expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية دوميه على مسرح الحياه الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية دوميه على مسرح الحياه الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


رواية دوميه على مسرح الحياه الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


الفصــــل الســابــع ( 7 ) بعنــــــوان " نظـــرة عيــــــن " ••

دلفت "مريم" إلى غرفة والدتها بصحبة أختها ووجدتها تقف أمام المرأة تضع أخر لمستها بأرتداء الأكسسوار مُرتدية ملابسها عبارة عن سروال أسود واسع وعليها بلوزة نسائية ذات اللون الأسود .. 


سألتها "سارة" مُستغربة خروج أمها بيوم عطلتها :-

- مامى هو حضرتك خارجة ؟؟ 


أجابتها وهى تعلق بأذنها حلقها الطويل بلا مبالاة :-

- اه يا سارة خارجة عندى مشوار مهم ،، متقلقيش سليم مش جاي معايا 


هتفت "مريم" بتذمر قائلة :- 

- يا مامى إحنا مبنسألش عشان سليم ، إحنا بنسأل عشان عاوزين نقعد مع حضرتك ، إحنا مبنشوفش حضرتك خالص 


وقفت من مكانها بهدوء تتجه نحو فراشها لتلتقط حقيبتها الصغيرة وتردف :-

- سورى يا حبايب مامى بس الشغل كتير والشركة فى أولها محتاجة التعب والمجهود شوية ،، عن أذنكم .. خلى بالك من أختك ياسارة لو أحتجت حاجة ومتنسيش ميعاد الدواء 


خرجت قبل أن تترك لهما مساحة للجدال معاها فنظر الأتنين إلى بعضهن بخيبة أمل ،، تبسمت "سارة" بتكلف لأختها التى تشعر بالغربة وتحتاج لأمها أكثر من تلك الشركة ثم أخذتها من يدها للخارج مُبتسمة لها ... 

قابلا "مروان" يخرج من غرفته مُرتدي سروال قطن أسود وتيشرت رمادي فاتح ، وجد علامات حزن على وجهها بينما هى صامتة وأختها تمسك بيدها فسألهما :-

- صباح الخير ،، مالك يامريم ؟؟ 


- مفيش يامروان زعلانة شوية عشان مامى خرجت 

قالتها "سارة" بهدوء ثم نظرت لأختها وأستكملت حديثها :-

- تعالى يا مريم أقعدى معايا وسليم هتلاقيه قاعد تحت 


نزلا هما أولاً وهو خلفهم يتفحص صمتها الهاديء لم تكن لحظة بهذا الصمت رغم كونها هادئة بطبعها كانت دومًا على حاسوبها تبحث عن أشياء وتتحدي الجميع بقوتها لكن الحادث غير بها كثيرًا ،، وجدت "مليكة" تصعد إلى غرفتها باكية فقالت بلهجة واهنة :-

- أنا هقعد مع مليكة .. 


أشاحت يد أختها بعيدًا وصعدت خلفها لتقابل عيناه ناظرًا عليها فشعر بالحرج منها وأشاحت نظره للجهة الآخرى سريعًا ،، شعرت بسعادة تغمرها بالداخل وشيء جديد عليها يدغدغها بقلبها فوقفت أمام تعوق طريقه ليعيد نظره عليها مُجددًا لكن تلك المرة تتطلع عليها بعينين يلمعين ببريق فرحة ونظرة مُختلفة حين رأها مُبتسمة له ومُتكية بذراعها على سور الدرج وتميل رأسها لليمين تتفحصه فسألته بدلال :-

- أنت بتراقبنى ؟؟ 


تنحنح بأحراج وهو يشيح نظره للأمام بعيدًا عنها فضحكت عليه ،، نظر لها من جديد حين سمع صوت ضحكتها الدلالية برقتها التى تذيب أى حجر وتلين الحديد يتفحصها شاردة بملامحها الباسمة ولا يعلم كيف تحولت من فتاة ناضجة إلى طفلة صغيرة تستكشف الحياة من البداية ،، ضحكت عليه وهى تصعد لتفسح له الطريق لتظهر بسمته على شفتيه ويفزع حين تتكي على ظهره بذراعيها وتميل رأسها على كتفه هاتفة بعفوية :-

- شوفتك ،، أنت بتخاف تضحك قدام الناس 


أزدرد لعابه مُرتبكًا بسبب قربها منه إلى هذا الحد فأدار رأسه يسارًا لتتقابل بعيناها وشاردا الأثنين بهذا الزوج من العيون المقابلة لهما شعر بشيء كالسحر بزوج عيناها الزرقاء ،، كانت تعانقه من الخلف مُتشبثة بعنقه بينما هو واقفًا مكانه واضعًا يديه بالجيب فشعر برعشة قلبه القوي يرتعش لأجلها ،، لأجل طفلة أرادت الأنتقام منه والأن تقتله بدلالتها وبراءتها أما هى كانت مُبتسمة له بأسترخاء وراحة فوضعت رأسها على كتفه مُستسلمة لرغبة قلبها الذي يخشي أن تترك هذه العيون العسليتين وترحل يريدها أن تظل تنظر لهما هكذا ..


كادت "مروة" أن تصعد الدرج حتى شقهت بقوة حين رأتهما هكذا حيث هى تعانقه وهو مُستسلمة لها لكن عيناه تحتضنها بقوة بنظرته هذا ،، خجل بإحراج حين سمع صوت شهقتها فأخرج يده سريعًا من جيبه ليضعها فوق يدها يريد أبعدها عنه لكنها تشبثت به بقوة أكبر ،، حاول إفلات يدها بينما ينظر لـ "مروة" بتوتر ،، هتفت هامسة بأذنيه حتى لا يسمعها سواه :-

- أنت بتخاف ؟؟ مكنتش أعرف كدة 


كانت همساتها تطرب على أوتار قلبه بقوة فتزيد من نبضاته قطعت ذهوله بقبلة على وجنته رقيقة ثم ركضت للأعلى مُتجه إلى الأعلى ،، ظل مكانه مُتشنج جسده بأكمله من فعلتها تلك وعيناه مُتسعة على مصراعيها ، خرج من صدمته على صوتها تقول :- 

- عيشنا وشوفنا المسخرة فى بيتك يا أبراهيم ،، الله يرحمك قلة حياء صحيح 


جمع شجاعته بوجه خالى من التعابير وأكمل نزوله حتى وصل إلى غرفة مكتبه ولج إلى الداخل وأغلق الباب مُستديرًا واضعًا يده على وجنته بدهشة ومُستمعًا لضربات قلبه بينما يتسائل عقله على ماذا تنوى تلك الفتاة ؟؟ وماذا تريد أن تفعل به ؟؟ .. 


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 


فـــى ڤيـــــلا " فـــارس أبــو الغيـــط "


نزلت "نيڤين" من الأعلى مُستعدة للخروج ووجدت والدتها جالسة بالصالون ترتشف العصير المفضل لها بأسترخاء فأتجهت إلى الباب لتستوفقها "صفاء" بحديثها :- 

-بالصالون ترتشف العصير المفضل لها بأسترخاء فأتجهت إلى الباب لتستوفقها "صفاء" بحديثها :- 

- على فين يا نيڤين ؟؟ مش تأخدى الأذن من مامتك ؟؟ 


أستدارت لها "نيڤين" وقالت ببرود :-

- مهم عند حضرتك أنا رايحة فين ؟؟


- أكيد مش بنتى 

قالتها بنبرة قوية فضحكت "نيڤين" بسخرية وقالت :-

- لا مش مهم ولا هيكون مهم ،، أنتِ بقيتى زى جوزك المهم عندك الفلوس والمكانة بس 


صرخت "صفاء" بوجهها وهى تقف :-

- نيڤين أتكلمى مع والدتك بأدب ،، أيه اللى بتقوليه دا ،، وأزاى تتكلمى عن والدك كدة ها 


أدارت رأسها بأغتياظ ثم عادت بنظرها لها وقالت بملل :- 

- تعرفوا أووى معنى العلاقة وأهميتها صح ،، عن أذنك يا صفاء هانم 


نادتها بقسوة هاتفة :-

- نيڤين مش هيعيد سؤالى ،، رايحة فين ؟؟


زفرت بضيق ثم قالت بأنفعال :- 

- رايحة النادى أجيب مخدرات أرتحتى ،، خليكى أنتِ فى اللى بتعمليه عن أذنك 


تركتها بصدمتها أوصلت أبنتها لمرحلة الأدمان ،، وقفت بصدمة تناديها لكنها لم تجيب عليها ورحلت ... 


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 


فى قصـــــــر " أبراهيــم أبــو الغيـــط " 


دقت باب الغرفة لكى تدخل فأذنت "مليـكة" لها بالدخول وجففت دموعها سريعًا ،، ولجت "مريم" إلى الداخل تقول :-

- مليكة، أي دا بتعيطى ليه ؟؟ 


أسرعت لها فور رؤيتها للدموع تذرف من جفنيها حيث جلست بجوارها على الفراش وتعيد سؤالها :-

- حصل أيه ؟؟ بتعيط ليه ؟؟


- مفيش حاجة يا حبيبتى ،، عاوزة حاجة ؟؟ 

قالتها مُستاءة وحزينة ،، ردت عليها "مريم" تذكرها بحديثهما :- 

- كنت جاية أقولك ألبس ولا لا عشان نروح نشترى حاجات ونعمل شوبينج زى ما أتفقنا بس مش مهم دلوقتى قوليلى معيطة ليه ؟؟ 


- زين الحيوان الخاين تصورى جاي يقولى هيخطب ويوم الخميس ،، طب أزاى يخطب هو مش كان أمبارح بيقولى بحبك وعاوزك وبتاعتى والكلام دا أزاى يا مريم 

كانت تتحدث وهى تجهش فى البكاء وجسدها ينتفض مع شهقاتها ،، شعرت بيدها تربت على كتفها بحنان وهمهمت برفق :-

- بيهزر ياحبيبتى أكيد زين متجننش عشان يخطب غيرك ،، دا بيحبك أنتى ،، عارفة حتى لو نزلتى دلوقتى وقولتله أنا فى واحد عاوز يخطبنى هتلاقيه أتعرفت وأحتمل يجيب المأذون عشان محدش يأخدك منه 


- لا مكنش بيهزر دا كان بيتكلم بجد 

قالتها بوجه عابث ،، قهقهت "مريم" ضاحكة وقالت :-

- طب قومى ألبسي وأنا هوريكى وأثبتلك،، قومى بس تسمعى كلامى بالحرف الواحد يللا .. 


حدقت بها "مليكة" بأستغراب ووقفت سريعًا لتغير ملابسها وتذهب معاها ....


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 


كانت جالسة بالحديقة على المقعد الخشبي بجواره وأصابع يدها متشابكة مع أصابعه واضعة رأسها على كتفه بأسترخاء وقالت :-

- مامى أتغيرت أوى يا سليم من ساعة ما رجعنا مصر ،، على طول برا ومبتقعدش معانا خالص ،، حتى مريم مبتقعدش معاها ومريم حاسة أنها غريبة وبتحاول تتأقلم مع الجو هنا 


حرك ذراعه للأعلى بحنان ليحيط كتفها به ويطوقها ثم قال بهدوء :-

- طنط مُصرة على الأنتقام يا سارة ومش عاوزة تتراجع خالص ،، أنا خايفة النار اللى عاوزة تولعها تحرقها هى 


أخرجت نفسها من حضنه ترمقه بنظرها ثم قالت بأستياء :-

- طب حاول تتكلم معاها يا سليم هى بتسمع منك 


هز رأسه بعجز وقال بأقتضاب ويأس :-

- صدقنى أتكلمت كتير وهى مُصرة على اللى فى دماغها ،، كنت فاكر بعد اللى حصل وبعد ما حست أنها ممكن تخسركم ممكن ترجع عن اللى فى دماغها بس اللى حصل زود رغبتها فى الأنتقام أكتر ... 


تنهدت بأختناق وهمهمت بلهجة واهنة ناظرة للأسفل :-

- أنا خايفة عليها يا سليم 


وضع أنامله أسفل رأسها يداعب ذقنها بنعومة ورفع رأسها للأعلى لتتقابل عيناهما معًا ثم قال مُتمتمًا :-

- أنا محبش أشوفك كدة يا سارة ولا زعلانة ،، أنا ممكن أهد الدنيا دى كلها عشان أشوف ضحكتك اللى بتنور حياتى ،، ممكن تورينى ضحكتك بقي 


تبسمت له أبتسامة حزينة فوضع يديه الآخري بجوار عنقها ثم أطبق شفتيه على جبينها بقبلة رقيقة ،، أنحنى قليلًا ناظرة على شفتيها وقبل أن يضع قبلته قطعته "مريم" وهى تقف خلف الأريكة وقالت :-

- هو أنتوا مبتبطلوش قلة أدب ،، متجوزهاش وخلصنا 


أبتعد عنها بتذمر يقول بضيق :-

- ما قولت أتجوزها ومسمعتوش الكلام ،، قعدتوا تقوله كلية وشهادة وحاجات عجيبة ،، مش فاهم أنا أيه لازم الكلية متجوز وتقعد فى البيت ..


ضربته على ذراعه بتذمر من حديثه وقالت بغيظ :-

- نعم يا أستاذ سليم ،، بتقول أيه سمعنى .. 


- بقول نستنى الشهادة طبعًا هكون بقول أية يعنى 

قالها بمرح مصطنع الخوف منها ،، ضحكت عليه بسعادة وهى تعقد ذراعيها وقالت :- 

- أيوة كدة بحسب ... 


أدار رأسه إلى "مريم" يتفحصها وهى ترتدي فستان بسيط يصل لأسفل ركبتها بكم ومقفول الصدر والظهر وبه رابطة من الخصر فقال بجدية :-

- أيه اللى جابك ولابسة كدة.. رايحة فين ؟؟ 


أعتدلت فى وقوفها بأناقة ثم قالت 

- رايحة أعمل شوبينج 


هتفت "سارة" بسعادة وهى تقف مكانها قائلة :-

- أجى معاكى 


جذبها من ذراعها لتجلس مُجددًا بجواره ويقول :-

- أقعدى هنا تروحى فين ؟؟ أنا هخرجك بليل 


- أروح معاها ولما أجى خرجنى أوك ،، يللا يا مريم 

قالتها وهى تركض من أمامه لتذهب معاها ،، ضحكت "مريم" عليها واضعة يديها على بطنها بسعادة ثم ركضت خلفها ،، دلفت إلى الداخل راكضة تنظر إلى الخلف عليه فأصطدمت بجسد قوى يعوق طريقها كادت أن تسقط من الأصطدام وكعبها العالى فشعرت بيد قوي تحاوط خصرها النحيل بسهولة ،، أدارت رأسها لتقابل عيناه مُجددًا بينما ضحكاتها لم تفارق وجهها وسعادة لم تتلاشي ،، تذكر ما فعلته صباحًا مع تلك الضحكات المرسومة على شفتيها ليعود التوتر له بعد أن تركه للحظات ،، ذهبت بنظرها لعيناه العسليتين بصمت ثم أنتقلت إلى باقي ملامحه تتفحصها بنظرة ساحرة فظل ثابتًا مكانه لتتفحصه كما تشاء دون أى أعتراض منه بل مُستسلمًا لها ولرغبتها تفعل به ما تشاء وما ترغب به ،، وضعت يدها على صدره ببطيء شديد لتثير نبضات قلبه فشعر بقشعريرة تسير فى جسده بأكمله من لمستها له ،، رمشت عيناه بإيجاب وكأنه يخبرها بأن تفعل دون أى خوف أو تردد فأستقرت يدها فوق قلبه مباشرًا لتشعر بنبضات قلبه المتسارعة ،، أبتسمت على تلك النبضات وشعورها بها ... 

أتاها صوت "مليكة" من الخلف تنادي أخيها فلم تراها وكأنها تختبي خلف جسده القوي ،، أبتعدت عنه بخجل بعد أن توردت وجنتيها فسحب ذراعه من خلف ظهرها بحنان وبطيء شديد ثم ترك وداعًا لعيناها وأستدار لأخته مُرتبكًا يقول :-

- أيوة يا مليكة 


- أنا خارجة مع مريم 

قالتها بهدوء ووجه عابث فهتفت "مريم" بسعادة :- 

- وسارة وسليم معانا


أومأ له بالموافقة وخرجوا الفتيات معانا ومعاهم "سليم" يقود السيارة بهم فقط ليظل مع طفلته فى يوم عطلته ...

ودلف "مروان" إلى غرفة مكتبة ليباشر بعض أعماله وهو يشعر بطاقة حماسية غريب ...


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 


فى النــــــــادى 


كانت "نيڤين" تقف مع شاب تأخذ منه جرعة المخدرات وتعطيه الأموال فرأت "ريما" تمشي خلف الملاعب وتنظر حولها بتوتر وكأنها تفعل شيء فدفعت له الأموال وأسرعت خلفها دون أن تراها ووجدتها تقابل رجل فى عمر أخاها واضعًا قبعة سوداء فوق رأسه ويأخذ منها ظرف ليفتحه وتظهر الأموال ،، نظرت مُستغربة ما تراه لماذا هذه الأموال ؟؟ وما المقابل ؟؟ حدثته "ريما" قليلًا ثم ذهبت فركضت "نيڤين" مُسرعة ... 


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 


فـى قصـــــــر " أبـراهيـــــم أبــو الغيـــط " 


صعد الدرج وهو يتحدث بالهاتف بأهتمام :-

- طب أقفل ثوانى وهكلمك تانى .. 


ولج إلى غرفته يبحث عن بعض الأوراق على مكتبه بالغرفة حتى وجد الملف الذي يبحث عنه إلتقطه بيديه وخرج إلى الخارج وأثناء مروره من أمام غرفة والدته سمع ضجة بها على غير العادى ؛؛ فتح باب الغرفة بهدوء ودهش حين وجد والدته تجلس على الفراش بالمصحف بين قبضتها وبجوارها "مليكة" لكن ما أدهشه حقًا وجود تلك الطفلة بجوار والدته نائمة وواضعة رأسها على قدمي "ليلى" تسمع لحديثها عن الدين وفروض الأسلام وأول فروضه الصلاة وهكذا الحجاب لها فسألت بفضول :-

- مليكة أنتِ محجبة من أمتى ؟؟ 


أجابتها بسعادة وفخر :-

- من ١١ شهر ويومين بعد وفأة بابا على طول ومُنتظمة فى صلاتى من ثانوى ،، بس بقيت أحس براحة كدة بعد الحجاب ولما بخرج كمان مبحسش أنى شاذة عن الناس أو بيبصولى وحش وبقيت أحس أن الدنيا بتضحكى كأن فعلًا ربنا رضي عنى ونورلى طريقى 


سألتها بسعادة بعد أن أستمعت لحديثها وهى ترى البسمة لم تفارق شفتيها :-

- يعنى أنا ممكن أتحجب زيك 


- ممكن طبعًا ياحبيبتى بس الأول تنوى التوبة وأن تحاولى متعمليش حاجة غلط ،، مينفعش تكونى مُحجبة وعايشة بعادات وتقاليد الغرب ،، هنا ممنوع تقربي من رجل غير لو كان حلالك ومفيش بوس وأحضان ولا هدوم قصير تبين لحمك ،، بمعنى هنا مش بس بلد شرقي لا كمان بلد مسلمة والمسلمة يا مريم بتعمل بدينها ياحبيبتى واللى ربنا ورسوله قالوه ... 

قالتها "ليلى" بعفوية وهى تمسح على شعرها فأجابتها بسعادة :-

- ماشي أنا هقعد مع حضرتك كل يوم أتعلم حاجة جديدة ...

تبسمت "مليكة" عليها وقالت بسعادة :-

- أنا ممكن أخدك معايا المعهد تحفظى قرأن كمان ،، عارفة يا مريم بعد ما أتحجبت بفكر دلوقتى ألبس الخمار وفساتين وأبطل بناطيل دى وقريب أخد الخطوة دى 


- خلاص هجى معاكى ،، وبكرة هأخد فلوس من مامى ونروح نعمل شوبينج وأشترى هدوم جديد وحجابات كمان 

قالتها وهى تعتدل فى جلستها فتبسمت لها "ليلى" وقالت :-

- ربنا يهديكى ياحبيبتى وينور طريقك 


كان يبتسم بسعادة تغمره وهو يستمع لحديثهم وهذا التغير الذي تريده هذه الطفلة ،، شعر وكأنها تسكن قلبه بكل لحظة تمر وفى كل دقيقة يلتقي بها تتعمق بداخله إلى اللانهاية ،، أغلق باب الغرفة بهدوء قبل أن ينتبه أحد عليه وهو يختلس النظر لها وعاد إلى الأسفل مُتجه إلى مكتبه يكمل عمله ....


فى الصبـــــاح 

كانت تنزل خلف "فريدة" تحدثها وهى تستمع لها بعدم أهتمام فصاحت بنبرة مرتفعة بأغتياظ من أهمال والدتها لحديثها :-

- يا مامى بقولك عاوزة فلوس كتير 


كان يجلس على السفرة مع والدته وزوجة والده فأنتبه لصوتها المرتفع ... 

أستدارت لها بأغتياظ تقول :-

- عاوزة فلوس كتير كام ؟؟ وليه ؟؟ 


- حوالى ٥٠٠٠٠٠ أو أكتر هشتري حاجات هعمل شوبينج

قالتها بتردد ،، أتسعت عينى "فريدة" من ضخمة المبلغ فسألتها بذهول :-

- هتعملى شوبينج بـ ٥٠٠٠٠٠ غير بتوع أمبارح ليه أنتى بتشترى أيه ؟؟


نظرت أسفلًا بإحراج وقالت بهدوء :-

- خليها مفاجأة يامامى بس بجد محتاجة الفلوس دى والفيزا بتاعتى خلصت 


وضعت يدها على كتف "مريم" وقالت بلا مبالاة :-

- بليل نشوف الموضوع دا عن أذنك يا مريم عشان أتأخرت


تركتها وخرجت دون أن تعطيها شيء ،، نظرت أسفل بخذلان ووجه عابث ثم صعدت إلى غرفتها مُستاءة .. 

أنهى "مروان" فطاره بعد أن سمع ذلك الحديث ووقف من مكانه وقال :-

- مليكة ،، خلصي فطار وتعالى عاوزك 


أومأت له بنعم ثم ذهب إلى غرفة مكتبه يفكر بها وما سمعه أمس ورغبتها بالتغير للأفضل ،، ظل ينظر على الحديقة من خلف الزجاج واضعًا يديه خلف ظهره يتخيل مظهرها بالحجاب وكيف ستكون تلك الفتاة فى الحجاب ،، شعر بيد أخته تربت على ظهره وتقول :-

- مروان ،، سرحان فى أيه ؟؟ بقالى ساعة بنادى عليك 


- مفيش يا مليكة ،، المهم عشان أتأخرت على الشركة خدى ...

قالها وهو يخرج الفيزا الخاصة به من محفظته ويمدها لها فسألته :-

- أيه دا 


- أشترى لـ مريم كل اللى هى عاوزه ،، كله حتى لو خلصتيها كلها مفيش مشكلة المهم تجيبلها كل اللى نفسها فيه 

قالها وهو يجمع بعض الأوراق من على سطح المكتب ،، نظرت للفيزا بدهشة ثم له وقالت بأستغراب من تصرف أخيها :-

- مريم .. حاضر 


أخذ أغراضه وذهب إلى شركته ،، بينما هى ذهبت معها إلى أكبر مول وظلوا معًا طيلة اليوم ومعهما حارسين ،، أشترت الكثير من الملابس منهم ملابس كاجوال للجامعة وبعض الفساتين للسهرة والحجابات الملونة كثيرة .. ..


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


فى قصــــر " أبراهيـــــم أبــو الغيـــط "


خرج من غرفة مكتبه على صوت ضجة بالخارج فوقعت عيناه عليها وهى تبكي مختبئة خلف "سليم" ومتشبثة به كطفل صغيرة وما أدهشه أكثر ذلك الرجل الغريب الذي يقف فى الأمام ويريد أخذها بالقوة فسأل مُستفهمًا عن هذا الوضع :-

- فى أيه ؟؟ مين حضرتك ؟؟ 


قبل أن يخبره ذلك الرجل شيء ،، ركضت نحوه بسرعة البرق لتختبيء خلفه وقالت بتلعثم شديد :-

- مروان أنا مش عاوزة أروح معاه ،، أنا معرفهوش والله 


أربت على كتفها برفق ليطمئنها ثم أتجه خطوة لليسار ليخفيها عن نظر ذلك الرجل ثم حدق به ببرود سافر وسأله مُجددًا :-

- ممكن أعرف مين حضرتك ؟؟ 


أقترب نحوه بخطواث ثابتة وقال بثقة :-

- أنا سمير الحناوي جوز مريم 


أتسعت عيناه على مصراعيه بصدمة ألجمته وأوقفت تفكيره وقال بذهول :-

- جوز مين ؟؟ أنت متجوز مريم ؟؟ 


زدات فى بكاءها وشعر بيديها الصغيرة تتشبث بظهره بقوة وكانت رعشتها قوية ليشعر به هو الآخر وغمغمت بضعف :-

- مش جوزى أنا معرفهوش ... مروان متسبهوش يأخدنى 


سمع غمغمتها ولجهتها الضعيفة التى غرست سهمًا بقلبه لا يعلم سببه فقال بثقة وهو يضع يديه فى جيبه بينما يحدق به بأستنكار :-

- أطلعى فوق يا مريم ... ،، هاته يا عاصم .........


دلف إلى المكتب وهم خلفه ألتف حول المكتب وجلس على مقعده بغرور وقال :-

- أقعد وسمعنى قولت أيه ؟؟ 


أخرج ورقة من جيبه وأعطاها له بينما يقول :-

- جوز مريم ،، ودى قسيمة الجواز وعليها أمضيت مريم 


نظر فى قسيمة الزواج فى صمت وظل دقائق هكذا ناظرًا بها بهدوء ما قبل العاصفة تبسم بسخرية وقال :-

- عاصم ،، هات ولعة 


وقف "

وقف "سمير" من مكانه بفزع ،، وضع "عاصم" الولعة بين قبضته فأشعلها ووضع الورقة على حافة النار بغرور ،، صاح "سمير" بوجهه بأغتياظ قائلاً :-

- أنت بتعمل أيه ؟؟ أنت أتجننت ؟؟ أنت فاكر أنك كدة بتبطل الجواز يعنى 


رفع نظره له بسخرية وقال :-

- أنت رجل متخلف وغبي واللى بعتك أغبى منك ،، أولًا دى ورقة جواز عرفى يعنى بعد ما تتحرق مفيش جواز ،، ثانيًا المتخلف اللى بعتك لما كتبلك العقد دا معرفش يكتب تاريخ صح كتبلك تاريخ ما كانت مريم فى غيبوبة ولا مريم فاقت من الغيبوبة مضيتلك عليها ورجعت الغيبوبة تانى .... 


وقف من مكانه وألتف حول المكتب بغرور يقول :-

- أنت غبي واللى بيلعب معاك أغبي منك وعشان أنت متخلف جيت هنا زى الحمار من غير ما تسأل أنت جاى لمين ولا عارف أنت بتطلب أيه 


وضع يده خلف رأس "سمير" يقبض عليها بقوة وأستكمل حديثه :-

- وأنا عشان رجل جدع وعارف أنك أهبل هسيبك تخرج من هنا بس لما تقولى مين الحقير اللى قالك تعمل كدة ولما تروحله قوله ألعب غيرها ياشاطر عشان مريم متجوزة ... 


أخذه عاصم للخارج بعد أن أخبره من أرسله .. ظل بمكتبه شارد لا يتوقع أن ذلك الشخص هو من يريد أذيتها وكيف لها بأن تأذي طفلة تبدأ من جديد ومازالت تتعلم الحياة من جديد ،، خرج من غرفته يبحث عنها ولم يجدها مع الجميع وصعد إلى الغرفة ؛؛ دق باب الغرفة ففتحت له بهلع شديد ووجهها شاحب من الصدمة لاهثة ،، غمغمت بخوف :-

- مروان أنا معرفهوش والله متسبهوش يأخدنى .....


بتر حديثها حين وضع سبابته على شفتيها ويقول :-

- متخافيش يامريم محدش هيأخدك مش هسمح لأى حد بـ دا 


حدقت به بعينين دامعتين ووجه عابث شاحب اللون ،، همهمت بذعر :-

- هو مشي ولا لسه تحت ؟؟ 


أجابها وهو يجفف دموعها بلطف :-

- مشي .. متخافيش مش هيقدر يقرب منك أبدًا طول ما أنا عايش 


دهش منها حين أختبت بحضنه تطوقه بذراعيها بقوة وبدأت تجهش فى البكاء وتنتفض مع شهقاتها ،، رفع ذراعيه بحنان يربت على ظهرها حتى هدأت قليلًا فأبعدها عنه ورفع رأسها للأعلى لتلتقيا عيناهما معًا وقال بلهجة دافئة :-

- تتجوزينى يا مريم ؟؟ 


تبسمت بحنان ولمعت عيناها وتشعر بضربات قلبها فهى لم تشعر بالأمان إلا معه وحده وقبل أن تخبره بموافقتها ،، أتاهما صوت "فريدة" من الخلف تقول بجدية ونبرة قاسية :-

- ومين سمحلك تتجوزها ،، ومين قالك أنى هوافق على الجوازة دى ،، ثم أن مريم مخطوبة وعريسها موجود ...


أتسعت عيناه وهكذا تلك الفتاة التى صدمت بصدمة ألجمتها هى الآخرى مثله وتنظر على والدتها وولم تستطيع نطق كلمة واحدة ...

الفصــــــل الثـــامــن ( 8 ) بعنـــــوان "إنـشقـــاق قـلبـــــين " ••


كانت جالسة على الفراش صامتة بينما تختلس النظر على والدتها الواقفة أمامها تتحرك يمينًا ويسارًا حتى قتل هذا الصمت صريخ "فريدة" وهى تتوقف عن الحركة تحدق بها :-

- مروان يامريم ... مروان أنتِ ناسية إحنا هنا ليه وبنعمل أيه ؟؟ أه صحيح وهتفتكرى أزاى ما أنتِ نسيتى كل حاجة .. كل حاجة حتى والدتك نسيتيها 


همهمت بوجه عابس وكأنها أجرمت :-

- يا ماما أنا ....


صاحت بوجهها مُنفعلة وتقول :-

- أنتِ تخرسي خالص مش عاوزة أسمع صوتك ،، وتعملى حسابك خطوبتك على غيث بعد يومين فاهمة 


أتسعت عيناها على مصراعيها بصدمة ثم وقفت من مكانها وقالت بأعتراض :-

- خطوبة مين ؟؟ لا يا ماما أنا مش هتخطب لواحد معرفهوش خالص ولا بالطريقة دى أنا مش لعبة حضرتك هتحركيها زى ما تحبي 


نزلت بصفعة قوية على وجهها بأغتياظ شديد الآن طفلتها تعارضها ولأجل من لأجل أعداءها ،، وضعت يدها على وجنتها التى توردت من الصفعة بينما دمعت عيناها باكية ؛ مسكتها من ذراعها وضغطت بقبضتها عليه بقوة وعيناها تبث لها شرارة غضب مُتمتمة لها بنبرة قاسية :-

- هتتجوزى وغصب عنك وإلا يا مريم مروان اللى فرحانة بيه دا هنسفه بأيدى وأخليكى تبكي على بدل الدموع دى دم فاهمة 


دفعتها بقوة لتسقط على الفراش متألمة من ذراعها بعد أن جرحه أظافرها القوية ودموعها تنهمر على وجنتيها بوجع تشعر بألم تمزق قلبها لا تعلم سببها أحقًا أحبته وتكن مشاعر له بقلبها ؛ دفنت رأسها فى الفراش لتخفي دموعها وتكتم صوت شهقاتها به حتى لا يسمعها أحد ...

تركتها "فريدة" كما هى دون أن ترمش لها عين وهى ترى طفلتها تتألم وخرجت مُستاءة من تقرب أبنتها من عدوها 


•••••••••••••••••••••••••• 


كان يقف بغرفة مُصدومًا من ما حدث فأين كان عقله ليطلبها للزواج ؟؟ أحقًا جن عقله ليرغب بزواجها وهو يعلم بأن والدتها تسعى للأنتقام منه هو وعائلته أما أنها سكنت قلبه بعفويتها وروحها المرحة التى ظهرت فى الأوان الآخير ، لكن ما يؤلمه فى الحقيقى أنها ستكون لآخر وهو على يقين بأنها لا تعرف من خطيبها وأن كل ذلك من تخطيط والدتها .. ظل هكذا ساعات كثيرة يفكر بما يُحدث وماذا يجب أن يفعل أيعلن الحرب هو بالهجوم على والدتها أم يبقى هادئًا حتى تدمرها بيدها ؛ خرج من غرفته مُشتاطًا غاضبًا وأثناء مروره من أمام خروجتها سمع صوت بكاءها وشهقاتها العالية فأغمض عيناه بضيق وأكمل نزوله فى حين قلبه يخبره بأن يذهب لها ....


••••••••••••••••••••• 


كانت تقف بشرفتها تحاول تهدأ نفسها لكى تتوقف عن البكاء فظلت تنظر على السماء العتمة كعتمة حياتها تسائلت بماذا تقصد والدتها؟؟ وما سبب مجيئهم إلى هنا ؟؟ وماذا فعلوا بهم ؟؟ حاولت فهم أو البحث عن أجابات أسئلتها فنظرت إلى الأسفل بيأس فهى لا تستطيع العثور عن أى شيء برأسها الفارغة ،، رأته بالأسفل يقف هناك حائرًا وخائب الظن مهمومًا وكأن هموم الحياة بأكملها وقعت على عاتقه وقد تسقطه بأى وهلة .. 

ركضت سريعًا إلى الخارج وكأنها نسيت حديث والدتها وتهديدها أو بالأحرى تناسته ، كانت تركض كطفلة صغيرة عثرت على والدها أخيرًا بينما عادت دموعها تذرف مُجددًا ....

أستدار لكى يدخل إلى الداخل هاربًا من هموم قلبه وألمه بالعمل لكن توقفت قدمه حين رأها خلفه تأتى نحوه ركضًا فظل ينظر عليها وهى تركض حافية القدمين حتى وصلت أمامه فأختبأت بأحضانه مُحاوطة خصره بكلا ذراعيها مُتشبثة به بقوة وكأن تريد أن تخترق صدره وتختبيء بين ضلوعه القوي حتى لا يستطيع أحد أذيتها ،، حرك ذراعيه بتردد وبطيء شديد حتى وصلا للأعلى وتردد أيلمسها أم لا يجاوبها وينفر منها بالنهاية أستسلم لرغبة قلبه ووضع ذراعه خلف ظهرها والآخر خلف رأسها يمسح على شعرها بحنان حتى سمعها تغمغم بصوت مبحوح من شدة البكاء :-

- أنا مش عاوزة أتجوزه ،، أنا معرفهوش ومعرفش ليه مامى بتكرهك كدة 


أبعدت رأسها قليلًا للخلف بينما يديها كما هما حتى تستطيع النظر له وسألته :-

- أنت عملتلها أيه يا مروان ؟؟ ليه بتكرهك 


وضع يديه بجوار رأسها بحنان وقال :-

- أنا معملتش حاجة ،، عمتى سابت مصر من عشرين سنة كان عندى عشر سنين تفتكرى أيه اللى ممكن طفل عمره عشر سنين يعمله 


تنهدت بأختناق حتى شعر بنفسها الدافيء يداعب عنقه البارد وقالت :-

- بس هى قالتلى مش هتجوزنى ليك وأنك لو قربت منى هتنسفك أكيد حصل حاجة .. 

قصت عليه حوارها مع أمها ،، تنهد بأختناق وهو يعلم أن "فريدة" تنتقم منه على جريمة لم يقترفها ولا يعلم عنها شيء أكثر ما يعرفه الجميع ولكن كيف سيخبر هذه الطفلة بتلك الجريمة التى تسببت بها زوجة والده لحتمًا ستكرهه أو سترغب بالأنتقام منه مثل والدتها ومثل ما كانت تريد وترغب قبل الحادثة ،، أبعدها عنه بينما حدق بعيناها صامتًا وتناول يدها بين كفيه الكبار وسألها بهدوء :-

- مريم أنتِ عاوزنى أمنع الخطوبة دى ؟؟ لو قولتى أنك مش موافقة وعاوزنى أمنعها حتى لو غصب عن عمتى هعمل كدة ،، وعاوزك تتأكدى أنى هقدر أعمل كدة ؛ أنتِ لسه متعرفيش أنا مين وسلطتى ومكانتى وصلت لفين ،، أنتِ لو طلبتى القمر اللى فوق دا هتلاقيه قدامك فى لحظتها 


همهمت بوجه عابس مُستاءة وحائرة قائلة :-

- تفتكر هقولك أوقف ضد مامى ،، مقدرش أنت محتاج تكسب محبتها مش عداوتها اللى واضح أن فى عداوة كبيرة بينكم أنا معرفش سببها 


سألها بجدية وهو يحدق بعيناها الدامعتين :-

- أنتِ بتحبنى يامريم ؟؟ لو أجابتك اه يبقى متسألنيش هعمل أيه ؟؟ لأنى مش عاجز لدرجة أنى أضيع حبيبتى من أيدى 


أخفضت رأسها للأسفل بضعف تخشى أن تخبره بأنها حقًا تكن له مشاعر ويفعل ما يجبر والدتها على تنفيذ أنتقامها به ،، وتخشي أن تكذب عليه فتفقده للأبدًا ؛ ظلت تنظر للأرض حائرة وهو يرى حيرتها على معالم وجهها ووضع يده أسفل رأسها ليرفعها للأعلى ليلتقي بعيناها ويقرأ جميع الأجابات بها حتى لو لم تنطقها ، ظل صامتًا مُنتظرة جوابها ولم تجيب عليه حتى تبسم لها أبتسامة يائسة وحزينة ثم جفف لها دموعها بأنامله وقال بهدوء عكس براكين النار المُشتعلة بداخله :- 

- مبروك يا مريم ... 


جهشت فى البكاء وهو يبارك لها زواجها من رجل آخر فصاح بوجهها غاضبًا :-

- بتعيطى ليه دلوقتى ؟؟ حيرتنى معاكى أقف وأقول لا مش عاجبك أسكت وأحط ملح على قلبي مش عاجبك ،، أعملك أيه ؟؟ 


تذمرت عليه بأهتياج هاتفة :-

- أنت بتزعقلى ليه .. 


أستدارت لكى ترحل غاضبة منى حتى أستوقفها بيده حيث مسكها من معصمها برفق وأدارها له يتطلع لملامح وجهها ثم جفف لها دموعها واضعة قبلة على عيناها بتشبثت بيده بضعف .. 

كانت تقف بشرفة غرفتها وذلك اللقاء تحت أنظارها يشعل فى نار غضبها أكثر فأتاها صوت "سليم" من الخلف يقول :-

- بلاش الخطوة دى ، مريم بتحب مروان بجد 


أجابته وهى تحدق بهما فى الأسفل بلهجة غليظة :-

- وعشان بتحبه لازم أفرقهم ،، مريم مُستحيل تكون لمروان مستحيل تكون نقطة ضعفي فى القصر دا اللى مروة تستخدمها ضدى فيما بعد أو تعمل فيها اللى عملته فيا؛ أنا بحمي مريم من شر مروة ونار القصر دا مش بأذيها 


- لا بتأذيها ،، لما تجوزيها رجل أكبر من أبوها نفسه يبقي بتأذيها ،، لما تجوزيها رجل أنتِ عارفة كويس هو شغال فى أيه ،، وأتجوز كام مرة واللى أكيد مريم هتحصل كل واحدة أتجوزها يبقي بتأذيها 

قالها "سليم" بأنفعال سافر دون الأنتباه للرسميات أو مع من يتحدث حتى أستدارت له وقالت بجدية وعدم أهتمام بحديثه :-

- روح جهز نفسك يا سليم عشان خطوبتك أنت وسارة بعد بكرة مع مريم 


تركته ودلفت إلى غرفة النوم ،، زفر بضيق من عنادها كأن الأنتقام أعماها حقًا ثم خرج غاضبًا من الجناح لا يشعر بالسعادة بخبر خطبته من محبوبته فكيف له أن ينال السعادة وأخته الصغرى على وشك القتل بتلك الرصاص المصوبة نحو قلبها فى مقتل .... 


•••••••••••••••••••••••• 


فى الصبــــاح 


كانت تنهدم حقيبتها وتجمع أغراضها لكى تخرج حتى سمعت بعض طرقات على باب غرفتها ثم ولج "مروان" إلى الداخل وسألها بجدية :-

- أنتِ خارجة يا ريما ؟؟


أومأت له بنعم دون أن ترفع نظرها له ثم مرت من جواره لكى ترحل لكنه أستوقفها بيده حين مسكها من ذراعها بأغتياظ وقال بشراسة :-

- على فين ؟؟ هتقابلى مين النهاردة عشان يرجع بمصيبة ؟؟ يا ترى المرة دى هترجعى بمراتى فى أيدك وجوزك زى ما جوزتى مريم لواحد مُتخلف من قبل ما يأخد القلم أعترف عليكِ 


نفضت ذراعها من قبضته بأشمئزاز وقالت :-

- أيه اللى بتقوله دا هى خلاص طقت منك ؟؟ ولا ست مريم كلت دماغك زى قلبك 


مسكها شعرها من خلف رأسها بقوة بأغتياظ وقال بتهديد :-

- تانى مرة لما تتكلمى مع أخوكى الكبير تتكلمى بأدب وتنسي شوية تربية الحوارى اللى عيشتى فيها دى ،، أنا عاوزك تقعدى هنا زى الهواء الشفاف محسش به لا تفكرى بغل وحقد ولا تقلى أدبك فاهمة وعمتك وبناتها خرجيهم برا حساباتك يا ريما 

تألمت من قبضته وهى تضع يدها على يده خلف راسها تحاول أفلات شعرها من قبضته وقالت بأستفزاز تثير غضبه أكثر :-

- بدل ما تتشطر عليا وجاى تعمل رجل عليا روح أعمل رجل على عمتك اللى هتجوز حبيبتك لعدوك اللدود وهتحط صبعك تحت ضرسه بعد ما تديله نقطة ضعفك 


تركها بصدمة وأتسعت عيناه بذهول ، فرت هاربة بعيد عنه تلتقط أنفاسها؛ فسألها بفضول :-

- قصدك أيه ؟؟ 


ضحكت ساخرة عليه وقالت بتهكم تثير غضبه وتألم قلبه :- 

- أيه هى الملاك البريء اللى وقعتك فى حبها مقالتكش مين العريس ،، بس مش مشكلة أوفر عليك وأقولك أنا حتى أقهرلك قلبك شوية ، مريم هتتجوز غيث عارفه ولا أعرفهولك وعارف هو مين وبيشتغل فى أيه ولا أعرفك دا كمان وعارف هو عنده كام سنة بلاش بقي كل دا عارف هو هيعمل أيه ساعة ما يعرف أن اللى معاه هى حبيبة عدوه اللى كل شوية ينتصر عليه هتبقي عامل زى الكرة الشارب فى رجله عشان بس حبيبتك عنده وتحت سيطرته ،، وأقولك على اللى يقهرك أكتر وأكتر أن كل دا تخطيط من فريدة اللى جاي محموق عليها أوى كدة ومريم مش فاقدة الذاكرة وعملت كل دا عشان توقعك فى حبها وتسيطر عليك ،، بمعنى كلهم عمولك لعبة بين أيدهم وأنت أهبل بتصدق الدمعتين اللى بتنزلهم قدامك والضحكتين اللى تسحرك بيهم 


صُدمت بصفعة قوية على وجنتها منه تحمل كل الألم التى تسببت بها له فى تلك اللحظة ،، وضعت يدها على وجنتها بصدمة من أنفعاله عليها حتى صرخت بوجهه قائلة :- 

- بتمد أيدك عليا يامروان عشان خاطرهم ،، عشان خاطر ناس بيكرهوك ،، هتخسر أختك اللى من لحمك ودمك عشان ناس بتضحك عليك وبيستغفلوك فوق يامروان .. 


جذبها إلى صدره يطوقها بحنان مصدومًا بكل كلمة قالتها وكيف وقع بفخهم وهل حقًا "مريم" لستُ فاقدة الذاكرة وكل ذلك أكاذيب ،، أجنت عمته لتزوجها لذلك الرجل الملعون .. 

أجهشت فى البكاء بين ذراعيه وجسدها مُنتفض من البكاء فوضع قبلة على رأسها بحنان وأستدار لكى يرحل يخفى عنها تلك الدمعة التى زارت عينه ... 

خرج من غرفتها مُشتعلًا مُتجهًا إلى غرفتها بأغتياظ ودلف إلى الداخل فوجدها نائمة فى فراشها كالملاك الصغير لم يتوقع بأنها تفعل كل هذا به تقدم خطوة واحدة نحوها لكن أوقفه صوت "سارة" من الخلف تقول :-

- مروان ،، بتعمل أيه هنا ؟؟ 


أستدار لها بضيق فوجدها تقف مع "سليم" ومعهما رجل غريب آخر لا يعرف من هو فقال بجدية :-

- مفيش ،، مين دا ؟؟ 


أجابته بقلق ووجه عابس مُستاءة :-

- دكتور ،، مريم فضلت تعيط من وجع رأسها وأغمي عليها .. أتفضل يا دكتور 


تناسي كل كلمة تفوهت بها أخته بعد حديثها عن مرض حبيبته الصغيرة ،، خرج للخارج ينتظر خروج الطبيب ومعاه "سليم" ،، كان يتفحص ملامح وجهه والقلق الذي أعتله خوفًا على محبوبته ؛ أراد أن يخبره بما تخطط له "فريدة" لكنها عنيدة كما ورث فتاتيها العناد منها وستعتبره خائنًا لها ففضل الصمت ،، خرج الطبيب من الغرفة وأسرع له بهلع يسأله عنها :-

- خير يا دكتور طمنى ؟؟ مريم مالها ؟؟ 


- دى أعراض جانبية طبيعية بعد أصابتها وخصوصًا انها بتمر بزعل وضيق 

قالها وهو ينظر فى الأشعة الخاص بجراحتها وأصابتها وأخبرهم بأن هذا الألم من الممكن أن يكون بسبب عزيمتها على أستعداد ذاكرتها المفقودة فهى ترهق عقلها بهذه الطريقة فتتسبب بالألم لرأسها وكأن ما حدث الأن حدث ليخبره بأن أخته تكذب عليه بشأن مرضها ،، نزل مع الطبيب و "سليم" لم يدخل ليطمئن عليها ...


مر اليـــوميــن بسـرعة البــرق 

وكأن القدر يرغب بقتلهما سريعًا كانت تجلس بغرفتها أمام المرآة وبعض الفتيات يزينوها لتصبح عروس لرجل آخر غير حبيبها كانت تتطلع لصورتها بالمرآة صامتة وكالوردة الذابلة مُستسلمة تمامًا لما يفعلوا بها ،، كانت الفتاة تضع لها مساحيق التجميل لتخرج من تحت يدها أميرة جميلة فاتنة وأخذتها الآخرى إلى غرفة الملابس لكى تساعدها فى أرتدى فستانها ومعاهما مساعدتها ؛ كانت حالتها على عكس حالة أختها التى تغمرها السعادة فهى ستصبح ملك لحبيبها وحدها .. فكانت تتزين وتفعل كل شيء بسعادة ووجهه مُبهج بينما تدندن بأغانى رومانسية ... 

كما والدتها قاسية لتفعل الخطبة بمنزله حتى تكسر قلبه وتقهره حد الموت وهو يري حبيبته بجوار رجل آخر وليس بأى رجل بل عدوه كما علمت صباحًا ... 

فى الأسفـــل 

كان بغرفة مُكتبه متأنق ببدلته الرمادية وقميص أسود حتى دلف "عاصم" يخبره بوصول الضيوف وأن سيارة "غيث" دلفت من بوابة القصر الآن ودقائق وسيكون أمامهما .. هندم ملابسه بوجه مُقنع بقناع القوة حتى لا يظهر له بأنه أخذ قطعة من روحه أو بالأحرى أخذ روحه بأكملها ثم خرج من الغرفة يستقبل الضيوف مُرحبًا بهم مع أبتسامة مزيفة يستطيع فعلها حقًا حتى دلف "غيث" ومد يده له يصافحه بأبتسامة جانبية أنتصار رافعًا حاجبه له وقال بغرور :-

- مر وقت طويل يامروان بيه 


- مهما طال الوقت لينا لقاء ياغيث باشا 

قالها بكبرياء بينما نظر ليده الممدودة ووضع يديه بجيبه بغرور متجاهلًا يديه فضحك "غيث" ساخرًا عليه ثم أغلق قبضة يده ساحبها لجانبه ليتقدم خطوة نحوه يعانقه هامسًا بأذنيه مُستفزه :-

- اللقاءات هتكتر من النهاردة خصوصًا لما تكون حبيبة القلب بين أيدي ومش أى دا قلب مروان بيه أبو الغيط 


قالها ولم يترك له مجال للجدال فأبتعد عنه وولج إلى الداخل مصافحًا "فريدة" المُبتسمة له وتاركه خلفه بصدمة قوية أصابته شلت جميع أطراف جسده من أين يعلم بأنه يحبها إذا كان هو نفسه لم يعترف حتى الآن بحبه لها أم تجرأت "فريدة" على أخباره بأنها تعطيه قلب "مروان" عدوه بين يديه حتى يفعل به ما يشاء فتسائل أى أم هذه تقتل أبنتها بنفسها ...


قطع صدمته نزول "سارة" مُرتدية فستانها الأحمر الطويل بقفول الصدر وعاري الظهر بينما شعرها مسدول على ظهرها وعلى رأسها تاج من الألماس رقيق والبسمة تزين شفتيها وعيناها تلمع ببريق السعادة بصحبة أختها تلك النجمة المنطفئة والوردة التى قطفتها والدتها من البستان حتى ذبلت مُستسلمة للموت بدون ماء ،، كانت مُرتدية فستان سيموني اللون طويل وله ذيل من الخلف بكم شفاف يظهر عنقها وذراعها من أسفله وشعرها ملفوف على شكل وردة وعليه بعض الفصوص التى تزينها وحول عنقها سلسلة رقيقة مُرتدية كعب عالى كما كانت نحيفة رغم جمالها كانت بالفعل أميرة وهبطت على قلبه لكن سرقها القدر منه ،، حاول قدر الأمكان الثبات وعدم أظهار ضعفه وما يحدث بقلبه بينما هى كانت تبحث عنه بنظرها حتى وجدته هناك بعيدًا يقف وبجواره "عاصم" حزين رغم أناقته فأشاحت نظرها عنه حين وصلت إلى "غيث" الذي لمس يدها ووضع قبلة عليها لتشعر بالأشمئزاز منه فجذبت يدها منه ليبتسم بخُبث عليها ويلتقط يدها مُجددًا يضعها فى ذراعه ويذهب بها .. شعرت بحزن حبيبها على عكسها فسألته بفضول :-

- مالك يا سليم أنت مش فرحان عشان أتخطبنا 


وضع قبلة على جبينها بحنان وقال بغزل :- 

- إحنا هنهرج أكيد فرحان ،، دا القلب كله أنت ياقمر أنت .. يالهوى يا ناس على العيون الزرقاء دى ياخراشي 


قوست شفتيها للأسفل بحزن وقالت مُستاءة :-

- أمال مكشر ليه ؟؟ 


- بصي على مريم وهتعرفي أنا مكشر ليه ،، مريم مكسورة يا سارة ومجبورة على دا ،، تعرفي دى أكتر لحظة أتمنيت فيها أن مريم تستعد الذاكرة وترجع قوية مكانتش هتفضل قاعدة كدة 

قالها وهو يدير رأسها تجاه أختها لتتلاشي بسمتها بشفقة على أختها ... 

أخرج علبة قطيفة زرقاء من جيبه وفتحها لترى بها خاتم خطبتها وكأنه بتلك اللحظة غرس خنجر مسموم بقلبها وسلبها روحها بتلك اللحظة رفعت نظرها باحثة عنه حتى تقابلت عيناهما بينما إلتقط "غيث" يدها بين كفه ليضع بها خاتم خطبته ويعلن للجميع بأنها ملكه..

كان يقف بعيدًا وخلفه بخطوة يقف "عاصم" يتأمل ملامحه بأستياء وشفقة عليه وهو يقف هنا عاجزًا يرى حبيبته ذاهبة لآخر فهو حقًا وقع فى غرام هذه الفتاة وكل تصرفاته توحي له بذلك بأن هذا الجبل الصامد وقع فى حب فتاة لم تكن له كالذي يقع فى حب نجمة السماء وهو يعلم بأنه لن يطلها ولن يصل لها يومًا، والذى وقع فى غرام وردة يعلم بأن غيره من سيقطفها ... 

كان يقف صامتًا واضعًا يديه بالجيب ينظر عليها وهى تجلس بجوار ذلك الرجل ويضع دبلته فى بنصرها الذي يدل على ملكيته لها وهى ناظرة عليه بعينين حزينتين دامعتين تريد الركض له ويأخذها بعيدًا ،، تريده أن يحارب لأجلها لكن من عدوه والدتها هل ستقبل بأن يعلن الحرب ضد والدته ويتخذها عدو له لا لن تقبل فقبلت الصمت والخضوع عن الحرب والعراك ... 

أنتهى اليوم ببطيء شديد كأن القدر يرغب بألم قلوبهم أكثر وأكثر ،، صعد إلى غرفته وهو يحرك رابطة عنقه لكى تخلص من هذا الأختناق الذي أستحوذ عليه ؛ ولج إلى غرفته مُنهكًا مُستديرًا ليصعق بصدمة وجودها بغرفته بفستان خطبتها لن ينكر بأنها جميلة كالأميرة وزادت جمالها مع مساحيق التجميل وذلك الفستان كما تلك الفتاة عنيدة ومتمردة حين أجبرتها والدتها على الخطبة أتخذت العناد سلاحها ورفضت الحجاب وتنازلت عن كل شيء ترغب بها فحين أجبرت أنطفت الحياة بعيناها وأصبحت عتمة مُظلمة وأنطفئت رغباتها بأى شيء ،، أقترب منها بخطوات ثابتة يتأملها بجسد مُنهك من الألم بينما هى كانت تسرع بخطواتها نحوه حتى وصلت أمام ولم تعطيه فرصة 

فرصة لنطق حرفًا واحدًا فأطبقت شفتيها على شفتيه وأنهمرت دموعها التى حاولت حبسها طيلة اليوم مع تلك القبلة الحزينة فشعرت بيده تحتضن خصرها ويقبض قبضته عليها بأحكام مُتجاوبًا معاها فأبتعدت عنه تلتقط أنفاسها واضعة جبينها على جبينه ويديها بجوار عنقه وقالت هامسة له بنرة دافئة رغم حزنها :-

- مروان أنا بحبك 


كان صامتًا يستنشق عبيرها فهو لا يعلم متى ستسنح له الفرصة ليستنشق عبيرها أو يقترب منها مرة آخرى بل حتمًا القدر أخبره بأنها لن تكون له ولن يقترب منها مُجددًا ،، قال بشغف وبنرة عاشقة :-

- وأنا بحبك يامريم بحبك وعاوزك بس قوليلى أعمل لو هتوافقى أنى أقف ضد فريدة هقف وهعلن الحرب عشانك 


- لا لا لا لا يا مروان دى أمى يامروان والخلاف بينكم كبير لوحده مش محتاج أنك هتزوده 

قالتها بحزن بينما تمسك يديه بين كفيها الصغار الناعمين فوضع يده الآخرى فوق كفيها وأنحنى واضعًا قبلة على كل كف منهما بحنان ودفء فجذبت يديها منه ليستقيم ظهره رافعًا نظره لعيناها وكانت تبث له نظرة ضعف وحزن ممزوج بجرح كبير يظهر بملامحها ؛ جذبها من معصمها بقلب مجروح إلى صدره ليعانقها فعانقت بضعف وبدأت تجهش فى البكاء بين ذراعيها ليكن ذلك عناق الوداع وقتل حبهما الذي بدأ ينمو ولم يطول فحكم عليه بالموت قبل أن ينضج ...... 


••••••••••••••••••••••••• 


دلفت إلى غرفة طفلتها صباحًا ودهشت حين وجدت الغرفة فارغة ولم تجد أبنتها بها كزت على أسنانها وخرجت مُشتاطة غاضبة مُتجهة إلى غرفته وهى تعلم بأن أبنتها أصبحت ضعيفة الشخصية وبالتأكيد ركضت له فتحت باب الغرفة بأنفعال وصعقت حين وجدت أبنتها بغرفته بالفعل نائمة على فراشه بفستانها كالطفلة الصغيرة رغم برائتها كانت ملامحها حزينة حتى فى نومها أستدارت مُستاءة لتجده يقف أمام المرآة يربط رابطة عنقه مُستعد للذهاب إلى العمل فصاحت بوجهه قائلة :-

- هى حصلت لكدة يا مروان ؟؟ وصلت معاك لهنا 


أستدار لها وهو يأخذ جاكيته ببرود وأقترب منها ثم قال هامسًا لها :-

- بنتك بتخاف منك يافريدة هانم ،، ويوسفنى أقولك أنك بدأتى تخسري بنتك ومتخافيش أنا مش عيل صايع هيضحك على بنتك ،، أنا رجل يافريدة هانم وملمستش بنتك ونمت فى المكتب مع أن أنتِ والحيوان اللى أتلمتى عليه عقابكم أنكم تخسروا مريم بس زى ما روحتى قولتله بالظبط أنا مش هأذي حبيبتى بأيدى عشان روحى فيه 


تقدم خطوة للأمام ثم توقف مرة آخرى وقال بتذكر :-

- اه صح وكمان أعرفى حاجة مهمة أن اللى مصبرنى عليكم لحد دلوقتى مريم الملاك اللى هناك دا عاوزك تتفرجى عليها وهى نايمة وتأكدى أن لحظة ما مريم تقولى أحمينى منهم هعلن الحرب ومش هتقدرى على حرب العاشق يافريدة يوم ما يتجرح ...


تركها وخرج من الغرفة بصدمة من قسوة حديثه ومن فعلت أبنتها التى جعلت تتوقف هنا وتستمع له بنبرة غروره وهو يتحكم بها ويستفزها هكذا ويجرؤ على تهديدها .. 


•••••••••••••••••••••••••• 


فـــى شـــركــة "أبــو الغيـــــط" 


دلفت "مليكة" لغرفة المكتب بسعادة تغمرها فهى اليوم ستبدأ حياتها المهنية والعملية حياة جديدة تحلم بها دومًا لكن لم تكتمل سعادتها حيث وجدته هو ذلك العاشق الذي أخبرها بأن خطبته غدا فكزت على أسنانها بأغتياظ منه وقالت :-

- أنت بتعمل أيه هنا ؟؟ أنت ....


تبسم لها بغرور وقال :-

- مديرك يا أنسة مليكة ،، أتفضلى أرتاحى 


زفرت بضيق من رؤيته وجلست على المقعد أمام مكتبه ووضعت حقيبتها بقوة على الطاولة حتى فزع من غضبها تلك وكتم ضحكاته على تمردها الطفولى .....


**********************


كان جالسًا بمكتبه يقلب ببعض الأوراق بدقة حتى ولجت السكرتيرة له بهدوء وتقدمت نحو مكتبه بينما هو جالسًا عليه ويباشر عمله بتركيز حتى توقفت أمام المكتب وقالت برسمية :-

- أنسة نيڤين برا وبتقول عاوزة حضرتك فى موضوع ضرورى بخصوص الحادثة 


رفع نظره لها بذهول وأتسعت عيناه على مصراعيها وكيف لأبنة عمه بأن تعلم شيء عن الحادثة فأومأ لها بالسماح لدخولها وترك القلم من يده مُنتظر دخولها ....

•الفصــــــل التـــــاســع ( 9 ) بعنـــــوان " نيـــران حـب " •• 


كان مُتكى بظهره للخلف شاردًا بحديث "نيڤين" عن ذلك المجرم الذي تأمر وفعل تلك المؤامرة عليه هو و"فريدة" كان هادئًا كثيرة لكن هدوءه يوحى بعاصفة قوية قادمة خصيصًا حين ذهب تفكيره لما حديث لتلك الفتاة التى سكنت قلبه الآن وتُوجت عليه ملكة العرش وبسبب هذا المجرم تعتقد "فريدة" بأنه هو من فعل وتنتقم منه فى حبيبته بالفراق .. 

دلف "عاصم" للمكتب ووجده شاردًا أتجه نحوه مُناديه ولم يجيب عليه بل لا يشعر بوجوده فصعد درجتين الدرج ليقف أمام مكتبه مباشرًا وقال بنبرة صوت مُرتفعة :-

- مروان .. أحم مروان باشا 


أنتبه لصوته وقال بأختناق :-

- اممم 


- فى حد عاوز يقابلك ضرورى 

قالها بجدية ،، فسأله بدون أهتمام :-

- مين ؟؟ .. أنا مش عاوز أقابل حد النهاردة 


تنحنح بهدوء ثم جمع شجاعته وهو يعلم بأن ما سينطق به الآن سيؤلم قلبه ويُشعل نيران الوجع والغيرة معًا .. يردف قائلاً :-

- غيث باشا ومعه أنسة مريم 


رفع رأسه له بأنتباه وصدمة ألجمته من مجيئها إليه وبصحبة عدوه هذا السارق الذي سلبها منه ،، تنهد بأغتياظ وأومأ له بالموافقة .. ،، خرج "عاصم" ليدخلهما له ووقف هو من مقعده يهندم ملابسه بغرور .. وقع نظره عليها وهى تدخل خلفه هادئة تمامًا فتحرك بقدميه نحوهما فأنتبهت لصوت خطواته وهو ينزل الدرجتين مُتجه نحوهما ،، مد "غيث" له يده ليصافحه؛ نظر ليده ثم وضع يديه فى الجيب وجلس على الكرسي الجلد وقال ببرود :-

- أتفضلوا .. خير ؟؟ أيه سر الزيارة المفاجئة دى ؟؟ 


جلسا على الأريكة كانت صامتة لا تتفوه بكلمة واحدة فقال "غيث" :-

- بصراحة مفيش سبب قوى ، أنا كنت بشترى عربية جديدة لمريومتى من مكان قريب هنا 


رفعت "مريم" عيناها بصدمة له ، نظر على تعابير وجهها فعلم بأنه يكذب وجاء بها هنا ليستفزه ويثير غضبه وغيرته ،، رن هاتف "مريم" فأجابت عليه بضيق :-

- أيوه يا سارة .. بجد ،، لا هاجى طبعًا ،، ماشي خلاص لما أجى نتفق ، اوك باى ..


أغلقت الخط فسألها بفضول وجدية :-

- راحة فين ؟؟ 


تنهدت بضجر وقالت :-

- راحة مع سارة وسليم مرسي علم فى حاجة ..


أتسعت عيناه بغضب وقال :-

- طب مش تستأذنى الرجل اللى معاكى دا ولا أيه 


وضعت قدم على الآخر بأستفزاز وقال :-

- رأيك مش مهم على فكرة ، وأنا خطيبتك مش مراتك يعنى مالكش حكم عليا وأنا رايحة .. 


أبتسم "مروان" عليها فهى تنتقم منه وترد له ما فعله ،، وقف "غيث" بغيظ وقال :-

- قومى يامريم نروح 


أبتسمت بخُبث وقالت بملل :-

- لا أنا هقعد مع مروان عاوزاه فى موضوع 


نظر له بغيظ وزفر بضيق ثم خرج وحده ،، وقفت بهدوء بعد ما توقف هو وذهب نحو مكتبه فقالت بهدوء :-

- مروان أنا مكنتش معاه بجيب عربية ،، هو اللى جه القصر وقالى تعالى هنروح الشركة لمروان لكن أنا ... 


بتر حديثها وهو يجلس على مقعده خلف المكتب بنبرة صوت جريحة :-

- مريم .. أنا عندى شغل ومش عاوز أسمع حاجة ممكن 


ألتفت خلف المكتب ولفت الكرسي له برفق وجلست على قدميها أرضًا أمامه وقال بنبرة دافئة :-

- مروان أنا عارفة أنك زعلان منى ومش عاوز تشوفنى كمان بس أنا أعمل أيه طيب ،، مروان أنت مجرد شايف حبيبتك مع حد تانى لكن أنا مع حد تانى غير حبيبى؛ وجعى أضعاف وجعك لما حد غريب يمسك ايدى غير حبيبى بتوجع أكتر 


أقترب برفق لها ووضع يديه حول رأسها وقال بشغف :-

- لا مريم أنا مش زعلان منك لأن واثق أنك مجبورة على دا ومش بمزاج أنا موجوع لك أكتر ما موجوع لنفسي ،، موجوع لأن شايف حبيبتى مكسورة وضحكتك فارقت وشها 


وضعت يدها فوق يديه وهو يمسك رأسها وقالت بسعادة بعد أن رسمت بسمة على شفتيها :-

- تيجى معايا بكرة مرسي علم ،، لو بأيدى هقولك تعال نهاجر ونسيبلهم البلد بس أنا عارفة أن العائلة كلها فى رقبتك ومش هتوافق 


- مش هقدر أجى عندى شغل وأتفاقات مهم ،، روحى أنتِ وأتبسطى 

قالها بحنان ثم وضع قبلة على جبينها فتبسمت له بعذوبة وبراءة فأبتسم لها رغم آلمه وأوجاعه المكبوتة بداخل ضلوعه ..


••••••••••••••••••••••• 


بعد ساعات من العمل رفع رأسه بتعب وهو يضع يده خلف عنقه بأرهاق ، وقع نظره عليها وهى تجلس على مكتبها هناك ورأسها على سطح المكتب نائمة فى غفوة وتمسك بين أناملها قلم يتمايل يمين ويسار ،، أبتسم بسعادة وذهب نحوها بخطوات ثابتة دون أصدار أى ضجة حتى لا تستيقظ وألتف حول مكتبها ليقف بجوارها وأنحنى قليلًا يتأمل ملامحها الصغيرة وهى نائمة تبدو كملاك صغير ،، وضع سبابته بين حاجبيها يداعبها ؛ رفعت يدها بضجر أبعدته بعيدًا عنها بتذمر فهمس بأذنيها يقول :-

- ملوكة .. ملكتى 


فتحت عينيها ببطيء ووجدته أمام وجهها مقابلة لوجهه ، تقابلت عيناهما فى نظرة صامتة فقالت :-

- أنت بتعمل أيه يا زين ؟؟ .. 


أجابها هامسًا بنبرة دافئة تلمس أوتارها الحساسة :-

- أحلى زين سمعتها فى حياتى .. 


وقفت من مكانها بفزع من قربه 

قربه وكادت أن تسقط بعد أن تضغط على قدمه بقدمها دون قصد لكن تشبثت به بكلتا يديها ليبتسم عليها بعفوية وقال :- 

- معملتش حاجة ،، أنتِ اللى بتتحرشي بيا أهو 


ذعرت من كلمته وأبتعدت بأرتباك منه بينما توردت وجنتيها بأحراج فأخفض رأسه بقرب أذنها وقال بشغف :- 

- مش ناوية تتجوزنى بقي ،، مش ضامن أمسك نفسي قدام الفراولة دى أكتر من كدة 


تبسمت بدلالية على غزله لها وألتفت تعطيه ظهرها ثم قالت بغرور أنوثي يثير من رغبته أكثر :-

- بعينك يا زين .. 


ضحك عليها وقال بجدية مصطنعة :-

- طب شوفى شغلك يا باشمهندسة ،، مش معقول أديكى شوية شغل بسيط ألف باء وتنامى وانتِ بتشتغلى ... 


أستدارت له تكز على أسنانها بأغتياظ من تحوله المفاجىء ثم دفعته بعيدًا وهى تجلس على مقعدها فكبت ضحكته عليها وعاد إلى مكتبه بهدوء يخفيء ضحكاته عليها ...


••••••••••••••••••••••• 


فـى قصــــــر "إبــراهيــــم أبـــو الغيــــط" 


دلفت لغرفة "مليكة" بروح عفوية فوجدتها تجلس على المكتب تكتب أشياء فى نوت بوك صغير وتحدد بعد العبارات بالأقلام الألوان فقالت :-

- مليكة .. أيه دا أنتِ بتعملى أيه ؟؟ 


- بحفظ الأساسيات ،، زين قالى أحفظها وأفهمها كويس عشان أكون مهندسة شاطرة ،، بس دى حاجات معقدة أوى 

قالتها بوجه عابس فضحكت "سارة" عليها وقالت :-

- فكرتك بتذاكرى قبل ما الدراسة تبدأ ،، سيبك من الشغل دا بقولك أيه إحنا طالعين مرسي مطروح أنا ومريم وسليم تيجى معانا 


- كان نفسي بس زين رخم اوى وعصبي فى الشغل ممكن يطردنى 

قالتها بعبس وهى تضع القلم بين أسنانها بأستياء فقالت :-

- دا مريم راحت تقنع زين يجي معانا وتقريبًا مش هتسيبه غير لما تقنعه 


وقفت من مكانها بسعادة وقالت :-

- بجد .. قصدى يعنى لا مش هروح مادام هو رايح 


غمزت "سارة" لها بعيناها وقالت :-

- يبقي هعمل حسابك معانا وأخلى سليم يحجزلك معانا 


- يحجزلى أيه ؟؟

سألتها بأستغراب فأجابتها بعفوية :-

- فى الأتوبيس ،، إحنا عاملينها رحلة مجنونة هنروح بأتوبيس وهنقعد فى خيم هناك على البحر وحجزنا شاليه وحاجات غريبة ومجنونة كدة 


ركضت إلى الخارج بسعادة فضحكت "مليكة" وهى تشعر بشيء غريب يدغدغها من الداخل .. 


••••••••••••••••••••••••


فى الصبـــاح 

أستعد "سليم" بصحبة خطيبته المُدللة "سارة" و"زين" ومعاهم "مريم" كانوا ينتظروا "مليكة" فهتف "سليم" :-

- يلا هنتأخر مش كدة الأتوبيس هيتحرك ياجماعة 


- ما تصبر يا عم سليم الله 

قالها "زين" بعنف عليه فأبتسمت "مريم" بعفوية وقالت :-

- مليكة جت .. 


نظروا عليهم فأتسعت عيناه بأنبهار حين وقع نظره عليها مُرتدية فستان أبيض اللون وعليه ورود كتير ملونة من الأسفل ،، ضحكت "مريم" عليه وركبوا جميعًا سيارة "زين" وذهبوا إلى مكان تجمع الأتوبيسات وصعدوا معًا إلى الأتوبيس ؛ كانت شاردة بحديثه وألم قلبه طيلة الطريق حتى قطعها رنين هاتفها بأسم "غيث" فأغلقت الهاتف تمامًا ووضعته بحقيبتها مُشتاطة غضبًا منه بعد أن عكر مزاجها حتى وصله إلى مرسي علم ..

ركضت "سارة" إلى الأمام بسعادة على الرمال وهى تقول :-

- nice , it's very nice 


تبسم على طفلته المُدللة ،، جلست "مريم" على الرمال بروح مُنكسرة وهى تنظر على "سليم" وهى يركض خلف أختها وهكذا "زين" وهو يشاجر "مليكة" وهى وحدها فحتى حبيبها رفض المجيء معاها ،، نظرت للأسفل بأستياء بينما سمعت صوت "مليكة" تصرخ بأسمه :-

- مروان .. بتعمل أيه هنا ؟؟ 


رفعت نظرها بذهول ووجدته يأتى من بعيدًا وسيارته بالخلف على الرمال أمام الشاطيء ،، وقفت بسرعة بعد أن رسمت بسمة على شفتيها ولمعت عيناها ببريق الفرح ثم ركضت نحوه بسعادة حتى وقفت أمامه وسألته ببراءة :-

- أيه اللى جابك ؟؟ مش قولت وراك شغل 


تأمل ملامحها وبسمتها ثم قال هائمًا بها :-

- عشان أشوف الضحكة الحلوة دى 

تبسمت له أكثر بسعادة تغمرها ولم تشعر بذاتها سوى وهى تعانقه بطفولية وتلف ذراعيها حول خصره ،، تبسم عليها وهو يطوقها بذراعيه ؛ نظروا جميعًا لبعضهم البعض فهمس "زين" لأخته بنبرة خافتة :-

- هو أخوكى بيعمل أيه ؟؟ 


- معرفش .. هو أيه اللى بيحصل 

قالتها مُستغربة ما تراه ،، نظرت "سارة" لـ "سليم" بأستياء وشفقة على قلب أختها الذي لم يعشق يوم وحين عشق لم يختار سوى عدو والدتها ليكتب عليها الفراق والموت قبل السعادة ... 

وضع "سليم" يده حول كتفها بحنان يؤاسيها بأبتسامة حزينة .. 

رفعت رأسها بحنان له وقالت بنبرة دافئة :- 

- i love you 


تبسم لها وهو يغلغل أصابعه بين خصلات شعرها ويضع بعضهم خلف أذنها وقال :-

- i love you too 


ضحكت بسعادة وهى تمسك بيده بينما تقف بجواره تنظر للجميع فتبسموا بتكلف عليهما ... 


•••••••••••••••••••••••• 


- يعنى أنتِ وبنتك بتلعبوا بيا 

قالها "غيث" بغيظ من تصرفات تلك الفتاة معه ،، تنهدت بأختناق وقالت بجدية :-

- أهدء يا غيث باشا ،، مش لعب بس أنت اللى مش عارف تحتوى مريم ،، مريم لسه طفلة برضو عمرها ٢٠ سنة وخارجة من حادثة ليها أعراض كتير وفاقدة الذاكرة وحاسة أنها غريبة .. أحتويها ،، شوفها بتحب أيه وأعمله لكن متدخلش فيها شمال وتقول نروح نزور مروان فى الشركة وأنت عارف أنها حاسة بحاجة من ناحيته بدل ما تبعدها عنه أنت اللى بتقربها منه 


حدق بها بأستنكار وقال :-

- قصدك أن أنا اللى غلطان فى الآخر ،، ماشي هبعد مروان عنها 


- بس براحة مش بالعنف وشغل العصابات 

قالتها بأستهتار حين وقفت من مكانها وأخذتها حقيبتها ثم أستأذنت لكى ترحل ،، تنهد بأغتياظ ثم أشار إلى النادل ليدفع الحساب ..


••••••••••••••••••••••••••••• 


كانت جالسة بالغرفة على المقعد الهزاز شاردة بأفكارها فدلفت "ريما" عليها تفحصتها بنظراتها ثم جلست بجوارها وقالت :-

- أيه يامروة .. هتسكتى على حقك اللى فى عب مروان دا وبكرة يكتب اللى هو عاوزه بأسم مليكة وليلى وإحنا اللى مش هنطول حاجة 


- بت يا ريما أنتِ خدتى بالك من نظرات مروان لمريم ،، ولا أنا بس اللى حاسة أن فى حاجة غريبة بتحصل 

قالتها بخُبث مصاحبة نظرات تبث شرارة الغيظ ووقفت من مكانها مُتقدمة للأمام بخطواتها وأستكملت الحديث :-

- اصل لو اللى فى دماغى صح وفى حاجة بينهم دا تبقي أحلوت أوى ومروان حط صبعه تحت ضرسي ،، البت دى لو مروان بيحبها وهى عاملة زى العيلة الصغيرة برأس فاضية يبقي جاتلى على طبق من ذهب 


وقفت "ريما" بأستغراب وهى تقترب منها تسألها :-

- أنتِ ناوية على أيه يامروة ؟؟ 


- ناوي أخلص على الحتة الحنينة بتاعته وأكسره ،، لما مروان بجلالة قدره يخضع لواحدة لأول مرة فى حياته ويديها قلبه يبقي هى بس اللى ممكن تكسره وتقضيه عليه وأحتمال الفراق يدخله مستشفي المجانين 

قالتها بمكر وهى تنظر لصورتها المُنعكسة فى المرآة ويعتل وجهها بسمة شيطانية ماكرة ، عانقتها "ريما" من الخلف بخُبث وهى تقول :-

- حبيبتى يا مروة لما تفكرى بس خدى بالك مروان لو فعلا بيحب مريم مش هيسمح لحد يقرب منها وهتلاقي عينه عليها على طول خصوصًا بعد الحادثة اللى حصلت 


أستدارت لها عاقدة ذراعيها أمام صدرها وقالت ساخرة :-

- عشان غبية ،، مريم دلوقتى مخطوبة لرجل تانى عارفة يعنى أيه ،، يعنى فريدة عارفة ومتأكدة من الكلام اللى أنا بقوله دا وقررت تنتقم من مروان ببنتها .. ودا يصعب الموقف على مروان ويفرقه عن مريم فهمتى 


- لا مفهمتش ، يعنى فريدة عارفة بنتها بتحب مروان وخطبتها لواحدة تانى ،، وليه بتنتقم من مروان وهو معملهاش حاجة وبابا عمره ما أذاها وطول عمره بيحبها وبيخاف عليها ،، ليه مُصرة على الأنتقام من مروان 

سألتها بفضول وعدم فهم ،، ضحكت "مروة" بخبث وقالت :-

- فريدة مُعتقدة أن الحادثة اللى حصلتلها من عشرين سنة كانت بأتفاقي مع إبراهيم وجوازى منه بعد اللى حصل أكدلها دا ودلوقتى إبراهيم خلع وهى عاوزة حقها فتأخده من ابنه 


- يخربيت دماغك ،، دا أنتِ إبليس يتعلم منك ويصفقلك 

قالتها "ريما" بسعادة فضحكت "مروة" عليها بشراسة وهى تتواعد بالمزيد لهم .. 


•••••••••••••••••••••••••• 


كانوا يجلسوا مساءًا على الشاطيء على شكل دائرة حول الأخشاب المُشتعلة بالنار فكانت "سارة" جالسة بأحضان حبيبها مُتشبثة بذراعه بينما "مليكة" جالسة واضعة يديها على ركبتيها وتأكل الفاكهة وبجوارها "زين" يراقبها بنظراته مُبتسمًا عليها فى حين "مروان" يقف فى الجوار يشوى اللحم على الفحم بصحبتها وهى تقطع السلطة معاه ..


هتفت "مليكة" بإحراج من نظراته المُسلطة عليها قائلة :-

- أنت هتفضل تبصلى كتير 


تبسم عليها ثم همس بأذنيها :-

- بألف هنا ياحبيبتى 


شهقت بقوة وهى تزدرد لقمتها فضربها بقبضته على ظهرها وقال :-

- هتموتى ولا أيه ،، أستنى لما نتجوز طيب 


أبعدت يده بعيدًا عنها وهى تقول بأغتياظ منه :-

- حبيبتك منين ؟؟ حبك برص كمان 

كمان عاوزنى أموت يامفترى 


أبتسم عليها وقال بهيام :-

- أنا بعد الشر عنك ياحبيبتى أنا عاوزنا نتجوز والله 


نكزته فى معدته بساعدها وقالت بدلالية مُتحاشية النظر له وتلك البسمة لم تفارق شفتيها :-

- بعينك يازين أنى أتجوزك 


- يالهوى على زين من الشفتين دول 

قالها بحب فتبسمت عليه أكثر ليبتسم هو الآخر شاعرًا بأن هنام أمل بأن ترضي تلك الحبيبة عنه وتقبل بحبه مع الأيام .. 


أقترب منها من الخلف بينما هى تأكل من اللحم الذي أعده فتبسمت عليه بدلالية وقالت :-

- مروان ..


- قلب وروح مروان من جوا 

قالها بهيام ناظرًا لعيناها بينما لا يفصل بينهما سوا سنتيمترات قليلة ،، وضعت يديها فوق صدره وقالت بعفوية مُستمعة لصوت قلبها :-

- تيجى نتجوز هنا ؟؟ 


ترك ما بيده وحدق بيها بجدية ثم أخذ يدها بين كفيه وسألها :-

- متأكدة أنك عاوزنى أعمل كدة ؟؟ أنا عن نفسي معنديش مانع وممكن أعمل كدة من غير خوف ولا تردد ،، بس أنتِ عاوزة دا بجد 


خفضت رأسها بيأس ثم حدقت بأختها وقالت بأستياء :-

- أنا عاوزة أتجوزك فعلاً بس بموافقة مامى ،، عاوزة أكون عروسة مبسوطة زى سارة كدة بص عليها فرحانة أزاى عشان مع الإنسان اللى بتحبه وهتجوزه 


نظر نحو أختها بعجز عن تحقيق أمنيتها بوجوده بجوارها هكذا ،، أستدارت له بحزن وعينين دامعتين تستكمل حديثها :-

- عاوزة ألبس فستانى الأبيض لك وأكون مبسوطة مش ألبسه مجبورة ومكسورة 


وضع يديه بجوار عنقها وقال بحنان ليطمئنها قبل أن تتساقط دموعها :-

- أوعدك أعمل كل اللى أقدر عليه عشان أكسب محبة عمتى وتغير رأيها قبل ما الموضوع يدخل فى الجد وتكونى مراته وقتها محدش هيقدر يأخدك منه ،، أوعدك أعمل المستحيل عشانك وعشان تكونى معايا 


تبسمت بسعادة تغمر قلبها وهو يوعدها بأنها ستكون له وأدخل بهذا الوعد الأمان والطمأنينة على قلبها فهمهمت بعفوية :-

- بجد يا حبيبي 


تفحص عيناها بخفوت ونظرتها الصادقة المليئة بهذا الحب الذي أوقعهما فى شباكه من أول نظرة ليصبحا الأثنين عاشقان يرغبان بأعلان الحرب للحصول على هذا الحب ،، وضع قبلة على جبينها بلطف ثم أبتعد عنها ليعود لتعويذة عيناها مُتمتمًا :- 

- بجد يا روح قلب حبيبك دا وعد ووعد الحر دين ،، نخلص بقي الأكل عشان هيجوا يضربونا 


- ok 

قالتها بدلالية عاذبة ، جهزوا الطعام وذهبوا .. جلسوا معًا يتعشوا ثم ذهبوا يركضوا معًا وكل منهما تغمره سعادة بسبب وجود نصه الآخر بجواره فى هذه اللحظة .. حتى تعبوا من اللهو معًا وجلسوا على الرمال بينما ذهب "سليم" بصحبة "سارة" وحدهما 

أستيقظ "مروان" صباحًا على صوت هاتفه ، فتح عيناه ووجدها نائمة بجواره ورأسها على صدره وهو يطوقها بذراعه نائمان على الرمال ،، أخرج هاتفه برفق من جيبه ليرى اسم "عاصم" على الشاشة فأجاب عليه :-

- أيوه ياعاصم 


- مروان باشا ممكن ترجع بسرعة حصل كارثة وهات باشمهندس زين معاك 

قالها بجدية بينما يقف وسط المؤظفين،، أعتدل فى جلسته يسأله مُستفهمًا :-

- حصل أيه ياعاصم فهمنى طيب 


- الرسومات اللى قدمها باشمهندس زين للمشروع قدمتها الشركة المنافسة نفسها وياريت تجيب معاك باشمهندسة مليكة لأن الرسومات مسروقة 

قالها بلهجة غليظة ،، وقف من مكانه بفزع وصدمة ألجمته صارخًا بالهاتف :-

- أنت أتجننت يا عاصم أزاى دا حصل ،، أقفل اقفل أنا ساعتين بالكتير وأكون عندك 


أستيقظت على صوت صراخه تفرك بأناملها بعيناها ،، ولج إلى الشاليه مُنفعلاً ويحاول أن يسيطر على أعصابه قدر الأمكان .. 


••••••••••••••••••••••


فـى شـــركـة الفــــارس للسيــــاحـة 


كان "فارس" يتحدث بالهاتف مُبتسمًا بأنتصار وقال :- 

- ولا يهمك يا باشا إحنا نخدمك بعيننا والله ... لا متقلقش ... مروان هيطلع يطلع وينزل على مفيش .. هههههه إحنا فى الخدمة دايما يا باشا .. تحت أمرك مع ألف سلامة .. فى رعاية الله 


أغلق الهاتف بعد أنهاء محادثته ثم قال بلهجة وليجة :-

- مع ألف سلامة .. بكرة تندم بدل الدموع دم يا مروان 


وضع الهاتف على سطح المكتب وفتح أحد الادراج يخرج منه ملف وفتحه ناظرًا لما بداخله بخُبث شديد .. 


••••••••••••••••••••• 


صاح بالجميع وهو يقف بمنتصف مكتبه فى حين يقذف بوجههم صور التصميمات صارخًا :-

- حصل أزاى دا ؟؟ حد يفهمنى ؟؟ التصميمات دى خرجت من مكتبك أزاى يا باشمهندس ممكن تفهمنى ووصلت أزاى لشركة المنافسة 


حدق بأخته و"زين" مُشتاطًا غضبًا فأجابه "زين" بثقة :-

- معرفش يا مروان 


صرخ به بأغتياظ قائلاً :-

- مروان بيه ياباشمهندس 


زاد صراخه من توتر أخته وربكتها فبدأت ترتجف خوفًا من صرامته وقسوته ثم تمتمت بلهجة واهنة :-

- والله يا مروان مخرجتش حاجة والتصميمات كانت فى درج المكتب 

- أطلعوا برا وبكرة الصبح عندك حل من الأتنين يا تعرف التصميمات خرجت أزاى وتقدملى أستقالتك مع الخاين ياما بكرة الصبح يكون على مكتبي تصميم جديد بجودة أعلى تفوق التصميم اللى أتسرق 

قالها بصراخ وهو يجلس على مكتبه فأخذها وخرج من المكتب يربت على كتفها يطمئنها بعد أن جهشت فى البكاء ،، ظلت طيلة اليوم معه بالمكتب تساعده بتصميم جديد ولم يشك لحظة واحدة بها أو أنها سبب فيما حدث ،، رحل جميع المؤظفين فى وقت الرحيل بينما ظلوا الأثنين ،، خرجت من المكتب لتعد له بعض القهوة فسمعت صوت بمكتب السكرتير .. أقتربت نحو الباب بخفوت شديد حتى سمعته يتحدث بالهاتف :-

- ولا يهمك يا باشا .. لالا مروان مش هيشك فى حاجة ...


قطع حديثه حين فتحت الباب بقوة ونظرات الشر يتطاير من عيناها وقالت بحزم :-

- أنت بقي اللى عملتها مش كدة ؟؟ 


نظر لها بأرتباك وقال :- 

- أنسة مليكة أيه اللى بتقولى دا ؟؟ أنتِ بتتكلمى على أيه .. أكيد فاهمة غلط 


ولجت إلى الداخل تصرخ به بأنفعال :- 

- لا أنا فاهمة صح وأنت عارف أنا بتكلم عن أيه كويس أوى ،، أنت اللى سرقت التصاميم 


- لا طبعا مش أنا دى تخاريف 

قالها بأنفعال فرفعت حاجبها إليه وقالت :- 

- إحنا نروح لمروان ونقوله ونشوف دى تخاريف ولا لا 


أستدارت لكى تخرج فأسرع خلفها يمسكها من معصمها يمنعها من الخروج فكادت أن تصرخ بوجهه تثير غضبه أكثر وهو يضغط على معصمها بقوة لكنه منعها من الصراخ حين وضع يديه على فمها بقوة لتسير القشعريرة بجسدها ،، فهى تعانى من سوء التنفس بسبب يده فكادت أنفاسها تنقطع فحاولت الفرار من قبضته لتلتقط الهواء ،، فتح الباب فجأة وصدم حين وجد "زين" بينما أتسعت عيناه بعصبية حين رأه بالقرب منها هكذا ويحاول كتم أنفاسها فأبتعد عنها بسرعة فسقطت أرضًا واضعة يدها على عنقها تحاول إلتقط أنفاسها بصعوبة وهى تلهث بتعب بعد أن أحمر وجهها من الأختناق ،، هرع نحوه يلكم على وجهه كالمجنون مرة متتالية قوية حتى نزفت أنفه من قوة لكماته ثم دلف بعض من الأمن وأخذه إلى المخزن فأسرع نحوها بخوف عليها وجلس بجوارها يربت على كتفها بلطف ويقول :-

- أنتِ كويسة .. مش كنتى تنادي عليا 


جهشت فى البكاء وهى تلهث بأسمه بضعف :-

- زين ... 


دفنت رأسها بين ذراعيه بخوف لاهثة بتعب فأربت عليها بحنان يطوقها بذراعيه ثم أخذها إلى سيارته ليعود بها إلى القصر وظلت مُنكمشة فى ذاتها حتى أوقف سيارته أمام باب القصر وكادت أن تترجل منها لكن أستوقفها بيده حين مسك معصمها برفق فنظرت له بصمت يسود كيانها ولم تتفوه بكلمة واحدة فعزم هو على بدأ الحديث هاتفًا :-

- مفيش داعى تحكى لمروان على اللى حصل مادام أنتِ بخير ،، مش أنتِ بخير ؟؟ 


أومأت له بنعم وقالت بنبرة صوت مُرتجفة تدل على خوفها :-

- اه الحمد لله ،، بس مروان لازم يعرف اللى الحيوان دا عمله 


أبتسم لها بخفة وقال بعفوية عازمًا على أزالة الخوف من كيانها :-

- ما خلاص ما أنا شلفطلك الواد .. عاوزة أيه تانى أروح أموته 


صاحت بوجهه بأغتياظ قائلة :-

- دا حيوان وحاول ... أنا لازم أخلى مروان يرفده


غمز لها بعيناه وقال بغزل :-

- ما خلاص ياست مليكة مانا كنت معاكِ وجبتلك حقك الله 


هدأت قليلًا ثم هتفت بنبرة هادئة خاجلة منه :-

- شكرًا يا زين أنك جيت فى الوقت المناسب وشكرًا عشان شلفطته عشانى وشكرًا على كل حاجة عملتها عشانى وأنا بعاملك وحش وبصدك على طول 


أتسعت عيناه بذهول من حديثها وحدق بها وهى تحدثه وتتحاشي النظر لعيناه بخجل بينما توردت وجنتيها فوضع يده أسفل رأسها رافعها للأعلى قليلًا لتتقابل عيناهما معًا فى نظرة هائمة وقال بلهجة دافئة تلمس أوتارها الحساسة :-

- مليكة أنا مقصدتش اللى قولته أنتِ عارفة ومتأكدة أنى مش هخطب ولا هتجوز غيرك ، أنا عملت كدة عشان أستفزك فكرتك ممكن تغيري عليا أو تمنعنى بس كنت غبى لأنى عارف أنك مبتحبنيش فمستحيل تغيري عليا أو تحسي بيا ، بس صدقينى يا مليكة أنا ممكن أعمل أى حاجة عشانك وعشان أوصل لقلبك وتحبني ؛ أنتِ زى الحلم اللى طير فى السماء ونفسي أوصله ومش عارف .. وعمرى ما هقبل أن حد يلمسك أو يبصلك بصة متعجبكيش وأسكت ،، يا مليكة أنتِ أغلى حاجة وأحلى حاجة فى حياتى كلها لا أنتِ حياتى كلها بالفعل فمينفعش تشكرنى على أى حاجة أنا اللى المفروض أشكرك عشان موجودة فى حياتى وبشوفك كل يوم حتى لو مش طايقنى ....


زاد حديثه من ربكتها فأزدردت لعابها بتوتر بينما تستمع لحديثه عنها وشعرت بالقشعريرة تسير فى جسدها وحرارة الجو حتى بترت حديثه بسرعة تردف :-

- لالا مش حكاية مش بطيقك أنا بس بضايق من تصرفاتك لكن أنا بحـ.......


وضعت يدها على شفتيها بسرعة قبل أن تنطقها فحدق بها مذهولًا وقال بأمل وسعادة :-

- بحـ ... أيه ؟؟ كمليها يا مليكة وحياتى ....


- طب غمض عينك الأول 

قالتها بخجل منه فأستجاب لطلبها وأغمض عيناه يُلبي طلبها فأبتسمت بخُبث عليها وهربت خارج السياره

السيارة إلى القصر، فتح عيناه بسعادة عليها فحتى لو لم تنطقها فهى أعطته الأمل ...


•••••••••••••••••••••


كان بغرفة مكتبه شاردًا مغمض العينين مُنهكًا حتى شعر بيد صغيرة دافئة على وجنته ،،فتح عيناه ووجدها جالسة على الأرض بجواره بعيون قلقة عليه فهمهمت بنبرة هادئة :-

- أنت كويس 


حدق بها بصمت شديد وكأن يريد أخبارها بأن الجميع يرغبون بكسروه وهزيمته جميعهم يقاتلون ضدوه ويتأمرون مع أعداءه لتدميره لكنه فضل الصمت ،، وقفت من مكانها ثم جلست على قدميه وجذبت رأسه إلى صدرها تمسح بيدها على رأسه بحنان وتغمغمة قائلة :-

- كله هيكون بخير متقلقش ياحبيبى 


أبتعد عنها برفق يرمقها بنظره وقال بضعف :-

- قلقان ومش عارف الضربة الجاية هتكون من مين ولا هتصبنى فين 


تبسمت بوجهه وقالت :-

- هتكون قدها على فكرة .. I'm sure 


تأمل بسمتها التى تنير عتمته وكأنها تعطيه القوة ليكمل الطريق ويحارب الجميع لأجله هو فقط ولأجلها هى الآخرى ،، قرص وجنتها بلطف ثم قال :-

- شكرًا شكرًا جدًا 


ملت راسها يمينًا بدلالية لـ يميل شعرها البرتقالى معاها وقالت بأستفهام :-

- على أيه ؟؟ 


- على الضحكة الحلوة دى اللى بتقوينى 

قالها بهيام وهو يحيط خصرها بيديه فتبسمت له أبتسامة أقوى نابعة من القلب ، بعثر شعرها بيده باسمًا لها فأقتربت نحوه أكتر وهى تلف ذراعيها حول عنقه جالسة كما هى فوق قدميه وذهب نظرها يتجول بين عيناه وشفتيه وقبل أن تحصل على تلك القبلة فتح باب المكتب بقوة فنظر نحوه ووجد والدتها بوجه مُشتاط غضب .... 

الفصـــــل العــــاشــر ( 10 ) بعنـــــوان " حقــــائــــق " ••


صاحت بأغتياظ بلهجة قوية تناديها :-

- مـريـم 


وقفت بسرعة مُرتبكة من صوت والدتها ووقف هو الآخر ناظرًا عليها بصمت وهى تقترب نحوهم كالعاصفة المُميتة ،، نظرت له بخوف فأغمض عيناه لها يطمئنها ثم نظر نحو "فريدة" حين وصلت أمامهما ولم تتفوه بكلمة واحدة فقط أخذتها من ذراعها بأنفعال وخرجت تسحبها خلفها ، أسرع خلفها حتى حدقت به بنظرة مُخيفة تمنعه من الأقتراب أو اللحق بهما ثم صعدت للأعلى بطفلتها ، نظر حوله بضيق خوفًا على معشوقته الصغيرة من شر والدتها التى يكاد يقتلها فى تلك اللحظة .. 


ولجت بها الغرفة تدفعها للداخل بقوة وكادت "مريم" أن تسقط من دفعتها لكن أصطدم جسدها الضئيل بالمقعد فتشبثت به قبل أن تسقط وتتأذي ثم أعتدلت فى وقفتها مُستديرة لوالدتها تردف بلهجة واهنة :-

- مامى .. أنا بحب مروان ومش هتجوز غيره وحضرتك عارفة كدة كويس فحاولى تتقبلى مروان أم تحاولى تستعدى لخسارتى أنا 


صدمت بصفعة قوية على وجنتها من والدتها تركت أثر اصابعها على وجنتها التى توردت بلون دماءها من شدة الصفعة ، رفعت نظرها تحدق بها بألم وصدمة لترى "فريدة" جرح شفتها السفلى نتيجة أرتطامها بسنانها مع صفعتها ودماءها تسيل منها ورغم ذلك لم تحن على طفلتها ورمقتها بنظرة حادة وقالت :-

- إياك أشوفك مع مروان فى مكان واحدة مرة تانية ، والحب دا تنسياه وتتعدلى مع خطيبك وتعامليه كويس ويا ام كدة يا ام تنسي أنى أمك وتشوفيلك أم تانية بقي 


تركتها وخرجت بسرعة البرق قبل أن تجادلها .. سقطت بجسدها أرضًا بضعف تجهش فى البكاء وهى حائرة بعد أن تركت "فريدة" لها القرار وحرية الأختيار بين حبيبها ووالدتها ،، ظلت تضرب بقبضتها على قلبها الذي عشق ذلك المروان من بين الجميع عدو والدتها رغم أنها تعلم بأنه لم يرتكب خطأ بحقها لكنها أتخذته عدو لها ...


•••••••••••••••••••••••••••••••••


فـى الصبـــاح 


خرجت "ليلى" من غرفتها مُستتدة للذهاب خارجًا وسمعت صوت بغرفة "مروة" فأتجهت نحو الباب بهدوء وقبل أن تسمع شيء فتح الباب وخرجت "ريما" من الغرفة ،، حدقت بها بأشمئزاز وقالت :-

- مش عيب عليكى تكونى ست كبيرة وتلمعى أوكر 


رفعت حاجبها لها بدهشة وقالت :-

- أيه اللى بتقوليه دا يا ريما ،، عيب كدة أنا فى مقام والدتك 


شهقت لها بسخرية وقالت :-

- والدتى ،، والدتى مين دى اللى بتشبيه نفسك بيها صحيح ست بجحة 


خرجت "مروة" من الغرفة وهكذا "مليكة" على صوت صراخ "ريما" فتسائلت "مروة" :- 

- هو فى أيه ؟؟ 


- تعالى شوفي يا ماما ست ليلى اللى عاملة فيها شيخة البيت والبركة وحلال وحرام هى وبنتها بتلمع أوكر وبتتصنط علينا 

قالتها بأستفزاز و نبرة صوت مُرتفعة فردت "مليكة" عليها وهى تمسك والدتها بحنان :-

- ما تحترمى نفسك يا ريما وتتكلمى بأدب مع ماما ،، وبلاش الشويتين البلدى دول أرتقي شوية وأنسي الشوارع اللى أتربيتى فيها 


ثارت براكين الغضب بداخلها واقتربت نحوها وهى ترفع يدها لتصفعها على وجهها لكن قطعت "مليكة" قبل أن تصفعها وقالت بتحدي :-

- مش معنى أنك أختى الكبيرة يبقي أسمحلك تمدى أيدك عليا ،، وتانى مرة لما تتكلمى مع والدتى تتكلمى بأدب وأحترام ويفضل يكون نظرك فى الأرض .. يللا يا ماما 


أخذت والدتها من يدها وذهبت إلى الأسفل معاها ،، كبت "ريما" غضبها بداخلها ثم نظرت لوالدتها وذهبت إلى غرفتها .. 


هتفت "مليكة" بهدوء قائلة :-

- أنا رايحة الشغل يا ماما ولو كلمتك كدة تانى وقفيها عند حدها عشان متزيدش فيها وتأخد على كدة ،، عن أذنك 


- أتفضلى يا حبيبتى ،، فـ رعاية الله 

قالتها بحب باسمة لها أبتسامة مصطنعة وهى تفكر فى تصرف "ريما" ولما أستخدمت الصراخ بدل من النقاش حتمًا كان يتحدثا بشيء لا يريدا أن يعرفه أحد .. 


*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.* 


فـى شــركـة الفـريـدة للحــراســات الأمنيـة ... 


دلفت "سارة" إلى مكتب والدتها بدون أذنها غاضبة وخلفها السكرتيرة تحاول منعها فأشارت "فريدة" لها بالرحيل بينما تحدق بأبنتها وتصرفها المستهتر ثم إلى "سليم" الجالس معاها على المكتب تحاول فهم تصرف حبيبته منه ،، وقف بأحراج وسألها مُستفهمًا :-

- فى أيه يا سارة ؟؟ أزاى تدخلى كدة ؟؟ 


وضعت لها ورقة على سطح المكتب بقوة وهى تقول :-

- ممكن أفهم أيه دا بالظبط ؟؟ 


إلتقطت "فريدة" الورقة بيدها لتقرأها وكان محتويها ( مامى أنا أسفة جدًا بس حضرتك تركتلى القرار والخيار بين قلبي وحضرتك من غير ما تفكري فيا ،، وأنا مقدرتش أختار حبيبى وأخسر والدتى ولا أختار والدتى وأخسر حبيبي فسـامحنى يا مامى أنا أخترت الهرب من الواقع ... مريم ) 


أتسعت عيناها بصدمة ثم رفعت نظرها لأبنتها تسألها بجدية :-

- أختك فين ؟ 


صرخت "سارة" بدون أحترام مُنفعلة على والدتها :-

- مريم مش موجودة فى القصر ولا هدومها وحاجاتها وتلفونها مقفول وموجودة معايا ،، ممكن أفهم قر

صرخت "سارة" بدون أحترام مُنفعلة على والدتها :-

- مريم مش موجودة فى القصر ولا هدومها وحاجاتها وتلفونها مقفول وموجودة معايا ،، ممكن أفهم قرار أيه اللى سيبتى ليها وحبيبها مين اللى خيرتيها بينم وبينه .. دا مروان صح 


وقفت بأنفعال من مقعدها وصرخت بها بدون أهتمام لهروب أبنتها أو قرارها :-

- أختك أخترت العداوة بينى وبينها ،، عرفيها لو مرجعتش أنا مش هرحم مروان بتاعها دا لأنه السبب فى خروج بنتى عن طوعى فاهمة .. 


حدقت "سارة" بوالدتها بذهول وقالت :-

- مامى بقولك مريم أختفت أو هربت وحضرتك بتكلمى عن مروان والعداوة ،، حضرتك مش هدورى عليها 


جلست على مقعدها وهى تباشر عملها فى بعض الأوراق بهدوء ثم أجابتها :-

- لا مش هدور عليها هى هترجع لوحدها ... 


نظرت "سارة" لها ثم لحبيبها وخرجت من المكتب بأغتياظ تكبت غضبها بداخلها .. 

ركض خلفها بقلق ووجدها تقف أمام المصعد فمسكها من معصمها يسألها :-

- أنتِ رايحة فين يا سارة ؟؟


نفضت ذراعها من قبضته وقالت بشراسة :-

- رايحة أدور على أختى اللى من الواضح أنها مبقتش مهم عندكم ،، روح شوف شغلك يا سليم باشا بس خد بالك أنت بدأت تكون شبه مامى والأنتقام عاميكم وهتيجى فى يوم وتلاقيك خسرتنى زى ما خسرت مريم أختك بس أنا مش أختك ولما تخسرنى مش هتعرف ترجعنى 


دلفت إلى المصعد بنظرات تحدي سافر وقوة لم يراها بملامحها وكيانها الساذج من قبل ليعلم بأن لدى كل شخص القوة والبراءة معًا والوقت وحده من يختار متى تظهر البراءة ومتى تلمع القوة أعتقد للحظات بأن من يراها هى "مريم" الحقيقية قبل الحادثة بشخصيتها الباردة القوية وليست حبيبته المُدللة ،، أشاحت نظرها عنه بينما أغلق باب المصعد ...


*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.* 


فى شـــركـة أبــو الغيـــط


وقف من مكانه بصدمة نارية ألجمته وأوقفت قلبه عن النبض بينما أتسعت عيناه على مصراعيها وقال بدون تصديق :-

- أنت بتقول أيه ياعاصم ؟؟ 


أجابه "عاصم" بهدوء وهو يعيد جملته :-

- مريم أختفت 


ضرب سطح المكتب بقوة وهو يقول :-

- عملتها فريدة .. أنا خارج شوية ،، كمل الشغل وألغى أجتماع المهندسين .. 


- خارج أزاى مينفعش ،، فريدة هانم دلوقتى هتحط عينيها عليك هتفكر أنك تعرف مكان مريم وهتراقبك 

قالها "عاصم" وهو يمنعه من الخروج ولم يرعى أهتمام لحديثه وذهب ، خرج بخطوات سريعة من الشركة فوجد السائق بأنتظاره وفتح له الباب الخلفى أغلقه بقوة وأبعد السائق عن السيارة ثم ركب بمقعد السائق وأنطلق وحده بسرعة جنونية .... 


•••••••••••••••••••••••


كانت تحوم حول مكتبه ذهابًا وأيابًا صامتة وهو يباشر عمله حتى قطعها بأنفعال :-

- فى أيه يا مليكة مش عارف أركز خيلتينى ،، عاوزة تقولى أيه ؟؟ 


أجابته بتردد :-

- مش عاوزة أقول حاجة يا زين 


ليصدمها برده حين قال :-

- لا عاوزة تقولى هو أنا لسه بتعرف عليكى دا أنا حافظك أكتر من أسمى ،، فى أيه ؟؟ 


تبسمت على حديثه ثم جلست على المقعد أمام مكتبه وقالت بخوف :-

- إحنا مش هنقول لمروان على الحيوان دا واللى عمله 


ترك القلم من يده ووضع يده على الآخر فوق سطح المكتب ثم هتف بهدوء وعقلانية :-

- هقوله بس مش دلوقت ،، دلوقت هو معتقد أنى قولت لمروان وزمانه بيحاول بأى طريقة يتواصل مع اللى مشغله واللى قاله يعمل كدة وأنا عاوز اللى مشغله يغلط ويتحرك أى حركة عشان أعرفه 


تذمرت على حديثه هى تقف بأنفعال تردف :-

- أيوه يا زين بس دا كان هيموتنى أنا فى أيده 


وقف من مكانه يلتف حول المكتب بهدوء ليصل أمامها ووضع سباسبته أسفل رأسها وقال :-

- ألف بعد الشر عليكى يا ملوكتى ،، أنا أعرف بس مين اللى وراه وهجبلك حقك منه وعليه بوسة 


حدقت به ببراءة وقالت :-

- لما نشوف ياخويا مبأخدش منك غير كلام وبس 


غمز لها بعينه وقال يشاكسها ليطرد الخوف من تفكيرها :-

- طب بمناسبة البوسة مفيش حاجة كدة لزين حبيبك تصبره لحد الفرح 


صدم بها تضربه بقوة بكلتا قبضتها على صدره وتحولت ملامحها للشراسة تقول :-

- تصبر أيه ؟؟ وفرح مين ؟؟ وحبيب مين ؟؟ أنت الشغل الكتير طير عقلك 

وضع يديه على صدره بألم وصرخ بها مذهولاً :-

- أيه يابت الغل دا كله ،، هو أنا بقولك هتحرش بيكى دا جواز يخربيت أيدك 


أقتربت خطوة منه بدلالية وهى تضع يديها خلف ظهرها وتقول :-

- عاوز تجوزنى يا زين ؟؟ 


نظر لها بحب على دلالتها المُفرطة عليه فجأة وقال هامسًا لها :-

- دا حلم العمر يا قلب زين من جوا 


- بجد

قالتها بينما تضغط على قدمه بكعبها العالى ليصرخ بألم من قدمه فتضحك بأنتصار وهى تذهب إلى مكتبها ليقف يتألم من قدمه ويحدق بها نظرات شرانية ...


*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.* 


فى ڤيــــــلا فـــارس أبـــو الغيــــط 


دلفت "صفاء" إلى غرفة أبنتها وصعقت حين وجدتها جالسة مع أثنين من أصدقاءها وتشم البودرة والخمر على الطاولة أمامها والغرفة يملؤها دخان السجائر فصاحت بها بأقتضاب :-

- نيڤين أنتِ بتعملى أيه ؟؟ أيه القرف دا 


لم تجيب عليها وأشعلت سيجارتها بملل لتثير غضب والدتها أكثر وتطرد أصدقاءها لتصرخ "نيڤين" بها :-

- أيه اللى بتعملى دا ؟؟ مين سمحلك تطردى صحابي كدة .. 


أتسعت عين "صفاء" بذهول وقالت :-

- أنتِ بتكلمنى أنا كدة ؟؟ فوقى من القرف دا ليه بتعملى فنفسك كدة ؟؟ أنتِ بتدمرى نفسك ياحبيبتى بالقرف اللى بتشميه دا 


ضحكت عليها ساخرة وقالت :-

- بعمل كدة ليه وبضيع نفسي ؟؟ واحدة بنت حرامى وقاتلة هتطلع أيه شيخة ومبتقومش من على سجادة الصلاة مثلاً


ذهلت من حديثها وتمسكها من ذراعها بصدمة تسألها :-

- أيه اللى بتقوليه دا ؟؟ 


تقدمت منها بثقة وقالت بتحدي :-

- لتكونى فاكرة يا صفاء هانم أنى مش عارفة أنك السبب فـ الحادثة اللى حصلت لمروان وعمته وأنتِ اللى دبرتى لقتلهم عشان ورثوا وأنتوا مأخدتوش حاجة 


نزلت على وجنتها صفعة قوية من والدتها لتعيدها لوعيها الكامل ،، ضحكت لها بتحدي أكبر وقال بأستفزاز :-

- لا مادام هتضربي بقي فخدى الكبيرة كمان ،، أنا روحت لمروان وقولته أنك القاتل اللى بيدور عليه وبالمرة أديته تسجيل صوت ليكى بالأتفاق مع اللى نفذوا .. يعنى مروان معاه دليل وممكن يسجنك فى أى لحظة وبصراحة أنا مستغربة الغبي دا مبلغش ليه عنك لحد دلوقتى ،، بس متخافيش نسخة عمته فريدة لسه مبعتهاش ،، يلا أضربي بضمير بقي على الخد التانى عشان ميزعلش 


جذبتها من شعرها بقوة وهى فى صدمة ألجمتها وشلت تفكيرها وتصرخ بها :-

- بيعتى أمك لابن عمك يا نيڤين .. عاوزهم يدخلونى السجن ،، ما تنطقي .. طب وحياتك عندى لأخليك تعيشي فى سجن مدى الحياة ونور الشمس مش هتشوفيه 


دفعتها "نيڤين" بقوة وفرت هاربة من الغرفة لتركض خلفها بخوف من أن تذهب لـ "مروان" أو "فريدة" ولم تلحقها فكانت كاليمامة التى فتح لها القفص لتنال حريتها .. 

خرجت ركضًا من الڤيلا لتصطدمها سيارة وتسقط أرضًا والدماء تسيل من جسدها لينتفض صدرها خوفها ،، ينزل صاحب السيارة لم تستطيع التعرف على ملامحه بعد أن تشوشت رؤيتها فهتفت بتلثعم شديد :-

- مـ ــا مــ ــا ......


ثم أغمضت عيناها مُستسلمة لمصيرها والذهاب للموت ........


*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*


فى عمـــارة الشيـــخ زايــــد 


دق باب الشقة بهدوء ولم تفتح له ،، أخرج مفتاحه الخاص وفتح الباب ثم ولج إلى الداخل يبحث عنها حتى وصل إلى غرفة النوم ووجدها على الفراش نائمة كملاك صغير يزين فراشه الكبير فأقترب بهدوء حتى لا يقظها وجلس على حافة الفراش بأرتياح وبدأت أنفاسه تنتظم بعد رؤيتها وتعود لمعدلها الطبيعي .. مدد جسده على الفراش بجوارها وهو يداعب أنفها بسبابته لتتذمر عليه بحركة رأسها يمينًا ويسارًا ،، أبتسم بعفوية عليها ثم غلغل أصابعه بين خصلات شعرها الناعمة وقال هامسًا لها :-

- مـ ــريــ ــم ، حبيبتى أنا جيت ؟؟ 


أستدارت له بلتقائية تدفن رأسها بصدره وتحيط خصره بذراعها مُتمتمة له :-

- مـروان أتأخرت ليه ياحبيبى ؟؟ 

- كان لازم أتاكد أن محدش ورايا ،، أتصلت على تليفون البيت مردتيش عليا وقعتى قلبي وخضتينى عليكى فكرتك هربتى بجد وسبتنى 

قالها وهو يلهو بخصلات شعرها بينما يطوقها بذراعه الآخر ،، رفعت رأسها له وقالت بحنان :-

- أنا لو هربت من العالم كله مش ههرب منك يا مروان ؛ أنا لما أهرب من العالم كله هستخبي فيك أنت وتكون وطنى الوحيد ، بس أنا تعبت من كتر التمثيل عليهم تعبت من تقمص شخصية البراءة وهى مش شبهى ، هنفضل لحد أمتى نمثل عليهم وأنا فى نظرهم فاقدة الذاكرة ببقي عاوزة أصرخ فى وش مامى وأقولها أنا عارفة أنتِ عاوزة أيه وبتعملى أيه ومروان مالهوش ذنب فى اللى حصل زمان ..


وضع قبلة على جبينها بحنان وقال :-

- أستحملى ياحبيبتى ، قريب أوى كل حاجة هترجع لمجراها الطبيعى وخلاص أنا عارف أنا هعمل أيه ؟؟ 


سألته بجدية :-

- هتبلغ على صفاء ؟؟


تنهد بتردد وقال :-

- لو بلغت عنها دلوقتى يبقي هكسر قلب زين ومليكة وهما لسه فى بداية الطريق وهكتب عليهم يعيشوا اللى إحنا عايشينه دا ولو قبلوا دا زينا وأستمروا فى الحب دا يبقي هيتجوزوا فى السر برضو 


- بس إحنا مش متجوزين فى السر ،، مروان أنا مراتك على سَنة الله ورسوله 

قالتها وهى تعتدل فى جلستها بهدوء فجلس هو الآخر يحدق بها ثم وضع خصلات شعرها خلف أذنها ويقول :-

- بس مش قادر أقول للناس دى مراتى اللى بحبها ،، ومضطر أعيش مع مراتى فى بيت واحد وإحنا بنمثل قدام الكل أننا أعداء رغم أننا بنحب بعض ،، مراتى يا مريم ومش قادر أصرخ للكون كله أنى بحبك وجوزك 


عانقته بحنان وهى تغلغل أصابعها الصغيرة بين خصلات شعره الخلفية ليربت على ظهرها بحنان هامسًا لها بنبرة دافئة :-

- بحبك يامريم بحبك أووى ......



بداية الروايه من هنا



روايات كامله وحصريه من هنا




تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close