رواية ضحية ذئب الفصل الواحد والثانى والعشرون بقلم ريهام الحديدي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
(في شقة حسن)
- بعد مرور ساعتين فتح حسن باب الحجرة على سارة دون إستئذان ليشعرها بسيطرته عليها، تجول بعينيه في الغرفة حتى وجدها منكمشة على نفسها بجانب السرير على الأرض لا يكاد يظهر منها إلا جزء من رأسها المغطى بالحجاب دائماً وهي تضم ركبتيها إلى صدرها وتدفن رأسها بين ركبتيها وتبكي
بشدة ، أغمض حسن عينه بندم ظاهر على ملامحه لما فعله معها وأخذ يمسح على وجهه عدة مرات حتى يستطيع التحكم بإنفعالاته، فتح حسن عينه وأقترب من مكان سارة وتحدث قائلاً بصوتاً حاول جاهداً أن يخفي فيه ألمه وحزنه عليها.
- حسن: هاه يا سارة الساعتين خلصوا عايز أعرف قرارك إيه؟
- أنتبهت سارة على وجود حسن معها في الحجرة فقامت بدفت رأسها أكثر وهي تضع يدها فوق رأسها لتخفي رأسها تماماً وأخ>ت تنتحب بصوت أعلى وهي تشهق وجسدها يرتعش بخوف.
- أغمض حسن عينيه لثواني قليلة وهو يتألم أكثر و لايرغب في رؤيتها بهذا الشكل وتمنى لو أستطاع ضمها إلى صدره ويربت على رأسها وظهرها حتى تهدأ ولكنه بدلاً من ذلك قام بإمساك يدها وأبعدها عن رأسها وهو يجذبها ليجبرها على الوقوف أمامه ومواجهته.
- أغمضت سارة عينيها بقوة كرد فعل طبيعي لها يدل على عدم رغبتها في رؤيته أمامها.
- أحس حسن بألم في قلبه من حركتها التلقائية تجاهه و أغرورقت عينه بالدموع وخفف من قبضته على يدها وقال بصوت مهزوز مختنق : عايز أعرف قرارك وسكت ثواني قام فيها بمسح دموعه التي تحدته وهربت من مقلتيه لتنهمر على وجنتيه رغماً عنه وأكمل بصوت أجش باكي: أنت ولا حنان؟
- تجلى الألم بوضوح على وجه سارة وإزداد إنهمار دموعها وكأنها نهراً أفاض ولا يوجد سبيل لإيقافه ، وتحدثت بصوت متقطع.
- سارة: ربنا ينتقم منك إنتقام عزيز جبار، وأكملت بصوت منهزم يائس أنت ضيعت حياتي ودمرت مستقبلي وبعدتني عن أهلي عايز مني إيه تاني سيبني أمشي بقى.
- ترك حسن يد سارة عندما بدأت حديثها بالدعاء عليه و أولاها ظهره حتى لا ترى دموعه المنكبة على وجهه استمع لآخر حديثها ثم رد عليها بجملة أراد منها أخضاعها لأمره: يبقى أنت اللي أخترتي وأختك هاتكون مكانك في الوقت اللي هاتبعدي فيه عني.
- قامت سارة بإمساك ذراعه برجاء وهو مازال يوليها ظهره وهي مازالت تبكي بشدة وقالت: أرجوك أختي لأ، حنان لأ.
- رد عليها حسن وقال: يبقى تنفذي أمري واللي أقولك عليه تعمليه من غير مناقشة.
- أنهارت قوى سارة ووقعت على الأرض بيأس تام لتأكدها من عدم قدرتها على الخروج من نطاق تحكمه و سيطرته التي فرضهما عليها.
- أكمل حسن حديثه وقال بألم واضح جلياً في نبرة صوته: أعملي حسابك على الساعة 7 هانخرج ثم صمت للحظات مسح
فيها دموعه ونظر إليها ليرى تعبيرات وجهها وتأثير كلامه عليها ثم أكمل حديثه بصوتاً مختنق: هانروح نكتب كتابنا رسمي عند المأذون وبعدها هانروح لدكتورة عشان نتابع معاها الحمل.
- سمعت سارة نبره الألم في صوته ولكنها لم تعيرها أهتمام وظنت أنها تخيلتها عندما سمعت باقي حديثه، وعندما نظرت لوجهه ورأت آثار دموعه وعينيه التي تحول لونهما إلى الأحمر الدموي كان حسن قد أنهى حديثه وخرج مسرعاً على الفور تاركاً وراءه قلب محطم وروح معذبة ومحتارة في فهم نظرته ونبرة صوته التي سمعتها ولكنها ظنت انها توهمت ما رأت وإنها مجرد خيالات رأتها بسبب دموعها.
- رفعت سارة عينيها تجاه الباب وأخذت تدعو الله وتقول: يارب يارب نجيني من اللي أنا فيه.
**************
(في شقة إبراهيم)
- قصت أمينة لزوجها ما حدث مع إبنتها حنان اليوم في الجامعة فتنهد إبراهيم بحزن وألم يختلج صدره ورفع عينه ويده إلى السماء وأخذ يدعو الله بقلب منفطر على ابنته أن يردها الله له سالمة ويجعل لها من كل ضيق وهم مخرجاً وأن يحفظ له ابنته الآخرى من كل شر.
- أدمعت عين أمينة وأمنت على دعاء زوجها ثم تركته وأتجهت نحو حجرتها تبكي فقدان أبنتها وحال أبنتها الآخرى.
*************
(في شقة حسن)
- بعد خروج حسن من غرفة سارة أجهش بالبكاء وجلس بإنهيار بجوار الحجرة وأخذ يمسح بيده على بابها ويربت عليه وتكلم من بين دموعه وكأنها تجلس أمامه وهو يقوم بإرضائها: أنا أسف ياعمري، أسف على اللي عملته واللي لسه بعمله فيكي، أسف و أوعدك إن كل ده هايتغيربعد ما أضمن وجودك بإستمرار معايا وجنبي وصدقيني يا سارة عمري ما هأذيكي تاني وقام بوضع جبينه على الباب وهو يتخيل جبينه ملاصق لجبينها و أخذ يهمس من بين شهقاته ماكنتش هاقدر أسيبك تبعدي عني، أنا خايف أرجع أعيش لوحدي من تاني، أنت أماني و أملي الوحيد في الدنيا أرجوكي سامحيني، وأغمض عينه بألم وهو يقول: يارب يارب أنا عارف إن ذنبي كبير وإني غلطت كتير في حقها بس يارب أنا جايلك ندمان وعايز أتوب يارب أقبل توبتي وخليهاتقبلني في حياتها يارب، وقام بتثاقل من مكانه وتوجه للمرحاض ليتوضأ ويصلي وأخذ يدعو في صلاته أن يتقبل الله توبته ويغفر له ذنبه في حق سارة ولأن يصلح ما بينهم.
*************
- توجه عصام إلى شقة عمه إبراهيم لكي يطمئن عليه ويسأله عما إذا كان قد ورد إليه أتصال من اللواء حمدي، طرق الباب وإنتظر قليلاً حتى فتحت له أمينة الباب، رحب به وبعد أن سألها عن أحوالها وصحتها سألها عن عمه فأخبرته بتواجده في مكتبه فستأذن منها للدخول إليه فأذنت له.
- طرق عصام باب الحجرة فسمع صوت عمه من الداخل يأذن لمن بالخارج بالدخول، فتح عصام باب الحجرة وتحدث قائلاً.
- عصام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أزيك يا عمي حضرتك عامل إيه؟
- قام إبراهيم من مكانه وتوجه إلى عصام ورحب به بشدة وعاتبه قائلاً:أخيراً حنيت على عمك وقولت أنزل أشوف أخباره إيه؟
- نظر عصام للأسفل بخجل وتحدث قائلاً والله ياعمي غصباً عني وحضرتك عارف حالتي كانت عاملة إيه.
- رد إبراهيم بألم بادي على صوته: ربنا يعينك ويعينا يابني على اللي إحنا فيه ويخرجنا منه على خير.
- سأل عصام مستفهماً بعد أن أستشعر نبرة الألم في صوت عمه: فيه حاجة حصلت ياعمي وأنا معرفهاش؟ سارة جرالها حاجة؟
- إبراهيم: سارة؟ هو فيه حد يابني يعرف حاجة عن سارة،سكت قليلاً وأخرج زفرة ألم من صدره وتابع: ربنا يرجعهالنا بخير، الموضوع إن علا أخت أسامة ضايقت حنان النهاردة في الكلية وقالت لها كلام فارغ خلتها جت منهارة من العياط....
- قطع عصام إسترسال عمه في الحديث وقال: يعني الحالة اللي شفت بيها حنان الصبح دي علا وكلامها؟
- إبراهيم: أيوة يابني أمها بتقول إنها كانت منهارة وكمان مش عايزة تروح الجامعة تاني بس الحمد لله أمينة أتكلمت معاها وأقنعتها تواجه أي حد يتكلم على أختها وترد غيبتها وتجيب لها حقها.
- رد عصام بصوت ثائروهو يقوم بدفع الكرسي: اللي بيتكلم على سارة ده بيتكلم على أي أساس؟ شاف منها إيه؟ ده مافيش بنت في البلد كلها في تربية سارة وأخلاقها ،أنتا خلاص هاتجنن كل شوية أسمع ناس ماتسواش تلقح عليا بالكلام أنها هربت مني مايعرفوش إن أنا اللي قصرت في حقها ونسيتها، أنا خلاص ماعدتش قادر يا عمي أنا بقيت ماشي بتخانق مع أي حد يحاول بس يفتح الموضوع معايا حتى لو كان بيفتحه من باب أنه هايساعدني بفكرة أو رأي جديد، وضع عصام يده على رأسه وجلس بإحباط وقال بصوت مجهد: أنا خلاص تعبت، تعبت أوي ياعمي ومش عارف أعمل إيه.
- إبراهيم وهو يربت على كتف عصام: العمل عمل ربنا يابني وماحدش بإيده حاجة كلنا مستنيين الفرج من عنده.
- عصام: ونعم بالله ، وصمت لبعض الوقت ثم سأل عمه:هو مافيش أخبار من اللواء حمدي؟ ماتصلش عليك من آخر مرة كلمناه؟
- هز إبراهيم رأسه بأسف وقال: أبداً والله وأنا كنت بفكر أتصل بيه النهاردة.
- عصام متلهفاً: أه أتصل ياعمي يمكن فيه أخبار جديدة وهو مشغول ومش فاضي يكلمك.
- إبتسم عصام بألم وقال: هاتصل يابني ولو إني عارف إن لو كان فيه جديد ماكانش إستنى لحظة واحدة وطمنا.
- قام إبراهيم بإمساك هاتفه وطلب رقم اللواء حمدي وإنتظر رده على الهاتف.
- اللواء حمدي: ألو السلام عليكم.
- إبراهيم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إزي حضرتك يا فندم يارب تكون بخير.
- اللواء حمدي: الحمد لله بخير: أنت عامل إيه وأخبارك إيه؟
- إبراهيم: والله أخباري زي ماحضرتك عارف، بالي مشغول أوي على سارة، ياترى مافيش أي أخبار عنها عند سيادتك يا فندم؟
- اللواء حمدي: لو فيه أخبار صدقني ماكنتش هاتردد وأبلغكفي وقتها، صدقني يا إبراهيم أنا مهتم بالموضوع ده بنفسي وإن شاء الله هابلغك بأي شئ يجد.
- إبراهيم: إن شاء الله ، أنا متشكر أوي لإهتمام حضرتك وأسف على الإزعاج.
- اللواء حمدي: مافيش إزعاج ولا حاجة يا إبراهيم وربنا يطمنك عليها في القريب العاجل.
- إبراهيم: يارب يافندم يارب، طيب مش هاعطل سيادتك أكتر من كده مع السلامة يافندم.
- اللواء حمدي: لا عطلة ولا حاجة يا إبراهيم، مع السلامة.
- أغلق إبراهيم الهاتف ولم يحتاج عصام سؤاله عما قاله اللواء حمدي فوجه عمه وكلامه يقول إنه لا يوجد جديد.
- بعد صمت دام لربع ساعة تحدث عصام قائلاًأنا مسافر إسكندرية بكرة إن شاء الله ياعمي وإحتمال أقعد إسبوع ، عندي قضية هناك ولازم أتابع التحقيقات مع الموكل بتاعي.
- إبراهيم: ربنا يعينك ويوفقك يابني، ماتقلقش على والدتك هاخلي حنان دايماً تطلع تطمن عليها ولو عايزها تنام معاها كمان مافيش مانع.
- عصام: أنا مش قلقان على أمي ياعمي، وبعدين أنا عارف إنها في وسطكوا، أنا بس قلقان على حنان لحد يرجع يتعرضلها بالكلام تاني،على العموم ياعمي لو تقدر تخليها ماتروحش الجامعة الإسبوع ده بس لحد لما أرجع من السفر وأنا أروح لها الكلية بتاعتها وأتصرف مع اللي بيضايقوها بمعرفتي.
- إبراهيم: ماتشيلش هم أنت بس يا عصام أنت عارف حنان طول عمرها قوية وبتعرف ترد على اللي يغلط فيها بس اللي حصل ده هو اللي هزها شوية بس إن شاء الله ترجع زي الأول، قوم ننزل نصلي في الجامع ونقولهم يندهوا لوالدتك ونتعشا كلنا مع بعض.
- أومأ له عصام وقام من مكانه وقال: اللي تشوفه ياعمي.
- وبالفعل توجهوا للمسجد بعد أن أخبروا أمينة أن تعد العشاء وتبعث بحنان لتطلب من عفاف النزول لكي يتناولوا العشاء جميعاً مع بعضهم البعض.
****************
(في مكتب اللواء حمدي)
- بعد الإنتهاء من مكالمته مع إبراهيم قام اللواء حمدي بإستدعاء شريف ، وبعد عدة دقائق طرق شريف باب مكتب اللواء حمدي وأستأذن للدخول فأذن له اللواء حمدي الذي تحدث بمجرد دخول شريف قائلاً وهو يشير له بالجلوس: ها ياشريف أخبار حسن إيه؟
- شريف: من آخر مرة كنت فيها عنده وأنا ماعرفش عنه حاجة يافندم.
- اللواء حمدي: طيب أنا عايزك تروح له النهاردة وتقوله اللواء حمدي بيبلغك إن المدة قربت تنتهي ولو مافيش جديد تم هاينفذ كلامه وهايبلغ أهل البنت بمكانها ويتحمل هو التباعيات بتاعة عمايله.
- رد شريف بصوت حازم وقال: إن شاء الله يافندم.
- اللواء حمدي: تقدر تروح على مكتبك دلوقتي ياشريف.
- شريف: تمام يافندم, وإنصرف على الفور.
******************
(في شقة حسن)
- دخل حسن على سارة فوجدها نائمة على الأرض في وضعية الجنين، فتوجه إليها وقام بالنزول لمستواها وأخذ ينظر لها بمشاعر مختلطة بين الحزن والألم والخوف والحب، حزن لما
وصلت له حالتها وما هي عليه الآن، وألم لما فعله ومازال يفعله بها ، وخوف من فقدانها بعد أن وجدها، وحب شديد أصبح يملأ كيانه كله و تحول إلى تملك لأنها أصبحت تمثل له الدنيا ومافيها..
- ربت على رأسها وتحدث بنبرة هادئة حتى يوقظها وقال: سارة, سارة, يلا قومي سارة هانتأخر على ميعادنا مع الدكتورة، سارة..
- فتحت سارة عينيها عدة مرات ببطء حتى فاقت وأنتبهت لقربه الشديد منها، فقامت من نومتها بفزع وجلست وأحتضنت قدماها بيديها وأبتعدت عنه قدر إستطاعتها.-
- أعطاها حسن بعض اللحظات لكي تنتبه لحديثه بعد ردة فعلها وفزعها من قربه منها وقال بعدها: قومي غيري هدومك ربع سشاعة وهاننزل هانروح للمأذون الأول.
- أغمضت سارة عينيها وبدأت في البكاء فأكمل حسن حديثه وقال: قدامك عشر دقايق تكوني لبستي وتخرجيلي الصالة برة ولو ده ماحصلش هاتلاقيني داخل ألبسك بنفسي، وقال لكي يدفعها لتنفيذ كلامه: وده شئ يسعدني طلعاً وأظن أنك عارفة
كده, وقام من جانبها وتوجه إلى الدولاب و أخرج منه فستان بسيط يمتزج به اللون الأبيض مع الذهبي و أخرج من الدرج طرحة مناسبة له ثم وضعهم على الفراش ونظر لساعته ثم لها
وقال: الساعة دلوقتي سبعة، سبعة وعشرة لو ماخرجتيش جاهزة هادخل أنا ألبسك بنفسي، ثم تركها وخرج صافقاً الباب وراءه بقوة لكي يبث الخوف والرهبة في نفسها ليجبرها على طاعته .
- كانت كالآلة تتحرك بدون روح ولكن الفرق بينها وبين الآلة هو دموعها التي كانت تزرفها بإستمرار وصمت، كانت تعلم أنها إن لم تبدل ملابسها فسيقوم بتنفيذ تهديده ويفعل هو ذلك فحاولت إبعاده عنها ولو لوقت قصير، إنتهت من تبديل ملابسها وجلست على الفراش بهدوء شديد.
- بعد مرور العشر دقائق قام حسن بفتح الباب فوجدها تجلس على الفراش بهدوء وهي منكسة رأسها بيأس كبير شعر بإنقباض ونغرات في قلبه من رؤيتها بهذا الشكل كانت كالملاك تماماً في فستانها الأبيض وحجابها الذهبي ووجهها الأحمر من
شدة البكاء إنبهر حسن برؤيتها ولكن شعر بقلبه يكاد يتوقف من شدة الألم الذي يعتصره بسبب دموعها ومنظر رأسها
المنكس بإنكسار وبسبب ما هو مقدم على قوله وفعله معها، أفاق حسن من شروده وأفكاره وتقدم منها وهو يمد يده لها بشئ ويقول: دي البطاقة بتاعتك واللي في الكيس الصغير ده
صورك أنا طلعتها على صورتك اللي كانت في محفظتك في شنطتك خديهم حطيهم في شنطتك ولما المأذون يسألك عليهم طلعيهم له، وعندما لم تستجب له توجه إلى الدولاب وأخرج منه حقيبة صغيرة باللون الذهبي مطعمة بحبات كريستالية
صغيرة ووضع فيها أشيائها ومد يده لها بالشنطة وقال: أنا حطيتهم هنا، وقام بإمساك يدها ووضع الشنطة فيها ثم حثها على الوقوف أمامه وتحدث بنبرة تحذيرية وهو يضغط قليلاً
على معصمها وقال: حذاري يا سارة سامعة حذاري حد يحس إنك مش موافقة على جوازك مني أو عقلك يقولك إهربي أو إستنجدي بحد من اللي هانشوفهم دلوقتي صدقيني أختك
هاتكون مكانك في نفس الساعة (سمع شهقتها الخافتة فصمت للحظة وقام برفع وجهها بأطراف أصابعه ونظر بحدة لعينيها وتابع حديثه) قائلا: ومش بس كده اللي إنت شوفتيه
وعيشتيه معايا حاجة واللي أختك هاتشوفه معايا حاجة تانية خالص، فاهمة قالها بصوت عالي ليضمن سيطرته عليها لآخر وقت وسكت عندما شعر برعشتها وبإهتزاز حدقي عينيها خوفا من تهديداته.
- وعندما سكت ووجدته ينتظر ردها أومأت له برأسها بسرعة عدة مرات بخوف ورهبة وهي تزيد في بكائها فقط.
- مسح حسن دموعها بيده وقال: مش عايز دموع، أتفاقنا؟
- أومأت له سارة مرة أخرى ولم يزيدها هذا إلا ذرف الدموع أكثر.
- قام حسن بحثها على السير معه لخارج الغرفة ومنها إلى خارج المنزل، فتح حسن باب سيارته وقال: إركبي.
- إنصاعت لأوامره وكأنها جسد بلا روح يساق إلى دفنه.
- ركب حسن سيارته وقادها وتوجه بها إلى مكتب المأذون الشرعي وعن وصولهم أوقف السيارة ونظر إلى سارة وقال: أي
حركة منك تلفت لينا النظر جوة صدقيني تليفون صغير مني وقبل ماتوصلي لبلدكم هاتكون أختك قدامي وبنفذ فيها عقابك، سكت قليلاً ثم مد يده لها ببعض المناديل الورقية وقال: إمسحي دموعك وبطلي عياط.
- رفعت يدها لتلتقط المناديل بخوف ورعشة بادية على يدها.
- أغمض حسن عينه لثواني ليستطيع السيطرة على إنفعالاته ثم فتحها ونظر لها وقال: يلا إنزلي.
- فتحت سارة الباب بكف مرتعش ونزلت من السيارة.
- خرج حسن ورائها وقام بغلق السيارة وتوجه إلى سارة وأمسك يدها المرتعشة وحثها على السير لداخل المكتب.
- جلست سارة أمام المأذون منكسة الرأس تمسح على الفور أي دمعة تسقط من عينيها.
- قام المأذون بسؤالها: إنت موافقة يابنتي على جوازك من الأستاذ حسن؟
- لم ترد سارة وصمتت لبعض الوقت وشردت فقام حسن بإخراج هاتفه من جيبه وأخذ يطرق به على المنضدة التي
أمامه ليثير أنتباهها له وبالفعل نظرت له سارة فقام بإمساك الهاتف وكأنه يقوم بالإتصال بأحد ما فردت سارة سريعاً وهي تنظر له قائلة: موافقة.
- نبض قلب حسن بشدة وهو يسمعها وهي تعلن موافقتها على الزواج به رغم معرفته إنها مجبرة ولكنه شعر بالسعادة وهو يسمع المأذون يقول: على خيرة الله, بطاقتك يابنتي وبطاقتك
يابني أخرج حسن بطاقته من جيبه وأمسك حقيبتها وقان بإخراج بطاقتها منها وكذلك أخر صوره وصورها وقدمهم للمأذون, قام المأذون بتوثيق البيانات الرسمية لهم ونادى على
المساعد والعامل وقال تعالوا وأشهدوا على عقد قران الأستاذ والهانم، تقدم الرجلان وقام المأذون بعقد القران ولاحظ حسن إرتعاش يد سارة وهي تمضي على العقد فأمسك يدها الآخرى وضغط عليها قليلاً.
- ذرفت سارة الدموع بشدة عند سماعها للمأذون وهو يقول: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخير.
- قام حسن من مكانه وجذب سارة لأحضانه وأغمض عينيه براحة وهو يضمها إليه بقوة ويقول: هششششش خلاص إهدي كله هايبقى كويس, كل حاجة هاتكون تمام، ثم أكمل بعدها
بصوت هادئ رخيم عميق النبرات وهو يجاهد حتى لايذرف دموعه فرحاً بزواجه منها: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه.
- نظر لهم المأذون بإبتسامة وقال: أمين يارب، بارك الله فيك يابني، ربنا يكرمكوا إن شاء الله بالذرية الصالحة ومايحرمكوش من بعض أبداً.
- قام حسن بترك سارة بعد عدة دقائق وأخرجها من أحضانه رغماً عنه ونظر للمأذون بإبتسامه وهو يشكره ثم أمسك بحقيبة سارة بيد وباليد الآخرى أمسك كفها وهو يحثها على السير معه لخارج المكتب.
*******************
توجه شريف لشقة حسن وأخذ يدق الجرس ويطرق باب المنزل ولكن لايوجد رد.
- إنتاب شريف حالة من القلق حول سارة وأخذ يسأل نفسه هل أقدم حسن على أذيتها أو ربما هرب بها بعيداً، أنتفض شريف في مكانه عندما وصل بتفكيره إلى تلك النقطة.
الحلقة22
أوقف حسن سيارتة أمام (مركز اﻷمل للنسا والتوليد) ألتف بجسدة لجه سارة التى ما زالت تبكى بشدة دون توقف منذ خروجهم من مكتب المأذون تألم حسن من منظرها فكانت وجنتها وأنفها قد أكتسوا بلون اﻷحمر من كثرة البكاء أما
جفونها فقد انتفخت بشدة وعيونها أختفى منها اللون العسلى وباتت بلون الدماء انتفض قلب حسن متألما على حالها وغرورقت عيونة بالدموع قام برفع يدة بتجاه وجهها لمست أطراف أصابعة وجنتها وقام بأزالة الدموع من عليها
أنتبهت سارة من شرودها على لمستة وأصدرت شهقة خافته وأبعدت وجهها عن يدة وقامت برفع يدها على فمها ويدها
اﻷخري تشبثت بمﻻبسها وانكمش جسدها فى أخر المقعد بتجاه باب السيارة وأغمضت عيناها بشدة ومازالت دموعها تنهمر دون توقف
-أغمض حسن عينة بندم على ما أقترفته يداه بها وقبض على يداه حتى أبيضت أناملة ونزلت دموعه متألما على حالها
بعد دقائق من الصمت فتح حسن عينة ومسح دموعه بحدة وأجلى صوتة وقال بصوت حاول جاهدا أن يخرج قوياً مخيفا اياها : أمسحى دموعك وفتحى عنيكى احنا وصلنا خﻻص
سكت لثوانى ليرى رد فعلها ولكنها لم تستجب لأوامرة قال بنبرة أعلى أنا لسة عند كلمتى ياسارة لو كنتى بتفكرى تستنجدى بحد أو حد شك فينا أختك هتكون عقابك أنتِ فهمة
- أومئت لة سارة بخوف وأخذت تشهق من كثرة البكاء
زفر حسن بصوتا عالى وخرج من السيارة واغلق السيارة وراءة اختفى هو عن مرأها وبعد عدة دقائق ظهر أمامها وهو يحمل
زجاجة ماء وزجاجة عصير فتح باب السيارة ودخل وأغلق الباب ثم التفت الى سارة وقال :خدى اشربى وهو يوجه لها زجاجة الماء
-حركت سارة رأسها بشدة دلالة على رفضها لشرب المياة .
-أستشعر حسن نظرات الشك فى عيون سارة اتجاه زجاجة الماء فواجهها وقال :مش معقول يعنى هحطلك مخدر في المية وأنتى مراتى وأم ابنى كمان !!؟؟ سكت قليﻻ ثم تابع
حديثة بصوت غلب عليه اﻻهتمام والحب خدي أشربى عشان تقدري تهدى ومسحى دموعك دى وكمان عشان تطمنى هشرب قبلك كمان وبالفعل شرب أمامها وبعد أن أنتهى قرب الزجاجة من شفتيها وحثها على الشرب
.تناولت سارة منه الزجاجة بيد مرتجفة وقامت بأبعادها عن شفتيها و مسحت بيدها اﻷخري دموعها بظهر يديها وهمست بصوت ضعيف يكاد يسمع :مش عايزة
أغمض حسن عينة ومسح على وجهه عدة مرات حتى يهدء انفعاﻻته ثم قال طيب يا سارة برحتك بس بطلى عياط وخدى أمسحى دموعك والتقط بأصابعه بعض المناديل الورقية من العلبة التى أمامة ومد يدة بها إليها
.لم ترفع سارة يدها أو تتحرك من مكانها
.قام حسن برفع يدة باتحاة وجهها أبتعدت عن مرمى يدة وانكمشت فى نفسها
.زفر حسن بحدة ثم وضع المناديل على قدمها وقال مش عايز حد ياخد باله مننا أمسحى دموعك واتفضلى أنزلى وقام بالخروج من السيارة بعد ان أنهى حديثة على الفور
.أمسكت سارة بهم بأيدى مرتعشة ثم مسحت وجهها بهم
فتح حسن باب السيارة وحثها على الخروج وقال: ياﻻ انزلى
انصاعت سارة ﻷمرة ونزلت من السيارة
.
قام حسن بغلق السيارة وأمساك يدها وحثها على السير معه
توجة حسن لداخل المركز وقام بسؤال عاملة اﻷستقبال عن وجود الدكتورة هدى حمدان
.ردت قائلة اه يافندم موجودة .في حضرتك ميعاد
.قال حسن :اه فية بأسم مدام حسن الراوي .ردت عاملة اﻷستقبال وقالت :ثانية وحدة أشوف وقامت بالبحث عن اﻷسم ثم نظرت له وقالت :اه فعﻻ يافندم وميعاد حضرتك بعد الكشف اللى جوة
شكرها حسن وانتظر عدة دقائق ثم أتت له عاملة اﻷستقبال وقالت :اتفضل حضرتك الدكتورة منتظرة حضرتكم
قام حسن من مكانه وتوجة الى سارة وأمسك يدها وقال ياﻻ قومى وتوجة بها الى داخل غرفة الطبيبة
كان قلب حسن يخفق بشدة فبينة وبين رؤية جنينة لحظات .
.رحبت بهم الطبيبة وأمرت الممرضة بأصطحاب سارة وتهيئها للكشف عليها بعد أن أخذت منها بعض المعلومات عنها وعما اذا ما كانت تعانى من مرض مذمن .
-قامت الطبيبة بالكشف على سارة وتوجهت بنظرها الى حسن وقالت: دة البيبي هو طبعا لسة حجمة صغير فمش هيبقى واضح قوى ودلوقتى هسمعك نبضات قلبة
خفق قلب حسن بشدة وغرورقت عينة بالدموع وقرب أناملة من شاشة جاهز السونار بعد أن سمع ضربات قلب جنينة نزلت دموعه بصمت وأخذ يحرك يدة على الشاشة كأنه يتلمسه بالفعل
.ابتسمت الطبيبة لردة فعل حسن وقالت: عادتا اﻷمهات هى اللى بيكون رد فعلها كدة .واضح أنك هتكون أب حنون يا أستاذ حسن ربنا يخليهولكم وتفرحوا بوصولة على خير .انتهت
الطبيبة من الكشف على سارة ووجهت حديثها للممرضة التى معها وقالت ساعديها لو سمحتى ومن فضلك اتفضل معاية ع المكتب
-توجه حسن نحو ما أشارت له الطبيبة وسألها بهتمام : خير يا دكتورة سارة فيها حاجة
-نفت الطبيبة ما قاله وقالت يعنى فى المجمل هى كويسة بس أنا شايفة حالتها النفسية سيئة جدا ودا ممكن يسبب خطر عليها وعلى الجنين حاولوا على قد ماتقدروا تنفذوالها رغباتها وابعدوها عن جو الزعل والحزن اللى هى فيه دة .
.أخفض حسن نظرة وقال بصوتا حزين :ان شاء الله هحاول على قد ما أقدر إني أرجع لها بسمتها تانى .
.ردت عليه الدكتورة وقالت ربنا يعينك يارب ومدت له يدها بورقة وقالت أنا كتبتلها هنا عﻻج للأنيميا اللى عندها ودا هتستمر عليه فترة طويلة وكتبت على برشام لو فى قيئ أو
غثيان والباقى برشام تثبيت للحمل والمواعيد جمب اسم الدواء بس أهم شئ الغذا طبعا وان شاء الله أشفكم بعد شهر من النهاردة ولو حاجة جدت رقمى في الروشتة كلمونى في أى وقت أنا تحت أمركم .
-شكر حسن الطبية وتوجة إلى سارة التى قد أتت منذ أن تكلمت الطبيبة عن مواعيد الدواء قام حسن بأمساك معصمها
وحثها على السير خارح حجرة الطبيبة ومنها الى خارج المركز فتح حسن لها باب السيارة وقام بغلقة بعد أن دخلت ركب حسن السيارة بجوارها ولم يسمع فى السيارة غير صوت
شهقاتها توجة حسن إلى المنزل على الفور وقفت السيارة أمام البناء الذى يسكن به حسن وسارة خرج حسن من السيارة وفتح باب السيارة وتحدث موجه كﻻمة لسارة: ياﻻ أنزلى عندما
. رفعت سارة عينيها ونظرت حولها تعرفت على المكان حيث كانت تشاهد مدخل البناء من وراء زجاج نافذتها التى لم تستطع كسرة في أى يوم على مدار اﻷيام السابقة حيث أنة
زجاج واقى ضد الكسر هذا ما قاله لها حسن عند أول مرة حاولت فيها كسرة واﻷستغاثة بأحد الجيران أو المارة ولكنها لم تيأس واستمرت على ذلك يوميا .فاقت من شرودها على يد حسن تمسك كفها وتجبرها على النزول
حاولت سارة أبعاد يد حسن عن يدها ولكنها لم تستطيع قادها حسن لداخل البناء وتوجة بها الى حيث شقتة أخذت تضرب يدة الممسكة ليدها وتحاول أفﻻتة وهى مازالت تبكى وتشهق ولكن حسن لم يتركها أﻻ فى وسط غرفة اﻷستقبال في منزلة
نظر لها حسن مطوﻻ وجدها فى حالة يرثى لها فقد كان تنفسها غير منتظم وﻻ تستطيع التنفس أﻻ عن طريق فمها وتلوح
بيدها بقوة أمام وجهها حتى تستطيع الحصول على بعض الهواء لكى تستطيع التنفس وبيدها الأخري متمسكة بشدة بمﻻبسها حاول حسن اﻻقتراب منها ولكنها تراجعت للخلف بخطوات متعثرة
-تحدث حسن بخوف عليها وهو يبكى لما أل إلية حالها : سارة أهدى . سارة خﻻص أنتى بتعملى فى نفسك كدة لية . سارة عشان خاطرى طيب بصى عشان خاطر ربنا أهدى أنا عارف
أنى مليش خاطر عندك بس أهدى ومتعمليش فى نفسك كدة .وأخذ يصرخ بصوتا باكى عندما رأها تعثرت بفستانها ووقعت على اﻷرض وأخذت وترتجف بشدة ويصتدم جسدها باﻷرض بطريقة مخيفة .
-تحدث حسن ببكاء وصوتا عالى وهو يجلس ع اﻷرض ويتقدم نحوها :سارة وقفى اللى أنتى بتعملية دة أنتى بتعملى كدة لية .سارة بس بقا أنتى فكرك كدة بتخوفينى .وقام بأحاطة رأسها
بيدة ووضعها على قدمة وأخذ يتحدث إليها بهذيان ومازالت دموعه تغرق وجهه :أنتى بتعملى كدة لية .عايزة تسبينى أنتى كمان ؟ طب ..طب ليه مش بتخدونى معاكوا .. أنا عارف أن أنا
اللى بوصلكم للموت بأديه .عارف أن تصرفاتى هى اللى بتوصلكم لكدة .وانخفض لمستواها ورفعها بين أحضانة وأخذ يضمها إلية بقوة بس صدقينى مش هقدر أعيش من غيرك
وأخذ يتﻷﻷ في الحديث وهو يكمل طب هما المرة اللى فاتت ضربونى وخدوهم منى غصب عنى وتهت من بعدهم .وأخذ يضمها إلية أكثر وأكمل باكيا بس أنا المرة دى ماسك فيكى
كويس ومحدش هيقدر ياخدك مني . سارة أوعى تسبينى وتمشى .وحاول أجلاسها أمامة ولكنها لم تستطيع من كثرة تشنجها وارتطام جسدها باﻷرض .فصاح بصوتا عالى: قومى بقا
*********
فى هذة اﻷثناء كان شريف قد أتى إلى منزل حسن بعد أن أبلغة حارس البناء بعودة حسن وسارة إلى المنزل بعد أن
تحدث معه شريف وأمرة أن يخبرة بميعاد عودتهم فى أى وقت كان وهذا ما تم بالفعل، عندما اقترب شريف من باب المنزل وجده غير مغلق وحسن يصرخ بصوتا عالى من الداخل تأهب
شريف وأخرج سﻻحة من مخبأة ونظر حولة لكى يستكشف ماذا يحدث بالداخل فقترب من باب المنزل بهدوء ونظر للداخل لم يرى شئ غير حسن وهو متمسك بسارة بشدة ويصرخ بها بصوتا عالى :قومى بقا
أرجع شريف سﻻحة مكانة وقام بمهاتفة طبيب صديق له وأخبرة أن يأتى إليه فورا على هذا العنوان أنهى المكالمة وفتح الباب وتقدم نحو حسن بهدوء وأخذ يحدثة بصوتا منخفض
حتى ﻻ يفزعة فيقوم حسن بأيزاء سارة بدون وعى منه والتى مازالت تبكى بشدة بين يدية ومازال جسدها يرتطم بقوة بين جسد حسن والأرض
شريف:حسن .حسن أهدى وبصلى كدة .
-أنتبه له حسن فضم سارة إلية أكثر وقال من وسط بكائه وهو يحاوطها بيد وباليد اﻷخرى يحاول الرجوع بها إلى الخلف :أنت أيه اللى جابك هنا دلوقتى.أنت جاى تاخدها وتمشي صح أنا
عارف ده كويس. بس أعمل حسابك محدش هيقدر ياخدها منى. أنا مصدقت لقيتها ولو فكرت تقرب هأذيك. صدقنى مش هتردد لحظة وأذيك .وصرخ بشريف أنت فاهم هأذيك.
-رفع شريف يدة لحسن وقال أهدى ياحسن أهدى صدقنى أنا مش جاي أخدها منك أنا بس جاى أطمن عليك ،وحاول كسب استعطافة وقال وبعدين بص عليها هى عاملة أزاى عشان أنت بتزعق شوف خايفة منك أزاى شوف بتعيط وبتترعش أزاى
-نظر حسن لها وأخذ يمسح وجهه من الدموع وتحدث وهو مازال يبكى: متخفيش خﻻص صدقينى ياسارة مش هعلى صوتى تانى بس بالله عليكى متبكيش كدة تانى وقام بحتضانها بين يديه ووضع رأسه على كتفها وأغمض عينها
بتعب وأخذ يحدثها كأنها منتبه لحديثة :سارة متعيطيش كدة تانى صدقينى أنا مقدرش أستحمل دموعك دى سارة أوعى فى يوم تفكري تسبينى أرجوكى مش هستحمل أنك تمشى أنتى كمان وتسبينى
وأثناء حديثة معها وهو مغمض العينين جاء صديق شريف ودخل على الفور بعد أن سمع صوت هذيان حسن أنتبه لة
شريف وحرك يده بمعنى( هنعمل اية فيه) فهم صديقة مايرمى الية وقام بفتح حقيبتة وأخذ منها بعد الدواء المهدء وملء به الحقنة الطبية وهمس لشريف ثبتهوالى
-أومأ له شريف وتقدم من حسن وقام بتنويم حسن على اﻷرض الذى لم يقاوم شريف بل كل ما فعلة هو سحب سارة لة لتصبح نائمة على صدرة وهو مازال متمسك بها ويهذى لها عما يشعر به من ضياع ووحدة لفكرة عدم وجودها في حياتة
-أنتهى الطبيب من أعطئة الدواء وانتظر بعض الوقت حتى بدأ يشعر بعدم قدرة حسن على الحركة أو الحديث فحاول الطبيب دفع يد حسن الممسكة بسارة حتى يستطيع حقنها هى اﻷخري
ولكن يد حسن كانت متشبثة بها بشدة .نظر الطبيب إلى شريف وقال له فك أيده معاية من عليها .شكلة خايف عليها تروح منة بجد
.قام شريف بأزاحة يد حسن من على جسد سارة التى مازالت تبكى بصمت وجسدها يرتطم بقوة ع اﻷرض
-نظر الطبيب لشريف وقال: ثبت لى درعها وبالفعل قام شريف بما طلبه منة صديقة وبعد أن أنتهى صديقة من حقن سارة أنتظر بعض الوقت حتى هدأ بكاء سارة وأستسلمت للنوم .
تحدث إلى شريف ساخرا وقال:ياﻻ يا هوﻻكو شيل كل واحد ونايمة في أوضة لوحدة وبعدين تيجى تحكيلى الحكاية من أولها ﻷخرها منا أصل عمر ما عدى عليا موقف زى دة .
-قام شريف من مكانة وتوجة الى جسد سارة وقام بحملها وأدخلها إلى حجرتها ﻷنة على علم بمكان حجرة حسن ثم أتى
وحمل حسن وأدخلة حجرتة وخرج من الحجرة بعد ذلك الى المطبخ وتسائل بصوتا عالى أنا هعمل لى قهوة اعملك اية معاية فأجابة صديقة أنت حافظ البيت بقا
شريف :يعنى زى ماتقول كدة بقالى كذا سنة بتردد على الشقة دى فعارف كل حاجة فيها .اتفضل قهوتك وتعالى نخرج برة
عمر: ياسيدى ع القهوة أحكيلى بقا أية اللى أنا شفته من شوية دة وهو متمسك قوى بيها كدة ليه؟ ومسبب لها حالة الرعب دى لية؟
-جلس شريف بأرهاق وقال حسن دا ياعم حكايتة حكاية كان صحفى وله زوجة وأم وكان هيبقا أب بس للأسف كل دول
أتقتلوا بسبب تحقيق كان عاملة وهو كمان أدمر من الناس اللى كتب عنها دى جسدياً ونفسيا وأنا لقيتة فى حالة صعبة قوى ع الطريق وكانت حالتة خطر ونقلتة المستشفى وبعد مافاق كان
فاقد الذاكرة واتعايش مع حالتة دى لحد ماحب وقرر يتجوز ويكون لة عيلة بس الدنيا أتقفلت تانى قدامة لما أكتشف من خﻻل التحليل اللى بتكون قبل الجواز أنة مش هيقدر يخلف وكمان خطبتة لما عرفت كدة سبتة
-عمر:أستنا أستنا كدة أزاى مش بتقول كانت مراتة حامل أزاى لما جة يتجوز أكتشف أنه مبيخلفش ؟
شريف:اللى حصل أن العصابة أتسببت فى أصابات شديدة الخطورةلة كان ممكن يخرج من اللى حصلة فاقد مقدرتة
الجنسية بس وقتها أتعملة أكتر من عملية وخرج من الحوار دة أنة مش هيخلف ولما خطبتة عرفت أنة مش هيخلف سابتة وهو أنهار وكمان حصلت لة حادثة بعدها أترتب عليها أنة
الذاكرة رجعت لة وقرر ينتقم من العصابة دى بس المرة دى مش على أساس أنة صحفى ﻷ على أنة مجرم زيهم وفعﻻ حصل واشتغل معاهم سنين طويلة كان من خﻻلها بيجيب ليا
اﻻخبار بتاعتهم وبنجمع الادلة حوليهم من أصغر واحد ﻷكبر واحد فيهم ولما خﻻص قربنا نقبض عليهم كلهم ظهرت سارة قدام حسن .
حسن حس وقتها أن هالة مراتة رجعت لة من تانى بس شافها وهى بتحاول تقتل نفسها
-قطع عمر حديث شريف وقال :ودا سبب له صدمة وخﻻة يتصرف بجنون معاها عكس طبيعتة صح
شريف :صح .ومن وقتها فعﻻ لما بتكلم معاه بشئ يخصها بحس أنه مش هو دة حسن اللى كنت أعرفة
عمر:دا شئ طبيعى جدا للى فى حالتة .هو حس أن ربنا عوضه عن مراته لما سارة ظهرت قدامة بس ملحقش عقلة يهيئ لة أنها مش هالة وأن دى حد شبها فعقابها على أساس أنها بتختار تبعد عنه لتانى مرة.
تحدث شريف مازحا :دا أنت حللت الموقف كله
عمر بتكبر ذائف:مش دكتور نفسانى ياابنى ودا شغلى دنتا كنت تضيع من غيري.
ابتسم له شريف وتحدث بهتمام وقال :طب المهم حالتهم هما اﻷتنين هنتعامل معاها ازاى الوقتى؟ وشايف مين فيهم اللى حالتة أصعب من التانى؟
رد عمر بنبرة واثقة وقال:اﻷسوء مابينهم هى حاله حسن ولو سارة بعدت عنه أتوقع أسواء اﻷشياء اللى حسن ممكن يعملها
.ومش معنى كﻻمى أن حاله سارة كويس ﻻ بالعكس دى عندها أنهيار عصبى شديد جدا وحالة اﻷنعزال اللى هى فيها دى ممكن تخليها تعمل حاجة فى نفسها وتقدم ع اﻷنتحار.
طب والحل
قالها شريف بصوتا قلق مما هو أت .
عمر :الحل أننا نستنا بكرة نشوف اﻷول رد فعل حسن عن اللى حصل الوقتى ونسيبة يهدى وبعد كدة تحاول تخلية ينزل
يشوف شغل عشان المسكينة اللى جوة دى متفضلش على أعصابها طول اليوم ومستنية اللى هيعملة فيها. وبعدين أيه حكايتها دى كمان مفيش حد سأل عليها من أهلها ؟
شريف :سألوا طبعا بس دى حكايتها تبقى تعرفها أنت وانت بتعالجها .وان كان على الشغل حسن عنده شغلة الخاص بيه.
عمر :خاص بيه ازاى هيرجع يشتغل صحفى تانى ؟
شريف :ﻷ .بس هو أما رجعت لة الذاكرة وشتغل مع العصابة دى شاف أن فى بنات ملهاش بيت أو عيلة أو مكان تروح له
بعد ما بيبلغ عن اللى أشتراهم فا فكر يعمل للبنات دى مشروع يدخلهم دخل شهري و يوفر لهم مكان للسكن وأنا عجبتنى فكرتة ودهلت معاه شريك فى مصنع للمﻻبس الجاهزة
عمر:ومين اللى بيدير المشروع دة بحكم شغلك يعنى استحالة تديرة وهو عاى كﻻمك كان في الوقت دة بيشتغل مع العصابة
شريف: يحيى أخويا هو اللى بيدير المشروع دة بس أنا ناوى أخلى حسن ينزل الشغل ويحيى يساعده في كل حاجة لحد ما يقدر يمسكة لوحدة عشان أنا عارف أن مسئوليات يحيي كترت من يوم ما فتح فرع لشركتنا في فرنسا .
أومأ له عمر وقال ربنا يعينة ويوفقة وتقدر تقنع حسن أنة ينزل معاه
و قام عمر من مجلسه وقال :همشى أنا بقا الوقتى وبكرة من بدري هتلقينى عندك عشان أقدر أتابع ردود أفعلهم كويس
رد شريف وقال:طب ما تبات معاية
عمر :أنت ناسي مراتى طب دى تقيم عليا الحد لو بت برة ياﻻ أشوفك على خير الصبح وتوجة ناحية باب المنزل ودلف خارجة وأغلقة وراءة
جلس شريف بأرهاق وحدث نفسة قائﻻ ياتري بكرة مخبي ليك أيه ياحسن أنت وسارة ؟وأيه اللى حصل وصلكم للحاله دى
أكيد هعرف بكرة من حسن وهعرف هما كانوا برة فين وأية السبب في أنهيارهم بالشكل دة ياﻻ ربنا يجيب الجى خير وقام بالتوجة لحجرة حسن ونام بجوار
*********
الفصل الثالث والرابع والعشرين من هنا
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق