رواية المتناقض الحلقه التاسعه بقلم حازم الباشا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية المتناقض الحلقه التاسعه بقلم حازم الباشا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
انتهى اليوم ... وفي المساء عاد امجد الى منزله ليجد شيئا مبهرا في انتظاره !!!
شيئا لم يستطع عقل امجد بكل ما يتمتع به من ذكاء وعبقريه ... ان يتخيله او يتوقع حدوثه !!!
فلأول مره في حياته الطويله ... يجد شخصا يستطيع قراءه افكاره هو !!!
وليس فقط افكاره ... بل ان ذلك الشخص قد توغل الى ما هو اعمق من ذلك ، واستطاع ان يقرأ روحه ويغوص الى ما بداخل قلبه !!!
كل ذلك حدث عندما وقعت عيناه على " زيتا " ، التي كانت قد تزينت وتأنقت بشكل لم يراه من قبل
فظهرت امامه كاحدى اميرات الحبشه في القرون الوسطى
وهي ترتدي ذلك الفستان الاحمر الانيق ، وقد اسدلت عليه خصلات شعرها الحريري الطويل ، لتخفي به جزءا من رقبتها واكتافها اللامعه
والتي كانت تنافس في نعومتها طفلا لم يمض على ولادته سوى بضع ساعات !!!
وما ان نظر امجد في عينيها العسليتان الواسعتان كمحيط من العذوبه والروعه ... حتى وصلته كل رسائل عقلها
شعر امجد انه يقف عاريا امام المرآه ...
فقد لخصت تلك الرسائل كل ما تحمله اعماق امجد من مشاعر وافكار ، لدرجه انه تسمر في وقفته ، وانشغل بالتهام تلك الرسائل بشراهه شديده !!!
وقد حملت رسائل عقل زيتا ما يلي من معاني ...
(( اهدأ قليلا يا امجد ...
يا توأم روحي
فانا معك ولن اتركك ابدا
حتى وان ظللت في عينيك
تلك الخادمه التافهه الغبيه ...
انا اعلم انك تتظاهر بالعنف والقوه طول الوقت
لكن بداخلك تحمل الاسى والالم
الذي لا يعلم به غيري ...
كم تمنيت ان ازيل كل الالم الذي يقتلك في صمت ،
حتى وان كلفني ذلك
ان احمل انا كل هذا الالم بدلا منك
فعذابي في تألمك لا يطاق
كم اتوسل اليك ان تطلب مني ان افعل اي شيء
لوقف نزيف تعاستك ...
لكن ارجوك لا تتركني اقف عاجزه
وانا اشاهدك تتعذب في صمت ))
تنهد امجد وكأن روحا جديده قد تسللت لتحتل كل المساحات الفارغه داخل جسده وعقله وقلبه
واقترب من زيتا وكأنه يوشك على احتضانها ، واستمر في قراءه ما يحمله عقلها ، وكان كالتالي ...
(( مولاي وعشقي امجد ...
اعلم انك سوف تصحبني الليله للعشاء
وقد لا تعرف كم من الليالي قضيتها
وانا احلم بتلك الليله
حتى وان كانت من باب العطف والشفقه
ولقد انفقت كل ما املك
لاشتري هذا الفستان
وكل املى الا تشعر بالحرج وانا بصحبتك
ارجوك فقط لليله واحده ...
عاملني اني انثى
وغدا ساعود تلك الخادمه
التي تعتبرها ادنى منك ، ومن كل البشر ))
------------------------ء
انهى امجد قراءه تلك الافكار داخل عقل زيتا ، وانهمر في بكاء حاد
كان ذلك حدثا مزلزلا .... فأخيرا بكى امجد !!!
وكأن ذلك الصمام الفولاذي الذي اوصد به منابع الدموع في مقلتيه قد انكسر !!!
فأمجد لم يذرف دمعه واحده منذ ليله رحيل امه ، وحتى يومنا هذا !!!
وما ان رأت زيتا دموع امجد ، حتى جرت واحتضنته بحنان وقد فاضت دموعها لتسابق دموع امجد
ظل مشهد العناق الدافيء طويلا وطويلا ، حتى سكنت ارواح الاثنان وجفت دموعهما
وبدا امجد بالكلام وهو يغمر زيتا بنظره كلها حب وحنان قائلا : تتجوزيني يا زيتا ؟؟؟
تجمد زيتا للحظه ... ثم سقطت مغشيا عليها
التقطها امجد قبل ان تقع على الارض وصاح بانفعال :
الله يخرب بيتك
وبيت سنينك السودا
ده وقته يا زفته !!!
حملها برفق ، ووضعها على فراشه ، وبدا في افاقتها برفق ، وقد بدات تستعيد وعيها تدريجيا ، لتفتح عينيها وتشاهد امجد يقبل يديها وهو يقول : حمدلله على السلامه يا قلبي
ردت زيتا باضطراب واضح : انت كنت تمزح معي مستر امجد ؟؟ صح ؟؟
ابتسم امجد وقال : لا يا زيتا مش بمزح ، انا بحبك وعاوز اتجوزك بجد
ترقرت عيون زيتا بالدموع وهي تقول بلغتها العربيه الضعيفه :
لا مستر امجد
انت مش ينفع جواز مع واحد خدامه
اذا انت حابب علاقه
فأنا اكون ملكك لأخر عمري
بدون جواز سيدي
واحلف لك مش راجل تاني يلمسني غيرك ... حتى اموت
رد امجد بكل هدوء:
لاخر مره هاقولك انا فعلا بحبك
وعاوز اتجوزك
وعاوزك تكوني ام اولادي
استشعرت زيتا صدق كلمات امجد فقالت وهي تبكي :
موافقه سيدي امجد ... موافقه سيدي
قطب امجد حاجبيه وهو يداعب خدود زيتا وقال :
في بنت تنادي حبيبها وجوزها .... سيدي !!!
ولاول مره زيتا تشعر ان الدنيا كلها قد تصالحت معها ... فقالت بصوت باكي مرتبك :
موافقه امجد ... موافقه امجد ... موافقه يا حبيبي
احتضنها امجد بكل قوه ، وظل يقبل يديها ورأسها
وقد كان مجرد نطق زيتا لتلك الكلمه ( امجد حبيبي ) كافيا لان تنفجر منها سعاده تغمر كل ذره من جسدها ...
بل تتخطى ذلك ، وتكتسح كل كيان امجد
انتهى ذلك المشهد الحالم ، وقد ادرك امجد ان عقله الجبار قد وجد منافسا يفوقه باميال واميال
ف (قلب) تلك الفتاه المسكينه زيتا ...
استطاع ان يفعل اشياء ، لم يكن باستطاعه (عقل) امجد فعلها ، رغم كل ما كان يتمتع به من قدرات خارقه
-----------------------ء
وبعد اقل من ساعه كان امجد قد اصطحب زيتا ، ليقضي كل منهما اول موعد غرامي في حياته
وذهبا الى احد المطاعم الفاخره ، المطله على نهر النيل ، وجلسا يتسامران ويتضاحكان بشكل جعل كل الحاضرين بالمطعم يحسدونهما على ذلك التناغم الساحر !!!
وفي اثناء العشاء ...
زلزل صوت ارتطام مدوي كل ارجاء المطعم ، لدرجه اجبرت كل الرواد على القفز من اماكنهم والخروج لمعرفه السبب وراء ذلك الصوت العنيف !!!
فقد كانت احدى السيارات قد انحرفت عن الطريق لترتطم بالسياج المجاور للمطعم ، ثم تخترقه ، لتسقط في اعماق نهر النيل !!!
وقف امجد وقد التصقت زيتا بذراعه وهي ترتعش ، وقد تجمع العشرات ما بين واثب في النهر لمحاوله انقاذ من بداخل تلك السياره الغارقه ، وما بين من اكتفى بتصوير الواقعه
ومضت لحظات حتى صعد احد الشباب مفتولي العضلات وهو يحمل فتاه بين ذراعيه ، بينما يصيح :
مفيش اي دكتور هنا ...
الست اللي كانت جوا العربيه ... قاطعه النفس !!!
وهنا ... صاح امجد بصوت عالي :
انا دكتور ...
لو سمحتم الكل يوسع
عشان اعرف اكشف على الست
وبالفعل افسح الجميع ...
وما ان اقترب امجد وشاهد وجه الفتاه حتى صاح :
انا عارف البنت دي ...
دي ريم الحديدي !!!
ولازم ننقلها بسرعه للمستشفى ...
لان عندها ارتجاج في المخ !!!
وفي سرعه شديده اتصل امجد باحدى سيارات الاسعاف الخاصه به ، وامر بنقل ريم للمستشفى
والتي كانت بالمصادفه تبعد بضع كيلومترات قليله عن مكان الحادث !!!
وفي لحظات كان امجد قد قفز في سيارته وبصحبته زيتا متجهين الى المستشفى
وما ان دخلا الى غرفه العنايه المركزه ، حتى امر امجد بمغادره المسعفين ، واوصد الباب عليه هو وريم وزيتا
ثم اقترب من ريم التي كانت مستلقيه على الفراش الطبي ، وهمس في اذنها :
ريم هانم ...
فتحي عنيكي ...
احنا خلاص بقينا لوحدنا
وفجاه فتحت ريم عينيها وقالت :
انا خايفه اوي يا امجد من ردة فعل ادهم
لما يعرف اني ساعدتك نعمل المسرحيه دي
عشان نخليه يظهر
رد امجد :
ما تخافيش يا ريم
اول ما ادهم يظهر هافهمه كل حاجه
زمان الفيديو بتاع عربيتك انتشر في البلد كلها
وانا متوقع ان ادهم هيظهر في اي لحظه
ريم بنبره معاتبه :
انت اتاخرت ليه
انا والراجل منفذ المشاهد الخطره فضلنا مستنيناك
اكتر من ساعه
ثم التفتت الى زيتا وقالت :
ومين الانسه دي ؟؟
رد امجد بارتباك :
دي البنت اللي بتشتغل عندي
ووجودها وعياطها عليكي
لما طلعتي من الميه
خلوا المشهد يبان واقعي اوي
ردت ريم بابتسامه حنونه مخاطبه زيتا :
ميرسي اوي على قلبك الجميل ده
بس لو سمحتي
ممكن تجيبي لي اي حاجه البسها
بدل هدومي المبلوله دي
ردت زيتا بصوت شاحب ، وهي تقترب من ريم ، وتنزع حذائها المبلل : حاضر مس ريم
ثم خرجت من الغرفه ، ودموعها تكسو فستانها الاحمر الانيق ، قد تحولت مساحات منه الى اللون الاسود القاتم
وسارت بخطوات ثقيله صوب بوابه المستشفى ، وهي لا تدري الى اين سوف تقودها ساقيها ، اللتان لم تكونا قادرتان على حمل جسدها المرتعش .... وقلبها المحطم
فقد ادركت زيتا انها لا تزال مجرد خادمه ، استغلها سيدها لتلعب دورا ثانويا في مسرحيه هزليه بطلتها ... ريم الحديدي !!!
وقد كان اجرها على ذلك الدور البسيط ... نفس مكسوره ... وقلب محطم
ظلت زيتا تسير في الشوارع بلا هدى ...
وبداخلها سؤال واحد ...
لماذا لم يصارحا امجد من البدايه ، بأن مشهد المطعم وما تبعه من احداث كان مجرد خطه جهنميه من خططه المعتاده !!!
فهي لم تكن لتعترض على اوامر وطلبات سيدها ، ولكانت حفظت قلبها من ان يداس تحت قدميه كما حدث الان
------------------------ء
وعلى صعيد اخر ...
ظل امجد ينتظر عوده زيتا ، بلا جدوى
فخرج من غرفه ريم ، وطلب من احدى الممرضات ان تحضر بعض الملابس المناسبه لريم هانم
وانطلق يفتش عن زيتا في اروقه المستشفى ، حتى اخبره احد افراد الامن ، بأنه رأها تخرج باكيه من البوابه
فهرع مسرعا وقفز في سيارته ، استعدادا للبحث عن تلك الحمقاء ...
الا ان جسدا ضخما تحجر امام سيارته ، مانعا اياه من التحرك
اشعل امجد كشافات سيارته ليكشف عن هويه ذلك الشخص الرابض امام سيارته ... ليجد ان ذلك الشخص هو ( ادهم )
فابتسم امجد بطريقته المعتاده ، وقد غمرته فرحه عارمه ،
فقد نجحت خطته في جذب ادهم
ليعلن عن بدء الجوله الثالثه من ذلك الصراع الحتمي
( انتهت الحلقه التاسعه )
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق