expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية تحت التهديد الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم منه ممدوح حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية تحت التهديد الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم منه ممدوح حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية تحت التهديد الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم منه ممدوح حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 يا بنتي سليم رجع من السفر! 

 رديت ببرود_ما يرجع اعمله ايه يعني! 

  - جوزك!

  صحّحت بنفس البرود وأنا بقاوم الغصة اللي في قلبي- على الورق، جوزي على الورق

  - يا منة... 

  قاطعتها_متحاوليش يا سميرة، أنا عمري ما اعتبرت سليم جوزي، ولا هو اعتبرني مراته، يعتبرني مراته ازاي واللي بينا ورقة عرفي من وأنا عيلة مكملتش 14 سنة!

  - في الأول والأخر جوزك.

  ابتدت العصبية تظهر على وشي، فقومت اتحركت بغضب وأنا بزعق_قولت ميت مرة على الورق، أنا مش متجوزة، ولا عمري هعترف بالجوازة دي مهما حصل

كملت بعد ما وقفت قصادها وهي بتراقبني بضيق_لو مش عايزة تخسريني، وتخسري ورقتك الكسبانة، متفتحيش الموضوع ده تاني نهائي معايا، كفاية إني قابلة القاعدة هنا وسط الناس دي بسببك بس! 

_الناس دي يبقوا...

_يبقوا ايه يا سميرة؟ يبقوا إيه يا مرات أبويا؟

متخليناش نفتح في القديم، متخلينيش افكرك باللعبة اللي دخلتيني فيها وأنا عيلة مش فاهمة حاجة

وقبل ما تتكلم تاني قاطعتها بجمود_لو سمحتِ، كفاية

مش عايزة كلام في الموضوع ده تاني، كفاية القرف اللي بحسه ناحية نفسي إني رضيت ادخل في لعبة قذرة زي دي، لو سمحتِ سيبيني لوحدي. 

بصتلي بحزن وضيق وخرجت، ورجعت أنا اترميت على السرير ببكي بقهر، مين تطول يبقى اسمها مقرون باسم "سليم الشهاوي"؟، مين تطول أصلًا تدخل في عيلة زي دي! 

بس للأسف أنا دخلت فيها بابشع الطرق، دخلت في لعبة مش مدركة خطورتها وأنا لسة طفلة مش فاهمة حاجة ولكن اغرتني الفلوس والجاه و... هو! 

سليم! 

فارس أحلام أي بنت،

واللي كانوا من ضمنهم أنا

وازاي مقعش في حبه وهو مفيهوش عيب وأي واحدة تتمناه! 

ورغم إني مشوفتوش من ٦ سنين تقريبا وتحديدًا من يوم كتب كتابنا المشؤوم،

بس عمري ما بطّلت أتابع أخباره من بعيد لبعيد، ولقيت نفسي بكبر وهوايا ناحيته بيكبر معايا، عدِّيت طفولتي ومراهقتي وشبابي، وأنا قلبي بينبض باسمه... سليم

القريب البعيد، رغم قرب اللي بينا، إلا إن فيه بينا مسافات بعيدة، بعيدة جدًا وملهاش آخر.. 

رجعت بذاكرتي لـ ست سنين ورا، تحديدًا في القصر، كان عمري ١٤ سنة، طفلة طموحة بتحلم بالفارس المغوار اللي هياخدها على الحصان الأبيض زي أميرات ديزني، كانت كل أحلامي إن يبقى عندي هدوم كتير وكل حاجة أعوزها تكون مُجابة، ولكن كنت في أسرة بسيطة عايشة وسط رخاء، ورغم إن حالتنا مكانتش تحت أوي بس كان دايمًا فيه فرق بين طموحي واللي أنا شايفاه، وبين اللي أنا عايشاه. 

كان بابا بيشتغل في شركة والد سليم، وسميرة برضه مرات بابا اللي اتجوزها بعد وفاة مامتي، كانت كبيرة الخدم هناك، مسئولة عن كل حاجة، ولكن مش بتمد إيدها في اي حاجة، بتدي أوامر وبس زيّها زي الهانم، بس كان عندها طموح أكتر من كدا، لكن طموح... على حسابي!

ولإن بابايا ومراته شغالين مع العيلة، فكنا مقيمين في أوض في القصر، ولكن رغم إننا يعتبر عايشين معاهم، إلا إنه كان فيه فرق دايمًا.. 

كان الوقت متأخر، الساعة كانت ١ بالليل تقريبا،

لقيت سميرة بتتحرك من جمبي على السرير بهدوء،

صحيت ببص ناحيتها باستغراب وأنا بفرك عيوني العسلي بنعاس فلقيتها بتخرج من الأوضة،

اتسحّبت وراها باستغراب وأنا كُلي فضول، لحد ما لقيتها واقفة تحت معاه، سليم! 

كأي بنت طبيعية مكانش ينفع أشوف سليم شخص عادي، كان بالنسبالي حلم، حلم بعيد جدًا.. 

سمعتها وهي بتكلمه، وكانت لهجتها فيها تهديد شوية_هو ده شرطي، ولكن لو أخليت بالاتفاق ده أنا مش هتردد أروح وأحكي لأبوك وعيلتك كل حاجة، صدقني مش هتردد يا سليم وأنتَ عارفني كويس!

كان وشه وعيونه حمر، وعروقه نافرة بغضب واضح، ولكن كان باين عليه الإنكسار، نزل وشه في الأرض واتكلم بغضب مكتوم_إزاي بس! 

استحالة يوافقوا على حاجة زي دي وأنا وأنتِ عارفين السبب كويس! 

وقتها ضحكت بخبث وقالت_وأنا عندي الحل، هو هيحصل شوية دوشة، بس مفيش حاجة تضمنلي إن هيحصل اللي عايزاه غير ده..

رفعت راسها في اللحظة دي ليا، وندتني بنبرة حنينة غريبة_تعالي يا منة، تعالي يا حبيبتي واقفة كده ليه؟!

نزلت ليها وأنا ببصلهم الاتنين باستغراب، ولكن نظرات سليم ناحيتي كانت غضب، وكره وحقد كله ناحيتي، كانه بيتوعدلي

بلعت ريقي بتوتر، فقالت_إيه رأيك في سليم؟

نقلت نظراتي بينهم بتوتر_يعني إيه يا سميرة؟

_تحبي يكون سليم جوزك، وتبقي صاحبة القصر ده، عندك عربيات وخدم وفلوس وهدوم كتير، وكل حاجة أنتِ عايزاها

لمعت عيوني بدهشة، الحقيقة العرض كان مغري جدًا، سليم اللي يبقى حلم كل بنت هيبقى جوزي، وكمان كل الأملاك دي هتبقي ليا! 

هزيت راسي بسرعة بابتسامة عبيطة، فزفر هو بصوت عالي وكإنه مخنوق ومكانش طايق الوضع، ولإني اصغر من إني أفهم التفاصيل اللي بتدور فمعلقتش، بس لاحظت ابتسامة سميرة اللي زادت، مالت ناحيتي وحطت إيديها على كتفي وبنبرة أشد خُبث_يبقى تنفذي كل اللي هقوله ليكي، ومن غير اعتراض أو اسئلة كتير...


غمضت عينيا بألم ودموعي بتنزل غصب عني، اتنفضت من على سريري ووقفت أبص في مرايتي وأنا بهز رأسي بعنف ورافضة افتكر أكتر من كده،

طول الـ٦ سنين دول مش شايفة نفسي غير مسخ،

حقيرة،

مادية واستغلالية

ورّطت شخص بيا لمجرد إني عايزة أحقق أحلامي على حسابه

وفعلًا حقّقت جزء من أحلامي، عيشت في دور خاص بيا لوحدي في القصر متكامل من ناحية كل حاجة،

كملت تعليمي وأهو بقيت في كلية فنون تطبيقية،

عندي عربية وفلوس وهدوم كتير زي أحلام الطفولة،

ولكن قصاد كل ده خسرت حاجات كتيرة

اوِّلهم احترامي لنفسي.. 

في اليوم ده مقدرتش أنام، فكرة إن الفاصل بيني وبينه بس شوية حيطان مهلكة، رغم إني معرفش تفاصيل كتيرة جوا القصر لانفصالي عنهم، بس خبر زي ده لازم يبقى منتشر ومهلك بالنسبالي، بعد سنين كتير مبشوفش فيها غير صوره، شوفته وهو بيكبر من بعيد قدام عيني، كل مدى ملامحه بتزداد رجولة، وبيزداد وسامه، وقعت في حب كل تفاصيله من بعيد، مبقتش متخيلة إني براقب جوزي زي أي واحدة ومليش الحق في إني أملي عيني منه. 

جوزي! 

حتى مفيش مرة قدرت أنطقها

ومقدرتش أفوق من الوهم ده،

وهم إن سليم ممكن في يوم من الأيام يتقبلني كزوجة ليه

اساسًا ده لو اتقبلني كـ انسانة بعد اللي حصل فيه بسببي أنا وجشع مرات بابا! 

كل الطرق بيني أنا وسليم مقفولة

وبما إنه رجع، فاللعبة قربت تنتهي وكل واحد هيرجع لأصله.

لكن هل أنا مستعدة؟

ممكن اكون مستعدة اتنازل عن كل الثراء اللي أنا فيه،

بس هل هقدر أتنازل عن حقي في سليم؟

اعتقد لأ

وحتى لو مش طايلة نظرة منه حتى

بس حِتة إن اسمي مكتوب على اسمه بترضي جزء من غروري

ونفس الحتة دي بتدمر احترامي لنفسي.. 

تاني يوم جهزت نفسي عشان أروح كليتي، نزلت لتحت، كان الدور اللي عايشة فيه منفصل عن القصر من جوا، كنت منبوذة، من الكل، حتى نفسي.. 

وفعلًا أنا مكنتش قد إني اواجههم كل يوم وأنا السبب في إن ابنهم بعد عنهم ٦ سنين كاملين!

عدِّلت من شعري الطويل البني بخصلات حمراء مايلة للاصفرار، كان لونه الطبيعي

غريب بشكل

ومميز! 

كنت لابسة كاچوال عشان يبقى مناسب للكلية، ولابسة شنطة باك فيها كل الادوات اللي هحتاجها.

وقفت استنى السواق وهو بيجيب العربية، وفتحت الشنطة اتأكد إن كل حاجة موجودة فيها، وللحظة لمحته.. 

خارج وماشي بهيبة رهيبة

بيتكلم في التليفون ومشغول فيه 

مكشر شوية، بيرفع إيده يعدِّل بيها شعره الاسود الناعم، وبيرجع يملس على دقنه النابتة

اتجمدت مكاني وحسيت إن روحي اتسحبت زي الغريق

ودقات قلبي بقت عالية بطريقة رهيبة

عينيا مركزة عليه

مش مستوعبة أنه قدامي فعلًا بعد السنين دي كلها!

حسيت إن شخصيته اتغيرت

من سليم الشاب المتهور اللي كان عمره ٢٠ سنة بس

لشخص بقى راجل متكامل بمعنى الكلمة

جذاب ووسيم وملامحه رجولية بشكل!

حسيت ببرودة وصلت لأطرافي لما لقيته بيقرب مني

اتوترت،

معقولة هيفتكرني؟

وإيه هيكون رد فعله بعد السنين دي كلها لما يشوف البنت اللي كانت السبب في شقلبة حياته وغربته قدامه؟

وللحظة لقيته بيعدي من جمبي

من غير ما ياخد باله مني حتى! 

ولكنه أخد روحي معاه

غمضت عيني بتلذذ وأنا بستنشق ريحة برفانه اللي ملت المكان

مغرية ولذيذة، لايقة عليه تمامًا، متكامل في كل حاجة حتى ريحة برفانه! 

الحقيقة حسيت براحة مؤقتة، على قد ما قلبي وجعني إنه مقدرش يميزني، على قد ما ارتاحت لإني مكنتش قد المواجهة الحالية، ولا إني أقف قصاده! 

ولكن فرحتي مكملتش لما جه صوت عالي من جنبي وهو بيقول

_آسف على التأخير يا منة هانم

غمضت عيني وأنا بتمنى أنه يكون عدى وبِعد ومسمعش اللي اتقال، ولكن للأسف مش كل حاجة بنتمناها بتتحقق، لأنه سمع فعلًا وقدر يميز الاسم اللي اتردد في دماغه، اتلفت بسرعة ناحيتي، وأنا واقفة مكاني برعب، ولكنِّي مقدرتش أقاوم فضولي واتلفت ناحيته عشان اتأكد، وللحظة اتلاقت عيوننا! 

كان أول لقاء بينا من سنين، بعد ما كبرنا وكل حاجة فينا اتغيرت حتى شخصياتنا واهتماماتنا، بس اللي متغيرش هو حبي ليه، لكنه بالعكس كان بيزيد مع الوقت.

ملامح الصدمة كانت باينة عليه، عينيه اللي وسعت وهو بيتأملني بدهشة واضحة من فوق لتحت، وأنا واقفة مكاني متجمدة مش قادرة أبعد عيوني عنه، قد إيه كان حلو بشكل من قريب!

دقات قلبي العالية كشفت عن عشقي وهوسي بيه، ولكنه كان حاجة شبه مستحيلة بالنسبالي. 

وقبل ما يتحرك ناحيتي كنت سيبته وجريت ناحية العربية.

_اطلع بسرعة يا عم سعيد اتأخرت

دخلت العربية وفعلًا قبل ما يستوعب كانت العربية اتحركت بيا، وأنا بتأمل ملامحه المصدومة من ورا الازاز الداكن، وكان جوايا خوف كبير من المواجهة اللي بعد كده.. 

مقدرتش أركز في محاضرات خالص، طول الوقت كنت قاعدة سرحانة فيه وفي عيونه الحادة، مكنتش أعرف إنه مجرد نظرة لثواني هتشقلب حالي بالشكل ده! 

ورغم الارهاق اللي كنت فيه بس رفضت أروح بدري عشان مصادفهوش تاني، وفضلت قاعدة في جنينة الكلية مع صحابي، اللي محدش فيهم عارف بإني متجوزة أصلًا، فما بالك لو متجوزة من سليم الشهاوي! 

وصلت أخيرًا البيت، اتحركت لجوا وأنا بتلفت حوالين نفسي بتطمن أنه مش موجود، وتقريبًا ماشية على أطراف صوابعي.. 

_بتهربي من حد؟

شهقت بفزع لما سمعت صوت رجولي جاي من مكان معين، اتلفت فلقيته واقف مربع إيديه وساند على الحيطة.

وقفت مكاني وفقدت النطق تمامًا، فقرب مني بخطوات بطيئة مهلكة وابتدت ريحته تداعب أنفاسي، لحد ما وقف قدامي وهنا ظهر فرق الطول اللي بينا، وكمل بنبرة موترة_حمدالله على السلامة يا زوجتي العزيزة..

الحلقة التانية


_مالك، إيه اللي حصلك؟!

جري ناحيتي بسرعة وكان باين عليه الخوف والقلق، كنت واقعة على الأرض بتألم بعد ما اتكعبلت ونزلت برجلي على حجر حاد شوية، فاتجرحت رجلي وابتدت تنزل دم، غمضت عيوني ونزلت دموعي بألم غصب عني، فمسك هو رجلي واتفحص الجرح_اهدي، اهدي، متقلقيش حاجة بسيطة، خليكي هنا وأنا هروح اجيب بيتادين وشاش وقطن وآجي بسرعة. 

هزيت راسي بماشي من غير ما اتكلم، ومقدرتش أبطل بكا من الوجع، سابني وغاب لدقايق قليلة ورجع على طول، مال قدامي وبعدين شالني مرة واحدة، شهقت برعب وغصب عني لفيت دراعي حوالين رقبته وأنا ببص للأرض بعيون واسعة وبعدين بصيت لعيونه وهو بيضحك بشقاوة_هما بياكلوا أكلك ولا إيه؟ أنا قولت أنتِ أتقل من كده بسماجتك دي

ضحكت من وسط دموعي ونغزته_والله ما فيه أتقل من دمك!

ضحك وحطني على الكرسي اللي في الجنينة، وبعدين نزل على ركبته قدامي، وابتدى يتفحص ركبتي بحنية عشان متألمش، وبعدين بدأ يطهرها بالقطن والبيتادين، وكل ما اتحرك بألم يطبطب على إيدي ويبصلي بنظرات بتطمني، للحظة حسيت بإن حنيته سحبت روحي وأنا لسة طفلة مش مدركة لأي حاجة، ولكن الحنية ليها تأثير في كل الأعمار، وتأثرها بيكون سحري! 

لدرجة إني مقدرتش اتحكم في نظراتي العاشقة اللي كنت ببصله بيها. 

لف رجلي بالشاش ونضف الجرح كويس، وبعدين رفع عيونه ليا وأخد باله إني بتأمله فابتسم ورفع إيديه مسح دموعي اللي كانت على وشي_متقلقيش كام يوم وهتبقي كويسة

ابتسمت وبدقات قلب سريعة_ أنا بقيت كويسة من دلوقتي

ابتسم وكإنه فهم اللي قصدته، فصدمني لما وقف وطبع قبلة على شعري، وبعدين سابني ومشي، رغم إن تصرفاته كانت تلقائية وكإنه مثلا بيعامل أخته، ولكن تأثيرها عليا كان شديد، وللأسف احنا الاتنين مخدناش بالنا من سميرة اللي كانت واقفة هي وبابا بيتابعوا الوضع من بعيد، وسميرة بتهمس بحاجة لبابا خلته كشر وجه ناحيتي بملامح مليانة عصبية، وللحظة مسك دراعي بعنف ومراعاش جرح رجلي اللي كان بالنسباله حاجة هينة ودلع بنات_ابن الشهاوي بيعمل إيه جمبك؟!

ارتبكت من الصدمة_ده كان... 

قاطعني بغضب_ولا كان ولا مكانش، مشوفكيش قريبة من الواد الصايع ده تاني، أنتِ فاهمة؟

هزيت راسي كذا مرة بدموع، فنفض دراعي بقسوة وسابني ومشي، وكان شتان الفرق بين قسوة بابا، وحنية سليم اللي كانت حتى في عيونه! وكانت كفاية توقعني في حبه ميت مرة.. 


"الحاضر"

بصتله بتوتر وفقدت النطق تمامًا، ارتبكت وابتديت ارتجف من جوايا بشكل مش ملحوظ، بصيت لعيونه الحادة اللي كانت مغلفة بمشاعر كتيرة أولها الاندهاش وآخرهم الغضب كإنه كان مش قادر يصدق إن الطفلة اللي سابها وسافر من سنين، هي الأنثى اللي قدامه دي! 

 خوفت اكتر لما قدرت أميز إن سليم لسة مجروح من الوضع اللي اتحط فيه زمان، وجرحه ما داواهوش الوقت.. 

_سليم... آآآ حمدالله على سلامتك

_مش شايفة إنها متأخرة شوية؟

كان لازم تتقال الصبح مثلا ولا إيه؟

كانت نبرته ماكرة، بس بيتكلم ببساطة، بعد ما فك عقدة إيديه وحطها في جيب بنطلونه الاسود، اللي لابس عليه هايكول اسود، مع جاكيت جلد اسود! 

للحظة استغربت إيه كمية السواد اللي هو لابسها دي، بس الحقيقة اللون مديله جاذبية فوق جاذبيته اللي مهلكة لوحدها.. 

–الحقيقة أنا كنت متأخرة.. 

_متأخرة ولا خايفة.. 

بلعت باقي كلامي وبصتله بدهشة، ولكن عرفت أمثل القوة_وهخاف من إيه؟

_مني مثلا

رفعت إيدي وملست على رقبتي بتوتر_لا خالص، هخاف ليه!

_مبتعرفيش تكدبي

بس غريبة، كدبك مكشوف دلوقتي ويتميز، زمان كنتِ ممثلة هايلة، الظاهر إنك مبتتدربيش بقالك كتير، ولا أنا اللي بقيت حافظك؟

عرفت هو بيلمح لإيه كويس، فنزلت راسي بحزن وابتدت عيوني تتملي دموع، فصدمني لما رفع وشي بإيديه بيتأمل في عيوني بقوة، قربه مهلك ونظراته مهلكة، حسيت إن كل قوتي بتضيع بين إيديه.

_بتنزلي عينك للأرض ليه؟

ما أنتِ قبل كده كانت عينك مفيش اوسع منها!

مسكت إيديه اللي قابضة على دقني، واتكلمت برجاء_سليم...لو سمحت

بص على إيدي شوية ورجع على عيوني اللي كنت بحاول ابعدها عنه بأي طريقة، وللحظة بِعد عني ومشي بسرعة من غير ما يكمل كلامه، وسابني واقفة مكاني بمشاعر متضاربة، ما بين حب أقوى مني، وبين حزن من الكره اللي شوفته في عينيه.

مقدرتش اتمالك نفسي واتحركت بضعف وقعدت على السلم ابكي بعنف وبقهر. 

سليم رجع

بس مع رجوعه زود كرهي لنفسي

رجوعه عرّاني قدامه وقدام نفسي

يا ترى ممكن أقدر أداوي جروحه؟

ولا جروحه مش هتتداوى غير لما اختفي من حياته؟!

بالكاد قدرت اتسند على نفسي وأطلع لفوق، فتحت الباب بالمفتاح اللي معايا، ويدوب دخلت لقيت سميرة في وشي، زفرت بضيق.. 

_ولا كلمة، بالله عليكي متفتحيش أي حوار معايا عشان أنا على أخري لوحدي

_شوفتيه؟

_حاجة تخصني

_تنكري إنك بتحبيه؟

وقفت بعد ما كنت عديت من جمبها ومشيت، ومن غير ما اتلفت قولت_مش هنكر، بس لو حتى كان فيه أمل بنسبة واحد في المية بينا، بعملتك أنتِ ضيعيته!

_بعملتي قربتكوا من بعض! 

اتلفتلها بعصبية_بعملتك بعدتيه عني بلاد!

_متفتكريش إن لو مكانش حصل كده كان هيفكر يتجوزك

_وأنتِ فكرك إنه متجوزني بالشكل ده؟

أنتِ بجشعك خسرتيني سليم وأهله، وبابا، حتى خسرتيني نفسي! 

قربت مني_مش أنا لوحدي اللي كنت جشعة

دمعت_مأنكرتش، بس أنا كنت طفلة، كنت طفلة بتحلم وأنتِ استغليتِ كل ده لمصالحك عشان تكوني الهانم ست القصر بس

_من غيري كنتِ تحلمي بالوضع اللي أنتِ فيه ده؟ قصر وعربيات وهدوم وميكب

_بس مش لاقية نفسي، لقيت كل ده بس مش لاقية نفسي يا مرات أبويا، ولا حتى لاقية سليم

وقبل ما تتكلم تاني قاطعتها ونهيت الحوار المتعب جدًا بالنسبالي_لو سمحتِ، كفاية يا سميرة، لو فتحت أكتر من كده هنجرح في بعض، وقولتلك لو مش عايزة تخسري ورقتك الكسبانة متدخليش في أي حاجة تخصني تاني!

نهيت جملتي بزعيق، وسيبتها ودخلت الأوضة وقفلت الباب بعنف، سمعتها وهي بتتكلم من ورا الباب_أنا يمكن استغليتك فعلًا، بس صدقيني يا منة، أنا بعاملك زي بنتي بالظبط

_بقيتي بتعامليني زي بنتك بعد ما حققتلك اللي أنتِ عايزاه

صمت وهدوء تام بعد اللي قولته، فضحكت باستهزاء لما لقيتها منطقتش تاني، أحيانًا الحقايق بتوجع، وهي بتحاول على قد ما تقدر تبرأ ضميرها، بس مش لاقية مفر، وللحظة الضحك اتحول لبكا بهيستريا، وكل ما بفتكر نظرات الغضب اللي في عينه بتزيد دموعي، وعرفت وقتها إن اللي بيني وبين سليم بلاد فعلًا..


جهزت نفسي بالعافية وأنا مش عايزة أخرج من اوضتي بأي طريقة،

مواجهته استنزفت كل طاقتي، مش قادرة أواجه أي بشر

مش قادرة أمثل السعادة أكتر من كده

لبست فستان رقيق عليه فراشات، ورفعت شعري كحكة عشوائية، ونزلت

في طريقي قابلت بابا اللي بقاله سنين مبيبصش في وشي. 

وقفت وأنا على أمل يلمحني حتى ولكنه عدى من جنبي وكإني شبح،

اتنهدت بحزن وبملامح مهمومة خرجت لبرا واستنيت عمي سعيد على ما ييجي، ولكني لقيته وقف قدامي بعربيته الچي كلاس السودة

حقيقي سليم عنده مشكلة مش مفهومة مع اللون الاسود! 

حاولت أبص الناحية التانية بس سمعته بيقول_مش عندك كلية؟

هزيت رأسي من غير ما أرد

_واقفة ليه؟ يلا

_لا عمو سعيد بيوديني

_عمو سعيد مش جاي

اتلفتله باستغراب فقال بسخرية_أخيرًا حنيتي عليا وبصيتيلي! 

_يعني إيه عمو سعيد مش جاي؟

حاولت على قد ما اقدر ما اركزش في كلامه وتريقته عشان ميحصلش مشكلة بينا. 

  _قولتله متجيش

رفعت حاجبي باستغراب، ولكني سيبته واتحركت وأنا بحاول اقلل اختلاط بيه خالص لأن قربه بيضعفني_خلاص هاخد تاكسي

سيبته ومشيت وأنا شبه بجري، سمعت صوت فتح وقفل باب العربية بعنف، فعرفت إنه جاي ورايا وإني استفزيته، سرعت خطواتي أكتر وملامحي اتبدلت للرعب. 

وللحظة لقيت قبضته اتملكت من دراعي، وشدني بعنف ليه لدرجة إني بقت قريبة منه بدرجة... مهلكة!

رفعت كف إيدي على صدره قبل ما اقع عليه، وشهقت بفزع، بص لعيني من قريب بعيونه الحادة اللي كانت مليانة غضب

_أنتِ عامية ولا إيه مش فاهمة! 

مش شايفاني واقف قدامك، تاكسي إيه اللي هتروحي تاخديه؟

شديت دراعي منه بعنف وقولت بقوة مصطنعة_أنتَ بتزعق وبتشتم ليه مش فاهمة! 

مش أنتَ اللي قولت لعمو حسين ميجيش، أخدها مشي ولا إيه عشان يعجبك! 

_أنتِ بتمثلي الغباء ولا إيه؟

ولا دي من ضمن مواهبك المتعددة؟!

سكت وضميت شفايفي بضيق شديد، فاتنفس هو بعنف وحاول يتمالك أعصابه على قد ما يقدر.. 

_أمشي أنا هوصلك

_لا شكرًا

_مش بعرض عليكي على فكرة

كتفت دراعي_وأنا مش عايزة

_مش بمزاجك

_خلاص مش راحة الكلية النهاردة

اتلفت ونويت امشي، بس شدني تاني من دراعي بعنف، بعدت عنه بعصبية وقولت_مالك ومال دراعي مش فاهمة كل شوية تشدني منه، بينك وبينه تار ولا حاجة عرفني يمكن أحل الموضوع بينكوا! 

وشي كان احمر وكنت بتكلم كلام عبيط ملهوش علاقة ببعض، سكت شوية بيبصلي باندهاش شوية وبعدين اتبدلت ملامحه وضحك! 

ضحك

والحقيقة ضحكته خلتني اركن كل عصبيتي وزهقي وتوتري على جنب وأفضل اتأمل فيه بملامح والهة..

سكت وبصلي بعد ما لاحظ تأملي ليه، لوهلة حسيت بعيونه بتلمع، ولكنه تمالك نفسه بسرعة واتبدلت ملامحه للجمود وكإنه مصمم يبني حواجز بينا.

_امشي يلا هوصلك

_ليه؟

_عشان جوزك مثلا

_على الورق

اتلفت وبصلي بسخرية_ما دي كانت اقصى امنياتك، وأهو اتحققت، ولا إيه؟

_سليم...

قولتها برجاء ضعيف

إنه كفاية يجلد فيا

كفاية إني كارهة نفسي ومبقدرش أبص في المراية بسبب الوضع اللي حطيته فيه. 

لانت ملامحه وحسيته اتأثر بنظرتي، ولكنه رجع تاني وقال بقسوة_إيه بكدب؟

اتنهدت بألم_لا مبتكدبش

مبتكدبش للأسف يا سليم

قولتها وسبقته وركبت في العربية، فضل واقف مكانه شوية متابعني بمشاعر متضاربة كإنه بيصارع حاجة جواه، وبعدين حط نضارته الشمس على عينه وركب هو كمان، طول الطريق حاولت محتكش بيه على قد ما أقدر،

فضلت ساندة على الازاز بتأمل الطريق بحزن

تخيل لما يكون مفيش غير خطوتين بينك وبين أكتر شخص بتحبه واتمنيته، ولكن في الحقيقة الخطوتين دول

مسافة كبيرة

كبيرة جدًا لدرجة متتخطاش..

"تحت التهديد"

الحلقة التالتة


_إيه يا سميرة اللي ملبساهولي ده؟!

بصيت للهدوم اللي مكانتش تليق بطفلة زيي نهائي بضيق. 

_بابا لو شافني لابسة هدومك هيضربني

مسكت كتفي بقوة_اسمعيني، مش أنتِ قولتِ إنك عايزة تتجوزي سليم؟

_أيوه بس... 

_مبسش، تسمعي الكلام وتعملي اللي هقولك عليه، مش أنتِ وافقتي وقولتي مش هتعترضي على أي حاجة هقولهالك؟

بترجعي في كلامك ليه بقى! 

هزيت راسي من سكات، وأنا حاسة إن فيه حاجة غلط، بس مش مشكلة، المهم اتجوز سليم واكون غنية وعندي عربيات وهدوم كتير. 

خدتني من ايدي واتسحبت لاوضة سليم وهي بتتلفت حواليها لحد يشوفها، وقبل ما تدخلني وقفت وقولت_يا سميرة هندخل نعمل إيه جوا، مينفعش سليم يشوفني كده عيب!

شدتني من دراعي وقالت_يووه أنتِ مبتسمعيش الكلام ليه، خلاص مش هجوزهولك طالما كده ونفضها سيرة بقى!

قالتلي وهي بتزقني عشان نرجع فقاومتها واترجيتها_خلاص خلاص، مش هتكلم تاني

_شطورة، كده تعجبيني

وقفت برتجف وأنا جوايا رافضة الوضع ده.

_هو لازم برضه ألبس..

زعقت بنفاذ صبر_أنتِ هتسمعي الكلام ولا أسيبك واروح اكمل نوم! 

_حاضر

طبطبت على كتفي فابتسمت بتوتر، فخدتني من إيدي وفتحت الباب من غير حتى ما تخبط، كان قاعد عل السرير وساند راسه على إيديه بهم، اتنفض ووقف أول ما شافنا، بصلي باستغراب وضيق كبير وهو بيتأمل اللي أنا لابساه، وبعدين قرب مننا_يعني مش هتتحل غير بالفضيحة اللي هتحصل دي؟

كتفت دراعها ورفعت حاجبها_ما في كل الحالات هتتفضح يا عينيا، بس فضيحة أهون من التانية ولا إيه؟

زفر ورجع بصلي بكره_بس الفضيحة هتمس بنتك

_هتتنسي، بمجرد ما يتم المطلوب كل حاجة هتتنسي، يلا أنا خارجة واللي قولته يتنفذ يا سليم وإلا أنتَ حر

أنا مبهزرش وأنتَ عارف إني أقدر أنفذ اللي قولته من غير ما يرفلي جفن 

قالتها وخرجت وسابتنا، وقفت وأنا باصة للأرض بتوتر وبفرك إيديا، وقف قدامي وقال_مكنتش أتوقع إنها تيجي منك أنتِ يا منة، كنت فاكرك نضيفة من جوا مش زيها

رفعت عينيا ليه_أنا مش فاهمة حاجة

_مثلي يا منة، مثلي، بس أنتِ نزلتِ من نظري النهاردة، عاجبك اللي أنتِ لابساه ده

عينيا اتملت دموع لما لقيته بيتكلم بقسوة، فبررت لنفسي_أنا مكنتش... 

وقبل ما أكمل كلامي سمعت صوت زعيق، وقبل ما نستوعب لقيت الباب بيتفتح علينا بعنف، وبابا وسميرة وأهل سليم واقفين قدامنا، شهقت برعب واستخبيت ورا سليم عشان محدش يشوفني بالشكل ده.

وكل اللي بعد كدا ذكريات قاسية بتمر في دماغي، شتيمة بابا، وتهزيق أهل سليم، محاولة بابا لضربي، منع سليم وسميرة ليه، وكلام بابا عن إنه شاف سليم كذا مرة بيحاول يقرب ليا ويستغل إني صغيرة

رغم كده سليم محاولش يدافع عن نفسه، اتضرب واتبهدل، ولكنه دافع عني أنا لما شاف الرعب في عينيا، وقال إنه هو اللي خلاني آجي عنده، وآخيرًا انتهى بكتب كتابنا السريع، ومفيش تاني يوم كان سليم ساب البيت وسافر،

من غير حتى ما يودعني،

من غير ما يقولي أي حاجة،

سافر وهو شايفني سبب في كل أذى هو اتعرضله..


"الحاضر"

_يا بنتي!

فوقت على صوت ندى صاحبتي وهي بتشاورلي يإيديها، رمشت كذا مرة بقاوم إني ادمع من الذكريات اللي بتطعن في قلبي.

_ده أنتِ مكنتيش هنا خالص، سرحانة في إيه؟

_مفيش مرهقة شوية بس

_مرهقة ولا حب جديد في الكلية؟

غمزت بعد ما قالت جملتها، فخبطتها في دراعها_حب جديد إيه أنتِ كمان وحدي الله هي دي أشكال يتبص في وشها

ضحكت على جملتي وحاولت أجاريها على قد ما اقدر وقعدنا نتكلم في حاجات عن الكلية، كنت بحاول على قد ما أقدر اشغل دماغي عنه

ورغم كده مسابنيش ولا لحظة! 

تفكيري كله حواليه هو بس!

لحد ما ندى قالت مرة واحدة_أوبااا ده الظاهر في وجوه جديدة في الجامعة

اتلفت مكان ما بصِّت، وللحظة بعد ما كنت بشرب ماية شرقت وبقيت أكح لحد ما اتخنقت، لما لقيته ركن بالعربية جنب الكافيتريا، نزل منها ورفع نضارته الشمس، وبعدين راح طلب قهوة ووقف يراقب المكان من حواليه. 

رفع إيده يعدِّل من شعره الاسود فسمعت صوت همس بنات من ورايا عن قد إيه هو وسيم. 

للحظة حسيت بنار بتقيد جوايا، وحسيت إني عايزة اخنقه

وفنفس الوقت حسيت بحزن رهيب إني زيي زي البنات بتغزل فيه من بعيد رغم إني مراته وليا حق فيه! 

وقفت بضيق ناوية أخرج من المكان قبل ما أمسك في البنات اللي ورايا واروح أكمل عليه هو كمان، كنت عارفة إنه جاي ياخدني، بس مكنتش عايزة. حد يشوفني معاه، ولا إني اختلط بيه

 ولكنه لمحني من وسطهم لما اتحركت. 

اتوترت بشدة لما لقيته بيقرب ناحيتي، وحسيت إن الوضع هيتكشف ومش هعرف أكدب!

اصل هيكون إيه مبرري لما يشوفوني خارجة معاه؟!

ابن اللي بابا شغال عنده؟

اعتقد مش مبرر بالذات بعد ما جذب انتباه الكل هنا والثراء اللي باين عليه! 

ابتسملي ووقف جمبي، برقت برعب لما لقيتي حاوط خصري وقربني ليه، ومال طبع قبلة على خدي وسط نظرات الكل المصدومة اللي أولهم ندى صاحبتي اللي مش فاهمة حاجة

الحقيقة ولا أنا فاهمة حاجة

حسيت روحي اتسحبت بقربه، وما بالك لما أعلن تملكه ليا قدام الكل كده من غير ما احراج ولا كسوف

وكإني مراته فعلًا! 

_مين ده يا منة؟

_ده.... ده 

_جوزها

اتكلم ببرود وهو بيشرب من كوباية القهوة بتاعته، بصتله بصدمة وهو بيتعامل ببرود وبيضحك نص ضحكة فظهرت غمازته، في حين صدمة ندى مكانتش أقل مني. 

بصلي وهو بيكتم الضحك قدام عينيا المبرقة وبوقي المفتوح بصدمة.

_تحبي أجيبلك قهوة أنتِ كمان يا روحي؟

مردتش عليه وفضلت بصاله بصدمة..

_طب نسكافيه؟

لا؟

طب يلا نروح

قالها وخدني واتلفت وهو برضه محاوط خصري وأنا من الصدمة مش قادرة استوعب أي حاجة

أنا مين؟ وازاي؟ ومين الراجل ده؟ وماسك وسطي كده ليه؟ وإيه جوزي دي كمان؟

اسئلة كتير وانا في صدمة وكإني مفصولة عن الدنيا، ركبنا العربية وخرجنا من الجامعة ووصلنا البيت كل ده وأنا على وضعي. 

بفتكر قربه، لمسته، ريحته اللي غرقتني، واعترافه بعلاقتنا، مبقتش فاهمة حاجة وهو من لحظة للتانية كان بيبصلي بطرف عينه وبيكتم الضحك.. 

هو نفسه مكانش فاهم عمل كده ليه

بس لقى الموضوع مسلي

ركن العربية واستناني أنزل ولكني فضلت مكاني متنحة، فضحك هو ونزل وفتح العربية ومد إيده ليا عشان أنزل، بصيت لإيده بعدم استيعاب وبعدين رفعت نظري لعيونه والنظرة الشقية اللي كانت فيهم وللحظة اتحولت نظراتي للعصبية،

زقيت إيده فبصلي باستغراب، فنزلت وزقيته مرة تانية وأنا بقول..

_إيه اللي بتحاول تعمله معايا ده؟

عايز تنتقم؟

جايلي الجامعة عاملي استعراض؟

كملت بتريقة_

وتقولي تشربي قهوة يا روحي

طلعت روحك! 

لقيته ضحك على كلامي، فاتعصبت اكتر وضربته كذا مرة وأنا بقول_وإيه جوزي دي؟ ها! إيه؟

بتقولهم ليه؟

عايز تطلعني كدابة قدامهم وقدام صاحبتي وإني مخبية عليها حاجة زي دي!

أنت عايز توصل لإيه باللي بتعمله ده؟!

مسك إيدي اللي كنت بضربه بيها وقال ببرود_ما أنا جوزك فعلًا، كدبت مثلا؟

محستش بنفسي غير وأنا بزعق_جوزي إيه أنتَ مصدق نفسك! 

احنا جوازنا كان عرفي وعلى ورق لإني كنت عيلة، عيلة ١٤ سنة، دلوقتي أنا ٢٠ سنة، كتبت عليا رسمي؟

لا؟

يبقي متتصرفش على الأساس ده عشان جوازنا أنا مش معترفة بيه أصلًا! 

كتف إيده قدام صدره، واتكلم بتريقة_قولي كده بقى! 

مستنياني أكتب عليكي رسمي؟

عشان أكملك اللعبة صح؟

وبعدين مش ذنبي إنك مش معرفة صحابك إنك متجوزة! 

ولا هتقوليلهم إيه اصلًا؟

هتقوليلهم رميت نفسي عليه ولبسته مصيبة خلته كتب عليا في وقتها؟

بصيتله بصدمة إنه فهم معنى كلامي غلط، وفنفس الوقت قسوة اللي قاله، اتملت عيوني بالدموع، ومحستش بنفسي غير وأنا بضربه بعنف وأنا ببكي.. 

_حرام عليك، حرام عليك كفاية بقى

ليه بتتعمد تكرهني في نفسي أكتر!

كفاية بقى كفاية إني مبعرفش أبص لنفسي في المرايا لإني سبب في شقلبة حياتك!

كنت عيلة، والله كنت عيلة مش فاهمة حاجة، والله كنت عايزة أعمل أي حاجة عشان أبقى جنبك بس

ياريتني مت اليوم ده، ياريت بابا كان قتلني

أنا مش عارفة أعيش من تأنيب الضمير وكرهي لنفسي، حرام عليك يا سليم، ليه توجع قلبي بالشكل ده! 

مرة بهجرك، ومرة بكرهك ليا! 

كان واقف مكانه متجمد، لا حاول يوقفني عن ضربه، ولا حاول يواسيني، بطلت بكا ووقفت بصيت في عيونه بعيون مليانة دموع ووش أحمر من البكا والانفعال، ولما ملقتش منه رد فعل سيبته وجريت على فوق، حسيت إن شوية وهنهار أكتر، سليم فعلًا شخصيته اتبدلت، مبقاش حنين وبقى قاسي، جاحد، حاقد، وكل المشاعر دي متوجهة ليا أنا بس

طب ليه؟

أنا كنت ضحية زيي زيه!

طلعت على فوق ودخلت على اوضة سميرة على طول، بصتلي باستغراب فاتكلمت بعصبية_كنتِ مهدداه بإيه؟

سابت الكتاب اللي في إيدها وقالت بهدوء_قولتلك مش هطلع سره، هو نفذ وأنا نفذت، مبخونش الوعود

_بس تسيبيني أنا اللي أعاني ده عادي صح؟

تسيبيه يفضل يجلد فيا بسببك ده عادي بس متخونيش وعدك ليه، أنا بكرهك، بكرهك وبكرهه وبكره نفسي

الله يسامحكم كلكم.. 

سيبتها وجريت على أوضتي، واترميت على السرير فضلت أبكي بعنف لحد ما روحت في النوم.

وهيفضل سر سليم مش معروف، رغم السنين دي كلها.


عدى كام يوم مخرجتش فيهم من اوضتي، كنت مطفية، وكل حاجة سودة في وشي،

حسيت بإني مخنوقة فخرجت البلكونة اشم شوية هوا، شوية ولقيته دخل بعربيته القصر، نزل من العربية ورفع وشه ليا، فاتقابلت عيوننا بنظرات عتاب لوقت طويل، كل واحد فينا كان مكسور من التاني، بس مش معروف الحواجز اللي بينا دي هنقدر نتخطاها في يوم ولا لا.. 

مقدرتش أقاوم ومنزلش ليه، وفعلا خدت شال خفيف على كتفي عشان نسمات الهوا الباردة، ونزلت ليه، وكإنه كان حاسس فلقيته واقف مستنيني فعلًا، قربت منه بخطوات بطيئة، وقفت قدامه وفضلت باصة لعيونه الجميلة، للحظة حسيت بدفى خارج من عيونه، دفى مشوفتوش بقالي ٦ سنين كاملين.. 

رفع إيديه وشد التوكة اللي ماسكة شعري وكنت عاملاه بيها كعكة مش متناسقة، وبعدين عدله بإيده وعيونه مفارقتنيش لحظة، وكانت لمساته لطفية بشكل! ..

_كده أحلى.

كانت نبرته حنينة غير معتادة ومع كل حركة ونظرة منه، روحي كانت بتتسحب، ودقات قلبي كانت بتعلن تمردها، تأثيره عليا واضح جدًا.. 

_بتكرهني يا سليم؟

اتنهد_مش عارف

_بس أنا مش عارفة أكرهك

غمض عيونه بألم، وبعدين مسك خصلة من شعري وقربها من أنفه واستنشقها بوله، للحظة حسيت إن دي تصرفات عاشق

بس الحقيقة بتثبت العكس

تصرفاته وكلامه بيثبت إن مفيش أمل بينا! 

_ليه وافقت على اللي قالته سميرة؟

ليه دخلت في اللعبة دي؟

ليه خلتنا؟ نتعذب إحنا الاتنين؟

إيه السر اللي وراك يا سليم؟

قولي وصدقني عمره ما هيطلع، بس أعرف سميرة استغلتك إزاي

ثق فيا يا سليم!

قولتها برجاء وعيوني اتملت بالدموع، كنت محتاجة أعرف فعلًا يمكن اقدر اساعده، أو يمكن مشكلتي إني نفسي أحس إنه واثق فيا!

أو إن ليا لو حتى مكان صغير في قلبه! 

شدني ليه فجأة وضمني، ضمني بقوة، والحقيقة كنت مستنية اللحظة دي من ٦ سنين، لفيت إيدي حوالين رقبته وضميته بشوق،

 بأخد أكبر قدر من ريحته وبخزنها جوايا مين عارف يمكن ميتعوضش تاني! 

 ولكني اتجمدت جوا حضنه لما قال.. 

_احنا لازم نتطلق.. 

"تحت التهديد"

الحلقة الرابعة


_متأكدة إن سليم هو اللي طلب منك كده مش حد تاني؟

قالت والدته الكلام ده وهي واقفة قدامي مربعة إيديها ورافعة حاجبها بتنقل نظراتها بيني وبين سميرة وكإنها شاكة إن ليها يد في الموضوع، ارتبكت واترعشت وأنا ببص بطرف عيني لسميرة اللي كانت بتهددني بنظراتها إني لازم أقول اللي حفظتهولي وإلا كل حاجة هتتقلب عليا، فدمعت من الموقف الوحش اللي اتحطيت فيه من شوية وازدادت رجفة جسمي. 

_أيوه، هو اللي قالي أروحله بالليل والكل نايم، وكان بيقولي إنه بيحبني وعايز يتجوزني بس خايف منكوا لترفضوا

قولتها وانهارت في البكاء، بشكل خلاها تصدقني من حالة الهيستريا اللي كنت فيها، ولكني كنت في حالة هيستريا من الوضع اللي اتحطيت فيه ومن الموقف اللي اتسببت لسليم فيه بعد ما شوفت نتايج اللي عملناه أنا وسميرة، مكنتش مدركة عواقب الطريق اللي مشيت فيه، ابتسمت سميرة بانتشاء وهي شايفة خطتها ماشية زي ما هي عايزة بالظبط. 

أما والدة سليم فرفعت إيديها على دماغها وحست بصداع رهيب من تصرفات ابنها الطايشة. 

اتلفتت ناحيته وكان واقف على جنب ساند على الحيطة بيتابعني بنظرات كارهة. 

خرجت والدته من الاوضة بعد ما قالت للكل يستنوا برا عشان تعرف تستجوبني من غير دوشة. 

وقبل ما تخرج بصتله بنظرة مليانة عتاب فقابلها هو بجمود وكإن مش فارق معاه أي حاجة غير إن المهزلة دي تخلص بس. 

وبمجرد ما خرجت سمعت صوت تسقيف من ورايا، اتلفت ولقيته بيقرب بوش جامد تمامًا وبيسقف ببرود رهيب، بصتله بعيون حمر من كتر العياط..

_هايلة

ممثلة هايلة والله، عاجبني المواهب المتعددة اللي عندك دي يا منة، ده أنا نفسي قربت أصدقك!

كانت شفايفي بتترعش ومش عارفة أرد عليه، أما سميرة ضحكت وخبطتني على كتفي بفخر وعيون بتلمع بجشع

_شاطرة يا بت، جدعة تربيتي

_عاجبك الفضيحة اللي حصلت دي يا سميرة؟

_مكانتش هتبقى زي الفضيحة اللي هتحصلك لما يعرفوا اللي عملته يا ابن الشهاوي

سكت تمامًا وبصلها بكره، فلحظة لقيت الباب بيتفتح وبابا بيدخل وملامح وشه متبشرش بالخير

وبدون تردد قرّب مني وضربني بالقلم بعنف وقعت على الأرض بين إيدين سليم بسببه

_لا أنتِ بنتي ولا أنا أعرفك

وخرج من الأوضة من غير كلام زيادة

بكيت مكاني، فحسيت بسليم بيرفعني بحنية. 

رغم اللي عملته إلا إنه مهانش عليه يشوفني في الحالة دي

كان هو الإيد الوحيدة اللي اتمدتلي في الموقف ده رغم اللي اتسببتله فيه كمان! 

بصتله بدموع فبادلني هو بنظرة مليانة عتاب، وبعد عني وخرج لحد ما المأذون ييجي.. 


"الحاضر"

بعدت عنه بصدمة وأنا بحاول استوعب كلامه، إزاي قادر يرفعني لسابع سما وأحس إنه بيحبني

إنه سليم القديم هو اللي قدامي

ما اتغيرش ولا حاجة

ويرجع تاني يخسف بيا لسابع أرض من غير رحمة!

بصيت لعيونه اللي كانت جامدة تمامًا

وكإن اللي قاله ده حاجة عادية. 

حاولت الاقي أي حاجة تشفع ليه في عينيه. 

بس ملقتش! 

كان ناويها فعلًا

فابتسمت بألم وأنا حاسة إن قلبي بيتفتت للمرة المليون

_أنا من رأيي كده برضه

بصلي بصدمة من رد فعلي اللي كان عكس ما اتوقعه فكملت_إحنا ملناش مستقبل مع بعض يا سليم، لو فضلنا مع بعض أكتر من كده، هنفضل نجرح في بعض،

أنتَ صح، لازم نتطلق زي أي زوجين متحضرين شايفين إنهم مينفعوش مع بعض

رفع حاجبه بتعجب على آخر جملة، مهتمتش وخلصت كلامي وسيبته وطلعت على فوق من غير ما استني رده، كل الكلام اللي قولته على الرغم من إنه حقيقة وإننا ملناش مستقبل مع بعض فعلًا، إلا إنه كان من ورا قلبي بس عشان أرد كرامتي اللي سليم بيخسف بيها الأرض، ورغم كده مش قادرة أبطل أحبه برضه..

صحيت بعد ساعات قليلة من النوم والأرق اللي اتملكني طول الليل، ده غير نوبة العياط بعد ما اتخيلت إن خلاص الرابط اللي بيني وبين سليم هينتهي، يعني مش هيبقى فيه أي أمل بينا تاني

رابط؟

أنهي رابط بالظبط؟

الجوازة اللي كانت تحت التهديد؟

مستنية إيه ما طبيعي دي كانت هتبقى نهاية اللعبة دي! 

وقفت قصاد مرايتي بحاول أداري عيوني الوارمة ووشي الباهت بالميكب ورغم إني اتفننت فعلًا وقدرت أخفيھم ولكن مقدرتش أخفي لمعة الحزن اللي في عينيا

كنت بحط بعملية وأنا بتجنب إني أبص لوشي اللي كان مكروه بالنسبالي

تقريبًا مش هبطل أشوف نفسي مسخ! 

خرجت بخطى بطيئة، مكنتش عايزة أروح الكلية بس كان عندي امتحان

حُكم القوي! 

وطبعًا إحنا عبيد الدرجات وورقة الغياب

نزلت تحت وأنا بدعي إني مشوفهوش قدامي. 

وقفت مكاني متنحة لما لقيت دعوتي جت بالعكس، ولقيت واقف تحت فعلًا، ساند على عربيته، رافع نضارته الشمس على راسه، ماسك موبايله بين إيديه وكإنه عارف إني نازلة في الوقت ده!

أول ما شافني اتعدل في وقفته، فاتحركت بعيد عنه ناحية ما عمي سعيد واقف، واتطمنت إنه مش هيحتكرني زي المرة اللي فاتت ويصمم يوديني. 

_راحة الكلية؟

وقفت على صوته وأنا بستغفر ربنا في سري، واتلفتله فلقيته بيقرب ناحيتي. 

_آها

كان ردي بارد وبعدم اهتمام، لقيت نظراته بتجيبني من فوق لتحت، وفلحظة حسيت بنار غضب قادت في عيونه الحادة، ارتكبت ومبقتش فاهمة فيه إيه وإيه سر تبدل ملامحه بالشكل ده

اتنحنح وقال بتوتر_مش شايفة إن الفستان ده قصير شوية؟

رفعت حاجبي باستغراب وحسيت إني واقفة قدام واحد عنده شيزوفرينيا في مراحل متأخرة كمان.

بصيت لفستاني الأزرق اللي كان لحد ركبتي

_لا مش شايفة الحقيقة

_بس أنا شايف

_بسيطة غمض عينيك

رفع حاجبه_نعم ياختي

_مش عاجبك متبصش! 

كانت ردوده مستفزة، وردودي أبرد منه

غمز بعبث وقال_لا عاجبني

عاجبني جدًا كمان

إزاي مبصش! 

بصتله بصدمة ووشي جاب ألوان من الكسوف، ولكن اتنفضت بفزع لما اتحولت ملامحه للغضب وصرخ بعنف

_بس ده هنا في البيت، مش تخرجيلي بيه وتخلي اللي رايح واللي جاي يجيبك من فوق لتحت!

شايفاني مركب أرايل؟!

على قد ما قلبي وقع في رجليا من نوبة غضبه، إلا إني اتعصبت من تحكمه اللي بدون داعي

_وأنتَ تركب أرايل على حسابي ليه؟

ما تركب من غير ما تدخلني في الموضوع

فضلت ملامحه على نفس الوقت كإنه بيستوعب العبث اللي أنا بقوله، الحقيقة إن ردودي المتخلفة كانت بتبهرني أنا نفسي، جز على سنانه وغمض عينيه

_أنتَ هتتحول ولا إيه؟

شد على عروقه أكتر

_ڤامباير ولا مستذئب عشان أبقى عاملة حسابي؟

فتح عينه مرة واحدة بنظرة مرعبة خلتني رجعت خطوتين لورا

_على فوق

_نعم؟!

زعق بحدة_فوق غيري اللي لابساه ده

حطيت إيدي على وسطي بعند_مش مغيرة حاجة

_منة!

_قولتلك مش طالعة وملكش دعوة وميخصكش أصلًا، وأنتَ مالك ألبس ضيق ألبس واسع إن شاء الله ألبس شوال بطاطس أنتَ....

صرخت بفزع لما لقيتني أنا اللي اتشالت زي شوال البطاطس، خبطت رجلي في الهوا

_أنتَ يا همجي يا متخلف، نزلني!

مردش فكملت

_نزلني يا سليم، نزلني وبطل جنان، اللي في البيت هيشوفونا، 

نزلني طب

طب أنتَ مالك مش فاهمة ما إحنا هنتطلق! 

وصلنا لباب الشقة، فتح الباب من المفتاح اللي برا، وحدفني على الكنبة بعنف

_ولحد ما نتطلق تسمعي كلامي زي أي زوجين متحضرين

يا مراتي! 

عرفت إنه بيتريق على اللي قولته امبارح، غريبة!

كان مستنيني أقول إيه يعني! 

اتوسله إنه ميسبنيش على حساب كرامتي؟!

فتحت بوقي عشان أعارض فقاطعني

_ادخلي غيري هدومك يا مفيش جامعة

دبيت على الأرض وأنا كلي غيظ من تصرفاته اللي ملهاش علاقة ببعض دخلت أوضتي وقفلت الباب ورايا بعنف 

اللي يشوفه بالشكل ده يقول

غيران! 

هزيت راسي بـ لأ

سليم بينتقم بس من اللي حصله زمان

بيتحكم وبيفرض سيطرته عليا بس! 

_مش مغيرة يا سليم واللي عندك اعمله! 

هدوء ملى المكان وصمت غريب، بعدها  سمعت صوت باب الشقة بيتقفل بعنف، اتنفست براحة وفتحت الباب ببطئ أشوفه مشي فعلا ولا لأ، وفجأة لقيت الباب بيتزق بعنف، صرخت بفزع وأنا بدفع الباب بحاول أقفله وهو بيزقه وبيفتحه

_بتعمل إيه يا متخلف!

_هوريكي اللي هقدر أعمله

وطبعًا لإن في فرق قوة وأجسام، قدر سليم بزقة عنيفة إنه يفتح الباب، ودخل وعينيه بتدق شرار حرفيًا، وقعت على الأرض من قوة زقة الباب، فوقف قدامي ومسكني من طرف الفستان من عند كتفي، وشدني لدرجة إني اترفعت من على الأرض، كان شبه اللي ماسك حرامي غسيل حرفيًا!

_إيدك يا سليم

قولتها وأنا بضربه، فهزني بعنف كذا مرة_أنتِ مبتسمعيش الكلام ليه ها! 

العند بيجري في دمك؟

فاكرة نفسك استرونج اندبندنت وومن يا روح أمك!

_إيدك والفستان يلا! 

رفع حاجبه بدهشة_يلا!

ده أنتِ يومك أزرق، أومال لو مكنتيش عاملة زي القولة! 

كان بيهز فيا بعنف، ففضلت أضرب على إيده وأنا بصرخ_أنا شبه القولة يا أعمي البصر والبصيرة! 

هقول إيه ما أنتَ لا بتشوف ولا بتحس! 

ابعد عني، وهدومي مش مغيراها برضه، فوق يا عينيا أنا مراتك على الورق بس يعني ملكش إنك تتحكم فيا! 

للحظة لقيته سابني، بصتله باستغراب فلقيت عيونه بتلمع بعبث قرب مني لدرجة مهلكة وقال بنبرة كانت نيتها مش سليمة خالص_يعني أنتِ مشكلتك إن جوازنا على الورق؟

مش مشكلة نخليها فعلي.. 

قالها وهو بيقرب مني أكتر، برقت برعب لما استوعبت مقصده من كلامه، وفلحظة جريت على الحمام قفلته عليا وأنا بصرخ_لا!

خلاص خلاص هغير أم الفستان! 

حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ابن نادية

_ما كان من الأول! مع إني كنت اتمنى، وبعدين مفيش غيري أنا وأنتِ والشيطان شاطر بصراحة!

وأهو نكمل اللعبة

سندت على الباب وأنا بنهج برعب_اتربى يا سليم! 

ضحك وخرج من الأوضة ومنھا لبرا الشقة خالص، بيهددني! 

عايز يكسر عيني بس! 

مش قابل يشوفني وأنا بعارضه! 

بس أنا استحالة انفذ كلامه حتى لو فيها خناقة تفرج علينا القصر واللي فيه

وحتى لو هددني بوقاحته دي! 

 فتحت الباب براحة فملقتهوش فعلًا

نزلت لتحت واتسحبت بشوفه فلقيته خد عربيته ومشي

زفرت براحة وابتسمت

_يا انا يا أنتَ يا ابن الشهاوي..


_يعني إيه، أنا مش فاهمة حاجة!

زفرت بنفاذ صبر_يعني أفهمك إيه أكتر ما فهمتك؟!

_ما هو ده مش سبب فعلًا بصراحة يا منة، يعني إيه كتب عليكي عشان أنتِ البنت الوحيدة اللي في البيت؟!

هربت بعنيا منها، طبعًا مكنتش هقدر أقولها عن السبب الحقيقي لجوازي منه، مش هقدر اخسر احترامها ليا زي مانا خسرته لنفسي.

_أهو اللي حصل بقى يا ندى

مسكت إيدي وعينيها بتلمع_مع إنه سبب ميدخلش دماغ عيل في ابتدائي وأنا متأكدة إنك مخبية حاجة، بس مش مهم، ده أنتِ بايضالك في القفص يا بنت المحظوظة!

_بس بالله، إحنا زي الأعداء أصلًا دلوقتي، بيعاملني كضرته مش مراته

_بس في الأول والآخر أنتِ مرات الحتة أم غمازات اللي قلبت الدنيا هنا!

نغزتها في دراعها والغيرة اتملكتني_ما تلمي نفسك يا ام عين زايغة

وكملت بتوتر_أساسًا مش عارفة هروح البيت ازاي، تخيلي لو شافني مغيرتش اللبس اللي عمل عليه حوار هيعمل إيه! 

_ ليه أتخيل، ما أنا هشوفه عملي دلوقتي

بصتلها باستغراب ومفهمتش اللي هي قالته، لقيتها باصة لورا، لوهلة عرفت اللي فيها، هزيت راسي بـ لأ، فحركت هي راسها بـ آه بتأكدلي، بلعت ريقي بتوتر وحسيت إن قلبي وقع في رجلي، فاتلفت ببطيء وأنا بدعي إن اللي في دماغي ميكونش صح.

وطبعًا زي كل مرة بتيجي بالعكس

لقيته واقف ورا ساند على مقدمة عربيته، ومربع إيديه، وأول ما اتلفتله رفع نضارته ولمحت نظرة توعد فيها

_أنا بقول نجري؟

 _يُستحسن برضه...

"تحت التهديد"

الحلقة الخامسة


_على فين يا روحي؟

قال جملته لما قومت وقفت ناوية أجري فعلًا

ما أنا مضمنش الحقيقة ممكن يعمل إيه بعد ما شوفت نظرة الشر في عينيه

حط إيده على كتفي وزقني قعدني تاني بعنف، فارتبكت_أنا؟

هز راسه بـ آه وعلى وشه ابتسامة مرعبة

_أنا..

ده أنا طلع عندي محاضرة مهمة جدًا جدًا ولازم أروحها دلوقتي، مش كده يا ندى؟

هزت راسها بتجاريني من غير ما تتكلم وهي بتكتم الضحك جواها

وقفت على طول بعد جملتها وأنا بتحاشى إني أبص لوشه عشان ما اتخضش اكتر، وزي ما عملها قبل كده حاوط خصري بتملك ومال ناحيتي وهو بيهمس بنبرة مرعبة_هتيجي معايا بما يرضي الله ولا أشيلك زي شوال البطاطس تاني بما لا يرضي الله وتبقى فضيحتك بجلاجل؟

بلعت ريقي بتوتر واتكلمت بسرعة_ياااه ده المحاضرة اتلغت، صح يا ندى؟

ده أنا كنت ناسية خالص، العتب على السن بقى مش تفكريني برضه! 

ابتسم لـ ندى واتكلم بلباقة مشوفتهاش منه قبل كده_معلش هضطر أخدها منك، أصل ورانا مشوار مهم جدًا

بصلته باستغراب_إحنا ورانا مشوار مهم؟

فلحظة لقيت إيده بتغرز في جمبي، فصرخت بألم، بصتلي ندى بتعجب فاتكلمت بسرعة_آآآه

آه فعلًا يا خبر ده إحنا ورانا مشوار مهم جدًا جدًا

معلش نسيت،

العتب على السن بقى

شوفته بيحاول يكتم ضحكته بالعافية لدرجة إنه دور وشه الناحية التانية، بصتله بغيظ وفي الخباثة دوست على رجله بقوة، ابتسمت بانتصار لما شوفته معالم وشه بتتبدل للألم، وبدون تردد غرز إيده مرة تانية، فضربته بعنف في جمبه

بصلي بنظرات بتدق شرار فابتسمتله وأنا بلاعب حواجبي

_وحيات أمك لأعلقك على باب البيت وأخلى اللي رايح واللي جاي يحدفك بالطوب

طبعًا كلامه ده كان بهمس، بس لو حد ركز معانا كان لاحظ الخناقة اللي كانت بينا

كانت حرب باردة حرفيًا!

_اتكلم على قدك

_برضه؟

أنا بقول نخليها فعلي فعلًا

فهمت قصده الوقح، فخبطته مرة تانية بعنف أكتر في جنبه خلته يضم شفايفه وهو بيبعد بألم، وقولت ببراءة مصطنعة_سوري يا روحي كنت عايزة اتأكد موبايلي في الشنطة ولا لأ

_ده أنا هطلع روحك النهاردة! 

وقبل ما نكمل خناق لقيت زميل من زمايل الكلية بينادي عليا، اتلفتنا كلنا على صوته في حين سليم كان بيبصله من فوق لتحت وهو رافع حاجبه بتعجب

_ممكن تبقي تبعتيلي الفايل بتاع البريزنتيشن، لإنه اتمسح من عندك لما عملت سوفت لموبايلي

_يا عين امك! 

قالها سليم بتريقة، فحاولت اشوشر قبل ما ياخد باله_آه آه طبعًا أكيد

_شكرًا يا منة

بالمناسبة، الفستان تحفة عليكي

بصيت لسليم برعب فبادلني هو بنظرات كانت بتدق شرار، حسيته بيتخيل أقسى أنواع التعذيب ليا، وقال بلهجة مريبة_آه فعلًا تحفة عليها

ولا أنتِ إيه رأيك؟

_أنا عامةً في المواقف اللي زي دي أحب اسمع سامو زين جدًا.. 


_استني بتهربي ليه؟!

نزلت من العربية فنزل ورايا، اتعصبت اكتر من كلامه، فروحت ناحيته وزعقت بصوت عالي

_أنا مش قادرة أفهم دماغك، أنتَ مالك بيا؟

مالك ألبس إيه ولا أهبب إيه حتى بتدخل ليه؟!

حصّلت إنك تيجي تهددني في الجامعة كمان! 

_صوتك

_هو إيه اللي صوتك، أنتَ مصدق نفسك باللي بتعمله ده؟

مصدق لعبة الزوج المتحكم الغيران اللي قومتلي بيها؟

فوق يا سليم لا أنتَ عمرك كنت جوزي ولا أنا كنت مراتك، ولا ما صدقت تلاقي لعبة تتسلى فيها! 

عروقه نبضت بعنف ووشه احمر

_أنتِ مفيش على لسانك غير الكلمتين اللي حافظاهوملي دول؟!

ده على أساس إني كنت أنا اللي عاشق ولهان وهموت واتجوزك، مش كلها لعبة منك!

شديت على شعري بجنون من العصبية

_قولتلك أنا كنت ضحية زيي زيك، ليه مصمم تعلقلي شماعة الموضوع؟!

قدامك سميرة أهي روح قولها الكلمتين دول في وشها، قولها هي السبب، قولها هي اللي استغلت غبائي، ويا عالم ماسكة عليك إيه، يا عالم عملة إيه اللي خلتك ساكت على الظلم اللي اتعرضتله لحد دلوقتي يا سليم! 

حسيت بوشه انكمش بألم، بصتله باستغراب، فمن الواضح إن فيه مصيبة كان واقع فيھا واستغلتها سميرة فعلًا، ولكنه قدر يخفي الألم اللي على وشه ببراعة وقال_متنكريش إنك ليكي دور في اللي حصل،

 جشعك وطمعك في الفلوس والجاه،

 وأهو اتحقق فعلا يا منة، لعبتك ماشية زي الفل،

 أديكي متجوزاني، عندك عربية بتوديكي وتجيبك من الكلية، وعايشة في دور خاص بيكي، وطلباتك كلها مجابة،

 متمثليش إنك زعلانة عشان مش لايق عليكي الدور ده!

ملامحي اتبدلت للصدمة، حسيت بغصة في قلبي من كلامه القاسي اللي بيتعمد يضربه في وشي، كإنه بيتعمد يوجعني! 

_كفاية بقى

كفاية! 

أنا خلاص لا عايزة فلوس، ولا عربيات ولا كل الماديات دي، أنا اكتفيت! 

سكت شوية، ودمعت بألم

_عارف؟

ولا حتى بقيت عايزاك أنتَ كمان يا سليم! 

طلعوا اللي جوا على صوت الدوشة، سميرة وبابا ووالدة سليم اللي اتكلمت وهي بتبصلي من فوق لتحت

_فيه إيه يا سليم؟

بصتله هو اللي كانت ساكت وجامد تمامًا، ووجهت كلامي ليها وأنا لسة عيني عليه

_مفيش يا نادية هانم

أظن سليم صلّح غلطته اللي عملها في حقي واستغلاله لجهلي من سنين فاتت،

متهيألي لازم الموضوع ينتهي بقى لإنه بوخ وطول أوي

بصلي وعيونه وسعت بصدمة، معرفش ليه أنا قولت كده وثبت الموضوع عليه أكتر بدل ما أصلحه، ولكني كنت عايزة ادوقه من نفس الكاس اللي عمال يدوقهولي من زمان، كنت عايزاه يجرب الوجع اللي بحس بيه من كلامه القاسي اللي بيضربني في مقتل وألاقيني عاجزة إني أدافع عن نفسي قدامه،

 نظراته اتبدلت لمشاعر مختلطة، عتاب وحقد، وحزن طفيف لمحته من بعيد، حسيت بغصة من نظرته الأخيرة وكإنه بيقولي ليه بتعملي فيا كده! 

بس مين اللي بيوجع التاني؟

هو بدأ

والبادي أظلم

اتكلمت والدته_وأنتِ فكرك إن إحنا اللي مغرمين بإنك تبقي مرات ابني؟

لولا العشرة ولولا والدك ومكانته العزيزة علينا مكناش سترنا عليكي وخليناكي تطول تبقي مرات سليم

ضميت شفايفي بألم وأنا لسة بصاله بعيون مليانة دموع

_وأنا خلاص مبقتش عايزة أطول، ياريت نخلص الموضوع ده بسرعة

قربت مني سميرة، واللي وشها اتبدل للغضب، مسكت دراعي ومالت ناحيتي وهي بتقول من بين سنانها_أنتِ اتهبلتي ولا إيه يا منة، بتعملي إيه يا غبية؟

شديت دراعي من بين إيديها بعنف استغربته هي ومعلقتش لانها أدركت بإني مش في حالتي الطبيعية

اتكلم بابا بغضب_وهو بمزاجك يا بت؟

إن كان سليم غلطان قيراط فأنتِ غلطانة اربعة وعشرين قيراط، ولو عليا كنت دفنتك، بس اللي منعني سليم اللي أنتِ واقفة قدامه وأمه اللي بتبجحي في وشها! 

ابتسمت بألم_ياريتك كنت دفنتني وقتها يا بابا، كان أهون من اللي أنا عايشاه

الجو كان مشحون، فيه كلام كتير، وهمهمات، فقالت والدة سليم_أنا من رأيي الموضوع ده لازم ينتهي فعلًا، على الأقل عشان يقدر سليم يعيش حياته بشكل طبيعي وهو مش مربوط بغلطة عملها وهو شاب طايش، جه الوقت إنه يقدر يختار بنفسه البنت اللي عايز يكمل معاها حياته. 

غمضت عيني وحسيت بوجع رهيب اتملك مني لما اتخيلت إن سليم ممكن يكون مع واحدة غيري، كنت عايزة اصرخ وارفض، ولكن كل ده باختياري، أنا اللي بدأت، فاتحمل نتيجة أفعالي.. 

اتكلم بابا_أيوه بس لازم يكتب عليها رسمي وبعدين يطلقها، عشان حتى يبقى الاسم  مطلقة بدل العقد العرفي ده، ومفيش حاجة تمسها

أيدته والدة سليم_خلاص  بمجرد ما والد سليم يرجع هنفتح معاه الموضوع، والمأذون اللي هيكتب رسمي هو هو اللي هيطلقهم في نفس الوقت، أنا بعمل كل ده علشانك أنت بس يا ناجي، لو مكانش فيه بينك وبين الشهاوي الكبير عشرة وعيش وملح، مكناش عملنا كل ده.

اتدخلت سميرة اللي حست كل خططها بتتهد قدام عينيها_أيوه بس... 

_مبسش يا سميرة، آن الأوان الولاد يعيشوا حياتهم

كل ده كان عيني عليه هو، كإني كنت بتوسله، بقوله ميعملش فيا كده، ميبعدنيش عنه تاني وإني ما صدقت رجعت أشوفه قدامي تاني بعد سنين، وهو كانت نظراته جامدة، مثبتة عليا من غير أي مشاعر، وبعد وقت اتكلم هو آخيرًا

_أنا هكتب رسمي...

بس طلاق مش هطلق

برقت بصدمة إن هو اللي طلب كده، منعت على قد ما اقدر اني ابتسم، بس مقدرتش اداري الفرحة اللي كانت جوايا، حسيت إن قلبي بيرقص من الفرحة، حسيت إنه ممكن لوهلة يكون عايزني فعلا، وإن مكنش كده هيورط نفسه ليه من البداية

_إيه اللي بتقوله ده بس يا سليم

_لو سمحتِ يا ماما، خليني على راحتي، أعتقد إني بقيت كبير كفاية إن اقرر همشي حياتي ازاي!

 نظراته اتبدلت، ضيقت عينيا باستغراب، وبصيت مكان ما بص، وانطفت فرحتي لما لقيت عينه على سميرة اللي كانت بتهدده بنظراتها، رجع احساسي بالوجع تاني وعرفت إنه عمل كل ده بس عشان سميرة متكشفش سره

حسيت إن كل حاجة بنيتها في خيالي اتهدت من حواليا

همس كتير

وكلام أكتر

اعتراضات وآراء مكنتش مركزة ولا سامعة أي حاجة منهم، مكنتش مركزة غير عليه

الكل مشي وسابونا احنا الاتنين واقفين زي ما احنا قصاد بعض

كانت نظراته غامضة

 ومظلمة

مش مفهوم إيه وراها

قطع الصمت لما قال_للحظة كنت هصدق إنك بريئة، بس من غبائك قدرتِ تكشفي نفسك

من دلوقتي ضميري مات من ناحيتك يا منة

خلص كلامه ومشي من غير أي كلمة زيادة، سابني وقلي بيتفتت ميت حتة وراه، وعرفت وقتها إن فيه حاجة اتكسرت بينا مش هترجع تاني

والمسافات بينا بتكبر أكتر مع الوقت

والحواجز بقت أقوى مننا.. 


محاولناش نواجه بعض لفترة، كل واحد فينا كان مجروح من التاني

بس يا ترى جرح مين أكبر؟

ولا إحنا الاتنين مجروحين بنفس القدر!

بس في النهاية إحنا الاتنين وقعنا ضحايا

ضحايا لـ سميرة وجشعها.. 

مبنكرش غلطي

بس يمكن قلة خبرتي تشفعلي شوية! 

يمكن ندمي وكرهي لنفسي يهون غلطتي! 

وحشني؟

مش هنكر، في الأول والآخر ده سليم، الراجل الوحيد اللي قلبي وعقلي اتفقوا عليه، رغم كلامه القاسي إلا إني لقياله مبرر. 

حطيت شال على كتفي ونزلت وقفت تحت قدام النافورة والورد، كان فيه نسيم هوا بارد ولكنه كان لذيذ وحساه كان بيطبطب عليا. 

واقفة ببص للسما والقمر اللي كان كامل تمامًا

شوفت باب القصر بيتفتح وبيدخل منه بعربيته، نزل وهو عينه عليا

حسيت إنه بيقدم رجل وبيرجع التانية

متردد! 

كإنه في صراع بين حاجتين جواه

أو يمكن قلبه وعقله؟

ولكن في النھاية سابني ودخل، فابتسمت بحزن

كنت متوقعة إيه مثلا؟

هيجري عليا ياخدني في حضنه ويقولي وحشتيني يا مراتي يا حبيبتي؟!

كل ما بنقرب خطوة بنرجع عشرة

كل ما بنهد طوبة من السورة اللي بينا

بيتبني مكانها سد! 

عدى وقت قليل فحسيت بخطوات ورايا

ابتسمت لما وصلتني ريحة برفانه اللي بقدر أميزها من على بُعد ولكن متحركتش وفضلت زي ما أنا

وقف جمبي وحط إيده في جيوب بنطلونه الاسود وبص قدامه بتوهان 

مقدرتش أمنع نفسي وبصتله وأنا بتأمل ملامحه اللي بقيت مهووسة بيها بصمت.. 

_تفتكري مين هيفوز في نهاية الصراع بين القلب والعقل؟

سكت شوية وحسيت إني فهمت اللي يقصده

_مفيش فايز

_يعني؟

_الصراع هيفضل داير طول ما أنتَ معرفتش تاخد قرار

وأظن مش هتقدر تاخد قرار، لإن الأكيد الاتنين عايزين حاجتين عكس بعض تمامًا، وواحد فيهم هيتألم لو نفذ اللي التاني عايزه، فبالتالي الصراع هيفضل شغال. 

اتعدل وبصلي وهو بيقول باهتمام_وإيه الحاجتين اللي عقلك وقلبك بيتخانقوا عليها؟

اتلفتله أنا كمان، وبعيون لامعة رديت

_عقلي عايزني أسيب كل حاجة وأمشي، اروح فين؟ مش عارفة 

بس المهم اني ابعد عن كل حاجة

_وقلبك؟

ابتسمت بألم وقربت منه

_قلبي عايزني أفضل هنا، جمب سليم... 

جمبك

أخدت نفس عميق وطلعه على مراحل، للحظة حسيت عيونه لمعت بشرارة كنت بتمنى إنها تكون حقيقية

ورغم التردد اللي كان باين عليه، تردد يقرب ولا يبعد، إلا إنه قال بقسوة_أنتِ قولتيها قبل كده، إحنا ملناش مستقبل مع بعض

قالها واتلفت ونوى يمشي، ولكنه وقف لما صرخت بألم_ولما ملناش مستقبل مش عايز تطلقني ليه؟

رفع كتفه ببساطة كإنه بيقولي إني عارفة السبب كويس

وقفت مكاني ببصله بصدمة، كان عندي أمل إن يحصل العكس، إنه حتى يقولي إن فيه جزء جواه عايزني حتى لو بيقاومه، ولكن سليم كان بيتفنن في كسري كل مرة

محستش بنفسي غير وأنا بخبط بإيدي تمثال محطوط على النافورة وبصرخ بعنف، لدرجة إن إيدي ازرقت جدًا، ولكن إيدي كان ألمها أخف من جرح قلبي! 

اتلفت هو بخضة مقدرش يداريها وشافني قاعدة على الأرض ببكي بشدة، وبلهفة مشوفتهاش منه من زمان، جري عليا وخدني

في حضنه!

"تحت التهديد"

الحلقة السادسة


_ابعد

قولتها بضعف وأنا بزقه بقوة، حسيت إني اكتفيت من كل اللي بيحصل ده، اكتفيت من تصرفاته المتناقضة اللي كلها عكس بعض، شوية احس إنه بيحبني بس الماضي واقف عائق قدامنا، وشوية أحس إنه مبيكرهش قدي! 

مسمعش كلامي وشدد من ضمي، فرجعت ازقه بكل قوة كانت موجودة عندي في الوقت ده

_قولتلك ابعد يا سليم!

قدرت اخلص نفسي من بين ايديه، ففضل قاعد مكانه باصصلي بنظرات غريبة، كإنه كان بيتعذب، بس قررت إني مش هفضل أديله مبرر كل شوية على حساب نفسي! 

_ابعد عني بقى يا سليم! 

أنا مبقتش فاهماك، أنتَ عايز إيه مني بالظبط! 

مرة ترفعني لسابع سما، وتسيبني طايرة واتفاجيء بيا بقع لسابع أرض! 

بس أنا مش هفضل استحمل كل ده، أنا اكتفيت

اتحاملت على نفسي ووقفت، فوقف هو كمان

_أنتَ نفسك مش عارف أنتَ عايز إيه

بس وقت ما تعرف، متجيش ليا، لإني مش هفضل مستنياك لحد ما تعطف عليا وعلى قلبي الموجوع، هشيلك من حياتي يا سليم!

وشه احمر، وعيونه كانت اكتر، كان بيتعذب فعلًا وأنا شايفة كل ده، بس كان لازم اللعبة دي تخلص! 

سيبته ونويت أمشي، مسكني قبل ما اعدي من جمبه، وشاور بعينه على إيدي الزرقة والوارمة وبصوت ضعيف_إيدك...

_وجعها أهون من اللي حساه في قلبي

نفضت إيده عني، وطلعت لفوق ومتلفتش أبصله حتى عشان مضعفش قصاد عيونه

فضل هو متابعني وأنا ماشية، اتنهد بألم وقعد على حافة النافورة وهو دفن وشه بين ايديه بهم

 مبقتش عارفة هل بعد كل اللي بيحصل بينا ده لسة فيه أمل بينا

ولا لا! ..

حاليًا مبنعملش حاجة غير إننا نجرح في بعض

مبيهونش عليا

أنا اللي بتألم قصاد قصاد كل نظرة وجع في عينيه بالضعف

بس هو بيجبرني بتصرفاته للأسف.

ولكن هل أنا فعلًا هقدر أشيله من حياتي زي ما قولت؟

أعتقد لأ

سليم حبه اللي جوايا أقوى مني

أقوى من إني اتخطاه.. 

مجاليش نوم خالص، فضلت نايمة على السرير باصة للسقف لفترة طويلة، ومكنتش ببكي! 

كإني استنفزت كل دموعي على نفس الحاجة لسنين طويلة

بس اللي عرفته إن لازم كل حاجة تخلص

ولازم السر اللي متداري يتعرف

اعتقد كفاية لحد كده

اللعبة تخلص قبل ما نكره بعض

أو بمعني أصح قبل ما أكرهه! 

كرهي لسليم هيبقى عظيم بمقدار حبي ليه

مش عايزة ييجي اليوم اللي اتمناله فيه الأذى! 

كانت الساعة بقت ٣ الفجر تقريبًا اتعدلت وأنا باصة قدامي بشرود وبفكر في حل، حل أنا اتأخرت فيه أوي بس هو اللي سابني وسافر! 

سابني من غير ما يودعني أو حتى يسمع مبرراتي! 

سابني من غير ما نقدر نتصرف مع بعض!

يمكن كان يبقى فيه أمل بينا وقتها

يمكن كنا طلعنا إحنا الاتنين بأقل الخساير

بس هو استعجل في البُعد..

قومت اتسحبت وفتحت أوضة سميرة واللي كان لحظي راحت زيارة لأهلها هي وبابا وهييجوا بكرا

فضلت أدور في كل الأدراج، وتحت السرير، بس ملقتش حاجة تفيدني، اتجهت لدولاب هدومها، فلقيت درج صغيرة في الآخر، فتحته ولكنه مكانش فيه حاجة مهمة غير مفتاح عتيق صغير باللون الدهبي. 

قفلت الدولاب بعنف ووقفت أشد في شعري وأنا حاسة إني خلاص بقيت على مشارف الجنون. 

وفعلًا قررت أعمل حاجة مجنونة

 وهي إني أدخل القصر اللي بقالي سنين طويلة مدخلتوش. 

أو بمعنى أصح محرم عليا! 

اتسحبت لجوا على أطراف صوابعي وأنا بتلفت حواليا وبرتجف من الخوف لحد يشوفني ووقتها هتكون كارثة فعلًا لإني ممنوع إني آجي هنا خالص. 

المكان كان هادي وضوء خفيف بس هو اللي منور الطريق

كنت عارفة خطواتي كويس، واتجهت للأوضة القديمة اللي كنا قاعدين فيها في القصر، دخلتها وأنا بتأمل أثاثها، كانت نضيفة ومفيهاش أي تراب ومحافظين عليها وكإنها مسكونة

لوهلة رجعتلي كل ذكرياتي اللي عيشتها هنا واتبدلت نظراتي للحزن، بس هزيت راسي عشان انفض الذكريات دي عني لإن ده مش وقتها

فضلت أدور في الأدراج برضه وفي كل مكان في الأوضة إني ألاقي حاجة مفيدة؟

ملقتش

قعدت على السرير وأنا ملامحي كلها يأس، الظاهر إن سميرة حويطة حبتين تلاتة، بس كنت متأكدة إنها ماسكة دليل مادي على سليم، لإن لو غير كده كان كدِّبها مثلا أو مهموش وقدر يطلع من الموضوع بدل ما هو بقاله ٦ سنين خاضع ليها

لعبت في شعري وأنا بحاول افتكر أي حاجة ممكن تفيدني، ولوهلة اتنفضت مرة واحدة

وافتكرت الأوضة اللي في البدروم اللي كانت سميرة بتحط فيها حاجاتها القديمة زي آثاث شقتها القديمة قبل ما تتطلق، ومكانش فيه أي حد بيخطي الأوضة دي غير هي بس! 

سميرة واخدة سلطة فعلًا هنا أكبر من حجمها بكتير! 

خرجت من الأوضة بسرعة ونزلت لتحت، كان المكان ضلمة شوية، لحد ما لقيت نفسي قصاد باب عتيق، حاولت أفتحه بس كان مقفول

لمحت صندوق متعلق في الحيطة، شيلته فلقيت فيه المفتاح، فتحت الباب ودخلت

على عكس باقي القصر كان مترب شوية ومليان أثاث وانتيكات قديمة

زفرت بضيق وحركت إيدي قدام وشي من ريحة الكتمة اللي في المكان وبدأت أدور في كل ركن وكل حتة في الأوضة، لحد ما لقيت صندوق كبير تحت أثاث ومفارش، شيلت الحاجات منه وأنا كلي خوف إني اتقفش أو حد يحس بيا.. 

فتحت الصندوق ودورت في الحاجات اللي فيها، فشوفت صندوق صغير خالص محطوط تحت الحاجات وكإنها بتأمن عليه

مسكته وأنا بتفحصه باستغراب، وجيت افتحه مفتحش! 

حدفته بغيظ وأنا بزفر بنفاذ صبر وقلة حيلة، وقعدت مكاني وأنا حاسة إني مش هقدر استفاد حاجة من اللي بعمله

ولوهلة افتكرت المفتاح العتيق اللي لقيته فوق في أوضة سميرة، ومن شكل الصندوق عرفت إنه مفتاحه

رجعت جريت خدته، وعدلت كل حاجة مكانها، وخرجت من الاوضة

_مين اللي هنا؟

شهقت برعب ورجعت لجوا تاني وقفلت على نفسي الباب بعد ما سمعت صوت نادية هانم من برا ولحسن حظي قبل ما أقفل الاوضة

الظاهر إن أنا نسيت نفسي وأنا بدور وعملت دوشة

_أنتِ جيتي يا سميرة؟

قربت ناحية الباب فسندت على الحيطة وأنا حاطة إيدي على بوقي ومبرقة برعب

فتحت الباب ودخلت بصت في المكان بتعجب وأنا واقفة وراها بحاول أمنع النفس اللي بتنفسه حتى

_غريبة

هزت كتفها بقلة حيلة وخرجت مرة تانية، وقتها سمحت لنفسي إني بس أقدر اتنفس بشكل طبيعي

حطيت إيدي على قلبي وأنا بتنفس بعنف، نادية هانم مبتحبنيش.

ممكن توصل لدرجة إنها بتكرهني

وهي بنفسها اللي كان أول شرط من شروطها إني مدخلش القصر أبدًا

وطول السنين دي كنت بحاول محتكش بيها على قد ما أقدر عشان مجربش أذاها

استنيت شوية اتأكد إنها بعدت، وبعدين خرجت على أطراف صوابعي، قفلت الباب بهدوء ورجعت المفتاح في العلبة تاني، وطلعت من البدروم وأنا بتسند على الحيطان وبتأكد فيه حد برا ولا لا

ولما اتأكدت من خلو المكان اتسحبت وخرجت برا القصر  بسرعة ورجعت طلعت على الدور بتاعي، دخلت جيبت المفتاح من أوضة سميرة على طول، ورجعت أوضتي وأنا حاسة إني فعلًا هلاقي حاجة. 

فتحت الصندوق، وبصيت للي موجود باستغراب، كانت.. 

فلاشة! 

سميرة عاينة فلاشة في صندوق ليه؟

فضولي جابني أعرف محتواها وسبب إن سميرة مأمنة عليها للدرجة دي.

جيبت اللاب توب بتاعي، ووصلت الفلاشة فيه فظهرلي ملف فيديو، فتحته وأنا كلي استغراب.. 

وكل ما كان الفيديو يتقدم كانت ملامحي بتتبدل للصدمة، حطيت إيدي على بوقي وأنا برتجف وبمنع نفسي إني أصرخ، ودموعي خدت مجراها من غير ما أقدر اتحكم فيها

كان موجود فيه

سليم! 

ومش لوحده، هو ومجموعة شباب، قاعدين في شقة من شكلها باين عليها مشبوهة!

كان شكلھا مريب

وكانت بالفعل قاعدة مشبوهة، مليانة مخدرات ودخان كثيف من كتر السجاير الممنوعة اللي كانوا بيشربوها

ومن ضمنهم شباب كانوا بيشموا بودرة!

كان وضع مقزز بالمعنى الحرفي، مكنتش اتخيل إنه كان بالوضع المقرف ده!

ولقيت سليم بيتكلم مع واحد، وبعدها ملاله حقنة مليانة بسائل معين، وابتدى يدخلها في وريد الشخص اللي جنبه وهما بيضحكوا بطريقة غريبة وكإنهم مكانوش حاسين بالدنيا

وفلحظات ابتدى الشخص ده يتشنج، ومال على اللي جنبه وهو قاطع النفس!

اتقلب الفيديو لدوشة، كلهم  باين عليهم انهم بيصوتوا، سليم بيخبط على دماغه بعنف وهو مش مصدق وبيعيط، مش مصدق إنه اتسبب في قتل واحد! 

الشباب بيلفوا حوالين بعض وهما مش في وعيهم عقلهم مش مستوعب إيه بيحصل ولا حتى قادرين يفكروا!

سليم بيهز في الراجل وهو بيصرخ

شوية انهيارات ولوم وخناق لدرجة إنهم ضربوا بعض، وبعدين وقفوا وابتدوا يفكروا

وفلحظة لقيتهم بدأوا ينضفوا كل حاجة حواليهم، ويمسحوا المكان من أي اثر موجود ليهم، وبعدين سابوه وخرجوا! 

كل ما كان الفيديو بيتقدم كنت بحس بنفسي بيضيق، كإني بغرق، مش قادرة اتخيل إن سليم كان بالقذارة دي! 

كنت عارفة إنه كان شاب طايش وهو صغير بس مش للدرجة دي! 

كان بيتحكي عن تصرفاته قدامي بس عمري ما صدقت

ما صدقت غير الصورة اللي سابهالي

ومصدقتش غير معاملته ليا اللي كانت بريئة ونقية! 

الكارثة كارثتين

شربه للمخدرات

وتسببه في قتل واحد! 

ده السر اللي سميرة كانت ماسكاه عليه ومخلياه خاضع ليها من غير تردد! 

ده السر اللي اتسبب في عذابي أنا وهو!

جرحنا في بعض وكل واحد كان بيتفنن في إنه يوجع التاني بسببها! 

بكيت وانهارت مكاني وأنا بعيد الفيديو كذا مرة وبتأكد من اللي أنا شايفاه، وقدرت أحفظ كل لحظة في الفيديو في دماغي..

اتحركت بخطى بطيئة كإني مش واعية

وفعلًا كان شكلي مرعب

وشي باهت متغرق بالدموع

وعيوني حمرا ومبرقة

وشعري مش مترتب

كل الحرب اللي جوايا كانت منعكسة على حالتي

 كنت عارفة طريقي كويس وحافظاه من سنين، فتحت باب الأوضة براحة وقفلته ورايا، كانت ضلمة خالص زي ما بيحب، اعتقد قدرت أفهم إيه سر حبه للون الأسود والضلمة، كان بيحس إنه بيتدارى وراهم، إنهم بيخفوا حقيقته. 

مشيت لجوا وأنا بستنشق ريحة برفانه اللي مالية الأوضة، وبصيت عليه، كان رايح في النوم، شعره الناعم مشعث ونازل على وشه بفوضوية

 سحبت الكرسي وحطيته بهدوء قدام سريره، وقعدت اتأمله

معرفش قد إيه

بس كنت بحفظ ملامحه في قلبي

مديت إيدي وابتديت أملس على ملامحه وأنا ببصله بعيون مليانة دموع، مش متخيلة إن الملاك اللي قدامي ده كان بالشكل ده!

كنت برسم ملامحه جوايا بإيدي اللي ماشية على وشه

رفعت شعره من على جبهته بحنان، وميلت عليه وطبعت قبلة عميقة على خده مليانة مشاعر متضاربة عكس بعض، فنزلت دمعة من عيوني غصب عني عليه خلته اتململ بضيق وفتح عينه.. 

متحركتش ولا حركت إيدي من على وشه، فضل يرمش كذا مرة كإنه بيتأكد إني قاعدة قدامه فعلًا ولا بيحلم، وفلحظة اتعدل وفتح نور الأباجورة من جمبه وهو بيبصلي باستغراب

_منة! 

أنتِ كويسة؟

فيكي حاجة؟ إيدك فيها حاجة؟

ابتسمت ابتسامة مليانة ألم وأنا شايفة الخوف الصادق اللي باين على وشه، ومديت إيدي ملِّست بيها على وشه بحنان

_من ساعة ما وعيت على الدنيا وأنا مش شايفة قدامي غيرك، كنت حب طفولتي ومراهقتي وشبابي، كنت سبب كل فرحة في قلبي، وكنت سبب كل وجع فيه ، أنا عمري ما اتمنيت راجل غيرك يا سليم، عمري ما حبيت غيرك أبدًا، وكنت مستعدة أعمل أي حاجة عشانك، بس أحس إنك بتحبني مش كارهني! 

أحس إن ليا مكان جواك ولو قليل! 

نزلت دموعي والغصة اللي في قلبي كانت مؤلمة بشكل لا يطاق، حس وقتها إني مش في حالتي  الطبيعية، فاتعدل وقرب مني وضمني وهو بيملس على شعري بحنية..

_شششش اهدي.. 

_أنتَ كنت عارف إني مكنتش واعية على حاجة،

مش بريئة ولكن مكنتش عارفة عواقب تصرفاتي

 كنت عارف ومتأكد إني ضحية زيي زيك بالظبط وإن سميرة استغلتني أنا كمان، وأنا عارفة إنك من جواك مش بتلومني على اللي حصل، ولكن كل اللي بتعمله ده كان من احساس العجز وقلة الحيلة اللي كنت فيه، كنت بتحاول تفرغ النار اللي جواك فيا يمكن تنشغل عن دوشة دماغك، عشان كده كنت بتصارع نفسك

 عشان كده كنت بتعمل الحاجة وعكسها! 

شوفت أنا لقيالك ازاي ميت مبرر؟

بس وأنتَ بتعمل كده كنت بتموتني بالبطئ

بتزود كرهي لنفسي 

بتحسسني إني مسخ

حسيته بيقاوم حاجة جواه، فشدد على ضمه ليا من غير ما يتكلم، مكانش عارف يقول إيه في موقف زي ده

متعودش أساسًا إنه يبوح باللي حاسس بيه

ولكني بعدت عنه، وبصيت في عينيه اللي كانت بتتهز بتوهان وملامح وشه المتشنجة، رفعت إيدي قدام عينيه.. 

_اتفضل

دلوقتي سميرة مش هتقدر تبتزك تاني، دلوقتي تقدر تنهي اللعبة وأنتَ متطمن..


الحلقات الاخيره من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close