expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية عشقها الأسد الفصل الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن بقلم رباب عبد الصمد حصريه وجديده

 رواية عشقها الأسد الفصل الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والتامن بقلم رباب عبد الصمد حصريه وجديده 

رواية عشقها الأسد الفصل الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن بقلم رباب عبد الصمد حصريه وجديده 

الفصل الثالث

هنا فى غرفتها وببكاء ترد على مكالمة واردة من والدتها 

 هنا / حرام عليكى يا امى انا لم اعد اتحمل ولم يعد لدى اى مال لارسله لكى فزوجك لم يتركنى انعم باى مال معى وجعلنى اتحمل الذل والمهانه لاجل توفير المال لاجل مزاجه . وبشهقة اكملت لولا وجودك انتى و اخوتى ما تحملت كل هذا 

 الام ببكاء / اعرف كل ما تعانيه بسببنا يا بنيتى ولكنى مضطرة ان اتحمل حتى يتعلم اخوتك ويحصلون على شهادات عليا مثلك 

 هنا / هم اخوتى قا ولكنهم اولاده ايضا فهل ينجب هو واربى انا

 الام / حقك على يا بنيتى تحملينى حتى ينهى اخوتك تعليمهم فهم مثلك لا يحترمونه وانا عندى امل ان الله سيعوضنى خيرا فيكم انتم 

 هنا / ولانهم اخوى ولانى اعلم انهم لا يحترمونه انا لم اضنى جهدا فى ان ارسل لكى كل ما احصل عليه ولولا دنائته لعشت معكم بدلا من بهدلتى تلك

 الام باسف / انا اشعر بما تقوليه يا بنيتى ولكن ما يتعاطاه يسلب عقله ويجعله لا يدرك ما يفعله 

 هنا باسف هى الاخرى / لا تقلقى يا امى سارسل لكى المال 

 لم تكن تعلم هنا ان مدام صفاء كانت فى طريقها لغرفتها للاعتذار لها لما سببته لها وسمعت الحوار كاملا 

 مدام صفاء / احممم

 هنا انتبهت لها وبهدوء مسحت دموعها وقالت / اهلا بحضرتك واشارت لها بالدخول 

 مدام صفاء باسف على حالها / اعتذر اليكى يا بنيتى فيما سببته لكى من اذى

 هنا / لا داعى للاعتذار هذا قضاء ربنا وحتما كنت ساراه اجلا ام عاجلا

 مدام صفاء اقتربت منها وحنان ام قالت / لقد ساعدتينى فى علاج ابنى بدون اى مقابل ويكفى ان تعبك قد كلله الله ببداية الشفاء له ويكفى مجرد الامل الذى عشت عليه ويكفى ايضا سعادتى التى استرديتها وانا احكى مع ابنى فكل هذا يعنى عندى الكثير وجئت الان اليكى واتمنى الا ترفضى طلبى 

 هنا باستغراب من كلامها وبسرعة ردت وقالت / ولما كل هذا الاطراء على فهذا واجبى وان كانت حالة ابنك هذه مع شخص اخر لفعلت معه نفس الشىء

 مدام صفاء قربت منها ووضعت يديها على كتف هنا وقالتلها / انصتى الى يا هنا واسمحيلى انى اقول لكى يا هنا من غير دكتورة لانى بالفعل اشعر انك بنتى وافتخر بهذا وساتكلم معكى بصراحة 

 هنا مقاطعة / طبعا حضرتك تنادينى هنا من غير اى القاب وانتى لستى فى حاجة للاستئذان فانتى مثل والدتى 

 مدام صفاء بابتسامة / اذن فقد سهلتى علي ما ساقوله

 هنا بدات تنتبه لما ستقوله مدام صفاء 

 مدام صفاء مكملة / لقد لاحظت ان علاج ابنى اعتمد على ما تعطيه له واصبح ليس فى حاجة لوجوده بالمستشفى ولهذا قررت اننى ساخرجه من هنا وسيكمل علاجه فى بيته تحت رعايتك 

 هنا بصدمة / كيف يكون هذا انا لا اوافقك الراى ابدا فهو دائما فى حاجة لاجراء اشعه وفحوصات عالمخ لمتابعة الاشارت واستجابه اعضاءه لها وهذا لا يتسنى له وهو فى البيت والا سيكلفك ماديا وبدنيا لكونه سيحتاج للنقل بالاسعاف فى كل مرة وبحزن قالت ثم انى قد رفدت من هنا وسيعود الدكتور حسام لمتابعته لانه هو حالته من الاساس فلابد اذن من تواجده هنا لا محالة 

 مدام صفاء باصرار / لقد اخذت قرارى وانتهى انا لن اترك ابنى فى هذه المستشفى التى اساسها الاستغلال وسآخذك معى لتعيشى معى وتتابعينه واى اشعة او فحوصات ساتى به لهنا لاتمامها والرجوع مرة اخرى وقبل ان ترفضى احب ان اخبرك انى اعيش بمفردى فى الفيلا ولا يوجد معى اى شخص وقرارى غير قابل للنقاش يا بنيتى ولا تقلقى انا قادرة على ان اجبرهم الا يستغنوا عنكى وستظلى بمكانك الا انكى ستنتقلى للعيش معى حتى لا تهانى مرة اخرى 

 وتركتها وخرجت بسرعة قبل ان تسمع منها اى رد 

 خرجت وتركتها تتخبط فى افكارها ويجدر بالذكر ان هنا وجدتها فرصة عظيمة لها لن تتكرر وبالتالى قررت بينها وبين نفسها الموافقة 

 ولكن فى ذات الوقت لم تعرف مغزى كلام مدام صفاء فى ان بمقدورها ان تجبرهم على عدم الاستغناء عنها 

............

 فى مكتب الدكتور امجد مدير المستشفى ومعه الدكتور مروان والدكتور حسام الذى كان فى قمة عصبيته

 الدكتور امجد / لا داعى لعصبيتك يا بنى فنحن كنا نتابع طريقة علاجها واسلوبها وكان من الاولى ان تفرح لان المستشفى ستحقق انجاز كبير لم يسبق له مثيل فهذه حالات نادر شفائها وكنا نعتبر المصاب بها ميت 

 قاطعه حسام بعصبية / من فضلك يا والدى لا تقل علاجها واسلوبها بعد اذنك فانا اكثر دراية بحالة يحيى وكون ان هناك تقدم فى حالته حتى لو كان تقدم طفيف فهذا من قدرة ربنا وليس من اسلوب علاج المدعوة هنا وانا لازلت على موقفى يا انا يا هى وعموما انا لن اتنازل عن حقى فى انها تعدت على حالاتى ولن اسمح بتكراره مرة ثانية فبتصرفك هذا جعلتنى محض همسات الموظفين الذين اصبح كل حديثهم الشاغل انك فضلتها على انا ابنك الوحيد ودون قصد منك صنعت لها دعايا ما كانت تحلم بها وتسببت فى ضررى انا 

 الدكتور امجد مهدءا لابنه / لم ابديها عليك مطلقا ولكن تعلمنا انه ان وجد اى باب قد يات منه مجرد الامل فى الشفاء فلابد ان نطرقه فحياة المريض امانه بين ايدينا وبعدها تاتى اى اعتبارات شخصية اخرى 

 قاطعه الدكتور مروان بهدوء قائلا / انصت لى جيدا يا حسام انت ابنى والدكتورة هنا ايضا كذلك ووالدك هذا اخى قبل ان يكون صديقى وقد بنينا هذه المستشفى معا ولن اسمح لاسمها ان يهتز ابدا بل على العكس نحن نفرح كل يوم بتقدمنا والجميع يشهد بانها من افضل المستشفيات فى الشرق الاوسط وفى مهنتنا لابد ان ننسى كلمة اسمها كبرياء او كرامة ما دام ان هذا سيصب حتما فى مصلحة المرضى ولهذا فليس من العيب فى شىء ان اسمح لاى دكتور حتى وان كان فى سن اولادى ان يطرح فكرة جديدة او علاج جديد ما دام فى الصالح العام 

 وانت تعلم ان هنا اساس دراستها على هذا الموضوع وهى ملمة اكتر منى انا شخصيا بالطرق الحديثة لعلاج الغيبوبه وعندما تناقشت معى فى فكرتها انا اقتنعت جدا كما انها بدات فى اعطاؤه مذيبات التجلطات الدموية بنسب بسيطة جدا لعل اى تجمع دموى غير ظاهر فى الاشعة يذاب فهى حقا تسير فى الطريق الصحيح وليس من العيب اننا نعترف بذلك ونتعلم منها ان امكننا ذلك 

 حسام بعصبية / ما الذى تهزى به يا دكتور اتريد ان اتعلم انا منها بدل ان تتعلم هى منى 

 الدكتور امجد / يا بنى البنت من الاساس ظروفها سيئة ولن اتركها هكذا فسؤسأل عليها امام الله 

 الدكتور مروان مكملا / ويجب الا ننسى ان مجرد وجود يحيى فؤاد فى المستشفى عندنا بمثابة اكبر دعايا غير مدفوعة الاجر لنا فالصحافة والتليفزيون لا يفتاون يوميا بذكر اسمه واخبار حالته الصحية وبالطبع ذكر اسم مستشفتنا

 قطع كلامهم دخول مدام صفاء 

 الدكتور امجد قام من خلف مكتبه مرحبا بها / اهلا اهلا يا مدام صفاء واشار لها بالجلوس 

 مدت مدام صفاء يدها وسلمت على الدكتور امجد والدكتور مروان الا انها لم تسلم على الدكتور حسام بل على العكس نظرت اليه شزرا وبغضب واضح على ملامحها بدات الكلام / لقد جئت لتكتب لى امر خروج لابنى فقد قررت انه سيكمل علاجه من منزله 

 الدكتور مروان بسرعة من هول المفاجاة / كيف تقولين هذا يا مدام صفاء وكيف يتسنى لنا قبول طلبك وانتى ترين حالته وانه فى حاجة لرعاية خاصة و ......

 قاطعته مدام صفاء وبكل تحدى واصرار وهى تنظر للدكتور حسام قالت / انا بالفعل ارى حالته وارى انه مكث فى العناية لمدة سنتين بدون اى تحسن او تقدم فى حالته وكل يوم انتظر فقط خبر وفاته لينجيه الله من هذا البلاء ولم استطع رؤيته الا ساعة يوميا فقط ولكنى رايت ايضا انه فى خلال ثلاث شهور فقط بفضل الدكتورة هنا انه بدا يحرك يده ولو حركة بسيطة كما رايت اننا استطعنا ان نستغنى عن العناية المركزة واستطعت ان ارى فلذة كبدى طوال اليوم واتحدث اليه وقد رايت ان اسلوب علاجها قد حسن من حالة ابنى ولهذا ساخذها للعيش معى فى الفيلا على ان تباشر علاجه بنفسها ثم نظرت مرة اخرى للدكتور حسام الذى يقف متذمرا من اطرائها فى الدكتورة هنا وقالت على الاقل تجد مكان تعيش فيه بدلا من ان تهدد كل يوم بطردها من غرفتها وكل هذا لاجل حبها لعملها فلاول مرة اجد ان المرء يهان ويطرد من عمله لاتقانه فيه اليس هذا بمبدا شاذ 

 ثم اكملت قائلة بتحذير / انا ساتكفل باقامتها معى ولكنى لا اريد ان ترفدوها من عملها والا ساقيم حمله دعاية كاملة ضد مستشفاكم وانتوا على علم بان القنوات الفضائية ليس لها سيرة سوى اسم ابنى وذكر اسمكم وانه يتلقى كل الرعاية وانا سانفى كل هذا وساقول انكم اهملتوا فى شفائه لاجل المكسب المادى من خلفه كما ساذكر اسم الدكتورة هنا وساقول انها اول من ساعدته وبدا بالفعل يتماثل بالشفاء على يدها وستكون هذه خير دعاية لها وستجرى خلفها اكبر المستشفيات وللعلم انا لم اقل اى كلام انا سانفذ بالفعل ان طردتوها ولكنى رجعت اليكم اولا لثقتى فيكما وهى تقصد الدكتور امجد والدكتور مروان نافيه الدكتور حسام وكان هذا اعتراف ضمنى منها بسوء اخلاقه 

 الدكتو مروان / اهداى يا مدام صفاء الدكتور امجد بالفعل رافض من الاساس فكرة ان الدكتورة هنا ترحل لانه يعلم انها نشيطة فى عملها وعندها طموح ولولا ظروفها انا عن نفسى اتوقع انها كانت ستحقق انجازات اخرى

 مدام صفاء وهى تنظر للدكتور حسام بجانب عينيها وقالت / لكن من الواضح ان مجهودها هذا لم يعجب الدكتور حسام ولهذا قرر ان يرفدها 

 هنا كاد الدكتور حسام ان يتحدث وكالمعتاد وهو عصبى يقول كلام لا يحسب له اى رد فعل ولهذا اسرع الدكتور امجد فى الرد وقال / لا يا مدام صفاء انا سافعل ما يطيب لك نفسك ولكن ليس بسبب تهديدك ولكنى على تمام الثقة انه مادام تحت رعاية الدكتورة هنا فهو فى امان 

 عاد الهدوء لملامح مدام صفاء وقامت واعتدلت فى وقفتها وقالت / اشكرك يا دكتور امجد وانا بدورى ساقيم حملة دعاية خاصة اشيد فيها بمجهودكم وتقديم الرعاية الكاملة لابنى ثم خرجت بخطى ثابته تحت اعين الدكتور حسام الذى كاد ينفجر من غيظه

 ما ان خرجت مدام صفاء الا وتكلم الدكتور حسام بكل عصبية وقال لوالده / لما اعطيتها الفرصة لكى تتجرأ وتتهددنا هكذا والادهى انك وافقت على طلبها بكل ترحاب وبررت هذا بانك تريد راحتها وليس بسبب تهديدها فكيف هذا ؟

 الدكتور مروان بنفس هدوءه وثقته فى قرار الدكتور امجد قال / يا بنى انت لا تعرف مدام صفاء هذه وما كنيتها فى سوق رجال الاعمال فاسمها المراة الحديدية وكل مجموعة مصانع ابنها كانت فى الاساس مصنع واحد ورثته عن ابيها وهى التى كبرته وجعلته مجموعة مصانع بمساعدة زوجها المهندس فؤاد رحمه الله والد يحيى وكتبوا كل شىء باسم يحيى ما عدا جزء بسيط فقط هو الذى لا يزال باسمها وكانها كانت تشعر بما سيصيب ابنها ولولا انها سيدة قوية ما بقيت حية حتى الان وهى ترى كل شىء يضيع منها بكل سهوله اولهم زوجها وثانيهم ابنها الذى يعيش بلا حياه واخرهم مجموعة المصانع التى تعبت فى تكوينها بعدما استولوا عليها اخوة يحيى من والده 

 الدكتور حسام / وما شانى انا ان كانت المراة الحديدية او حتى الرجل الاخضر انا ما يعنينى هو سمعة المستشفى التى تهددنا بها 

 فى حين ان مدام صفاء اتسعت ابتسامتها بعدما خرجت وسمعت كلام الدكتور حسام نظرا لعلو صوته وتاكدت انها قد انتصرت عليه 

.........

 اخيرا رجع يحيى فؤاد لبيته مرة اخرى ولكن اتى معه شخص جديد اسمه الدكتورة هنا 

 اول ما لفت انتباه هنا هى تلك اللافته الموجوده على بوابة الفيلا ومدون عليها اسم يحيى فؤاد فشعرت بشموخ صاحبها حتى وان كان ميت وما ان دخلت الا وانبهرت من المكان واخذت تتامله وتقول لنفسها من الواضح ذوق اهل الفيلا الراقى فكل ركن يتمتع بذوق ورقى مختلف عن باقى الاركان واصابها التوتر لكونها لا ترتقى ابدا لهذا المستوى الذى نقلت اليه فى غمضة عين 

 مدام صفاء شعرت بما يدور فى خلد هنا فقالت لها مخففة توترها / ممكن تساعدينى يا هنون فى نوم يحيى عى سريرة فانا كما قلت لكى اعيش بمفردى فقد استغنيت عن جميع الشغالين لعدم حاجتى اليهم ولكن من الغد ساطلبهم مرة اخرى 

 ردت عليها هنا وهى تساعدها فى حمل يحيى من على كرسيه المتحرك / لا داعى لطلبهم فنحن لسنا فى حاجة اليهم كما انى اخاف ان وجودهم قد يؤثر عليه فى علاجه نتيجة وجود اكثر من شخص فقد يحدث لديه تداخل فى سماع الكلمات كما لا اريد ان تسمعى انتى او هو اى كلمة احباط فتتاثر عزيمتك وتؤثرى بدورك عليه 

 اخيرا نجح الاتنين فى نقل يحيى لسريره ثم اردفت هنا قائلة من فضلك يا ماما من التو انا المسئوله عنه فى كل شىء وعليكى ان ترتاحى ولا تشغلى بالك الا بالكلام معه ولكن بمواضيع مرتبه 

 ابتسمت مدام صفاء على كلمة ماما وقالت لا اريد سماع غيرها من الان ثم نظرت الى ابنها الساكن امامها بلا حراك فانهمرت دموعها وقالت بصوت مخنوق كم كنت اتمنى ان اراك فى بيتك ولو لمرة قبل ان اموت ولكنى لم اتمنى ابدا ان اراك هكذا ميت ثم نظرت الى هنا الواقفة بجوارها والمتاثرة على حالها وقالت لها ان كنتى رايتيه فى اخر يوم خرج فيها من هنا ما كنتى استطعتى ان ترينه الان


فلاش باك


 دخلت مدام على يحيى فوجدته يكمل ارتداء ملابسه ويرش برفانه المميز وهو فى غاية السعادة ويطلق صفيرا بنغمات اغانيه المفضلة 

 ابتسمت له والدته وسالته / الى اين يا يحيى فاراك فى قمة انبساطك فهل هى صفقة جديدة 

 يحيى اقترب منها وقبل راسها ورد بصوته الرخيم / اى صفقة تلك يا امى العزيزة وانا ارتدى الكاجوال 

 مدام صفاء / اممم حقا لم انتبه ولكنى لا اراك هكذا سعيدا الا عندما تفوز بصفقة جديدة و...

 قاطعها يحيى قائلا / او عندما اكون مع شهندة 

 تبدلت ملامح مدام صفاء عند سماعها لاسم شهندة ومع ذلك قاومت ضيقها وابتسمت وقالت / ربى يديم عليك السعادة طول حياتك ولكنى قلقة عليك 

 يحيى بابتسامته الجذابة / انا .. تخشين على انا .. هل تخشين على قلب الاسد ؟

 مدام صفاء / ولانك قلب الاسد يظل قلبى قلق عليك حتى تعود لسريرك سالم مرة اخرى ثم اردفت قائلة وصوتها يحمل خوف ام على فلذة كبدها الوحيد / يا بنى انت الان اصبحت من اقوى رجال الاعمال فى الشرق الاوسط وبالطبع لك اعداءك 

 يحيى باستغراب / اعداء ؟ ولما يكون لى اعداء انا لم اظلم احد يوما ولم اتجنى على احد او اسرق مجهود احد 

 مدام صفاء / اعلم كل ما تعنيه ولكنك تحمل عقل رجل ذو خبرة عاليه على الرغم انك لازلت صغيرا وهذا فى حد ذاته يخلق لك الاعداء اما سالت نفسك يوما لما اطلقوا عليك قلب الاسد 

 اطلق يحيى ضحكة عالية وقال / حقا لم اسال نفسى وان سالت لا اجد اجابة ان من بين يوما وليلة وجدت الصحف والقنوات الفضائية قد الصقوا بى هذا الاسم 

 مدام صفاء / لكنهم كانوا دقيقين فى اختيارهم لذاك الاسم 

 اطلق يحيى ضحكة اخرى وبخبث اقترب من امه وقال / اخشى ان تكونى انتى اول من اطلقه على 

 مدام صفاء بجديه / لقد اطلقوه عليك لانك لا تدخل صفقة او مشروع الا وفزت به فذكاءك دائما ما يخون من حولك ولا يتوقعون لك اى رد فعل او اى تصرف ابدا فكنت انت بالنسبة لهم الملك الذى لا يهزم ولكن ما يهمنى الان هو ان لكل ناجح اعداء 

 يحيى / اطمئنى يا امى انا واثق فى الله فهو لن يضيرنى ابدا على الرغم اننى كثيرا ما افعل ما لا يرضيه عنى ولكن عندى ثقة به وكونى افوز باى صفقة فهذا لاننى لست بطماع فانا دائما افضل ان اكسب القليل ولكنى اعمل اكثر وهذا ما جعلنى اتوسع فى كل شىء 

 مدام صفاء ولكن لك اعداء سياسيين ايضا 

 اقترب يحيى من امه وقبل راسها مرة اخرى وقال / انا لم ابحث يوما عن السياسة ولكنها هى من تدخل فى كل شىء ولكن ما يهمنى الان ان يطمئن قلبك على ولا تخافى واقترب من اذنها وهمس لها وهو يبتسم وقال / والان اتركينى لاذهب لحبيبة القلب 

 مدام صفاء / اخاف عليك ايضا وانت معها فانت تكون فى حالة غير الحالة ولا تسيطر على عقلك 

 يحيى / انا اعشق جنونى معها 

 لم يكن امام مدام صفاء الا ودعت له وودعته


باك


 لم اتوقع ابدا ان يخرج بهذه الحيوية ليعود ميت 

 اقتربت هنا منها وحضنتها وقالت / لا تبكى من قضاء الله فرحمته وسعت كل شىء والان انا التى اطلب منكى الا تخافى عليه وثقى فى الله ولا تياسى فمشوار علاجنا طويل وليس بهين ويحتاج لارادة

ان الماء ينحت الصخر ليس لقوته وانما لتواصله واستمراره


 مدام صفاء اعجبت بكلام هنا وقالت لها انتى كلامك بلسم يا بنيتى واشعر بان ربنا سيكتب لابنى الشفاء على يديكى 

..................

 مر اسبوع وهنا بدات تتعود عالمكان واصبحت هى من تقوم بكل شى فيه من العناية بيحيى عناية كامله من طعام عبر المحاليل او ادوية او حتى استحمام له وكانت تذهب لعملها فى المستشفى بعد ان تقوم بعمل كل شىء وتعود له بعد نهاية دوامها لتكمل العنايه به 

 اما مدام صفاء فكان كل شغلها انها تحكى له عن حياته السابقة وخطيبته وعمله 

 وفى يوم لفت نظر هنا مجموعة سيديهات وفلاشات مكتوب عليها انا وحبيبتى فاخدها الفضول انها تسال مدام صفاء 

 مدام صفاء بحزن / هذه سيديهات وفلاشات يحيى فكانت هوايته هى تصوير رحلاته ومناسباته مع خطيبته ثم يعاود مشاهدتها يوميا قبل ان ينام كما انه كان يصور اى اجتماعات هامة او مؤتمرات ويعاود مشاهدتها ليركز فيما اخطا فيه او فيما نسى قوله ليتعلم وبكت قائله من يوم ان دخل فى غيبوبته لم اعيد تشغيلها فمن الصعب على ان اراه امامى بصوته المجلجل فى المكان او بابتسامته العذبة وانا اراه فى نفس الوقت ميت امامى

 هنا / اسفة انى ذكرتك ولكنها كنز بالنسبة لنا فاريد ان اعيد تشغيلها له لعلها تزيد من قوة تركيزه وقوة الاشارات الصادرة لعينه وكافة اعضاءه فكونها تحكى على اشخاص معروفين بالنسبة له ومواقف اكيد لها ذكريات وخاصة خطيبته سيجعل عقله واعضاء فى حالة لقبول الاستجابة والتجاوب مع المواقف خاصة انه سيسمع اصوات مختلفة ومالوفه له 

...............

 مرت فترة اخرى وفى يوم وهنا فى المستشفى جاءها اتصال من مدام صفاء 

 ما ان رات هنا اسم مدام صفاء الا وفزعت وردت بسرعه بخضة واضحة فى صوتها 

 مدام صفاء بصرخة فرحة / الحقينى يا هنا يحيى حرك جسمه كاملا حركة خفيفة وعاد مرة اخرى لما كان عليه وبعد دقائق كرر نفس الحركة وعاد مرة اخرى للسكون 

 هنا بصرخة فرحة هى الاخرى وبسرعة قفلت التليفون وعادت للفيلا

 وما ان دخلت للفيلا الا واستقبلتها مدام صفاء بالاحضان والقبلات

 هنا ركضت نحو يحيى بفرحة وبدموع اخذت تقبله وتحكى له وكانه يسمعها / كان عندى ثقة ان هناك امل كبير لعودتك ارجوك اتحرك مرة اخرى قر عينى برؤيتك انا فرحتى بك الان لا تقل عن والدتك ولا اكذب ان قلت اننى اشعر انى انا والدتك 

 مدام صفاء شعرت بصدق كلامها وصدق فرحتها فربتت عليها وقالت شعورك هذا لم ياتى من فراغ يا بنيتى فانتى فى الفترة الماضية تكفلتى بالعناية به وابسط اشياءه فاصبحتى انتى المسئوله عنه وهذه غريزة فى كل فتاه منذ نعومة اظافرها فنحن مخلوقين برحم المشتق بدوره من رحمه الله 

 هنا قبلتها مرة اخرى وهى تبتسم وقالت / لقد وصفتى شعورى الداخلى حقا فقد اصبحت احفظ كل تفاصيله فشعرت كاننى امه 

 مدام صفاء بهدوء مدت يدها وسحبت هنا واجلستها امامها وقالت اريدك فى موضوع مهم 

 ثم جلست بجوار يحيى الذى عاد لسكونه مرة اخرى وقالت / لقد عشت معكى عن قرب وعرفتك وتاكدت من امانتك كما تاكدت من صدق ايمانك بالله وصدق عزيمتك فى شفاء ابنى واصبح عندى امل كبير انه سيشفى على يديكى ولهذا فانتى الوحيدة التى استامنها على ابنى اثناء غيابى 

 هنا باستفهام / غيابك ؟

 مدام صفاء / نعم يا بنيتى لقد نويت ان اسافر لقضاء عمرة بهدف شفاء يحيى وفى الحقيقة كنت اود ان اقضيها منذ زمن ولكن لانى كنت لا ائتمن اى شخص على ابنى اما الان فساذهب وانا مرتاحة البال ولكن قبل سفرى هناك خطوات لابد ان اتمها 

 هنا لم تناقشها فيما هية الخطوات ظنا منها انها مجرد استخراج لجواز سفر والتاشيرة 

 مدام صفاء موضحه / اولا لقد اتصلت باعز اصدقاء يحيى وهو زياد وهو الصديق الصدوق ليحيى وكان دائم الزيارة له فى المستشفى ولكنه لم يعرف بامر خروجه لانه فى رحله عمل الا بعدما اتصلت به وكانت فرحته لا تسعها الدنيا وسبب اتصالى به لاننى ساطلب منه ان يقف معكى ويسال عن يحيى وعنكى لعلكى تحتاجين لمساعدة 

 اما الخطوة الثانية فهى انى ساذهب من الغد بصحبة زياد للشهر العقارى وساحرر لكى عقد بيع نصيبى فى المصنع حتى اعود وساكتب لكى ايضا هذه الفيلا حتى تضمنى بقاءك فيها ان حدث لى اى شىء لان ضمان بقاءك فيها سيكون ضمان لبقاء يحيى ايضا حتى لا يستغل اخوته ظروف عدم اهليته ويتصرفون فى الفيلا ويتركوه فى اى مستشفى وبالطبع لن يسالون عنه وسينسونه ولعدم تشكيك احد منهم فى هذه القرارات ساذهب الى المحامى وساسجل هذا صوت وصورة ليتاكدوا انه بمعرفتى وبمحض ارادتى حتى لا تتعرضين لاذيتهم

 اما الخطوة الثالثة فسوف اخذك معى للمصنع واعرفك كيفية ادارة الشغل وكيفيه اتخاذ القرارات لحين عودتى ولكن ما يهمنى هو انكى لا بد ان تتمتعى بثقة زائده بنفسك وتفكرين جيدا قبل اتخاذ اى قرارات ولا تسمحين لاى احد بهزك او التقليل من شانك واستعينى بزياد فى اتخاذ اى قرارات فعقله يشبه عقل يحيى كثيرا فهو ايضا رجل اعمال يدير اعمال والده 

 وبالطبع اعرف اننى بهذا اثقلك باعباء انتى فى غنى عنها ولكنى كما قلت لكى انفا لن ائتمن غيرك على ابنى 

 اما اخر شىء فهو وصيتى على يحيى فارجوا الا تهمليه ولو لدقيقة وان شفى ولم يمتعنى الله برؤيته احكى له عنى وكم كنت اتمنى ان يكون هو من يمشى فى جنازتى 

 كل هذا وهنا جالسة امامها جاحظة العينين لا تصدق ما تسمعه وكانها تعيش حلم طويل بدا باتصال مدام صفاء تخبرها بحركة يحيى واستجابته للعلاج وانتهاء بكونها اصبحت صاحبة مصنع وفيلا فى غمضة عين 

 مدام صفاء لاحظت شرود هنا وكونها لم تعلق باى حرف فشعرت بما يدور بخلدها فنادت عليها لعلها تفيق من شرودها / هنا .. هناااا

 هنا انتبهت اخيرا / ها ...وبدات تبتلع ريقها وقامت من مكانها وجسدها كله ينتفض من شدة التوتر وبتلعثم قالت لا .. لا .وبدا صوتها يخرج بعصبية مخلوطة بتوتر . انا لا اوافقك على هذا فان كنتى تامنين على ابنك معى فكيف تامنى الاعيب الشيطان فقد يوسوس لى باختلاس حقوقك الم تخشين من هذا . اين ذهب عقلك

 ابتسمت مدام صفاء على برائتها وقالت / لقد ساعدتينى من قبل دون ان تطلبى منى شىء وجئتى معى بناء على طلبى وايضا لم تطلبى شىء كما اننى لا اخشى من عدم امانتك فالامانه والمبادىء لا تتجزا فمن تعمل بوظيفتها بكل امانه دون انتظار اى مقابل فستكون امينة فى كل شىء كما ان الانسان الذى يثق بالله ويجعل كله اموره متوكله عليه لا يخون فحب الله لا يجتمع ابدا مع الخيانة ثم انى اكثر منكى حنكة وعندى مقدرة فولاذيه فى فهم من امامى ولا يغرنكى طيبتى هذه فهى لم تاتى الا بعدما فقدت زوجى وابنى ولكنى كنت كما يسموننى المراة الحديدية املك عقل يكافىء عشرات الرجال وقوة تحمل تفوق الوصف ثم ابتسمت واكملت قائلة ولعلمك يحيى ابنى تكونت شخصيته بالدمج بين شخصيتى انا ووالده ولهذا اصبح اكثر منا نجاحا ويكفى انه لا يزال حتى الان مركز احاديث البرامج الفضائية ولا زالت هيبته تخيف اعدائه على الرغم انهم متاكدين انه ميت ولا حول ولا قوة له ولكن قلب الاسد يظل قلب الاسد حتى وان مات داخل عرينه . استطردت مدام صفاء قائلة / تذكرت نوقفك السابق مع ابنى ولكن ما لم تعرفينه ان ابنى يحيى بحث عنكى كثيرا ليعتذر لكى على تهكمه وسخريته منكى واراد تعيينك باى طريقة ولكنكى لم تكتبى عنوانك فى السى فى واتصل على هاتفك مرارا وتكرارا ولكنك لم تستجيبى وظل هاتفك مغلق دائما 

 هنا ضحكت بحزن وقالت / لقد فقدت هاتفى فى هذا اليوم المشئوم 

 مدام صفاء / صدقينى يا هنا يحيى ابنى ظل يؤنب نفسه بسبب سخريته منك بدليل انه حكى لى فانتى اول شخص يفعل معه هذا فليس من عادته السخرية من احد بل كان دائم المساعدة لكل شخص سواء احتاجه او لم يحتاجه مادام شعر هو بحاجة من امامه للمساعدة وظل مستغربا نفسه عما فعله معكى ولهذا بحث عنكى كثيرا ولم يعين بعدها دكتور من الاساس 

 ابتسمت هنا بنفس الحزن الذى يكسو وجهها وقالت / هذا قدرى وانا اقبل الاقدار ولا احزن على ما لم يكن من نصيبى

 ابتسمت مدام صفاء وقالت / ولكنك الان اثبتى لى ان رايى فيكى كان صائبا فبالرغم عما بدر منه تجاهك الا انك لم تعامليه بنفس معاملته بل بالعكس لم تتوانى فى بذل اى مجهود لشفائه

الفصل الرايع 

 جهزت مدام صفاء كل التوكيلات والاوراق الخاصة بنقل الملكية لهنا ثم قالت لها جهزى نفسك غدا لتاتين معى 

 هنا بتوتر / الى اين فانتى على مدار الاسبوع كل يوما تفاجاينى بجديد حتى بت اعيش يومى بتوتر وخوف 

 مدام صفاء بصرامة / ساخذك غدا معى للمصنع لاعرفك بهم واعرفهم بكى واضعكى على اول الطريق 

 وبالفعل فى اليوم التالى ذهبت هنا بصحبة مدام صفاء للمصنع وكادت هنا ان تفتح باب السيارة وتهبط منها الا ان مدام صفاء جذبتها واجبرتها للجلوس جوارها لحين فتح السائق لهما الباب وقالت لها بهمس / انا عن نفسى لا اهتم بذلك وانزل قبل ان يفتح لى ولكنى قصدت ذلك لاصنع لكى برستيج يقلقهم ويشعرهم بقوتك 

 هنا صامته تتقبل التعليمات وكل اوصالها ترتعد من مصيرها الذى ستواجهه واخيرا نزلوا من السيارة فوجدت نفسها داخل صرح كبير يحق ان يقال عنه انه اكبر مصنع فى الشرق الاوسط ولكنها عندما قدمت للعمل فيه قدمت فى الادارة وكانت منبهرة بها ولم تتوقع ان يبهرها المصنع اكثر 

 تفاجات بصياح العاملين والترحاب بمدام صفاء والجميع يركض نحوها ويقدموا لها التهانىء ومنهم من يقدم لها شكواه والاهم ان الجميع اخذوا يسالون عن حالة يحيى ويدعون له ويدعون من الله ان يعود لهم من جديد 

 هنا لنفسها / ياااه انه كان محبوب بين عماله جدا فاى قلب هذا ليكسب قلوب كل هؤلاء 

 احد العاملين / اهلا بحضرتك يا فندم لقد اشتقنا لوجودك ونصرتك لنا فنحن من بعدك انتى والاستاذ يحيى فى ضياع وحقوقنا تاهت وكثير منا تشردوا بسبب رفد الادارة لهم بدون وجه حق 

 عامل اخر / انا واهل بيتى ندعو ا لولى نعمتنا وصاحب الافضال علينا كبيرنا المهندس يحيى وزوجتى اليوم راته فى رؤيه وقامت بشرتنى ان الله سيشفيه قريبا 

 ابتسمت مدام صفاء ونظرت لهنا نظرة ذات معنى فهمتها هنا وهى ان الله سيتقبل دعوات هؤلاء الضعفاء وسيشفيه لاجلهم 

 مدام صفاء وهى تقف وسط العمال الذين تركوا ماكيناتهم والتفوا حولها وقالت / اعرف انكم افتقدتم ابنى كما افتقدكم هو ولهذا لى عندكم طلبين الاول الا تكفوا ابدافى الدعاء له لاجل شفائه

 اما الثانى فانا اطلب معاونتكم للدكتورة هنا فهى ستكون محلى فى الادارة لحين عودتى من العمرة وارجوا منكم ان تقف بجوارها وتناصروها وتزيدوا من انتاجكم لاجل اثبات كفائتها معكم وفى المقابل هى ايضا لن تنساكوا وستلبى لكم كل احتياجاتكم 

 هنا صفق العمال جميعهم وهنئوا الدكتورة هنا ولم يهتموا بمعرفة درجة قرابتها من مدام صفاء فالمهم لهم انها ستكون محلها وستقف معهم بعدما ذاقوا القهر من جانب اخوة يحيى 

 اما هنا فظلت صامتة ومتوترة ولم تنطق بشفا حرف وكان الكلمات فقدت معانيها والحروف هربت منها وظل عقلها يحادثها فقد شاهدت بعينها ان مدام صفاء حقا امراة حديدة فمن خلال ترحاب العمال والتفافهم حولها فهمت مدى قدرة حنكتها فى ادارة العمل خاصة انها خلال دقائق محدودة استطاعت ان تحتوى العمال وتكسبهم فى صفها ولكنها قارنت نفسها بها فارتعدت اكثر فكيف لها الفتاة ذات الوسط المادى المعدوم وزوج ام متعاطى لمخدرات ان تصبح فى غمضة عين سيدة اعمال وعليها اعطاء القرارات 

 مدام صفاء لم يخفى عليا مايدور بخلد هنا وتوترها ولهذا لم تطيل فى وقوفها بين العمال وسحبتها معها وتوجهت لمكتبها 

 فى اثناء كل هذا كان اخوة يحيى يقفون ينظرون على الموقف من خلف زجاج مكاتبهم المطل على عنابر المصنع ولكنهم لم يسمعون ما قالته مدام صفاء للعمال ولا على انابة هنا مكانها


اخوة يحيى


o هشام الاخ الاكبر 45 عاما 

o ابراهيم الاخ الاوسط 42 عاما

o على الاخ الاصغر 40 عاما


 كان الثلاثة يقفون خلف نافذة مكتب هشام الاخ الاكبر الذى ظل يراقب الموقف بتركيز وهو صامت بينما قال على الاخ الاصغر بتوتر / ما الذى اعاد بها مرة ثانية فقد ارتحنا منها فوجودها يعيق عملنا 

 رد عليه ابراهيم الاخ الاوسط / واى اعاقة هذه انها تدقق فى كل كبيرة وصغيرة ولا تفوت عليها اى هفوة ولا تخفى عليها اى خافيه 

 رد عليه على مرة اخرى / كما اننا لن نستطيع ان نسيطر عالعمال او سير العمل فى وجودها الم تلاحظ كيف فى دقائق معدودة لملمت العمال حولها بكل ود وحب ثم نظرا الاثنان لهشام الذى لم يشترك معهم فى الحديث وقال له على بعصبية / لما لا تشترك معنا وتعطينا رايك 

 رد هشام بثبات وهو مضيق العينين ولا يزال ناظرا عالموقف / من تلك الفتاه التى تقف بجواها 

 ابراهيم / اراك تهتم بالتفاهات ايا كان تلك الفتاه ما شاننا بها المهم الان هو امر تلك المراة الحديدية 

 هشام بعصبية / فلتنزلا حالا وخلال دقيقتين تاتونى بتقرير عن كنيتها 

 على بضيق / الم ترى منظرها ومنظر ملابسها التى تدل على انها من بيئة اقل من المتوسطة فمن الجائز انها خادمتها الشخصية او خادمة يحيى 

 هشام بعصبية اكثر / اغبياء وهل الموقف يتحمل الافتراضات ثم اشار بسبابته وقال اذهبا الان وائتونى بتقرير عنها فالمراة الحديدية ليست بالغباء الذى يجعلها تهتم بخادمتها هكذا ويبدوا انها هنا لغرض وغرض مهم جدا ايضا والا ما الذى جعلها تترك يحيى وتاتى اليوم فهى لم تفعلها منذ ان دخل فى غيبوبته و ....

 قطع كلامه دخول مدام صفاء على حين غرة 

 وفجاة انكمش ثلاثتهم من دخولها الذى يحمل الهيبة والشموخ وهى بالطبع لحنكتها شعرت بما يشعرون به والاف الاسئلة التى تدور فى عقولهم فابتسمت على منظرهم وقالت بكل هدوء لا تجهدوا عقولكم لمعرفة سبب مجيئى اليوم فساوفر عليكم واخبركم بنفسى 

.................................................

فى المستشفى 

 هنا اثناء خروجها من غرفة العناية قابلها الدكتور امجد فابتسم لها وقال / كيف حال ابنتى الصغيرة ودكتورتى الكبيرة 

 هنا بخجل / لم اعرف ان لم اصادفك انت والدكتور مروان فى حياتى فكيف كانت ستكون 

 الدكتور امجد بحنان ربت عليها وقال / الرفيق بنا هو من يجمعنا من اطراف الارض ثم اكمل متسائلا / وكيف حال مريضنا قلب الاسد 

 هنا / هل تصدقنى ان قلت لك انا اعالجه وانا خائفه 

 ضحك الدكتور امجد عليها وقال / بالطبع فانتى قطة ودخلت عرين اسد فكيف يتركك الخوف 

 هنا / حقا اشعر انه اسد واتخيل شكله وتصرفاته ان عاد لحاله 

 الدكتور امجد / انا امزح معكى يا بنيتى فلا مجال للخوف فهذا مريض وانتى طبيبة ايا كان صيته فيكفيه انه ميت وانتى تحاولين اعادته للحياة فالاولى ان يكون هو القط وانتى الاسد 

 تنهدت هنا واسترسلت معه فى الكلام وقصت عليه ما يحدث معها وكيف امنتها مدام صفاء على ابنها ومالها 

 الدكتور امجد / لا تقلقى فالله يعرف امانتك ولذلك يضع امامك دائما من يضعون ثقتهم بكى فلا تقلقى ولكن اجتهدى دائما لتصلى الى ما تريدى 

 هنا / لكن هذا عبء على كبير وسيعطلنى كثيرا عن رسالتى بالاضافة الى انه مجال لا افهم فيه قط 

 الدكتور امجد مهدأ لها / اسالى نفسك اولا لما اعطاكى الله هذه الفرصة ؟ وستجدين ان الاجابة الوحيدة هو انه يعلم انكى الوحيدة القادرة عليها فلا يكلفنا الله بما لا طاقة لنا به ولا تدعى للشيطان مجال ليزيد من قلقك فتفشلى 

.................

 عادت هنا الى الفيلا ولاول مرة تشعر بشعور غريب واحاسيس مختلفة ومتضاربة فاول شىء ركضت نحو يحيى وتنفست الصعداء عندما وجدته مكانه وسالت نفسها ولما انا خائفة عليه فاين كان سيذهب فهو انسان ميت ولكنها ردت على نفسها وقالت ولكنى اصبحت اخاف ليه وكانه صغيرى ويزداد قلقى كلما تخيلت ان يصيبه اى مكروه وانا فى المستشفى ثم ابتسمت واقتربت منه ووضعت قبله على جبينه وقالت من الان يا صغيرى انا وانت ونس لبعضنا ولاول مرة ساعترف لك فانا اخشى من الوحدة ودوما ما اتكلم مع نفسى بصوت عالى حتى لا اشعر بالوحدة ومن اليوم ساتحدث معك انت وعليك ان تتحمل ثرثرتى ههه 

 ظلت تحادثه وكانه يسمعها 

 مرت ساعات قليلة على هنا وهى لاول يوم تجلس بمفردها معه بعد سفر مدام صفاء وقد اعطته طعامه وجلست جواره تتذكر موقف اخوته عند علمهم بما فعلته مدام صفاء فقد توترت الاجواء وتعصبوا ثلاثتهم ولكن مدام صفاء استطاعت ان توقف كلا منهم عند حده ولكن هى ماذا ستفعل معهم فهى باى حال من الاحوال لا تحمل شخصية قوية مثلها وان حاولت تمثيل ذلك ستفشل 

 ظلت تفكر وتفكر الى ان غلبها النعاس فقامت لتنام بحجرتها ولكنها تذكرته وتذكرت ام مدام صفاء كانت تنام بجواره فنظرت له وترددت فكيف ستنام هى بجواره ولكنها اجابت على نفسها وقالت ولكنه ميت ولا يرانى ولا يشعر بى واخيرا رضخت للعقل ونامت بجواره 

..................................

 فى الصباح كان من المفروض ان تذهب الى المصنع ولكن رهبتها منعتها واخيرا اتصلت بزياد 

 وطلبت منه ان ياتى لها الفيلا لتتحدث معه 

 اخيرا وصل زياد وكانت تخشى الجلوس معه بمفردهما فبتوتر قالت تفضل لنجلس مع يحيى 

 استغرب زياد كلامها وقال وهو يبتسم / تعجبت لكى فلما انتى متوترة من وجودى معكى بمفردنا هكذا فما دمتى تخافين لما طلبتى مقابلتى هنا فكان افضل لكى مقابلتى فى اى مكان 

 هنا / لكنى لا ارغب فى تركه بمفرده فترات كبيرة فقد اصبحت اخشى عليه اكثر من الاول لكونى اشعر انه اصبح امانه فى رقبتى ثم قدمت يدها باشارة له بالدخول 

 فضحك مرة اخر قبل ان يلبى طلبها ويدخل وقال / ولكن سؤالى الان هل انتى تعتبرين يحيى وهو ميت هكذا سيحميكى منى ؟

 هنا تفاجات من السؤال فهو معه حق فهو لن يدفع عنها اى ضرر ولكنها نظرت له من خارج الحجرة ونظرت لهيبته حتى وهو ميت وقالت / اتصدقنى ان قلت لك ان هذا شعورى حقا والادهى اننى انا نفسى اخاف منه وانا معه فلهم حق ان يلقبونه بقلب الاسد 

 رد عليها زياد وهو لا يزال واقفا مكانه / ولكن ما يمنعنى عن اذيتك ليس يحيى ان كان ميت او حى ولكن اخلاقى ومبادىء هى من تمنعنى وتاكدى من هذا وثقى بى ولا تخافى منى كما ان طباعى من طباع يحيى وكلانا لا نتجرا على خواص احد 

 هنا باستغراب / ولكنى لست بخاصة احد 

 زياد نافيا / لا انتى خاصة قلب الاسد فما دمتى فى عرينه فانتى خاصته حتى وان كنتى مجرد خادمة ولا يجروء احد على مسك بمكروه واعتبرينى مثله واعتمدى على ولا تخافى ثم ابتسم مرة اخرى واشار هو هذه المرة لها لتسبقه فى الدخول عند يحيى وما ان دخل ولمح يحيى الا وابتسم وادمعت عينه وركض نحو صديق عمره وقبل راسه واخذ يقول / لقد اشتقت اليك يا صديق عمرى واشتقت لكلامك ومرحك وقسوتك وكبرياءك ومهما اصف لك لن استطيع وصف سعادتى وانا اراك مرة اخرى فى بيتك وفى سريرك فهذه عندى بالدنيا وما فيها ثم قبل راسه مرة اخرى 

 كل هذا وهنا تراقبه وقد شعرت بحبه الصادق لصديقه وهذا اعطى لها امانا اخر من ناحيته 

 نظر لها زياد وهو يبتسم وقال / اراكى تهتمين بمظهره وكانه حى فاراه وكانه خارج لتوه من حمامه فشعره منسق حتى رائحته معطرة بعطره المفضل فكيف لكى ان تعرفين اسم عطره 

 ابتسمت هنا وقالت / اولا انا حقا اتعامل معه وكانه حى فاهتم بنظافته وعطره وكل تفاصيله لانى على علم انه الان يشعر ببعض هذه الاشياء وان كانت مشوشة امامه ولكنها قد تساعدنى فى انتباه باقى حواسه واعضاءه اما عن معرفتى لاسم عطره فهنا سيديهات كثيرة فيها صور ومواقف حيه له ورايته وهو يضع منه فاشتريته له 

 زياد بدهشة / وهل انتى من تبدلين له ملابسه بنفسك وتقومين بتغسيله ايضا بنفسك ؟

 هنا بكل هدوء / نعم ولما لا فهو فى الاول والاخر مريض وان كان شبه ميت فحقوقه واجبه على وانا لا اخجل منه لانه لا يرانى 

 ابتسم زياد وقال / ان كنت دائما ادعوا الله ان يشفى يحيى ليعود لامه ولى ولكن من اليوم فستكون الدعوة فى الاول لكى فانتى تبذلين مجهود كبير لاجله وتستحقين ان ترى ثمرة مجهودك وانا على ثقة ان الله ارسلك له لانك العمل الصالح المخزون ليحيى

 هنا / اشكرك على هذا الاطراء والان ساشرح لك ما دعوتك من اجله 

 مرت حوالى ساعة شرحت فيهم هنا انها تحتاج الى زياد بجورها فى المصنع لانها تخاف من اخوة يحيى بالاضافة الى انه على خبرة بادارة الاعمال من خلال ادارته لاعمال والده 

 وافق زياد على طلبها وهدا من توترها وكونه لن يتركها تواجه مصيرها معهم بمفردها 

 اخيرا تركها زياد وهى الى حد كبير شعرت بالراحه بوجوده معها لحين ان تفهم طبيعة العمل 

 ومرة اخرى ووجدت نفسها مع يحيى بمفرده فابتسمت له وقالت / بما اننى اهوى القراءة فساسليك معى كل يوم واسمعك ما اقراء لعلك تستفاد وضحكت على نفسها بصوت عالى وقالت / يبدوا اننى ساجن قريبا وبعدها نامت بجواره

.................

 فى اليوم التالى ذهبت هنا بصحبه زياد الى المصنع وبالفعل تاكدت ان رايها كان صواب عندما اختارته ليكون بجوارها فقد تكلم عن لسانها كثيرا وصد عنها هجمات اخوة يحيى ضدها ثم جلس معها فى اجتماع مغلق شرح لها مبادىء عملها وكيف تتصرف والا توقع على اى ورقة الا بعد الاتصال به فهو لا يامن غدر اخوته 

 وفى اثناء كل هذا لم تنسى يحيى وظل عقلها شارد به وخائفه عليه وظلت تنظر فى ساعتها وطلبت من زياد الرحيل لان هذا موعد غذائه وهى لا تريد التاخير عليه 

................

 عادت هنا الى يحيى واخذت تقص عليه يومها وهى تضع طعامه المضروب فى المحاليل وبدات فى معاودة تشغيل السيديهات مرة اخرى بجواره لعله يخزن ما يسمعه ولكنها وللوهلة الاولى اندمجت هى الاخرى مع السيديهات فهى المرة الاولى التى تشاهدها وقد انتابتها رعشة غريبة تملكت من كل جسدها وهى تراه حيا امامها يتحرك ويتكلم فكم كان يحمل هيبة كبيرة فما ان وجد بمكان الا وغطى على من حوله بقوة طلته 

 لاول مرة تحاول ان تركز فى ملامحه فاخذت تشاهد السيديهات وتطيل النظر له وهو بجوارها

فوجدت نفسها تبتسم له ثم عادت تشاهد الفيديوهات وشاهدته وهو فى اجتماعاته وشاهدت صرامته وقوة اراءه فظلت طيلة ليلتها تشاهد كل السيديهات التى تخص اجتماعاته ولقاءاته وكل ما يخص عمله فوجدت ان الشمس اطلت باشعتها وهى بجواره لا تزال مستيقظة وترى الفيديوهات والغريب انها لم تشعر باى ارهاق اوملل بل كانت على اتم استعداد لان تظل على وضعها هكذا ساعات وساعات ولكنها تذكرت ان هناك مرضى اخرين فى العناية يحتاجون اليها فقامت وبدلت ملابسها واعطته ادويته وغذاءه وقبل ان تخرج وجدت نفسها عادت اليه ووضعت على جبهته قبلة وهى مبتسمة وقالت / صدق من سماك قلب الاسد وتركته ورحلت 

 ظلت طول يومها وهى تفكر فيه وصورته وطريقته لم تفارق خيالها والغريب ان ابتسامتها ايضا لم تغادر شفاها دون ان تشعر 

 الدكتور مروان مناغشا لها / ارى ابنتى قد اصابها الجنون من كثرة جلوسها بمفردها حتى اصبحت تضحك مع نفسها بلا سبب 

 اطلقت هنا ضحكة عالية وقصت له ما شاهدته ليعرف سبب ابتسامتها 

 ولكن للوهلة الاولى وجدت علامات التعجب على وجه الدكتور مروان فسالته 

 الدكتور مروان / ارى ان القطة اعجبت بالاسد واخشى ان تطلب بنفسها الدخول لعرينه راغبه وليست راهبة 

 صدمت هنا من كلمته والغريب انها لم تنطق بشفا حرف 

 الدكتور مروان / كدت اخشى عليكى يا بنيتى فانا دائما ما اشعر انى والدك وولى امرك ولهذا لن اخشى من تنبيهك ان غشى قلبك بعض الغيوم فلا تنجرفى خلف مشاعرك وتذكرى ان ذاك الاسد ما هو الا شخص ميت وان استمتنا فى علاجه فهو فى الاول والاخر حالة مستعصية والامل فى شفائها نادر وكل يوم سيعرض عليكى حالات وحالات وقد يطول علاجها ولكن اياكى ان تربطى مشاعرك ومصيرك بهم فهم راحلين عنا حتما اما بالشفاء او بالموت

 ظلت هنا تنظر اليه بصمت ولم تعرف ما هو حقيقة الاحاسيس والمشاعر التى ارعدت اوصالها فى تلك اللحظة فهل هى عشقته حقا ... عشقت ميت ام انه مجرد اعجاب بشخصية قوية كانت موجودة فى الماضى كما الحواديت وانتهت ام ان شعورها لم يكن عشقا البته ولكنه مجرد تعود عليه لانها اصبحت مسئوله عنه فى كل شىء ام هى مشاعر امومة داخلية لذلك الميت هى نفسها لم تعرف وبالتالى ليس عندها ما ترد به 

 اعفاها الدكتور مروان من الحرج ولم ينتظر ردها لانه على علم بانها ليس عندها ما تبرر به كلامها فابتسم لها وقال / سامر على الرعاية فهناك حالات اخرى مستعصية وتركها شاردة فى افكارها 

 انتبهت هنا اخيرا لحالها فابتسمت وقالت / ايا كان وضعه ميت او حى فهو اصبح قطعة منى وهذا يكفى


يسالونى حقيقة ام خيال

كيف تعشقين من هو لا يشعر بك

تعجبن لهم ورددت

الحب ليس بالمسافات فهو يسرى بالوصال

ويسكن الفؤاد ويحتل القلب احتلال

انا عشقت بالروح روحه فعجز اللسان عن الكلام

لكن عينى بالنظر تبوح

ولسان صمتى يخترق الاذان

فتصل رسائل عاشق الروح لمن اهواه فى الغرام

الفصل الخامس

 وصلت هنا للفيلا وما ان فتحت الباب الا وركضت نحو يحيى وهى تبتسم اليه وقبلته من جبينه وقالت / بالتاكيد صغيرى فى حاجة للطعام ولكنى اليوم ساعطيك دواء جديد لمذيبات التجلط ودواء لزيادة التركيز وتقوية الاشارات وتنهدت وقالت وادعو الله ان يشفيك وتعود لحياتك مرة اخرى ثم قامت بسرعة وابدلت ملابسها وبالفعل وضعت له طعامه المضروب ودواءه الجديد فى المحاليل وجلست بجواره تقص له ما حدث لها بيومها حتى عن مرضاها فى الرعاية تحدثت عنهم وكانه يسمعها وضحكت بصوت عالى وقالت سامحنى فانا اخاف من الوحدة ولا سبيل لتسلية نفسى الا بالحديث معك بصوت عالى ثم بدات تشغل السيديهات مرة اخرى بصوت عالى لاجل ان يسمعها ولكن فى كل مرة كانت هى تسرح فى شخصيته وتتاثر به وبما يفعله فى اجتماعاته

 وبالفعل بدات تكتسب يوما عن يوما بعض من شخصيته ومعاملته وهذا غير كثيرا من شخصيتها هى نفسها واصبحت تتمتع بثقة اكبر فى ذاتها وفى قراراتها 

 مرت ايام قليلة اصبحت هنا تذهب الى المصنع ساعات قليلة حتى لا يتاثر عملها بالمستشفى ولكنها اضافت للمصنع بصمتها الخاصة 

 فى المصنع - دخل ابراهيم عليها مكتبها وهو فى قمة عصبيته وقال / ما كل تلك الفواتير ومن اذن لكى باتخاذ تلك القرارت انسيتى نفسك فانتى مجرد نائبة عن مدام صفاء لحين عودتها ولا يتسنى التصرف فيما لا يعنيكى

 هنا ببرود وهى جالسة خلف مكتبها / اعتقد انا لست بنائبة فماما صفاء كتبت كل شىء باسمى 

 هنا اطلق ابراهيم ضحكة عالية وقال بسخرية / ماما ؟ ابهذه الكلمة ضحكتى عليها وجعلتيها تكتب لكى اموالها ؟ ولكنى احذرك من اتخاذ اى قرارات اخرى وعن هذه الفواتير فكلها مرفوضه

 هنا بنفس ثباتها / اولا انا ساخذ قراراتى بما يفيد العمال والمصنع وثانيا كل الفواتير سيتم صرفها فانا لم اشترى شيئا خاصتى انا اشتريت مهمات وقاية وسلامة وامرت بوجبات صحية للعمال 

 هنا دخل على على ابراهيم وحاول ان يهدا من توتر الموقف وقال من فضلك يا دكتورة هنا بما انك شريكة معنا فيجب عليكى الرجوع الينا قبل اتخاذ اى قرارات حتى لا تتضارب قراراتنا وفى النهاية فكل شىء لابد ن يصب فى صالح العمل والعمال 

 شعرت هنا بخطاها لانها لم تشركهم معها فى حين انها متاكدة انهم كانوا سيرفضون فكل ما يهمهم هو جمع المال وليس مصلحة العمال ولكنها اعتذرت بهدوء ووعدت بعدم تكرار ذلك الا انها اعقبت كلامها وكانها ارادت ان تؤكد لهم شىء فقالت ولكنى لن اتوانى فى عمل اى شىء لصالح العمال 

..............................

 تجمع الاشقاء الثلاثة فى مكتب هشام فهو الاخ الاكبر والعقل المدبر واكثرهم تمنى بعدم رجوع يحيى للحياة مرة اخرى 

 هشم بتركيزوهو مضيق عينيه وينظر لهما وهما يجلسان امام مكتبه / اريد ان ازور يحيى 

 ابراهيم / نحن نتكلم عن تصرفات تلك البلهاء التى تكبدنا الكثير من المصاريف هباء وانت تقول يحيى فما الداعى الان لزيارة ذاك الميت 

 هشام / سوف تظل ابله دائما 

 كاد ابراهيم ان يتكلم ويدافع عن نفسه الا ان على اشار له بالسكوت حتى ينصتوا لهشام لعل وراء كلامه لغز لا يفهموه 

 هشام / هذه الفتاه تتكلم بنفس طريقة يحيى وبنفس ثباته وكانها تعلمت على يده وفى ذات الوقت ليس من المعقول ان تكتب مدام صفاء كل اموالها لها وهى متاكدة ان ابنها ميت 

 توتر الشقيقين من كلامه وقال على / ماذا تقصد بكلامك هذا 

 هشام / اقصد ان يحيى قد يكون تعافى او فى طريقه للتعافى وهما يثقان فى ذلك 

 ابراهيم / وان كان يحيى تعافى لما لم ياتى بنفسه لاداره امواله

 هشام / اولا ان كان تعافى حقا او فى طريقه للتعافى فهو او هم يعلمون انه فى حكم الميت وقد اخذنا حكم محكمة بفقدانه لاهليته ولهذا ان اراد ان يعود فلابد اولا ان يثبت اهليته ولا يتم هذا الا باجراءات كثيرة وفحوصات وحكم محكمة فالمشوار طويل ثم صمت لبرهه واردف قائلا ولا تنسى ان عقل قلب الاسد ليس من السهل لتتوقع ما يفكر فيه وما ينوى فعله 

 خاف على ورتعدت فرائصه من مجرد ذكر قلب الاسد امامه فقال على وجل / وما الواجب علينا فعله الان 

 هشام / اولا لابد الا نظهر لها ابدا اننا نشك فى شىء حتى لا تاخذ احتياطاتها وثانيا لابد ان ارى يحيى بام عينى 

..................

 هنا لازالت فى عملها لم تعود بعد ومدام صفاء اقترب موعد عودتها من السفر 

 بينما الدواء بالفعل قد اتى بتاثير ايجابى وبدات مؤشرات عودة يحيى للحياة فبدات ذاكرته تسترجع مجرد ومضات لا يفهمها وبدات اطرافه تتحرك ببطء ولكنها افضل بكثير من سابق وبدات عينيه تشاهد غيامات غير واضحة وبدات عينيه فى الرمش وحاول ان يستوضح نفسه و مكانه او ماحدث له ولكنه لا يفهم شىء وظل نهار ذلك اليوم يعود للحياه لدقيقة ثم يغيب عن الوعى مرة اخرى 

 وصلت هنا للمنزل وكعادتها ركضت نحوه وقبلته وهى تقول / معذرة يا صغيرى تاخرت عليك وبدات تضع له طعامه ودوائه ولكنه فى هذه المرة شعر بها ولكنه شعور غير كامل فكانت بالنسبة له مجرد وميض يتحرك امامه لا يستوضحه جيدا و لا يزال غير قادر على النطق ولكن هنا لم تشعر بحركة اطرافه البسيطة وجلست بجواره كالعادة وشغلت السيديهات ولكن هذه المرة شغلت السيديهات الخاصة بنزهاته ورحلاته مع محبوبته السابقة شهندة 

 بدات هنا تشاهد ضحكه ولعبه ورومانسيته شاهدت مواقفه معها وقبلاته الحارة لها شاهدته وهو يحملها بين يديه . وهو يسبح معها فى الماء شاهدت مواقف لم تتوقع ان ترى ذلك الاسد بهذه الرومانسية والحب شعرت برجولته وشعرت كيف كان يعطى شهندة حقها فى انوثتها . شاهدت دلعها عليه شاهدت وشاهدت حتى شردت مع نفسها وتمنت ان كانت هى شهندة وهو يحملها بين يديه فوجدت نفسها تنظر له وهو نائم بجوارها لا يشعر بشىء واقتربت منه وقبلته من جبينه وهى تقول / لم اتوقع ان يكون كل هذا الحنان والرومانسية مجتمعين معا فى قلب الاسد فمن يرى صرامتك فى عملك لايتوقع ان يرى منك تلك الرومانسية فاقسم ان كانت كل الفتايات راين ما رايت لتمنين جميعهن ان يكن شهندة فاجمل شعور تتمناه الانثى ان تشعر بكامل انوثتها بين رجلها وتنهدت واستغرقت فى نومها على صدره ولم تعلم ان يحيى قد سمع كل حرف قالته ولكنه لازال لا يستوضح الامور جيدا


رايتنى اضع راسى على صدرك حتى يداهمنى النعاس

واضع قلبى بروحك حتى استيقظ لاكمل هذيانى بك

لا تسالنى متى بدا حبى والى اين يمضى

ما اعرفه جيدا اننى ولدت وفى عينى صورتك

لا يهمنى ان كان ذلك حلما وما يهمنى انك حبى وقدرى

............

 فى اليوم التالى وهنا تبدل له ملابسه وترش عليه عطره فلاحظت تحرك اطرافه فصرخت من شدة فرحتها وتوترت ولم تعرف ماذا تفعل ولكن كل ما استطاعت فعله انها اخذت تقبله كثيرا وتدعوا الله ان يكمل شفائه ولكنها لم تعلم انه بالفعل عاد للحياه ولكن الامور لازالت غير واضحة امامه

 اتصلت هنا على الفور بزياد وبشترته ونصحها الا تقول عن ذلك امام اخوته حتى لا يكيدوا له وقد يرسلون من يغتاله حتى لا يسترد امواله 

 خضعت هنا لرايه ولم تقول شىء ولكن فى ذات الوقت كانت تود ان تصرخ باعلى صوتها وتعلن ان الامل فى شفائه على وشك التحقق 

 ظل الحال هكذا لليلتين وهنا فى قمة سعادتها بينما يحيى بدات عينيه تستوضح الرؤيا اكثر فاصبح يرى هنا ولكن لا يعرف من هى وما حدث له ولكنه لا يستغرب ملامحها ويشعر انها ليست بغريبة عنه او انه رآها قبل سابق ولكنه لازال تركيزة قليل وبدات اطرافه تستعيد حركاتها اكثر وبدا عقله يستوعب ما حوله اكثر ولكن لسانه لا يزال ثقيلا وفجاة سمع صوتها جواره وهى تتحدث مع صديقتها الوحيدة منى 

 هنا / تعالى انتى لزيارتى فانا لا استطيع ترك صغيرى بمفرده 

 سمع يحيى كلمه صغيرى ولم يعرف ماذا تعنى بها ومن المقصود بها وبدا يحاول استيعاب المكان واين امه واين خطيبته ولما هو راقدا هكذا بدات الاسئلة تدور فى عقله مرة وتتوه مرة فهو لايزال فى طور الافاقة ولم يستكمل جميع حواسه ولكنه بدا يعتاد على صوت هنا ولكنه لا يستوضح معالم وجهها جيدا 

 اخيرا وصلت منى لزيارة هنا وجلسوا سويا بنفس الغرفة الراقد فيها يحبى 

 منى / امممم انه وسيم حقا كما وصفتيه وواضح عليه انك تهتمين بنظافته وتعطيره كما لو كان حيا يشعر بكى 

 هنا / انا بالفعل اشعر انه يشعر بى وانه حى واستمد قوتى منه واتحدث معه كل ليلة 

 منى / هههه يبدوا ان كثرة جلوسك بمفردك قد ادخلتك فى حالة من الجنون فانتبهى يا عزيزتى فهو حالة ميؤس منها وانتى شخصيا ضيفة فى هذا المكان فلا تحلمى ان تكونى من اصحاب القصور 

 هنا / لم اهتم يوما ان اكون من اصحاب القصور ولا اسعى لذلك فانا دائما ما ارضى بنصيبى ولكنى حقا اشعر اننى اصبحت مسئوله عنه واتمنى ان اكون مسئوله منه 

 منى / خيالك اصبح ليس له مدى فانتبهى يا هنا 

..................

 رحلت منى وجلست هنا بجواره تحادثه كما تفعل يوميا وللعجب ان يحيى بدا يستمع الى حديثها وبدا يفهم بعض مما هو فيه ولكنه تعجب من تلك التى تشغل السيديهات الخاصة به وبخطيبته وتهيم مع نفسها وتنام اخر اليوم بجواره او على صدره 

 يوما عن يوم بدا يحي يستعيد قواه الا انه لم يتكلم نهائيا مع هنا ولم يشعرها باى جديد الى حين ان يستوضح كافة اموره 

 وفى يوم غادرت هنا لعملها وبدا هو يتحرك بحرية اكبر فى سريره ويستوضح المكان حوله وبدا يتذكر انه فى حجرته وسريره وانتبه لصوت الفيديوهات المشغله بجواره فوجد نفسه مع شهندة فبدا يتذكرها ويسال نفسه اين هى وما حدث لى واين امى 

 فاستجمع قواه وبدا يشد من ازر نفسه ولكن وجد محاليل كثيرة معلقة به فاكتفى بان جلس فى مكانه وبدا يغمض عينه ويفتحها وبدا يحاول ان يخرج صوته باى كلمات ولكنه لم يستطيع فخرجت عبارة عن حروف ثقيلة متبعثرة غير مترابطة ولكنه الهى نفسه بالانصات جيدا للفيديوهات فحاسة السمع هى اكثر حاسة تعمل بكفاءة لديه وبدا يسترجع حياته 

 وفى اخر اليوم سمع صوت الباب الخارجى يفتح فرجع بسرعه لرقدته وكانه لايزال على حاله 

 ولكنه بدا يتابع هنا فى صمت فوجدها تبدل ملابسها امامه فهى لم تشك لحظة فى انه استعاد حياته ثم شرعت بدورها فى تبديل ملابسه هو وقد زاد توتره ولكنه حاول ان يكون ثابت حتى لا يفتضح امره ولكن رعشة اطرافه لم تخفى على هنا فسمعها تطلق ضحكة فرحة وتحمد الله وتدعوا ان يكمل شفائه على خير وسمعها تقول له / لقد طالت لحيتك وساحلقها لك لتظل قلب الاسد الجذاب 

 قلب الاسد ؟ لقد نادتنى بشهرتى اذن هى تعرفنى فمن هى وكيف تجرات على تبديل ملابسى وكيف ستحلق لى ولما تخاف على وتدعوا لى 

 فى كل مرة الاف الاسئلة التى تدور بخلده دون ان يجد لها اجابة ولكنه كان فى قمة توتره وتعجبه وهو يراها بدات بالفعل فى حلق لحيته وطيبته بعطره المفضل 

 هذا عطرى نعم من اين جاءت به وكيف عرفت اننى افضله ؟

 انتهت هنا من هندمته وطعامه وجلست جواره تقص عليه مثل كل يوم وللعجب بدا يانس لحديثها وصوتها واعتاد عليها ولم ينفرها وبدا يفهم كنيتها وطبيعة عملها وابتسم مع نفسه على حالها عندما نعست على صدره 

 ظل هكذا يستكشف ما حوله ويستمع الى مكالمتها مع زياد ومع اخوته ومع الدكتور مروان والدكتور امجد واصبح يعرف كثيرا مما حدث له وكيف غاب عن الوعى لسنتين ولكنه وسط كل هذا ظل يبتسم عليها وعلى برائتها فى المعاملة فراها على طبيعتها وهى ترتدى بيجامة وكانها طفلة صغيرة شاهدها وهى تسرح شعرها وشاهدها وهى تذاكر واكثر ما تعجب منه هو اهتمامها به وانها لا تضنى جهدا فى الدعاء له فى صلاتها فقد سمعها وهى تصلى فجرها وتبتهل الى الله ليتم شفائه فشعر بنقائها وامانتها 

................

 فى يوم اتصلت هنا بمنى صديقتها وهى تبكى وتقول / لقد سئمت من حياتى كلها 

 منى / ولما كل هذا فما حدث لكى ؟ 

 هنا / الدكتور حسام سمعنى وانا احكى للدكتور امجد والدكتور مروان عن حالة صغيرى يحيى وعرف انه فى تقدم وانهم يهنئوننى فاستشاط غيظه واستبعدنى عن الرعاية وعندما واجهته صدمنى بغرضه الاساسى منى 

 منى / وما غرضه منكى ؟

 هنا / رجوعى للرعاية او بقائى فى المستشفى من الاساس مقابل ان يتزوجنى ويقدم بحثى باسمه كرسالة دكتوراه له فى لندن وانا الان فى حاجة للعمل 

 منى / ولكن انتى الان تستطيعين ان توفرى المال بسهوله فلديك الكثير مما هو مكتوب باسمك فتمتعى به 

 هنا بصدمة / اجننتى يا منى انا لا اخذ مليما من تلك الاموال ولكنى طلبت مرتب ولكن ليس لاجلى ولكن لاجل توفير علاج صغيرى يحيى والعنايه به اما راتبى انا من المستشفى فاساعد منه امى واخوتى وانفق على نفسى ولابد ان اوفر سكن لى فانا لن امكث هنا دوما

 فجاة سمعت جرس الباب فاغلقت مع منى وتوجهت لفتح الباب بعد ان ارتدت اسدالها ووجدت الطارق لم يكن الا زياد الذى بدا لها متوترا 

 دعته للدخول عند يحيى وما ان دخل الا واقترب من صديقه وقبله من جبينه بشوق كعادته ومرر بيده على شعره ولكنه بدا يتلعثم فى الكلام 

 ولكن الاهم ان يحيى من داخله سعد جدا لرؤيته لصديقه الصدوق وفى نفسه قال / لقد اشتقت لسماع صوتك يا صديقى . لقد تشوقت لمرحك وفرحك

 لاحظت هى توتره فسالته على عجاله ماذا حدث ؟

 زياد / لقد اتصلت بى النيابة امس تخبرنى بسقوط الطائرة القادمة من السعودية فى المياه

الفصل السادس


 شهقت هنا اول ما سمعت هذا الخبر ولم يختلف عنها يحيى ذاك الشخص الذى لم تسمع له صوت حتى الان وفقد انقبض قلبه وكاد ان يتوقف عن الحياه نهائيا 

 اكمل زياد قائلا / لقد ذهبت لاستلم جثة مدام صفاء ولكنى لم اجد جثتها ولا هى فى قائمة عداد المتوفين وحتى الان جارى البحث عنها و جئت لاخبرك لاعرف رايك فيما تنوين عمله 

 بكت هنا بكاء حار وجلست قبالته على الكرسى ودفنت وجهها بين كفيها 

 جلس زياد ايضا قبالتها وحاول ان يهدا من صدمتها وسالها بهدوء / ماذا ستفعلين الان ؟

 رفعت هنا وجهها اليه وهى لا تفهم نيته من السؤال وسالته تسالنى عن اى شىء ؟

 زياد / عن يحيى انا اعرف انكى اصبحتى فى موقف لا تحسدى عليه ولكنى ارفع عنك الحرج واقول لكى لا تتحملى ذنبه واتركيه واهتمى بشئونك وانا ساخذه عندى واهتم به وساوفر له كامل الرعاية 

 هنا بصدمة قامت بسرعة من مكانها وجلست بجوار يحيى التى تظنه لا يزال ميت واحتضنت صدره اليها وقبلته من جبهته وقالت /لا ومن قال لك ان نيتى قد تذهب الى ذلك فهذا صغيرى ولن اتركه مهما حصل وسارعاه حتى يتم الله شفائه او يتوفاه برحمته 

 على الرغم ان يحيى لا يعرفها جيدا ولكنه فرح جدا لتمسكها به وعدم تخليها عنه ولكن لا يزال قلبه مفتور على والدته 

 زياد / كنت متاكد ان هذا سيكون ردك ولكنى اردت ان ارفع عنكى اى حرج 

 هنا / انا لن اتركه ابدا ولكن الحياه هى التى تقف وتسد جميع ابوابها فى وجههى 

 زياد بعدم فهم / ماذا حدث لكى 

 قصت عليه هنا حكايتها كلها وعن موقف اخوة يحيى منها ومضايقتهم لها والان هى لا تعرف كيف ستواجههم بخبر وفاه مدام فاء فقد يعاندونها اكثر 

 زياد بسرعة وبدون مقدمات / هل لكى ان تقبلى منى الزواج 

 هنا وهى مصدومة وفاتحة فاها / ها 

 زياد بهدوء مؤكدا لطلبه / اريد الزواج منكى 

 هنا / ومن قال لك اننى اوافق ان ابيع نفسى ؟

 قام زياد من مكانه واقترب منها وجثى امامها وامسكها من كتفها وقال / انا لم اتكلم فى بيع وشراء انا تكلمت فى زواج بمعنى عرض و ايجاب 

 هنا / وهى ترتعد بين يديه من مجرد لمسته لها وقالت / ولكنك طلبت منى الزواج لضعفى امامك وليس لحبك لى 

 زياد نافيا / لااا انتى لا تعرفين قدرك عندى فقد اعجبت بكى من اول مرة رايتك فيها اعجبت بكى وانا اراكى تحتمين منى بميت ولكنك اتخذتيه سندا لكى . اعجبت بكى لما وجدت امانتك مع يحيى وماله . اعجبت بكى عندما رفضتى التخلى عن ميت لمجرد انه امانه معكى فصدقينى وجدت فيكى ما اتمناه وتاكدت انكى افضل من تحمل اسمى وتصون شرفى فكم مرة جئت اليكى بمفردى وحافظتى على نفسك منى . صدقينى لقد امتنعت عن جميع الفتايات عندما رايتك ورايت برائتك فكم كنت انا ويحيى ملهمى البنات وكم كنا ننام فى احضان فتاه ونستيقظ على احضان اخرى 

 هنا بتوتر من كلامه / ولكنك لم تقل هذا من قبل الا عندما وجدتنى شريدة ولا احسن التصرف 

 زياد / لم اقل من قبل لانى وجدتك مشغولة والوقت ليس فى صالحى اما الان فلابد من قرارا وخفت ان تبتعدى فجاة عنى كما شعرت بمسؤليتى تجاهك واردت ان اكون سندك 

 هنا وهى تزيح يديه عنها / اطمان انا لن ابتعد عن يحيى ولن اتركه فما دامت اتنفس لن اتركه وحده 

 زياد / هذا عن صديق عمرى وماذا عنى انا ؟

 هنا بتوتر / لن اتزوج حتى احب 

 ابتسم زياد وقال / اذن اعتبر هذا وعد ؟

 تعجبت هنا منه فهى لم تقل انها موافقه عليه فسالته وعد بماذا ؟

 زياد وهو يبتسم غامزا لها / وعد بانكى ستتزوجينى ان احببتينى وانا متاكد انكى ستحبيننى 

 كادت هنا ان تتكلم ولكنه بادرها هو قائلا / لا تتكلمى فى اى شىء الان لاسباب كثيرة اولا لابد ان نجد مدام صفاء او نتسلم جثتها بالفعل وثانيا لابد ان نجد لكى عمل اخر بدلا مما يستغلونكى وثالثا لابد ان نحذر من الان من اخوة يحيى فهم لن يتركوكى وشانك ان عرفوا بما حدث لمدام صفاء وبالطبع لن نستطيع ان نخفى الخبر عنهم لانهم حتما سيعرفونه من الصحف واخيرا نستقر اولا على حالة يحيى وابتسم وهو ينظر اليه وقال / اعجز عن وصف فرحتى بالتطورات فى حالة صديق عمرى 

 هنا اخيرا خرجت عن صمتها وقالت / تعرف انا اشعر وكانكما توام فانتما تكادون متحدين حتى فى نبرات الصوت والشدة اللين 

 زياد بتعجب / واين عرفتى اننا متشابهين فى نبرات صوتنا فهل سمعتيه من قبل 

 هنا / انسيت ان احد طرق علاجى هو اسماعه اياه بعض مواقفه القديمة فكنت اسمعه مواقفه من السيديهات المحتفظ بها 

 زياد / امممم ثم نظر الى مجموعه كبيرة من الكتب على الكمود بجوار يحيى فسالها

 هنا وهى مبتسمة / انا اهوى القراءة وفى ذات الوقت اخشى الجلوس بمفردى فكل يوم اقرا كتاب واشرحه بصوت عالى ليحيى وكانه يسمعنى لعلى اصنع لنفسى ونساً

 زياد / اذن ان عاد يحيى للحياه سيكون عنده كم معومات هائل 

 هنا / اتمنى اولا ان يعود للحياه وبعدها يهون كل شىء 

..............

 مر شهر وهنا عادت للرعاية بمساندة كلا من الدكتور امجد والدكتور مروان ولكنها لم تسلم من مضايقات الدكتور حسام ومن الحاحه عليها بالزواج

 كما انها كثفت عملها بالمصنع واستطاعت ان تكسب ثقة العمال واصبحوا ينفذون لها ما تريده كما انها شرعت فى تقديم الجوائز العينية والمادية للعمال والوجبات الجاهزة من اجل تحفيزهم على العمل كما انها كانت تساعد كل مريض يحتاج لمساعدتها ولهذا اصبحت تحظى بحب الجميع وكان شعارها لهم ان هذا من خير المهندس يحيى ولا يريد منهم شىء سوى الدعاء له بالشفاء

 اما اخوته لا يزالون يقفون لها بالمكائد ويتصنعون اى مواقف ليمضونها على اى اوراق وهميه للتنازل عن ملكيتها ولكنه كانت دائمة الرفض على اوراق غير مفهومة حرصا على حق مدام صفاء 

 كما ان زياد لا زال يجرى اتصالاته لمعرفة مكان مدام صفاء حيث تاكدوا انها لم تمت كما انه كثرت زيارته لهنا لاجل الاطمئنان عى حالة صديقه ولمناقشة سير العمل معها واعطائها خبرته ونصائحه والاهم من اجل التقرب منها 

 كانت الاحاديث بينهم تطول وهذا كان يسعد يحيى الذى حتى الان لم يتكلم محاولا استكشاف ما يحدث حوله واستكشاف وجوه الناس التى لم يكن يظن بها اى سوء يوما حتى انه فى يوم سمع هنا وهى تسال زياد عن شهندة وهذا السؤال كان ينتظره من فتره لانه لم يجدها فخاف ان تكون اصيبت بمكروه ولكن ما سمع هنا تسال عنها الا وازدادت فرحته الداخليه ان حبيبة عمره لازالت على قيد الحياه ولكنه ما ان سمع رد زياد الا وصدم مما سمع

 زياد / للاسف نست يحيى وعاشت حياتها بالطول والعرض والغريب ان تصرفاتها الان عكس تصرفاتها سابقا فاصبحت كل يوم تقضيه مع رجل جديد حتى انا شخصيا راودتنى ان تقضى معى ايامها ولكن يومها صدمت فى حبيبة عمر صديقى ولكنى اعطيتها مبررها فهى كانت تعشقه ولما وجدته مات وتركها وحيده اصبحت تتصرف تصرفات غير محسوبه 

 هنا / للاسف خالفت نظرتى فيك فكنت اتوقع انك لن تحكم بالظاهر وتاخذ ببواطن الامور وان لك نظرة بعيدة مثل تلك التى رايتها فى يحيى 

 زياد حرك كتفيه بعدم فهم قصدها 

 هنا استطردت قائلة / شهندة لم تعشق صغيرى يوما فمن يعشق لا يتصرف تصرفات هوجائية ولا يرضى بديلا عن حبيبه ابدا ولكنها اصبحت تتصرف بطبيعتها ولكنها عندما كانت مع يحيى كانت تمثل الحب والبراءة وان كانت عشقته حقا لوجدته لم يمت ولكانت جلست تحت اقدامه فكان يكفيها وجود انفاسه بجوارها لتسندها وتقويها فهى ابدا ما عشقته فالقلب ان احب لان وان اعطى رضا ولذلك هى لم تلين لحاله لانها لم تعطيه حبها من الاساس

 يا عزيزى من يعشق يكتفى بمعشوقه ولن يرى فى الوجود غيره وقلب الاسد لم يمت على السنة الناس فكيف مات فى عينها قبل قلبها الم ترى انه لازال ينبض لما لم تكتفى به لما استبدلت غيره

 زياد نظر اليها نظرة ذات معنى غاص بها داخلها ليفهم معانى كلامها فقد خرجت منها الكلمات وكانها عاشقه عمن تتكلم عنه وكانها هى من اكتفت به عن الدنيا 

 زياد بتعجب بادرها بالسؤال لكى يرى ملامح وجهها ليتاكد من احساسه / اعشقتيه؟

 هنا توترت ملامحها وارتعد جسدها وتلعثم كلامها وهربت الحروف منها وحاولت ان تنطق ولم تعرف 

 زياد / اعشقتى ميت ؟ 

 هنا / يحيى ليس بميت 

 زياد / اعشقتيه؟

 هنا غيرت الموضوع من الاساس لكى تهرب من الرد لانها هى نفسها لا تعرف ما هو الرد 

من بين قلوب البشر اختارك قلبى حبيب

حبك ما كان على بالى لكنه قدر ونصيب

عينيك هى الدواء وحنانك هو الطيب

اصبحت اسيرة هواك وطيفك عنى ما بيغيب


 بينما كان يحيى بينهم يستمتع بالحوار وكان يتمنى ان يسمع ردها وليس لانه يحبها فهو لم يحبها ولكن اراد ان يفرق بين تلك التى قدم حياته وقلبه بين يديها ولم تكتفى به وبين تلك التى عشقته وهو ميت ولم تسمع منه حتى مجرد حرف واحد 

ايقنت ان خلف بعض الوجوه قناع

ولكل حنان قسوة

ولكل قلب طيب الف صدمة

..................

 فى الصباح بدات هنا تحاول ان تحمل يحيى من مكانه لتاخذه للحمام للاستحمام واخيرا نجحت بعد معاناه وكان هو مشفق عليها وحاول ان يخفف من حمله عليها ولكنه بدا يضطرب وهى تحتضنه وتجلسه على كرسى وشرعت فى تجريده من ملابسه فارتعد جسده خاصة انها ملاصقة له ولا ترتدى سوى شورت وتى شيرت بحمالات وتعقص شعرها الناعم اعلى راسها بلا مبالاه فزادها جمالا 

 شعرت هنا بارتعاد وقشعريره جسده فصرخت من الفرحة واخذت تقبله فهو الان فى تقدم كبير وان علمت انه يشعر بها وانه عاد للحياه وهى الان بين احضانه وهو عارى لصرخت خجلا ورهبة بدلا من صرختها فرحة به

 اخيرا انتهت من استحمامه ولبسته وطيبته وعادت تحمله مرة اخرى لسريره ولكنه كان يبتسم عليها وهو يسمع صوت نهجان انفاسها من ثقله عليها ولكن صدمته وهو يراها تبدل ملابسها بكل اريحية امامه كادت تجعله ينطق بها صارخا ... انا اراكى يا بلهاء واخيرا تمالك اعصابه وهدا من روعه نفسه ليكمل خطته 

 اخيرا فى المساء هنا جلست الى جواره واخذت تقرا له كتاب دينى وتشرح له ما تقراه كعادتها ثم استسلمت للنوم على صدره 

 اخيرا استيقظ هو وابتسم على تلك التى اصبحت نومتها المفضله على صدره ولكنه للوهلة الاولى وجد نفسه يمد يده ويملس على شعرها واقترب منها اكثر وتلذذ من رائحتها ووجد نفسه يربت عليها مشفقا عما عانته معه اليوم

 وظل ساهرا بجوارها حتى ان اذن الفجر ووجدها بدات تتململ فى نومها واستيقظت اخيرا وتوضأت وبدات تصلى وسمعها تدعو وتبتهل الى الله ان يشفيه ويعود لحياته من جديد فتعجب لتلك الفتاه التى ترعاه وتدعو له والادهى انها عشقته بدون اى امل فيه فهو بالنسبة لها ولغيرها مجرد ميت فمن اين اتت بتلك الثقة لتحبه 

هناك من يهديك الحب دون ان تهديه شيئا

وهناك من يهديك الالم بعد ان تهديه كل شىء

 عادت هنا ونامت بجواره مرة اخرى ولكنه هذه المرة ما ان شعر انها استغرقت فى نومها الا وضمها اكثر له فهو حقا بدا يشعر بانسها بجواره حتى وان لم يكن قد احبها بعد ثم طرات اليه فكرة فامسك بتليفونها وارسل رسالة الى صديقه زياد 

 اريد ان تحضر فى الثانية عشر ظهرا فى الفيلا لامر هام ...هنا

 ومسح الرساله وبدا يستسلم لنومه ليستعد لمواجهة القادم 

.........................

 ما ان ذهبت هنا للمستشفى الا وبدا يقوم من مكانه ولكنه وجد نفسه مرهون بالمحاليل المعلقه به فباستسلام حملها فى يده وبدا يخرج من غرفته يتجول فى البيت فكم اشتاق اليه ودخل غرفة والدته واحتضن صورتها وقد دمعت عيناه اشتياقا لها فاخذ يتخيل معاناتها معه طيلة فترة مرضه . اخذ يجول فى انحاء البيت ويتذكر مواقفه فيه ولكنه لم يجد ايا من الشغالين ولم يفهم السبب وفجاة رن جرس الفيلا وتوقع انه زياد جاء على حسب ما ارسل له الرسالة فوقف خلف الباب متوترا فاخيرا سيرى صديقه ويتمتع بحضنه الصادق فهو الشخص الوحيد الذى ظل على حاله من وفاءه له فحتى اخوته اكتشف انهم مجرد اقنعة واهية

 وما ان مد يده وفتح الباب الا وصرخ زياد من الصدمه ووقع مغشيا عليه 

 يحيى / لم اعرف ان قلبك اصبح رهيفا من يوم ان ابتعدت عنك يا صديقى واخذ يجذبه للداخل وهو يسحبه بيد واحدة لنا الاخرى مكبلة بالمحاليل ظل يسحبه لاقرب مكان ثم شرع فى افاقته برش قطرات المياه على وجهه

 اخيرا افاق زياد ولكنه بدا يزحف للخلف خوفا من يحيى الذى اعتقد انه جن 

 اخيرا ضحك يحيى ضحكته الرجوليه المميزة له فتوقف زياد عن الزحف وبدا ينصت له فوجد يحيى يشير له بالتقرب ويفتح له احضانه ويقول / لقد اشتقت اليك يا صديقى

 لم يستطع زياد ان يظل هكذا فاندفع لحضن صديقه اندفاعا واخذا يدوران وهما يحملان بعضهما البعض فتارة نجد ان يحيى هو من يحتضن زياد ويدور به وتارة نجد ان زياد هو من يحمل يحيى ويدور به ويردد قلب الاسد 

 اخيرا توقفا ووقفا وجها لوجه وقبل ان يسال زياد اجابه يحيى وقال / لقد عدت الى الحياة يا صديق عمرى

الفصل السابع


 زياد بشوق / لا اصدق نفسى فالان فقط شعرت انى حى ولست اله فمنذ ان فارقتنى وانا اصبحت مجرد اله عمل متحركة فكنت اداوى فقدانى لك بكثرة العمل والشقاء 

 يحيى باسف / انت فقدتنى فتعذبت وغيرك فقدنى فعاش من جديد حياة اكثر سعادة

 صدم زياد من كلامه فمن اين عرف ان هناك من فرح بموته 

 وبالطبع لم يخفى هذا على يحيى فقص عليه كل شىء منذ ان بدات حياته فى العودة 

 زياد وهو يضرب كفا على كف / كيف صبرت كل تلك الفترة دون ان تعلن عن استعادة حياتك للتمتع بها فان كنت انا مكانك لصرخت من اول وهلة

 ابتسم يحيى ابتسامة جامدة وقال/ اولا انا لم استعد حياتى هكذا فجاة ولكن وجدتنى ارى اشياء كانها وميض يظهر ويختفى وافيق تارة واغيب تارة وعندما استعدت وعيى كاملا كان لابد ان انتظر لافهم ما حولى فقد وجدتنى مع فتاه لا اعرفها وتنام بجوارى وتهتم بى ولا احد من اهلى موجود 

 زياد بصدمة / نعم تنام بجوارك ؟

 تلعثم يحيى فهو قد علم مدى مشاعره نحوها فقال / لا تنسى انها تعتبرنى ميت فكانت تنام جوارى وكانى هواء بجوارها 

 زياد بتاثر / ولكن يبدوا انها عشقتك 

 يحيى وهو يعلم حقيقة كلامه فقال وكان الموضوع لا يعنيه / انها بلهاء فكيف لها ان تعشق ميت وانت من تجرى النساء خلفك ترفضك 

 زياد باسف على حاله / ولكن قلوبنا وجوارحنا ليست بايدينا يا صديقى ولكنها كانت تشغل السيديهات الخاصة بك وراتك وانت فى كامل عنفوانك الصارم كما رات قمة رومانسيتك مع شهندة فعشقتك كما راتك 

 يحيى نافيا / عشقت خيال وقد تاكدت من هذا عندما وجدتها تتشبث بصدرى وهى نائمة وكانها تتخذ منى سندا لها وانا بجوارها ميت اليست ببلهاء اذن 

 زياد بتمعن / اكانت تتشبث بصدرك وتنام باحضانك وبدا يتخيلها 

 يحيى انت الاخر قد ارتفع غباؤك فلم تسمعنى وانا اقول كنت بجوارها ميت 

 زياد باسف / ولكن القطة اختارت ان تحتمى بالاسد حتى وان كان ميت يا صديقى فهذه غريزة 

 فجاة ابتسم يحيى عندما تذكرها وهى تتشبث به ثم الهى الكلام بالسؤال عن اخوته وشهندة 

 مرت حوالى ساعتين على الصديقين قص فيهم زياد كل شىء عن اخوته وافعالهم وطمعهم فيه وعن شهندة وظهور وجهها الحقيقى وكيف عاشت حياتها كان لم يكن له وجود فى حياتها من الاساس

 هنا تذكر يحيى هنا وقارن بينها وبين شهندة فكيف لهذه الغريبة عنه ان تعتنى به تمام الاعتناء وكانه حقا صغيرها وجزء لا يتجزء منها بل والادهى انها عشقته على الرغم انها تكاد تكون فاقدة الامل فيه ولم تضنى جهدا فى اى طريقة لاعادته لحياته وفى المقابل هو لم يعطيها اى شىء حتى وان كان اقل شىء وهو نطقه باسمها . اما الاخرى فقد اعطاها كل شىء ولم يبالى وقابلت هى هذا بكل جحود 

 لاحظ زياد شرود صديقه للحظات فعرف ما يدور فى خلده فقال له

 اوقاتا ياخذ منك ربك شىء انت متعلق به ليعلمك كيف تستغنى عنه وتظل غنى بالله وليس بما تشبثت به وفى حالتك هذه انار بصيرتك فجعل فى استطاعتك البعد عن شهندة تلك التى كنت تعتقدها ملاذك الاول والاخير

 ثم ابتسم بجانب فمه وذكر اسم هنا وقال هى لم تعشق مجهول هى عشقت يحيى التى راته بعينيها وسمعته باذنها من خلال الفيديوهات 

 تنبه يحيى لكلامه وقال / انا غير قادر حتى على مجرد التخيل فكيف لها ان تهتم بى وتعشقنى بدون امل 

 زياد باسف / هذا هو قمة التفانى فى الحب ...الحب بدون امل 

 ابتسم يحيى ابتسامة صافيه وهو سارح بعينيه يتذكر شكلها وتلقائيتها فى التعامل معه 

 زياد / المهم الان ماذا الذى تنوى فعله 

 يحيى بلا مبالاه / ساستمر فى هذه التمثيلية 

 زياد وهو محدق بعينيه / ماذا قولت ااحببت ان تظل طيلة حياتك ميت 

 يحيى / لقد اخطات التعبير يا صديقى فليس قلب الاسد الذى يتمنى ان يعيش ميت كما لو كان نعامة تدفن راسها ولكن ساستمر على هذا الوضع حتى ارى وجوه جميع من حولى على حقيقتهم وساعيد ترتيب افكارى ولكنى ساسير فى عدة اتجاهات مختلفة لاعود لحياتى بكامل قوتى او اكثر 

 زياد اوما براسه بمعنى عدم فهمه لما يفكر فيه يحيى 

 يحيى موضحا كلامه اكثر فقال / اولا مهد نفسك لان اعتمادى كليا سيكون عليك فساتصرف بعقلى ولكن بذراعك ولسانك انت 

 واشار الى تلك القارورات والمحاليل التى تكبل يده وتعيقه عن الحركة وقال / اولا اريد ان اتخلى عن تلك المعوقات وذلك لن يتسنى الا اذا اشعرنا هنا باننى بدات فى تحريك فمى واستطيع البلع فانا اريد ان اتجول فى المنزل وخارجه وافكر بحريه

 صدم زياد من كلامه وقال / تتجول خارج المنزل ؟

 يحيى وهو يبتسم / نعم الم اقل ساحاول استعيد حياتى من جديد ولكن بكامل قوتى ؟

 زياد / اصبحت تتكلم بالالغاز وانا لا افهمك 

 يحيى / لا عليك ستفهم كل شىء فى وقته المهم الان ثلاث اشياء الاول كما قولت لك اريد نزع هذه المحاليل وثانيا ساحاول الخروج متخفيا للذهاب لاى مركز رياضى لاستعادة لياقتى البدنية وتحريك اعضاء جسدى التى ماتت اثناء غيبوبتى اما الشى الثالث والاهم فى كل شىء هو معرفة مكان والدتى فمادامت لم تدرك ضمن المتوفين فلابد ان اعرف ما حدث لها وهذا سيكون شغلك الشاغل وساقول لك على كل ما ستقوم به المهم ان اجدها فلن استعيد نفسى الا برجوعها هى اولا والا فلا فائدة منى ان كنت غير قادر على البحث عنها و حمايتها ثم دمعت عيناه وقال كم اشتقت لحضنها واخذ يتذكر كلماتها بالدعاء اثناء غيبوبته 

 زياد / هل حقا كنت تسمعها 

 يحيى / نعم ولكن لا اذكر الا بعض الكلمات والحروف وتمر على كانها ومضات او كانه حلم مبهم ولكنى اتذكر اننى كنت اسمع منها بعض الاشياء 

 زياد / اذن فهنا كانت محقه فى كلامها

 يحيى / اى كلام 

 زياد / لقد قالت ان جزء من علاجك يعود لكوننا نتحدث جوارك كثيرا فعقلك قد يخزن بعض الكلمات والمواقف 

 هز يحي كتفيه تعبيرا على انه يجوز

 اتفقا سويا على ما سيفعلانه فى الايام القادمة وغادره زياد وعاد يحيى لرقدته فى الفراش فى انتظار عودة هنا 

......................

 اخيرا عادت هنا وبوجهها البشوش اقتربت منه وقبلته من جبهته كالعادة وقالت / كيف حالك يا صغيرى واعتذرلك لقد تاخرت عليك قليلا بسبب المواصلات ثم شرعت بوضع طعامه فى المحاليل واعطاءه دواءه وبعدها بدلت ملابسها ورقدت جواره وبدات فى تشغيل الفيديوهات وكانها اصبحت تشغلها لنفسها وليس له فاصبحت هى المتشوقة بدون كلل او ملل من رؤيته وفى كل مشهد تراه مع شهنده كانت تبتسم وتتخيل نفسها مكانها وكانت بين الحين والاخر تنظر له وتتمعن فى ملامحه وتقول / كم اتمنى ان اكون ملك لك واكتفى بك فانت خير رجل يشعر المراة بانوثتها ثم امسكت بورقة وقلم وبدات تخرج مشاعرها المكنونة فى عبرات مبعثره على ورقات اجندتها ولم تعلم ان هناك من يسمعها ويراقبها ويتمنى ان يقرا ما تكتبه


انا حلمت بيك من قبل حتى ما اشوفك فى عينى صبر

السنين عوض حياتى عن العذاب والانين

لقيتك دعوة حلوة قولت عليها فى يوم امين


 ثم وجدها فجاة تبكى ولم يعرف سبب بكاها ولكنه سمعها وهى تهاتف زميلتها منى / منى ارجوك اريد ان اراكى الان 

 بعد حوالى ساعة كانت هنا تجلس بصحبة منى معه فى الحجرة 

 منى / قلت لكى اصرفى على نفسك من اموال ذاك الميت وعليكى ان تتاكدى انه لن يعود ثانية ويجوز ان من الله عليكى بهذا المال لمعرفته بحالك فهو الادرى بحالك وحاجتك 

 هنا بدموع / قلت لكى ابحثى معى عن اى سبيل اخر سوى الاعتداء على مال يحيى 

 منى / هذا ليس اعتداء فيكفى انكى تراعيه وكانك امه بدون مقابل 

 هنا / بل عليكى ان تقترحى على حل اى حل لاعود للرعاية فقد نقلنى منها مرة اخر الدكتور حسام واصبح كلا من الدكتور امجدوالدكتور مروان لا يستطيعون الوقوف امام بطشه فهو فى الاول والاخر صاحب المستشفى والادهى انه يزيد من بؤسى ويوخر مرتبى لتاكده انى فى امس الحاجة له وامى لا تكف الاتصال بى وطلب المال 

 منى متاففة / وكيف لامك الا تشعر بحالك فهل لها ولو مرة ان تنهر زوجها هذا عما يفعله وتطلب منه هو ان يتحمل مسئوليه اولاده بدلا منكى

 هنا باسف / امى مغلوبة على امرها فهى تتحمل كل شىء فى سبيل تعليم اخوتى وانا لم اغضب منها انها تتكىء على فانا مهما كنت ابنتها وهى ضحت من اجلى ايضا ولكن ما يؤلمنى هو عجزى عن اسعافها بالاموال 

 منى / اراكى بائسه على حال اخوتك اكثر من ابيهم فهذا لا يعتبر رجل بل شبه رجل 

 رن هاتف هنا فوجدته زياد فردت عليه وهى تحاول ان تخفى نبرات حزنها مما جعل ذاك الميت المراقب لها يتعجب من تعففها لهذا الحد وما ان اغلقت معه الا وقالت لمنى ان زياد فى طريقه ولم تكمل كلامها الا وجدت هاتفها يعلن عن مكالمة جديدة ولكن هذه المرة من والدتها 

 ردت هنا بحزن وبعد محادثة لم تكمل الدقيقة انهتها بانه غدا ستوفر لها المال وادعت ان سبب تاخيرها هو غياب موظف الخزينه حتى لا تقلق عليها 

 اما يحيى فتعجب على تلك التى تتحمل فوق طاقتها فبدلا ان تنهر امها على زوجها اخفت بؤسها حتى لا تقلقها وادعت انها ستوفرالمال فى الغد 

 بدا يحيى يكون افكار ومعتقدات عن هؤلاء الفقراء المتعففين وعن اصحاب الامانة الذين لا تغيرهم الاموال ولا تغير مبادئهم وشكر الله ان حياته كانت امانه بين تلك الجميلة وهنا وقف عقله عند كلمه جميله واخذ يفكر بها فقد اصبحت تستحوذ على تفكير قلب الاسد 

 اخيرا رحلت منى ووصل زياد فارتدت اسدالها بسرعة ورحبت به فى حجرة يحيى كالعادة 

 استاذنت هنا منه لتحضر له عصير ففوجئت به يجذبها من يدها فكاد قلبها ان يتوقف من الخضة فوجدته يبتسم ويقول / الازلتى تتخذين من ذاك الميت سندا لكى وتعتقدين انه يحميكى منى

 توترت هنا قبل ان تجيبه وقالت / اعتقد ان الاسد يظل اسد حتى وان كان ميت وانا لن اخشى على نفسى ابدا ما دمت داخل عرينه 

 زياد ابتسم لها ولكن ابتسامته كانت على صديقه الذى يعلم انه يسمعهما ويعرف ما يدور فى خلده فهو قد اراد ان يثبت له انها تحبه وتعتمد عليه حتى وهو ميت ثم قال بخبث / ولكن هو بالفعل ميت ومن يمنعنى عنكى هى اخلاقى وليس لانكى فى عرينه فحمايته لكى حماية واهية والان اريد منكى رد على طلبى 

 هنا بسرعة / مرفوض ثم اكملت بتوتر فهى لم تقصد ان تجيبه بهذه الفظاظة ولكن تصرفه حكم عليها الرد بتلك الطريقة اسفة يا استاذ زياد ولكنى لم اجد فيك سوى اخ كريم وسند اخر 

 زياد باسف / سند اخر بعد قلب الاسد صحيح ؟

 اومات هنا براسها بمعنى نعم فترك يدها وهو حزين على حاله ولكنه مبسوط لاجل صديقه

 وما ان رحلت عنهما الا وهمس ليحيى / ارحمها وكن لها سند حقيقى فاراها بائسة ولا اعرف السبب 

 يحيى بهمس هو الاخر / لا تقلق سيكون هذا قريبا جدا ولكن ابدا الان فى تنفيذ خطتنا 

 صاح زياد فجاة ففزعت هنا ووقع كاس العصير من يدها وجاءت راكضة خوفا من ان يكون اصاب يحيى مكروه 

 وما ان وجدته مكانه الا وحمدت الله وسالت بتوتر ما سبب صياح زياد 

 زياد ممثلا الفرحة / لقد وجدت الاسد يحرك جسده وفمه ولقد تثائب 

 حدقت هنا لزياد بدهشة ثم الى يحيى ولم تنطق بحرف فاعاد زياد عليها ما قاله ولم يكمل كلامه الا وبدا يحيى يحرك فمه وهو يمثل انها حركة لا ارادية وانه لا يزال فى غيبوبته ولكن الصياح هذه المرة كان من نصيب هنا فصاحت من فرحتها وقفزت بجوار يحيى على السرير واخذت تقبل راسه وجبينه ودمعت عيناها من فرط فرحتها 

 زياد مدعيا عدم الفهم سالها / وهل لهذا معنى 

 هنا وهى تضحك بصوت / نعم لقد تحرك جسده كله وحرك عضلات فمه اذن فهو قادر على البلع فسوف يتخلى عن تلك المحاليل . من الان ساطعمه بيدى . ساطعم صغيرى بيدى . اااه يا لها من فرحة كنت اتمناها 

 لم تخفى فرحتها على يحيى الذى سعد بنفسه لاجلها فكم كانت صادقة فى مشاعرها ثم قفزت مرة اخرى من جواره وركضت لاجل تحضير طعام بسيط له 

 زياد بهمس ليحيى / اخشى عليها من شدة فرحتها بك فارحمها وقلل فترة بقاءك هكذا 

 ابتسم يحيى عليها وقال البلهاء تعتبرنى صغيرها وهى لم تعلم انها من الان اصبحت هى صغيرتى وخاصتى وما يخص الاسد يحرم على الجميع يا صديقى 

 وكزه زياد فى كتفه وقال / اراك وقعت فى حبها 

 يحيى هامسا / وهل هناك من لا يعشق تلك القطة 

 هنا اعلن قلب الاسد ان هنا اصبحت صغيرته بل وخاصته

...............

 مر يومان وهنا فى قمه سعادتها وهى تطعم يحيى بيدها بينما يحيى تلذذ من طعامها واشتهاه وبدا يعشق قربها منه 

 فى الليل هنا كعادتها نامت بجواره بكل براءة وتلقائية ولكنه انتظر ان استغرقت فى نومها وبدا يلتفت اليها ويتمعن فى ملامحها واخذ يسال نفسه كيف لها ان تعشقه وهو ميت فكيف لها ان تضع قلبها بين احضان ميت والعجب انها فى غاية الانبساط وكانها تعلم انه يحبها ومد يده وامسك اجندتها وبدا يقرا ما تكتبه وهو مبتسم على حروفها الراقيه فى وصفها له ثم وضعها مكانها ونام بجوارها ولكنه جذبها لصدره دون ان تشعر به فاصبحت نائمه على صدره 

كن لى نبضا يحينى

كن لى فرحا يملا سنينى

كن لهفا وشوقا وكل نوبات حنينى

كن همسا اداوى به وجدى

كن كاسا يسقينى عشقا


الفصل الثامن 


 تكررت زيارات زياد ليحيى بحجة الاطمئنان عليه ولكنه فى الحقيقة لاخذ التعليمات منه عما سيفعلونه 

 هنا تركته مع يحيى وقامت تجهز طعامه بينما زياد همس له قائلا / هناك اخبار مفرحة عن والدتك فهى اصيبت فى حادثة ومصابه فى مستشفى ... بالسعودية ولكن المؤسف ان السفارة قد ابلغت اشقائك وتحججوا بمشغولياتهم ولم يسافر لها احد ثم تنهد بحزن وقال وامتنعوا عن دفع اى مصاريف لعلاجها 

 تعصب يحيى جدا وكاد صوته ان يخرج فقال كيف جراوا على هذا انسوا انها والدتى ايعقل ان والدة يحيى تعالج على نفقة الدوله 

 زياد مهدأً له واخذ يربت على كتفه ويقول / لا تقلق وسافعل كل ما تريده فالمهم الان انها على قيد الحياه وهذا نحمد الله عليه اولا ثم نفكر فيما يجب علينا فعله 

 يحيى / هذا لا يحتاج الى تفكير اذهب لها واتى بها لاكبر مستشفى فى مصر وان كانت فى حاجة للسفر للخارج فاؤمر بذلك على الفور 

 زياد / وماذا سنقول لها عنك فان عرفت سيفتضح امرك امام اشقاءك 

 عاد يحيى للتفكير مرة اخرى وقال / افعل كل شىء وكانك صاحب التصرف ثم اكمل قائلا ومن الغد سابدا فى الخروج لاقرب مركز رياضى كما سابدا فى استعادة نشاطى وساذهب الى اكبر دكتور لاثبت رجوعى للحياة واخذ تقرير بهذا وعليك ان توفر لى سيارة وسترافقنى بالطبع 

 زياد بعدم فهم / وهل رجوعك للحياة يحتاج الى تقرير 

 يحيى / ايها الابلة انا فى نظر القانون عديم الاهليه واشقائى اخذوا حكم بذلك وبناء عليه يتصرفون فى اموالى وانا ان ظهرت هكذا بدون تقرير لن استطيع ادارة اموالى او اخذ اى حكم محكمة بابطال اى تصرفات قانوية فى اموالى 

 زياد / ولكن هنا فى استطاعتها اعطاءك هذا التقرير بسهولة 

 يحيى بعصبية / الم اقل لك انك ابله انا لا اريدها ان تعرف شىء اريدها فقط ان تتصرف على طبيعتها لاجل الخطوات القادمة 

 كادوا ان يكملوا ولكنهم سمعوا خطوات هنا فعادوا كما كانوا 

 ابلغها زياد عن موقف مدام صفاء وعن حالتها واخبرها انه سيسافر لها وان كانت حالتها تسمح فسوف يعود بها 

 هنا بفرحة / حمدا لله خيرا ستكتمل فرحتى فستعود لى امى وصغيرى فى تقدم يا لها من فرحة زياد بتعجب / الهذا الحد ارتبطى بتلك العائلة 

 هنا بتاكيد / وكيف لا ارتبط بمن فتحت لى بابها واخذتنى فى حضنها وامنتنى على اموالها 

 زياد / عندى اقتراح بالنسبة ليحيى 

 هنا بتساؤل / اى اقتراح 

 زياد / ارى ان تاخذيه الى المصنع فقد يساعدك هذا فى علاجه 

 هنا بعد تفكير / معك حق ساخذه معى 

 زياد / ويجوز ايضا ان تذهبى به للنادى فقد يحسن استنشاقه للهواء النقى من حالته 

...................

 فى المساء اخذت هنا تهندم من يحيى استعدادا للذهاب صباحا لمصنعه وقامت بحلق لحيته وطيبته بينما هو مستمتع جدا بلمسات يديها وكاد ان يفتضح امره عندما كان يهيم من لمساتها 

 وفى الصباح جاء اليوم الموعود وذهبت هنا به على كرسى متحرك لمصنعه وما كادوا يصلون الا وانقبض قلبه فاخيرا بعد طول غياب يقف الان امام صرحه الذى عمل على ازدهاره يوما بعد يوم . اخيرا عاد اليه بعد وفاته وما ان دخلت به بوابة المصنع الا والتف حوله العمال مهللين وداعين له بالشفاء واخذ يسمع دعواتهم له وفرحتهم به كما سمع بكائهم على حاله وهم يرونه هكذا فبعد ان كانت خطواته تهز اركان المكان اصبح بينهم ميت فى شكل حى على كرسى متحرك ومع كل هذا غمرته سعادة ما بعدها سعادة وكان يود ان قام فى تلك اللحظة واحتضن كل عامل من عماله كما سمعهم وهم يهتفون بهنا ويدعون لها ويقولون له انها قامت بفعل الكثير من الخير معهم لاجل فقط الدعاء له فزاد شعوره بالتملك من تلك القطة الصغيرة 

 بينما كان اشقاءه يقفون فى مكاتبهم يراقبون الموقف من نوافذ مكاتبهم فى صمت فكلا منهم سرت بجسده قشعريرة من وجود الاسد بين ارجاء مصنعه فبالرغم انه شبه ميت ولا يدرى بمن حوله الا انه استطاع ان يجمع العمال حوله فكانوا يخشونه حتى وهو فى موقفه ذاك وتمنوا لو هربوا الى جحورهم اهون عليهم من مقابلته 

 اخيرا يحيى فى مكتبه وسمعت هنا صوت طرقات عالباب فامرت الطارق بالدخول فلم يكن الا هم وما ان دخلوا الا وبدات تنتابهم الرجفه من وجوده واخذوا يحدقون فيه وكانهم لاول مرة يرونه وسالها ابراهيم ما سبب مجيئها به 

 هنا وهى تظهر اللامبالاه / هذا جزء من علاجه فعقله يخزن مايسمعه وهذا يساعده جدا خاصة ان حالته فى تقدم 

 ارتجف هشام فور سماه لتلك الكلمة وسالها / مذا قلتى ؟ اقلتى ان حالته تتماثل للشفاء 

 هنا وهى لا تعلم ما يخفونه / نعم فهناك تقدم مذهل نحو شفاءه وهذا بفضل طريقتى الجديدة فى العلاج معه 

 توتر الثلاثة ولم يحاول اى منهم النطق بشفا كلمة وساد صمت للحظات كان فيها يحيى الاخ يراقبهم بصمت وكاد يسمع خفقات قلوبهم 

 هنا قطعت لحظات الصمت بان طلبت كشف حسابات المشتريات والصادرات واوامر التوريد وكشف الميزانية والانتاج 

 تلعثم هشام من طلبها ذاك ومدى دقتها فى تلك الجزئيات فى هذا اليوم فانتقلت نظراته بتلقائية لقلب الاسد لشعوره انه وراء ذلك الطلب 

 ولم تخلف توقعاتهم فقد كان هو حقا صاحب هذا الاقتراح ولكن ابلغه لهنا على لسان زياد وكانه اراد ان يساعدها فى مراجعة الحسابات 

 حاولوا التملص منها ولكنها طلبت مكتب الحسابات امامهم وامرتهم بتلك الدفاتر 

.........

 عادت به هنا للبيت ونامت هى بينما ظل يحيى مترقبا لها وما ان استغرقت فى نومها الا واخذ الملفات وبدا يراجعها واخذ طوال ليلته مصدوم بكم المخالفات والسرقات وعندما انهكه التعب نظر لتلك النائمة بجواره الملاك فابتسم عليها ووضع الملفات مكانها وممد جوارها واخذ يتحس خصلات شعرها ويلامس بانفه وفمه وجهها واخذ يدفن وجهه بين خصلات شعرها بهدوء خشية ان تستيقظ ويفتضح امره ولكنه كان يود ان يحتضنها فشعربالشوق اليها يجتاحه ووجد قلبه ينطق بحروف اسمها فضمها اكثر لصدرة وقال هامسا فى اذنها لقد اسرتينى ووقعت فى حبك بل عشقتك وما دمت عشقتك فساجعلك اميرتى ثم ابتسم لها واستغرق فى نومه فقد اصبح معتاد على النوم وهى على صدره


لاجلك انتى ساكون لكى وحدك

واول حبى ان جعلت عينى عن البشر عمياء

سارتدى لكى كل الالوان واسمعك اعذب الالحان

تاكدى انكى معى ستنسى من تكونى

ساشعرك بانك فى عالم من الجنون


 استيقظت هنا وكلماته ترن فى اذانها وكانها كانت تحلم به يحادثها ولم تعلم انه كان يحادثها حقا فلو علمت لربما لم يسعها الكون كله ثم نظرت له وابتسمت وقامت من على صدره وهى لا تعلم انه هو من انامها هكذا ثم اخذت تحادثه عما سيفعلونه بيومهم وبعدها قامت وصلت وسمعها هو كعادتها هو اول من تدعوا له وما ان انهت صلاتها الا وبدات تجهزه وتجهز معه للخروج للنادى 

 وما ان وصلوا للنادى الا وقالت له / اليوم ستستمتع بالشمس يا صغيرى واخذت تبتسم لها وتطعمه وهو جالس على كرسيه المتحرك ولم تعلم انه كان شارد بذهنه يترقب المكان ويتذكر جولاته ومرحه مع شهنده وقد تبدلت ملامحه قليلا للغضب حاول الا يظهر ذلك ولكنها مشاعر ليس بيده اخفاءها وفجاة شعرت هنا برعشة يده فاستغربت ولكنها سرعان ما بدات تنتبه لذاك الصوت الانثوى الاتى من خلفها 

 شهندة بصدمة / يحيى ؟

 رمقها يحيى بنظرة حادة تحمل لها كل الغل والحقد فتوترت هى منها وارتعدت منه خوفا ورددت مرة اخرى يحيى ؟ 

 هنا نظرت لها هنا بتساؤل / هل تعرفينه ولكنها تذكرتها بسرعه فهذه هى اميرته التى كانت تراها معه فى الفيديوهات وشعرت بغيره تجتاحها فهى لا تعنى شيئا يذكر بجوارانوثتها الطاغية

 شهندة وهى متوترة ولا يزال بصرها معلق على يحيى ولم تلتفت لهنا ولكنها ردت بحروف متلعثمة/ انا شهندة 

 اخذت تنظر لها وتتفحصها فقد كانت حقا تحمل فى جسدها كل معانى الانوثة الخارقة من جمال وشياكة وشعر متطاير يخطف القلوب وجسد ممشوق يغرى اى رجل فقارنتها بسرعة بنفسها وبحزن حدثت نفسها كيف توهمت ان يحيى قد ينظر اليها يوما فشتان بينها وبين تلك التى تحمل كل معانى الانوثة اما هى فقد اخذ منها الزمان كل جميل ولم يترك لها الا كل شقاء وحزن وبصوت مخنوق قالت / لما لم تزورينه من قبل 

 شهندة ولا زالت على نفس وضعيتها من التحديق فى يحيى كنت مشغوله

 هنا / كنتى مشغوله عن خطيبك 

 هنا نظرت لها شهندة وقالت / هل فاق من غيبوبته ؟

 هنا / ليس بعد ولكنه يتماثل للشفاء 

 جلست شهندة وهى مجبرة وسالت بقلق/ ولكنى اراه يحدق بى وكانه يشعر بى فانا ادرى الناس بنظراته وقت غضبه 

 هنا بضيق من كلامها ولا تعلم سببه / هو لا يزال فى غيبوبته فكيف ينظر لكى نظرة غضب ولكنه يشعر بكلامنا وعقله يخزن مقتطفات من هذا 

 انفرجت اسارير شهنده وابتعدت بنظرها عنه فاعادت هنا عليها لسؤال لما لم تزورينه من قبل ؟

 هنا اطلقت شهندة ضحكة عالية وهى ترفع طفل صغير وتجلسه على الكرسى المجاور واخذت تمسح على شعره تحت عيون هنا المتسائلة وقالت / ومن انتى لتعرفى ان كنت ازوره ام لا 

 قصت عليها هنا حكايتها معه وطريقة علاجها واختفاء مدام صفاء 

 شهندة / انا لم ازره لعدة اسباب اولا انا لا اعرف ابدا ان استغنى عن حضن رجل وبمجرد بعده عنى احتجت لحضن غيره فهذا اول سبب ببساطه اما السبب الثانى ..

 قاطعتها هنا وهى متعجبة لجراتها وقالت / ان كنتى عشقتيه لاكتفيتى به فمن تعشق تكتفى وقلب الاسد يكفى اى انثى 

 اطلقت شهندة ضكة واستطردت قائلة بكل غرور / بل انا من يكتفى بى اى رجل 

 كادت هنا ان تتكلم وتستهزىء من غرورها ولكن شهندة اكملت قائلة اما السبب الثانى فى بعدى عن يحيى هو خوفى على نفسى وعلى ابنى 

 نظرت هنا للطفل البالغ من العمر عاما ونصف ويلاعب نفسه بالتصفيق بيديه وقالت مستفهمة ابنك هذا ؟

 شهندة / نعم ابنى وابن قلب الاسد 

 هنا ارتعدت اطراف يحيى من الصدمة ولم تقل صدمة هنا عنه فقد ارتجف قلبها وقالت بصوت متقطع وهى تبتلع ريقها / ولكن على حسب ما سمعت من مدام صفاء انكى كنتى خطيبته فقط

 شهندة بكل غرور / هذا فى الظاهر فقط ولكنى بينى وبين يحيى كنا زوجين وكان بيننا كل ما يكون بين اى زوج وزوجة ومن الطبيعى ان يكون بيننا اطفال ثم ابتسمت وقالت الم اقل لكى انا من يكتفى بى اى رجل 

 هنا نظرت هنا ليحيى نظرة عتاب وحزن وكانه حى امامها وما لا تعلمه انه فهم نظرتها وكان بوده ان يعتذر لها ويقول كل هذا قبل ان يراها والان هو يكتفى بها هى ولكنه لم يستطع ولكنه كاد ان يتقطع الما لاجل خزلانها فيه 

 وفى ذات الوقت اخذ يختلس النظرات لذلك الطفل القطعه منه واراد لو يضمه ولكن المسافات على الرغم من قصرها اصبحت اميالا واصبح لا ياتمن شهندة عليه 

 لم يختلف الوضع عند هنا فقد اخذت تحدق فى الطفل فقد كان نسخة طبق الاصل من ابيه

 هنا / ولكنى الى الان لم افهم معنى بعدك وما سبب خوفك على نفسك وعلى ولدك ؟

 شهندة / خفت ان علم اشقاؤه بحملى يقتلوننى فهم يقتلون اى شخص يظهر امامهم ويكون له نصيب فى شىء فما بالك بان كان ولده وكل شىء سيؤول له

 هنا / كان بمقدورك ان تحتمى بمدام صفاء خالتك فهى قادرة على حمايتك منهم

 شهندة / خالتى لم تفلح فى حماية نفسها فهم من كانوا خلف الحادثة التى حدثت لها وهى فى طريقها للمطار وانا لن اتخلى عن هذه الثروة بسهوله فكان لابد ان اختفى من امامهم ولا اشيع خبر طفلى يوسف الا عند موت يحيى 

 انقبض قلب يحيى مرة اخرى فور سماعه للصدمة الجديدة فاليوم كله مشحون بالصدمات فاخوته كادوا يتسببون فى قتل امه وشهندة كل ما يهمها ثروته


لا شىء يجرح القلب كصوت انكسار كرامته عندما يتعرض للخيانة

ولا شىء يغير انسان كارتطامه بحقيقة بشعة لم تخطر يوما فى باله كخذلان من جعلهم دوما فوق الشبهات

ولا شىء يهين حبيب كطعنات فى الظهر يتلقاها ممن احبه يوما

ولا شىء يسرق عمر كانغماس سنواتنا فى حكايات صدقناها وانتهت باكبر كدبه


 خافت هنا على نفسها فهى اذن معرضة للقتل بسبب ما كتبته مدام صفاء لها 

 اراد يحيى الرحيل من امام تلك الخائنه ولكن ليس بوسعه اى كلام ولكنه تفاجا بتلك التى مدت يدها وحملت صغيره واخذت تقبله 

 شهندة / هل لى ان اتركه معكى قليلا فلدى مباراه تنس وهو يقيدنى 

 تعجبت هنا لطلبها ولكنها وافقت بكل امتنان 

 رحلت شهندة بينما جلست هنا تلاعب يوسف وتقبله وتطعمه بيدها فاحبها الصغير واخذ يلعب معها حتى نام بين يديها فاحتضنته واخذت تنظر ليحيى نظرة عتاب على افعاله 

 طال الوقت عليها ولم تعد شهندة ولم تعرف لها رقم هاتف واخيرا اخذت الطفل ورحلت به وعندما تعثرت بحمله ودفع يحيى بكرسيه وضعت الصغير على ساقى يحيى ودفعتهم الاثنين معا وللوهلة الاولى انقبض قلب يحيى عند لمسه لطفله وكاد يطير فرحا به وقلبه يرقص طربا مع دقات قلب صغيره فتحركت فيه غريزة الابوة ولكنه ظل عاجزا عن التعبير عنها ولكنه ردد اسمه بداخله (يوسف يحيى )

 اخيرا وصلت هنا بكلا الاثنين الاب وابنه وما ان وصلت الا وانفجرت باكية على حالها ولم تجد امامها الا ان تتصل بصديقتها الوحيدة منى 

 منى وهى مفزوعه على بكاء صديقتها / ساتى لكى فورا

يتبع 

بداية الرواية من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺





تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close