expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية دوائي الضرير الفصل 46-47-48-49 والأخير حصريه وجديده

 رواية دوائي الضرير الفصل 46-47-48-49 والأخير حصريه وجديده 

رواية دوائي الضرير الفصل 46-47-48-49 والأخير حصريه وجديده 

عاد عاصم الى منزله و وجد سارة تنتظره على أحر من الجمر للإطمئنان على هدى و مولودها.. و ما أن رأته حتى ركضت نحوه في تلهف..

سارة: عاصم.. اخيراً جيت.. طمني هدى عاملة ايه؟
[[system-code:ad:autoads]]عاصم(و هو يجلس بتعب): اديني فرصة بس اخد نفسي الأول.
سارة(جلست بجواره بلهفة): يا عاصم بطل رخامة بقى و قولي.. هدى عاملة ايه و النونو عامل ايه؟
عاصم(نظر لها و ابتسم بحب): هدى كويسة و النونو زي الفل.
سارة: بجد؟؟ طيب وريهوني بسرعة.. اوعي تكون ماصورتهوليش زي ما قولتلك هازعل منك بجد.
[[system-code:ad:autoads]]عاصم(و هو يخرج هاتفه من جيب بنطاله): لا يا ستي مانسيتش.. اتفضلي شوفي البيه.

أخذت منه الهاتف و إعتدلت و جلست بهدوء تتأمل ذلك الطفل الجميل و وجهه الهادئ البرئ.. لم تستطع كبح دموعها الفرحة الذي لاحظها عاصم فوضع ذراعه حول كتفيها و ربت على ساقها بالأخرى دون حديث..

[[system-code:ad:autoads]]

سارة: شكله حلو اوي يا عاصم.. جميل اوي.

لم يتحدث أيضاً بل تركها تستمتع بصورة إبن شقيقها.. و لكنها باغتته بسؤالها...

سارة: كان حلو كدة يا عاصم.. كان شبهه كدة؟

علم عاصم انها كانت تقصد إبنهما ياسين الذي لم تراه قط.. فأجابها بحب..

عاصم(هز رأسه إيجاباً بأسى): ايوة يا قلبي.. كان حلو و جميل.

ثم إحتضنها و إستندت برأسها على كتفه و لم تترك الهاتف و لم تغير الصورة.. و ظلت تتأمله طويلاً...

==============================

أما هدى...
فقد قضت ليلتها بالمشفى حسب أوامر الطبيب و قد تحدد موعد خروجها و كان بصحبتها زوجها و والدتها فقط.. و لم يصحبهما عاصم حسب طلب هدى..
خرجوا معاً من المشفى و إنطلق آسر بسيارته حتى نطقت هدى قبل ان يبتعد كثيراً..

هدى: آسر انت رايح فين؟
آسر: على البيت يا قلبي.
هدى: لا اطلع على الفيلا عند عاصم.
هنية: ليه يا بتي و ده وجت زيارات ده.. دة انتي نفسة و محتاچة ترتاحي.
هدى: و هاروح ارتاح عند اخويا يا ماما.. واحد يعني في بيتها.. ولا بيته مش هايساعني يعني...
آسر(بلهجة صعيدية ركيكة): ناوية على إيه يا بت المنياوية.
هدى: هاشوف شغلي مع اختك اللي عاملالي فيها مقموصة دي.
آسر(مقبلاً يدها): حبيب قلبي العسل دة يا ناس.
هدى: قلبي انت... بس سوق بالراحة احسن انا تعبانة لسة.
آسر: عيوني انا.

و بالفعل إنطلقوا معاً نحو منزل عاصم حتى تزيل هدى سوء الفهم الذي حدث.
كانت سارة تتناول طعام الفطور بصحبة عاصم بالحديقة الخلفية..

عاصم: ها يا قلبي تاخدي إيه.. دة البت فاطمة عاملالنا شوية فطار انما إيه قمر زي حبيبي انا..
سارة: اي حاجة يا حبيبي.. ممكن جبنة.
عاصم(و هو يضع لها قطع الجبن في طبقها): احلى حتة جبنة لأحلى سارة في الدنيا.. و لانشون كمان.. و حتى اومليت و...
سارة(مقاطعة): إيه يا عاصم.. حيلك حيلك.. إيه يا حبيبي كل دة.. انا قولتلك حتة جبنة بس..
عاصم: و من عندي لانشوناية و اومليتاية.. ياللا انشالله ماحد حوش.
سارة(ضحكت بهدوء): ربنا يخليك للغلابة.
عاصم(بغرور مصطنع): ميرسي ميرسي.. ياللا نفطر بقى عشان نلحق نروح نشوف الواد زياد حبيب خاله دة.
سارة(بحرج): عاصم.. هو.. هو انت متأكد ان وجودي هناك دلوقتي مش هايضايق حد؟
عاصم(و هو يمضغ طعامه): يضايق مين بس يا روح قلبي.. هايضايق اخوكي ولا باباكي و مامتك.. ولا هدى اللي انتي عارفة هي بتعتبرك اكتر من أختها لو كان عندها اخت.. ولا امي انا اللي انتي متأكدة هي بتحبك قد ايه؟

امسك يدها و قبلها و لم يفلتها و قال بتأكيد و طمأنة..

عاصم: سارة.. صدقيني يا حبيبتي.. زي ما انا قولتلك ان كل اللي سمعتيه دة كان مجرد سوء فهم مش اكتر.. كانو بيتكلمو على واحدة تانية بجد.. وحياتك عندي.
سارة: ياريت يا عاصم بجد.
عاصم: صدقيني يا سارة كلهم بيحبوكي و مش ممكن يفكرو فيكي كدة ابدا ابدا.. و بعدين ما انا قولتلك على اللي حصل.. مجرد سوء فهم..
و بعدين ما انتي معذورة برضه.. ما انتي ماتعرفيش سهام دي.. سهام دي انا كنت مسميها سهام ام عيون زي السهام.. لو رشقت في حاجة يبقى ياللا السلامة.
(نظر لعينيها بحب) و بعدين يعني بقى القمر دة يحسد.. بقى العيون العسلي اللي تجنن دي تحسد ابن اخوها برضه.
سارة(بخجل): مش هاتبطل تعاكسني كدة بقى.
عاصم: عمري.. هافضل اعاكسك و احبك لأخر العمر.. لحد ما تبقي عجوزة كركوبة مكرمشة كمان.
سارة: ربنا يخليك ليا يا عاصم.
عاصم: و يخليكي لقلب عاصم.

و أثناء حديثهما سمعا ضوضاء كبيرة و علما مصدرها سريعاً..

سارة: إيه الدوشة دي.
عاصم: دة صوت آسر.. دوشته دي انا عارفها كويس.
سارة: لا مش معقول هو إيه اللي هايجيبه هنا دلوقتي؟
عاصم: تعالي نشوف.
سارة: تعالى.

أما بالخارج كان المنزل يعج بضوضاء آسر بالفعل.. فقد كان آسر يطرق باب المنزل بنغمة عالية و هو يحمل طفله و خلفه هدى تستند إلى ذراع والدتها ففتحت لهم فاطمة و انطلقت الزغاريد من فمها دون توقف...

فاطمة: سي آسر اتفضل.. اتفضلي يا ست هدى حمد الله على سلامتك.. 
هدى: الله يسلمك يا فاطمة.
فاطمة: كيفك يا ست هنية؟
هنية: نحمد ربنا.. عاملة ايه يا بت يا فاطنة هنا في مصر.. ماعيزاش ترچعي معايا ولا ايه؟
فاطمة: لا يا ست هنية لا.. اني مبسوطة هنا جوي جوي مع الست سارة و سي عاصم.
هنية: شوف البت.. طيب لما نشوف... المهم... اومال فين سيدك عاصم يا بت و ستك سارة.
فاطمة: بيفطرو برة في الچنينة.. حالاً هاناديلهم..

و قبل ان تتحرك كانت سارة تدخل المنزل و خلفها عاصم للترحيب بالضيف الجديد اولا و قبل اي شخص...

سارة: إيه دة.. دة انا ماصدقتش وداني لما سمعت صوت آسر و دوشته.. انتو بتعملو إيه هنا.
آسر: كلك زوق والله.. نمشي يعني..
سارة: أكيد دة مش قصدي.. انتو تنورو في اي وقت بس هدى لسة والدة و أكيد تعبانة.. انا قولت هاتروحوها ترتاح.
اسر: ما هو الاستاذ دة زعل ان عمته مارضيتش تيجي تشوفوه فقال يروحلها هو بنفسه.
هدى: و بعدين ما انا ممكن ارتاح هنا ولا ماينفعش؟
سارة(بتلعثم): آه طبعا اتفضلو.. و انتي يا هدى واقفة كدة ليه.. اقعدي ارتاحي يا حبيبتي..
هدى: مش قاعدة.. انا مرتاحة كدة.
سارة: لا فعلا.. واضح انك مرتاحة اوي..(ثم التفتت لهنية) عاملة ايه يا ماما هنية.
هنية(جلست و حولت نظرها عنها): زينة يا مراة ابني.

اقتربت سارة منها بعد ان استشعرت ڠضبها و جلست بجوارها...

سارة: ماما هنية.. انتي بتكلميني كدة ليه؟؟ انتي زعلانة مني ولا ايه؟
هنية: و هازعل ليه يعني.. دة انتي حيالله فكرتيني خاېفة لتحسدي واد هدى.. تحسدي واد اختك و اخوكي يا مخبلة انتي.
سارة: معلش يا ماما.. حقك عليا.. انا فهمت غلط بس عاصم فهمني الحقيقة.. عديهالي بقى قلبك ابيض.

ابتسمت هنية و احتضنتها بحب..

هنية: يا عبيطة انتي.. دة انتي معزتك من معزة هدى و يمكن اكتر كمان.
هدى: و هي كانت فاكرة هدى أصلا..
سارة(اقتربت منها و إحتضنتها بحب): و انا اقدر برضه انسى هدهود حبيبتي.. حمد الله على سلامتك يا هدى.. الف مبروك يا حبيبتي.
هدى: الله يسلمك.. مع اني زعلانة منك..
سارة: ليه يا حبيبتي بس.. ما عاصم قالكم اللي حصل... و قلبك ابيض بقى.
هدى: و هو انا لو كنت حبيبتك كنتي طنشتيتي و سيبتيني في المستشفى لوحدي.. ماجيتيش ليه تطمني عليا و على الواد المفعوص دة؟!!
سارة(بلجلجة): مافيش اصل.. اصل انا...
هدى(مقاطعة): اصل انتي عيلة هبلة و عبيطة كمان.. انا يا سارة هاخاف على ابني منك.. انا هاخاف تحسديه.. دة انتي اختي.. يعني امه و ليكي فيه زي ما ليا و اكتر..
سارة: بصراحة اللي سمعته كان صعب اوي.. و صعبت عليا نفسي اوي.. و كمان ماكنتش عايزة اضايقك...
هدى: تضايقيني.. ماشي و عشان كدة أحنا جايين تقضي عندك شهرين تلاتة كدة... تخدميني و تأكليني في بقي كمان.. و تسهري مع الواد دة عشان اعرف انام انا و ارتاح.. و انتي مش مهم.. قولتي إيه..
سارة(و هي ټحتضنها): دة انتو تنورو..
هدى: انتي اختي يا هبلة... 
ممكن بقى حد يقعدني بقى عشان تعبت و بقالي كتير واقفة.. الا ما هان على حد فيكو يقولي اقعدي ارتاحي دة انتي لسة والدة.. يا اللي منكم لله..
عاصم: بس بس.. انتي اتفتحتي.. تعالي يا اختي اقعدك.
هدى: لا مش عايزة منك حاجة.. خليك انت جنب مراتك.. ربنا يخليلي جوزي حبيبي.. تعالى يا آسر سندني..
آسر: و البيه اللي انا شايله دة اوديه فين..
هدى: اديه لأمه التانية.. خوديه منه يا سارة.
سارة(پخوف): لا لا انا ماعرفش اشيله احسن يقع مني لا.
آسر: ماتخافيش.. يعني اللي خلاني اعرف اشيله انا دلوقتي يخليكي تعرفي تشيليه بسهولة.. افردي ايدك بس كدة.. ايوة كدة..

فردت يدها بحذر فأعطاها آسر الطفل و تركها تنظر الطفل بحب و رهبة و ذهب ليساعد هدى.. ثم اقترب منها عاصم الذي كان يراقبها بعيون متيمة..
أما هي فما ان لمسته حتى دق قلبها پعنف في تلك اللحظة.. و قالت لعاصم الذي كان يقف بجوارها ينظر لها بعيون متيمة..

سارة: بص يا عاصم.. بص صغير اوي...

اقترب منها عاصم و وضع يده على ظهرها و الاخرى فوق ذراعها الذي يحمل الصغير..

سارة: شكله حلو اوي يا عاصم... بص.
عاصم(قبل رأسها): شكلك انتي احلى...

و بعد قليل..
كان الجميع مجتمع على مائدة الغداء في جو مرح ملؤه الفرح الذي إفتقده الجميع منذ مدة طويلة...

جميل: بس الغدوة دي كانت ناقصة الحاج عبد الرحمن.
هدى: آه والله يا بابا.. احسن دة وحشني اوي كمان.. بقالي كتير اوي ماشوفتوش.
هنية: لما كلمته جالي انه هاياچي على السبوع اول ما تحددوه.
آسر: طيب كويس.. بس بصراحة مش عارف امتى ممكن هدى تكون كويسة عشان نحدد معاده.
هدى: انا بقول خليها الخميس اللي بعد الجاي.. يعني بعد 10 ايام كدة.
عاصم: كويس اوي و كمان اكون جهزت للمفعوص دة هديته.
هدى: هدية إيه يا عاصم قول قول بسرعة.
آسر: إيه بنتي الدلقة دي.. بلاش شغل المحرومين دة.. عيب كدة.
عاصم: إيه الهبل اللي انت بتقوله دة يا بني انت..
آسر: معلش يا عاصم ياريت ماتدخلش بيني و بين مراتي لو سمحت.

ڠضبت هدى و لوت شفتيها... و لكن آسر هو من الټفت لعاصم..

آسر(بحماس): قول لي انا بقى.. إيه بقى هي الهدية قول بسرعة بقى قول يا اخي.. قول قول.

ضحك الجميع على مرح آسر و قال عاصم پغضب..

عاصم: تصدق انك عيل رخم.
آسر: عارف بس قول بقى.
عاصم: عشان خاطر هدى و زياد حبيب خالو بس.. انما انت لا.
آسر: يا عم و انا راضي قول بقى.
عاصم: هانعمل سبوع زياد هنا في الفيلا و كل مصاريفه هدية مني.
جميل: و ليه يابني كدة.. دة واجب على ابوه..  مافيش داعي.
آسر: يا عم جميل ماتخليك محضر خير.. و بعدين ابوه راضي يا عمنا.
جميل: شوف الواد المعفن.. مش عارف انا بقيت بخيل اوي كدة امتى.
آسر: بقالي ساعتين و نص يا ابو آسر.. عديها بقى.
عاصم: سيبك منه يا عمي.. و بعدين هو انا و ابوه إيه يعني... مش واحد.. و بعدين الفيلا هنا اوسع و أكبر عشان تساع من الحبايب الف زي ما بيقولو.
جميل: ربنا يابني يديم المحبة.
هدى: بجد... انت احلى آخ في الدنيا دي.. لو قادرة اقوم كنت جيت اديتلك بوسة دلوقتي.
عاصم: اجيلك انا يا قلب اخوكي.

و قام بالفعل ليحتضنها و يقبلها هي و زياد الذي تحمله بين يديها.

آسر: طيب يا عم متشكرين على الواجب الجامد دة.. طيب إيه أحنا مش هانروح ولا إيه.
عاصم: تروحو على فين؟
جميل: على بيتنا يابني.. كمان اختك محتاجة ترتاح.
عاصم: لا والله مايحصل.. هدى و زيزو هايفضلو هنا لحد السبوع و معاهم ماما.. و في اوض كتير ليك انت و مدام سعاد كمان يا عم جميل.
سعاد: لا لا مافيش داعي.
سارة: ليه يا ماما.. وافقي عشان خاطري دول هايبقو كام يوم حلوين اوي.
سعاد: معلش يا قلبي.. خلي هدى لو عايزة بس انا لا ماقدرش اسيب بيتي لا.
آسر: لا طبعا و انا ماقدرش اسيب هدى تبات بعيد عني هي و زيزو لا.. انا لازم افضل معاها هنا.
عاصم: يابني و هو كان حد جاب سيرتك.. انا قلت هدى و زياد و ماما و عمي جميل و مدام سعاد.. ماجيبتش سيرتك خالص.
آسر: معلش خليني و والله ماهاعمل صوت خالص..
سارة(بضحك): معلش يا عاصم خليه و هو مش هايعمل شقاوة.
عاصم: ماهو انت ماتحاولش.. هدى هاتفضل هنا هي و زياد و ماما.. و انت مع السيد الوالد على بيتكو.. 
ولا اقولك لا هاخلي السيد الوالد و السيدة الوالدة هنا معانا كمان و انت تروح لوحدك و تفضل وحيد شريد كدة.
آسر(بمسرحية): و اهون عليك.
عاصم: تهون اوي.
هدى(و هي تضحك كالجميع): هههههههه... حرام عليك يا عاصم.. خليه معانا دة غلبان.
عاصم: ابدا.. لا يمكن.
سارة(ضاحكة): ههههههه.. عشان خاطري انا يا عاصم خليها عليك المرة دي.. دة غلبان و بقى عنده عيال عايز يربيهم.
عاصم(غمزها بحب): عشان خاطرك انتي بس يا روحي.. خلاص عفونا عنك.. خليك معانا و خلاص.

انتهت سهرتهم و رحل جميل و سعاد و صعد الجميع لغرفته.. و عندما دخل عاصم مع سارة إلى غرفتها...

سارة: عاصم.. جاي ليه.. انت عايز حاجة؟ 
عاصم: يعني إيه عايز حاجة دي.. جاي انام.
سارة: نعم.. عاصم أحنا...
عاصم(مقاطعاً): عارف ان أحنا متفقين اني اديكي فرصتك كاملة.. بس هو انتي مش مش مكفيكي كل الشهور دي فرصة..
سارة(بخجل كبير فهي بالفعل قد عذبته كثيراً معها): عاصم انا...
عاصم(قاطعها و قال بحب): سارة.. انا لسة عند كلمتي.. خدي الوقت اللي انتي عايزاه.. بس زي ما انتي شايفة الوضع اهو..
ماما نايمة في اوضتها و هدى و جوزها و ابنهم في الاوضة بتاعتها.. اروح فين انا دلوقتي.
سارة: يعني هو مافيش غير الاوضتين دول؟
عاصم: لا في.. بس كمان انا مش عايز حد يعرف اللي بينا.. مش عايز حد يعرف اننا بننام كل واحد في اوضة عشان ماحدش يسألنا أسئلة مالوش حق فيها.. صح ولا إيه؟
سارة(و بدأت في الاقتناع و لكنها حاولت الإفلات من قبضته): طيب و هو.. هو يعني لما اختك تلاقي هدومك في اوضتها مش هاتسألك هدومك بتعمل إيه برة اوضتك.
عاصم(غمزها بمكر): و هي دي تفوت عليا برضه.. انا خليت مدام سهير تنقل هدومي كلها هنا قبل ما يطلعو.
سارة(رفعت حاجبها پغضب): دة انت عزمتهم و اصريت انهم يقعدو هنا قاصد بقى مش بس عشان مجرد تريح اختك من المشوار و عشان هاتعمل السبوع هنا.
عاصم(تنهد بتعب): يمكن اكون قاصد فعلاً.. يمكن فعلاً لقيتها فرصة اني أقرب منك شوية اكتر.. يمكن حبيت استغل وجودهم لصالح قلبي اللي انتي معذباه معاكي دة.
هو فيها مشكلة اني ابقى عايز أقرب منك تاني.. هو مش من حقي احاول حتى اني ارجع لك و ارجعك ليا من تاني.

لم ترد و لكنها ابتعدت عنه خطوة فذهب خلفها و وقف في مواجهتها و سألها بهدوء و أمل...

عاصم: ليه يا سارة.. ليه بتبعدي عني اوي كدة.. ليه لحد دلوقتي مش عايزاني أقرب منك حتى لو بالكلام.. مش كفاية بُعد يا سارة..

لم ترد أيضاً فتنهد بيأس...

عاصم: عموما انا مش هاضايقك.. انا هادخل اخد دوش و اطلع انام هنا على الكنبة و مش هاضايقك نهائي.. عن إذنك.

تركها و رحل و لم ينتظر ردها.. فكرت هي في كل ما حدث.. فهو بالفعل قد كان عند كلمته و لم يضايقها و لكنها زوجته و هو زوجها و حقه ان يحاول ان يعيد لحياته الحياة..
فقررت ان تحاول هي أيضاً و انها لن تدعه يجدف في قارب حياتهما وحده..
و عندما خرج كان يرتدي بنطال قطني فقط و ذو جزع عارٍ.. فإبتسمت بحنين لمعركتهما الصغيرة كل ليلة فقررت ان تذكره بها... ذهب هو و جلس إلى الأريكة و جهزها لكي ينام فقررت ان تبدأ روتينها الليلي الذي قد توقف منذ مدة طويلة...

سارة: ممكن اعرف إيه اللي انت لابسه ده؟
عاصم(بلا اهتمام): إيه.. بنطلون.
سارة: هاتبرد كدة؟
عاصم(و قد تذكر نقاشها الحاد معه كل ليلة فابتسم هو أيضاً): حضنك هايدفيني.
سارة: و هايدفيك ازاي بقى و انت على الكنبة و انا هنا على السرير..

نظر لها دون حديث.. فأكدت مقصدها بعينيها و قالت....

سارة: تعالى يا عاصم نام هنا.. عشان ماتبردش بس.

إتجه نحوها دون حديث و تمدد بجوارها ثم سألها بتحفز فأردفت...

عاصم: عايزاني بجد يا سارة؟؟ عايزاني انام جنبك؟
سارة: مش هاقدر اوعدك بحاجات كتير.. بس اعتبرها خطوة لقدام.. ممكن؟
عاصم: طبعا ممكن.. بس بشرط لو خلتيني احضنك.. حضڼ بس و الله؟

هزت رأسها إيجاباً و نقلت رأسها من الوسادة لصدره و إستقبلها هو بفرحة ملأت صدره عن أخره.. و نعم لأول مرة منذ إنتقالهما بليلة نوم هادئ دون قلق ولا أرق.. لم تزورها كوابيسها الليلة لأنها تمام في مكان أمانها.. و نام هو دون قلق على حبيبته.....

==============================

و في يوم السبوع..
كان الجميع في منزل عاصم يعمل على قدم و ساق يجهزون لحفل السبوع إحتفالاً بوصول زياد أول إبن و أول حفيد للعائلتين.
و في المساء بدأ المدعوون في الحضور للمنزل و لم يكن هناك غريباً في تلك الليلة فقط الأهل..
عائلة الاستاذ جميل و الحاج عبد الرحمن و أيضاً عائلة الدكتور صبري الذي كان يتابع حالة سارة مع عاصم سراً حتى يوجهه في كيفية التعامل معها عندما رفض رفضاً قاطعاً أن يحتجزها صبري لمدة بسيطة في مشفاه حتى تمر مرحلة الإكتئاب التي تمر بها.
و لكنه قرر أن يساعده في الخفاء حتى لا تشعر سارة انها أصبحت مريضة... الشئ الذي من شأنه أن يدهور حالتها أكثر و أكثر.
و كان من أكثر التعليمات الذي أصر عليها صبري هو ان يتركها عاصم كما تريد و ألا يضغط عليها حتى تستقر نفسيتها و تتقبل ما حدث..

كان عاصم قد أوكل مهمة تزيين الحديقة و الفيلا من الداخل لشركة تنظيم حفلات كبرى و تم بالفعل تزيين المنزل بأكمله بشكل جميل و رائع، لم يكن ينقصه شئ إطلاقاً.

بدأ الإحتفال في بهجة و فرحة الجميع.. كان الجميع يحتفلون و هم يغنون حول الطفل بفرحة.
و كان آسر يحمل طفله بسعادة غامرة حتى جاء دور هنية في التحكم في ذلك الحفل فقالت بنزق..

هنية: هو إيه السبوع اللي من غير غربال ده؟
عاصم: مين اللي قال كدة... ثواني.
هدى: غربال إيه بس يا ماما و منخل ايه.. الكلام دة قديم اوي.
هنية: بلا جديم بلا چديد.. هاتيلي الواد و الغربال احسنلك.
سارة: خلاص بقى يا هدى.. مش عايزين نزعل ماما هنية مننا.
آسر: آه والنبي يا هدى.. هايبقى شكلك تحفة و انتي بتعدي على الغربال.
هدى: ماشي يا ظريف.. بس استنى عليا.

و حضر عاصم و هو يحمل غربال جميل مزين ببعض الألعاب و الورود الجميلة و أعطاه لوالدته..

عاصم: خدي يا ام عاصم.. و ادي أحلى غربال لأحلى زياد.. ولا تزعلي نفسك.
هنية(بعد ان أخذت منه الغربال): هاتي يا هدى الواد ياللا.

اعطت هدى طفلها لوالدتها و وقفت بجوار زوجها و وقف عاصم محتضناً كتفي زوجته و وقفا يشاهدان ما يحدث ببسمة أمل و تمني...
أما هنية فشرعت في وضع الطفل بداخل الغربال و طلبت من فاطمة...

هنية: بت يا فاطنة هاتيلي سکينة من المطبخ جوام يا بت.
هنية: حالا يا ستي الحاچة.
آسر: إيه يا ام عاصم هو انتي هاتدبحيه ولا إيه... هو زعلك اوي كدة.
هنية: بعد الشړ عنيه.. تف من بجك يا واد.
آسر(بمزاح): اتفو... بس عايزة السکينة ليه؟
هنية: عشان احطها فوجيه چوة الغربال.
هدى: ليه يا ماما بقى.
صبري(و الذي كان موجود بصحبة عائلته): عادات و تقاليد يا هدى مالهاش اي تفسير ولا لازمة حتى.
هنية: ماليكش صالح يا صبري.. خليك انت في مصر و عوايدها و سيبلنا أحنا عوايدنا اللي انت نسيتها.. اهو عوايدنا اكده و خلاص بجى.
صبري: قلبت عليا ام عاصم في ثواني اهو.
فاطمة(و هي تعطيها السکين): السکينة اهي يا ست الحاچة.

وضعت هنية الطفل بداخل الغربال ثم أخذت من فاطمة السکين و وضعته فوق الطفل و أخذت في ترديد بعض الجمل الفلكورية المناسبة لتلك المناسبة تحت إبتسامة الجميع الواسعة.. حتى أتت لأشهر و أهم فقرة في السبوع المصري...

هنية: اسمع كلام چدك عبد الرحمن العمدة.. و اسمع كلام چدك الأستاذ چميل..  اسمع كلام ستك ام آسر و ستك ام عاصم..
اسمع كلام امك هدى..
سارة(بفرحة طفولية): و انا يا ماما هنية و انا كمان.
هنية: و اسمع كلام خالتك سارة جبل الكل.
آسر: إيه دة.. هي مش سارة تبقى عمته برضه ولا انا نسيت.
هنية: تبجى عمته و خالته.. ماليكش صالح انت و ماتجاطعنيش تاني..(ثم عادت توصي الطفل الذي لا يفهم منها شئ) و اسمع كلام خالك عاصم.. اسمع كلام خالك عاصم.. اسمع كلام خالك عاصم.
عاصم: واه يا ام عاصم.. دة إيه الاصرار دة كله.
هنية: مش خاله و الخال والد ولا ايه؟ 
آسر: هو مش انا والد انا كمان ولا إيه.. مافيش واحدة اسمع كلام ابوك.
هدى: لا مافيش.. الواد دة لو سمع كلامك يبقى مش نافع.
هنية: ماتسمعش كلام ابوك آسر واصل.
آسر: دة إيه دة بقى.. طيب اسمع كلام ابوك يا واد يا زياد و ماتسمعش كلام اي حد تاني.

و في وسط كل هذه الفرحة و الإبتسامات أتى أحد أفراد الأمن الذي إستأجرهم عاصم لتأمين تلك الليلة...

الحارس(هامساً في أذن عاصم): عاصم باشا.. في ناس عايزين سعادتك برة.
عاصم: ناس مين دول؟ ماتخليهم يتفضلو.. دول تلاقيهم من المدعويين.
الحارس: عرضت عليهم يدخلو بس هما رفضو يا باشا.. و قالولي انهم عايزين سعادتك انت مخصوص.
عاصم: طيب روح انت و انا جاي وراك.
عاصم(هامساً لسارة): حبيبي ثواني و راجع.
سارة: ماشي يا حبيبي.. بس بسرعة.
عاصم: حاضر.

خرج بالفعل ليقوده الحارس نحو رجلين لم يتبين هويتهما في تلك الإضاءة الخاڤتة و كان يعطيه أحدهم ظهره و لم يرى الأخر.. لم يتبين عاصم هوية هذا الغريب فتحدث حتى يجذب إنتباهه لوجوده...

عاصم: مساء الخير.. قالولي ان حضرتك عايزني.

إلتفت الشخص نحوه فجحظت عيني عاصم پغضب كبير كاد ان يفسد ليلة سعيدة طاق لها الجميع فقال..

عاصم(پغضب): انت؟؟ انت ليك عين تيجي لحد هنا كمان؟

الفصل السابع و الأربعون...

خرج عاصم من الفيلا حيث تجتمع العائلة كلها في سعادة إلى حديقة المنزل و خلفه حارسه الذي أوصله لمكان ذلك الغريب الذي إقتحم تلك المناسبة العائلية بدون موعد..

عاصم: مساء الخير.. قالولي ان حضرتك عايزني.

إلتفت الشخص نحوه فجحظت عيني عاصم پغضب كبير كاد ان يفسد ليلة سعيدة طاق لها الجميع فقال..
و بالفعل هاج عاصم بشدة و فقد رباطة جأشه و نسى تماماً ما يحدث بداخل منزله و إنقض على ذلك الغريب الذي لم يكن سوى كريم...
أمسكه من ياقة قميصه و ضغط على عنقه پعنف و كان شاكر أخيه يحاول الفصل بينهما مع الحارس الذي كان يدافع عن سيده و هو ېعنف كريم قائلاً.....

عاصم: انت؟!! انت كمان ليك عين تيجي لحد هنا برجليك.. دة إيه البجاحة دي.
كريم: عاصم ارجوك اهدى و اسمعني.
عاصم: اهدى إيه واسمع ايه؟؟ عندك إيه تقوله انت.. مش كفاية اللي حصل.. ولا انت ناسي انت عملت ايه.
شاكر: يا عاصم.. يا عاصم اهدى شوية مش عايزين فضايح.
عاصم(بعد ان ترك عنق كريم و الټفت لشاكر): 
فضايح؟!! انا يا شاكر اللي بعمل فضايح.. ولا اخوك البيه المحترم اللي دخل بيتي و اټهجم على واحدة كانت بتنام تحت سقفه براحة و أمان.. 
ماعملش حتى حساب ان دة بيت خالته ولا لجوز خالته العمدة و كبير البلد و كان هايتقال عليه إيه.. بنت محمية في بيته و ابن اخت مراته اټهجم عليه.
كريم(بإستفزاز): بس هو دة اللي مضايقك يا عاصم ولا في حاجة تانية؟

كاد عاصم ان ينقض عليه مرة أخرى و لكن شاكر وقف حائلاً بينهما...

عاصم: يا بجح يا ژبالة.
شاكر(لأخيه): ما تلم لسانك دة بقى اللي عايز قطعه انت كمان.. انت جاي تعتذر ولا تنيل الدنيا زيادة.
كريم(و هو يضحك): ماقدرتش اقاوم والله يا شاكر ياخويا.
عاصم(لشاكر): مش بقولك بجح و عايز قطع لسانه.
شاكر: كريم.. كفاية هزار بقى ليقلب بجد و ننكد على بعض في يوم حلو زي دة.. اخلص و قول اللي عندك عشان معاد طيارتك حتى.
عاصم(تفاجئ قليلاً): معاد طيارتك..؟!! إيه هاتسافر تاني.. مش قادر تبعد عن الجو الژبالة اللي كنت عايش فيه دة..؟!! بس عموما تريح والله.
كريم: تشكر يا عم.
عاصم: ما تخلص بقى و قول عايز إيه خلينا نخلص.. مش فاضيلك انا.
كريم(تنهد و قال بجدية): عاصم انا جايلك النهاردة عشان اعتذرلك.
عاصم(ضحك بتهكم): تعتذرلي؟؟ لا أخلاق يا واد.. و لسة فاكر سيادتك؟
كريم(بصدق): ارجوك يا عاصم من غير تريقة و اسمعني للاخر.
عاصم(بنفاذ صبر): اتفضل خلصني.
كريم: انا عارف اني غلطت.. و عارف ان اللي انا عملته ده ماكنش قليل ولا هين.. غير الاسباب اللي انت لسة قايلها فسارة بعد كل دة كانت حبيبتك اللي بقت مراتك.
عاصم: ماتجيبش سيرتها على لسانك.
كريم: حاضر ياسيدي.. بس كمان عايزك تعرف أني خلاص نسيت سارة من زمان..
عاصم: دة ڠصب عنك أصلا و رجلك فوق رقبتك مش بمزاجك..
كريم: ماشي.. بس عارف انا نسيتها من امتى؟

نظر له عاصم دون رد منتظراً أن يكمل حديثه...

كريم: من ساعة ما روحت للدكتور و عرفت انك ما عملتليش حاجة.. و انها كانت مجرد قرصة ودن منك عشان تعلمني درس.. لا صدقني مجموعة دروس.
عاصم: غلطة و شكلي هاندم عليها.
كريم: صدقني يا عاصم انا اللي حصل لي فوقني خلاني انسى الحياة اللي انا كنت عايشها.. المقلب اللي انت عملته فيا فوقني بجد.
لما وهمتني انك قضيت على مستقبلي و حياتي الجاية كلها.. عشت فترة ما يعلم بيها الا ربنا.
و لما إكتشفت انه كان مجرد مقلب تقيل منك..  عرفت انك مش بس ابن خالتي.. لا انت كنت اخ كبير.. اخ كبير بيربي اخوه الصغير.. بتربيه مش بتدبحه... و عشان كدة ماعملتش فيا كدة.. و عشان كدة ندمت جدا على اللي عملته...
عاصم(بعتاب): لما كنت عايش هنا في مصر انا و هدى عشان الجامعة كنت انت و شاكر عايشين معانا هنا في الفيلا اكتر ما كنتو بتروحو بيتكم.
كان احساسي وقتها انكم اخواتي مش مجرد ولاد خالتي.. انت بالذات كنت بتعامل معاك على انك اخويا الصغير اللي كنت بربيه برغم انك أصغر مني بسنتين بس.
كريم: و برغم كل القرف اللي كنت بعمله كانت دايما صورتك تيجي قدامي و انت زعلان مني.. و اسمع دايما صوتك و انت بتعاتبني و تقولي اني خيبت املك فيا.. كنت عامل زي ضميري الحي.
كنت ممكن استحمل اي حد انه يعرف بأي بلوة ولا مشكلة من اللي انا بعملها.. و كان ممكن استحمل اي عتاب ولا خناق حتى..
ماكنش يهمني بابا يعرف ولا ماما ولا شاكر.. كان كل همي لو انت عرفت هاقولك إيه.. هابرر لك كل افعالي دي ازاي.
لحد اللي حصل.. عرفت ساعتها اني وصلت للقاع و تحت القاع كمان.. و ساعتها بس خفت من نفسي اوي.. 
عاصم: يارب يكون كلامك دة بجد مش مجرد تسكين لضميرك.
كريم: صدقني لا.. كل الكلام دة من قلبي..  طيب انت عارف مين كمان اللي ساعد في اني اراجع نفسي.
عاصم: مين؟
كريم: منة.
عاصم(بتعجب): منة؟!!
كريم: ايوة.. فضلت مقطعاني شهور.. حتى مابتكلمنيش كلمة واحدة ولا بتاكل معايا على سفرة واحدة.. ماكنتش تخرج من اوضتها طول ما انا في البيت..
و في مرة كنت سهران في يوم بالليل و هي صحيت عشان تشرب ماقدرتش ماندهش عليها عشان احاول اتكلم معاها يمكن اصالحها او تبطل تعاملني كدة.. بس سألتني سؤال عمل لي زي ارتجاج في المخ.
قالتلي هاتعمل إيه لو انت مكان آسر و انا مكان سارة و جه واحد عمل فيا اللي انت عملته في سارة.
حسيت وقتها قد ايه انا كنت إنسان حقېر و واطي لما اختي اللي في ثانوي تعلمني درس قاسې كدة و بسؤال واحد بس.
من ساعتها قررت اني لازم ابطل كل القرف اللي كنت عايش فيه و ارجع لمزاكرتي و لرسالة الدكتورة بتاعتي.
و دة هو اللي انا ناوي اعمله دلوقتي.
عاصم: قصدك ايه؟
شاكر: كريم راجع أمريكا تاني.
كريم: خليني اخلص الرسالة بتاعتي و اشوف مستقبلي بقى انا كمان و ادور على بنت الحلال اللي انت خليتني اتخيل اني خلاص مش هاقدر الاقيها اصلا.. خليني اتلم بقى.
عاصم(ابتسم له): ربنا يرزقك بواحدة تلمك بجد.
شاكر(رافعاً يديه في وضع الدعاء): و انا كمان و النبي يارب.

ضحك الثلاثة معاً و قال عاصم..

عاصم: كريم.. انت اخويا الصغير.. زعلت منك أكيد.. بس كمان ماقدرتش آذيك.. خد بالك من نفسك و خليك دايما كريم اللي أحنا عارفينه.
كريم: ان شاء الله.
عاصم: طيب ما تدخلو تحضرو سبوع زياد ابن هدى.
كريم: لا مافيش داعي نبوظ اليوم دة عليكم.. ماعتقدش حد هايكون مرتاح في وجودي.. و بعدين انا معاد طيارتي يادوب الحقه أصلا.. 
شاكر: عقبال سبوع ابنك انت كمان.
كريم: أحنا عرفنا باللي حصل.. بس بصراحة ماحدش فينا كان ليه عين يجي يعزيك.. ربنا يعوض عليك.
عاصم: ربنا كبير.
كريم: هانستأذن احنا دلوقتي بقى عشان معاد الطيارة بتاعتي.. و ابقى اعتذر لسارة بالنيابة عني.. و لو اني مش عارف اعتذر لها عن إيه ولا ايه؟
عاصم: خد بالك من نفسك.

تركاه وحيداً ورحلا إلى مقصدهما.. و دخل عاصم الى منزله مرة أخرى و قرر ألا يخبر أحد عن تلك الزيارة قط.. حتى لا يعكر صفو هذه الليلة السعيدة.
دخل إلى الجميع ليجد الهدوء يعم المكان بعد اخر فقرات الإحتفال التي قامت بها هنية.. فقابلته سارة التي كانت على وشك الخروج لإستعجاله..

عاصم: إيه يا روحي رايحة فين؟
سارة: كنت خارجة اشوفك.. انت كنت فين كل دة؟؟
عاصم: مافيش انا موجود اهو.
سارة: اومال ايه اللي اخرك برة كل دة؟
عاصم: سلامتك يا قلبي مافيش حاجة... دة بس حد كان عايزني في شغل و مشي خلاص..(و نظر حوله لهدوء المنزل) اومال فين باقي الناس؟؟
سارة: اتفرقو.. ماما و مامتك و الباقيين مع هدى و آسر في الصالون.. و بابا جميل و بابا عبده مع دكتور صبري في الجنينة و طالبين قهوة رايحة اوصيلهم عليها اهو.
عاصم: طيب ممكن تخليهم 4 قهوة احسن انا حاسس ان ام عاصم كانت بتدق الهون في دماغي.. عملت لي صداع فظيع.
سارة: سلامة دماغك يا حبيبي.. حاضر و هاعملهالك بإيدي كمان.
عاصم(قبل يدها): تسلم لي ايدك يا روح قلبي.

تركها لتذهب إلى المطبخ لتعد لهم القهوة و نظر هو في إثرها بأمل.. ثم دخل هو إلى الحديقة الخلفية ليجد والده بصحبة جميل و صبري يجلسون معا في هدوء بعد إنتهاء حفل السبوع يتناقشون في بعض الأمور...

عاصم: منورين يا جماعة.. دة البيت زارته البركة النهاردة بيكم والله.
جميل: منور بيك و بمراتك يا عاصم.
عبد الرحمن: عقبال مانيجي في سبوع ولادك يا عاصم.
عاصم: في حياتك يا بوي.
صبري: و انت عامل ايه مع سارة دلوقتي يا عاصم.. وصلت لفين؟
عاصم(تنهد بتعب): ماوصلناش والله يا خال.. زي ما أحنا على أخر حاجة حكيتهالك.
جميل: عاصم.. انا بجد بقيت قلقان على سارة اوي اكتر من اي وقت.. في كل حاجة كانت بتحصل لها قبل كدة كنا بنبقى كلنا حواليها و معاها و حتى هي كمان كانت بتتكلم معانا و مش بتحب تبقى لوحدها و بتطلب وجودنا حواليها.
لكن المرة دي كل ما اكلمها تقولي كويسة و انا مش شايفها كويسة خالص.. بالعكس دايما تعبانة و حزينة و ماحدش فينا عارف يعمل لها حاجة ممكن يريحها بيها.
عبد الرحمن: ربنا كريم يا چميل ياخوي.. ربنا شايف كل حاچة و مطلع على الجلوب.. و ربنا هايجف معاها زي ما وجف جبل اكده.
جميل: و نعم بالله يا حاج عبد الرحمن.. بس برضة حالتها كدة مش مطمناني خالص..(ثم نظر لعاصم بحذر و بعد تفكير) ماتفكر تاني يا عاصم في إقتراح دكتور صبري انك توديها المستشفى.. هناك هايبقى احسن أكيد.
عاصم(بشكل قاطع): لا طبعا.. انا مراتي مش مچنونة عشان اوديها مستشفى.
صبري: و مين بس اللي قال انها مچنونة.. و بعدين انت اللي بتقول كدة يا عاصم.. إذا ماكنتش انت كنت اول واحد كان بيتحايل على هدى عشان تروح المستشفى.. و بعدين الاهتمام هناك هايبقى أكبر برضة.
عاصم: لا يا خال لا.. هدى غير.. هدى وجودنا جنبها ماكنش معوضها عن اللي خطيبها عمله.. لكن انا موجود جنب سارة.
وجودي جنبها في المصېبة دي هو اهم شئ... لأن أحنا في المصېبة دي مع بعض.. لو ماوقفناش مع بعض و سندنا بعض مين يقف جنبنا.
و إذا كان على الاهتمام فمش ممكن حد يهتم بيها اكتر مني.
جميل: ماشي يا عاصم كلنا معاك و موافقينكزعلى كلامك دة.. بس....
عاصم(قاطعه بهدوء): مابسش يا ابو آسر.. وجودكم على عيني و على راسي يا عمي طبعا و أكيد مهم.. أحنا من غيركم ولا حاجة.. بس الچرح دة بالذات لازم نداويه أحنا الاتنين بنفسنا.. لازم نداويه مع بعض و ببعض.
عبد الرحمن: عاصم عنديه حج.. مافيش راچل صُح يجبل مرته في صحتها و لما تمرض يسيبها.. دة مايبجاش راچل.. ربنا يعينكم و يصبركم يا ولدي و يعدي المحڼة دي بخير.
عاصم: ربنا كبير يابوي.

ساد صمت لمدة وجيزة حتى سأل صبري...

صبري: طيب و هي عرفت ان عبير هي اللي.....
عاصم(رد بحزن): لا يا خال.. لسة ماعرفتش.
صبري: بس أنت عارف إنها لازم تعرف.. و انا قولتلك كل ما تقولها بدري كل ما ۏجعها هايخف أسرع.
جميل: دة غير زعلها منك كمان.
عاصم(نظر له بتعجب): مني انا؟!! ليه؟
جميل: لأن سارة هاتشوفك في الحكاية دي انك كدبت عليها و إن انت خبيت عليها و دة هايزعلها منك اوي.. خصوصا لأنها مابتحبش حد يخبي عليها حاجة.. عايز اقولك انها يمكن تزعل مننا كلنا أحنا كمان عشان خبينا عليها معاك.
عبد الرحمن: و خصوصي في حاچة زي دي.
عاصم: و هي هاتشوف خۏفي عليها و اني خبيت عنها حاجة ممكن توجعها بالشكل دة و يمكن تجرحها اوي كمان اني كدبت عليها.. انا بس كنت خاېف عليها.
صبري: ماختلفناش.. بس كمان ماكنش ينفع تخبي عليها حاجة زي دي كدة ولا كدة كان هايجي اليوم و تعرفها.
عاصم: و لو كانت تعبت؟!!
جميل: كان هايبقى تعب بتعب... يعني هي دلوقتي مرتاحة.. ماهي تعبانة برضة.
عاصم: يعني إيه؟!! انتو كنتو عايزيني اعمل إيه.. اروح لها و هي لسة والدة و يادوب عرفت ان ابنها ماټ و اكمل عليها و اقولها ان اللي قټلته تبقى عبير طليقتي.. عايزني اقولها إيه.. ان عبير من كتر الغل اللي هي فيه خطفت ابننا و اول فرحتنا و قټلته بإيدها..  ازاي يعني؟
صبري: بس كمان يا عاصم....

و قبل أن يكمل حديثه سمع الجميع صوت تحطيم آت من الخارج... فأنتفض جميع من بالمنزل ليجدوا سارة تقف في مدخل الحديقة متجهمة لا تتحرك و كأنها تحولت لتمثال أبكم...
كان أول من ركض نحوها هما عاصم و آسر نظراً لسرعتهما و تجمع الباقين حولهم ليطمئنوا عليها...

عاصم: سارة.. إيه يا روحي اللي حصل؟!!
آسر: شكلها اتشنكلت في السجادة وقعت الفناجين.

نظر حولها فلم يجد اي سجاد.. فقد كانت تقف على أرضية عاړية ليس عليها شئ.. و لكنه لم يهتم بالأمر فنظر لها مرة أخرى و قال...

عاصم: فداها 100 فنجان.. بس تعالي كدة بعيد عشان ماتتعوريش.

هم ان يمسك بيدها و لكنها لم تتحرك معه فنظر لها ليجدها تنظر له بنظرات خاوية ليس بها سوى قشرة كثيفة من الدموع لم تعلم متى و كيف تكونت...
و لكنها ظلت على ثباتها حتى أن قلب عاصم قد أنبأه بإحتمالية وجود شيئاً ما و لكنه لم يعلم ماهيته.. و لكن آسر لم يفكر في ذلك فسألها بعد أن طال صمتها....

آسر: سارة انتي كويسة ولا اتعورتي؟؟ ساكتة ليه؟ في حاجة بټوجعك؟
عاصم: مالك يا قلبي.. مخضۏضة كدة ليه؟

أيضاً لم تنطق بحرف واحد و مازالت عينها مثبتتان على عاصم و بهما سؤال واحد لم يفهمه سواها.. و جاهد فمها ليخرج ما يلهب قلبها و سألت سؤال غير واضح الكلمات و كأن لسانها يأبى ان يقولها...

سارة(بصعوبة): انت.. هي.. هو انت.. اللي أنا.. سمعته دة...

و صمتت و كأنها لم تعرف ان تكون سؤال تكون إجابته مرضية لها و لا تذبح فؤادها الذي لم يشفى جرحه بعد... و لكن عاصم إرتعب بشدة مما قد يكون قد وصل له فلم يعقب على أمل ان تنسى سؤالها و لكن سعاد سألتها پخوف..

سعاد: في ايه يا حبيبتي.. مالك مسهمة كدة ليه؟
آسر: مالك يا حبيبتي.
سارة(و لم تحد نظرها عن زوجها و كأنها تريده ان يجيبها دون ان تسأل): انت.. انت كنت.. بتقول ان.. انت قولت ان..
عاصم(ازدرد لعابه بحذر و ترقب): سارة؟
سارة: هو.. هو ياسين.. هي.. هي عبير ليها يد في اللي حصل؟
عاصم: سارة انتي..
سارة(نفضت يده عنها و صړخت فيه): رد عليا.. عبير طليقتك ليها يد في اللي حصل لياسين إبني؟ رد عليا.. انطق.

صُدم الجميع من حديثها و لم يعلم احد عن مصدر معلوماتها.. و ظل الجميع يتسائل كيف علمت و ماذا عرفت.. لكن عاصم نظر لها پخوف و كان جسده ينتفض بړعب و يحاول هو أن يثبته و نطق اخيراً..

عاصم: سارة اسمعيني.. أنا...

إقترب منها كي يحتوي يديها بيديه و لكنها هزت رأسها نفياً و ابتعدت عنه خطوتين.. و بما فعلت أشعلت في رأس الأخر نيران ملتهبة من الخۏف الذي ظهر جلياً عندما جحظت عيناه بړعب حقيقي....
فأكل هو المسافة الفاصلة بينهما في خطوة واحدة و أمسك بيدها بقوة و قال پخوف و هو ينظر في عينيها...

عاصم: لا.. لا.. انا ماعملتش كل دة عشان في الأخر تبعدي عني.. انا خبيت عليكي عشان خۏفي انك تسيبني فمش هاسمحلك انك تسيبيني و تبعدي دلوقتي لا.. فاهمة لا.

تفاجئت حالها كحال الجميع بذلك المارد و تلك القوة التي خرجت منه بشكل مفاجئ حتى أن أحدهم لم ينطق و قرر الجميع ترك الساحة لهما حتى يخرج كل منهما ما بداخله للأخر..

ظل ممسكاً بيدها و هو ينظر لعينيها بإصرار و قوة بينما نظرت هي له پخوف و برهبة... خاصة عندما تبادر لذهنها ذلك المعنى المقيت و هو انه لم يخبرها بشئ حتى تبقى بجانبه دون ان يلتفت هو لمعاناتها و إلى رأيها..

سارة: ليه خبيت عليا؟؟ ليه؟
عاصم: عشان خۏفت.. خۏفت عليكي و خفت منك.
سارة(سألته باستفهام حائر): عليا و مني؟ ازاي؟
عاصم(ترك يدها ببطء): خفت عليكي من صدمة زي دي.. و انتي كنتي لسة تعبانة من الولادة أصلا دة غير خبر مۏته.. خۏفت عليكي لو عرفتي تتعبي اكتر.
و خۏفت منك احسن تبعدي عني زي ما مامتك كانت عايزة تعمل.
سارة: ماما؟!!
عاصم: ايوة... خاڤت عليكي لدرجة انها كانت عايزاني اطلقك...
سارة(نظرت للمصډومين من حولهما): و انتو كنتو عارفين؟؟ كلكو خبيتو عليا.. ازاي؟
جميل: عاصم اللي طلب مننا دة.
سارة: و انت كمان يا بابا؟!! انت ازاي توافقه على حاجة زي كدة.. ازاي توافقه انكم تخبو عليا حاجة زي دي.
جميل: عشان وقتها كان معاه حق.. انت كنتي تعبانة و الله اعلم لو كنتي عرفتي ساعتها كان هايبقى حالك إيه.. كلنا شوفنا اننا نأجل معرفتك للحقيقة و لو لمدة صغيرة.
سارة: صغيرة؟!! انتو مخبيين عليا بقالكم اكتر من 5 شهور.. مستنين إيه تاني؟

لم يرد عليها أياً منهم.. فقد كانت محقة بعض الشئ.. فإلى متى يخفون عليها تلك الحقيقة.. فهي أم و من أقل حقوقها ان تعلم كيف قد ټوفي وليدها..
تمالكت نفسها و قالت بصعوبة..

سارة: انا عايزة ابقى لوحدي.. مش عايزة حد.
عاصم: يعني ايه؟
سارة: يعني اللي سمعتوه كلكم.. عايزة ابقى لوحدي.. مش عايزة حد.
عاصم: حتى انا؟

نظرت له پألم و حزن و دموع العتاب و قالت بصعوبة....

سارة: خصوصا انت.

و للأسف وصل معنى مختلف تماماً له عما كانت تقصد.. فظنها تريد تركه او الإنفصال عنه.. فصړخ بصوته كله....

عاصم: لا.. لا.
سارة(پصدمة و ڠضب): يعني إيه لا.. بقولك عايزة اكون لوحدي.. لوحدي.
عاصم(بقوة أكبر): و انا قولت لا.
جميل(لمحاولة احتواء الموقف): معلش يا عاصم.. سيبها شوية و هي هاتروق لوحدها.
عبد الرحمن(خوفاً على الاثنين): سيبها براحتها ياولدي.. و بعدين تبجو تتحدتو مع بعضيكم و تتعاتبو براحتكم.
آسر: عمي و بابا معاهم حق يا عاصم.. سارة محتاجة شوية وقت.
عاصم: و انا ماعترضتش.. تاخد الوقت اللي هي محتجاله بس و هي هنا معايا.. مش لوحدها.
هنية: سيبها يا عاصم يا ولدي.. لحد بكرة حتى و كله هايبجى زين أن شاء الله.
سارة(صړخت پغضب شديد): مستكتر عليا شوية وقت كمان بعد كل دة؟؟ حرام عليك بقى.. سيبني شوية لوحدي.. بطل أنانيتك دي شوية.

كان حديث الجميع و حديث سارة خاصة كصدمة كبيرة لعاصم.. فهم يهاجمونه مرة أخرى و كان ذلك فوق إحتماله فقال پصدمة كبيرة في زوجته و إتهامها له بالأنانية...

عاصم: انانيتي؟؟ انا يا سارة اناني.. انتي شيفاني اناني؟ ازاي.. و بعد كل اللي انا عملته و لسة بعمله دة شيفاني اناني؟؟ 
سارة: خبيت عليا.. حطيتني في امر واقع لازم اقبل بيه.. ماقولتليش عشان ماتسيبليش فرصة الاختيار.
عاصم: اختيار ايه؟
سارة: اني أكمل معاك او لا.

جملة بسيطة و لكنها سقطت على قلب عاصم كالجبل... ظل ذهنه يعيدها مرات عديدة و كأنه يؤكدها عليه..

عاصم: انتي مش عايزاني يا سارة.. مش عايزة تكملي معايا؟
سارة(بصړاخ): ماعرفش.. ماعرفش.. كل اللي انا عارفاه دلوقتي اني عايزة ابقى لوحدي و بس.
عاصم: طيب و انا؟؟
جميل: سيبها دلوقتي يا عاصم.. معلش هي تعبانة دلوقتي.
عاصم(صړخ پألم واضح): مش هاسيبها.. انا كمان تعبت ولازم اعرف دلوقتي انا إيه.. موقفي إيه من حسبتها دي؟

ثم نظر لها پألم واضح...

عاصم: ردي عليا يا سارة.. انتي عايزة تبقي لوحدك تمام.. طيب و انا.. انا إيه.. مافكرتيش فيا نهائي.. شيلاني من حساباتك خالص كدة.
طول الفترة اللي فاتت كنت مستحمل و ساكت عشان خاطرك..
كل الموجودين دلوقتي دول كان همهم الوحيد انك تكوني كويسة.. اهلي قبل اهلك على فكرة.. و والله ماعترضتش.. بالعكس انا كنت مبسوط من اهتمامهم بيكي.
و كنت بقول ياريتك كنتي تسمحي لهم يدخلو حياتك و تفضفضي معاهم طالما مش عايزة تتكلمي معايا انا.

ثم أكمل بقلب جريح ظهر في صوته المټألم...

عاصم: طلبتي تفضلي في اوضة لوحدك و برضة مافتحتش بقي.. قولت هي برضه محتاجة شوية وقت تكون لوحدها.. ايوة كنت بتمنى انك تسمحيلي اكون جنبك بس قولت معلش.. مش مهم.. المهم انك تكوني كويسة.
كل طلباتك كانت أوامر بالنسبة ليا من غير تفكير تتنفذ و فوراً.. مافيش مرة فكرتي فيا انا..

ثم نظر للجميع باتهام...

عاصم: مافيش حد فيكو فكر فيا انا.. انا لحد دلوقتي الوحيد اللي ماحزنتش على مۏت ابني..

و بدأت دموع حزنه و قهره تتجمع في مقلتيه و حين يبكي الرجال تفوق أحمالهم الجبال.. ليكمل..

عاصم: كان لازم ابقى واقف جبل في ضهر الكل.. ابويا و امي اللي كانو مقهروين على ابنهم و اللي انا كنت فيه و على حفيدهم اللي مالحقوش يفرحو بيه.
اختي هدى اللي دمعتها مانشفتش لشهور بعد اللي حصل و خوفنا كلنا عليها هي و اللي في بطنها..
اهلك انتي يا سارة و اني اطمنهم عليكي و استحمل من والدتك كل اللي كانت بتعمله فيا و كلامها اللي كان بيدبحني.. و اتهامها المستمر ليا اني كنت السبب في مۏت ابني.

و صړخ پقهر الظلم الذي تعرض له من والدتها..

عاصم: ابني اللي من لحمي و دمي اللي استنيته سنين والدتك كانت بتتهمني اني انا السبب في مۏته و اني اهملته لدرجة انه راح مني.

ثم لانت نبرته و هدأت مرة أخرى و أردف بدموع...

عاصم: و قبل كل دة انتي.. انتي يا سارة.. مراتي.. حبيبتي اللي ماحبيتش غيرها.. كان لازم افضل واقف قوي.. جبل عشانك انتي لحد على الاقل ما اطمن عليكي.. 
و كل شوية اصّبر نفسي و اقول هانت... خلاص... بكرة ترجع تاني و تقف هي و اقدر انا بقى انهار في حضنها.. اديها فرصة يا عاصم تلم جرحها عشان تقدر تداوي لك چرحك انت..
كل دة و استحملته و جاية دلوقتي تقوليلي اناني.. انا اناني..
انا عارف ان اللي حصل لك من ناحيتي كان كتير.. ابن خالتي كريم و اللي عمله معاكي سواء في أمريكا ولا هنا... عبير و امها اللي كانو بيهاجموكي قبل حتى ما يبقى في بيني و بينك حاجة.. التعبان اللي قرصك في الكراڤان كانت هي اللي حطاه على فكرة.
الحيوان اللي كان بيساومك بعد ما اتجوزنا و كان عايز فلوس منك كانت هي اللي مسلطاه برضه.
و ختمتها باللي عملته.. خطفت ابني و قټلته بغلها و حقدها.

كان صوته بمزيج من الحزن و الڠضب الذي مزق قلوب كل الحاضرين عليه.. فبالفعل قد ظن الجميع انه رجل صلب لا يملك من المشاعر ما يجعله يحزن لما حدث.. فأردف هو بحزن و دفاع أكبر...

عاصم: بس طيب و انا ذنبي إيه.. انا بشړ عادي مانيش بطل خارق.. حاولت كتير والله ابعد شرها عنك بس ڠصب عني.. ماتخيلتش ان الحال يوصل بيها لكدة.
و اللي عملته دة كان سکينة تلمة بتقطع في قلبي قبل الكل.. انا دفنت ابني بنفسي بدل ما اشيله و افرح بيه في سبوعه.. لبسته كفنه بإيدي بدل ما ألبسه اللبس اللي كنا شارينهوله سوا.
و الله لو بإيدي كنت اختارت اموت انا و كنت سيبته هو يعيش عشان ماتزعليش.. بس مش بإيدي.. مش بإيدي.
كل دة و بتقولي اني اناني.. شيفاني اناني يا سارة بعد كل دة؟؟

و صړخ پألم..

عاصم: انا تعبت.. تعبت.. اللي انتي عايزاه انا هاعملهولك من غير تفكير.. والله ماهاعترض على اي حاجة تطلبيها عشان والله تعبت.. تعبت.

ثم جلس إلى كرسي طاولة الطعام و استند بذراعيه على المنضدة واضعاً رأسه بين يديه و بكى...
بكى كثيراً.. 
بكى ولده الذي لم يراه و لم ينعم بساعة واحدة بقربه.. بكى زوجته التي على وشك ان تتركه..
بكى خوفه من وحدته مرة أخرى و لكنه لن يستطيع أن يجبرها.. لن يستطيع أن يمنعها من أن تتركه...
فهو لن يكون أنانياً كما إتهمته.. سوف يثبت لها حبه و لكن بطريقتها حتى لو كان ثمن ذلك هو ذبح قلبه...

ظل يبكي بصوت جعل جميع من يقفون يذرفون الدموع على حالهما.. لم يجرؤ أحد على قطع صوت بكاءه..
و كانت هي تقف منزوية تسمع حديثه پصدمة كبيرة.. هل تحمل كل ذلك.. هل نسيت دورها كزوجة في مؤاذرة زوجها في مصيبتهما.. كيف لم تدرك ذلك هي.. كيف لم تدرك ان ياسين كان يحمل نصف قلبها و نصفه الاخر  من قلب عاصم..
ظلت تفكر في حديثه و فيما قال و أعاد ذهنها عليها ما حدث منذ ۏفاة ابنهما حتى تلك اللحظة فشعرت بكم الحب و الټضحية التي ضحى بها عاصم من اجلها و من اجل راحتها..
لم يحرك أحداً ساكناً الا هنية..
فقد أرادت هنية بفطرة الأم ان تذهب لتهون على إبنها.. و لكن عندما همت ان تذهب له كي تحتضنه و تخفف عنه أوقفتها يد صبري.. فسألته بإستفهام...

هنية: عاتعمل إيه يا صبري..
صبري(بهمس): رايحة فين؟
هنية(بدموع): رايحة لولدي.. انت ماشايفهوش عايبكي كيف العيل الصغير كيف؟
صبري: سيبيه.
هنية(بحدة أم تخاف على صغيرها): اسيبه كيف.. ولدي عايبكي و محتاچني.
صبري: ابنك مش محتاجلك.. مش محتاج امه.. ابنك محتاج مراته.. محتاج حبيبته.. و لو روحتيله دلوقتي هي هاتطمن عليه و مش هاتساعده.
سيبيها تشوف انه محتاجلها عشان تروحله.. سيبيهم يرجعو لبعض.

و بالفعل إنصاعت هي لطلب شقيقها على مضد.. فقلب الأم بداخلها لم يتحمل حالة الإنهيار التي تغلف بها عاصم و بنفس الوقت وافق زوجها على حديث صبري و رآى أن الحق معه.. فهذه هي فرصتهما الذهبية كي يعودا مرة أخرى لبعضهما...

أما سارة..
فقد كانت في دوامة أخرى بعيدة عما يحدث أمام عينيها.. و كانت دموعها تنهمر بصمت غريب.. فقد كان كل ما تراه هو عاصم و دموعه و وجعه الذي تراه لأول مرة و كأنها كانت تراه بالفعل جبل.. لا يهزه شئ.. لا يبكي ولا يهمه ما حدث أو أنه تحمله كرجل و كأن الرجل ليس له مشاعر.

تحركت ساقيها ببطء دون أن تدري نحوه.. وقفت بجواره و لم تعلم ماذا عليها ان تفعل.. رفعت يدها بعد برهة و لمست كتفه فرفع هو رأسه ليراها تقف بجواره و لم تنطق بحرف واحد...
اما هو فما ان تعلقت عيناهما ببعضهما حاوطها و إحتضن خصرها بكلا ذراعيه بقوة و ډفن رأسه بحضنها و كأنها سوف تهرب منه بالفعل و زاد بكاؤه و كأنه يودعها او يترجاها ان تظل بجوار.. لم يريد ان يتركها.. كم أراد أن يظل يبكي على صدرها حتى يرتاح و يذهب كل وجعه و حزنه..
أما هي فمن صډمتها لم تتحرك.. حتى انها لم ترفع يدها لتحتضن رأسه سوى بعد دقائق من الصدمة..
فنطق هو بنبرة ملؤها الرجاء....

عاصم: سارة.. ماتسيبينيش.. انا محتاجلك اوي.. اوي.. ابني ماټ يا سارة.. ياسين ماټ.. ابني مااااات..

ثم جذبها ليُجلسها فوق ساقيه و دخل في نوبة بكاء أخرى.. و ظل يبكي و يخرج كل ما كان في جوفه منذ مقټل ولده..
و ما كان منها سوى انها ضمت رأسه التي وضعها فوق صدرها پصدمة مما تراه منه و لم تقف دموعها عن الإنهمار دون صوت.. فقط دموع.

و بعد دقائق أراد صبري أن يتركهما وحدهما حتى تدرك سارة ما قد يدمر زواجها و يعبر عاصم أخيراً عن مشاعره التي كبتها طوال المدة الماضية و لكي يتركهما كي ينقذا زواجهما بأيديهم...

صبري: ياللا يا جماعة.. أحنا وجودنا هنا مالهوش لازمة دلوقتي.
سعاد(بدموع): ازاي بس.. هانسيبهم كدة و نمشي.
صبري: هما دلوقتي مش محتاجين حد غير بعض... وجودنا مش هايساعدهم بالعكس هايضرهم.
ياللا يا جماعة لو سمحتو.
جميل: دكتور صبري معاه حق.. هما دلوقتي مش محتاجين حد معاهم.
عبد الرحمن: و اني كمان شايف اكده.. ياللا يا چماعة..

و بالفعل إنسحب الجميع و تركاهما في تلك اللحظة الفارقة في حياتهما...

ربنا يهديكم انتو الاتنين..

الفصل الثامن و الأربعون

تركهما الجميع و خرجوا إلى سياراتهم و بدأ صبري بالحديث....

صبري: ياللا يا جماعة ياريت كلنا نسيبهم خالص لوحدهم اليومين دول.
سعاد: ياااه... يومين بحالهم!! كتير يا دكتور صبري.. ماقدرش اسيب بنتي في الحالة دي غير لما اطمن عليها.
صبري: مش كتير صدقيني يا مدام سعاد... دي فرصتهم الأخيرة عشان يرجعو لبعض.. لو اتدخلنا بينهم جايز اوي مانقدرش نساعدهم.. و بعدين بنتك مع جوزها.

ثم أكمل بنبرة معاتبة ذات معنى خاصة بعد أن علم بهجومها على عاصم و هو ضحېة كسارة بالضبط...

صبري: جوزها اللي بيحبها و بېموت فيها.. ولا إيه رأيك؟و ياريت نديهم الفرصة دي لأنهم بجد محتاجين لها.. عشانهم هما اولا.
عبد الرحمن: معاك حج يا صبري.. خلونا نسيبهم وحديهم يحلو مشاكلهم و يعدو اللي حصل مع بعضيهم.
آسر: طيب ياللا أحنا دلوقتي و بعدين نبقى نطمن عليهم بالتلفون على الاقل.. ياللا يا عمي ياللا يا ام عاصم اركبو معانا.
صبري: لا الحاج عبد الرحمن و الحاجة هنية هايجو معانا أحنا.
هدى: لا طبعا.. بابا و ماما هايجو معانا أحنا.. انا مش هاسيبهم يباتو بعيد عني طول ما هم هنا في مصر.
صبري: إيه يا هدى هما هايباتو عند حد غريب.. دي اختي و جوزها.
هدى: لا طبعا يا خالو مش قصدي.. بس هي كلها يومين و يسافرو و انا كنت عايزة اشبع منهم.. و كمان هما أكيد عايزين يقعدو مع زياد اكتر وقت.. ولا إيه يا بابا؟!!
عبد الرحمن: ايوة يا ستي عايزين طبعا.. معلش بجى يا صبري.. زياد يكسب.
صبري: عرفتي تجيبيهم يعني.. ماشي يا سي زياد هاسيبهوملك المرة دي بس.

و إفترق الجميع كل إلى منزله على إتفاق ألا يخالف أحدهم أوامر صبري...

أما عاصم و سارة...
فقد كانا على حالهما لم يحركا ساكن.. 
فقد كان هو متشبثاً بها بقوة غريبة و كأن أحداً سوف يخطفها منه و يقوم هو بحمايتها من براثن ذئب قاټل مفترس.. أو كأنها كنزه الثمين الذي يحميه من أيادي قرصاناً لعين و أعضاء عصابة سفينته الملعۏنة.. 
أو أنه فقط ېخاف فقدانها.
و لكن في كل الأحوال قد كان يحتضنها بتملك و بقوة طاغية.. و لم تجف دموعه و لم يهدأ بكائه..
أما هي فقد كانت تحتضن رأسه المستند بها فوق صدرها بحنان طاغي لم تعي أن يدها قد امتدت لكي تملس على شعره بحب و حنان دون تكلف.
و لكنها أدركت أنها تحتاج له اكثر مما هو يحتاج إليها.
توقف صوت بكائه و لكن دموعه لم تتوقف كحالها هي التي لم تجف سيول دموعها و التي لم تعي وجودها من الأصل...
فاق من حالته تلك و هو يدرك وضعهما فقد كانت تجلس على ساقيه منذ أن خطڤها عنوة و شعر بيدها تحتضن رأسه و تربت على شعره بحنان شعر به بوفرة.
رفع رأسه من حضنها و نظر لعيونها و رأى الدموع تتسابق دون هوادة على وجنتيها.. فرفع يديه ليمسح دموعها و لكنه لم يقدر فقد كان كلما يمسح وجنتيها ينساب غيرهم فوق وجهها..
و بادلته هي نفس ما فعل و لكنه تماسك فقط خوفاً عليها.. فقال بصوت متحشرج من كثرة ما مر به معها...

عاصم: مش كفاية دموع بقى.

رفعت يدها هي الأخرى لتمسح أثار الدموع من وجهه..

سارة: و انت كمان.. مش كفاية دموع.
عاصم: ڠصب عني.. صدقيني كان ڠصب عني.. كانت زي القنبلة اللي بتهدد بالانفجار في اي وقت.. و حقيقي ماقدرتش امنعها.. بس انتي برضه معاكي حق.. كفاية.

نظر حوله فلم يجد أحداً ممن كانوا موجودين فسألها....

عاصم: هما الجماعة راحو فين؟
سارة(بحثت أيضاً معه): مش عارفة.. شكلهم مشيو.
عاصم(بإستفهام و أمل): و انتي.. مامشيتيش معاهم؟!!
سارة: هما مروحين بيتهم.. لكن انا هاروح فين.. انا  بيتي هنا.

إبتسم تلقائياً عندما فهم معنى حديثها و أنها لن تتركه.. فقال بتلعثم طفيف من فرط سعادته..

عاصم: طيب.. طيب مش تقومي عشان ترتاحي شوية.
سارة: إيه... تقيلة على رجليك؟
عاصم: تؤ.. انا ممكن أشيلك عمري كله من غير تعب ولا كلل.. على قلبي زي العسل.. بس انا عارف اني تعبتك معايا النهاردة و أكيد زمانك محتاجة ترتاحي.
سارة(بخجل): ما انا.. انا كمان تعبتك كتير.. و عمرك ما قولتلي تعبت.. غير النهاردة.
عاصم(بندم): ماكنش قصد انا...
سارة(قاطعته بان وضعت يدها على شفتيه): ماتكملش.. انا عارفة و فاهمة.. ياللا نطلع نرتاح شوية.

وقفت و وقف معها و زادت سعادته عندما بادرت هي و أمسكت بيده فابتسم لها بحب و دفء و توجها معاً للطابق الثاني.
وقف هو في مفترق الطرق بين غرفتهما معاً و تردد قليلاً فيما يجب ان يفعل.. هل يدخل معها ام يتركها كما في السابق.. و قرر أن يكمل سلسلة تضحياته و ألا يستغل لحظة ضعفه و بكائه كورقة ضغط عليها.. و قبل ان يتجه إلى غرفته سألته هي ...

سارة: رايح فين؟
عاصم: هاسيبك ترتاحي و هاروح انام انا كمان.
سارة: طيب و انت.. قصدي يعني ان هدومك هنا في الاوضة من ساعة ما هدى كانت هنا ولا ايه.. ولا هاتنام ببدلتك دي يعني؟
عاصم: هاخلي مدام خير تجيبلي هدومي.
سارة(بسرعة و خوف ظهر في صوتها): دلوقتي؟!

نظر لها باستفهام فأكملت بخجل و تردد ...

سارة: قصدي يعني الوقت متأخر و مافيش داعي نتعبها بالليل كدة.
عاصم: معاكي حق.. خلاص مش مشكلة.. هاخد بيچامة و اغير قبل ما انام.
سارة: طيب.. طيب انت هاتنام على طول.. اصل انا بصراحة مش جابلي نوم.. انت هاتنام؟!! خليك معايا يا عاصم.. خليك شوية كمان..  و انا اوعدك اني عمري ما هاسيبك تاني و انام...

كتم فرحته الغير مؤكدة و سألها بأمل يريد ان يكون صادقاً..

عاصم: يعني إيه.. قصدك ايه؟

صمتت لوهلة قصيرة ثم قالت بدون خوف..

سارة: يعني دي اوضتك.. ماينفعش تسيبها و تنام في مكان غير مكانك.
عاصم(بتردد): و انتي؟ هاتنامي فين؟
سارة: هنا برضه.. بيتهيألي ان اوضة جوزي تبقى اوضتي برضه.. صح؟
عاصم(تنهد بأمل): صح..
سارة: و كمان.. شكلك محتاج حمام دافي عشان تعرف تنام.

لم ينطق بكلمة واحدة.. لم تترك هي يده و دخل خلفها بصمت إلى الغرفة.. وقفت أمامه دقيقتين كان الصمت سيدهما.. و لكنها علمت ان تلك هي فرصتهما للعودة و هي لن تضيعها ابداً .
فدارت لتقف خلفه و رفعت يدها إلى كتفيه لتساعده في خلع چاكت بدلته..
إستسلم هو لها بكامل إرادته.. فقد كان قلبه مستمتعاً بما تفعل هي.. و عقله غيبه عما حدث منذ قليل.. بل انه اشتاق لقربها ذلك.
إنتهت من چاكته ثم دارت لتقف أمامه و قامت بكل هدوء و بأيدي مرتعشة بفك رابطة عنقه ثم أزرار قميصه.. حاوطتها عيناه بكل حب و شوق و شغف.. و هربت عيناها هي منه.
دارت مرة أخرى خلفه لنساعده في خلع قميصه فظهر جزعه العاړي و الذي قد مرت فترة طويلة لم تراه فيها..
تلمسته أناملها بشوق لم تكن تعي أنها تشعر به.. و شعر هو بجسده ېحترق بفعل لمساتها و لكنه إستطاع الصمود بشكل عجيب.
و بعد برهة قاومت رغبتها الملكة في إحتضانه و لملمت هي ملابسه سريعاً و هربت لتضعها جانباً.. ثم قالت بتهرب...

سارة: هاحضرلك الحمام.

و لكنه أمسك كف يدها يمنعها من الهروب و قال بدوره...

عاصم: سارة..
سارة(و لم تنظر له): نعم.. عايز حاجة؟
عاصم(عدل من وضعيتها ليرى وجهها): بتهربي مني ليه؟
سارة(بتوتر من إفتضاح أمرها أمامه): مش.. مش بهرب.. بس هاجهزلك الحمام.
عاصم: مش عايز حمام.. انا عايزك انتي.
سارة(بتلعثم): عاصم انا بس...

و لكنها قطعت حديثها عندما جذبها بقوة الى صدره و ظل يتأمل وجهها و عيونها الزائغة في كل مكان إلا عينيه... فسألها يإستفهام...

عاصم: مالك.. في ايه؟
سارة: مافيش حاجة..
عاصم: لا في.. أكيد في.
سارة: ليه بتقول كدة.
عاصم: عشان مش بتبصيلي.. ليه بتخبي عيونك مني؟
سارة: لا عادي بس اصل...

لم تكمل ليصر هو على سؤاله....

عاصم: مش بتبصيلي ليه يا سارة.. بصيلي..

لم تفعل فلمس هو ذقنها و رفع وجهها لتنظر إلى عينيه مجبرة.. إلتهم هو عينيها و معالم وجهها بشوق لم يُشعرها سوى بأنها ظالمة.. أنانية مما زاد تأنيبها لنفسها. 
و ما أن نظرت هي لعينه حتى ذرفت دموعها دون وعي ثم إحتضنت خصره و ظلت تبكي و تبكي و هي تردد كلمة واحدة..

سارة: أنا اسفة.. اسفة.. اسفة اوي..

و ما كان منه سوى أنه أطلق ذراعيه عليها يحتضنها و يهدهدها دون حديث.
تركها تفرغ ما بداخلها تماماً و لم يعترض و لم يحاول أن يسكتها... تركها حتى هدأ بكائها تدريجياً..
ثم سألها...

عاصم: أحسن؟؟ هديتي خلاص؟

رفعت رأسها من صدره و لم تنظر لعينيه أيضاً و لكنها هزت رأسها بإيجاب..
فرفع هو رأسها له ليقابل عينيها مرة أخرى و لكنه سألها..

عاصم: ليه العياط دة كله.. ممكن اعرف.
سارة: عشان بحبك.. صدقني انا بحبك اوي يا عاصم.. انت عارف دة كويس صح؟
عاصم(ابتسم لتصريحها الواضح): عارف طبعا.. بس هو حبك ليا يخليكي ټعيطي كدة برضه.
سارة(تراجعت بسرعة): لا انا اصلي...
عاصم: انتي ايه.. بټعيطي ليه؟!!
سارة: عشان.. عشان مافهمتكش.. عشان اتهمتك انك.. انك أناني في الوقت اللي كنت أكتر واحد بتضحي عشاني.. عشان ماحستش بيك و ماقمتش بواجبي ناحيتك زي ما انت عملت معايا.
انا مش عارفة انا ازاي عملت كدة.. ازاي نسيت انه ابنك انت كمان.. ازاي ماحستش بيك و انت كنت بتعمل كل حاجة عشاني و عشان تخفف عني ۏجعي من اللي حصل.
انا اسفة يا عاصم.. اسفة اني قفلت على نفسي بعيد عنك و كنت فاكرة اني بكدة بكون بشفي چرحي و بخف حزني.. بس اتضح لي ان دوايا معاك انت.. في ايدك انت.. في قربك و في حضنك انت يا عاصم.
عاصم.. ارجوك سامحني.. انا بحبك والله العظيم بحبك.. عشان خاطري سامحني و ماتزعلش مني.
عاصم: عمري ما زعلت منك ولا عمري هازعل منك مهما حصل.. انا كمان عايز اعتذرلك اني خبيت عليكي موضوع عبير.
بس والله من خۏفي عليكي.. خفت تتعبي او ټنهاري.. صدقيني كنت هاقولك بس انتي من ساعة اللي حصل و انتي حالتك كل يوم من سيء لأسوء..
ماكنتش عارف اعمل إيه.. قررت اني ماقولكيش غير لما تبقي كويسة.. ماكنتش عايزك تعرفي غير و انتي هنا (و أشار ناحية قلبه) في حضڼي و جنب قلبي عشان يطمنك..
سارة: انا اسفة.

ثم انكمشت ملامحها بضعف و بدأت دموع الندم في التسابق على وجهها مرة أخرى و طالت نظرات الشوق بينهما فقام هو بعد لحظات بمسح لآلئ دموعها بشفتيه ثم انتقل بهما لجميع أنحاء وجهها...
وجنتيها.. جبهتها.. أنفها.. ثم إنتهى عند شفتيها اللتان إلتهمهما بشوق جارف و كأن بهما ماء الحياة.
فقد إشتاقهما حد المۏت.. لم يشعر بالوقت الذي مر و هو يقبل شفتيها.. و لكنه إبتعد أخيراً رغماً عنه و نظر لعينيها و قال بصدق....

عاصم: وحشتيني.. وحشتيني اوي يا سارة.
سارة: احضڼي يا عاصم.. احضڼي اوي.

رفعها لأحضانه و لم يتحدث أحدهما ثانيةً.. و إنتهت ليلتهما بوعود كثيرة من أهمها ألا يترك أحدهما الأخر مهما كانت الأسباب.

✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓

و في صباح اليوم التالي..
إستيقظت سارة أولاً لتجد نفسها بين ذراعيه يحتضنها بتملك و حب.. فقد غابت عنه كثيراً.. نظرت لملامح وجهه النائم و لم تستطع سوى أن ترفع أناملها و تتلمس جنبات وجهه بعشق..
لم تعلم انها كانت تفتقده بهذا القدر إلا بعد أن ڠرقت في أحضان حبه.
عرفت أخيرا أن ملاذها و ترياق جرحها لم يكن سوى معه و به.. أدركت أن جرحها لم يخف ببعدها عنه و لكنه أصبح أعمق و ألمها أكثر.. أدركت أن شفائها و عزائها هو.. عاصم.
شعر برقة يديها و هي تتلمس ملامح وجهه و عندما توقفت أناملها عند شفتيه فاجئها بقبلة سريعة عليهما.
شهقت و أبعدت يدها على الفور.. ففتح هو عينيه لينظر لخجلها...

عاصم: إيه... شيلتي ايدك ليه؟
سارة: اسفة لو قلقتك و صحيتك.
عاصم: لا قلقتيني ولا صحيتيني.. انا كنت صاحي أصلا.
سارة: من امتى؟
عاصم(إعتدل في جلسته): من قبل ما تصحي أصلا.. بس ماحبتش اقلقك.
سارة: و عملت نايم ليه بقى؟
عاصم(إبتسم و تلمس وجهها بحب): عشان اسيب قلبي يتمتع بلمسة ايدك دي اللي وحشته و وحشتني دي.. (أمسك بيدها و قبلها مطولاً) صباح الخير.
سارة: صباح النور.. نمت كويس؟
عاصم: لا... بس صاحي كلي نشاط ولا كأني نمت 3 ايام بحالهم.. عارفة ليه؟
سارة: تؤ.
عاصم: عشان نايم و انتي في حضڼي.. انتي ماتعرفيش كنتي وحشاني قد ايه.

لم تستطع ان ترد سوى بدموعها التي لا تعرف سببها هذه المرة.. فلم يجد لسانها كلمة واحدة يمكنها ان تعوض عاصم كل ما فعل لأجلها او ما فعلته هي به.. فسألها بعتاب لطيف..

عاصم: ممكن اعرف ليه الدموع دي دلوقتي؟
سارة: مش عايزة اتأسفلك تاني عشان ماتقولش عليا زنانة.. بس بجد انا كنت أنانية اوي معاك.. و كمان قلبي وجعني اوي لما قولت امبارح انك...

صمتت فلم يقو لسانها على تكرار ما قال.. فحثها هو على الإستمرار..

عاصم: إني إيه؟
ملك(پبكاء): انك اتمنيت انك ټموت و هو يعيش عشان انا مازعلش... بس أنت غلطان يا عاصم.. عاصم انا ماقدرش اعيش من غيرك.. هو ممكن ربنا يعوضني عنه بطفل تاني.. لكن انت مستحيل الاقي حد أحبه و يحبني زيك.. انا مش ممكن ابدلك بالدنيا كلها يا حبيبي.. صدقني.
عاصم: مصدقك طبعا.. بس كفاية عياط بقى..  عشان خاطري.
سارة: عشان خاطري انا يا عاصم ماتزعلش مني..
عاصم: و انا مش زعلان منك.. بس بشرط.
سارة(هدأ بكائها قليلاً): إيه هو؟
عاصم: بس وافقي عليه الأول.
سارة(نظرت له بحب): طالما معاك يبقى موافقة.. إيه هو.
عاصم: اننا نسى اللي فات كله.. ننسى كل اللي حصل دة و كأنه ماحصلش.. و نرجع تاني نعيش حياتنا اللي فارقناها بقالنا كتير.. عايز نرجع تاني لبعض يا روحي.. موافقة؟!
سارة(إبتسمت بسعادة): طبعا موافقة.

شعرت هي أنها تريد أن تثبت له حُسن نيتها و أيضاً شعرت برغبتها فيه.. فإقتربت منه و حاوطت عنقه بيدها و ظلت تنثر عبير قبلاتها على وجهها و شفتيه و عنقه بشكل مثير و لكنه تعجب منها قليلاً.. فسألها هو سؤال مباغت...

عاصم: سارة.. انتي بتعملي إيه.

توقفت هي عما تفعله بشكل مفاجئ و نظرت له بتساؤل...

سارة(بخجل): مابعملش حاجة.
عاصم: لا كنتي بتعملي.. بتعملي كدة ليه؟
سارة: قصدك إيه؟
عاصم(ابتسم بمكر): قصدي إن عمرك ما بدأتي... يعني ممكن تلمحي او تديني اشارة.. دايما بتطلبيها مني بطريقتك انتي لكن عمرك ما بدأتي...
اشمعنى النهاردة... ليه دلوقتي؟

انزلت سارة يديها من حول عنقه و نظرت له بخجل....

سارة: عايز الصراحة؟
عاصم: طبعا.. أحنا من النهاردة مافيش بينا غير كل صراحة و بس.
سارة: عشان.. علشان ماكنتش عارفة ولا حاسة قد ايه انت واحشني غير لما قعدتني امبارح على رجلك و عيطت على صدري.
ساعتها مش بس حسيت انك واحشني.. لا انا كمان حسيت انك كنت واحشني اوي.. كمان حسيت انا قد ايه كنت أنانية و مافكرتش غير في نفسي و بس.. 
سيبتك انت تداوي چرحك لوحدك و كمان طلبت منك تساعدني في چرحي او تداويه لوحدك كمان.
فحسيت ان دي ممكن تكون طريقة كويسة للإعتذار يعني عشان اصالحك بيها.. بس لو ضايقتك فأنا...

سحبت يديها من على كتفه بخجل و ابتعدت قليلاً عنه و لكنه كان أسرع منها و امسك بها و لم يفلتها ثم نظر لعينيها بعمق....

عاصم: انتي إيه؟
سارة: انا اسفـ..

وضع عاصم أنامله على فمها ليمنعها من الحديث و قال...

عاصم: اوعي تكملي.. اوعي تعتذري او تتأسفي تاني على اي حاجة حصلت ما بينا... حبيبي انا مش بلومك.. انا بس استغربت..
و لو على طريقتك دي عشان تصالحيني فدي احلى و اجمل طريقة في الدنيا.

غمزها بحب فإبتسمت هي على إستحياء..

سارة: يعني مش زعلان مني؟
عاصم: لا خلاص.. عمري ما ازعل منك ابدا(ثم قال بمرح) إلا لو ماكملتيش إعتذارك دة.

ضړبته في كتفه بخفة فإحتضنها بحب و قبلها بشغف ليكمل هو ما بدأته....

مرت عدة أيام و قد تغير الوضع كثيراً بينهما..  فلم يذهب عاصم لعمله و لم تسمح سارة بأي زيارات من ذويها و لكنها كانت تحادثهم هاتفياً عدة مرات باليوم حتى لا يقلق أحداً عليهما... و في صباح يوم ما...
قامت سارة قبل عاصم و لكن قبل ان تنزل من الفراش وجدته يحاوط خصرها بنوم و هو يقول بصوت ناعس...

عاصم: رايحة فين؟
سارة: انت صحيت امتى؟؟
عاصم(و لم يفتح عينيه حتى): اول ما خرجتي من حضڼي.. رايحة فين.
سارة: رايحة اجهزلك الحمام و اخليهم يحضرولنا الفطار عبال ما تجهز و تخلص لبس.
عاصم: ليه.. هو أحنا خارجين؟
سارة: ايوة..
عاصم(إعتدل قليلاً في جلسته): ليه؟؟ رايحين فين؟
سارة: انا رايحة عند بابا.. وحشوني و عايزة اشوفهم.. خصوصا الواد زياد حبيب عمتو دة.. و سيادتك عندك شركة و شغل سايبهم بقالك اكتر من اسبوع.. فقولت كفاية دلع بقى لحد كدة.
عاصم: لا طبعا مش كفاية.. يعني حرمان 5 شهور تختصريه انتي لأسبوع بس.. دة ظلم دة.
سارة: لا هاتروح شغلك و تبطل دلع.. ياللا قوم.
عاصم: طيب خليها يومين عن كل شهر.. يعني ليا 3 ايام تاني.
سارة: لا.. وياللا قوم بقى... بطل دلع و كسل ياللا و قوم.
عاصم: طيب انا عندي حل وسط.. شوفي أحنا...

و قاطعته بأكثر طريقة يحبها.. قبلات جميلة لشفتيه.. قبلات جعلته يحلق في سماء حبها.. و لكنه لم يرضى بتلك القبلات السريعة فأمسك هو بالدفة و إنطلق معها لرحلة قصيرة في بحر حبهما.. ثم نظر لها بإشتياق لم يقل عن أول يوم رأسها فيه نهائياً و قال..

سارة(بنبرة هائمة من فيض تلك المشاعر الجميلة): عاصم.. اخس عليك.
عاصم: ما حلو دة.. بقولك إيه ماتسيبك من الشركة و الشغل و ابوكي و نكمل نوم احسن.. دة انا نعسان مۏت والله و جسمي مكسر (تصنع الألم) ااااه يا جسمك المكسر يا عاصم ياني.. ااااه..
سارة(ضحكت بمرح): مكار اوي انت.. بطل شقاوة بقى.. بطل بقى و قوم.. ياللا.

و هربت منه قبل ان يمسك بها و يأسرها بين أحضانه.. فقال بغيظ..

عاصم: ماشي ماشي.. اهربي براحتك.. هاتروحي مني فين.

كانت قد هربت إلى الحمام فطلت برأسها منه و أخرجت له لسانها ثم أغلقت الباب.. فإبتسم هو تلقائياً و حمد ربه على عودة حبيبته إليه..

و تم ما أرادته فقد تناولا الفطور معا بكل حب ثم أخذها بالفعل كي يوصلها إلى منزل والدها قبل ان يذهب لعمله... 
قابلهما جميل الذي تفاجئ كثيراً بقدومهما معاً و لكنه تفاجئ أكثر بحال سارة الذي قد لاحظ أنه تغير كثيراً و إبتسامتها التي عادت كي تنير وجهها مرة أخرى بعد غياب طويل.. فتح لهما الباب و قال بترحاب كبير..

سارة(بإبتسامة واسعة): صباح الخير يا بابتي.
جميل(إحتضنها بفرحة عارمة): مش معقول.. سارة.. دة إيه الصباح الجميل دة..
سارة: عامل إيه يا چيمي.. واحشني خالص خالص خالص.
جميل: دة انتي اللي وحشاني خالص خالص خالص خالص خالص كمان.. تعالي..(و نظر لعاصم) عاصم تعالى يابني.. ادخل.
عاصم: و هو كان حد فاكر عاصم ولا صبح عليه حتى.. ماهو من لقي أحبابه بقى.
جميل(ضحك بمرح على غيرته المفتعلة): ههههههههه... معلش ماتأخذنيش.. البنت الشقية دي خدت عقلي بمفاجئتها دي.
سعاد(من المطبخ): مين يا جميل اللي بيخبط؟
جميل: تعالي يا ستي شوفي مين اللي جه؟

خرجت من المطبخ لتقابل أجمل شئ قد إشتاقت إليه كثيراً.. إبنتها المبتسمة..  إحتضنتها بكل حب...

سارة: صباح الخير يا سوسو..
سعاد(شهقت بسعادة و إحتضنتها بلهفة): سارة.. حبيبتي يا بنتي.. مش معقول..
سارة(بادلتها الحضن): وحشتيني اوي يا ماما.. اوي.
سعاد: انتي اللي وحشتيني اوي اوي يا قلب ماما.. عاملة ايه يا روحي.
سارة: كويسة اوي اوي.. انتو اللي عاملين ايه.
سعاد: بخير طول ما انتي بخير يا قلبي.. تعالي تعالي ادخلي.

و دخل الجميع إلى غرفة المعيشة ليجلسوا معا.. جلست سعاد بجوار ابنتها و هي تسألها بإهتمام....

سعاد: عاملة إيه يا قلب ماما دلوقتي... مش احسن برضه؟
سارة: الحمد لله يا ماما..
سعاد: يعني خلاص بقيتي كويسة.
سارة(و هي تنظر لعاصم بحب و إمتنان): لازم اكون كويسة طول ما معايا واحد بيحبني زي عاصم كدة.

ابتسم عاصم بنشوة و أرسل لها قبلة عبر الهواء.. فلاحظها جميل الذي قال بغيرة مفتعلة مرحة...

جميل: طيب راعي ان انا قاعد طيب.. بتبوسها قدامي كدة.
عاصم: عمي جميل.. دي مراتي ها.. مش خطيبتي لا مراتي.
جميل(بمرح): تصدق نسيت.. ماشي هاعديهالك بس عشان طلعت قريبنا.

و ضحك الجميع معاً ماعدا سعاد التي لم تكن قد صفيت بشكل كامل من جهة عاصم بعد.. لاحظها الجميع و خاصة سارة التي قررت إنهاء تلك الأزمة بين زوجها و والدتها.. فقالت...

سارة: مالك يا ماما.. ساكتة ليه؟
سعاد: مافيش يا حبيبتي يعني هاقول إيه.
سارة: قولي اي حاجة..
سعاد: مش عايزة ازعل حد مني.. مش عايزاكي انتي بالذات تزعلي مني.
سارة: انا مش ممكن ازعل منك ابدا.. بس كمان بصراحة لو لسة بتفكري انك تخليني اسيب عاصم يبقى أكيد هازعل.

نظرت لها بإستفهام ثم نظرت له بغيظ لأنه صرح لسارة بنية والدتها في أن تجعلها تتركه..

سعاد: هو لحق قالك.. ماشاء الله.. و أكيد طبعا ملاكي و شحنك من ناحيتي.. ما انا عارفة هو بيقدر يضحك عليكي ازاي.

تنهد عاصم بيأس و لم يعقب نهائياً فكل ما يهمه و يشغل باله هو سارة و سارة فقط... فلن يدخل في صراعات غير مجدية مع سعاد تكون نتيجته هي تشتت سارة بينهما.
و قرر بينه و بين نفسه ألا يعرضها لذلك الموقف أبداً و انه سوف يحتمل سعاد فقط من أجل زوجته..

سارة: ماما حبيبتي.. انا مافيش اي حد ممكن يشحني عليكي.. دة انتي مامتي حبيبتي.
سعاد: آه ماهو باين.. اومال عرفتي منين.
سارة: يوم سبوع زياد.. عاصم قال الكلام دة قدامكم كلكم.
سعاد: ماشي يا ستي.. خلاص بقى مش مهم.. المهم ان انتي كويسة و خلاص.
سارة: ماما.. عاصم مالوش ذنب في اللي حصل..

صمتت سعاد و لم ترد و لكنها أشاحت وجهها بعيداً عن إبنتها يغير رضا.. فنظرت سارة لوالدها تطلب منه العون فإبتسم لها هو بتشجيع لكي تكمل ما بدأت و تنهي سوء الفهم القائم بين سعاد و عاصم و الذي بطبيعة الحال سيعيد علاقتها بهدى لسابق عهدها و يعم الهدوء و السعادة مرة أخرى على الجميع...

سارة: ماما صدقيني عاصم اجمل و أحن زوج في الدنيا.. عمره ما كان هايوفر جهد في أنه يحميني او يحمي... إبننا يعني.
بس اللي حصل دة قضاء ربنا و قدره.. و مستحيل نعترض عليه..
سعاد: ايوة بس مين اللي كان السبب في اللي حصل؟
سارة: عبير.
سعاد: اديكي قولتيها.
سارة: عبير بنت عمه و طليقته اللي ماكنش ممكن يرجع لها حتى لو انا ماكنتش ظهرت في حياته..
بس ماحدش يقدر يهرب من قدر ربنا اللي كاتبهوله.. و ماحدش عارف مش يمكن اللي حصل دة يكون فيه خير.
سعاد(تراجعت بخجل): و نعم بالله يابنتي... معاكي حق...(ربتت على وجنتها بحب) ربنا يسعدك..
سارة: يسعدني انا بس؟ ماينفعش.. ماقدرش ابقى سعيدة لوحدي.

نظرت سعاد لعاصم و لكن خجلها من موقفها الحاد الغير مبرر الذي أخذته منه و من شقيقته لم يعطيها فرصة للحديث.. فصمتت بخجل..
أما عاصم فقد شعر بها و هو يعتبرها في منزلة والدته فلم يقبل أن تعتذر له... فقام من مكانه ليجلس بجوارها و يضعها في الوسط بينه و بين سارة.
أمسك يدها بإحترام و قبلها بإعتذار فقط حتى يرفع عنها الحرج...

عاصم: حقك عليا يا مدام سعاد.. بس صدقيني لو بإيدي كنت دفعت روحي و الباقي من عمري فدا سارة و ياسين الله يرحمه.. بس دي حكمة ربنا..
و انا واثق في ربنا و في لطفه بينا و إنه هايعوضنا خير.
سعاد: ربنا يعوض عليكم يابني و يسعدكم و يرزقكم باللي يعوض ۏجع قولبكم و قلوبنا.
عاصم: و يخليكي لينا يا ....
سعاد(مقاطعة): يا إيه؟؟
عاصم(و قد فهم قصدها): يا أحلى و أجمل ماما في الدنيا.

و تبادلا الاحضان إحتفالاً بإحلال السلام.. حتى دخل آسر و هدى و معهما زياد اللذان تفاجئا بوجود عاصم و سارة في ذلك الصباح المبكر.. فقالت هدى بفرحة عارمة...

هدى: مش معقول سارة و عاصم.. ازيك يا سو...(و هي تجلس يجوارها و ټحتضنها) وحشاني خالص.
سارة: الحمد لله يا حبيبتي... انتي وحشاني اكتر.
عاصم: و عاصم مش واحشك ولا إيه.
هدى(قامت لتقبله): و انا اقدر برضه... انت كمان واحشني يا حبيبي.

ثم جلست مرة أخرى بجوار سارة ليستمعوا لآسر و هو يقول..

آسر(باداء مسرحي): اااااه.. قلبي.. ياللعار.. امي و جوز اختي.. ليه يارب كدة ليه.
سارة: إيه الهبل دة؟
عاصم: استني يا سارة سيبيه يكمل.. كمل يا باشا كمل.. هايل يا فنان.. ابدعت.
آسر(انحنى بمرح): شكرا شكرا.. بس برضه إيه اللي انت بتعمله دي يا عاصم بيه؟ انت بتحضن امي و بتبوسها عادي كدة.
عاصم: و إذا كان عاجبك كمان... امي انا كمان على فكرة و احضنها و ابوسها براحتي.

نظر آسر ليجد والده يجلس مبتسماً على حل تلك القطيعة التي زعزعت إستقرار و سعادة أسرته فتحدث بتصنع...

آسر: و انت قاعد كدة يا أبو آسر و سايب مراتك تتباس كدة عادي.
جميل: هاعمل ايه يعني ماهي اختك قاعدة و ساكتة كمان... اتكاترو عليا يا آسر.. اهئ اهئ اهئ..

وقف و بكى على كتف آسر بتمثيل متقن... فنظر الجميع لبعضهم ثم قاموا بالتصفيق الحار لذلك الثنائي المبدع وسط إنحنائهما لتقبلهما التحية.. و قالت سارة..

سارة: ماتبطل أڤورة بقى انت و ابوك.
هدى: و هو انتو شوفتو حاجة.. دة انا عايشة في المسرح القومي مع الاتنين دول.
آسر: حتى انتي يا هدى.. طيب انا ماشي.
هدى: رايح فين..
آسر: شغلي.
هدى: بالواد؟!!
آسر: ايون.. اومال عايزاني اسيبه يتربى في الجو دة.. ابدا.

وقفت سارة و ذهبت نحوه حتى تأخذ منه زياد..

سارة: بقولك إيه روح شغلك براحتك و سيبلي انا حبيب عمتو دة اشبع منه شوية.
آسر(و هو يعطيها زياد): اتفضلي يا ستي.. (ثم قبلها بحب)عاملة ايه يا قلبي.
سارة: عاملة ايه بقى و بتاع إيه بعد اللي انت عملته دة؟
آسر(و هو يغمزها بعينه): يابنتي لازم التاتش بتاعي.
سارة: ماشي ياخويا.. صحيح اومال ماما هنية و الحاج عبده فين.
هدى: مما انتي عارفة يابنتي بابا مايقدرش يغيب عن البلد اكتر من يومين.. و هو قاعد هنا بقالو يجي 10 ايام.. سافرو امبارح الصبح.
سارة: خسارة كان نفسي اسلم عليهم قبل ما يسافرو.
سعاد: سيبوكو بقى من الرغي دة و ياللا نفطر مع بعض.. انا جهزت الفطار.
آسر: لا انا هافطر في المكتب عشان اتأخرت.
عاصم: و انا فطرت قبل ما انزل.. هامشي انا دلوقتي يا سارة و هاعدي عليكي بعد ما اخلص ماشي.
سارة: ماشي يا حبيبي.
عاصم: ياللا يا آسر.
آسر: ياللا يا سيدي..(لهدى) و انا ماليش واحدة "حبيبي" قبل ما امشي.
هدى: لا... مش سيبتني مع زياد صاحيين طول الليل و نمت.. روح بقى شغلك خليه ينفعك.
آسر: هي بقت كدة.. ماشي.. ادينا خدنا مخالفة بسببك يا استاذ زياد.. ياللا يا عاصم ياللا يابني.. دة انا ليا الجنة من اختك دي.
عاصم: قولتلك 100 مرة مش عاجبك اخدها فوراً.
آسر: تاخد مين يا عم؟؟ دة انا دافع ډم قلبي دة انا اروح فيكو في داهية.
هدى: يعني عشان دافع فلوس بس مش عشان بتحبني مثلا يا وحش.
آسر: ماهو انا دفعت عشان بحبك يا قلب الۏحش.

ابتسمت هدى ببلاهة و نظر لهما عاصم بغيظ... ثم امسك بعنق آسر من الخلف و سحبه و رحل كل منها لعمله و جلس الباقون على مائدة الافطار..

جميل: سارة انا مش عايزك تزعلي من حد فينا عشان خبينا عليكي..
عاصم اللي طلب مننا دة و بصراحة كلنا شوفنا ان عنده حق.. كلنا خوفنا عليكي اوي.
سارة(ابتسمت بحنين): عارفة يا بابا.. و صدقني انا خلاص مش زعلانة من حد.. انا عارفة ان انتو عملتو دة عشان خايفين عليا.. خلاص بقى ياريت ننسى اللي حصل و نرجع تاني بقى نعيش حياتنا تاني عادي.
هدى: دة احلى خبر سمعته دة... يارب الفرحة ترجع لنا تاني بقى.
سارة: اومال زيزو باشا دة بيعمل إيه لما مش هايرجعلنا الفرحة.
هدى: لا زيزو بيرجع عليا بس مش بيرجع الفرحة لا.. بيرجع حاجات تانية.
سارة(ضحكت): ههههه.. يا مفترية.. و بعدين حبيب عمتو يعمل اللي هو عايزه.
هدى: ماشي يا عم.. لقيتلك حماية اهو.
سارة: طيب يا ستي انا هاريحك منه ساعتين كدة إيه رأيك؟
هدى(بفرحة): إيه دة بجد.. و تسيبيني انام.
سارة: لا هانسيبه هنا مع جدو و تيتا و نخرج انا و انتي.
جميل: ليه يا سارة هاتروحو فين؟
هدى: أكيد هاتفسحني.
سارة: لا برضه.
هدى: اومال هاتقتليني ولا ايه؟
سارة(بضحك): ههههه.. لا مش للدرجة دي.. دة آسر يزعل اوي.
هدى: حبيبي آسوري.
سارة(بضحك): ههههه.. ايوة دة دافع ډم قلبه.
هدى(بغيظ): ماشي يا ظريفة.. اومال إيه يا خفة.
سارة: هاتنزلي معايا عشان عايزة اشتري شوية حاجات من المول اللي جنبنا دة.. ممكن يا ماما نسيب زياد معاكي الساعتين دول.
سعاد: طبعا يا حبيبتي.. بس يا هدى هاتيله غيار و بامبرز و اللبن بتاعه.
هدى: حاضر يا طنط.
سعاد(بتصحيح): ماما... قوليلي يا ماما.
هدى(بغرحة): بجد؟!
سعاد: طبعا بجد.. و انا هاهزر معاكي انا ولا ايه؟

قامت من مكانها و قلبتها عدة قبلات بفرحة كبيرة..
و بالفعل تم ما أرادت سارة.. فقد خرجت سارة بصحبة هدى و قامت بشراء بعض الملابس و الاكسسوارات و العطور..
و عادت هدى للمنزل و لم تذهب سارة معها لمنزل والدها مرة أخرى بل عادت لمنزلها هي الأخرى لتقوم بتجهيز تلك المفاجأة لعاصم كما خططت..

و في نهاية اليوم..
عاد عاصم لمنزله بعد ما إتصلت به سارة و أخبرته أنها ستسبقه الى هناك و أنها سوف تنتظره على العشاء.. تعجب قليلاً و لكنه لم يعقب و لم يسأل عن السبب.. فكل ما يهمه هو انه سوف سيلتقي بحبيبته قريباً و حديهما دون أحد.
و عندما قاربت عقارب الساعة إلى السابعة مساءاً دخل عاصم إلى المنزل و قابلته فاطمة...

فاطمة: سا الخير يا سي عاصم.
عاصم: مساء الخير يا بطة... عاملة ايه؟
فاطمة: شالله تسلم يارب.
عاصم: اومال ستك سارة فين.. اوعي تقولي مارجعتش لحد دلوقتي.
فاطمة: لا رچعت من بدري و طلعت الاوضة و ماخرچتش من ساعتها.
عاصم: معقولة؟!! ليه؟!! اوعي تكون تعبانة.
فاطمة: لا بعد الشړ عنيها.. هي زينة جوي.. دي حتى من شوية جالتلنا نطلعولها العشا فوج.. و طلعته من شوية.
عاصم(عقد حاجبيه بتعجب): كمان؟!! طيب انا هاطلع اشوفها.

صعد إلى الغرفة بلهفة حتى يلاقي محبوبته و لكي يعرف سبب عدم إنتظارها له في منزل والديها و لما لم تخرج من الغرفة منذ عودتها و الذي يأمل ان يكون السبب خيراً..
فتح الغرفة بهدوء تحسباً لو كانت نائمة و لكنه تفاجئ كثيراً بما رآى..
فقد كانت الإضاءة خاڤتة جميلة.. تتزين الغرفة ببعض الزينة الرومانسية منها لافتة جميلة مزينة مكتوب عليها"I love you".
طاولة صغيرة يوضع عليها العشاء بشكل منسق و جميل وسط بعض الشموع الصغير ذات الراحة العطرة..
رفع نظره قليلاً ليقابل معذبة فؤاده.. كانت ترتدي فستاناً أبيضاً مزين ببعض الورود الرقيقة.. يظهر من جسدها اكثر ما يخفي و لكن بشكل جميل رقيق.
تعلقت عينيه بها حتى اقترب هي منه و وضعت يديها حول كتفيه و تعمدت لمس عنقه بدلال مثير و قالت بهمس أشعل نيران الشوق و الحب في قلبه...

سارة: وحشتني.
عاصم: إيه دة كله؟
سارة: إيه.. عجبتك الاوضة؟

نظر للغرفة مرة أخرى ثم حطت عينيه عليها ثانيةً و قال...

عاصم: جدا.. بس إيه المناسبة؟
سارة: هو لازم يكون في مناسبة عشان اقول لجوزي حبيبي اني بحبه؟
عاصم: يعني انتي بتحبيني؟
سارة: اخس عليك.. عندك شك في اني بحبك و بمۏت فيك كمان؟
عاصم: لا.. بس بحب اسمعها منك.
سارة: بس كدة؟؟ ليك عليا افضل اقولهالك كل ثانية لحد ما تزهق منها و مني انا كمان.
عاصم: يبقى هاتقضلي تقوليها طول عمرك.. عشان أنا لا يمكن ازهق منك ولا من كلمة "بحبك" اللي بسمعها منك.
سارة: طيب بحبك.. و بحبك.. و بحبك.. و بحبك.. و بحبك.

كانت تقولها و تفصل بينها بقبل وزعتها على كل ملامح وجهه.. حتى أن غمرته السعادة و جعلت قلبه يرقص طرباً..

عاصم: دة إيه الرضا دة كله.
سارة(بإبتسامة واسعة): لا و خلتهم يعملولك كل الاكل اللي انت بتحبه...
عاصم: كله كله؟
سارة(ضحكت بسعادة و فرح): كله كله يا سيدي.
عاصم: بس إيه اللي انتي عملتيه عند باباكي الصبح دة؟
سارة: عملت ايه؟
عاصم: يعني.. لما دافعتي عني قدام مامتك..
سارة(حاوطت عنقه بحب): انا ادافع عنك قدام الدنيا كلها.. عشان انت تستاهل اني اعمل كدة.
عاصم: و انا مايهمنيش من كل الدنيا دي كلها غيرك انتي و بس.

و نعما بليلة جميلة و كأنهما طيران يسبحان في سماء غرامهما.

الفصل التاسع و الأربعون والاخير..

عادت الحياة لطبيعتها مرة أخرى أخيراً.. لم تنسى سارة إبنها ولا حتى عاصم و لكنهما فوضا أمريهما لله الذي سيعوضهما بالتأكيد.
و في أحد الأيام كان عاصم قد خرج لعمله كعادته كل يوم و لكن في وسط أتته مكالمة مفاجئة من فاطمة تخبره أن سارة ليست بخير و عليه الحضور فوراً.. و بالفعل ترك عمله و ركض سريعاً و إستقل سيارته التي قادها بسرعة چنونية حتى يذهب بها ليطمئن على حبيبة قلبه..

وصل إلى المنزل و ركض إلى غرفته ليجد سارة مستلقية على الفراش و تظهر عليها علامات التعب و الاعياء و فاطمة تقف بجوارها و بيدها فنجاناً دافئاً من النعناع المنعش حتى يهدئ معدتها قليلاً..

فتح الباب و ركض نحوها بسرعة و جلس بجوارها و أمسك يدها بلهفة...

عاصم: سارة.. حبيبي مالك.. في ايه؟
سارة(بتعب): برضة كلمتيه يا فاطمة.
فاطمة: يعني كنتي عايزاني اعمل إيه و انتي مسورجة و روحك رايحة؟
عاصم(لسارة): إيه يا سارة الكلام دة؟؟ انتي ماكنتيش عايزاها تكلمني و انتي مغمى عليكي ولا ايه.. ازاي يعني؟
سارة(بضعف): ماكنتش عايزاها تقلقك..
عاصم(قبل يدها بحب): و انا عندي مين اغلى منك اقلق عليه.
سارة: بس برضه يا حبيبي.. انا خلاص بقيت كويسة يا فاطمة.. حرام عليكي تجيبيه على ملا وشه كدة.
فاطمة: خۏفت عليكي لما وجعتي من طولك كان لازمن اكلمه يلحجنا.. مش كفاية اللي حوصل امبارح و اني سمعت كلامك و ماجولتلهوش.
عاصم(نظر لفاطمة بإستفسار): هي تعبت امبارح كمان؟ إيه اللي حصل امبارح.
فاطمة: جامت الصبح وشها أصفر كيف اللمونة و جابت اللي في بطنها و فضلت على الحال دة لحديت بعد الضهر.
عاصم: كل دة؟؟ و ماقولتيليش ليه يا فاطمة؟
فاطمة: هي اللي جالتلي.. بس لما تعبت تاني ماكنش ينفع اسكت بجى.
عاصم: ماشي يا فاطمة حسابي معاكي بعدين.. (ثم نظر لسارة بحب) ياللا نروح المستشفى.
سارة: لا يا حبيبي مافيش داعي.. انا هابقى كويسة.
عاصم(و هو يتفحص لهاث انفاسها التي تأخذها بصعوبة): لا انتي تعبانة.. لازم نروح للدكتور.
سارة: صدقني مافيش داعي.
عاصم: لا في.. انا عايز اطمن عليكي.
سارة: طيب خليها شوية كدة بس.
عاصم(لاحظ تعبها): شوية إيه بس.. انتي تعبانة اوي..
سارة: معلش شوية بس لو مابقتش كويسة هاقوم معاك.
عاصم: انتي مش قادرة تقومي أصلا صح... انا هاكلم دكتور يجي احسن؟
سارة: عاصم استنى بس..

و لكنه لم يرد عليها و خرج لكي يطلب الطبيب.. و لم تستطع الرفض لصعوبة حالتها و لانه لن يستمع لها حتى يطمأنه الطبيب بنفسه..
و بعد قليل حضر الطبيب و استقبله عاصم بنفسه...

عاصم: اهلا يا دكتور اتفضل.
الطبيب: اهلا يا عاصم بيه.. متشكر.
عاصم: لو سمحت يا دكتور.. انا كنت عايز اطلب منك طلب.
الطبيب: آه طبعا اتفضل.
عاصم: انا بس ماكنتش عايزك تقول اي حاجة قدام سارة.. لا حلو ولا وحش.. لما نخرج من عندها ابقى قولي اللي انت عايزه.
الطبيب: ليه يافندم.. هو في حاجة؟
عاصم: لا بس مش عايز اخضها لو طلع في حاجة لا قدر الله.. ممكن؟
الطبيب: آه طبعا.. حاضر..

دخل الطبيب خلف عاصم إلى غرفة سارة و فاطمة التي كانت تنتظرهما معها.. وقع الفحص الطبي عليها و أنهى مهمته و قال عاصم سريعاً...

عاصم: هاوصل الدكتور و ارجعلك.

لم تجيب و لكنها أمائت بالقبول.. خرج عاصم مع الطبيب بالفعل و جلس معه في غرفة الصالون ينتظره كي يكتب لها الأدوية المناسبة و لكنه لم يطيق الإنتظار فسأله...

عاصم: مالها يا دكتور.. عندها إيه؟
طبيب: من الكشف المبدأي اقدر اقول لحضرتك مبروك هايجيلكم نونو صغير قريب.

لم يتوقع عاصم تلك الإجابة التي ألجمت لسانه لثوانٍ معدودة و لكنه عاد لأرض الواقع عندما أعطاه الطبيب ورقة بها أسماء بعض العقاقير الطبية المناسبة لحالتها..

الطبيب: دي شوية فيتامينات و مقويات هاتفيدها اوي الفترة دي.. و كمان كتبت لها على حاجة للقئ الصباحي اللي بيحصل لها... دي طبعا ادوية مؤقتة لحد ما تقدرو تروحو لدكتور نسا.
عاصم(و حاول ان يجمع كلماته): انت.. انت بتقول إيه.. انت متاكد؟
طبيب: هو انا مش تخصص نسا بس آه متأكد.. و ممكن حضرتك تعمل تحليل ډم رقمي بيبقى ادق..  
عاصم(و هو يفوق من تلك المفاجأة): بس انا مش عايزها تخرج و مش عايزها تعرف حاجة الا لما نتاكد..
طبيب: ليه كدة؟ هو اول طفل ليكم و عايز تعملها لها مفاجئة ولا إيه.
عاصم(بحزن): لا.. مش اول طفل لينا.. كان في قبله بس ربنا افتكره.. و انا مش عايز اديها امل و يطلع وهم في الاخر.
طبيب: ااه.. انا اسف..

فكر الطبيب لدقيقتين و قال..

الطبيب: طيب انا عندي حل.. انا ممكن ابعت لحضرتك حد من معمل المستشفى ياخد عينة ډم على أساس انها تحليل انيميا مثلا و لما النتيجة تطلع تبقى حضرتك تقرر هاتعمل إيه.
عاصم: بجد ينفع..؟
طبيب: طبعا... انا هاتصل بيهم في المعمل عشان يبعتو حد و هاتفق معاه على كل حاجة.. عن اذنك.

تركه الطبيب في حالة غريبة من الفرحة و السعادة و الخۏف من خيبة الأمل.. و لكنه قرر الإنتظار ريثما تظهر نتيجة التحاليل قبل ان يخبرها بشئ..
صعد لها وجد فاطمة قد ساعدتها في تغيير ملابسها و دثرتها جيدا في فراشها.. فتماسك جيداً و فتح باب الغرفة و دخل إليها....

عاصم: ها يا روحي.. عاملة ايه دلوقتي.
سارة: الحمد لله بقيت احسن.. مش قولتلك مافيش داعي للدكتور.
عاصم: معلش عشان قلبي يطمن بس..(ثم نظر لفاطمة) بقولك إيه يا فاطمة... انتي تنزلي بقى تعملي لنا غدا خفيف كدة عشان الهانم اللي مافطرتش دي.
فاطمة: بس كدة.. من عنيا الجوز.
سارة: بس مش دلوقتي... خليها بعد شوية مش هاقدر اكل حاجة دلوقتي.
عاصم: لا مافيش الكلام دة.. في دوا الدكتور كاتبه و بعت اجيبه و لازم يتاخد و لازم غذا كويس عشان تخفي بسرعة.
ولا عاجبك رقدتك دي و قلقي عليكي.
سارة: لا خلاص.. ماشي.
عاصم: بطة انتي تسلقيلنا فرخة حلوة كدة و تعمليلنا جنبها شوية شوربة خضار.. ماشي.
فاطمة: بس اكده؟ من عنيا التنين.

و تركتهما و رحلت لمهمتها.. فتمدد عاصم بجوارها و أخذها لتنام في حضنه و أطبق هو ذراعيه حولها بحب و أمل...
و لكنها لن تهدأ حتى تعلم ما قال الطبيب فسألته...

سارة(بتعب): قالك إيه الدكتور..
عاصم: قالي انه شايف ان كله كويس.. بس هانحتاح نعمل شوية تحاليل عشان نطمن عليكي اكتر.. زيادة إطمئنان مش أكتر.
سارة: تحاليل إيه.. 
عاصم: يعني.. حاجات عادية.. انيميا و صورة ډم و حاجات كدة.. ماهو من قلة اكلك و انك لازم عشان تاكلي يبقى بالخناق.
سارة(بنعاس): يعني هو بمزاجي.. مش بيبقى ليا نفس..
عاصم(بحب): طيب خلاص.. ماتشغليش انتي بالك و ارتاحي و انا هاعمل كل حاجة.
سارة: انا عايزة انام..
عاصم: تاني.. دة انتي لسة صاحية ماكملتيش ساعتين.

لم تعبأ بنبرته الحانقة و تدثرت جيداً و دخلت في حضنه كفتاة و والدها.. و لم يرفض هو و حاوطها و هو يضمها اكثر لصدره بكل الحب...

سارة: ماليش دعوة.. عايزة انام.. نيمني ياللا.

ابتسم عاصم لان تلك كانت عادتها في حملها الاول.. فقد كانت تنام كثيرا جدا.. ثم تمدد بجوارها و احتضنها بأمل كبير.....

عاصم: نامي يا قلبي.. نامي و انا جنبك.

نامت هي بعمق و ظل هو يشاهدها و يتفرس في ملامحها و يملس على شعرها بحنان و بأمل أن يعوضهما الله عن خسارتهما...
و بالفعل..
بعد مدة ليست بكبيرة وصل موظف معمل التحاليل و أخذ العينة بعد ان لقنه عاصم إجابة جميع الأسئلة المحتمل ان تسألها سارة و أجابها هو عن الاسئلة الأخرى...
لم يرد عاصم ان يفارقها حتى تظهر نتيجة التحاليل و لكنه لم يرد ان يثير شكوكها أيضاً.. فقرر أن يأخذ إجازة قصيرة من عمله لمدة يوم او يومين حتى تظهر نتيجة التحاليل..
وبعد يوم كامل قضاه عاصم في أرق و قلق أتاه إتصالاً من موظف معمل التحاليل.. فخرج بهدوء من جوار زوجته النائمة بعمق...

عاصم: الو.
الموظف: أستاذ عاصم معايا؟
عاصم: ايوة مين بيتكلم؟
الموظف: حضرتك أحنا معمل التحاليل التابع لمستشفى####.
عاصم(و بدأ قلبه في قرع طبول القلق و الخۏف): ايوة ايوة... هي النتيجة ظهرت؟
الموظف: ايوة يافندم... و النتيجة إيجابية.
عاصم(و كاد قلبه ان يتوقف من الإنتظار): يعني.. يعني إيه إيجابية؟
الموظف: مبروك يافندم.. في حمل تقريباً في اول يومين في الشهر التالت.
عاصم(و لمعت عينيه بفرحة): انت.. انت متأكد؟
الموظف: ايوة يافندم.. و لو حضرتك عايز تتأكد ممكن تروح لدكتور نسا و تشوف السونار بنفسك.
عاصم: تمام.. تمام شكرا شكرا اوي.

دار حول نفسه عدة مرات بلا هدف.. فلم يعي ما يجب عليه ان يفعل و كيف يخبر حبيبته بذلك الخبر السعيد.. لم تسعه الفرحة و لم تسع قلبه السعادة.. او لم يعلم ما يجب عليه ان يفعل من الاساس.. 
صعد إلى غرفته فوجد سارة تتململ في نومها فجلس بجوارها يتأملها بوجه بشوش ينيره الحب..
فتحت عينيها لتجده ينظر لها بإبتسامة عذبة جميلة تراها لأول مرة... فلم تفهم أنها إبتسامة تعويض الله عما حدث لهما من قبل...
بادلته إبتسامته بإخرى جميلة ناعسة و قالت بصوت لطيف...

سارة: صباح الخير.
عاصم(و هو يلعب في شعرها بهيام): صباح الخير و الحب و الهنا.. كل دة نوم؟؟
سارة: حرام عليك... دي الساعة لسة ماجاتش 9.. انت اللي صاحي بدري كدة ليه و سايبني لوحدي.. مش قولت مش هاتروح الشغل النهاردة و هاتقعد معايا..  ولا غيرت رأيك؟
عاصم: تؤ.. ماغيرتش رآيي ولا حاجة.. بس قولت نخرج انا و انتي احسن.. بقالنا كتير ماخرجناش مع بعض.. و كمان محضرلك مفاجأة هاتعجبك اوي اوي.
سارة(إعتدلت بفرحة): بجد؟؟ مفاجأة إيه طيب قول بسرعة.
عاصم: لا طبعا مش هاقول.. هانبوظ المفاجأة كدة.
سارة(اقتربت منه بدلال و قبلت جانب ثغره باڠراء جميل): و لو المفاجأة ماعجبتنيش.. هاتعمل ايه؟
عاصم(اقترب منها و بادلها قبلتها يإثنتين): هاتعجبك.. انا متأكد.. و لو ماعجبتكيش اطلبي اي طلب في الدنيا و يتحققلك في ثانية.. إيه رأيك بقى؟
سارة: شكلك واثق اوي.. ماشي اتفقنا.. نخرج و نشوف.
عاصم(غمزها بثقة): هانشوف.

و بالفعل تناولا الافطار اولا تحت إلحاح عاصم و أخذها في سيارته الى وجهتهما و التي تعجبت سارة منها جداً.. و سألته في تعجب شديد..

سارة: إيه دة؟؟ أحنا بنعمل إيه هنا؟
عاصم: إيه مش عايزة المفاجأة.. ولا رجعتي في كلامك.
سارة: لا طبعا.. بس إيه علاقة المفاجأة اللي انت عاملهالي يالمستشفى؟
عاصم(الټفت عليها و أطبق بكفيه على يدها و قبلها بحب): انتي ناسية ان في تحاليل المفروض نتيجتها النهاردة..
سارة: آه صحيح.. دة انا نسيت.. طيب ما كانو بعتوهم على البيت ولا على الشركة.
عاصم: لا لا.. شركة ايه و بتاع ايه.. و بعدين انا عايز اطمن بسرعة مش هاستنى انا لما يبعتوهم.
سارة(نظرت له بنصف عين): مش مرتحالك.
عاصم(ضحك بمرح): هههه.. بصي خلينا نتفق إتفاق.. اسمعي كلامي في النص ساعة اللي جاية دي بس و بعد كدة تعملي اللي انتي عايزاه.. اتفقنا؟
سارة: و لو اني مش فاهمة حاجة بس ماشي.. هاسمع كلامك.
عاصم: طيب ياللا بينا.

و بالفعل دخلت معه في صمت و ترقب لتلك المفاجأة و كما وعدته لم تعترض و لم تسأل عن شئ حتى أدخلتهما الممرضة إلى غرفة الكشف الخاصة بطبيب النساء.
لم يكن صعباً عليها ان تعي المكان الذي هما به.. فنظرت له بتساؤل...

سارة: عاصم.. هو.. هو أحنا هنا ليه؟
عاصم: تعالي اقعدي الاول و انا اقولك ليه؟

أخذ بيدها و ساعدها لتجلس و جلس على ركبته إلى الأرض أمامها ممسكاً بيدها.. و نظر في عينيها و قال...

عاصم: لما تعبتي و جه الدكتور.. كشف عليكي و قال.. قالي انك حامل.

تفاجئت سارة من حديثه و لكنها لم تستطيع التفوه بكلمة واحدة و لكن نظرة الدهشة التي علت وجهها جعلت عاصم يبتسم بحب و يقبل يدها بسعادة....

عاصم: انا عملت كدة زيك بالظبط.. ماصدقتوش.. قولتله اننا لازم نتأكد الأول قبل ما أقولك عشان ماتبنيش أمل و يطلع في الاخر سراب.. لأني عارف قد ايه دة ممكن يوجعك.
فجبنا حد من المعمل عشان نعمل تحليل ډم رقمي بس قولتلك انه تحليل انيميا.. و لما نتيجة التحاليل طلعت و المعمل أكد كلام الدكتور.. كان لازم نيجي لدكتور النسا عشان نتأكد أكتر و نطمن عليكي و عليه كمان.. ها إيه رأيك في المفاجأة دي.. حلوة.

لم ترد عليه فوراً.. و لكنها وقفت و لم تترك يده.. ظلت تنظر في عينيه بكل دهشة و على حين غرة قفزت إلى أحضانه و بادلها هو حبها بحضن أمان و سعادة غامرة.

سارة: انت احلى من اي مفاجأة في الدنيا.. انت احلى عاصم في الدنيا دي كلها.. انا بحبك اوي اوي يا عاصم.. اوي.
عاصم: و انا بمۏت فيكي يا روح قلب عاصم..

لم يفلتا ضمتهما لبعضيهما و كأنهما يحتفلان بهذا الخير العظيم.. و بعد قليل أراد أن يرى ذلك الجنين الذي إنتظراه طويلاً.. يريا ثمرة حبهما و عشقهما.. فأبعدها قليلاً عنه و لم يفلت خصرها....

عاصم: طيب ياللا نروح بقى للدكتور عشان نشوفه.
سارة(تركت عنقه و لكنها لم تترك حضنه): هانشوفه؟؟ بجد؟؟
عاصم: هانشوفه و نسمع دقات قلبه كمان و ناخدله صورة كمان لو عايزة.. كل اللي انتي عايزاه.. ياللا.

و بالفعل ذهبا معاً إلى غرفة الكشف و أبلغهما الطبيب بالحمل كما أكد الطبيب الاول و معمل التحاليل أيضاً...
جلس عاصم بجوار الفراش التي تتمدد فوقه سارة أثناء فحص الطبيب لها بالسونار.. أمسك بيدها و التي كان ينتفض جسدها بترقب فطمئنها مربتاً على يدها...

الطبيب: إيه يا مدام.. متوترة كدة ليه.
سارة: لا مش متوترة ولا حاجة.
الطبيب: اومال بتترعشي كدة ليه؟ اهدي شوية كدة اومال عشان نعرف نشوف البيه اللي موترك دة.
عاصم: معلش يا دكتور... اصل بقالنا كتير مستنينه.
الطبيب: طيب الف مبروك يا سيدي.

وضع جهاز السونار فوق بطنها و أخذ يحركه بطريقة عشوائية حتى إستقر على شكل متحرك علما أنه طفليهما.. 
أخذا ينظران له بسعادة غامرة و ترقرقت دموع الفرحة في مقلتي سارة التي عادت لأرض واقعها على يد عاصم التي ملست على راسها بحب.. فنظرت له....

سارة: شوفته يا عاصم... شايف صغنون قد ايه.
عاصم: شايف يا قلبي.. شايف.
الطبيب: مش معقول.
عاصم(بقلق): إيه.. في حاجة يا دكتور.
الطبيب: لحظة واحدة و اقولك.

ظل الطبيب يفحصها تحت ترقب و قلق كل من سارة و عاصم.. إلى أن نفذ صبرهما فسأله عاصم مرة أخرى پخوف...

عاصم: إيه يا دكتور انت قلقتنا كدة.. في حاجة ولا ايه؟
الطبيب: الحقيقة هو في 3 حاجات.
سارة(إعتدلت بقلق): إيه يا دكتور.. خير؟
دكتور: خير ان شاء الله.. اول حاجة ان صحتك كويسة خالص و ممتازة جدا و ان شاء الله دة هانتأكد منه اكتر بعد ما نعمل شوية تحاليل كمان.
عاصم: و لما هي كويسة تحاليل ليه بقى ولا انت شاكك في حاجة؟
الطبيب: لا دي شوية تحاليل عادية... صورة ډم و انيميا.. حاجات روتينية يعني.
سارة: طيب و تاني حاجة.
الطبيب: ان البيبي كمان صحته كويسة اوي و حجمه بالنسبة لسنه اللي هو شهرين و نص تقريبا برضه ممتاز.
عاصم: اومال في ايه لما هي كويسة و البيبي كويس.. يبقى أكيد أخر حاجة هي اللي مخوفاك.. قول لو سمحت يا دكتور أحنا أعصابنا تعبت اوي.
الطبيب: تالت حاجة بقى هي ان....

تلقيا الخبر بأخر ما يقلق الطبيب و أخر ما كانا يتوقعاه.. ثم أنهيا مقابلتهما معه و أخذا كل الارشادات التي عليها إتباعها و خرجا ليركبا السيارة وسط حالة من الذهول و الصمت لم يقطعها أحدهما.. حتى سمعت سارة ضحكات عاصم العالية.. 
فنظرت له بتعجب و بعد برهة إنضمت له و دخلا معا في نوبة ضحك شديدة لمدة دقائق و لكن سارة أنهتها پبكاء و دموع جعلت قلب عاصم ينتفض بقلق...
فنظر لها و قال يخوف و تعجب..

عاصم: إيه يا سارة.. بټعيطي ليه يا حبيبي بس.
سارة(پبكاء): مش عارفة.
عاصم: حد برضه يعيط في يوم زي دة؟
سارة: صدقني مش عارفة بعيط ليه؟ يمكن دموع الفرحة.

إحتضنها بحب و قبل رأسها بإبتسامة...

عاصم: طيب ممكن تهدي شوية.. ولا دي هرمونات الحمل برضه..
سارة(و هي تمسح دموعها): باين كدة.
عاصم(بمشاكسة): شكلنا هانرجع لجنان الحمل تاني صح؟
سارة(ضړبته على كتفه برقة): بطل رخامة.
عاصم: حاضر.. بس بطلي جنان(و تراجع سريعاً) قصدي بطلي عياط.
سارة(قامت من حضنه پغضب): بطل رخامة و بطل تقول عليا مچنونة.
عاصم(نظر لها بمشاكسة): أحلى مچنونة في الكون كله.. ها.. على فين.. أحنا لازم نحتفل بالمناسبة العظيمة دي.
سارة: على بابا طبعا.. أحنا لازم نقولهم.. و نكلم ماما هنية و الحاج عبده نفرحهم.
عاصم: طيب و هاتقولي لهم؟
سارة(بعد تفكير): انت إيه رأيك؟
عاصم: بصراحة مش عارف.. إيه رأيك نسيبهالهم مفاجأة ساعة الولادة.
سارة: ياااه.. كل دة يا مفتري.
عاصم: بس هاتبقى مفاجأة جنان.
سارة: ماشي.. موافقة.. ياللا على بابا بقى.
عاصم: حاضر يا ستي.. طلباتك أوامر.

و أنطلق بها نحو منزل والدها و طرق الباب حتى فتحت لهما سعاد التي استقبلتهما بكل حب محتضنة إبنتها....

سعاد: سارة يا حبيبتي.
سارة: عاملة ايه يا ماما.
سعاد: تمام يا حبيبتي الحمد لله.. (نظرت لعاصم و احتضنته) ازيك يا عاصم؟
عاصم(و بادلها الحضن): ازيك يا ماما عاملة ايه؟
سعاد: انا كويسة بس زعلانة منكم اوي.. تعالو ادخلو الأول.

دخلوا معاً و جلسوا ثم سألها عاصم..

عاصم: إيه اللي مزعلك بقى يا ست الكل.
سعاد: يا سلام.. يعني مش عارفين.. بقالكم كام يوم كدة مختفيين... لا حد عارف عندكم حاجة ولا بتكلمو حد.
حتى التليفون بتردو عليه بالعافية.. إيه كنتو مسافرين ولا ايه؟
سارة: لا يا ماما ماسفرناش ولا حاجة.
سعاد: اومال إيه في إيه؟

كاد عاصم ان يجيب و لكنهم سمعو صوت الباب يقرع بصخب مصاحباً لصوت الجرس في تناغم شاذ غير مناسب تماماً..

سعاد: استنى أما افتح للمجانين التانين الاول.
عاصم: خليكي هافتح انا.

ذهب و فتح الباب لتقابله شقيقتها و زوجها الذي كان يحمل إبنه...

عاصم: إيه يابني انت و هي الغاغة اللي انتو عاملينها دي؟
آسر(بفرحة كبيرة زيادة عن الحد الطبيعي): خالو حبيب زياد.. روح يا زياد لخالو حبيبك ياللا.

و ألقاه بين ذراعي عاصم الذي تفاجئ بما فعل..

عاصم: إيه يابني اللي بتعمله دة.
هدى(و هي تقبل شقيقها): خده يا عاصم... خده شوية يا حبيبي دة انت خاله برضه و الخال والد.

و أخذ آسر زوجته و دخل و ترك عاصم على الباب ينظر بذهول لزياد الذي ضحك ببراءة..

عاصم: انت بتضحك على ايه انت و ابوك رماك كدة.. تعالى ندخل نشوف عملت إيه المرة دي.

دخل خلفهما و بعد السلامات و التحيات...

عاصم: إيه يابني.. عمل لك إيه زيزو المرة دي.
آسر: زيزو.. زيزو بقى كائن ليلي خلاص.. بقى خفاش عارف الخفاش.. يفضل صاحي طول الليل يرازي فينا و هئ و مئ و ينام بعد الفجر و يصحى العصر البيه زي دلوقتي كدة ضحكته مجلجلة و عايز يلعب.
بنكون انا و امه خلاص بقى خلصنا بنزين.
هدى(پبكاء مصطنع): انا خلاص نسيت النوم و ايامه نسيت لياليه و احلامه يا عاصم.. اهئ اهئ..
سارة: و انت خلاص بطلت تروح الشغل ولا ايه؟
آسر: لا بطلت ولا نيلة.. بس برجع الساعة 6 المغرب كدة الاقيه لسة صاحي و عايز يلعب.. و انا أصلا مانمتش بالليل و طول النهار في الشغل.. (صړخ في وجه زياد بمرح) انت فاكر نفسك شارينا ولا ايه؟

دوت ضحكة زياد البريئة و ضحك الجميع على ضحكته الجميلة.. فقالت سارة پغضب مرح..

سارة: ماتزعقلوش ياض انت.. زيزو يعمل اللي هو عايزه.. صح يا روح عمتو انت.. اومال بابا فين صحيح؟
سعاد: عازمنا يا ستي النهاردة على اكلة سمك جاهزة.. ما انتي عارفة يوم الإجازة لازم نتجمع... بس المرة دي قال انه هايجيب سمك جاهز.. ماخلنيش اعمل حاجة غير السلطات و ....

لم تكمل حديثها فوجدته يفتح الباب..

سعاد: اهو وصل اهو.. قوم يا آسر خد منه الأكل.

ذهب آسر ليساعد والده في حمل الطعام و دخل خلفه...

جميل: مساء الخير.
الجميع: مساء الخير.
جميل(أعطى ما بيده لآسر): إيه دة سارة و عاصم كمان..
سارة(قامت و إحتضنت والدها): عامل إيه يا بابا.. وحشتني.
جميل: انتي اكتر يا روح بابا.. عامل ايه يا عاصم..
عاصم: الحمد لله يا عمي.. انت ازيك و ازي صحتك.
جميل: الحمد لله.. كنت هاتخانق معاكم لو ماكنتوش جيتو النهاردة.
سارة: مانقدرش طبعا نفوت يوم الإجازة زي ما اتعودنا..
عاصم: هو بصراحة مش بس دة السبب اللي خلانا نيجي النهاردة.. بصراحة كان في حاجة تانية هي اللي جابتها النهاردة.
جميل: إيه خير.. هاتهاجرو استاليا ولا ايه؟
عاصم: لا مش للدرجة دي.. ها يا سارة تقولي أنتي ولا اقول انا؟
سارة: لا قول انت.
سعاد: الله.. في ايه يا ولاد.. ماحد فيكم بقول و خلاص.
عاصم: أحنا يعني اصلنا منتظرين حاډث سعيد..
آسر: حاډث سعيد يعني إيه يعني؟
هدى: استنى يا آسر.. بجد يا سارة؟
سارة: ايوة بجد.
سعاد(و التي فهمت هي أيضاً): بجد يا سارة.. الف الف مبروك يا قلبي..(و قامت بإحتضانها).. مبروك يا روح ماما.
جميل(و الذي لم يفهم شيئاً): هو في ايه و بتباركولها على إيه.
هدى: إيه يا عمو.. انت ماتعرفش الناس في الافلام لما بيقولو جملة حاډث سعيد دي بيبقى معناها ايه؟
جميل: ماليش في الافلام انا.
آسر: هو تقريبا كدة فهمت انا كمان.. سارة انتي حامل؟؟صح؟
سارة: ايوة.. في شهرين و نص.

صاح الجميع في فرح و سعادة و انهالت المباركات على سارة و عاصم و هم يحمدون الله على رفقه بهما و تعويضهما عما فقداه...
و في تلك الجمعة الجميلة قام عاصم بالإتصال بالحاجة هنية حتى يبشروها بتلك البشرى المفرحة..

هنية(بفرحة): صُح يا عاصم حديت سارة ده.. سارة حبلة؟
عاصم: ايوة يا ام عاصم.. ربنا عوضنا الحمد لله.
هنية: يستاهل الحمد يا ولدي.. الف مبروك يا ولدي..  الف مبروك.
عاصم: الله يبارك فيكي ياما.
هنية: طيب يا عاصم مش خلاص بجى.
عاصم: خلاص إيه ياما؟
هنية: مش خلاص بجى و ترچع انت و مرتك تعيشو معانا هنا؟
عاصم(إبتعد عن مجلس الجميع قليلاً حتى لا يسمعه أحد): مش وجته ياما الحديت ده.
هنية: يا ولدي.. يا ولدي الدار خربت من ساعة ما سيبتوها انت و اختك.. بجيت عايشة فيه انا و ابوك حزانا والله..
عاصم: ياما الدار عمران بيكم.. بس اني ماجدرش اطلب من سارة حاجة كيف دي دلوجت.. أحنا يادوبك بنجوم من وجعتنا.. 
هنية: يا عاصم اسمعني بس...
عاصم: ياما الله يرضى عليكي.. مش وجته حديتك ده.. بس عشان خاطرك هاحاول اتكلم معاها و اللي فيه الخير يجدمه ربنا.
هنية: ماشي يا ولدي اللي يريحك.
عاصم: الله يريح جلبك ياما و يخليكي لينا.
هنية: طيب جولت لأبوك؟
عاصم: هاكلمه دلوجتي اها.. عايزاش حاچة طيب؟
هنية: عايزاك سالم غانم يا ولدي.

أغلق الهاتف مع والدته و قام بمهاتفة والده و أخبره الخبر الذي أسعده كثيراً و أنهى المكالمة معه بوابل من الدعوات بصلاح الحال له و لزوجته..

✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓✓

مرت بعد ذلك شهور الحمل بسلام.. لم يزعجهما فيها سوى طلبات سارة المفاجئة و التي تكون جميعها في الليل.. حتى أنها في إحدى الليالي كادت ان تقود عاصم للجنون..
فقد تخطت الساعة الثالثة فجراً بقليل و لم تستطع هي النوم و كان عاصم يشعر بها من حين لأخر.. فقد كان متعب للغاية في عمله في اليوم السابق حيث أنه قد أتم أهم صفقة في تاريخ شركته حتى الآن و التي تعب جداً في إتمامها و التجهيز لها..
كانت تتقلب على الفراش و لم يزورها النوم قط على العكس من عاصم الذي كان ينام نوماً متقطعاً بسببها و لانها كانت تعلم كم هو متعب  لم ترد ان تزعجه فلم توقظه و لكنها لم تعلم انه استيقظ منذ وقت يسير..
جلست بملل على الفراش في تعب و إرهاق ناتج من عدم نومها.. و لم يجد هو بداً من الجلوس هو أيضاً مرغماً...

عاصم(و هو ينفض غطاءه بملل): اهو.. و ادي قاعدة.
سارة: إيه دة انت صاحي ولا انا اللي صحيتك؟
عاصم(بتعب و نوم): الحقيقة مش صاحي خالص.. بالعكس هاموت و انام بس سعادتك مش مبطلة حركة و كأن السرير دة بتاعك لوحدك مالكيش فيه شريك.
سارة(بخجل): انا اسفة.. حقك عليا.. هاقوم انا اروح حتة تانية عشان تعرف تنام.

كادت ان تتحرك و لكنه أمسك بها و نظر لها بعطف فلاحظ عيونها التي لمعت بدموع هرمونات الحمل او كما يسميانها جنون الحمل فقال برقة...

عاصم: إيه الهبل دة.. يعني انا بقول كدة عشان تسيبيني و تروحي حتة تانية..
سارة: انا عارفة ان انت تعبان بقالك كام يوم عشان الصفقة اللي انت خلصتها النهاردة دي و ماكنتش بتنام كويس.. بس صدقني ڠصب عني.. بجد مش جايلي نوم خالص.
عاصم: مالكيش دعوة بيا.. انا كويس و مش عايز انام غير لما اشوف مالك.. ممكن اعرف بقى مش جايلك نوم ليه؟
سارة: اصلي بصراحة كدة.. يعني اصل انا...
عاصم(ابتسم لتأكده بمدى تفاهة السبب): انتي إيه.. قولي.
سارة: بصراحة بقى كدة جعانة اوي و مش عارفة انام.
عاصم(ضحك بتعب): ههههه... اااه منكم انتو.. شكلكو هاتتعبوني من اولها.
سارة: قصدك إيه يعني.. مش عاجبك ولا ايه؟
عاصم: لا يا ستي عاجبني اوي كمان.. بس هو يعني مش أحنا لسة متعشيين انا و انتي تحت قبل ما نطلع ننام.. لحقتي جعتي امتى بس؟
سارة: قصدك إيه.. قصدك ان انا مفجوعة؟
عاصم: لا بقولك إيه مش طالبة هرموناتك دي خالص.. قولي عايزة تاكلي إيه انزل اجيبهولك من المطبخ تاكلي و بسرعة عشان ننام... ها عايزة ايه؟
سارة(فركت يديها بخجل): ماهو.. ماهو اصل اللي انا عايزاه مش موجود في المطبخ.
عاصم: يعني إيه.. إيه اللي انتي ممكن تكوني عايزة تاكليه و مايكونش موجود في المطبخ؟ الخير كتير الحمد لله و كل حاجة موجودة تقريباً.. اوعي تكوني عايزة سوشي زي المرة اللي فاتت و خلتيني الف عليه سوهاج بحالها و مالقيتهوش و في الاخر بعت جبته من مصر و اترمى في الژبالة بكيسه(و نظر لها بغيظ) فاكرة ولا افكرك ها؟؟
سارة(پغضب طفولي): الله.. مش بتوحم.. هو ذنبي يعني.. و بعدين ما انت اللي اتأخرت و عبال ما كنت جبته كان راح من مناخيري خلاص.. و بعدين المرة دي الموضوع اسهل من السوشي.
عاصم: استرها معانا يا رب.. ها أوامر معاليكي.. عايزة تاكلي إيه.
سارة(عقدت ذراعيها حول صدرها پغضب): خلاص مش عايزة.. نفسي اتسدت.
عاصم(و هو يعتدل لينام مرة اخرى): احسن برضة.. تصبحي على خير.

وجدته بالفعل قد إعتدل لينام و قد دثر نفسه جيداً بغطاء الفراش من قدميه حتى شعره و لكنها لن تقبل الهزيمة.. فقد كانت تشعر بالجوع الشديد فأخذت وسادتها و إنهالت عليه بضربات يدها حتى إعتدل في ذعر....

عاصم: إيه ده.. بتعملي إيه يا مچنونة انتي.
سارة: مش انا مچنونة و مفجوعة بقى هاتعمل إيه.. حظك و نصيبك..
عاصم(و هو يحاول ان يتفادى ضرباتها): يا بنتي انتي اهدي شوية فرهدتيني بقى.
سارة(بعد ان أخذ منها الوسادة): لا مش هاهدى..
عاصم: يا دي النيلة.. بس بقى..(و اقترب من وجهها) حقك عليا يا ستي.
سارة: بقولك إيه.. مش هاتثبتني على فكرة.
عاصم(بغيظ): اااااااه بس لو ماكنتيش تعبانة.
سارة: إيه كنت هاتعمل إيه يعني؟
عاصم(غمزها بجرأة): كنت خدت حقي بطريقتي دلوقت.
سارة: برضه مش مسمحاك.
عاصم: طيب يا ستي... اطلبي اللي انتي عايزاه و انا اجيبهولك حالا.. بس تسامحيني الاول.
سارة: ماشي بس بشرط.
عاصم: كمان؟؟ ماشي يا ستي.. قولي.
سارة: نخرج مع بعض و نجيبه سوا.
عاصم: بس الجو بارد عليكي.. اخاڤ تتعبي.
سارة: ماتخافش هالبس تقيل و مش هانزل من العربية.. ممكن(و إقتربت منه و لمست عنقه بإغراء) عشان خاطري.
عاصم: هو الدكتور قال مرتين بس في الاسبوع عشان الـ3 اسباب اللي قال عليهم ولا 3 مرات.
سارة(ضحكت بسعادة): لا هو أصلا قايل مرة واحدة بس أنت اللي غشاش و طماع.
عاصم: اعمل إيه طيب.. حد يبقى معاه القمر و مايطمعش فيه.
سارة: طيب ممكن تقوم تلبس بقى و نخرج مع بعض.
عاصم: من عيوني يا عيوني.

و قاما معاً إرتديا ملابسهما و خرجا الى وجهتهما و التي لم تكن سوى مطعم للوجبات السريعة و الذي يقدم وجباته في السيارة.. و طلبت سارة طعاماً كثيراً بشكل مبالغ فيه و لكن عاصم لم يعترض و بالفعل أحضر النادل الطعام و طلب منه عاصم ان يضعه على الكرسي الخلفي للسيارة..

سارة: ممكن افهم خليته يحط الاكل ورا ليه؟
عاصم: يعني مانتيش شايفة انتي طالبة اكل قد ايه.. الترابيزة الغلبانة اللي جنبك على باب العربية دي مش هاتستحمل.
سارة: و انا هاطوله ازاي كدة يعني.
عاصم: يا ستي لما تعوزي حاجة هاجيبهالك انا.. ياللا ناكل بقى احسن شكلي جعت انا كمان.
سارة(بتهكم): ليه مش لسة متعشي قبل ما تنام.. ولا مفجوع زي مراتك.
عاصم: اولا مالكيش دعوة بمراتي.. مراتي تعمل اللي هي عايزاه و تاكل براحتها خالص.

نظرت له بزهو و شبح إبتسامة سعيدة.. فأكمل هو....

عاصم: و ثانياً جعت.. ما انتي مصحياني في نص الليل و بقالنا ساعتين بنلف بالعربية عشان نلاقي المطعم اللي ماكلتيش فيه غير مرة واحدة اول ما رجعتي من امريكا و طبعا ساعتها ماكنتيش شايفة المكان و مش عارفة هو فين لحد ما صحينا اخوكي الغلبان دة عشان يقول لنا المكان..
اخوكي حبيبي اللي حذرني قبل ما اتجوزك و انا اللي دماغي صرمة قديمة ماسمعتش كلامه.
سارة: حذرك من إيه بقى إن شاء الله.
عاصم: من جنان طلباتك بتاعة نص الليل دي.
سارة: طيب و اما هو محذرك.. اتجوزتني ليه.
عاصم(أشار ناحية قلبه): عشان اللي مابدأش يدق غير لما شافك دة.. اعمل فيه إيه.. اسكته ازاي؟ اخليه ينساكي و يقسى عليكي و يطنش طلباتك المچنونة دي ازاي.. ماهو متخلف زي صاحبه.

مالت إليه و إحتضنت ذراعه بحب..

سارة: لو سمحت مالكش دعوة بيه ولا بصاحبه و ماتشتمهوش تاني..
عاصم: ليه بقى إن شاء الله.
سارة: عشان دة حبيبي هو و صاحبه.. و خلاص ياللا نروح مش عايزة اكل خلاص.

أبعدها عنه قليلاً و قال بمرح..

عاصم: تروحي دة إيه... و الاكل اللي دفعت فيه نص ثروتي دة اوديه فين.. دة الناس جوة ياعيني مش لاقيين حاجة يبيعوها.. شطبو خلاص... و بعدين بصراحة ريحته حلوة و جوعتني زيادة.. ياللا ناكله بقى قبل ما يبرد.
سارة: ماشي..

و شرعا في تناول الطعام في جو مملوء بهجة و سعادة.. كانا يتغزلان في بعضهما تارة و يزعجان بعضهما تارة أخرى.. خاصة عندما كانت سارة تشارك عاصم كل طعامه و لكنها لم تسمح له بلمس طعامها..
و بعد أن وصلا إلى المنزل حدث ما توقعه عاصم.. فقد تقيأت سارة كل ما أكلته تماماً كما تفعل كل مرة...
ساعدها في تغيير ملابسها و دثرها جيداً و ظل بجوارها و قرر ان يقاتحها في أمر عودتهما لبلدة عاصم مرة أخرى..

عاصم: سارة.

همهمت دون رد.. فسألها..

عاصم: نمتي؟
سارة: لسة.
عاصم: طيب انا كنت عايز اكلمك في موضوع كدة.
سارة(فتحت عينها و إعتدلت قليلاً): موضوع إيه ده؟
عاصم: موضوع كدة عايز اخد رأيك فيه.. و اوعدك لو رفضتي مش هاناقشك و هانفذلك كلامك فوراً.
سارة(إعتدلت بقلق و نظرت له): ياااه.. دة شكله موضوع كبير اوي.
عاصم: و مهم اوي كمان.
سارة: طيب قول.. فيه إيه.. قلقتني.
عاصم: من غير قلق.. بصراحة كدة ماما كلمتني و كانت عايزانا نسافر البلد.

تجهم وجه سارة پخوف ...

سارة: نزورهم يعني.. طيب ليه.. ما هما يجو اسهل.. كمان عشان الحمل ممكن اتعب في الطريق و كدة..
عاصم(تنهد بقلق): لا.. مش زيارة.. أمي بتقول طالما ربنا عوضنا و بقيتي حامل.. يبقى كفاية كدة و نرجع نعيش معاهم تاني.
سارة: بس انا ماسيبتش البيت عشان ابقى حامل بس يا عاصم.. انا سيبت البيت لأني مابقتش مستحملة البلد كلها.. 
ايوة بحبها لأن دة كان المكان اللي عرفني بيك.. بس كمان انا اول فرحة في عمري اتاخدت مني فيه..
صعبان عليا قعدتهم لوحدهم بس مش قادرة.. صدقني مش قادرة.
عاصم: حبيبي بس ابويا و امي كبروا و محتاجين لي جنبهم.. خصوصا ابويا.. شغل العمودية و آلأرض كتير عليه الاتنين.
سارة(و بدأت الدموع في التجمع في عينيها): عارفة.. والله عارفة بس مش قادرة.. كل ما بفكر اني اقولك نسافر نشوفهم حتى في زيارة بس بتراجع في أخر لحظة و انا خاېفة..
خاېفة اسافر.. خاېفة ادخل البيت دة تاني..  مش هاقدر يا عاصم صدقني.
عاصم(محتضناً أياها): طيب خلاص... خلاص ماتعيطيش.. خلاص.. مش مهم.
سارة: و ماما هنية و بابا عبده.. 
عاصم(تنهد بحيرة): مش عارف.. بس ممكن ابقى اسافر لهم انا كل اسبوع يومين حتى.. المهم راحتك انتي.
سارة: و انا اوعدك اني هاحاول.
عاصم(مبتسماً): ربنا يخليكي ليا.. ممكن بقى ننام عشان نرتاح شوية..
سارة: حاضر.

إحتضنها بحب حتى غطت في نومٍ عميق و نام هو بعدها مباشرةً..

==============================

بدأت سارة في شهرها التاسع و حدد لها الطبيب موعداً لولادتها التي قرر أن تكون قيصرية و ليست طبيعية مثل المرة السابقة... و تجمع الجميع بغرفة المشفى في اليوم المحدد منذ الصباح الباكر..

هنية: و الله يا عاصم اني مانيش مرتاحاله الداكتور اللي انتو بتروحوله ده.
عاصم: ليه يا ام عاصم بس... ده أكبر دكتور في مصر كلها.
هنية: ايوة يعني مايسيبهاش ليه تولد طبيعي.. يولدها ليه جيصري جبل معاد الواد.. مش خايفين ينزل جبل معاده و يتعب بعيد الشړ..
سارة: إيه بس يا ماما هنية الكلام دة.. هو أكيد لو شايف انه المعاد دة مش مناسب او في مشكلة في نمو البيبي عمره ما كان حدد المعاد دة.
سعاد: و بعدين هو قرر ان الولادة قيصرية عشان سارة نفسها.. سارة تعبانة و جسمها مش هايستحمل ولادة طبيعي.
هدى: والله انا كمان مش مرتحاله.. هو يعني شايف ان حجمك دة طبيعي يا سارة.
سارة(بتعجب): حجم.. حجم إيه يا بت انتي.
هدى: مش شايفة انك تخنتي اوي الحمل دة.. انتي المرة اللي فاتت بطنك ماكنتش كدة.

كان عاصم يجلس بجوار سارة على الفراش و يحتضنها پخوف لم يظهره لأحد و قرر إيثاره لنفسه و لكنه حاول إضفاء بسمة و سعادة على الجميع فقال بمرح...

عاصم: سارة بطنها كبرت لكن جسمها زي ماهو.. الدور و الباقي على اللي كبرت من كل حتة..

إغتاظت هدى خاصة عندما وجدت الجميع يضحكون خاصة زوجها آسر الذي كان يداعب طفلهما زياد...

آسر: اوبااا.. اين الجبهة إني لا أراها.
هدى: بقى كدة يا عاصم تنصره عليا.. و بعدين انا فعلا كنت تخينة لكن دلوقتي خلاص رجعت لجسمي قبل الحمل تاني.
سارة(دفاعاً عن هدى حتى لا تتضايق): ايوة هدى فعلا خست اكتر من 20 كيلو في مدة قصيرة اوي.. الدور و الباقي على اللي كرشه بقى مدلدل قدامه شبرين..
آسر(و الذي كانت تقصده سارة): اخرسي.. دة عز دة.. و بعدين ماسموش كرش.. اسمه منحنى الرفاهية يا جاهلة..

ضحك الجميع معا على تلك المناغشات المرحة حتى أتت إحدى الممرضات و طلبت تجهيز سارة للدخول إلى غرفة العمليات... و بعد أن إنتهت جلس عاصم أمامها ممسكاً بيدها بدعم...

عاصم: جاهزة؟

لم ترد عليه و لكنها هزت رأسها بإيجاب و لاحظ هو توترها من إرتعاشة يدها بين يديه فقبلها بحب..

عاصم: خاېفة؟

أيضاً لم ترد و إكتفت بهز رأسها فقط..

عاصم: من إيه.. انا معاكي و جنبك اهو.. مش هاسيبك و هادخل معاكي كمان زي ما اتفقنا.
سارة: الحرس هنا؟
عاصم: واقفين برة... و هايفضلو واقفين قدام العمليات مستنينا.. ماتخافيش.
سارة: قولت للدكتور على البنج.
عاصم: ايوة.. و رفض.
سارة: ليه... عاصم عشان خاطري.. مش هاينفع ماشوفهوش.. لازم اشوفه.. عشان خاطري يا عاصم لازم اخد بنج نصفي.

رفع هو كف يده ليمسح تلك الدمعة التي كادت ان تنزل على وجنتها و كوب وجهها بين يديه و قال....

عاصم: حاضر.. حاضر.. هاكلمه تاني بس بلاش عياط و توتر قبل العملية.. ماشي.. اهدي بقى..
الممرضة: اتفضلي يا مدام سارة أحنا جاهزين و في إنتظارك..
عاصم: ياللا؟
سارة: انت هاتدخل معايا بلبسك دة.. مش هاتغير.
الممرضة: لبسه هو جوة يافندم.. هايلبس في دقيقتين.

و حدث ما تم الإتفاق عليه.. دخلت سارة و دخل زوجها معها و أمره الطبيب بالجلوس بجوار رأسها على كرسي صغير و ألا ينظر خلف ذلك الحاجز الذي يعزل الجميع عنهما.. طلب منه عاصم انويكتفي معها بالبنج النصفي و وافقه الطبيب بعد نقاش طويل حرصاً على نفسية المړيضة.
إلتزم عاصم بما قاله الطبيب و ظل يحدث زوجته و يطمئنها و يقبل جبهتها كثيراً خاصة بعد أن إسترق النظر و رآى ما يحدث..
فقد رأى الطبيب و هو يمسك بذلك المشرط الطبي و يقوم بفتح الطبقة الخارجية من الجلد و ظن هو ان هذه هي الطبقة الوحيدة التي تفصل الجنين عن العالم الخارجي.. و لكنه تفاجئ عندما وجده يستعمل المشرط أكثر من مرة.
حاول الإعتراض و لكنه بالطبع ليس طبيباً فطمئنه الطبيب و قال له أن ما يفعله طبيعياً و هذا ما يسمى بالولادة القيصرية...
و بعد وقت مر عليهما طويلاً جداً سمعا أخيراً صوت بكاء طفليهما الذي رسم البسمة بشكل تلقائي على وجهيهما خاصة عندما أحضرته الممرضة لكي يرياه..
ظل الطبيب في عمله حتى خرج الجنين و أخذته الممرضة للخارج فقالت سارة بتعب و إصرار..

سارة: روح معاهم يا عاصم.. قوم روح معاهم.
عاصم: لا مش هاسييك.. الحرس برة و العيلة كلها معاهم.. ماتخافيش.
سارة(بإصرار أكبر): لا لا.. مش هاطمن عليهم غير و انت معاهم.. روح يا عاصم وحياتي.. عشان خاطري.
عاصم(بتردد): سارة.. مش هاقدر اسيبك..
سارة(بتعب): روحلهم بقى.. عشان خاطري.. روح و تعالى تاني عشان تطمني عليهم يا عاصم.
عاصم(تنهد بإستسلام): هاطمن عليهم و ارجعلك تاني بسرعة.. ماشي.. مش هاتأخر.

قبل جبهتها و خرج على مضد و قابله سعاد و جميل فقط..

سعاد: عاصم.. سارة فين ماخرجتش ليه لحد دلوقتي.
عاصم: لسة... لسة شوية يا طنط.
جميل: يعني هي كويسة؟ ولا في حاجة انت مخبيها علينا.
عاصم: لا يا عمي والله كويسة اوي اوي كمان.. بس هي أصرت إني أخرج أطمن على الولاد الأول.. ماقدرتش عليها.
سعاد(و التي إنتبهت لحديثه): ولاد مين؟ 
عاصم: طنط معلش مش وقته.. ساعة واحدة بس و هانقول لكم على كل حاجة.. عايز ادخل أطمنها و أطمن عليها.. فين الحرس و باقي الناس.
جميل: راحو ورا الممرضين.. تقريبا في اتنين بيولدو معاها جوة... طلع 3 أطفال..
عاصم(إبتسم بغموض): طيب عن إذنكم هاروح اشوفهم عشان أدخل أطمنها بقى.

و تركهما ليذهب و يطمئن الباقين و يعود مرة أخرى إلى زوجته بعد أن أكد على الحرس بعدم ترك غرفة المواليد لأي سبب مهما حدث..
دخل إلى الغرفة ليجد زوجته مغمضة عينها و تنتظره بفارغ الصبر...

عاصم: سارة.. حبيبي.
سارة(فتحت عينها بصعوبة): اطمنت عليهم؟
عاصم: كويسين و زي الفل و الحرس معاهم و العيلة كلها.. و مستنين ماما على ڼار.. خلاص اطمنتي؟؟

لم ترد و لكنها أغمضت عينيها بتعب ظاهر علي وجهها.. و حاول هو أن يكلمها لكي يشغل تفكيرها و لكنها كانت متعبة حتى ترد عليه... 
إنتهى الطبيب من عمله و توجه عاصم بصحبة سارة الى غرفتها ليجد والديها في إنتظارهما و معهم آسر و هدى و زياد...

جميل: سارة يا حبيبتي حمد الله على السلامة.
سعاد: هي مابتردش ليه؟ في ايه يا عاصم.
عاصم: ماتخافيش يا ماما... الدكتور بس مديها منوم لحد ما ننقلها و نص ساعة و تفوق.. بس عشان الچرح مايتعبهاش.
هدى: يا حبيبتي.. حرام والله القيصرية دي.
آسر: عشان صحتها يا هدى طيب.. مش احسن ما كانت تتعب في الطبيعي.
عاصم: اومال ابويا و امي فين؟
هدى: امك مرابطة قدام الحضانة لحد الدكتور ما يطمن على البيبي و ابوك مش راضي يسيبها لوحدها.. مع إن الحرس اللي انت جايبهم واقفين هناك برضه.. و بصراحة شايفين شغلهم كويس اوي.. مارضيتش تسمع كلام حد خالص.
عاصم: معلش سيبيها.. هي مش هاتسمع كلام حد خالص.. 
جميل: بس يمكن تتعب من قعدتها كدة.
عاصم: انا عارف ان هي مرتاحة كدة و على قلبها زي العسل.

سمعوا طرقات على الباب تبعها دخول والديه...

عاصم: اهو العمدة جابها و جه اهو.
عبد الرحمن: طلعت روحي عبال ما رضيت و اطمنت ان الرچالة اللي انت چايبهم دول واخدين بالهم زين.
هنية: مش بطمن على واد ولدي عاد.. المهم سارة عاملة ايه.. لساتها نايمة اياك؟
عاصم: ايوة بس قربت تصحى.
هدى: طيب مش هاتروح تجيب النونو عايزين نلعب بيه شوية.
عاصم: تلعبي بمين يا بت انتي.. دة العمدة يا بت.
هدى: يا سلام و اشمعنى انت كنت بتلعب بزياد انت و مراتك براحتكم.
عاصم(و هو يقبله بمرح): عشان زياد دة حبيب خالو دة.

إنتبه الجميع على صوت سارة و هي تنادي على زوجها الذي ترك زياد لوالده ...

عاصم: ايوة يا قلبي.. صحيتي يا روحي.

همهمت دون رد...

عاصم: حمد الله على سلامتك يا قلبي.
سارة(بتعب): الولاد.. فين الولاد.
عاصم: حالا هابعت اخلي الحرس يجيبوهم.

كان كل هذا الحوار تحت نظرات الجميع الذين لم يفهموا إصرارهما على كلمة "ولاد" و ليس ولد او طفل.. و لكن أحدهم لم يعقب...
قام عاصم بالفعل بالإتصال بأحد الحرس المكلفين بحراسة "الأطفال" و أمره بإحضارهم... و بعد قليل أتى الحرس بصحبة ثلاث ممرضات و مع كل واحدة فراش صغير به طفل وليد...

هنية: إيه يا بتي انتي و هي.. أحنا لينا واد واحد.. مين دول..
عاصم(للمرضات): اتفضلو انتو.. 
عبد الرحمن: مين دول يا عاصم؟
عاصم(جالساً بجوار زوجته ممسكاً بيدها): دول ولادنا.. ربنا أنعم علينا بتلاتة توأم.. مش طفل واحد زي ما كنا قايلين لكم.

تعالت أصوات الجميع بفرحة غامرة وسط صوت زغاريد الحاجة هنية و سعاد أيضاً بما مَن عليهم الله به.. و ظلوا يحملونهم و يوزعونهم بين أياديهم بفرحة.

سارة(و هي في حضڼ عاصم): عاصم... انا عايزة اشوفهم.
عاصم: تشوفي مين.. انسي.. انا لو روحت احاول اخد واحد منهم دلوقتي هاياكلوني..
سارة: ماليش دعوة عايزة اشوفهم.
عاصم: سيبك منهم دلوقتي و قوليلي.. عاملة ايه.. حاسة بۏجع.
سارة: تؤ.. انا كويسة.. بس عايزة اشوفهم.. عايزة اشيلهم يا عاصم.
عاصم: مش قولتلك ان ربنا هايعوضنا.. اهو عوضنا عن ابننا بولدين و ادانا بنوتة هدية كمان.
جميل: و انتو عارفين من امتى و ليه ماتقولولناش حاجة زي دي.

دفنت رأسها في صدره بسعادة و هي تتذكر حديث الطبيب معهم...

Flash back...

عاصم: اومال في ايه لما هي كويسة و البيبي كويس.. يبقى أكيد أخر حاجة هي اللي مخوفاك.. قول لو سمحت يا دكتور أحنا أعصابنا تعبت اوي.
الطبيب: تالت حاجة بقى هي انها مش حامل في طفل..
عاصم: مش حامل في طفل.. اومال في ايه؟ ديناصور؟

قهقه الطبيب بمرح قائلاً...

الطبيب: لا برضه مش ديناصور.. المدام حامل في 3 أجنة مش جنين واحد.
سارة: يعني.. يعني إيه مش فاهمة.
الطبيب: يعني ببساطة حضرتك حامل في 3 أطفال مش واحد.

Back...

عاصم: بس.. فاحنا فكرنا نخليهالكم مفاجأة عشان فرحتنا تبقى تلاتة.
هنية: يا ما انت كريم يا رب.
سعاد: مبروك يا ولاد الف مبروك..

💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗

و إلى هنا تنتهي رحلتنا مع عاصم و سارة..

عاصم..
و قد كان أمانها و مأمنها في ظلام دنياها الذي فرضته عليها ظروفها.. وجدت به ضالتها و حبها الذي لم يكن لغيره.

سارة..
كانت قوته رغم ضعفها ضد كل ما كان يخيفه و يتحكم به.. ضد كل ما هز إستقراره الداخلي و ثقته بنفسه و بأنه يستحق الحب.

هرب منها عندما كُشفت حقيقة مرضه أمامه و لكنه ضعف أمام إصرارها على حبه و عليه.. هربت هي من ۏجع رفضه لها و لكن قلبها ضعف ما أن أتى لها..

لم يناسب أحدهما سوى للأخر.. 
و إنتظر أحدهما فقط الآخر...

تمت


بداية الرواية من أولها هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close