رواية دمعات قلب الدمعة التاسعة والعاشرة بقلم رباب فؤاد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
دلفت (هالة) إلى شقتها في هدوء وهي تمني نفسها بقضاء بعض الوقت في سكينة قبل وصول ولديها العاصف،
ولكنها ما أن تقدمت خطوتين إلى الداخل حتى وجدت أمها وزوجها بل وحميها أيضاً جالسين في الردهة والصمت يلفهم.
لوهلة انقبض قلبها إلا أنها سارعت برسم ابتسامة ترحيب على وجهها لم تنجح في محو القلق من صوتها وهي تقول ـ"مرحباً بك يا عماه..يالها من مفاجأة سارة."
ثم ما لبث قلقها أن تغلب عليها فقالت في سرعة ـ"ماذا هناك؟ لماذا انتم صامتين هكذا؟ هل حدث شيء لـ(هند)؟ أين هي؟"
وبفزع قلب الأم هرعت إلى غرفة الصغيرة لتجدها نائمة في هدوء وحرارتها عادية فتنهدت في عمق وارتياح قبل أن تعود إلى الردهة ثانية وتقول بابتسامة مرتبكة ـ"آسفة لانفعالي...لقد قلقت على(هند)."
ثم ما لبثت أن قالت لحميها ـ"كيف حالك يا عماه..لم نرك منذ فترة."
تنهد الرجل قائلاً ـ"عندما لم تأت جئت أنا."
جلست إلى جوار أمها قائلة ـ"إنها المشاغل يا عماه..فأنا في العمل صباحاً وبعد الظهر أراجع مع الأولاد دروسهم وهي مسئولية مرهقة للغاية كما تعلم، لذا ما أن ينام الأولاد حتى أنام أنا الأخرى فوراً، حتى أنني في بعض الأوقات لا أرى الفراش من شدة التعب."
قال بتهكم ـ"واضح."
عقدت حاجبيها للحظات ولم تعقب في حين تابع هو بنفس اللهجة التهكمية ـ"لقد ظننت أن هناك سبباً أكثر أهمية يمنعك من زيارة البلدة، كان يكون ركوب السيارة لمسافات طويلة خطراً عليك."
سألته في دهشة ـ"وما الذي يجعل ركوب السيارة خطراً عليّ؟ أنا لا أعاني من دوار المركبات وصحتي, والحمد لله, على ما يرام."
قال الرجل بخبث ريفي ـ"إذاً فلا يوجد شيء في الطريق."
انتبهت فجأة لمغزى حديثه فقالت بابتسامة مرتبكة وهي تتبادل النظرات مع أمهاـ"لا, لم يأذن المولى بعد."
اقترب بوجهه منها قائلاً بتهكم ـ"طبعاً لا يوجد شيء لأنه لا يأتي باللاسلكي."
احتقن وجهها بدماء الحرج وشعرت بحرارة فائقة تلهب جسمها كله وهي تسمع حميها يقول هذا, وأغاظها صمت زوجها الذي أحنى رأسه أرضاً, فالتفتت إلى أمها تطلب منها العون؛ ولم يكن حال الأم بأفضل من حال ابنتها, لذا هبت(هالة) واقفة وهي ترتجف من الانفعال قائلة ـ"ماذا تعني يا عمي؟"
وضحت نبرة العزم في صوت حميها وهو يقول ـ"أعني أنه ما من زوجة صالحة تتمنع عن زوجها مهما كانت الأسباب."
أدارت عينيها إلى زوجها في حدة إلا أن وجهه كان لا يزال أرضاً, وشعرت بجفاف حلقها فقالت مدافعة عن نفسها ـ"أأخبرك هو بذلك؟"
زاد الحزم في صوت حميها وهو يقول ـ"أخبرني أو لم يفعل ليس هو المهم, المهم هو أنني أعرف بالفعل؛ كما أنني لست أعمى. (طارق) ابني تتمناه ألف فتاة لم يسبق لها الزواج بعد, ومع ذلك وافق على الزواج منك, ولا أعتقد أن هذه طريقة سويّة لرد الجميل."
شعرت(هالة) بالأرض تميد تحت قدميها فجلست على أقرب مقعد ذاهلة وعيناها لا تفارقان وجه(طارق) في حين اعترضت أمها قائلة ـ"يا حاج(حفني), هذا الكلام لا داعي له؛ كلانا يعلم ظروف الزواج وليس لنا أن نتدخل في حياتهما."
التفت إليها قائلا ـ"أتعنين أنك على علم بما تفعله ابنتك مع ابني؟"
أجابته بثقة ـ"هذه أسرار شخصية ولا يحق لمخلوق سواهما معرفتها, حتى أنا وأنت."
سألها بحدة ـ"أتقصدين أن الخطأ يقع الآن على ابني لأنه باح لي بمكنونات صدره؟ لأنه شاركني همومه؟"
همت بالرد عليه عندما هتفت(هالة) بـ(طارق) بصوت مبحوح قائلة ـ"قل الحقيقة, قل أنني بريئة من هذا الاتهام."
إلا أن القول لم يأت من بين شفتي زوجها الذي أحاط رأسه بكفيه وكأنه يسد أذنيه عن صوتها.
القول أتى من حميها, العمدة, فقد قال في غلظة ـ"الحقيقة هي أنك إن لم تعدلي عن أفعالك غير المسئولة تلك فسأزوجه من أجمل بنات مصر. أتفهمين؟"
قالها ونهض مغادراً الشقة لينهي المناقشة بأوامره كالمعتاد.
وساد صمت مطبق للحظات قطعه صوت(هالة) المنفعل وهي تهتف بزوجها قائلة ـ"لماذا لم تعترف؟ بل لماذا كذبت من الأساس؟ أنا تمنعت عليك؟ لماذا لم تخبره أنك قضيت ليلة زواجنا في الشرفة؟ لماذا لم تخبره بأنك غيرت نوباتك في المستشفى لتقضي الليل بطوله هناك وتنام هنا فترة وجودي بالمدرسة؟ لماذا لم تخبره بالحقيقة؟"
وأخرجت غيظها في الحجاب الذي نزعته عن رأسها في حدة وألقته بعيداً قبل أن تسمح لدموعها بالانهمار على وجهها في سرعة.
وظل(طارق) على وضعه للحظات أخرى قبل أن يقول بصوت خفيض ـ"آسف يا(هالة), لقد حدث سوء تفاهم."
هتفت من بين دموعها قائلة ـ"سوء تفاهم؟! أبعد كل هذا تقول سوء تفاهم؟ ألم يلحظ والدك أنك لا ترتدي دبلة في إصبعك؟ ألم يلحظ أن زواجنا مقصور فقط على العائلة ولا يعلمه أي من أصدقائك أو زملائك؟"
فتح فمه ليجيبها عندما بادرته قائلة ـ"وحتى لو أنني ابتعدت عنك, فكيف تخبر والدك بأسرار زواجنا؟ أمي نفسها, والتي تقيم معنا تحت نفس السقف لا تدري شيئاً عن هذا, وأنت تخبر أبيك بالأكاذيب عني؟ لماذا لم تخبره بأنك أنت بدأت بالابتعاد؟"
هتف بها بارتباك قائلاً ـ"(هالة)! أنا لم أخبره أياً مما قال."
ثم استدار يستنجد بأم زوجته قائلاً ـ"صدقيني يا أمي, أنا لست صغيراً إلى هذا الحد."
مسحت(هالة) دموعها في عصبية ونهضت قائلة ـ"صغيراً أو كبيراً, لا فارق. يكفي أن تخبر أباك أنك مكره على هذا الزواج. ليس هذا فحسب, فأفعالك هذه لا تصدر عن رجل مكره على الزواج فقط, بل عن رجل يحب ويخشى أن يخون حبيبته."
اتسعت عيناه في دهشة وارتجفت شفتاه للحظات قبل أن يلتقط مفاتيح سيارته ويسرع مغادراً المنزل.
*****************************
الدمعة العاشرة
10-
فتحت(هالة) باب غرفتها في هدوء ودلفت إليها في خفة كي لا توقظ(طارق) من نومه؛ فقد عاد من عمله منذ بضع ساعات فقط, ومن المؤكد أنه نائم الآن.
إلا أن حدسها خانها, إذ كان(طارق) مستيقظاً بالفعل أو بالأحرى لم ينم بعد رغم عينيه الناعستين وشعره المشعث وملابسه المتهدلة وجلوسه على طرف الفراش.
ولعلمها أنه لن يحادثها كما اعتاد منذ شجارهما الأخير, فقد اتجهت مباشرة إلى الصوان وفتحته لتأخذ ما أتت من أجله. وعلى غير توقع جاءها صوته الهاديء يقول ـ"(هالة), أريد التحدث معك."
ورغم دهشتها العارمة, فقد حافظت على جمود ملامحها وهي تستدير إليه قائلة في برود ـ"خيراً"
تنهد في عمق وهو يرمقها بعينيه العسليتين قبل أن يقول بهدوء حازم مشيراً إلى الفراش ـ"اجلسي."
مطت شفتيها قبل أن تجلس متصلبة على طرف الفراش دون أن تنبس بحرف وعيناها تنظران في عكس اتجاه جلوسه.
وللحظة ظل(طارق) يراقبها في صمت وأصابعه تغوص بين خصلات شعره البني الناعم في حركة اعتادت عليها(هالة) كلما كان زوجها مرتبكاً.
وأخيراً تمالك(طارق) جأشه ثم تنحنح قائلاً ـ"إننا لا نتحادث منذ أسبوع رغم أننا نعيش في نفس الشقة."
التفتت إليه قائلة ببرود ـ"وهل أنا السبب في ذلك أيضاً؟"
تنهد قائلاً ـ"أنا لا أبحث عن السبب, وأعتقد أنه يجب على كلانا أن يخرج ما بداخله كي تستمر الحياة كما قلت أنت من قبل."
تنهدت بدورها قائلة ـ"لقد أخرجت ما بداخلي بالفعل وأنت تعرفه جيداً, المهم هو ما بداخلك أنت. أم أنك كتوم مثل(حازم) رحمه الله؟"
هز رأسه قائلاً ـ"ربما أكون كتوماً إلى حد ما حتى على أقرب الناس إليّ, ويجب أن تثقي في أنني لم أقل لأبي أي شيء عن حياتنا سوياً. كل ما هنالك أنه سألني عن أحوالي معكم وقال بفخر أنه اختار لي أفضل زوجة, وأنني سأسعد معك إلى آخر هذا الكلام, ورداً على ذلك أخبرته بأن هناك حاجزاً نفسياً يفصلني عنك ويجعلني_حتى الآن_ لا أستطيع رؤيتك في صورة مغايرة لصورة(هالة) زوجة أخي الراحل؛ أما الأولاد فهم قرة عيني وأحبهم أكثر مما لو كانوا أبنائي بالفعل. وهكذا لم يمهلني أبي الفرصة كي أتم ما عندي لأنه اكتفى بما سمعه وأتى خصيصاً لينهي ما أسماه بالمهزلة."
أشاحت بوجهها بعيداً وهي تقول بمرارة ـ"وأي مهزلة! إنك لم تنطق حرفاً واحداً للدفاع عني, أو حتى لنفي وإيضاح سوء التفاهم الذي طرأ على حياتنا."
قلب كفيه في حيرة قائلاً ـ"كيف أعارضه؟ إن أبي صلب الرأي لأقصى مدى, لو أنك لا تعرفيه فأنت بالطبع ما زلت تذكرين صلابة(حازم) رحمه الله. إنها نقطة في بحر صلابة أبي. لا يوجد من يستطيع الوقوف أمام أوامر والدي في أي شأن مهما كان الشأن ومهما كان الشخص."
التفتت إليه قائلة ـ"وأنت؟ألا تملك بعضاً من صلابة رأيه؟"
ابتسم في مرارة وهو ينهض ليقف أمام زجاج الشرفة قائلاً ـ"أنا!؟ لقد ورثت عن أمي كل شيء, الشكل والمضمون.يكفي أن تعرفي أنني لم أتخذ قراراً واحداً طيلة حياتي, ليس عن ضعف مني ولكن لسيطرة والدي على حياتي منذ صغري؛ لقد اختار لي الدراسة والكلية وحتى التخصص. ولا تظني أن(حازم) أفلت من هذه السيطرة, لقد كان خاضعاً لها هو الآخر. وبالطبع لا يخفى عليك أن زواجنا كان تحت ضغط شديد منه, ولم أستطع الاعتراض كعادتي في الاستسلام."
شعرت بحديثه عنها يمزقها من الداخل. لقد كانت واثقة دوماً أن كلاهما مجبر على هذه الزيجة, لكنه لم يصرح لها بذلك أبداً, وليته ما فعل.
وهكذا هتفت به كرامتها ـ"ولماذا لم تقل لا؟"
استدار إليها قائلاً في دهشة ـ"أقول لا؟! أقول لا لدخول أجمل ثلاثة ملائكة إلى حياتي؟! أي مجنون يفعل هذا؟"
حاولت أن تضخ الثقة في صوتها وهي تقول ـ"الأولاد سيظلوا أبناء أخيك للأبد, ولا تنس أن الزواج بالذات لابد وأن يقوم على اتفاق واقتناع وليس مجرد تنفيذ لرغبات الوالد مهما كان حبك واحترامك له."
اقترب منها وركع على ركبتيه أمامها قائلاً بصدق ـ"أنت أفضل زوجة قد يحظى بها إنسان, وتستحقين الأفضل في كل شيء, ولا أجاملك في ذلك. فمن هي في مثل جمالك وحنانك ورقي تفكيرك وسلوكك تستحق الزواج من أعظم الرجال. صحيح أنني تزوجتك من أجل تربية أبناء أخي, إلا أنني عرفت ولمست فيك في فترة زواجنا القصيرة تلك ما لم أعرفه طيلة العشر سنوات التي كنت فيها زوجة لـ(حازم) رحمه الله. وما يؤنبني هو أنني لا أستطيع أن أكون الزوج الذي تستحقينه."
هزت كتفيها وهي تقول بكبرياء جريح ـ"المشكلة هي أنني أنا أيضاً لا أستطيع أن أكون لك هذه الزوجة لأن كلانا يحاول الاعتراض لأول مرة في حياته ونريد تنفيذ رغباتنا نحن, خاصة رغباتك أنت."
مط شفتيه في حيرة قبل أن ينهض قائلاً بارتباك ـ"لقد قلتِ في نهاية شجارنا الماضي جملة تحمل كل أبعاد المشكلة بالنسبة لي."
عقدت حاجبيها وهي تلتفت إلي حيث يقف قائلة ـ"أية جملة تقصد؟"
أخذ نفساً عميقاً كي يشجعه على الإجابة قائلاً ـ"لقد قلت أنني أحب وأخشى أن أخون حبيبتي."
غاص قلبها بين ضلوعها وامتقع لونها وهي تسأله بصوت مرتجف ـ"وماذا تعني هذه الجملة بالنسبة إليك؟"
شبك أصابعه بحركة عصبية وهو يحاول إيجاد الكلمات المناسبة, وأخيراً حسم أمره قائلاً ـ"لقد كان حدسك صحيحاً, فأنا مرتبط."
وكانت صدمة قوية لها تضاف إلى قائمة الصدمات في حياتها.
فعندما نطقت عبارتها كانت في لحظة غضب, ولم تتوقع أن يكون تنبؤها حقيقياً.
ولكنه حقيقة, لقد قال أنه مرتبط.
وفي ذهول استمعت إليه يروي في سرعة قصة ارتباطه والكلمات تتدفق كالسيل من بين شفتيه, يخشى أن يتوقف لحظة فيفقد شجاعته للأبد.
سمعته يقول في حرج ـ"(سمر) زميلتي في المستشفى وأعرفها منذ زمن, كنت في الامتياز وكانت هي في السنة الأولى, وبعدها عملنا سوياً واكتشفنا وجود مشاعر جميلة بيننا. لن أطيل عليك, فهي في رأيي فتاة مثالية في كل شيء، وبها جميع الصفات التي أتمناها في شريكة حياتي؛ ولا أقصد أنك لا تملكين هذه الصفات. أنت بالطبع تفهمين قصدي."
سألته بصوت خافت ـ"وهل تعلم بأمر زواجنا؟"
قفزت نبرة حماسية إلى صوته وهو يقول ـ"(سمر) تعرف كل شيء من البداية لأننا نتشارك في التفكير دوماً, ولا أخفي عليك أنها هي من شجعتني على إتمام زواجنا لأنها جربت مرارة اليتم وذل زوج الأم. إنها مثالية بحق."
أومأت(هالة) برأسها إيجاباً وهي تقول ـ"فعلاً, ليس من السهل أن تثق فتاة في حبيبها وأن تجعله يتزوج من أخرى مهما كانت الأسباب."
تنحنح ليكمل في حرج ـ"ولكن كان لها شرطاً واحداً وهو أن يكون زواجي منك صورياً, على الورق فقط. وطبعاً لم أعترض لأن هذه أبسط حقوقها."
أزاحت خصلة نافرة من شعرها المتمرد خلف أذنها في حركة عصبية قبل أن تتنحنح بدورها لتكسب صوتها قوة ليست فيه وهي تقول ـ"وهل يعلم والدك بهذا الارتباط؟"
هز رأسه نفياً وهو يضع كفيه في خاصرته قائلاً ـ"لقد توفى(حازم) قبل أن أفاتح أبي مباشرة. وبالطبع لا أمل في مفاتحته في ذلك الأمر الآن."
هزت رأسها في صمت ثم تنهدت في عمق قبل أن ترفع عينيها إليه قائلة ـ"أعتقد أن كثيراً من أمور حياتنا قد اتضحت الآن, صحيح متأخراً ولكن أفضل من لاشيء."
قالتها وهي تنهض لتغادر الغرفة فأسرع يقف أمامها وهو يسألها بحنانه المعهود ـ"(هالة) هل ضايقك حديثي؟ هل أنت حزينة؟"
رسمت ابتسامة هادئة على شفتيها وهي تقول ـ"لقد أسعدني حوارك معي وأراحني كثيراً, أنا حزينة لحالك أنت و(سمر). ولكن اطمئن, ستسعدان قريباً جداً."
وتركت الغرفة في هدوء وقلبها يقطر دماً
البارت الحادي والثاني عشر من هنا
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق