين، وعيالك دول صغيرين، أصلهم الصراحة ممرباينش واصل، عما يلُجشوا عليكي وانتي جاعدة ولا في أي احترام ليكي.
هالة : عاجبكو كده؟
فاطمة : أصلها كانت بتسبنا وتروح النادي.
صدفة : أهو هو ده بجى اللي أنا مبحبهوش، كان لزمًا تجعدي مع عيالك وتربيهم أحسن من النادي، ولا إيه بجى؟ تلجوا المرا تجبر وتجعد جال في سخام الطين اللي اسمه النادي، مع شوية حريم مجاطيع زييها، ويجعدوا يجرو جال، ويروحوا كماني للمزين يجصوا شعورهم، وتبجى المرا كبيرة وملونة شعرها أحمر كده زيك يا مرت خالي، لامؤاخذة يعني، أوعاكي تزعلي مني.
هالة تضحك: أزعل منك ليه؟ طالعة مدبّ زي أمك بالظبط، ترمي الكلام ومتعرّفش رايح فين.
مشيرة وهي تضحك: والله دمك خفيف وعسل أوي يا صُدفة.
صُدفة : الله يعسل أهلك، وانتي كمان ، إيه اللبس الجُصير ديتي يا بت؟ الدنيا ساجعة عليكي ولا انتي مبتحسيش؟ وانتَ يا واد يا هاني، محكمتش على مرتك ليه وملبسها خلج طويل محشم؟ إيه المراد ديتي، يا ربي بس؟
هاني يضحك: أوعاكي تزعلي منها يا مشيرة، هي بتوعيكي.
فاطمة بضحك : ده انتي شركتينا كلنا يا صُدفة!
مشيرة بتساؤل: انتي متعلمة يا صُدفة؟
صُدفة بفخر: آه متعلمة، أمال إيه؟ المحروج يعقوب علمني لغاية المعهد التجاري، جُلتله أخش الجامعة خشّ عليه دم يجلبه مرضيش! ده كت ممكن أبجى دكتورة ناجحة وشاطرة! طب ده أنا عما أولد العنزة، وأحلب الجاموسة، وأجرص رغفان، وأفطر مشلتت، وأعمل كل حاجة! ده أنا معدولة جوي! حجاش اللي كساح يعدي على صدره، مندوح البقرة بس هو اللي كرهني في عيشتي! جال عاوزني كل ما أعمل حاجة أسبح! طب ده أنا طول النهار كنت بجضي في البيت كيف البهيمة، لو كنت كل ما أجضي عاوزة أسبح، كان زماني بجيت كيف بروة الصابونة!
هاني ينفجر ضاحكًا: يخربيتك يا مشيرة! بتسأليها ليه؟ إدينا عاوزين مترجم!
صُدفة : مترجم ليه؟ بتكلم لوندي أنا ولا إيه؟ العيب مش عليّ، العيب على ناسك، لو كانوا علموك لُغوة بلدك، لكن له خلوك مفالحش في حاجة واصل!
هالة : هاني ابني طيار قد الدنيا.
صُدفة ت: صوح ده! طب يعني الطيارة مجابتكش ولا مرة تشوف بت عمتك الغلبانة دي؟
هاني : ما احنا مكنّاش نعرف إنك عايشة يا حبيبتي.
صُدفة : آه صوح ده! المضاريب جالولكم إني بعد الشر عليّا موت وأنا صغيرة؟ يلا، ربنا ينتجم منيهم!
هالة وهي تلاحظ ملابس صُدفة: اطلعي يا صُدفة، خدي شاور.
صُدفة وهي ترفع حاجبها: انتي مخلفة حد تاني غير عيالك اللي ممربينش دول؟ وشور ديتي متربي ولا زييهم كده؟
هالة تضحك: قصدي اطلعي استحمي وغيري لبسك ده، وخدي أي حاجة تعجبك من دولابي، أو ادخلي جناح فاطمة أو جناح مشيرة، خدي اللي يعجبك.
صدفه: انتي عاوزاني ألبس زيكم كده؟ له طبعًا!
هالة : هتلاقي لبس كتير طويل ومحتشم، البسي حاجة منه.
صُدفة باستسلام: طيب، حاضر، ماشي.
فاطمة بفضول: صُدفة، مش انتي اتعلمتي؟
صُدفة ترد بفخر: آه.
فاطمة: يعني بتعرفي تقري وتكتبي؟
صُدفة: بعرف، آه.
فاطمة: أنجلش وعربي؟
صُدفة تضحك بسخرية: بت يا فاطنة، عيشي عيشة أهلك!
فاطمة تضحك: مش قصدي! طب، بتعرفي إنجليزي؟
صُدفة: على كده يعني، أعرف أجول بابا، فاظر، ماما، ماظر.
فاطمة بضحك: كمّلي!
صُدفة: مهما، دول اللي أعرفهم!
فاطمة تنفجر ضاحكة: يا شيخة!
صُدفة : بعرف يا بت، بس أخاف تحسدوني.
فاطمة وهي تهز رأسها: لا انتي الصراحة ذكية وتتحسدي! روحي، روحي استحمي.
صُدفة ساخرة: جاهلة! اسمها آخد شاور، صوح يا مرت خالي؟
هالة تضحك: صوح يا صُدفة.
ثم يرن هاتف هالة فجأة، فنظرت إلى الشاشة لتجد اسم وجيه.
هالة: والله فاتك نص عمرك، صُدفة ضحّكتنا ضحك السنين، البنت دي مش ممكن! واخدة نفس خفة دم فاطمة بالظبط.
وجيه : طيب يا ستي، اضحكوا انتوا، وبلاش أنا.
هالة: مش كده كده جاي؟
وجيه : لا، معلش، جالي سفر.
هالة : سفر فين؟ وسفر مفاجئ يعني؟
وجيه: لما أرجع إن شاء الله هتعرفي. وبطّلي إلحاحك ده وخوفك عليا، أنا مش صغير!
هالة : طيب خلاص، مش هسأل.
وجيه: سلام بقى.
هالة بصوت خافت بعد إنهاء المكالمة: سلام... ربنا يهديك يا وجيه يا رب.
في مكتب وجيه
أنهى وجيه المكالمة مع هالة، ثم اتصل فورًا بمدير أعماله أسعد.
وجيه بلهجة حازمة: خليهم يجهزولي طيارتي الخاصة، مسافر الأقصر، ومش عاوز حد ياخد خبر بالسفرية دي.
أسعد: حاضر يا فندم.
أغلق وجيه الهاتف وألقى نظرة على مكتبه، قبل أن يبتسم بسخرية وهو يتمتم: "كده هنبدأ نسخّن يا ولاد الهلالي!"
لكن فجأة، عبس وهو يهمس لنفسه: "بس مش عارف إيه اللي مخليني عاوز أجيب حق صُدفة... وليه مهتم بيها أوي كده؟"
ثم ضحك مع نفسه كالمجنون وهو يتذكر كلامها العفوي، قبل أن يتمتم بقلق: "مالك يا وجيه؟ فيك إيه يا ابن الألفي؟ ربنا يستر!"
______________________________________
في الصعيد
في منزل يعقوب – غرفة فريدة
في غرفة فريدة، كانت تبكي بانهيار تام، تمسك هاتفها وتقلب في صورها مع محمد. صورة لهما وهما يجلسان على الحنطور، أخرى لمحمد وهو واقف في الأرض بوقاره المعتاد، وثالثة له وهو يركب الحصان. كانت تمسح على الصور بأطراف أصابعها كأنها تحاول استعادة لمسته.
فريدة بصوت مخنوق: معجولة اللي بيحصل ده! معجولة محمد راح؟
قبل أن تنهار أكثر، احتضنت هاتفها كأنه هو، وهمست وسط شهقاتها: "حرموني منك يا حمادة... حرموني منك وانت روحي وعقلي وقلبي... حرموني منك وماهانش عليهم حتى يسيبوني أودعك... يا أغلى الناس... يا عمري كله."
____________________________________
في شقة ممدوح
كان ممدوح يتحدث مع أم رقية وهو يحاول إرضاء الجميع.
ممدوح بابتسامة متصنعة: خشي يا حماتي، ريّحي في الأوضة الجوانية، وأنا ورقية هنخش أوضتنا... عرسان جداد بجى، وهنعملوا الدخلة.
لكن رقية لم يعجبها كلامه، نظرت له بحدة، وقالت بتهكم:
"مين دوله اللي هيعملوا الدخلة؟ انت عاوزني أنا رقيتك أنام على عفش واحدة غيري نامت عليه؟ له وكمان أخش ف السكة كده من غير فرح ولا زغروتة ، "وأنا اللي فاكرة إني غالية عندك! حتى خيط في إبرة ما جبتليش!"
شعر ممدوح بالارتباك، فحاول تهدئتها سريعًا:
"حجك عليا، من بكرة نغير الأوضة، وكماني نجيب لك كل اللي نفسك فيه يا جميل! ونعملوا أحلى فرح للقمر يا قمر إنتِ!"
لكن رقية لم تكتفِ بذلك، بل نظرت له بتحدٍ، وقالت:
"وكمان عيالك، خلي حد يقعد بيهم! أنا عاوزه أجلعك يا سيد الناس، حتى أمي كماني تجعد ف شقة خصوصي ليها، عشان نبقى براحتنا يا سيد الرجالة!"
ضحك ممدوح بانتصار، وهو يهتف بسعادة: "يا سعدك يا هناك يا مندوح! القمر بيجلعك!"
ثم بدأ يغني لها بحماس: "خدي أقولك يابت، خدي كله عشانك يابت!"
أما رقية، فبدأت تتمايل كأنها ترقص له، فرفع حاجبه بدهشة وقال بضحكة: "بتعرفي ترقصي؟"
رقية بتفاخر: "وهو فيه حد بيرقص أحسن مني؟ أنا أحسن من أي رقاصة في البلد، كيف البنت اللي اسمها صوفيا دي!"
ضحك ممدوح بحرارة: "يا لهوي عليا وعلى أمي! باينها هتتعدل يا مندوح!"
رقيه: بس لسه في حاجه ناجصه
ممدوح: الجمر يطلب ومندوح ينفذ
رقيه: ورجه طلاج صدفة بكره بالكتير تكون عندي، والبلد كلها تعرف انك طلجتها
ممدوح : من عيني يا نور عيني
رقيه :تسلم عينك يا دوحه
ممدوح: بس بجى يا ابت الا جلبي، جايد نار من حبك
رقيه : سلامةجلبك يا جلبي انت
________________________________________
بعد أن تم دفن محمد إلى مأواه الأخير، قال عياد:
"يلا بينا نروحو، كتر خيركم يا رجاله، حدش يعزيكم في غالي".
وبالفعل، يذهب عياد وأولاده وزوجته إلى منزلهم، ليسمعوا طرق الباب.
فتح دياب الباب ليجد شخصًا غريبًا على الباب.
دياب: "مين حضرتك؟"
عياد: "مين يا ولدي؟"
دياب: "معرفش يا أبويا، واحد غريب عن البلد".
عياد: "دخله يا ولدي، تلجاه حبيب المرحوم خيك، انت عارف كان حبايبه كتار".
ليدخل الرجل.
دياب: "خير حضرتك؟"
الرجل: "أولًا البقاء لله، ثانيًا أعرفكم بنفسي، بس ياريت الأسرة كلها تكون موجودة".
غنوه: "إحنا كلنا موجودين، منجصش غير المرحوم محمد".
الرجل: "أنا وجيه الألفي، وليا تار عند عيلة يعقوب الهلالي، وجاي أحط إيدي في إيديكم، وبعرض عليكم كل إمكانياتي تكون تحت أمركم، وندمر عيلة الهلالي مع بعض".
غنوه: "تار إيه اللي ليك عندهم؟ وبعدين، باين عليك واد ناس وماشاء الله حالتك مرتاحة".
وجيه: "أنا أخو مرات خال صدفه، مرات ممدوح أو طليقته".
غنوه: "واحنا دخلنا إيه بيكم؟"
وجيه: "لو سمعتوا اللي هقوله، هتفهموني".
عياد: "قول اللي عندك".
يحكي وجيه "كل ما حدث لصدفه، واتهامهم لها بقتل ابن عيسي وطردهم لها في وقت متأخر من الليل، وعدم معرفة أسرة خالها بوجودها".
عياد: "يا ستار يا رب، فيه ظلم كده؟!
فايزه: ينتقم منهم، ربنا".
وجيه: "عرفتو ليه أنا هنا؟"
دياب: "بس أنا وعدت محمد إني ما أخدش بالتار منيهم".
وجيه: "مش كل التار دم".
غنوه: "كيف يعني؟"
وجيه: "يعني هندمرهم كلهم".
غنوه: "أنا معاك، وأعمل أي حاجة وأحرج جلوبهم زي ما حرَّجوا جلوبنا على الغالي".
عياد: "يا بتّي، التار آخره نار ومرار".
دياب: "وأنا كمان معاك".
فايزه: "وأنا معاكم كمان يا بيه".
وجيه: "يبقى لو حد بلغ والمباحث عرفت، مش هتتهموا حد".
دياب: "يا بيه، حدش عرف من الحكومة بدليل أننا دفنا المرحوم، وأهل البلد يخافوا يبلغوا من جبروت عجوب ومندوح".
وجيه: "طب والطب الشرعي، عملوا فيه إيه؟".
دياب: "له عادي، جولنا إنه عور نفسه وهو بينضف الطبنجة، وكله مشي عشان خايفين من عجوب زي ما قلت لحضرتك".
وجيه: "وأنا بدأت، وحرقت كل مخازن يونس ابنهم".
دياب: "الله أكبر عليك".
وجيه: "أنا ليّا طلب عشان نقدر نحطم العيلة ديه، لو موافقين تمام، مش موافقين خلاص".
غنوه: "جول،
وجيه :غنوه تتجوز يونس؟ أنا عرفت إنه ميال ليكي".
دياب: "حديت إيه ديه؟ كيف يعني ميال ليها وهو يعرف غنوه منين؟".
دياب: "صدفة حكت إنه قال لها إنه عاوز يخطب غنوه لما سمع صوتها يوم قراءه الفاتحة المشؤومة ديه، وبعد كده شافها عندهم، وقال لصدفة تكلمها، بس صدفه اتكسفت تكلمها، فحكى لأخته فريده اللي كانت مرتبطة هي والمرحوم محمد ببعض".
دياب: "بتجول ايه انت.
وجيه : كلامي صح يا غنوه؟".
غنوه: "كلامك كله صح، محمد الله يرحمه كان بيحب فريده ورايد يتجوزها، وهي كمان بتحبه".
وجيه: "صدقت يا دياب، يبقى لازم غنوه تدخل البيت عشان ندمرهم كلهم".
دياب: "يعني محمد لما وسوسك في ودنك كان بيقولك على فريده، جالك إيه؟".
غنوه: "جالي وقال لي إنه حبها، ومحبش غيرها، وإنها لازم تحب بعديه وتتجوز".
عياد: "طب ما البنية كانت بتحب المرحوم، اهي".
وجيه: "دي حرب يا حج، يعني كل شيء فيها مباح. لو موافقين تمام، مش موافقين اعتبروني كأني مجيتش خالص، والبقاء لله في محمد".
غنوه: "له موافقين، كلهم لازم يدفعوا التمن، كبير صغير".
وجيه: "بس أولاد صدفه خارج الاتفاق".
غنوه: "له دوله جطط صغيرين، صح، أبوهم ملعون، لكن صدفه غلبانة واتظلمت زيينا".
وجيه: "نقرا الفاتحة على الاتفاق ده".
عياد: "يا ولاد، سيبوهم منهم لله".
غنوه: "وحياة دم محمد الغالي، لانتقم منهم".
وجيه: "وأنت يا دياب؟".
دياب: "وأنا كمان معاك، وهربي الفاجرة رجيه".
وجيه: "رقيه وإنعام لهم ترتيب تاني، واتمنى تشرفوني في مصر عشان لازم نقعد مع بعض وقت أطول ونرسم الخطة".
فايزه: "أنا عاوزة أقولك حاجة مهمة جوي وهتنفعك يا بيه".
وجيه: "قولي يا حجة.
فايزه :عجوب هو اللي دبر الحادثة بتاعت ناس صدفه؟".
"دبرها هو ودهبيه،
( الكل بصدمه بتقولي إيه )
فايزه: "والله زي ما بقول لكم".
وجيه: "حضرتك متأكدة؟".
فايزه: "أه، هحكيلكم كل حاجة".
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 18
فايزه: "أنا عاوزة أقولك حاجة مهمة جوي وهتنفعك يا بيه".
وجيه: "قولي يا حجة.
فايزه :يعقوب هو اللي دبر الحادثة بتاعت ناس صدفه؟".
"دبرها هو ودهبيه،
( الكل بصدمه بتقولي إيه )
فايزه: "والله زي ما بقول لكم".
وجيه: "حضرتك متأكدة؟".
فايزه: "أه، هحكيلكم كل حاجة".
عياد: أمانة عليكي يا أم دياب، خلي الجروح ساكتة، متجلبيش علينا المواجع.
دياب: مواجع وجروح إيه يا أبوي؟ دخلنا إيه إحنا بالكحيوة ديه؟
عياد: لينا دخل يا ولدي، ودخل كبير كمان. متحكيش حاجة يا أم دياب، ربنا ينتقم منهم بعدله.
فايزة: لازم يعرفوا كل حاجة، عشان وقت الانتقام جه ،ولازم انت كمان حجك ييجي.
دياب :حج هو أبوي كمان؟ ليه عندهم حج؟
فايزة: أيوه يا ولدي، بس الظالم بينسى، أما المظلوم، له...
عياد: بكفاياكي عاد، أنا ربنا عوضني بيكي عنها.
غنوة: متقولي يا أما، فيه إيه؟
فايزة: هقول كل حاجة يا بتي، وجيه الوقت.
وجيه: اتكلمي يا حجة، أنا سامعك.
فايزة: كنا بنات صغيرين، وفاطنة كانت بنت العمدة، وحداهم شيء وشويات، لكن كانوا طيبين جوي، وفاطنة كانت متواضعة معانا جوي. أمي كانت بتخبز عندهم، وكنت بروح حداهم مع أمي.
وفي يوم، أمي تعبت جوي، فالعمدة كتر خيره عالجها وصرف عليها وعلينا لغاية ما خفت، بس الدكاترة قالولها بلاش مجهود. فبجيت أنا أخبز الخبايز وأوديهم حدا بيت العمدة.
جام العمدة قال: "يابتي، بدل الروحة والجيّة كل شوية، هتجعدي انتي وأمك حَدانا في ملحق الخدم."
أمي فرحت جوي، وعشنا معاهم، وكانت فاطنة تحبني وتعاملني كيف أختها.
وفي يوم، العمدة قال عندنا عزومة، "ساعدوا اللي في المطبخ وكتروا الرغفان، عشان في ناس جايين يصطلحوا مع بعضهم ونغدوهم بالمرة."
والناس دول كانوا عياد...
غنوة: أبوي؟
فايزة: آه، أبوكم كان هيصطلح مع ناس عروسته، اللي هي كانت دهبية. كانوا مخطوبين، وعياد كان جايبلها شبكة زينة تملي العين، بس دهبية باعتها طول عمرها، محدش يجدر عليها.
ولما جوم بيت العمدة، جات هي وأخوها. لكنها كانت عينها بيضة، محدش يجدر عليها.
ولما جعدوا مع العمدة، أخوها، اللي هو أبو فاطنة، قال: "ادوني مهلة، أجيب الشبكة، أول ما تجيني فلوس، هجيبها على طول."
عياد قاله: "خلاص..."
العمدة: عداك العيب.
دهبية: معوزاهوش، أنا رايدة واحد تاني، وبالعربي هتجوزه هو.
أخوها كان هيضربها، لكن عياد قالها: "ليه يا دهبية؟ مش إحنا بنحب بعضينا وهنتجوزو؟"
دهبية: "انت مخبل ومدروشلي فيها!"
أخوها ضربها، والعمدة شالها من تحت يده، وقال لعياد: "خلاص يا ولدي، هي مريداكش، هتتجوز واحدة معوزاكش."
أخوها قالها: "حطيتي راسي في الطين، منك لله!"
أما التاني، ديتي، كان عجوب، واد تلفان، بتاع بنات، ومفيش وراه غير إنه يسبسب شعراته، ورايح جاي موضب شكله وحاله.
عياد: "يا حضرة العمدة، أنا كنت عامل جمعية بخمس تلاف جنيه وشايلها مع دهبية، تجيبهم وتجيب الشبكة وتروح لحال سبيلها. الهدايا والمواسم، معوزهاش."
دهبية بكل فُجر: "ملكش عندي حاجة، ومطرح ما تحط راسك، حط رجليك!"
أخوها وطّى رأسه وقال: "أنا هجيبهمولك يا عياد، وحجك عليّ، إني وشي منك في الأرض."
أما المرحوم أبو صُدفة، وهو خارج، كانت فاطنة قاعدة في الجنينة، بص عليها، وطوى وشه في الأرض. الله يرحمه، كان واد حلال ومؤدب جوي، وعياد كان هيتجن.
العمدة: "اللي باعك بيعه، ونادم عليّ. تعالي يا فايزة!"
رُحت المندرة عندهم وقلت للعمدة: "حضرتك نادمت عليّ، الأكل خلاص جرب يجهز."
العمدة: "مش عشان الأكل!" وبص لعياد: "إيه رأيك في بنتنا؟ مرباية على يدي، وكيف بنتي تمام، لو قلت آه، أجوزها لك، وأديك كمان فدانين أرض تزرعهم، ويبجوا ليك بدل شغلك في أرض الناس."
عياد بص لي وقال: "تحت أمرك يا عمدة، مدام تربيتك، أتجوزها وأنا مغمض!"
العمدة: "خلاص، نعملوا خطوبة، وبعد سنة الجواز."
أنا وافقت، وعياد وافق، ونادمت عليا فاطنة: "بت يا فايزة، شوفتي الجمر اللي كان حدا أبوي؟"
قلت لها: "مين فيهم؟"
قالت لي: "اللي خرج الأول مع البت الباردة ديه."
فقلت لها: "ده يبقى أخوها!"
قالت لي: "باين عليه مؤدب جوي!" وبصت لي، ولما عيني جت في عينه، حط وشه في الأرض.
قلت لها: "ده زين ومحترم، ومتطلعش منه العيبة!"
وحكيت لها اللي حصل.
عدّا يومين، وسمعنا إن دهبية اتجوزت عجوب، وأخوها وافق غصب عنه. اتجوزته بفلوس عياد، وعاش معاهم في بيتهم.
وبعد شهر، العمدة قالي: "موافجة تتجوزي عياد بعد سنة، ولا نجربوا الميعاد؟ نفسي أفرح بيكي وبفاطنة قبل ما أموت، وولدي كمان مسافر، معارفش هياجي ميته!"
العمدة: "بجولك يا فايزة، فاطنة بنتي، مفيش حد في حياتها، عشان كل اللي يجيها ترفضه."
فايزة: "أجولك الحج يا أبا العمدة؟"
وحكيت له على اللي فاطنة قالتهولي...
راح جالي: ياريت يا بتي، ديتي زين ومؤدب، بس اجوله تعالي اجوزك بتي؟
أنا جولتله: وفيها إيه يعني؟
جالي: خلاص، انتي ليكي معاه كلام؟
جولتله: آه، بس مش كتير.
جالي: طب متجوليله انتي؟
جولتله: حاضر يا أبا العمدة.
جالي: حضرلك الخير يا بتي.
وروحت كلمته، وطار من الفرحة، وجاللي: بس انتي عارفة إني على قدي جوي.
جولتله: ليكش صالح، روح للعمدة وهو هيوافج.
جالي: عليكي.
جولتله: كلنا على الله.
وراح للعمدة يخطب فاطنة، ووافج العمدة، وحالوا فرحكم بعد سنة مع عياد وفايزة. وبجينا احنا الأربعة مخطوبين، وكنا حبايب وأصحاب جوي. وسمعنا إن دهبية خلفت عيسى، وبعد تسع شهور جابت المحروج مندوح.
ولما اتجوزنا كلنا، جات الفرح وعيالها واحد في يدها والتاني على باطها. لكن العمدة اتوفى، فاجلنا الجواز سنة كمان. هي كانت خلفت دهبية ولد وسمته يونس. وعدت السنة واتجوزنا كلنا، وجعدنا أنا وعياد في ملحج تاني في بيت العمدة اللي يرحمه، بناهولنا جبل ميموت. وفاطنة وجوزها جعدوا في البيت.
وبجت دهبية كل يوم والتاني جاية، لغيت ما في يوم جات وجالت إنها هتطلج من عجوب. كنت أنا خلفت دياب، وحبلى في المرحوم محمد. ولما خيها جالها فيه إيه، جالتله: الحالة ضيقة جوي وما راضيش يشتغل. واتاريهم متفجين مع بعض، لكن خيها كانش يعرف. وصالحها على عجوب. وفاطنة جالتلها: اديها جرشين، بس هو مرضيش، جالها: مالك ومال خيك، أمانة عندي. لكن هي اتحننته واديت دهبية جرشين، وجالها: عيشي، انتي اللي اختارتيه وصممتي.
وبعدين جاه أخو فاطنة ومرته، وكان معاه ولد وبنت، وكانت ست طيبة جوي. وأخو فاطنة كمان كان زين جوي، وحالته صلاة النبي مرتاحة. كتب كل حاجة باسم خيته، وجالها: معيزش حاجة، وجوزك مدام صاينك ومتجي ربنا فيكي يبجى خلاص، أنا كده مطمن عليكي.
وطبعًا دهبية عرفت، فبجيت تجرب جوي. وكان فاطنة معاها صدفه، ما صدفه من دور دياب ولدي. وكانت دهبية معاها تلت ولد، وبعد تلت سنين جابت فريدة. وأنا خلفت بعديها غنوة، وفاطنة خلفت ولد وسمته براهيم على اسم العمدة الله يرحم الجميع.
دهبية كلتها النار، وجات جعدت في بيت العمدة، وجابت عيالها، وشويه وجاه وراها عجوب. وبجت تجرب من فاطنة جوي، وفاطنة كانت طيبة جوي هي وجوزها. وبعد كده جالو: هنروح المصيف، وراحوا المصيف، وحصل اللي حصل، وكلنا حزنا جوي، وبكينا على فاطنة وجوزها وعيالها.
ودهبية كانت تمثل الزعل والحزن، وفي يوم كنت في البيت، كنت رايحة أدخل الرغفان اللي خبزتها، سمعت دهبية وعجوب بيتكلموا.
عجوب بيجولها: شوفتي؟ أهي الحكاية عدت، وحدش عرف إننا جطعنا فرامل العربية، وخيك وفاطنة والواد ماتوا. أما صُدفة، هنجولوا إنها ماتت في الحادثة، وبعدين نبجى نجولوا إنها بت حد جريبنا، وناخد كل حاجة. بس جوليلي، ليه فكرتي نموتهم؟
دهبية: عشان الواد كان هيجش كل حاجة، ونجعدوا احنا في الفجر نمصمصوا صبعتنا من الطبيخ الجارف، وهما ياكلوا المحمر والمشمر له! وكمان يجيبوا الواد؟! أهو، غاروا هما والواد.
ولما شافتني بسمعهم، ندهتلي وجالتلي: الحديت ديتي يطلعش برا، إلا والله أجتلك، عيالك وجوزك كمان يغوروا من البيت ديتي، وتروحوا تجعدوا في بيتكم، واحمدي ربنا إني مهاخدش الأرض منكم!
وحكيت اللي حصل لعياد، جاللي: خلاص نلموا حالنا وعيالنا ونمشوا، وجعدوا في البيت، وخدوا كل حاجة، وبجوا كبار البلد. وكله حرام في حرام، لكن أنا كنت بروح أشوف صُدفة، بس من غير ما يعرفوا. لغيت ما دهبية عرفت وحرمتني أروح هناك تاني. عيشنا إحنا في البيت ديتي، وكل خوفنا كان على عيالنا من اللي ما يعرفوش ربنا دول.
لكن لما المرحوم محمد كبر، وبجي رايح جاي مع عيسى، خوفت عليه من عيسي، جولت: هيطلع زي ناسه. لكن عيسى طالع زين وطيب زي المرحوم خاله، حجاش مرته العجربة. بس
وجيه : كل ده حصل
عياد :آه يا بيه، لكن ربنا هيجيبلنا حاجتنا منهم،
دياب: أنا كرهي وحقدي عليهم زاد أكتر بكتير من الأول.
غنوة : يعني، كل اللي هما فيه أصلاً بتاع صُدفة.
فايزة : آه يا بتي، فاطنة الله يرحمها كانت ونعم الأخت، وجوزها كمان كان غير أخته. واصل كان دايمًا ياجي عندنا، وعاملني كيف خيته. هو وفاطنة كانوا يحبوا بعض جوي.
وجيه: لو سمحتم يا جماعة، انتو لازم تيجوا معايا مصر عشان نشوف هنعمل إيه.
دياب: ناجو معاك يا بيه.
وجيه: قول وجيه
دياب: إيه رأيك يا أبا نروح
عياد :اللي تشوفوه. بس الأرض يا ولدي
دياب :هنسيبها لعم شعيب، وفهمه يجول إننا أجرنا الأرض، وروحنا نعيش عند ناس جرايبنا.
عياد: فين يا بيه في مصر؟
وجيه: في أكتوبر. هتعيشوا في بيتي هناك، وهتكونوا جنب صُدفة، وكمان عشان غنوة توقع يونس ويتجوزها.
عياد: يا ولدي بس.
وجيه :ديه حرب يا حج، وكل شيء متاح في الحرب.
دياب: حاضر يا بيه.
وجيه : بيه تاني، احنا أخوات وهدفنا واحد، وإن شاء الله هننتقم من الكل.
وجيه: همشي أنا دلوقتي، بس الأول هات رقمك يا دياب، ولما تقرروا تيجوا مصر، كلمني قبلها بيوم، وشوفوا تيجوا بالعربية ولا طيران.
غنوة: طيران كيف؟
وجيه: متخافيش ديه طيارتي أنا.
دياب :ربنا يزيدك من نعيمه يا رب.
عياد: متخليش حاجة توقفنا. قاعدين في بلدنا على الأجل، جار المرحوم محمد.
فايزة تبكي وتنوح مرة تانية، كتلوك صغير يا واد، بطني كتلوك، ومفرحتش بشبابك يا زينة الشباب.
غنوة: أما من النهاردة، فيش بكا ولا نواح. إحنا هناخد تـار الغالي .
دياب: وأنا معاكي يا خيتي، مدام فيش دم
وجيه: القتل المعنوي أشد وأصعب بكتير.
عياد: خلاص، اللي أنتوا عاوزينه نعمله. أهم حاجة عيالي يبقوا بخير. كفاية علينا نار محمد.
_______________________________________
أما في منزل يعقوب وبالتحديد في غرفة فريدة، نجد فريدة تحدث الهواء كأن محمد واقف أمامها تتخيله يتحدث معها.
فريدة: "محمد حبيبي، جيت ميتة ودخلت هنا؟"
الخيال: "طلعت من غير ما حد يشوفني، كلهم مشغولين في الدبايح، قلت أجي أشوفك يا حبيبتي، أصلي اتوحشتك."
فريدة: "تعالي جاري على السرير."
وتتخيله يجلس بجانبها.
فريدة: "مش جلت هتتحدد مع عيسى أخويا عشان جوازنا؟"
الخيال: "يا جلب محمد، وجالي كمان أجي أعيش معاكم هنا."
فريدة: "جد يا محمد؟"
الخيال: "جد، الجد يا عمري."
لتسمع صوت باب الغرفة يفتح، لتجد أمها وأم سامية ومعهم الأكل، ليختفي الخيال.
فريدة: "جيتوا ليه؟ محمد كان قاعد معايا وقال لي إنه كلم عيسى أخويا على جوازنا وعيسى وافق."
دهبية: "محمد؟ مين محمد؟ مات ودفنوه خلاص."
لتصرخ فريدة بصوت عالي
دهبية : بس! يا واكلاني، أبوكي هيسمعك ويعرف إنّي فتحتلك الباب. هيسندل عيشتي."
فريدة: "طب بتقولي محمد مات ليه؟"
دهبية: "انتي يا أم سامية، محمد صح مات."
أم سامية: "صح يا بتّي، سي مندوح ضربه بالنار ومات."
لتصرخ فريدة صرخة تهز أرجاء المنزل: "كدابين ولفافين وبرامين، محمد كان قاعد جاري دلوقتي حرام عليكم! ليه كده؟
دهبية : يا مري البت اتجنت!"
ليصعد يعقوب على صوت صراخ فريدة ليقول: "الله الله! فتحتيلها الباب؟ برضك كلامي مبيتسمعش وبتصرخ ليه بت المركوب ديه؟"
فريدة: "صح يا أبا، محمد مات."
يعقوب: "آه غار في داهية."
لتصرخ بصوت أعلى، ليخرج ممدوح من شقته: "فيه إيه يا أما؟
دهبية : جراير عمايلك اختك بتصرخ عشان قتلت محمد."
ممدوح: "وتصرخ ليه؟"
فريدة: "محمد حبيبي وكنا هنتجوزه وكان قاعد معايا دلوقتي على السرير."
ليقترب ممدوح منها، سمعيني، جولتي إيه؟
فريدة: "محمد حبيبي وكنا هنتجوزه."
ليصفعها ممدوح، قلم تلو الآخر، ثم يؤمر أم سامية: "اجري يا مرا، انتي هاتي حبل نكتفها الخاطية دي."
يعقوب: "كفاياك يا مندوح."
ممدوح: "جولت غوري."
لتنزل أم سامية وتأتي له بحبل ليكتف فريدة أخته، ثم يقول: "هاتوا المفتاح."
يعقوب: "المفتاح كان معايا وامك سرجته مني."
ممدوح: "المفتاح يا أما؟ يا أكتلها دلوكت وجسماً بالله اللي هيخش عليها، لاكتلها وأكتله معاها لو كان مين! هتجيبلنا العار يا خاطية!"
ويكتف أخته ويسألها: "كان بينك وبين الواد دي إيه؟"
فريدة: "حبيبي."
ويزداد ممدوح في ربط الحبل.
فريدة: "حتى لو كتفتني تاني، محمد هيجي يقعد معايا، محمد حبيبي ونور عيني."
بعد التكتيف، ينهال على أخته ضربًا، حتى ترفع أمه يده: "كفاية هتموت في يدك يا ولدي."
يعقوب: "عافيه عليك، خليه يربيها الخاطية دي."
ممدوح: "أم سامية، مش كنتي بتولدي الحريم؟"
أم سامية بخوف: "إيوه يا بيه، خلاص اكشفي عليها، شوفيها بت بنوت ولا له."
دهبية: "هي حصلت لكده؟"
ممدوح: "له، نستني لما الفضايح تبان، وبطنها تكبر."
دهبية: "عيب عليك الكلام ده! أختك أشرف من الشرف."
يعقوب: "إحنا هنطلع، وانتي يا مرا، اكشفي عليها واطلعي، جوليلنا الحج."
ام ساميه بخوف: " كيف بس يابيه وحضرتك مربطها كده ."
ممدوح : "هفكها اكشفي عليها ونادمي علي يا اكتلها واغسل عارنا يا اكتفها تاني الجارشه ناسها دي ."
وبالفعل بيخرج ممدوح ويعقوب
دهبيه : خليني معاهم ف الاوضه
ممدوح : اه عاوزه تداري علي بتك العايبه اطلعي يا اما ام ساميه : مش هتفكها يابيه
ممدوح :تعالي افكهالك ربنا ياخدها ويريحنا منيها ويفك ممدوح فريده
ممدوح: انا طالع برا اهه اكشفي عليها خلصي
ام ساميه: بخوف حاضر يا بيه
فريده ببكاء وبها الم من كل شيء الم نفسي والم عضوي من أثر ضرب أخيها لها :" انتي هتعملي كده صوح يا خاله ."
ام ساميه: "غصب عني يابتي ربنا شاهد ووكيل انك مربايه زين ده انتي ربايه يدي بس حكم الجوي ."
فريده : "طب ازجيني عشطانه جوي."
لتذهب ام ساميه الي لتحضر لها الماء
فريده : "جيالك يا محمد جيالك يا حبيبي."
ثم تقذف من الشرفه محاوله إنهاء حياتها
______________________________________
في أكتوبر ، نجد صدفه تآقلمت بسرعة مع زوجة خالها وباقي العائلة، لنجدها تتحدث مع زوجة خالها:
غنوه: "جوليلي يا مرت خال ."
هاله: "نعم يا ديفو، أقولك إيه؟"
صدفه: "ريفو مين؟ جالولك برشام صداع؟ "أنا الفاتحة، ازمج منيكي."
لتضحك فاطمة ومشيره على حديثها.
مشيره: "لا ماما بتدلعك."
فاطمة: "ديفو مش ريفو، أما باقي الكلام ماما تترجمه."
صدفه: "شوفوا الحديت يا أولاد، أروح أقف خشم الباب وأقول بووو يا خلج، ياهووو ."
هاله : "بس يا مشمش، شوفي يا صدفه، لازم تتعلمي تتكلمي زيينا كده، مش همشي وراكي، أنا أترجملك. كنتي عاوزة تقوليلي إيه؟"
صدفه: "كنت عاوزه أقول انتو دايمًا قاعدين كده، لا شغله ولا مشغله."
فاطمة: "يا بنتي، أنا بشتغل في شركتنا، مديرة علاقات عامة، بس أخدت أجازة عشان أقعد معاكي. وكمان هجيب جوزي وولادي، وهاني ومشيره كمان، وأولادهم، يعني كلنا هنيجي نقعد معاكم هنا في الفيلا. أصلنا حبيناكي أوي والله."
صدفه: "تبكي وتقول: وأنا كمان حبيتكم وحبيت عيالكم جوي." ، "وانتي يا مشيره، بتشتغلي ولا عواطليه زي حالتي؟"
مشيره: "لا، طبعًا عندي مصنع لملابس الأطفال، أولاد وبنات."
صدفه: "صح والله."
مشيره: "أه والله.
هاله : وانتي يا صدفه، من غير دلع، ما عندكيش هواية أو أي حاجة تعمليها؟"
صدفه: "بصي ياستي، أنا الحمد لله، أحسن واحدة تعمل خلج العيال بفننه، وأفصله كمان."
فاطمة: "يا واد يا جامد."
مشيره: "يعني لو قلتلك ترسمي فستان للأطفال لبنتي وتفصليه، تعرفي؟"
صدفه: "أه، طبعًا، ده سهل عليا جوي."
مشيره: "من فضلك يا فاطمة، هاتي ورق وقلم رصاص لصدفه، نشوف تصميمها."
فاطمة: "خدي يا فنانه، أبدعي بقى."
وبالفعل، تبدأ صدفه في رسم فستان للأطفال وتبدع في الرسم.
صدفه: "شوفي بجي يا مشيره؟"
مشيره: "مستحيل! ده هايل."
بعد إذنك يا ماما، ممكن أخد صدفه معايا المصنع تنفذ التصميم ده؟
هاله: "تروحي يا صدفه."
صدفه: "ده أنا لو خرجت من البيت، أقول يا وحداني."
تضحك فاطمة
صدفه : بت، أنتي هو أنا كل ما أقول كلمة تجعدي تضحكي، أراجوز قدامك." "أنا ياك، صحيح، متخافيش من الهبلة، خافي من خلفتها."
تضحك هاله: "أنتي مش معقولة يا صدفه، عملتلك حاجة؟"
صدفه: "لمؤاخذة، أصل بتك دي، مايعه."
مشيره: "هاه، تيجي المصنع معايا؟"
صدفه: "أجي أضيع؟"
ثم تمسح دمعة فرَّت على خدها من عينها.
هاله: "مالك بس يا بنتي."
صدفه: "عيالي وحشوني جوي، نفسي أشوفهم وأخدهم في حضني، وأسبحهم زي زمان، وأحكيلهم حواديت أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخه، والعب معاهم، ولما يظبطوا خلجهم، أديهم بالمداس وبالخماسي على وشهم."
هاله: "ده أنتي أم شريره بقى!"
فاطمة: "بتعملي في عيالك كده؟ يا خبر، ده لو منظمه حقوق الطفل عرفوا كده، مش بعيد يعدموكي."
صدفه: "يعدموني ليه؟ بربيهم، مش أحسن ما يطلعوا مايعين زيكم كده."
مشيره: "مش هتروحي المصنع معايا؟"
صدفه: "له، هاتي الجماش، وأنا أجصه وأبره، وأخيطهولك، وأبجي عيدي عليه في المصنع بتاعك."
مشيره: "حاضر ياستي تحت أمرك، تحبي تعمليه بألوان إيه؟"
صدفه: "بناتي يعني، ألوان فاتحة، مزهزه."
مشيره: "تمام، حاضر، هاتصل بالمصنع وأجيلك توب قماش بحاله، اعملي فيه اللي أنتي عايزاه."
صدفه: "كتر خيرك
مشيره : تاني مقولنا أخوات بقى."
صدفه: "حاضر خوات والله."
هاله: "طيب، تتغدوا إيه النهاردة؟"
فاطمة: "محاشي بقى، وحمام وبط، بتاكلي الأكل ده يا صدفه؟"
صدفه: "بت، يا فاطمة، بتاكلي يا خيتي، والأكل واكلك وحارساش غير بطنك، واللي يشوفك يقول مجوعينك، وانتي عاملة كيف عود الجصب كده؟"
فاطمة: "عشان بعمل رياضة وبحرق كتير."
صدفه: "جولتيلي كمنك باينش عليكي الوكل."
هاله: "احنا عندنا هنا أوضه مجهزه للرياضة فيها كل الأجهزة الحديثة."
صدفه: "فلوسكم كتيره يا خيتي."
هاله: "صدقه، احنا لازم نخليكي زيّنا."
صدفه: "زيّكم؟ اللي هو إزاي يعني؟"
هاله: "ليدي، يعني سيدة مجتمع."
صدفه: "وحد جالك إني راجل؟"
هاله: "شغلي مخك شويه، لازم جوزك يشوفك ويتجنن عشان يرجعك."
صدفه: "له، يا مرت خالي، اللي يبيعني رخيص، مشترهوش."
فاطمة: "إنتي بتحبي جوزك؟"
صدفه: "بصي، هو جوزي وأبو عيالي."
فاطمة: "قصدي، حب رومانسي؟"
صدفه: "عاوزه الصراحة، عمري ما حسيت ناحيته بأي مشاعر من دي، كت لما أشوف الأفلام والتمثيليات وأشوف كيف البطل والبطلة بيحبوا بعضهم، وأقول له، ليه يا مندوح مش بتقوللي كلام حلو؟" يجوللي اطلعي طلعلك كساح يعدي صدرك جاتك ترله يكون صاحبها زهجان من الدنيا يعدي عليكي رايح جاي ف الاول كنت فاكراه بيهزر معاي لكن كان دايما جدام الناس يجلل مني واللي يحب واحده يخاف عليها من الهوا الطاير ويعليها جدام الناس ".
فاطمة: "إيه ده كله؟ ده إنتي فيلسوفة."
صدفه: "أنا متعلمة، وكنت بجعد مع فريده وهي بتقرأ روايات وسواعي، يعني كنت أخدها منيها دس أجرها وأرجعها تاني زي ما تقولولي كده. كنت نفسي أعيش اللي البطلة كانت بتعيشه."
فاطمة: "مش بقولك رومانسيه يا صدفه؟"
صدفه: "لكن ماليش بخت، لما كنت ف المدرسة كانت عمتي دايمًا تقول لي، 'أوعاكي تتحددتي مع الواد، اجطع شلجك'. ولما دخلت المعهد برضك، بس كنت بروح على الامتحانات وبعد كده جوزوني مندوح، يلا، الله يجازيهم كلهم
_________________________________
في الصعيد
أم سامية تدخل الغرفة لكنها لا تجد فريده، فتصرخ بقلق:
"ست فريده، الحجوني ملجياش! الست فريده!"
ممدوح يركض نحوها بسرعة، غاضبًا:
"هربتيها؟"
أم سامية تجيب بلهفة:
"والله، طلبت مني أزجيها، روحت أجيب المايه، رجعت ملجيتهاش."
ممدوح ينظر من الشرفة ليجد فريده ملقاة على الأرض في الجنينه، تصرخ من الألم وتبكي.
ممدوح ينزل إلى الأسفل ويتجه نحو الجنينه، ثم يقول:
"رميتي نفسك ليه يا خاطيه؟ عشان منعرفوش، حجيجتك حطيتي راسنا في الطين."
فريده تتألم بشدة.
عيسى يدخل مهرولاً، وهو يركض نحو فريده:
"مالك يا بت؟ أبوكي فيكي إيه؟"
ممدوح (غاضبًا): "الخاطيه فرطت في شرفنا لصاحبك المجحوم محمد."
عيسى : "اتجنيت؟ أنت إياك بعد كده! خليني أشوف خيتك، أوديها مستشفى يشوفوا مالها، يجيبوا دكتور لها ولا حاجة. وانت كيف البهيمة كده؟"
ممدوح: "مش هتطلع من البيت، جبل منعرفه! بت بنوت ولا حطت راسنا في الطين؟"
عيسى :"طب، شيلها معايا خلص
ليحمّلاها إلى ملحق الخدم."
ممدوح (متوجهًا إلى أم سامية):
"انتي يا مرا يا أم سامية، دخلنا البت عنديكي، خشي اكشفي عليها وخلصي."
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 19
ممدوح: انتي يا مرا يا أم ساميه دخلنا البت عنديكي، خشي اكشفي عليها وخلصي.
أم ساميه: حاضر يا بيه
عيسى : والله بعدين لاربيك على اللي بتعمله ديتي بس افوجلك.
(بعد عشر دقائق، تخرج أم ساميه)
ممدوح: طلعت ايه؟ وجولي الحج احسن ما اديكي طلجه اخليكي تفرفري كيف الفروج.
أم ساميه: شاهد ربنا ووكيل الست فريده بختم ربها زي الفل.
ممدوح: عارفه لو بتكدبي هيبجى يومك مطين على رأسك. هنروح المشتشفي وكل حاجة هتتعرف.
أم ساميه: له يا بيه الست فريده صاغ سليم.
عيسى: متجفل خشمك ديتي جطع لسانك كيف تجيب سيره خيتك بالكلام العفش ديتي. انت ايه بهيمه ده حتى البهيمه بتفهم عنيك. جبر يلم العفش كله مش كفاية. كتلت الواد الغلبان اللي لابيهش ولابينش. عاوز ايه تاني ياخي غور بجى وهملنا.
ممدوح: اهمل مين واغور فين ياك فاكر نفسك كبير عليا. بجولك ايه بعد عني احسن، روح خلفلك حتت عيل بدل ما انت مجطوع من العيله ومعندكش واد يسند ضهرك وتتعكز عليه لما تكبر. انا بجى عندي ولدين وبنيه. روح دور على بت صغيره تخلفلك.
عيسى: اخص عليك بتعاير خيك وبعدين ممرتي كانت حبله ومرتك اللي سجطتها.
ممدوح: اه حملت بعد تلت سنين ولا يكون انت يعني اللي مجصر معاها.
عيسى: اخرس جطع لسانك من لغلوغه. انا هتصل بيونس يجي يشوف اخوه بيعمل ايه.
ممدوح: ياك هتخوفني بيونس؟ طب ده انا حتى عما اترعش من سيرته. امانه عليك متجلوش لحسن ياجي يضربني. مش ناجص كمانى الا العيل ديتي
عيسى : هم خلينا نودو الغلبانه ديه المشتشفي.
ممدوح: انا هجهز العربيه عشان اشوف اخرتها معاكم.
عيسى: غور وبطل رط كتير.
ممدوح: اديني غاير معذور، انت جليل العيال.
عيسى: جولت مترطش كتير.
وبالفعل يذهب ممدوح ليحضر العربيه.
عيسى: حجك عليا يابت ابوي، اطمن بس عليكي واخدلك حجك منيه المفتري ديتي.
كل هذا وفريده تتألم. وهنا يتصل عيسى بيونس.
عيسى: أيوه يا يونس هملت الدنيا هنا مولعه وروحت مصر
يونس بحزن: أنا ممشيتش بمزاجي، أنا يعتبر اتدمرت.
عيسى: مش وجته ياخيي، اختك رمت نفسها من البرندا ورايحين بيها المستشفي. ومندوح مولع الدنيا هنيه، لازم تاجي يونس.
يونس: وفريده عملت كده ليه؟
عيسى: مش وجت الحديت دلود ،بجولك تعالى حالا.
يونس: حاصر، أنا جاي طيران.
عيسى: تمام، تاجي بالسلامة. هجفل أنا معاك دلوك عشان الفجري ديتي جاب العربيه.
_____________________________________
(في القاهره) ( في شركة وجيه )
يأتي اتصال لوجيه
المتصلة: وجيه بيه عندي اخبار مهمة لحضرتك.
وجيه: خير، قولي يا نهي.
(نهي سكرتيره يونس)
نهي: سمعت يونس بيه بيتكلم مع أخوه في التليفون وعرفت أنه مسافر الصعيد حالا، تقريبا عندهم مشكله.
وجيه: معرفتيش مشكله ايه؟
نهي: اللي سمعته أنه يونس بيه بيقول لأخوه، وفريده ليه ترمي نفسها من الفرنده.
نهي: تمام، هيتحولك مبلغ حالا على المحفظه بتاعتك، وكل ما تجيبيلي خبر هيوصلك مبلغ.
نهي: شكرا لحضرتك، خيرك سابق.
وجيه: عاوزك بس تفتحي ودانك وعينيك وتعرفيني أي حاجه بتحصل.
نهي: حاضر يا افندم.
ليغلق وجيه التليفون مع نهي ويتصل بدياب.
وجيه: دياب، هنغير في الخطه شويه.
دياب: كيف يعني؟
وجيه: غنوه فين؟
دياب: اهي جاعده جاري.
وجيه: هاتها طيب.
دياب: خدي يا غنوه، وجيه عايز يتحددت معاكي.
غنوه: هات ، أؤمرني يا غالي.
وجيه: اسمعيني كويس، يونس جاي البلد عشان في مشكلة عندهم. تقريبا أخته حاولت الانتحار. عاوزك تقابليه وتحاولي تعرفيه أنه مالوش ذنب في اللي حصل من أخوه، وانك عارفه إنه مش راضي عن اللي حصل، وتحاولي تخليه يصدق الكلام ده.
غنوه: حاضر، ولو إني نفسي أكل كبدهم كلهم، بس زي بعضه كله يهون عشان ناخدوا بتارنا.
وجيه: برافو عليكي. على العموم، أول ما يوصل عندكم، أنا هعرف وهبلغكم بكل تحركاته. تمام؟
غنوه: تمام.
وجيه: سلام وسلميلي على الحج والحجة.
غنوه: الله يسلمك.
وجيه (محدثا نفسه): هو أنا بعمل كل ده ليه؟ عقله عشان هاله وجوزها الله يرحمه. قلبه لأ، انت حبيت صدفة، عقله بقى الالفي اللي كل البنات هنا وبره بيتمنوا نظرة منه، يوقع في حتت بت صعيدية. القلب الحب مالوش كبير، ولما بيدق مبيختارش يدق لمين. بس ديه متجوزه، القلب لأ، جوزها طلقها بالتلاتة واتجوز كمان.
وجيه: بس بقى خلاص، انتو الاتنين. أنا بساعدها عشان غلبانه والدنيا جايه عليها واتحرمت من ولادها.
وربنا يقدرني وأجيب لها حقها وانتقم لها من كل اللي ظلموها. وراجعلها ولادها.
______________________________________
في الصعيد - منزل عياد
عياد: لسه برضك عاوزين تاخدوا بالتار؟
غنوه: ما احنا اتحددنا في الموضوع ديتي كتير يا ابوي، وخلاص خلصنا. لازم ناخدوا حقنا من الظلمة اللي ميعرفوش ربنا دول.
عياد: ربنا يسترها عليكم يا بتي ويحفظكم بعينه التي لا تنام.
فايزه: أهم حاجة يا غنوه خلي بالك من نفسك يا بتي. أنا مرضيش انك تتحددي مع يونس، لكن نار المرحوم محمد حارجه جلبي جوي.
دياب: تخافيش يا أما، والله لننتقم منهم، وربنا هيعينا ويساعدنا عليهم إن شاء الله.
عياد: آمين يا رب.
______________________________________
في منزل محسب
عديله: وه يا انعام، هتجعدي كتير كده عندينا؟ ارجعي يا بتي بيتك. لا المحروجة اللي اسمها رجيه ديه تاخد مكانك.
انعام: ده أنا كنت أولع فيها النار ،جال رجيه جال مناجصش إلا الشحاته بت الشحاتين ديه، بس صدجي يا أما، عنديكي حج، لازم ابقى جاعدة هناك على الأجل، أتسلى عليها شوية،
عديله : وتاخدي جوزك وتعملي عملية أطفال الأنابيب ديه.
انعام: ماشي، هكلم عيسى ياجى ياخدني
( وبالفعل تتصل انعام بعيسي )
انعام: تعالى وروحني البيت، شجتي، وحشتني.
عيسى: أنا رايح على المستشفى ليقص لها كل ما حدث.
انعام: أخص عليك يا ممدوح، أنا هحصلك على المستشفى. اسم الله عليها، فريده حبيبتي
عديله :مالها فريده كمان وبتحبيها جوي.
انعام: لازم أقول كده عشان عيسى يا أما.
عديله: أيوه برضك، مالها
لتقص انعام عليها ما قاله لها عيسى
عديله: يلا خلينا نخلص منهم كلهم.
انعام: يارب يا أما، بس بعد ما أخلف الواد.
عديله: ميته بس.
______________________________________
وهنا يصل عيسى إلى المستشفى وهو يحمل فريده على كتفه، وهي تصرخ. ليقابله أحد العاملين.
العامل: ثواني يا عمده، هجيبلك التروللي.
ويحضر العامل التروللي ويأخذ فريده إلى غرفة الكشف.
عيسى: طمني يا دكتور، خيتي مالها؟
الدكتور: إيه اللي عمل فيها كده؟
عيسى: وجعت.
الدكتور: هنعملها أشعة، وبعد كده هنشوف هنعمل إيه.
ممدوح: أشعة ليه يا دكتور؟
الدكتور: عشان نعرف لو في كسور لا قدر الله، وعلى ضوء الأشعة هنتصرف.
ممدوح: ياكش تموت ونخلصو منها جطعه.
عيسى: مش جولتلك ألف مرة تخرس خالص.
ممدوح: طيب لما نشوف آخرته ايه معاكم؟
الدكتور: عن إذنكم، ننقلها لغرفة الأشعة.
عيسى: اعمل اللازم يا دكتور.
ويأخذ الطبيب فريده إلى غرفة الأشعة.
______________________________________
( في القاهره )
وجيه يتصل بأحد رجاله في الأقصر: "عاوزك تخطف البنت اللي اسمها عنايات ديه، وأول ما تبقى تحت إيدك كلمني، أقولك تعمل إيه."
الرجل: "أوامرك يا بيه."
وجيه: "مش عايز غلطة يا جاد."
جاد: "في حاجة كمان عاوز أقول لحضرتك عليها."
وجيه: "خير يا جاد."
جاد: "حضرتك أنا عرفت لحضرتك إن انعام مرَت عيسى وأمها شغالين مع دجال، وهو اللي مخلي عيسى مدهول كده وميقدرش يرفض طلب لإنعام. وعرفت كمان إن الدكتورة بتاعت المستشفى تبقى قريبة الدجال ديه وشغالة معاه كمان."
وجيه: "كده كل حاجة ابتدت تبان قدامي. تمام يا جاد، خلي رجالتك مستمرين في المراقبة وبلغني بأي جديد. وأهم حاجة عنايات ديه."
جاد: "حاضر تحت أمرك."
ويغلق وجيه التليفون مع جاد. ثم يأتي له اتصال آخر ليعرف أن يونس وصل الأقصر، فيغلق ويطلب الاتصال بدياب:
وجيه: "دياب، بلغ غنوه أن يونس وصل البلد عشان تخرج هي، ولازم تخليه يشوفها ويكلمها."
دياب: "تمام، حاضر."
ويتحدث دياب مع غنوه:
دياب: "يونس في البلد ولسه واصل، اطلعي عشان تتحددي معاه."
غنوه: "تمام، اهو، وجت الانتجام جاه. يا ولاد الهلالي، وحجك جاي يا محمد."
في تلك اللحظات، غنوه تخرج من المنزل وتقرر الذهاب إلى أرض عم شعيب لتجلس هناك انتظارًا لمرور يونس. تقول في نفسها: "أنا هروح أجعد جدام أرض عم شعيب عشان يونس كده كده هيعدي عليها عشان على أول الطريق."
_______________________________________
في المستشفى، الطبيب يخرج ليبلغ عيسى: "للأسف في كسر في اليد اليمنى والرجل الشمال، وهنضطر نجبس عشان ما يحصلش مضاعفات."
عيسى : "اعمل اللي تشوفه صح يا دكتور."
ممدوح : "عاوز دكتوره ست حالًا."
عيسى يهدده: "لو اتكلمت تاني هجطع شلجك، فاهم؟"
ممدوح بعصبية: "ما انت طول عمرك مدلدل ومتعرفش حاجة عن الرجولة، يا دلدول انعام ."
انعام كانت في المستشفى وتسمع ما يقوله ممدوح، فترد عليه: "مالك ومال مرته، مش كفاية اللي مرتك عملته فيّا؟"، وتقول لخيك الكبير: "مدلدل، عيسى راجل وسيد الرجالة على الأجل، ما راحش اتجوز شحاته بت شحاتين."
ممدوح يصرخ: "أخرسي، جطع لسانك. رجيه مرَتي ستك وست البلد باللي فيها."
عيسى يحاول تهدئتهم قائلاً: "كفاياكم بقى، نطمن على فريدة الأول، وبعدين ابجو اردحوا وفردوا لبعضيكم."
_____________________________________
وفي أرض شعيب، كانت غنوه جالسة في انتظار يونس. وبالفعل، يونس اقترب من الأرض حيث تجلس غنوه.
غنوه: "استاذ يونس."
يونس، متلهفًا: "غنوه."
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 20
غنوة: "أستاذ يونس."
يونس (متلهفًا): "غنوة!"
(ينظر إليها بقلق) "جاعدة كده ليه يا غنوة؟ ومال هدومك مبهدلة كده ليه؟ روحي بيتكم يا بت الناس، أو حتى تعالي أروحك."
(غنوة تجلس على الأرض، فؤادها يبكي، وعيناها شاردة)
غنوة: "مستنية محمد خيي، هو جالي استناه هنيه في أرض عم شعيب."
يونس (يتنهد بحزن): "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... محمد، ربنا توفاه، والأمانة راحت عند اللي خلقها."
غنوة (تصرخ بانفعال): "كلكم كدابين! بتكدبوا عليّ ليه؟ محمد جاي، خيي بخير وزين، وجايب لي لبان وحلاوة!"
(يونس يطبطب عليها محاولًا تهدئتها)
يونس: "اهدي يا غنوة، وادعيله بالرحمة... محمد خلاص مبقاش موجود معانا."
غنوة (بعيون دامعة): "ليه بتجول كده، يا يونس؟"
يونس (بأسى): "عشان دي الحقيقة، استهدي بالله... محمد اتكتل، وللأسف اللي قتله مندوح أخوي، الله يجازيه."
غنوة : "طب قتله ليه؟ ده محمد طيب وزين، وعمره ما أذى حد!"
يونس: "أمر الله... مندوح أخوي غبي ومتسرع، وأنا ما فيش في إيدي حاجة أعملها، لكن والله مستعد، لو على التار، خدوه مني أنا... الحياة مبقتش فارقة معايا."
غنوه: "اسم الله على شبابك... وناخده بالتار منك ليه؟ إنت ذنبك إيه بس؟ هو يعني بجد... محمد راح؟ خلاص كده؟"
يونس: "حرام كده، متعترضيش على أمر الله."
غنوة : "لله الأمر من قبل ومن بعد... بس هروح أجولهم إيه؟"
يونس: "غنوة، لازم تفوقي... محمد الله يرحمه، وانتو دفنتوه، ومتقطعيش قلبي عليكي، بكفاية فريدة!"
غنوة (بقلق): "فريدة؟ مالها فريدة؟"
يونس (ينظر إليها بحزن): "فريدة... رمت نفسها من البراندة."
غنوة : "كمان فريدة هتروح منينا؟ ليه كده بس، يونس؟ مبقتش عارفة حاجة!"
يونس : "غنوة، فريدة كانت هي ومحمد أخوي بيحبوا بعض ومتفقين على الجواز... أكيد لما جاها الخبر، يا عيني، مستحملتش ورمت نفسها."
غنوة : "هما كده كده مكنش ينفع يتجوزوا؟"
يونس : "والله لو كان محمد عايش، كنت جوزتهم لبعض!"
غنوة : "وهو إحنا كد المجام بردك، يونس؟"
يونس : "ليه بتقولي كده؟ طيب أنا... لولا اللي حصل، كنت هتقدملك واخطبك وأجوزك!"
غنوة : "تتجوزني؟! أنا؟"
يونس : "بس خلاص بقى، بعد اللي مندوح الله يجازيه عمله، مينفعش نتجوز."
غنوة : "الله يرحمك يا محمد..." (ثم تنظر له) "بس لو انت عاوز تتجوزني، اني موافقة... أتجوزك!"
يونس : "جد يا غنوة؟
غنوة : " جد الجد ،وهو أنا أطول؟ أفندي زي الجمر زيك، ومتعلم، وعقله متفتح!" بس انت عاوز تتجوزني ليه؟"
يونس : "عشان معرفش إزاي دخلتي قلبي، وفجأة لقيتني حبيتك!" ،بس تفتكري أهلك هيوافقوا عليا؟"
غنوة : "تفتكر انت أهلك اللي هيرضوا بيا؟"
يونس : "ديه مشكلتي، وأنا أقدر أحلها وأخليهم يوافقوا! وبعدين أنا اللي هتجوز، مش هما."
غنوة : "وأنا كمان ناسي مش هيوقفوا في طريق سعادتي!"
يونس : "يعني عندك مشاعر لي؟"
غنوة : "أمال هوافق أتجوزك ليه؟"
يونس : "بس لازم نصبر عشان وفاة محمد، الله يرحمه..."
غنوة : "محمد ده خيي، وموته كاويني أنا وناسي! وحدينا... يبقى تطمن على فريدة وتيجي تقابل أبوي، ولو ناسك وافقوا، نتجوز... بس من غير فرح، ولا زمر، ولا طبل."
يونس : "ونستعجل ليه؟ نستنى حوول المرحوم محمد!"
غنوة : "لسه هنقعد سنة بحالها؟ أنا بقول تفهم ناسك أننا لازم نتجوز وبسرعة، عشان دياب ميفكرش ياخد بالتار... يعني نعقد دلوقتي، وبعد أسبوع نتجوز!"
يونس : "انتي بتحددي منيكي لنفسك، وناسيه ناسك؟"
غنوة : "ملكش صالح بناسي، خد نمرة تلفوني، ولما تجهز، ابقى كلمني."
يونس : "تمام، طيب خلي بالك من نفسك!"
غنوة : "وانت كمان!"
يونس : "عن إذنك بقا، أروح أطمن على خيتي."
غنوة : "إذنك معاك، وأنا كمان مروحة."
(يونس يذهب إلى المستشفى، وغنوة تتوجه إلى منزلها، ثم تتوقف فجأة وتنظر إلى الهاتف بقلق)
غنوة : "دياب، رن لي على وجيه!"
دياب: خير يا غنوة؟
غنوة: ما انت هتعرف وأنا بحكي لك.
دياب يتصل بوجيه
وجيه: دياب، خير يا غالي؟
دياب: غنوة معاك، يا وجيه بيه.
وجيه: تاني بيه؟ ما علينا... خير؟
غنوة: الصيد وجع في الشبكة!
وجيه: إزاي؟
تحكي غنوة كل ما حدث بينها وبين يونس
وجيه: برافو عليكِ، شدّيتي ورخّيتي... خليكي زي ما انتي كده تمام! وأنا كمان شغال من ناحيتي ومش ساكت. وعرفت عنهم حاجة مهمة...
غنوة: إيه؟
وجيه: يقص عليها حكاية الدجال وإنعام ووالدتها!
كمان عنايات الخدامة، لما تروحي تعيشي في بيتهم، هتكون تحت أمرك. المهم دلوقتي، بعد ساعة كده، كلمي يونس كأنك بتطمني على أخته، وقولي له إن أهلك ناويين يسيبوا الصعيد كله وهيعيشوا في مصر عند حد قريبكم، وهيأجروا الأرض.
غنوة: ليه؟!
وجيه: عشان يخافوا ويوافقوا على الجواز! هيعتقدوا إن دياب بيبعدكم عشان ياخد بالتار منهم، لكن لو انتي متجوزة ابنهم، دياب مش هيقدر يقتل حد من نسايبه، عشان ميأذوش أخته. قولي لدياب يثبت الكلام ده صح، وإنكم بكرة هتكونوا عندي في مصر. هبعت لكم عربية أو طيارة.
غنوة: خليها طيارة أحسن وأسرع، وكده كده هنجول إننا سافرنا بالقطر... هو يعني حد هيدور ورانا؟!
وجيه: تمام... تحبوا تقعدوا في بيت لوحدكم ولا معانا في الفيلا؟
غنوة: له، مش هما يومين بس وهنرجع الصعيد تاني.
وجيه: هترجعوا لما يونس يبلغك إن أهله وافقوا على الجواز. وبعدين، الفيلا أحسن، عشان تقعدي مع صدفة وتعرفي كل حاجة عن العيلة الملعونة دي!
غنوة: بس اسمع، بلغ الجماعة عندك إن محدش يعرف بقصة الانتقام دي، ولو حد من عندك سألنا عن علاقتنا بيك، نقول أي حاجة!
وجيه: تمام، نسيّبها على ربنا، ونقول إنكم عرفتوا إن صدفة قاعدة عندنا فجيتوا تسلموا عليها. وأبوك ودياب يروحوا معاك ويقعدوا في أي مكان، وأنا عارف إن صدفة هتمسك فيكم عشان تقعدوا اليومين عندها.
وجيه: وياريت كمان يعرفوا إن أنا ودياب نعرف بعض من زمان... اتقابلنا فين، ولا أي حكاية تربطنا!
غنوة: هقولك... دياب أخويا كان بيشتغل في مصر بشهادته!
وجيه: هو دياب متعلم؟!
غنوة: آه، كلنا الحمد لله متعلمين! أنا خلصت الثانوية العامة، ودياب معاه دبلوم صنايع.
وجيه: خلاص، دياب يقول إنه اشتغل شوية عندنا في مصنع الموبيليا.
غنوة: بتقول فيها؟ ده دياب بيرسم أوض نوم جميلة، وبيعمل... بتعمل إيه يا دياب؟!
دياب: فورم أوض، يا غنوة!
وجيه: تمام أوي! خلاص، اتفقنا... عاوزهم يتجننوا العيلة الملعونة دي!
غنوة: ربنا ينتقم منهم إن شاء الله!
وجيه: تمام... بكرة إن شاء الله، العربية هتيجي تاخدكم على المطار على طول.
غنوة: إن شاء الله... مع السلامة!
تغلق غنوة الهاتف، بينما دياب ينظر لها بإعجاب
دياب: بجيتي بتفنني وتخططي، يا غنوة؟!
فايزة: كتر النواح يعلم البكا، يا ولدي!
عياد: يساويها ربنا، إن شاء الله...
_________________________________________
وفي المستشفى، نجد أن فريدة تجلس على كرسي متحرك نظرًا للكسر الذي في قدمها، والذي يصل إلى ما بعد الركبة، وأيضًا ذراعها مجبس وبها بعض الكدمات.
ممدوح بتهكم: اشليتي، ياك ما كنتيش غورتي؟ موتي وارتاحنا منك!
عيسى بغضب: يا أبوي، على الواد دي! مجولنا يا تخرس يا تغور وتهملنا! متفجعش مرارتنا بجى يا أخي! يا ستار يا رب! منك إيه دي؟ شيطان انت؟ يخرب بيت اللي خلفوك يا شيخ!
ممدوح وهو يتجه للمغادرة: أديني مهملكم وماشي أهه!
في هذه اللحظة، يقترب يونس منهم، ليجد ممدوح يرمقه بسخرية: أهو النغَة جالوعة أبوه جاه أهه! جيت تجري تشوف العايبة دي، يا بتاع مصر؟
يونس ببرود: ماله ديتي على كده؟
عيسى يرد باستياء: همله، سيبك منيه، هو هيغور دلوك.
يونس يقترب من فريدة، ينظر لحالتها بحزن، ثم يقول: سلامتك يا فريدة... ليه يا بت أبوي عملتي في حالك كده؟
فريدة بعينين ممتلئتين بالدموع: محمد فين يا يونس؟ انت تعرف مكانه؟
يونس يتنهد، يحاول يغير الموضوع: مش وقت الحديت دي، نروح الأول ترتاحي، تاكلي لك لقمة، وتغيري هدومك، وبعدين نبقى نتكلم.
فريدة بصوت ضعيف: طيب... هتجيب لي محمد؟
يونس يربط على يدها بحنان: بعد ما نروح، تاكلي، وتاخدي علاجك، وتريحي كمان... هجيبهولِك.
فريدة تنظر إليه برجاء: صُحّ؟
يونس بحزم: صُحّ، يا خيتي، نروح بجى.
فريدة تستسلم وتومئ برأسها: حاضر...
________________________________________
في أكتوبر
نجد أن صدفة صممت فستانًا للأطفال على الطبيعة من توب القماش الذي أحضرته لها مشيرة، وكان الفستان في غاية الروعة والجمال.
صدفة: جولك بجى يا مشيرة؟
مشيرة بانبهار: عارفة، لو مكنتيش خيطتيه قدامنا مكنتش صدقت إنك انتي اللي عملتيه!
صدفة بابتسامة واثقة: وأعملك أحسن منه ألف مرة كماني!
فاطمة: بجد... إبداع يا صدفة!
هالة: ده انتي ممكن تنافسي أهم المصممين عندنا!
صدفة بتردد: عجبكم صُحّ؟ ولا بتجبروا بخاطري؟
الكل: والله تحفة فنية!
مشيرة بحماس: إيه رأيك بقى تيجي تمسكي قسم الأطفال عندنا في المصنع، وبالمرتب اللي تحدديه؟
صدفة بأسف: سامحيني... أنا معنديش استعداد أطلع وأجابل ناس وأشتغل.
هالة مبتسمة: أنا عندي الحل! صدفة ترسم وتقص القماش، وأنا أخده المصنع يتفصل.
مشيرة: موافقة! هااااه، إيه رأيك يا صدفة؟
وهنا يدخل وجيه: إيه الاجتماع النسائي ده؟
هالة بفرحة: مش هتصدق! شوف صدفة عملت الجمال ده!
وجيه وهو يتأمل الفستان: بجد انتي اللي نفذتي التحفة الفنية دي يا صدفة؟
صدفة: أيوه أنا! مالكم مستغربين ليه؟
فاطمة لنفسها: أنا هنكشها شوية... ثم قالت بمكر: أصل الصراحة يا ديفو...
صدفة : بت يا طينة! انتي جُلتلك متجوليش ريفو ديه تاني! وبعدين ليه مش باين عليا؟ مش أحسن منيكي انتي، يا اللي متعرفيش تجيبي لنفسك كباية مية، وكل حاجة يا دادة دادة! أنا عارفة جوزك مستحملك كيف ؟ وكماني إيه! بتاكلي قد عشرة، وفي الآخر عاملة زي عود القصب، ناشفة ومحطبة! بت ماسخة كده، لكيش طعم!
ثم نظرت إلى هالة: علميها الأدب والتربية شوية يا مرت خالي، بدل ما انتي وراكيش طول النهار غير الرغي في التلفون، وسخام الطين اللي اسميه النادي!
ضحك وجيه بصوت عالٍ على كلام صدفة، وكانت ضحكته رنانة.
هالة بدهشة: يخرب عقلك يا صدفة! وجيه أخويا أول مرة في حياته يضحك بالشكل ده!
صدفة باستغراب: وانت كماني بتضحك ليه؟ حد جالك؟ مجنونة أنا؟ بجطع في شعرياتي ليضحك وجيه حتى نزلت دموعه من الضحك!
وجيه وهو يضحك: خلاص، خلاص، مش قادر! معدتي وجعتني من الضحك! حرام عليكي!
فاطمة ممازحة: هي كده على طول يا خالو!
صدفة متذمرة: الله يجطعك يا إنعام، انتي وممدوح وناسكم كلهم! خليتوني جيت جعدت في بيت المجانين دول! يامرك يا صدفة!
وجيه وهو ما زال يضحك: خلاص، خلاص، مش هنضحك تاني! بس يا جزمة منك ليها!
صدفة : اخس عليك وعلى قلة أدبك! بتجول لخيتك الكبيرة اللي ربتك وتعبت عليك بعد ما ناسك ماتوا، وخلتك شحط كبير كده؟ جزاتها يعني؟
ضحك وجيه أكثر: انتي مش ممكن! حاجة مستحيلة يعني! وبعدين هالة مربتنيش!
صدفة باندهاش: يعني انت على كده مش مرباي؟
وجيه وهو يضحك: انتي مين اللي قالك إنها ربتني وكبرتني والكلام ده؟
صدفة بثقة: من التلفزيون!
وجيه بضحكة ساخرة: هما قالوا في التلفزيون إن هالة هي اللي ربتني؟
صدفة: بالذمة! انت زي ما بيجولوا رجل أعمال وكبير، وابصر ليك كلمة عند الكبارات داخل مصر وخارج مصر، الفاتحة! معارفه! خدت انت الشهادة ديتي كيف؟
وجيه وهو يضحك: وهي ديه كمان بياخدولها شهادة؟
صدفة: طيب، بطل ضحك بس، وأنا أفهمك! في التمثيليات دايمًا الأهل بيموتوا، والأخت الكبيرة هي اللي بتربي خيها! فهمت ولا لسه؟
كاد وجيه أن يقع من شدة الضحك، ثم قال: مش ممكن! المادة الخام لخفة الدم والعفوية!
_______________________________________
في الصعيد - منزل يعقوب...
في شقة ممدوح، الأطفال يبكون.
رقية تقول: "أما أنا، راسي وجعتني من العيلة دوله. نادمي على حد يجي ياخدهم."
ام رقيه: "هو في حد عبرنا ولا طلع لنا يجولنا؟ عايشين ولا ميتين؟ حتى
رقية : روحي بس."
أم رقية: "حاضر يا رقية"
، وفتحت باب الشقة ونزلت إلى أسفل المنزل لتجد يعقوب يشرب القهوة.
يعقوب: "عاوزة حاجة يا ست الكل؟"
أم رقية: "أصل العيلة بيبكوا فوج ومعرفناش نسكتهم."
يعقوب: "أنا جاي معاكي، استني بس. ناديت على أم سامية تحضرلكم الوكل. باين عليكم ما اتغديتوش."
أم رقية: "والله ما دوجناه ."
يعقوب: "إزاي يا أم رقية؟ ودي تاجي عاد الا جوليلي.
أم رقية: "نعمين."
يعقوب: "أم رقية دي كبيرة عليكي؟ أمال إنتي اسمك إيه؟"
أم رقية: "خيريه، اسمي خيريه يا سيد الناس."
يعقوب: "يا ووش الخير كله."
تذهب أم رقية لصعود السلم وتضحك، ثم تدخل على رقية.
رقية: "بتضحكي ليه كده يا اما ؟"
ام رقيه: باينه يعجوب عينه مني.
رُقية: "صح يا أما،
أمها : صح يانضر امك.
رقيه: احكيلي جالك ايه وايه الي حصل .
لتقص عليها امها ما حدث.
ثم يسمعوا طرق الباب، فذهبت أم رقية لفتح الباب لتجد أم سامية ومعها صينية كبيرة مليئة بالطعام.
أم رقية: "خشي، حطي الصينية عندي.
ام ساميه: عجوب بيه بيجولكم استنوه هو جاي ياكل معاكم."
لتضحك ام رقيه وتنزل ام ساميه وتترك الباب ليدخل يعقوب
أم رقية: "تعالي يا غالي، بيتك ومطرحك."
يعقوب: "المطرح وناس المطرح كلهم تحت أمرك يا خوخه."
خيريه: "بتجلعني؟"
يعقوب: "اللي زيك لازم تتجلع."
ثم دخلت دهبية.
دهبية: "آه وماله، جلعها يا عجوب، جلعها زين جوي."
يعقوب: "دهبية إنتي هنا من ميتى؟"
"دهبية: "من وجت مجولت للمرا المتكلشه ديه ياخوخه والله عال يا عجوب ياكبير البلد يا ابو الرجاله جاعدلي مع الشحاته بت الشحاتين وبتجلعها كماني ياراجل عيب علي شيبتك ده انت جد حتي ، وانتي يا مرا انتي خدي بتك ديه وغورو من هنيه لحسن انده علي الحريم يرموكو برا البيت واضربكم بالمركوب الجديم".
خيرية: مالها مرتك ياحج اجنت ياك حد كلمها دي.
دهبية: "جن لما يخربطك انتي وبتك وناسك كلهم ولا ناس مين يا مجطوعه يا ربايه الجوع.
خيريه: له بجولك ايه الزمي حدك ياك فاكراني هخاف منيكي يبجى متعرفنيش زين ولا تعرفي انا اعرف ايه
دهبيه: والله عال مبجاش الا الشحاتين كماني".
خيريه : الشحاتين اللي بتجوللي عليهم دول مافيش واحده منيهم كتلت ولا بلاش خليني ساكته احسن لجل عيون الغالي
دهبيه : "جصدك ايه وتعرفي ايه انتي يابت المحروج.
خيريه: "له خليكي كديه بنارك وعشان تعرفي زين لو جرالي حاجه زي المرحمين فيه غيري يعرفو السر الكبير الله يرحم الجلابيه الجديمه والمركوب اللي الأرض كلته يا ام عيسى حطيى بجى عجلك ف راسك وعن اذنك بجى جعانين والوكل علي كدنا اه وابجي سكي الباب وراكي".
يعقوب : "ف نفسه ايه المرا الجوية ديه يا ابوي ديه خلت دهبيه مجدراش لا تصك ولا ترفص".
يعقوب:" بجولك ايه يا خوخه تتجوزيني."
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 21
يعقوب:" بقولك ايه يا خوخه تتجوزيني."
خيرية: له يا أخوي كفايانا من بيت الغول، واحد هبجى! أنا وبنتي، مش شايف مرتك عاملة إزاي؟
يعقوب: وهيّ قدرت تتحدّد معاكِ، ما انتي حرجتي دمّياتها أهو، وخليتيها صمت خالص، وخدتي حقك.
رقية: وافقي يا أما، عشان نعيش مع بعضنا، وأبوي عجوب هيعمل لكِ اللي عاوزاه.
يعقوب: من عينيّا الاتنين.
خيرية: خلاص، بس بشرط.
يعقوب: آمري أمر.
خيرية: أنا وبنتي نبقى ستات البيت كله، وتقعد في شقّة لحالي.
يعقوب: ناخد شقّة عيسى، كده كده مراته راحت عند ناسها ومش هتيجي تاني.
خيرية: فرش جديد، ومصاغ كله جديد في جديد، ودهبية ديه متقعدش معايا واصل.
يعقوب: موافق.
_________________________________________
وفي الطريق، كان يونس وعيسى، وفريدة ومعها إنعام جالسين في الكنبة الخلفية.
إنعام: بقولك يا يونس؟
يونس: خير؟
إنعام: متعرفش صدفة غارت على فين؟
يونس: لا والله.
عيسى: وإيه لزمتها السيرة العفشة دي؟
إنعام: أنا محجوجه لك، أنا قصدي لحسن تعمل حاجة عفشة وتجيب لكم العار.
يونس: إنعام، صدفة زي أختي، ومش عايز أسمع منكِ كلمة عفشة في حقها، سكتك مرتك يا عيسى.
(يأتي اتصال لإنعام)
إنعام: خير يا أما؟
أم إنعام: الحِجيني، أبوكي معرفش ماله، وقع في الأرض. هاتي عيسى وتعالي!
إنعام: حاضر، جايين أهو.
عيسى: خير، فيه إيه؟
إنعام: أبويا تعبان جوي!
عيسى: يونس، نزّلنا عند بيت حمايا، جدع يا أخوي، وكمل انت على البيت، وأنا هشوفه ماله وأجيلك على طول.
يونس: تمام، ربنا يطمنكم عليه.
وبالفعل، يصل عيسى ومعه إنعام إلى منزل والدها.
إنعام: أبوي! أبوي! مالك يا أبوي؟
عديلة (تبكي): تعالي يا إنعام، إحنا هِنيه في الأوضة.
(تجري إنعام على الغرفة لتجد والدها ممددًا على السرير.)
إنعام: مالك يا أبا؟
محسب: الحمد لله إنكم جيتوا جِبِل ما أمشي.
إنعام: تمشي فين؟
محسب: خلاص يا بتي، حان الأجل.
عديلة: متجولش كده يا محسب!
محسب: خلي بالك من مرتي وبنتي يا عيسى، عاهدني على كده.
عيسى: بَطّل جَلَع، وقوم بجى، عاوز تعرف غلاوتك عندينا؟ طب يا سيدي، غالي... وغالي جوي كمان.
محسب: الله يرضى عليك يا ولد الأصول، ويرزجك بالخلف الصالح. (ثم يقول الشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.)
(وهنا يفارق محسب الحياة، لتصرخ عديلة.)
عديلة: فوتنا ليه يا محسب!
عيسى: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله يرحمك يا عم محسب، عشت طول عمرك في حالك.
إنعام: الله يرحمك يا أبوي.
عديلة: ابكي على أبوكي يا إنعام!
إنعام: أبكي؟ يعني هو البُكا هيرجّعه؟ خلاص بجى، فين أوراج أبوي يا أما، قبل ما حد من إخواته ييجي ويسأل على الورث؟
(تمسح عديلة دموعها وكأن شيئًا لم يكن.)
عديلة: ويسألوا ليه؟ مالهم هما؟
إنعام: عشان ما خلفتيش ولد، حقهم يورثوا معانا، صح يا عيسى؟
عيسى: والله أنا بستعجب عليكم، إنتو في إيه ولا في إيه؟
عديلة: مرتك عندها حق، في الآخر يجوا إخوته ياخدوا كل حاجة على الجاهز.
عيسى: أنا رايح عشان أعمل إجراءات الجنازة.
إنعام: خلصي يا أما، هاتي الأوراج.
عديلة: حاضر. (تخرج عديلة الأوراق من الصندوق الخاص بها.) خدي، شوفي كده.
(تقرأ إنعام الورق لتُصاب بذهول.)
إنعام: إيه ديتي يا أما؟ أبوي كتب كل حاجة باسم إخوته؟
عديلة: وإحنا يا بتي؟
إنعام: فاضل لنا البيت ديتي وخمس فدادين بس!
عديلة: وباقي الحاجات؟
إنعام: الورج أهو جدامك!
عديلة: الله يحرجك، راجل روح! الله ينتقم منك، إن شاء الله تتشوي في نار جهنم شوي!
إنعام: ليه كده يا أبوي؟
عديلة: طول عمره عامل حاله طيب، واتاريه طلع تعبان.
إنعام: جفلي على الحديت ديتي، دلوقتي كده كده محدش عارف غيرنا، إحنا هنبصّموه على كل حاجة هاتِ ورجة فاضية والبصامة.
عديله: طيب ".
إنعام: خلصي يا أما، هِمّي!
عديلة: ولا أقولكِ، اصبري نشوف الفلوسات الأول، نِخفِيها، وكمان دهباتي، كنت شايلاهم معاه.
إنعام: تعالي نشوف، أنا ما عَرْفَاش، إنتي جاعدة معاه كيف وما عَرْفَاش حاجة؟
عديلة: يا بتي، والله ما بانش عليه، وتِلاجيه كَتَب الوصية دي عشان عارف عمتكِ بدرية شرانية كيف.
إنعام: والله لو اتكلمت، لأحطها مطرحها.
عديلة: ما انتي عارفة أبوكي كان طيب كيف، كلمة تجيبه وكلمة توديه، ما هي خدت نص البيت واهي بجيت لازجة فينا، ولما اتحددت مع أبوكي، قال لي: "هتجطعيني من إخواتي؟"، ولا كمان عمكِ مجدي، ملعون أكتر وأكتر!
إنعام: هاه، لَجيتي الفلوس؟
عديلة: له.
إنعام: طب، ودهباتك؟
عديلة (تصرخ): وه يا مَري! دهباتي فينهم؟
إنعام: أمال إنتِ كنتِ جاعدة مع حد تاني؟! إياك بجولكِ، هاتي يا خِيتِي الورجة والخَتَامة، خلينا نختموه!
عديلة: أموت وأعرف فين الحاجة!
(يسمعون صوت الحجة بدرية ومعها أخيها مجدي.)
بدرية: تختموا مين يا عايبة، منكِ ليها؟!
عديلة: إيه اللي جابكم؟
بدرية: عيسى كتر خيره جاه وجالنا إن محسب، الله يرحمه.
مجدي: أخوي لِسّه جتته مابردتش، وانتوا بتدوروا عشان تختموه على الورث؟! آه يا عجارب منكِ ليها!
إنعام: مالنا، وإحنا حرين فيه!
بدرية: اتكلمي زين مع عمكِ وعمتكِ يا جليلة الرباية!
إنعام: أنا مرباية غصْب عنِّيكم!
بدرية: وَسّعي منكِ ليها، خلينا نودّع أخوي.
عديلة: هَمِّلونا وغُوروا، إحنا اللي هنعمل كل حاجة.
مجدي: جولتِ وسّعي منكِ ليها!
(يدخل بنات بدرية، فتقول إنعام بسخرية.)
إنعام: جايين تودّعوا خيكم، ولا جايين ملهوفين على الورث؟ ريّحي نفسكِ، أبوي كتب لي كل حاجة باسمي!
بدرية: مش وقته الحديت دي، ندفن المرحوم خيي وبعدين نتحاسب.
إنعام: تدفني مين؟! خدي خيكِ وعيالكِ وفارجونا، صحيح الجرايب عجارب!
(تنقض عليها بنات بدرية ويضربنها حتى تسقط على الأرض، تصرخ إنعام من الألم.)
عديلة: بتي، سيبوها يا بُت منكِ ليها!
(تصفعها بدرية بالقلم.)
بدرية: اخرسي يا مرة، انتي ومسمعش نفسكِ!
عديلة: جايين تضربونا في بيتنا، وأخوكي لسه جتته ما بردتش؟!
مجدي: جُلت اخرسوا، انتوا اللي جليتوا أدبكم!
إنعام: قطعوا شعرياتي في يدهم، يا أما، الحِجيني!
عديلة: دلُوك ياجي عيسى ويعلمكم الأدب، عشان مديتوا يدكم على مرته!
بدرية: حد كلمها يا بُنَيّات؟
البنات: لا، يا أما، هي اللي عملت في حالها كده من حزنها على خالي، الله يرحمه.
مجدي (بغضب): أوعوا لي بجى كده! (يأخذ الأوراق التي تثبت أن محسب كتب لإنعام البيت وخمس فدادين.)
بدرية: أهوينا خدنا الورجات، ويكون في علمكِ، كل الدهب عندي! جُلت لمحسب، "بنتي جاييها عريس، وعاوزاها تلبس دهب كتير عشان نتشرفوا جدامهم"، وخيي الله يرحمه جاب لي الدهبات، وفوجيهم مبلغ كبير، جال لي "شوري بِتِّك بيه"، وخلاص على كده. الدهبات بجوا من نصيب بناتي!
إنعام (بغضب ودموعها تسيل): أنا أكتلكم واحدة ورا التانية!
بدرية: علموها الأدب يا بناتي!
(ينهال عليها الضرب مجددًا، تصرخ إنعام من الألم بينما بدرية تقترب من عديلة.)
بدرية: اسمعي يا بتاعت العملات، انتي اللي كنتي كاسرة نفس خيي ومشجلبة حاله بالعملات، تجعدي انتي وبِتِّك زي المركوب القديم، وتاكلوا كمان المركوب في خشمكم!
(إنعام تصرخ من الألم، يدخل عيسى فجأة، يحدّق فيهم بغضب.)
عيسى: أنا حضرت كل حاجة! (ينظر لإنعام بقلق.) مالك يا إنعام؟
بدرية (بابتسامة ماكرة): مسكينة بِتّي، من حزنها على أبوها، لطمت وجطعت شعرياتها هي وأمها، واجولهم حرام، مسامعينش الحديت؟
(تنظر إنعام إلى بدرية بغضب لكنها تصمت خوفًا.)
عيسى : معلش يا إنعام، ده حال الدنيا.
__________________________________________
في منزل يعقوب
يعقوب: تعالوا نروح نكتب الكتاب، يا خوخة، يلا يا رقية، هِمّي البسي!
(يأتي ممدوح ويصعد إلى شقته، ليجد والده جالسًا يتسامر مع خيرية ورقيه .)
ممدوح: خير، أمال أبوي مهمل الدنيا تحت وجاعد هنيّه؟
رقية : له، وفي مفاجأة كمان! أبوي يعقوب هيتجوز أمي.
ممدوح (مذهول): كيف دي؟!
رقية: وه زي الناس، إيه، هتوجف في طريقهم؟
ممدوح: له طبعًا، يتجوزوا.
يعقوب: طيب، يلا نروح نكتب الكتاب ونخشوا على طول.
ممدوح (بجدية فجأة): انت عرفت إن أبو إنعام اتوفى؟
رقية (متذمرة): إيه الحظ ديتي بجى، يعني مش هنعملوا فرح؟!
خيرية: خلاص بجى، الفرحة في الجلب، إحنا أنا وعجوبتي نكتبوا النهارده ونخشوا، وانتوا كمان خشوا النهارده، والحاجة تيجي بعدين.
ممدوح (بفرح): عافية عليكي يا حماتي!
رقية: بس يا أما...
ممدوح: خلاص بجى، نفسنا نفرح!
يعقوب: حدش يرجّع كلمة خوختي!
(تنهض رقية وتتجه لخيرية بخبث.)
رقية: عن إذنكم، تعالي يا أما، عاوزاكي.
خيرية: تعالي يا بتي.
(يذهبان بعيدًا.)
رقية: لازمتها إيه السرعة ديتي؟
خيرية: يا مخبّلة، لازم نلحّجوا! انتي لازم تخلي مندوح تحت رجليكي، وأنا كمان أخلي يعقوب تحت رجلي، قبل ما إنعام المحروجة تيجي، ولا يعقوب يرجع في كلامه، فهمتي؟
رقية (بخبث): آه، خلاص، يبجى نخشوا بكرة، على ما نوضبوا على الأجل.
خيرية: صُوح يا بتي، تعالي نروح لهم.
(تعودان إلى الغرفة.)
يعقوب: خير، عملتوا إيه؟
رقية (بخبث وابتسامة ماكرة): ماشي يا أبا، اللي تشوفه، بس خلي الدخلة بكرة، عشان نتوضبوا ونبجى عرايس يملوا العين.
(يضحك يعقوب وممدوح.)
ممدوح: ماشي، النهارده من بكرة مفرّجتش!
في منزل يعقوب
(تنزل خيرية ويعقوب متجهين إلى المأذون، لكن فجأة يظهر يونس خارجًا من غرفة فريدة.)
يعقوب (بحدة): كنت ف مجعد البت ديتي بتعمل إيه؟
يونس : بعدين يا أبوي، بعدين ده انت حتى مسألتنيش على الحريق اللي حصل عندي، ولا حتى قولتلي حمد الله على السلامة! وبعدين، انتو رايحين فين؟ وفين أمي؟
يعقوب : هتجوز، أنا وأم رُجيّة. إيه، عندك مانع؟
يونس (مستعجبًا، ثم يضحك بسخرية): مانع ليه؟ كل واحد حر يعمل اللي هو عاوزه... خلاص بقى، وأنا كمان هتجوز غنوة!
ممدوح (بعصبية): على جثتي! مش ناقص إلا أخت العايب محمد، اللي لف دماغ المحروجة اللي جوه ديتي!
يونس (بغضب، وصوت ثابت): احترم حرمة الميت، محمد خلاص.
رقية (بخبث وهدوء): خليه يتجوزها.
خيرية (مصدومة): أدّبتي انتي؟ يتجوزها كيف؟
رقية (تغمز لها جانبًا، بصوت منخفض): بعدين أفهمك، بس خلي انتي يعقوب يوافج... لمصلحتنا.
خيرية (بتفكير، ثم تهز رأسها بموافقة باردة): وماله، يا ولدي، غنوة بتنا.
يعقوب (ينظر إلى خيرية، متأكدًا من قرارها): انتي موافقة يا خوخة؟
خيرية (بتصنع الهدوء): وماله.
يعقوب (بإيماءة حاسمة): خلاص، اتجوزها يا ولدي.
يونس (يبتسم بنصر، وهو ينظر إلى ممدوح): أنا هتجوزها عشان ينسوا تار محمد، فهمت، يا ممدوح أفندي؟... انت تكتل، وأنا ألمّ وراك.
ممدوح (يستوعب خطورة كلام يونس، فيصمت ثم يتمتم بتهكم): مخلاص بجى... آه، صُوح! محسب، أبو إنعام، مات، وإحنا مفاضينش نروح نعزي. ابجى روح انت، اوجف جار خيك.
يونس : يعني انتو مش هتعملوا الواجب؟
ممدوح : كفاية انت تعمله، هملنا بجى، ووسع الطريق، خلينا نشوف حالنا.
يونس (ينظر لهم بعدم تصديق، ثم يسأل فجأة): فينها أمي؟ سألت حدش جاوبني!
يعقوب (بجفاف): أمك جاعدة في المجعد بتاعها، وموافجة على الجواز.
(ينظر يونس حوله، وكأنه لا يعرف هذا البيت بعد الآن، يتمتم لنفسه بحسرة وتهكم.)
يونس (بصوت منخفض، لكنه مليء بالمرارة): والله... ما بجيت فاهم حاجة، في البيت المخربط ديتي.
( في غرفة دهبيه )
(يدخل يونس إلى غرفة والدته ليجدها جالسة وحدها في الظلام.)
يونس (بقلق): وه يا أمي، جاعدة في العتمة كده ليه؟
دهبية : ولع النور يا ولدي وتعالي.
يونس: أما انتي عرفتي إن بتك رمت نفسها من البرندة ويديها ورجليها اتكسرو؟
دهبية : ميته الكلام ديتي !.
يونس: أمال انتي كنت فين؟
دهبيه : انا راسي كانت واجعاني خدت برشامه منومه ونومت محسيتش بالدنيا.
يونس : عشان ابوي هيتجوز ام رجيه وكيف تسكتي يا اما علي كده.
دهبية ( محاوله اخفاء ما بداخلها من خوف من ناحيه خيريه ) : خليه يتجوز، يا ولدي. أبوك فاكر نفسه لسه صغير وعاوز يتجمل، وأنا كبرت، خليه يتجوز يا ولدي. هو غيران من مندوح، يعني إيه؟ اللي خدته الجرعة تاخده أم الشعور.
يونس : اللي يريحك يا اما علي العموم انا كمان هتجوز غنوه .
دهبيه: يا أمي، اعملي اللي يريحك، بس تعالى وديني عند بتي، أطمن عليها.
يونس: مالك يا أمي؟
دهبية : مجدارش أوجف على رجلي يا ولدي، ده بس عشان مخدتش علاج الأعصاب.
يونس: ليه يا أمي مخدتهوش؟ خلي بالك من صحتك يا أمي.
دهبية : حاضر يا ولدي، تعالي نروح نطمن على فريدة.
(يسند يونس والدته ويذهبان إلى غرفة فريدة، حيث يجداها تبكي.)
دهبية (بتنهيد، وهي تقترب من فريدة): اسم الله عليكي، ليه عملتي في حالك كده يا بتي؟
فريدة (بدموع): جبت محمد معاك يا يونس؟
دهبية (بغضب قليل): محمد تاني؟ خليكي في نفسك، هخليهم يعملولك فروجة زينة، تاكليها وتشربي شوربتها، وتاخدي علاجك وتنامي.
فريدة (بتعب، وكأنها ليست مستعدة للحديث عن شيء آخر): ليش نفسي يا أما؟
دهبية : الجرح يحب الوكل يا بتي، وانتي لازم تأكلي وتتجوتي.
فريده : وهتجيبولي محمد؟
يونس : محمد هياجي، بس لازم ياجي يلجاكي صحتك زينة.
دهبية : إيه الحديت اللي بتقوله ده يا ولدي؟
يونس : خلاص بجى يا أما. تعرفي يا فريدة، أنا هتجوز غنوة.
فريدة : صوح! غنوة صاحبتي واخت الغالي.
يونس: خفي انتي ياله بجى.
فريدة :حاضر حاضر .
دهبيه: فريده انا هبيت معاكي هنيه ف الجاعه بتاعتك عشان ابجى جارك.
فريده : السرير كبير، وهياخذنا إحنا الاتنين، بس أبوي مش هيزعل عشان هتهملي جاعتك؟
يونس : له له، مش هيزعل ولا حاجة.
دهبيه: اصلك أبوكي.
يونس: أما !.
فريدة: في حاجة ولا إيه؟
يونس : له يا حبيبتي، مفيش حاجة. أنا رايح جاعتي أريح شوية.
فريدة : ماشي يا خيي، أبجى سلملي على غنوه، وخليها تسلم على محمد.
يونس (بحزن واضح): طيب حاضر.
(يخرج يونس متجهًا إلى غرفته ليقوم بالاتصال بغنوه.)
________________________________________
في غرفة غنوه:
(غنوه تجيب على الهاتف.)
غنوه: كيفك يا يونس؟
يونس : رايج الحمد لله. أنا كلمت الجماعة هنا على جوازنا، وكلهم وافقوا. بس الحج محسب أبو انعام اتوفي. هروح الواجب و بعد الجطعانيه ( بعد 3 ايام العزا ) وأجي أتجدملك. آه صوح! نسيت أقولك، أبوب هيتجوز أم البت رجيه.
غنوة : بتجول ايه !.
يونس : زي ما بقولك كده. ده حتى دلوقتي بيكتبوا الكتاب.
غنوه : براحتهم ، يونس أنا نسيت أقولك كمان، إحنا نازلين مصر عند ناس جرايبنا عشان حالة أمي وأبوي النفسية.
يونس : هتجعدوا كتير؟
غنوه : له، هما يومين.
يونس : تاجو بعد يومين عشان نتجوزو ونقعد هنا أسبوع وبعدين نروح على مصر.
غنوه : إن شاء الله.
بعد إغلاق غنوه للهاتف، تتصل بوجيه.
غنوه: وجيه، أخبارك إيه؟
وجيه: الحمد لله، كلنا بخير.
غنوه: مش عجوب هيتجوز أم رجيه؟ يونس لسه جايلي حالاً، وقال لي كمان إن ناسه وافقوا على جوازنا.
وجيه : عسل أوي! مدام وافقوا بسرعة كده، مفيش داعي لنزولكم مصر، خليها بعدين.
غنوه : حاضر، اللي تشوفه.
وجيه: بقولك يا غنوه، عاوزك تسحبي يونس في الكلام، تعرفيلي مين موجود عندهم في البيت، ولو عرفت إن مافيش حد، تطلبي تقابليه وتقوليله إنكم مش هتسافروا مصر عشان لما قولتلي للجماعة عندك إنك إنت وهو هتتجوزوا وأهله وافقوا، الجماعة عندك فرحوا وأجلوا سفرهم لمصر.
غنوه: خير، ليه؟
وجيه: عشان هرجع ولاد صدفة، لو لقيناهم هخطفهم، يعني وديها ضربة تانية ليهم.
غنوه: ياريت، ونبجي ضربنا عصفورين بحجر، جننا مندوح الله يحرجه ورجعنا العيلة.
وجيه : لو كده، كلميه واعرفي منه، وكلميني.
غنوه تتصل بيونس وتخبره بما قاله لها وجيه، وتبدأ بالتساؤل عن فريدة وأوضاع المنزل.
غنوه: طيب أنا عاوزه اجابلك، ينفع؟
يونس: طبعاً ينفع، أنا قاجد لحالي، أمي قاعدة فوق مع فريدة وعيسى ومرته عند بيت أبوها عشان الواجب، والباقي راحوا يكتبوا كتاب أبويا وأم رجيه.
غنوه: أمال فين عيال مندوح؟
يونس: بتسألي ليه؟
غنوه: أصلك تلجي. يا نضري حدش جاعد بيهم.
يونس: عندك حق والله، أنا حتى جيت لقيتهم قاعدين لوحدهم تحت، وممدوح قال لي هيجعدو في المجعد التحتاني عشان مرته قالت عاوزة تجعد براحتها.
غنوه: ربنا يرجعهم لأمهم بالسلامة.
يونس: أنا هتجنن مش عارف راحت فين، بس ربنا يطمنا عليها يا رب.
غنوه: طيب تعالي نتقابل دلوك.
يونس: فين؟
غنوه: في أرض عم شعيب عشان بحب أقعد هناك.
يونس: تمام، جايلك حالاً.
غنوه تغلق مع يونس، ثم تتصل بوجيه لتملي عليه ما حدث.
وجيه : تمام، عطليه على قد ما تقدري.
غنوه: حاضر.
وجيه يتصل بعزام ليُعطيه تعليمات.
عزام: أوامر يا بيه.
وجيه : عنايات فين؟
عزام: راحت بيت الهلالية، وجاعده مع الخدم، مستنية الجديد.
وجيه: كلمها، خليها تخرج الولاد برا البيت وانت جهز رجالتك وروح خد الولاد، وهبعتلك عربية توصلهم المطار. بس أوعى تغلط في حاجة قدامك ساعة من دلوقتي وأنا هتلاقيني في مطار لقصر عشان أرجع الولاد.
عزام: لو أي حد من الغفر عمل حاجة، اتعامل.
وجيه: لا، مش هيلحقوا. أنت هتخلي عنايات كأنها بتلاعبهم وتخرج بيهم من البيت من غير ما حد ياخد باله.
عزام: أوامر يا بيه.
عزام يتصل بعنايات ليُبلغها.
عنايات: أنا هتصرف.
عزام: أوعاكي حد يشوفك.
عنايات حاضر. استنى، هو البيه مش هيءذيني.
عزام: هيأذيكي ليه؟
عنايات: مش إنت سجلتلي صوت وصورة وأنا بحكي؟ اتفاجي مع إنعام.
عزام: ما تخافيش، خلصي بقى وبطلي رط.
عنايات: حاضر، بس تجل جيبك.
عزام: ماشي، بس خلصي. وأنا هكون جار البيت. اديني الو، أجي أخد العيال.
_______________________________________
يونس يذهب مسرعًا إلى لقاء غنوه ويخرج من المنزل، تراه عنايات وتقول في نفسها: "كده أجدر، أطلع العيال لعزام. ربنا يسترها معاي وأخد جرشين منه، أهمل البلد كلها يعني، أنا ليا مين فيها؟"
عنايات: "للأولاد تعالوا نلعبوا.
يعقوب الصغير : مازن مش بيعرف يمشي، شيليه!"
تحمل عنايات مازن وتاخذ دهبيه ويعقوب في يدها.
عنايات: "تعالوا نلعب في الجنينه الورانية عشان حدش يشوفنا."
الاطفلل: "هلنلعب الغميضة؟"
عنايات: "آه."
وبالفعل، تأخذ عنايات الأطفال إلى الباب الخلفي وتخرج بهم دون أن يراها أحد.
كان عزام ورجالته في انتظارها ليأخذوا الأطفال. يعطيها عزام مبلغًا كبيرًا من المال ويقول لها:
عزام: "اخفي من البلد حالًا."
عنايات: "ههمِل البلد كلها."
ويأخذ عزام الأطفال.
عزام يتصل بوجيه:
عزام: "الأمانة معايا يا بيه."
وجيه: "بجد برافو عليك. ليك عندي مبلغ أكبر من اللي اتفقنا عليه. هاتهم وتعالى على المطار حالًا."
عزام: "كتير خيرك يا بيه. كله من خيرك. إحنا نخدمو من غير أي حاجة."
ويصل يونس إلى غنوه ليجدها جالسة في انتظاره.
غنوه: "إحنا لازم نكتب كتابنا دلوقتي. تعالي نروح بيتنا عشان دياب عايز يجعد معاك."
يونس بقلق: "ليه؟"
غنوه: "عشان يتفج معاك على كل حاجة."
يونس: "حاضر."
ويذهبان إلى منزل عياد.
وفي نفس الوقت، يصل عزام إلى المطار ويقابل وجيه. يعطيه الأطفال.
وجيه: "برافو عليك يا بطل. خد دول بقى وأنا هوصل مصر وأكلمك."
ويهيم الأطفال في التساؤل.
يعقوب: "إحنا رايحين فين يا عمو؟"
وجيه: "رايحين لماما."
ويتصل وجيه بهالة.
وجيه: "هالة، عايزك توضبي البيت عشان أنا جايب معايا ضيوف مهمين أوي."
هالة: "ضيوف مين؟"
وجيه: "بطلي فضولك وتعملي زي ما بقولك."
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 22 نهاية الجزء الاول
(في الصعيد)
نجد يونس قد وصل إلى منزل غنوه. يطرق يونس الباب لتفتح له غنوه، فتقول:
"تعالي يا يونس، خش بيتك ومطرحك."
يونس: "دياب أو والدك حد منهم موجود عشان يصحش ادخل البيت لو مافيش راجل؟"
غنوه: "أنا عمري ماكنت هجولك تعالى والبيت مفيهوش راجل." دياب "جاعد."
غنوه: "دياب، يا دياب، يونس جاه."
ليخرج دياب من غرفته قائلاً: "أهلاً وسهلاً، واجف على الباب ليه؟ يا راجل، هو انت غريب؟"
يونس: "ماغريب إلا الشيطان."
ليدخل يونس، فقال له دياب: "اجعد يا يونس، تشرب إيه؟"
يونس: "مافيش داعي."
غنوه: "همله براحته، يكون في علمك احنا فجراً، اه، لكن نضاف جوي من برا ومن جوا كمان، والحمد لله عندنا كل حاجة خير، أبوي وأخواتي، اللي واحد منهم راح."
دياب: "إيه عازته الكلام ده؟"
يونس: "لو سمحت يا دياب، سيبها تخرج كل اللي جواها."
غنوه: "أنا مجصديش حاجة."
يونس: "طب اسمعيني يا غنوه، كويس أوي، والكلام هقوله وخيك موجود."
"يا بت الناس، أنا حكاية جوازنا ده، أنا ممجتنعش بيها، وأصل مش عشان غنى وفجر، لا سمح الله، لأن كل حاجة بيد ربنا سبحانه وتعالى، لكن عشان مداخلش مخي إنك موافقة تتجوزيني، وأخوي لسه قاتل أخوكي، لكن أنا في بيتكم أهه، ولو عايزين تقتلوني وتاخدوا مني بالتار، أنا جدامكم وحدي وأعزل، ممعاييش أي حاجة. ولو يعني عشان إحنا صعايدة ومنقتلش عدونا، لو جانا لغيت بيتنا. أنا بقولكم، أنا هطلع ودياب كمان يطلع معايا، ولما نبعد عن البيت، خد بتارك مني يا دياب، وأنا هكتب إقرار على نفسي إنّي انا انتحرت."
غنوه: "خلصت كلامك؟ على العموم، أحب أقولك، إنت الفت حدوته لحالك وحكمت علينا. لكن لو ماعندكش رغبة تتجوزني، خد واجبك وامشي، وعليك أمان الله منينا كلنا."
دياب: "مش إحنا اللي ناخد التار منك، وانت مالكش ذنب. وأقولك الحقيقة، أنا نفسي أقطع مندوح خيك وأرميه للكلاب، لكن للأسف أنا مكتف ومربوط بعهد أخده عليا."
غنوه: "جصده أخده علينا المرحوم محمد خيي."
يونس: باستغراب "عهد إيه؟"
دياب: "عهد إننا ماناخدوش بالتار منك، والحاجة التانية إنّي لازم أتجوز فريده خيتك."
يونس: "تتجوز مين؟ بتجول إيه أنت؟"
دياب: "اسمعني، ورحمه محمد. حتى غنوه متعرف بالحديت ده، أنا لسه عارف من ساعة، وما حكيتش لأي مخلوق عليه."
يونس: "حديت إيه ده؟"
دياب : غنوه هاتي محصف عشان يونس يحلف عليه."
يونس: "لا يجوز الحلفان إلا بالله."
دياب: "يبقى أحلف بالله."
يونس: "أحلف على إيه؟"
دياب: "إنك متأذيش فريده، ولا تيجي جنبها."
يونس: "فهمني، فيه إيه؟"
دياب: "قلت أحلف."
يونس: "أنا أصلاً مجدرش أجي جنبها ولا أأذيها، فريده دي أختي الوحيدة."
دياب: "طب شوف كده الورقة دي."
يونس: "ورقة إيه؟"
دياب: "شوفها أنت بس."
ليقرأ يونس الورقة: "إيه ده؟"
دياب: "مشايفش ولا معارفش."
غنوه: "فهموني، فيه إيه؟"
دياب: "دي ديتي عقد عرفي بين محمد وفريده."
غنوه: "يا نهار أسود، كيف حصل ده؟ وميتى؟"
دياب: "من تلت شهور."
يونس: "الفاجرة المجرمة! أنا لازم أقتلها، حطت راسنا في الطين زي مندوح مجال.
دياب: "أنا بجولك هصلح غلطه المرحوم خيي واتجوزها. هتكسب إيه يعني من الفضايح؟"
يونس: "إزاي بس؟ إزاي حصل كده؟ فريده العيلة الصغيرة الجطة المغمضة تعمل كده؟"
غنوه: "أنا عرفت دلوك. هي رمت نفسها من فوج ليه ."
يونس: "وانتي كنتي تعرفي بكده؟"
غنوه: "لا والله معرف. وأنا لما جولتلك نسرع في الجواز عشان خوفت دياب يجل عجله ويفكر ياخد بالتار. والصراحة أنا خايفة على خيي التاني يروح مني، مش عشان عايزة أنتقم منك ولا حاجة."
يونس: "أنا مخي وجف، مش عارف أعمل إيه. المصايب كلها بقيت فوق راسي. أعمل إيه بس؟"
(تخرج فايزه من الغرفة)
فايزه: "أجولك تعمل إيه؟ لازم تتجوز غنوه وتجوز خيتك لدياب عشان توقف الفضايح والدم."
دياب: "أنا عاهدت محمد إني مش هاخد بتاره. يا أما فايزه : ونسيت واد عمك اللي جاعد في مصر هو صح جاعد في مصر بس مخه في التار أكتر من أي حد. نسيت إنه نزل مصر خصوصي عشان ياخد بتاره من عيلة فيصل الأسناوي. ولما حددت أبوك وعرف بموت محمد الله يرحمه، فضل يسأل أبوك مات إزاي. وأبوك حكاله وحلف ليجي ياخد بالتار. وديتي مخه عفش جوي وحدش جادر عليه. أنا بجولك اهه، اعمل معروف يا ولدي وجف بحر الدم ديتي."
يونس: "أنا خلاص يا خاله، معارفش أعمل إيه وأسوي كيف ."
فايزه: "أنا جلبي محروج على ولدي، ومعيزاش جلب أم يتحرج على حد من عيالها، كيف حرجه جلبي يا ولدي؟ وفريده كيف غنوه"وأنا مرضاش ليها الفضايح. أنتو كلكم تتجوزوا ونجفل على الخبر. ماجور."
يونس: "وتفتكروا إن حد من عيلتي هيوافق؟"
دياب: "صدقني الموضوع لازم يتلم، الله أعلم وصلوا لفين مع بعضهم برضك. خيتك صغيرة ومحمد الله يرحمه كان يحبها جوي، يمكن خاف حد يتجوزها غيره. الله أعلم، بجى خوي مات وسره معاه."
فايزه: "أمانه عليك يا ولدي، ما تتحدتش معاها في حاجة. أنا سمعت إنها رمت نفسها من البرانده."
يونس: "آه، ويدها ورجلها اتكسرت، بس مش عارف هجيبهالهم إزاي."
"البيت عندنا بقى حالته حاله. أبويا زمانه اتجوز أم رجيه، ومندوح اتجوز رجيه اللي كانت خطيبتك. أنا خلاص تعبت."
دياب: "أنا خطبت رجيه مش عشان بحبها. أنا خطبتها عشان أمي جالتلي غلابه زينا وتعيش."
فايزه: "هو الحج عجوب هيتجوز خيريه. والحجة دهبيه عملت إيه؟"
يونس: "كمان أمي موقفها غريب، مستسلمة للأمر كده. وكأن مش جوزها اللي هيتجوز. كل حاجة متلخبطة."
والست فريده ديه كمان."
دياب : "يعني هنعمل إيه دلوك؟" "أنا جولت أتنقلها كام شهر وأطلجها عشان لو كانوا يعني..."
يونس: "خلاص خلاص، أنا هتصرف. جهزي نفسك يا غنوه. بكره هجيب المأذون ونكتب الكتاب. وانت يا دياب، أنا هاصرف في موضوعكم انت وفريده. وكتر خيرك."
دياب: "كتر خيرى على إيه؟ أنا بصلح غلطة لازم تتصلح."
فايزه: "أوعاك يا يونس يا ولدي تعمل حاجة في خيتك. أنت ولا حد من ناسك، هتبقى جرسة وفضيحة يا ولدي."
يونس: "يحلها ربنا يا خاله، أنا لازم أمشي علشان أقدر أتصرف."
دياب: "ماشي، ربنا يسترها."
يونس: "بدل بكره، أنا مرايحش الواجب بتاع أبو إنعام. هجيب المأذون وأجي."
دياب: "خليك جاعد، أنا هكلم المأذون اللي جارنا. هو صح بيكتب للفجرا اللي زي حالاتنا. أما انتو بتروحوا البندر تكتبوا كتابكم."
يونس: "تاني غني وفجر كلمه يا دياب. وأنا هكلم أمي وأعرفها .
(يونس يتصل بوالدته)
يونس: "إيه يا أمي، عاملة إيه؟ دلوقتي إنتي وفريده؟"
دهبيه: "خيتك تعبانة يا ولدي، ومافيش على لسانها غير محمد وبتخرف وتجول كده يا محمد تهملنا بعد ديتي كله. أنا خايفة يا ولدي يكون كان في بينهم حاجة كده ولا كده."
يونس: "اسمعيني زين يا أمي، ولازم توقفي جاري."
دهبيه: "خير يا ولدي، فيه إيه؟"
يونس: "بتك كات متجوزه المرحوم محمد."
دهبيه (تضرب على صدرها): "يا مرى يا فضيحتي! بتجول إيه؟"
يونس: "زي ما بجولك كده."
دهبيه: "أبوك لو عرف هيشندل عيشتي ويجول لي: اتفرجي على ربايتك، ومش بعيد يزعجنا من البيت. غير الجرس والفضايح، أنا هكتلها وأرتاح. اللي جابت لنا العار ديه."
يونس: "استهدي بالله يا أمي."
دهبيه: "وابوك لو عرف هيسمي علينا."
يونس: "اسمعي زين يا أمي، أنا عايزك تاخدي الختم بتاع أبوي."
دهبيه: "ليه يا ولدي؟"
يونس: "عشان هجوزها دياب."
دهبيه: "كيف بس؟"
يونس: "معنديش حل غير ده، وهي كده كده قاصر وتحت وصاية أبوها والمأذون. أنا هظبطه."
دهبيه: "بس باين أبوك لسه مجاش من كتب كتابه مع المدعوجة اللي طلعتلنا في البخت."
يونس: "أنا هخلي المأذون جاري، أول ما أبوي يجي. اعملي كل جهدك وخدي الختم."
دهبيه: "هتاجي تاخده؟"
يونس: "له شيعية مع عسران، لفيه في ورقة زين، وجوليله وديه لي في بيت عياد. وأنا هخليه يشهد على الجواز، وأشيعولك معاه تاني."
دهبيه: "يا ولدي، لحسن عسران."
يونس: "متخافيش يا أمي، عسران أنا ضامنه. وأنا كمان هكتب كتابي على غنوه."
دهبيه: "ليه بسرعة كده يا ولدي؟"
يونس: "بعدين هجولك يا أمي."
دهبيه: "استني كده، فيه صوت ضحك عالي تحت، باين لهم جم."
يونس: "طيب، خدي أبويا على الجاعة بتاعتكم، جوليله عاوزاك في حاجه."
دهبيه: "اجفل دلوك وربنا يستر."
(تغلق دهبيه الهاتف مع يونس وتخرج من الغرفة لتجد زوجها وخيريه يضحكون وممدوح ورقيه يصعدون السلم ليدخلوا شقتهم)
دهبيه: "مبروك يا عجوب، تعالى عاوزاك."
يعقوب: "وجته ديتي؟ إنتِ إيه مبتشميش؟"
دهبيه: "عاوزاك عشر دقايق بس، هديك هدية للعروسة."
خيريه: "بفرحة، صوح يا ضرتي."
دهبيه: "أه، صوح، أمال إيه؟ تعالى بجى يا عجوب."
يعقوب: "اديني جاي أهه."
(يصعد يعقوب السلم ليدخلوا شقتهم)
دهبيه: "تعالي خش الجاعه."
يعقوب: "الجاعه ليه؟ عاوزه إيه؟"
دهبيه: "جولت هدية للعروسة."
يعقوب: "أمري لله، نخشو الجاعه."
(يدخل يعقوب الغرفة)
يعقوب: "فين الهدية ديتي؟"
دهبيه: "اصبر بس."
(تخرج دهبيه صندوق الدهب الخاص بها وتُعطيه الخاتم)
يعقوب: "ماشي، تسلمي يا أم عيسى."
دهبيه: "صح كده، عاوزه الختم بتاعك."
يعقوب: "عاوزه ليه؟"
دهبيه: "يونس عاوزه، مش عارفه هيختم على إيه كده، وجالي أجولك."
يعقوب: "خدي أهه."
دهبيه: "طلعته كده من غير متكلم ولدك
يعقوب :يا مره شمي وحسي. عروستي قاعده تحت على نار، ودخلتي عليها دلوقتي."
دهبيه: "طب، روح يا أخوي."
لينزل يعقوب: "خدي يا خوخه هدية أم عيسى."
خيريه: "إيه الرضا ديتي؟ كله، أنا خايفه من مرتك تكون عملالي عمل ولا حاجه."
يعقوب (يضحك): "هي سلمت خلاص من جمالك يا خوختي. وبعدين هي كبرت وعجزت. تعالي بجى، خلي حد من الخدم يطلع الشنط ديتي ويعملولنا وكله زين عشان النهارده دخلتنا."
خيريه (بمياعة): "بس بجى يا عجوبتي، بتكسف." يعقوب: "أهو، أنا بجى ادفع نص عمري في عجوبتي دي."
خيريه: "سلامه عمرك يا عمري وجلبي."
يعقوب: "يا أبوي يا ولاد علي المربة بالجشطة ديتي."
لينده يعقوب: "تعالي يا مرا، يا اللي اسميكي أم ساميه، طلعي الشنط دول فوج واعمليلنا وكله زين وكل عرسان."
أم ساميه: "معلش يا أم رجيه، أصلي راسي وجعاني." خيريه: "إيه أم رجيه ديه، فاكراني خدامه زييكي؟ يعجبك كده يا عجوبتي."
يعقوب: "من هنا ورايح تجوليلها خيريه هانم."
أم ساميه: "حاضر يا حج."
خيريه: "غوري على فوج، وأوعاكي توجعي حاجه سامعه ولا له، اجطع شلجك."
أم ساميه: "حاضر من عيني."
خيريه: "عاوزه حمام وبط ولحم يا عجوبتي."
يعقوب: "حاضر، لينده على أحد الخدم. بجولك يابت، اعملو حمام وبط ولحم عشان العروسة، وهاتو فاكهه من الجنينه."
أم ساميه: "حاضر يا بيه."
لتنزل أم ساميه.
خيريه: "حطيتي الحاجات؟"
أم ساميه: "أه يا هانم."
يعقوب: "روحي ساعديهم في الوكل، خلصي."
أم ساميه: "حاضر يا حج."
خيريه: "تعالي نطلعوا شجتنا إحنا بجى."
يعقوب: "تعالي يا مربي بالجشطة انتي."
وعندها تسمع دهبيه صوت غلق الشقة، تنزل وتنده على عسران.
دهبيه: "عسران!"
عسران: "نعم يا حجه?"
دهبيه: "بسرعة على بيت عياد أبو سويلم، ودي اللي في الورجه ديتي ليونس ولدي."
عسران: "حاضر يا حجه."
وتتحدث دهبيه نفسها: "يا خيتي، عيلة ممدوح ماباينش خالص، تلجأهم نايمين مهججتهم المحروجة. بت المحروجة من شجتهم، يلا، وأنا هوجع راسي ليه؟ ده حتى أمهم هملتهم وابوهم مش على باله، طول عمري شايله هم الكل. أطلع أنا أشوف المدعوجة اللي جابتلنا العار ديتي. كمان كلها خلفه توجع الجلب، ولا اللي عامل حاله صغير ديتي، كماني يلا ياكش يتحرجوا كلهم بجاز وسخ. آه، بس لو أعرف بس بت المركوب خيريه دي عرفت اللي مخباي، كيف يكون عجوب جال له؟ بس كيف يجولها؟ هيودر روحه يعني."
_________________________________________
وعند بيت عياد، كان عسران وصل ومعه الختم والمأذون، والجميع في انتظاره.
يونس: "جبت الأمانة؟"
عسران: "أهي يا بيه."
يونس: "طيب اجعد عشان تشهد على جوازي من غنوه." عسران: "حاضر يا بيه."
وبالفعل، يكتب يونس كتابه على غنوه.
يونس: "فضيلة الشيخ، هنكتب كتاب خيتي على دياب، وأنا وعسران هنشهدو." أبوي: "شيع الختم بتاعه أهه." المأذون: "فين العروسة؟"
يونس: "قاعدة جوه وموافقة."
المأذون: "ناخد رأيها."
يونس: (يخرج حفنة من المال) "اكتب يا شيخنا، بجولك موافقة بس مكسوفة، وديتي ختم أبوي أهه." المأذون (يفرح بالمال): "ويكتب كتاب فريدة على دياب، وعسران شاهدا مع يونس."
ثم ينصرف المأذون.
يونس: "عسران، خد الختم رجعه لامي، وأوعاك تجيب سيره باللي حصل لأي مخلوق."
عسران: "حاضر يا بيه."
ثم ينصرف عسران ويدخل دياب غرفته، ويأخذ والدته ووالده معه ليتركا مساحة ليونس وغنوه ليتحدثوا.
يونس: "مبروك يا غنوه، كان نفسي جوازنا يكون في ظروف أحسن من ديه، لكن أمر الله، أهم حاجة إنك بجيتي مراتي. بجيتي." غنوه: "يونس..."
(تنظر له غنوة ولم ترد )
يونس: انا همشي بجى
غنوه: ما انت جاعد شويه
يونس: معلش الايام جايه كتير، بس عاوز اروح اشوف البيت وأحوالهم، ربنا يستر على أمي ميجراش ليها حاجه
غنوه: طيب تمام، وابجى طمني اول ما توصل
يونس: صح، عاوزه تطمني عليا يا غنوه؟
غنوه: تاني يا يونس؟
يونس: خلاص خلاص، انا ماشي
ليخرج يونس من منزل غنوه ليفكر فيما حدث، ليقول في نفسه:
انا ايه اللي عملته ديتي؟ انا حاسس حالي معارفش افكر ف حاجه، وكل حاجه من حواليا متلخبطه... هروب، صدفه، حرق المخازن، وجواز ابويا، وقبل كل ده كتل مندوح لمحمد، ولا موضوع فريده ديتي كماني؟ انا حاسس ان كل حاجه حصلت غصب عني... بس كنت هعمل ايه؟ بس كان لازم اجوز فريده لدياب عشان العار ميلاحقناش طول العمر... بس محدش لازم يعرف بأي حاجه حصلت... وربنا يقدرني بجى علي اللي جاي.
______________________________________
في منزل عياد
غنوه: تعالو ياجماعه، يونس مشي
ليخرجو جميعهم، تقول غنوه محدثة دياب:
غنوه: فهمني بجى موضوع الورجه ديه، وازاي محمد الله يرحمه اتجوز فريده و ميتى؟
دياب: ومين جالك أنهم اتجوزو؟
غنوه (بصدمه): أمال ايه؟
دياب: وجيه جاللي نستغلو المشاكل اللي حاصله عنديهم ونزورو الورجه، ويونس كده كده متشتت ومخه مش ف مطرحه، ووجيه جاللي لزما نضربو علي الحديد وهو سخن، وفريده خدمتنا لما رمت حالها من البرانده، فوجيه جاللي فرصه عشان يفكرو إن كان في حاجه كبيره بين محمد الله يرحمه وبينها.
غنوه (بغضب): تجومو تفترو علي محمد وفريده بالكدب؟
فايزه: مالك يابت بطني حنيتي ليهم ولا ايه؟
غنوه: مين هما يا اما؟
فايزه: ناس جوزك
غنوه: انتي عارفه يا اما ان جوازي من يونس كان عشان انتجم منيهم كلهم لمحمد خيي اللي ناره حارجه جلبي.
عياد: الانتجام مافيش من وراه غير الخراب.
فايزه: ياك اللي اتكتل ديتي مش ولدك؟ ضناك اللي كتله مندوح الفاجر ف عز شبابه؟
عياد: لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.
دياب: انا كماني هروح اعيش حداهم ف بيتهم.
( وهنا بيخلص الجزء الأول يا حبايبي، وانتظروني إن شاء الله في الجزء الثاني بعنوان "انتقام الغنوه". )
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺