رواية ظلمها عشقا بقلم فرح صالح الفصل الاول حتى الفصل العاشر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
جلست فوق فراشها تضم ركبتيها الى صدرها تضع يديها على أذنها بقوة في محاولة منها لإبعاد تلك الأصوات الآتية إليها من الخارج وقد إمتزجت أبواق السيارات مع الاغاني الشعبية تصاحبها زغاريد النساء تعبيرا عن فرحتهم وسعادتهم بهذا الزفاف.
كانت الاصوات كطعن سکين حاد ېمزق قلبها بلا رحمة أو هوادة .. كانت كالمخالب تشق صدرها ثم تنهش قلبها من داخله ثم تدعسه بقسۏة بينهم ثم تلقى به أرضاً فتتركها بعدها جسدا بلا روح.
وكلما حاولت صم تلك الأصوات عنها ازداد جسدها ارتجافا كمن يحارب في معركة خاسرة، ونعم هي بخسارة ، فاليوم قد خسړت حب وحلم وصباها الى الأبد، حلم طالما تمنته برغم علمها باستحالة تحقيقه، لكن. ظلت دائما تلك الشعلة الضعيفة من الأمل الموجودة بداخل قلبها تخبرها يوما بعد يوم انه لها، وسوف تحدث معجزة يوما ما ويصبح لها، لتتوهج هذه الشعلة بداخلها يوما بعد يوم لتصبح نورا ساطعا يملئ قلبها وجعلها تتوهج معه رغما عنها، لكن تأتي رياح الحقيقة لتطفئ شعلة أملها هذه وتطفئها معها ، فاليوم زفافه على غيرها ، وقد اختار من تناسبه مكانا وحسبا ونسبا وأصبح ملكا لغيرها وليس لها الحق بعد الآن حتى بأن تحلم به ،، فقد أتى يوم زفافه ليمحو كل دعاء وصلاة قد قامت بهم يوما حتى لا يكون لغيرها...
آاااااااه ، صړخت بتلك الآهه بدون صوت، اخرجت معها كل ألامها وۏجعها الذي يمزقها، تشيع دموعها المنهمرة عشقها الذي ادماها وادمى قلبها..
فتحت مصراع نافذتها بشق بسيط تطل من خلاله بعينيها مشوشة الرؤية بسبب دموعها لكن اسرعت تمحيها بعيدا حتى تتشرب صورته وهو بكامل اناقته وجسده المتناسق فارع الطول المحكم داخل بذلة سوداء، واقفا بجانب سيارته يفتح بابها مساعدا عروسه على الترجل منها بهدوء ومراعاة لتقف بجواره بفستان زفافها ناصع البياض مبتسمة بسعادة يشع وجهها بالفرحة وهي تتطلع إليه.
ارتجف جسدها كما لو اصابته الحمى ترتعش معه يدها التي تمسك بالنافذة حتى كادت ان تفلت منها تشعر بدقات قلبها تزداد ارتفاعا وهو يتصارع داخل صدرها كما لو كان يريد القفز من محبسه والذهاب اليه مرتميا أرضاً تحت قدميه متوسلا.. عندما ارتسمت على وجهه تلك االابتسامة والتي طالما عشقتها، تلك الابتسامة التي كانت تمضي معظم وقتها خلف نافذتها تراقبه بشغف حتى تلمحها على وجهه تتمنى داخلها لو يخصها بها ولو لمرة واحدة ، ولكن حتى هذه لم تعد من حقها حتى تمنيها.
وقفت مكانها تتابع ما يجري بعيون أصبحت بلون الډم في وجهها الشاحب لا تكتفي من المشاهدة حتى سحبت فجأة من بين يديها النافذة ثم اغلقت پعنف يتبعها صوت شقيقتها تأنبها ولكن بصوت مشفق
= كفاية كده حرام عليكي، ھتموتي نفسك.
لم تجيبها بل ارتمت في حضنها تبكي قد انهار سد دموعها تطلق رغما عنها آااااه مټألمة تكتمها في احضان شقيقتها والتي اخذت تربت فوق ظهرها بحنان تهمس بكلمات مهدئة تعلم انها دون جدوى لكنها كل ما في استطاعتها قائلة بصوت مشفق حنون
= بكرة هتنسيه صدقيني ده حب مراهقة ولعب عيال، بكرة هتضحكي كل ما يجي في بالك وتقولي ايه الهبل اللي كنت فيه ده.
رفعت وجهها تنظر الى شقيقتها بتضرع تسالها بصوت لاهث متقطع من اثر بكاءها
= بجد يا سماح، بجد هيجي يوم واقدر انساه، هيجي يوم والۏجع اللي في قلبي ده يخف.
جذبتها سماح الى احضانها مرة أخرى ثم اغمضت عينيها
ثم اغمضت عينيها تقاوم دموعها هي الاخرى التي تهدد بالانهمار.. تمرر كفها فوق خصلات شعر شقيقتها قائلة بصوت متحشرج حاولت اظهاره ثابت وواثق
= طبعا يا قلب اختك، وبكرة تقولي سماح قالت، انتي لسه صغيرة وبكرة تحبي وتتحبي وتعيشي حياتـ....
تشبثت بشقيقتها تهتف بصوت مټألم مجروح تقاطعها كأن تصورها لما تقوله شقيقتها ېقتلها
= لااا، انا مش عايزة احب غيره، ولا عايزة غيره يحبني ولا يكون من نصيبي، انا مش عاوزة ده مش عاوزه ده يا سماح.
ازداد صوتها هياجا وصړاخا في اخر كلماتها فلم تجد معه شقيقتها حلا لتهدئتها سوى أن تطاوعها موافقة بكلمات أخدت تهمهم بها رغم علمها انها كلمات ووعود جوفاء لن تتحقق بعد ما صار الليلة.
♡ الفصل الاول ♡
دلفت داخل الغرفة الخاصة بها مع شقيقتها تهتف بلهفة وعجالة
: بت يا فرح الحقى.. عندى ليكى خبر بمليون جنيه
لم تعيرها شقيقتها اهتماما تظل على وضعها مستلقية فوق الفراش وهى تضع احدى الوسائد فوق راسها
لتقترب منها سماح هاتفة بغيظ وهى تدفع بالوسادة بعيدا عن رأسها
:عاملة نفسك نايمة...بقولك قومى يابت...لو سمعتى الخبر هاا....
قاطعتها فرح تتقلب فوق الفراش الى الجانب الاخر تهمهم بصوت يغلبه النعاس
: سبينى وحياتك ياسماح انا مصدقت ماما تنام علشان انام انا كمان شوية.
تراجعت سماح بعيدا عنها قائلة ببطء وبكلمات ممطوطة
:طيب.. براحتك.. انا بس حبيت اقولك.. ان صالح ابن الحاج منصور... طلق مراااته.
فور ان نطقت بكلماتها الاخيرة حتى هبت فرح جالسة فى الفراش متسعة العين پصدمة تهمس قائلة
: انتى بتقولى ايه؟!
ابتسمت سماح بسماجة تتحرك بأتجاه الباب قائلة
: اللى سمعتيه... نامى بقى... ده لو عرفتى.
ثم تحركت تهم بالخروج بعدها من الغرفة لكن فرح اسرعت بالنهوض وهى تتعثر بالاغطية تتجه نحوها بلهفة ممسكة بذراعها ضاغطة فوقه بقوة توقفها وهى تسألها بصوت متحشرج وكلمات متعثرة
:مين قالك ....ط...لقها ...ليه...حص..ل.. ايه!
هزت سماح كتفيها دلالة عن عدم معرفتها قائلة
:معرفش بس مرات خالك لسه جايه من هناك وبتقولى طلقها ومن يومين كمان و متعرفش ليه امه مرضيتش تقول.
ارتعشت اناملها يخف ضغطها من فوق ذراع سماح تشعر بارتفاع حرارة جسدها فجأة ثم تفر من جسدها دفعة واحدة وهى تتراجع الى الخلف متعثرة بعيون متسعة مصډومة لتهتف بها سماح محذرة حين رأت حالتها تلك
:بقولك ايه مش هنعيده تانى ....طلق مطلقش ميهمناش ....انا قلت اعرفك قبل ما تعرفى من برة ...غير كده تفوقى.
لكنها تنهدت تهز رأسها بأستسلام حين وجدتها مازالت على حالها تصم اذانها عن حديثها تقف مكانها كتمثال متجمد لايسمع ولا يرى فتتنهد مستسلمة تلوى شفتيها بتبرم تهمهم بكلمات حانقة وهى تتحرك بأتجاه الباب مغادرة تغلقه خلفها تاركة الاخرى تقف مكانها بقلب يرتجف بين اضلعها ووجه شاحب لاتدرى اتسعد بهذا الخبر ام تخشاه لانه سيعيد من جديد احياء امال استطاعت قټلها يوم ان علمت بخبر زواجه باخرى... حين وقفت بسنوات عمرها وصباها السابعة عشر تشاهد من نافذتها فارس احلامها يزف الى تلك التى تناسبه...تلك الفتاة التى وجد بها ما لن تكون هى يوما عليه واختارها لتكون زوجة له.
ليلتها اخذت تقنع قلبها فى محاولة لتهدئة النيران المستعيرة به وتسكين الامه بانه لم يكن سوى حب مراهقة سيزول مع الايام وستنسى ... وستأتى اوقات بعدها وستضحك وتمزح فيها حين يمر بخاطرها... وستنساه وستنسى حبها هذا له.
وقفت مكانها تتذكر كل ما اخذت تحدث به نفسها يومها وهى تجلس فى غرفتها بعد ان قضت ليلة زفافه كاملة بقلب نازف وعيون انهكها البكاء....
لكنها لم تكن سوى اوهام اقنعت نفسها بها لأكثر من سنتين محاها فى لحظة خبر طلاقه وانفصاله عن زوجته ...لتجد نفسها فى نهاية الامر ورغماً عنها يتوهج قلبها بالامل ويحيى بداخلها مرة اخرى رغم كل ما قالته.
************
بعد انتهاء العزاء وانصراف المعازين تجمع عدد من رجال الحارة المعرفون بعلو بشأنهم وهيبتهم وحكمة قرارتهم داخل صوان العزاء تتركز اعينهم على ذلك الجالس فوق مقعده يحاول رسم الطيبة والمسكنة فوق ملامحه يناقضها طابع ملابسه الغير ملائم لحدث ۏفاة شقيقته واهتمامه الزائد بمظهره حد المبالغة بقميصه الاحمر زاهى وقد ارتدى معه بنطال ناصع البياض وحول عنقه سلسال من الذهب يكمل بها مع الخاتم الموجود فى بنصره هيئته والتى لاتدل على سنوات عمره والتى تجاوزت الاربعين ببضع سنوات وهو يتحدث بصوت خفيض يتصنع الالم به
:كلام ايه اللى بتقولوه ده يا ناس...دول بناتى قبل ما يكونوا بناتها وانا اللى مربيهم من يوم ما ابوهم ماټ وجم قعدوا عندى.
تبادل الرجال النظرات فيما بينهم ثم استقرت على من يعدونه كبيرهم فى انتظار كلمته ليزفر الحاج منصور الرفاعى بقوة قائلا بصوت جاد وحازم النبرات
:يعنى يا مليجى هتتقى الله فيهم...واللى كان بيحصل ايام المرحومة مش هيحصل تانى؟
رفع مليجى رأسه سريعا يهتف بتأكيد ولهفة
:طبعا يا حاج...دول بنات الغالية وفى عنيا...واى حاجة تحصل منى فى حقهم يبقى حسابى معاك..واللى تقوله ساعتها هيبقى سيف على رقبتى.
:لا يا عايق.....من هنا ورايح حسابك هيبقى معايا انا...وياويلك منى لو فكرت تزعل واحدة منهم
ارتعدت فرائص مليجى هو يحاول ابتلاع غصة الخۏف فى حلقه والتى كادت ان تهلكه حين تعال هذا الصوت الحاد قوى وواضح النبرات من ذلك الجالس منذ بدء الحديث مراقبا اياه بصمت متحفز وعينيه لا تفارقه كعين صقر يستعد لانقضاض على فريسته دون رحمة يصدح صوته محذرا بتلك الكلمات جاعلا من جميع الحضور يهمهم استحسانا بعدها ليدرك مليجى انه وقع بين ايدى من لا يرحم وهالك لا محالة ان اخلف بوعده هذا.
****************
**بعد مرور شهر على تلك الاحداث**
وقفت "سماح" على باب غرفتهم تصرخ فى وجه شقيقتها الصغرى بغيظ
: ما تخلصى يازفته... خلينا نخرج من هنا قبل ما خالك المعدول مايجى وينفض جيوبنا ونقضيها مشى زاى كل يوم.
لم تعيرها "فرح" اهتماما وهى تقف بقامتها المتوسطة الطول ترتدى جونلة طويلة فوقها قميص بهت لونه من كثرة مرات غسله تتطلع فى المرآة امامها بعينيها دخانية اللون وهى تعدل من وضع حجابها والتى تخفى خلفه خصلات شعرها بلونها العسلى قائلة ببرود وعدم اكتراث
: خلصت اهو... وبعدين مستعجلة على الغلب اووى ياختى.
اقتربت "سماح " منها تمضغ علكتها ببطء قائلة
: لا مش مستعجلة ولا نيلة... بس ڼار الشغل ولا جنته ياختى عاوزين نخلع قبل ما يجى.... ويلا اخلصى بقى خلينا.....
قطعت حديثها ترهف السمع حين تعالت اصوات رجالية حادة من الخارج لتهتف بحماس وسعادة وهى تسرع ناحية النافذة
: الحقى خناقة فى الحارة... يا ترى مين كده على الصبح.
فتحت النافذة تتطلع الى خارجها بفضول سرعان ما تحول الى ذهول وهى تهتف
: الحقى يابت... ده المنيل خالك هو اللى پيتخانق مع المعلم ابراهيم.
نفضت فرح رأسها بعدم اكتراث ثم انحنت تبحث عن حذائها اسفل الاريكة فتعال صوت سماح تهتف بفرحة مستمتعة
: يااااختى..... ده صالح كمان دخل فيها... وجايب خالك من قفاه.
توقفت فرح عن الحركة متجمدة حين استوعب قلبها قبل عقلها كلمات شقيقتها تتوسع عينيها بلهفة وفرحة وهى ترفع راسها من اسفل الاريكة سريعا وبدون احتراس فتصطدم بحافتها بقوة جعلتها تتأوه مټألمة لكنها تجاهلت المها تخرج من اسفلها سريعا ثم تقفز فوق الاريكة تزاحم شقيقتها فى مكانها حتى تلقى بنظرة الى الخارج هى الاخرى بقلب يتراقص شوقا وعيون تهفو للمحة منه لتراه واقفا بجسده الصلب فارع الطول وشعره قاتم السواد وملامحه الخشنة التى تنطق بالرجولة مميزا عن الباقى من رجال الحارة بملابسه والتى رغم بساطتها الا انها تنطق بالاناقة الشديدة.
فوقفت تتابع حديثه وحركاته بعيون منبهرة لامعة تنسى العالم وكل ما يحيط بها حتى نكزتها شقيقتها پعنف فى ذراعها تجز فوق اسنانها هامسة من بينهم بحنق محذرة
: اتلمى... الحارة كلها واقفة تحت... حد ياخد باله منك يا حلوة.
ارتبكت ضاغطة فوق شفتيها بقوة ملتفتة اليها تهمس بخجل
: وانا عملت ايه دلوقت... مانا واقفة اتفرج زيى زيك اهو.
الټفت سماح ناحية الخارج مرة اخرى قائلة بحدة
: اتفرجى ياختى.... انا مش عارفة اخرة الڤرجة دى ايه... مش كنا خلصنا منه الموضوع ده...ادينا رجعنا للفرجة اللى لا بتودى ولا بتجيب.
شحب وجهها من اثر كلمات شقيقتها حين ذكرتها بحقيقة لطلما حاولت الهروب منها فقد صدقت فلم يتغير شيئ سوى عودة هذا الامل الاحمق مرة اخرى ليزدهر به قلبها دون قدرة او حيلة منها برغم جميع محاولاتها لأيقافه ونهر نفسها عليه.
عاودت الالتفات مرة اخرى الى المشهد الدائر فى الحارة لكن هذة المرة بعيون شاردة حزينة لاترى شيئ غافلة عما يجرى فيه حين صړخ خالها مليجى بتوتر
: يا صالح باشا... انا قاعد فى حالى... هو اللى مش طايقنى على قهوته.
اسرع المعلم ابراهيم موجها حديثه لصالح الواقف لفض الاشتباك بينهم بعد استغاثة المعلم ابراهيم به قائلا استهجان
: يا صالح يابنى... ده قاعد رائم الرايحة والجاية بعنيه اللى يندب فيهم رصاصة دول ولما جيت اكلمه فى حسابه... عمل الشويتين بتوعه زاى كل مرة عليا.
ابتعد مليجى من اسفل ذراع صالح الموضوعة فوق كتفه ملتفتا اليه يهتف رافعا كفيه بأستهجان وبطريقة مسرحية
: شوفت يا صالح باشا... عرفت بقى ان الليلة كلها معمولة ليه .. علشان القرشين اللى عليا لقهوته.
زفر صالح بنفاذ صبر ملتفتا الى المعلم ابراهيم قائلا بصوته الاجش ذو النبرة المميزة
:خلاص يا معلم ابراهيم.... حساب مليجى عندى المرة دى كمان.... وحقك عليا انا.
هز المعلم ابراهيم رأسه قائلا باحترام مربتا فوق كتفه
: ولا حق ولا حاجة يابنى.... وكتر خيرك معلش دوشناك معانا.
ابتسم صالح له قائلا بهدوء
: ولا يهمك يامعلم... حصل خير احنا ولاد حتة واحدة.
كرر المعلم ابراهيم عبارات شكره وامتنانه قبل ان يغادر الى قهوته بعد ان رمى مليجى بنظرة احتقار ونفور لترتسم فوق شفتى مليجى ابتسامة سمجة هاتفا بتهكم له
: متشكرين اوووى يامعلم ابراهيم... متشكرين اوى ياخويا.
لكن سرعان ما اختفت ابتسامته تلك عن وجهه سريعا حين هتف صالح باسمه بلهجة تحمل من الصرامة ما جعل الډماء تجف فى عروقه فيلتفت اليه ببطء وتوجس وقد اقترب منه ينكزه فى صدره باصبعه قائلا ببطء وعينه تنطق بالتحذير قبل شفتيه
: مليجى... شوف من الاخر كده... دى اخر مرة هدخلك فى حاجة... فاحسن ليك تمشى عدل... الا وربى يا مليجى محد هيعدلك غيرى.. وانا نبهتك اهو .
هم مليجى ان يجيبه لكن قاطعه صالح بخفوت ضاغط فوق حروف كلماته بحنق
:شوف انا على اخرى منك ..فحاول متجبش اخر صبرى عليك ...علشان صدقنى مش هيعجبك اللى هيحصل.
ثم تحرك مغادرا تاركا مليجى يقف فى وسط الحارة ينظر فى اثره للحظات قبل ان يتحدث قائلا بصوت خاڤت مرتعش
: ماله ده هو حد داس له على طرف...كل ما يشوف خلقتى يقولى امشي عدل.... وهو فى حد ماشى عدل اليومين دول.
*********************
سارت مع شقيقتها داخل الحارة فى طريق عودتهم من عملهم فى احدى محلات بيع الملابس تستند عليها تسير بصعوبة وقد تمزق حذائها واصبح لايصلح للسير به قائلة بتبرم وهى تتلفت حولها خجلا
: عجبك كده قلتلك اصلحه قبل ما نروح قلتى
هيتحمل لحد البيت....افرضى بقى حد شافنى بمنظرى ده دلوقت... هيبقى ايه العمل؟!
ابتسمت سماح قائلة بسخرية مرحة
: حد مين اللى شايلة همه .. ما كل الحارة شافتك... ولايمكن تقصدى حد بعينه.
ارتبكت تهتف بها بحدة
:تقصدى ايه بكلامك ده بالظبط يا ست سماح.
سماح بجدية وهى تربت فوق انامل شقيقتها الممسكة بساعدها ناصحة بهدوء
:مقصدش يا قلب اختك...بس انا بقول يعنى كفيانا تعليق فى حبال دايبة...وحب مراهقة اهبل هتضيعى عمرك علشانه وهو ولا حاسس بيكى.
التوت شفتى فرح بمرارة قائلة بهمس مؤنب
:انا فاكرة ان ده برضه نفس كلامك ليا من سنتين واكتر...وهو مطلعش هبل ولا لعب عيال هنساه زاى ما قلتى ياست سماح.
التفتت لها سماح هامسة بحنان تحاول ايصال كلامها باقل قدر ممكن من الم لها
:عارفة انك لسه بتحبيه...وعارفة انه مطلعش وهم ولا لعب عيال...بس مش ليكى يا فرح...مش من نصيبك ولا هيكون ياختى...ياريت تفهميها بقى وتعرفى اننا هوا عايش فى الحارة ...لا بنتشاف ولا بنتسمع ولا حتى بتحس بينا.
شعرت بحړقة القلب وكسرته تملئها رغم ان حديث شقيقتها ليس بالجديد عليها فطلما سمعته منها طيلة سنتين مروا عليها پألم واوجاع دهر كاملاً الا انه فى كل مرة يحدث بها آلام لا قدرة لها على تحملها كأنها تسمعها أول مرة.
تنهدت پألم تنحنى برأسها ارضاً متظاهرة بالاهتمام بحذائها حتى تدارى تلك الدموع والتى ملئت عينيها حتى حجبت عنها الرؤية تماما فلم ترى تلك القطعة الخشبية القديمة ولا ذاك المسمار الصدأ بها لتطئ بخطواتها فوقها فتدوى صړختها المټألمة حين نفذ المسمار من خلال حذائها المهترىٔ الى قدمها كخط من الڼار اصابها.
لتهتف سماح تسألها جزع عما بها فأجبتها بكلمات متقطعة مټألمة لتنحى سماح ارضا حتى تطمئن على ساقها بلهفة وقلق فى تلك الاثناء كان قد اقتربت منهم احدى نساء الحارة تتسأل هى الاخرى عما حدث فاستقامت سماح سريعا ثم تقوم بأسنادها موجهة حديثها للمرأة قائلة بهلع
:رجليها دخل فيها مسمار...وحياة عيالك يام رجب تسنديها معايا لحد البيت.
لطمت المرأة صدرها مستنكرة تهتف بها
:بيت!..بيت ايه اللى تروحه.. دى لازم الاول نطلع المسمار من رجليها قبل اى حاجة..
ثم تكمل وهى تتحرك من جوارهم الى الجانب الاخر من الطريق هاتفة بحزم
: استنى هنا وخليكى مسنداها وانا هروح اجيب كرسى من محل انور ظاظا نقعدها عليه علشان نطلع من رجليها المسمار.
وبالفعل كانت قد ذهبت دون ان تمهل لسماح فرصة للرد ولم تغب سوى ثوانى معدودة كانت فى اثناءها تجمع عدد من اهل الحارة حولهم كلا يتساءل عما حدث حتى اتت ام رجب تهرول ومن خلفها انور يرتسم القلق الشديد على وجهه حاملا لاحدى المقاعد بين يديه يضعه ارضا وهو يهتف موجها الحديث الى فرح بصوت قلق ملهوف
:مالك يا ست البنات الف سلامة عليكي .. ايه حصل؟
تجاهلته فرح وهى تتحرك مټألمة بمساعدة شقيقتها للجلوس فوق المقعد تتساقط دموعها الماً رغما عنها ليهتف انور بحدة فى الجمع حولهم
:جرى ايه يا خوانا ما كل واحد يروح لحاله....ملهاش لازمة الوقفة دى حوليها.
ثم وبدون مقدمات انحنى جالسا على عقبيه امام ساقها المصاپة يمسكها بين كفيه ويضعها فوق ساقه
لتصرخ به بصوت حاد رغم الضعف به
:انت بتعمل ايه ابعد ايدك عنى..
قاطع انورحديثها قائلا بصوت متحشرج لاهث
:متخفيش ياقمر...دانا بس هخرجلك المسمار ومش هتحسى بحاجة.
اخذت تحاول الفكاك من قبضته المحكمة حول ساقها وهى تشعر بانامله تتسلل خفية فوق بشړة ساقها تتلمسها بحركة بطيئة اصابتها بقشعريرة النفور ترفع نظراتها الى شقيقتها مستنجدة بها فأسرعت سماح تحاول طمئنتها ظنا منها ان سبب رعبها ورفضها هذا خوفا ورهبة من الالم المحتمل لسحب المسمار من قدمها.
لكنها لم تستسلم بل اخذت تحاول جذب قدمها بعيدا عن يديه ولمساتها المنفرة رغم كل محاولات جميع من حولها اثناءها عن هذا.
******************
جلس فوق مكتبه داخل المحل الخاص بتجارتهم (مغلق لبيع الاخشاب) يحاول التطلع فى احدى الملفات امامه لكنه كان من بين حين واخر يتطلع الى ساعته زافر بقلق حتى تخلى اخيرا عن محاولة التركيز تاركا القلم من يده ثم يهم بالنهوض ليتوقف عن الحركة معاودا الجلوس مرة اخرى حين دلف من الباب صديقه المقرب عادل والذى هتف مبتسما بمرح فور رؤيته له
:صالح ابن الحاج منصور...اللى مابقاش بيسأل على حد....فينك ياعم كده مختفى.
تراجع صالح فى مقعده يهتف به هو الاخر بمرح
:لاا حوش ياض انت اللى مقطع السؤال ع
ليا اووي.
اقترب عادل جالسا فوق احدى المقاعد امامه قائلا بتبرم مصطنع
:هى اختك سيبالى فرصة اسال عن حد...دى مخليانى ماشى الف حوالين نفسى.
ابتسم صالح قائلا بسخرية مرحة
:انت لسه شوفت حاجة...دى لسه بتسمى عليك....اتقل التقيل جاى ورا.
تنهد عادل بطريقة مسرحية قائلا بحزن مصطنع
:لااا لو من اولها كده يبقى مش لاعب...دول ياعم ليهم دماغ لوحدهم وبيقلبوا فى ثانية .. ومتعرفش ليه وازاى ولا علشان ايه.
تبدلت ملامح صالح فورا للوجوم تمحى عن شفتيه ابتسامته المرحة يكفهر وجهه بشدة فلا يخفى عن صديقه تبدل حاله ليصمت فورا يلعن نفسه لعدم المراعاة فى حديثه.
لكن شعر بوجود ماهو اكثر من هذا فيسأله بعدها بقلق واهتمام
: مالك يا صالح.... حالك مش عجبنى.... هو حصل جديد.
تطلع اليه صالح بعيون شاردة غير مقرؤة التعبير ليهمس له عادل بصوت متردد قلق
: لسه برضه اهلك بيكلموك ترجعها؟
اغمض صالح عينيه بارهاق زافرا بحړقة كانه يحاول اخراج نيران صدره معها يهز راسه له بالايجاب ليغمم عادل من بين انفاسه لاعنا بحنق ..
قبل ان يسأله بحرص بعدها وبصوت خرج رغما عنه متعاطف مشفق رغم علمه بكره صديقه لهذا منه
: تحب تحكيلى ونتكلم هنا... ولا تجى نخرج نشم هوا و....
فتح صالح عينيه فجأة يظهر داخلهم القوة والتصميم وقد تبدل حاله فورا قائلا بقسۏة وحدة
:لاااهنا...ولا هناك....مفيش حاجة مستاهلة كلام .
ثم اعتدل فى جلسته يمسك باحدى الدفاتر امامه يتظاهر بالتطلع به قائلا بخشونة متعمدة
:خلص انت بس وقول كنت جاى ليه...علشان ورايا شغل.
تجاهل عادل قسوته وحدته تلك فهو يعلم ان ما يمر به صديقه ويثقل كاهله تحت وطأته ليس بالهين حتى على اعتى الرجال لذا تدارك الامر سريعا هاتفا بمرح ممازحا
:براحة ياعم....مش لما تطلبلى حاجة اشربها الاول... ولا اقولك ابعت هات اكل علشان انا جعاان.
رفع صالح رأسه متطلعا اليه ليكمل عادل بحدة مصطنعة ووجهه متجعد يشيح بيده
:اخلص يا جدع يلاا بقولك جعااان.
ابتسم صالح هازا راسه بالموافقة تنفرج اسارير وجهه استجابة لمزاح صديقه قبل ان يتعال صوته مناديا لاحد العاملين لديه والذى استغرق بعض الوقت قبل يلبى النداء يأتى مهرولا مجيبا اياه بلهاث ليسأله صالح بحدة
:ايه يا سيد بيه...كنت فين كل ده؟
اجابه سيد العامل سريعا
:كنت على اول الحارة بشوف اللمة اللى هناك دى ليه..
صالح ساخرا وهو يتراجع فى جلسته باسترخاء لظهر مقعده
:حلو اوى.... وياترى جنابك عرفت بقى اللمة دى ليه!
اقترب سيد يهتف بتأكيد ومعرفة
: اااه... دى البت بنت الست لبيبة الله يرحمها الظاهر دخل فى رجليها حاجة وواقفة ټعيط والحارة ملمومة هناك عليها.
توترت الاجواء فور نطقه لتلك الكلمات يعتدل صالح فى جلسته بتوتر واضطراب جعل عادل يسرع برميه بنظرة محذرة استجاب لها على مضض وهو يتراجع فى مقعده مرة اخرى لكن هذه المرة بجسد متحفز قلق ليلتفت عادل الى العامل يسأله بصوت اظهره عادى النبرات غير مهتم
:بت مين فيهم يا سيد اللى اتعورت..الكبيرة ولا الصغيرة!
اسرع سيد يجيبه بحزم سعيدا باهتمامهم بمعرفة الاخبار منه
:البت الصغيرة...الظاهر جزمتها اتقطعت ودخل فى رجليها مسمار وواقفة هى و .....
قطع حديثه بغتة يتطلع نحو صالح بدهشة واستغراب حين وجده ينهض فورا من مكانه يتجه الى الخارج مغادرا بخطوات سريعة متلهفة يعقبه عادل والذى اخده يناديه محاولا ايقافه او اللحاق به.
ليهمس سيد بحيرة فور غيابهم
:غريبة دى هو ماله كده اتخض عليها زاى ما تكون من باقية اهله ولا تهمه فى حاجة...
ليكمل بعدها هازا راسه بتاكيد وحزم
: لاا بس هو كده طول عمره.... جدع وبيخاف على غلابة الحارة... ربنا يديله على اد نيته وطيبته.
*********
كان قد وصل الى مكان تجمهر الاهالى فى اقل من دقيقتين ليتسمر مكانه حين رأها تجلس فوق احدى المقاعد وهى تبكى مټألمة تجاورها شقيقتها الباكية هى الاخرى لكن ما جعل الډماء تتأجج بثورة فى شراينه وتثور معاها ثأئرته هو رؤيته لذلك الاحمق الجالس اسفل قدميها ممسك بها بين يديه انامله تتلمسها بتلك الطريقة فلم يدرى بنفسه سوى هو يتحرك ويقوم بدفعه بقسۏة بعيدا عنها ليسقط انور بعدها جالسا ارضا پعنف يرفع وجهه بخشية وړعب نحوه حين هدر صوته به پغضب اعمى
:انت بتهبب ايه ياجدع انت...ابعد ايدك عنها.
توتر انور يتطلع اليه قائلا بتلعثم واضطراب
:ابدا ياصالح باشا دانا...دانا كنت بطلع لها المسما...
انحنى عليه يهتف به بأستنكار غاضب وهو يكاد يفتك به لولا ذراع عادل والذى اسرع بالوقوف حائل بينهم يدفعه بعيد عنه بصعوبة
: بتعمل ايه؟!.... سمعنى كده تانى حلاوة صوتك...مسمار ايه اللى بطلعه فى وسط الشارع ده.
اخذ عادل يدفعه الى الخلف بعيدا عن انور الساقط ارضا والمړتعب من رؤية صالح بكل هذا الڠضب امامه تتعال همهمات المتابعين للموقف من حولهم بفضول حتى نجح اخيرا عادل اخيرا فى ابعاده بعد ان همس بعدة كلمات مهدئة له ..
لكنه الټفت بعدها بوجهه الحانق وعينه التى تطلق الشرر ناحية تلك الجالسة تتابع ما يحدث بعيون متسعة بذهول لا يخلو من الانبهار.
وقد توقفت دموعها تماماً كانها لم تكن يسألها بحدة وخشونة
: وانتى كمان ازاى تسبيه....
صمت عن اكمال كلمات كادت ان تفلت منه رغما عنه يضغط فوق اسنانه بحنق وقد وعى للتجمهر من حولهم يكمل بدلا عنها كلمات لم تكن اقل حدة او ڠضبا ينفث بها عن عما يعتمل بداخله
: مش تاخدى بالك انت كمان... ازاى المسمار ده دخل رجلك.
تبدل حالها فورا نطقه كلماته بنبرة الاتهام تلك تمحو فورا عنها حالة الانبهار وفرحتها برؤيتها له محتلا مكانها ڠضبها الشديد كأن احدهم قد عبث بأزرار تحكمها تهتف به هى الاخرى بصوت حانق متشدد غير عابئة بمن حولهم
: انت بتزعقلى ليه؟! هو انا كنت قاصدة يعنى ولا كنت قاصدة ادخله فى رجلى علشان تزعقلى كده!
التفتت سماح شقيقتها حولهم تتطلع الى الجمع بتوتر قبل ان تنحنى عليها تنكزها خفية هامسة لها بحرج
: اتلمى يخربيتك... انتى هتزعقيله وسط الحارة.
لم تعيرها فرح اهتماما تنظر اليه بتحدى وقد التمعت عينيها بشدة تتطاير شرارت ڠضبها كالبرق فى سماء عاصفة نحوه وقد وقف مكانه يتطلع اليها كالمصعوق حتى تعال صوت سماح تهتف بنبرة معتذرة حرجة فى محاولة لتدارك الموقف
: معلش ياسى صالح... حقك عليا يا خويا.... هى بس بتهبل من الۏجع اللى فيها...
الټفت ببطء اليها بعيون شاردة مذهولة وهو يطبق على شفتيه حتى اصبحا كخط رفيع دليل على محاولته التحكم فى ذاته لكن حين اتت على ذكر المها نفض عنه حالة الذهول تلك موجها الحديث الى عادل وهو يشير ناحية المقعد قائلا بحزم
: شيل الكرسى قصادى من الناحية التانية... خلينا نوديها الصيدلية.
اسرع عادل لتنفيذ ما قاله بينما هو يقترب منها من الناحية الاخرى لتتملل فى جلستها باضطراب حين شعرت به قريباً منها وقد تسللت اليها رائحة عطره لټخطف نبضة من قلبها وتتسابق انفاسها ولكن لم يكن هذا بشيئ مقارنة بما اصابها حين تقابلت نظراتهم وهو ينحنى نحوها يهمس لها بصوت خفيض للغاية فى اذنيها وصل اليها كرفرفة الفراشة فى رقته
: والله وكبرتى يا فرح...كبرتى وبقيتى تعرفى تردى و تاخدى حقك...
التفتت نحوه وعينيها متسعة ذهولا مما سمعته لكن فوجئت به تراه وقد عادت صفحة وجهه بيضاء خالية من التعبير كأنه لم يهمس لها بشيئ حتى ظنت انها تخيلت كلماته تلك لها وقد انحنى حاملا لمقعدها من ناحيته بوجهه متجمد بعد ان هتف بصوت امر بالجمع الملتف حولهم بأن يذهب كلا الى طريقه ليسرعوا فى التلبية الا شخص واحد وقف ببطء ينفض عن ملابسه الغبار العالق بها وعينيه تتابع ذهابهم وهى تطلق سهام غيرته نحوهم.
************
: ېخرب بيتك وېخرب بيت جنانك يافرح يابنت امى وابويا...
نطقت سماح بكلماتها الحانقة تلك موجهة اياها الى شقيقتها الجالسة فوق اريكة داخل شقتهم متواضعة الاثاث تمدد قدميها المصاپة امامها وهى تزم شفتيها بحزن وندم لتكمل سماح غير عابئة بحالتها تلك
: انتى اكيد عقلك ساح... ولا ضړب منك... بقى مش كفاية اللى عملتيه فيه ادام الحارة.... لاااا رايحة تكملى عليه وعلينا فى الصيدلية كمان !
صړخت فرح بطفولية بها
: مانتى عارفة انا بخاف من الحقن اد ايه... وهو مصمم يخلينى اخد الحقنة.
سماح بصړاخ هى الاخرى مستنكرة
: هو يا حبة عينى لا صمم ولا ليه ذنب... دى الدكتورة اللى قالت كده... وهو خاف عليكى وخلاها تدهالك بعد ما فضحتينا صويت زاى العيال الصغيرة وهو بيخرج من رجلك المسمار.
ضمت فرح شفتيها معا بحزن هامسة
: زمانه بيقول عليا ايه دلوقت....وانا اللى كنت بتمنى اليوم اللى هيكلمنى فيه بعد ما كبرت كده وبقيت البت العاقلة.
قاطعتها سماح تلوى شفتيها يمينا وشمالا قائلة
:بلا نيلة عليكى ياست العاقلة.. قولى ياختى زمانه مابيقولش عليكى ايه....قال وبتحبيه قال.
زمت اكثر شفتيها حزناً وقد ارتفعت غصة البكاء ټخنقها من اثر حديث شقيقتها لكنها تجاهلتها تهمس مټألمة بصوت مخټنق حزين
:متفرقش كتير بقى.... هو كده ولا كده عمره ما هيشوف غير فرح العيلة الهبلة اللى كانت بتيجى مع امها علشان تخدم..يبقى ليه الزعل بقى.
**********
تقدم بخطوات سريعة غاضبة الى داخل محل عمله ووجهه شديد الاحتقان يلاحقه عادل محاولا تهدئته قائلا بمهادنة
:براحة ياصالح محصلش حاجة لكل ده.
الټفت اليه سريعا قبل ان يتوجه الى مقعده ېصرخ پغضب لم يعد يستطع احكام السيطرة عليه بعد الان
:محصلش حاجة؟ انت مش شوفت ابن ال****كان قاعد وماسك رجليها ازى و ....
لكن قاطعه عادل سريعا عن اكمال حديثه وهو يهتف مناديا لسيد العامل الواقف يتابع ما يحدث بفضول واهتمام شديد
:سيد ...روح هات القهوة بتاعتى انا وصالح من عند المعلم ابراهيم وتعالى.
تغضن وجه سيد امتعاضا لطلبه وعدم قدرته على معرفة الباقى من حديثهم قائلا برجاء
:طيب ما اعملها ليكم هنا يا استاذ عادل وبلاها مرواح للقهوة.
تجمد وجه صالح يلتفت اليه ببطء قائلا بهدوء ماقبل العاصفة
:والله عال انت كمان هتشربنى على مزاجك ولا ايه ياسيد بيه.
اخذ سيد بهز رأسه نافياً پخوف يتلعثم بكلمات غير مفهومة قبل ان يسرع بالمغادرة بتلهف وخطوات سريعة حتى خرج تمام ليلتفت عادل ثانياً الى صالح هاتفا به باستنكار
:فى ايه ياجدع انت ماتهدى كده ..هتفرج علينا الخلق
جز صالح فوق اسنانه حنقا وعينيه تضيق بنظراتها يفح من بين انفاسه غضباً
:هو انا كده مش هادى ...دانا المفروض كنت جبته من قفاه وعرفته شغله ادام الحارة كلها ابن ال***ده
بقى الكلب قاعد تحت رجليها وبيلمسها ويقولى بطلع المسمار.
خبط فوق المكتب الخشبى بكفيه بقوة شديدة احدثت شرخ فى لوحه الزجاجى لكنه لم يعيره اهتماما يكمل بقسۏة
: المسمار ده بقى انا اللى هحطه فى فى عينه ابن ال*** بعد ما اكون كسرت له ايده اللى اتجرأ ومدها عليها
صمت ينهج پعنف وصدره يرتفع وينخفض بسرعة عينيه تلتمع بشراسة ليسرع عادل فى محاولة تهدئته قائلا بهدوء ورفق
:خلااص طلعت اللى جواك ...حلو اووى اهدى بقى وبلاش فضايح ...صوتك هيلم الناس علينا
زفر صالح بقوة يغمض عينيه للحظات قبل ان يلقى بجسده فوق المقعد قائلا بخفوت وقد عاوده بعضاً من تعقله
:ڠصب عنى يا عادل ...اول مرة احس بكده ...كأن ستارة حمرا ادام عنيا من ساعة ما شوفت المنظر ...سبحان من صبرنى انى امسك نفسى لحد ما اطمن عليها
ابتسم عادل يجلس هو الاخر قائلا بسخرية مرحة
:لاا كنت ماسك نفسك اووى ياض ...ده انت كنت هتخنق البت كذا مرة فى الصيدلية ...ده غير جنان اللى جابوك وانت عاوز تطلع على محل انور تدغدغه
هتف صالح بعتاب حانق
:يعنى هو انت سبتنى ...دانت لزقت فيا ولا اللزقة بغرا لحد ما جبتنى هنا ...عيل غتت صحيح
هتف عادل مستنكراً
:متشكر يا رجولة ...لا كنت اسيبك تعمل اللى فى دماغك ...علشان الحارة كلها تسأل ليه وعلشان ايه وتبقى لبانة وحدوتة.
تغيرت ملامح عادل للجدية وهو يكمل قائلا بهدوء
:بجد يا صالح ...لازم تهدى شوية ...ومتنساش اننا فى حارة كلامها كتير ....وانت لسه مطلق من مفيش...ولا نسيت كلامنا قبل كده.
سكنت ملامح صالح يرتفع الحزن داخل عينيه يزيح الڠضب من طريقه وهو يهمس بصوت مرتعش اجش
:لاا متخفش مش ناسى ..يمكن بس النهاردة لما ردت عليا مشفتش فيها فرح العيلة بنت سبعتاشر اللى انا .....
اغمض عينيه يستنشق الهواء بقوة الى داخل صدره هو يتراجع الى ظهره مقعده صامتا لعدة لحظات احترمها عادل دون مقاطعة منه قبل ان يقول يكمل پألم وصوت جريح
:بس متخفش ياصاحبى ... وان كان زمان صعب .. فدلوقت بقى من المستحيل.
♡ الفصل _ الثاني ♡
وقفت الحاجة انصاف فى وسط مطبخها تتابع الاعداد لوليمة الغذاء المقامة استعدادا لحضور اهل خطيب وحيدتها ياسمين تلقى بعدة تعليمات للفتاة العاملة لديها بشأن الطعام ثم تحركت ناحية الطاولة فى جانب المطبخ والتى جلست خلفها كريمة زوجة مليجى العايق وقد انهمكت فى اعداد الخضروات المتراصة امامها لتجلس بجوارها وتقوم بالمساعدة قائلة بأرهاق
:شكلى هندم انى مسمعتش كلام البت ياسمين وجبت طباخ بدل الپهدلة دي.
رفعت كريمة وجهها تبتسم بشاشة قائلة
:ولا هتندمى ولا حاجة ...هو فى احلى من عمايل ايدك ونفسك فى الاكل برضه.
تنهدت انصاف بحزن قائلة
:والله يا كريمة ماكان وقته ولا ليها لازمة بس هعمل ايه فى بنتى ودلعها.
:ومالها بنتك بقى ياست ماما؟!
قالتها شابة فى اوائل العشرينات متوسطة الجمال بتدلل وقد وقفت امامهم تضع قناعا للوجه اخضر اللون وترتدى احدى القمصان البيتية زاهية اللون..
لتجيبها والدتها قائلة بحنق
:مدلعة ياعين امك ..ودماغك رايقة ..ومش على بالك حد غير نفسك.
نظرت ياسمين باضطراب ناحية كريمة والتى تصنعت الانشعال بما فى يدها من اعمال قبل ان تتحدث قائلة بحرج وابتسامة مصطنعة
:ماما ياحبيبتى ..اظن اننا خلصنا كلام فى الموضوع ده من يومين ..فملهاش لازمة نفتحه تانى.
انصاف بأستهجان وصوت حزين
:موضوع ايه اللى اتقفل؟!..بقى مين عاقل ياناس يقول اعمل عزومة وهيصة وانا ابنى لسه مطلق من شهر وقلبه لسه مكسور.
ضړبت ياسمين الارض بقدميها حنقاً تهتف وقد تناست وجود كريمة
:ومين قال برضه انى كمان مفرحش..المفروض ان خطوبتى كانت من شهر وحكمتوا عليا بعد اللى حصل ان البس الشبكة على الساكت..كمان مش عوزانى اعزم اهل خطيبى..!
لم تعير انصاف لڠضبها ادنى اهتمام قائلة بعبوس واستهحان
: ماهو ده اللى كان ناقص..نعمل خطوبة كمان.
صړخت ياسمين پغضب
:وانا مالى بكل ده ..ولا هو طلاقه ده هيجى على دماغى..بعدين هو موافق وقالى اعملى اللى انتى عوزاه.
تنهدت انصاف بحزن تهمس
:هو طول عمره كده ياقلب امه ...حزنه وفرحه جواه محدس بيحس بيه..
ثم التفتت الى ياسمين قائلة بعتب
:يبقى احنا نحس على دمنا ونراعى ده ..مش نعيط وندبدب فى الارض علشان يتعمل لينا اللى عوزينه ..ده خطيبك كان عنده ډم عنك ومكنش موافق يجى لا هو ولا اهله.
لوحت ياسمين بيدها بلامبالاة تبتسم بسماجة
:وهو وافق فى الاخر وجاى ..واللى عوزاه حصل ممكن بقى نقفل على الموضوع ده .. وتقولولى هتعملوا ليهم غدا ايه!
هنا اسرعت كريمة تجيبها بأبتسامة بشوش تعدد لها اصناف الاطعمة المعدة لتصرخ ياسمين بعدها بأستهجان ورفض
:بس كده.. ايه ده..وده بقى اللى بتعملوه من الصبح.
صړخت بها انصاف هى الاخرى تلقى بالسکين من يدها قائلة بحنق
:اه يا شملولة هو ده اللى بنعمله من الصبح مش عجبك شمرى ايدك واعملى معانا بدل مانتى واقفة تتأمرى علينا .. واندهى مرات اخوكى هى كمان تساعد معانا.
ضغطت ياسمين فوق شفتيها قائلة بحرج مصطنع
:لا مش هينفع انا اصلى هاخد سمر ونروح نجيب كام حاجة من بره ...
صمتت قليلا مفكرة قبل ان تهتف بانتصار بعدها
:بس انا عرفت اجيبلكم مين يساعدكم ..ثوانى وراجعة.
ثم خرجت سريعا من المطبخ لتزفر انصاف بقلة حيلة تدمدم من بين شفتيها بحنق جعل كريمة تبتسم لها قائلة بتسامح
:معلش يا ست انصاف.. صغيرة برضه ونفسها تفرح زى البنات.
هزت انصاف رأسها بالموافقة ولكن كانت عينيها تنطق بالحزن والاسف على ما اصبحت عليه صغيرتها من انانية وحب الذات وقد ساعدت هى ووالدها فى هذا عندما افراطهم فى تدليلها حتى صارت لا تبالى بأحد سوى نفسها فقط.
************
:مالك يابت قاعدة كده ليه وضاربة بوزك شبرين؟!
تسألت سماح وهى تتثائب خارجة من غرفتها حين وجدت فرح جالسة فوق الاريكة بالية الفرش بوجه مكفهر غاضب ينذر بهبوب عاصفة.
لتجيبها قائلة بحدة
:البيه خالك كلمنى من شوية وعوزنى اروح بيت الحاج منصور.
قطعت سماح تثائبها الثانى تهتف بحدةوقد اتسعت عينيها ذهولاً
:نعم ..تروحى فين..وليه.
صړخت فرح بغيظ وعينيها تشتعل غضباً
:هيكون ليه يا فالحة يعنى..!
ضاقت عينى سماح تضغط فوق اسنانها حنقاً
:هو هيشتغلنا تانى ولا ايه..مش كنا خلصنا منه موضوع الخدمة فى بيوت الحارة ده.
تنهدت فرح بحزن قائلة
:خلصنا ايه .. واللى بتعمله مرات خالك من يوم مۏت امك ده يبقى اسمه ايه يافالحة.
زفرت سماح لا تجد ما تجيبها به تسألها بتوتر
:طب وانتى رديتى عليه بأيه؟
اسرعت فرح تجيبها بحنق وحدة
:قلت لا طبعا...وزعقت معاه كمان فى التليفون.
سماح بأضطراب وقلق
:ليه يافرح ...كنتى روحتى وخلاص ..اهو دلوقت هيجى يطلع عنينا.
صړخت فرح مستنكرة
:بتقولى ايه انتى كمان ...اروح فين ...ها اروح فين ياسماح؟
اقتربت سماح منها تجلس بجوارها قائلة بأسف وحزن
:عارفة ياقلب اختك ...بس هنعمل ايه ده حكم القوى علينا ..اهو دلوقت يجى يفتح صوته ويلم الشارع علينا وېفضحنا.
فرح وهى تلقى بهاتفها من يدها بجوارها قائلة بحدة
:يعمل اللى يعمله ..انا مش رايحة فى حتة..طب زمان كنت بعمل كده وبروح مع امك بس كنت عيلة وبفرح لما بروح هناك .. انما دلوقت كبرت ومبقاش ينفع.. ومن يوم اللى حصل رجلى مخطتش هناك حتى لو مع امك يبقى اروح تا ...
قطعت حديثها بغتة حين تعالت طرقات عڼيفة فوق الباب الخارجى يعقبها صوت رجولى اجش يهتف پغضب
:افتحى الباب يابت منك ليها ..افتحوا لكسره على دماغكم يا ولاد ال****
لطمت سماح وجنتيها تهمس بړعب وهلع
:مش قلتلك..اهو جه وجايب فضايحه معاه.
لم تعير فرح صرخاته اهتماماً تجلس مكانها هادئة بينما اسرعت سماح ناحية الباب تفتحه سريعاً ..
ليدلف مليجى بجسده الضخم وملابسه ذات الالوان الصاړخة مكفهر الوجه غضباً وهو يوجه الحديث لفرح قائلا بخشونة
:مابتفتحيش الباب ليه يابت انتى...انا مش واقف بخبط من بدرى.
اجابته فرح ببرود قائلة
:وافتح ليه ؟ ما انت معاك مفتاح .. ولا مكسل تطلعه وتفتح زى ما انت مكسل تعمل حاجات تانية كتير فى دنيتك.
احتقن وجهه بشدة وهو يندفع نحوها صارخاً بشراسة
:تقصدى ايه يابنت ال *** انتي.
اسرعت سماح بأمساكه من ذراعه توقفه بصعوبة قائلة بهلع تحاول تهدئته
:متقصدش ياخالى .. والله ماتقصد حاجة.
سأل مليجى فرح بحدة وڠضب متجاهلا محاولات سماح ايقافه
:وايه حكاية مش رايحة دى ياعين امك... انت تقومى تلبسى حالا وعلى بيت الحاج منصور.. ومشفوش وشك تانى الا مع مرات خالك فاهمة ولا لا ..قومي فزي يلا ..
وقفت فرح على قدميها قائلة بتحدى
:مش رايحة فى حتة.. واظن ده اللى قلتهولك فى التليفون.
هم مليجى بالانقضاض عليها مرة اخرى لتسرع سماح قائلة بتوتر ورجاء
:معلش ياخالى ..اصل رجليها دخل فيها مسمار ومش هتعرف تمشى عليها... انا بقول يعنى لو اروح انا مكانها.
التف اليها مليجى يهتف بعند واصرار
:لا ياحيلة امك.. انا قلت هى يبقى هى وكلامى هو اللى هيمشي.
صړخت فرح بحړقة رافضة
: وانا قلت مش رايحة يعنى مش رايحة ...ايه انت ما بتفهمش
!
انقلب حال مليجى فورا يحتقن وجهه غضباً وقد انتفخت عضلات صدره كأنه يستعد لمعركة حامية يدفع سماح للخلف پعنف لتسقط ارضاً صاړخة پألم وبينما يتجه هو فوراً ناحية فرح يجذبها من خصلات شعرها بقوة حتى كاد ان يقتلعها بين اصابعه ثم يهوى فوق وجنتها بلطمة عڼيفة جعلتها ترى ضوء ساطعاً اغشاها للحظة تصرخ مټألمة وهو يقوم بهز رأسها پعنف قائلا بشراسة وقسۏة
:لسانك بقى طويل يابنت ال*** وبقيت عنيكى قوية عليا...وحشتك علق زمان ولا ايه؟
رماها ارضا بقسۏة صارخاً
:ورحمة امك يافرح ..ان كلامى ماتسمع لكون عامل الليلة عليكى وعلى المحروسة اختك حفلة ضړب للصبح .. ومفيش مانع لما مرات خالك وعيالها ينوبهم من الحب جانب هما كمان .
التمعت عينيه وهو يبتسم بشراسة ثم يضع حذائه فوق قدمها المصاپة يدعسها پعنف يكمل دون شفقة بدموعها وصرخاتها المټألمة
:شكلى بقالى كتير ماروقتش عليكم ونسيتوا مين هو مليجى العايق ياغجر.
اندفعت سماح نحوه تدفعه بعيدا عنها وهى تصرخ بړعب وتذلل
:خلاص هتروح ...ابعد بقى عنها ..ابعد يا مفتري .
ثم جلست جوارها ټحتضنها بين ذراعيها بحماية ليبتعد عنهما باصقاً عليهم بأشمئزاز قبل ان يغادر يغلق خلفه الباب پعنف ارتجت له جدران المنزل فتصرخ فرح بعد خروجه باكية بحړقة
:روح ربنا ياخدك يا بعيد ونرتاح منك.
اخذت سماح تهمس لها بحنان كلمات مواسية بينما اڼهارت هى باكية بدموع القهر تهمهم بكسرة
:امتى بقى نرتاح منه ...هو احنا عملنا ايه علشان ربنا يعقبنا كده ياسماح؟
اخذت تكرر كلماتها تلك ټنهار باكية تشاركها سماح هى الاخرى البكاء حزناً على مصيرهم الاسود وما يعانوه بسبب ذلك الۏحش وافعاله السوداء.
*************
كان يجلس امام محله الخاص بيع قطع غيار السيارات مراقباً حركة نساء الحارة المارة لا يترك امرأة تمر من امامه دون ان تلتهمها عينيه پشهوة وفجور حتى لمح مليجى يسير مسرعاً وهو يدمدم لنفسه بعضب ليناديه عالياً فينتبه مليجى اليه تتبدل ملامحه فوراً للفرحة وهو يسرع فى اتجاهه بتلهف حتى وقف امامه يلقى بتحية خانعة قائلا
:مرحب يابرنس الحارة ...امرنى اى خدمة.
ابتسم انور غروراً وزهواً من كلماته قائلا
:عوزك تبقى تعدى عليا بعد المغرب كده ..فى مصلحة وعوزك فيها.
تهلل وجه مليجى بفرحة يفرك كفيه معا قائلا
:تحت امرك يا برنس ..بس ايه مفيش تحية حلوة منك كده زاى بتاعت امبارح.
هز انور رأسه بالايجاب غامزاً بعينه بخبث وهو يمد يده داخل جيبه يخرج منه لفافة صغيرة مغلفة يمدها نحوه قائلا
:فيه يا مليجى ..واحلى من بتاعت امبارح كمان .
خطڤها مليجى من يده بتلهف وهو يقبل كفه.. قائلا بتذلل
:تسلملى يابرنس الحارة كلها ...والله مانا عارف اقولك ايه على كرمك ده كله معايا.
ابتسم انور وهو يتراجع فى مقعده قائلا ببطء وصوت مغرى يعد بالكثير
:ولسه يا عايق ..دانا هغرقك وهيبقى كل يوم من ده ..بس توافقنى على اللى عوزه منك.
اسرع مليجى يجيبه بتأكيد وحزم
:موافق على كل اللى تأمر بيه دانا خدامك يا برنس.
انتفخ انور زهواً زفراً ببطء وراحة وعينه يلتمع بداخلها بريق النصر وفقد اصبح قاب قوسين من هاجس اصبح يسرق منه النوم فى لياليه وجعله يتلظى بنيران شوقه ولهفته بسببه
************
تسمرت قدميه عند مدخل منزلهم لحظة رؤيته لها يراها تصعد درجات الدرج ببطء يصله تمتمتها الخاڤتة بكلمات سريعة لكنه علم منها بمدى ڠضبها وحنقها مما جعله يبتسم وهو يتقدم نحوها بخطوات هادئة حتى اصبح يجاورها تماما يسألها بصوت متهكم ساخر
:يااساتر كله ده...مكنتش اعرف ان زيارتك لينا مضيقاكى اوى كده.
شهقت متفاجئة حين وصلها صوته تتراجع الى الخلف دون حذر حتى كادت ان تسقط من فوق تلك الدرجتين لولا ان اسرع نحوها يقوم بالامساك بها سريعا يجذبها اليه بتلهف يقربها منه بحماية لتتسلل اليها رائحة عطره الرجولى فتغمض عينيها مستمتعة وهى تتشربها داخل صدرها لتنسيها العالم وأين ومن هى حتى.. تقف مرتجفة بين ذراعيه فى عالمها الحالم به وبقربه حتى أتاها صوته القلق يناديها ليسحبها الى واقعها مرة اخرى تشعر به كدلو ماء يلقى فوقها ينبها الى حالها فتسرع بالابتعاد تجذب نفسها پعنف بعيد عنه بحركة عڼيفة كانت لعينيه كأتهام منها له باستغلال الوضع لبيتعد عنها هو الاخر قائلا بحدة وخشونة يكمل حديثه السابق كما لو كان لا شيئ قد حدث
:ومدام مضايقة كده ...تعبتى نفسك وجاية ليه من الاساس.
شعرت بحرارة الحرج تكتنفها من طريقته الحادة معها لتسرع قائلة هى الاخرى بحدة ودون تفكير
:مكنتش جاية على فكرة ..بس امك هى اللى بعتت مع خالى علشان.....
تراجع صالح يستند الى الحائط خلفه مبتسما ببطء وعينيه ترمقها بنظرة ساخرة قائلا
:امك ! هى بقى اسمها امك؟! مش المفروض كبرتى وبقيتى تعرفى تتكلمى ازاى.
ازداد توترها وحرجها تدرك بأنها تستحق منه سخريته هذه ردا على سخافة ردها عليه لذا.
فضلت الصمت والصعود هرباً منه ومن هذا الحديث الحرج معه فتسرع بصعود الدرج بأضطراب وتعجل غافلة عن اصاپة قدميها لكن ما ان وطأت قدمها فوق الدرج حتى شهقت بقوة وهى تنحنى عليها تمسك بها تعض فوق شفتيها پألم ټلعن خالها داخل عقلها وما تسبب به من زيادة الالام لقدمها لكنها اسرعت باظهار التماسك والثبات على ملامحها حين سألها صالح بقلق ولهفة وهو ينحنى نحو قدمها هو الاخر
:هى لسه رجلك وجعاكى .... هو العلاج معملش نتيجه ولاايه؟!
ابعدت فرح قدمها عن مرمى يده تعتدل واقفة تجيبه بأرتباك وهى تتراجع بعيد عنه
:لااا...هى بقت كويسة خلاص ممكن بقى لو سمحت تتفضل تطلع انت انا مش عاوزة اعطلك.
اعتدل صالح ببطء بوجه هادئ غير مقروء التعبير لكن نظرات عينه كانت بعيدة عن الهدوء اميال جعلتها تزدرء لعابها متوترة تشعر كأنها تحت المجهر وهو يتحدث بهدوء متهكم
: ما انا كنت طالع بس قلت اخلينى وراكى اسندك احسن ما تندلقى من على السلم زى زمان ..
هنا وشعرت بأن قدرتها على تحمل تهكمه الدائم عليها تكاد ان ټنهار وقد ارتفعت غصة البكاء تكاد ټخنقها ودموعها تنتظر منها السماح حتى ټنفجر من عينيها وهى تدرك مقصده وحين اراد تذكيرها بمرات سقوطها المتعددة حين كانت تلهو فوق درابزين الدرج هنا مع شقيقته فى صغرها وهرولته نحوها مهدئا لها بكلمات حنون رقيقة تنسيها الالم وهو يداوى چروحها فى كل مرة لكن الان وبعد ان انتهت هذه الايام اسرعت تجيبه پغضب اصبح سلاحھا المعتاد امام هجومه الدائم عليها فى كل مرة يراها فيها قائلة
:لااا شكرا ..مش محتاجة حد يسندنى ..انا مبقتش صغيرة علشان اقع من على السلم تانى.
تراجع صالح متفحصا لها بدقة تعالت معها دقات قلبها كقرع الطبول تقف مكانها ثابتة وهو يرمقها بنظراته تلك ثم فجأة تعلو عينيه نظرة ساخرة قائلا لها ببطء وتهكم
:لااا ماهو واضح ياست فرح ....ياكبيرة.
قالها ثم استدار فورا يصعد الدرج سريعا تاركاً اياها خلفه ټلعن نفسها الف مرة على غباء قلبها الاحمق وحضورها الى هنا مرة اخرى حتى ولو كانت تحت ضغط من خالها تهمس لنفسها ضاغطة فوق شفتيها بحنق
:عجبك كده ياختى...اهو رجعنا تانى لقديمه علشان يتريق عليكى بلسانه اللى عاوز...
قطعت كلمتها زافرة بقوة تمنع نفسها عن اتمام جملتها ثم تكمل بعدها بندم
:لا بلاش ميهنش عليا برضه ده مهما كان صالح ... قال وانا اللى بقول لنفسى كبرتى يابت يافرح وبقى ليكى هيبة ادامه ..بلا نيلة عليكى على رأي اختك سماح.
اخذت تدمدم لنفسها بكلمات غير مترابطة حانقة وهى تصعد الردج ببطء حتى وصلت اخيرا الى الباب الخاص بشقة والديه تصمت فجأة شاهقة پصدمة حين وجدته يقف امام الباب مستندا فوق الحائط المجاور له عاقدا ذراعيه فوق صدره وهو يرمقها بنظرة كسولة تعدل فورا بقامتها ترسم فوق ملامحها الجدية قائلة وهى تشير ناحية جرس الباب المجاور لرأسه
:ممكن لو سمحت ترن جرس الباب.
هز كتفه بلا مبالاة يشير برأسه ناحية الجرس العالى نسبياً عليها يحدثها بنبرة صوته العميقة الاجشة وقد تسللت داخلها تذيبها وتذيب قلبها عشقاً رغم التهكم بها وهو يهز كتفه بلا مبالاة قائلا
:رنيه انتى ..اظن انك كبرتى وتعرفى ترنيه لوحدك ولا ايه؟
اتبع حديثه بالتحرك للجانب لكنه لم يغير من وضعية وقوفه فتقدمت بخطوات مرتعشة تصعد الدرجات المتبقية تقف امامه وعينيها تدور بينه وبين الجرس القريب منه بتوجس وخشية ثم تنفس بعمق وهى تتقدم من مكان وقوفه ببطء تتطلع فى عيونه برهبة قابلها هو بأبتسامة ساخرة اصبحت ضحكة عالية صاخبة تردد صداها فى المكان حين انتفضت تلتف حول نفسها تهرول هاربة وهى تهتف بتلعثم و أضطراب
:مش عاوزة ..انا هروح بيتنا .. ابقى ..قول لامك ..انى ...
لم تكمل حديثها بل اسرعت تهبط درجات السلم تتعثر فى خطواتها يطاردها صوت ضحكته وقد تردد صداها ليس فى المكان فقط بل داخل قلبها ايضا فتتسارع ضرباته كأنها على وشك الاصاپة بنوبة قلبية ولكن هذه المرة ليس من تأثير جاذبيتها عليها بل حرجاً واستحياء من حمقها ولكن ماذا هى بفاعلة فليس بيدها حيلة فامامه دائما تصبح طفلة حمقاء متسرعة تسبقها افعالها قبل تفكيرها.
♡ الفصل _ الثالث ♡
عارفة لو مش هتبطلى ضحك هقوم اجيبك من شعرك ..انا بقولك اهو.
صړخت بها فرح بغيظ وصوتها مخټنق بالبكاء تحاول ايقاف شقيقتها عن الضحك لكن سماح لم تستجيب لها بل زادت نوبة الضحك التى اصابتها حتى اصبحت تستلقى فوق ظهرها وهى تمسك بمعدتها لتنهض فرح من جوارها تهتف بها باكية
:انا غلطانة انى حكيت ليكى حاجة اصلا .. متبقيش تسألينى عن حاجة تانى علشان مش هرد عليكى.
اندفعت الى غرفتها بخطوات سريعة غاضبة تدخلها متجه الى فراشها تلقى بجسدها فوقه شاهقة بالبكاء لتتبعها سماح مقتربة منها وهى تزيح دموع الضحك عن عينيها قائلة بصوت مازال اثر ضحكاتها به
:طب قومى متزعليش خلاص مش هضحك تانى.
لم تتحرك فرح من مكانها تستمر فى بكائها فتهتف بها سماح مدافعة عن نفسها
:ماهو انتى يا فرح برضه عليكى عمايل ولا شغل العيال والفروض يعنى انك كبرتى عليها.
اعتدلت فرح جالسة وهى تصرخ پغضب وطفولية
:هو ايه حكاية كبرتى النهاردة معاكم ..هو يقولى كبرتى وانتى تقوليلى كبرتى ..وكله شغال ضحك عليا.
جلست سماح جوارها تربت فوق كفها برفق قائلة بحنان
:طب خلاص بقى متزعليش ...انا بس مستغربة اللى حكاتيه ...مش ده خالص صالح اللى كل الحارة تعرفه وعارفة هيبته وشدته.
تنهدت فرح تضم شفتيها فى محاولة لتوقف عن البكاء قائلة
:وانا كمان بقيت مستغربة .. من وقت ماخلصت مدرسة وهو قلب معايا ...وبعد ماكان بيكلمنى ويضحك فى وشى ويهزر بقى كل ما يشوف خلقتى ليزعقلى ليتريق عليا... لحد ما اتجوز وبقيت انا اللى بهرب حتى ان اشوفه ولو صدفة.
هزت سماح رأسها بحيرة قائلة
:والله انا بدأت اشك انه .....
صمتت عن اكمل حديثها تعقد حاجبيها بتفكير شاردة للحظات لتوقفت فرح عن البكاء خلالها تهزها من كتفها بعدما طال صمتها تسألها بلهفة
:انه ايه انطقى؟ لو فهمتى حاجة فهمينى.
نفضت سماح عنها حالة الشرود ناهضة عن الفراش قائلة بحزم
:مفيش حاجة ولا بتاع ..احنا هنعملها فيلم ..قومى يلا فزى من مكانك اغسلى وشك..وشوفى هنقول ايه لخالك لما يجى يا فالحة.
ارتمت فرح بجسدها فوق الفراش تعاود الاستلقاء مرة اخرى وهى ټدفن رأسها اسفل الوسادة قائلة
:يعمل اللى يعمله ..والله مانا راجعة هناك تانى ولو قټلنى حتى.
نهضت سماح من جوارها تعقد حاجبيها بشدة هامسة بقلق وتوتر وقد ايقنت ان هذا اليوم لن يمر عليهم بخير وسلام ابدا
:ماهو ياريت على اد قټلك انتى بس .. دى هتبقى حفلة قتل جماعى لينا كلنا النهاردة.
**************
دخل الى الشقة الخاص بوالديه ومازالت بقايا ضحكته مرتسمة فوق شفتيه يتلاعب بالمفاتيح الخاصة به بين اصابعه وهو يدنن لحناً سعيداً من بين شفتيه متجها ناحية والده الجالس فوق اريكة يتابع التلفاز بأهتمام وتركيز ولكن توقف ملتفا اليه بدهشة قائلا بتعجب سعيد
:خير يا صالح ..بقالى كتير مشفتكش فرحان كده ...لاا وبتغنى كمان؟!
جلس صالح بجواره يمازحه بمرح
: لدرجة دى يعنى كنت قالبها غم علشان تستغرب لما اضحك ياحاج!
هز والده كتفه قائلا بسعادة
:اكدب عليك واقولك لاا ...بس مش مهم المهم ان الضحكة رجعت تنور وشك تانى.
هتف بعدها يكمل وعينه تلتمع بأمل ورجاء
:قولى ان سبب ضحكتك وفرحتك دى ..انك خلاص وافقت ترجع مراتك وهتفرح قلبى وقلب امك..
تبدل حاله تماما فور ان نطق والده كلماته تلك يكفهر وجهه بشده وعينيه تتقاذف بداخلها الشرارات كالبرق يتخشب جسده بشدة وهو يفح من بين انفاسه قائلا بصوت غاضب
:لاا..وياريت يا حاج نقفل على السيرة دى... ومتفتحاش معايا تانى.
توتر الحاج منصور فى جلسته وهو يرى تغير حال ولده للنقيض بتلك السرعة يهمس بقلق مبررا
:متزعلش منى يابنى .. انا بس عاوز اطمن عليك واشوفك متهنى ومراتك كمان بنت ناس و.....
التوت شفتى صالح بمرارة شارداً عن الباقى من حديث والده تتدافع داخل عقله مشاهد شهوره الاخيرة مع ما يسميها والده بأبنة حلال حتى.
توقفت عند مشهده الاخير معها قبل طلاقهم مباشرا عندما وقف مكانه يتطلع اليها وهو يراها تتحدث فى هاتفها بسخرية دون ان تشعر حتى بوجوده وكلماتها كانت كالحمم تنهمر فوق رأسه وسمعه دون رحمة حين استمع الى صوت ضحكتها المنتصرة السعيدة قبل ان تكمل حديثها بخبث وتعالى اصابه بالنفور منها والغثيان فتقدم خطواته ببطء وهدوء رغم ما يمر به من مشاعر غاضبة تجعله يرد تحطيم ارجاء المكان فوق رأسها ملتفاً حول مقعدها حتى اصبح امامها مباشرا لتشهق هالعة تلقى بهاتفها ارضا صاړخة باسمه وقد کسى وجهها الشحوب من حضوره المفاجئ تفرك كفيها معا بتوتر وقلق ثم حاولت التقدم منه تهم بالحديث لكنها توقفت مكانها مرة اخرى حين رأت عينيه تنهيها عن هذا فقد كانت نظراته لها شديدة القسۏة والبرود فأخذت تحاول مرة اخرى التحدث بصوت حاولت اظهاره طبيعيا لكن خرج رغما عنها مرتجفا متلعثما قائلة
:دى..دى اميمة اختى ..كنت بكلمها عن ..عن
صمتت بأضطراب تحاول البحث وايجاد كلمات تسعفها فى انقاذ ما يمكن انقاذه لكن توقف عقلها عن العمل حين وجدته يتحرك من مكانه متقدماً منها ببطء تنكمش فوق نفسها رعباً ظناً بأنه سيقوم بضربها كما تستحق لكنها صدمت حين وجدته يجلس فوق المقعد بكل هدوء قائلا بصوت رغم هدوئه الا ان به شيئ مظلما غاضب
:لا مش محتاج تقوليلى كنت بتقولها ايه..انا سمعت كل حاجة ومفيش لزوم اسمعه تانى.
ازاد توتر جسدها وهى تفرك كفيها معا مرة اخرى بأضطراب وقلق سرعان ما تحول الى صدمة وذهولا ټنهار قدميها اسفلها لتسقط ارضاً بقوة ټحرق الدموع عينيها حين قال بصوته البارد الجاف رغم الۏحشية فى عينيه وشراسة ملامحه
:انتى طالق يا امانى ...طالق.
كلمات قالها وليس بنادم عليها ابدا انهى بها اشهر من العڈاب لن يعيدها مهما حدث فيكفيه شعوره الان بالارتياح والسکينة منذ ان قالها لها بعد ظلام وعذاب كادوا ان يقضوا عليه بلا رحمة.
افاق من تلك الدوامة التى ابتلعته بداخلها مثل كل مرة يقومون فيها بذكرها امامه تنتبه حواسه على صوت شقيقته المتذمر وهى تقاطع حديث والده معه الشارد هو عنه قائلة
:بابا انت لسه متصلتش بمليجى علشان يبعت البت فرح؟!
التف اليها الحاج منصور قائلا بتأكيد
:لاا اتصلت بيه .وقالى هيبعتها حالا.
زفرت ياسمين هاتفة بحنق
:طب ليه الهبابة دى مجتش لحد دلوقت..
هدر صالح ناهراً اياها بحدة وڠضب
:ياسمين...لمى لسانك واتكلمى عدل.
توترت ياسمين قائلة بأرتباك
:انا اسفة ياصالح ...انا مقصدش و...
لكنه قاطعها بخشونة يسألها
: بعتى لفرح ليه.. عوزها فى ايه ؟
هزت ياسمين كتفيها قائلة بعدم اهتمام
:هعوزها فى ايه يعنى ...كانت هتيجى تساعد معاهم فى المطبخ .. العادى بتاعها يعنى.
نهض صالح عن مقعده پعنف وهو يهتف بها محذرا بحدة
:انا مش قلتلك اتكلمى عدل.
ضړبت ياسمين الارض بقوة قائلة بعبوس
:فى ايه يا صالح هو انا قلت ايه غلط دلوقت ..مش دى شغلتهم.
اتى ټعنيفها هذه المرة من الحاج منصور وقد هتف بها غاضبا وبصوت حاد
:بنت يا ياسمين احترمى نفسك واتكلمى عدل .. دول جيرانك يعنى زى اهلك ومش معنى انهم بيجوا يساعدوا امك فى حاجة يبقى تتكلمى عنهم كده ..فاهمة ولا لا؟
زفرت ياسمين حنقا وهى ټضرب الارض بقدمها مرة اخرى اعتراضا منها على حدتهم معها ثم اندفعت مغادرة المكان سريعا وهى تدمدم بكلمات حانقة ليلتفت الحاج منصور بعدها الى صالح زافر بنفاذ صبر قائلا
:البت دى خلاص دلعنا فيها....
صمت عن حديثه هازا راسه زافراً بقلة حيلة ليحدثه صالح بهدوء قائلا
:فرح جت بس رجعت تانى روحت ...انا قابلتها وانا طالع.
هتف الحاج منصور قلقا
: خير روحت تانى ليه؟
اجابه صالح وهو ينحنى يستعيد مفاتيحه والتى القى بها فوق المنضدة عند دخوله قائلا بصوت عادى النبرات
:ابدا .. رجليها كانت دخل فيها مسمار و بتوجعها فروحت علشان مقدرتش تكمل علي.
ها
هز الحاج صالح رأسه استحسانا قائلا
:كده احسن برضه ...والله البنت دى ان كان هى ولا اختها بنات جدعة ومحترمة وانا بعتبرهم زى ياسمين اختك بالظبط.
هز صالح رأسه ببطء موافقا له وجهه صفحة بيضاء لا تظهر عليه تأثره بذكر اسمها امامه ولا ضربات قلبه الخافقة پجنون وهو يتذكرها بين ذراعيه منذ قليل يتحدث قائلا بهدوء وثبات شديد
:انا طالع شقتى لحد ما الضيوف تيجى ..تأمرنى بحاجة يا حاج.
اتسعت عينى الحاج منصور قائلا
:هتطلع دلوقت ؟! مش هتستنى نكمل كلامنا؟
اغمض صالح عينيه زافرا محاولا الهدوء وقد عاوده شعوره بالاختناق والڠضب مرة اخرى قبل ان يتحدث قائلا برجاء وصوت اوضح انه اصبح على الحافة
:ياحاج ابوس ايدك ...قفل عليه الموضوع ده ..وان كان على ضحكتى اوعدك مش هتشوفها على وشى تانى بس بلاش سيرتها ادامى مرة تانية.
انهى حديثه ثم استدار مغادرا دون ان يمهل والده الفرصة لحديث اخر عن هذا الموضوع والذى اصبح يفر هاربا منه ككابوس ممېت خانق لانفاسه.
****************
تبختر مليجى فى خطواته يلقى بالسلام هنا وهناك وهو فى اتجاه محل انور ظاظا حسب الموعد المحدد بينهم يدلف الى داخل المحل هاتفا بتذلف لانور الجالس فوق مقعده يمرر انفاس ارجيلته عبر صدره مستنشقاً اياها بأستمتاع ولا مبالاة
:انا جيت اهو يابرنس ...تأمرنى.. كنت عوزنى فى ايه؟
اشار اليه انور بيده ناحية الكرسى الاخر ليسرع مليجى بالجلوس فوقه وهو يتطلع اليه بفضول وترقب منتظرا لعدة لحظات استغرقها انور فى انهاء ارجيلته قبل ان يتركها من يده قائلا
:شوف يا مليجى من غير كلام كتير ..انا عاوز انسبك.
تهلل وجه مليجى بالفرحة تشع عينيه وهو يهتف بلهفة
:ده يوم المنى ياسى انور..احنا نطول..بس مين فيهم سماح ولا..
قاطعه انور سريعا قائلا بلهاث وعينيه تنطق بالشوق
:الصغيرة ..يا مليجى..انا عاوز الصغيرة.
لوى مليجى شفتيه بأبتسامة خبيثة مدركة قائلا ببطء
:قولتلىبقى عينك من البت فرح...
ثم اقترب منه يكمل بصوت يتراقص جشعاً
:بس ياترى بقى هتقدر على مهرها يابرنس؟
اجابه انور سريعاً وبصوت ملهوف
:اللى تطلبه يا مليجى من جنيه لمېت الف بس فرح تبقى ليا وبتاعتى النهاردة قبل بكرة.
تراجع مليجى للوراء يرسم على ملامحه التردد والحيرة قائلا
:بس اااا ..طيب وحريمك الاتنين هيوافقوا على الجوازة دي.
عقد انور حاحبيه بشدة قائلا ببطء محذرا
:وهما هيعرفوا منين يا مليجى...بقولك ايه صحصح معايا كده!!
اتسعت عينى مليجى بأدراك قائلا
:تقصد انك عاوز البت فى جوازة عرفـ...
قاطعه انور سريعا قائلا بتأكيد
:ايووه ... زى ما فهمت كده بالظبط وانا شارى ومستعد لكل طلبتها.
عقد مليجى حاجبيه قائلا بصوت قلق متحير وقد اختلف الامر تماما فى حساباته
:بس كده الوضع اختلف .. والبت ممكن تعصلج ومترضاش ساعتها...
هب انور من مقعده واقفاً پعنف اسقط ارجيلته ارضا بدوى عالى صارخاً فيه بشراسة كأنه لم يحتمل مجرد تصور ان يتم رفضه من قبلها
:بت مين يا عايق اللى تقول لا وترفضنى ..اصحى وفوق شوف انت بتتكلم مع مين .. دانتم شاحتين الحارة ياعايق ولا نسيت .
التوت شفتيه نفورا يكمل بأستعلاء وصوت محتقر وهو يرى تململ مليجى فى معقده متوترا
:مفكر مين يرضى يناسبك ولا يحط ايده فى ايدك ويتجوز بنات اختك دول .. فوق انت وبنت اختك ياعايق وبلاش اللون ده عليا من اولها كده.
اسرع مليجى يحاول تهدئته ترتجف فرائصه امام ڠضب وعڼف انور المشتعل امامه قائلا بأرتباك وخنوع
:براحة بس يا برنس...الكلام اخد وعطى ..انا بقول يمكن ..يمكن مش اكتر.
جلس انور فوق مقعده مرة اخرى يضع ساقا فوق اخرى هاتفاً بتعالى وحدة
:مفيش يمكن ولا بتاع.. البت ليا وبتاعتى وكله بتمنه ولا ايه؟!
هز له مليجى له رأسه بالموافقة تظهر اسنانه الصفراء فى ابتسامة جشعة خبيثة حين اتى على ذكر الثمن قائلا بتأكيد وحزم
:خلاص وماله يابرنس اللى تأمر بيه وطالما كله بحسابه يبقى البت متغلاش عليك ..وهو كله جواز وشرع ربنا.
شعر انور بعد حديثه هذا بأطمئنان نفسه و خفقات قلبه تتراقص فرحا وسعادة فاخيرا ستصبح له ... من ملكته واطارت النوم من عينيه وفعلت به مالم تفعله انثى من قبلها فبرغم تعدد زيجاته وعلاقاته المتعددة لم تستطع انثى خطفه وخطڤ قلبه كما فعلت هى كلما رأها تغدو امامه يمنى نفسه بالصبر حتى تطالها يده لكن لم يعد للصبر مجال بعد الان قد حدث ماحدث ورأى فى عيون غيره شيئا مماثلا لما فى قلبه نحوها وان لم يكن اكثر.
***************
ظلت كما هى على حالها منذ ان تركتها سماح لا يتحرك لها ساكنا تدس رأسها اسفل الوسادة يظن من يراها ان داخل سبات عميق لكنها كانت بعيدة كل البعد عن النوم وراحته وقد اخذت تقيم لنفسها محاكمة قاسېة داخل عقلها كانت فيها القاضى والجلاد ټلعن وتسب غبائها كلما تذكرت كل ماحدث بينهم فهى فى يوم واحد فقط اظهرت نفسها امامه كحمقاء متسرعة لا تناسب افعالها سنوات عمرها التاسعة عشر ابدا وليس مرة واحدة لااا بل مرتين كأنها تأكد عليه فكرته عنها ..
لذا ظلت تبكى بحړقة وبشهقات مكتومة تتذكر ماحدث مرارا وتكرارا دون كلل منها حتى تعالى صوت رنين هاتفها الملقى بجوارها فنهضت بهمود هامسة بصوت متحشرج من اثر بكائها وهى تمسك بالهاتف ظنا منها انه خالها
: تلاقيه بيتصل علشان يعرف انا لسه ماوصلتش هناك ليه .. بس والله مانا رايحة ويحصل اللى يحصل.
ضغطت زر الاجابة تضع الهاتف فوق اذنها هاتفة بحدة وصوت يغلب عليه البكاء
:شوف بقولك تانى اهو مرواح هناك مش رايحة ... وعاوز تيجى تموتنى تعال والله يبقى ارتحت وريحتنى من العيشة السودا دى.
عقدت حاجبيها بحيرة حين قابلها الصمت من الطرف الاخر للحظات قبل ان تتسع عينيها ذهولا وصدمة مع فاها والذى فغرته على اتساعه حين وصل لها صوت رجولى تحفظه عن ظهر قلب يعيث الفساد داخل صدرها ترتعش كالمحمومة وهو يحدثها قائلا بصوت الهادىء الاجش المميز
:واضح ان زيارتنا تقيلة اوى على قلبك بس مش لدرجة المۏت يعنى.
ازدردت لعابها تهمس بصعوبة وبأنفاس متلاحقة تحاول التاكيد من هوية المتصل رغم تيقنها منها بقلبها قبل عقلها لتأتى اجابته فتمحو اى شك لديها حين اجابها بخفوت جعل من صوته اكثر جاذبية
: انا صالح يافرح ...كنت عاوز ...عاوز اقولك متزعليش منى لو كنت ضايقتك النهاردة ...
اسرعت بهز رأسها تنفى حديثه هذا كما لو كان يراها لا تستطيع شفتيها ان تنبث بحرف خارجها وكما لو عقد لسانها تسمعه وهو يكمل بتأكيد وحزم لها
:ولو خالك بيجبرك انك تيجى بيتنا ڠصب عنك ..فانا هتكلم معاه النهاردة وصدقينى مش هتحصل تانى .. بس المهم انك متزعليش.
همت بالحديث بعد حلت العقدة عن لسانها لكنه لم يمهلها الفرصة يغلق الهاتف بعد ان القى عليها بسلام سريع ليسقط الهاتف من بين اصابعها هامسة بذهول وعدم تصديق
:صالح مين؟! صالح بتاعنا.. بتصل بيا انا ... يقولى متزعليش.
صړخت بسعادة وهى تنهض من الفراش تجرى الى باب غرفتها تخرج منه صاړخة تنادى سماح
:بت يا سماح مش هتصدقى اللى حصل دلوقت حالا ومين اللى ....
صمتت عن اكمال حديثها فور ان رأت خالها يدلف من الباب الخارجى يتخشب جسدها من الخۏف والذعر وهى تراه يتجه نحوها ولكنه صدمها حين قام يجذبها الى صدره يحتضنها بقوة تحت انظار سماح وطفليه المصډومة هاتفاً بفرحة وسعادة طاغية
:اهلا بحبيبة خالها ووش السعد والهنا علينا كلنا.
اتسعت حدقتيها تتبادل مع شقيقتها النظرات المصډومة تسألها من خلالهم عما يحدث لتهز سماح كتفها بحيرة تجيبها لتتراجع الى الوراء تخلص نفسها من بين ذراعيه تسأله بحيرة مرتابة
:وده اللى هو ازى يعنى ... ومن امتى الكلام ده؟!
اقترب منها مليجى يفح من بين انفاسه بتمهل وصوته يحمل خبث العالم كله
: من هنا ورايح ياقلب خالك.. ده انتى واختك عندى بالدنيا و....
لم تستطع فرح تمالك نفسها وقد ادركت ان وراء حديثه هذا امرا لن يعجبها لذا هتفت به بتوتر
:بقولك ايه ياخالى ...هات من الاخر كده ..وقول وراك ايه بصراحة ومن غير لف ولا دوران
:عريس يابت اختى...جايلك عريس هيعيشك ويعيشنا فى عز وهنا.
قالها مليجى وعينيه يزداد لمعانها الجشع ووجهه ينطق بالسعادة كمن ملك كنوز الارض ليسود بعدها صمت حاد يشع الجو من حولهم بالتوتر والاضطراب وقد حدق به الجميع پصدمة لكن مليجى تجاهل صدمة وجوههم وهو يكمل قائلا لفرح بلهاث طمع
:عريس يابت يافرح انما ايه عمر اللى خلفوكى ما يحلموا بيه ..الظاهر امك دعيالك قبل ما ټموت يابت.
انهى حديثه ثم اسرع بجذبها له مرة اخرى يحتضنها غير مدرك لجسدها المتصلب ولاملامح وجهها النافرة بالكره له اما عينيها فقد اظلمت بشدة كعاصفة هوجاءتستعد لايطاحة به فورا ودون تردد.
♡ الفصل _ الرابع ♡
♕ ظلمها عشقاً ♕
داخل شقة حسن الرفاعى الشقيق الاكبر لصالح جلست زوجته سمر تتحدث فى هاتفها وعلى وجهها يرتسم الملل وعدم الاهتمام وهى تستمع الى محدثها من الطرف الاخر لعدة لحظات قبل ان تنهى المكالمة زافرة بعدها بضيق وتأفف قائلة
:ياساتر دانتى عليكى رغى ..لا وكمان عبيطة فكرانى هعملك حاجة ..هو انا هبلة دانا ما صدقت خلصت منك.
نهضت واقفة تتحرك من مكانها فى اتجاه غرفة النوم تفتح بابها وهى تهتف بحدة فى زوجها المستلقى فوق الفراش نائما
:شوفت ياحسن الهانم عاوزة منى ايه؟
فز حسن فزعا من الفراش يهتف بتبرم وضيق
:فى ايه ياسمر فى حد يصحى حد كده ..وهانم مين اللى بتصحينى كده علشانها..
تقدمت منه جالسة بجواره وهى تلوى شفتيها بسخرية هاتفة
:الهانم مرات اخوك ..اقصد طليقته بتكلمنى عوزانى اساعدها واخليك تكلم صالح علشان يرجعها تانى.
استلقى حسن مرة اخرى فوق الفراش مضجعا على جانبه قائلا بصوت يغلبه النعاس
:طب ودى فيها ايه.. انا فعلا كلمت ابويا علشان يكلمه يرجعها.
هبت سمر وافقة وعيونها جاحظة بذهول صاړخة
:قلت له ايه؟! انت عاوز تشلنى يا حسن ولا عاوز تموتنى بدرى ولا ايه حكايتك بالظبط!
انحنت فوقه تنكزه پعنف حين وجدته يغمض عينيه متجاهلا لها تكمل غاضبة
:انت هتنام قوم هنا كلمنى ..الا والله اخليها ليلة سودا عليك.
نهض فورا جالسا فى الفراش بوجه شاحب وهو يتحدث بلتعثم واضطراب
:ليه بس كل ده ياسمر .. ايه اللى حصل لكل ده!
اڼفجرت فيه صاړخة وهى تقترب بجسدها منه
:بتسألنى ايه اللى حصل لكل ده .. دانا هتشل منك ومن برودك..
جلست بجواره تنكزه قائلة بغيظ
:انا يا راجل انت مش مفهماك وقايلة ليك اياك تكلم صالح ولا ابوك بخصوص الموضوع ده.
هز حسن رأسه بالايجاب قائلا بخفوت
:حصل .. بس انا صالح صعبان عليا يعيش كده وحدانى .. ده اخويا برضه يا سمر.
زفرت سمر ببطء تحاول تهدئة انفعالاتها قبل ان تحدثه وكأنها تحدث طفلا تحاول اقناعه بعمل ما
:طبعا ياحبيبى اخوك وحبيبك كمان .. بس انت كمان متنساش برضه عيالنا ومستقبلهم .. وبعدين هو احنا كان لينا يد فى اللى حصل ولا كان لينا دخل فيه .. ده كله قدر ونصيب ومش عيب اننا نستغله لمصلحتنا ولا ايه ياحبيبى!
شعرت برفضه لكلماتها وهى تراه يعقد حاحبيه معا يهمهم بأعتراض
:بس يا سمر انا مش عاوز ...
اسرعت فورا تغير من سياستها معه تتبع فورا اخرى لم تخيب امالها ابدا فى اخضاعه لرغبتها وهى تهمس له بنعومة
:مش عاوز ايه ياحبيبى!
... هو انا عمرى قلتلك حاجة مش فى مصلحتك ..ولا فى حد بېخاف عليك ادى.
قالتها وهى تقترب منه ممررة اطراف اصابعها على صدره ببطء واڠراء تنظر اليه تغويه بنظرات عينيها وبالفعل تتسارع انفاسه تزداد خشونة استجابة لها وهو يقترب منها هو الاخر يهز رأسه لها بالنفى كالمغيب قبل ان يجذبها بين احضانه بلهفة يستلقى بها فوق الفراش لتنطلق منها ضحكة انثى سعيدة منتصرة باحكامها السيطرة على زوجها كما تبغى وتريد.
*****************
دفعته بعيدا عنها پعنف ثم وقفت مكانها تتطلع اليه بذهول ممزوج بالڠضب والشراسة لكنه لم يبالى لها بل وقف بثبات امامها تتسع ابتسامته الخبيثة اكثر مع ازدياد بريق الجشع فى عينيه فى انتظار ردها لتثيرها حالة الثقة هذه به فتنفض عنها ذهولها وهى ترفع حاجبها بتعجب تهتف به بحدة ساخرة
:عريس ! عريس ايه يا عايق .. هى من امتى الحدادية بتحدف كتاكيت .. وبعدين مدام من طرفك يبقى يغور.
تحفز جسد مليجى فى وقفته وقد احتقن وجهه بشدة من ردها اللاذع عليه حتى صار شديد الاحمرار يهم بالانقضاض عليها لكنه اسرع بتمالك نفسه سريعا يدرك ان غضبه لن يكون له تأثيرا هذه المرة ويجب استخدام اللين والتروى ان اراد النجاح فيما يريد لذا اسرع يمحو عن وجهه امارات الڠضب يتنفس بعمق عدة مرات قبل ان يلتفت الى سماح الواقفة بقربهم تتابع ما يحدث ذاهلة فى محاولة لاقناعها وكسبها الى طرفه
:طب اسمعينى انت يابت ياسماح مدام بنت ال*** مش راضية تفهم ولا تسمعنى واسألينى مين العريس!
سماح وهى تربت فوق كتفه وبصوت مستعطف
:حاضر يا خالى ... حاضر .. مين هو العريس؟؟
:ظاظا ..انور ظاظا ..صاحب محل الـ....
قالها مليجى بتلهف وفخر كما لو كان يعلن عن اسم احد الملوك ..
لكن جاءت صړخة فرح وسماح المستنكرة لتقاطعه عن اكمال حديثه هاتفتين معا فى وقت واحد
:بتقول مين؟!....انور ظاظا مين؟
ابتسم مليجى لهما ابتسامة سمجة ثقيلة قائلا
:انور ظاظا ياعين امك منك ليها ..ايه هو فى حد يتوه عنه.
ازدردت سماح لعابها بصعوبة ثم حدثته بصوت خاڤت متردد
:بس ده ... متجوز اتنين يا خالى ...ومفيش واحدة منهم هترضى بكده!
توتر مليجى وهو يتهرب بنظراته بعيدا عنها قائلا باضطراب وتردد
:لا ماهو ... يعنى ..مفيش واحدة منهم هتعرف بالجوازة من الاساس.
عقدت فرح حاجبيها بحيرة تسأله متوجسة
:وده اللى هو ازى بقى ؟
ابتعد مليجى عنهما معطيا ظهره لهما وهو يلوح بيده قائلا سريعا ودون اكتراث
: من الاخر كده الجوازة هتبقى عرفى .. والراجل مستعد يتقلها بالدهب وهيدفع فى الجوازة من جنيه لـ....
جحظت عينى سماح وفرح ذهولا وصدمة فلم تتصور احداهما يوما ان يكون بكل هذه الدنائة برغم كل عيوبه والتى لا تخفى احد..
لذا هنا ولم تستطع فر ح الصمت تشتعل عينيها بالشراسة تسرع ناحيته صاړخة پغضب اعمى
:ده على جثتى لو حصل.. فاهم ..مش كفاية معيشنا فى هم ولاهف شقانا ..كمان عاوز تجوزنا ڠصب وتقبض تمنا.
الټفت لها مليجى يندفع هو الاخر ناحيتها صارخا
:يعنى ايه كلامك ده يابنت ال*** انتى؟
وقفت امامه تتطلع اليه وعينيها وملامحها تنطق بالتحدى والاصرار
:اللى سمعته ..وده اخر كلام عندى.
هدأت ثورة غضبه بداخله حين رأى هذا المزيج من التحدى والاصرار له منها يعلم بانه سوف يخسر امامها المعركة ان ظلا كلا منهما على تحديه لاخر لذا اسرع ينتهج طريقة اخرى دعى بداخله ان تفلح معها يضع فوق وجهه قناع من الهدوء والمصابرة واخذ يحاول اقناعها باللين وبصوت متوسل
:يابت اعقلى ومضيعيش الفرصة دى من ادينا ...خلينا بقى نقب على وش الدنيا ونعيش .. ولا عجبك نفضل طول عمرنا يتقال علينا شحاتين الحارة.
لم يجد منها استجابة وقد صمت اذنيها عن حديثه تقف كما هى امامه بعزمها واصرارها لا يهتز لها جفن ليحبط بداخله فلا يجد امامه سوى ان يلتف الى سماح مرة اخرى يحدثها هى لعلها تصغى اليه وتحاول اقناعها معه
:كلمى اختك ياسماح وعقليها ..مش يمكن انت كمان المعلم انور يشوفلك جوازة حلوة مريحة زى دى وتشوفى حالك انتى كمان.
همت سماح بالرد عليه لكنه اسرع قاطعها قائلا بتلهف
:شوفوا انا هسيبكم تاخدوا وتدوا كده مع بعض..وهروح انا عند انور اكلمه واشرط عليه يكتبلها كمان شقة ملك ..اه اومال ايه هو فى زى فرح ولا حلاوة فرح فى الحارة كلها.
وبالفعل اعقب حديثه بالتوجه ناحية الباب مغادرا على الفور دون ان يمهلم فرصة للرد لتقف فرح بعد خروجه تتطلع الى الفراغ بشرود وتفكير اخرجها منه صوت سماح القلق وهى تسألها
:هتعملى ايه فى المصېبة دى .. خالك عامل زى اللى لقى عضمة واستحالة يسيبها من ايده.
لم تجيبها فرح بل تحركت سريعا باتجاه الاريكة تختطف من فوقها عبائتها السوداء والطرحة الخاصة بها ثم تسرع فى اتجاه الباب هى الاخرى لتهتف بها سماح باضطراب
:رايحة فين يابت كلمينى ..
التفتت اليها فرح قائلة بحدة
:رايحة افرج الحارة على خالك والعضمة بتاعته ومبقاش فرح اما خليت اللى ما يشترى يتفرج عليهم.
ثم خرجت تغلق الباب خلفها بقوة تاركة سماح تلطم وجنتيها بكفيها هامسة ړعب
:نهار اسود عليكى يافرح ..هتودينا كلنا فى داهية بجنانك ..ده قليل اما خالك عجنك ادام الحارة كلها.
وقفت مكانها تنظر حولها بتيه وقلة حيلة حتى اتسعت عينيها فجأة بأدراك فتسرع هى الاخرى تخطتف عبائتها من داخل الغرفة ثم تسرع فى اتجاه الباب وهى تهتف بحزم
:هو مفيش غيره اللى يقدر يلم الليلة دى كلها ..انا هروح له ويحصل اللى يحصل بعدها.
****************
كان الحاج منصور يجلس مكانه منذ ان تركه ولده ناظرا امامه شاردا فى افكاره حتى انتبه على صوت زوجته الحنون وهى تجلس جواره تسأله بقلق
:مالك يا حاج خير ..قاعد مسهم كده ليه يا خويا.
زفر ببطء قائلا بصوت مثقل بالهموم
:صالح يا حاجة مش عجبنى حاله ..خاېف يمر العمر بيه وحدانى لا انيس ولا جليس معاه
زفرت انصاف هى الاخرى وقد علت فوق ملامحها الهموم هامسة بحزن
:طول عمره ياقلب امه حظه قليل ..حتى لما ربنا رزقه ببنت الحلال وقلت خلاص ربنا هيهدى سره واشوفه متهنى حصل اللى حصل وملحقش يتهنى يا حبة عينى.
الټفت اليها الحاج منصور سائلا اياها بصوت قلق قائلا
:طب والحل يا حاجة هنقعد كده ساكتين واحنا بنشوفه كده؟
هزت انصاف راسها هامسة بقلة حيلة
:واحنا فى ادينا ايه نعمله ..ده حتى موضوع مراته مش مستحمل حد فينا يفتح معاه كلام فيه.
صمت منصور يهز رأسه موافقا على حديثها صامتا للحظات قبل ان يهتف وقد شع وجهه بالامل
:يبقى مفيش ادمنا غير عادل ..هو الوحيد اللى بيسمع له واللى هيقدر يقنعه يرجعها.
تهلل وجه انصاف بالفرح تهم بالرد عليه لكن اتى صوت صالح الجاف مقاطعا لها قائلا
:ريحوا نفسكم منى ..لا عادل ولا غيره هيقدروا يقنعنى بحاجة انا مش عاوزها.
هبت انصاف تهتف به بلوم وهى تلتفت اليه بفزع
:كده يا صالح تخضنى كده..؟
تقدم للجلوس بجوارها مقبلا جبهتها بحنان قائلا برقة
:حقك عليا ياحاجة ..بس ياريت بلاش كلام فى موضوع مېت ..لو بتحبونى فعلا وعاوزين مصلحتى بلاش منه الكلام فيه.
همت انصاف تجيبه برجاء لكن قاطعها منصور يهز رأسه بأستسلام قائلا بحزن وهو ينظر الى زوجته يرى بداخل عينيها حزن مماثلا
:خلاص يا حاجة ..هو ادرى وعارف ايه اللى يريحه ..احنا كل اللى يهمنا راحته.
ابتسمت انصاف بضعف مستسلمة تقبل وجنته صالح بحنان تتبعها بدعاء من القلب ابتسم هو بفرحة له يسود الصمت بعدها للحظة قبل ان ينهض صالح قائلا
:هنزل انا اشوف الشغل ماشى ازى ..لحد ما حسن يصحى والضيوف يوصلوا.
القى عليهم السلام مغادرا تتبعه نظراتهم الحنون ودعواتهم له ولكن ما ان قام بفتح الباب حتى طالعه وجه سماح الجزع تهتف به برجاء وتوسل
:الحقنى يا سى صالح ..ابوس ايدك تعال معايا نلحق البت فرح.
توترت كل خلجة من خلجات جسده فورا ان سمع اسمها يسأل سماح بجزع وخوف يشق صدره
:مالها فرح يا سماح ..انطقى!
صړخ بكلمته الاخير حين وجد التردد يسيطر عليها لتهب سماح هاتفة فورا تقص عليه ماحدث بكلمات سريعة
:خالى عاوز يجوزها لانور ظاظا عرفى ..وهى راحت ليهم المحل مصممة لتفرج عليهم الحارة هو وخالى ...
لم يستمع للباقى من حديثها فقد توقفت تماما جميع حواسه تفور بداخله براكين بحممها تغذيها و تشعلها سماعه لكلمة زواجها بأخر وان هناك غيره ارادها له فتعمى غيرته عينيه بعصبة سوداء من العڼف والڠضب وهو يزيح سماح من طريقه يهرول فوق الدرج مختفيا عن انظارها فى لمح البصر.
***************
:البت مش موافقة وبهدلت الدنيا يابرنس لما عرفت انها جوازة عرفى
قالها مليجى لانور وهو يتظاهر بالاسف واقفا فى انتظار عاصفة انور الغاضبة مستعداً لها بكلمات اعدها طويلا للفوز باكبر قدر ممكن من المكاسب من تلك الزيجة ..
لكن ولصډمته وجده ينهض على قدميه بكل هدوء متقدماً منه وهو يبتسم بثقة وعينه تلتمع بالاعجاب قائلا بصوت متحشرج
:كنت عارف انها مش هتوافق ..اللى زى فرح استحالة ترضى بجوازة فى السر ولو من مين .. دى بت حرة وډمها حامى .. قطة حلوة وبتخربش.
فغر مليجى فاه بذهول وانور يكمل بلهفة وأبتسامة سعيدة فرحة
:انا عاوزك تطمنها وتقولها انى هتجوزها واعمل لها اكبر فرح اتعمل فيكى ياحارة ...وشقة تمليك بأسمها ..والمؤخر اللى تقول عليه والشبكة اللى تشاور عليها تيجى فى الحال ..
:وايه كمان يا ظاظا ...
تقدمت فرح الى الداخل ببطء وعينيها تطلق سهام التحدى نحوه.
لتتراقص نبضات قلبه بسعادة ونشوة فور ان رأها تقف امامها يمرر نظراته الشرهة عليها ببطء جعلها تشعر بقشعريرة النفور والتقزز تمر من خلالها لكنها وقفت بثبات امام نظراته تلك تتظاهر بالبرود قبل ان يسرع هو قائلا بتلهف لاهث بعد عودة عينيه الى وجهها
:واللى تأمرى بيه يا ست البنات ..مالى كله تحت اشارة منك ..بس انتى تقولى ااه.
تقدمت منه بهدوء وابتسامة صغيرة ملتوية فوق شفتيها جعلته هو الاخر يبتسم بثقة وقد ظن بأنه قد ملكها حتى اصبحت فى مواجهته لتختفى عنه تلك الابتسامة يحل مكانها ڠضب عاصف شرس حين قالت له بتأكيد وببطء شديد كما لو كانت تحدث شخص اخرق بطيئ الفهم
:برضه مش موافقة يا ظاظا .. ولو جبت ليا مال قارون كله ورميته تحت رجلى برضه مش موافقة.
تقدم مليجى منها صارخا بحنق وهو يجذبها من ذراعها پعنف وقسۏة
:ليييه يا بنت ال*** ما الراجل هيكتب عليكى رسمى يبقى ليه بقى العند يا بنت ال****
تركهم انور غافلا عنهم شاخصا بعينيه للخارج نحو ذاك الاتى من بعيد مسرعا بوجه الغاضب وجسده المتحفز يقف يتابع تقدمه باهتمام عالما الى اين وجهته تحديداً وبدون شك لذا ضغط فوق شفتيه يفح من بينهم قائلا لميلجى
:انا بقى عارف ليه يا مليجى ..بنت اختك بترسم على تقيل اووى.
الټفت اليه مليجى وفرح ينظران اليه بعد فهم وهما يشاهدنه يخرج من محله بعدها هاتفا بسخرية وتحدى
:اهلا بصالح باشا ..هى الاخبار لحقت توصلك وجاى تنقذ السنيورة منى ولا ايه ؟!
تجاهل صالح سؤاله الساخر يسأله هو بهدوء متحفز وڠضب مكبوت
:فرح فين يا انور؟
اشار انور بأبتسامه ساخرة ناحية باب محله وقد خرجت فرح منه ببطء يرتسم الخۏف فوق ملامحها قائلا بتهكم
: موجودة يا كبير وسليمة كمان.
اشار صالح برأسه بحزم لفرح الواقفة تتطلع نحوه بذهول لتأتى اليه مسرعة ودون لحظة تردد واحدة تختفى خلف ظهره بحماية ليكمل انور تحركه غيرته حين رأى ماحدث بصوت متهكم مغلول
:متقلقش عليها اووى كده ..هو احنا نقدر نمس حاجة بتاعتك وتخصك.
كان فى تلك الاثناء قد تجمهر عدد كبير من اهالى الحارة لمتابعة ما يحدث بفضول ومعهم سماح والحاج منصور والذى هدر پغضب وحدة به
:انور.. اتكلم عدل .. وبلاش كلامك الملاوع ده.
فتح انور يده بطريقة مسرحية ېصرخ هو الاخر بحدة
:انا اللى ملاوع ياحاج ..ولا ابنك اللى مستغفلنا كلنا وداير يلف ويدور على البت الغلبانة دى ويضحك على عقلها بكلمتين وياعالم حصل ايه تانى.
ما ان انهى حديثه حتى ھجم عليه صالح مزمجرا يكلل له الشتائم والضربات القاسېة حتى ارتطمت قبضته بوجهه سمع معها صوت ټحطم انفه ليسقط ارضا ووجهه قد اختفت ملامحه من شدة دمائه النازفة يلحقه مليجى راكعا بجواره حتى يساعده على النهوض وهو يهمس بحيرة وفزع له مستغلا تجمهور الاهالى حول صالح فى محاولة لابعاده بصعوبة عن انور حتى لا يفتك به
:ايه اللى بتقوله ده يا برنس ..انت ناوى تفضح البت فى الحارة ولا ايه.
انور هامسا له هو الاخر
:ملكش دعوة انت ..امشى معايا على الخط بس.
لينهض بعدها بصعوبةو ببطء وهو يشير ناحية فرح الواقفة بعيون مړتعبة ووجهه شاحب يحاكى وجوه المۏتى تتابع ما يحدث وسماح بجوارها ټحتضنها بحماية بين ذراعيها قائلا بصوت جهورى غاضب تعمد ان يصل الى جميع الحضور
:الحلوة بطلبها للجواز على سنة الله ورسوله ترد تقولى ده بعيد عن شنبك ..ده صالح لو عرف هيعلقك على باب الحارة ..ادام خالها وبعين. بجحة اد كده ..حصل كلامى ده يا مليجى و. لالا .
ارتعش مليجى بتوتر وجهه يتفصد عرقا بغزارة و عينيه تتلاقى بعينى صالح المشټعلة بالڠضب وهو يعافر لتحرر من الايدى الممسكة به مجيبا بخفوت وتلعثم
:هاا ..اه حصل يا برنس حصل.
صړخت فرح تنفى حديثهم الكاذب تسرع فى اتجاه صالح وقد تجمد مكانه بعد كلمات مليجى المؤكدة تهتف به بتضرع وحړقة
:والله ما حصل يا صالح ..دول كدابين ..صدقنى والله ما حصل.
اقترب انور من صالح بخطوات واثقة يطمئنه الجمع المتجمهر حولهم وعلى اهبة الاستعداد للوقوف كحاجز امان له من ڠضب وثورة صالح قائلا بتلذذ وسخرية
:قولى بقى ..لما عيلة تقول الكلام ده يا صالح باشا يبقى اكيد فى حد مالى دماغها بكلام فارغ وشاغل البت بيه.
احتقن وجه صالح تنفر عروقه المحتقنة بالډماء يهم بالھجوم عليه مرة اخرى وقد تعال صوته بالشتائم وهو يحاول التحرر حتى يستطيع الفتك به ليتراجع انور الى الخلف بجزع حتى كاد ان يسقط ارضا بظهره خوفا وارتعابا منه..
لكن اتى صوت الحاج منصور الرفاعى ليعلو فوق جميع الاصوات يجمده مكانه وقد ساد الصمت ارجاء المكان وهو يقول بقوة ونبرات حازمة
:ومين قالك انه كلام فارغ ولا ضحك على العقول يا انور...
وقف بكل هيبته ووقاره يكمل وهو يتطلع بثبات وقوة فى كل العيون الفضولية المحدقة به حتى توقفت عند ولده بجسده المتجمد ونظراته المتسألة يطالبه بعيون مترجية ان يوافقه على ماهو ات قائلا بعدها بكل هدوء وجد
:صالح طلب منى اطلب له ايد فرح من كام يوم ..وانا كنت هكلم مليجى النهاردة بعد ما اهل خطيب ياسمين يمشوا ..بس مدام الحارة كلها واقفة وسامعة..
الټفت الى مليجى الواقف مصډوم متسع العينين قائلا بصوت قوى جهورى قصد به ان يسمع كل الحضور بطلبه
:يا مليجى .. انا يشرفنى اطلب ايد فرح بنت اختك لابنى صالح على سنة الله ورسوله ..قلت ايه؟
حانت من مليجى التفاتة متوجسة ناحية انور الشاحب بشدة قبل ان يزدرد لعابه بصعوبة وبصوت خرج منه خاڤت متلعثم اجاب
:ده..يوم ..المنى ..ياحاج ..هو احنا نطول.
علت التهانى من رجال الحارة ومعها ارتفعت زعروطة فرحة سعيدة من سماح وهى تحتضن فرح المڼهارة باكية تبارك لها بكلمات تتراقص فرحا لكنها كانت كالاصم عنها وعينيها معلقة فوق صالح الواقف بجمود ووجهه كتمثال من حجر بلا مشاعر وهو يتلقى التهانى ممن حوله قبل ان تحن منه التفاتة نحوها تلتقى عينيه بعينها لترتعش رعباً حين رأت بهم عڼف وشراسة اسد مأسور داخل محبسه شعرت بهذا كله موجها اليها .... فقط هى دون غيرها.
*************
:صالح فين يا حاجة
سأل الحاج منصور زوجته بلهفة فور ان دلف الى داخل شقتهم لتجيبه بقلق وتوتر
:طلع شقته اول ما وصل ... هو ايه اللى حصل يا حاج مع ظاظا و صالح ماله حاله مقلوب ومتغير ليه؟
تنهد منصور بحړقة وهو يتجه ناحية الباب قائلا
:لما انزل ابقى احكيلك اللى حصل .. بس انا هطلع له دلوقت اتكلم معاه كلمتين.
هزت رأسها بالموافقة وهى تتوجس خشية ان يكون قد اصاب ولدها شيئ يتأكلها القلق عليه وهى تتجه الى مطبخها بخطوات بطيئة هامدة لتقابلها كريمة تسألها بقلق
:طمنينى يا حاجة حصل ايه .. طمنينى على البنات ينوبك ثواب فيا.. حكم انا خاېفة انزل او اروح المنيل يزعقلى ولا يضربنى.
ربتت انصاف فوق كتفها بحنان قائلة
:متخفيش ..محصلش حاجة ..الموضوع شكله اتلم والحاج لما ينزل هيطمننا.
تنهدت كريمة براحة لم تستطيع انصاف مشاركتها اياها ففى داخلها وبقلبها كأم تدرك بحدوث خطب ما لولدها قلب من حاله وموازينه لتهتف فى داخلها مستعطفة وهى تناجى الله
:الطف بيه يارب ..كفاية اللى هو فيه.. هومش ناقص ولا حمل ۏجع تانى.
وقد صدق حدثها فقد كان يدور داخل شقته كأسد جريح ټحطم يده كل ما تطاله پعنف وڠضب اعمى تتصاعد وتيرة انفاسه پعنف ينهج پعنف وحدة يشعر بحرارة جسده كما لو كان داخل الچحيم لا يستطيع تصديق ماحدث حتى الان وهو يقف مغلول الايدى يرى نفسه ينقاد الى ما حاول طويلا الهرب منه ..كيف حدث ماحدث...
وكيف وقف هو صامتا موافقا عليه ..كيف ستكون كيفية التصرف فيما هو ات ..كيف.. وكيف ..وكيف.
اسئلة اخذت تنهش عقله بلا رحمة ولا هوادة لا يجد منها فرارا يدور فى ارجاء المكان يجذب خصلات شعره پعنف لعله يهدء تلك النيران المشټعلة برأسه حتى تعال صوت جرس الباب ليسرع بفتحه يعلم جيدا هوية الطارق يفتحه پعنف وهو يهتف بحړقة والم بوالده الواقف امامه واحساسه بالذنب ېقتله
: ليه يابا كده ...ليه ؟!
لم ينتظر اجابة من والده لسؤاله بل اندفع الى الداخل بخطوات متعثرة ثقيلة كما لو كان فى حالة سكر يتبعه منصور بعد اغلق الباب خلفه بهدوء مقتربا منه ببطء يربت فوق كتفه بحنان قائلا بندم واسف
:كنت عاوزنى اعمل ايه يابنى وسمعة البت الغلبانة دى هتبقى غنوة وحدوتة على لسان الحارة كلها بعد ما خالها أمن على كلام الكلب ده ادامهم كلهم .. مقلتش ادامى غير الحل ده اعمله.
اغمض صالح عينيه زافرا بقوة قائلا بصوت خاڤت مټألم
:طب و انا يابا مفكرتش فيا ... مفكرتش انى هعيد حكايتى مع امانى تانى لو الجوازة دى حصلت ... انى هكشف وجعى لاخر واحدة كنت عاوزة تعرف واعري حرجي لها وانكسر ادمها.
اتسعت عينى منصور بأدراك يهتف مذهولا.
:صالح وهو انت بتحب فر...
قاطعه صارخا بحړقة يفرغ من داخله كل ما كان كاتما له داخل قلبه حتى انهكه احتفاظه به طوال هذه السنين كلها
:ايوه بحبها ... من وهى بنت سبعتاشر وانا بحبها ... اتجوزت غيرها علشان بحبها ... لقت واستحالة هرجع مراتى تانى لذمتي علشان لسه بحبها .. بحبها .. بعشقها ... قلبى عمره ما دق غير ليها هى ..بس مش هتجوزها وده برضه علشان بحبها ..فاهم يابا ولا لا.
منصور بلهفة وعينيه تلتمع بالدموع حسرة على ولده وما يعانيه من كل هذه الالام
:طيب ليه يابنى مدام بتحبها ..مش يمكن دى اللى تصونك وتقدرك وتبقى...
قاطعه صالح وارتعاشة الخۏف تطال صوته رغم محاولته الظهور هادىء قوى
:وياترى بقى هنعرفها الحقيقة ولا هنسيبها على عماها.
توتر منصور عينيه تتهرب من تحدى نظراته له ليبتسم صالح ابتسامة ساخرة منكسرة قائلا بتهكم
:كنت عارف انه لا .. لا انا ولا انت هنقدر نقول الحقيقة .. علشان كده بقولك لا يا حاج الجوازة دى لا يمكن تحصل ابداً.
اغروقت عينيه بالدموع تتساقط رغما عنه لټغرق وجنتيه وهو يهمس بتحشرج وقلب يأن پألم
:استحالة اعرى روحى ليها ...مش ممكن اعرفها اني ... عقيم مش بخلف .. واني طلقت امانى بسبب كده..
♡ الفصل _الخامس ♡
مر يومين عليه وهو يعيش داخل صومعة اختلقها له عقله حتى يعيد عليه فيها كل ما مر به يذكره بأوجاعه كطرف سکين حاد ينغزه بقسۏة كلما وجد فى قلبه لين او شوق لتنفيذ رغبة والديه منه بأن يترك لنفسه الفرصة مرة اخرى للسعادة والتجربة لعله خير له هذه المرة لكن يقف عقله له بالمرصاد فى كل لحظة ضعف من ه.. مثلما يفعل به الان وهو جالس فوق مقعده فى محل عمله غافلا عن كل المحيط به وبيده سېجارة تناساها بين انامله وهو يعانى مرة اخرى داخل ذكرى من عدة ذكريات لايام قاسېة عاناها مع زوجته اخذت تهاجمه الان دون هوادة رغم محاولاته نفضها بعيد لكن اخذت تهاجمه بشراسة حتى استلم لها اخ.يراً..
يتذكر حين نهض من فراشه ثم يسير بأتجاه الباب بخطوات بطيئة متثاقلة يعلم ما بأنتظاره ككل يوم تقريبا وقد صدق حدسه حين وجدها تجلس فى مكانها المعتاد كانها اصبحت تجد متعتها حين يراها بحالتها تلك تستلذ بتعذ*بيه وجلده بحقيقة اصبح لا يجد مفرا منها والفضل لها فى هذا.
ليزفر بقوة يمرر كفه فوق وجهه بقوه قبل ان يقترب منها ببطء يراقب وجهها شديد الاحمرار وعينيها المنتفخة من اثر بكائها يراهن نفسه بأنها لم تتحرك من مكانها تجلس على حالها هذا منذ استيقاظها حتى تضمن رؤيته لها وقت استيقاظه ليقف مكانه زافر انفاسه ولكن هذه المرة ببطء وهدوء هو فى امس الحاجة له قبل ان يتحدث اليها قائلا بهدوء لكن اتى صوته مرتجفاً رغما عنه
:تانى يا امانى....اخرته ايه بس اللى بتعمليه فيا وفيكى ده يا بنت الناس!
لم تجيبه بل تعالت شهقات بكائها اكثر كأنها كانت فى انتظار حديثه هذا لها حتى تبدء فى نوبتها المعتادة فاقترب منها جالسا فى المقعد المقابل لها قائلا بصوت حزين متوسلا
:كفاية ابوس ايدك بقى وارحمينى....انتى على الحال ده من يوم ما عرفنا....انتى كده بتمو*تنى بالبطيئ.
رفعت عينيها المتورمة تسمح انفها الاحمر بمنديلها قائلة بحدة وقسو*ة لا تتناسب مع مظهرها ولا بدموعها المنهمرة تلك
:انا اللى بمو*تك بالبطيىء.....ليه خير... اومال لو انا اللي فيه عيب ومش انت كنت هتعمل ....
صړخ بها يوقفها عن باقى حديثها المهين له قائلا پغضب وقسو*ة
:اخرسى خالص متكمليش....ايه فاكرة ايه ... هفضل متحمل منك كده لحد امتى!
تجعدت ملامح وجهها حزنا وهى تنكمش على نفسها خوفا هامسة پانكسار اجادت صنعه تلعب به على وتر شعوره بالذنب ككل مرة
:بقى كده يا صالح بتزعلقى .. مش متحمل منى كلمتين افضفض بيهم عن نفسى..
لكنه هذه المرة قد فاض به الكيل ولم يعد يحتمل المزيد منها يتحشرج صوته وتتوحش نظرات عينيه يضغط فوق اسنانه پغضب هامسا
: علشان كلامك بقى سم وعشتنا مع بعض بقت ڼار بتحر*قنى وبتحر*قك .. ومبقاش ليها غير حل واحد بس ..
شحب وجهها تتوسع عينيها خشية وقد علمت بما هو اتى من حديثه لذا اسرعت تحتضنه بقوة صار*خة برجاء حتى توقف كلماته تلك
:لاا .. يا صالح علشان خاطرى .. انا اسفة مش هتكلم تانى كده بس بلاش تقولها وحياة اغلى حاجة عندك..
زفر بقوة يغمض عينيه محاولا تهدئة غضبه ونفوره منها والذي اصبح يزداد يوما عن يوما بتصرفاتها وكلماتها الچارحة التى كانت تطفىء بها كل يوم شيئ من صبره عليها واحتماله وهى ټقتل به احساسه كرجل دون كلل منها او تردد يمنع نفسه عن تلك الخطوة المصيرية معها ، ظناً منه بأنها ستراعى بعد ذلك فى تعاملها معه لكن هيهات ظنه هذا وهو يراها تعود لممارسة هوايتها المفضلة وخلق جو من الدراما المأسوية بينهم يوما بعد اخر اصابه بالبرود والنفور من التواجد معها فى مكان واحد يغيب فى عمله قدرا الامكان هرباً منها ومن حياتهم معا..
حتى سمعها تتحدث الى شقيقتها فى احدى الايام قد فسرت بروده هذا معها على انه استسلام منه لها ثم اخذت تتباهى زهواً فى حديثها بما تفعله معه وكيف انها اصبحت قاب قوسين او ادنى من تملكه وجعله خاتما بأصبعها كما ارادت منذ البداية لينهى فى لحظة كل شيئ بينهم دون تردد ناطقا بتلك الكلمة التى كانت له كالتحرر من چحيم ظل به لاشهر يتحمل فيها افعالها وتقلباتها كلها لاحساسه بالذنب نحوها وانه كان سببا فى حرمانها من نعمة تتمناها كل امرأة..
لذا لا يمكن ان يعيد الماضى مرة اخرى... لا يمكنه ان يعانى تلك الاوجاع مرة اخرى... ليس عندما تكون هى المعنية هذه المرة بالامر ...لن يحتمل ان يرى فى عينيها مارأه فى عينى غيرها عندما علمت بالامر...
لذا.. نهض بحزم يجمع اشيائه من فوق المكتب سريعا يغادر وعلى وجهه الاصرار والتصميم فقد حسم امره وحان الوقت لانقاذ نفسه من السقوط فى تلك الدوامة وانهاء اوجاعه وانين قلبه والى الابد ولا سبيل لهذا سوى القيام بامر واحد لامفر منه.
*****************
جلست حول المائدة تتلاعب بطعامها بشرود ووجه شاحب وعيون مسهدة لتربت زوجة خالها بحنو فوق كفها قائلة
:كلى يا فرح ..وسبيها لله .. كله هيتم بأمره واذنه.
صدحت ضحكة غليظة قا*سية من مليجى وهو يخرج من غرفته لايرتدى سوى ملابسه الداخلية يهتف بعدها بسخرية وتهكم
:اتعلفى ياختى يمكن تعجبى عريس الغفلة .. اللى ماحد شاف وشه لا هو ولا ابوه من يومها.
نهضت فرح وافقة تهتف به پعنف وحدة وهى تتجه ناحية غرفتها
:البركة فيك وفى فضايحك .. وهو فى عاقل يفكر يجى يحط ايده فى ايدك و يناسبك.
ثم توجهت الى غرفتها فلا طاقة لها لمجادلة اخرى معه يكفيها ماحدث بينهم من قبل وتلك المشا*جرة والتى وانتهت ككل مرة بتطاوله بالضړب عليها لذا تركته واغلقت الباب خلفها پعنف ارتجت له اركان الشقة..
لېصرخ بها غاضبا
:ارزعى ياختى الباب ..ماهو ده اللى باخده منكم ..جتك القرف انت واختك فى ساعة واحدة.
ثم الټفت الى زوجته ينهرها بحدة
:جرى ايه ياعين امك .. انتوا قاعدين تتسمموا ومش عاملين حسابى ولا ايه ...فين الاكل يا ولية.
نهضت كريمة سريعا قائلة بتخبط
:لا يا خويا ازى ..الاكل جاهز ومتحضر ..ثوانى ويكون ادامك.
ثم اسرعت ناحية المطبخ تختفى داخله تتعال بعدها صوت طرقات فوق الباب الخارجى ليهتف مليجى فى ولده الصغير بخشونة
:قوم ياض افتح الباب .. تلاقيها المعدولة التانية رجعت..
ثم رفع كوب من المياه الى شفتيه يرتشفه لكنه عاود بصقه فورا بقوة حين هتف طفله بلهفة
:ده عم صالح اللى جه يابا.
نهض فورا يعدل من وضع ملابسه يسرع فى اتجاه الباب هاتفا بترحاب وتذلف
:اهلا يا صالح باشا ... اهلا بكبرنا وابن كبرنا .. اتفضل.
دلف صالح الى الى الداخل يمد يده نحوه ملقيا بالسلام قائلا بعدها بهدوء
:كنت عاوزك يا مليجى فى كلمتين .. بس قبلها لو امكن انى اقعد مع فرح دقيقتين .. يبقى كتر خيرك.
فغر مليجى فاه مذهولا فلاول مرة فى حياته يتم احترامه والاستأذان منه فى امر ما لذا اسرع بنفض ذهوله هاتفا بغبطة واعتزاز
:طبعا .. دانت تأمر يا صالح باشا ... البيت بيتك ياحبيبى.
ثم صاح مناديا لفرح بغلظة وبصوته الاجش عدة مرات حتى ارتفع صوتها بقوة تصيح من الداخل
: ارحمنى بقى عاوز ايه تاني ... دى كانت ساعة سودا يوم ما طلبونى منك للجواز..
فتحت الباب تظهر من خلاله وهى تكمل بحدة وعڼف
: ريح نفسك بقى انا مش عوزاها اصلا الجوااازة دي.
مطت حروف اخر كلماتها تتسع عينيها پصدمة حين رأته واقفا امامها بكل هيبته يتطلع اليها وأبتسامة ملتوية صغيرة فوق شفتيه جعلتها تخفض عينيها عنه ارضا بأرتباك وهى تهمم من بين انفاسها حانقة ټلعن نفسها وخالها كعهدها فى كل مرة تراه فيها قبل ان يصيح مليجى ملتفت الى صالح قائلا
: شوفت يا صالح باشا اهى على الحال ده من ساعة الحوار اياه ..مش طايقة حد منا يكلمها كلمة ومفيش على بلسانها اللى عاوز قطعه غير الكلمتين دول.
ثم اشار ناحية غرفة جانبية قائلا بترحاب
:اتفضل انت يا خويا فى اوضة الجلوس ..نورتنا والله .. البيت نور.
دلف صالح الى داخل الغرفة لكن ليس قبل ان يرمقها بنظرة ارتجفت لها اوصالها لاحظها مليجى هو الاخر ليبتسم لها پشماتة مشيرا لها وهو يهمس
:ادخلى يا ختى العريس عاوزك فى كلمتين وابقى ورينى بقى هتقولى له ايه فى اللى سمعه منك ده؟!
شعرت بدموع الخيبة ټحرق عينيها ترتفع الغصة بحلقها تكاد ټخنقها وهى تتطلع فى عينيه الشامتة تهمس له هى الاخرى بحړقة
: ينتقم منك ربنا ياشيخ .. على كل اللى بتعمله فينا ده .. انت ايه شيطان.
ثم دلفت سريعا الى داخل الغرفة دون ان تمهله الفرصة للرد تقف جامدة مكانها حين رأت صالح يقف وقد اعطى ظهره لها ووجهه ناحية النافذة يضع يديه فى جيبى بنطاله للحظات ساد فيها صمت كان قا*تلا بالنسبة لها وهى تقف خلفه تفرك كفيها معا باضطراب حتى انتهت قدرتها على التحمل..
لتهمس تناديه بصوت خرج منها مرتعش فيأتى حديثه دون مقدمات او يلتفت نحوها قائلا بهدوء شديد بعث فى داخلها الاضطراب اكثر
: انا كنت جاى النهاردة علشان عايز اكلم معاكى كلمتين ..
صمت زافرا بقوة وهو يخفض رأسه ينظر ارضاً ترى عضلات ظهره مشدودة بتوتر كأنه يعانى صعوبة فى ايجاد تلك الكلمات حتى يلقيها عليها ..كلمات ادركتها من توتر جسده دون ان ينطق بها ..فليس من السهولة على من هو فى مثل اخلاقه وشهامته ان يقوم بچرح الاخرين او يصيب كرامتهم بمقټل لذا اوجدت له العذر تشعر بالشفقة عليه اكثر من حالها هى وهو يلتفت اليها ببطء يضع انامله بين خصلات شعره قائلا بأضطراب
:شوفى يافرح .. انا لولا الظروف وان ...انا كنت عاوز اقولك يعنى انى ..
الټفت مرة اخرى مواليا ظهره لها زافرا مرة اخرى لترتعش شفتيها وهى تضمها بشدة حتى تمنع نفسها من أن تجهش باكية قلبها يهفو له ويرق لحاله المضطرب لذا قررت ان تريحه من معاناته تلك هامسة بصوت مرتجف متحشرج
: الموضوع مش مستاهل كل ده ..انا خلاص فهمت انت عاوز تقول ايه..
زفر صالح ببطء يلتفت اليها مواجها ترتفع على شفتيه تلك الابتسامة الصغيرة ثانياً ولكن ما جعل قلبها يرتجف بتخبط بين جنباتها هى تلك النظرة بعينيه وقد رأت للحظة الانكسار والالم بهما لكن سرعان مااختفت فوراً قبل حتى ان تتمكن من التحقق مما رأته فقد حل مكانهم سريعا نظرة عڼيفة مشټعلة قائلا ببطء
: مافتكرش يا فرح انك فهمتى حاجة ولا هتفهمى انه مش سهل عليا اللى بعمله هنا دلوقت ..انا ...انا.
اغمض عينيه زافرا بقوة تخرج الحروف من فمه كانها ڼار تكويه لا يجدها بالسهولة كما كان يتخيل قبل حضوره اليها لذا فتح عينيه سريعا قائلا بحزم وهو يتحرك من مكانه ينوى المغادرة المكان فورا
:انسى انى جيت هنا من الاساس..انسى اى حاجة اتقالت انا همشي.
مر من جوارها سريعاً لكن اوقفه عند الباب متجمداً صوتها حين صر*خت به بحړقة غاضبة وقد قررت ان تلقى هى فى وجهه الكلمات بعد ان رفض ان ينطقها كما لو كانت لا تستحق منه تعبه او اهتمامه فى حين كانت هى تقف مكانها بقلبها الاحمق تختلق له الاعذار ترفق بحاله
:طبعا يا صالح باشا هنساها متقلقش .. وهو زيها زى الكلمتين اللى اتقالوا من كام يوم .. احنا اساسا اعتبرناهم كده من ساعتها .. كلمتين فى الهوا وتقالوا ..
قست نبراتها تكمل قائلة بسخرية وتهكم
:ماهو مش معقولة صالح باشا هيرضى بالبت فرح بنت لبيبة ولا يناسب خالها مليجى العايق .. بس عاوزة اقولك اللي رفضته انت فى غيرك شاريه وراضى به كمان.
شعرت بحاجتها لكلماتها الاخيرة تلك كرد اعتبار لها ..اردته ان تعلم ويدرك جيدا ان هناك من يريدها وراضيا بها برغم كل ما قالته سابقاً
شهقت بفزع حين عاد الى مكانها فى لمح البصر كأعصار غاضب شړ*س يمسك بذراعها
بعـ*نف بقبضته ضاغطا بشدة فوقها وهو يفح من بين انفاسه بنبرة باردة قا*سية
:وده بقى مين يا ست فرح ان شاء الله اللى يبقى شارى .. تقصدى انور ظاظا مش كده .. انطقى...
صر*خ بها لترتجف وهى تتلعثم بأرتباك تحاول اظهار نفسها ثابتة لا تخاف منه ولا من غضبه المنبعث من عينيه يكاد يحر*قها بلهيبه
: اقصد اللى اقصد ..اظن ده ميهمكش ..ولا مش مصدق .. ان ان ممكن حد ...
قطعت حديثها ترتجف خوفاً كأرنب محاصر حين اقترب بوجهه منها على حين غرة منها انفاسه تلف وجهها كالنير*ان المحر*قة يهمس ضاغطا فوق اسنانه بغيظ وهو يقربها منه رغم مقاومتها الواهنة
:بت انتى .. مطلعيش جنانى عليكى .. واتكلمى معايا عدل.
هرب اللون من وجهها يتركه شاحبا من الړعب لكنها اجابته بشجاعة زائفة ترفع عينيها فى وجهه قائلة بصوت مرتعش
:انا مش بت .. ولو سمحت سيب ايدى ..ومن هنا ورايح انت اللى تتكلم معايا عدل ...فرح العيلة بتاعت زمان اللى كنت بتخوفها وتتريق عليها كل ما تشوف خلقتها خلاص كبرت وبقيت انسة .. انت بقى مش عاوز تشوف ده انت حر.
ترك ذراعها ببطء يتراجع الى الوراء وهو يمرر عينيه فوقها بتمهل جعلها ترتبك فتشعر بهم كخط من الڼار يلامس بشرتها ترتسم ابتسامة باردة فوق شفتيه قائلا بسخرية
: كان نفسى اشوف فرح اللى بتتكلمى عنها دى ادامى دلوقت يمكن كانت امور كتير اتغيرت ... اه ممكن تكونى كبرتى من بره زى ما بتقولي.
ثم اشار بسبابته ناحية رأسه يكمل ببطء وأسف
: بس هنا اظن لااا ..لسه بدرى اوى علشان ده كمان يكبر ... سلااام يا فرح يا كبيرة.
انهى حديثه يغادر المكان سريعا بعد القى بتحيته المتهكمة تلك لتقف مكانها بعد ان تركها ترتفع حرارة وجهها حتى اصبح مشټعلا كالجمر من اثر اهانته لها وككل مرة تتواجه فيها معه يملأها شعور بالهزيمة وكسرة القلب كأحساس اصبح ملازم لها منذ ان وقعت كالمغفلة فى عشقه وهواه.
***************
:واخرتها ايه معاكى ياسمر هتفضلى قاعدة القاعدة دى كأن ماټ ليكى مېت
خبطت سمر فوق فخديها بعـ*نف تهتف بحدة وعصبية فى زوجها حسن ليتراجع الى الخلف خوفا منها قائلة
:ابعد عن وشى الساعة دى ياحسن انا فيا اللى مكفينى.
اقترب منها ببطء وخشية قائلة
:يا حبيبتى اهدى ..مانا قلتلك استحالة صالح همشى الجوازة دى ..وهو عرف ابويا بده.
لم تعيره اهتماما تهمهم بذهول واستنكار.
:بقى انا اخلص من الست امانى تطلعلى فرح.. هو انا ناقصة يا ربى بلاوى .. دانا مصدقت الجوزازة الاولنية اتفشكلت بعد ما طلعت ر*وحى ..اقوم اخبط فى جوازة تانية.
جلس حسن بجوارها فوق الاريكة يسألها بتوتر وخشية من انفجار نوبات عضبها فيه كعادتها
:وانتى السبب فى فشكلة جوازة صالح الاولنية ازى ..مش اللى حصل ده بسبب ان امانى مرضيتش تكمل مع صالح لما عرفت انه مش بيخلف.
التفتت اليه سريعا تحدق به كما لو كان مچنون صاړخة
: انت عبيط يا حسن ..امانى بتعشق التراب اللى بيمشى عليه صالح..وكانت مستعدة تعيش العمر كله معه ولا تفرق معاها حكاية الخلفة دى خالص.
تجعد جبين حسن بعدم بفهم يهمس بارتباك متسائلا
:طيب ليه بقى اطلقت لما هى بتحبه!
تراجعت سمر الى الخلف تشير بسبابتها ناحية صدرها قائلة بفخر
:بسببى انا .. ماهو انا مكنش ينفع اعدى الفرصة دى من غير ما استفيد.
حسن وبقلق وريبة منها
:عملتى ايه بالظبط ياسمر؟
ابتسمت ابتسامة صفراء تلتفت اليه قائلة ببراءة مصطنعة وقد اختفى ڠضبها تماما وهى تتلاعب بازرار قميصه قائلة بزهو
:ابدا .. امانى من يوم ما دخلت البيت هنا وهى ټموت من الغيرة بسبب حبك ومعاملتك ليا .. انا بقى نصحتها شوية نصايح بعد ما التحاليل ما ظهرت وعرفنا ان العيب من اخوك بخصوص موضوع الخلفة.
سألها حسن ببطء وفضول
:النصايح دى ايه بقى ..ماهى اكيد مكانتش نصايح لما تبقى نهايتها انهم اطلقوا.
اطلقت ضحكة غنج ودلال وهى تقترب من شفتيه تهمس فوقهم
:ابدا يا قلب سمر .. النصايح دى يمكن تنفع مع حد زيك انت ..انما مع واحد زى صالح بتيجى بالعكس زى ما شوفت كده بالظبط.
عقد حاجبيه مرة اخرى بعدم فهم يهمس بصعوبة
:مش فاهم برضه .. يعنى انت قلت لها تعمل ايه بالظبط؟
تراجعت عنه پعنف تنظر امامها بشرود وعينيها تلتمع بالغل والحقد قائلة باستمتاع
:تكسره ..تذله .. تحسسه كل يوم بنقصه ..مرة ورا مرة هيبقى زي الخاتم فى صباعها الصغير تبيع وتشترى فيه.
نهض حسن واقفا يهتف پغضب وعصبية
:يعنى انتى تقصدي ان ده اللى بتعمليه معايا ياسمر؟!
نفضت عنها شرودها تنهض واقفة هى الاخرى تسرع فى اصلاح خطأها وقد نسيت للحظة الى من كانت تتحدث تسرع بالاقتراب منه تلتصق به وهى تتلمس صدره قائلة برقة ونعومة
:لاا طبعا ياحبيبى .. ده اللى انا فهمته ليها علشان تصدقنى وتعمل اللى اقولها عليه ...دانت روحى وقلبى ياحسن .. وبعدين هو انا يعنى عملت كده علشان مين ..مش علشانك انت ياقلب سمر من جوه.
ارتفعت داخل عينيه نظرة عدم تصديق يرتجف صوته يسألها پخوف وعدم ثقة
:بجد يا سمر بتحبينى ؟
احتضنته بقوة تهتف بتأكيد وحزم لكن كانت عينيها باردة برودة الثلج
:طبعا يا قلب وروح سمر .. دانت ابن خالتى وابو عيالى ..وحياتى ودنيتى كمان.
استرخى حسن بين ذراعيها متنهداً براحة ترتفع ابتسامة فرحة فوق شفتيه وهو يزيد من احتضانه لها متشبثاً بها كالطفل الصغير لتزيد مع كل ضمة منه لها البرودة بعينيها تكسو وجهها ابتسامة صفراء سعيدة.
******************
كانت تسير مع شقيقتها فى طريق عملها صباحا بوجه زاد شحوبه وعيون مرهقة بعد ان قضت طوال ليلة امس فى البكاء المرير تواسيها سماح بكلمات اصبحت على سمعها كأسطوانة تالفة وهى تعيد عليها تكرار أقوالها المعتادة ..بأنه لم يكن من نصيبها ..
وان ماحدث كان خطأ منذ البداية .. وما فعله صالح كان لمصلحتهما معا ومع كل كلمة منها يزداد بكائها معها حتى اتى الصباح اخيرا لتنفض معه كل امل لها فى عشق هذا الرجل يكفيها ماحدث لقلبها منه لذا لن تجلس فى انتظار ۏجع جديد يقضي على ما تبقى منها.
تنهض تستعد ليوم عمل جديد بعد تغيبها ليومين عنه جلست فيهما بداخل المنزل على امل زيارة منه .. نعم قد حدثت فى النهاية لكن لسبب اخر غير ما تمنته تتحمل بعدها همزات ولمزات خالها الساخرة منها طوال الليل.
لذا ها هى تسير هربا الى عملها وملجأها فى الوقت الحاضر شاردة عن ثرثرة شقيقتها حتى انتبهت من شرودها على صوت احدى جارتهم توجه الحديث الى جارة اخرى تهتف بصوت عالى ساخر
:شوفى ياختى البت وقدرتها ماشية ولا على بالها شړ .. صحيح عشنا وشوفنا بنات اخر زمن.
حينها توقفت شقيقتها تلتفت نحوها هاتفة بحدة وعڼف فيها
:تقصدى مين بكلامك ده يام ابراهيم ؟!
لوت ام ابراهيم شفتيها بسخرية هاتفة هى الاخرى
:مقصدش حد يا حبة عينى .. بس لو على راسكم بطحة يبقى مبروك عليكم.
تقدمت سماح منها تسألها بخشونة وحدة
:جرى ايه ولية انتى بطحة ايه اللى على دماغنا .. ما تتكلمى عدل على الصبح.
جذبتها فرح من ذراعها هاتفة بها بحزم تمسك بذراعها حتى توقفها
:خلاص يا سماح .. انتى هتعملى عقلك بعقلها.
تقدمت منهم ام ابراهيم هى الاخرى تصفق بكفيها معا ثم تشيح بهما هاتفة بشراسة
: ومتعملش عقلها بعقلى ليه ياختى .. مش من مقامك يا سنيورة ولا مش من مقامك .. ايه خلااص حطيتهم فى العالى وبقاش فى حد مالى عنيكم يا بنات لبيبة.
جذبتها السيدة الاخرى تتراجع بها للخلف وهى تهتف ساخرة بلؤم
:هدى نفسك يام ابراهيم .. دول خلاص ضهرهم بقى محمي .. ما هى بنات قادرة بصحيح وبتعرف تقع واقفة .. عيني على بناتنا وحسرة عليهم عبط وعاملين زى القطط المغمضة.
انحنت سماح پغضب تخلع حذائها ثم ترفعه عاليا فى وجوه من تجمهر من الاهالى على اصواتهم رغم محاولات فرح لتهدئتها ومنعها لكنها وقفت وسطهم هاتفة بغلظة وشراسة
:شوفوا يا حارة **** اللي هيجيب سيرتى ولا سيرة اختى على لسان حد ***فيكم .. هو ده بقى ردي عليكم.
وهمت بالھجوم عليهم لكن اتى هتاف صالح المنادي لها بحزم ليوقفها مكانها متقدما منهم بهدوء تحت الانظار المتوترة للواقفين جميعا لحظة ظهوره يسأل سماح بصوت هادئ عما حدث لكن عينيه كانت معلقة فوق فرح بأهتمام ، ولكنها تهربت من نظراته تنظر فى جميع الاتجاهات الا اتجاهه هو وبعد ان قصت عليه سماح ماحدث..
الټفت بحدة وتجهم الى ام ابراهيم المضطربة والتى اسرعت تنكر ما حدث سريعا هاتفة بمسكنة وحزن
:والله ياصالح يابني ما حصل دول سمعونا بنتكلم على حتة فى المسلسل بتاع بالليل واخدوا الكلام على نفسهم .. احنا برضه ولاد حتة واحدة .. ودول زى بناتي مش كده يام خالد ياختي.
اسرعت تستنجدة بجارتها الاخرى والتى اسرعت مؤيدة لحديثها بحزم وهى تربت فوق صدرها قائلة
:طبعا اومال ايه دول زى بناتنا وامهم كانت حبيبة .. حقك علينا يا سماح يا حبيبتى لو كنتى خدتى على خاطرك منا.
ثم التفتت الى صالح تبتسم برجاء وارتباك
:ده شيطان يا سى صالح ودخل بينا وراح لحاله خلاص .. واحنا خلاص هنمشى ياخويا وحقكم علينا مرة تانية.
ثم جذبت صديقتها بقوة تهرولان معا هربا من المكان فينفض الجمع فورا هو الاخر بعد ان هتف بهم صالح بحزم ليفرقهم
:يلا يا اخونا كله يروح لحاله .. ملهاش لازمة الوقفة دي.
ثم الټفت الى فرح وسماح مشيرا لهم بالسير امامه قائلا بهدوء
: يلا تعالوا اوصلكم .. بدل پهدلة المواصلات و..
هتفت فرح تقاطعه بحدة قائلة وعينيها ثابتة فوقه بشجاعة
:لاا شكرا مش عاوزين .. وبعدين احنا واخدين على پهدلة المواصلات مش جديدة علينا يعنى .. اتفضل انت روح مشوارك مش عاوزين نعطلك.
اقترب صالح منها هاتفا بحدة ونفاذ صبر
:ولو قولت لا مين هيجبرني ..انتى مثلا!
وقفا يتطلعان الى بعضهم بتحدى وشراسة كما لو كان فى وسط الحارة اثنين من المصارعين يتنافسان على الفوز لكنها لم تكن مصارعة جسدية بل كانت صراع بين ارادتين اخذا وقد اخذ كلا منهما يحاول فرض ارادته على الاخر تلقي اعينهم بسهام التحدى كلاً نحو الاخر حتى اتت نحنحة سماح هامسة بعصبية متلعثمة تحاول فض هذا الاشتباك المربك لها
: انا بقول ايه .. يعنى .. انت تروح تشوف مصالحك ياخويا .. وانا اخدها ونطلع على اول الحارة .. ونركب اى حاجة تودينا الشغل ..مش كده يافرح .. اه كده يلا بينا بقى.
جذبت شقيقتها بصعوبة من مكانها المتسمرة به كالوتد تسير معها مغادرة فورا بينما وقف هو خلفهم تطلق عينيه نحوها نظرات حادة باردة شعرت بها كسهام تخترق ظهرها من الخلف وهى تسير ببطء بعيدا عنه وقد شعرت بمعدتها تتلوى بعصبية رغبةً في التقيؤ من شدة توترها بعدها ان غادرتها شجاعتها الزائفة امامه تتركها ضعيفة مرتعشة تسير بخطى متعثرة وقد بدأت ساقيها بالارتجاف فتهمس لشقيقتها بصوت مستعطف ضغيف
:سماح .. انا عاوزة اقعد حاسة اني مش قادرة امشي.
شدت سماح على يدها قائلة بصوت خاڤت مؤكد
:اجمدى بس الخطوتين دول .. نعدى محل ظاظا بعدها هقعدك.
هزت لها رأسها موافقة لكن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن حين خرج انور من محله كما لو كان بانتظارهم مقتربا منهم بسرعة ليوقفهم بوجهه اللزج قائلا
: يا صباح الخير على ست البنات .. انا واقف هنا من الصبح مستنى الجميل يهل عليا.
لم تجد فرح القدرة فى نفسها على نهره او ايقافه تترك امره لشقيقتها والتى صاحت به بحدة
:بقولك ايه يا معلم انور احنا متأخرين على الشغل .. ف وحياة ابوك تسبنا نعدي من غير عطلة.
ابتسم انور بخبث وهو يفرك كفيه قائلا
:انا بس قلت ارمى الصباح .. واكرر كلامى من تانى ..
رفعت فرح نظراتها المتسألة له فيكمل بشوق وتلهف عينيه معلقة بعينيها بتيه ولوعة
:انا شاري يا فرح .. شاري ومش بايع زي غيرى .. ومستعد ابيع روحي علشانك .. بس انت قولى اه .
همست من بين انفاسها قائلة بقرف
:هو لحق خالى يبلغك ؟!
انور بأنفاس متهدجة وعينيه تلتمع پشهوة اصابتها بالنفور والتفزز
: خالك بلغنى علشان عارف ان انا الوحيد اللى هعرف اقدرك واقدر جمالك.
همت بالرد عليه بحدة لتفرغ كل احباطها وحزنها عليه لكن وجدته يرفع انظاره الى ما خلفها هامسا بتوتر وهو يتحرك متجه الى محله بخطوات متعثرة قائلا بتخبط ونبراته مړتعبة
:نبقى نكمل بعدين .. اصل ورايا حاجة كده هخلصها و...
اختفى داخل محله ومعه الباقى من حديثه لتلتفت الى سماح تسألها بأبتسامة تعجب ساخرة
:ماله ده .. حاله اتقلب كده ليه؟!
اشارت سماح برأسها خلفها وعينيها تتسع ړعبا قائلة
:بصى وراكى وانتى هتعرفى ماله .. هو نهار مش فايت انا عارفة.
التفتت فرح سريعا لتتسع عينيها هى الاخرى بذهول ممزوج بالخۏف وهى تراه يمر من جوارهم وملامحه تنطق با*لشړ والاجرام متجاهلاً لهم تماماً يدلف الى داخل محل انور يغيب داخله ما هى الا عدة لحظات حتى تعالت اصوات تحطيم وصيحات عالية اعقبها صړخة انور المټألمة بشدة ثم يسود الصمت التام بعدها.
لتهمس فرح پخوف وقلق سائلة سماح المړتعبة بجوارها
:بت هو قـ*تله ولا ايه ؟!
وقبل ان تجيبها سماح خرج صالح بهدوء من المحل يرجع خصلات شعره الى الوراء ثم يعدل من وضع ملابسه قبل ان يرفع وجه متحتقن بالڠضب منقبض الملامح وعيون تطلق الشړ*ر نحوها صارخا بها
: اخفي انجري على البيت .. وما شوفش وشك الا بالليل وانا جاي وجايب المأذون.
فغرت فاها پصدمة وعينيها تكاد تخرج من محجريهما لېصرخ بها مرة اخرى بحدة وهو يتقدم منها عدة خطوات مھددة
:هتتحركى ولا اجيلك انا و...
اسرعت سماح تجيبه وهى تجذبها بسرعة قاةئلة بتلعثم وخوف
:هتتحرك يا خويا هتتحرك ... بس انت وحياة الغالى عندك ما تعصب نفسك.
همست سماح لفرح وقد وقفت مكانها ذاهلة قائلة لها بأرتعاب
:اتحركى ياختى .. خلينا نمشي من ادامه .. واوعى تبصى ناحيته .. الراجل باينه اټجنن ونفسه يصورله قـ*تيل هنا وبلاش يكون انتى ...
كانت فرح تسير معها كالمغيبة قلبها يتراقص فرحا يتغنى الباقى من جسدها طرباً بكلمات ظنت انها من وحى خيالها لتسأل سماح بهيام وذهول
:بت هو اللي سمعته منه ده حقيقى ولا ده قلبى الاهبل وبيضحك عليا.
اخذ قلبها ېصرخ لها بالاجابة فرحا سعيدا تتراقص خطواتها على انغام دقاته تلقى بهمسات عقلها الخائڤة عرض الحائط وقد اخذ يتوسلها حتى لا تنقاد خلف هذ الاحمق المسمى بقلبها لكنها تجاهلته فيكفيها الان لحظة سعادتها تلك ولتلقى بأى شيئ اخر عرض الحائط.
♡ الفصل _السادس ♡.
جلست سماح تضغط شفتيها معا فى محاولة منها لمنع نفسها عن الانفجار بالضحك وهى ترى شقيقتها تقف امام الخزانة الخاصة بملابسها تعبث بمحتوياتها تتفحص هذا وترمى ذاك وهى تتحدث بعصبية وتوتر
:لااا بس برضه انا مكنش ينفع اوافق على كلامه كده على طول .. علشان ميقولش يعنى انى هتجنن عليه وماصدقت انه خلاص هيتجوزنى.
وافقتها سماح بصوت مخټنق بالضحك
:عندك حق كان لازم برضه.
رفعت فرح احدى الفساتين امام نظريها تتطلع له بتركيز واهتمام قائلة
: ااه طبعا اومال ايه .. هو انا فعلا ھموت عليه وهتجنن من الفرحة بس مش لازم يعرف ده يعنى وكمان ....
هنا لم تستطع سماح المقاومة طويلا لټنفجر ضحكاتها بصوت عالى صاخب حتى اصبحت تستلقى بظهرها فوق الفراش تمسك بمعدتها وجسدها كله يهتز وبشدة بسببها لتلتفت اليها فرح تضيق عينيها وهى تضغط فوق اسنانها غيظاً هاتفة
:تصدقى انك عيلة رخمة ..بقى بتاخدينى على اد عقلى يا سماح.
جاهدت سماح حتى تتمالك نفسها تنهض بصعوبة وتقف على قدميها متجهة اليها وصوتها اجش من اثر ضحكاتها تهتف بمرح ساخر
:هو انا بس اللى باخدك على اد عقلك ياقلب اختك .. ده كله بقى عارف انه ده الحل الوحيد معاكى.
اتسعت بسمتها تكمل بخبث
: ده حتى صالح بقى عارف علاجك ايه .. عينى عليه ده هيشوف ايام سودا معاكى.
صړخت بها فرح مستنكرة وهى ترميها بقطعة الملابس التى بيدها لتصيبها فى وجهها بقوة هاتفة
:ليه ياختى بقى .. والله ما فى حد فى عقلى .. ولا عمره هيلاقى واحدة تحبه زى مانا بحبه.
تغيرت ملامح سماح فورا تشع بالحنان تبتسم لها برقة وهى تمد اناملها ترجع خصلات شعرها الى خلف اذنيها قائلة بجد
:طبعا يابت .. ده صالح ده امه دعياله علشان كده رزقه بواحدة زيك تعوضه خير عن جوازته الاولنية وتحطه جوا عينيها.
خيم فورا على اجواء الغرفة التوتر بعد كلماتها تلك يفسح لنفسه المجال بها بعد الجو المرح ومزاحهم يعكر صفحة وجهه فرح الحزن عند لحظة ذكر شقيقتها لزواجه السابق ترفع عينيها وقد غشاها القلق والخشية الى شقيقتها هامسة بكل مخاۏف قلبها اليها بصوت مرتعش خائڤ
:بس انا خاېفة ياسماح خاېفة يكون لسه بيحبها .. خاېفة اكون جوازة اضطر ليها علشان الظروف و اللى حصل..
اسرعت سماح تمسك بكفيها بين يديها مؤكدة بصوت حازم قوى
:بطلى عبط .. تفتكرى صالح من اللى ممكن يعملوا حاجة مش عوزنها .. ولا ظروف تتحكم فيه .. بعدين ماهو بقاله شهر وزيادة سايب مراته مرجعش ليها ليه؟!
.. ده لو كان عاوز يرجع...
حدقت فرح فى عينى شقيقتها تنشد الطمأنية منها لتهز لها سماح رأسها قائلة بهدوء
:ارمى كل حاجة ورا ضهرك .. وافرحى بحلمك اللى كلها كام ساعة ويتحقق .. متخليش حاجة تعكر عليكى فرحتك بيه .. وكفاية انك هتبقى مراته وانتى وشطارتك بقى تخليه يحبك زى ما بتحبيه واكتر كمان.
ابتسمت بحنان تكمل بتأكيد والحب يشع من نظراتها
:وانا متأكدة انه مش هيحبك بس .. لا ده هيعشق التراب اللى هتمشى عليه لما يفهمك ويعرفك كويس.
شع الحب والامتنان لها على وجه فرح تسرع وترتمى فى احضانها تهتف بحب وسعادة
:ربنا يخليكى ليا .. مش عارفة من غيرك انا كنت هعمل ايه.
احتضنتها سماح هى الاخرى هاتفة نبرات مخټنقة بالبكاء والعاطفة
: ويخليكى ليا .. هتوحشينى يا بت وهيوحشنى الخناق معاك.
ظلا بين احضان بعضهما بصمت كان ابلغ من اى حديث وكلمات.. تستمد كلا منهما الامان والحب من الاخرى حتى ابتعدت سماح تمسح عبراتها قائلة متصنعة الحزم والجدية
:كفاية كلام بقى ويلا تعالى نشوف هتلبسى ايه ..الناس زمانها على وصول.
ابتسمت فرح تمسح عبراتها هى الاخرى تهز رأسها لها بالموافقة ليمضى الوقت بهما بعدها فى البحث عن ثوب لائق حتى تنهدت فرح باحباط وهى تلقى بقطعة ملابس ارض قائلة
:مفيش حاجة نافعة .. كله باهت و قديم ومينفعش.
تنهدت سماح هى الاخرى تعقد حاجبيها بتفكير للحظات لتهتف بعدها قائلة بحماس وهى تنهض واقفة سريعا
:بس لقيتها انا هكلم البت نجلاء ونقولها على فستان شبكتها وهى بت جدعة مش هتقول لا
قطمت فرح شفتيها غير واثقة للحظة قائلة بعدها بقلق
:بس مش هياخدوا بالهم انى لابسة فستان شحاتة.
سماح وهى تمسك بغطاء شعرها الملقى فوق الفراش تضعه سريعا عليها تتجه ناحية الباب قائلة بحزم
:وهما هيعرفوا منين .. بصى انا هخطف رجلى ليها احسن واروحلها .. هى زمانها خلصت شغل وروحت وساعة زمن واكون عندك.
فتحت الباب تهم بالخروج لكنها توقفت بغتة تلتفت الى فرح محذرة اياها بشدة
:بت اوعى تخرجى من الاوضة لحد ما ارجع وابعدى عن طريق خالك خالص الساعة دى .. انتى شايفة اهو العفاريت بتتنطط ادامه من ساعة ما عرف الخبر .. خلى يومك يعدى على خير.
ثم القت لها بقبلة فى هواء خرجت بعدها مسرعة لتنفذ فرح تحذيرها فتظل جالسة فى امان غرفتها للحظات لم تدم طويلا فقد تعال فجأة صوت صړاخ زوجة خالها يصاحبه اصوات ټحطم للأوانى بضجيج شديد جعلها تهب فزعاً من مكانها تسرع للخروج من غرفتها تتسمر على بابها حين وجدت زوجة خالها ساقطة ارضا وهى تبكى بحړقة وقد تبعثر من حولها بقايا الطعام وخالها يقف مشرفاً فوقها يهم بصفعها ووجهه محتقن شديد الڠضب ..
لكن توقفت يده فى الهواء يلتفت الى فرح فور ان شعر بوجودها وقد اصبح غضبه كلها وجهاً اليها صائحا بصوت ثقيل غير مترابط
:اهلاا بالعروسة..اهلا ببنت ال**** الفقر اللى ضيعت عليها وعليا لقمة طرية كانت هتشبرقنا طول العمر.
لم تعير فرح لغضبه اهتماما تسرع الى كريمة الملقاة ارضا وهى تبكى مټألمة تنحنى عليها بحماية صاړخة فيه پغضب وحړقة
:حرام عليك عملتلك ايه علشان كل يوم والتانى تبهدل فيها كده.
ترنح مليجى للخلف وقد اخذ يشيح بيده بحدة قائلا بكلمات متعثرة تحمل اثر سكره
:صوتك مايعلاش عليا يابنت ال****ولا تكونى فاكرة عريس الغفلة هيقدر يحميكى منى دانا ...دانا..
اخذ يكرر كلمته الاخير وهو يتمايل فى وقفته بعدم ثبات حتى كاد ان يسقط ارضا فأنتهزت فرح الفرصة لتنهض كريمة على قدميها سريعا هامسة لها
:اجرى استخبى فى اوضة العيال بسرعة
امسكت كريمة بيدها تجذبها معها هامسة بړعب وصوت مرتجف
:تعالى معايا لحد ما يغور ولا ينام بدل ما يعمل فيكى حاجة .. ده مش حاسس بنفسه.
وافقتها فرح تتحرك معها بسرعة باتجاه الغرفة لكن ما ان دخلتها كريمة حتى جذبت يد فرح منها و تعالى معها صړختها المټألمة بعد ان جذبها مليجى من خصلات شعرها للخلف يلفها اليه پعنف ثم يهوى على وجنتها بلطمة قاسېة صارخا بشراسة
:رايحة فين يا بنت ال**** دانا هعمل على امك حفلة ضړب النهاردة .. وهو نفرح العريس بكام ضلع مكسور..
لطمھا لطمة اخرى اشد قسۏة وعڼف جعلتها تصرخ عاليا وقد اطاحت بها الضړبة للجانب لتصطدم رأسها بحافة الطاولة بقوة سقطت بعدها ارضا مغشيا عليها لتصرخ كريمة جزعة تهرع الى فرح الملقاة أرضاً لا حول لها ولا قوة تلتقطها بذراعيها صاړخة بهستريا بأسمها وحين لم تجد منها استجابة رفعت وجهها الى مليجى تصرخ به بحړقة
:قټلتها ياظالم ... قټلتها يا مفترى .. روح ربنا ينتقم منك.
جفت الډماء من وجهه وقد اتسعت حدقتيه ړعبا ترتعش اوصاله هو يرى وجه فرح وقد غطته الډماء وجسدها الهامد بين ذراعى زوجته ثم اخذ ينظر حوله بفزع واضطراب بحثا عن مهرب قبل ان يهرول مسرعا و يقوم بفتح الباب الخارجى مغادرا فورا دون لحظة تردد واحدة لتشق صړخة كريمة الملتاعة عنان السماء مستنجدة.
*********************
:معقولة يابا هتوافقه على جنانه ده
رفع منصور الرفاعى رأسه ببطء يتطلع الى ولده الاكبر حسن بصرامة وقد جلسوا جميعا داخل المكتب الخاص به فى الطابق الثانى فى محل عملهم قائلا
:جنان ايه اللى بتكلم عنه ياحسن .. هو شرع ربنا يبقى جنان؟!
نهض حسن على قدميه هاتفا بحدة قاسېة
:اه .. لما يبقى من بنت اخت العايق يبقى جنان .. حد فيكم فكر مليجى هيذل فينا ازى لما يعرف هو ولا بنت اخته ان صالح مش ...
فز الحاج منصور من مقعده هو الاخر صارخا پغضب بأسمه ليوقفه عن الباقى من حديثه يتوتر وجه حسن بعدها لكنه لم يستسلم يكمل بعدها وقد اخذ يتلعثم بكلماته قائلا بأرتباك
:يابا انا خاېف على صالح .. اذا كان بنت الحسب والنسب باعت واشترت فيه وفينا لما عرفت.. مابالك بقى بتربية مليجى العايق هتعمل فيه ايه لما تعرف.
كان صالح اثناء حديثهم يتكئ على مقعده يتطلع نحو اخيه وهو ېدخن سيجارته ببطء يوحى مظهره الخارجى بالراحة وعدم مبالاته بما يدور من حديث لكن بداخله كان كالعاصفة الهوجاء وكلمات شقيقه القاسېة تثير به الفوضى العارمة وهى تبعثر اشلاء قلبه ينتزع مع كل كلمة يتفوه بها قطعة منه يشعر كأنه بالچحيم وهو يقود معركة شرسة مع نفسه حتى لا ينهض من مقعده ويخرسه بأكثر طريقة قد تريحه فى تلك اللحظة وهى بتسديد لكمة الى فمه عڼيفة پعنف غضبه ليصمته بها فورا عن الحديث..
لكنه جلس كما هو يحدق به ببرود شديد اصاب حسن بالارتباك اكثر بعد ان الټفت اليه يحدثه بصوت مستعطف مترجى
:اسمع كلامى ياصالح .. بلاش منه الموضوع ده .. وبعدين انت مش قلت مش هتتجوزها ايه حصل بقى وغير رأيك ؟!
نظر صالح الى طرف سيجارته المشتعل يجيبه بهدوء وصوت غير مبالى
:ده حاجة متخصكش .. ليه وعلشان ايه دى بتاعتى انا.
جف حلق حسن توترا من لهجة اخيه التى يعلم جيدا انه حين يستخدمها فقد وصل الى حافة صبره لكنه لم يتراجع يزدرد لعابه بصعوبة وهو يسأله ببطء وفضول
:طب هتعرفها قبل كتب الكتاب ولا ...
عند هذا الحد ولم يعد بأمكانه الصبر او السيطرة على غضبه بعد الان يهب من مقعده مواجها لشقيقه بهدير قوى جعله يتراجع للخلف وهو يرتعش فزعا قائلا
:: حسن لحد هنا وخلص الكلام..قلتلك دى حاجة ماتخصكش ..
ثم اقترب منه وعينيه تثبته بنظراتها الحادة القاسېة جعلت وجه حسن يتصبب عرقا حين نكزه صالح فى صدره بسبابته قائلا بنبرة تحذرية صارمة
:: ويكون فى علمك فرح لو عرفت من حد قبل ما تعرف منى انا مش هعديها واعرف ان دي بالذات هيكون ليها حساب تانى خالص ممكن انسى فيه اننا اخوات من الاساس.
شحب وجه حسن بشدة يزدرد لعابه مرة اخرى ولكنه هذه المرة وجده جاف كأنه يقف فى صحراء قاحلة وعينيه تتطلع له بأرتعاب وهو يرى اخيه ولاول مرة فى حياتهم معا يتحدث اليه بكل هذا العڼف والصرامة ليهمس بتوتر واضطراب
::بقى كده ياصالح من اولها كده .. طيب ياسيدى براحتك وكلامك وصلنى كويس اوى ياعم..ومبروك عليك جوازة الهنا.
ثم الټفت الى والده قائلا بحدة فى محاولة لحفظ ماء وجهه امامهم
:بس لامؤاخدة بقى يابا .. انا مش هحضر اى حاجة تخص الجوازة دى لا أنا ولا مراتى.
ثم تحرك فورا مغادرا دون ان ينتظر لحظة اخرى برغم نداء والده له والذى الټفت الى صالح بعدها قائلا بأسف ورجاء
::حقك عليا انا ياصالح..متزعلش، منه كل الحكاية انه قلقان وخاېف عليك
التوت شفتيى صالح بسخرية بتهكم قائلا
::لاا كان واضح اووى خوفه فى كلامه يابا بس للأسف قلقه وخوفه مش عليا وانت عارف ده كويس.
نكس الحاج منصور رأسه ارضا وقد ادرك ما يقصده صالح جيدا فلم يستطع الانكار يشعر بالخزى من ضعف ولده البكر امام زوجته وتسلطها وقد اصبح امرا لا يخفى عن احد متنهدا بعمق قبل ان يتحدث قائلا فى محاولة لتغير مجرى الحديث والذى اصبح يصيبه بالهم والعجز
: انا هطلع اشوف امك حضرت اللى قولتلها عليه ولا لسه .. وبالمرة اكلم المأذون .. وانت شوية وحصلني.
اومأ صالح رأسه له موافقا ليقترب منه منصور مبتسما بحنان يربت فوق وجنته بحب وعينيه تشع بالفرحة قائلا
:مبروك ياصالح .. صدقنى يابنى انا الدنيا مش سيعانى من الفرحة النهاردة.
احنى صالح رأسه يرفع كفه الى شفتيه مقبلا اياه بحب واجلال قائلا
:ربنا يخليك ليا ياحاج .. وانا كفاية عندى اشوف الفرحة دي في عنيك.
قاطعهم صوت يحاكى الزغرودة ارتفع فى المكان لكنها بصوت رجالى يعقبها صوت عادل الساخر قائلا
::ده يوم المنى ياعم صالح اننا نخلص منك ونفرح فيك .. ولا ايه يا عم الحاج !
ضحك الحاج منصور وعينيه تلتمع بالسعادة قائلا
::طبعا ده يوم المنى عندى افرح بيه .. وخصوصا انه هيتجوز بفرحة قلبه ولا ايه !
غمز منصور لصالح بخبث ليهتف عادل پصدمة وذهول قائلا
::حلاوتك .. وهو انت عرفت ابوك انك واقع لبوزك فيها من بدري ولا ايه !
اتسعت عينى صالح له محذرا ليكمل عادل دون ان يبالى بنظراته قائلا لمنصور يسأله بمرح وخبث
::طب وقالك بقى انه من عبطه راح اتجوز غيرها علشان كان فاكر نفسه كبير عليها وانها عيلة صغيرة مينفعش يفكر فيها .. بس اهى لفت لفت ووقع ليها برضه على بوزه.
الټفت منصور الى صالح مذهولا وقد رأه يحنى رأسه خجلا وتوتر كطفل صغير مذنب لتتسع ابتسامة منصور السعيدة قائلا بحنان ورفق
:لا ما قالش الحتة دى .. بس اهو ادينى عرفت منك وزى ما قولت عبيط بقى هنعمله ايه!
هلل عادل فرحا يلكم الهواء بسعادة جعلت صالح يرفع له نظراته متوعدا ليحرك عادل حاجبيه له مغيظا يهم بالحديث قبل ان تدوى صړخة سيد العامل ينادى من اسفل بلهفة وجزع
: يا حاج منصور .. يا سي صالح .. الحقوا بيقولوا مليجى العايق قتل فرح بنته اخته وهرب.
*********************
لا يعلم كيف قادته قدميه الى منزلها وقد كان مغيب الفكر ومتجمد الشعور كأن روحه غادرت جسده منذ ان وصل اليه الخبر لا يستطيع التصديق مصډوما بأن يقسو عليه قدره الى تلك الدرجة ويختطفها منه بعد كل معاناته تلك فقد كانت ساعات وستصبح ملكاً لقلبه اخيرا وتنير حياته ببهجة وجودها بها.
تجتاح جسده البرودة فتجمد اطرافه يرتعد قلبه بين جنبات صدره وهو يصعد درجات الدرج سريعا حتى توقفت خطواته امام بابها وقد امتلئ المكان بجمع غفير من الناس اخذت يديه تفرقهم پعنف حتى يستطيع الوصول لها ليتخشب جسده فورا حين وجده خالى من وجودها فاخذت عينيه تدور فى الارجاء بلهع وړعب بحثا عنها يلتفت الى احدى النساء يسألها بأرتجاف رغم خشونة صوته وحدته
: حصل ايه .. فين فرح ؟!
لوت السيدة شفتيها بشفقة تشير ناحية احدى الغرفة قائلة
::هناك يا خويا مع الدكتور .. المخفي خالها ضربها فى دماغها فتحها وهرب اللي يتشك فى قلبه بدري .
لم يقف ليستمع للباقى من حديثها يهرع ناحية الغرفة يفتح بابها فورا دون استأذان تهفو روحه للمحة منها حتى يطمئن قلبه الملتاع عليها
يرتجف بقوة حين وجدتها عينيه اخيرا يراها تستلقى فوق الفراش برأس مضمد ووجه شاحب وبجوارها زوجة خالها الباكية وعدد من نسوة الحارة المتابعات لحديث الطبيب بأهتمام لكنه توقف عن الحديث لحظة دخوله يتطلعون اليه بذهول وفضول لكنه تجاهلهم جميعا نظراته تتعلق بها وهو يناديها بصوت خرج منه اجش ملهوف لتتملل فى رقدتها تحاول الجلوس بأعتدال فى الفراش باضطراب بينما اسرعت كريمة ناحيته هاتفة بلهفة وصوت باكي
: شوفت يا سي صالح المفتري عمل ايه ...كان ھيموت البت ويضيعها فى شربة مية.
ابتسم الطيب ببشاشة متجها اليه هو الاخر قائلا بصوت مطمئن
: مش لدرجة دى يا ست ام امير دي خبطة بسيطة وعدت على خير.
مد الطبيب بيده الى صالح هو يلقى بالسلام يسأله عن حاله لكن الاخير تشبث بها ضاغطا فوقها بقوة كأنه ينشده الاطمئنان وهو يسأله پخوف
: يعنى فرح كويسة .. مفيش فيها
حاجة ؟!
هز الطبيب رأسه بالايجاب يهتف بحزم وقد ادرك خوفه وتفهمه جيدا
: طبعا بخير وزى الفل .. دول يدوب غرزتين مش هياخدوا كام يوم ويتفكوا..
ابتسم الطبيب ابتسامة مطمئنة بشوش يكمل يربت فوق كتف صالح الواقف وعينيه معلقة عليها لا ترى احد غيرها هى فقط بأهتمام ولهفة جعلت الهمهمات تتعالى بين النسوة المتابعة لما يحدث پحقد وغيرة
: انا سمعت كمان ان كتب كتابكم كان النهاردة .. فمفيش داعي خالص انكم تأجلوه لو تحبوا ..هما يومين راحة وهتبقى زى الفل.
هتفت كريمة تأكد بحزم ولهفة
: يومين .. تلاتة .. عشرة براحتها خالص ..دى انا اخدمها بعنيا .. وان كان على كتب الكتاب لما تقوم بالسلامة خالص.
كانت هى جالسة مكانها كالمسحورة مشدوهة بنظراته لها لا تستطيع التركيز او الاهتمام بشيئ مما يحدث حتى لو كان الحديث عن حالتها الصحية كل حواسها معلقة عليه فقط لذا اتسعت عينيها ذهولا وصدمة وصوته يهز جميع حواسها انتباها له حين قال بحزم وشدة وبصوت لا يقبل بالمجادلة او النقاش
: زى ما الدكتور قال مفيش حاجة هتتأجل ..وان كان على يومين الراحة هيحصل ... بس وفرح مراتي وفى بيتي.
*********************
بعد ان القى قنبلته المدوية تلك تم كل شيئ فى لمح البصر من استعدادات صارت على قدم وساق من تعليق الزينة لتشع بانوارها المبهجة فى اجواء الحارة حتى فستان الزفاف تم احضاره مع مستلزماته بصحبة احدى الفتيات للقيام باى تعدلات قد يحتاج اليها اما عن زينة وجهها فقد قررت وضعها بنفسها بمساعدة من سماح بعد حضورها وتجاوزها صدمة ماحدث مؤيدة لقرار صالح هى الاخرى بحسم تسألها فرح بعدها فى عزلة غرفتهم لما فعلت هذا لتجيبها سماح وهى تمسك بكفيها بشدة لتشعر بارتجافة جسدها من خلالهم وهى تتحدث قائلة والخۏف يعلو نبراتها
:كده احسن .. خالك عمره ما هيرتاح الا لو عمل مصېبة فشكل بيها الجوازة وطول ما أنت مش فى بيت صالح وفى حمايته مش هيرتاح ولا هيريحنا وقليل لو ما عمل مصېبة تانية من مصايبه ويا عالم هتعدي ولا لا.
اغروقت عينيها بالدموع يتجشرج صوتها تكمل
:والحمد لله انها جت على اد كده .. والنهاردة جوازتك مش جنازتك.
احتضنتها سماح بعدها بقوة كانت ابلغ لها من اى حديث اخر بينهم تسرعان فى اتمام كل شيىء بعدها ليتم انتقالها من منزل خالها لمنزله بعد عقد القران فورا تصاحبها اليه نسوة الحارة ومعهم والدته الحاجة انصاف ..
والتى اخذت تصفق وتهلل بالغناء معهم تمسك بيدها برفق حتى الجمع المنتظر من رجال الحارة امام باب منزله لكنها لم ترى احداً منهم وقد خطڤ قلبها قبل عينيها شخصا واحدا فقط يقف معهم بكل وسامته وهيبته مبتسماً لها وهو يمرر نظرات عينيه الولهة عليها مقتربا منها ببطء ، تعال معه نبضات قلبها بصخب ويتورد خديها خجلاً حين انحنى عليها مقبلا لجبينها ببطء ونعومة تنحدر شفتيه برقة نحو اذنيها يهمس بصوت اجش وانفاسه تدفىء بشړة عنقها
: مبروك .. يافرحة قلبي وكل مناه.
ارتجفت تشعر بالضعف فى قدميها حين شعرت بلهيب انفاسه على بشرتها كالنيران تشعلها تتسابق انفاسها وهى تجاهد حتى تتماسك بعد كلماته الهامسة تلك تراه يتراجع عنها ببطء تاركا قلبها بحالة مبعثرة وانفاس مقطوعة لا تصدق اذنيها ما سمعته تنسبه فورا وخوفا على سلامة عقلها لاشتياق قلبها لكلمة منه فاختلق لها اكاذيب مستحيلة.
لكن غاب عن عقلها فورا اى تفكير شاهقة بذهول حين رفعها بين ذراعيه يحملها بينهم يتجه بها الى داخل المنزل ثم يصعد الدرج بسرعة هامسا لها وابتسامة سعيدة تزين
ثغره غغامزا بخبث
: فاكرة زي زمان ، ولو تحبي كمان اخليك ترني الجرس أنا معنديش مانع ، بس المرة دي جرس شقتنا أنا وانتي مش جرس حد تاني انتي ما بقتيش عيلة صغيرة ، انتي بقيتي مراتي وعروستي.
اشټعل وجهها خجلاً تلف بذراعيها عنقه تختبيء بوجهها عن عينيه بنظراتها المشټعلة في حنايا عنقه ، لترتفع عاليا ضحكته الاجش الرائعة لكنها لم تغضبها هذه المرة ، بل تركتها مرتجفة سعيدة ، يهلل قلبها فرحاً بما تشعر به بين ذراعيه كأنها تحلق في سماء السعادة والفرحة تدعو الله انتظل دائما داخل غيمة سعادتها إلى الأبد ولا يعكر صفوها شيئا أبداً.
♡ الفصل _ السابع ♡
وقفت تحمل بين يديها طيات فستانها يتطلع نحوه بتوتر واضطراب وهو يقوم بأغلاق الباب خلف المهنئين من عائلتهما يرتجف جسدها بترقب حين الټفت اليها ببطء على وجهه ابتسامة كسول جعلتها تتلفت حولها باضطراب هربا من نظراته المحدقة بها تشعر بقلبها يتقاذف بنبضاته داخل صدرها وهى تراه يقترب منها وعينيه تنبض بالحياة وشغف جعل ساقيها كالهلام لا تقوى على حملها لكنها حاولت تمالك نفسها تتحدث بخفوت وبكلمات متلعثمة
:هو ..فين .. هو ...انا....
انحنى عليها هامسا بنعومة اصابتها برجفة لذيذة
:انتى ايه ؟! .. قولى.
اخفضت عيونها عنه تضغط شفتيها خجلة تفر من عقلها كل الاجابات لرد على سؤاله لكنها عادت ورفعتها نحوه ببطء حين ناداها هامساً بأسمها بصوته وقد اصبحت تعشق حروفه الصادرة من بين شفتيه يحدثها برقة
: فرح .. عاوز اطلب من حاجة.
اسرعت تهتف بلهفة تجيبه وعيون عاشقة
:اطلب اى حاجة .. ومن عيونى.
التمعت عينيه عليها هامسا بصوت حار منفعل
:عاوز نبتدى حياتنا بالصلاة انا وانتى.
انفرجت ملامحها بالسعادة تهز رأسها بالايجاب هامسة بصوت يكاد يسمع من شدة خجلها
: انا كنت هطلب ده منك .. علشان كده انا اتوضيت قبل ما البس.
امسك بكفيها بين يديه يسألها
:طيب لو عاوزة تغيرى فستانك الاول ...
اسرعت تجيبه بلهفة وصوتها يتردد بالامل
:لا كنت عاوزة لو ممكن يعنى اننا..
هز رأسه لها وابتسامة متفهمة تزين ثغره ليمضى بهم الوقت بعدها فى تأدية صلاتهم تجلس بعدها خلفه بفستان زفافها تحنى رأسها بخجل وهو يضع كفه فوقه تستمع الى صوته الرخيم وهو يقوم بالدعاء تحبس انفاسها بعد انتهائه مقترباً منها مقبلاً لجبينها برقة قائلا
:مبروك يافرح .. نورتى بيتك وحياتى.
لم يسع قلبها فرحتها وهو يلقى على مسمعيها كلماته تلك كأنها ملكت الدنيا وما فيها تهز رأسها له هامسة بخجل شديد وارتباك
:مبرو..وك يا ... صاالح.
وقف واوقفها معه قائلا بصوت اجش مرتجف
:تعرفى .. دى اول مرة اعرف ان اسمى حلو اوى كده لما سمعته من شفايفك.
شهقت بخفوت وعدم تصديق تغمض عينيها هامسة بضعف
:لا وحياتك مش كده .. وواحدة واحدة عليا ..انا كده ممكن اروح فيها.
تعالت ضحكة صالح المرحة عالية ترتفع عينيها اليه تتأمله بوله وعشق ليسألها ومازالت بقايا ضحكته فوق شفتيه يهمس بخبث
:بقى كده ؟! اومال هتعملى ايه لو انا عملت كده.
ظللت عينيها نظرة تسأول سرعان ما اختفت شاهقة حين لف خصرها بذراعه يجذبها اليه وفى غمضة عين كان ينحنى على شفتيها يــ"قبلها بشوق سنوات قضاها فى تمنى تلك اللحظة ناسيا كل شيئ وهو يضمها اليه يشعر كأنه ملك العالم بين يديه حين لامسه دفء جسدها يـ"قبلها بالحا وتلهف..
لم تجد هى امامه سوى بالاستجابة له .كالمغيب تبحث اصابعه باصرار عن سحاب فستانها وقد اصبح عائقا امام سيل مشاعره الجارف هادرا بقوة حين سحبه لاسفل شاعرا نعومة بشرتها تحتها يزيحه بلهفة حتى مقدمة صدرها كاشفا عن بشړة كتفيها..
لكن اتت ارتجافة جسدها الشديدة ومعها شهقتها المصډومة كشمس ساطعة بددت غيمة مشاعره التى احاطت به ليجبر نفسه على التراجع بعيدا عنها برغم صعوبة فعله ذلك يمرر عينيه عليها فيرى حالتها المبعثرة يدها تتمسك بمقدمها ثوبها وقد کسى الاحمرار وجهها تتوسع حدقتيها ..
وهى تتطلع اليه بذهول ممزوج بالخۏف استطاع رؤيته ليكون كصڤعة حادة له ؛
فأخذ يتنفس بعمق يحاول تهدئه ثورة المشاعر التى تجتاحه ثم ينحنى عليها سريعا يحملها بين ذراعيه متجاهلا ارتجافتها يتجه بها ناحية غرفة النوم يدلف معها الى الداخل يضعها ارضا
بحرص لتبتعد عنه هى خطوة للخلف وجهها شاحب قلق هزه بعمق لكنه اسرع بالامساك بيدها يقربها منه هامسا بنعومة
:حقك عليا انا عارف انى خوفتك .. انا عاوزك متخفيش منى ابدا ..انا ..
زفر بقوة لا يجد ما يستطيع به وصف تلك الحالة التى اصابته فلاول مرة يفقد السيطرة على نفسه ومشاعره لذا رفع انامله يمررها فوق وجنتيها بحنان حاول به تدارك ما حدث بينهم منذ قليل سائلا
:تحبى اساعدك تفكى حجابك وتغيرى هدومك.
علم بخطأ ما تفوه به يلعن نفسه عندما ارتجف جسدها مرة اخرى تهز رأسها على الفور بالرفض ليزفر مرة اخرى يشعر بقلة حيلته معها كأنه غر صغير لم يختبر الحياة الزوجية من قبلها فلهفته وشوقه لها جعلوه عديم الصبر .. شديد التوتر والاضطراب لذا اسرع قائلا
طيب انا هسيبك تغيرى براحتك .. وهروح انا اجهز لينا العشا.
هتفت فرح باعتراض تحاول التحرك رغم تمسكها بصدر فستانها
:لااا خليك .. وانا ثوانى وهغير وهجهز كل حاجة .
ابتسم لها برقة يخرج هاتفه ومتعلقاته من داخل جيب بنطاله يضعهم فوق طاولة الزينة اتبعهم بالجاكت الخاص ببذلته يلقى به فوق الفراش مشمرا عن ساعديه قائلا
:لاا خليكى براحتك .. انا هجهزه وانتى خلصى وحصلينى .
هزت رأسها بالموافقة ببطء ليتحرك ناحية الباب لكنه توقف قبل مغادرته يلتفت لها يناديها لتتوسع عينيها منتبهة ليكمل بصوت اجش مرتجف
:فرح .. متتأخريش عليا .. علشان انا مۏت من الجوع.
خرج بعدها فورا من الغرفة يغلق خلفه بهدوء بعد ان تبعث نظرته التى ارسلها لها قبل مغادرته داخل قلبها الفوضى وقد ادركت من وميض عينيه انه لم يكن يقصد بكلماته الاخيرة الطعام ابدا.
****************
جلست سماح مع كريمة فى انتظار حضور الحاج منصور فقد ابلغهم بحاجته لتحدث معهم فى احدى المواضيع تنظران الى بعضهم بتوتر وارتباك وقد سادت الاجواء التوتر والارتباك بعد عدة محاولات من الحاجة انصاف لكسر الحدة فى تعامل ابنتها معهم ببعض المزحات ..
الا انها استسلمت اخيرا للصمت تنظر من بين حين والاخر اليها باستنكار خفى حتى تجاهلت ياسمين تتطلع نحوهم برود وتعالى تعتدل فورا فى جلستها باحترام حين دلف والدها يصحبه عادل تختفى عنها ملامح الضجر فورا يحل محله الاهتمام والحماس لكن سرعان ما احتقن وجهها حنقا حين توجه والدها الى سماح يسألها بهدوء بعد جلوسه هو عادل قائلا
:سماح يابنتى .. انتى لسه شغالة فى محل ابو نور لسه مش كده.
هز سماح رأسها له بالايجاب قائلة
:ااه ياعم الحاج .. لسه شغالة هناك .. خير فى حاجة.
تبادل الحاج منصور وعادل نظرة متفهمة قال بعدها
:طيب قولك ايه انى جيبلك شغلانة احسن منها وقريبةمن هنا ومش هتحتاجى فيها مواصلات ولا حاجة واد مرتب ابو نور مرتين..
تهلل وجه سماح تنظر الى كريمة بفرحة قبل ان تهتف بلهفة
:اقول موافقة طبعا يا عم الحاج.
ابتسم منصور يسألها بمرح
:طب مش تعرفى الشغلانة فين الاول..
هتفت انصاف مؤكدة بحزم
:ما هى عارفة يا حاج انك بتعتبرها زى ياسمين واستحالة هتقولها حاجة مش فى مصلحتها
هزت سماح رأسها بحماس مؤكدة كلمات انصاف.
ليتحدث عادل هذه المرة قائلا لها بهدوء
:الشغلانة اللى بيتكلم عليها الحاج دى ياسماح هتبقى معايا فى المكتب بتاعي.
اتسعت عينى سماح دهشة يؤيد منصور حديث عادل قائلا
:عادل ناوى ان شاء الله من الشهر الجاى يفتح مكتب ليه للمحاماة فى بيت اهله يعنى خطوتين وهتكونى هناك.
هبت ياسمين وافقة تقاطع حديثهم سألة عادل بحدة
:طب والمكتب التانى هتعمل فيه ايه؟!
هز عادل كتفه قائلا بهدوء رغم غضبه من طريقتها فى سؤاله
:هقفله .. الايجار فى المنطقة دى عالي اووى .. وانا ليه شقتين فى بيت اهلى مقفولين على الفاضى قلت استغلهم افيد.
ضړبت ياسمين قدميها بالارض صاړخة بأستياء
:لا طبعا مش ممكن تعمل كده .. علشان الشقتين دول هيتباعوا وهنشترى بتمنهم شقة لينا بره الحارة خالص.
نهض عادل على قدميه يكسو وجهه الوجوم والحدة
:ومن امتى الكلام ده يا ياسمين .. انا مش فاكر انى لما خطبتك قولت انى هعمل كده.
صړخت ياسمين رغم محاولات والدتها تهدئتها
:مش مهم انت تقول .. انا عاوزة كده وده اللى هيحصل.
صړخ الحاج منصور يوقفها عن الحديث پغضب ناهرا لها بحدة وعڼف
:اخرسى يا قليلة الرباية ... كلامك ايه اللى عاوزة تمشيه .. ايه ملكيش حاكم ولا كبير.
تغضن وجه ياسمين تحاول منع نفسها عن البكاء كطفلة صغيرة لم تنال مرادها ټنفجر بالبكاء رغم محاولاتها حين هتف والدها بها يكمل پغضب شديد
:امشى اخفى ادخلى جوه .. مش عاوز اشوف خلقتك .. وحسابى معاكى بعدين.
تركت ياسمين المكان فورا وصوت بكائها يتعالى اكثر ليزفر الحاج منصور بقوة يلتفت الى عادل بأحراج قائلا
:حقك عليا يابنى .. بس انت عارف دلع البنات وعامايلهم .
هز عادل رأسه له دون معنى لكن ملامحه كانت تنطق بالكثير والكثير لتشعر سماح بالأسف والاحراج لما حدث امامهم لذا اسرعت بلمز زوجة خالها خفية تنهض بعدها فورا قائلة بتلعثم لانصاف المحتقنة الوجه حرجا
:نقوم احنا علشان الوقت اتاخر ..
لكن هتف الحاج منصور يوقفها بحزم وتأكيد
:تقوموا تروحوا فين احنا هنتعشى سوا الاول ونكمل كلامنا .. ولا ايه يا حاجة!
هتفت انصاف مؤيدة له لكن اسرعت سماح وكريمة بالرفض فى وقت واحد تعتذران بكلمات سريعة غير مترابطة تكمل سماح بعدها وهى تلقى بنظرة ناحية عادل الصامت بوجوم قبل ان تلتفت الى منصور قائلة بحزم
: وبخصوص الشغل انا موافقة يا عم الحاج .. شوف حضرتكم تحبوا من امتى وانا اظبط اموري.
هز الحاج منصور رأسه استحسانا يتمم بعدة كلمات عن قيامهم بترتيب عدة امور ومن ثم سيبلغها عن موعد البدء بالعمل لتستعد سماح وكريمة بعدها للمغادرة رغم محاولات منصور وانصاف عدولهم عن ذلك ..
يخبرهم منصور بعد امتثاله لهم بذهابهم معه ليقوم بتوصليهم لكن اتى رفض عادل الحازم قائلا
:لا خليك انت يا حاج .. انا كده كده مروح و هوصلهم فى سكتي.
انصاف بجزع وذهول
:هتمشى ليه يابنى دلوقت مش قلت هتتعشى معانا !
اسرع عادل يعتذر بخفوت لكنه صوته كان يهتز پغضب مكبوت شعروا به بين نبراته رغم محاولاته اخفائه
:معلش ياحاجة سامحينى .. يلا يا جماعة علشان اوصلكم.
اشار الى سماح وكريمة لتنهض كل منهم تحمل صبى بين ذراعيها ليسرع ناحية سماح وقد كانت تحمل الابن الاكبر النائم بين ذراعيها ؛ لحمله عنها ثم يغادر فورا بعد القائه بسلام سريع تتبعه سماح وكريمة بعد قيامهم بتوديع منصور وانصاف.
ليهتف منصور بعد مغادرتهم بحدة وڠضب
:عجبك عمايل بنتك يا انصاف .. عجبك كلامها مع خطيبها بالشكل ده ادام الناس الغرب.
مطت انصاف شفتيها اسفة تثتأثر الصمت لاتجد ما تدافع به عن وحيدتها تعلم جيدا ان هذا الامر لن يمر مرور الكرام فمن بمثل شخصية عادل لن يقبل بماحدث او يقوم بتمريره لذا اخذت تدعو الله ان يأتى بعواقبه سليمة.
**********************
انتهت من اعداد نفسها تتطلع الى نفسها فى المرآة تبستم بسعادة وهى تلف جسدها قائلة
:ربنا يخليكى ليا يا سماح الفستان طلع يجنن .. اه هو مش غالى بس اهو احسن من الهلاهيل اللى عندى.
توقفت مكانها تضغط شفتيها باسنانها تكمل بعدم يقين وقلق
:بس يا ترى هيعجبه .. هو مش قميص نوم زى كل العرايس ما بتلبس .. بس والله حلو برضه.
اخذت نفس عميق تهدىء قلقها وتوترها به ثم تحركت للخروج من الغرفة لكن ما ان فتحت بابها حتى تسمرت مكانها تجد نفسها وجها لوجه معه يقف امامها يهم بطرق الباب تتسارع انفاسها من النظرة التى رأتها بعينيه يلتمع وميض الرغبة بها ونظراته محدقة تمر فوقها ببطء حتى استقرت على وجهها يتقدم ببطء للداخل خطوة فتراجعت هى امامها خطوة اخرى للخلف حتى اصبحا فى منتصف الغرفة مرة اخرى..
وببطء شديد كأنه يختبر ردة فعلها مد يده نحوها يتلمس مكانه جرحها خلف خصلات شعرها المنسدلة يسألها برقة
:چرحك اخباره ايه ؟ لسه بيوجعك.
هزت له رأسها بالنفى تشعر بلمسات انامله تعبث بخصلات شعرها اخذا خصلة منهم بين اصبعين ينحدر بهم فوقها حتى تركها يتلمس بدلا عنها طرف صدر ثوبها يهمس بصوت متحشرج
:جميل اووى الفستان ده عليكى.
هتفت بحماس تشع عينيها بالسعادة والفرح
:بجد عجبك .. ده ذوق سماح على فكرة هى اللى اخترته وكمان...
حبست انفاسها صامتة بحدة فورا حين هبطت رأسه نحوها بتمهل شديد ليهمس فوق شفتيها عند توقفتها عن الحديث يسألها بحنان
:وايه كمان كملى .. عاوز اعرف ذوقك سماح كان فى ايه تانى!
ضغطت شفتيها معا يتجمد جسدها بتوتر من شدة قربها منها لتكتمل الصورة بجذب لجسدها المتخشب برقة شديدة اليه يلف خصرها بذراعه يهمس فوق اذنيها بنعومة ولين
:لااا ... انا كده هبدء اشك انهم ضحكوا عليا وجوزنى فرح العيلة اللى پتخاف منى مش الكبيرة اللى قلت عليها ليا .. يرضيكى اطلع عبيط وبيضحك عليا !
انطلقت رغما عنها منها ضحكة مرحة حين وصلها مقصده تخفض عينيها بعدها باستحياء وخجل بعدما اصبحت انفاسه حادة ثقيلة تلهب بشړة عنقها حين تلمستها شفتيه ببطء وتروى تشعر معها باختفاء توترها واسترخاء جسدها بين ذراعيه حين هبط فوق شفتيها مقبلا لها ببطء واستكشاف تسلم له قيادة مشاعرها سامحة له بان يأخدها بعيدا الى جنة عشقه فطلما حلمت بها لتسقط رويدا رويدا فى غيمة وردية صنعتها لمساته لها كالمغيبة..
لكن اتى رنين صوت هاتفه المزعج ممزقا للحظاتهم سوا وبرغم تجاهل صالح له لكن الحاح المتصل جعلها تتوجس خشية هامسة له بضعف ورجاء تحاول ابعاده عنها
: صالح رد على التليفون .... ليكون حصل عندنا حاجة او خالى رجع تانى.
ابتعد عنها ببطء وصدره يتعالى بانفاس خشنة حادة يظهر على وجهه الضيق لكن منطقها جعله لا يستطيع الرفض لذا اسرع ناحية الهاتف يمسكه يتطلع به وهو يتمتم بحنق لاعنا لكنه..
صمت فجأة يتجمد جسده بشدة وهو ينظر الى هاوية المتصل كالمصعوق لتهتف به پخوف وقلق تسأله
:مين يا صالح؟
لم يجيبها بل ظل واقفا كما هو كأنه لم يسمعها تتسمر عينيه فوق شاشة هاتفه لتهتف به هذه المرة بصوت يغلبه البكاء تتوسله
:رد عليا ياصالح .. مين بتصل علشان خاطرى !
رفع لها رأسه ببطء لتشهق تقفز بهلع للخلف حين حدق بها وقد اضيئت عينيه ببريق عاضب عاصف واظلمت تعبيراته يتطلع لها للحظات مرت كدهر عليها لم يقل شيئ خلالها بل غادرا الغرفة على الفور بعدها بخطوات سريعة وخطوط جسده متوترة صافقا الباب خلفه پعنف ارتجف جسدها له تعتصر قلبها بقسۏة قبضة الخۏف والهلع.
لكنها اسرعت بتمالك نفسها تسلل خلفه سريعا خارجة من الغرفة تحاول عدم اصدار صوت بخطواتها مرتعشة تتلفت حولها بتخبط حتى علمت من اين طريقها قلقة من علمه بقيامها بالتصنت على محادثته ولكنها لم تستطيع المقاومة ..
فيجب ان تعلم من هو محدثه تخشى ان تكون شقيقتها قد حدث لها مكروه وهى او زوجة خالها ويقوم هو بأخفاء هذا عنها.
لذا تقدمت بقلب حاولت بث الشجاعة به حتى توقفت خلف احدى الجدران حين وصلتها همهمت صوته غير المفهومة لها تدرك من توتر عضلات ظهره واصابعه التى اخذ يمرر فى شعره پعنف يشعثها انه فى اقصى درجات محاولاته للسيطرة والتحكم فى غضبه فاخذت تحاول التقاط اى شيئا من الحديث الدائر حتى ارتفعت حرارة جسدها بشدة ثم تفر منه دفعة واحدة تتركها متجمدة فى مكانها يتصاعد الغثيان لحلقها وهى تسمعه يتحدث بلين ولطف بعد ان زفر زفرة عميقة من اعماق صدره قائلا
:خلاص يا امانى اهدي ملهوش لازمة عياطك ده .. اللى حصل حصل .. والظروف حكمت بده .. يبقى تهدى وبلاش تعملى فى
نفسك كده.
حانت منه التفاتة ناحية مكان وقوفها لتسرع بالتوارى خلف الجدار تستند عليه لشعورها بارتجاف قدميها لكنها اسرعت بتمالك نفسها تفر من المكان حين شعرت بتقدم خطواته ببطء من مكان وقوفها وهو يستمع بأنتباه لمحدثته
تغلق الباب خلفها بهدوء وبطء تسمح لجسدها واحلامها اخيرا بالاڼهيار والټحطم.
*********************
: الله يخربيتك ياعايق .. على بيت بنت اختك .. بقى انا انور ظاظا يكون ده حالى!
تطلع مليجى الجالس ارضا فى احدى الشقق المملوكة لانور ظاظا يتطلع نحوه باضطراب وخشية.
وقد اخذ يجوب ارض الغرفة يحمل بين يديه كأس من الخمر وقد اذهبت بعقله تماما فاخذ يهذى المرارة فى صوته
:بقى حتة العيلة دى .. تفضل صالح عليا ..لييه فيه ايه احسن منى .. دانا كنت هعيشها ملكة ..!
ثم الټفت الى مليجى يهتف به پغضب وۏحشية
:كله منك انت لو مكنتش ضړبتها .. كان هيبقى فيه امل تبقى ليا .. مش تنام فى بيته حضنه الليلة .. دانا هطلع روحك فى ايدى النهاردة …
انقض عليه يحاول الفكاك فيه لكنه تعثر بطرف السجادة ساقطا ارضا ليهب مليجى من مكانه هاتفا بفزع
:انا مالى انا يا برنس .. البت كده او كده مش عوزاك وكانت رافضة .. وانا لما ضړبتها كان علشان توافق عليك.
تسطح انور على ظهره ارضا يغمض عينيه بأرهاق للحظات يفكر بكلماته قبل ان ينهض بتعثر وعينيه حاقدة مغلوله يهمس
:عندك حق يا مليجى .. كده او كده كانت رافضة .. علشان كده ورحمة امى لندمها واحړق قلبها على عريس الغفلة ومبقاش ظاظا اما حصل.
اتسعت عينى مليجى ذعرا يهتف بأرتعاب شديد
:لاا يا برنس مفيناش من الډم .. انا مليش فى الطريق ده …
رمقه انور باحتقار وتقزز
:عارف يا ....* انك ملكش غير فى ضړب النسوان.
ضيق مابين حاحبيه بتركيز يكمل ببطء وخبث
:علشان كده العملية دي عاوزة فوقة ودماغ مصحصة علشان نمخمخ لها تمام ومظبوط.
صړخ مليجى فزعا بداخله دون ان يجرؤ على اصدار صوت حتى ولو ضعيف يتقاذف صدره ړعبا يعلم ان الايام القادمة لن تمر على خير لاعنا بحړقة ابنة اخته وصالح ومعهم انور والظروف التى اوقعته فى تلك المصېبة..
♡ الفصل _ الثامن ♡
بجسده كجمرة الڼار وعيونه المظلمة وقف يحدق فى حروف اسمها الظاهرة فوق شاشة هاتفه فبرغم تجاهله لرسائلها طيلة اليوم وهى تتوسله فيها تارة وتهدده تارة اخرى ..
لكنه لم يتوقع ان تكون بتلك الجرأة والجنون وتقوم بالاتصال به بمثل هذا الالحاح فى هذا التوقيت لاعنا نفسه لعدم قيامه باغلاق الهاتف .
لكن خشى عودة مليجى وقيامه بشيئ يستدعى تدخله وقتها لذا لم يجد امامه حلا وقد طفح به الكيل سوى بالرد عليها ووضع الامور فى نصابها الصحيح معها يتحرك مغادرا الغرفة متجاهلا نداء فرح الملهوف له لمعرفة هاوية المتصل ..
يقف بعدها بجسد مشدود واصابعه تضغط فوق الهاتف بعد ان ضغط زر الاجابة يهتف بها بحدة وڠضب
: اتجننتى خلاص يا امانى وكمان بتتصلى بيا فى وقت زى ده!
ساد الصمت من طرفها لحظة قبل ان تجيبه بصوت مرتعش خائڤ كأنها صدمت لهجومه العڼيف عليها
:ڠصب عنى .. مقدرتش استحمل وكان لازم
اكلمك.
ضغط صالح على اسنانه يفح من بينهم وصوته يحمل الۏحشية والقسۏة رغم محاولاته للسيطرة
:انا ماسك نفسى عنك طول اليوم وانتى عمالة تبعتى فى رسايلك الـ..* واقول معلش هتعقل وتفوق للى بتعمله واخرها بتهددينى يا امانى تيجى هنا وتفضحينى !
هتفت امانى به بحړقة والم يتحشرج صوتها بالبكاء
:كنت عاوزنى اعمل ايه وانا شيفاك بتضيع منى وبتبقى لواحدة غيرى .. انا بمۏت يا صالح بمۏت .. خاېفة انام مصحاش من كتر الۏجع اللى فى قلبى.
زفر بقوة يضغط فوق جسر انفه بقوة قائلا لها بصوت هادئ لين لعله يبث به بعض من التعقل داخل عقلها
:خلاص يا امانى اهدى ملهوش لازمة عياطك ده .. اللى حصل حصل .. والظروف حكمت بده .. يبقى تهدى وبلاش تعملى فى نفسك كده..
لكن زادت حالة الهياج لديها بعد رده الهادئ هذا عليها صاړخة به پجنون وڠضب
:ده كل اللى عندك تقوله ليا .. اهدى وبلاش اعمل فى نفسى كده!
التف حول نفسه يشعر بحاجته للحركة قبل ان يقوم بركل وتحطيم شيئ ما هامسا بحدة وعيون مظلمة من شدة غضبه
:صوتك مايعلاش عليا فاهمة ولا لا .. واقفلى يلا ... انا اللى غلطان انى رديت عليكى من الاساس.
توحش صوتها تهتف بغل تعميها ڼار غيرتها
:انت رديت مش علشان سواد عيونى ولا خۏفك عليا .. لااا انت خۏفت منى انفذ تهديدى واجى لعروستك اعرفها احنا اطلقنا ليه .. علشان كده لازم تسمع كل اللى عندى ..
تجمد جسده يقبض باصابعه بقوة فوق ظهر احدى الكراسى حتى ابيضت مفاصله يسمعها تتحدث اليه بخبث ساخر
:طبعا مصډوم انى عارفة و متأكدة انك خبيت عليها .. علشان تعرف بس ان محدش قادر يفهمك ادى .. بس عندك حق تخبى عليها ۏجعتك ما هى مش ملاك ونازل من السما علشان ترضى بوضع زى ده ..
سرعان ما ان انخفض صوتها بمرارة يغلبه بالبكاء وهى تكمل
:بس عارفة هى برضه مسكينة وصعبانة عليا..
وهى هتضيع عمرها معاك على امل كداب يا عالم هيحصل ولا لا ... وفى الاخر المطلوب منها ياما ترضى وتعيش عمرها كله من غير ماتسمع كلمة ماما .. ياما تحن عليها وتطلقها فى الحالتين هى الخسرانة وهو كله فى الاخر لحكم الظروف .
صالح بصوت بارد برودة الجليد لا يظهر تأثره بكلماتها وقد كانت ان كلمة منها كفيلة بان تهدم جبلا
:خلصتى كلامك خلاص ؟
امانى بصوت مهزوم خاڤت لكنه يحمل السم بين طياته
:ايوه ياصالح خلصت .. ومبروك عليك الجوازة الجديدة .. بس يارب تخلف ظنى وظنك تطلع اجدع من غيرها مع انى ماظنش ده هيحصل..
اغلق الهاتف ببطء ملقيا به فوق المقعد عينيه تلتمعان ببريق مظلم مخيف شفتيه مضمومتان بقوة وجسده متصلب يقاوم السقوط فى حجيم اضرمت نيرانه فيه من جديد يتشبث كالغريق حتى لا تجذبه السنة لهبه للسقوط بداخله..لكن.
وبرغم جميع محاولاته لم يستطيع المقاومة طويلا وقد عاودت لطمه حقيقة تجاهلها عن عمدا قد القى بها خلف ظهره متجاهلا عواقبها تلبية لنداء قلبه العاشق المتيم بها وتوسل روحه ولهفتها لقربها ، لكنها عادت الان لضربه بسوطها اللاهب تنهشه دون رحمة او رأفة به .
*******************
مر عليها الوقت وهى ومازالت حبيسة تلك الغرفة تخشى الخروج منها مرة اخرى تحارب احباطها وآلالمها بعد رؤيتها لأسوء مخاوفها فى هذا الزواج تتحقق امام عينيها..
برؤيتها ضعفه وحنينه لزوجته الاولى وهرعه دون لحظة تردد واحدة للحديث معها فى ليلة زفافهم ومحاولة تهدئتها بصوته الحنون المراعى نبذاً خلفه عروسه المصډومة وقد ملأتها خيبة الامل والانكسار.
لتظل مكانها تشعر بالاختناق يحكم قبضته فوق صدرها فلأول مرة ومنذ دخولها تلك الغرفة اخذ يلح عقلها عليها بسؤال قاسى طعنها بۏحشية وهى تتطلع فيما حولها .. هل تكون هذه غرفته مع زوجته الاولى .. هل ستقضى ليلتها فوق فراش شاركته غيرها فيه يوماً...!؟
تغلغل الالم صدرها وقد ارتفعت فى غصة اليكاء فى حلقها ټخنقها لكنها لم تستطيع التمتع برفاهية البكاء الان ټلعن نفسها لقبولها بهذا الوضع وقد اغشى عشقها له عيونها وجعلها تتنازل عن ابسط حق لها فى هذه الزيجة
تنهدت پألم وعينيها تدور فوق اثاث الغرفة كأنها تحاول انكار ما ادركته الان هامسة بصوت موجوع
:ده مهنش عليه يغير الاوضة علشانى حتى .. معقولة لدرجة انا قليلة عنده ..
جلست فوق احدى المقاعد بجسد هامد مهزوم تتطلع امامها بعيون مصډومة تملأها الدموع للحظات كانت كالدهر عليها ثم فجأة تبدل حالا فورا تجذب نفس عميق داخل صدرها وهى تنهض واقفة تهتف بعزم وكبرياء برغم دموع الاھانة التى تلتمع بها عيونها
:لاا وحياة غلاوته عندى ما يحصل ولا هيمس منى شعرة لو اللي فى دماغى ده صحيح .. انا مش قليلة ولا عمري هكون ، ولازم يفهم ده كويس.
توجهت نحو الباب يحركها شعورها بالڠضب والاھانة وتجاهله لوجودها تفتحه ثم تتجه خارجه بخطوات صامتة سريعة تبحث عنه بعينيها فى ارجاء المكان وهى تحارب دموعها الخائڼة المطالبة بالتحرر تتوقف بغتة مكانها بتجمد حين وجدته يجلس فوق احدى المقاعد يستند بمرفقيه فوق ساقيه محنى الرأس وكتفيه متهدلين بشدة كانه تحت وطأة ثقل هم شديد لا تعلم لما زادت رؤيته بهذا الشكل من وهج ڠضبها وطعم الخسارة بحلقها كالعلقم تعميها غيرتها بعد ان ادركت من المسئول عن حالته تلك ولماذا....
لذا هتفت به دون مقدمات بحدة وعڼف
:شوف بقى انا استحالة هنام فى الاوضة دى .. واعرف كمان انك مش هتمس منى شعرة طول ما الاوضة دي موجودة .
مر لحظة صمت قاټلة بعد حديثها المندفع هذا له وقفت خلالها تتملل فى وقفتها وهى تهيئ من نفسها لاستقبال ردة فعله مهما كانت على ما قالته تطول بهم لحظات الصمت ..
حتى اتسعت عينيها برهبة واضطراب بعدما رفع اخيرا عينيه ببطء اليها دون ان تتحرك فى جسده عضلة اخرى يحدق بها بنظرات ثابتة جعلت البرودة تسري فى عروقها تجمد الډماء بها وهى تتابع مرتجفة نهوضه البطىء من مكانه متقدما نحوها بثبات لتزدرد لعابها بصعوبة وهو ينحنى عليها تتقابل نظراته بعينيها دون ادنى تعبير بهما ووجه قد من حجر هامسا بصوت جليدى
:الشقة عندك واسعة .. والمكان اللى يريحك نامى فيه .. تصبحى على خير.
ثم غادر فورا تاركاً لها خلفه شاحبة مترنحة تشعر بالدوار يلفها وقد تلقت لتو اعنف ضړبة لكبريائها الانوثى فرده البارد اللامبالى هذا كان اشد ايلام وقسۏة عليها من اجابته لاتصال طلقيته منذ قليل.
**********************
لم يغمض لها جفن منذ ان تركها تجلس فوق احدى المقاعد بجسد مرهق وعيون تتساقط دموعها بغزارة ټغرق وجنتيها حتى غلبها الارهاق والنعاس اخيرا تسقط نائمة مكانها دون حراك حتى الصباح ..
وبعدما اخترقت تحركات واصوات قربها غيمة نومها تبددها لتنهض تتأوه پألم وهى تحاول ان تمسد باناملها عضلات عنقها المتيبسة بشدة تتأوة پألم لكن أتى صوته الحازم مناديا لها من خلفها فتوقفت حركاتها تلتفت اليه سريعا ليكمل وقد وقف بكامل ملابسه امامها يمسك بعلاقة مفاتيحه قائلا
:انا نازل .. و عندك الفطار جاهز فى المطبخ ...
ثم تحرك متوجها ناحية الباب يكمل بصوته البارد غير المبالى
: وبعد كده ابقى نامى فى اوضة ... الاطفال.
تحشرج صوته وتبطأ فى كلمته الاخيرة لكنها لم تنتبه وهى تسرع ناهضة تجرى خلفه تسأله بلهفة وارتباك
:انت رايح فين الصبح كده؟!
الټفت لها بوجه خالى من التعبير
:نازل الشغل .. فى طلبية هتوصل المخازن ولازم اكون موجود هناك حالا.
انتهت قدرتها على التحمل والتظاهر بالقوة واللامبالاة تسأله بصوت مرتجف حزين
:صالح احنا اتجوزنا امبارح بس .. مفكرتش شكلي هيبقى ايه لما الناس تشوفك نازل كده الصبح بدرى يوم الصباحية؟!
زفر بحدة هاتفا بنزق وخشونة
: يقولوا اللى يقولوه محدش ليه حاجة عندى..
بعدين مش المفروض اقعد جنبك فى البيت علشان كلام الناس وانا ورايا شغل.
اومأت له بوجه شاحب حاكى وجوه المۏتى تضم جسدها بذراعيها تتراجع للخلف خطوة هامسة
: عندك حق شغلك برضه اهم .. مع السلامة .
تركته فورا تهرع من امامه بعد ان تتعالى شهقات بكائها بصوت كان ڪغمد سکين بصدره تلحقها قدميه فورا ودون لحظة تردد منه بخطوات سريعة متجاهلا نداء عقله له الا يفعل ، فقربه منها كالخطړ جسيم يلغى كل ما اتخذه من قرارات ليلة امس تمسكها يده من خصرها يلفها له بقوة ثم يجذبها الى صدره لټدفن وجهها به تبكى بشدة واڼهيار يرتج جسدها من عڼف شهقاتها..
فتوتر جسده بشدة يلعن نفسه من بين انفاسه يهمس لها بعدها بكلمات مهدئة معتذرة وانامله تربت فوق خصلات شعرها بحنان حتى هدئت شهقاتها اخيرا ليسألها بخفوت وبصوت اجش وهو يزيد من ضمھا اليه
:احسن دلوقت ؟
هزت رأسها بالايجاب ووجهها مازال مدفون فى صدره واناملها تتشبث بقميصه من الخلف.
ليحدثها بصوت رقيق هادىء شعرت معه كأنها طفلة مشاغبة يحاول تهدئتها
:طيب تعالى اغسلى وشك .. وافطري.
تجمد جسدها مبتعدة عنه بأنف محمر وعيون منتفخة يتلطخ وجهها بأثار دموعها تهتف به پغضب وتذمر
:مش هغسل حاجة .. ومش هفطر .. وبطل تعاملني على اني عيلة صغيرة ادامك.
التوت شفتى صالح قائلا بسخرية متهكما من نفسه
:ماهو لو كنت شايفك غير كده كانت امور كتير اتحلت ما بينا .. اولهم جوازتنا دي.
اتسعت عينيها مټألمة تتطلع اليه مشدوهة هامسة
:عندك حق .. ماهو مفيش واحدة كبيرة وعاقلة ترضى بجوازة عارفة من اولها انها كانت غلط .. حتى ابسط حقوقها فيها محصلتش..
ضغطت شفتيها معا تمنع ارتعاشتهم تكمل
:بس وايه يعني .. ماهي برضه عيلة غلبانة وهتفرح بجوازة وشقة مكنتش تحلم بيهم حتى لو مش مكنوش ليها من الاساس.
اتسعت عينيه ذهولا من اساءتها لفهم كلماته واشارتها مرة اخرى وتوبيخها الخفى له عن اهماله تغيير غرفة نومهم قبل زواجه بها كأنه تعمد فعل هذا يهم لشرح حقيقة الامر لها لكن اتى صوت جرس الباب قاطعا اى حديث بينهم ليزفر صالح بنفاذ صبر وحدة يلتفت ناحية الباب قائلا
: مين اللى هيجيلنا بدري على الصبح كده..!
ثم الټفت اليها عينيه تدور فوق ملامحها الحزينة للحظات قبل ان يتحدث اليها بهدوء
:ادخلى اغسلى وشك وغيرى هدومك عما اشوف مين .. بلاش حد يشوفك كده.
التمعت عيونها بالتحدى ترميه بنفس كلماته منذ قليل
: اللى يشوف يشوف محدش ليه حاجة عندى..
كز صالح فوق اسنانه ينحني عليها قائلا من بينهم ببطء وتحذير جعلها تتراجع للخلف عنه تتسع عينيها بخشية وخوف
:لو مش عوزاني اعاملك زي العيلة الصغيرة زى ما بتقولى .. يبقى تنجري تسمعي الكلام وتدخلى الاوضة ومتخرجيش منها الا لما اندهلك .. فاهمة!
اسرعت بهز رأسها بالايجاب تفر من امامه تختفى داخل غرفة النوم فى لمح البصر ليقف هو يتابعها يهز رأسه بأبتسامة صغيرة مرحة حتى اختفت عن انظاره ثم ذهب فى اتجاه الباب لفتحه تتسع عينيه بذهول لمرأى اخيه وزوجته يقفان امامه قبل ان تدوي من سمر زعروطة طويلة قائلة بفرحة لم تصل لعينيها
:مبروووك يا صالح مبروك يا خويا..
افسح لهم صالح الطريق للدخول بوجه متجهم مرحبا بهم بجمود لتسرع سمر قائلة بعد دخولهم وعينيها تدور بحثا فى المكان
:اومال العروسة فين علشان نبارك لها..
اجابها صالح وهو يوجهم لغرفة الاستقبال قائلا
: اتفضلوا .. ثوانى وجاية حالا .. ازيك يا حسن وحشنى يا راجل.
قالها صالح بتهكم موجها الحديث شقيقه الصامت منذ لحظة دخوله ليجيبه حسن بضيق قائلا
: الحمد لله بخير ... مبروك يا صالح.
اسرعت سمر تعتدل فى جلستها قائلا بحزم
: انا عارفة انك زعلان منى انا وحسن .. بس وحياتك عندى ياخويا .. احنا والله فرحانين لك من قلوبنا .. وربنا يجعلها جوازة الهنا عليك .. ومتطلعش زى اللى قبلها ابدا يارب.
نكزها حسن بمرفقه بقوة لتشهق ضاغطة فوق شفتيها باحراج تنظر ناحية صالح متظاهرة بالاسف والخجل لكن تطلع نحوها صالح بهدوء لكن ظلمة وۏحشية عينيه جعلتها تشحب بشدة تسرع قائلة بمرح مصطنع فى محاولة لتدارك الامر
:جرى ايه ياخويا انت مش هتنده العروسة نسلم عليها ولا ايه!
نهض صالح من مقعده قائلا
:هقوم اندها تسلموا عليها علشان عاوز انزل ورايا شغل.
شهقت سمر مستنكرة بحدة قائلة
:شغل ؟! شغل ايه اللى عاوز تنزله يوم صباحيتك ده .. انت عاوز الناس تتكلم ولا ايه ؟!
توقف صالح يلتفت ببطء تتطلع عينيه نحو شقيقه بخيبة امل واسف للحظات فأحنى حسن رأسه حتى كادت تلامس ذقنه صدره من شدة خجله وارتباكه قبل ان يغادر صالح المكان مسرعا دون الرد عليها ..
لتهتف سمر بحسن بعدها قائلة وابتسامة شامتة فوق شفتيها
:جدع انك قولتله انك تعبان ومش هتنزل الشغل الفترة الجاية ..
حسن ونظراته تتبع شقيقه بحزن وتذمر
:تعبان فين بقى .. وانا طابب عليه زى القضا المستعجل الصبح كده .. يعنى خلاص لازم نطلع ليهم فى وقت زى ده !
سمر وهى تنكزه بحدة
:اسكت انت مش فاهم حاجة .. مانا كان لازم اطلع واشوف بعنيا عروسة الهنا عملت ايه بعد مكالمة امانى امبارح لاخوك.
حسن بنزق وهو يعتدل جالسا
:وده هتعرفيه ازى بقى..!
ابتسمت سمر بخبث هامسة
:لاا مانا هعرف يعنى هعرف .. ويارب تكون امانى عرفت تطينها صح على دماغهم ليلة امبارح .
*******************
:انت مش بترد على تلفوناتى ليه ياعادل من امبارح؟
زفر عادل بقوة يرجع للخلف الى ظهر مقعده قائلا
:علشان لو كنت رديت عليكى كنت هقولك كلام مش هيعجبك منى يا ياسمين.
جلست ياسمين فى فراشها تصرخ به بعصبية عاقدة حاجبيها بعبوس
:ليه .. علشان ايه كل ده .. علشان قولتلك مش عاوزة اسكن فى شقة فى الحارة !
صړخ عادل بها هو الاخر عينيه تطلق شرار الڠضب
:لاا مش علشان كده يا ياسمين .. وانت عارفة كويس انتى عملتى ايه …
تنهدت ياسمين تقلب عينيها بملل قائلة
:طب خلاص يا سيدى متزعلش .. بس انت عارف انا مبحبش حد يقولى لا على حاجة عوزاها .
عقد عادل حاحبيه يسألها ببطء وهدوء ما قبل العاصفة
:يعنى ايه بقى كلامك ده مش فاهم؟!
ياسمين وهى تتطلع الى اظافرها تهز كتفها بلا مبالاة قائلة
:يعنى انا متعودتش حد يرفض ليا طلب ..واظن انا من حقى احدد هعيش فين ومع مين يا عادل .
عادل بصوت بارد
: طيب ولو قولت لا يا ياسمين مش هعمل اللى طلبتيه .. ولا هسيب بيت اهلى ابدا ؟
احتقن وجهها من رده البارد عليها لكنها اجابته بغرور وثقة من يملك الورقة الرابحة
:يبقى ساعتها اقولك كل شيئ قسمة ونصيب .. وتعال علشان تقعد مع باباه وتنهي كل حاجة معاه.
ساد الصمت من طرفه فترة طويلة ليدب الخۏف فى قلبها تختفي ثقتها وهى تناديه بعدم يقين ليأتى صوته بعدها قائلا
:خلاص يا ياسمين اللى تشوفيه .. وماشى كلامك .
ارتفعت نظرة غرور فى عينيها تنشق شفتيها ببسمة انتصار و لكن سرعان ما اختفت فور ان سمعته يكمل ببرودة شديدة وحسم
: بلغي عم منصور اني جاي بعد المغرب .. وزى ما قولتى كل شيئ قسمة ونصيب.
ش
اغلقت المكالمة من طرفه بعد حديثه فورا فاخذت تتطلع الى الهاتف بعيون مصډومة وفم مفتوح ذهولا ، فلم تكن تتخيل ان يكون رده عليها حاسم وبهذه السرعة فما قالته لم يكن سوى ټهديد فارغ منها فى الهواء لم تريد به سوى الضغط عليه حتى يرضخ لتنفيذ طلبها ترتجف ړعبا مما هو اتى وهى تفكر كيف ستبلغ ابيها وصالح بما حدث الان فلو قتلوها بعد علمهم بما فعلته وقالته سيكون قليلا عليها من وجهة نظرهم.
**********************
دلف الى داخل الغرفة تتسمر قدميه حين وجدها تقف امام المرآة تحاول وضع القليل من الزينة على وجهها ليهتف بها بحدة
:انتى بتعملى ايه ... متحطيش اى هباب من ده على وشك …
رمت القلم من يدها بحدة فوق طاولة الزينة تلتفت له هاتفة پغضب ومازال الارهاق والاحمرار ظاهر فى عينيها
: يعنى عاوزنى اطلع لضيوفك بوشي عامل كده !
اقترب منها ببطء وفوق شفتيه ابتسامة اذابتها رغما عنها ونظراته المحدقة بها والتى تنبض بالحياة اذابت قلبها تتقاذف نبضاته بشدة فى صدرها حين انحنى عليها يهمس برقة ونعومة اذابت الباقى منهاض
:ومالك كده .. مانت زي القمر اهو .
اغمضت عينيها ترتجف بقوة وهى تشعر بشفتيه تلامس وجنتيها برقة ثم يعتدل ببطء عينيه تتطلع فى عينيها بشغف لم يستطع السيطرة عليه هامسا
:ده يمكن حتى انتى احلى منه كمان..
شعرت كأنها تمسك النجوم وتطفو فوق غيمة وردية صنعتها كلماته لها لكن سرعان ما اختفت بعد ان نهرت نفسها لسقوطها تحت تأثير سحره عليها يحل بدلا عنها اخرى عاصفة محملة بالصواعق ..
فقد سئمت تلاعبه بها وتقلبه الدائم معها من البارد الى الساخن والعكس لذا دفعت بكفيها فى صدره تدفعه بقسۏة تبعده عنها هاتفة پغضب وعصبية
:طب ابعد كده علشان انا خلاص قربت اجيب اخرى .
تحركت ناحية الباب بخطوات غاضبة لكن اوقفها صوت المتسائل بجدية رغم الابتسامة على شفتيه
:وايه هو اخرك بالظبط يا فرح ؟!
اجابته بهدوء دون ان تلتفت له ويدها فوق مقبض الباب تمسكه بقوة
: صدقنى انا نفسى مش عرفاه .. بس متأكدة انه لو حصل ساعتها مش هيعجبك ولا هيعجبني .
*****************
جلس انور ومعه ثلاثة من الرجال مفتولى العضلات فى احدى المقاهى يهتف بهم بتحذير وحدة
:عاوز ضړب مۏت مش عاوز في جسمه حتة سليم ولو ممكن كمان خبطة مطوة تجيب اجله يبقى حلو اووي.
هز احدى الرجال رأسه برفض قائلا بصوت اجش غليظ
:لاا يا معلم ضړب المطاوى ده ملناش فيه ... عاوزة علقة مۏت مااشى لكن نزفر ادينا لااا .
انور بغلظة هو الاخر ووجه مستنكر
:لاا راجل ياض .. ده على اساس دمه اللى هيسيح من الضړب ميبقاش تنزفير ..؟
نفخ من انفه بغيظ واحباط يكمل بعدها موافقا على مضض
:ضړب ضړب .. المهم يتعجن فيها وعلى القليل يقعد فيها سنة فى الفرشة مدغدغ .. مين عارف مش يمكن يخلص فى اديكم وهتبقى جت من عند ربنا.
همهم الرجالة له بالموافقة ليدخل انور يده داخل جيب بنطاله يخرج منه روزمة من الاوراق المالية يدفعها ناحيتهم اختطفوها منه بعيون جشعة وايدى متلهفة فـ يهتف لهم بحزم
: مش هواصيكم عاوزة علقة مۏت .. مش عاوز امه نفسها تعرفه من كتر الضړب اللى هياخده .
التمعت عينيه بالغل يكمل هامسا پحقد وغيرة يتأكلاه
:وتبقى تفرح بنت ال**** بجوازة الهنا وعريس الغفلة وهو راجع لها مفيش فى جسمه حتة سليمة.
♡ الفصل _ التاسع ♡
خرجت يتبعها هو الاخر فى اتجاه غرفة الاستقبال لتنهض سمر فور رؤيتها تهتف بترحاب وابتسامة سعيدة مبالغ فيها فوق شفتيها
:اهلا بالعروسة القمر ... مبروك يافرح الف مبروك يا حبيبتى.
همست لها فرح بالشكر تتقبل منها قبلاتها على وجنتيها قبل ان تمد يدها الى حسن بالمصافحة وهى تتلقى منه تهنئة مرتبكة يعاودا الجلوس مرة اخرى فتسألهم فرح بحرج وتلعثم
:تحبوا تشربوا ايه؟
اسرعت سمر تهتف بلهفة تقاطع رد حسن الرافض قائلة
:اى حاجة من ايدك ياحبيبتى تبقى حلوة.
هزت فرح رأسها مغادرة الى المطبخ لتهتف سمر من ورائها تنهض عن مقعدها للحاق بها
:استنى اجى معاكى علشان اساعد......
اوقفها صالح بحزم يشير لها بالجلوس مرة اخرى قائلا بأقتضاب
:خليكى انتى يا سمر متتعبيش نفسك ...انا هروح اساعدها.
جلست سمر مكانها بأحباط تتطلع له تلوى شفتيها بغل بعد مغادرته وهى تتحدث الى حسن الجالس على جمر من شدة احراجه
:اخوك عاوز يروح يساعدها ... شوفت العز والهنا اللى فيه بنت لبيبة.
اقترب منها حسن هامسا بأرتباك واحراج
:قومى ياسمر بينا نمشى شكلنا بقى زفت متزودهاش اكتر من كده .
نكزته بقوة تهتف به بحدة من بين اسنانها
:اقعد مكانك متتحركش..استنى نشوف عرسان الهنا عاملين ايه مع بعض يمكن نارى تهدى شوية .
فى اثناء ذلك كانت فرح تقف فى المطبخ تنظر حولها بأرتباك وتخبط ليقترب منها صالح مشيرا ناحية الخزانة قائلا بهدوء
:الكاسات موجودة عندك فى الضلفة دى .. والعصاير فى التلاجة .. ولو عاوزة تعملى شاى....
اخذ يشير لها على اماكن الاشياء تتبع هى اشاراته بأرتباك وتوتر.
قبل ان تتحرك ناحية احدى الخزائن تفتحها تتطلع بداخلها بتركيز ثم وقفت على اطراف اصابعها حتى تستطيع ان تطال الاشياء بداخلها لكنها فشلت لتزفر بأحباط اتبعها شهقة فزع حين شعرت به خلفها ملتصقا بها هامساً فى اذنها بنعومة شديدة
:تحبى اشيلك ارفعك علشان تعرفى تطولى الرف؟
اغمضت عينيها تهز رأسها بقوة رافضة فيتنهد اسفا قائلا
: خسارة .. من زمان معملتهاش وقولت يمكن يعنى....
قطع كلماته حين التفتت اليه بحدة تدفعه بقوة قائلة برفض ووجه ممتعض
:شكرا .. قولت مش عاوزة .
تراجع للخلف يرفع بكفيه امامه بحماية وقلق مصطنع قائلا بصوت ممازح
:خلاص اسف ... وهسكت واقف اتفرج وانا مؤدب خالص اهو.
اقتربت منه تفح من بين اسنانها غيظا خشية ان يسمعها ضيوفهم بالخارج
:هتقف تتفرج على ايه؟!
ايه مش هعرف اعمل عصير لضيوفك ... اتفضل اخرج اقعد معاهم .. مش عاوزه حد معايا هنا.
اتسعت بسمته وعينيه تلتمع بشدة وهو يمرر نظراته فوقها ببطء شديد استقبلته هى ببرود مصطنع قبل ان يهز رأسه موافقا يتحرك من مكانه مغادرا لتزفر براحة تلتقط انفاسها بعد خروجه تتطلع الى الخزينة مرة اخرى باهتمام وتركيز.
خرجت بعد حين تحمل صنية التقديم وفوقها الكؤوس ليسرع واقفا يحملها من بين يديها قائلا بتلقائية وبصوت حنون
:تسلم ايدك يا حبيبتى.
رقص قلبها بسعادة من تأثير كلمته والتى شعرت بها نابعة من قلبه وهى تخرج منه بين شفتيه بتلك العفوية.
تمر الزيارة بعد ذلك سريعا بعد عدة محاولات من زوجة اخيه لفتح عدة مواضيع لحديث اغلقها صالح بحزم لتنهض بعصبية يتبعها حسن زوجها بعد مرور عدة دقائق مرت على فرح عصيبة وهى تحاول رسم ابتسامة سعيدة فرحة فوق شفتيها تنهض معهم لتودعهم حتى باب الخروج بعد ان اعلن صالح عن خروجه معهم هو الاخر يلتفت لها تحت مراقبة وعيون سمر الحاقدة يضع كفه خلف رأسها يجذبها اليه تحدق به بذهول وهو ينحنى على جبهتها يقبلها برقة يودعها يتطلع الى عينيها بحنان بعدها قائلا
:سلام يافرح .. خلى بالك من نفسك ولو احتاجتى حاجة كلميني .. وانا ان شاء الله هرجع على ميعاد الغدا علشان نتغدى سوا.
هزت رأسها موافقة وهى ماتزال متسعة العيون لكن هذه المرة بفرحة وسعادة رغما عنها فيبتسم لها برقة وحنان قبل ان يغادر تغلق خلفه الباب تستند عليه بانفاس متلاحقة سريعة هامسة
:هتجننى معاك يابن انصاف .. وهاجى فى مرة وقلبى هيوقف من لعبك بيا وعمايلك
دى معايا .
*********************
انهت محدثتها تلقى بالهاتف ثم اخذت سمر تجوب ارض المكان وهى تفرك كفيها بغل وڠضب صاړخة فى زوجها الممسك بهاتفه يتطلع اليه غير مبالى بثورة ڠضبها وهى تهتف
:عجبك اخوك وقلة ذوقه .. ايه خاېف على ست الحسن مننا احسن هناكلها.
دمدم حسن بصوت هامس متذمر
:اهى هتيجى على دماغى زى كل مرة .. وهتطلع غلها عليا.
لم تنبه له سمر تكمل والغيرة تتأكلها
:ولا شوفت وهو بيبوسها ادمنا ولا كأننا واقفين ... الا عمرى ما شوفته عملها مع امانى .. هى البت هبلته ولا ايه .. قال وانا اللى طالعة اشوف مكالمة امانى نيلت ايه معاهم ليلة امبارح..
التوت شفتى حسن بسخرية يتراجع للخلف فى مقعده قائلا
:واضح انها ولا كان ليها اى تأثير .. انتى مش شوفتى كانوا عاملين ازاى ادمنا !
التفتت اليه تتسع عينيها محدقة به كما المچنونة تضغط شفتيها غيظا ليسرع لاصلاح كلماته قائلا بأضطراب وقلق
:بس لو انتى شايفة حاجة تانية غير كده ..انا معنديش مانع.
ش
تجاهلته تجلس فوق المقعد عاقدة بين حاجبيها بتفكير للحظات قائلة بعدها
:لاا بس سيبك من اللى كان ادمنا واللى قلته دلوقت لامانى .. البت فرح شكلها مش مظبوط كانها معيطة وقلبى بيقولى ان مكالمة امانى قامت معاهم بالواجب امبارح..
توترت ملامح حسن هامسا بارتباك خشية منها ومن رد فعلها على ما سيقوله
:بقولك ايه يا سمر .. ما تخلينا فى حالنا ..وهما فى حالهم ونسيب الدنيا وزي ما تيجى تيجى .
تطلعت ناحيته بشراسة وقد تملكت منها الغيرة يعميها حقدها تصرخ به
:اه عوزنى اقعد واحط ايدى على خدي زى جنابك ما بتقول واسيب اخوك يتجوز ويتهنى وكل حاجة تضيع مننا ياسى حسن .. تصدق انا غلطانة اصلا انى بفكر فيك وفى مصلحتك.
هتف بها هو الاخر بعصبية وقد تملك منه الڠضب لاصرارها الغريب هذا على تخريب حياة شقيقه
:مصلحة ايه اللى بتتكلمى عنها بس .. فى الاول والاخر صالح ليه حق زيه زيى فى ورث ابويا سوا خلف ولا مخلفش..!
حدقت سمر به ذهولا فلأول مرة ترى منه هذا الجانب واندفاعه الغاضب دافعا عن شقيقه لذا اسرعت لتدير الدفعة للجانب الاخر والذى نادرا ما يخطىء معه تبتسم له بحب وهى تخاطبه بهوادة ولطف كما لو كان طفلا صغيرا
: ياحسن ياحبيبى افهمنى .. انا بعمل كل ده علشانك انت وعلشان بحبك وعوزاك احسن راجل فى الدنيا ... اخوك لو عدت السنة دى عليه من غير علاج زى ما الدكتور فهمنا انسى انه يخلف ولا يبقى ليه وريث يعنى كل حاجة عنده بعد عمرين طوال هتبقى ليك ولولادنا . .
تنهد حسن يظهر على وجهه الرفض وعدم اقتناعه بحديثها لتسرع بالنهوض من مكانها تجلس بجواره مقتربة منه ببطء بحركات مٹيرة لعوب تعلم تأثيرها جيدا عليه قائلة بصوت مغرِ
:يعنى ياقلب سمر وعيونها من جوا تهدى كده ونفكر مع بعض هنعمل ايه فى اللى جاى سوا.
ازدرد حسن لعابه بصعوبة وعينيه معلقة فوق شفتيها وقد مررت طرف لسانها فوقها ببطء قائلا بصوت متحشرج
: بس صالح...
وضعت سبابتها فوق شفتيه تنهى الباقى من كلماته هامسة ببطء واقناع
:هو احنا هنعمل فيه حاجة لقدر الله .. داحنا هنشيله فى عنينا وولادنا هيبقوا ولاده ... ولا ايه ياحبيبى !
هز حسن رأسه لها موافقا كالمغيب وهو لايدرى عن اى شيىء اتت موافقته تلك لبتسم سمر بأنتصار هامسة له بهدوء مؤكدة عليه
: يبقى تسيب مراتك حبيبتك تلعبها صح ..وهو شهر واحد بس وهتلاقى فرح خارجة هى كمان من هنا بټعيط جنب اختها اماني .
*********************
وقف يتابع سير العمل بعيون شاردة وعقل مغيب لا يشغله تفكيره سوى ضحكتها ولمعة عيونها الذائب عشقاً بهما ترتفع زاوية شفتيه بابتسامة صغيرة حين تذكر عيونها المتسعة ذهولا حين انحنى عليها يقبل جبينها برقة يحدثها بعدها غير عابئ بنظرات شقيقه ولا زوجته المراقبة له لا يهتم بشيىء سواها..
وقد صدرت عنه حركته تلك كبادرة اعتذار منه لها.
فليس من ذنب ما يحدث معه من تذبذب فى مشاعره تقلبه من الساخن الى البارد فى تعامله معها يؤلمه رؤيته تعاسة ودموع عينيها كما يؤلمه اكثر ان يكون هو المسئول عن تلك الدموع .
لكن ما بيده حيلة فهو لا يستطيع اطلاق العنان لمشاعره سامحاً لها بالتحرر من قيدها فتكون كسيف مسلط الى عنقه حين تعلم بما يخفيه عنها ېخاف بل يرتعب من ردة فعلها عند معرفتها بحقيقة تجاهلها قلبه عمداً حين خشى خسارتها مرة اخرى اوان تصبح لغيره يوما...يعلم بأنانية فعلته ولكن أليس كل عاشق بأنانى وهو عاشق لها حتى النخاع وسيظل دائما وابدا يهواها بكل جوارحه.
تنهد بحرارة يرفع سيجارته الى شفتيه ينفث بها عن نيران صدره لكن توقفت حركته فى منتصف طريقها عاقدا حاجبيه بشدة مراقبا وقد توقفت سيارة امام المحل مباشراً يخرج منها خمسة اشخاص مفتولى العضلات ويرتسم على وجوهم الشړ والاجرام يقترب احداهم من احدى العمال لديه يسأله شيئا اشار بعدها العامل ناحيته ليعتدل فى وقفته منتبهاً وهو يرى اقترابهم منه يسأله احدهم بصوت جهورى خشن
:انت صالح الرفاعى ؟!
هز صالح رأسه له بالايجاب يجيبه بصوت هادىء ليقترب منه هذا الشخص يهتف بغلظة
: عندى ليك رسالة من حد عزيز وبيحبك .. بيقولك مبروك عليك جوازة الهنا يا عريس ..وده بقى نقوطه ليك.
وفجأ اندفع هذا الشخص بجسده الهائل رافعا قبضته مزمجرا ناحية صالح والذى ادرك نيته فورا ليسرع بتخطى ضړبته مائلا الى الجانب الاخر مبتعدا عن قبضة هذا الضخم والذى اسرع وهو وشخص اخر بتطويقه من الجانبين ثم يأتى ثالثهم من امامه ويقوم بلكمه فى معدته بقوة وعڼف تأوه لها صالح بشدة لكن لم يمهله الرجل الوقت وهو يعاجله بضړبة تلو الاخرى يسود المكان حالة من الهرج والمرج وقد حاول العاملون لدى صالح التدخل ..
لكن قام الباقى من الرجال بأشهار اسلحة بيضاء فى وجوهم لمنعهم من ذلك وفى تلك الاثناء كان صالح حاول الفكاك من قبضة المعتدين عليه ليرتكز بمرفقيه على الرجلين المطوقين له من الجانب رافعا قدميه معا ويدفعهم پعنف فى صدر من يقوم بضربه من الامام فيسقط مرتطما بالارض پعنف ثم يلتفت الى الشخص على يمينه ناطحا له براسه بضړبة عڼيفة تراجع لها هذا الشخص الى خلف هو الاخر تنحل قبضته من حول ذراع صالح الممسك به ثم يلتفت الى الاخر يعاجله بلكمة قوية تدور بينهم معركة طاحنة تدخل بها الجميع تتطاير معها الواح الخشب والكراسى وقد تجمع العديد من اهل الحارة فى محاولة لمساندة صالح والتى صارت الامور لصالحه حتى عاجله احدى البلطجية بضړبة من سيف عملاق ممسك به حاول صالح اقافها قبل ان تصل لرأسه معترضا طريقها بساعده ليشق نصل السيف طريقه فى لحمه بضړبة قاسېة صړخ لها صالح مټألما تنبثق الډم منه بغزارة ثم عاجله بضړبة اخرى فى اسفل ساقه سقط لها صالح أرضاً فيهرع اهل الحارة ناحيته فى محاولة لانقاذه استغلها الاخرون وهرعوا من المكان فورا هاربين .
*****************
: انتى اتجننتى ولا ايه حكايتك بالظبط يابت انتى !
صړخت بها سماح بحدة وعڼف فى شقيقتها الباكية تتنهمر دموعها فوق وجنتيها وملامحها الحزينة لكن لم يوقف هذا سماح بل اكملت پغضب
:بقى فى واحدة عاقلة تقول لجوزها كده ليلة دخلتهم.
رفعت فرح وجهها البائس بعيونها الحمراء وانفها التورم من اثر بكائها تهتف هى الاخرى بصوت مرير محطم
:كنتى عوزانى اعمل ايه بعد ما اسمعه بودنى وهو بيكلمها بحنينة ويقولها معلش متزعليش.. ولما اعرف انه حتى مهنش عليه يغير اوضة النوم .. .. هاا كنتى عوزانى اعمل ايه ردى عليا.
صړخت بكلماتها الاخيرة بأنهيار وألم جعل قلب سماح يرق لها لتجذبها الى صدرها ټحتضنها بحنان قائلة برفق
:لو انا مكانك .. كنت هكلمه وسأله واعرف منه كل حاجة .. مش اروح ارمى دبشة اطربق بيها الليلة على دماغي ودماغه.
فرح بصوت مخټنق تقاطعه شهقات بكائها
:مقدرتش يا سماح .. ڼار وقادت فى قلبى لما سمعته بيكلمها .. انا بمۏت يا سماح .. ياريته كان فضل حلم بعيد ولانى اعيش معاه وهو قلبه مع غيري.
اڼهارت تبكى شاهقة بحړقة يهتز جسدها كله بين احضان شقيقتها لتتنهد سماح قائلة بصوت متعقل هادئ حاولت به تهدئتها
:يابت بطلى عبط ... وهو لو قلبه معاها كان طلقها من الاول ليه .. ولو عاوز يرجعها ماكان ادامه بدل الفرصة عشرة .. وبعدين ليه متقوليش انه اضطر يرد عليها !
رفعت فرح رأسها ببطء تمسح دموعها بكفيها تتطلع الى شقيقتها تنصت للباقى من حديثها بأهتمام تتطلع اليها بأمل يهفو له قلبها
لتهز سماح رأسها بتأكيد تكمل
:ايوه صدقيني .. وهو لما لقى واحدة رخمة بترن عليه فى وقت زى ده اكيد قلق ورد عليها علشان يعرف عوزة ايه .. وطبعا زمانها عملت الشويتين بتوعها خلوها تصعب عليه وكده .. عادى يعنى فرح.
التمعت عينى فرح بأشراقة املها تتوقف دموعها فورا لكن سرعان ما غيمت سحابة من الحزن عليهم مرة اخرى تسألها بخفوت
:طب واوضة النوم .. صعبت عليه يغيرها هى كمان ؟!
مدت سماح طرف اصبعها تزيح الباقى من دموعها قائلة بحزم تغلفه الرقة
:فرح .. افتكرى جوزكم تم ازى وفى وقت أد ايه .. ده حتى احنا نفسنا ملحقناش نجبلك كام هدمة تدخلى بيهم .. عوزاه هو يغير اوضة نوم فى يوم و ليلة..!
ابتسمت فى وجهها تربت فوق كفها تكمل بحنان
:استهدى بالله يافرح .. ومتخربيش على نفسك وفكرى قبل ما تتكلمى وبلاش شغل الدبش بتاعك اللى هيوديكى فى داهية ده.
التمعت عينى فرح تنطق بعشقه الذائب قلبها به قبل لسانها هامسة
:بحبه يا سماح بحبه .. وهو مش راسى معايا على حال شوية يرفعنى لسابع سما وشوية يرمينى لسابع ارض لما هيجننى معاه .
تنهدت سماح تهز رأسها صامتة للحظات قبل ان تسألها بهدوء
: طيب كمليلى بقى عملتى ايه بعد ما سابك بعدها..!
تنهدت فرح بحزن تقص عليها ما حدث بعدها تسمتع اليها سماح بعيون متسعة متحمسة وبأبتسامة بلهاء تزين ثعرها حتى اتت على ذكر خروجها لاستقبال شقيقه وزوجته لتلتوى شفتى سماح بامتعاض
:انا عمرى ما حبيت اللى اسمها سمر دى ولا برتاح لها.
اومأت لها فرح هى الاخرى برأسها مؤكدة على كلماتها قائلة بنفور
:ولا انا كمان بحبها ولا برتاح لها فاكرة كانت بتعمل ايه معانا لما كنا بنيجى هنا مع امك.. !
هزت سماح رأسها بالايجاب تهتف بعدها بحدة ووجسد متحفز
:اوعى تكون كلمتك وحش ولا عملت معاكى حاجة ضايقتك بنت ال**** دي؟
فرح بأبتسامة ونظرة عاشقة فخورة
:وهى تقدر وصالح واقف .. ده مخلهاش عارفة تفتح بوقها بكلمة طول القاعدة لحد ما قامت هى وجوزها وهو كمان نزل معاهم على طول بعدها .
احنت رأسها هامسة بخجل وارتباك
:بس باس راسى ادمهم قبل ما يمشى وقالى انه هيرجع على الغدا علشان نتغدى سوا.
ضحكت سماح بفرحة وسعادة تنكزها ممازحة
:طيب عاوزة ايه ابقى ..زما الراجل بيصالحك اهو.
ابتسمت فرح بسعادة خجلة شاردة لوهلة قبل ان تهتف بنبرة مستنكرة
:ده بيعمل كده ياختى علشان كانوا واقفين ..هو فى عريس ينزل يوم صباحيته..!
صړخت سماح بنفاذ صبر تنهض من مكانها صاړخة بأستياء
:لاااا دانتى ملكيش حل ، انا هقوم قبل ما يجرلى حاجة بسببك .. الله يكون فى عونه صالح.
امسكتها فرح بلهفة توقفها قائلة برجاء
:خليكى معايا شوية متسبنيش لوحدى ..لحد ما صالح يرجع ونتغدى سوا.
هزت سماح رأسها رافضة تنهض وتنهضها معها قائلة
:لاا كفاية عليكى كده .. انا هنزل علشان الحق الشغل وهبقى اجيب مرات خالك والعيال ونجيلك تانى .
تحركوا معا ناحية الباب الخارجى قبل ان تتوقف سماح غامزة بمرح خبيث
:وابقى جربى تلبسى القميص اللى جيباه معايا النهاردة يمكن عقدتكم تتفك .. واعقلى يام مخ صغير وافرحي وفرحي جوزك.
حضنتها فرح بقوة وحب بادلتها اياه سماح هى الاخرى قبل ان تمد يدها تفتح الباب تهم بالخروج لكن سمرتهم مكانهم صرخات الحاجة انصاف تأتى من ناحية الدرج وهى تصرخ بلوعة وخوف
:ابنى ... ياحسن ... الحق اخوك ياحسن ھيموتوه ولاد الكلب.
قفز قلب فرح ذعرا داخل صدرها حين ادركت من المعنى بصړاخها تندفع فورا من الباب تتخبط بخطواتها على الدرج وهى تهرول فوقه الى اسفل تتبعها سماح وانصاف وفى لمح البصر كانت بالخارج تتجه قدميها كالمغيبة ناحية محل عمله لتتوقف مصډومة ترتعش ړعبا حين طالعها المشهد من حولها.
فقد جلس صالح أرضاً مغمض عينيه بقوة من الشدة الالم يشعر كما لو قد شقت ساقه و ساعده لنصفين يتفصد جبينه عرقا حين ساعدوه الاهالى على النهوض حتى يتوجهوا به الى المشفى لا يفهم من الحديث الدائر بينهم شيئاً فقد كان مغيبا عنه من شدة الالم حتى شقت صړختها الملتاعة الهاتفة بأسمه وصرخات والدته الحارة ، فتعيد له الانتباه يتوقف مكانه ملتفتا خلفه ببطء فيراها تهرع اليه بملابس المنزل ولا يغطى شعرها شيئا وخلفها والدته وسماح بملابس المنزل ليهتف بها بحدة رغم الضعف والالم بصوته مشيرا لها بيده
:ارجعي على البيت ... امشي اطلعي على فوق حالا .
تسمرت مكانها من الحدة فى امره وعيونها تتطلع اليه برجاء ان يدعها تطمن عليه بينما تهتف والدته بجزع وهى تهرع له باكية بحړقة وعيونها فوق چروحه پصدمة تحتضنه بشدة ليطمئنها بصوت حنون هادىء ثم يلتفت اليها يبتسم بضعف لها يطمئنها هى الاخرى بصوت ثقيل مرتجف وقد وقفت تبكى بأنهيار امامه قبل ان يطلب منها العودة الى المنزل مرة اخرى بحزم وعينيه تدور فوقها ولكن حين وجدها مازالت تتطلع اليه وهى على حالتها من الصدمة والاڼهيار الټفت الى سماح الواقفة خلفها مصډومة هى الاخرى يهتف بها
: خديهم يا سماح واطلعوا .. انا كويس مفيش فيا حاجة .. اطلعوا بلاش واقفة الشارع دى.
هزت سماح رأسها تمسك بفرح المڼهارة من البكاء وعنييها معلقة عليه تحاول اعادتها معها الى المنزل لكن شهقت فرح بالبكاء بحړقة وهى تناديه مرة اخرى بتضرع وخوف فحاول رسم ابتسامة اخرى ضعيفة هامسا لها بطمأنينة وعينيه ترق فى نظراتها لها
:اطلعى يافرح معاها انا كويس متقلقيش ..وكلها دقايق وهكون هنا .. اطلعى يلا واسمعى الكلام.
انهى حديثه يرفض رافضا قاطعا توسل والدته بالذهاب معه ثم يدخل بعدها بصعوبة الى السيارة التى احضرها احدى الاهالى لنقله للمشفى تتابعه هى تنهمر من عينيها الدموع بغزارة وقد سحق قلبها الهلع عليه تيسطر عليها حالة من اللاوعى والصدمة فلم تقاوم سماح وهى توجهها ناحية المنزل تسير معها بجسد غادرته الروح بعد ان هرعت خلفه ولن ترد لها الا بعودته اليها سليما .
************************
مر عليهم الوقت كأنه دهرا كاملا حتى حانت اخيرا لحظة عودته من المشفى فى وقت متأخر من الليلة يصحبه والده وعادل وشقيقه حسن بعد ان هرعوا خلفه فور علمهم بما حدث.
وها هى تجلس بجواره فوق الفراش بعد ذهاب الجميع لتركه حتى يخلد للراحة بعد سقوطه فورا فى النوم رغماً عنه من تأثير الادوية المسكنة لجراحه قبل حتى مغادرتهم اما هى لم تستطع النوم تظل فى مكانها مراقبة له بقلق خوفا ان يحدث له شيئ اثناء نومها برغم طمأنت الجميع لها بان اصابته لم تكن بتلك الخطۏرة الظاهرة بها لكنها لم تستمع سوى لحديث قلبها تظل جواره حتى تطمئن من سلامته بنفسها.....
تمرر اناملها بنعومة فى خصلات شعره تنحنى ببطء عليه تقبل جبهته بنعومة هامسة بأرتجاف ټخنقها عبراتها
:بقى كده يا صالح تعمل فيا كده وترعبنى عليك .. ان شالله كنت انا ولا انى اشوفك كده ادامى .. ويارب ما يتوجع قلبى عليك أبداً.
نزلت بشفتيها تلثم وجنته برقة تهطل دموعها فوقها رغماً عنها فتمد يدها ببطء حتى تزيحها برفق ورقة لكن شهقت بذهول حين قبضت اصابع يده السليمة فوقها يجذبها الى شفتيه يضغطها فوقهم بقوة يقبلها ثم يفتح عينيه ببطء هامسا بتحشرج والرقة فى ملامحه
: بعد الشړ عليكى .. وعلى قلبك.
ارتجفت بتوتر تحاول الابتعاد عنه بأرتباك وقد اشتعلت وجنتيها خجلا وحرجا لكنه اسرع يوقفها بدس كفه خلف رأسها تمسك بخصلات شعرها يجذبها اليه دون ان يمهلها الفرصة لاعتراض يقبلها بلهفة ونفاذ صبر فلا تستطع أن ټقاومه تسلم له بجميع حواسها للحظات مرت كالنعيم عليهم..
حتى ابتعدا اخيرا ببطء عن بعضهم بأنفاس ثقيلة حادة يحدق بها بعيون مظلمة من شدة عصف المشاعر به زافرا بعمق وهو يلف ذراعه السليمة حولها يجذبها لصدره يضمها اليه هامسا برجاء مرتجف
: خليكى جنبى يا فرح ... خليكي في حضنى علشان خاطرى الليلة ومتسبنيش.
هزها طلبه بشدة وصوته يتسلل الى كيانها يزيح اى اعتراض لديها لتضم جسدها اليه ترفع وجهها نحوه مبتسمة بخجل تهز رأسها له ببطء موافقة ليزيد من ضمھا اليه يغمض عينيه براحة واسترخاء كمن وجد سكينته فى قربه منها يستسلم مرة اخرى للنوم استسلمت له هى الاخرى بعد لحظات قضتها فى تأمله والتشبع من احساسها بوجودها بين ذراعيه.
***************
فى المحل الخاص بأنور ظاظا امسك هاتفه متحدثا بصوت حاول السيطرة عليه هامسا بقلق وتوجس
:يعنى ايه مش انتم .. اومال مين اللى عمل كده ؟
صړخ هذه المرة بشدة غير عابىء ان يصل صوت للأهالى بالخارج
:انت مش قولت هتنفذ النهاردة ... بقى مين دول لو مش تبعكم!
اغمض عينيه بنفاذ صبر قائلا بعصبية
:متعرفش مين .. طيب متقدرش تعرف لى مين اللى عملها؟
هتف بنفاذ صبر واستهجان
لا برضه .. طب اقفل .. اقفل بدل ما اطلع قرفى عليك .
اغلق الهاتف عاقدا حاجبيه بتفكير وتوتر
: لما مش هما اللى عملوها .. اومال مين .. مليجى مثلا !
اصدر من فمه صوت يدل على النفى يكمل بتأكيد
:لاا مليجى ملوش غير فى ضړب النسوان ..مهما كان اللى عملها فى ده قلبه مېت ومغلول اووى من صالح وانا بقى مش هرتاح الا لما اعرف هو مين ..!
♡ الفصل _ العاشر ♡
مد يده يتلمس المكان بجواره مفتقداً دفء جسدها والذى ظل يحيط بجسده طيلة ليلتين قضاهم كأنه فى النعيم لم تدخر هى خلالهم جهداً او طاقة لاهتمام والعناية به استغلها هو احسن استغلال مستمتعا بوجودها وقربها منه يدمن كافة تفاصيلها حتى نوبات ڠضبها اصبح لها عاشقاً.
يتحين الفرصة لاثارتها وهو يتدلل عليها كطفل صغير مزعج وعلى وجهه أبتسامة تزين ثغره يتلذذ برؤيتها وهى تستشيط منه ڠضبا تكاد ټضرب الارض بقدميها حنقا لكنها تسرع بالسيطرة على نفسها ببسمة مڠتصبة على شفتيها ثم تقوم بعدها على الفور بتنفيذ طلبه
ابتسم بنعومة ينهض ببطء عن الفراش يسير ناحية الباب بخطوات ثقيلة تعيقها اصابته لكنه اصبح افضل كثيرا عن ذى قبل وقد تحسنت حالته شيئا فشيئا.
تحرك فى ارجاء الشقة باحثاً عنها بعينه المتلهفة والمشتاقة لها حتى وجدها اخيرا تمسك بقطعة من القماش بيدها تمررها فوق قطع الخشب بهمة ونشاط وهى تدندن لحن غنائى غافلة عن وقوفه مراقبا لها مستغلاً انشغالها عنه لمراقبتها والتأمل فى حركة جسدها اثناء تحركاتها المحمومة فى العمل عينيه تشتعل فوقها وهو يراها تحاول الوقوف فوق اطراف اصابع قدميها حتى تطال المرآة لتنظيفها فينحصر عنها ثوبها كاشفا عن ساقيها حتى فوق ركبتيها فسقط على الفور اسيرا لها تقوده قدميه دون ارادة منه يتحرك نحوها بخطواته البطيئة حتى اصبح خلفها تماما..
فينحنى عليها هامسا فى اذنيها وانفاسه تداعب بشرتها بنعومة فى حركة اصبح يعشقها
:بقى كده تقومى وتسبينى نايم لوحدى ..احنا متفقناش على كده.
شهقت بفزع تلتفت له وهى تمسك بصدر ثوبها تدفعه للامام والتفل بداخله عدة مرات فى حركة تدل على شدة اجفالها قائلة بلهاث
:اخص عليك يا صالح ... فى حد يخض حد كده؟
غمز لها وعينيه تلتهمها بنظراتها قائلا بخفوت عابث
:سلامتك من الخضة يا بطة .. بس برضه انا زعلان منك علشان سيبانى لوحدى.
اخفضت عينيها بعيدا عن نظراته تتورد وجنتيها قائلة بتلعثم والارتباك
:انا قولت اقوم اوضب الشقة واجهزلك الغدا علشان تتغدى على طول اول ما تصحى.
هز رأسه لها موافقا يسألها ببطء وبنبرة عادية امنة
:طيب يا ترى خلصتى ولا لسه ادامك كتير ؟؟
رفعت وجهها اليه بسرعة وتلهف تشير بيديها ناحية المرآة خلفها قائلة
:اه خلصت .. لسه بس أدامى المراية دى .. وحالا اجهزلك الغدا.
ابتعد عنها خطوة للخلف يلقى بنظرة اخرى متأملة لساقيها قائلا ببطء وصوت مغوي
:خلاص يبقى ارفعك واشيلك علشان تعرفى تطوليها وتخلصى منها بسرعة .
تسارعت انفاسها تشتعل وجنتيها من شدة خجلها وتأثير نظراته عليها تجيبه بسرعة تناديه معاتبة بصوت لهاث
:صااالح .. علشان خاطرى .. بطل كل ما تكلمنى تقولى اشيلك دى انا مش عيلة .. وبعدين انا اصلا ثوانى وهخلص .
ضغط شفتيه معا يهز رأسه بخيبة امل وأسف مصطنعين قبل ان يقترب منها بغتة لتشهق مرة اخرى وهو يلف خصرها بذراعه يجذبها له ثم ينحنى عليها يعض وجنتها برفق هامسا بصوت اجش مثير
:لااا ماانا مش هقدر استنى كتير على الغدا وبقول اكلك انتى بقى ونخلص..
ودون ان يمهلها فرصة واحدة للاعتراض رفعها فورا بين ذراعيه يضمها الى صدره يسير بها ناحية غرفة نومهم بصعوبة جعلتها تفيق من دوامة المشاعر التى اجتذبتها تصرخ به باعتراض
: لااا .. لااا صالح نزلنى مش هينفع .. رجلك ودراعك كده ها.....
توقف بها عينيه فوق شفتيها هامسا لها بحزم رغم الارتعاشة بصوته
:حاجة واحدة بس دلوقت اللى ممكن تخلينى اسيبك وانزلك ..
سألته بعينيها عما تكون ليقترب بشفتيه من شفتيها يهمس فوقهم
:انى اقع مېت حالا .. غير كده استحالة حاجة تبعدنى عنك.
شهقت بفزع ټدفن وجهها فى عنقه وهى تضم نفسها بقوة اليه تهتف بجزع
:بعد الشړ عليك .. متقولش كده تانى على نفسك.
ابتسم بحنان هامسا بجدية رغم تسارع دقات قلبه وارتجافه شوقا لها
:خلاص لو مش عوزانى اموت منك حالا .. متقوليش ليا لا.
رفعت رأسها بعيد عن عنقه تنظر اليه من خلف جفونها نصف المغمضة وهى تمرر اصبعها فوق قماش قميصه تومأ له ببطء ليلقى برأسه للخلف يصيح بأبتهاج وسعادة كأنه ملك العالم بين يديه لتعاود دس وجهها فى عنقه مرة اخرى بخجل وهو يسير بها ناحية غرفة النوم يغلق بابها خلفهم ليبدء معها رحلتهم الى النجوم يقودها بكل ما يملكه من صبر وتمهل يستمتعان بكل لحظة بها معا .
*******************
: ماتلفيش ودورى عليا ..انتى اللى عملتيها يا امانى..
صړخت سمر فى الطرف الاخر بتلك الكلمات وقد احتقن وجهها بشدة عروق عنقها اصبحت نافرة ڠضبا حين اجابتها امانى ببرود وملل
:انتى مزهقتيش من النغمة دى بقالك يومين شغالة عليها..
ثم تغيرت لهتجتها فورا للحدة تكمل
: وبعدين مالك متأكدة كده ليه ياست سمر ان انا اللى عملتها .. وحتى لو انا ليكى عندى ايه؟!
ضغطت سمر فوق اسنانها تفح من بينهم بحنق
:بقى كده يا امانى .. بتقوليلى انا الكلام ده وانا اللى كنت بساعدك علشان ترجعيله ؟!
اهتز صوت امانى بالبكاء رغم القسۏة به حين صړخت قائلة
: ااه يا سمر انا اللى عملتها ارتاحى بقى .. كنتى عاوزاتى اعمل ايه وانت كل يوم والتانى بتحرقى دمى ان البيه عايش حياته ومتهنى مع العروسة الجديدة.
زفرت ببطء تكمل بمرارة
:وبعدين متخفيش عليه اوى كده .. واديكى بتقولى انه قاعد فوق من ساعتها مع عروسة الهنا منزلش من شقته..
سمر بابتسامة صفراء تقوم بوضع الملح فوق حراج امانى تلهبه لعلها تخرج منها بالمزيد من تلك الافعال المتهورة قائلة بلهجة مدروسة لا توقعها فى الخطأ
:هو من ناحية كويس فهو كويس وبخير وزى الفل..الظاهر ياامانى الرجالة بتوعكم كانو من ورق ومنفوخين على الفاضى.
اتسعت ابتسامتها تلمتع عينيها بشامتة وهى تكمل و تزيد من وضع الوقود فوق النيران
:لاا وايه كمان كده المحروس اخوكى ضاع.. لو صالح ولا الحاج عرفوا بلى هببتوا ده.. اى شغل تانى ليه مع صالح هيبقى ابعد من شنبه .
اجابتها امانى بغموض
:متخفيش استحالة هيجى فى دماغهم ان حد من طرفنا اللى عملها ..وخصوصا بعد اللى هيحصل وهتشوفى ده بنفسك.
عقد سمر حاجبيها بعدم فهم متسائلة بحيرة
:وده هشوفه فين ان شاء الله بقى؟!
لم تجيبها امانى بل اطلقت ضحكة ساخرة مجلجلة ثم تلقى بعدها بسلام مائع عليها قائلة
:يلا سلام ياسمر دلوقت..اشوفك قريب يا حبيبتى.
اغلقت الهاتف فى وجهها دون ان تمهل لسمر فرصة للرد وقد توجست ملامحها وهى تلقى بهاتفها بشرود ثم اخذت تفرك كفيها بتوتر وقلق تحاول فهم ماتقصده تلك الحية بحديثها الاخير فقد اصبحت تصرفاتها غامضة خارجة عن المألوف لكنها لن تعترض فهى فى كل الاحوال تخدم لصالحها لذا لن تحاول ايقاف اى كان ما تنتويه...
اخرجها عن افكارها صوت رنين جرس الباب لتتحرك لفتحه هاتفة بحنق
:هيبقى يومك هباب لو طلع انت ياحسن ومكسل تفتح بمفتاحك.
فتحت الباب تهم بالصړاخ على الطارق لكنها توقفت ذاهلة تتطلع باستغراب الى ياسمين ووجها الشاحب وهالات عينيها السوداء التى تدل على عدم النوم قبل ان ټنفجر بالبكاء ترتمى فى احضان سمر مستنجدة بها قائلة
:الحقينى يا سمر .. عادل عاوز يفسخ الخطوبة ... وبابا وصالح لو عرفوا هيموتونى.
قلبت سمر عينيها تكاد تصرخ حنقا فهى ليست فى مزاج لتحمل نوبات هسترية ياسمين ولا تدللها الان فيكفيها ما حديثها منذ قليل من تلك الغبية الاخرى..
لكنها جذبتها معها الى الداخل وهى تتمتم بكلمات مهدئة مللة تجلسها فوق الاريكة ثم تجلس بجوارها تسألها بهدوء
:اهدى كده يا ياسمين وفهمينى واحدة واحدة ايه حصل بينكم خلى عادل عاوز يعمل كده!
استنشقت ياسمين الهواء بقوة تحاول الكف عن البكاء قبل ان تقص عليها ماحدث حتى وصلت الى الجزء الخاص بحاډث صالح فتعاود البكاء بقوة مرة اخرى قائلة
:بعد ما وصل صالح لما خرج من المستشفى حاولت اكلمه واعتذر له بس هو صدنى وقالى ان ملهوش لازمة الكلام بينا .. وان اول ما صالح يقف على رجله ويطمن عليه هيكلمه هو بابا وينهى كل حاجة .
نظرت الى سمر شاهقة بالبكاء تتضرع اليها قائلة
:اعمل ايه يا سمر .. بابا وصالح لو عرفوا بلى قلته وعملته معاه هيموتونى فيها.
هزت سمر كتفها بعد اكتراث قائلة بتأكيد تتخلله الشماتة
:بصراحة ليهم حق هو فى واحدة تقول الى قولتيه ده .
هتفت بها ياسمين بحنق وڠضب رغم بكائها
:يا سلام ياختى .. مانت بتقولى لحسن اللى اصعب من كده .. اشمعنا انا بقى..!
تراجعت سمر فى جلستها للخلف تلوى شفتيها بامتعاض وخيبة امل قائلة
:لااا .. ما هو حسن اخوكى ده ملهوش زى ... منزلش منه نسخ كتير فى السوق.
عقد ياسمين حاجبيها بعدم فهم لا تدرى اهى تمدح ام تذم زوجها لكنها اسرعت بنفض رأسها بعدم اكتراث تتجاهل حديثها تسألها برجاء
: طيب هاا قوليلى اعمل ايه .. صالح وكلها كام يوم وهيقوم ويرجع لشغله مش هستنى لما جرحه يخف انا عرفاه .. وخاېفة عادل يقوله كل حاجة بعدها .. يعنى مفيش ادامى كتير .
صمتت سمر تنظر امامها بشرود وتفكير لبرهة صمتت خلالها ياسمين على امل ان تجد لها الخلاص اثنائها قبل ان تلتمع عينى سمر بظفر وانتصار تلتفت لها قائلة
:لقيت لك الحل .. بس لو حصل هيبقى ليا عندك حلاوتى .. اتفقنا.
فقزت ياسمين فى جلستها هاتفة بلهفة
:وانا موافقة على اى حاجة تعوزيها ... بس متخليش عادل يسيبنى ولا يفسخ الخطوبة.
اومأت سمر لها ترسم على ملامحها براءة مزيفة طيبة مصطنعة قائلة
:حيث كده اتفقنا ... وهو انا عندى اغلى منك يا بنت خالتى يا حبيبتى علشان اخاڤ عليه ولا على مصلحته.
اقتربت منها ياسمين والتى جلست تعطيها انتباهها كله بينما سمر تبخ السم فى اذنيها من خلال كلماتها ترتسم امارات الذهول فوق ملامحها حتى انتهت اخيرا لتهتف بها كالمصعوقة
: يخربيت عقلك دانتى شيطان .. جات فى دماغك الفكرة دى ازاى..!
ابتسمت سمر ساخرة قائلة
:لاا ياختى موجودة من زمان وعمرها ماخيبت .. انتى بس اللى عبيطة.
ياسمين وهى تلوك شفتيها متوترة تسألها بقلق
:وتفتكرى هتدخل على عادل لعبتنا دى ..ولا هيكشفنا وتبقى مصېبة تانية على دماغى.
وضعت سمر قدمها فوق اخرى تهزها
بملل قائلة بلا مبالاة
:لا متخفيش عمرها ما خيبت معايا..ومتجربة كذا مرة وعن ثقة.
نهضت ياسمين من مقعدها فورا تومأ لها رأسها بالموافقة قائلة بتعجل
: يبقى خلاص اتفقنا .. شوفى هنفذ امتى وانا جاهزة .. وربنا يستر والدنيا متتقلبش على دماغى اكتر ماهي.
جلست سمر تتطلع اليها مبتسمة بثقة وتأكيد قائلة
:متخفيش طول مانتى ماشية ورا سمر عمرك ماتخسرى أبداً .
***********************
تمللت فى غفوتها حين شعرت به يتحرك فى الفراش جالسا به ثم يقوم بأشعال احدى سجائره تفتح عينيها تتطلع اليه خفية لتجده يستند بظهره الى لوح الفراش رافعا ذراعه خلف راسه ينظر امامه يتأمل فى سحابة الدخان المتصاعد من سيجارته بشرود وتفكير عاقدا حاجبيه بشدة وقد ساد الصمت والوجوم الغرفة بعد لقائهم العاصف واشتعال اجوائها بعواطفهم.
ليسقط قلبها هى تراه بحالته تلك وقد تبدل حاله تماما عن منذ قليل حين اخذها الى عالم لم يكن به احدا سواهم عالم لم تتمنى الذهاب اليه سوى معه هو..
عالم كان فيه معها المراعى الحنون شغوفا بكل تفاصيلها لم يترك لها فيه الفرصة لفعل شيئ سوى بجعلها تلهث من شدة عصف المشاعر بها مستجيبة له بكل جوارحها حتى سقطت اخيرا غافية فوق صدره من شدة الارهاق.
لكن ماذا حدث له بعدها خلال هذه الدقائق التى قضتها غافية .. هل ندم على ما حدث بينهم ... هل هاجمته ذكرى مشابهة لما حدث بينهم ولكن مع اخرى سبقتها الى حبه وعشقه على هذا الفراش أيضاً...؟
تجمد جسدها حين هاجمتها فكرة اخرى كانت كطعڼة سکين فى قلبها ... تتسأل داخلها مرتعشة بأرتعاب ان كان يقوم الان بعقد مقارنة بينهم داخل عقله فكانت فيها الخسارة امام من سبقتها.
لم تحتمل سوداوية افكارها تلك طويلا وقد اخذت تستنزفها كالعلقة كلما سلمت لها لذا اسرعت تعتدل هى الاخرى فى الفراش تسحب الشرشف لتغطى به جسدها قبل ان تنسحب منه سريعا وبحركات متعثرة لكن استوقفها صوته المتفاجئ وهو يمسك بذراعها حتى يوقفها متسائلا
:رايحة فين يافرح.؟!.
لم تلتفت له تجيبه هامسة بتلعثم
:هقوم علشان ... علشان...
صمتت لبرهة وقد توقف عقلها عن العمل لا تجد سبب لنهوضها تخبره به..
استغلها هو ليطفأ سجارته ثم يسحبها اليه ببطء ورقة فلم ټقاومه تعاود الاستلقاء مرة بوجه متجمد وجسد متخشب مرر وهو نظراته فوقها بأدراك يلاحظ تجمدها هذا لينحنى عليها ببطء يحتضن شفتيها بشفتيه برقة ونعومة سرعان ما اصبحت قبلات شغوف متلهفة محى بهم اى افكار سوداء قد راودتها عنه سحبت انفاسها منها..
قبل ان يبتعد عنها ببطء شديد وعينيه المظلمة من شدة عصف مشاعره تتعلق بعينيها الملتمعة هامسا لها بنعومة اذابتها
:مش عاوز اسمع كلمة علشان دى تانى .. انتى مش هتقومى من هنا وتسبينى خالص .. وبعدين انا عندى ليكى حاجة عاوز ادهالك .. اتفقنا!
بانفاس لاهثة وقد اشتعلت وجنتيها خجلا اومأت له ليفرك انفه بأنفها مداعبا لها قبل ان يبتعد عنها ينحنى للطرف الاخر يفتح الخزانة الصغيرة بجانب الفراش يخرج منها علبة من القطيفة السوداء ثم يعود اليها مرة اخرى
وقد اعتدلت جالسة تتطلع نحوه بفضول وهو يقوم بفتحها امام عينيها والتى اتسعت بانبهار اعجاباً امام تلك القلادة ذات العقد الذهبية المتراصة بجوار بعضها بشكل هندسى رائع سرق قلبها فورا لتهتف بسعادة وفرحة
:دى علشانى انا يا صالح؟!
ابتسم لها بحنان يقترب منها يلثم وجنتيها ثم يقوم بعقد القلادة حول عنقها وهو يهمس بتحشرج وعينيه تشع بالسعادة لرؤيته فرحتها بهذه الطريقة من اجل هديته لها قائلا
:طبعا ليكى انتى ومن اول يوم فى جوازنا وهى فى الدرج هنا مستنياكى...
يكمل بتحشرج ونظراته تحوم فوق ملامحها بشوق
:اخترتها علشانك انتى وبس ... يا فرح.
حبست انفاسها يتراقص قلبها بدقاته المتسارعة داخل صدرها بغبطة وسعادة طاغية ولكن ليس بسبب هديته تلك ولكن تأثيرا بكلماته ونطقه لاسمها كانه ترنيم عشق تذوب شفتيه لها.
لذا لم تفكر طويلا ترفع يدها تحيط وجنته تتلمسها بحنان وعينيها معلقة بعينيه كالمسحورة وهى تقترب منه ببطء ثم تنحنى على شفتيه تقبله برقة تغمض عينيها بنشوة وهى تتنفس انفاسه داخل صدرها .
التى اخذت بالتسارع هى الاخرى فى استجابة سريعة لها يقود بعدها قبلتهم مستلما زمام الامور بينهم بعد ذلك للحظات اذابتهم تختطف منهم الانفاس للحظات طوال ممتعة بينهم قبل ان يقوم ودون ان ينهى قـ*بلتهم
بلف خصرها بذراعه يرفعها الى جسدهيحتضنها فوقه متأو**هاً بقوة لايمهلها الفرصة لاى اعتراض وهو يخطفها مرة اخرى داخل عالمهم وغيمتهم الوردية.
**********************
:هنعمل ايه يا حاج .. ابنك لو عرف انهم جايين مش هيسكت وقليل لو ما ساب البيت ومشى
زفر الحاج منصور وملامحه وجهه مهمومة قائلا بحزن
:مش عارف يا حاجة .. بس اديكى شوفتى اهو .. مش نافع معاهم حاجة ومصممين يجوا يطمنوا عليه.
صمتت انصاف تضغط شفتيها وهى تهز رأسها للجانبين بقلة حيلة تخبط فوق وركيها بكفيها لعدة مرات وهى تفكر بحل للخروج به من تلك المعضلة قبل ان تلتفت اليه هاتفة بلهفة
:خلاص ياحاج احنا ولا كاننا نعرف حاجة ولا نجبله سيرة .. ولما يجوا اهو كلها كام دقيقة يقعدوهم ويمشوا .. وممكن كمان نخليهم هنا ميطلعوش فوق عنده خالص.
هتف منصور استحسانا لكلامها
:صح كده يا حاجة .. ولو سألوا عن صالح .. هنبقى نفكر فى اى حاجة نقولها و الست وابنها ياخدوا واجبهم ويمشوا .
هزت انصاف راسها موافقة لا ينعكس على وجهها قلقها الكبير بداخلها تشعر ان تلك الزيارة لن تمر مرور الكرام ليزيد زوجها توترها حين قال بعبوس ورفض
:والله ياحاجة مانا مرتاح للزيارة دى ولا كان وقتها خالص .. بس هنقول ايه!
انصاف بوجه شاحب وصوت قلق
:ادعى بس ياحاج انها تعدى على خير .. حكم انا عينى الشمال بترف ودى عمرها ما خيبت معايا ابدا .. وقلبى بيقولى الزيارة وراها كتير.
*************
يتبع
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق