رواية غاليتي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم فريده الحلواني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
بعد مرور ثلاثه ايام ...و قد انهت ترتيب بيتها الجديد بمساعدت منه و التي اقامت معها تلك الأيام بعد ان استأذنت زوجها
و الذي وافق علي الفور كي يقيم مع زوجته الثانيه دون ان تلومه علي تركها وحدها
يوما جديد كانت تتمدد باريحيه فوق فراشها
و قد شعرت اخيرا انها عرفت طعما للنوم بعد ان تخلصت من ذلك الحقير
وجدت ابنتها تصعد جانبها و تهديها قبله رقيقه فوق وجنتها
فتحت عيناها بتمهل ثم ابتسمت بحب تزامنا مع احتضانها و هي تقول : صباح كل حاجه حلوه علي احلي سيلا فالدنيا
ابتسمت طفلتها بفرحه و قالت : انا مبسوطه اووووي
و نمت كتير
اعتدلت غاليه و ما زالت تحتضنها ثم قالت : و انا فرحانه عشان انتي مبسوطه يا روحي....يلا قومي اغسلي وشك و انا هعمل تليفون و احصلك عشان نحضر الفطار سوي
شردت قليلا بعد خروج طفلتها ...سحبت الهاتف من جانبها بعد ان رات ان الساعه تخطت العاشره صباحا
ضغطت علي اسمه دون تردد ...يجب ان تشكره علي كل ما فعله معها طيله الايام السابقه
ابتسم وجهه تلقائيا حينما رأي اسمها ينير شاشه هاتفه
اجلي صوته ليرد بثبات وجديه...لكن رغما عنه قال : ايه الصباح الحلو ده...الكونتيسه غاليه بتتصل بيا من غير ما اقولها
ضحكت بهدوء فرح ثم قالت : صباحك سكر يا باشا
حسن بفرحه لا يعلم مصدرها : اكيد سكر و عليه كريمه كمان ههههه
تمالكت حالها كي لا تنجرف معه في مزاحه و تنسي سبب اتصالها ...اخذت نفسا عميقا ثم قالت : حبيت اشكرك علي كل الي عملته معايا...بجد مش عارفه اقولك ايه
احترم جديتها فالحديث فرد بجديه هو الاخر : مفيش شكر يا غاليه انا معملتش حاجه....
غاليه : لا ازاي ...يعني خلصتني منه ..جبتلي شقه...و الاجهزه كمان هرد ده كله ازاي بس
حسن : اي وحده مكانك في نفس موقفك و لجاتلي كنت هعمل معاها كده...و الشقه انتي الي جيباها بفلوسك ...و الاجهزه دي مليش فيها رزقك ان صاحبها مستغني عنها
غاليه : و الاكل الي مالي التلاجه ...صاحب الشقه الي جايبه برده...يا ريت تحترم ذكائي يا باشا
ابتسم و قال : خلاص يا حاجه متكبريش الحكايه ....و بعدين ده مش ليكي ..ده لسيلا ...اعترضي بقي
ضحكت بحلاوه ثم قالت : لا مش هعترض ....حقيقي شكرا
حسن : المهم ...ناويه علي ايه
غاليه : لو لسه ليا مكان عندك...هكمل شغل معاك
ارتعش قلبه لاول مره بعد تلك الجمله ...رد بثبات : اكيد ليكي مكان
ادام بمذاجك و انتي الي اخترتي تكوني معايا ...يبقي بابي مفتوحلك
لما تشعر ان حديثه رغم انه ردا علي ما قالته الا انه يحمل مغزي اخر...حسنا لا وقت للتحليل الان
غاليه : اكيد معاك...و مش ندمانه علي اختياري
تنهد حسن بحيره هو الاخر من ردها و لكنه قال : تمام ...هسيبك اسبوع ترتبي حالك و تستقري و اول مأموريه هتصل ابلغك بيها
كان سعد يتأكله الغيظ و القهر ....كل شيء حدث سريعا بطريقه لم يتخيلها...هو من اعطاها الفرصه كي تتخلص منه
اذا لم يطمع و يجعلها تذهب له...ما كانت استطاعت التخلص منه
نفث دخان سيجارته و قال بغل و وعيد : و رحمه امي ما هسيبك يا بنت الكلب
ان ما خليتك تلحسي تراب جزمتي مبقاش انا سعد ...بكره حسن الجيزاوي ياخد غرضه منك و يرميكي زي الكلبه ...و ساعتها مش هتلاقي غيري ...و اعرف انتقم منك ...انتي و هو
دخل طه و معه يحي الي احد المشافي الحكوميه...و التي ترقد داخلها ريم منذ الامس ...تلك الفتاه التي قتلت والدها و اجبرت علي مدارات الحقيقه
و لكن الله الذي لا يرضي ابدااا بالظلم ارسل لها من يشعر بها و يساعدها دون ان تطلب
طرق الباب ثم دلف اليها...وجدها تجلس فوق الفراش شارده و وجهها شاحب مثل الاموات
نظر لصديقه ثم لها و قال : عامله ايه يا ريم
نظرت له ببهوت و قالت بنبره مميته : و لا حاجه...مستنيه الموت...بس مش عارفه حضرتك جبتني هنا ليه
جلس علي اقرب مقعد ثم قال بجديه : اسمعيني كويس...برغم انك معترفه ...و الكل شهد ضدك...الا اني عارف ان في سبب تاني للي حصل ...سبب قوي خلاكي تعملي كده
قوليلي الحقيقه و انا هساعدك...اوعدك
نظرت له بعدم تصديق ...و امل ولد بداخلها ان الرحمه و العدل ما زالا فالدنيا
سالته برجاء يائس : و لو قولتلك هتصدقني
طه : انا بدأت فعلا اساعدك من غير ما اسمعك...يبقي اكيد الي هتقوليه هيأكد احساسي ببرائتك
نظرت ليحي بخوف و ترددت في الحديث فقال سريعا : متخافيش...ده ظابط زميلي وهو الي مكلف بالبحث في قضيتك ...ها قولي
بكت بقهر و بدأت تقص عليه معاناتها طيله سنوات
ريم : من و انا صغيره ...ابويا كان بيقرب مني بطريقه غريبه مكنتش فهماها...لحد ما خلصت ثانوي و بردو مكنش بيبعد...بس انا بدات افهم حركاته ...لما يعمل نفسه بيحضني
بكت بقوه و هي تكمل : لدرجه انه كان يتخانق مع امي لاي سبب عشان يجي ينام جنبي...كنت اسبله السرير و انام فالارض عشان ابعد عنه و عن القرف الي كنت بحس بيه
خلصت الدبلوم و اشتغلت في مصنع من سبعه الصبح لتسعه بالليل...عشان اهرب منه و من قرفه
شهقت بمرار و هي تكمل : اكتشفت انه بيعمل كده مع اختي الصغيره ....شوفته ...و البت خافت تتكلم او تمنعه
اخويا الواطي هو كمان شافو و بدل ما يدافع عننا ...بقي عايز يعمل زيه...طب انا قويه و كنت بدافع عن نفسي...انما اختي ذنبها ايه يعملو فيها كده
اخويا حاول معايا بس كنت بصده و ببهدلو ...قولتله ده من اكبر الكبائر ازاي ...المفروض انتو الي تحافظو علينا مش تعملو كده
قالي هو حلو لابوكي و وحش ليا
فضلت اهرب منهم سنين و احاول احافظ علي اختي الي تقريبا اتعودت مع اخويا و مبقتش عارفه تبعد
لحد اليوم الي قتلته فيه....جفت دموعها و هي تري امامها ما حدث : مكنش في حد فالبيت غيري...
كنت تعبانه و اخده اجازه من الشغل..لقيته جاي يطلب مني اعمله شاي
كنت عارفه انه واطي ...و شكله باين انه ناوي علي حاجه
اخدت سكينه صغيره و خبيتها في جيبي ...قولت لو لمسني هقتلو
و الي توقعته حصل...بعد ما شرب الشاي دخل عليا اوضتي ...اتهجم عليا ...و لما قاومت قالي بمنتهي البجاحه ...انا اخد حبايه و لو معملتش هتعب
قطعلي هدومي و كان خلاص هيضيعني....
محستش بنفسي غير و انا بغرز السكينه فقلبه
مش مره و لا اتنين ...لا ..نظرت له من بين دموعها الغزيره و اكملت بغل : فضلت اطلعها و اضربه بيها و انا كل الي شيفاه قدامي
كل وساخته ...الي عمله فيا و في اختي....اخويا الي قلده و استباح شرفنا
لو بايدي هقتله بدل المره الف....انا مش ندمانه ...و لا خايفه من الاعدام...بكت بضعف و هي تكمل : انا بس خايفه علي اختي ...الي ضيعهوها...اذا كان ابوها مات...فالكلب التاني لسه عايش و مش هيسيبها
يخي بجنون : ااايه القرف ده ...انا بطني قلبت يا ولاعاد الكلي
كتم طه غضبه مما سمع كي لا يخيفها و قال : و امك فين من كل ده....و ليه شهدت ضدك هي و اخواتك
ريم ببكاء و قهر : امي...ههه امي مش فضيالنا يا باشا...يا بتتعارك مع ابويا عشان الفلوس....يا اما عند وحده من الجيران
او مشغوله بمشاكل اخواتها الي مش بتخلص
مالاخر عندها وقت لاي حاجه و كل حاجه الا احنا
لما رجعت و شافت جثته مرميه ضربتني و كلنت هتتجنن.....حكتلها عالي حصل....ضربتني اكتر و قالتلي انتي ضيعتي متضيعيش اخواتك البنات
كلنا هنشهد انه شافك بتكلمي واحد و لما ضربك قتلتيه ساعه شيطان
نظر طه لصديقه و قال : كده تمام ...النيابه هتحولها للطب الشرعي و تؤمر بتشريح الجثه
نظرت له بخوف و قالت : ليه....انا قولت الصراحه و الله
فتح الباب في ذلك الوقت و دلف منه بعض الرجال من بينهم وكيل النيابه
ارتعبت و نظرت لطه بلوم فسمعت رجلا يقول : متخافيش ...و احمدي ربنا ان حضرت الظابط شك في حكايتك
جالي و طلب مني انه يسمعلك بشكل ودي بس في نفس الوقت النيابه تكون موجوده و نسجل اعترافك
نظر لها بشفقه و اكمل : انتي المجني عليكي مش المهمه...اوعدك اني هجبلك حقك من الكلب الي مات و من امك الي خساره فيها كلمه ام....اما الكلب اخوكي ده ....انا بنفسي الي هنتقملك منه
تطلعت له بشكر و امل في خلاصها مما هي فيه
طه : كده كله تمام. ...انا كمان احتفظت بهدومها الي كانت جايه بيها
امها جابتلها غيار و كانت عايزه تستني لما تاخد اللبس الي حصل بيه الجريمه....بس انا اتحججت و قولتلها مينفعش تقعد عشان مفيش ذارات فالحج
وكيل النيابه : تمام ...اعتقد ان هيتحكم من اول جلسه بإذن الله...نظر لها بحنو و اكمل : اطمني ...كلنا معاكي و طبعا ربنا قبلنا ...حقك مش هيضيع
مر اسبوعا اخر علي ابطالنا لم يحدث به أي جديد
انشغل حسن في عمله كعادته ....و غاليتنا اخذت استراحه محارب كي تعود و بقوه الي ذلك العمل الذي من خلاله ستري حبيبها السري
حبيبها الذي عشقته دون ان يعرف عنها شيء....ظل داخلها طوال اربعه عشر عاما....لم تنساه يوما ...حتي حينما تزوجت بعد ان اجبرها اخيها علي ذلك
حاولت نسيانه و لكنها حقا لم تستطع
ها هو اليوم ينتظرها كما اتفقا سويا منذ قليل عبر الهاتف
تجهزت و جلست في انتظار ابو ذياد و الذي لا تعلم لما أصر ان يرسله لها
جلست امامه كعادتها بعد ان صافحته باشتياق مبطن
لم يكن هذا الشعور يخصها وحدها....بل هذا المتجبر وجد حاله يضغط علي كفها بقوه و عيناه تنطق دون اراده منه ....وحشتيني
و يت ليت ألسنتهم تكن بجمال و لين تلك العيون الراغبه
فقد وجدها تقول بتكبر بعد ان استقرت في جلستها : هو ليه حضرتك اصريت ان ابو ذياد يجيلي ...كان ممكن اركب تاكسي عادي
حسن : اتعودي علي كده ...مش هتنزلي لوحدك
نظرت له بغيظ ثم قالت : ليه بقي ان شاء الله....حضرتك وصي عليا و لا شايفني عيله صغيره
رد عليها بغيظ تملك منه : ام لسانك ده و دماغك الجزمه الي مش عايزه تفهم
غاليه بغضب : من فضلك يا ف.....
ضرب المكتب و قال بغضب : اسكتي بقي...ااااايه مقاوحه و خلاص.....مش فيه زفت لسه مطلقك غصب عنه.....تفتكري ناوي يسكت
اكيد لا....و انا ادام أدخلت في حكايتك يبقي حمايتك واجب عليا لحد ما اعرف اخره ايه....فهمتي و لا هو طوله لسان و خلاص
احمر وجهها خجلا بعد هذا الحديث المنطقي
ردت عليه بصوت يظهر عليه الاحراج : ااا...عندك حق بس انا اعرف احمي نفسي و اوقفه عند حده
اشاح بيده امامها و قال بغيظ : اتنيلي...عملالي سبع رجاله في بعض و انتي الي ينفخ فيكي تطيري
زمت شفتيها كي تكتم غيظها و ايضا ردها اللازع عليه
ابتسم بشماته ثم تحدث بجديه : المهم ...في شغل جديد هتطلعيه مع ابو ذياد و محمود الديب تمام
اعتدلت في جلستها و قالت بجديه : تمام شوف ايه المطلوب و انا معاك
نظر لها نظره مبهمه ثم قال : عارف انك معايا ....بصي ...........
شرح لها ما عليها فعله دون ان يهتم بنظرتها المتسائله عن معني جملته الاولي
و حينما انهي شرحه قال : فهمتي كده و لا ايه
غاليه : اها تمام يا باشا.....امتي ميعادنا بامر الله
حسن : كمان يومين او تلاته بالكتير.....هكون معاكي عالفون لو في جديد هبلغك تمام
غاليه : تمام....
نظرت له بتردد قرأه سريعا فقال بامر : قولي الي عايزاه من غير تفكير يا...غاليه
سالته بوجل : طب هو هيبقي معايا في الشغل الي هطلعه....صراحه انا مضمنهوش....ممكن يبلغ عني عشان بس ينتقم مني
حسن برجوله : لا مش هيبقي معاكي طبعا...و خاليه بس يفكر يلمس شعره منك و انا اخليه يندم عاليوم الي اتولد فيه
ابتسمت له بهدوء يملأه عشق متواري لم يكتب له النور بعد
جلست منه بحزن داخل بيتها الذي اصبح خاويا الا منها
فقد كانت سيلا تملأه حياه بوجودها معها هي و امها
اما الان اصبحت وحيده ...كل ما تفعله الجلوس في انتظار زوجا ...باعها من اجل اخري ...و حجته القويه...ان يكون له ولدا بعد ان عجزت هي عن انجابه
و في ظل شرودها سمعت الباب يفتح ثم يغلق مره اخري
لما تتحرك من مجلسها كي تستقبله كما كانت تفعل....بل ظلت مكانها و عيناها تطلق الف عتاب
اما هو فقلب عينه بملل و من داخله يقول بنزق : هنبدأ وصله النكد انا ايه الي جابني
تقدم منها بعد ان ابتسم باسطناع ثم قال : ايه يا منون مفيش حمد الله عالسلامه لجوزك الي بقالك اسبوع مشوفتيش وشه
نظرت له ببرود عكس النار التي تلتهم احشائها و قالت : طب كويس انك عارف ان بقالك اسبوع مفكرتش تطل عليا و انت عارف اني بقيت لوحدي
الاول كنت معتمد علي غاليه و سيلا انما دلوقت ايه يا فتحي
فتحي ببرود و كذب : غصب عني اصل الواد كان تعبان و كل يوم بيه عند دكتور شكل
منه بقهر : بطل كدب بقي...متفولش علي ابنك بدل ما ربنا يبتليك فيه
صرخ بها : انتي بتدعي علي ابني يا واطيه
منه ببكاء : و لا عمري اعملها و انت عارف.....انا بنبهك انت ....حرام عليك.....كل ما تعوز تلاقي حجه لغيابك تقول كده
بكت بقوه و هي تكمل : يا فتحي حرام عليك....انا مش ذنبي ان مبخلفش.....و انا الي قولتلك اتجوز....و انت وعدتني انك هتعدل بينا
يوم فالتاني و سنه وري التانيه بقيت انا الي عاله عليكم......كل أسبوع و لا عشر ايام تجيلي يومين
بحس فيهم انك جاي مغصوب.....بعمل نفسي مش اخده بالي من رسايلك معاها طول الليل ...و لا قعدتك معايا بالغصب
فتحي : كل دي اوهام....و بعدين انا بقعد هناك كتير عشان البيت قريب من الشغل
منه : طب مش انت الي جبتلها الشقه هناك....و انا من زمان اصلا بقولك تجبلي شقه جنب شغلك و انت مكنتش راضي
اراد ان يهرب من عتابها و حديثها الصحيح...فكان خير وسيله هي الهجوم عليها
صاح بصوت عالي كي تخاف كعادتها : ايووووووه....انتي كرهتيني في الجيه عندك يا شيخه.....ايه الغم ده
كل ماجي تستقبليني بعياط و نواح ...انا زهقت....دي بقت عيشه تقرف
اتجه ناحيه طاوله الطعام ثم مد يده داخل جيبه مخرجا بعض الاوراق الماليه
القاه باهمال فوقها وهو يقول بهروب : مصروفك اهوووو....لما تبطلي نكد ابقي اجيلك ....جتك داهيه تجيب أجلك زي ما عايزه تجيبي اجلي بنكدك و فقرك ده
و فقط.....اعقب قوله بالخروج سريعا من المنزل مغلقا بابه بقوه اهتزت لها الجدران
جلست فوق المقعد تبكي بقهر علي حالها ثم قالت : عندك حق تعمل فيا اكتر من كده
انا الي عملت في نفسي كده....انا الي استاهل ...منك لله يا فتحي انت و هي ...مش مسمحاكم لا دنيا و لا اخره
بعد مرور اربعه ايام قضتهم غاليه في انتظار العمل المقرر لها....من داخلها تعلم انها تشتاق لرؤيته و هذا العمل ما هو إلا حجه كي تكون معه
لم يحادثها خلالهم الا مره واحده كي يطلعها علي الميعاد الذي حدده هو ....و هي لم تفكر في الاتصال به لاي سبب ان كان
صدح رنين هاتفها بنغمه تعرفها جيدا ...نبض قلبها بشده ...اخذت نفسا عميقا ثم قامت بالرد بثبات انفعالي تحسد عليه : الو ...صباح الخير يا باشا
رد عليها حسن من الطرف الاخر بجديه منافيه ايضا لما داخله : صباح الفل يا غاليه...لسه نايمه
غاليه : لا صحيت بس لسه مفوقتش ...نظرت في الساعه المعلقه فوق الحائط ثم قالت : لسه ساعتين علي ميعادنا ..متقلقش هكون قبلها عندك
ضحك ثم قال بمزاح وقح متواري : انتي مظبوطه في كل حاجه يا لولو ...يلا فوقي كده و انا هستناكي في المكتب
غاليه : تمام يا ريس
قبل ان يغلق قال : كمان ساعه هتلاقي ابو ذياد مستنيكي في نفس المكان
ابتسمت علي اهتمامه و حرصه عليها ثم قالت : الي تشوفه سعادتك ...مش هتكلم تاني في حكايه ابو ذياد دي عشان فالاخر الي انت عايزه هو الي هيحصل
ضحك برجوله و قال : جدعه ...يلا بقي متعطلنيش ...سلام
ضحكت بهدوء ثم اغلقت الهاتف و احتضنته لبعض الوقت ...زفرت بهم ثم قالت : و بعدين يا بت عم عربي ...فوقي لانتي من توبه و لا هو عمره هيبصلك
اما هو بعد ان اغلق معها ...جلس خلف مكتبه و هو يقول لحاله : ابعد يا حسن ...مش هينفع ...بكل الاحوال صعب ....اوووف بقي ...ماهي لو مكانتش محتاجه للشغل كنت جبت غيرها ...بس حرام دي بتصرف علي بنتها العيانه
زفر بحنق ثم لعن حاله قائلا : و حيات امك ...طب خلي قلبك الحنين ينفعك لما تقع علي بوزك
انت من يوم ما عرفتها و انت مش مظبوط يابن الجيزاوي...و لا منك سحبتها لسريرك.....و لا انت عارف عايز منها ايه
اخرتك وحشه...انا بحزرك من اولها
الفصل السابع
حينما تريد شيئا اسعي خلفه ...لا تيأس بل ابذل كل ما بوسعك كي تصل اليه
حتي لا تندم في يوم انك لم ...تحاول
داخل احد مراكز تعليم اللغه الانجليزيه ....
دلفت مريان الي احدي القاعات التي ستلقي فيها احدي دروسها التعليميه لمن يريدون اتقان تلك اللغه
وقفت في المقدمه تلقي نظره علي الوافدين الجدد...توقفت عيناها علي ملامح فادي المبتسمه
زمت شفتيها بغيظ و هي تسبه داخلها
اذ بدأ في مطاردتها منذ اسبوعان....لا تذهب مكان الا و تجده ...و الان ياتي اليها بتلك الحجه الواهيه
اغتاظت اكثر حينما غمز لها بعينه بمعني : ايوه انا ...هفضل وراكي و مش هسيبك
تجاهلته و بدات الترحيب بالجميع و اخذت تلقي عليهم اول دروسها باتقان و ثقه
بعد مرور ساعتان انتهت مما تفعله و طوال الوقت لم يكف عن ايمائاته التي كادت ان تجعلها تملأ الدنيا ضحكا
وقفت تلملم اشيائها بينما يخرج الجميع من القاعه...الا هو ...ظل مكانه الي ان راي اخر شخص يترك المكان
كادت هي الاخري ان تتحرك الا انه وقف قبالتها و قال بترجي : ثواني يا ميس
نظرت له بغضب و قالت مستنكره : ميس
ابتسم و قال : مش انا جاي اتعلم عندك ...تبقي ميس...لما اخرج انا و انتي من هنا هقولك يا ميرو
اشتعلت عيناها غضبا و هي تقول : الزم حدودك يا استاذ انت ...ايه ميرو دي مين اداك الحق ترفع الكلفه بينا
اغتاظ من عنجهيتها و هجومها الحاد فقال بنزق : و لا عاجبك ميس ...و لا ميرو ...اعمل اااايه
ماريان : تبعد عني و تسبني في حالي ...قولتهالك الف مره انا مش ناويه ارتبط تاني خلاص
تمالك حاله و قال : ممكن تسمعيني لاخر مره
زفرت بحنق ثم قالت : اتفضل ...بس يا ريت تختصر
فادي : صلي عالنبي
برقت عيناها بصدمه مما قاله ...امسكت سلسال متدلي منه صليبا و وجهته اليه و هي تقول بجنون : انت مش شايف ده
مد يده داخل قميصه و اخرج واحدا مثلها و وضعه امام وجهها و هو يقول بغيظ طفولي : اهووووو...عندي واحد اكبر منه
ماريان بجنون : امال معناه ايه الي انت قولته
سب حسن بداخله ثم قال موضحا : عندي واحد صاحبي اسمه حسن...من ايام الكليه و هو اول ما يبدا كلام معايا او مع اي حد يقول صلي عالنبي
لما بدا يجيلي البيت و بردو بيقولهالي ...قولتله يابني انت شايف صوره العادره و المسيح و الصليب في كل حته احترمني شويه
شوحلي بايده كده و قالي كلهم انبياء يا جاهل عادي نصلي عليهم كلهم
ماريان : ااااه...وانت ...
قاطعها سريعا و هو يقول : صدقيني لزقت في بوقي من غير ما احس...ههههه
مره روحت الكنيسه عشان اعترف ...قعدت و تمام و ابونا بيقول اتفضل يابني
قولتله صلي عالنبي
جحظت عيناها بزهول و سالت باهتمام : و ابونا عمل اااايه
فادي بلامبالاه : ولا اي حاجه ...قال ..الاب و الابن و الروح القدس بعلو صوته خلي الكنيسه كلها تتلم علينا
ضحكت بمليء فاها و هي تساله بصعوبه : و انت عملت ايه
فادي بفخر مصطنع : هعمل ايه يعني ...الجري في الوقت ده الجدعنه كلها
حقا ضحكت من قلبها و هي تتخيل ذلك الموقف الغريب
اكمل بغيظ مفتعل : كل ده سهل و يعدي ...انما الي مكنش سهل ابدا الي حصل بعدها
نظرت له باهتمام فاكمل : قعدت شهر مروحش الكنيسه ...بعدها قولت اروح واحده تانيه...اول ما دخلت لقيته في وشي
لم تتوقف عن الضحك لاول مره من قلبها ...فما يقصه عليها ضربا من الجنون
سرح في ضحكتها قليلا ثم قال : ضحكت يبقي قلبها مال...يا بركه دعاكي يا حاجه ذبيده
ابتسمت بهدوء و قالت : و مين دي كمان
فادي بحب : دي يا ستي...ام حسن صاحبي ...و تقريبا من يوم ما اتصاحبت عليه و هي متبنياني
نظر لها برجاء ثم اكمل : ممكن نقعد نتكلم في مكان هادي و اوعدك انك مش هتندمي
تحولت ملامحها مائه و ثمانون درجه و هي ترد عليه بهجوم : هو عشان وقفت معاك و ضحكت العشم هياخدك و لا ايه
نظرت له باحتقار مفتعل ثم تحركت تجاه الخارج و هي تقول بنزق : رجاله عايزه الحرق...قال مكان هادي قال
تابع خروجها بصدمه لم يقوي علي استيعابها....ماذا حدث ..اليست هي من اهدتني اجمل ضحكه
فاق من صدمته و هو يقول بغضب و سخط : منك لله يا ماريان....وليه عايزه الحرق...عض اصابعه كي يكتم غيظه ثم قال : ااااخ ...لو مكنتش متنيل بحبك كنت اخدتك عالتخشيبه عشان تتربي
و علي الجهه الاخري لم يكن حال صديقه بافضل منه ...اذ كان يشعر بنارا حارقه داخل قفصه الصدري
لا يعلم لما كلما راها شعر بذلك...ناهيك عن نظرات الرجال الملتفه حولها و كلا منهم يحاول اظهار نفسه امامها خاصه بعدما انتشر خبر طلاقها من سعد و الذي لم يكن حاضرا اليوم كما وعدها
رغم انها تعامل الجميع برسميه ..حتي ابتسامتها لا تهديها لاحد ...الا ان جمالها و شموخها يجبر اي شخص علي التمتع بالنظر اليها ...بل يتمناها داخله
يتمناهااااا....
اضائت تلك الكلمه عقله ....وجد حاله دون اراده يصيح بالجميع : في اااااايه
حل الصمت من حوله ...و جميعهم يتطلعون اليه بزهول……ماذا حدث كي يصرخ بهم هكذا
اما هي...حقا خافت من تلك الصرخه التي خرجت بصوت ينم علي غضب جم
ساله ابو ذياد في وجل : خير يا ريس ...في حاجه مالي اتقالت مش عجباك
ماذا سيقول ...لا يعلم...
القي عليها نظره جهنميه ثم التف للجميع و قال بتجبر : كل الهري ده و لا يدخل دماغي ببصله
انتو فاكرين نفسكم بتمثلو فيلم المصلحه و لا ايه
نظر لها بشرر و اكمل بغباء : و لا الست غاليه بقت هي الريس و بتحط الخطط
فووووقو....الي هقوله هو الي هيتنفذ بالحرف الواحد...و اياااك حد يجود من عنده سااااامعين
عادت الي منزلها بعد مرور بضع ساعات و بداخلها غيظ و غضب يمكنه ان يحرق العالم اجمع
نظرت لها منه التي كانت تراقق الطفله لحين عودتها و سالتها بوجل : مالك في ايه ...الشغل باظ...في حد عملك حاجه ....يا بت انطقي
اخيرا جاء وقت افراغ غضيها المكتوم الذي حاولت مداراته طوال الساعات الماضيه
غاليه : انا مش هعرف اكمل ...البني ادم ده بيتعمد يقل مني و انا لا يمكن اسمحله بكده ...هو فاكر نفسه اااايه ...اله هيستعبدنا
منه : احيييه ...في ايه لكل ده...اهدي بس و فهميني الي حصل
قصت لها ما حدث منذ ان ذهبت اليه حتي انهت عملها ثم قالت بغضب : بس ...و فالاخر و هو بيديني المكافأه بقوله اخصم جزء من الفلوس الي دفعتهالي
قالي بمنتهي قله الزوق : مانا خصمت قبل ما احاسبك هو انا هستني انك تفكريني ....انا مش بسيب حقي
منه بحيره : انا مش شايفه سبب للي بيعمله ده يا غاليه...الصراحه انا احترت فيه...هو جدع و طيب....و لا الكبر واخده و بيفتري عالخلق و لا ايه
غاليه : هو انا هحلل شخصيته ...كل الي قاهرني اني عارفه انه مأخدش حاجه زي ما عايز يفهمني
و انا مش قابله الشفقه دي منه هو بالذات....نظرت لها بغيظ ثم اكملت : يابت عامل زي التعبان ...كل ما تمسكيه من ناحيه يفلفص من التانيه....
متغرفيش تاخدي معاه حق و لا باطل
منه بتعقل : اسمعيني يا قلب اختك.....انتي بتتعاملي معاه بحزازيه عشان الي جواكي
بس لو فكرتي هتلاقي تصرقاته طبيعيه ....كبري دماغك و متقفيش قصاده حاكم انا عرفاكي
انتي ليكي شغلك و بس عشان ربنا يكرمك و تكملي حق عمليه بنتك
معلش هتتعبي شويه بس اخرها خير و هترتاحي
غاليه : و ايه الجديد يا منه ...مانا طول عمري شقيانه
من بعد ابويا ما مات الله يرحمه ....اشتغلت عشان اكمل تعليمي...و بعدها اشتغلت عشان اصرف علي نفسي و اخويا و عياله مقابل انه يقعدني معاه
و حتي لما اجبرني اتجوز الي محسوب علي الرجاله غلط ....علي يدك كنت بشتغل و اطفح الدم و فالاخر كان ياخد شقايا
و لما البت تعبت و قولت اشيل فلوس شغلي عشانها...بقي اي شغل انزله يعملي مشاكل فيه لحد ما اطرد منه
منه بقهر : كلهم كلاب ...مانا معايا الي ربنا كارمو من وسع....بس عمل ايه ...باعني عشان الي اتجوزها عليا و حجته العيال
و اهو ...راميني كل فين و فين لما يجي يرميلي قرشين عشان يريح ضميره
غاليه : اصبري عليا اظبط اموري و اخليكي تخلعيه و تيجي تعيشي معايا بلا رجاله بلا هم الله يحرقهم كلهم بجاز وسخ
جلست خلف مكتبها تراجع بعض المواد المقرره عليها ...و لكن عقلها شرد قليلا في ذلك الذي خطف دقات قلبها الصغير
يس ...اين عمها ...لم تجد في حنانه احد .ظلت تتذكر بعض المواقف التي جمعتهم في الصغر و علي وجهها ابتسامه عذبه
فاقت من تلك السحابه الورديه علي طرق فوق الباب...اذنت بالدخول
و بمجرد ان راته امامها احمر وجهها خجلا ...و كأن قلبها ارسل له نداءا فأتي اليها علي الفور
اما هو ...يعشقها منذ ان عرف معني دقه قلب و خفقانه
ابتسم بحلاوه ثم قال : ايه يا ايسو مختفيه يعني من بدري
اسيا : عندي درس كمان ساعتين قولت اراجع شويه قبل ما اروح
و انت مخرجتش معاهم ليه
جلس باريحيه فوق فراشها الصغير ثم قال : رايحين يصيعو ...هروح اعمل معاهم ايه
ضيقت عيناها ثم قالت : عايز تفهمني انك متعرفش بنات يا ايسو ...عيب في حقك و الله
نظر لها بحب و قال بمغزي : انا معايا ست البنات ...ابص لغيرها ليه
حزن قلبها حينما ظنت انه يقصد غيرها بتلك الجمله فسالته بدموع حاولت ان تمنعها من الهطول : مين بقي ...و ليه مقولتليش
و بما انه يمتلك من الذكاء ما جعله يفهم ما وصل اليها.....تحرك من مجلسه ثم اتجه اليها و جلس علي حافه مكتبها
نظر لها بعشق بريء ثم قال بحنو : محبتش اقولك...امممم...او اقولها اني بعشقها مش بحبها بس عشان لسه صغيره...في اولي ثانوي
مش عايزها تنشغل عن مذكرتها
سالته بحزن : هي معانا فالمدرسه ...و لا فالدرس
ابتسم و قال بمغزي فهمته اخيرا : معايا فالمدرسه ...و البيت ...و كل حته بكون موجود فيها مش بعرف اقعد من غيرها
امسك طرف شعرها الناعم ثم اكمل بوله : شعرها بني و زي الحرير...عنيها العسلي بتجنني
ايسو الي بتدلعني بيها مش بحب اسمعها من غيرها ....هااااا عرفتيها
برقت عيناها الجميله بزهول...فهو يصفها هي ...خفق قلبها بشده ثم قالت بعدم استيعاب : ايوه...مين هي بقي
تحرك من مجلسه وهو ينظر لها بغيظ و يقول : واحده حماره ....ذاكري يا ايسو ذاكري يا ماما
اعقب قوله بالاتجاه خارج الغرفه و هو يقول بنزق : بحب واحده غبيه ....غبيه اوووي يعني
ارتطم بجسد صلب فنظر سريعا وجده ابيها
حسن باستغراب : مالك ياض بتكلم نفسك و مش حاسس بالدنيا
و بما ان عمه اقرب شخص اليه و لا يداري عنه شيئا
قال له شاكيا : هي البنات غبيه و لا بتستغبي يا كينج
لف زراعه حول كتفه كي يجعله يتحرك معه و هو يقول : يابني انت لسه بدري عليك ....النسوان مش بيجي من وراها الا الهم ...اسمع مني
يس بغيظ : يا عمو دي بنتك ...بتقومني عليها
حسن : لا بوعيك يااااض....وقف فجأه و تحول وجهه الي التجهم
سخب زراعه و امسكه من مقدمه ثيابه ثم قال : ولااااا....انت بتلف عالبت الي حيلتي....مش قولتلي مش هتقرب منها غير لما تكبر
رفع عينه لاعلي بملل من هذا المشهد المقرر ثم قال : عمو ادائك بقي سيء اوووي
جدد هااااا...خلي في تجديد يا كينج عشان تبقي مقنع اكتر
نظر له باستغراب مفتعل ثم قال : ايه ده....بجد يعني فشلت اني اقنعك و لا ايه
ضحك يس بقوه و قال : جداااا بصراحه
رفع جانب شفته بطريقه همجيه ثم قال : ابو شكلك يا جدع....المهم في ايه ....ماشي تكلم نفسك ليه
قص له باختصار ما حدث ثم قال : بعد ده كله تقولي اسمها ايه....حسيت ان هيجيلي ازمه قلبيه ...سبتها و مشيت
تحدث معه بجديه و تعقل : يس...انا احترمتك لما اعترفتلي بحبك لبنتي ...و وثقت في وعدك انك مش هتعرفها اي حاجه غير لما تخلص ثانوي ...و انت هتكون وقتها في الكليه
ايه الي خلاك تعمل كده انهارده
شعر بالخزي من معاتبت عمه له برفق فقال : اسف يا عمو
مكنتش ناوي بس الكلام جاب بعضه...و لما حسيت بزعلها قولت المحلها مش اكتر....مش هعملها تاني ...وعد
كاد ان يرد عليه الا انه وجد ابيه مقدما عليهم بوجه رغم بروده الا انه قرأ تجهمه بسهوله
محمد : اهلا اهلا ...سبادت العقيد قرر اخيرا انه يرجع البيت بعد يومين محدش شافه فيهم
يس : طب استأذن انا عشان عندي مذاكره
تركهم الشاب كي يترك لهم مساحه من الحريه
نظر حسن الي ابيه و قال ببرود : هو سيادت اللواء مكنش في يوم من الايام مكاني و عارف نظام الشغل و لا ايه
محمد بغضب : عشان كنت مكانك عارف الدنيا ماشيه ازاي يا حسن
بس انت الي ناسي انك رئيس اداره مكافحه المخدرات....يعني شغلتك تتابع الشغل و تدي اوامر و بس
مش تنزل بنفسك مؤمريات ...نظر له بمغزي ثم اكمل : سيب الحاجات دي للظباط الصغيره مش ليك...انت اكبر من كده
و الوقت الي بتقضيه في شغل مش مفروض عليك انك تعمله....و لا قاعدتك مع فادي ..مراتك و ولادك اولي بيه
حسن بغضب : انا مش بتاع قاعده مكاتب و انت عارفني يا باشا.....و لولا نزولي الشارع مكنتش وصلت للي انا فيه....و بدراعي مش لمساعده حد
اما بالنسبه للكونتيسه الي مسخناك....اخرج هاتفه من جيبه و مده له ثم قال : شوف كده رقمها موجود و لا لا من اكتر من شهر تقريبا مرنتش عليا
طب هل هي موجوده فالبيت.....انا جيت بقالي ساعه غيرت و اكلت و راجع شغلي تاني ....فين مراتي بقي هاااااا
كاد ان يرد عليه الا انه قال سريعا قبل ان يغادر : ملوش لازمه كتر الكلام يا باشا عشان لو جبت اخري ....انت عارف
و فقط....تركه دون انتظار رده ...خرج سريعا صاعدا الي سيارته وهو يشعر بغضب ان اخرجه سيحرق العالم اجمع
قادها بسرعه لفتت انتباه الحرس الذي فتح له الباب سريعا...
لم يتجه الي مقر عمله كما كان ينوي...بل ذهب الي احد الاماكن الخاليه و التي تطل علي شاطيء البحر الخالي من الناس الا من عددا قليل نظرا لبروده الجو
استند علي مقدمه سيارته و ظل يدخن سيجاره تلو الاخري و هو شارد في امواج البحر المتلاطمه مثل حياته
رغم كل ما وصل اليه في عمله...و اسم عائلته التي يتمني اي شخص الانتماء اليها ...الا انه لا يجد نفسه
لا يجد حسن...حسن فقط دون القاب...اين هو...لا يجد حاله بعدما انهي المرحله الثانويه
و معها انتهت احلامه و طموحاته التي بناها لنفسه
انغمس في حياه فرضت عليه....حتي ان كان تحدي تلك الحياه بتمرده علي كل شيء فيها
الا انه يعترف بداخله انهم انتصرو عليه
عمل لم يكن يرغبه...امرأه لم تحرك ساكنا داخله
و في ظل كل تلك الافكار ...وجد تلك المتمرده تقتحم تلك البقعه السوداء لتنيرها بجمالها الاخاذ و ضحكتها الحلوه
ابتسم تلقائيا حينما خطر بباله بعضا من المناوقشات التي تحدث بينهما
و اخرها ما فعله بها اليوم...زفر بحنق ثم قال : لو كانت تقول حاضر و بس كانت هتبقي بيرفكت
ضحك مثل المجزوب و هو يكمل : بس دي احلي حاجه فيها...اول مره اشوف قطه سيامي بتخربش كده
اخرج هاتفه مقررا الاتصال بها ...نظر للهاتف و قال بتردد : طف افرض مردتش عليا بعد الي عملته فيها انهارده
زفر بحنق و هو يضغط علي زر الاتصال و يقول بتهديد : لو مردتش هخلي ليله اهلها سوده
و التي يتوعدها سمعت اخر جمله بعدما فتحت الخط من قبل ان يكمل رنته الاولي
جزت علي اسنانها ثم قالت بغل : مين دي الي هتخلي ليله اهلها سوده يا باشا....ارحم هاااااا ....الرحمه مطلوبه بردو
هل شعر بالاحراج و لو قليلا ...لا و الله
رد عليها بمنتهي الوقاحه : اااايه....يعني اتصل بيكي و مترديش و افوتها ...طبعا لاااا
غاليه بجنون : يعني انت اصلا كنت قاصدني اناااااا....حقيقي مش عارفه اقولك ايه
ضحك علي غضبها الذي يجعله منتشيا ثم قال : و انتي تقدري تقولي حاجه .....يا...غاليه
شردت قليلا في طريقه نطقه لاسمها بتلك الشكل الغريب المتمهل
و لكن روح الانثي المتمرده لم تتركها تتأثر بذلك بل قالت بقوه : حضرتك لو مش مستغل منصبك كنت هقول و اقول و اقول كماااان
بس يلاااااا...اكملت بهمس وصله : ربنا عالمفتري
لم يغضب بل اطلق العنان لضحكاته الرجوليه كي ينتشر صداها فالافق
هدا قليلا ثم قال : طب انا هديكي الامان...انسي ان انا العقيد حسن الجيزاوي
اعتبريني واحد قارفك في عيشتك هتعملي ايه
سالته بشك : ده بجد و لا بتجر رجلي عشان تلبسني مصيبه
حسن : عيب عليكي يا بت ...انا كلمتي واحده
هنا ...اطلقت العنان لغضبها كي ينفجر به فقالت بغيظ و غل كتمته منذ ساعات : ليا اسم علي فكره
دي حاجه تاني حاجه بقي ...انا حرفيا مش طيقاك ...ايه ده بجد انا عمري ما حد عمل معايا الي انت بتعمله
حتي الزفت الي كنت متجوزاه ....كان بيضربني و يشتمني بس كنت بديلو علي دماغ الي جابوه
عمري ما سكت علي حقي ....بس انت اصلا مش بتديلي فرصه ارد....ليه كده....كلنا ولاد تسعه يا باشا ....انزل من برجك العالي و اتعامل مع مخاليق ربنا برحمه
لازم تقبل راي غيرك لانك مش ديما علي حق
و انا لو كنت هموت عمري ما هقبل حد يهيني و لا يقلل مني
انا الي خلاني مضطره اتحمل الي بتعمله ده ..ان اسد دينك الي في رقبتي و الي طبعا لو جيت ادفعه مره واحده عمرك ما هترضي
تنفست بعمق ثم قالت بنبره يملأها الحزن و الاصرار : يا ريت حضرتك تقولي فاضل عليا قد ايه عشان اخلص....مش هقدر اتحمل اسلوبك اكتر من كده ....يا باشا
لمعت عينه بلهيب خرج من اعمق الجحيم ...لم يشعر بيده التي احترقت حينما هرس السيجاره المشتعله داخلها
قال لها بصوتا خطر شعرت به و ارتعبت حقا : .......
الفصل الثامن
العناد ...التكبر
هما عدوا الانسان الاول...كل جميل يضيع في عناد فارغ...و تقتل اجمل اللحظات بسيف الكبرياء الزائف
لم يتحمل انتقاضها ...حقا شعر بالظلم ...لن يتقبل منها هي ...هي خاصا لن يقبل منها ظلما
يعلم انه همجي بطبعه و ردوده حاده...و لكنه رحيما لا يظلم احد
رد عليها بغباء سيندم عليه : انتي اتهبلتي يا وليه انتي ...فاكره نفسك مين عشان تتكلمي معايا كده...دانا افعصك تحت رجلي و ملكيش عندي ديه و لا حد هيدور عليكي
صاح بها بغل من نفسه بعد ان وعي ما قال و لكنه ذاد الطينه بله حينما اكمل : اسمعي يا غاليه ...انتي دخلتي مكتبي بمزاجك .....و مش هتطلعي منه ...غير بمذاجي
و فقط ...اغلق الهاتف في وجهها دون ان يلتفت لصوت تنفسها العالي الذي ينم علي دموعها المنهمره
اما هي فقد شعرت ان سكينا حاد قد غرز في قلبها العاشق له ...ما تلك القسوه...بما اوقعتي حالك ايتها الغاليه
بكت قهرا علي حالها ...و قبل ان تنتحب لتنعي حالها ...كان عقلها يهديها لشيئا ما ستفعله توا
مسحت دموعها بقوه و ظهرت داخلها الانثي الشرسه و التي لن تقبل بالاهانه
اخرجت اسم صديقتها كي تحادثها لتطلعها علي ما ستفعله كي لا تقلق عليها
و قبل ان تتفوه بحرف سمعت صوتها الباكي بقهر و هي تقول : ايوه يا غاليه ...فيكي حاجه
نسيت ما كانت به...او تناست بعدما خفق قلبها قلقا علي تلك البائسه
سالتها باهتمام : انتي الي فيكي ايه...بتعيطي ليه يا بت ...مالك اااانطقي
ردت عليها بصعوبه من شده بكائها : فتحي ضربني ...و قاعد بره عشان منزلش
انتفضت غاليه بجنون من مجلسها و هي تقول : احيييه ..ده بجد....ليله ابوه سوده ...اقفلي
لم تعطها الفرصه لترد عليها بل اغلقت الهاتف و اتجهت نحو خزانه ثيابها
سحبت اول شيء طالته يدها ثم ارتدته سريعا و هاتفها لم يكف عن الرنين
سحبته واضعه اياه داخل حقيبه يدها .....اتجهت نحو غرفه طفلتها الغافيه كي تطمان عليها و هي تحمد ربها ان الدواء فيه نسبه مهدأ يجعلها تنام دون ان تقلق ليلا
وقفت امام البنايه و علي وجهها غضب العالم و هي تشير لاول سياره اجره تمر من امامها
صعدت سريعا دون ان تلاحظ من يراقبها من بعيد و حينما راها اخرج هاتفه سريعا
وصلت الي بنايتها القديمه و التي كانت تنوي عدم الرجوع اليها مهما حدث...و لكن صديقتها اهم من اي شيء
طرقت الباب بشده و حينما فتح لها هذا الحقير ...دفعته بقبضتها و هي تقول بصراخ غاضب : حصلت يا وااااطي تمد ايدك عليها
بعد ما وقفت جنبك و عملتك بني ادم ....اول ما القرش جري فايدك تبهدلها....مش مكفيك جوازك عليها يابن الكلب
امتص فتحي صدمه هجومها عليه و رد بوقاحه : و انتي مال امك....بتدخلي ليه....عايزه تخربي عليها و تبقي مطلقه زيك
خرجت منه علي اثر الصياح و قالت بمهادنه : اهدي يا غاليه انا كويسه و الله
نظرت لها بزهول حينما رات جبهتها المجروحه
هنا لم تري امامها و قد ارسل لها الله من يجعلها تخرج جام غضبها به
هجمت عليه بشجاعه ممسكه اياه من تلابيبه و هي تسبه بابشع الالفاظ ثم اكملت بتهديد : قسما بالله لو ما سبتها تنزل معايه دلوقت لكون عملالك محضر ابن ####
و شوف مين هيطلعك
صاح بغل : ااااه...مانتي وليه قادره و فاجره...زي ما لفيتي عالظابط و خلتيه يطلقك من جوزك
عايزه تعمليها معايا...ده بعدك
تدخلت منه كي تبعدها عنه قبل ان يطالها بطشه ...و لكن كانت غاليه لا تري امامها حقا من شده الغضب ...
و ما ذادها هذا الحديث الا اصرارا علي الانتقام من كل رجل علي وجه الارض
تركت ثيابه ثم ردت بثقه عليه و قالت : طب و حياااااات شرفي الي بتطعن فيه يابن الكلب لكون مبيتاك انهارده فالتخشيبه
كادت ان تتحرك للخارج الي انه مثل الشجاعه بعد ان خاف من تهديدها و قال : و لا تحبسيني و لا احبسك
امسك منه من زراعها ثم دفعها ناحيتها وهو يقول : انتي مش عايزه صاحبتك ...خوديها اااايه و غورو من بيتي
جذبتها غاليه كي لا تقع او تطالها يده مره اخري ثم قالت بقوه : الجبن سيد الاخلاق يا فتحي ...ايوه كده
التفت لصديقتها و قالت بامر لا يقبل النقاش : ادخلي لمي هدومك....نظرت بقوه و اكملت : و هاتي دهبك كله....هتقعدي عندي لحد ما يطلقك بالذوق ...او بالعافيه ...براحته بقي
تحركت منه للداخل في ظل صراخ فتحي الذي يقول بغل : طلاق مش هطلق....
متسمعيش كلامها يا منه دي عايزه تخرب عليكي ....دي وليه قادره ملهاش حاكم
ظل يصيح و يسب دون ان يقوي علي منعها الي ان خرجت حاملا حقيبه متوسطه
نظرت له بقهر و قالت : كده خلصت يا فتحي ...خليها بالمعروف احسن
فتحي بجنون : مش هطلقك يا منه ...و وريني اخرك ايه
امسكت غاليه يد صديقتها بقوه كي تسحبها معها الي الخارج و هي تقول له بقوه و كيد : انا الي هوريك اولها يا روح امك ...عشان اخرها عمرك ما هتقدر عليه....و فقط
تركته يغلي كالمرجل و اغلقت الباب خلفهما بقوه اهتزت لها الجدران
اما الذي كان يتبعها ...تحدث سريعا عبر الهاتف الموضوع فوق اذنه و قال : اهي نزلت مع صاحبتها
صوتهم كان مسمع المنطقه كلها يا ريس
حسن بغيظ : ماشي ...خليك وراهم لحد ما ترجع البيت و كلمني
اغلق الهاتف ثم ضرب علي مقود السياره بغضب و هو يقول : الله يحرقك...الله يحرقك...نازله الساعه اتنين بالليل و عامله فيها عبده موته
لو مكنتش موقف واحد يحرصك بالليل يا غبيه ...مااااااشي يا غاليه...ماشي...
انطلق بسيارته تجاه منزل صديقه الذي تاخر عليه اليوم علي غير العاده
في منزل يقبع داخل الاحياء الشعبيه ...كانت تجلس ام ريم وسط بناتها و جسدها يرتعش رعبا
سالتها ابنتها الوسطي و تدعي يمني : انتي خايفه من ايه يا ماما ...اكيد بعتولنا استدعي عشان يكملو التحقيق
نظرت ابنتها الصغري بغل و قالت : انتي لسه مصممه تضيعي اختي ...هتروحي من ربنا فين
مش كفايه جوزك الي ربنا يجحمه مطرح ما راح ضيعها ...جايه تكملي عليها و كمان اجبرتينا نشهد ضدها
مالت تجاه الارض كي تسحب خفها البلاستيكي ...قزفتها به و هي تقول بغضب جم : اااخرسي يا بنت الكلب ...عايزه تفضحيني ...مش كفايه الي عملته قتالت القتله دي
صرخت بها ابنتها و تدعي مني بقهر : حرام عليكي ...دي بنتك ....ليه تعملي كده فيها
ام ريم : عشان مضيعكمش زييها...مين هيبص في خلقه واحده فيكم لما يعرف الحقيقه...هتقعدو جنبي عوانس...عرفتي ليه
مني بقهر : منك لله ...انتي و جوزك و ابنك الواطي الحشاش....انتي السبب فالي احنا فيه....مش مسمحاكي ...منك لله ...حسبي الله و نعم الوكيل ...حسبي الله و نعم الوكيل
دلف عليهم في ذلك الوقت اخيها الحقير و الذي يدعي اسامه
سمع ما قالته منذ ان كان بالخارج ...و كعادته القذره يستغل اي موقف كي يختلي بها
امسك زراعها بقوه و هو يقول بغضب مفتعل : في ايه يا بت...مالك صوتك جايب اخر الشارع ...هو احنا ناقصين فضايح
ارتعش جسدها من لمسته التي تعلم غايتها و لكنها اخذت القرار و لن ترجع عنه مهما حدث
حاولت التخلص من قبضته و هي تقول بقهر : هو في اكتر مالي احنا فيه فضايح....خايفين من الناس ...طب و ربنا اااايه مش بيخطر علي بالكم
نظر لها بغل و قال بعدما بدا في سحبها للداخل : لااااا ...دانتي عايزه الي يعدلك دماغك بدل ما تودينا كلنا فداهيه...انا هعرف اعدلعالك
ام ريم بشماته : كسر عضمها بنت الكلب دي بدل ما تودينا في داهيه
نظرت لها اميره بغضب و لكن خوفها منعها من التدخل
اما هو دخل بها غرفته ثم اغلق الباب بقوه
لم يفلتها رغم محاولتها التخلص منه و انما كاد ان يلمس مقدمتها بيده كما يفعل دائما ليغويها لذلك الذنب العظيم
الا انها ابعدتها سريعا و هي تقول بشجاعه رغم ارتعاشها : لو فكرت تلمسني بايدك النجسه دي تاني هقتلك
نظر لها بزهول غاضب ثم قال : ايه النغمه الجديده دي يا بت....هي ريم لعبت فدماغك
دانا ما صدقت غارت فداهيه عشان نبقي براحتنا
حاول الاقتراب منها مجددا و هو يقول : بقولك ايه ....انا لسه شارب جوين مطير دماغي ...متضيعهوش ع...
قاطعته بدفعها له كي يبتعد و يكف عن لمسها قبل ان تضعف مثل كل مره
صرخت به بهمس غاضب : اااانت اااايه...دانا اختك يا واطي...بدل ما تحافظ عليا ...انت الي بتجرني للزنا
لا و مش اي زنا ...ده اسمه زنا محارم ...انت عارف ربنا هيعمل فينا ايه...بكت بقهر و هي تكمل
انا معرفش ازاي كنت بطاوعك ...و لا حتي بخاف اقولك لا....خوفت منك و مخوفتش من ربنا ....منك لله
اسامه بجنون : انتي هتعمليهم عليا يا روح امك...دانتي عمرك ما ركعتيها
اخلصي يا بت قبل ما حد يدخل علينا
ضربته في صدره و هي تقول بصعوبه من شده بكائها : غووور في داهيه ...و الله العظيم ما هيحصل حتي لو موتني
انا عمري ما كنت بصلي عشان محدش فيكم بيركعها يا عيله واطيه
بس بعد الي حصل لريم سالت و دورت و عرفت الي انت و ابوك الله يجحمه عملتوه فيا ...قد ايه ذنبه عظيم عند ربنا
كان لازم اعمل زي ريم و اقول لا من الاول...شهقت بقوه و هي تكمل : بس كنت جبانه ...خوفت منكم ....و كنت بترعب لحد يشوفني
طب و ربنا الي شايفني ...ازاي مخافش منه ....انا بكرهك ...بكرهكم كلكم...و كارهه نفسي
لو اطول احرق جسمي الي وسختوه هعملها....اكملت بضعف و انهيار : ابوس ايدك كفايه...اقتكر ان انا اختك ...عرضك و شرفك الي المفروض تحافظ عليه....بلاش تضيعني اكتر من كده
ذلك الجاحد لم يتأثر بكلمه مما قيلت...و لا بانهيارها ...بل ترك زراعها و هو يقول : خلاااص غوووري...طيرتي الدماغ الي كنت عاملها....هسيبك تروقي كده
انتي بس الي حصل لاختك مأثر عليكي ...نظر لها بمغزي و اكمل : يومين و هترجعي تاني و نروق علي نفسنا
لفت زراعها حول جسدها بحمايه و كأنها ستمنع عنه نظراته التي تعريها ....لم ترد عليه....و لكن بداخلها عقدت العزم الا تعود لما كان يحدث حتي لو قتلها او عذبها
ارتشعت بجنون بعد خروجه و هي تقول مبتهله من بين دموعها : ياااارب ...اكفيني شره و سامحني...لو كنت اقدر كنت موت نفسي...بس غضبتك فالدنيا و كمان اموت كافره...ساااامحني يا رب...و قويني
لم يناما الاثنان ...بل جلسا معا بعد عودتهم لبيت غاليه ...كلا منهما تقص للاخري ما حدث تفصيلا
تغاضت منه عما بها و قالت بغيظ : انتي غلطانه يا غاليه ...و الغلط راكبك من ساسك لراسك
تطلعت لها بغيظ و قالت : اناااااا....غلطت في ايه ان شاء الله
منه بتعقل : انتي دخلتي شغلانه مش بتاعتك يا قلب اختك...و حظك وقعك مع حبيبك الي مكنتيش تحلمي تشوفيه
من جواكي بتعملي كل ده عشان رافضه تكوني قدامه مجرد واحده بتشتغل عنده
لازم تعملي حدود يا غاليه....خالي الي فالقلب فالقلب يا حببتي و اتعاملي معاه زيه زي اي واحد غريب
غاليه بحزن : حاولت و الله ...معرفتش...و فكرت انه مستحقرني او اني اقل منه بتخليني اتجنن ...بحاول اثبتله اني احسن من الوضع او الطريقه الي عرفني بيها
ردت عليها بجديه كي تعيدها لشخصيتها القويه المثابره : غاليه....
انتي طول عمرك شقيانه ...معرفتيش تشتغلي بشهادتك...الي عافرتي عشان تاخديها... و وقعتي و قومتي ..اتكسرتي و محدش طبطب عليكي
طول عمرك مش بيهمك كلام الناس...دايما تقولي ادام انا مش بعمل حاجه غلط يبقي ###### الناس
من امتي بتهتمي بنوع شغلك يا حببتي ...كان الي بيهمك انه حلال
اسمعيني و حطي كلامي ده قدام عنيكي
انتي وافقتي علي شغلك معاه عشان خاطر بنتك و علاجها....و ربنا كرمك بذياده كمان و بعتلك الي يخلصك من الواطي الي كان مستعبدك
يبقي كل الي عليكي دلوقت انك تفكري فالي جاي...هتمشي حياتك ازاي....هتشيلي ايه لعمليه سيلا....و ايه تاني عشان تعملي اي مشروع ...مفتكرش انك هتستمري كتير فالشغل ده ...و لا انا غلطانه
نظرت لها غاليه بحزن يشوبه القوه ثم قالت : انتي صح....يمكن عشان الي حصل الايام الي فاتت كله جه وري بعض و بسرعه ...ده غير ظهوره هو الي قلب كياني
كل ده خلاني مش مركزه و بتصرف بعشوائيه و من غير تفكير
نظرت للامام ثم اكملت بتصميم : هرتب حالي ...و اعمل للبت العمليه دي اهم حاجه
و في نفس الوقت ا حاول اعمل حاجه تبقي ثابته نعيش منها...تنهدت بهم و عي تكمل : ماهو مش هفضل طول عمري كده ...في نظره
اما هو ...فكاد ان يحرق الارض و من عليها بعد ان اغلق مع رجله المكلف بحمايتها في الخفاء
فادي : اهدي يابني حصل ايه لكل ده
طه : انت مكبر الموضوع ليه...نظر له بشك و اكمل : اصلا انك توقف واحد تحت بيتها ده غلط و غريب في نفس الوقت انا مش فاهمك
حسن بهروب : غلط ازاي يعني ...افرض الكلب ده اتهجم عليها بالليل هتعمل ايه...انت فاكر انه سكت او هيعدي الي حصل بالساهل ...لا طبعا...انا عارف انه بيرقدلها بس انا صاحيلو
فادي بمغزي : بردو ده مش اجابه سؤال اخوك يا حسن...ليه كل ده ...دي مجرد واحده شغاله عندك ..طلبت مساعده و انت عملت اكتر من اللازم معاها يبقي ايه بقي
سريعا هرب من تلك الاسئله التي لا يجد لها اجابه و قال : سيبك مني و قولي عملت ايه مع ماريان
زفر فادي بحنق ثم قال : قصدك مع البومه
ضحك الاخوان و ساله طه باستغراب : ليه يابني
قص لهم فادي ما حدث حينما ذهب لها ثم اكمل بغيظ : فجأه يابني اتحولت...و تبصلي من فوق لتحت
انا حسيت اني عملت مصيبه مش بس طلبت منها تخرج معايا
حسن بوقاحه : انا لو منك كنت قفلت باب القاعه علينا و رزعتها بوسه تورم شفايفها الي بتحدف منها دبش
طه بغيظ : انت فاكر كل الناس شبهك ...سيب الواد محترم متبوظش اخلاقه
فادي ؛ انا لو عملت كده كان زمان اخوك بيحقق معايا بتهمت اغتصاب انثي
ههههههههههه
هكذا انطلقت ضحكاتهم الرجوليه علي ما قيل
بعدها سأل حسن باهتمام : عملت ايه مع البت الي قتلت ابوها
طه : روحت الطارق العشري وكيل النيابه و اتفقت معاه نسجلها ....و حطيت دوا مغص فالاكل و نقلناها المستشفي
و بعدها روحتلها انا و يحي ......قص لهم ما حدث تفصيلا ثم اكمل بعدها : كل ده اتسجل
و اهو بكره هتتعرض علي الطب الشرعي و حاليا بيشرحو جثه ابوها
حسن : كنت حاسس انها وراها قصه
طه : انا بحمد ربنا اني سمعت كلامك و عملت كل ده ...البت صعبانه عليا
فادي : بس يا رب الطب الشرعي يقدر يثبت حاجه لان عدي كام يوم عالحادثه
طه : طارق متعاطف معاها اوووي لدرجه انه بيقولي لو المحكمه مجبتش حقها انا هقدم استقالتي و ابقي محامي عشان ادافع عنها
ضحك حسن بهم ثم قال : يبقي وقع فيها ...شرد للامام ثم اكمل : مفيش راجل هيضحي بمستقبله عشان بس متعاطف
فادي باستغراب : انت هبت منك عالاخر يا بوص...انت عارف طارق ده يبقي مين .....و مين عيلته
حسن : عاااارف...كلهم قضاه ...و هو برغم انه وصل سنه للخمسه و اربعين متجوزش و رافض الفكره نفسها
تنهد بهم اثقل قلبه و هو يكمل بتمني : بس اعتقد انه قابل الي تغير فكرته ...و الي زي طارق ده مش بيتنازل عن حاجه عايزها
طه : ديما بنقابل الناس الصح فالوقت الغلط...لو استنتاجك حقيقي ... يبقي هيحارب عيله كامله ...و معتقدش انه هيقدر يصد قصادهم
بعد مرور اسبوعا علي اخر الاحداث و الذي تجنبت فيه غاليه الحديث معه نهائيا ...و هو ايضا كان يهرب من اتصاله بها
أتخذ من كبريائه سلاحا كي يحارب به تلك الرغبه الملحه في سماع صوتها الذي اشتاقه كثيرا
اما هي شغلت حالها بعرض ابنتها علي طبيب مختص لحالتها و الذي فحصها بدقه ...و بعد اجراء العديد من الفحوصات اكد لها استحاله اجراء عمليه جراحيه لطفلتها الان
و الام التي ينشطر قلبها حزنا علي طفلتها الوحيده سالته باهتمام : ليه يا دكتور...كل الدكاتره الي كشفو عليها قبل كده اكدو انها محتاجه عمليه قلب مفتوح
الطبيب بثقه فهو من امهر الاطباء و اشهرهم في مجاله : و انا مقولتش انها مش محتاجه عمليه
انا قولت ان مش هينفع فالوقت الحالي ...البنت ضعيفه مش هتتحملها...كل الي عليكي تهتمي باكلها و العلاج تنتظميه
و بعد ست شهور ان شاء الله نعيد تاني الاشعه و التحاليل و نشوف وقتها اذا كنا هنعملها و لا هناجلها كام شهر تاني
جلس خلف مكتبه يتابع بعض اوراق عمله ...سمع طرقا فوق الباب
بعدما أذن للطارق بالدخول ...زفر بملل حينما راي سعد يقف امامه بخنوع و يؤدي التحيه العسكريه
حسن : خير يا سعد في حاجه
مثل المسكنه ثم قال وهو يضع ورقه فوق المكتب : عايزك توافق علي نقلي يا باشا
امسك الورقه و بعد ان قرأها قال : حد يسيب الاداره و يروح المكتب....الف غيرك بيتمنو يشتغلو هنا
سعد بحزن مفتعل : و انا مكنتش عايز امشي من هنا يا ريس....بس بعد الي حصل مش قادر ابص في عين زمايلي
اشتعلت النار داخل صدره حينما استشف ما سيقول ذلك الحقير ...نظر له بغضب و قال : ليه...انت عامل عامله و لا ايه
سعد بمغزي : يا باشا...لما كانت مراتي محدش كان هيقدر يبصلها...انما دلوقت كل واحد بكلمه ....
الي يقول الباشا حلي في عنيها من اول مأموريه....و الي يقول باعت جوزها عشان التاجر عجبته و علق معاها ...و ....
طرق فوق مكتبه بغضب و هو يصيح كي يسكته : باااااس ....انت هتعملهم عليا و لا ايه فووووق
سعد بخوف : يا باشا اناااا
قاطعه حسن بحده حينما قال بحسم : ......
الفصل التاسع
حقا...الرجوله ليست مجرد كلمه ...بل وصفا لا يستحقه الا من كان يعرف معناها
ام الذكور ..فهم كثيرون في تلك الايام
و الرجال...قليلا ما نجدهم
و يا حظ من تمتلك رجلا
نبرته خرجت من الجحيم و هو يقول بنخوه و شهامه لا يعرف عنها شيئا ذلك الندل : فكر تكمل كلامك و انا اقطعلك لسانك الوسخ ده
انت ااايه ...بلاش تفتكر انها كانت في يوم من الايام مراتك و بتخدمك حتي اللقمه الي بتطفحها كانت من ايديها
افتكر انها ام بنتك الوحيده ...و سمعتها هتمس بنتك
انا مش لاقيلك وصف...من اول ما اشتغلت معايا و انا عارف انك واطي و ندل
بس متخيلتش انك ديوث
ارتعب سعد حقا من هيئته و غضبه ...اراد ان يدافع عن نفسه الا انه اوقفه بحسم و اكمل : اااخرس خالص
امسك قلما و قام بتوقيع طلب نقله من المكان...القاه ارضا تحت قدم ذلك الحقير و هو يقول بتهديد صريح : انت رايح تشتغل فالمكتب ...تمام
فكر بس تجيب سيرتها او سبب نقلك ...هخليك تندم عاليوم الي عرفتني فيه...سااااامع
رفع يده المرتعشه ليؤدي التحيه العسكريه و هو يقول بخوف : تمام يا باشا...اسمها مش هيخطر علي بالي...الله يسهلها
حسن : غوووور
تركه و غادر سريعا و بمجرد ان اغلق الباب خلفه...ازاح عن وجهه قناع الخنوع
نظر للامام و قال بداخله : تمام يا ريس...انت الي بديت و ال #### معاك...اتحملو بقي انتقامي
بدأ التحقيق مع ريم
بعد ان قام الطب الشرعي بتوقيع الكشف عليها كي يثبتو صحه ما قالته في اعترافها
نظر لها طارق بشفقه وهو يشعل احد سجائره ...نفث دخانها ثم قال بهدوء : اشربي اللمون يا انسه ريم
نظرت له بعيون دامعه ثم قالت بامتنان : انا مش عارفه اقول ايه...سواء لحضرتك او لطه باشا ...عمري ما كنت اتخيل ان الاقي حد يقف جنبي و يصدقني...سالت دموعها بهدوء موجوع و هي تكمل : و خصوصا انكم متعرفونيش....
مش زي اهلي الي باعوني
طارق بحكمه : احنا قبل ما نكون عايزين نقفل القضيه ...او نشوف الادله ...عندنا ضمير بيحكمنا يا انسه
من اول يوم طه شافك فيه و هو حاسس ان الموضوع في حاجه غلط
ربنا اسمه العدل...و احنا شغلتنا اننا نحقق العدل الي ربنا امر بيه
ريم ببكاء : بس يا باشا ...حتي لو طلعت ...اهلي استحاله يقبلوني ..غير كلام الناس الي هينهش في لحمي
بكت بحرقه و هي تكمل : يعني انا بين اختيارين احلاهم مر مرار العلقم
يا اما اقبل بالظلم و اتحبس باقي عمري او حتي اتعدم
او اثبت برائتي و اخرج...اخرج لغابه الكل طمعان فيا ...مانا هبقي في الشارع مليش بيت يسترني
حقا شعر بقلبه يتالم من حديثها الصادق ...
تنهد بهم ثم قال : سيبيها علي الله ...الاهم فالمهم
نثبت برائتك الاول ...و بعدها نشوف حكايه البيت ...كل حاجه سهله..بس انتي خليكي قويه لانك علي حق..و متخافيش من اي حاجه و لا اي حد ...تمام
هزت راسها علامه الانصياع لحديثه فقال بهدوء : جاهزه نبدا التحقيق
تفاجات غاليه بطرقا عالي فوق باب بيتها ...انتفضت هي و ابنتها و منه التي قالت بخوف : استر يا رب....مين الي بيخبط كده
تحركت غاليه سريعا تجاه الباب و هي تسب بمن بالخارج
بمجرد ان فتحت تطلعت لفتحي بغضب و قالت : انت اتخبلت في نفوخك ...بتخبط كده ليه...و اااايه الي جابك هنا اصلاااا
فتحي بغضب : جاي اخد مراتي ...و لا فكرك هسبهالك عشان تجريها معاكي للسكه الشمال الي ماشيه فيها
فار الدم في عروقها و قالت بجنون : ااااخرس قطع لسانك يابن الكلب ....
ظل يسبها و ترد له الصاع صاعين و هم غافلين عما تفعله منه بالداخل
هي بطبعها شخصيه ضعيفه تخاف من اي شيء و لا تستطع المواجهه
و بما انها تعلم زوجها جيدا ...لم يتركها و من الواضح ان احدهم من جعله ياتي الي هنا
احتضنت الطفله الباكيه ثم امسكت هاتف غاليه ...فتحته سريعا و قامت بالاتصال علي منقذهم الوحيد ....حسن الجيزاوي
و ابن الجيزاوي بمجرد ان رأي اسمها يزين شاشه هاتفه...دق قلبه بعنف و قوه و لم يتردد لحظه في الرد عليها
و لكن....خاب امله ...بل انقبض قلبه رعبا حينما سمع صوت منه الباكي و هي تقول بتوسل : انا منه يا باشا ...ابوس ايدك الحقنا
رد عليها بلهفه و هي يحول تفسير ما تقوله غاليه من خلال صراخها الواصل اليه : في ااايه...غاليه بتتعارك مع مين ااانطقي
منه بخوف : مع جوزي ...جاي يتهجم علينا و يتهمها بكلام وحش ...الله يخليك الحقنا
بينما كانت تتوسله كان هو يتصل برجله القابع بالاسفل و حينما رد عليه سبه سبه نابيه ثم اكمل : انت شغلت اااايه ...قاعد و لا علي بالك الي بيحصل فوق
اطلع هاتلي الزفت الي اتهجم عليها و انت قاعد زي الطربوش....
حسابك معايا بعدين
اغلق معه و اتصل علي قسم الشرطه التابع للحي الذي تقطن فيه
رد عليه المامور بترحاب شديد و لكنه لم يملك الوقت لتلك المجاملات ...قال سريعا : باشا ...اقرب دوريه نجده لشارع.....تكون فين دلوقت
المامور : تقريبا بينهم دقيقتين مش اكتر
حسن بلهفه : اتصل بيهم فورا خليهم يطلعو علي ....في واحد هناك اتهجم علي ناس تبعي ...يعفقوه و يجبهولي الاداره
تفاجأ فتحي بمن يسحبه بعيدا عنها و بقول بفظاظه : دانت نهار ابوك اسود...ايه الي بتعمله ده
رد عليه فتحي بوقاحه و غاليه تعتقد انه احد الجيران ...و بين شد و جذب لم تمر خمس دقائق الا و كان الجميع يسمع صوت صافره الشرطه و التي توقفت امام البنايه
ابتلع فتحي لعابه بصعوبه و هو ينظر للشرطيان اللذان صعدا تجاهه سريعا
سال احدهم بغلظه : مين فيكم فتحي
اشار الرجل و غاليه سريعا عليه
ارتعب حقا و قال : في ايه يا باشا ...انا معملتش حاجه...انا جاي اخد مراتي من عند الست الشمال دي
امسكه الضابط بقوه و هو يسحبه معه و يقول بوعيد : تعالي معايا من غير رغي كتير ...شكلك عامل مصيبه عشان حسن باشا الجيزاوي بنفسه هو الي يبعتنا نجيبك
برقت عيناها بزهول بعدما سمعت ما قيل
اخرجها من صدمتها الرجل و هو يقول بأدب : اتفضلي خشي جوه يا مدام ...اطمني خلاص مفيش حاجه
ما زالت تحت تأثير الصدمه ...سحبتها منه للداخل و هي تقول : متشكرين يا خويا ...كتر الف خيرك ...اعقبت قولها باغلاق الباب
غاليه بعدم استيعاب : هو ايه الي حصل...هو بيراقبني و لا ايه
زاغت منه بعيناها و هي تقول بقلق من انفجار صديقتها : ااااا...لا
تطلعت لها بشك غاضب ثم قالت : عرف ازاي ...اااانطقي
خافت من صراخها فتحدثت سريعا مثل الطفل الذي يعترف بخطأه : انا الي اتصلت بيه ...ملحقتش اقوله غير ان فتحي اتهجم علينا...سمع صوتك و انتي بتتعاركي
مكدبش خبر اتصل بناس كده معرفش مين و بعت النجده
وضعت غاليه يداها الاثنان فوق راسها ثم قالت بغلب و غيظ : احييييه عليا و علي سنيني ....ليه كده يا بنتي
انا كنت هفرم امه و انتي سامعاني مكنتش مدياله فرصه ينطق
بكت منه و قالت : مانا خوفت عليكي....ده واطي و كان ممكن يمد ايده عليكي
غاليه بحيره و شفقه علي رفيقتها الطيبه : طب خلاص بطلي عياط ...متبقيش زي العيل الزنان
اعقبت قولها بالاقتراب ثم ضمتها بحنو و هي تقول : يا بت قولتلك انا معاكي و في ضهرك ....طول مانتي هنا علي جثتي لو خليته يقرب منك
منه بحزن و بكاء : و ربنا انا كنت خايفه عليكي مش عليا...و بعدين انتي بقيتي عايشه في حته نضيفه مش في حاره زي الاول
خوفت الجيران يتلمو و حد يقولك كلمه تدايقك
غاليه بقوه : يولعو ...و انا من امتي بيهمني كلام حد ....
زفرت بهم ثم اكملت : اما نشوف الباشا هيعمل ايه ...ربنا يستر
و الباشا يجلس خلف مكتبه بتجبر...يدخن سيجارته بتمهل احرق اعصاب الماثل امامه
وكزه ابو ذياد و هو يقول بنزق : جيت لقضاك ...مش عملت سبع رجاله فبعض اشرب بقي يا حلو
فتحي بخوف : و الله ما عملت حاجه ...انا كنت رايح اخد مراتي
اخيرا قرر حسن ان يتحدث ببرود رغم غيظه ...وجه حديثه لابو ذياد قائلا بمغزي : هاااا يا محمد ...مسكتوه و هو معاه كام تربه حشيش
انتفض فتحي وجلا بعدما فهم معني تلك الجمله فقال سريعا : حشيش ااايه يا باشا...دانا عمري ما دوقته ...ابوس ايدك يا باشا انا راجل صاحب عيال
نظر له حسن بغضب ثم قال : و لما انت جبان كده ...رايح تتهجم ليه علي بيوت الناس...نظر له بشك ثم قال بذكاء : هات مالاخر و قولي عملت كده ليه و انا هسيبك تروح
رد فتحي سريعا دون تردد :: سعد يا باشا...الله يخرب بيته اكتر ما اتخرب ...كان قاعد معايا من شويه و قالي كلام خلي الدم فار في نفوخي
حسن بتحفز : ايووووووي قالك ايه بقي
فتحي بخوف : قعد يقولي سايب مراتك ليه...غاليه ماشيه في سكه شمال و هتجرها معاها
ازاي اتنين ستات يعيشو لوحدهم هو انت مش راجل...و كلام من ده كتير
جز حسن علي اسنانه كمدا ثم قال : تمام....شايف الباب ده...اشار تجاه باب الخروج
ثم اكمل بامر و تهديد صريح : هسيبك تخرج منه بس بشرط
فتحي بلهفه : كلامك اوامر يا باشا
حسن : حكايتك انت ومراتك متخصنيش ...انا الي يهمني الست الي لجأتلي و قاعده في حمايتي
لو فكرت مجرد تفكير تهوب ناحيه الشارع الي ساكنه فيه او حتي تنطق اسمها بينك و بين نفسك
تطلع له بشر ثم اكمل : هسيب خيالك يصورلك ممكن اعمل فيك ايه ...مااااشي
فتحي : و لا اكني اعرفها يا باشا ...و حيات ولادي ما هروح يمتها خالص توبه منه لله فتحي هو الي لعب فدماغي زي الشيطان
جلست ذبيده تلك الجده الطيبه التي تعشق احفادها ....و خاصا تلك الرقيقه سيلا و التي تضع راسها فوق صدر جدتها الحبيبه
ملست علي شعرها بحنو ثم قالت : يعني هو قالك كده يا حبيبه تيتا
تنهدت اسيا بحب و قالت : اااه ...يا تيتا قالي كده بالحرف الواحد ...بس بعدها سابني و مشي ...اوووف بقي بااارد
ضحكت الجده بفرحه ثم قالت : لا مش بارد...ده جدع...هو بس حب يريح قلبك و قلبه و في نفس الوقت متتشغلوش عن مذاكرتكم فهمتي يا قلب تيتا
ابتعدت عنها ثم نظرت لها بحيره و قالت : يعني هو مش هيقولي بحبك ...ليه بقي
كادت ان ترد عليها الا انها صمتت حينما رات نورهان اتيه تجاههم و علي وجهها نظره غل من علاقه ابنتها بتلك العجوز الخرفانه كما تقول عليها بداخلها
جلست امامهم ثم قالت بغيظ مكتوم : ايه يا ايسو...سايبه مذاكرتك و قاعده تتكلمي مع تيتا من بدري ينفع كده
اسيا بوجل : مش من بدري و لا حاجه يا مامي ...انا من بدري بذاكر ...جيت اقعد معاها شويه لحد ما الغدا يجهز
ذبيده : انتي خارجه و لا ايه
نورهان : اه ...رايحه اشوف الدريس جهز و لا لسه ...انتي عارفه البارتي فاضل عليه كام يوم مفيش وقت
نظرت لابنتها ثم اكملت : مدام لليان قالتي انك رفضتي كل الدريسس الي بعتتلك صورها ...ممكن افهم ليه
اسيا بنزق : كلها عريانه يا مامي...
نورهان بغضب : ااايه التخلف الي انتي فيه ده....دي الموضه و كل الي في سنك بيلبسو كده
اسيا بقوه : مش ليا دعوه بحد...انا مش هقدر ابين جسمي غير كده بابي و لا حتي اخواتي هيوافقو اني البس حاجه كده
نورهان : محدش له حق يختار لبسك غيري...و هما يفهمو ايه فالحاجات دي
قررت ذبيده ان تتدخل حتي ترحم حفيدتها من تلك المناقشه التي ستنتهي بحديث لازع كما اعتادت
ذبيده : عمر الاحترام ما كان جهل يا نور...و لا انك تعري جسمك يبقي تحضر
و انتي عارفه ابوها هيعمل ايه لو لبست زي مانتي عارفه
حتي اخوها او ولاد عمها...شباب و عارفين الي زيهم بيبصو للبنات دي ازاي
يبقي من حقهم يحافظو عليها...صح و لا ايه
نورهان بمغزي : انا حابه انها تظهر باجمل طله ...اسيا كبرت خلاص و في ناس جايه مخصوص عشان تشوفها
فهمت ما تقصده فردت بغضب : انتي اتجننتي خالص....مين الي كبرت و هي لسه مكمله خمستاشر سنه ....نورهاااان .....ابعدي
اسيا عن تخطيطك نهائي ...بلاش تجبريني اعمل معاكي الي مش هيعجبك
نظرت لحفيدتها ثم اكملت : اطلعي شوفي الي وراكي و اول ما الكل يوصل هبعتلك
و في المقابل كاتت تجلس غاليتنا تفكر بعمق....يجب عليها ان تتصل به كي تشكره علي ما فعله ...و تعلم ايضا ما فعله مع فتحي
و لكن كبريائها يمنعها من ذلك ...
انقذتها من تلك الحيره صديقتها حينما جلست حانبها و قالت بتعقل : ملهاش لازمه الحيره دي كلها يا لولو
انتي عارفه انك لازم تكلميه...الراجل كان هيتجنن اول ما سمع صوتك بتزعقي و متاخرش لحظه
نظرت لها غاليه بغيظ و قالت بهجوم : احيييه عليكي يا منه....في ايه يا بت عماله تدافعيلو كده ليه...هو انا الي صحبتك و لا هو
قلبت منه عيناها بملل ثم قالت : و لا هياكل معايا الدبش ده...انتي عارفه اني صح يبقي ليه المقاوحه
تركت الهاتف امامها ثم اتجهت للداخل كي تترك لها حريه التصرف
اما تلك العنيده امسكت الهاتف بغل و اخرجت اسمه...ضغطت علي زر الاتصال و هي تقول : و ديني لو حرق دمي بكلمه لكون مدشملاه ان شالله يحبسني
و الذي كان ينتظر اتصالها منذ ما حدث علي احر من الجمر ...ابتسم بفرحه حينما راي اسمه غاليته ينير شاشه هاتفه
اجلي صوته كي يرد بجديه ...ضغط علي زر الرد و قال : السلام عليكم
ابعدت الهاتف عن اذنها كي تنظر له و تتاكد ان الاسم صحيحا...برغم ان صوته دلف الي قلبها قبل اذناها الا ان تلك الطريقه جديده عليها
و الخبيث شعر باستغرابها فاكمل بجديه ذائفه بعدما كتم ضحكته بصعوبه : الو ...هي الشبكه واقعه ولا ايه
ردت بغيظ : لا بتاكد ان متصلتش بمجمع البحوث الاسلاميه
هنا ...حقا لم يتحمل ...مزحتها مع فرحته بسماع صوتها الذي اشتاقه حد اللعنه جعله يطلق العنان لضحكاته الرجوليه التي جعلتها تقع في عشقه للمره التي لا تعلم عددها
ابتسمت بهدوء و هي تسمعه يقول : الواحد بقاله كتير مضحكش كده
تنهد باشتياق فشل في كتمه ثم قال : عامله ايه...يا غاليه
و الغاليه خفق قلبها بعد سماع اسمها...او ..وصفها منه
ردت برزانه بعيده كل البعد عن وجيب قلبها : الحمد لله في نعمه ....حابه اشكرك عالي عملته ...الصراحه جمايلك زادت اوي عليا يا باشا...بس و الله ما كنت اعرف انها هتتصل بيك
حسن بغيظ مكتوم : عارف...لا واثق انك مكنتيش هتوافقي و لا حتي هتفكري تعمليها
مش الكونتيسه غاليه عامله نفسها سبع رجاله في بعض ...ازاي بقي تطلب مساعده ...حتي لو كان ممكن واحد واطي زي ده يتهجم عليها و لا يأذيها
ردت برعونه نابعه من شخصيتها القويه : مين ده الي يضربني ...دانا كنت قطعته حتت و رميتو للكلاب ...هو ده تمامه يجعر و بس ...انما فعل و لا يجرؤ
كادت اسنانه ان تتحطم من كثره ضغطه عليها
اذا كانت امامه الان لكان دق راسها اليابس
حسن : مش عارف انتي جايبه الثقه دي كلها منين
غاليه : من الي شوفته ..هي الرجاله كده تمامها بوق ...انما فعل مفيش...اسمع مني
الي هنا لم يتمالك حاله ....صرخ بجنون : بااااس ....انتي ايه يا شيخه...لسان امك ده عايز قطعه...و بتزعلي لما اقولك كلمتين يحرقو دمك
غاليه بغضب اكبر : يعني معترف انك بتحرق دمي اهوووو...مطلوب مني اعمل ايه بقي ...اسكت
حسن : لااااا ...تعالي يا بت غزيني بمطوه ....الله يحرقك يا شيخه....انا مش لاقيلك حل اقسم بالله
غاليه : و لا هتلاقي ....انا مليش جتالوج ههههههه
مزحتها وضحكتها الحلوه جعلته يجن ...كيف سينهرها بلسانه اللازع و قد اطربت قلبه بضحكتها
و لكن لن يستسلم ...رد بوقاحه : عارفه ...مشكلتك انك قابلتي في حياتك اشباه رجال ...ملقتيش فيهم راجل بجد يعرف يشكمك
غاليه بكيد ؛ مش مشكلتي و الله يا باشا....طول عمري ارجل من اي راجل قابلته ...يبقي العيب فيا انا......و لا فيهم
طرق علي مكتبه بقوه ثم قال بقهر من قوتها : لا هو العيب فيا انا عشان معرفتكيش من زمان....كان زماني مربيكي عشر مرات...الله يحرقك...الله يحرقك....وفقط....اغلق الهاتف دون ان يضيف حرفا اخر
و بينما هو يحترق منها ...كانت هي تطلق لضحكاتها العنان
و رفيقتها تنظر لها بزهول و تلطم وجنتيها قهرا من تلك الماكره
جزبتها بسمله من ثيابها و هي تقول : بالراحه يا خالتو ...خدودك هتوجعك عالفاضي هو اتتي مش عارفه ماما يعني
نظرت للطفله و قالت بهم : احيييه علي امك و سنينها السوده....بدل ما تكلم الراجل تعتزرله ....ولعت فيه و قاعده تضحك
تمالكت غاليه حالها قليلا ثم قالت : و انا مالي يا لمبي ...انا كنت هكلمه باحترام هو الي استفزني...اسكتله ...تؤ تؤ مقدرش...
منه بغل : يا جبروتك يا شيخه....عارفه...قطعت حديثها حينما وجدتها تعبث بهاتفها
فسالتها بشك : بتهببي ايه تاااني
نظرت لها غاليه ثم اعادت نظرها للهاتف التي تكتب من خلاله رساله لهذا الغاضب مفادها
( بجد و بعيدا عن اي حاجه ...شكرا لكل حاجه و اي حاجه عملتها معايا من اول يوم اتقابلنا فيه
و عشان اكون حقانيه ...بسببك بدات اصدق ان في رجاله لسه موجوده علي كوكب الارض....شكرا يا....باشا )
الفصل العاشر
المواقف تجبرنا علي وضع مقارنه بين طرفين ....احدهما يمثل الظاهر...و الاخر هو باطننا الذي لا يعلمه احد
و رغم عدم وجود وجه مقارنه بينهما ...الا ان العقل يجبرنا علي ذلك...مع ان القلب ...قد حسم امره
ها قد جاء موعد ذلك الحفل الذي رتبت له نورهان بدقه بالغه ....وضعت كل اهتمامها فيه
ليس من اجل فرحتها بالاحتفال بعيد زواجها ...بالطبع لا ....فهي لها اهدافا اكبر من ذلك من وجه نظرها الضئيله
اولهم ...التباهي امام صديقاتها بما هي عليه....و ثانيهم تقرب اختها التي تم طلاقها منذ يومان من طه الجيزاوي
انا اهمهم ...ان تعرف ابنتها لشاب ما زال يدرس في الجامعه...لا يهمها ان يكون طائشا و ذو سمعه سيئه...بل كل ما يميزه ان اباه سفيرا في احدي الدول الاجنبيه
و لم يهمها صغر عمر ابنتها التي ما زالت فالخامسه عشر من عمرها ...كل ذلك لا يهم
الاهم هو افتخارها بنسب سيذيد من غرورها و تباهيها بحالها
و الاميره الصغيره وضع عليها حمايه مشدده من الثلاث فرسان
رغم انهم من مجتمع ..كما يسمي براقي...الا انهم تربو علي النخوه و الرجوله...
لم يحتاجو ان يوصيهم حسن عليها...و الحق يقال هو لم يفكر ان يلقي عليهم اوامر بحمايتها لثقته في تربيته لهم
كاتت حقا مثل الاميرات ...و حبيبها رغم صغر سنه الا ان الغيره تاكل صدره....يقف امامها كالسد المنيع ...يتلفت حوله باستمرار
و يقسم اذا لمح احدهم ينظر لها سيقتلع عينه
اما هاذان الفاسقان ...كانا يقفا كل واحدا بجانبها...و لكن عيناهم تدور حول الفتيات
معاذ بنزق : هما كلهم كبار كده ...مفيش واحده اوزي نشقطها
محمد بحنق : مش الزفته معزمتش صحباتها و نشفتها علينا
ردت عليهم اسيا بغيظ : انا اصلا مردتش اعزم حد منهم لانهم هييجو عشانكم مش عشاني
معاذ : طب ما ده حلو يا فقريه ...بتقطعي برزق اخواتك ليه
يس : اتلم بقي انت و هو الله يحرقكم....مش مكفيكم بنات الدفعه و لا بنات النادي ..ده غير النت ...اااايه
زفر محمد بملل ثم قال : خلاص يا شيخ يس ...المهم احنا هنفضل واقفين زي اسدين قصر النيل كده نحرس الاميره
معاذ بمكر : عيب عليك ..انا عندي فكره
نظرو له باهتمام فاكمل : انا هروح القط رزقي و انت خليك مع يس ...شويه و ارجع و انت تروح تشوف حالك
كاد يس ان ينهرهم الا انهم تفاجأو بنورهان تاتي اليهم و معها امراه تكبرها في العمر الا ان عمليات التجميل جعلتها تبدو اصغر سنا
و معهم شاب في اوائل العشرينات
كان يوصب نظره علي اسيا بمجون
مما جعل الثلاث شباب يقفو كالحائط الصد امامها
حزت نورهان علي اسنانها غيظا ثم قالت ممثله الابتسام : ايه يا شباب واقفين كده ليه
وسعو ...نبيله هانم عايزه تسلم علي اسيا
نظرو لها ثلاثتهم بغيظ ثم افسحو المجال قليلا كي تصافح المراه فقط
نبيله : ما شاء الله كبرتي يا ايسو و بقيتي عروسه...ههههه انا حجزتها يا نور خلاص
نظرت لولدها و اكملت : مازن ابني .. بيدرس فالجامعه الامريكيه ...ان شاء الله يطلع سفير زي باباه
يس بهمجيه : مينفعش يا طنط ...الي بيعيد السنه مش بيتعين فالسلك الدبلوماسي اصلا
تغاضو عن تلك الاهانه عمدا ...مد مازن يده كي يصافح اسيا ...الا انه وجد يد معاذ عي الاسرع
ضغط علي يده و قال : اختي مش بتسلم
نبيله بغيظ : ايه الافكار المتخلفه دي ...المفروض انكم من المجتمع الراقي يعني اسلوبك يكون متحضر اكتر من كده
مازن : هو لسه في حد بيفكر بالتخلف ده
ضغط معاذ علي يده بقوه بينما قال محمد برجوله : انك تحافظ علي اختك بقي اسمها تخلف
يس بهمجيه نابعه من غيرته : لما نبقي نركب قرون نخليك وقتها تلمس ايديها
لم تتحمل نورهان كل هذا ...صرخت بهم : احترم نفسك يا ولد منك ليه...ايه قله الادب دي...محدش له دعوه ببنتي
كادت ان تسحب اسيا المرتعبه من بينهم ...الا انها تفاجات بزوجها الذي كان يتابع ما يحدث بغضب...و لكن موقف من رباهم علي الرجوله اعجبه كثيرا
و حينما وجد ان الامر سيصعب عليهم قرر التدخل
ازاح يد زوجته بعيدا عن اميرته التي تنفست الصعداء حينما رأته يضمها تحت كتفه بحمايه
قبل راسها بحب ثم سال ببرود ظاهري عكس غضبه الداخلي الذي يحاول مداراته : خير يا حبيبه ابوكي ...نظر لمازن بوعيد ثم اكمل : في حد دايقك
اسيا بخوف : لا يا بابي
نبيله : هو احنا اصلا عارفين نكلمها و لا حتي الولاد ادونها فرصه نسلم عليها
مازن ببلاهه : ممكن يا اونكل اخد اسيا و نقعد فالجنينه شويه...اتا حابب اووي اتعرف عليها ..شكلها حد لذيذ
كاد الثلاث شباب ان يهجمو عليه الا ان يد حسن التي ارتفعت امامهم منعتهم من ذلك
نظر الي نورهان التي ارتعشت رعبا بعد ان رات ملامحه المتجهمه
ثم حول بصره تجاه نبيله و قال : انا معنديش ولاد ...انا عندي رجاله يا مدام....نظر لابنها باستهزاء ثم اكمل : و مش بيعرفو يقولو انكل
ترك ابنته ثم تقدم بتمهل مربع تجاه مازن....ربت علي وجنته بقوه و هو يقول : بنتي مش حد....و احمد ربنا اني موجود و الا التلاته الي ورايا دول كانو اكلوك بسنانهم ....يا حبيب انكل
امسك وجنته بالم و هو يقول بشجاعه زائفه ؛ محدش يقدر يعملي حاجه...ده بابي كان يحبسهم
نبيله بغضب : انتي جايبانا هنا عشان نتهزا يا نورهان....انا...
قبل ان تكمل تهديدها وجدت حسن يقول بهدوء اخطر من غضبه : اسمعي...خدي الواد اللذيذ ده و اتكلي علي الله ...فكري تنطقي كلمه و انا هاخد ابنك اربيه و ارجعهولك راجل و انتي الكسبانه
بينما علي الطرف الاخر من الحفل ...كان طه يكاد ان يستجير بخالقه كي يخلصه من تلك التي التصقت به مثل العلقه منذ بدايه الحفل
تلك هي رانيا التي اتبعت تعليمات امها و اختها كي توقع بطه و يكون لها زوجا بعد انتهاء عدتها
راي مجموعه من اصدقائه قد اتت توا للحفل...بمجرد ان تحرك تجاههم وجدها تسير جانبه
وقف فجأه و قال بنفاذ صبر : خير يا رانيا ...هتقفي مع صحابي الرجاله كمان
مثلت الخجل و قالت : لو انت هتدايق عشان هقف معاهم خلاص بلاش
اكملت بمغزي : هو انت خايف حد فيهم يبصلي
رد بوقاحه اضطرته لها : و انا مال اهلي هو انتي من بقيت عيلتي...اتا عايز اقف مع صحابي براحتي ...ده غلب ايه ده يا ربي
تركها بعد تلك الكلمات التي جعلتها تشطات غضبا و غلا و اتجه نحو اصدقائه
اما هي وقفت مبهوته من وقاحته ...لم تتخيل ان طه ذلك الطيب او الابله كما قالت لها اختها يحرجها بتلك الطريقه الفجه
بعد مرور عده ساعات انتهي الحفل اخيرا
و ها قد جائت لحظه انفجار تلك المتعجرفه ....
بمجرد ان غادر اخر فرد من الضيوف و لم يتبقي غير عائله الجيزاوي و معهم امها و اختها
وقفت في المنتصف تصرخ بحسن بعد ان ازالت قناع الهدوء التي اضطرت ان ترتديه طيله الوقت
لم تجلس بل وقفت امامه و قالت بصراخ : ارتحت دلوقت...عملت الي في دماغك و فضحتني ...اودي وشي فين من صحباتي ...ليه كده ...يا ريتك ما حضرتك
حسن بغضب مكتوم : نوووور....صوتك ميعلاش ...و لينا اوضه نتكلم فيها
نورهان بغل : زي ما فضحتني ...انا كمان هفضحك قدام اهلك...
لم تهتم بصياحه الغاضب بل التفت لابيه الذي كان ينظر لابنه بتحذير : يرضيك الي حصل ده يا عمو ...
محمد بمهادنه : اهدي يا حببتي و فهميني حصل ايه ....انا شايفكم طول الحفله واقفين مع بعض و شكلكم جميل
قصت له ما حدث من وجه نظرها كي تظهره المخطيء الوحيد تحت نظرات الشباب المستنكره ...فقد ذيفت الحقيقه باكملها
محمد بغضب : انت عملت كل ده
حسن بجنون : مش هي قالت ...صدقها بقي كالعاده ....الي بعده ...ايه هتعاقبني مثلا و لا هتطرني من البيت
تدخل طه مهدئا الوضع الذي اشتعل : اهدي يا بابا اكيد حسن مش هيعمل كل ده من فراغ
وقفت اسيا لتدافع عن ابيها بعد كل هذا الكذب الذي سمعته من امها
انا هقولك الي حصل يا.....اااااااه......
طعت حديثها بصرخه متالمه بعدما صفعتها امها علي وجنتها و هي تقول بغل : اااخرسي ...انتي هتكدبيني
هنا لم يتحمل حسن ما حدث ....في لحظه كان يهجم عليها جاذبا اياها من خصلاتها و هي يقول بغل : دانتي نهار ابوكي اسود ...بتمدي اااايدك علي بنتي يا بنت الكلب
صرخت هي...و صاحت امها...و انقلب المكان....ما بين صراخ و صياح غاضب ...و محاوله الرجال تخليصها منه
لم يتركها الا مع انتزاع بعض خصلاتها نتيجه لجذبه بعيدا عنها ...و هو كان يقصد ذلك
تحمل سباب ابيه له ....بل لم يهتم اذ قال بحسم : غوووري مع امك الي معرفتش تربيكي ...ارجعيلها و لما تتربي ابقي افكر ارجعك او لا
ذبيده : اهدي يا حبيبي
محمد : انت اتجننت بتطرد مراتك
حسن بغضب جم : لو عايزها تقعد ...انسي ان ليك ابن....تحرك نحو الخارج و هو يقول : لو رجعت لقيتك متلوميش غير نفسك
انا هدفعك تمن ضرب بنتي غالي ...اووووي...و فقط ...اعقب قوله بترك المكان
بينما صرخت ذبيده بقهر : الحق اخوك يا طه متسبهوش يسوق و هو فالحاله دي
لا يوجد اسرع من الايام
فقد مرت اربعه اشهر بعد ما حدث
ما زالت نورهان تلزم بيت ابيها رافضه كل محاولات الصلح من قبل العائلتان و قد وضعت شرطا لعودتها ...ان يذهب حسن معتزرا لها...ليس هذا فقط ...بل يقوم بدعوه نبيله و ابنها علي العشاء كنوع من الاعتزار
و هذا بالطبع لن يحدث حتي اذا....مسكت سلك الترام ...مثلما قال هو
اما منه فقد قامت برفع قضيه خلع علي زوجها و الي الان لم تحصل عليه
و تلك المسكينه ريم...ما زالت داخل محبسها في انتظار ميعاد محاكمتها
و عن علاقت حسن و غاليته...من داخل كلا منهما ...قد توغل العشق بين الاورده
اما في الظاهر ...ما زالا يمارسان معا لعبه القط و الفأر و كلا منهما يتسلح بسلاح القوه و الكبرياء
صباحا جديد يجلس فيه حسن الجيزاوي داخل مكتبه مع رجله الاول ...ابو ذياد
حسن : بكره بامر الله معاد شغل موسي ...تفتكر هينفذ و لا هيبعنا
ابو ذياد : لا يا باشا مظنش ....هو فيه كل العبر بس الشهاده لله راجل و كلمته واحده....لو مكنش عايز يشتغل معانا كان هيقول
حسن بغيظ مكتوم : انا كل الي شاغلني مقابلته مع غاليه ...موسي بتاع نسوان مفيش واحده بتفلت من تحت ايده ...مش عارف ...اغلي طلوعها معاه احسن و لا ايه
ابو ذياد بدفاع : الست بميت راجل يا باشا....من يوم ما اشتغلت معانا مشوفناش منها حاجه....غير كل الي يفكر بس يلمحلها بكلمه حلوه بتديلو علي دماغه...لدرجه ان رجالتنا بقو يخافو يكلموها ...و مع الوقت الصراحه كله بيعاملها زي اختهم لما لقوها جدعه و محترمه مش زي النسوان الي شغالين معانا
زفر حسن بهم ثم قال : عارف يا محمد و واثق فيها ...انا لو عليا مش هشغلها معانا تاني ...بس هي الي متبته ....حتي لما اغيب عليها و مطلبهاش في شغل ...بتتصل تسالني
ابو ذياد : هي كل ده بتعمله عشان عمليه بنتها ...و الدكتور اجلها تاني بس العلاج الي بيكتبهولها غالي اوووي ...الله يكون في عونها
حسن بغيظ : مش هي الي دماغ امها ناشف...قولتلها ادخلها مستشفي الشرطه و متشلش هم حاجه ...رفعت مناخيرها الي عايزه كسرها و قالتلي ...مش هعالج بنتي بالصدقه
و الغاليه تجلس مع ابنتها و رفيقتها التي تقيم معها الي الان ...و انتشر حولهم جوا من البهجه و السعاده و هن يصنعون معا بعض الحلويات
سيلا : و الله يا لولو انتي المفروض تشتغلي شيف ...محدش بيعمل اكل بحلاوتك
منه بغيظ : ااااه يا جزمه ...يخونك اللازانيا الي لسه عملهالك امبارح
شوحت بيدها و قالت بنزق : لازانيه ااايه يا خالتو....دي بشاميل ...اللازنيا طريقتها مختلفه
منه بحنق : الله يرحم امك كانت بتاكل الرز بلبيسه الجزمه
غاليه بغيظ مازح : ايووووووه يا جزمه الجزم انتي ...انا طول عمري بت عز علي فكره
حتي لو كان في جيبي عشره جني ...الي يشوفني يقول ماشيه بالفيزا هههههههه
ضحكت منه معها ثم قالت : الشهاده لله في دي عندك حق ...المهم هتنزلي بكره الساعه كام
ضربت علي جبهتها و هي تقول : احييييه عليا ...نسيت اتصل بالباشا اساله
ندرت لها من بشك ثم قالت بعدم تصديق : و الله ...نسيتي ...كان الله فالعون...روحي يا قلب اختك اتصلي بيه عشان تعرفي الميعاد ...كل مره يا حرام بتنسي و هو الي بيتصل
زمت غاليه شفتيها بغيظ من فهم صديقتها لها ...ثم تحركت للخارج كي تحادثه علي مضض
رد عليها بعد فتره متعمدا ذلك ....ايوه يا...غاليه
كتمت تنهيده حاره كادت ان تخرج منها ثم قالت بجديه ذائفه : ايوه يا باشا اخبارك
حسن : الحمد لله في نعمه من ربنا
غاليه : يا رب ديما ...كنت عايزه اعرف معادنا بكره الساعه كام بامر الله
حسن : علي خمسه كده ابو ذياد هيكون عندك ...و انا هكون مجهز كل حاجه هنا عشان اول ما توصلي نتحرك علي طول
زفر بحنق ثم قال من تحت اسنانه : غاليه....يا ريت ربنا يكرمك و تلبسي حاجه عدله
رغم فهمها لما يعنيه الا انها قالت بمكايده : ليه يا باشا دانا لبسي كله استايل و ستات كتير بيحاولو يقلدوني...اول مره حد ينتقده او ميعجبهوش
رد عليها بجنون دائما ما تثيره : غااااليه ....مش عايزه استهبال ...انتي فاهمه قصدي
اجبهالك علي بلاطه ...البسي حاجه محترمه عشان الي طالعه معاه بكره بتاع نسوان ...خلصانه كده و لا اوضح اكتر
غاليه بقوه : علي نفسه ...طب خليه كده يبصلي بصه متعجبنيش و انا افقعله عينه ....
حسن بغل و غيره : طب لييييه...ما احنا نحترمو نفسنا من الاول و منديش فرصه لحد يبص
غاليه : هحاول
حسن بغيظ و نارا حرقت صدره : غووووري يا غاليه ....كان يوم اسود يوم ما عرفتك ...الله يحرقك يا شيخه ...الله يحرقك
اليوم ....سيكون لغاليته اول عمل مع موسي....موسي المعروف عنه عشقه للنساء ...لا يترك انثي تفلت من تحت يده
ماذا سيكون رد فعله حينما يراها ....لما عليها ان تكون بكل هذا الجمال و الدلال ....الا ترفق بحالي
الا ترفق بالنار التي تحرق صدري و انا أراها هكذا ....بل اري. نظرات الرجال لها
هكذا كان يفكر و هو يراها تجلس امامه بكل شموخ
و رغم بساطتها كانت تظهر بابهي طله
كان يصارع حاله كي يشرح لفريقه ما يجب عليهم فعله اثناء مداهمتهم لاحدي اوكار تجاره المخدرات
لاحظت هي نظراته المشتعله فابتسمت بداخلها و ذادت ثقتها في نفسها
بعد ان انتهي من كل التفاصيل قال بجديه : يلا اجهزو و انا هحصلكم
تحرك الرجال للخارج و حينما وجد ابوذياد ما زال جالسا قال له بغيظ : ايه يا بيه ....مفيش حاجه تعملها ...اجبلك قهوه
انتفض الرجل من مجلسه و قال سريعا وهو يتحرك للخارج : يدوم عزك يا باشا.
بمجرد ان اغلق الباب خلفه خلع عنه قناع البرود و قال بغضب : غاليه هانم مفكره نفسها رايحه الساحل و لا ايه
ابتسمت بكيد و قالت : اكيد لا بس انا حبيت البس حاجه سهله و خفبفه عشان الحركه و كده ....بعدين ده ليجن عادي و شيميز
جز علي اسنانه غيظا ثم قال : مالمصيبه انك شايفاه عادي ...بس كم الرجاله الي هتبقي في وسطهم مش هيشوفه انه عادي يا كونتيسه...اكمل بغضب : اتا نبهت عليكي من قبل ما تنزلي ...قولتلك البسي حاجه عدله و بلاش طريقتك الملفته دي ...انتي فاكره نفسك صغيره
تملك منها الغضب حقا فقالت : ده استايل لبسي و اظن انها حاجه تخصني متخصش حد تاني ...ثانيا انا لسه مكملتش خمسه و تلاتين سنه يبقي فعلا لسه صغيره ...الي قدي متجوزوش و انا بنتي عندها عشر سنين يبقي ايه بقي
اغاظه تحديها له فقال : لا يخصني ...ادام شغاله معايه يبقي الي اتا شايفه صح هو الي يتعمل
كادت ان ترد له الصاع صاعين فاكمل بغباء : بلاش تناطحيني يا غاليه ...متتعديش حدودك معايا ...محدش ابدا يقدر يراجعني في كلمه قولتها ...سااااامعه
حقا جرحها بذلك الحديث الذي دائما ما يقوله لها حتي يذكرها بمن هو....و من هي
هزت راسها بحزن مليء بالكبرياء ثم قالت : انا عارفه حدودي كويس يا باشا...و عمرك ما اتكلمت معايه فحاجه تخص الشغل الا و نفذتها ...نظرت له بتحدي ثم اكملت : بس حياتي و طريقتي دي تخصني انا ..و معتقدش اني اتعديت حدود الادب مع حد ...و لا سمحت لحد انه يتعداها معايا....و لا هسمح...ابداااااا
تطلع لها بجنون ....لم يسمح لها ان تتطاول عليه ...من تظن نفسها
نظر لها بغضب ثم قال : طول مانتي شغاله عندي يبقي النفس الي بيطلع منك لازم يكون بمزاجي
طول ما انتي بتتعاملي مع ناس تبعي يبقي ....اي حاجه تخصك في وشي انا
و اظن ان انا مش بقرون عشان اشوف الرجاله هتكلك بعنيها و عادي كده
طرق فوق المكتب بقوه ثم قال بصياح : فوووووقي ....انتي في وشي و مش هسمح لحد ابدااا يقول كلمه عليكي ....فهمتي و لا الكونتيسه غاليه محتاجه توضيح اكتر من كده
نظرت له بقوه رغم الحزن الذي احتل كيانها ثم قالت :
تكملة الرواية حتى الفصل الخامس عشر من هنا
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق