القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الثائره من المجتمع البارت الأول بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

اعلان اعلى المواضيع

 رواية الثائره من المجتمع الفصل الأول بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 

رواية الثائره من المجتمع البارت الأول بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


في قرية صغيرة بمحافظة امبابة، داخل إحدي البيوت القديمة فوق السطوح كانوا يلهو الفتيات التوأم ويلعبون بمرح وضحكتهم البريئه تتعالي وهم لا يحملون هم اي شيء بهذا العالم، لتصيح أمينة بصوت مرتفع وسط ضحكتها 


=خلاويص.. اجيب البوليس.. همسكك يا أميره وهتكوني انتٍ اللي فيها.. انا هفتح عيني خلاص .


وعندما لم تجيب اختها فتحت عينيها لتبحث عنها بحماس حتى وجدتها في زاوية خلف سور قديم، كانت تختبئ أميرة توأمها ابتسمت ابتسامة سعيدة وقبل ان تكشف عنها هاتفه


= قفشتـ..


كانت جدتها زاهية صعدت و علي مقربة تنادي على احفادها وجذبتها من يدها الصغيرة و وبختها قائلة 


= تعالي هنا عماله ادور عليكي انتٍ واختك نادي على اميره يلا بسرعه وانزلي ورايا، عاوزاكم في حاجه مهمه .


كادت الصغيرة أميرة تنهض لتلبي نداء جدتها لكن أوقفها صوت سيدة يعرفوها جيد التوأم وقد راوها قبل سابقاً، ظهرت إمرأة ذات جلباب أسود مخيفة الملامح، كانت تهتف باستعجال من الأسفل


=يا حاجه زاهيه خلصي انا مستعجله وعاوزه اروح البلد! جوزي لو عرف ان رجعت للشغل ده تاني هيطلقني انا بس بعمله من باب المحبه عشان انتٍ غاليه عليا و فضلتي تزني عليا انك مش بتثقي في حد غيري وخايفه البنات يحصل لهم حاجه في ايد حد ثاني.. لكن اكتر من نص ساعه مش هقدر .


وهذا المشهد كانت تراقبه أمينة أيضاً بخوف شديد، ثم أجابت الجده بلوم و عتاب حاد


= يا ام ابراهيم بالراحه في ايه حاضر بجيب البنات ونازله استني! ما تيلا يا بنت يا امينه بسرعه روحي انديها أميره هي فين كل ده.


انتبهت الصغيرة أمينة إلي السيدة التي تنتظرها في الأسفل، أرتعدت فرائصها من ملامحها المخيفة و زاد خوفها لذا رفضت أن تكشف عن مكان اختها التوأم رغم انها تعلم، لكن حذرتها بعيونها أن لا تظهر كأنها تخبرها بأن هناك كارثة سوف تحدث لهم، فسألت بعفوية و براءة


=هي الست دي مش اللي جت المره اللي فاتت وعورت علا جارتنا، هي من ساعتها كل ما تشوفها في الشارع بتجري وتخاف منها هي والبنات، هي بتعمل لهم ايه 


وكادت أمينة أن تهرب من جدتها لمنزلهم لكن وجدت زاهية تقف تصد الطريقة عليها وكأنها في إنتظارهما، وعلي وجهها إمارات الغضب وقالت بهدوء زائف 


=مش بتعمل لهم حاجه يا حبيبتي وحشه دي بتخليهم بنات كبار وحلوين عشان يتجوزوا ويبقى عرايس! مش انتٍ نفسك تكوني عروسه وعندك ولاد هي بقى هتعمل لك كده 


رمقتها الطفلة ببراءة و قالت بتوجس


= انتٍ بتضحكي عليا علا قالتلي كل حاجه وانها ست وحشه وبتعورها.. والبنات بتفضل تعيط وتصوت منها هي ست وحشه، وانا مش عاوزه ابقى عروسه ابعدي عني .


حدقتها جدتها زاهية بإمتعاض وجذبت حفيدتها من يدها بعنف


= وبعدين بقى يا امينه اسمعي الكلام بلاش عند الست قدامها نص ساعه ولازم تمشي، هتنزلي معايا غصب عنك وفين اختك مختفيه فين التانيه.. عشان الست تعمل لكم انتم الاثنين .


كادت أن تظهر أميره بالفعل من مكانها لكن هزت أمينة رأسها بفزع وصاحت بكدب


=ما اعرفش اميره فين كنا بنلعب خلاويص واستخبت في البيوت اللي تحت ومش هتلاقيها .


لم ينتظر زاهية أن تبحث عن الاخرى بسبب استعجال السيده فأسرعت تجذب الصغيره أمينة ونظرات عيناها تنضح بالشر والتوعيد 


=كده ماشي حسابها معايا بعدين، اتفضلي بقى انتٍ اللي هتنزلي قدامي.. خلصيني الوليه لازم تمشي وتعمل لواحده فيكم !. 


❈-❈-❈


في الأسفل كان الهدوء يعم المنزل و بعد قليل دوت صرخات أمينة بين كل جدران المنزل، تستغيث و تنادي أحد يأتي ينفذها من براثن تلك الوحوش الآدمية.. وخلال وقت كان انتهى كل شيء و رحلت تلك السيده عندما يأست زاهيه من العثور على حفيدتها الآخري.


بعد ساعات جاءت أميرة إلي منزل جدتها و كانت تقف أمامها فازدردت ريقها وبدت من هيئتها كطفلة مذنبة.. اقتربت زاهية منها وهي توبخها بازدراء


= أهلا يا هانم لسه فاكره ترجعي انا مش قلتلك ما تلعبيش غير فوق السطوح وبس وما تنزليش تحت عشان ما اقعدش ادور عليكي لما اعوزك، اتفضلي اقعدي جنب اختك وما تتعبهاش عشان هي تعبانه 


حدقت فيها بحسرة وهي تضيف بعتاب حاد


=اه يا ناري منك كان نفسي اعمل لكم انتم الاثنين واخلص! بس حظك الست خلاص مش هتيجي تاني ومش هطمن لوحدي غيرها حبكه اللعب دلوقتي.


حدقتها أميرة بذنب ثم ذهبت لتطمئن علي أختها فوجدتها تغفو و علامات التعب بادية علي ملامحها وضعت يدها تلامس خدها بحنان وتساءلت بحذر 


= أمينة.. حاسه بوجع! 


أغمضت عينيها بتعب بمعني نعم، بينما صعدت جانبها باستغراب وتساءلت بزعل عليها 


=ليه ما قلتلهاش على مكاني؟ كنت قلتلها على مكاني وطلعتي جريتي كانت هتمسكني انا.


رفعت أمينة رأسها عن الوسادة لتقول بملامح باكية يملؤها الشجن 


= عشان ما تتعوريش انتٍ كمان زيي.. وبعدين انا فاهمه الست دي بتعمل ايه علا قالتلي كل حاجه بتعملها وقالتلي حاولي تهربي منها عشان هتيجي لكم انتم كمان! بس انا ما كنتش مصدقاها.. 


عقدت الصغيرة ما بين حاجبيها و نظرت إليها بحب صادق، أطلقت أمينة زفرة بعدما رأت تلك النظرة في عينين توأمها وبدأت تمسد علي خصلاتها الناعمة وتابعت أمينة حديثها


= تيته كانت لازم تعمل لواحده فينا ومش مهم أهي اخذتني انا عشان انتٍ ما تعمليش.. الست مش هتيجي تاني وانا سمعتها وهي بتقول لها كده.. كان لازم واحده فينا تضحي! انا مش بحب أشوفك وانتٍ بتتوجعي 


عانقتها أميرة و قلبها يعتصر ألماً، لتربت عليها و تمسد ظهرها مرددة بحب 


= انا بحبك أوي يا أمينة.. وما تخافيش انا كمان لما تجيلي فرصه هنقذك وهضحي بدل منك، عشان انا كمان مش بحب اشوفك بتتوجعي.


قامت بتقبيل وجنتيها وعانقتها هي الأخري بحب فقالت أمينه 


=وانا كمان بحبك يا اميرة.


❈-❈-❈


في شوارع امبابه أنتهي الولد الصغير الذي يدير اللعبة من تكرار التعليمات لينتظم كل طفل أو فريق في مكانه للعب الكره، وعلى الجانب الآخر كانت تلعب أمينة بمفردها بالكوره أيضاً وركوب العجل فهذه هي الألعاب المفضله إليها.


بينما هبطت الجدة زاهية لتبحث عن أمينة وعندما وجدتها رمقتها بغضب عارم


= يا امينه انتٍ يا زفت ارحميني شويه وسيبي الكوره دي قلت لك دي لعبه للصبيان مالك انتٍ ومال الكلام ده! وكمان طلعتي العجله تلعبي بيها.. يا بنتي انتٍ بنت العبي لعب بنات ما لكيش دعوه بلعب الصبيان 


زمت أمينة شفتيها بضيق وهي ترد بعناد


=يوووه هو يعني اللي اخترع اللعبه دي كتب عليها للصبيان بس، ده ظلم اللعب كلها لكل الناس مش الصبيان بس.. وبعدين ما هم كانوا ساعات بيلعبوا لعبنا اشمعنا هم . 


نظرت إليها الأخري بامتعاض و قالت برفض


=غلباويه ما باخدش منك غير طوله اللسان وبس جاهزه كده لكل رد، اسمعي الكلام يا حبيبتي عشان محدش يضايقك في الشارع لو شافوكي بتلعبي اللعبه دي هيجي يضايقوكي ولا يلعبوا معاكي 


رسمت الابتسامة وهي تشكو لها ازدراء الحال بمرح


=انا بلعب لوحدي مش بحب العب مع الولاد اصلا، وهاتي العجله دي ما تخبيهاش تاني انا بعرف مكانها وهطلعها.. انا كل مره براقبك وانتٍ بتشيليها فما فيش داعي تخبيها عشان هعرف واطلعها 


اتسعت عيناها بغضب مكتوم وقالت بحزم


=ما فيش فايده فيكي يعني طب حاضر انا هشحتها والكوره دي كمان هقطعها لك طالما كلامي مش بيتسمع .


❈-❈-❈


وضعت زاهية الحجاب فوق رأس أمينة التي كانت تحرك رأسها بعدم رضا وهي تردد باعتراض وضيق


= مش عاوزه البس طرحه انا لسه صغيره وبحب شعري مفرود! وكمان اللبس ده وحش 


جلست زاهية علي الأريكة و قالت بحزم


=بنت انا كبرت دماغي في كل حاجه الا الموضوع ده، هتتحجبي وهتلبسي واسع انتٍ واختك خلاص كبرته.. والبنات الحلوين لازم يكونوا محترمين في لبسهم مش زي البنات المايعه اللي بتتعاكس في الشوارع ومش لاقيه اللي يلمها 


ذهبت أمينة إلي أختها والتي كانت مرتديه حجاب مثلها لترمقها بغضب قائلة من بين أسنانها


= هووف انا مش متعوده عليه ومخنوقه منه، وافقتي ليه يا اميره علي طول؟ مش كل ما تقول لك حاجه تقولي حاضر كنتي اثبتي على قرارك معايا كانت سابتنا براحتنا نلبسه .


❈-❈-❈


زفرت زاهية و قد أوشك صبرها علي النفاذ قائله بتحذير شديد


= يلا يا امينه مش هقعد أعيد كلامي كل شويه العريس بره مستني هو وامه! قومي البسي وطلعي العصير ليهم 


نظرت لها بصوب عينيها بكل ما حملته من قوة وحزم وقالت برفض تام


=قلت مش عاوزه اتجوز اشمعنا انا يعني! هي عافيه اطلعي مشيهم وقوليلهم ما عندناش بنات للجواز 


لوحت جدتها يدها برفض وهي تقول ببرود


= آه عافيه ما انا لازم استركم ولا استر واحده فيكم على الاقل، المصاريف كترت عليا بدل ما تقعدوا ليا انتوا الاتنين كده و بصراحه بقى انا بتلكك عشان اخلص من طوله لسانك دي انتٍ عايزه راجل يلمك تصرفاتك زادت الأيام اللي فاتت أوي كل ما بتكبري بتتمادي والناس ابتدت تشتكي منك. 


تمالكت امينه أعصابها وحافظت على هدوئها وهي تقول بنبرة باترة


= ما حدش لي دعوه بيا ما يتشطروا على عيالهم الفرق بيني وبينهم اللي انا بعمل كده في المكشوف لكن عيالهم بيعملوا اكتر من كده في الدري يبقى يخليهم في حالهم، وبعدين انا قلت مش هتجوز يعني مش هتجوز انا عاوزه ادخل الجامعه وأكمل دراستي لسه.


كانت أميره تراقب الوضع بصمت وتوجس فهي تعلم جيد المشاحنات التي تحدث دائما بين اختها وجدتها دوماً ولا تنتهي الا بوضع سيء للغايه من طرف احدهما، لان كلا منهم لديه وجهه نظر غير الاخرى! أما هي فكانت شخصيه مسالمه وتتقبل اي شيء بصدر رحب بدون اعتراض لانها لا تحب المشاكل، وذلك أحيانا يوقعها في مشاكل لولا تدخل امينه أختها بالوقت المناسب، لكن ذلك لا يحدث دوماً.


تصاعدت نبرة صوت الجدة وهي تقول بنفاذ صبر وسخط 


=جامعه ايه ان شاء الله اللي هتدخليها هو لسه الكلام ده في دماغك انتٍ تعليمك لحد الثانويه وده كفايه أوي عليكي انتٍ واختك انا مش حمل مصاريف جامعه، واخلصي الناس مستنيه بره وشكلهم كده اصلا ميلين ليكي يا امينه ولازم انتٍ تتجوزي الاول عشان انتٍ الكبيره وان شاء الله بكره يجي لاختك عدلها هي كمان، وربنا يهديكم واطمن عليكم وان خلاص عرفت اصون الامانه اللي ابوكم سابها لي .


زفرت أمينة نفسا طويلًا قبل أن تمتم متذمرة


=يعني معاكي فلوس تجوزيني ومعكيش فلوس تعلمينا خلاص انا هشتغل وهصرف على نفسي، بس برده هدخل الجامعه ومش هتجوز وابقى تحت حكم راجل هو انا طايقه تحكماتك لما استحمل تحكمات راجل كمان 


تجلت ملامح التجهم على وجه زاهية وهي تردف بنبرة حادة ساخطة 


=شوفي البنت وقله ادبها، مش عاوزه راجل يتحكم فيكي امال هتتجوزي ليه؟ انا ابتديت اقلق فعلا شكلك عناديه و مش هتعمري.. بس اعمل ايه الناس بره .


نظرت أميرة إلي أسفل بحرج ثم قالت فجأة بنبرة مرتبكة 


=تيته خلاص انا اللي هطلع ليهم بدلها، مش مهم بقى اي واحده فينا تتجوز مش حضرتك عايزه تتجوزي حد فينا وخلاص بس سيبي امينه في حالها .


انتفضت أمينة بذعر و خوف تردد باعتراض شديد


= انتٍ بتقولي إيه انتٍ كمان انتٍ اتجننتي؟ بس يا اميره اياكي تعملي كده ما تسلميش نفسك بالطريقه دي العريس اللي بره اصلا ده مش كويس وانا وانتٍ عارفين كويس سمعته وسمعه اهله وحشه.. هي مش جزمه مش عاوزاها تاخديها ..ده جواز 


صمتت لحظة تفكر في الأمر لتجد بأن أميرة مناسبة عنها أكثر للزواج، لتقول بصرامة حاده


=بس يا بنت انتٍ مالك طالما مش عاوزه يبقى سيبيه لاختك، وبعدين عريس إيه يا اختي اللي سمعته وحشه انتٍ هتتبلي على الناس كمان 


رفعت زاوية فمها بسخرية و قالت أمينة


=مش ده اللي كل يوم بنسمعه وهو بيضرب اخته و كسر ذراعها في مرة وامه وقفت تشجعه ولا اعترضت على اهانه بنتها وسط الشارع والمنطقه كلها، ومش ده برده اللي بنشوفه واقف مع شباب المنطقه بيعاكسوا البنات في الراحه وفي الجايه وبيشربوا سجاير حشيش.. اقول لك تاني ولا كفايه كده واحد في كل الصفات دي وعايزه تامني عليه احفادك .


زفرت بنفاذ صبر وعقبت علي مضض 


= اخته وكان بيربيها واكيد ما عملش كده من نفسه ممكن شاف عليها حاجه مش كويسه ولو كده يبقى تستاهل كسر رقبتها كمان، وبالنسبه للمعاكسات والحشيش شباب وكانوا مراهقين هو في شاب ما عملش كده ولو حسبناها كده يبقى مش هنجوز بناتنا بطلي تقفي على الواحده المهم دلوقتي هو بقى راجل كبير وكسيب.. وما فيش حاجه تعيبه.


عقدت ما بين حاجبيها بتعجب وهي تتسائل بحده محتقر 


= كل ده وما فيش حاجه تعيبه ما هي بتبدا كده هو انتم بتفكروا ازاي ما ترميش اختي الراميه دي وانتٍ يا اميره ارجعي في كلامك .. انا مش هسمحلك تعملي في نفسك كده بطلي كل حاجه تقولي حاضر ونعم لازم يبقيلك شخصيه 


نظرت جدتها لها بغل وأجابت بإقتضاب و حسم


= لولا الناس بره كنت مديت ايدي عليكي اكتمي خالص، وانتٍ يا اميره ما تسمعيش كلامها وروحي جهزي نفسك بسرعه انا هروح اطلع اقعد مع الناس اتاخرنا عليهم أوي خمس دقائق وتيجي وما تسمعيش للبنت دي . 


عندما خرجت الجدة، أسرعت أمينة تتشبث في يد أختها بقوة، وهي تردد برجاء وعتاب 


= ليه كده يا اميره؟ حرام عليكي نفسك احنا احرار ما حدش ماسك علينا حاجه طالما مش عاوزين يبقى لا وده جواز .. انا كنت هعرف اسد معاها وافقتي ليه بسرعه كده 


نظرت أميرة إلي أسفل بحزن و قالت بهدوء زائف 


=امينه ما كنتيش هتعرفي تسدي معاها ولا حاجه احنا عارفين كويس تيته في المواضيع دي ما بتتنازلش وهتفضل طول الوقت تضغط عليكي وانا فاهمه كويس ان انتٍ لسه ليكي 

احلام كتير عاوزه تحققيها زي الجامعه والشغل 

لكن انا مش في دماغي زيك، فمش هيجرى حاجه لو اتنازلت انا المره دي.. اعتبريني يا ستي بردلك التضحيه بتاعه زمان 


وقعت في حيرة لكن قلبها لا يطمئن بتاتاً لتلك الزيجة، فأخبرت أختها برجاء وخوف عليها


= اميره بلاش عشان خاطري قوليلها انك رجعتي في كلامك ولا اعملي اي حاجه تفشي العريس اللي بره، طالما رغبتك الجواز خلينا نستنى يجيلك حد أحسن وتكوني بطلتي ضعف شويه، كده هيتحكم فيكي هو وعيلته عشان خاطري بلاش انا مش مطمنه للعيله دي اصلا .


❈-❈-❈


وفي خلال أيام تمت الخطبة في أجواء عائلية، وتعالت الزغاريد وبعد أن أنتهت المراسم طلب جمال العريس أن يأخذها إلي نزهة قصيرة و سيعود بها سريعاً، لكن جدتها قد رفضت ذلك و اكتفت إنها مجرد خطبة ولم يتم عقد القران، و هذا جعل العريس يسرع بميعاد الزفاف و قام بشراء كل شئ لها، و ها قد أتي موعد الزفاف، وكانت ترتدي أميرة ثوب أبيض رائع وكانت الأجواء مليئة بالفرح و البسمة لا تفارق ثغر أميرة التي عندما رأت أختها تبكي بحزن علي رحيلها دون تردد ارتمت بين ذراعيها، عانقتها بقوة وبعدها اضطرت ان تذهب مع عريسها وتتركها لاول مره بحياتها وحدها.


لاحظت زاهية سكوت أمينة اقتربت منها تردد بسعادة 


= عقبالك يا امينة شفتي اختك كانت جميله ازاي بفستان الفرح بذمتك لما شفتيها ما حسيتيش بالغيره وانك عاوزه تبقي زيها و تفتحي بيت يا بنتي روحنا ولا جينا البنات اخرهم كده بيتك اجوزهم. 


أدمعت عينها بانزعاج وتوجس علي فراق أختها، بينما شهقت الأخري بصدمة وهي تردد بحنان


= انتٍ بتعيطي؟ اومال عامله فيها جامده و دماغك ناشفه ليه اكيد طبعا زعلانه عشان اختك هتمشي ماهي توامك برده وما لكوش إلا بعض! بس يا حبيبتي دي سنه الحياه هي يعني راحت فين ما هي ساكنه معانا في نفس الشارع وقت ما تعوزي تروحي ليها ولا هي تيجي هنشوفها 


أطلقت تنهيدة طويلة وهي تجذبها إلي نحو العمارة تضيف بصوت مطمئن 


= يلا يا حبيبتي عشان نطلع، وان شاء الله بكره نروح نشوفها ونطمن عليها .


❈-❈-❈


في اليوم التالي، لم تتقبل أمينة ما تراة من اذيه شقيقتها أو شيء كذلك وهذا أثر الصدمة التي وقعت علي رأسها عندما علمت بان العريس قد ضربها في اول ليله، فهو الأدرى بمدى رقة وحساسية توأمها وكيف هي هشه وضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها، لذا أخذت تصرخ بحدة وغضب 


= يعني ايه مد ايده عليكي يا حيوان ومن اول يوم جواز كده بيعملها عادي! انتٍ لازم تطلقي منه ده ما يستاهلكيش انا كان قلبي حاسس من الأول فرحانه انتٍ دلوقتي يا تيته 


انتشر الحنق على ملامح الجدة لطريقة تحدث أمينه مع اختها وهي تخبرها ان تتطلق، لترد هادرة بتجهم


= اسكتي خالص انتٍ بتحرضي اختك على الطلاق من اول يوم جواز ليها اسكتي انتٍ لسه صغيره ومش فاهمه حاجه تعالي معايا يا اميره جوه واحكيلي اللي حصل 


كتفت أمينة يدها وقالت بتحدي وهي تزم شفتيها


= وما تحكيش قدامي ليه ان شاء الله؟ هي ما بتخبيش عني حاجه وانا ما بقتش صغيره و بعدين لما انا صغيره دلوقتي كنتي عايزه تجوزيني ليه مكانها و أنا مش فاهمه حاجه ولا انتٍ بتكبريني وتصغريني على مزاجك 


استدارت زاهية باقتضاب نحو أميرة تجذبها قائلة بتحذير أشد 


= ما فيش فايده فيكي اكتمي مش هنتخانق في بيوت الناس! خليكي مكانك واياكي تتكلمي مع حد وانتٍ تعالي معايا جوه يا اميره 


نظرات زاهية المقتضبة المصوبة نحو أمينة كانت تحذرها من تشجيع اختها على خراب المنزل من اول ليله من زواجها، إلا أن أمينة تجاهلتها وهي تجيب بشيء من الامتعاض 


= اميره ايا كان اللي هتقولهلك ما تسمعوش اللي بتنازل مره هتتنازل بعدها 1000 مره! ما ترخصيش نفسك وما تفكريش في حاجه الا مصلحتك احنا لسه على البر علي فكره، ولو عاوزه تطلقي فعلا خدي القرار وما تخافيش انا مش هسيبك.


اخذتها للداخل بالفعل، وظلت أمينة بالخارج بغيظ شديد وهي تشعر بالمقت من جدتها و العريس بسبب تاذي اختها بسببه، تأملت المنزل لمدة دقيقة بفارغ صبر وضيق ثم نهضت لتذهب اليهم لكن توقفت مكانها بجمود صادم عندما تعالت زغاريد جدتها وخرجت وهي تحتضن توأمها مبتسمة باتساع و تردد بارتياح 


= يا حبيبتي ربنا يكملك بعقلك، خليكي كده هاديه ومطيعه لجوزك عشان ما يعملش اللي عمله تاني .


❈-❈-❈


تركض وتبحث عن حفيدتها أمينه داخل المنزل، والأخرى كان الغضب يغزو ملامحها الفاتنة، فقد كبرت و ترعرعت و أصبحت علي مشارف أن تتم السابعة عشر ربيعاً فكلما كبرت أزداد جمالها الأخاذ، كم من رجال ذهبوا إلي جدتها لطلب يدها، لكن أمينة كانت ترفض أن تتزوج في سن مبكرة أو تقع تحت يد رجل وتكون فريسه لتحكماته مثلما ترى ما يحدث مع اختها وردت فعل جدتها قليله الحيلة.


لكن هي بل تريد أن تتعلم و تصبح ذات شأن، فهي الآن انتهت من مرحلة التعليم الثانوي،

صاحت زاهية بنبرات حادة ساخطة وعيناها لامعتان بشرر مريب


= بنت يا امينه تعالي هنا يا زفته انتٍ قلتي ايه للعريس خليتيه يطلع يجري كده من غير ما حتي يتكلم؟ انتٍ مش هتبطلي عمايلك دي؟ يا بنت ده خامس عريس تطفشيه هتعنسي بعد كده الله يخرب بيتك لازم تطلعي كل واحد في القطط الفطسانه 


ظهرت ملامح الغضب ممزوجة بالاشمئزاز منها جلية على وجه أمينة وهي تردد بثقة 


= لو هتجيبيلي عرسان نفسي أشكال اللي لسه ماشي من شويه يبقى افضل عانس احسن هي دي منظر رجاله بلا خيبه، وبعدين انا عندي حاجات اهم لازم اخلصها واهم من الجواز زي الجامعه اللي انا قدمتلها من كام يوم 


اتسعت عينا الأخري بدهشة كبيرة وتعالي صوتها العالية يرج المنزل لشراستها


= نعم يا اختي عملتي إيه! قدمتي في الجامعه وجايه تقوليلي بعد ما قدمتي! انا قلت لك ايه هو كلامي ما بيتسمعش مش رفضت زمان الموضوع ده رحتي تعمليه من ورايا انتٍ خلاص ما بقاش حد قادر عليكي 


لم تهتز أمينة فقد اكتسبت قوه وشجاعه اكثر وعناد بسبب ما رأته يحدث مع اختها، وكيف دائما تكون ردود الأفعال وتجبرها على الاستمرار في تلك العلاقه السامه! لذلك أصبحت متاكده اذا لم تكمل طريقها كما تريد ستكون نهايتها مثل شقيقتها تماماً امرأه ضعيفه مسلوبه الاراده وتحت رحمة وتجبر شبيه الرجال.


هزت أمينة كتفيها تقول ببساطة


=هو انا عملت ايه غلط عاوزه اتعلم وان شاء الله لما اتخرج هشتغل! كمان، زي ما انا بشتغل دلوقتي في مكتبه عم فتحي اللي تحت وانتٍ وافقتي 


تجلت ملامح التجهم على زاهية فردت على حفيدتها بصوتٍ صارم


= انا وافقت على الشغل بس وقلت من بابا التسليه والراجل مش غريب عننا، وانتٍ فضلتي ليل ونهار تزني في الموضوع وهو كمان قالي مش هيجرى حاجه دي زي بنتي وهاتيها تقف معايا واديها اللي في النصيب.. لكن ما كنتش اعرف اللي بتخططيله من ورايا بس مش انا اللي يتلوي دراعي و هتسحبي ورقك زي ما قدمتي من بكره فاهمه ولا لا 


لوحت بيدها برفض وهي تقول بإصرار جاد 


=لا مش فاهمه كانت حجتك زمان المصاريف وانا بقول لك مش عايزه منك حاجه وانا اللي هتكلف بجامعتي يبقى رافضه ليه؟ 


تصلبت ملامح وجه أمينة وحاولت تضيف إلا أن الدم تدافع بعروقها النافرة وهي تردف بحدة


= ولا آه عاوزاني ابقى زي اختي واتجوز واحد من العرسان اللي قرفاني بيهم ليل ونهار وفي الآخر اقع لواحد يتحكم فيا ويقهرني زي ما بيعمل مع اختي، مش هو ده العريس اللي كنتي طالعه بيه السماء اهو ليل ونهار تيجي هنا تشتكي منه، ويا ريتك حتي بتنصفيها ده انتٍ بترجعيها تاني للعذاب بحجه الست الناصحه ما تسيبش بيتها .


تنهدت ببؤس وقالت بصوتٍ متسلط


=مش اخترتي اللي انتٍ عاوزاه يبقى ما لكيش دعوه باختيارات غيرك واختك ما حدش غصبها هي بمزاجها اللي كانت عاوزه كده، و بكره لما يكون ليكي بيت هتفهمي اللي انا بعمله هو ده الصح وانها فعلا ما تسيبش بيتها وما تخربش على نفسها .


همست أمينة تجذب الحروف من بين أوتار حنجرتها عنوة


= ما تخربش على نفسها إيه اكتر من كده، عاجبك اخر منظر جاتلك بيه هنا وكل مره تاخديها على جوه وتقعدي تقوليلها افكارك اللي هتجيبها ورا وانها لازم تستحمل وهي للاسف بتسمع كلامك وترجع. 


رفعت زاهية وجهها متغضنة الملامح لها ثم أجابت مدافعة عن وجهها نظرها


= عشان ناصحه مش خايبه زيك، ايه كنتي عايزاها تسمع كلامك وتطلق من اول يوم جواز عشان سيرتنا تبقى على كل لسان والناس تقعد تقول يا ترى اتطلقت ليه من اول ليله شكلها معيوبه ومش هنخلص.. وكانت هتوقف حالها وحالك.


لم تستطيع كظم غيظها وظلت تردد بصوت غاضب فهو سلاحها الوحيد أمام تجبر وتسلط جدتها 


=ما في داهيه مش هيجريلنا حاجه لو ما اتجوزناش الجواز مش اولويه و لو ما عملناش كده هنموت ليه احنا اللي مطلوب مننا نتنازل، وهم لا، عمرك شفتي راجل بيعمل نفس التضحيات اللي بتعملها الست ويقول يلا هاجي على نفسي عشان البيت يمشي واسكت 

انتٍ اللي دخلتي في عقلها كده وخليتيها تخاف من الطلاق.


هزت رأسها بقله حيله وأجابت بصوت ساخط وغير راضية على أفكارها 


= ما عشان كده هتفضلي قاعده في ارابيزي طالما ده تفكيرك، الصح اللي احنا بنعمله واللي اتربينا عليه ما هو اللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار ساعه الجد كله هيخلع و يقولي يلا نفسي واختك اللي هتشيلي الليله .


عوجت أمينة فاهها ثم قالت بمرارة 


= لا غلط الصح لو ما كانتش اتنزلت من اول مره، كان غصب عنه احترامها 


❈-❈-❈


لم تستطيع زاهية السيطره على أمينة مثلما كانت تفعل مع الأخت الأخرى، فامينه غير أميره تماماً رغم انهم توأمين! فالاخرى تمتلك عناد شديد وصعب الوقوف امامه لذلك لم تجد الجده غير قبول طلبتها على أمل ان تتغير للافضل من وجهه نظرها كما تريد، 

وفي احد الأيام عادت امينه من الجامعه وهي تردد بصوت مرتفع 


= تيته انتٍ فين انا جيت.. و.. ايه ده؟ 


اقتربت أمينة من توأمها بسرعه التي كانت تغمض عينيها تكتم ألمها بصعوبة لتسألها بتوجس 


= مين اللي عمل كده فيكي يا اميره جوزك مش كده


حدقتها جدتها بإمتعاض وحاولت الكذب بسرعه 


=لا مش جوزها وابعدي عني وسيبيها في حالها، انتٍ لسه جايه من الجامعه وتعبانه يلا يا اختي على جوه وهتلاقي اكلك متغطي في المطبخ 


رفعت احدى حاجبيها لتقول بسخرية بلا تصديق 


= هو انتٍ مفكرين عبيطه وهتضحكي عليا ومش فاهمه، جوزها طبعاً إللي كسر أيدها مش كده و عايزه تبعديني عنها ليه؟ عشان ما اقعدش احرضها على الطلاق زي كل مره؟ طب انا فعلا مش هقول لها تطلب الطلاق.


شتمت أمينة جمال زوج أختها بغل بصوتٍ خافت ثم تابعت حديثها مرددة بصرامة حاده 


= قومي معايا يا اميره نعمله محضر محترم في القسم، والله لاخليهلك عبره لعيلته اللي مش لاقي راجل يلمه ده.. قومي معايا بسرعه واتسندي عليا هنعمل تقرير الاول في المستشفى وبعد كده نطلع على القسم وبعدها عمره ما هيفكر بس يرفع عينه بعينك مش يضربك .


تنهدت أميرة ببؤس وتهدلت كتفيها بخضوع

وهي تطالع أختها وتعطيها ظهرها لترحل داخل غرفتها، أدمعت عين أمنية بحرقة من رده فعلها وكما توقعت تدخلت جدتها معترضة وهي مصدومه من أفكارها 


= انتٍ ما تفكريش خالص ولا تقترحي سيبينا في حالنا مشكلتنا واحنا هنعرف نحلها ما حدش اخد رايك ويلا على جوه، انا عارفه طول ما انتٍ قاعده جنبها مش هتسكتي .


اتسعت عينا أمينة اللتان تلمعان بالدموع وهي ترى موقف جدتها الضعيف دوماً 


= هو انتٍ بتفكري ترجعيها تاني لي ولا ايه؟ اياكي تعملي كده يا تيته حرام بقى، انتٍ مستنيه يعمل فيها ايه اكتر من كده؟ يبعتها لك بكفنها شتيمه وشتم تهزيق وهزق ضرب و ضربها والمره دي كسر ايديها يبقى هتستنى ايه عشان تاخدي موقف وتسيبيه يطلقها.. ما تبطلي بقى ظلم وافتراء 


بهت وجه زاهية من غضبها و بقلق حاولت الاعتراض مرة أخرى 


=الله يسامحك خليتيني ظالمه ومفتريه عشان بقول لك صغيره ومش فاهمه حاجه اختك حامل منه يعني الوضع اصعب وبعدين ما قلتش هرجعها انا فعلا هاخد موقف واربيه وهاخذ منه عهد ما يعملش فيها اللي عمله ثاني.. بس اطلعي انتٍ منها وسيبي اختك ترتاح.. كل اتنين متجوزين بيحصل بينهم مشاكل قد كده في اول الجواز لحد ما ياخدوا على بعض عشان كده احنا واجبنا نتدخل ونصلح . 


ازدردت أمينة ريقها لترد بصوتها المنهك من الجدال دون فائده مع الاثنين 


= وانا اللي مش بدور على راحه اختي! انتٍ كده بتتعاملي مع ضربها واهانتها عادي.. انتٍ عندك الحل اديتيله فرصه واثنين طلقيها بقى 


هزت وجهها ثم قالت بنبرة حاولت جاهدة أن تخرج ثابتة


=عشان خراب البيت مش سهل ودلوقتي هيبقى معاها عيل منه، لما تعرفي يعني ايه طلاق كويس يبقي قوليها بدل ما انتٍ عامله تردديها ومش فاهماها.. عندنا 100 حل ممكن ناخده غير ان احنا نطلقها.. ذنبه إيه العيل اللي هيتربى بين اب وام مطلقين


إحساس بالقهر ملأ روح أمينة وهي تغمغم


= بقى دلوقتي مشكلتك العيل اللي هيتربى بعيد بين اب وامه منفصلين ما كانت قدامك تطلقيها من قبل ما تبقى حامل منه بس انتٍ اللي مستنيه الأمور تتعقد عشان مش عايزه تطلقيها أصلا مهما عمل.


وفي ذلك الأثناء تعالي صوت الباب يطرق، أشارت الجدة أمام وجهها بسبابتها قائلة بتحذير و تهديد معاً


= شكلهم هم اللي على الباب انا بعتهم وبعت الجيران عشان يشهدوا عشان تعرفي اني مش بقول كلام وخلاص ولا مش خايفه على اختك زيك واكثر.. ادخلي جوه انتٍ لو قعدتي في القاعده دي هتخربيها انا عارفاكي 


هزت رأسها ثم قالت بصوتٍ مضطرب وهي تحدق بجدتها بألم


=الخراب الحقيقي اللي انتٍ بتعمليه مد ايديه وهي حامل ومش اول مره ومش عارفه تاخدي موقف عشان الوحيده اللي من اهلها بترجعها مكسوره لي، مش عارفه مستنيه ايه تاني عشان تتاكدي ان عمره ما هيتغير .


❈-❈-❈


في عرفة التوأم، رفعت أميرة نظرها قائلة بنبرة ودودة رغم ألمها


= امينه ما تزعليش من تيته ولا مني! انا فعلا مش عارفه لو اتطلقت هكون قد الحياه دي ولا لا.. و على راي تيته ده نصيبي خلاص ولازم ارضي بي؟ 


حدقت شقيقتها بنظرة ضائقة وصاحت أمينة باعتراض حاد


=مين قال كده ده مش قدرك احنا اللي بنعمل في نفسنا كده ربنا عمره ما بيرضى ان احنا نذل نفسنا بالطريقه دي، يا اميره حرام عليكي انا قلبي بيتقطع كل ما اشوفك كده 


تعالى الأصوات والحديث بالخارج حول التساؤلات والاقتراحات، تنهدت أميرة بقله حيله بحزن وعلقت بتوتر


= سامعه ستك واللي بره رايهم نفس رأيها نشوف اي حل الا الطلاق وهم فعلا لو خدوا منه موقف و عهد انه ما يعملش كده فيا تاني هرجع.. و ممكن يتعدل على راي تيته.


رفعت إحدى حاجبيها بعدم إقتناع و أجابت بسخرية وتوعيد


=موت يا حمار! مفيش حد واطي بيتعدل بس في بيتربى .


❈-❈-❈


بعد مرور ربع ساعه بداخل المطبخ، عقدت أميرة حاجيبها باستغراب وهي تسألها بدهشة


= يا امينه الميه اللي انتٍ حاطاها على البوتاجاز عماله تغلي بقيلها نص ساعه زمانها سخنت أوي، انتٍ سرحتي في ايه 


أطلقت تنهيدة و قالت بصوت مسموع مريب


=مش سرحانه ولا حاجه انا عاوزاها سخنه أوي.. تفتكري محتاجه ازود النار عليها تاني ولا كفايه كده .


رفعت أميرة احدى حاجبيها تقول مستفسرة بلا مواربة


=يا بنتي كنكه الشاي ذات نفسها اسودت من تحت الميه سخنه أوي، انتٍ عاوزاها لايه حد من الضيوف اللي بره محتاجها ما انتٍ ما لكيش في شرب الشاي 


تبسمت بنفس النظرات الجليدية و ردت بنبرةٍ ناعمة مستمتعة بحماس بما ستفعله بعد


= ما هو ده المطلوب اتفرجي بقى!. 


فوجئت زاهية والجميع بدخول امينه وهي تحمل بيديها صينيه الشاي وكانت تقف أمامها ببراءة، هتفت جدتها بسرعه بحذر 


= خير يا امينه روحي يا حبيبتي اقعدي مع اختك جوه. احنا لسه ما خلصناش كلام لما نعوزكم هننده .


ظهرت علي ثغر أمينة بسمة زائفة و بترحاب مصطنع قائلة بود زائف 


= حاضر يا تيته انا بس جبت الشاي بدل اللي برد عشان لاحظت، ان جوز اختي المحترم حاطط كوبايه الشاي قدامه ونسيها مش انت برده بتشربها سخنه 


حك جمال ذقنه و أجاب قائلاً بتعجب 


= اه تسلم ايدك هي بردت فعلا وكنت لسه هطلب واحده ثانيه.. بس مش شايف يعني مراتي قدامي عشان اطلب منها تعملها لي 


حدقت الأخري إليه بإزدراء و شر


= لا وعلى ايه انا موجوده اصلها بعيد عنك تعبانه جوه شويه .


تأجج غضب أمينة من طريقة معاملة زوج اختها جمال، شعرت بأنها نالت كفايتها فتقدمت خطوه منها متهورة لتقوم بدفع صينية الشاي الساخنه لتتهاوى نحوه.


ابتعدت النساء والرجال في الجلسة كلهن شاهقان وقد تناثرت قطرات من الشاي المغلي عليهن.. إلا على جمال كان نصيبه أن سقط الشاي كله على يديه و فخدمه فأجفلته شهقة ملتاعة لتخرج منه صارخ بألم من حرارة الشاي الساخن 


= آآآآه انتٍ ما بتشوفيش ايه ده آآه الميه مولعه انا اتسلخت .


تصلب أمه و والده مكانهما بصدمة لما حدث له وخرجت باقي شهقات النساء عاليا.. هلعت أمه نحوه والذعر عليها يملأ عينيها وهتفت بنبرة حادة 


= ما تفتحي وتشوفي قدامك حرقتي الواد! انت كويس يا حبيبي طمني عليك.. اللهي تتكسر ايدك يا بعيده للدرجه دي عمتي .


جحظت عينا زاهية من فعلتها الجريئه التي حدثت الآن، فعضت على شفتيها بحرج وهي لا تعرف ما الذي تفعله بذلك الموقف فهي متاكده بان حفيدتها كانت متعمده سكب الشاي المغلي فوقة، بينما ضغطت أمينة علي شفتيها بندم زائف وهي تتصنع البراءه وذلك حدث دون قصد منها لكن من داخلها كانت تشعر بالانتصار والسعادة وهي تراه يتألم مثلما تألمت شقيقتها بسببه .


لينهض جمال صارخ كالاطفال الصغار بحرقه وهو يصيح بألم حاد


=مش قادر ياما الكوبايه سخنه مولعه لألألأ انا مش قادر استحمل الوجع انا عاوز مستشفى بسرعه .


خرجت الكلمات منه متشنج بينما يغمض عينيه من شدة ألم ما يشعر به، وهلت أمه نعمه من منظر جلد يد أبنها الحمراوين بفعل الشاي الساخن الذي انسكب فوقهما، أدمعت عينها بانزعاج وهي تردد بخوف وهلع 


=يا قلب امك يا حبيبي الحقوني يا ناس الواد هيروح مني. 


بالكاد تماسكت أميرة وهي ترى نظرات جدتها لأختها بعد فعلها الغير متوقع كم ترمقها زاهية بسخط وخيبة أمل.. ومن فرط الأحراج الذي كان يجتاحها لم تقدر على النطق بشيء.. 


تحركت أمينة للخارج لتقابل أختها بوجهها واحمرت عينا أميرة وتزايدت وتيرة أنفاسها بخوف لأنها كانت المتسببة لما حدث له، وقالت بعتاب وتوجس 


= انتٍ عملتي ايه؟ انتٍ كنتي بتسخني الميه عشان كده؟ انا برده شكيت فيكي لما قمتي من جنبي فجاه وسكتي، ليه كده بس يا امينه تيته لو عرفت حاجه زي كده مش هتسكت هي اصلا شكت فيكي وما دخلتش في دماغها انك وقعتي الكوبايه غصب عنك.. انا مش عايزه مشاكل بينكم بسببي.


سرعان تلاشي الإمتعاض من نظرات أمينة فتحول إلي إبتسامة تسلب قلب من يراها و اقتربت تحضن أختها والبسمة لم تفارق ثغرها وهي تردد بشماته وارتياح 


=حبيبتي يا اميره انا كده طفيت ناري ونارك لو عاوزه ترجعي براحتك، كده كده ما حدش كان هياخد رايي! بس المهم ان انا خليته يحس شويه من اللي بيعمله فيكي.


❈-❈-❈


بعد مرور عدة سنوات، فتحت أمينة احدى عينيها الناعستين وقد استيقظت على صوت المنبه لتستيقظ للعمل، فهي تعينت موظفه في احد البنوك،أضاءت المصباح ذو الضوء الخافت وبدأت تجهز نفسها للرحيل، وعندما انتهت من ارتداء الحجاب تركت من الامام بعض الخصل ظاهره واخذت حقيبتها تستعد وعند خروجها من غرفتها حدقت إليها زاهية شزراً وقالت بصوت أمر


= تعالي افطري قبل ما تنزلي، وارحميني و اسمعي كلامي مره ودخلي شعرك اللي فرحانه بيه بره الطرحه ده بدل ما اجي في مره اقصهلك ما انتٍ لو كان ليكي راجل يلمك ما كنتيش عملتي كده .


أجابتها أمينة ببرود بدون أن تنظر لها


=وهم فين الرجاله دول بس يا سوسو! احنا لو لقينا حد نقدر نقول عليه راجل تبقى معجزه الأيام دي والمفروض نحطه في بترينا ونقفل عليه في المتاحف.. اصلهم بقوا زي العمله النادره .


رمقتها جدتها بسخط ثم أجابت بصوتٍ فاتر


= يا اختي مكانه حواليكي كتير بس انتٍ اللي فضلتي تتبطري وتطفشيهم لحد ما اديكي اهو ولا واحد بقى يتقدملك من عمايلك السوداء، مش كان نفسك تعنسي اديكي هتعنسي 


كسى البرود صوت ووجه أمينة وهي تقول معترضة


= يا تيته انا بقول لك رجاله اللي فاهمين بجد معنى الكلمه مش الاسم في البطاقه وفعل مفيش.. تصدقي بالله نصف الرجاله والستات ما فاهمه يعني ايه رجوله عشان كده قله.


نفخت مستاءًه منها ومن ردودها لتعلم بانها لم تصل الى شيء بالنهايه كالعاده، لذا هتفت بغضب مكتوم 


= ما باخدش منك غير كلام وبس، ومن ساعه ما اتعلمتي واشتغلتي وانتٍ كمان زاد عنادك ومابقتش قادره عليكي يا بنتي ريحيني نفسي اطمن عليكي قبل ما اقابل وجه كريم، و ساعتها ابوكي وامك هيسالوني عليكي اقول لهم ايه وقتها عرفت احافظ على الامانه و ريحت اختك والثانيه مش قادره عليها 


وفي ذلك الأثناء كان أحد يطرق الباب بقوة، لترد زاهية بصوتها الغليظ


= قومي افتحي الباب شوفي مين.. وبطلي صرمحه وتاخير بره المفروض شغلك بيخلص على العصر بترجعي ليه سته، الناس بقى يقولوا كلام مش عاجبني 


ظهرت على ملامحها المتجهمة غيظ وهي تردد بقوة 


=قلتلك بدل المره 10 لما حد يقول لك حاجه عني ردي وقوليله ما لكش فيه او سيبه لي انا وانا هفضحلهم عيالهم ما هم مش ملايكه.. بس مركزين معايا انا وخلاص، وقلت لك ساعات بقعد مع اصحابي شويه في كافتيريا بزهق من القعده هنا لوحدي.. انا همشي احسن واريحك مني 


بعدها تحركت وبمجرد أن فتحت أمينة الباب وجدت حماه أختها نعمة، سرعان ما رسمت ابتسامة شامته وهي تتسائل ببراءة خبيثة 


= اهلا ازيك يا طنط نعمة، الا بالحق هو انا سألتك ولا لا ابنك الحرق اللي انا حرقتهله من خمس سنين زمان لسه معلم ولا عملتيله عمليه تجميل واختفى. 


ضغطت على شفتيها بضيق وهي ترد بغيظ


= لا لسه معلم وسالتيني السؤال ده اكتر من مره كل ما تشوفي وشي تقريبا، اتلمي يا امينه عشان انا مش عيله صغيره قدامك و فاهمه كويس ان انتٍ عملتي كده عشان تنتقمي لاختك.. ومن انا ساعتها مش طايقاكي


ضحكت أمينة بسخرية و رمقتها بإستهزاء


=القلوب عند بعضها انا كمان مش طايقاكي ولا طايقه ابنك ولا اي حد من طرف عيلتكم ومش فاهمه كل يوم بصطبح بوشك هنا ليه 


نظرت إليها الأخري بازدراء قائلة بصدمة 


=شوفي البنت وقله ادبها سمعي حفيدتك بتقول عليا ايه يا زاهيه؟ الله يسامحك مش هرد عليكي عشان انا مؤدبه وافهم في الاصول وانا في بيتك المفروض تحترميني.. وجايه يا اختي اشتكي من اختك وعمايلها 


دفعت أمينة الباب لتغلقة و سألتها بتهكم


= نظام ضربني واشتكى يعني مش هتبطلي حركاتك القرعه دي! تقعدي تشتكي من البنت وبعد كده نفهم ان اللي حصل العكس بس انتٍ بتسبقي! لا مؤدبه أوي بصراحه وبتفهمي في الاصول طب لما انتٍ عارفه الادب والاصول كده ما تعلمي ابنك يبطل يتشطر على بنات الناس بكره هيتردلك كله في بناتك اتلمي و بطلي شغل الحموات اختي مش هتلاقيها منك ولا من جوزك اللي محسوبه عليها راجل بالاونطه 


أجابت نعمة على الفور بانفعال 


= لا البنت دي زودتها على الآخر ما تيجي تشوفي حفيدتك يا زاهيه دي عماله تقل ادبها عليا وناقص تطردني.. وعماله تقل ادبها على عيالي كمان 


صاحت زاهية بصوت جهوري حاد من الداخل


= ما تربتش يا حبيبتي امسحيها فيا ما انتٍ عارفه ان لسانها طويل ادخلي وسيبك منها لو قعدتي من هنا للصبح مش هتخلصي دي بتردي الكلمه ب 10 ما بتفصلش 


رفعت نعمة عينيها إليها ثم ضحكت بشماته ضحكة خشنة وهي تقول بصوت خفيض قاصده غيظها


= انا فهمت ليه دلوقتي انتٍ هتعنسي و هتقعدي جنب ستك من طول لسانك دي الرجاله بتطفش! ما ليهم حق بصراحه هو مين يستحملك .


كادت أمينة تذهب فوقفت و أردفت بصراحه جريئة 


=لا وانتٍ الصادقه الرجاله بتطفش عشان اللي بيجيلي بيكون ذي عينه عيلتك اللي ناقصه ربايه، ومجرد اسم ذكر على البطاقه وبس .


شهقت نعمة بعدم استيعاب و احمر وجهها من الغضب ولم تساعدها الكلمات للرد عليها، لترحل أخيراً، بينما عادت زاهية تهتف بصوت مرتفع بقله حيله ونفاذ صبر


= يا نعمه قلت لك ادخلي ومالكيش دعوه بيها مش هتسكت طول ما انتٍ بتردي عليها انا خلاص قلبي تعب من المناهده معاها، دي محدش بيقدر عليها غير ربنا .


نظرت نعمة من حولها تحاول أن تتمالك صبرها كلما رأيتها وتعاملت معها قبل أن تقول هادرة باستياء


= ومين يا زاهيه اللي ممكن يصد مع بنتك ده 

القوي في الأقوى منه! لكن دي ما شفتش في جبرتها وطولك لسانها، قادر ربنا يبعتلها راجل من عينه عيلتي اللي بتتريق عليهم ويعلمها الأدب من اول وجديد.. رجاله بحق .


الفصل الثاني من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS