رواية وحدك حبيبي الحلقه الاولى بقلم اماني عطالله حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
( سأتزوج منحرفاً )
عجزت ليلى عن السيطرة على انفعالاتها فانطلقت ضحكتها مدوية لتهز أرجاء الحرم الجامعى, مما جعل الطلاب يلتفتون إليها فى فضول ما لبث أن تحول إلى ذهول وهم يرون الدكتور عبد الرحمن عزيز رئيس قسم القانون الجنائى بكلية حقوق جامعة المنصورة .. والذى يطلقون عليه عبد الرحمن الغول لشدة قسوته وصرامته .. واقفاً يحدق فى ليلى وقد برزت عيناه من خلف نظارته الطبية وتدلت شفته السفلى فى بلاهة غير مبال بتلك الأوراق التى سقطت أرضاً وتبعثرت حوله فى غفلة منه . تقدم بعض الطلاب يجمعون له أوراقه ، ربما احتراماً .. وربما رغبة فى التودد إلى أستاذتهم الساحرة التى طالما سحرت قلوبهم قبل عقولهم فهرولوا إليها من مختلف الصفوف .. يحملون أسئلة يعرفون أجوبتها مسبقاً .. لا لشئ سوى سماع صوتها والنظر إليها عن قرب ولو للحظات معدودات ..
أخذ منهم الدكتور عبد الرحمن الأوراق وهو يشكرهم فى اقتضاب قبل أن يعود للتحديق فى ليلى قائلاً كالمغيب :
ـ هيا بنا
شكرتهم ليلى فى ابتسامة رقيقة ثم مضت معه وما أن ابتعدوا قليلاً حتى عاد يقول وهو يحاول جاهداً التحكم فى نبرته المنفعلة :
- هل تفضلت بتكرار ما قلته على مسامعى مرة أخرى ؟
ابتسمت وهى تضغط على حروفها قائلة :
- سأتزوج
هتف فى صبر نافد :
- بمن ؟
ـ سأتزوج من أجل الحصول على الدكتوراة ، ألم تشجعنى مراراً لنيل هذه الدرجة العلمية الرفيعة ؟
ـ دعك من المراوغة يا ليلى
ـ حسناً يا سيدى ، سأتزوج منحرفاً
صاح فى عصبية :
- منحرفاً ، ها أنت تكررينها مرة أخرى
ـ أريد رجلاً يساعدنى فى الحصول على الدكتوراة
همس فى توسل :
- لن تجدى أفضل منى لمساعدتك ، لقد طلبت منك الزواج أكثر من مرة وكنت ترفضين دائماً ، وها أنا أكررها .. أريد بل أتمنى الزواج منك يا ليلى
هزت رأسها قائلة :
- محال ، أنا لا أرضى لك أن تكون هذا الزوج
ـ لماذا وأنا أحبك حباً جماً ، إن كان رفضك بسبب زوجتى أو أولادى الثلاثة ، فأنا أعدك بأن ......
قاطعته قائلة :
- مهلاً يا دكتور عبد الرحمن ، أنا لن أتزوج من أجل الزواج فى حد ذاته
ـ ولماذا تتزوجين إذاً ؟
ـ أنا سأتزوج من أجل العلم
ضحك فى سخرية وعصبية قائلاً :
- من أجل العلم .......!!
رفعت عنقها العاجى إلى أعلى قائلة :
- نعم من أجل العلم ، سيكون موضوع رسالتى عن البيئة ومعدل الجريمة .. ربما ناقش الكثيرون هذا الموضوع من قبل ، لكننى سأناقشه بطريقة مبتكرة لم يسبقنى إليها أحد ، سأعبر إلى هذه البيئة بنفسى .. سأشارك منحرفاً حياته اليومية .. سأراقبه عن قرب لملاحظة العوامل التى أدت إلى انحرافه .. سأجمع معززات سلوكه الإجرامى ثم أحاول تقويمه بشتى الطرق حتى أصل للنتيجة التى أبحث عنها ، سوف أسس رسالتى على تجربة واقعية وليس نقلاً من مراجع ربما فقدت مصداقيتها بفعل الزمن
تنهدت بعمق قبل أن تضحك قائلة :
- ألن يكون هذا مسلياً جداً ؟
تطلع اليها دكتور عبد الرحمن طويلاً قبل أن يضحك بدوره قائلاً :
ـ يا إلهى ، كيف تمزجين الجد بالمزاح لهذه الدرجة ؟ لقد كدت أن أصدقك بالفعل
هتفت غاضبة :
- أنا لا أمزح يا دكتور
عاد يقطب جبينه قائلاً :
- أيعنى هذا أنك ستقومين بهذه التجربة حقاً ؟
ـ نعم ، وسأبدأ فى الاختيار من هذه اللحظة
هز رأسه قائلاً :
- ما كنت لأصدق أبداً ، ولو أقسم لى الجميع ، بأنك على هذا القدر من الحماقة يا ليلى
نظرت إليه معاتبة فتابع قائلاً :
- حسناً يا ليلى ، ألا تجدين فى طلبى الزواج منك انحرافاً ؟
ضحكت قائلة :
- زواجى منك ينهى تجربتى قبل أن تبدأ ، ثم أن إثارة غيرة زوجة وكره أبنائها الثلاثة لى .. ليست هى الجريمة التى أبحث عنها
ـ اخبرينى إذاً بالجريمة التى تبحثين عنها ، وسأفعلها من أجلك
ضحكت فى عذوبة فتابع :
- هل تريديننى أن أسرق بنكاً أم أقتل أحداً أم ..........
قاطعته قائلة :
- كفى يا سيدى ، أنا على يقين بأنك لن تنجح فى هذا ، فأنت لست منحرفاً بطبعك
هتف مستنكراً :
- أنت لا تريدين منحرفاً عادياً إذاً ، أنت تريدين مجرماً عتيداً فى الإجرام أيضاً
ـ دكتور عبد الرحمن ، أرجوك حاول أن تفهمنى
غمغم فى ضيق :
- أتمنى هذا بالفعل ، ولكن ما تقولينه لا يمكن لعاقل أن يفهمه
اقترب منهما فى تلك اللحظة دكتور أحمد فايز زميلهم في القسم ذاته .. ابتسم وهو يحييهما قائلاً :
ـ صباح الخير يا دكتورعبد الرحمن ، صباح الخير يا جميلة الجامعة ، بل جميلة المنصورة بأكملها
غمغم دكتور عبد الرحمن وهو يتأملها متحسراً :
- يبدو أن جميلتنا قد أصابها الحسد فى مقتل
نظر إليه دكتور أحمد فى تساؤل ممزوج بالدهشة فأردف :
- جميلتنا قررت أن تتزوج
ـ رائع ، تهنئتى يا ليلى .. لكن ما المشكلة في هذا ؟
نهره دكتور عبد الرحمن قائلاً :
- انتظر أولاً حتى تعرف الشروط التى تريدها فى زوج المستقبل
نظر إليه دكتور أحمد فى إشفاق فقد كان يعلم كم هو متيم بـ ليلى التى ابتسمت قائلة :
ـ إن كانت كلمة زواج هى التى تغضبك يا دكتور عبد الرحمن فدعنا نسميها تجربة
نظر اليها الرجل فى تهكم قبل أن يحول بصره إلى دكتور أحمد قائلاً :
ـ هل نجد فى حقيبتك نماذجاً لبعض المنحرفين ، المجرمين ، بل عتيدى الإجرام
ابتسمت ليلى بينما نظر إليه دكتور أحمد فى دهشة قبل أن يغمغم :
ـ طلبك عندى وإن كنت لا أفهم شيئاً
تبعاه إلى غرفة واسعة تضم مكاتبهم الثلاثة بالإضافة إلى مكتب الدكتورة نادية صديقة ليلى المقربة والتى ابتسمت ما أن دلفوا إلى الحجرة وهى تبادلهم التحية
جلس دكتور أحمد خلف مكتبه وفتح حقيبته ليخرج منها عدداً من الملفات راح يقدمها واحداً تلو الآخر إليهما قائلاً :
ـ لكما ما شئتما منها
تناولت منه ليلى الملفات باهتمام أثار ضجر دكتور عبد الرحمن الذى راح يضرب كفاً بأخرى قبل أن يشير إلى نادية قائلا :
- ألن تساعدى صديقتك فى اختيار زوج المستقبل ؟
تأملته نادية فى دهشة وهو يتابع فى عصبية لا تخلو من السخرية :
ـ هيا ، هيا لا تضيعى الوقت ، تذكرى أن تنتقى لها أكثرهم انحرافاً
نهضت نادية من خلف مكتبها واتجهت إليهم وهى تبتسم فى بلاهة قائلة :
ـ أنا لا أفهم شيئاً ، هل أخبرنى أحدكم ماذا يجرى ؟
ابتسم دكتور أحمد قائلاً :
- يبدو أننى وجدت عملاً إضافياً ، جميلتنا تبحث عن زوج لها بين ملفاتى
تطلعت نادية بدهشة إلى ليلى التى تفحصت أحد الملفات قائلة :
- لا ظنى هذا يصلح فقد قتل زوجته كرد فعل تلقائى عندما اكتشف خيانتها ، جريمته وليدة اللحظة ، لا استبعد أن يكون قد شعر بالندم بعدها
ابتسم دكتور أحمد وهو يقدم لها ملفاً آخر قائلاً :
- تفضلى هذا ، ولكن لا تنسى عمولة الخاطبة
تناولت منه الملف مبتسمة بينما غمغم دكتور عبد الرحمن بضيق وعيناه على ليلى قائلاً :
ـ لا ظنى أنك فى حاجة إلى عمولة يا دكتور أحمد ، يكفى أن تعلن فى القرية أن ليلى فاضل ستختار زوجاً من بين موكليك ، سيزيد عددهم أضعافاً ، بل أنا على يقين بأن معدلات الجريمة فى القرية كلها ستتزايد أيضاً
تجاهلت ليلى تعليقه قائلة :
- هذا أيضاً لا يصلح ، فهو يبدو محترفاً بالفعل ، لكنه لن يخرج من السجن قريباً
تناول دكتور عبد الرحمن أحد الملفات و قدمه إليها قائلاً :
- ما رأيك بهذا ؟
ما أن نظرت ليلى إلى أحد الصور الملصقة بالملف حتى صاحت مستنكرة :
ـ يا إلهى ، هذا يجعلنى أصرف النظر عن الرسالة بأكملها ، فوجهه لا يكاد يرى من كثرة الندبات والتشوهات التى تثير الفزع
ابتسم فى تهكم وهو يقدم لها ملفاً آخر قائلاً :
- وهذا ؟
نظرت إليه فى عتاب قائلة :
- لقد حول القاضى ملفه إلى أحد المصحات العقلية ، إذا خرج بريئاً من هذه القضية ، فربما يقوم بقتلى بعد الزواج
قال هازئاً :
- وماذا تنتظرين من زوج منحرف ومجرم ؟
هزت كتفيها فى لا مبالاة وراحت تتصفح المزيد من الملفات قبل أن تتنهد قائلة :
ـ لا أحد بين هؤلاء يصلح للزواج ، ربما غداً أجد لديك ........
قاطعها دكتور أحمد قائلاً :
- ليلى ، هل أنت جادة ؟!!
أجابته فى ثقة :
- بالطبع
غمغمت نادية :
- مستحيل !
يتبع
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق