رواية ضراوة العشق الفصل الرابع عشر 14 بقلم دهب عطيه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
🦋البارت الرابع عشر 🦋
كل الطّرق تؤدي إليكِ
وانا أكره السير بهم مرغماً ؟!....
تزايد الشحوب بوجهها اكثر..وتوسعت عينيها برعب
والخفقات وصلت للعنان وهي ترى عدة صور لها مع
(عمرو) وهم في قلب الشاطئ ، وصوره وهم يركضون والاخرى وهو يحملها على ذراعه...
اي كارثه احلت بها لتقف امام الجميع بهذا الشكل المزري وبالأخص والدها الذي ينظر لها بنفور لا يخلو
من الغضب العارم في ما تسببت به....
كان عمرو بحالة آخره شديدة القسوة ألا وهي الـ.. غضب...غضب...غضب...نيران تحرق اوردته وهو
يقرأ الافتراء عليه بكلمات سمجه سخيفة فوق
الصور المنشوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي....
(عمرو الاباصيري بعد ان سجن زوجها واجبره على ان يطلقها بالقوة.... الآن يقضيان ليالي غرامية
حتى قبل إنتهى العدة....تلك هي الرفاهية !..)
اغمض عمرو عينيه وتمالك اعصابة قبل ان يسأل عمه بغضب مكتوم....
"مين اللي نشر الصور دي...."
نظر ثروت له بعتاب قبل ان يقول باقتضاب...
"هدور على مين ولا مين الصور مغرقه السوشيال ميديا........ مش مهم مين نشر الأول المهم الصور بتاعتكم مش متفبركه !...."
كان امر واقع ليس سؤالاً عابر .....
لعن عمرو الموقف الحرج الذي وضعه امام والده الثاني! والذي الان يراه خان للثقه التي وضعها له..
لن ينكر انهُ تعد حدوده حين قبلها في مكتبه.....و يعلم مدى فزاعة مافعله ولكنه كان في أسوء حالة الضعف وانتابته الرغبه الجامحه في اخذ ما
لا يحق له؟!
مهم عاند في تلك النقطة يعود لي ذات الكلمة
(لا تحق له)....لكن الصور وما خلفها لا تحمل رغبه
او تدنّس شرفها وشرف عمه فقد اتخذت الصور
كما يحب ان يراها ملتقطها لكن ما خلفها لم يكن شيءٍ مشين فهي لا تزال عرضه وشرفه ودماء
واحده فلا داعي لتلك الصوره التي يرسمها عمه والجميع الآن.....
رد عمرو على عمه أخيراً بعد صمت طال...
"أيوا ياعمي بس الموضوع مش زي مانتَ فاهم... "
عقد ثروت يداه امام صدره وهو يقف أمامه بوقار وهتف بخشونة لا تخلو من الاتهام...
"طب فهمني انتَ الموضوع ماشي ازاي بظبط.... كُنت بتشتغلو ولا بتقضو شهر عسل...."
قد اكد بكلامه الاتهام ولبس مثل الغرباء....
توسعت عيني نادية بصدمة وكذلك هند بعد ان وضعت يدها على فمها تكتم شهقت الدهشة
الحزينه من أجل شقيقها وابنة عمها...
فهي لديها خلفية عن هذهِ الصور، قد اخبرتها وعد عن ماحدث لها بصدق حين سألته عن جرح قدميها...
كذلك اخبرت أمها ولكن لم تخبرها بتفصيل كما فعلت مع صديقتها فهناك فرق ؟!...
تلك المرة تقدمت وعد منه وهي به عرج بسيط بسبب جرح قدمها السطحي.... نزلت دموعها أمامه
وهي تدافع بشجن عن نفسها...
"خليت اي للغريب يابابا... ازاي تحكم عليه بكام صوره دا انا بنتك...... مفيش حاجه حصلت بيني وبين عمرو الموضوع ا..."
قاطعها ثروت وهو يفقد اعصابه أمام تجراها على التحدث والدفاع عن نفسها بمنتهى التبجح ...
"الموضوع اني معرفتش اربي... وفجرك وقلة احترامك ليه باينين اوي في الصور...."
صفعه الهبت وجنتها وجعلتها تسقط من شدة قوتها
وقد فوجئت من خروجها....سقطت اسفل أقدام الجميع وهي ترى( السند) السند بحياتها مجرد
مطرقه حادة تكسرها كلما حاولت النهوض مثال
حي لصورتها الان مهانه امام الجميع بصفعه توازي صفعات العالم بقسوتها وكلمات مهينه خرجت من (أبيها) لن تلوم الغريب فيما بعد ان نهش في شرفها
بابشع الطرق ....
تمالك عمرو اعصابة وهو يراها تهان امامه على يد والدها وبرغم الغضب ورفضه ما يحدث الا انه
الدخيل بينهم في نهاية !...
كاد ان يخرج صوته ليبعد عمه عنها ولكنه وجدها تنهض من مكانها بجمود وصرخت بعنف في وجه والدها....
" واضح ان فجري وقلة أدبي هيخسروك شغلك وصفقاتك..خساره بجد لو كُنت لقيت حد يربيني.... مكنتش طلعت بالفُجر ده...."
صرخت والدتها بصدمة...
"وعد.... احترمي نفسك إيه اللي انتي بتقوليه ده..."
توسعت عينيها بزهول بارداً وكانها فقدت القدره على الصمود اكثر من الازم.... فهدرت بامها بكلمات
مؤذيه.....
"اي اللي انا بقوله..... دي الحقيقه ولا شخصيتك الضعيفه قدامه هتنسيكي حقيقية انه مش بيفكر غير في مصلحته..... وان اهم حاجه اسم الشركة ميقعش وشغل ميقفش والعروض متبطلش تخبط على بابه..." صمتت وهي تنظر الى والدها بازدراء واضح قبل ان تقول بطيش اهوج...
"لو كنت ادتني شويه من وقتك... وربتني... يمكن مكنتش حطيت رأسك في طين...."
توسعت عيني ثروت بغضب وهو يتقدم منها ويرفع يده حتى يهوي عليها بقوة وقد تأهبت هي لذلك
ورفعت ذراعيها كاذرع حامي من بطشه...
انتظرت وانتظرت ولم يحدث شيء فقط سمعت صوت عمرو بقربها وهو يقول بخشونة...
"عمي..... وعد في حميتي.....عشان خاطري كفاية كده..."
فتحت عينيها فوجدت نفسها خلف عمرو فقد جعل جسده حاجز بينها وبين والدها وكان يمسك كف والدها يمنعه من صفعها مره أخرى...
بلعت ريقها بخوف وهي تجد والدها يمتثل له باقتضاب وهو يرمقها بكرهٍ واضح..
استدار عمرو لها والقى عليها نظرة غضب ومقت
قبل ان يعود بعينيه الى عمه وهو يقول بصدق
"عمي.... اقسملك بالله ان مفيش حاجه حصلت بيني وبينها...."
نظر له ثروت بعدم تصديق وهو ينظر الى ابنته بقرف...
"اللي قالته...... اكد شكي اكتر.... انتَ خنت الثقه
يابن أخويه...... خنتها وانا كنت فكرك ابني اللي
ماشفتوش...."
بلع عمرو ريقه بحرج... يلعنها ويزيد المقت بداخله اكثر نحوها... بسبب هذيان كلماتها المجنونه اكدت عليهم جريمة لم يرتكبها اين منهم..... قد عقدة الأمور وذادت الأمر سوءاً، ووضعه الآن أمامهم بات أصعب من السابق....
وكان الله يعاقبه بهذا الموقف بعد مافعله
في المكتب معها !...
حاول التحدث مره أخره باصرار وهو ثابتاً على موقفه....
"عمي.... اسمعني.. انت اللي مربيني إزاي تصدق اني ممكن اعمل كده مع بنتك..... انا مش كده وانتَ
عارف انـ....."
قاطعه ثروت بغضب واستهجان واضح....
"كُنت فاكر اني عارفك كويس .... بس دلوقتي انا مش عايز اعرف حاجه ..... خد اختك وسافر
وسبني......سبني انضف القرف اللي عملتوه انتوا الإتنين...."
توسعت عيني عمرو تلك المرة بصدمة أكبر وقد كُسر
بقوة بعد تلك الكلمات المهينه...
استدار عمرو لها وهو يقول بشمئزاز...
"اكيد الهانم مرتاحه بعد ماوسخة صورتها وصورتي معها..."
اشاحت بوجهها وهي راضية بصراحة هي بكامل
الرضا عن ماقالته؟!...
نعم فقد أثبتت الصورة التي تألمت منها واكدت له انها فاجره وقد تهاون معها في التربية... هذا ما يريد
الوصول له منذ البداية ليثبت فكرة ان خلفة البنات عارٍ كما يرى
فاليثبت وليثبت بقوة ولينفذ وليرسم ابشع الصور عني لن اقاوم ولن أنكر في الحالتين لن يصدقني احد ولم تشفع لي صلة الدم والاسم المشتبك بأسمه لأخر عمري ، حتى وجودي معه كل تلك السنوات كابنة له لم يشفع عنده حين ألقى اتهامه مثل الغريب ...
الى متى ستظل تسمع اتهامات باطله عنها وتدافع بقوة أمامه ثم تُكسر بسرعة منه !؟...
مسح عمرو على وجهه بعصبية وهو يحسم أمر يمقته بقوة ولكن كل الطرق تؤدي إليها !....
"خلاص ياعمي انا مستعد ارجع ثقتك في من تاني.."
نظر له ثروت باستنكار فتابع عمرو بخشونة...
"بعد ما عدة وعد تخلص.... هكتب عليها ونعلن جوازنا لكل.... وبكده اكون خرست الألسنة..
وثبت حسن نيتي من ناحية بنتك...."
شهقت وعد بقوة وهي تنظر له بغضب ممزوج بكره لهم جميعاً...
تباً
صاحت بعنف أمامهم...
"انتَ بتقول إيه.... انا مش هتجوز.... اتجوزك انتَ
لا على جثتي....."
قبض ثروت كف يده بغضب وتقدم منها خطوه ولكن منعه عمرو وهو يقول بخشونه حاده....
"وعد هتبقى مراتي ياعمي وانا مسمحش لاي حد يمد ايده عليها مهماً كان...."
فغرت وعد شفتيها ولا تزال علامات الغضب تحتل وجهها وتشنج جسدها ملحوظ....
انقل ثروت عينيه عليهم بازدراء ثم هتف بعدها باقتضاب...
"بما انك قررت هتعمل إيه.... يبقى كتب الكتاب كمان اسبوعين.... تكون عدتها خلصت...." تركهم وصعد لغرفته وقد لحقت به نادية بعد ان القت نظرة حزن وعتاب على ابنتها.... التي انتابها الندم فقط لانها كانت سبب آلام أمها بمنتهى الغباء والتسرع...
غرز أصابعه بقوة في ذراعها وهو يقول
بخشونه صارمة..
"تعالي معايا....... لازم نتكلم..."
حاولت الافلات من بين قبضة يده القاسية وهي تقول بتشنج....
"سيب دراعي.... مستحيل اتجوزك.... انا مش مجنونه عشان اكررها تاني.. وكمان معاك ..... سبني بقولك
انتَ نسخه مصغره منه.... بكرهك... وبكرهه...سبني
سبني مش هتجوز...." أثناء حديثها كان يصعد بها على السلالم مرغم اياها على الحاق بخطواته المتجهمه... متجاهل كل حديثها وتلويها بين يده... كان وجهه حجري بارد لا يحكي عن انفجار خلايا جسده بعد ما اقدم عليه منذ ثوانِ فقط...
اتلغى السفر في غمضة عين.. وحل الزواج منها
بعدها اسرع من رفرفت الجفون ، كل الطرق تؤدي اليكِ وانا أكره السير بهم مرغماً ؟!....
زفرت هند بإستياء في الأسفل وهي ترى
اختفائهم الحظ التعيس يشاركها أينما ذهبت
لكن لا بأس ستعوض الرحلة فيما بعد !.... لكن الآن يجب ان تفهم ماذا بعد زواج شقيقها من(وعد)
هل سيتغير وضعهم معاً ام ان الأمر اشبه ببنزين وضع بجوار النار فاشتعل أكثر.....
' الستر يالله...انا لا اريد الأذى لأخي ولا لابنة عمي الستر يالله '
اي اتجه سياتي بعد تلك الزيجه المرغمين عليها معاً ؟!
برغم من انها تشعر ان وعد تنجذب الى اخيها وتكن له الإعجاب كلما تكلمت عنه أمامها... وكذلك اخيها لم ينسى حبه الأول لها والذي يبدو انه يزيد لدرجة تجعله في بعض الأحيان يظهر امام عينيها بوضوح .. لكن بعد هذا الموقف العصيب ممكن ان ينتصر الغضب والعناد لفترة وجيزه بينهم ....
الستر يالله....
تنهدت بتوتر وهي تثبت عينيها على الطابق العلوي بقلق....
___________________________________
دفع ذراعها بقوة مما جعلها تترنح في وقفتها قليلاً
أغلق الباب عليهم ثم استدار لها بوجهٍ حجري
وعينان مشتعلتان.....
صاحت وعد بتحدي....
"اللي انتَ بتفكر فيه ده مش هيحصل...انا مستحيل اتجوزك....."
بلع مرارة الكلمات وهو يرد عليها ببرود...
"تمام وانا معاكي....بس في حل غير الجواز....لو فيه قوليلي وانا موفق عليه مبدئياً....."
زفرت بضجر وهي تعقد ذراعيها ولم تتفوه بحرفٍ واحد....
تقدم منها ووقف أمامها مباشرةً وهو يقول بخشونة صلبه....
"مسبتليش حل تاني .....لو بس كُنتي مسكتي لسانك تحت وحفظتي على شكلك وشكلي قدامهم كان زمان الوضع اختلف....لكن الهانم شوهت صورتها وصورتي معاها وكل ده عشان تثبت إيه مش عارف.........لو مكنتيش عايزه جوازي منك ليه عملتي اللي
عملتيه.... "ضيق عينيه بتشكيك واضح...
رفعت عينيها عليه بصدمة وفغرت شفتيها وهي تهتف بصعوبة...
"انتَ بتقول إيه....انت فاكر اني عملت دا كله عشان اخليك تبقى مضطر انك تتجوزني ....دا الهدف يعني من كلامي.... "
حدق به بحنق وقال باستهجان...
"مش شايف هدف تاني.....عندك هدف غيره سمعيني......قوليلي إيه اللي يخلي واحده محترمه
تشوّه صورتها قدام أهلها......غير لو الهدف يستاهل...... "القى نظرة خزي...
انفعلت واصدرت هديراً عنيفاً امامه....
"انتَ عمرك ماكنت هدفي...وبلاش دماغك تروح لبعيد انا رفضه فكرة الجواز نهائي منك او من غيرك..."
ابتسم من زاوية واحد هاكماً قبل ان يقول بجمود...
"يعني إيه رفضه فكرة الجواز...يعني مش هتتجوزي تاني...."
توترت وهي تقول بجفاء....
"مش الفتره دي...انا مش مستعده لده...."
زم شفتيه وهو يقول بفظاظة...
"وانا مش بتحايل عليكي.....انتي اللي وصلتي الموضوع لكده..."
اندفعت بكلماتها بقوة...
"لا بقه انتَ بتتلكك ومصدقت نـ..."
بتر جملتها وهو يرمقها باستخاف...
"متخليش خيالك يرمي لبعيد...."صمت برهة قبل ان يتابع بجزع....
" انتي بنسبالي جوازة ستر.....بستر على فضيحه معملتهاش.....في اكتر من كده ولا اقول تاني..."
اقتربت من وجهه بمنتهى الجرأة والغضب وهي تنهي النقاش بضراوة....
"مش هتقول حاجه المرادي انا اللي هقول....انا مش هتجوزك ياعمرو.....انا مش مستعده للجواز سوى جواز عادي او ستر زي مابتقول...."
كادت ان تتجاوزه وتبتعد لكنه امسك ذراعها بقوة جعلها تصطدم عاده لصدره ثم لم تلبث الى قليل وهو
تبتعد عنه وتنظر له بحنق وبرغم من عواصف الضعف بقربه إلا ان ماتتعرض له فاق اي مشاعر تكنها له.....
قال بصوتٍ غريب...
"لازم نتجوز ياوعد....مش هينفع تعترضي ولا تعاندي...اتحملي المسؤليه معايه...."
توسعت عينيها وهي تقول بزهول...
"عايزنا نتجوز بطريقه دي......شايف ان علاقتنا هتستمر بنظام ده...."
وجدته يتخلى عن عصبيته قليلا وهو يقول
بخفوت مبهماً...
"هتستمر....لو انتي سعيتي في ده معايا...."
توسعت عينيها وهي لا تصدق ما يقول...
"انتَ بتقول اي ياعمرو....انتَ عايز تجوزني بجد عشان الصور اللي اتنشرت وكلام الناس واهلي..ولا عايز تجوزني عشـ..."
قاطعها وهو ياخذ نفساً عميقاً وكانه يحارب سراباً...
"عشان عايزك جمبي ...... لسه عايز خطيبتي
بس المرادي هوثق علاقتنا بجواز رسمي مش
بخاتم ما بين صوابعك..."
اشارت على نفسها بدهشه...
"انتَ لسه عايزني في حياتك ياعمرو... بعد كل اللي حصل بينا زمان...."
تذوق الكلمة بسخرية وهو يصحح لها بعاطفة نابعه من القلب....
"عايزك في حياتي؟...انتي عمرك ما خرجتي منها ياوعد...."
عضت على شفتيها وهي تنظر له بصدمة وتكلمت بتردد وعقلها متشتت بقوة....
"عمرو انا مش مستعده.....انا بجد مش مستعده لحاجه زي دي....."اولته ظهرها وجيد انها فعلت فلو
رأت شبح ابتسامته الهازئة وعيناه النابعة بالقسوة
والتحقير لكانت انهت مالم يبدأ معه بعد؟!...
اقترب منها ووضع كفيه على كتفها وقرب ظهرها من صدره قليلاً وهو يقول بصوت هادئ.....
"انا زيك...بس يمكن الفرق بينا اني استغليت فرصة جوازنا اللي جتلي على طبق من دهب ابشع إستغلال...وانتي لسه متردده توفقي....."صمت قليلاً قبل ان يلعب على أوتار مشاعرها برفق وتريث...
"هو انتي مش حسى بيه بجد....يعني مفيش اي حاجه جواكي تخليكي تستغلي الفرصه زيي..."
لم ترد بل كان ارتجف جسدها اقوى وخفقات قلبها اسرع وهي تشعر ان لمسته البسيطة على جسدها تكاد تفقدها هوايتها مابالك بكلام يحث قلبها على أمور عديدة منهم عاطفة جارفة نحوها وانه أسير
قلبها ولا يزال يتمنى إياها بعد كل ما حدث... ايعني
هذا انه أحبها منذ زمن وهي عمياء عن رؤيته؟!
يالهي؟!...
ادارها إليه ثم رفع وجهها بيده برفق وهو يواجه عينيها الزائغه مشتت الفكر ثم قال بصوتٍ اجش..
"وعد......انا عيزك.....ومتاكد أنك انتي كمان
عيزاني بس بتكبري....."
كادت ان تتكلم ولكنه قاطعها باصرار...
"اسمعيني قبل ما تعترضي.....انا نصيبك وانتي قسمتي ياوعد... افهمي دا كويس مهم حاولنا نهرب
من الحقيقه هيجي الوقت ونعترف بيها... وانا متأكد
ان مشاعرك دلوقتي مش زي مشاعرك زمان...."
بللت شفتيها وشعرت بالغضب يتأجج داخلها من استمرار تلميحه عن مشاعر لم تعترف بها لنفسها
حتى الآن...
خوفاً من اعراضها بعد الاستسلام لها فان ظلت تحاربها ستظل محصونة واقوى لكن مابالك
ان تمكنت منها وجعلتها أضعف من السابق...
اغمضت عينيها بسأم...فبعد هذا الحديث لن تسيطر
على تدفقها بداخلها بعد الآن.....
ليتني اعيد الزمن لكنت الاول والاخير في حياتي
ليتني اعرف عواقب الهو والعناد لكنت احمل اطفالك اليوم او حتى بين يدينا نداعبهم ؟ !....
يتاكلها الندم وتذرف القهر حسرة.. من الذي يتوقع ان تحمل الندم والعاطفة الجارفه نحوه في آنٍ واحد
لو تخيلتها بالسابق لضحكة بقوة على هوجاء مخيلتها البعيدة
ليت الزمن يعود مره اخرى لرسمنا النهاية بأجمل مما رأته أعيننا في الحاضر !؟..
سمعت صوته وهو يقول بخفوت مبهماً...
"انا عارف اللي جواكي وكنت مستنيه من زمان من زمان اوي........واخيراً جه.....مش هضيع الفرصة دي من ايدي ياوعد.....مش هضيعها...."
رفعت عينيها فوجدت عينيه قاتمة ينظر لها بتأني وكانه يروي ظمأ عطشه من ملامحها المتردده
وتلك الصفعه التي تلون جانب وجهها ألمت قلبه
فوجد نفسه يتحسسها بقلق...
اصدرت من شفتيها أنين خافت... لم تقدر على
منعه من تلامسها فهي تشتهي عناقاً يشفي
جروحها العميقة الملوثه بفعل مرور السنوات.....
هل سيعانقها ام تطلب منه ربما في احضانه الملاذ ربما ستشفى روحها وقلبها وتفرح الطفلة اليتيمه بداخلها حينما تجد الحنان باحضان رجل قد وقعت في حبه ولم تشاء الاعتراف بعد ؟!...
مرر أصابعه على وجنتها برفق وهو يسالها بحنو ...
"بتوجعك..."
اومات وهي تذرف الدموع وخرجت عنوة عنها شهقة
الم وهي تطرق برأسها أرضا.....
مسك فكها ورفعها إليه ببطء وهو يداهم عينيها بقوة حتى لا تفر من نظراته ....
"أسف....اني مكنش عندي الصلاحيات الكفاية في اني امنعه يمد ايده عليكي...."
بللت شفتيها وتعالت شهقاتها ولم ترفع عينيها إليه
فوجدته يجذبها برفق بين ذراعه.. عانقها بقوة معتصر جسدها مربت على ظهرها وهو يواسيها ببعض الكلمات الرقيقة ويعتذر له بنيابة عن والدها ومع كل كلمه تخرج منه تسبقه دمعه وشهقه مكتومه ولم تقدر على إبعاده عنها بل ظلت هي أيضاً متشبث به وكأنها
تخشى ان يتبخر من حياتها فجأه....
الأمان.... الحب..... الامتنان... الملاذ الحقيقي... بداخل احضانه وكانه بيتها وقد هجرته منذ زمن وكان بانتظار دخولها له للمره الاولى !
وجدت في احضانه مالم تجده مع طليقه.. تشعر ان روحها وقلبها سكنو حين تشبك بها بذراعه... ام جسدها فالا تشعر بمدى العاطفه والحرمان الذي انتابه لمجرد لمسة من الجنس الآخر ولم يكن من
هذا الجنس إلا واحداً قد شغل تفكيرها وحرم النوم من عينيها لأيام طويلة ، وها هي تعترف انها تحمل بقلبها له مالم تحمله لغيره ؟!...
مرر يده على شعرها نزولاً لظهرها وهو يقول بخفوت...
"كفايه عياط ياوعد..... عشان خاطري انا مش بحب اشوفك كده...."
لم ترد عليه بل ظلت ثابته في احضانه فقط جسدها ينتفض بفعل البكاء.....
تنهد وهو يقول بصوتٍ حاني...
"صدقيني ياوعد....عمي بيحبك انتي بس اللي اضطرتي يعمل كده..... صدقيني هو خايف عليكي...."
هتفت بنفي وبصوتٍ مبحوح...
"لا... هو مش خايف غير على شغله....... عمر ما حبني
بابا بيكرهني ومش بيثق فيه...."
ابعدها عن احضانه برفق وهو يقول بعتاب...
"مفيش اب بيكره بنته..... ممكن تختلفو وتبعدو... بس مينفعش يكون في بينكم كره....ابوكي بيحبك ياوعد صدقيني انا شايف دا بعنيه....."
مسحت دموعها بظهر يدها وهي تقول بنزق...
"وانا مش شايفه دا ليه...."
تحدث من بين أسنانه بغيظ لكن بنفس الهدوء
"ماهو طول مانتي بتعاندي معاه وبتتحديه عمرك ما هتشوفي ده..... جربي تغيري طريقتك معاه ابدائي
بمعامله وطريقه تانيه هتلقي معملته معاكي اتغيرت مية وتمانين درجه...."
برمت شفتيها باستهجان.... فاكمل عمرو باصرار...
"أسمعي كلامي ياوعد انا مش هضرك.... دا والدك مش غريب عنك عشان تتكبري تقربي منه وتتغيري معاه.....على الأقل تفهمي منه ليه متغير معاكي دايما... يمكن ليه اسبابه..... حاولي بس وان شاء
الله خير.... "
هتفت بيأس..
"صعب ياعمرو...... صعب"
وضع يداه على كتفيها وهو يقول بعد تنهيده عميقه..
"مش صعب ياروح عمرو...... الموضوع بس محتاج
خطوتين تلاته منك والباقي من عنده...."
خفق قلبها وهي تنظر له بخجل ممزوج بتوتر...
فعض هو على شفتيه سريعاً وهو يفهم تلك النظرات فغير مجرى الحديث وهو يقول بخشونه...
"اعملي حسابك بكره هنروح نشتري فستان الفرح... الساعه واحده كده كويس...."
فغرت شفتيها وهي تجده يبتعد عنها خطوتين فهتفت بزهول...
"فستنا الفرح....... انا لسه موفقتش...."
استدار عند اطار الباب وهو يقول بصوتٍ واثق لا يخلو من ابتسامة مراوغه...
"هتوفقي ياوعد..... هتوفقي عشان معندكيش حل تاني غير كده...."
اغلق الباب خلفه وتركها واقفه مكانها بصدمة ولا تصدق انه قرأ الموافقة بعينيها لذلك تكلم بمنتهى الصلف......
هل حقاً ستتزوج( عمرو رؤوف الاباصيري)
شقت شفتيها ابتسامة حالمه وهي ترى بصيص امل يتدفق بداخل قلبها المجروح ربما القادم افضل مما سبق بحياتها ؟!.....
______________________________________
"عشان خاطري ياطنط بطلي عياط...ولله وعد متقصدش اللي قالته مانتي عرفها يعني لم بتتعصب
بتبقى شبه القطر...."ضحكت هند بخفوت وهي تلقي
دعابتها لعلى نادية تبتسم قليلاً وتنسى حديث ابنتها السام عنها وعن والدها.....
مسحت نادية وجهها بالمنديل الورقي ونظرت للبعيد بشرود قاتل.....
مطت هند شفتيها وهي تقول باحباط...
"شكلي دمِ تقيل اوي مش كده...."
ترقرقت الدموع باعين نادية من جديد وهي تقول بنفي....
"لا ياهند متقوليش كده...انتي عارفه انا بحبك قد إيه....."
ابتسمت هند لها بحزن وهي تربت على كتفها بتعاطف....
"وانتي عارفه ياطنط انا بحبك قد إيه.... وبجد بزعل لما بشوفك زعلانه او بتعيطي...."
اسلبت نادية عينيها وفضلت السكوت فممن تشكي
ابنتها ، قرة عينيها ؟!...
طرق الباب آتى بسرعة فرفعت عينيها الباكية وهي تحفظ على ظهر قلبها طرقاتها الرقيقه منذ ان كانت طفله صغيرة....
دخلت وعد اليهم بوجه شاحب باستثناء تلك الكدمه الحمراء الظاهره بها أصابع والدها على وجنتها....
اطرقت نادية براسها متألمة من مظهرها وماحدث لها بالاسفل.....
اقتربت وعد منها ثم جثت عند ركبتي امها التي كانت تجلس على حافة فراشها تبكي بصمت وترمقها بعتاب بين الحين ولاخر...
خرج صوت وعد متحشرج وهي تحاصر عيني امها...
"انا اسفه ياماما.... حقك عليه.... مكنش لازم اقول كده بسـ...." اغمضت وعد عينيها سريعاً حينما رأت
أمها ترفع يدها امام وجهها ظنت ان العقاب سيكون صفعه أيضاً من أمها التي لم تفعلها يوماً معها لكن
ثوانٍ قليله ووجدت امها تتحسس ببطء وجنتها
وهي تسألها بحزن....
"بتوجعك ياوعد؟....."
نزلت دموعها وهي تنظر لامها بزهول ووسط تلك الدهشة القت نفسها في احضان امها وهي تقول
بصوتٍ متحشرج...
"انا اللي وجعتك ياماما..... انا اللي وجعتك....سامحيني ياماما..... مكنتش اقصد... مكنتش اقصد... "
ربتت نادية على ظهر ابنتها وهي تشاركها البكاء وقالت بعتاب...
"غلطي ياوعد غلطي وكسرتيني قدام ابوكي بعد كلامك ده...... اول حاجه هتيجي في دماغه اني معرفتش اربيكي وسبتلك الحبل على الآخر.... مش هيلوم حد غيري...... ياريتك ما قولتي كده... ياريتك ما تكلمتي...."
انحرجت هند من وقوفها بينهم فنظرت لهم ثم استدارت لتخرج من الغرفة مُغلقه الباب خلفها...
بعد فتره من البكاء باحضان أمها ابتعدت عنها ولا تزال تواجه وجهها.... زادت امها جرعة العتاب
ولوم اكثر..
"موقفك اي دلوقتي قدام بنت عمك واخوها.... قوليلي عمرو ازاي هيثق فيكي بعد اللي قولتيه على نفسك..... انتي عارفه يعني إيه واحده محترمه تشوه سمعتها بالباطل..... حتى لو مبتسبش سجادة الصلاة مسافة ماقالت ان بعمل كده واخلاقي كده... خلاص اتصدقت ماهو مفيش دليل اقوى من انها تعترف
على نفسها بكده......
" خليتي اي للغريب لما توقفي قدامهم كلهم وتقولي انك فجره وملقتيش حد يربيكي.... تفتكري ابن عمك بيقول عليكي اي دلوقتي... ولا اخته ولا ابوكي....
ولا الناس اللي برا.... ولا ايه ولا إيه..... مش قادره تمسكي لسانك ياوعد بتشوهي سمعتك بأيدك..... "
ضربت نادية فخذيها بقوة وهي تنهض وتسير في الغرفه وكانها تسير على جمار مشتعلة...
طاطاة وعد براسها ولا تعرف بما تجيب فامها محقه قد شوهت سمعتها بالباطل كي تنتقم من والدها وتاكد نظراته وكلماته عنها وتجرحه كما يفعل معها دوماً، ولكن عواقب كلماتها ستكون اشد قسوة عليها فإن صدق (عمرو) هوجاء عصبيته فسيكون الأمر
بعد الزواج اشبه بكابوس حي بل ومستمر !؟.....
قالت لامها بعد فترة وجيزة ...
"عمرو عايز يتجوزني ياماما.... مظنش ان صدق اللي قولته.... يعني كان اقلها رفض فكرة الجواز مش يصمم ويقنعني ...."
رفعت نادية حاجبها وهي تشعر بالخطر...
"كان بيقنعك؟!.... هو عايز يتجوزك فعلاً ياوعد... بعد كل اللي حصل زمان..... طب إزاي...."
تنفست وعد بعمقاً وهي تنظر لامها بذات التردد...
"انا كمان مستغربة.... بس اكيد هو ليه المبررات
اللي تخليه عايز يتجوزني لحد دلوقتي...."
سالتها أمها بشك...
"واي هي مبرراته...."
"لسه معرفش..... بس اكيد هنتكلم قبل ماياخد موفقتي......"
تنهدت نادية بخفوت وهي تنظر امامها بشجن...
"يمكن بيعمل كده عشان الصور اللي اتنشرت..."
تحدث وعد بكبرياء...
"لا ياماما.... وحتى لو دا السبب... انا مش هوفق يكون الجواز ستر.... بيستر حاجه محصلتش من الأساس..."
رمقتها امها باستهجان...
"كلامك هو اللي وصلها لكده..."
صاحت وعد وقد انفجرت فجاه في البكاء من كثرة الوم عليها من جميع من حولها....
"ياماما حرام عليكي كفايه بقه... انا تعبت...بجد تعبت من نظرتكم ليه.......بجد تعبت... "
تريثت نادية برهة وهي ترمقها بشفقة وهي تبكي بانهيار وشهقاتها تتعالى وجسدها ينتفض كما لو انها محمومه.....اقتربت امها منها وجذبتها الى احضانها وهي تقول بحنان....
"كفايه عياط ياوعد....خلاص حقك عليه...."
قالت وعد بحرج وهي تتشبث بها اكثر....
"حقك انتي عليه ياماما...انا عارفه اني غلط في اللي قولته.....بس اللي حصل مش هقدر اغيره....خليهم يشفوني زي ما هما عايزين.....انا تعبت من نظرتهم وظلمهم ليه تعبت ومليش حد غيرك ياماما بلاش تبقي زيهم خليكي جمبي عشان خاطري...... "
ربتت نادية على كتفها ونزلت دموعها وهي تقول بتعب..
"انا معاكي ياوعد..... لحد اخر نفس في عمري..."
اعتصرت وعد عينيها وهي تتمنى في هذا الوقت ان تذرف الانفاس الاخيرة وهي بحضن اقرب الناس لها....
يالهي كم اتوق لصغر وابتسامتي الصافية، اتمنى العودة وخوض الرحلة من بدايتها لعلي اغير ما تم افسادة بيدي !...
______________________________________
في المساء.....
تقف في حديقة القصر تسير بين الأشجار بتمهل وتمعن مُستنشقه اكبر قدر من الهواء الرطب لعل
نيران العاصفه تخمد بداخلها ولو لدقائق....
سمعت صوت اقدم على الحشاش الخضراء تقترب من مكانها حتى توقف الصوت ولم يبادر المتقدم بالكلام بل شعرت ان عينيه تخترق كل جزء بارز وفاتن بجسدها من الخلف ....
توسعت عينيها بحرج وهي تصل لتلك النقطة فاستدارت بسرعة نحوه وهي منتظره اعين ثاقبة
مثبته عليها بوقاحة لكنها وجدت العكس يقف خلفها بينهم مسافة ممسك بالهاتف يعبث به باهتمام وعيناه
لا تحيد عنه.....
هل لا تثيره كانثى.....
نظرت لم ترتدي من بنطال جينز ابيض ملتصق عليها يصل طوله لفوق الكاحل بقليل ترتدي فوقه كنزة بحمالات رفيعه تبرز ذراعها الأبيض وعنقها بوشمتها الحمراء....
مطت شفتيها وهي ترمق صمته بحنق...كان مرتدي بنطال أسود عليه قميص مماثل مصفف شعره للخلف
بجاذبية حليق اللحيه وهذا يعد وسام اخر للجاذبية الخاصه به...فهو بها جذاب بدونها الجاذبية بعينيها !...
اسلبت عينيها بحرج ثم رفعتهم مره أخرى لتتفقد هذا الجسد الرجولي بطوله المناسب المحبب لاي أمرأه.... جسده الرجولي مابين القوة والرشاقه...
عضت تلك المرة على شفتيها وهي تتخيل مشهد عناقه لها كم كان جسده الرجولي منبع للأمان
والاطمئنان به وكانك في بيتك الدافئ !.. تشعر بين ذراعه إنك بداخل فولاذ حديدي لكن مريح لدرجة مريبه على الأغلب تدمنه مع التكرار ؟!...
"هتفضلي تبصي كده كتير...."
لم يرفع عيناه على هاتفه بعد بل نطق جملته وهو يحدج بالهاتف باهتمام....
عادت ملامحها للجمود وهي تقول بحنق....
"واضح انك مش فاضي...."اكتفى عمرو بهمهمات
بسيطة جعلتها تستشيط غضباً أمامه وهي تندفع بغضب...
"طب جيت ليه...."
تلك المرة رفع عينيه عن الهاتف وهو يرمقها بنظرة شامله قبل ان يقول ببرود كاثلج...
"اظن ان السؤال دا بتاعي....انتي اللي رنه عليه وقولتي انك عايزه تكلمي في موضوع مهم..."
"آآه انا.... بس انتَ طريقتك دي متشجعش للكلام..."
اغلق الهاتف ثم وضعه بجيبه وهو يقول بجفاء..
"مش فاهم يعني هتكلمي ولا اخد بعضي ومشي..."
"تمشي... تمشي تروح فين...." عقدة حاجبيها وهي ترمقه بتمعن...
لاحت منه بسمة تهكم واضح وهو يحدج بها بقوة تكاد تخترق اصولها....قال بجزع...
"بدأنا روتين المتجوزين بدري اوي..."
ترددت لكنها اسرعت بالقول ...
"مش زي مانتَ فاهم .....يعني مـ..."
قاطعها ببساطة....
"رايح اسهر مع ناس صحابي....قوليلي بقه كنتي عايزه تكلميني في إيه...."
فصل عدة خطوات بينهم واصبح امامها مباشرةً يتطلع عليها بنظره غريبة لم تفك شفرة غموضها
بعد....
"وعد....."
نطق إسمها بعذوبية صوته الرجولي فجعلتها ترفع عينيها إليه بتردد..تريثت برهة قبل ان تبدأ بالقول..
"لازم نتكلم ياعمرو.....لازم افهم...."
سألها باستغراب...
"تفهمي إيه بظبط...."
رفعت عينيها أليه أكثر....
"انتَ ليه عايز تجوزني ...."
بلع غصة حادة اخترقت حلقه وهو يطوف بعينيه على وجهها الشاحب والمتردد وعلامات الاستفهام
تلمع بعيناها الرّماديّ....
"ينفع اجوب على السؤال ده بعدين...."
عقدة حاجبيها وهي ترمقه بتشنج واضح فعلقت باستهجان...
"ليه متاخر لدرجادي..."
ابتسم على عقم تفكيرها فقال بسخط...
"هو فعلاً سؤالك جاي متاخر أوي... بس انا كفيل بالاجابه لحد الأخر...."
نظرت له بتردد وهي غير مرتاحه من تلك الطريقه المبهمه في الحديث....اندفعت بصوتٍ عالٍ قليلاً
مكرره السؤال..
"ممكن تفهمني ياعمرو انتي ليه عايز تجوزني بظبط...."
تريث برهة قبل ان يقول بجفاء...
"ممكن تفهميني انتي اي اللي اتغير من زمان لدلوقت؟..."
"مش فاهمه...."رفعت حاجبها وهي تحدج به
لم تتحرك عضلة من ملامحه الثابته وهو يقول بتمهل قاتل...
"ليه هتوفقي عليه دلوقتي....مع انك زمان انتي
اللي بعتي ..."
بلعت ريقها بصعوبة وتوترت انفاسها وتعالت خفقات قلبها وهي تختلس النظر له بحرج.....
رد بنفس الجمود...
"نفس السبب اللي جواكي...هو هو اللي مخليني عايزك لحد دلوقتي حتى بعد كل اللي عملتي
زمان................. معايا...."
تبادلا النظرات بالقوة والعمق المطلوب وعيناها شفافة سهل إختراقها وفك شفرة اسرارها ام
عيناه مبهمه غامضة قاتمة تشير بانذار
حاد غير مقروء لأحد......
كاد الرفض ان يخترق شفتيها الوردية ولكنها سمعت نفسها تقول بخفوت....
"انا موفقة...."
توسعت عينيها وهي تشعر انها دخلت مكيدة خبثه بكل سهوله....التقط عمرو يداها الإثنين بين راحتي يداه ثم قربهم من شفتيه وطبع قبلتين عليهم بلطف وتأني ليبث بدخلها الضعف ويخدر المتبقي من القلق بها.... رفع بنيتاه ببطء عليها فوجد وجنتها كتلة من الاحمرار وعينيها ترفرف بسعادة تكاد ان تخفيها عنه ولكنه لمحها بسهولة فهي شفافة بحزنها... بسعادتها ... بخوفها....وبحبها له !!!....
ابتسم لها بحنان وهو يقول بصوتٍ اجش...
"مبروك ياحبيبتي...."
ظننت انني ساضع نقطة النهاية بيدي لحكايتنا
سوياً مداوي كبرياء رجولتي باشبع طرق الآلام....
لكن تفاجئت بها تكتب فصلة ومن اول السطر تُكمل
هي الحكاية ؟!.....وكان العنوان اقصى مما أتخيل
فانا وضعت (ضراوة) وهي كتبت بجوارها( العشق)
؟!....
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق