القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الثالث عشر بقلم الكاتبه دينا جمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الثالث عشر بقلم الكاتبه دينا جمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الثالث عشر بقلم الكاتبه دينا جمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

¤¤¤¤¤

لو فاكر أنك فهمت اللعبة

تبقى اللعبة

لعبتك !

____________

استيقظت في صباح اليوم التالي قرابة الظهيرة تقريبا ، متضايقة تتأفف نامت بثيابها التي جاءت بها لهنا والتي ترتديها منذ صباح الأمس ، تشعر بأن رائحتها عفنة ، اعتدلت جالسة تحرك عظام رقبتها قبل أن يتغضن وجهها غضبًا ، جبران أخذ كايلا بالأمس وذهب لينام جوار الفتى الصغير المدعو سعد ، وتركها تقضي الليل كله تفكر  فيما كان وفيما سيكون ، سمعت ذلك المدعو رزق وهو يخبر جبران أن عليها البقاء هنا حتى تكن تحت طوعه كما قال ، نفضت عنها الغطاء غاضبة نزلت على سلم البيت حافية القدمين ، لم تجد جبران لا جبران ولا كايلا ولا حسن ، وإنما فقط وجدت رزق أمامها ، عقدت جبينها تبحث عنه زفرت أنفاسها تقترب من رزق تسأله :

- هو جبران فين ؟

طفقها رزق بنظرة شاملة من أعلى لأسفل قبل أن يتحدث يسخر منها :

- في أرضه يا مصراوية ، هو أنتِ بقى كل يوم بتصحي بعد كل ضهر أكدة

لم تصرخ في وجهه لعدة أسباب أن الرجل يبدو مخيفا ، وأن جبران ليس هنا ليحميها ،وأنه أن حاول ضربها ستهشم العصا في يده على رأسه 

تنهدت ابتسمت تجيب بكل هدوء :

- لاء حضرتك أنا في العادة بصحى الساعة 6 الصبح عشان أحضر لجبران الفطار قبل ما يروح شغله وأنا أروح شغلي

دق رزق الأرض بالعصا في يده يتحدث بنبرة أكثر حدة :

- تشتغلي ! ، وبنتك العيلة بترميها في البيت لوحدها ، ما عندناش حريم تشتغل يا مصراوية 

للمرة الثانية حاولت ألا تنفعل في وجه الرجل وتصرخ فيه أنه لا شأن له ولكنها للمرة الثانية أيضا تمالكت نفسها وابتسمت تردف بكل ثقة :

- أيوة طبعا بشتغل أنا دكتورة نفسية وبعمل دكتوراة ، وشغالة في مستشفى كبيرة 

عند تلك النقطة لمحت عينيها أمنية وهي تقف تتلصص عليهم ، شعرت أنها رأت عينيها تمتلأ بالدموع ، انتبهت على صوت رزق يسخر منها :

- يعني إيه دكتورة نفسية ، بتعالجي الكبد ولا المرارة

كادت أن تخبره أنها تعالج من يعانون من خبل في عقولهم مثله تماما ، حين سمعت صوت ضحكات ابنتها تأتي من الخارج ، تحركت صوب الباب وقفت هناك فرأت كايلا تركض في الحديقة ومن خلفها يركض سعد يحاول الإمساك بها ، ابتسمت تتنهد قبل أن تنظر إلى رزق رسمت إبتسامة واسعة على شفتيها تحادثه :

- لما تتعب يا عمي أبقى قولي وأنا أجي ، عن إذنك

وتركته تحركت إلى المطبخ حيث لمحت أمنية تنظر إليها من هناك ، دخلت للمطبخ فرأت أمينة تتحرك هنا وهناك ، يبدو أنها تطبخ طعام الغداء ، ولكنها لا تزال الظهيرة من ذا الذي يتناول طعام الغداء في الظهيرة ، دخلت للمطبخ فسمعتها تتحدث دون النظر إليها :

- ما تفضليش ماشية حافية كدة يا دكتورة 

إذا أمنية كانت تتجسس عليهم فعلا ، تحركت وتر تقترب أكثر جلست فوق سطح الطاولة في المطبخ تؤرجح قدميها بخفة قبل أن تسألها :

- أنتِ كنتِ بتتصنتي عليا ؟

التفتت أمنية لها رأتها تبتسم في سخرية قبل أن ترفع كتفيها لأعلى تحركت صوب الطاولة حيث تجلس وتر أخذت طبق الخضراوات من جوارها وألتقطتت سكين صغير وشرعت في تنظيف الخضراوات، ابتسمت ساخرة قبل أن ترفع عينيها إلى وتر تردف :

- مش مهم ، شعور حلو أوي صح لما توصلي للحاجة اللي كان نفسك فيها ، وأنتي بتتكلمي عن نفسك بكل ثقة كانت عينيك بتلمع ، أنا بردوا كان نفسي أوصل للي أنا عيزاه ، وبعد ما كنت فاكرة خلاص أن الدنيا ضحكتلي ، جه جبران وحول فرحتي لنكد وعذاب

تهدلت قسمات وجه وتر حزنا ، نظرت إلى أمنية التي امتلأت عينيها بالدموع تركت ما فيها تحرك يديها في الهواء تتحدث بكل حرقة :

- أنا كمان كان نفسي ، كان نفسي أبقى دكتورة ، شكلك بنت ناس يعني أهلك ساعدوك ، إنما أنا ، أنا لاء كنت لوحدي ، لوحدي دايما ورغم كدة ما يأستش وحاولت وعافرت كتير أوي ، أكتر مما تتخيلي ، عارفة يوم نتيجة الثانوية العامة يوم ما عرفت إني جايبة 98،5 

كان يوم دخلتي بالغصب على جبران ، أسعد يوم في حياتي ، أتقلب أتعس يوم ، وأنتهى باغتصابه ليا 

تهاوت أمنية على أقرب مقعد منها أخفت وجهها خلف كفيها وبكت ، تحركت وتر من مكانها صوب أمنية جلست جوارها ابتلعت لعابها متوترة ، رفعت يدها تربت على كتفها تحاول أن تقول شيئا تواسيها به :

- أمنية ، لو سمحتِ اهدي ، أمنية أنسي أن إحنا ضراير وما بنطقش بعض ، واتكلمي معايا صدقيني أنا ممكن أساعدك 

أبعدت أمنية كفيها عن وجهها تطلعت لوجه وتر مطولا ، لا تعرف لمَ تذكرت حادثة مر عليها الكثير ولكن هي عدة كلمات من وتر تتفاخر بهم بنفسها ، ذكرها بما عانت وقست ولم تنل شيئا 

Flash back

ظهرت نتيجة الثانوية العامة ، أمسكتها بين يديها تأكدت من اسمها ودرجتها للمرة الألف تقريبا ، انهمرت الدموع من عينيها فرحًا احتضنت الشهادة تهرول عائدة للبيت ، دقت باب منزلهم الخشب القديم ، فتح لها والدها ابتسمت سعيدة تخبره فرحة :

- بابا أنا نجحت جبت 98،5 يعني هدخل طب 

ولكن النظرة على وجه  والدها أخافتها ، نظرة حزينة تعيسة للغاية ، رأته يشير إلى أحد مقاعد منزلهم القديم هناك حيث قبع فستان أبيض ، فستان زفافهم يخبرها بكل هدوء :

- المعلم جبران جاب فستان الفرح ، الليلة دخلتك يا أمنية

أصفر وجهها ذعرا تساقطت الدموع من عينيها تحرك رأسها للجانبين ترفض ما تسمع منه تحرك رأسها للجانبين شهقت في البكاء تترجاه بكل حرقة :

- أبوس إيدك يا بابا لاء ، أنا خلاص جبت مجموع طب ، هدخل الكلية هبقى دكتورة ، خلاص هحقق حلمي ، أنا مش عاوزة اتجوز جبران يا بابا أبوس رجلك 

ونزلت على ركبتيها أرضا تبكي تتوسله ، ولكنه الفقر والاحتياج وحش ينهش فيه يخبره أنه لا حل آخر، انحنى ناحيتها قبض على ذراعيها لتقف أمامه هزها بعنف يصرخ فيها :

- عندك حل تاني ، أنت فاكرة أن إحنا قد مصاريف طب ، أنا بشتغل من طلعة الشمس لحد ما يتهد حيلي وفي الآخر بنام كل ليلة جعانين أنا وأمك وأخواتك وأنتِ ، أنتِ في إيدك تضحي وتنشلينا كلنا من الفقر دا ، اعملي حسابك كلها ساعات وتتجوزي جبران ابن المعلم رزق 

ولكنها رفضت ، رفضت ترك حُلمها ، رفضت الانقياد كشاه تدبح ليشبع الجمع ، هبت واقفة تهرول إلى الباب وقبل أن تخرج لحق بها والدها قبض على خصلات شعرها يجذبها للخلف بعنف هوى كفه على وجهها يصرخ فيها :

-عايزة تهربي ، عايزة الناس تاكل وشي ويركبني العار بسببك ، اسمعي يا بت أنتِ ، تخبطي دماغك في الحيطة إن شاء الله تموتي نفسك هتتجوزي جبران الليلة 

ودفعها صوب الداخل بعنف فسقطت على وجهها أرضا ، رأت والدتها وأخوتها يقفون على بعد عدة خطوات منها ينظرون إليها بين شفقة وحسرة فصرخت فيهم تبكي :

- أنا بكرهكوا كلكوا حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا ، كلكوا عايزين تعيشوا على حسابي أنا ، على حساب حياتي وحلمي اللي طفحت الدم عشان أوصله وفي الآخر استكرتوه عليا ، عشان انتوا بس تعيشوا ، يارب تموتوا كلكوا

ما حدث بعد ذلك لم تكن تراه بسبب دموع عينيها ، الرؤية أمامها كانت أكثر من مشوشة جسدها ينتفض والقهر يعصف بقلبها ، حتى الأصوات حولها لم تكن تسمع منهم سوى قلبها وهو يتهشم مرارا وتكرارا ، اللحظة التي أدركت فيها الواقع هي اللحظة التي أغلق عليها باب غرفة واحدة مع جبران ، هي وهو وحلمها المقتول ، أغمضت عينيها لعدة لحظات تحاول أن تلملم شتات نفسها ، انتفضت حين شعرت بيده تُمسك بذراعها فتحت عينيها ترميه بنظرة كارهة ودون سابق إنذار بصقت في وجهه ، رأت وجهه يحمر غضبًا ، مسح وجهه بكف يده قبل أن يقبض على فكها يقرب وجهها منه يصرخ فيها :

- أنتِ اتجننتي يا بت أنتي مش عارفة أنا ممكن أعمل فيكِ إيه 

رفعت يديها تدفعه في صدره تصرخ فيه :

-ابعد عني ، أنا بكرهك ، بكرهك من كل قلبي 

أنت حيوان مش بني آدم ، أنت ايه ما بتحسش ما عندكش دم ، استفدت إيه عشان ما رضتش اتجوزك عرفي تدمر حياتي ، حرام عليك ربنا ياخدك ويريح الدنيا من شرك 

رأت وجهه يتوحش بشكل مخيف قبل أن يقبض على ذراعيها بكفيه ، يهسهس بنبرة أرجفت نفسها ذعرًا :

- أنا هوريكي الحيوانات بيعملوا إيه 

باغتها يدفعها بعنف إلى الفراش خلفها ، حاولت أن تلوذ بنفسها منه ولكنه جثم فوقها كما الذئب على الشاه ، صرخت تحاول دفعه بعيدًا عنها ، ولكنه قبض على ذراعيها يقبض عليهما في كفه الأيسر ، غيمت الرغبة على عقله فلم يعد يريد سوى أن ينالها بأي شكل ، مزقت يده اليمني ثيابها ، صم أذنيه عن صرخاها وتوسلاتها وأكمل جردها من كل قطعة فوقها ، سال لعابه ككلب أصابه السعار نهش جسدها صامًا عقله قبل أذنيه عن كل صرخة ألم واستجداء تخرج منها ، إلى أن سكت صوتها تماما ، رفع وجهه ينظر إليها فرآها تسدل جفنيها على عينيها تترك الدنيا تتمنى أن يكن ما يحدث ليس سوى كابوسا مرعبا وستسيقظ منه ، أبتعد عنها يبتلع لعابه متوترا ، خبطها بكفه على وجهها عدة مرات يحاول ألا يبدو متوترا :

- بت يا أمنية ، فوقي يا بت ، الحركات دي ما تدخلش عليا

ولكن ما حدث أنه رأى بقعة حمراء تزداد إتساعا تلطخ مفرش الفراش الأبيض ، انتفض من مكانه يرتدي ثيابه ، خرج من الغرفة يبحث عن أبيه ، نزل لأسفل رأى والده يجلس بين جمع من الرجال أقترب منه سريعا يردد متوترا :

- الحقني يا حج أمنية بتنزف هتتصفى 

ولكن رد فعل أبيه أنه ضحك بخفة يربت على كتفه بكل فخر :

- يا واد ما يبقاش قلبك خفيف أكدة ، هنجبلها دكتورة الوحدة ما تخافش

مر بعض الوقت حين بالكاد استطاعت فتح عينيها على صوت سيدة تصرخ غاضبة :

- البنت هتتصفى وهتموت لو فضلت هنا ، لازم تتنقل على المستشفى حالا 

رأت رزق يقترب منها يحادثها غاضبا :

- اقفلي خشمك يا دكتورة ، لو على البت هنوديها إنما صوتك ما أسمعوش

أغمضت عينيها واستسلمت لم تعد تريد من الدنيا شيء ، لم تعد تريد حتى أن تتنفس، كل ما باتت تريده هو أن تغمض عينيها ولا تقتحهما مرة أخرة ، مر بها وقت طويل إلى ان تصحو من جديد تلك المرة رأت نفسها على فراش صغير في غرفة مستشفى ،حركت عينيها

 فأبصرت والدتها جوار رأسها تبكي ، ابتلعت غصتها ، فتحت فمها بالكاد خرج صوتها :

- اطلعي برة ،جاية تعيطي بعد إيه ، بعد ما خسرت كل حاجة ، اطلعي برة أنا بكرهك مش عاوزة أشوفك منك لله ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا كلكوا 

صوتها جذب من بالخارج ، دخل جبران يدس السيجارة في فمه ، تقززت من رؤياه أشاحت  بوجهها بعيدًا تتساقط قطرات الدموع من عينيها ، سمعته وهو يطلب من والدتها الخروج فانصاعت وخرجت ، انتفض جسدها حين شعرت به يجلس جوارها ، مد يده أمسك بفكها يدير وجهها ناحيته نفث دخان سيجارته في وجهها قبل أن يبعدها ابتسم يردف :

- تعرفي أني كنت قلقان عليكي أوي ، بس بردوا أنتي السبب ،أنا ما كنتش ناوي الحال يوصل لكدة ، بس أنتي كلامك اللي زي السم اللي عصبني المهم ، قومي يلا عشان هنرجع بيتنا ، بقالك يومين في المستشفى 

نزلت الدموع من عينيها تقطر على كف يده ، خرج صوتها متحشرجا تحاول للمرة الأخيرة :

-ممكن أرجوك تسيبني أروح الكلية

تجهم وجهه غضبا يحرك رأسه للجانبين رافضا غرز أصابعه في فكها بعنف يحادثها بحدة :

-انسي موضوع الكلية دا خالص ، خروج برة البيت مش هيحصل ولو لخطوة واحدة

Back

مر ما فعل بها جبران كشريط طويل سريع للغاية لم تكن تُدرك أنها تبكي إلا حين مدت وتر يدها لها بمحرمة صغيرة ، رسمت إبتسامة ساخرة على شفتيها تأخذها منها تمسح دموعها قبل أن تردد متهكمة :

- شوفتي بقى أنا عيشت معاناة عاملة إزاي ، أراهنك أنك واحد في المية معاناة حتى

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي وتر ، نعم لم تعش معاناة مثلها أبدا ، بل عاشت ما هو أسوء بألف مرة ، ابتسمت تحاول أن تقول شيئا تمازحها به :

- طب لما أنتي بتكرهيه أوي كدة متضايقة مني أوي كدة ، دا أنتي المفروض تشكريني عشان بعدته عنك

حركت أمنية رأسها إليها تعطيها نظرة طويلة فارغة قبل أن تقم من مكانها عادت تُكمل ما كانت تفعل قبل أن تردد ساخرة :

-أصل ليه ، ليه أنا يغتصبني ويعاملني أقذر معاملة ويتجوزني بالغصب ويمنعني من حلمي ، وأنتِ مدلعك الدلع دا كله، أنا واثقة أنه ما ضربكيش إمبارح أصلا وأنه كان بيمثل على الكل

حسنا يبدو أن أمنية أذكى مما كانت تتصور وتحقد عليها أكثر مما كانت تظن ، انتبهت هي وأمنية معًا على صوت رزق يوجه حديثه لأمنية :

- بت يا أمنية ، حصليني على فوق

رأت وتر في تلك اللحظة كيف أصفر وجه أمنية وارتعش جسدها وقبضت بكفها على ثوبها قبل أن تبتلع لعابها تومأ برأسها توافق ، ومن ثم تحركت سريعا تخرج من المطبخ 

وقف وتر تعقد جبينها تفكر العلامات التي ظهرت على أمنية ، جميعها تشير لشيء واحد ، إن كانت ما تفكر به صحيح فهي كارثة 

لم تستطع أن تقاوم فضولها تسللت على أطراف أصابعها تصعد سُلم البيت ، ولكنها لا تعرف أين غرفة رزق ، ارهفت السمع فوصل إليها صوت أمنية من تلك الغرفة أمامها ، تحركت بخفة قبل أن تجثو على ركبتيها تنظر من خلال ثقب المفتاح رأت رزق يقترب من أمنية وضع يده على خصرها يقربها منه ، يقرب وجهه من رقبتها بشكل مريب قبل أن يردف يخبرها :

- أوعى تكون البت المصراوية دي قالتلك حاجة ضايقتك 

رأت أمنية تُغمض عينيها وظهرت القرف جليا على وجهها تحرك رأسها للجانبين ، ما زادها تقززا حين طبع رزق قبلة على رقبة أمنية يردف يخبرها :

- لو تسمعي كلامي وتطوعيني هخليكي ملكة ، والكل تحت أمرك حتى الواد جبران 

ابتعدت وتر عن باب الغرفة تضع كفيها على فمها تحاول ألا تصرخ من هول ما رأت ، الآن فقط فهمت لمَ يدافع رزق عن أمنية بذلك الشكل ؛ لأن الوغد يتحرش بزوجة ابنه وربما فعل ما هو أبشع !! 

ابتعدت سريعا عن الباب تنزل درجات السلم لأسفل ، تتلفت حولها بين لحظة وأخرى يجب أن تأخذ ابنتها وتهرب من بيت الرعب هذا ، ولكنها في اللحظة التالية شعرت بالذنب من أن تترك أمنية بمفردها مع رزق ، لذلك عادت تصعد درجات السلم سريعا تصيح باسمها وكأنها لا تعلم شيئا :

- أمنية يا أمنية أنتي فين ، الطبيخ هيتحرق وأنا ما بعرفش أطبخ على البوتجاز دا يا أمنية 

رأت أمنية تخرج سريعا من الغرفة ، نظرت إليها تبتسم ممتنة للحظة قبل أن تهرول لأسفل من بعدها خرج رزق الذي وقف يرميها بنظرة حادة ، فاحتدت نظرات وتر أكثر كتفت ذراعيها أمامها حين سمعته ينهرها :

- أنتِ بتبصيلي كدة ليه يا بت أنتِ 

تحركت وتر ناحيته ترميه بنظرة قوية حتى باتت أمامه على بعد خطوة واحدة منه نظرت حولها قبل أن تعاود النظر إليه اخفضت صوتها تهمس تهدده :

- تفتكر هيعمل ايه لما يعرف أن أبوه بيتحرش بمراته أم ابنه ، ويا عالم عمل إيه تاني !!

بهت وجه رزق لثانية واحدة قبل أن ينفعل غاضبا يصرخ فيها :

- أنتِ بتقولي إيه يا مخبلة أنتِ ، أمشي يا مدبوبة من وشي 

ضحكت وتر ساخرة ، أشهرت سبابتها أمام وجهه تتوعده :

- لاء سيبك من جو عبد القوي النجعاوي دا ، عارف لو شوفتك بتقرب من أمنية تاني ، هحدفك من على السلم دا ، وهترمي في حضن جبران وأعيط ، وأقوله اتكعبل وهو نازل يا حبيبي وجبران هيصدقني ، خد بالك عشان أنت بقيت زبوني خلاص ، والأيام الجاية ضلمة على دماغك ، عيب على سنك كاتك القرف 

نظرت له بإزدراء من أعلى لأسفل قبل أن تتركه وتنزل لأسفل ، سمعت صوت جبران يأتي من أسفل فهرولت سريعا رأته يدخل يحمل بين يديه عدة حقائب ابتسم ما أن رآها ، أما هي فهرولت أمام الجميع تحتضنه ، أغمضت عينيها تتلمس منه الأمان بعد كل ما سمعت ورأت احتاجت أن تشعر بالأمان بين ذراعي جبران الذي تعرف ، سمعته يحمحم قبل أن يهمس يسألها قلقا :

- أنتِ كويسة ، حد ضايقك ولا حاجة ؟!

وقف على ثغرها الكثير من الأحرف أرادت أن تخبره بكل شيء ، ولكنها ظلت متجمدة بين أحضانه تعانقه فقط ، سمعت يهمس جوار أذنها :

- وتر ما ينفعش كدة ، الكل بيبص علينا 

حمحمت محرجة ابتعدت عنه تبتسم متوترة ، لفت رأسها تبحث عن أمنية قرأتها تقف عند المطبخ تنظر ناحيتهم على ثغرها نفس الإبتسامة الساخرة قبل أن تنسحب تدخل إلى المطبخ ، أعطى جبران الحقائب لوتر يهمس جوار أذنيها :

- أنا جبتلك أنتِ وكايلا هدوم بس مش كتير عشان مش هتطولوا هنا ، أنا مش هبقى مش مطمن عليكوا هنا ، لازم تسافروا يا وتر 

في تلك اللحظات نزل رزق من أعلى رمى وتر بنظرة حادة قبل أن يتحرك صوب جبران يأخذ يده ويخرجان من البيت دون أن ينطق بحرف واحد !

______________

جمع كبير من الأطباء والممرضين والعمال في باحة المستشفى على رأسهم يقف مدير المستسفى يجاوره وحيد التهامي ، يتحدث المدير بكل سعادة :

- في ظل مشروعات الدولة الأخيرة في تخصيص بعض المنشآت لرجال الأعمال عشان يقوموا بتحسينها بشكل أفضل ، السيد وحيد التهامي كان من نصيبه مستشفانا العريقة ، اتفضل يا وحيد بيه 

ابتسم وحيد في هدوء أقترب عدة خطوات يقف في المنتصف ، تحركت عينيه بين الوجوه يبحث عن الوجه المنشود إلى أن وجده أخيرا حمحم قبل أن يتحدث بكل تهذيب وهدوء :

- مساء الخير يا جماعة أنا حقيقي مبسوط جداا أن الدولة وافقت على طلبي ، وأنا أوعدكوا أن التحسينات هتبدأ من النهاردة مش هنتستنى لبكرة أبدا ، وأنا دايما هكون موجود في حالة أن أي حد منكم عنده مشكلة أو شكوى ، وأول قرار حابب أبدا بيه

ابتسم وحيد لف رأسه صوب المدير وابتسم يخبره بكل هدوء :

- حضرتك مرفود ، أنا آسف بس التقارير اللي وصلتني عنك أن حضرتك ما كنتش بتخرج من مكتبك ، أنا نسيت أقولك أنا معايا تقرير مفصل عن كل واحد هنا ، عشان كدة أنا شايف إن أنسب واحد يتلوى إدارة المستشفى دي هو دكتور طه ، التقارير اللي وصلتني عنه كلها فوق الممتازة ، دكتور طه ممكن تتفضل 

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي طه يتحرك صوب وحيد وقف أمامه قبل أن يمد يده يصافحه :

- متشكر جداا يا أستاذ وحيد ، أتمنى إني أكون دايما عند حسن ظنك 

بعد مرور بضع الوقت كان وحيد يجلس في مكتب المستشفى الجديد الذي هو طه ، ابتسم وحيد يرفع ساقيه يردد ساخرا :

- دكتور طوارئ يبقى مدير المستشفى ، سخرية القدر

قلب طه عينيه ساخرا قبل أن يكتف ذراعيه أمام صدره يطلب منه :

- نزل رجليلك وقوم من على الكرسي بتاعي ، وما تتكلمش معايا بالطريقة دي ، لو أنت لعبة في أيد الجوكر ، فأنا بتكليف من اللي أعلى منه 

أنزل وحيد ساقيه من فوق سطح المكتب وقف عن المقعد وتحرك صوب طه وضع يده على كتفه قبل أن يقرب رأسه منه يهمس ساخرًا :

- أنا مش لعبة في أيد حد ، أنا صاحب الظل ، أبقى اسأل على الاسم دا ، عشان تعرف أنت بتتعامل مع مين ، أنا ماشي خلي بالك من المستشفى يا دكتور 

رحل وحيد ، وتحرك طه يجلس على مقعد تنهد قبل أن يطلب من أحد الأعمال أن يخبر صبا أن تحضر لمكتبه ، لحظات ووقفت أمامه ، ابتسم لها في هدوء يخبرها:

- صبا من النهاردة أنتِ هتكوني السكرتيرة الخاصة ، اعتبري نفسك مديرة مكتبي ومش هقبل أي رفض أو اعتراض ، اتفضلي المكتب بتاع حضرتك برة وأنا هاجي بعد شوية افهمك طبيعة عملك 

رمشت صبا بعينيها عدة مرات ذهولا قبل أن تحرك رأسها خرجت من المكتب ليغمض عينيه يزفر أنفاسه ، وصول وحيد لهنا يعني أن القادم لن يكون هين أبدا 

_______________

قطب جبينه يستيقظ على صوت ضحكات تأتي من الأسفل ، آخر ما يتذكره أنه قرر النوم لساعة تقريبا بعد عودتهم من الخارج ، قام من الفراش ينزل لأسفل فأبصر حورية تجلس بصحبة حياة بالأسفل تنهد متضايقًا حين رآها ، تحرك صوب حياة مباشرة قبل جبينها جلس جوارها يلف ذراعه حول كتفيها ، نظر لحورية من مكانه يعطيها إبتسامة صفراء يردف :

- إزيك يا حورية أخبارك ايه ؟

ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتيها أنزلت رأسها لأسفل ترد بنبرة شديدة التهذيب :

- الحمد لله يا زياد باشا ، شكرا على سؤال حضرتك

عقد زياد جبينه في عجب لا يفهم ما الذي حدث توا ، ألا إن حياة قالت ما زاده إندهاشا :

- مش تقول لحورية مبروك ، لبست الخمار والتزمت ربنا يثبتها 

رفع حاجبيه إندهاشا مما يسمع قبل أن يبتسم يردد :

- بجد والله ، ألف مبروك ، حياة يا حبيبي اعملي لي

فنجان قهوة 

ابتسمت حياة تومأ برأسها ، قبل أن تقف هبت حورية تقول سريعا :

- عنك أنتِ يا مدام حياة أنا اللي هعمل القهوة ، عن إذنكوا

وتحركت بخطى واسعة تسير بثبات تحاول ألا تتمايل في خطاها كما كانت تفعل ، فعقد زياد جبينه لا يصدق ذلك التغيير الذي طرأ عليها في عدة أيام فقط 

أما حورية فوقفت في المطبخ ارتسم على شفتيها ابتسامة كبيرة وشيطان نفسها يخطط لأبعد من ذلك بكثير ، شخصية زياد ليست من الشخصيات التي يسهل التأثير عليها بالأغواء كما كانت تحاول أن تفعل ، زياد شخصية ذكية لذلك يجب أن تجعله هو يقترب إليها لا العكس 


أما بالخارج قامت حياة من جوار زياد تخبره أنها ستطعم الدجاجات ، خرجت إلى الحديقة الصغيرة عينيها شاردة تفكر في الرجل الذي رأته صباحًا ، وليد ولكنه لا يعرفها

وليد ولكنه يحاول أن ينكر نفسه ، وليد ممثل بارع حقًا ولكنها لن تنخدع ببساطة 

_____________

وقفت أمل في شرفة غرفتها في منزل والدتها تتطلع للخارج ، كلمات داغر تدق في أذنيها وغضب حسن وانفجاره فيها بذلك الشكل لم تشعر سوى بالدموع تنهمر من عينيها بحرقة ، أرادت أن يعانقها أحد ، في اللحظة التالية رأت والدتها تدخل للشرفة تقترب منها سريعا فارتمت أمل بين أحضانها تجهش في البكاء تتمسك بها ، مسحت سيدة على رأسها تتحدث برفق تحاول إقناعها :

- يا أمل اسمعي مني يا حبيبتي الحيرة والتوهة والخوف دا كله هيروح أول ما بطنك تشيل وتحملي وتخلفي يا حبيبة أمك ، أنا هضرك يا أمل ، هو حد في الدنيا هيخاف عليكي قدي ، وبعدين إحنا هنروج للراجل لو حسيتي أن اللي بيعمله دا حرام هاخدك ونمشي ، مش هنخسر حاجة يا قلب أمك ، طاوعيني يا أمل 

كانت حائرة مشتتة خائفة من كل شيء كلمات والدتها لم تقنعها بالقدر الكافي ولكنها رأت أنه لا ضرر من التجربة كما تقول والدتها لذلك حركت رأسها لأعلى وأسفل توافق فتهللت قسمات وجه سيدة فرحا تردد سعيدة :

- بكرة الصبح أنا وأنتي هنسافر للشيخ جابر ، مدد يا ولي !!

_______________


يلا يا سادة نوصل دا بردوا ل 750 عشان ننزل الفصل الجديد بإذن الله

يتبع 


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

تعليقات

التنقل السريع
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS