القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أغلال الماضي بقلم الكاتبة أسماء ندا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

اعلان اعلى المواضيع

 رواية أغلال الماضي بقلم الكاتبة أسماء ندا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 

رواية أغلال الماضي بقلم الكاتبة أسماء ندا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 

تجلس كعادتها قبل مغيب الشمس فوق أرجوحة فى حديقة منزلها، تتابع الغروب مع ابتسامة ترتسم بضعف على شفتيها، تمسك بيدها فنجان، وباليد الأخرى  تداعب قطها بأصابعها بتروى، هذا القط المتربع بين ذراعيها كأنه يتربع فوق العرش،لحظات من يراها بهذا الهدوء يعتقد أنها لا تحمل أي هموم، ولكن من يعرفها خير المعرفة يتيقن ان هذا الهدوء يخفى خلفه  عاصفة من الأحزان، يبدأ الظلام يخيم على المكان والسكون الذي لا يقطعه سوى انفاسها الدالة على أنها لازالت على قيد الحياة، يتعالى صوت خطوات حذاء فوق الأرضية الخشب يعلن عن  خروج شخص ما من داخل البيت، وقبل ان يتحدث صاحب الحذاء تتساءل هي بصوتها الحنون عن سبب قدومه الأن بنفس الوقت كل عام، ولكنها لم تنتظر الإجابة منه وتسرع متحدثة بصوت ساخر، عن تذكرها انه نفس اليوم الذي أتت معه إلى ذلك المنزل، ذاك اليوم الذي تعده أسوأ يوم بحياتها، قرار خطأ واختيار لشخص الخطأ، وعلى الرغم من ذلك الخطأ إلا أنها كانت مغامرتها الوحيدة السعيدة فى حياتها، قاطع كلماتها صوت أجش لرجل يتضح على ملامحه تقدم العمر، تحدث ساخرا هو الأخر پانها أن لم تخطأ فى اختيارها له لكانت الى الأن تبيع الزهور بالطرقات وتفترش الأزقة الصغيرة بجوار صناديق المهملات لكي تستطيع النوم. 


تعالت صوت ضحكاتها التى تقطع كلماتها المردفة بها له، أن لولا هذه الزهور لم يكن ليستطيع استدراجها وكسب خفقات قلبها إليه، تقدم وجلس على أحد المقاعد المجاورة للأرجوحة بعد ان أشعل مصباح صغير بجوار الباب الداخلى للبيت، وبعد تنهيدة رد قائلا 


-مرت السنوات ولازلت اجمل زهرة اقتطفتها من شوارع المدينة، من الممكن ان اكون لك أسوأ اختيار ولكن ليس ممكن أن تكوني لى إلا افضل اختيار، ولكنه بالوقت الخطأ


-كنت أعتقد حينها انك افضل اختيار لانى انبهرت ببريقك الزائف وكلامك المعسول، ولكن اتعلم شئ لم اندم ابدا على اختياري هذا فقط ندمت انى عندما اتت الفرصة للخلاص منك لم استغلها 


نهض وهو يهز رأسه يمينا ويسارا يبتسم بسخرية  ثم اردف بعد ان ولها ظهره متوجها ألى باب الحديقة الذي يطل على الشارع الرئيسى 


-وهذا يؤكد حسن اختياري لك، فأجمل ما بك طيبة قلبك وقدرتك على المسامحة وإعطاء الفرص 


خرج من باب الحديقة وأغلقه خلفه ثم سار مبتعدا تاركا ايها تنظر لآثار ابتعاده، لحظات نهضت هي الأخرى تجذب بقدميها سلاسل القهر والخذلان لعمر افنته مع هذا الشخص، تجر قدمها جرا وتمتم نادمة (يا ليتنى فررت وتركته للموت فريسة ) دلفت الى داخل البيت المنظم والهدى، الشاهد فى صمت على سنوات العذاب التي قضتها به بعد أن كانت حرة طليقة فى شوارع المدينة، تبسمت وقالت بحزن 


-ها هى سنة اخرى مضة  يا قفصي الذهب     


توقفت أمام الباب الحديد الفاصل بينها وبين الباب الرئيسي  للبيت  وعينها تلمع بالدموع التي تأبى النزول، تتذكر ذاك اليوم الأول الذي مرت من خلاله إلي هذا البيت، محمولة بين ذراعية بذلك الفستان الأبيض، تحتضن باقة الورد، سعيدة، نعم كانت سعيدة إلى أن أغلق الباب عليهم، لم تكن تعلم أن السنوات التالية ما هي إلا جحيم، فالوجه الملائكي الذي كان يرتديه سقط وظهر خلفه شخص أعمته الغيرة عن كل معاني الحب والرحمة، ألقاها أرضا وكمم فاها وظل يضربها فقط لانها ابتسمت لبضع رجال مجاملتا فى حفل زفافها، مزق الفستان وقام بالقائه فى المدفأة ليصبح وقود فقط لان احدهم اثنى على جمالها بهذا الفستان، لم تكن اول ليله بهذا البيت أسوأ لياليها،بل حقا من الممكن ان تصفها پاقلها ألما.


تبسمت وهي تتقدم  باتجاه الباب ومدت يدها من بين فراغات قضبان الباب الحديدي لتفتح الباب الرئيسي كي تنظر خارجه، تتنهد متمنية ان يعود بها الزمن لما قبل يوم زفافها، هناك حيث كانت حرة كفراشة تطير بين الزهور، تتنقل بين شوارع المدينة، تغني وهي توزع باقات الزهور  للمارة، لم يكن هناك مكان او شخص لا يعلم بائعة الزهور ذات الصوت العذب والشعر الذهبى الطويل، والقوام المتناسق، ومع المساء تختار احدى الأزقة الصغيرة  ذات المنفذ الواحد وتفرش سجاد صغير يسع فقط جسدها عندما تفترشه ثم تضع حقيبة بلاستيك بها بعض الملابس التي أخفت بها الأموال أسفل رأسها وتنام مطمئنة لا تشعر بالخوف على الرغم من تواجدها فى الشارع لا يقلقها إلا تفكيرها فى الغد كم سوف تستطيع ان تكسب وتأجر غرفة كي تقيم بها، هذا فقط كان  اكثر اهتماماتها،  وذات ليلة صيفية  بعد انتهائها من بيع الزهور بجوار رصيف العشاق الذى يطل  على النهر وكان جميع من بالمدينة هم من أطلقوا هذا  الاسم على رصيف الميناء لتجمع الأحبة فى ثنائيات على طوله، جلست فى زاوية بعيدة تأكل رغيف من الخبز المحمس ومعه قطعة صغيرة  من الجبن، تنظر للعشاق وتبتسم بهيام وهي تحدث نفسها، هل سياتى اليوم الذى تمسك به ذراع أحدهم ويقفوا كهؤلاء،  قطع تفكيرها صوت رجولى 


-هل اجمل الزهور أنهت بيع زهورها الليلة 


رفعت رأسها كى تتمكن من رؤية المتحدث، فكان رجل قوى البنيان طويل القامة، ذات عينان يلمعان كعين الذئب، يقف بشموخ ناظر إليها وهو يضع يديه خلف ظهره، فتبسمت واجابت 


-تعال فى الغد قبل مغيب الشمس سوف تجد زهور مختلفة وجميلة 


-خسارة، كنت سوف ادفع لك مائة سنت، ولكن غدا لا اعتقد انى سوف احتاج الزهور 


-مائة سنت! اجعلهم مائة وخمسون وسوف اذهب الان اجلب لك عشر من الزهور 


-مئتان، وتحضيرهم إلى ذلك الكازينو بنهاية الرصيف، هل تعرفيه


-نعم، نعم، اعرف خمس دقائق وتكون الزهور معك 


نهضت مسرعة وهرولت حيث  مزرعة  الزهور التي تشتري منها ما تبيعه للمارة، دقائق وكانت بالفعل عادت الى الكازينو وظلت تنظر يمينا ويسارا خارج وداخل الكازينو،حتى رأته جالس على طاولة بالداخل، ذهبت إلى حارس الباب الذي نظر لها وعلى وجهه ابتسامة وقال


-تعلمين القواعد ماري، لا تسببي لى المتاعب 


-زبون لكم اعطاني اموال كى أجلب له الزهور وينتظرها بالداخل،.هيا ميكال ان المبلغ الذي سوف احصل عليه سيمكنني  من دفع إيجار غرفة لأسبوع كامل 


نظر الحارس إلى الداخل فلم يجد مدير المكان فاستدار ناظرا اليها وقال 


-أسرعي بالدخول والخروج حتى لا يراك ألفونس تعلمين انه مدير شديد الغضب 


ابتسمت له وقبلته على الهواء و أسرعت بالدخول، اتجهت مهرولة الى الطاولة حيث يجلس عليها ذلك الرجل، ثم مدت يدها له وهي تقول 


-المائتان سريعا قبل ان يرانى صاحب المكان 


-وما ذا يحدث اذا…..


لم يكمل الجملة وكان هناك رجل ضخم ذو عضلات يقف خلف الفتاة ويمسك ملابسها من أعلى ويصيح بها 


-كيف دخلت إلى هنا أيتها الجرثومة، سيحاسب من سمح لك بالدخول أشد الحساب   


-سيد ألفونس، لا احد، لقد تسللت إلى هنا دون ان يرانى احد من تلك النافذة هناك 


انتفض الرجل الجالس واقفا ونظراته كانت تشتعل غضبا ثم أمسك بيد ألفونس وادارها بقوه حتى سمع صوت فرقعة عظام الذراع وهدر بقوة 


-انا من أدخلتها إلى هنا، كيف لك ان تضع يدك القذرة على سيدة تخص أليخاندرو، هذا المكان تستطيع فتحه فقط بأذن مني انا


-سيدى! لم اكن اعلم انها معك، اعتقد ان بائعة الزهور  تزعجك، رجاءا المغفرة 


-اذهب واحضر شئ للسيدة كي تشربه معي، وانت بنفسك سوف تقوم بخدمتنا الليلة


-حسنا، حسنا، سيد أليخاندرو


استدرا بجسده ناظرا إليها وقد تغيرة ملامحه وظهرت ابتسامة رقيقة على وجهه و اشار لها بالجلوس بعد أن أخذ من يديها باقة الزهور ووضعها أمام المقعد الذى سوف تجلس هى عليه، كما انصرف صاحب الكازينو مسرعا لتنفيذ أوامره، جلس بهدوء بعد ان جذب لها المقعد، فقالت له 


-شكرا ل دفاعك عني ولكن على النهوض قبل ان تأتي امرأتك حقا


تمتم فى سره (أنت امرأتي من الآن)ثم ابتسم لها وقال 


-وها هي  المائتين كما وعدتك، هل توافقين بتناول العشاء معي الليله،ولا تقلقى لا يوجد نساء بحياتي 


تبسمت بخجل ثم اومأت برأسها بالموافقة وامسكت بيدها دفتر قائمة الطعام، ذهلت بهذه الاسعار المكتوبة واحتارت هل عليها ان تختار اغلى المأكولات فهذا العرض التى هى به لن يتكرر ام عليها ان تختار طعام ليس بغالي وليس بكثير حتى لا يراها طماعة، لكنها بالنهاية اغلقت الدفتر وقالت له 


-يمكنك طلب شي لى مثلك تماما فأنا احترت كن كثرة الأكلات التى لا اعلم ما هي 


تبسم لها ثم نظر الى النادل وأخبره بأصناف غالية مع زجاجة نبيذ قديمة الصنع، وهكذا كان أول لقاء، اول خطوة نحو جحيمها، كان اليخاندرو ينتظرها كل ليلة حتى تنتهى من بيع الزهور ثم يدعوها لتناول الطعام بأماكن مختلفة ويغدق عليها بالاهتمام و كلمات الغزل، حتى أصبحت متيمة به ولا ترى اى شخص اخر، تناست تحذيرات أصدقائها، ويا ليتها أستمعت لهم حينها،  فقد قال لها أحدهم ابتعدي واهربى منه انه شخص غامض ولا يعرفه أحد كما انه كثير الشرب للخمر وهذه تعد علامة سئه، لكن  الحب قد اعمى عيونها عن رؤية الذئب الجائع بداخله، بن ترى وجهه الأخر القاسي الحاد والذى كان يظهر ما ان يقترب منها رجل آخر غيره، شهر كامل مقابلات ومغازلات لم يحاول ولو لمرة واحدة ان يقترب ويلمسها اعتقدت انها وجدت معه الأمان الذي افتقدته منذ موت والديها وسرقة عمها لحقها وطردها من البيت، اعتقدت انه الرجل الذي سوف يعوضها عن حنان ودفئ عائلتها، اقتنعت من كلامه انها شخصية ذات قيمة عالية، انها اميرة قلبه وحياته، لم تصدق اى صوت للعقل يحدثها، لم تحذر وتخرب ويا ليتها  فعلت، ولكن كما يقولوا مرآة الحب عمياء بل وصماء ايضا، كم كانت ترتفع الى السماء السابعة من السعادة، عندما يحل  الليل  ويأتى إليها حاملا الهدايا ويأخذها إلى أماكن اعتقدت انها أستحالت دخولها إليها، حتى جاء اليوم الموعد ذاك اليوم الذي بموافقتها خسرت حريتها، وبكل أرادة منها وقعت بفخ مظلم تحت أنياب ذئبها المترصد لها. 


كان يوم ممطر وهجر العشاق رصيف العشق، واصبح الرصيف كظلال الخاوية لقصص الحب الضائعة، لم تبيع هذا اليوم زهرة واحدة فجميع البشر فى منازلهم حول المدافئ غير عابئين بمن بالخارج، تراهم من نوافذ منازلهم يتمتعون بالدفئ على نقيضها هى وبعض المتسولين، جلست داخل الزقاق بعد ان صنعت من فراشها مظلة تحميها من الأمطار، جلست على الأرض المبتلة تحتضن جسدها المرتعش من البرد تحاول تدفئة نفسها بحرق بعض الورق والأخشاب أمامها، دقائق بعد غروب الشمس وانتشار الظلام إلا من نور القمر وضوء بعض المصابيح الحكومية الآتية من الشارع الرئيسى، استمعت إلى صوت خطوات مسرعة  تدلف إلى الزقاق التى تجلس بها، تقترب منها بهرولة ثم رأته ينحنى وينظر إلى عينيها مبتسما كعادته، ثم همس قائلا 


-كيف لزهرة الاوركيد ان تظل بهذه البرودة وحيدة، هل تاتي معي لمكان دافئ ام اجلس معك اشاركك الوحدة 


تبسمت له وقالت فى ضعف ظاهر على نبراتها من الجوع والبرد معا 


-هنا ليس مكان جيد لمن مثلك سيدى 


-إذا هيا انهضى وتعالى  معى ، لن اتركك هنا صغيرتى 


نهضت على استحياء ممسكة بيده التى كان قد مدها لها  ثم أجمعت أشيائها وتتبعت خطواته إلى خارج الزقاق، لتجده يفتح لها باب سيارة فخمة ويشير لها، دلفت على استحياء تتساءل لماذا يفعل هذا لها فهى لا يمكن ان تكون بائعة الزهور التى يعطف عليها ليس أكثر، جلس بجوارها تاركا مكان السائق لشخص آخر، انطلقت السيارة ما أن أغلق بابها تشق الطريق مبتعدة عن المدينة، والغريب انها لم تتسائل إلى أين، فقط احساس الدفئ الذي غمرها  جعل عقلها مستسلم تماما له، ول تواجدها معه، لم تعرف أن شعور الخوف الذي غادرها ما أن  يقترب هو منها سوف يعود وبقوة ومنه هو، وقفت السيارة أمام بيت ريفى صغير من طابق واحد و بجواره حظيرة  تستطيع سماع صوت الماشية من مكانك بالخارج، أما الجانب الأخر فيوجد اسطبل للخيل، اقترب منى أليخاندرو وأشار للبيت وقال 


-هذا هو بيتك فى المستقبل القريب صغيرتي ولكن اليوم سوف تنامين فى احدى الفنادق الصغير القريبة من هنا  لفترة ليست بكبيرة 


-هذا سوف يصبح بيتى، لا اعتقد انى امتلك المال كى أستأجره لا أمتلكه، و أيضا لا أملك المال للأقامة فى هذا فى فندق، دعنى أعود إلى  زاويتى فى الزقاق    


-وانت معى لا تهتمى بالمال اخبرتك سابقا، من اليوم انت لست بائعة الزهور، انت فقط صديقتى الصغيرة 


ثم أشار للسائق كى ينطلق مرة اخرى بمسافة ليست كبيرة بالفعل توقف امام منزل ريفى آخر، يوجد عليه لافتة عملاقة ينبعث منها الأضواء (أوتيل النجوم ) وبعد ان توقف السائق بجوار  باب الاوتيل نزل مسرعا وفتح له الباب ثم استدار حول السيارة وقتح الباب الذي بجانبي، لمحت أليخاندرو  يسير مبتعدا الى باب الاوتيل فأسرعت باتباعه وما ان فتح الباب حتى اشار لى بالتقدم ثم تبعني، كانت نظرات الاشمئزاز تنطلق من أعين جميع من بالمكان، شعرت بالإحراج ولكن وضع اليخاندرو يده على كتفى ودفعنى بتروى اتجاه مكتب موضوع بجانب الدرج يجلس خلفة رجل متقدم بالعمر، وضع اليخاندرو أموال كثيرة فوق المكتب، فأسرع الرجل بجذب مفتاح من اللوحة التي خلفه وهو يبتسم ثم صاح بمجموعة فتيات يجلسن بالجوار 


-انهضن وساعدوا الهانم للصعود للغرفة الرئيسية، التى تم تجهيزها 


التفت الفتيات من حولي ثم أخذن منى الأكياس البلاستيكية وهن يتقززون من ابتلالها او الطين العالق بملابسي، تحركت احداهم وهى ممسكه بيدى بأطراف أصابعها مثلما تمسك قطعة قماش متسخة، نظرت له فابتسم برفق وهو يومئ برأسه أن اتبعهم وسمعته يحدث الرجل بقسوة عن ما قامت به الفتاة، يتعالى صوت العجوز منادى اسم (كريستين ) تنتفض الفتاة الممسكة بيدى وتلتفت ناظرة له، لم يتكلم فقط نظر إليها وأشار إلى يدية بنفس حرقة يدها الممسكة بى وقال 


-خمس سنتان للخزنة


تحركت أصابع الفتاة والتفت حول معصمي بكفها بالكامل ثم عدلت كفها لتمسك بكفى بود وتبتسم وهى تهمس 


-ما بك يختلف عنا، كي يقع هذا الغنى فى غرام، بل انت اقل مننا جميعا 


فتهمس لها أخرى 


-لبس شأننا ثم ببعض الاهتمام وسوف يظهر جمالها، وكما أرى سوف تكون أجمل من رات عينى يوما 


اجابة كريستين وهى تنظر لى من اعلى راسي الى قدمى  قائله 


-الأجمل! سنرى، سنرى، إليزابيث 


جذبت كفى  من كفها و نظرت لها بغضب ونهرتها 


-من انت كى ترى او لا ترى، التزمى عملك فقط وليس لكى شأن بي 


دلفت الى الغرفة التي فتحتها إليزابيث وكنت انتوى أن اطرد كرستين ولكن ما رايته صدمنى وجعل عقلي يزوغ عن فكرة طردها، لقد كانت غرفة كبيرة مفروشة بأفخر المفروشات الخشبية من الفراش و خزانة الملابس، والمدفأة التي بالفعل مشتعلة وتتعارك نيرانها لتدفئ الغرفة، وهذا السجاد المغطى به الأرض بأكملها والذي يشبة فرو الأرنب من نعومة ملمسه، وهناك زهور الأوركيد التي ابيعها منثورة بكل مكان، تقدمت إليزابيث وفتحت خزينة الملابس  و اشارت اليها قائلة 


-ماذا تحب أن ترتدي للعشاء مع السيد إليخاندرو 


-هذا لي أنا  


-نعم، لقد جهز كل شئ هنا لك أنت سيدتى 


-ماذا! سيدتك!  اوه لا  فقط ناديني ماري 


صدح صوت كريستين من خلفى بسخرية 


-اذا، مارى، اى فستان تختارين ام أختار لك، أعتقد انك قليلة الخبرة لتكونى سيدة مجتمع 


لم أستطع كبت غضبى هذه المرة ولا أعلم لماذا هذه الفتاة تكرهنى من الاساس فصرخت بها  


-أخرجى خارج الغرفة ولا اريد رؤيتك هنا مرة أخرى طوال فترة مكوثي هنا 


نظرت لى من اعلى الى اسفل وقالت 


-انت يا شحاذة تطرديني انا  من منزلى، أيتها الحقيرة هيا اخرجى انت من هنا وعودى إلى الحظيرة التى هربت منها 


جذبت أشيائى من يد الفتاة التى كانت تمسكها وتقف بجوار الباب وخرجت مسرعة وكانت إليزابيث تتبعني وهى تنادى، ولكنى لم اهتم وحاولت الخروج من باب الفندق، ولكن يد أليخاندرو جذبتنى إلى  صدرة ثم وضع يده الأخرى على وجهى يمسح دموعي المنهمرة، ونظر بعينه خلفى، ثم تحرك جاذبا يدى كى أصبح خلفة متوجها إلى الغرفة مرة اخرى وما ان راى كريستين امامة حتى صفعها بقوى فوقعت أرضا  ثم جذبها من شعرها أسفل قدمي، وعلى الرغم من انى كنت غاضبه منها ولكن لم استطع تحمل أن أراه يفعل ذلك، فأسرعت اخلص شعرها من كفة وانا اردد 


-يكفى، اليخاندرو، يكفى لقد سامحتها 


-جميلتى، ذات القلب الطيب، ان أمثال هؤلاء عابدى المال لا يجب أن تكونى بلين القلب هذا معهم 


-صديقى العزيز، الرجل الصالح  لا يضرب أمرأة وانت خير الرجال، ادرك أنك تريد أخذ حقى ولكن اهدأ


قبل يدها ثم أردف قايلا 


-هيا عودى إلى غرفتك وأستعدى، وسوف انتظرك بالأسفل 


تبسمت له ثم دلفت الى الغرفة ودخل خلفها باقى الفتيات ما عدا كرستين التى هرولت باكية إلى والدها ظنا منها أنه سوف ينصرها ولكن كما يقال بالعبر عبيد المال لا ترى كرامة لنفسهم او لأقرب من لهم حتى وأن كانت ابنته، فعندما لجأت إلى أبيها صاحب الفندق الصغير،صفعها وأجبرها للعودة  والأعتذار من السيد الذي كان قد استأجر المكان باكملة كى يسكن به  فتاة الزهور كما يدعيها، بعد ما يقارب من النصف ساعة كان يجلس بها اليخاندر فى الغرفة المخصصة للطعام وهو يتصفح أحدى الجرائد، استمع الى خطوات نعلها وهى تهبط الدرج، فتحرك بشكل مهذب وذهب قرب الدرج وما أن اقتربت منه حتى مد يده لها، وضعت اناملها  برفق بين يديه، وابتسمت له بصدق ممتنه لكل ما يقدمه لها، لا تعلم ان الذئب يمهد لها الطريق بمكر كي يتمتع لاحقا بأفتراسها، جلسا سويا على الطاولة التى تزينت بأشهى أنواع الطعام الذي رأت بالسابق بعض منه وبم ترى بحياتها بعض الاصناف الموضوعة على الطاولة .


هكذا كانت ثانى  خطوات السقوط فى بئر الخديعة، ظل طوال شهور الشتاء يدللها بالهداية والتنزه بين الحقول التى يملكها، أنساها برد الشارع وتعب لفها بالزهور على المارة تحايلهم لشراء بعضها، منهم من كان كريم ويطيب خاطرها ويشترى ومنهم قاسي القلب الذى كان ينهرها ويدفعها بعيدا، وذات يوم اخذها لهذا البيت الذى وقف أمامه أول أيامه وقال لها 


-سوف ندخل من باب الحديقة الخلفى، اريدك ان تعيدى فرش هذا البيت كما ترغبين فهو سوف يصبح بيتك قريبا 


-لقد دللتنى كثيرا صديقة ولكن انا طوال الشتاء لم أعمل قط فكيف لى بشراء منزل وليس استئجار غرفة، ولا تقول وانت معى لا تفكري بالأموال، انا أعلم انك تستمتع بالصداقة بيننا وهذا يسعدنى، ولكن يوما ما سوف يصبح لك زوجة وأنا سوف اعود الى مكانى بالشارع 


وقف بها على الباب الداخلى للمنزل من جهة الحديقة، ثم تبسم وانخفض على إحدى ركبتيه، بعد أن اخرج صندوق صغير من جيب سترته، وقال 


-أن تجولت بين حدائق العالم أجمع، فلن اجد زهرة توازي او حتى تقترب من جمالك زهرتى، لقد عرفت من النساء الكثيرات ولم يميل قلبى وعقلى إلا لك أنت، فهل تقبلين أن تكوني زهرتى وملكتى ومليكتي، لى وحدي فقط زوجة وعشيقة و ابنة 


كادت ان تقع من صدمتها فأين هى من ذاك الأمير الذي تعده ملك عظيم، هل حقا يطلب الزواج منها أم هى تتوهم، وضعت يدها على شفتيها  تمنح صايحة حاولت الخروج من بينهم وعى تومأ برأسها بالموافقة وعينيها أمتلأت بالدموع، دموع الفرح التى اعتقدت انها ملكت العالم بهذا الحب، لم تكن تتخيل ان موافقتها هذه اول طريق دمارها، نعم لقد كانت هذه الخطوة الثالثة للوقوع داخل شباكه التي أحكمها جيدا بخداع حول فريسته.


نهض  يشعر بالانتصار ثم وضع فى اصبعها خاتم من الالماس،وأقترب مقبل رأسها، ثم جذبها برفق إلى داخل المنزل الفارغ من الأساس وقال 


-هذه هى مملكتك افرشيها كما تشائين 


نظرت من حولها تتفحص المنزل، انه منزل واسع به العديد من الغرف على الرغم من أنه من طابق واحد فقط، ولكنه مقسم الى جزئين يفصل بينهم ممر طويل، الجزء الاول وهو القريب من الباب الرئيسي و باب الحديقة عبارة عن ٤غرف  و صالة كبيرة، غرفتين بجوار باب الحديقة ولهم نوافذ تطل على الحديقة الخلفية،أما الغرفتين الآخرين جوار الباب الرئيسي احداهم لها شرفة تطل على الحديقة الصغيرة التي أمام المنزل وهى ذات سلم خارجى لدخول والخروج من خلاها ولكنه مغلق بباب حديد له اقفال، والغرفة الثانية لها نافذة فقط تطل على الحديقة الامامية أيضا، استدارت إليه قائلة


-لماذا الباب الحديدى و هذه الأقفال 


-هذه سوف تكون غرفة المكتب الخاصة بى وسوف يكون جميع أعمالى هنا واخشى من محاولة أحدهم سرقة  اموالى 


-اها، فهمت، لهذا الباب الرئيسي ايضا يوجد به باب حديد من الداخل واقفال، ولكن انت لم تفعل المثل فى باب الحديقة الخلفى 


-نعم عزيزتي، فأنا واضع على سور الحديقة وبابها طوق كهربائي، يعمل من خلال جهاز تحكم من بعيد، وهذا الجهاز دائما معى، استخدمه وانا خارج من البيت، كما ترين المنزل يعتبر بعيد ومنعزل عن باقي القرية، وهذا يجعله عرضة لهجوم اللصوص فيجب على حمايته


-نعم،  فهمت 


لم تكن تتخيل او يخطر على عقلها ان هذه الأقفال لن تكون سوى  حاجز بينها وبين الحرية وأنها سوف تكون سجينة هذا البيت ما تبقى لها من حياة. 


مرت أيام وهى تذهب يوميا صباحا للبيت وتفرش المفروشات التى يشتريها بناء على طلبها ثم تعود إلى. الفندق مع غروب الشمس، شهر بالكامل كانت هى والفتيات يعملن بجهد كبير، أما هو فكان سافر إلى المدينة كى يتفق مع فرقة موسيقية وينظم لحفل الزفاف، وقام بشراء فستان زفاف غاية فى الرقى. 


اول ايام الربيع بعد انتشار رائحة الثمار المختلفة بين الأراضى الزراعية، وتزينة الحدائق بأبهى صورها، أقيمت حفل زفاف على يخت فوق مجرى مائي نهرى  قريب من البيت، الذي فى الليلة التي قبل الزفاف دون علمها، تم إغلاق  جميع نوافذ وأبواب البيت  بالحديد على شكل قضبان، وتم رفع سور الحديقة الخلفية لأكثر من مترين فوق الارض بحائط أسمنتي موضوع على أطراف سلك شائك موصل بدائرة كهربائية، فى هذا اليوم جلست هى فى غرفتها بالفندق وجميع الفتيات من حولها يضحكون ويحضرون الزينة ويساعدها على ارتداء فستان العرس، أقتربت منها كريستين وتنهدت وهى تنظر إليها ثم قالت


-حقا انت جميلة، أستمعي لى جيدا، اهربي  من هنا، أهربى قبل دخولك مصيدة هذا الذئب، لقد حاولت اول يوم لك هنا ان اغضبك كى تبتعدى عنه، ولم استطع، اهربى انت لست الاولى، جميع من تزوجهم لم يكملن بضع شهور و توفوا  بشكل مفاجئ ولا احد يعلم السبب موتهن، أهربي هذه فرصتك الأخيرة .


-لما تفعلين ذلك، انه يحبنى، اختارنى انا ولم يختارك، كفى عن غيرتك، انت ايضا جميلة وسوف تجدى شخص يحبك ويهتم بك 


-جميلة وغبية، ياليت أحدهم نبهنى بالماضى كما افعل لك، ولكن الحب غباء يا فتاة، حسنا تذكرى انى حاولت


تركتها وانصرفت ولم تهتم هى لكلامها ويا ليتها فهمت وهربت من المكان وابتعدت عنه ذلك اليوم، ارتدت فستان الزفاف ونزلت الدرج  امسك بيدها وخرج بها يقابلو أهالى القرية الذين أتوا للمباركة، وبطبيعتها السمحة ابتسمت للجميع شاكرة اياهم على قدومهم لحفل زفافها، فهى تشعر بالامتنان لهم، لانها لا تملك عائلة لها، بانتهاء العرس حملها ودلف بها إلى داخل المنزل، ثم أغلق الباب الخشب اولا خلفه، وما ان مر للداخل حتى القى بها أرضا بقسوة، ثم التفت واغلق الباب الحديدي ثم ضغط على مكبس بجوار الباب ليتم غلق جميع النوافذ، وتشتعل المصابيح  بهذا اللون الاحمر الكريه، ثم اقترب منها بعد ان نهضت وصفعها بقوة وهو يصيح قائلا 


-اعطيتك كل ما تحبى، لما لم احصل على احترامك لى ولو أمام الناس يا عاهرة، توزعين ابتسامتك وضحكاتك للجميع، وكأنك ليس لكى مالك 


-مالك! عاهرة! 


جذبها من شعرها لأسفل كى تجلس رغما عنها اسفل قدميه، وبدأ بتكرار صفعها، ليس مهتم ب صوت صراخها، و رجائها ان يتوقف، ثم مزق فستانها  من فوق جسدها تمزيقا، وقذف به داخل المدفأة وهو يصيح بها 


-نعم، أنت ملكى مثلك مثل كل فرش  بهذا المنزل، ولانك عاهرة تبتسمين وتحدثين رجال اغرابة عنك، فسوف اعيد تربيتك مرة اخرى 


اقترب من المدفأة، وجذب من بين الاسياخ المتواجدة بالقرب منها شئ ما، اتضح بعد لحظات لعينيها انه عصى صغيرة مشبوك بها العديد من الأحزمة الجلدية رفيعة الحجم وطويلة، ثم انهال على جسدها شبه العاري بضرب مبرح لم يطرك جزء به لم يوقع عليه علامة دامية حتى فقدت الوعى من الالم، ثم حملها ودلف بها الى المرحاض وألقاها داخل المسبح، دون شفقة، كي تفيقها حدة برودة الماء المصاحب لصوته الأجش وهو بهدر بها قائلا 


-ثلاثون دقيقة تنظفين جسدك العاهر هذا ثم تأتين إلى معتذرة لما صدر منك 


خرج من المرحاض وأغلقه عليها، وهى بحالة من الذعر لا تفهم لماذا او كيف فعل بها ما فعل، تتسائل أين هذا المحب الحنون الذي تزوجت به، مرت دقائق  تغلبت بها على آلامها، ونهضت اسفل مياه الصنبور تزيل دمائها ثم لم تجد شئ كى ترتديه فجذبة احدى المحارم تلفها على جسدها ثم توجهت تبحث عنه بالمنزل، حتى وجدته يجلس بالقرب من المدفأة، يشرب من زجاجة نبيذ وبيده الاخرى سيجار، وعندما راها اشار لها بالجلوس أرضا أسفل قدميه، وفعلت على مضض وهى تنظر إلى الارض 


مد أصابعه اسفل وجهها ليجبرها للنظر إليه وقال 


لن أكرر حديثى مرة أخرى وانتبهي جيدا أن اردتى ان تكونى ملكة هذا المنزل، عليك بنسيان ما خارجه، فلا يوجد عالم بالخارج هنا فقط عالمك، اما ان اردت أن تصبحى عاهرة فحاولى فقط  الخروج او التحدث ألى أى كائن خارج هذا المنزل، سوف اتركك الليلة تفكري جيدا أيهما تريدى ان تكونى ملكة ام عاهرة ، هنا مكان مبيتك الليلة على الأرض وإياك ان تفكرى بالنهوض على قدميك قبل ان أخبرك انا 


تركها كم هى، جالسة فى الأرض عارية فقط ملتفة بالمحارم امام المدفأة، وتوجه إلى الممر المؤدي لغرف النوم،.بعد أن اغلق جميع الانوار، هكذا مرت الايام تليها الشهور والسنوات ما بين الضرب والإهانة ومحاولة فرارها  منه التى تنتهى دائما بالفشل المصاحب لوصلة من العذاب حتى فقدت الارادة  على الهرب واصبحت سلاسل قدميها جزء لا يتجزء من جسدها، إلى ذلك اليوم الذي جاء به من الخارج حليق الرأس والدماء تنزف من جميع أنحاء جسده وعلى الرغم من ذلك فهو يمسك بيده زجاجة من الخمر، فتح الباب الخارجى ثم باب الحديد ولم يستطع الاستدارة لإغلاقه،بل سقط أرضا فى حالة من الإعياء، كان الطريق أمامها مفتوح، كان بإمكانها الفرار، مرت من جوارة بعد أن أخذت المال الكافي لسفرها بعيدا وفكت قيود قدميها، ثم هرولت مبتعدة عن منزل الجحيم الذي قضت به سنوات من شبابها لم ترى العالم، لفترة طويلة، ولكنها ما إن وصلت إلى أول الطريق حيث مرور السيارات حتى انهارت جالسة على الأرض تبكى كطفلة صغيرة تاهت من والديها، وبدأت تتحدث إلى نفسها


(نعم هو قاسي وكاذب ولكنه أحبها بصدق، امتلك قلبي قبل جسدي ، نعم هو اختيار سئ ولكن لا أستطيع تركه  هكذا غريق فى دمائه، فهو ليس له أصدقاء ولا احد ياتي الى المنزل، فلن ينجده أحد، أعلم أني غبية ولكن قلبى هذا لا يحتمل تركه للموت فريسة) 


أشارت إلى إحدى السيارات التي توقفت فورا لها وقالت بكلمات متقطعة 


-زوجي! دماء! يموت! 


-لا تقلقى، اصعدى السيارة و أشيري  الى مكانه 


صعدت مارى إلى سيارة الرجل الغريب، وارشدته إلى البيت، وبعد ان وصلوا ترجل السائق الغريب حتى وصل إلى المنزل وراى رجل يفترش الأرض وينزف ممسك بيده زجاجة الخمر، فأسرع إليه وحمله ثم وضعه فى السيارة وتوجه به إلى أقرب وحدة طبية، أما هى فجلست على باب البيت لفترة ليست بكبيرة تبكى غبائها وعدم قدرتها على الرحيل ثم دلفت الى الداخل واغلقت بيديها الابواب مرة اخرى. 


تبسمت الى الطريق بعد أن استفاقت من ذكرياتها، ثم اغلقت الباب مرة أخرى وعادت إلى الداخل تسحب قدميها الثقيلتان ليس من الاغلال فلم يعد يقيدها بعد ان عاد يومها من المستشفى بل شعورها بعدم الحرية هى ما تثقل أقدامها حتى وصلت إلى المطبخ، ووقفت تجهز كعكة شوكولاته التى تعلم  انه يحبها، وبعد عدت ساعات عاد إلى المنزل وفتح باب الشقة والباب الحديدي  ثم نادى باسمها وهو يقترب إلى المطبخ حيث رائحة الكعك التى ملأت المكان، كان يحمل بين يديه باقة من الزهور، دفعها إليها مبتسما وقال 


-زهوري تخجل من جمالك يا أحلى الزهور 


تبسمت له، ثم استدارت تخرج الكعكة من البراد ووضعتها على الطاولة ، وقف هو خلفها ثم جمع  شعرها المنثور على ظهرها و وضعه على كتفها ثم  البسها عقدا من الألماس  مقبلا عنقها وهمس 


-لماذا؟ لماذا لم تتركينى للموت وقتها ؟ 


نظرت له مبتسمه وقالت 


-لانى امتلك قلبا غبى


-وأنا أعشق ذلك القلب، ولكن ألم اتعهد لك بالذهاب لطبيب نفسي كي اتعالج


- نعم، فعلت، و وفيت بعهدك ولم تؤذني من يوم الحادث 


-اذا، متى تغفرين لي؟ 


-عندما أحصل على حريتي من سجنك هذا، عندما يعود قلبى وعقلى للغناء بحرية بين شوارع المدينة، بعد أن سقطة  أغلال الماضي 


دفن وجهه فى الفراغ بين رأسها و صدرها  كي يحصل على أكبر قدر من رائحتها فى راتية ثم ابتعد ونظر بعينيها وقال وهو يضع مفاتيح الأبواب بين يديها 


-اتعلمين ما هى ذكرى اليوم 


-ذكرى زواجنا  العاشرة 


-وعيد ميلادك الثلاثون، وها هى هديتى لك، اخرجي أن أردت فلم يعد هناك ابواب مغلقة او قيود تمنعك الرحيل او حتى رجل جريح يعطف قلبك عليه، ارحلى  حيث حريتك تاركة قلب ينبض بحبك فى انتظار عودتك إليه 


نظرت إلى المفاتيح التي بين يديها ثم له وهو يبتعد،تقدمت بخطوات متمهله لا تصدق انها بعد خطوات سوف ترحل ولن يقف فى طريقها، لقد استمرت معه طوال العشر سنوات تسانده وتتحمل تقلباته المتناقضة بين الحنان والقسوة و الهدوء والعصبية، نعم تعترف أنه بالثلاث سنوات الأخيرة لم يعد كالسابق لقد توقف عن ضربها او تقيدها او حتى الصياح وكان عندما يشعر بالغضب يخرج من البيت من جهة الحديقة  ولا يعود إلا بعد أن يهدأ، واحيانا كان يمر يوم او يومان وهو خارج البيت، تراه نائم  على تلك الأرجوحة، تعلم يقينا انه يحبها وانه يحاول ان يتغير من اجلها، ولكنها  تحتاج إلى الخروج من ذلك القفص الذهبى، ما أن مرت من ذلك الباب اللعين ذات القضبان حتى انطلقت ترقد  اتجاه الطريق العام، لاحظت وجود سيارة تتبعها فتوقفت تنظر إلى السائق الذى توقف ثم هبط من السيارة وقال 


-السيد أليخاندرو اخبرنى  أنى سوف اعمل لديك فأنا سائقك من الان سيدتى 


تبسمت ثم صعدت إلى السيارة وطلبت من السائق الانطلاق الى المدينة ثم إلى رصيف العشاق، حيث اول مكان تقابلوا به، هناك كانت تجلس تنظم الأزهار، والعجيب رغم انتشار بائعي الزهور إلا أن مكانها لازال فارغا ولم يجلس به أحد، تقدمت إليه ثم جلست على الارض ودموعها تتسابق مع ذكرياتها لهذا المكان، قطع تفكيرها صوت فتاة يتضح عليها انها تبيع الزهور


-عذرا سيدتي، لكن لا يمكنك الجلوس هنا، فهذا المكان خاص بالجميلة مارى 


-هل تعرفيها 


-الجميع. يتحدث هنا دائما عنها، حتى ان ريدمي صاحب اليخت النهرى يفتعل المشاكل مع اى احد يحاول الجلوس مكانها 


-ريدمى! اوه اتذكرة هذا الطفل ذات الاثنى عشر عام الذي كان يبيع الجرائد 


ضحكت الفتاة ثم أردفت بتعجب  :- طفل!  انه خطيبى  الان وهو بعمر الثانية والعشرون، ها هو آت، لقد اخبرتك ان عليك النهوض من هنا سيدتى 


اقترب شاب يتضح على ملامحه الغضب، لقد قفز من داخل مركب شراعى إلى الشاطئ وجاء مهرولا حيث تجلس وهو يصيح 


-عذرا سيدتى، هذا المكان خاص ب..، 


صمت عندما اقترب ونظر إلى وجهها ثم قفز بمكانه وهو يصيح 


-مارى، انت مارى، حقا عدتي أخيرا، أين كنت طوال هذه السنوات، لقد بحثت عنك بكل مكان، وحتى هذا الرجل الذى كنت تقابليه اختفى ايضا 


-أخذني فى ليلة ممطرة من البرد إلى الدفء ولم أستطع اخبار احد، و لقد تزوجنا وسافرنا بعيدا، وها انا عدت الى هنا كى ابحث عن ذكرياتى وعن نفسي 


-لما الحزن يغلف صوتك، لم أعهدك هكذا حزينة 


تنهدت قائلة :-انتهى وقت الحزن  ورحل، هل لازالت حديقة الزهور التى كنت ابيع زهور هم  موجودة  


أجابت الفتاة:- نعم، فانا ابيع الزهور الان، هل ستعودي للبيع الزهور بهذه الملابس القيمة 


نظرت مارى  إلى ما ترتديه ثم قالت 


-ولما لا، هيا سوف اساعدك فى بيع الزهور 


اخذت بعض الباقات من يدها ثم بدأت تتحرك بين العشاق وتغنى وتعرض عليهم  الزهور، كما كانت تفعل بالماضى حتى وصلت إلى المطعم الذى يطل على النهر ووقفت تنظر إلى الطاولة التى جلست عليها معه  لأول مرة وتبسمت ورددت فى نفسها 


(على الرغم من جمال الحرية وحلو طيب رائحة النسيم هنا، إلا ان جنتى معه هو فقط) 


عادت حيث تجلس الفتاة خطيبة ريدمي واعطتها المال الذى جمعته ثم ودعتها هى وصديقها وعادت إلى السيارة التى كان ينتظرها بها السائق، وقالت له 


-عد بي إلى بيتي، حيث ينتظرني هناك من امتلك قلبى وامتلكت قلبه 


اقتربت السيارة من البيت الريفى، ونظرت هى من نافذة السيارة لتجده يجلس أمام باب البيت من الخارج ناظرا إلى الأرض، وعندما سمع صوت السيارة هب ناهضا مبتسما واقترب بتمهل الى ان وقفت السيارة امام البيت، فتح باب السيارة وعينية تبحث فى عينيها عن أجابه لما دمر عقله من ساعات عندما رحلت (هل سوف تعود إليه ؟هل سوف تختاره مرة اخرى ) 


امسكت يده المرتجفة وقالت 


-لما لا تكون حريتى بك وانا معك 


-اطلبى أى شئ سيكون ولكن ظلي معي بختيارك 


-ننزع القضبان وتهدم الأسوار العالية 


-موافق 


بابتسامة أشرقت على وجهها قالت 


اليوم اختارك  مرة أخرى بطاعة وحب لا أجبار


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS