رواية غاليتي الفصل العشرون والحادي والعشرون والثاني والعشرون بقلم فريده الحلواني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
اذا مرض الاسد ..لا يعني انه انتهي
كما يقال ..لكل جواد كبوه....
يقع نعم...و لكنه يعود و يقف مره اخري ...و بقوه
بعد ان اعترف بعشقه و اغرقها اعتزارات حتي لو لم تكن واعيه ...يوقن ان قلبها يسمعه و يشعر بكل حرف تفوه به
انطلق للخارج بملامح همجيه لا تبشر بالخير ابدا
وقف امام الجميع ثم قال بأمر لا يقبل النقاش : فادي ...خليك هنا و هبعتلك محمد و الرجاله...مش عايز حد يهوب ناحيه اوضتها ...سااامع
طه بقلق : انت ماشي و لا ايه
حسن بغل : رايح اجيب حقها ....نظر امامه بشر ثم اكمل : و حقي
انطلق دون ان يذيد حرفا متجها الي بيته ...لحق به طه و الشباب في محاوله منهم لتهدئته...و كان وضع معاذ اكثر صعوبه
صعد مع طه السياره و انطلق الاخير بها بينما اولادهم معا في سياره يس
هات تليفونك ...مده له دون ان يسال حتي
اتصل علي محمد و حينما رد عليه قال بامر : محمد ...هات خمس رجاله و اطلع بيهم علي مستشفي ....فادي هناك اتصل بيه هيعرفك تعمل ايه...اقفل معايا و ابعتلي رقم موسي بسرعه
و في غضون دقيقه كان يهاتف موسي الذي رد قائلا : الو ..مين معايا
حسن : انا حسن الجيزاوي يا موسي
موسي : باشا ...عامل ايه معلش الرقم ده مش متسجل عندي
حسن : ده بتاع طه اخويا ...المهم ...عايزك تجيلي المكتب علي اتناشر كده ....محتاجك في موضوع يخصني بعيدا عن الشغل ...دايس معايا و لا ايه
موسي برجوله : رقبتي يا باشا ...هكون عندك قبل المعاد متقلقش
و اخيرا وصلو الفيلا و قبل حتي ان يقف طه بسيارته في مكانها ...كان هذا المختل يفتح الباب و يقفز منها حتي كاد ان يرتطم بالارض
هرول الي الداخل بكل ما يحمله من غل و كره ...و لحسن حظه وجدها تجلس مع ابيه و امه و بالطبع الحرباء الاخري و يحمد الله ان ابنته الرقيقه قد ذهبت الي احدي دروس اللغه التي تتلقاها في الاجازه لتتقنها قبل بدأ الدراسه
انتفضت رعبا من هيئته الاجراميه و قبل ان تستطع الهروب او التحدث كان يجذب خصلاتها و يصفع وجهها تباعا و هو يقول : يا بنت الكلب ...وصلت للاجراااام ...وصلت للبلطجيه
ذاد صراخها و حينما حاولت رانيا الدفاع عن اختها مع ابيه
صرخت بالم حينما جذبها طه من شعرها ملقيا اياها فوق الارض بعيدا و هو يقول بغل : ابعدي يا حربايه ...اكيد كل ده من تخطيطك
سباب من ابيه و بكاء من امه و لا يستطع احد ان يخلصها من يده
وصل الشباب الذي تعطلت سياراتهم في احدي اشارات المرور
هرول معاذ اولا ليفصل ابيه عن امه و لحق به الاخران
معاذ بحزن و غضب : عشان خاطري يا بابا ...كفايه ...كفاااايه
القاها عليه احتراما لولده و لكنه قال بلوم : بتعلي صوتك علي ابوك
معاذ بادب : عمري ما اعملها ...بس مهما عملت هي بردو امي و انت مربتنيش علي كده
نظر لولده بقهر ثم قال : تمام ...امك طالق يا معاذ
نظر لها بكره و اكمل : انتي طااالق بالتلاته ...اعاد بصره لولده و قال : حالا تاخدها هي و الكلبه دي ...ترميهم لابوهم و ترجع ساااامع
بكاء و صراخ من نورهان و رانيا...و ذبيده التي لا تقوي الا علي البكاء
و صفعه ...هبطت علي وجه حسن ...من يد ابيه الذي لم يهتم بصدمه الجميع و لكنه قال بجنون : لو فاكر انك كبرت عليا ...او مش هقدر اكمل الي ناويه تبقي فوووووق ...دانا افعصك تحت رجلي ...رجع مراتك و بلاش جنااان
نظر له بكل ما يحمله من غل و حقد لابيه ...لم يهتم بتلك الصفعه التي ذبحته من الداخل
بل نظر له بقوه و قال بنبره خرجت من الجحيم : اسمع انت يا سيادت اللواء ...الشيطانه دي بقت بره حياتي ...حياتي الي انت سبب في خرابها
و من اللحظه دي انسي ان ليك ابن اسمه حسن سااامع
محمد بغل : طب اسمع انت بقي ....الي بداته هكمله ...و وريني هتخرجها ازاي لو مرجعتش لعقلك
ضحك بغل و قوه ...كانت ضحكات شيطانيه قطعها فجاه كما بدات ثم قال بحسم : طب فكر تمس شعره منها ...و حياااات رقدتها فالمستشفي و قهره قلبي عليها ...لاهدلك تاريخك و تاريخ العيله كلها الي ضيعتني انا و اخويا عشانه
نظر له محمد بوجل ثم ساله بشك : يعني ايه
حسن بشماته : يعني قضيه رشوه اتمسك فيها متلبس و متصور صوت و صوره....لا و هعترف كمان علي نفسي
ايه رايك بقي لما رئيس مكتب مكافحه المخدرات ...ابن اللواء محمد الجيزاوي يتحبس عشره خمستاشر سنه
صرخ به بغضب جم : انت اتجننت
حسن بغضب اكبر : ايووووه اتجنيت ...و انت عارف ان هعملها ....انا حظرتك ...و لا هي و لا اي حد يخصها
اكمل بقهر : انا و هي حكايتنا انتهت قبل ما تبدأ و الفضل يرجعلك....بس مش هسمحلك تلوي دراعي بيها ...و لا تأذيها كفايه كده
تدخل طه في الحديث قائلا بزهول : هو الي اجبرك تسيبها
ذبيده : مين دي ...فهموني
رانيا بحقد و غل : واحده صايعه تربيه حواري اتلمت علي ابنك و ضحكت عليه
طه بغضب : اتلمي يا حربايه و غوووري من هنا انتي ايه الي مقعدك لحد دلوقت
نورهان بالم و دموع : انا هعرف اخد حقي منكم كلكم ...انا هعرفكم انا مين
ضحك حسن و قال : انتي كمان فكري تقربي منها ...كده كده لما تفوق هخليها تعملك محضر متفصل علي مقاسك ...هشيلو فالدرج عشان لو فكرتي تغدري ...هطلعه
محمد بجنون : كماااان ...هتحبس ام ولادك عشان ال...
قاطعه بصراخ : اوعي تغلط ...انا كده خلصت
نظر لولده و قال : وصلها و كلمني عشان اقولك انا فين و هنعمل ايه
و في مكان اخر يشبه الي حد ما ....تلك المعارك التي يخوضها رجالا ...يدافعون عن عشقا تأخر كثيرا في اقتحام حياتهم
منهم من اعترف به ...و منهم من لم يعرف ماهيه دواخله الي الان
داخل فيلا المستشار عبدالرحمن العشري
تجلس الام باكيه بحزن علي ولدها الوحيد الذي لم يغب عنها منذ ولادته ...ترك بيته و عائلته ليدافع عن قضيه اعتبرها ....الفاصله في حياته
تقدمت منها سهيله ثم جلست جانبها و قالت بغل : هتفضلي تعيطي كده كتير يا خالتو ....ابنك ميتبكيش عليه ...ده باع عيلته عشان واحده قتالت قتله
نظرت لها الام بقهر و قالت بدفاع : ابني مبعش حد يا سهيله ...ابني طول عمره حقاني و ضميره صاحي و ابوه بدل ما يساعده وقف ضده
سهيله بغضب : وهو في كام واحد بريء اتحبس ظلم يا خالتو ...احنا هنضحك علي بعض ...ابنك في حاجه بينه و بين الحيوانه دي ....هموووت و اعرف فيها ايه مختلف عن كل الي قابلهم في حياته عشان يعمل عشانها كده
الام بحسم : لو ابني حبها زي ما بتقولي ...يبقي اكيد مشفش زيها ...و مهما كانت ظروفها انا هكون واثقه في اختياره
صرخت بها بجنون : طب و اناااااا ....انا الي وقفت حياتي علشانه...انا الي قربت اكمل اربعين سنه و برغم كده مستنياه و برفض كل الي بيتقدملي....
مليش حساب عندك
عذابي و حبي ليه عادي بالنسبالك
الام : القلب معلهوش سلطان يا بنتي و قولتهالك من زمان ...لو ابني كان جواه حاجه ليكي كان زمانه مخلف منك
دخل عليهم عبدالرحمن و قال باقرار : و لا قلب و لا كلام فارغ...انا سكت كتير و سيبته لحد ما شعره شاب....طارق هيتجوز سهيله حتي لو كان غصب عنه و لو رفض هتبري منه
ذهب الي مكتبه بعد ان مر علي بيت صديقه كي يبدل ثيابه و ياخذ هاتفه
اتي له الضابط الذي كلفه بتفريغ كاميرات المراقبه المنتشره حول بنايه غاليته كي يتعرف علي هؤلاء الحقراء
و بينما يحفظ صورهم التي ظهرت بوضوح اتي له موسي قبل الموعد المحدد كما وعده
و بعد كلمات الترحاب المعتاده ...تطلع له بنظره ملاها الحزن رغم قوتها و قال : في تلت ستات تقريبا من الهناجره ...عايزك تجبهملي
موسي : و ايه الي دخل الهناجره فالمخدرات
حسن بقهر استشفه موسي سريعا : ملهومش علاقه...انا قولتلك موضوع شخصي...تنهد بهم ثم اكمل : دول اتهجمو علي غاليه في بيتها و ضربوها ...و انا عايزهم
فهم موسي ما حدث بذكاء دون ان يحتاج توضيح ...ضرب علي جانب عنقه بكف يده و قال : رقبتي يا باشا ....بكره يكون عندك في شوال ...قولي بس عايزهم فين
حسن : اتصل بيا اول ما يكونو معاك هقولك تجبهم فين
موسي باشفاق : انا مش عارف ايه الي حصل ...بس هقولك نصيحه اسمعها و ارميها البحر
رغم ان فرق السما و الارض بيني و بينك بس المضمون واحد
كل واحد فينا ريس في مكانه ...انا وقفت قدامك و قولتلك لو هموت مش هرجع عن طريقي عشانها
و مرجعتش ...و كان احسن قرار اخدته في حياتي...حياتي الي اتلونت بكل الوان البهجه معاها
هونت عليا كل الوحش الي بقابله
انت كمان ...حكايتك مش سهله و يمكن اصعب مني ...قصادها هتتنازل عن شغل و مركز ...و هتحارب اهل مش هيقبلو بيها ....
لو تستاهل ...ارمي كل ده وري ضهرك ...محدش هيتوجع غيرك لو ضاعت منك
صدقني مش هتلاقي نفسك ...و هتموت فاليوم الف مره عشان بس نفسك تسمع صوتها ...تطمن انها معاك
اي حاجه في الدنيا تهون قصاد حضن يغنيك عن الدنيا و ما فيها
ده راي ...و انت ادري بالصح و الي يناسب حياتك
ابتسم بهم و قال بحنين : كلامك معايا المره الي فاتت ...كان السبب ان اعترف جوايا بحبي ليها ...و بعدها مقدرتش اكتم و اعترفتلها
و كلامك دلوقت ...للاسف فوقني لحاجات كنت بعمل نفسي مش اخد بالي منها ...مسح علي وجهه بقوه و قال بضعف : انا تعبااان ...و مش عارف ارسي علي بر
موسي بحكمه : رجع حقها الاول....و بعدها اقعد مع نفسك و فكر كويس و احسب الف حساب لكل خطوه ناوي تاخدها ...و فالاخر انت بس الي تقدر تحدد مين يستاهل اكمل معاه
و مين يستاهل اتنازل عشانه ...كفتين الميزان في ايدك ...
بعد مرور يومان ...لم يحدث فيهم اي جديد ...ما زالت غاليه محتجزه داخل المشفي رغما عنها ...كانت تريد الخروج بمجرد ما استعادت وعيها ...و لكن الطبيب صمم علي حجزها و اخترع لها كذبه واهيه بناء علي طلب حسن : يا مدام في اشاعات لازم تتعمل و غلط انك تتحركي كتير ...هتفضلي معانايومين بس نطمن و تخرجي براحتك
جلست منه تطالعها بوجل و هي تراها شارده ...و يتضح عليها التفكير العميق في امر ما
قطعت الصمت و هي تقول : سرحانه في ايه يا لولو
ردت عليها بنبره خاليه من الحياه : فالدنيا الي عماله تشلني و تحطني و مش عرفالي اخر
منه بحنو : هتعدي بامر الله كلها اختبارات من ربنا ...و هيجازيكي و هيجبرك علي صبرك يا قلب اختك
المهم ...انتي ناويه تعملي ايه
غاليه : في ايه بالظبط
منه : فالي عملو فينا كده ...هتعملي محضر و لا ناويه علي ايه ...اصل انا عارفه انك مش بتسيبي حقك
ابتسمت غاليه بوهن ثم قالت بغلب : اهو المره دي بالذات انا عاجزه اني اخد حقي برغم اني اقدر
منه : عشان خاطر حسن يعني
ردت عليها بغل و غضب : لاااااا ....اصلا لو عشانه كنت هولع فيه و في مراته بنت الكلب....بس الي منعني معاذ
عشان خاطره بس انا مش هقدر اعمل حاجه...الواد ده انا بحبه و بحترمه ...مقدرش اوجعه في امه
منه : اصيله ...طول عمرك تعرفي الاصول ...ربنا ينتقم منها
بس الصراحه ...حسن ك...
قاطعتها بقوه : مش عايزه اسمع اسمه و لا سيرته تيجي قدامي ساااامعه
و من تكذب في حديثها عليه و داخلها يتمني رؤيته....كان بالخارج يسمع منتصف الحديث الاخير
فتح الباب دون استاذان ثم دخل مقتربا منها و هو يقول : و لا اسمه و لا سيرته ...يا غاليه...هو بنفسه قدامك
اهتزت حدقتيها ...كما خفق قلبها بقوه ...و لكن كل هذا دارته سريعا و قالت بجمود : مش شيفاك اصلاااااا
جز علي اسنانه غضبا ثم قال : سيبينا لوحدنا يا منه
كادت ان تتحرك الا ان الغاليه قالت : لااااا ...مفيش حاجه بينا هتتقال ....يبقي تطلع ليه
غااااليه ....هكذا صاح بغضب ...كان علي اثره انسحاب منه سريعا مغلقه الباب خلفها
و نارا حاميه انطلقت مع حروفها اللازعه التي خرجت منها حينما قالت : ايااااك صوتك يعلي علياااا...سامع ...و لا انت و لا بلد ذيك يهزو شعره واحده مني فاكرني هخاف منك و لا ايه ....فووووق ....انا غاليه
كاذبه ....ارتعاش صوتها و عيناها التي تهرب من النظر لهيئته الاجراميه ...تكذب كل حرف نطقت به
اقترب منها ببطء ارعبها الي ان وصل الي فراشها
وضع احدي ركبتيه فوقه ثم مد زراعاه كي يسندهم علي ظهر الفراش فاصبحت حبيسه بينهم
تطلع لها بعيون رغم ليهيب الغضب داخلهما ..الي ان نور اشتياقه لها ...طغي علي نار غيظه منها
و هي ...كل ما فعلته هو الهروب بعد ان تملك منها الضعف حين اقترب لهذا الحد
و لكن دائما يكون له الفضل في اخراج تلك الشرسه من داخلها بعدما يتفوه بلسان لازع
خرجت نبرته حاده رغم انخافضها و هو يقول : لسااانك ...اعرفي انتي بتكلمي مين يا غاليه ...مهما حصل بينا ...مش هسمحلك تغلطي فيا
نظرت له بغضب ثم قالت بشراسه : انت اصلا بره حياتي ...يبقي هتسمح او متسمحش ازااااي ....دفعت في صدره و هي تقول ...ابعد بقي مش من حقك تقرب مني كده
هل تظن انه يصدقها و يدها التي تدفعه بها شعر بارتعاشها فوقه
و عل هو يقوي علي البعد
كوب وجهها بقوه ثم قال : مش بمزاجك ...دخلتي حياتي غصب عني ...بس هتخرجي منها بمزاجي
تطلعت له بصدمه و قالت بصوت يملاه الوجع : و هو انا لسه مخرجتش منها
عارف ...انت صح ...مكنش ينفع نكمل ...بعد الي حصل اتصدمت ...بس لما هديت فكرت بعقل
احنا مننفعش اصلا مع بعض يا حسن ..مهما كان الحب الي جوانا كبير ...بس ظروفنا اقوي منه
قطب جبينه و سال بقلبا يخفق رعبا : يعني ايه
سالت دموعها و هي تكمل بقهر : يعني الرقاصه حتي لو تابت هتفضل في عيون الناس رقاصه
و اناااا...محدش يعرف انا مين فالاصل و لا تعليمي ايه ...و لا ايه الي اجبرني اشتغل معاك
كل الي يعرفوه عن الست الي بتشتغل كده انها شمال ...يا اما تاجره مخدرات ...يا اما ...انت فاهم
و انت شغلك و مركزك الي وصلتله بعد تعب سنين ...و اسم عيلتك المعروف ...كل ده هيتهد بارتباطك بيا
امسكت مقدمه قميصه و اكملت بعشق مزبوح : انت فوقتني يا حسن....مكنتش حاطه كل ده في حساباتي
بس خلاص القلم الي ادتهولي فوقني و عرفني انا مين و مكاني ايه
ضغط علي وجهها بقوه و قال : ااانتي مجنووونه ...هو ده تفكيرك فيا ...هو ده الي فهمتيه مني
تظر لها بلوم و وجع ثم اكمل : دانتي قرياني ...فين احساسك بيا من غير ما اتكلم يا ...غاليه
فين انا في ضهرك و ايدي في ايدك ...
ردت بحزن : انت الي سبت ايدي ...مش همسكها بالعافيه
اقترب من وجهها حد التلامس ثم قال بالم : و سيبتيها ....كنتي شايفه جوايا بيدبح و سيبتيني
دون اراده منه ...وجد حاله يوزع قبلات محمومه علي ثائر وجهها و هو يكمل : مش هقولك ايه الي حصل ...انتي شايفه كده ماشي
خرجتيني بره حياتك براحتك ...مش هرجعلك يا غاليه
و الغاليه تشد علي خصلاته بجنون و ترد عليه ايضا : و انا مش عيزاك ...لو هموت مش هكون ليك يا حسن
ما هذا الجنون الذي يحدث ....اثنتيهم متشبثين ببعضهم البعض ...حتي الشفاه تعانقت في قبله ساحقه لدرجه ان صوت اسنانهم التي ترتطم ببعضها ملأه الغرفه
اذا ما هذا الحديث الذي دار بينهم ...حقا
مالعشق الا دربا من الجنون...بل هو الجنون بعينه
و انتهت القبله الاكثر جنونا من صاحبيها ....و تلاقت الاعين في تحدي سافر بين الاثنان
نطق هو بابتسامه رجل مخبول : مش عايزك خلاص
و ابتسمت هي بجنون و قالت : و لا انا طايقه ابص في خلقتك ...يا ريت تطلقني عشان نخلص خالص بقي و كل واحد يشوف حياته
هنا ...هي من اخرجت الوحش ...امسك وجهها بكفه ضاغطا عليه بيده وقال بنبره مشتعله من الغيره : و تطلقي ليه يا حلوه
انتي اصلا مش هتتجوزي و لا هيكون في حياتك راجل بعدي ...يبقي خلاص ملوش لازمه الطلاق ...سهله اهي
ابعدته عنها بقوه و قالت بشراسه : و انت ماااالك ...اتجوز ارافق مي
غاااااااليه ...بلاش الحته دي احسنلك ...خليها تخلص بالعقل
و الغاليه لن تصمت : يبقي خلاص هخلعك ...سهله اهي
ابتعد عنها ناويا الرحيل وهو يقول بكيد : نتقابل في المحكمه ....يا غاليه
بمجرد ان وضع يده فوق مقبض الباب سمع صراخها : بكرررررهك
لف راسه لينظر لها بابتسامه شامته و قال : باين من صوتك ...بس مش اكتر مني ...غمز بوقاحه و اكمل : يا...غاليه....و فقط خرج سريعا مغلقا الباب خلفه بقوه
تحولت ملامحه الي الاجرام مره اخري و هو يقول لمحمد الذي يقف بمجموعه من الرجال امام الغرفه : الزفت فين
فهم ما يعنيه فقال : في بيته منزلش النهارده ...شكله متابع و عرف الي حصل
حسن بشر : لو فكر يطلع من بيته خالي الرجاله الي موقفنها هناك تسحبه عالمديريه
نظر لمنه و قال : الدكتور هيكتبلها خروج دلوقت ....طه زمانه علي وصول ...هيوصلكم البيت و هكون ديما معاكي عالفون ...نظر لها بتحذير ثم اكمل : اياااكي تعرف سامعه
سمع طرقا شديدا فوق الباب ...وقع قلبه في قدميه رعبا ...و ما جعله يصاب بسكته قلبيه
حينما فتح و وجد ...ملك الموت امامه
الفصل الواحد العشرون
ليس عيبا ان نهزم في بعض المعارك...و لكن العيب ان نستسلم
المقاومه و التحدي من شيم الاقوياء
فلتكن اقوي و اشرس من اي عدو يتربص بك
لا تضعف ...فلتكن تلك اللحظات التي ضعفت فيها ما هي الا استراحه محارب ...و فقط
وصلت الغاليه الي منزلها بمصاحبه منه و طه الذي قام بايصالهما ....و بينما كانت رفيقتها تعد قدحا من القهوه كما طلبت منها
كان هو يجلس مع الاخري و في نيته ان يتحدث معها بعقلانيه
سحب نفسا عميقا ثم قال دون مواربه : حسن قالك انه طلق مراته
نظرت له بصدمه ثم قالت بعدم تصديق : احييييه بجد ...طب ليه
طه : ضربها و طلقها و قطع علاقته بابوه ...
غاليه بزهول : طب ليه كل ده و حصل امتي ...دمعت عيناها و هي تكمل بوجع : يوم ما سابني ...يعني قلب علي الكل
تناول القهوه من منه و هو يقول لها بحنو : تسلم ايدك
ابتسمت له بخجل دون ان تتفوه بحرف و جلست جوار رفيقتها
ارتشف بعضا منها ثم قال : لا مش كده ...اصلا تاني يوم جوازكم محدش عارف ايه الي حصل ...انا كنت مطبق فالشغل و فادي اتصل بيا يعرفتي ان حسن عنده
حاولنا نكلمه قفل علي نفسه جوه اوضه و منطقش ....فضل اسبوع حابس نفسه ...و يوم ما قرر يخرج وقع من طوله
شهقت الاثنان بفزع فاكمل : المهم فادي كلمني و نقله المستشفي ...و انا رايحله منه اتصلت بيا عشان الحقكم
انتو الاتنين كنتو في نفس المكان و اول ما عرف الي حصلك ....شال المحاليل من ايده و راح عالفيلا عمل زي ما قولتلك و بقي زي الطور الهايج ...و اعتقد ان الحكايه مش هتخلص علي كده معاه
منه : لا حول و لا قوه الا بالله ...يعني الاتنين حبسو نفسهم في نفس الوقت ....و الاتنين راحو المستشفي سوي
غاليه من بين دموعها بخوف : ايه الي حصله و الدكتور قالك ايه ...و ليه عمل كل ده
طه : هبوط في الدوره الدمويه لانه قعد اسبوع عايش عالقهوه و السجاير
و ليه كل ده ...ده الي محدش فاهمه هو رافض يتكلم ...بس الي انا متاكد منه ...ان الي حصل حاجه كبيره اوي
غاليه بقهر : مش قادره اصدق ان حسن ممكن يتهدد ...او انه يخاف من حاجه او من حد...كان ممكن يقولي ...نفكر سوي نوصل لحل
انما هو كسرني في اجمل يوم في حياتي ....انا عارفه انه اتوجع اكتر مني ...بس مش قادره ...و مش هقدر اقوله ضحي عشاني
منه بمدافعه : قولتلك في حاجه غلط ...و انه لا يمكن يكون بيضحك عليكي او بيتسلي
طه بدفاع و غضب : بيتسلي ...انتي بجد فكرتي كده ....اخويا ابعد ما يكون عن الوساخه دي ...مكنش بيحتاج يشتغل واحده عشان يجيبها سكه
كان اي علاقه بالنسباله عرض و طلب و كبيرها شهر و لا اتنين و تخلص
انما انتي ...انتي حيات حسن الي معشهاش قبلك ...اذا تفكري كده
كانت تسمعه و تبكي و لا تقوي علي الرد
فردت عنها صديقتها بيقين : هي اول واحده عارفه الكلام ده يا باشا ...بس من زعلها بتقول اي كلام اهبل و خلاص ....
طه : طب انتي ناويه علي ايه دلوقت
غاليه : و لا اي حاجه ...حكايه و خلصت ...نظرت له برجاء ثم اكملت : بس ارجوك ...بلاش تمنعو الولاد عني انا اتعلقت بيهم
ضحك طه بخفه ثم قال : محدش اساسا هيبعد يا غاليه ...زي ما صحبتك قالت ..انتي بتضحكي علي نفسك
وقف ناويا الرحيل ثم اكمل : خدي وقتك و اهدي و فكري ...و كل حاجه هترجع احسن ما كانت باذن الله
نظر لمنه و قال بمزاح : بقولك ايه انا مليش دعوه بكل العك ده ...اوعي تحرميني مالعصبان بتاعك ده بقي ادمان عندي
ابتسمت بفرحه و قالت : بس كده انت تؤمر و ربنا لو عايز اعملك كل يوم و ابعتهولك مع حد انا مستعده...تلاقيك يا حبه عيني بتفضل علي لحم بطنك طول اليوم
شعر بحاله طفلا فرح من اهتمام امه فقال بمسكنه اصطنعها جيدا : اه و الله بفضل عالشاي و القهوه...و الدكتور مانعني من الاكل الجاهز
نظرت لهم غاليه بزهول و ظلت تتابع ما يحدث امامها باستغراب...متي كانت صديقتها هكذا ...او طه ايضا
منه : طب و الله العظيم لاعملك اكل كل يوم ...و شوف هتبعت مين ياخده
ابتسم باتساع و قال : طب و الله انتي ما في منك ...اقولك علي حاجه ...مره هاجي اكل هنا ...و مره هبعتلك ابو ذياد ...اكمل بغيره : بس مش هخليه يطلع...نزليلو السابت
و ابو ذياد مع اخيه الذي قرر ان يلقن هذا الحقير درسا لن ينساه
بهتت ملامح سعد حينما راي حسن امامه ...و قبل ان يفكر في العوده الي الخلف ...كان الاخير يمسك به و يدفعه الي الداخل ...و فقط
انهال عليه باللكمات و الضرب المبرح ناهيك عن كم السباب اللازع الذي القاه عليه
و سعد لا يجد حيله غير الصراخ و العويل ثم الاستنجاد بابو ذياد الذي وقف يشاهد ما يحدث بشماته
و حينما راي الدم اغرق وجهه و شارف علي فقدان وعيه ...تدخل سريعا و معه رجلان ليفصلا بينهما
انصاع لهم حسن بشق الانفس و بعدما تركه ...بثق عليه و قال : انا حظرتك مالاول و انت مسمعتش
اسمع بقي يا ####### لاخر مره ..و بموتك لو خالفت الي هقوله
رد سعد بصعوبه : توبه ..يا باشا
حسن : بكره تروح تستلم قرار نقلك للواحات ...تطلع له بصدمه لم يهتم و اكمل : فكر رجلك تخطي بره المكان الي هتكمل باقي عمرك فيه
و عزه جلال الله لاكون ملبسك قضيه تكمل باقي حياتك في السجن بسببها ...ساااااامع
بعد مرور عده ساعات ...وصلت ماريان مع سيلا و مني اللائي كانا يقيما لديها منذ ما حدث
و قد اصرت ان تذهب معهم للتعرف علي غاليه و تطمأن عليها بعد ما سمعته عنها سواء من فادي ...او مني...و ايضا قد احبت الطفله كثيرا
و بعد الترحاب و التعارف ...شكرتها غاليه كثيرا علي عنايتها بابنتها
ظلا الثلاث نساء يتحادثن بود و ارتاحا لبعضهم كثيرا لدرجه ان قصت كل واحده منهن حكايتها للاخري
ماريان بغيظ : كل الرجاله زباله يا شيخه ايه ده ...ماهو عارف من الاول عشمك ليه
غاليه : مش عارفه ده السؤال الي هيجنني
منه : انا بردو مصممه ان في حاجه كبيره حصلت ...اديلو فرصه يا غاليه اسمعيه قبل ما تحكمي
ردت بقهر : مش لما يطلب الفرصه دي يا منه
و بعد مرور يومان لم يحدث فيهم اي جديد
كانت تلك الاميره الرقيقه ...تجلس باكيه مع جدتها الحزينه ...انهارت حياتها فجأه...اختفي ابويها من المشهد و لا تعلم ماذا تفعل
و الشباب يهبطون سويا بملامح متجهمه ...لا يعلمون ما عليهم فعله
نظر لها العاشق الصغير بحزن و قال : كفايه عياط يا ايسو بقالك يومين كده
تطلعت له بحزن من بين دموعها و قالت شاكيه : بابي وحشني ...و مامي كل شويه تكلمني تقولي كلام وحش خالص ...و مصممه اروح اعيش معاها
سحبها اخيها و ضمها بحنو ثم قبل راسها و قال : هي عارفه انه مش هينفع يا حببتي ...احنا هنروح نزورها ديما
اسيا : طب ليه بابي طلقها ...عشان يعرف ستات بجد ...هي قالتلي كده
جز علي اسنانه كي يكتم غضبه و سمع الجده تقول بمدافعه : انتو مبقتوش صغيرين ....و اكيد عارفين امكم كانت بتعمل ايه ...بلاش تظلمو ابوكم كفايه اتظلم طول عمره
محمد : ماهي لازم تقول كده ...استحاله تطلع نفسها غلطانه ...ده و احنا بنوصلها مع معاذ كانت بتشتكي و تحكي حاجات ...تحسي اننا مكناش عايشين معاها
ذبيده : ظلمت ولادها قبل جوزها
معاذ : بس احنا ولادها يا تيتا ملناش دعوه بالي بينها و بين بابا ...ليه عايزه تاخدنا سلاح تحاربو بيه
يس بقهر : عشان اهم حاجه نفسها و مش مهم اي حاجه تاني ...الي زيها و زي امي حرام يتقال عليهم امهات
معاذ : اتكتب علينا نبقي يتاما و هما عايشين
زفر بهم ثم قال بمغزي : جايين معايا و لا ايه
وقف التوأمان دون تردد و قال محمد : طبعا يابني يلا
الجده : رايحين فين يا ولاد
معاذ : هنخرج نغير جو شويه يا تيتا
وصلا ثلاثتهم عند الغاليه و بعد ان رحبت بهم و تداولو بعض الاحاديث العاديه
محمد : امتي النتيجه تظهر بقي ...عايز اخلص
غاليه : مش انتو اصلا ناويين علي شرطه ...يبقي مش فارقه النتيجه اوي يعني
معاذ : لااا يا لولو احنا اه عايزين شرطه بس بمجموعنا مش باسم العيله ...هيبقي ليها طعم تاني
يس : انا بقي ناوي طب ان شاء الله
غاليه : انتو حابينها يعني ...عشان كل اهلكم ظباط و كده
محمد و معاذ في نفس الوقت : لا عشان نشقط بنات اكتر هههههههه
سيلا بغيظ و لماضه : انا قولت صايع محدش صدقني
معاذ بغل : يا وليه اهمدي ...لسانك ده هيخليني اول حاجه اعملها لما اتخرج احبسك
سيلا : متقدرش اصلا ...انا كمان هدخل شرطه و اعملك محضر تحرش
سيلااااااااا
تطلعت لامها التي صرخت باسمها و اكملت : اااايه ...لازم اخد حقي ...يعني اسيبه يحبسني
قطب جبينه حينما علم باستدعائه لدي مساعد وزير الداخليه....نظر للضابط الواقف امامه و قال : استدعا ليه ...الدنيا هاديه و مفيش شغل
رد عليه الاخر بعدم فهم : مش عارف يا فندم ...بس هو طالب حضرتك حالا
تحرك حسن من مكتبه و اتجه الي مكتب رئيسه في العمل ...حدسه يونبئه ان الاتي ليس بهين ...و لاكن سينتظر كي يعلم
بعد ان دخل و ادي التحيه العسكريه قال : خير يا ريس ...
المساعد و يدعي عبدالحفيظ : انت الي خير يا سيادت العقيد ...الداخليه ملهاش سير غيرك
تصنع عدم الفهم و قال : ااه عارف عشان اخر كام قضيه عملتهم كانو جامدين
عبدالحفيظ بغيظ : ياريت عشان شغلك ....الي انت بايدك هتضيعه
زفر بحنق ثم اكمل : انا مش هكلمك بصفتي رئيسك لا ...انا تقريبا مربيك مع ابوك الي هو صاحب عمري
حسن بغضب مكتوم : لو في اي تقصير من ناحيه شغلي قولي عليه ...غير كده لا
طرق الرجل فوق المكتب بقوه ثم وقف و قال : انت بتستهبل ....لما سمعتك تبقي فالارض بسبب حتت واح....
قبل ان يكمل سمعه يصرخ به دون الاعتبار لشخصه : ايااااااك ....فكر تجيب سيرتها و انا هنسي انت مين
و الاخر يرد بصياحا اكبر : اااايه هتضربني زي ما عملت في طليقها ...و لا هتنقلني ...فووووق انت بتضيع نفسك يا غبي
انت اصغر واحد يترشح لمنصب وزير داخليه ليه لييييه تخسر ده كله و عشان مين
ضرب حسن بقبضته فوق صدره بقوه مفرطه كادت ان تحطم قفصه الصدري و قال : عشان دددده
ده الي عمره ما حسيت انه موجود غير لما شوفتها ...ومش لو بقيت وزير ...لو بقيت رئيس جمهوريه ...هيكون ارتباطي بيها اشرفلي من اي منصب
عبدالحفيظ بجمود فهو مثل ابيه لا يهتم بتلك المشاعر التي لا تفيد من وجه نظرهم
رد عليه بتعقل : يابني الستات كلها شبه بعض ...مانت كنت بتعرف بس في الدري ...ايه الي جرالك ...انت عارف ان في كل الاحوال مش هينفع
هنا كل الي اشتغلو معاك عارفينها ...تجار المخدرات عارفينها ...هتبقي مراتك ازاي بس ...حرام تضيع كل الي وصلتله عشان شويه مشاعر
مع كتر كلام الناس و انتقادهم ليك هتروح
حسن : دي حاجه تخصني ...انا الي احدد اتحمل ايه و متحملش ايه
عبدالحفيظ : و ابوك الي فالمستشفي ...بردو ميخصكش
نظر له بزهول و قال : ابويا مين الي فالمستشفي ...انت هتشتغلني
جز علي اسنانه غيظا ثم قال : احترم نفسك يا حسن ....ابوك لسه ناقلينو حاله علي مستشفي الشرطه ...و انت و طه تليفوناتكم مقفوله ...الحاجه لسه مكلماني بعد ما بعتلك...
لم ينتظر ان يسمع كلمه اخري ...انطلق للخارج كي يطمان علي ابيه
ابيه الذي مهما كان جحوده او قسوته...سيظل ابيه....لا يقوي علي ان يصيبه مكروها
لا يعلم كيف وصل الي هناك...وجد امه الباكيه مع ابنته و الشباب الذين اتو سريعا بعد ان اتصلت بهم اسيا
احتضن امه باحتواء ثم قال بهم : اهدي يا امي عشان متتعبيش ...هيبقي كويس ان شاء الله
ذبيده ببكاء : خايفه عليه ...انا السبب
ابعدها برفق و قال : ايه الي حصل
ذبيده : اللواء عبدالحفيظ كان بيكلمه ...قاله عالي بيتقال عليك فالداخليه انت و الست دي
ابوك هد الدنيا و حلف ليكون ساجنها حتي لو انت نفذت تهديدك
مقدرتش اسكت...قولتله علي كل الي فقلبي من زمان ...و انه قد ايه ظلمكم ...و كلام كتير ملحقتش اكمل لقيته وقع من طوله
خرج عليهم الطبيب في تلك الاثناء فاتجه له و سال بوجل : ايه الاخبار يا دكتور
الطبيب : الضغط وطي فجأه و ظبطناه اطمن اللواء صحته زي الفل ...بس يا ريت يبعد عن اي ضغط عصبي الفتره دي
التف حوله الجميع يطمأنون عليه
نظر لولده بغضب لم يتخلي عنه و قال بوهن : جيت ليه يا حسن ...مش اتبريت من ابوك
تنهد بهم و قال : الف سلامه عليك يا سيادت اللواء ...مقدرش مكنش معاك دلوقت مهما حصل بينا
ذبيده : مش وقت الكلام ده يا محمد انت لسه تعبان
محمد : و مين السبب في تعبي ...مش ابنك و الفضيحه الي عملها ...اودي وشي من الناس فين
بلاش احنا ...فكر في ابن و ولاد اخوك الي كلها كام شهر و هيبقو في كليه الشرطه...انت بتضيع عيله كامله عشان نزوه...بلاش تبقي اناني يا حسن ...فكر في كل الي متعلقين في رقبتك
اسبوعان مرو دون اي جديد نهائي ....دفن حسن حاله في عمله ....وغاليته انشغلت بابنتها و كل من يذهب اليها حتي شهد التي تاتي اليها دوما منذ علمها بما حدث
و ياتي الليل عليهما ...و ااااه من الليل و عذابه حينما تصمت الاصوات ...و نبدأ في سماع صوت قلوبنا التي تأن الما و اشتياقا
ايها الغائب الحاضر
حاضرا بروحك التي لا تغيب عني...اعيش بداخلها ...اذوب عشقا فيها
الا ترحم قلبا ذبح عشقا...و اشتياقا؟
الا يكفيك بعدا ...الا تشتاق لمن اتخذت منك مأوى و وطن؟
الا ترحم غريبا اشتاق لوطنه الكامن بين زراعيك؟
كيف هان علي قلبك ان تتركه شريدا؟
لما لا تمل من القسوه...انا لا استحق منك كل هذا الجفاء
رحماك يا من ابيع الدنيا ....مقابل فقط...نبره صوته
اغلقت هاتفها الذي كانت تدون عليه تلك الكلمات التي خرجت من اعماق قلبها العاشق لذلك القاسي
فقد خصصت له مكانا تكتب فيه رسائلها له ...و التي تعلم انها لن تصل له ابدا
يكفيها فقط ان تكتب ما بداخلها...فقد اختنقت شوقا و كرها له
سالت دموعها بتمهل ...نظرت للأمام و كانها تراه او يسمعها ثم قالت : مش هقولك وحشتني
بس هقولك محتجالك و هموووت عليك...بكت بقهر و هي تكمل : بس المره دي مش هضعف يا حسن...و لا هدور عليك
هو انا مستاهلش منك انك تبدأ انت مره...انت تعرف توصلي ...بس اتعودت أن انا الي ادور
مش هقولك غير اني بجد....محتاجه انك انت الي تسأل عليا
بكت اكثر و هي تكمل بوجع : مش حاسه بطعم الدنيا من غيرك يا حسن... و لا اي فرحه ليها وجود في حياتي طول مانت غايب عنها
سامعاك و انت بتكلمني بينك و بين نفسك....و حاسه بقلبك الي هيتجنن عليا
ليه متقولش بصوتك...ليه مسمعش الي بتقوله....ليه تعذب نفسك و تعذبني
انت عارف من غير بعض مبنبقاش عايشين
ليه تموتنا بالحياه ...و انت الي بايدك تحينا
سامحني.... مش عارفه اضعف زي كل مره ...
تعبت....وحشتني....محتاجه بس....اطمن عليك
حينما يكون العشق صادقا....بل يحتل القلب و الروح
نجد ان العاشقان يشعر كلا منهما بالاخر ...يحدث بينهما تخاطر ...يتحادثان معا و كأن المسافات انعدمت بينهم
في الجهه الاخري ...كان يجلس لدي صديقه الذي حينما وجده شاردا...فضل الانسحاب ليتركه مع حاله لبعض الوقت
وضع كفه فوق خافقه الذي ينبض بشده بعدما شعر بدموعها ...بل توسلها له ان يعود اليها
ان يبحث عنها ...ان يذهب اليها راميا بكل شيء و اي شيء عرض الحائط
و لكن ...سيظل هذا مجرد تمني ...لا يستطع تحقيقه علي ارض الواقع
زفر بهم وقال لحاله...او بمعني اصح ...لها...هي من تسمعه بروحها
مش قادر اقولك سامحيني...لو حاسه بيا بجد ...هتعرفي ان وجعي اكبر من وجعك و اقوي منه مليووون مره
انا الي بايدي اقرب...و انا الي بايدي اخليكي ملكي
و انا الي بكلمه مني هتبيعي الدنيا و تشتريني
عارف ...عارف و مقهور عشان بايدي اريحك و ارحم نفسي
بس مش هينفع...كل حاجه حوالينا بتقول مستحيل...غصب عني ...و حيات حبك الي مخليني قادر اعيش غصب عني
انا محطوط بين نارين ...يا اما اختار قلبي و ابرد ناره
يا اختار حياتي و اهلي و شغلي
لو مكاني هتعملي ايه...هههه ...عارفك مجنونه و هتقولي مليون حل
بس العقل مش هيقبلهم...يا غاليه
بحبك....ارجوكي اسمعيها بقلبك ...مش محتاج اكتر من كده
صباحا ....كان الحال مغايرا تماما
نفضت عنها لباس الضعف ....و ارتدت ثياب القوه ...قررت ان تمضي قدما و تصنع هي مستقبلها ...دون الحاجه لاحد
و هو ....ارتدي قناع الجمود و هو يعود شامخا كما سابق عهده ....في الظاهر فقط
الفصل الثاني العشرون
أثنان اقوياء ...يملأهم العناد ...كلا منهما ندا للاخر ...ماذا سيكون الحال بينهما حينما يتحدي كلا منهما الاخر ...حقا..لا نعلم
برقت عين كلا من ...سيلا ..منه ...مني ..حينما خرجت عليهم غاليه بصوره تبهر الاعين من شده جمالها
هل اصف ثيابها التي اظهرت فتنتها...ام خصلاتها التي تتطاير حول وجهها المزين بالوان جعلت منها انثي شرسه
منه بزهول : بسم الله ما شاء الله ...ايه الجمال ده يا بت
مني : انتي حلوه اوي يا ابله ...شبه الي بيطلعو في التلفزيون
سيلا : ايوه بقي احلي ام دي و لا ايه
ضحكت بخفه و قالت : في ايه يا جدعان ...اول مره تشوفوني كده
نظرت لها منه بشك و قالت : من زمان اااه ...ملبستيش كده ...علي فين العزم ان شاء الله
غاليه : رايحه اقابل سمسار
تطلعو لها بعدم فهم فاكملت : كلمته من يومين يشوفلي مكان ينفع سنتر تعليمي ...و اتصل بيه من شويه....قالي فيه كذه مكان و انا رايحه اقابله دلوقت
نظرت لها منه بقلق ثم قالت : مش شايفه ان المفروض تصبري شويه ....متنسيش انك لسه علي زمته
بمجرد ان سمعت تلك الجمله شعرت بوخزه قويه داخل خافقها و لكنها تجاهلتها سريعا كما انتوت
ثم قالت بحسم غاضب : انا مش علي زمه حد يا منه ...و الفتره الي فاتت من حياتنا اتلغت خلاص...هنرجع تاني زي ما كنا ....ساااامعه
و فقط ...ارتدت نظارتها الشمسيه و غادرت دون اضافه حرف واحد او سماع رد رفيقتها
و الذي قررت كذبا ان تلغيه من حياتها ...انتفض بغضب حينما جائه اتصالا من احد الرجال الذي كلفه بالمكوث اسفل بنايتها يقول له : باشا ...الهانم نزلت دلوقت وقفت تاكس و مشت
حسن بجنون : راحت فين ...لوحدها
الرجل : مسمعتش يا ريس ...و اه لوحدها ...انا طلعت وراها
حسن بغل : اوعي تغيب عن عينك ساااامع
اغلق معه و ظل يجوب المكتب ذهابا و ايابا
اذا ...خرجت الغاليه الي الدنيا بعد ان كانت مكتفيه به ...سيراها الكثيرون ...سينظر لها الرجال ...لااااااا
هكذا صرخ بجنون ثم قام بالاتصال علي منه ...و التي بمجرد ان رات اسمه ابتلعت لعابها بوجل ثم قالت بصوت مهزوز : باشا ..ازي حضرتك
سالها دون مواربه و صوته يظهر عليه الغضب : راااحت فين
منه بخوف : هااااا ...اااا
حسن : اااانطقي
منه سريعا : هتقابل سمسار عشان تفتح سنتر ...
حسن : تماااام ...هي فاكره نفسها ملهاش حاكم
تشجعت للدفاع عن رفيقه دربها و قالت : باشا...انت عارف غاليه ...مش هتقعد حاطه ايديها علي خدها تندب حظها الزفت
و لا هتستني الدنيا تعدله...طول عمرها بميت راجل و اي حاجه بتعملها مش بتستني مساعده من حد
و بعدين انت عايزها تعمل ايه...انت قولت مش عايز اكمل...و هي قالت مش هننفع لبعض ...يبقي الحكايه خلصت لحد كده...سيبها تلملم روحها يا باشا
رد عليها بغل و وقاحه : ده عند امهااااا ...و فقط اغلق الهاتف و ظل يحادث رجله كل دقيقه كي يعلم خط سيرها
صراخ ...كل ما يسمعه منها صراخ و لا يفهم ما تريد قوله تلك المختله التي تقفز امامه مثل القنفذ و تهرتل بكلمات لا يفهم معناها
انقض عليها كي يوقفها حينما كبلها بزراعه و رفعها من فوق الارض ثم قال بغيظ : ياااا بت اتهدي بقي اااااتهدي
فهميني في ايه لكل ده
لفت زراعها حول عنقه ثم قالت بفرحه و شماته : لولو لقت مكان هتفتحه سنتر للدروس ...بقالها يومين بتلف مع السمسار و انهارده مضت العقد ...انا فرحاااانه اوووي
قطب جبينه و سالها : و ايه سبب الفرحه دي كلها يا صغنن ...مانتي خلصتي خلاص و داخله الجامعه
قبلت ثغره بسطحيه ثم قالت بحكمه : انا فرحانه عشانها ...من اول ما عرفتها و انا شايفاه ست قويه ...مينفعش تتكسر
اكملت بغيظ : يكش البعيد يحس علي دمه بقي و يلحقها قبل ما تطير من ايده
نظر لها بعشق و قال : هيرجعو ...الي جواهم مش شويه يا صغنن ...مهما يعاندو و لا يبعدو ...قلوبهم هترجعهم
كوبت وجهه ثم نظرت له بعشق و قالت : زي مانت رجعتلي كده يا قلب الصغنن
ابتسم بحب و قال : هو انا عرفت ابعد يا بت ...دانا يوم ما قولتلك مش هينفع ...متحملتش كام يوم و لقيت قلبي بيغلي ..
جيتلك جري و رميت نفسي جواكي
قربت وجهها من خاصته و قالت بنبره تقطر عشقا : عشان قلبي الي ندالك يا موسي ...كنت هموت لو بعدت عني او مكنتش ليك
مهما اوصف عمري ما هقدر اطلع الي جوايا ليك ...
لامس شفاها بخاصته دون تقبيل ثم قال برغبه : مش محتاحين كلام يا عسلي ...في حاجات تانيه بتوصف اكتر
تنهدت برغبه و قالت : طب ايه ...عندك شغل و لا نقول الكلمتين
قبلها بجموح و رغبه تذيد مع كل يوم يمر عليهم ثم قال : يولع الشغل و اصحابه ...حد يسيب العسل و يمشي
شهد : بحبك يا موسي ...بحبببببك
رد عليها من بين شفتيها : و انا بعشق امك يا قلب موسي
حكمت المحكمه حضوريا ...ببرائه المتهمه ريم ....من التهمه المنسوبه اليها ...رفعت الجلسه
ابتسامه يملأها الفرح ظهرت علي وجه طارق الذي بذل مجهودا مضني خلال الفتره الماضيه كي يثبت برائتا ....اصوات الزغاريط ملأت القاعه صادره من مني اختها الصغيره التي لا تساعها الدنيا من الفرحه
و حضنا دافيء يملأه الاحتواء حصلت عليه من غاليه التي اصرت ان تكون معها في ذلك الموقف العصيب
اما تلك الريم ...لا اقوي علي وصف حالتها الان...بكاء ...انهيار ...و لسان يلهث بالحمد و الشكر لرب العالمين
اما عيناها ....ترسل الف رساله امتنان و شكر الي ذلك الواقف بعيدا عنها ...و برغم جميع من التفو حوله يهنؤونه علي هذا الحكم الذي كان هو سببا فيه ...الا ان عيناه ايضا كانت تتابعها و ترسل لها رساله واحده مفادها ...انا معك ...و ساظل ...ان اردتي هذا
في اليوم التالي كان قد انهي اجراءات الخروج خاصتها ....كانت معه ايضا غاليه و مني كي يستقبلاها معا
احتضنتها ريم ثم قالت بامتنان : انا مش عارفه اشكرك ازاي عالي عملتيه مع اختي ...جميلك في رقبتي عمري ما هنساه
غاليه : مفيش كلام من ده ...مني دي حببتي اصلا ...
طارق : حقيقي يا مدام الي عملتيه رغم انك ملكيش علاقه بيه ...تستحقي عليه كل الشكر
نظر لريم ثم اكمل : يلا بينا و لا انتي عجبك القاعده هنا
هنا .....انتبهت لواقعها المرير ....امها و اخيها لم يحضرو ايا من الجلسات ...و اختها هربت من براثنهم منذ فتره...اذا اين ستذهب
فهم عليها سريعا فقال : انا اجرت شقه صغيره ....
قبل ان يكمل قاطعته غاليه بحسمو جدعنه ليست جديده عليها : شقه ايه الي يقعدو فيها يا متر
استحاله طبعا دول بنتين صغيرين مينفعش
طارق بحيره : تمام معاكي حق ...بس مش هينفع يرجعو لاهلهم ...و انا هبقي متابعهم ديما متقلقيش
غاليه دون مواربه : بصفتك ايه
نظر لها بغيظ و استغراب فاكملت : متزعلش مني ...كل الي عملته معاهم علي عيني و علي راسي
بس مش كل الناس عارفه الحكايه ...و الي عارفها لما يشوفك بتتردد علي شقه بنتين عايشين لوحدهم ...كده هتخليهم يقولو ان كل الي عملته عشان في حاجه بينكم
طارق برعونه جديده عليه: خلاص هكتب عليها
نظرو له بصدمه ...بينما ابتسمت الغاليه و التي استشفت ما يكنه بداخله لتلك الريم
امسكت كف ريم المصدومه و قالت : لا...ريم و مني هيعيشو معايا...ندرت له بمغزي ثم اكملت : و حكايه الجواز دي نشوفها بعدين ...تطلعت لريم بحنو و اكملت : ريم مش في وضع يسمحلها تاخد قرار زي ده...و عشان متفهمش طلبك غلط ...لو ده قرارك يبقي تصبر عليها لما تفوق تبقي وقتها تقرر ...توافق او لا
بينما ينظر لها بصدمه يملأها الغيظ ...سحبت معها الاختان و هي تقول بكيد : يلا يا بنات ...عندنا احتفال عايزين نجهزله
و فقط ....تركت ذلك المزهول و ذهبت بهما دون ان تضيف حرفا اخر
اما هو ...جز علي اسنانه بغيظ ثم قال بجنون : اااايه ده ...اخدت البت و مشيت ...الله يخربيتك يا حسن
و حسن الذي لا يفعل شيئا الان الا تلقي كوارث غاليته ...جذب شعره بجنون حينما سمع طارق يقول بغضب عبر الهاتف: اااااان يا عم
ما تشوف مراتك يا جدع ...لفتني في ثانيه و اخدت البت و مشيت
حسن : ايه الي حصل
قص له طارق ما حدث تفصيلا ثم اكمل بغيظ : دي حتي مستنتش اوصلهم ....شايفهم بيركبو اوبر ....شكلها كانت مرتبه الدنيا قبل ما تيجي
حسن بغيظ : و الله ما عارف اقولك ايه ...الست فاكره نفسها رضوي الشربيني و هتعمل جمعيه نسائيه معاديه للرجاله
طارق بغلب : و انا ذنب امي ااااايه ..
حسن : تعاله بالليل عند فادي و نتكلم
و حينما اجتمعو الاربعه ليلا ....و علمو ما حدث قال فادي بغل : حتي ماريان ...البت ما صدقت ظبط السستم بتاعها
قلبت عليا و كل ما تشوفني تقولي ...مانت ممكن تعمل زي صاحبك
حسن بغيظ : و مالو صاحبك انت هتخيب و لا ايه
فادي : انا ملي يا عم ...هي الي بتقول ...طب خد التقيله بقي ...الليله ماريان هتبات عند الكونتيسه بتاعتك انهارده
ضحك طه و قال : هينامو ازاي طيب ...الشقه صغيره
حسن بغل : هي هتغلب ...بتعمل عليا تحالف بنت الكلب
طارق : طب و بعدين احنا كده اتاخدنا في الرجلين كلنا
طه : انا بره عنكم يا رجاله هههههههه
قزفه حسن بالوساده ثم قال : مانت السهون الي فينا يا شيخ طه ...بس مقولتش ناوي علي ايه ...بعد الطفح الي بتزغطك بيه كل يوم
تنهد بهم ثم قال : مش عارف ...انا مشدود ليها و البت غلبانه ...بس الخوف الي جوايا مش عارف اتخلص منه
حسن : كلنا خايفين ...تنهد بحنين يملأه الالم ثم اكمل : حتي ...غاليه ...لمت كل الناس حواليها عشان تهرب مالتفكير...مش عايزه تدي نفسها فرصه تقعد لوحدها
طارق : ممكن تشغل ريم معاها علي فكره انا متوقع كده
فادي ؛ لا اتاكد يا حبيب اخوك ...كلهم هيشتغلو معاها ...حتي ماريان قدمت استقالتها من المركز الي كانت فيه و هتنزل مع الهانم الي قلبتهم علينا....الحمد لله انهم مش ساكنين جنب بعض
ضحك حسن بغلب و قال : بلاش العشم ياخدك ...لان فعلا هيسكنو جنب بعض
نظرو له بعدم فهم فاكمل بحزن ملأ صوته : شوفت بيت تلت ادوار و ليه جنينه صغيره من فتره
عجبني و اشتريتو علي طول ...كنت ناوي اتجوزها فيه ...و عملت حساب منه ...قولت احنا دور و هي دور ...و التالت ينفع لاي حاجه
بس مقولتلهاش كنت عاملو مفاجأه ...و لما عرفت انها بتدور علي مكان ايجار
بعت جبت السمسار و قولتله يفهمها ان صاحبه مسافر و عايز ياجره علي بعض
طه : و ايه الي خلاك متاكد انه هيعجبها او هيناسب ظروفها
حسن : لان عارف دماغها ...هيعجبها عشان هتسكن في دور ...و الباقي هتعمله سنتر و يبقي الكل جنبها في نفس المكان
فادي : و اقتنعت
حسن : هي استغربت الاول خصوصا ان الراجل فهمها ان الايجار سنوي مش بالشهر ...و مضت العقد خلاص الحمد لله
طارق : طب هتفضلو كده كتير ....انت ليه مش عايز تقول ايه الي حصل معاك ...و ازاي قادر تسيبها
حسن : و مين قالك اني سيبتها ...و لا ناوي علي كده اصلا
فادي : عارف ...و الله عارف ان في حاجه جوه دماغك بس انت راكن كده شكلك بتنيم حد
طه : يابني قولنا حصل ايه و ناوي علي ايه عشان نساعدك ...بلاش تشيل كل حاجه لوحدك
تنهد حسن بهم و حزن ثم قال : هحكلكم لاني تعبت بجد
فلاش باااااك
هبط من فوق الدرج وهو يحمل حقيبه سفر متوسطه الحجم...وجد الجميع في انتظاره
القي عليهم تحيه الصباح بوجه يظهر عليه السعاده ثم قال لولده : حطلي الشنطه فالعربيه
ذبيده : رايح فين يا حبيبي
و قبل ان يرد علي امه وجد ابيه يقول : تعالي عايز فالمكتب قبل ما تمشي
رغم خنقه الا انه لحق بابيه و لم يري نظرات نورهان و رانيا الشامته لبعضهما
لم يمهله الفرصه ليسال ماذا يريد ...بل اتجه نحو مكتبه ...سحب ملفا مليء بالاوراق ثم مده له
امسكه حسن و قام بفتحه ...اتسعت عيناه زهولا حينما رأي صوره غاليته موضوعه اعلي اول ورقه و مكتوب جانبها ...ملف أداب ...
تطلع لابيه بصدمه ثم قال بغضب شديد : هي حصلت ....بتلفقلها تهمه ...و مش اي تهمه ...ادااااب ....برده مش هاسيبها ...و الي هيمس شعره منها هقتله
ضحك ابيه بغل ثم مد هاتفه اليه و قال : مش هتلحق تعمل حاجه
برقت عين حسن بجنون حينما راي كلا من سيلا و منه داخل سياره اجره و يبدو عليهما فقدان الوعي
ساله بعدم تصديق : انت عملت فيهم ...ااااايه ...هي حصلت للخطف
محمد بجحود : لااااااا ...للقتل...نظر له بعدم فهم فاكمل بتجبر : الاتنين شامين مخدر ....و انت عارف البت قلبها مش هيتحمل
لو طولت في الكلام معايه هتموت قبل ما تاخد علاجها ...و في نفس الوقت ...بتوع الاداب حالا منتظرين مني اشاره عشان يطلعو للهانم يقبضو عليها
صرخ بقهر : حرااااام عليك ....دي عيله ...ازااااي يجيلك قلب تعمل كده ....كلمه يفوقها بسرررعه ابوس ايدك
محمد بحسم : انهي معاها الحمايه و البت هترجع سليمه ...انت الي في ايدك تنقذها
كاد ان يتحرك سريعا من امامه الا ان هذا المتجبر اوقفه و قال : تنهي الموضوع خالص ...صدقني لو فكرت تلعب عليا مش هرحمها...و هعرف
شعر ان الارض تدور به ...لن يستطع ان يكون اناني ....يعلم تمام العلم ان ابنتها اغلي من حياتها ...لن يضرها فيها حتي لو اصبح امام الجميع نذلا
تطلع له بنظره خاليه من الحياه ثم قال : اتصل برجالتك يفوقو البت ...انا رايح انهي كل حاجه ...بس عمري ما هسامحك
ابتسم ابيه بعدم اهتمام و تذكر ما فعله بمنه و الطفله ...فقد استقلت سياره اجره كما المعتاد و بعد وقت قصير وجدت السائق يصفها جانب الطريق و هو يقول : ثواني يا مدام عاشوف الماتور مطلع صوت ليه
تصنع فحص السياره ثم اغلق النوافذ و هو يقول : معلش عشان ريحه البنزين جامده و هتضايقكم ...رش بعضا من زجاجه المعطر و هو يقول : المعطر ده هيغطي عليها
لم تستطع الرد بل ذهبت هي و الفتاه في غفوه سريعه
و بعد ان تلقي الاوامر باعادتهم ...فتح النوافذ و قام برش ماده اخري عملت علي افاقتهم في غضون خمس دقائق
تطلعت منه حولها بتوهان ثم قالت : هو انا نمت و لا ايه ...احنا لسه موصلناش...السائق بخبث : دانتي و القموره رحتو في سابع نومه و الطريق متعطل بسبب حادثه
لم تصدقه بداخلها و لكن حينما تفحصت الفتاه و حقيبتها وجدت كل شيء كما هو ...
بااااااك
بس روحت قولتلها مش عايز اكمل ...و انتو عارفين الباقي
طه بجنون : اااايه الجبروت ده ياخي هي وصلت لكده ...مقولتليش ليه كنت عرفت اتصرف
حسن : دماغي اتشلت ...كل الي شايفه قدامي البت لو جرالها حاجه ...بعدها قولت الدنيا تهدي و احاول اوصل للي عمل الملف بس للاسف مقدرتش
طه : يعني كده فعلا الحكايه خلصت
نظر له بقهر و قال : .....
تحدثت اميره بغيظ : انت مش ناوي تروح للبيه الي طلق بنتك ...كل ما اكلمك تقولي سيبيه يهدي
ايهاب بغضب مكتوم : عايزاني اروح اقوله ايه بعد الي بنتك عملته
نورهان : اااايه الي عملته ...كنت مستني مني ايه هااااا ...اعرف انه بيخوني و اسكت
رانيا : و لا الزفت الهمجي طه يضربني و يوقعني عالارض
ايهاب : حقه ...انتو خليتو رقبتي زي السمسمه مش قادر اكلم حد فيهم
صرخت به زوجته بغضب : انت اتجننت ...اياك تقول الكلام ده قدامهم ....لازم تجيب حق بناتك ...تخليه يرجعها غصب عنه
ايهاب : تفتكري هيرضي ...ده ما صدق خلص منها ...نظر لابنته و قال : انسي حسن و عيلته ..ملكيش عندهم غير ولادك ....لو فكرتي تمشي وري امك و اختك نهايتك هتكون في الحبس ....حسن مش بيهدد
خافت نورهان من حديث ابيها التي تعلم صحته ...فقالت بتكبر : انا اصلا مش عايزاه ...بس لازم تروحلهم تطالب بحقوقي كامله
رانيا : يعني خلاص استسلمتي ...طب و ولادك
نورهان : قضيتي معاه خسرانه من زمان ...و الولاد ولائهم لابوهم مش ليا ...انا قررت اعيش حياتي و اعوض الي راح مني مع واحد همجي و زباله زي ده
اميره : خلاص ...انا هروح اجيب مجوهراتك و حاجتك الي سبتيها هناك ...و ابوكي يروح يطالبهم بالنفقه و المؤخر
نظر لهم الرجل بعدم رضي ثم تركهم و غادر سريعا لعدم قدرته علي المكثوم معهم اكثر من ذلك
مر اسبوعا علي اخر الاحداث ...انتقلت فيه غاليه و من معها الي منزلها الجديد ...و التي لا تعلم انه مسجل منذ شهور باسمها
بدات توضيبه و شراء ما ينقصه ...و رافقتها ماريان و شهد مع ريم و مني و منه ...و الطفله تلعب في الحديقه الصغيره بفرحه كبيره
ماريان : احلي حاجه انك قريبه مني ...بينا عمارتين ...يعني شغلي و صحابي بقو جنب بيتي
غاليه : علي فكره ...انا مش هعمله دروس بس
ريم : امال ايه
غاليه بذكاء : هعمل دور للدروس ....و دور التاني جزء منه كورسات لغات ...و جزء ترجمه
ماريان باعجاب : برافو عليكي ...و انا اعرف شركات كتير بتطلب مترجمين بالساعه خصوصا الالماني لانه مش كتير الي بيتقنوه
غاليه : حلو اوي ...بلغيهم ان عندك مترجم اي وقت انا موجوده
منه : بس كده كتير عليكي يا غاليه ...هتدي دروس لطلبه ثانوي و لا هتدي كورسات و كمان ترجمه...انتي كده بتموتي نفسك
نظرت للامام بحزن ثم قالت بشرود : مش عايزه ادي نفسي وقت للتفكير ...عايزه احط دماغي عالمخده اروح فالنوم ....تعبت
و حبيبها يشعر بها ...يحتاجها حد اللعنه ...و احتياجها له يقتله
عاد الي ما كان يفعله قديما ...يستقل احدي السيارات التي لا تعلمها ...يقف امام منزلها ...يتطلع الي شرفتها باشتياق اهلكه
و لكن الان ...الوضع مختلف ...غاليته تشعر به ...و كأنهما اتفقا علي ميعاد محدد
بمجرد ان صف السياره جانبا ...كانت هي تخرج الي شرفتها ...تنظر يمينا و يسارا ...تبحث عنه ...و بداخلها يقين انه بالجوار
خفقان قلبها الشديد يخبرها بذلك....و العاشق يبتسم بفرحه حينما راي حالتها
عاد الي تبجحه القديم معها ...اذ دون تفكير اخرج هاتفه و اتصل بها لاول مره منذ ما حدث
وضعت يدها فوق صدرها علها تهديء ضربات قلبها التي تسارعت بعدما سمعت نغمته المميزه
ظلت تنظر للهاتف بعيون يملأها الدمع ...و هو يتوسلها بداخله ان ترد عليه
سمعت توسله بقلبها ...لم تخيب ظنه بقلبها
رسمت الجمود و قامت بالرد عليه قائله : خييير
مختل ...يبتسم و كانها تقول له ...وحشتني
رد بوقاحه : هو الي يعرفك يشوف خير....
و الغاليه تسمع بقلبها كلمات الاشتياق ...عكس ما ينطق به لسانه السليط ...
تبتسم هي الاخري و تقول بتبجح : و لا الي يعرفك هيشوف الراحه في حياته ...عايز ايه ...بتكلمني ليه هاااااا
رد عليها بصوت يملأه الاشتياق : وحشتيني
اغمضت عيناها استسلاما لتلك النبره التي اخترقتها و قالت بشجن : مش اكتر مني ...اخيرا قررت تكلمني
رد عليها بما كان يسمعه منها داخله : مش قولتيلي مش هتضعفي ...مش هتبدئي انتي
ابتسمت بفرحه و اكملت عنه بحزن : و انت قولتلي سامحيني ...مش قادر
حسن : و سامحتيني يا ...غاليه
مش لما ازعل منك الاول ابقي اسامحك ...قلبي مش عارف يقسي عليك يا حسن
عشان قلبك ملكي ...يا عمر حسن ...مش هتعرفي تتحكمي فيه
دائما....هو من يخرجها بلسانه السليط من حاله الوله التي تعيشها معه
في لحظه ...تحولت الي لبوءه شرسه و ردت قائله : بلاش توهم نفسك كتير ....قلبي جوايا و عمره ما هيكون ملك لحد ساااامع ...و اتفضل امشي من هنا و متجيش تاني
فتح النافذه كي تراه...ليس هذا فقط...بل تسمع ضحكاته الرجوليه التي انتشر صداها في الارجاء ...ثم قال بتملك : مش بمزاجك يا قطه
كلك ملكي ...و بمزاجي اناااا ...هقولك بح ...شطبنا
غلي الدم في عروقها فقالت بغضب : ههههههه بتحلم ....بس متنساش و انت بتفوق من حلمك تدور انت كمان علي قلبك
رفعت يدها للاعلي كي يراها ثم ضمت قبضتها بقوه و اكملت : لانه في ايدي يا ...باشاااا
جز علي اسنانه غيظا ثم انطلق بالسياره سريعا و هو يقول : ام النسوان عالي عايز يعرف واحده ...الله يحرقك يا شيخه ...الله يحرقك
القي الهاتف فوق مقدمه السياره دون ان يغلقه ...و مع ارتطامه فتح مكبر الصوت
و الغاليه اعتقدت انه اغلق الخط فقامت باحتضان هاتفها و قالت بصوت يملأه الاشتياق : وحشتني يا غبي ....اخيرااااا
ابتسم باتساع حينما سمعهاو قال سريعا : مش اكتر من قلبي الي هيموت عليكي ...يا....غاليه
يتبع
يتبع
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق