رواية تجربة حياة نمله المقدمة والفصل الأول بقلم رودينا محمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
 |
في أحد الأحياء النظيفة و التي تعرف بالثراء الفاحش، كان هناك دارة لعائلة المنشاوي، تلك الدارة موجودة منذ سنين ماضية كثيرة جداً، فقد نشأ فيها أحفاد المنشاوي و حتى أبناء أحفاد المنشاوي
في عام 1970م أمر مدحت المنشاوي حفيد المنشاوي فاحش الثراء ببناء تلك الدارة بينما كانت تقوم الحرب حينها بمصر و لم تكن مصر تستقر أمورها، شيدت تلك الدارة في خلال عشر سنوات و ذلك لأن عندما كاد العمال أن ينتهوا من بنائها جاء صاروخ تابعاً للعدو و دمر الدارة كلها قبل انتصار مصر بالمعركة، يأس مدحت كثيراً و قد دفع في تلك الدارة 150 جنيه، كان لا بد أن يتم تشيدها من جديد فقد كان يريد أن يتم بناء تلك الدارة
انتظر مدحت المنشاوي انتهاء الحرب في مصر حتى يتم بناء تلك الدارة بأمان تام، و بالفعل تم بناؤها، و لكن لم يسعد بها مدحت المنشاوي كثيراً فقد أصابه مرض شديد أدى به إلى فقدان حياته، كان هذا أمر محزن جداً لعائلة المنشاوي، فهو كان كبير العائلة و أكثر حكمة لهذه العائلة
بعد مرور 9 سنوات على موت مدحت المنشاوي أي في عام 1989م بعد أن كبر إبنه علي مدحت المنشاوي و أصبح ناضج، شاب بعمر ال 24 عام قرر أن يقوم بصنع كتاباً كبيراً يكتب به عن أحداث تلك الدارة العجيبة التي واجهوا صعوبة في إتمام بناؤها، و قد أوصى كل من يعيش بدارة عائلة المنشاوي تسجيل أحداث تلك الدارة على عبر الزمان حتى تتناقل إلى أحفادهم
و بالفعل نفذ كل من يعيش بتلك الدارة كلام علي و لكن عندما أتم علي 48 عام حدث أمر غريب بتلك الدارة، بدأت جدرانها بالإنشقاق و حدوث شرخ في الجدران مما جعل عائلة المنشاوي تترك الدارة فترة حتى يتم إعادة تأهيلها من جديد، تم الإنتهاء من إعادة تطويرها عام 2014م فقد استغرق الأمر سنة واحدة، كانت عائلة المنشاوي تأجر المنازل حتى يعيشوا بها إلى أن يتم ترميم الدارة، و بالفعل تم ترميم الدارة و كان حينها قد أتما شهيرة ابنة عبد الحميد أخو علي و كارم ابن علي 14 عام الموافق 3/7/2014، أمر غريب أنهم ولدوا بنفس اليوم أليس كذلك؟
استقرت الأمور بتلك الدارة إلى أن أتم كارم 24 عام هو و شهيرة، ففي الوقت الحالي أصبح كارم و شهيرة غريبان جداً
_____________________________________
تجربة_حياة_نملة
الفصل_الأول
عراك
_"يا شهيرة سيبي شعري، آه سيبي شعري هيقع في ايدك"
أردف كارم جملته بصراخ من شهيرة التي كانت تشد شعره بعنف كبير، لا يستطيع أن يقول شيئاً فهي إبنة عمه و زوجته في الوقت ذاته
="الرجالة شعرهم مش بيقع بسهولة"
_"أنا لولا عارف أنك بنت كنت زماني......"
لم يستطع كارم أن يكمل جملته فحينها قامت شهيرة بعضه بقوة كبيرة
قام كارم بالصراخ بشدة أثر عضة شهيرة له، بدأ بالتأوه و هو لا يريد التحدث أمامها فيبدو أنه إذا فتح فمه سيكون ضحية تحت يدها
ابتعدت شهيره عنه و هي تقول :
_"لا تكونش فاكر ياض أني هزعل و هعيط و مش هتكلم، لاء يابا فوق و اعرف أنتَ بتكلم مين"
قام كارم الذي كان أطول منها بسنتيمتر و هو يقول و يظهر على وجهه علامات الضيقة و الألم:
_"معقولة، أنتِ شهيرة الكيوتة البسكوتة إلي معاشرها من يوم ما إتولدت، إلي بتعيط على أقل حاجة"
_"أيوة دي أنا و مازلت كما أنا بس بطلع الشخصية التانية إلي ساكنة جوايا، عايز إي يا روح مامي تاني.... تتجوز! أمال أنا إي يعني معلش، عارف يا كارم أن سمعتك بتجيب في السيرة دي و ربي و ما أعبد لأوريك الويل يا كارم، قال أتجوز قال"
أنهت شهيرة كلامها بتحذير و سخرية منه فكيف له أن يتفوه بأنه يريد التجوز من امرأة أخرى عليها، يا ويلته أن فعل ذلك، سوف يرى عجائب كثيرة ستقام عليه من شهيرة
_____________________________
_"هما الولاد بيتخانقوا تاني ولا إي؟"
كان علي يقولها بقلق بينما كان عبد الحميد جالس بجانبه بلا مبالاة و يقول:
_"سيبهم يا علي أنتَ مش كنت عايز بنتي تتجوز إبنك، و ربنا هتربيهولك من أول و جديد"
أردف علي بإبتسامة:
_"و عشان كدة كنت عايز كارم يتجوز شهيرة"
قهقه عبد الحميد ثم قال بمزاح:
_"بتحب إبنك أوي يا علي"
ضحك علي ثم صمت قليلاً، حينها أصدرت معدته صوتاً مما جعل عبد الحميد يبتسم و يقول :
_"أنا كمان جعان يلا نقوم ناكل حاجة"
قام علي و أمسك بعكازه و قام بالوقوف وراء عبد الحميد أخيه الذي يصغره 3 سنوات، للأسف أصيب عبد الحميد منذ فترة بحادث سير أدى إلى حدوث شلل في قدميه، لكن ظل علي واقف بجانبه و يسانده دائماً كما علمهم مدحت المنشاوي والدهم قبل أن يموت
بدأ علي بدفع عبد الحميد إلى الأمام حتى يخرجا من الغرفة و يتوجهوا نحو المطبخ في الطابق الأرضي، و ما أن خرجوا من الغرفة سمعوا صوت كارم و هو يصرخ
_______________________________
_"و الله العظيم بهزر قسماً بالله بهزر أنتِ بتفهمي منين"
أردف كارم كلماته بعصبية شديدة مما جعل شهيرة تشتعل غضباً منه، فأردفت و هي تقترب منه بكل شر:
_" كارم، بتزعقلي؟!"
أجاب كارم على سؤالها بتهكم و غضب كبير:
_"هو فيه حد غيرك هنا في الأوضة؟"
أردفت شهيرة بكل برود :
_"همم طيب"
ثم توجهت نحو الخزانة و فتحت بابها و ظلت تبحث بين الملابس عن شيء
نظر لها كارم بإستغراب واضح عليه ثم قال:
_"شهيرة، بتدوري على اي"
أردفت شهيرة بكل غضب:
_"كارم، أنتَ أخدت المطوة إلي كنت سايباها هنا"
رفع كارم حاجبيه بكل ذهول و إبتسم إبتسامة بلاهة ثم أردف بتساؤل:
_"و أنتِ عايزة مطوة لإيه"
نظرت شهيرة ورائها ثم توجهت نحوه و قالت:
_" يعني يا أذكى إخواتك أنتَ بتزعقلي و عايز تتجوز عليا هكون بدور على المطوة ليه يعني؟"
ما أن سمع كارم جملتها ابتعد عنها بكل ذهول ثم قال:
_"أنا سايبلك الفيلا دي كلها و ماشي لحد ما تعقلي"
ثم جاء ليفتح الباب و فتحه و لكن وجد والده أمامه هو و عمه عبد الحميد يقفان له بنظرة تهكم
أردف علي والد كارم بجدية:
_"خير يا كارم، صوتك عالي أوي كدة ليه؟"
أجاب كارم و هو يرفع كم ملابسه بغضب و يقول و هو يحاول أن يسيطر على نفسه:
_"شوف يا بابا عشان قولتلها هتجوز عليكي عملت فيا إي"
ضحك عبد الحميد بشدة عندما رأى أن عضة إبنته بارزة بشدة على ذراع كارم ثم أردف بفخر و هو يربت يده على صدره:
_"تربيتي"
نظر علي لعبد الحميد و هو يضحك بشدة فمنذ أن أصيب بتلك الحادثة لم يضحك هكذا منذ وقت طويل، فقال علي و هو يريد إضحاك أخيه أكثر:
_"تستاهل و أكتر كمان أنتَ عايز تتجوز عليها، استحمل إلي هتشوفه"
إشتعل كارم من الغيظ ثم قال:
_"أنا خارج لأحسن المجنونة إلي جوة دي قريب هترنني علقة، بقى معظم الرجالة بترن مراتاتهم علقة، أنا إلي هترن علقة من مراتي"
ثم خرج خارج الدارة كاملةً، هو لا يريد التحدث مع زوجته شهيرة فهو يحبها جداً و يعلم أن أفعالها تلك ليست بإرادتها للأسف، شهيرة و كارم متزوجان من بعضهما منذ 3 أشهر، أخبرته شهيرة بسر كبير لا يعلمه أحد إلا هو و ذلك ما يجعله يحترمها حتى عندما تهينه، دائماً ما يصفه والده بصفة طائش و لكن كارم متحمل مسؤولية كبيرة، يستيقظ كل يوم و هو يخاف موت حبيبته، أفعالها و تصرفاتها معه أهون له لكثير من أن تموت
كان كارم قد ركب سيارته الفخمة و ظل يقودها و هو تائهٌ، سؤال يشغل باله بشدة "يا ترى يا شهيرة هتفضلي معايا كتير؟ أنا أمنيتي أني أموت معاكي، خايف أفقدك"
_____________________________
بدأت شهيرة بالبكاء بشدة بعد أن خرج كارم ثم أردفت في نفسها:
_"أنا بعمل إي؟ أنا ما كنتش كدة، أنامش عارفة اتحكم في نفسي، أنا بحبك يا كارم لكن مش عارفة إذا كنت هتسامحني بأفعالي دي ولا لا، أتمنى تسامحني"
___________________________
_"ماما، أنا عايزة Lunch box جديد"
نظرت الأم لها ثم قالت:
_"لي يا جنى أنا لسة جايبالك واحد من فترة"
أجابت جنى بلا مبالاة:
_"يا ماما حضرتك قولتي من فترة، أنا عايزة جديد"
صمتت الأم قليلاً ثم قالت:
_"جنى، شايفة غزة عايشة إزاي، هل بيعرفوا يجيبوا لبس جديد، هل بيعرفوا يجيبوا حاجة للأسف، شايفة حياتهم متدمرة"
أردفت جنى ذات العمر 9 سنوات بتساؤل:
_"و ده علاقته إي يا ماما؟"
أجابت الأم على سؤالها :
_"يعني إحنا يا حبيبتي مش لازم نجيب كل حاجة جديدة و لازم كمان محافظ على أدواتنا الشخصية، شايفة غزة عاملة إزاي، متدمرة خالص، الأطفال إلي هناك مش عارفين يتعلموا بسبب الدمار ده، يعني أنتِ يا جنى لازم تحمدي ربنا عشان أنتِ عارفة تتعلمي و لازم تحافظي على حاجتك و مش لازم كمان أن إحنا نجيب جديد كل شوية، ده مش صح ربنا مش بيحب المسرفين، شوفي إحنا أغنياء و نقدر نجيب أي حاجة بس لازم في نفس الوقت نعدل"
إبتسمت جنى لوالدتها ثم قالت:
_"حضرتك يا ماما عندك حق، أنا تعلمت أن أنا مش لازم أسرف و أجيب جديد كل شوية، و لازم كمان أحافظ على حاجتي"
أردفت الأم لها بإبتسامة:
_"بالظبط يا جنى"
___________________________
ظل كارم يقود سيارته و هو حائر، كل ما يريده هو أن يتم شفاء زوجته، فحصها كل الأطباء و كانت إجابتهم مماثلة تماماً لبعضهم "ما فيش أمل حالتها متأخرة جداً، حتى العلاج مش هيقدر يأثر معاها بحاجة، هتتألم على الفاضي"
خانته دمعة من عينه فقام بمسحها بعنف ثم قال بغصب:
_"هتعيشي، هتعيشي و هنكمل حياتنا مع بعض، خناقات و هزار و مغامرات كمان"
____________________________
_"ماما أنا هروح عند عمتو أقعد معاها شوية"
="تمام يا جنى"
خرجت جنى من غرفتها متوجهةً نحو غرفة عمتها........... وقفت جنى أمام غرفة عمتها ثم طرقت الباب أربعة طرقات و لكن لم تسمع أي رد
يتبع
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق