رواية مريمه البارت الأول بقلم رغدة حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج
تتكئ على مضجعها بثوبها الأسود الي لم تعتد غيره ليلتهم تفاصيل جسدها ويخفيها عن كل عين
وكأنه وعدها بأن يصون العهد ويحفظ الود الذي نشأ بينهما منذ سنوات
اغمضت عينيها بتعب فهي لم تعد تستطيع السهر ومقاومة التعب بعد أن نهشت السنوات قوتها واضعفتها
وما هي الا ثوانٍ حتى غطت بسبات عميق حملها بين طياته كموج يسحبها للماضي السحيق ، لتعبر ذكرياتها بطريق ينهش أحلامها ويؤرق مضجعها
كانت تجلس بكنف والدها الذي لا مثيل له فهو الحبيب الاوّلي وهو الحنان الأزلي وهو قصة الحب الوحيده التي لا تخرج منها الّا منتصراً
تراه الاب والأخ والحبيب والصديق
لم يبخل عليها بإغداقه عليها بحبه ومعاملتها وكأنها ملكة قد تربعت على عرش قلبه
مريم فتاة تبلغ من العمر خمسة عشر عاما ولدت لذلك الشيخ الكهل بعد أن بلغ من العمر عتياً
لم يصدق نفسه أنه سيصبح ابا وسيتذوق هذه الحلاوة التي طال انتظارها حتى تمسك به اليأس
ولكن رحمة الله غلبت كل شيء وانتصرت ليهب الله له من تقر لها عينيه ويرق القلب لها
تربت مريم على يد شيخ يخشى الله ويخاف من اي ذنب مهما ضؤل حجمه كثير الاستغفار مقيم الليل محب للنوافل والطاعات
تعلمت منه حب الله حتى اضحت مثالا لغيرها فهي الخاشعة الطاهره التي لم ير احد منها طرف فوالدها كان شديد الحرص عليها فهي كنزه الثمين
كان كل من بالبلده يودون النظر لها واكتشاف ملامحها الا قلة قليله من المقربات هن من رأوها
تعب الشيخ تعبا شديدا ارقده الفراش أياما متتاليه لا يقوى على الحركه
شعر بقرب أجله ولكنه لم يخف بل كان ينتظر بشوق للقاء من طاق القلب لرؤياهم وصحبتهم
انكبت مريم على خدمته وطاعته وعينيها لا تجف دمعاتها حزنا عليه فعلامات الفراق باتت واضحة تطرق كل ليلة بابه وقبل اللقاء يغادرون تاركين أنفاسه تصارع بين الحياة والممات
مرت ليلة واثنتان والثالثه وأصبح موته قاب قوسين أو أدنى واقترب الأجل
امسك بيد مريم يوصيها بنفسها وتقوى الله والبعد عن كل ما يغضب الله
الشيخ : اسمعي يا ابنتي وعي أن الدنيا داراُ زائلةٍ دار اختبار للعابرين نحصد بها زاد الآخره وكل منا زاده بثقل عمله ، فإن كان صالحاُ كانت زاد الصلاح وعمل الفلاح ونور ينير بها دربك حتى تصلي للدار الخالده
وأما من خف زاده ونقص فهو بطريق الهلاك لا منجي له وستلتهمه خطاياه بنار موقدة وقودها الناس والحجارة
صلي كثيرا واخشعي فمن صلحت صلاته صلح عمله ومن ساءت صلاته ساء عمله وهي الفارق بيننا وبين كل كافر
استغفري كثيرا وسبحي بكرة وعشيا وانفقي مما تحبين فهذا نور قبرك بعد الممات . واياكي والقنوط من رحمه الله ، وأن عصيته توبي فإنه يحب التوابين
ولا تحزني كثيرا على فراقي فهذه حال الدنيا ليس عليها مخلد ولنا لقاء ان شاءالله عند رب العباد وإياك وفعل الجاهليه من صراخ ولطم واجعلي حزنك بقلبك محتسبتاُ عند الله
صوني نفسك كما ربيتك وكما علمتك واعملي كما أمرنا بكتابه العزيز وسيري بخطاك على سنة نبيه وخطى زوجاته وبناته والصالحات من ذريته وأتباعه
وما أن انتهى حتى طلب رؤية خليفته وتلميذه الإمام التقي النقي ذلك الشاب الخلوق الذي التحق بالمسجد منذ بضع سنوات واعتكف به وزهد عن ملذات الدنيا ومغرياتها
دخل الإمام وجلس بجانب شيخه ، ليقول : عافاك الله يا شيخي وشافاك من كل مرض
ليقول الشيخ بصوت متعب : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ،
ثم اغمض عينيه بتعب وفتحهما وقال : اريد ان أحملك أمانة وليس لي سواك اثق به انه اهل لها ، واتمنى اللا تردني خائبا
قال الإمام : اطلب ما شئت وستجدني أن شاءالله حاملا لها واطلب من الله ان يعينني عليها
فقال الشيخ : ابنتي مريم
ليقول الإمام باستغراب : ما بها
الشيخ وعينيه تتفرس ملامح الإمام: تزوجها ، وقبل ان ترفض انا اعلم انك ناسك عابد زاهد وليس لك رغبة بالزواج ،
ولكن حينما اموت لن يبقى لها من بعد الله احد ، واخاف أن تصبح مطمع للنفوس الغير سوية وهي ما زالت في ريعان شبابها ، اخاف ان تخطئ او ان تضعف أمام أحدهم،
ولذلك اخترتك لتصونها وتحميها من الذئاب البشريه وستجدها أن شاءالله نعم الزوجة وان لم تستطع عليها صبرا فاتركها بمعروف
شعر الإمام انه محاصر بين رغبة شيخه الاخيره وبين ماضيه الذي يهرب منه
فقال : يا شيخي انني اخفي عنك امرا وعليك أن تعرفه قبل أي شيء فإن علمته وما زالت رغبتك موجودة فإنني موافق على الزواج بها ، انني ..........
قبل أذان الفجر بقليل كان يجلس الإمام أمام شيخه يتوسطهم شيخ من قرية قريبه وشاهدين وتم الزواج
وقبل بزوغ شمس ذلك النهار سلم الشيخ روحه الى بارئها ولفظ أنفاسه الاخيرة وهو يضع رأسه بحضن ابنته التي كانت ترتل آيات القرآن لتخفف هول اللحظه وتشد بها ازرها
تبلل وجهه بدموعها التي كانت تنسكب بصمت دون نحيب ولا صراخ لتريح قلبه ومضجعه وتعمل بأولى وصاياه وان تحتسب عند الله ما شق قلبها وفطر فؤادها
توفي الشيخ وخرجت جنازته من المسجد الملاصق لبيته وتبعه الكثير والكثير من اهل بلدته والبلدان المجاورة الذين علموا بوفاته فكانت جنازة مهيبه لمن افنى حياته في طاعة الله وتعليم الناس أمور دينهم
وانتهت ايام العزاء وانفض الجمع من حولها وشعور الخواء أحاط بها يلفها من كل حدب وصوب
كانت تقضي ليلها بالقيام وترتيل القرآن بصوتها العذب
وكان هو بمحرابه يستلذ سماع القرآن من صوتها حتى ادمنه وما عاد ينام إلا بعد سماعه واراحة اوداجه به كأنه ترياق يزيح ثقل همومه وتعب يومه عن اكتافه
ليوقظها كل يوم صوته العذب يكمل ما كانت ترتله لبعض الوقت قبل ان يؤذن للفجر ويقيم صلاته وكأنهما على وفاق بإكمال ما يقف عليه الاخر
مرت عدة سنوات وهي تحيا حياتها وحيده وهو بين الحين والاخر يحضر لها ما يلزم البيت لتستقبله من خلف حجاب وتشكره بكلمات بسيطه
كانت نساء البلده في البداية تزورها بين حين واخر كرفع عتب وواجب صعب يقومون به ولكن اكتفاءها وعدم احتياجها أعطاهم مبرر للابتعاد حتى ما عاد احد يسأل عن احوالها ولا يزورونها ولا يستعلمون أخبارها وكأنها باتت لهم نسيا منسيا
منذ البدايه لم يكن بقلبه نحوها الا مشاعر شفقه وحزن وبعدها أصبح وجودها أمرا مسلما به وأصبح صوتها ودعاءها شفاء لروحه المتعبه
إلى أن جاء ذلك اليوم فقد كانت تشعر بحمى شديدة
فبقيت طريحة الفراش تارة يغلبها النوم وتارة يؤرقها التعب
بات ليلته الأولى دون أن يسمع صوت القرآن يخرج من جوفها، ارقه النوم ولم تغمض عينيه وهو ينتظر حتى بزغ الفجر ومضى النهار بطوله وهلت ليلة أخرى وحين تعدى الوقت المعتاد شجع نفسه وطرق بابها ثلاثا ولكن لا مجيب انتظر قليلا وحين لم تفتح عاد لمحرابه
والتصق بالحائط المشترك بغرفتها وناداها ليسمع صوت انين خافت وهمهمات ضعيفه ، لم يتمالك نفسه وخرج ثانية وطرق الباب قبل ان يدفعه بقوة
دلف البيت والقى السلام وبحث عنها حتى وجدها ملازمة لفراشها
كانت نظرة واحدة كفيلة بأسر قلبه واطاحة عقله
اقترب منها بخطوات متهدجة وناداها ولكن لم يجد منها سوا الهمهمات، وضع يده على جبينها ليستشعر حرارتها العاليه
اسرع الخطى واحضر بعض الماء وبحث عن قطعة قماش وجلس بجانبها يصنع لها كمادات ماء بارده وهو يتأمل ملامحها التي رغم التعب والسقم ما زالت تحتفظ برونقها
وحين بزغ الفجر اسرع للمسجد وما أن ادى الصلاه وانفض الجمع من المصلين حتى عاد لها ليستأنف مراعاتها حتى فتحت عينيها بضعف وما أن لمحت طيفه حتى صرخت ليفزع
وضع يده على فمها وقال : لا تخافي انني الإمام
ولكنها كانت بوضع لا يسمح لها باستيعاب اي شيء فهبطت دمعاتها وحاولت الصراخ ثانية ولكنه كمم فمها مجددا وقال بحده : لماذا تصرخين ؟؟ أهذا هو رد المعروف ؟؟ انني هنا منذ وقت العشاء احاول خفض حرارتك
هدأت قليلا واستوعبت ما يقول وتذكرت ما كان منسيا لها الا وهو انه زوجها وليس بغريب عنها
نظرت له بخجل وقالت معتذرة ؛ اعذرني فأنا لم ارك قبلا الا قبل بضع سنوات
ابتسم لها وقال : لا عليك ، هل تشعرين بتحسن ؟؟
اومأت برأسها ليقول وهو يقف : ساصنع لك حساء قبل ذهابي ،وانتي حاولي أن تغادري الفراش وخذي حماما دافئا منعشا ليهدأ جسدك وتناولي بعدها طعامك
فعل كما انتوى وغادر منزلها وعاد لمكانه يحاول أن ينال قسطا من النوم فهو يشعر بتعب شديد
مضى يوم واثنين واسبوع يليه الاخر حتى مضت أشهر ليس بفكره سواها ، فقد احتلت تفكيره نهارا واحلامه الوردية ليلا ، تارة يلوم نفسه وتارة أخرى يفكر انها زوجته وليس عليه أي ذنب بأن تستوطن قلبه وعقله
وكان يستنكر نفسه وهو يتساءل : أين هو العابد الناسك المعتكف ؟؟ هل فتنته واغوته دون ادراك ودون عناء
أكان لها تأثير السحر على قلبه
بات يصارع نفسه يوميا فهو يريدها بالقرب منه لينعم بجمالها ونقائها الذي تتسم به
وفي مساء احد الأيام تشجع وقرر ان يزورها ويتحدث معها وبالفعل طرق بابها ليجدها كالمعتاد تفتح الباب وهي تسدل على وجهها نقابها لا يظهر منها سوا عينيها
نظر لها وغرق ببحر عينيها التي ما ان طالعته حتى اخفضتهما خجلا
حمحم ليجلي صوته وقال : هل استطيع الدخول ؟
تلفتت حولها لا تدري ماذا تقول ولكن نظراته الوديعه المستجديه جعلتها تبتعد قليلا وهي تشير له بيدها : تفضل
تقدم بخطوات متمهله وحين مر بالقرب منها اخذ نفسا طويلا ليشبع رئتيه من رائحتها العطرة
جلس وجلست بالمقابل له وبينهما مسافة لا بأس بها
ابتلع ريقه عدة مرات وقال : كيف حالك
مريم : الحمد لله بخير
الإمام: في الحقيقه اريد ان اتحدث معك في موضوع يخص كلانا
مريم : تفضل اني اسمعك
الإمام: انتي تعرفين اننا زوج وزوجة منذ عدة سنوات
شعرت بحمرة الخجل تضرب وجنتيها وقلبها بدأ ينبض بشكل غير اعتيادي، الا يكفي وجوده معها وها هو يتحدث عن كونه زوجها
اكمل الإمام وقال : وايضا تعرفين ظروف زواجنا ،إضافة إلى ذلك انك كنتي صغيرة .
كانت تستمع له وتذكرت حين ناداها والدها واخبرها أنه قد اختار لها من يرتضي به زوجا لها وأنه سيصونها ويكون سنداُ لها من بعده، وان لم تطق معشره فإنه سيعطيها حريتها ولكن في الوقت المناسب
هنا أدركت بداخلها انه قد أتى لينزل الحمل الثقيل عن كتفيه ويبرؤها من زواجهما ، وقررت أن تطلب الطلاق منه قبل ان يهدر كرامتها ويبعثرها أرضا
ولكن صعقت حين اكمل بتوتر وقال : انتي الان قد أصبحتي في سن مناسب لاتخاذ اي قرار يخص حياتك الشخصيه وأريد أن اتقدم لخطبتك واتمنى ان اجد عندك القبول
سكت قليلا ليشهد توترها وعينيها التي رمشت عدة مرات دليلا على عدم استيعابها ودهشتها
فاكمل وهو يهم بالخروج : انا لم اعد صغيرا والوحدة تقتل نفسي وانتي أيضا وحيدة مثلي فكري جيدا لعل وجودنا معا يخفف من آلامنا ونجد الونس والعوض معا
واعلمي انه مهما كان قرارك فأنا بإذن الله راض به ولن ارغمك على شيء لا ترغبين به وستبقي أمانة عندي إلى أن تقولي هذا يكفي وسأكمل حياتي مع من سيصونني
خرج من المنزل تاركا وراءه روحا خاويه تتخيط بين اضلعها وقلبا ضرباته تجري في مضمار اوردتها
يومين بأكملهما لم تكف عن التفكير في طلبه الغريب ،اليس هو زوجها؟؟ كيف يتقدم لخطبتها ؟؟
وتبدل التفكير الى ابتسامة على شفتيها كلما مر ببالها وتشعر بأن قلبها يراقص أفكارها ويداعب ابتسامتها التي أصبحت بها كالبلهاء
طرقات خفيفه عرفت صاحبها ففتحت الباب بخجل كبير ليدلف للداخل بعد أن افسحت له المجال
كان بريق عينيها كافيا لإعطائه اجابته التي يستجديها ولكنه كان يريد سماع موافقتها ليطمئن قلبه
الإمام: هل فكرتي بعرض الزواج يا مريم
اسمها لقد نطق اسمها بين شفتيه بنبرة عذبة رقيقه لتشعر ان له لذة مختلفة فريده اختص بها
اومأت برأسها وقالت بتوتر : نعم
الإمام: وماذا قررتي
ترددت كثيرا وهو ينتظر إلى أن امسكت بنقابها ورفعته لتكشف له عن وجهها الصبوح وكأنها بفعلتها هذه تقول له هيت لك
كانت فرحته لا توصف وليس لها مثيلا فهو منذ أن رآها قد اصبحت له كالادمان يرغب برؤيتها وها هي لم تبخل عليه بما تمنى
مضى عدة أشهر وهو يزورها ويجالسها ويتحدث معها ويحدثها عن كل شيء حتى يعتادا بعضهما بعضا
وفي أحد الأيام لم يقاوم مشاعره ولبى نداء قلبه وتمم زواجه يها الذي بقي مع وقف التنفيذ لسنوات طوال فباتت له زوجة قولا وفعلا وكانت هي مرحبة بكل مشاعره وحبه الذي اغدقه عليها
مضى شهر بأكمله وهما ينعمان بسكن الزواج وطيب حلاله ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي الأنفس
وجاءت رياح الماضي لتعصف بكل ما تحمله وتلقي به في وجهه وهو من ظن ان الماضي قد ذهب دون عودة وسره الذي دفنه بأعماقه هرول عليه وبيده سلاسل العقاب لينذره ان ما اقترفته يداه جاء وقت سداد دينه .
وعاد بذاكرته لسنوات طوال حين كان في اوج شبابه ورأى ما اثار فطرته الرجوليه حين دافع عن امرأة من بطش رجل كاد أن يعتدي عليها وما أن دفعه عنها حتى اصطدم رأسه بصخرة اودت بحياته فنال منه الخوف وانعدم تفكيره وأطلق العنان لقدميه ولاذ بالفرار بعد أن اطمأن على المرأة
وبعد عدة ايام حاول العودة ولكن كل من قابله نصحه بالفرار فأهل القتيل قد اقسموا على أخذهم بالثأر منه ولأن الحياة غالية آثر حياته على تسليم نفسه
فسافر وزار بلدان كثيره وتنقلت قدماه بالبلاد التي طافها حتى استقر بالمكان الذي وجد به راحة فؤاده فعمل كخادم بالمسجد
وأكمل دراسته للشريعه واستقر بجانب شيخه الذي علمه كل ما استطاع حتى سلم روحه لبارئه بعد أن عقد قرانه على مريم
وها هو الآن وقد وصله خبر ان ابن القتيل قد أصبح رجلا شديد البأس ويبحث عن قاتل والده وقد غادر منزله يطوف البلاد باحثا عن غريمه واقسم الا يعود الا بعد ان يثأر ويقتص لوالده وها هو ليس أمامه الا بعض الوقت ليصل له
ثقلت هموم الإمام وأصبحت لياليه مصحوبة بكوابيس ونهاره يقضيه مفكرا بمصيره ومصير من اصبحت زوجته
وما زاد الوضع تعقيدا حين تشتت مشاعره بمعرفته بحملها فبرغم فرحته بأنها تحمل باحشائها بذرة عشقهم الا أن قلبه انقبض من الثأر الذي قد يطاله هو او ذريته
بضع ايام ثقال حتى وصل ابن القتيل له وتواجها وجها لوجه
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق