expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الأربعون حصريه وجديده

 رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الأربعون حصريه وجديده 

رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الأربعون حصريه وجديده 

الفصل الواحد والثلاثين
****************

قبله أودعها على جبينها ودفئ سكنها به بين احضانه فأغمرها بمشاعر حلمت بها يوماً... وضعها على الفراش وقد ذابت خجلاً من فعلته لينظر إليها بأبتسامه جعلتها تأخذها لطريق سقوط قلبها 
- مش ديه من طقوس الفرح
قالها ضاحكاً غامزاً إليها لتتورد وجنتاها بحمرة الخجل.. طرقت عيناها نحو يداها المتشابكه
ليرمقها بمشاعر جديده عليه لكن عقله كان ېصرخ به يخبره ان ما يفعله معها تلك الليله ماهو الا واجب عليه يُقدمه لها وليس حب كما يظن ذلك الذي يخفق داخله بتراقص
مشاعر كڈب به على نفسه واكمل دور الزوج العطوف ولكن هي كأي أنثى تراه حبً... ترى انها وجدت سعادتها
خرج من شروده يزفر أنفاسه ببطئ جليّ كي ينفض الصراع الذي داخله
- مش هتقومي تغيري فستانك
طالعته بتوتر تومئ له برأسها ودقات قلبها تتسارع خجلاً
استمتع بخجلها بمتعه رغم زواجه الأول الا انه لم يُجرب ذلك من قبل... زيجته من سوسن بنية على الود والاحترام حتى حينا طالبته بحقوقها كان يُعاملها وكأنها امرأته وابنته يُنسيها فارق العمر بينهم مُقتنعاً ان حياته سيُكملها معها ولكن مۏتها غير كل شئ وكان قدره تلك التي تجلس أمامه تقبض على فستانها وتهرب من مُطالعته
[[system-code:ad:autoads]]كسر الصمت الذي بينهم مُتنحنحاً
- هغير هدومي في الاوضه التانيه.. تكوني انتي كمان غيرتي عشان نصلي
اماءت له برأسها مجدداً فأبتسم
- شكلي مش هسمع ليكي صوت النهارده خالص يا ياقوت
ثم اردف مازحاً قبل أن يعطيها ظهره ويخرج
- اتمنى تفضلي كده
تركها وأغلق باب الغرفه خلفه كي يعطيها حريتها.. ليقف أمام الغرفه مُحدقاً ب باب الغرفه المغلق
- هعملك بما يرضي الله يا ياقوت.. لكن حب القلب مش هقدر ادهولك
..........................
نهضت من فوق الفراش تلتقط أنفاسها ورفعت كفيها تتحسس وجنتيها ثم اتجهت نحو المرآه تُطالع هيئتها
- انا مالي ضايعه كده... انا حاسه نفسي اني في حلم
وتنهدت وهي تستنشق رائحة عطره التي ملئت الغرفه وعُلقت في يداها
- بس حلم جميل زي ما كنت بحلم
وطالعت الغرفه الواسعه والفراش الواسع
- اخيرا بقى عندي بيت اعيش فيه من غير ما احس ان محدش عايزني
وسقطت دموعها وهي تتذكر مُعامله زوجة ابيها لها ودعائها عليها الا تفرح وترى السعاده
- اوعدك يارب هحافظ على حياتي ومش هعمل زي بابا وماما.. ولا هظلم ولادي زي ما اتظلمت
هتفت بعهودها التي كانت تُتمتم بها في سجودها تدعو الله ان يبعث لها زوجاً يعوضها عما فقدته
[[system-code:ad:autoads]]ابتسمت وهي تتذكر الدعوه التي دعتها عندما كان يُعاملها حمزه بكره لا تعرف سببه.. تمنت ان يلين الله قلبه ليكون في النهايه هو الزوج الذي انتظرته طويلاً بعد أن ذاقت من الحياه مرارتها مُتحمله راضيه شاكره
اتجهت نحو باب الغرفه تغلقه جيداً لتأخذ حريتها في تبديل ثوبها الذي فور ان حررت جسدها منه رفعته صوب عيناها تنظر اليه
- اتمنيت ألبسك ولبستك
انهت ماعليها فعله بعد وقتً.. وسارت بخطي خفيفه نحو باب الغرفه تسترقي السمع لكنها لم تسمع شئ
لتفتح باب الغرفه بخفه ومن فتحه صغيره طالعت ما أمامها فلم تجده
أعطاها الحريه كامله حتى تستعد براحه... تأكدت من أحكام حجابها فوق خصلاتها وهندام جلباب الصلاه
لتخرج من الغرفه تبحث عنه.. كنت تدور برأسها يميناً ويساراً ولم تنتبه لخروجه من غرفة المكتب التي خصصها هنا
شهقت بفزع وهي تصطدم به.. ليضحك على منظرها الظريف
- بتتسحبي ليه
اطرقت عيناها خجلا
- بدور عليك
ضحك وهو يضم وجهها ويرفع رأسها نحوه
- اتعودي تبصيلي يا ياقوت.. مش هينفع كده
لطافته وحنانه كل هذا اذابها معه تلك الليله.. خطوه خطوه أصبح يخطوها معها كي تعتاد عليه دون حرج
وكل هذا يضعه تحت بنود ان هذا هو المطلوب منه فهذه حقوقها قبل أن يعود لاطار حياته العمليه وواجبه العائلي
مجرد عسل يغدقه بكثره فعسله لن يظل بكثرته وماعليها الا التقابل والرضى
قانون العقل يقوده تخطيطاً اما القلب كان عطشاً فحرر نفسه من حصونه مخبراً حاله انه سينعم هذه الليله والليله التي تليها ثم سيعود لغلق بوابته عليه ويعود لظلامه ولم يكن يعلم انه لن يعود مسجنه وظلامه كما كان فمن ذاق العسل اراده دوماً
تخضبت وجنتاها بخجل وقد تعلقت عيناها به
- مش عارفه... انا عايزه ابله ناديه 
اتسعت عيناه وهي تُطالبه بشقيقته فأنفرجت شفتاه بضحكه صاخبه 
- عايزه ناديه يا ياقوت في ليله فرحنا
حركت رأسها له فهى بالفعل أحبت ناديه واعتبرتها شقيقه كبري تمدها بنصائحها فلم تقدم لها والدتها ولا زوجه ابيها نصائح لتلك الحياه الجديده عليها ولم تقم بذلك الدور الا ناديه التي اعطتها من خبرتها بتعقل بعيداً عن چنونها ومكرها فمكر النساء لا يُعلم إنما يُستكشف 
- ايه رأيك نصلي الأول وبعدين نتعشا ونشوف موضوع ناديه بعدين.. لأن شكلي بتجوز لأول مره 
ابتسمت على عبارته.. فأبتسم هو الآخر 
- يلا يابنت الناس عشان انا بنام بدري 
أنهوا صلاتهم ومجرد ان أنهى دعاء تلك الليله وجدها تبكي 
فسألها بلهفه وقلق 
- ياقوت في ايه 
لم تعرف ما تخبره به.. اتخبره انها تخشي فشل زواجهم وتعود لما كانت عليه... اتخبره انها تُريد حنانه ولطفه معها دوماً والا يحرمها منه 
ارتجفت شفتيها وكلما أرادت البوح له صمتت.. مسح دموعها برفق
- ياقوت انتي مش مبسوطه
رمقته خلسه ثم اطرقت عيناها وافصحت اخيراً بما يعتريها
- في الأول مكنتش مبسوطه لأني خفت منك وقولت ده طردني من شغلي من غير ما يسمعني لما هتجوزه هيعمل ايه فيا 
تأملها في صمت وترك أذنيه تسمعها بأهتمام
- بعدين سمعت كلام من عم مهاب وابله سلوى عنك كتير حبك لعيلتك ودعمك ليهم ومواقفك معاهم والاهم معاملتك لولاد مراتك وحبك ليهم وعمرك ما حسستهم انك زوج ام مع انها ماټت 
رفعت عيناه نحوه تُطالع ملامحه الرجوليه عن قرب 
- انا جربت معامله مرات الأب وجوز الأم.. شعور صعب اوي لما متكنش فرد مرغوب في لا هنا ولا هنا وكأنك على الهامش.. انا مش عايزه حياتي تكون كده 
ولم تشعر بحالها الا وهي تُلقي نفسها بين ذراعيه ليضمها اليه بملامح جامده مُتخيلاً العڈاب الذي تلقته من معامله سيئه فهو لم يرتاح لزوجه ابيها 
- انسى يا ياقوت كل ده
وابعدها عنه ينظر إليها بحنان آسرها 
- حياتي مش ملكي لوحدي يا ياقوت.. ومش هكون زوج كامل ليكي وعلطول معاكي لان عندي مسئوليات وبيت تاني مقدرش اتخلى عنه 
اماءت برأسها متفهمه الوضع ولم تُفكر انها في النهايه بشړ وسيأتي يوماً ولن تتحمل ان تكون في هامش حياته ومجرد ساعات ليل يقضيها معها 
تنهد بأرتياح وكأنه هكذا أراح ضميره وفي وسط مشاعرهم الهائجة كان يزيل حجابها عن رأسها يُغلل اصابعه في خصلات شعرها فهمس بقرب اذنها 
- شعرك جميل يا ياقوت 
اغمضت عيناها وهي تعلم أن شعرها جميلا كطولا واحمرار طفيف في خصلاته ولكن لم يكن فائق النعومه إنما نعومه متوسطه وقد اتت سماح بالمنتجات التي تعتني بالشعر وتجعله انسيابياً من احدي صديقاتها التي خدمتها في الأمر 
- بس انا شعري مش ناعم اوي.. ده معالج للشعر 
ابتعد عنها ليبتسم على برائتها 
- برضوه جميل يا ياقوت
زفرت أنفاسها من هول تلك المشاعر الجديده عليها... حفر تلك الليله داخلها وضاعت مع لمساته ولم تشعر الا وهو يضعها علي الفراش وقد جردها من جلباب الصلاه وظهر له ثوب نومها 
الذي جلبته لها ناديه مع بعض المنتقيات الأخرى من اثواب راقيه وجميله 
قادها قلبه اليها لتصبح تلك الليله امرأته وعالمه الخاص 
............................
ضحك شهاب على ندي التي وضعت الوساده فوق ساقيها وظلت تقضم اظافرها بضيق 
- مش كنتي راجعه تعبانه ومرهقه
واردف ساخراً وهو يرمقها 
- واه ياشهاب.. السفر مُتعب مع انها ساعه ونص من هنا للبلد بس اقول الجوازه مش على هواكي 
طالعته ندي بضيق ثم اشاحت عيناها عنه 
- انت ليه مش قادر تفهمني... اهي عيلتنا السعيده المترابطه هتضيع بسبب البنت ديه.. انا ست وعارفه وفاهمه الستات كويس
فأقترب منها يجلس على الفراش جانبها مُستنكراً حديثها ولكنه قرر ان يُسايرها حتى يفهم نظريتها في أمور النساء
- وفاهمه ايه يمكن انا مش بفهم 
رمقته وهي تعلم بأستهزاءه بها 
- يا شهاب حمزه جوزها وهيبقي من حقها وشويه شويه هتاخده مش هنشوفه وبعدين لو جابت طفل بسرعه كده خلاص 
تجمدت ملامحه وهو يسمعها ونهض من جانبها نافراً
- لدرجادي ياندي كرها لاخويا انه يعيش حياته ويبقى عنده طفل.. ليه عايزينه ليكوا انتوا وبس.. ياقوت بنت عاديه ومش من نوعيه الستات اللي انتي فكراهم... ده هي اللي هتتظلم معاه 
وأشار بيده محذراً قبل أن تهتف بكلمه أخرى 
- عارفه ياندي لو محترمتيش مرات اخويا ورجعتي لعقلك.. انا فعلا هفهم انك اتغيرتي للأسوء 
كاد ان يتحرك وبتركها فنهضت من فوق الفراش سريعا تركض اليه وتتعلق به بعد أن شعرت انها زادت الأمر بالفعل معه ومثلما هي حزينه على ذكرى شقيقته فحمزة أيضا شقيقه 
- شهاب انا اسفه... استحملني الفتره ديه معلش بس اوعدك اني هخفي مشاعري واتعود على الموضوع.. انت عارف اني كنت بستلطف ياقوت بس الموضوع ده قلب حاجات كتير جوايا 
لم يبدي اي ردت فعل بل اشاح وجهه بعيداً عنها لتشب علي أطراف اصابعها ثم لثمت خده 
- متزعلش بقى... بضايق لما بزعلك 
قطب حاجبيه عابساً 
- ما بين اوي ياندي انك بتزعلي على زعلي 
وضعت رأسها على صدره تضم نفسها اليه.. فحياته كانت جميله وفي تحسن ولكن منذ قرار حمزه بالزواج وتصريحه بالأمر والمشاكل ظهرت بحياتهم 
-  انا وعدتك هحاول اتعود
ورفعت عيناها نحوه تسأله 
- انت محضنتنيش ليه 
ضحك على عبارتها فضمھا بذراعيه 
- والله انتي مجنونه ياحببتي 
تعلقت عيناها له تتمنى ان تكون بالفعل حبيبته واحبها وليس ما يفعله معها تقديرا لما تفعله لا أكثر.. كان يُطالعها بحب حقيقي ولدته أيامهم معاً 
ومال نحوها يلثم عنقها هامساً
- لو مكنتش اتجوزتك كنت خسړت كتير 
................................... 
طالعها وهي نائمه براحه تضم الوساده إليها.. تغفو كل ليله لتتركه ېحترق بنيران قربها زفراً أنفاسه بقوه
- ياترى مين اللي خلاكي كده يامها... انا شاكك في سالم الكلب
أصبح يمقته ويمقت شقيقتها حينا يأتوا لزيارتها ولكنه رغماً عنه يتقبل الامر من أجلها
الحيره أصبحت تقتله منذ ليله زفافهم شعوره بالذنب لتركها جعله يتحمل وينتظر الي ان تُصارحه بما حدث بغيابه ولكنها لا تتحدث تبكي فقط كلما اقترب منها تشعل جنونه وغضبه ليرحل قبل أن يفقد صوابه
مدّ انامله يمسح على وجهها برفق هامساً بأسمها
- مها
ردد ندائه عليها فتأكد من تعمقها في النوم.. لزيل الوساده من بين ذراعيها وقربها من احضانه لينعم بها وهي نائمه.. قبلاته وملمس جسدها يسرقهم هكذا
شعر بلملمتها بين ذراعيه لتشد من احتضانه تظنه وسادتها مُتنهداً داخله
- الوضع ده مش لازم يستمر كتير
....................................
تسطح بجسده فوق فراشها الصغير بمنزل والديها.. لتدلف الغرفه بكأس الماء فطالعته بضيق بعدما اغلقت باب الغرفه خلفها
- على فكره ده سريري... وانا مش هنام على الأرض
رمقها مراد مبتسما بصفاقه
- هو احنا مش خلصنا من الحوار ده وقولنا هنعدي الليله ديه وكل واحد يتحمل التاني
زمت شفتيها بعبوس
- لا انا غيرت رأي... انا مبحبش انام جنب حد
رفق حاجبه مستهزءاً من عبارتها... فأبنت عمه الوديعه قد تحولت لقطه شرسه
- يبقى خلاص نامي على الأرض... أما أنا مش هنام 
هتف عبارته كي يستفزها... لتجز على أسنانها واقتربت من الفراش تجذب ذراعه كي تنهضه 
- قوم بقى بطل رخامه وبرود
ضحك على فعلتها لتتسع عيناه ذهولا عندما سقطت عليه دون قصد منها 
تلاقت عيناهم ومع كل نظره خاطفه كان يمر شريط تلك الليله التي جرحها فيها واخبرها انه لم يحبها وأنها اختيار ابيه 
اغمضت عيناها بقوه اما هو كان لأول مره يرى هناء الفتاه الجميله الناعمه وليست ابنه العم المرغم على زواجها واقتراح والده 
تحركت يداه كي تآسرها فوجدها تنفض نفسها سريعا بعيداً عنه تلتقط الوساده حتى تتسطح فوق الأرض 
نفورها أذى رجولته التي حطمت كبريائها...لينهض من فوق الفراش غاضباً
- نامي على السرير ياهناء.. مش لدرجادي انا معډوم الرجوله 
وألتقط منها الوساده.. لترمقه بصمت ومن دون كلمه اتجهت نحو الفراش تتسطح عليه تعطيه ظهرها تتمنى ان تمضي تلك الليله على خير
.............................. 
رمق سالم ماجدة النائمه طالعها بضيق وكأنه لا يطيقها جوارها نهض من جانبها متمتماً
- الواحد زهق.. اه لو البت مها مكنتش اتجوزت كنت استمتعت بحته الملهبيه 
عاد بنظراته نحوها باصقاً عليها لتلمع عيناه بخبث مُتذكراً اقتراح صديقه وما الاقتراح كان الا تبادل الزوجات 
ولمعرفته لرفض ماجده وان تجاوزاتهم قبل زواجهم ماكانت الا لهدف ان تُرضيه حتى يتزوجها 
أرادت الزواج فقط غافيه عن أخطائها ولم تدري انها وقعت في التهلكه 
.................................... 
فتح عيناه ليجدها بين ذراعيه نائمه بعمق ابتسم وهو يمسح على وجهها 
خفق قلبه بعطش إليها مال نحوها يُقبلها لكنه وقف عندما سار الماضي أمامه وحبه لصفا التي طعنته طعنت العمر 
نهض من جوارها ليتجه نحو المرحاض مُخاطباً حاله 
- اوعي ياحمزه تضعف تاني.. اوعي القلب يقودك... انت بتعامل ياقوت عطف 
ارتدي ملابسه بعجله هارباً من شعوره الجديد نحوها 
وبعد نصف ساعه كان يقف بسيارته في الصباح الباكر.. مازالت الشمس تبدء في سطوعها دون أن تسلط حرارتها وتنشر دفئها
زفر أنفاسه بقوه وطيفها وهي بين ذراعيه ورائحتها تتغلل في اعماقه... كانت كالبريئه وهو يُلقنها فنون الحب... بادلها مشاعر لم يكن يتخيل انها يوماً داخله وان الماضي قضى عليها
ولكن كانت تلك الليله هي الفاصله في كل شئ
تعالت اصوت أنفاسه من هياج مشاعره الهادره.. وابتسامه لاحت على شفتيه وهو يتذكر وجهها حين استيقظ وكانت غافيه على ذراعه تضم نفسها نحوه وانفاسها الدافئه تلفح عنقه
وقفت سياره ناديه جانب سيارته ثم ترجلت من سيارتها وأثار النوم في عينيها...اقتربت منه بقلق
- ايه اللي حصل.. في واحد يخرج من البيت يوم صباحيته
ووضعت يدها على فاها تكتم صوت شهقتها... فطيله طريق قدومها اليه وهي تفكر في الكثير من الأسباب التي جعلت شقيقها يُهاتفها في بدايه الصباح
- اوعي تقولي انك ندمان ياحمزه
تجمدت عيناه نحوها ورمقها ببطئ ثم اشاح عيناه بعيداً عنها كي يُعري نفسه من مشاعره دون أن ترى مايفيض من عينيه 
- كلامك صح ياناديه... اللعبه قلبت عليا.. حبيتها من غير ما احس
خرجت الحقيقه التي هرب منها صباحاً تنهد وهو يغمض عيناه 
- الماضي لسا جوايا... كسرت امي يوم ما اترفدت من شغلي ودموعي وانا بستلم قرار فصلي عن حلمي لسا محفور ياناديه 
جوازي من سوسن ونجاحي والسنين لسا ممحتش الماضي... انا ضعفت وسيبت قلبي يخرج من ضلمته
سقطت دموعها وهي تربت على ذراعه وتسمعه
- حب وعيش من تاني ياحمزه... صفا كانت درس وانتهي... متحرمش نفسك من الحياه ياقوت غير صفا... سيب نفسك وعيش 
ووقفت أمامه تعلق عيناها به.. لترى آلماً في عينيه أراد اخفاءه
- بقى حمزه الزهدي خاېف من نفسه والحب لدرجادي
زفر أنفاسه مُشيحاً عيناه بعيداً عنه 
- هو حمزه الزهدي ده مش انسان  
ضحكت وهي تمسح دموعها التي سقطت حزناً عليه 
- انسى الماضي وافتكر انه كانت محطه وصلتك للي انت في دلوقتي 
وكان كلامه مُقنعاً قضى على شيطانه وظلامه 
.................................... 
استيقظ فرات علي رنين هاتفه الذي اخذ يرن بألحاح...ألتقطه ينظر لرقم شقيقته 
- ايوه يافاديه 
تجمدت ملامحه وهو يسمع صوت بكائها 
- تاني موضوع عزيز والبنت ديه.. ما هي شغاله في المزرعه وبعيده عنه
واردف بسخط وهو يسمع شكواها 
- اقفلي يافاديه انا مش فايق على الصبح 
اتاها صوتها الباكي ورجائها 
- اسمها بقى علي لسانه وهو نايم يافرات... نفسي اموتها... خلصني منها 
ضاقت أنفاسه بمقت
- أنتي شيفاني قتال قټله ولا رئيس عصابه.. جوزك ده بقيت قرفان منه.. بدل ما يحافظ عليكم بيجري ورا الحريم 
عادت تتوسله الي ان تذكرت سفرته التي بعد أيام 
- خدها معاك الكويت تخدمك هناك وبعدين لما تنزل سيبها في بيتك واه كل ماتروح فرع شركتك تخدمك ونبقي خلصنا منها
ألتوت شفتيه ساخطاً فأردفت برجاء وأمل 
- ارجوك يافرات ابعدها عن مصر... وجودها في المزرعه مينفعش انا والولاد عزيز بنقضي الصيف فيها... مش عايزه اشوفها هناك خطافه الرجاله اللي كانت عايزه تضحك على جوزي
ولم يكن من فرات الا انه يسمعها جيداً مُفكراً تلك المره ومع إلحاح شقيقته التي لا ترى الا زوجها 
- اخر مره هحللك مشكله من النوع ده يافاديه... المره الجايه لو عينه زاغت هطلقك منه مفهوم 
وقبل ان ينتظر سماع ردها اغلق الهاتف... لينهض من فوق الفراش مُحركاً ساقه المُصابه بجهد 
..................................... 
فتحت ياقوت عيناها وهي تشعر بالسعاده تغمرها نظرت جانبه لتجد الفراش فارغ وليس بجانبها 
ألتقطت مئزرها لتنهض تبحث عنه ولكنها لم تجده 
- هو راح فين 
دارت بعينيها في ارجاء الشقه بحزن وخشية ان يكون عاد الي منزله الآخر وتركها وحيده 
وقف بسيارته أسفل البنايه ناظراً لباقة الازهار التي جلبها لها معه حتى يعتذر منها 
صدح رنين هاتفه قبل أن يترجل من سيارته لينظر الي رقم مريم مُتعحباً من اتصالها
- ايوه يامريم 
وجدها تبكي وتخبره ان لديها امتحان اليوم ولم تذاكر تلك الماده جيداً 
- ازاي عليكي امتحان ومذكرتيش... المدرسين اللي بيجوا البيت بيعملوا ايه 
انتحبت بقوه 
- محدش فيكم بقى فاكر حاجه عني.. كلكم نستوني حتى انت يابابا... انت كنت بتذاكرلي قبل كل امتحان انت كمان نستنى خلاص
انبته الصغيره بمهاره فجعلته يلوم حاله على نسيانه لموعد امتحاناتها 
تنهد وهو يسمعها 
- اجهزي عشان جاي اوصلك
اغلقت معه الهاتف لتصفق لنفسها بسعاده انه سيترك عروسه وسيأتي لاصطحابها لمدرستها وسيكون جانبها كالمعتاد 
وأنها مازالت ابنته حبيبته وأنها الأفضل وليست عروسه

يتبع بأذن الله 
**********

الفصل الثاني والثلاثين
*****************

جلست على الفراش بعد أن رتبته..زفرت أنفاسها التي خرجت مُثقله بآلام قلبها.. عدم وجوده جانبها صباحاً أصابها بالخيبه ظنت انها ستستيقظ على قبلاته فتخجل منه وتظل مغمضه العين ټدفن وجهها بين احضانه يسألها كيف تشعر ويمسح على وجهها مبتسماً ويخبرها بسعادته
احلام غرق بها القلب كما كان يرى في الحكايات ولكن الحكايه وقفت عند ان دمغها بأسمه قولا وفعلا 
تنهدت وهي ترفع يدها نحو عنقها  تمسح عليه تتذكر قبلاته الدافئه وحنانه
كانت في تضارب بين فرحتها ليلا وكسرتها صباحاً
توسطت الفراش مُتكوره على حالها تنتظر مجيئه ودموعها تسيل على وجنتيها
.....................................
وقف بسيارته أمام المدرسه ينظر إلى صغيرته بدعم وحنان
- حاولى تركزي ياحببتي ومتتوتريش... بنتي شاطره وذكيه انا عارف
ضمت مريم كفوفها ببعضهم تنظر نحوه بسعاده
- متقلقش يابابا.. هحل كويس 
ابتسم على سعادتها فهبطت من السياره ليودعها.. فوضعت قبله على كفها ترسلها اليه... ضحك وهو يُطالعها بأبوة حقيقيه.. فمريم لها جزء كبير يحتل قلبه لا يتحمل ان يصيبها شئ
تنهد وهو يتذكر باقه الازهار التي ألتقطتها الصغيره بعيناها عندما دلفت سيارته لتحملها بسعاده وتشكره عليها وقد ظنت انها لها كما نسي هو امرها
قاد سيارته نحو تلك التي تنتظره بقلب جريح لتركها من اول يوم.. أراد مهاتفتها ولكنه أدرك ان هاتفها كان بسيارته منذ ليله امس وقد انتهى شحنه
وصل اخيرا للشقه بلهفه كي يراها ليدلف الغرفه فوجدها نائمه وسط الفراش تضم الوساده إليها 
تنهد وهو يرى الغرفه المرتبه وملابسها التي ابدلتها فعلم انها استيقظت من قبل ولم تجده جانبها.. اقترب من الفراش يجلس جوارها
- ياقوت انتي صاحيه 
كانت تشعر بوجوده ولكن ظلت هكذا تُصارع المشاعر التي داخلها.. اتصرخ وتعاتب ام تصمت وألا تتحدث.. اعتصر قلبها الآلم وهي تجد حالها دوماً الطرف الذي يقبل ما يُقدم له حتى لو كان قليلاً دون تمرد 
تخيلت فشل حياتها كما اخبرتها زوجة ابيها والعودة إليها والي تسلطها وسمومها 
مال عليها يلثم خدها وقبل ان يعتدل في رقدته ويتركها في غفوتها فتحت عيناها تُطالعه بعتاب 
- انت جيت 
ابتسم وهو يمسح على وجهها
- صباح الخير 
ابتلعت ريقها وهي تُطالع ملامحه 
-  افتكرتك مشيت وسبتني 
اقترب منها اكثر حتى تلامست اجسادهم 
- مريم كان عندها امتحان واضطريت اوصلها... اتعودت اني ديما معاها في الأيام اللي زي ديه
تنهد وهو يتأمل ملامحها الحزينه 
- أنتي اكيد متفهمه الوضع 
انتظر ان تخبره ردها فصمتت وهي ترمقه وقبل ان تتحرك شفتاها وتسأله عن وضعها بحياته كان يميل نحوها ويعبث بيداه بخصلات شعرها 
- وحشتيني 
ولم تكن لكلمته الا معنى واحد فڠرقت معه في عالم المتعه ولم يكن الا رجلاً بارعاً يعرف كيف يجعلها تهوى الڠرق بين ذراعيه 
......................................
نظرت ندي لزميلتها بتعاطف اخبرتها عن فعله ابن عمها بشقيقتها وتركها قبل زفافهم بشهراً فأصبحت متحطمه منزويه على حالها 
-طب واختك هتفضل كده يا رهف... خليها تشوف حياتها تخرج او تشتغل المهم متفضلش حابسه نفسها 
تنهدت رهف وهي لا تعرف حلاً لانطواء شقيقتها في عالم واحد وهو الزواج فقط 
- مش عارفه ياندي اعمل معاها ايه.. سمر كان علاء كل حياتها وكل أحلامها الجواز والعش اللي هيبنوه سوا.. فجأة سبها وسافر يشوف حياته وشايف انها مش مناسبه ليه 
واردفت وهي تزفر أنفاسها 
- بقالها ست شهور على كده... وطبعا كلام الاهل والجيران مش بيرحم... اللي يقولك اكيد زعلانه عليه لان حصل بينهم حاجه وخاېفة واللي يقولك اكيد عرف عليها حاجه 
استمعت إليها ندي بأشفاق وهي تتخيل حالها مكانها.. أدارت الأمر برأسها لتهتف وهي تنظر لها 
- شهاب جوزي بيدور علي سكرتيره تكون جاده في شغلها.. ايه رأيك سمر تشتغل عنده وتسلي نفسها ومنه تنسى وتشوف حياتها 
تركت رهف كأس الشاي الذي ترتشف منه وحدقت بها دون تصديق 
- بجد ياندي.. انا مش عارفه اقولك ايه..انا كنت محرجه اطلب منك المساعده ديه بس حقيقي انتي ونعمه الأخت 
عانقتها ندي بمحبه ورغم مده صداقتهم القصيره الا انها اكنت لرهف مشاعر الصداقه الحقيقيه بعيدا عن زمالتهم بالعمل 
....................................
استيقظوا بعد عدة ساعات.. كانت تشعر بالجوع الشديد.. استيقظت قبله تنظر إلى ملامحه الرجوليه فأبتمست وهي تتمني ان يُحبها.. قررت أن تطبق نصائح عمتها رحمها الله التي اثمرت على زواجها ورغم عدم حب زوج عمتها لعمتها في بدايه زواجهم الا ان عمتها بحكمتها وحسن المعامله واللسان اكتسبت زوجها وصارت بعد ذلك كل شئ بحياته ولم يكن يرى غيرها 
عكس والدتها التي انفصلت عن والدها بسبب كثرة شكواها 
كانت محاطه بأفكار عده لا تعرف من اين تسير طريقها حتى تنجح حياتها... ارتدت ملابسها بعد ان اخذت حمامها الدافئ واراحت جسدها 
خرجت تضع المنشفه فوق رأسها تُجفف خصلات شعرها فوجدته ينهض من فوق الفراش مبتسما
- مصحتنيش ليه 
تمتمت بخجل وهي تجده على مقربه منها 
- انا لسا صاحيه من شويه 
ابتسم على ارتباكها من قربه
- اجهزي عشان نخرج نتغدا بره 
أجابت وهي تعترض على خروجهم 
- انا هحضر لينا اكل مش لازم نخرج.. انا بعرف اطبخ كويس
طالعها بمرح حتى يجعلها تعتاد عليه 
- أنتي مش عايزه ترتاحي يا ياقوت.. اي ست مكانك هتفرح 
واردف بمزاح
- أنتي زوجه موفره خالص 
ارتبكت من نظراته ومرحه الذي لم تعتاد عليه 
- انا ممكن اعمل حاجه خفيفه ناكلها ونقعد نتفرج على التلفزيون 
قالتها وهي تنتظر موافقته فأبتسم وهو يراها كيف تتحدث وتتحاشا النظر إليه
- خلاص اعملي اللي تحبيه وانا معاكي 
واقترب منها يرفع وجهها نحوه 
- بصيلي وانتي بتتكلمي يا ياقوت.. انا مش باكل بشړ 
وضحك وهو يجدها تهمس بخجل 
- مش عارفه ابص في عينك
ثبت وجهها نحوه يسألها 
- بصيلي واتكلمي... يلا 
جاهدت حالها وهي تهرب من النظر إليه
- هقول ايه
تمتم وهو يشبع عيناه من برأتها وخجلها الجميل 
- قولي اي حاجه..انا مستني اه 
خفق قلبها من اثر قربه ومُحاصرته لها.. لم تستطع فعل كلتا الأمرين.. فدفعته عنها ثم فرت من أمامه 
- هروح احضر لينا الغدا 
غادرت الغرفه ليلتف بجسده ضاحكاً على فعلتها
.................................
اختلس مراد النظر نحو هناء الجالسه جانبه بالسياره تلعب بهاتفها بحماس دون أن تعيره اي اهتمام.. فتح حوارات عده معها في طريق عودتهم للاسكندريه الا انها كانت تجيب على سؤاله فقط دون اضافه.. شعر بالمقت من ردودها الجافه وكأن الأدوار قد قُلبت..
قاد سيارته بشرود وهو يتذكر الرسائل التي بعثتها له شقيقته ولم تكن الرسائل الا عن زوجته 
لم يعلم لما ابتسم وهو يتذكر رقصها رغم أنها ليست بارعه ورقصها لم يكن الا ناتج عن فرحتها بزواج صديقتها ومع ذلك كانت فاتنه وجميله... شرد في ضحكتها ومرحها الذي اطفئه هو 
اختلس النظرات إليها مُجدداً ولا يعلم لما أصبحت تشغل حيز تفكيره بكثره
تمتم وهو يقف بسيارته جانب الطريق 
- هناء
هتفت دون أن تلتف اليه 
- نعم 
تنهد وهو يرى حماسها باللعبه التي تلعبها على هاتفها 
- تحبي اجيبلك ايه... زمانك جعتي 
نظرت الي المطعم الصغير الذي يقع على الطرف الآخر من الطريق ويُعد فيه اطعمه سريعه المأكل
- اي حاجه يامراد وهتلي بيبسي معاك وياريت اي نوع شيكولاته من السوبر ماركت اللي جانب المطعم 
زفر أنفاسه بضيق من معاملتها.. فحتى لم تكلف حالها وتُخاطبه وهي تنظر اليه
ترجل من سيارته وابتعد... لتترك الهاتف من يدها ونظرت اليه بأعين دامعه فلم تكن تحلم الا بحياه تحياها بجواره سعيده لو أخبرته عن أحلامها معه لخجل من حاله عما فعله بها دون رحمه 
- عشان تعرف ازاي الجفا بېقتل ياابن عمي.. ياريت تدوق من نفس الكاس اللي دوقتهوني 
.................................
تناول كأس الشاي من يدها وهو يُطالع احد الأفلام القديمه 
- تسلم ايدك 
ابتسمت بتوتر وهي تجلس على طرف الاريكه فرمقها بصمت دون تعليق
بدأت ترتشف من كأس الشاي خاصتها وتتابع الفيلم بأندماج وهي ترى نهاية قصة البطلين المؤلمھ فلقد أحبت رجلا متزوجاً كان سوء حظها ان تهوى من ليس لها 
دمعت عيناها وهي تهتف 
- ياريتها ما كانت حبيته وشافته... الحب ليه مؤلم كده
ابتسم وهو يراها كيف تنظر للتلفاز بملامح حزينه وكأنها لما ترى ذلك الفيلم من قبل مرات عده 
اقترب منها ضاحكاً وقد كانت فرصه له 
- ده فيلم يا ياقوت... انتي متأثره اوي كده ليه 
عبست بشفتيها معترضه 
- بس الحكايات ديه بتحصل في الحقيقه.. وصعب انك تاخد حاجه مش بتاعتك ومتحسش بغيرك بس القلب ده غبي بيحب الحاجه اللي مش ليه 
صمت وهو يتذكر حاله في الحب كان أكبر احمق دمره الحب.. طالعها للحظات لتسأله دون مقدمات وقد فاجئه سؤالها الذي فاجئها هي الأخرى 
- انت كنت بتحب مراتك 
لمعت عيناه بتقدير لذكرى سوسن فركز انظاره نحو التلفاز 
- كنت بحترمها وبقدرها... ساعات الاحترام والتقدير بيكونوا احسن من الحب يا ياقوت 
صمت كل منهما ولكنها شعرت برغبه في سؤاله مره اخرى 
- بس ليه ميبقاش في حب واحترام وتقدير... ليه ميبقاش كل دول مع بعض 
رمقها بخفه بعدما ألتف نحوها وهتف ضاحكاً بداعبه
- أنتي طماعه اوي يا ياقوت 
وقبل ان يكتمل حديثهم صدح رنين هاتفه... لينظر لرقم معلمه مريم مُتعجباً من مهاتفته شخصياً 
نهض يستمع للمعلمه ولم تكن الا ريما التي أخبرته عن سوء مريم  فجأه في الماده وكأن شرحها ضاع هباءً وامتحانها الذي سيكون بعد غد 
استمعت ياقوت للمكالمه بأنصات وبعدما أنهى مُكالمته مع ريما التي ابتسمت عندما اخبرها انه سيأتي للمنزل كي يري لماذا ساء مستواها فجأه دون مقدمات 
اسعد الأمر ريما وظنت انه مدام سيترك عروسه فهو تزوجها كما سمعت من الصغيره انه زواج لا اكثر وانه لا يحبها وأنها هي من احتالت على والدها 
نظرت ريما لمريم ورغم انها لم تكن سيئه اليوم لكنها كانت شارده الا ان ريما وجدتها حجه كي تراه وتخبر قلبها انه لم يحب تلك التي تزوجها وسيطلقها بالتأكيد بعد أن يمل منها
لمعت عين مريم بسعاده فالأمر اتي عن طريق معلمتها فشهاب وشريف حذروها ان تهاتفه ثانيه بعد فعلتها صباحاً
تعلقت نظرات حمزه ب ياقوت التي طالعته تسأله
- في حاجه حصلت... مريم مالها
سألت بقلق حقيقي فتنهد وهو يمسح على وجهه
- اخترت وقت مش مناسب لجوازنا للأسف... امتحاناتها الايام ديه.. البنت مستواها نزل فجأه
حركت رأسها وقد فهمت ما أراد أخبارها به أستدارت بجسدها واتجهت نحو غرفتهم
- فهمت 
شعر بتأنيب الضمير اتجاهها.. عدل عن قراره فرفع هاتفه يُهاتف شريف يُخبره ان يهتم بمريم وانه سيأتي غدا إليهم
.......................................
اقترب شريف من زوجته التي تجلس بجانب ندي ويتحدثون عندما شعرت بقربه نهضت تتعلق به 
- شريف 
طالعتهم ندي وضحكت 
- من ساعه ما اتجوزت بقيت تخلص شغلك وترجع على البيت علطول... بقيت مستقيم ياحضرت الظابط 
ضم شريف مها اليه يخبئها بين ذراعيه 
- شكلك غيرانه... فين شهاب 
تنهدت بأستياء من عبارة ابن شقيقتها 
-  انا اغير.. شهاب ياسيدي عنده عشاء عمل
واقتربت من مها تهمس في اذنها 
- بيضحكوا علينا في الأول ويقعدوا معانا وبعدين يقولولك مشغولين 
احتدت نظرات شريف نحوها.. لتفر ندي من أمامه
- هروح اشوف مريم وميس ريما بدل ما حضرت الظابط ياكلني 
كانت مها تضحك وهي تسمع مناقرتهم اليوميه.. مسح على وجهها بحنان هامساً لها 
- وحشتيني 
رفرف قلبها بسعاده فقادها برفق نحو غرفتهما ومازال يُعلمها خطوات المنزل 
صعدوا لغرفتهم ليبدل ملابسه وهي تسأله عن تفاصيل يومه وهو يُجيب عليها.. تحركت يداها نحو ألم عنقها فسألها
- مالك يامها في حاجه بټوجعك 
زمت شفتيها وهي تُدلك رقبتها 
- شكلي نمت غلط علي رقبتي
اقترب منها ينظر لمكان الآلم... ورفع كفه ليدلك عنقها ببطئ فأرتجف جسدها وخشت ان تبعده عنها فيغضب فقد اصبحت تلك النقطه هي مشكلتهم... وكلما سألها عن السبب تخاف ان تجيبه فسالم قد اصاب لديها عقده وخوف 
أسقط منامتها العلويه عنها وقبل ان ينجرف نحو ما يُريد انتفضت باكيه 
- انا خاېفه ياشريف
صاحت بعبارتها للمره الثالثه فأبتعد عنها يُطالعها كان سيغضب عليها ولكنه تمالك نفسه متذكراً كلام الطبيبه عن حاله زوجته 
- اهدي يامها 
تعلقت به وجسدها يرتجف وخيالها يقودها الي تحرش سالم بها وافعاله الدنيئه 
- انا موفقه تعمل اللي انت عايزه فيا.. بس استنى انام 
اتسعت حدقتيه پصدمه وهو لا يُصدق ما أخبرته به
......................................
وقفت صفا پخوف أمام عنتر.. كانت تخشاه فلم ترى منه الا سوء المعامله والعمل الشاق.. مسحت وجهها بأرهاق فللتو أنهت عملها في اطعام المواشي 
- ما تقفي عدل ياختي 
ارتبكت صفا وثبتت اقدامها وهي لا تقوي علي الوقوف 
- يا استاذ عنتر قولي عايز ايه.. لسا ورايا شغل كمان 
احتدت نظرات عنتر نحوها بمقت 
- بقى ليكي صوت.. طب اعملي حسابك هتنضفي الاسطبل كمان النهارده نضافت امبارح معجبتنيش 
شهقت صفا وهي تآن آلماً
- الله يخليك بلاش النهارده... انا بشتغل طول اليوم 
رمقها عنتر بسخط فهو يكرهها ويكره كل من يتاجر بالمخډرات فلم يمت شقيقه الا بجرعة أنهت حياته.. لو لم يكن يعلم بسبب سجنها لكان عاملها كما يُعامل الآخرين 
- ايه رأيك هتشتغلي طول الليل كمان ومافيش راحه وكلمه تانيه خدي شنطه هدومك وسيبي المزرعه 
ودفعها من أمامه لتسقط على الأرض باكيه... نظر لها وهي ساقطھ ارضاً دون رحمه... فلمح سيارة فرات تدلف المزرعه 
فركض نحوه مُتعجباً منه قدومه اليوم للمزرعه
- ده البيه 
اما هي تعلقت عيناها بضعف بسيارة فرات مُقرره انها ستغادر المزرعه فلم تعد تتحمل مشقة العمل والإهانة 
......................................
نظرت سماح لرقم سهيل الذي يدق عليها منذ ليله امس بألحاح 
مضغت الطعام بتمهل وارتشفت بعض الماء لتبتلع الطعام 
صدح صوت الهاتف ثانيه لتُجيب عليه ببرود 
- نعم 
زفر سهيل أنفاسه بمقت 
- لما لم تُجيبي امس علي هاتفك
تمتمت وهي تلوك الطعام بفمها 
- مكنش ليا مزاج ارد 
قطب سهيل حاجبيه بضيق وهو يغلق حقيبته الرياضيه بعد أن أنهى تدريبه 
- غدا تأتي ل لندن.. سأنتظرك 
عبثت بخصلات شعرها بلامبالاه لاوامره 
- مش هاجي.. لو عايز تيجي تاخدني تعالا بنفسك
واغلقت الخط بوجهه دون أن تنتظر سماع رده.. ولم تكتفي بأنهاء المكالمه فقط انما اغلقت الهاتف نهائياً وابتسمت بنصر وهي تتخيل النيران التي تخرج من مقلتيه
..................................... 
وجدتها صفا فرصه عندما قادها عنتر لمكتب سيده... وقفت في منتصف الغرفه تنتظر ان يلتف بجسده وتسمع ما يُريد اخبارها به 
طالت وقفتها فأمر عنتر بجمود
- روح شوف شغلك ياعنتر 
انصرف عنتر على الفور.. ليلتف نحوها متسائلا بغموض
- عجبك شغلك في المزرعه 
فركت يداها بتوتر وتمتمت دون أن ترفع عيناها نحوه
- اسمحلي امشي من هنا... ارض الله واسعه وهدور علي شغل في اي مكان تاني 
ضاقت نظراته نحوها.. ورمقها بأستخفاف وقد فسر رغبتها بالرحيل انها ستعود لزوج شقيقته فأمثالها لا شرف ومبادئ لديهم 
- وتفتكري اللي يدخل ممتلكات فرات النويري يخرج منها برغبته... خروجك من هنا برغبتي انا 
صړخ بها.. فأرهبها 
- لو خرجتي من هنا... تليفون مني للبوليس أبلغه بسرقه حصلت في المزرعه
تجمدت عين صفا عليه تخشي تهديده 
- بس انا مسرقتش حاجه... انا كل اللي عايزاه امشي من هنا 
تجلجلت ضحكاته وحدق بها 
- هو الدخول زي الخروج
واردف وهو يُطالعها بنظرات تشع احتقاراً 
- أنتي ډخلتي سجني انا المرادي
...................................... 
اتسعت عين ناديه ذهولاً وهي تجد شقيقها بغرفه مكتبه بالفيلا ويذاكر لمريم دروسها... نسي شريف امرها امس ولم يأتي هو كما وعدها لتظل طيله الليل تبكي حتى احمرت عيناها... امتنعت عن الطعام ومذاكرتها اليوم.. ولم تجد ندي حلا الا اخباره 
- مش معقول انت هنا ياحمزه 
رفع حمزه عيناه نحو شقيقته... بينما اشاحت مريم عيناها عن ناديه فقد أصبحت تلومها هي بالأساس على زواجه لم تهتم ناديه بنظرات الصغيره وكادت ان تتحدث وتُعاتبه على ترك زوجته فنظر اليها حتى تصمت ولا تفتح حديثاً أمام مريم 
امتقع وجهها وخرجت من الغرفه حانقه... قابلتها ندي بترحيب فسألتها بضيق
- مش قولنا نسيبه الايام ديه مع مراته وتهتموا انتوا ب مريم ياندي
تقبلت ندي الحديث من أجل وعدها لشهاب ولكن داخلها كانت حانقه 
- نعمل ايه ده وقت امتحاناتها وهي متعوده ان هو اللي يذاكرلها قبل الامتحان...محدش بيقدر على مريم غير حمزه 
واردفت عندما شعرت پغضب ناديه نحوها 
- هخلي الخدم يحضروا لينا العشا... اكيد هتتعشي معانا 
وانصرفت من أمامها دون سماع ردها... لتنظر ناديه في اثرها 
ولمعت عيناها فأخرجت هاتفها من حقيبتها تبحث عن رقم ياقوت
ابتسمت وهي تسمع صوتها
- ياقوت حببتي حمزه بيقولك تعالي الفيلا... هبعتلك السواق 
فهتفت ياقوت وهي تخشي القدوم 
- بس انا... 
لم تمهلها ناديه الاعتراض فأكملت قبل أن تغلق الخط معها 
- اجهزي لحد ما السواق يجيلك 
اغمضت ياقوت عيناها بقله حيله.... يومان عاشتهم بمشاعر مختلطه سعاده وآلم ولا تعلم اي منهم سيغلب الآخر 
تجهزت ووجدت السياره والسائق ينتظرها بالأسفل وكما حفظته ناديه ان حمزة من بعثه 
دلفت للسياره وبعد عشرون دقيقه كانت السياره تدلف الفيلا 
وقلبها يدق بتوتر 
ابتسمت ناديه وهي تتابع خروجها من السياره من الشرفه
كانت مائده العشاء قد عُدت وخرج حمزه من غرفه مكتبه هو ومريم وباقي أفراد الاسره يجلسون ينتظرونهم حتى يتناولوا العشاء معاً
فتحت الخادمه الباب لتبتسم ناديه وهي تجد ياقوت تدلف بتوتر تضم حقيبتها الصغيره إليها

يتبع بأذن الله
**********

الفصل الثالث والثلاثين
******************

عيناه دارت بين شقيقته التي وقفت تُطالعه بنظرات ماكره وتلك التي وقفت مطرقة الرأس تُداري خجلها عن أعينهم... لحظه كان الصمت يخيم عليهم جميعاً.. شهاب امسك كف ندي يضغط عليه وكأنه يُحذرها من اي فعله غير لطيفه اما شريف كان يخشي من رد فعلت شقيقته التي وقفت جامده الملامح
رفعت ياقوت عيناها نحو من تنتظر سماع صوته فيطمئنها.. شعر بها فأقترب منها يمسك يدها ناظراً لهم وبنبرة مرحه لطيفه حتي يكسر حاجز الصمت بينهم هتف
- ايه يا ندى عامله حسابنا في العشا ولا نروح
توترت ندي ونظرت لياقوت بترحيب من أجله ومن اجل زوجها
- اه طبعا ياحمزه..مكانك ديما محفوظ وسطينا
قالتها بصدق وعندما وجدت نظرات شهاب الجامده نحوها وكأنه ينتظر منها ان تُكمل عبارتها وترحب بياقوت أيضا ففهمت نظراته وأكملت على الفور
- شرفتينا يا ياقوت
واقتربت منها تُصافحها
وقفت الصغيره بعيداً تتابع الموقف بعينيها.. نظر لها شريف وأقترب منها يضمها اليه بحب هامساً لها
- حببتي اللي بيحب حد بيحب الناس اللي ليه.. عملي ياقوت كويس عشان خاطره
دفنت مريم رأسها بحضنه.. كل ما كان يدور بعقلها الصغير انها ستسرقه منها.. ستأخذه لها وحده وستفقد حبه واهتمامه.. كما اخبرتها إحدى صديقاتها بالمدرسه ان والدها هجرهم منذ أن تزوج بأخرى ولم يعدوا يروا والدهم الا كل فترات بعيده..
كانت مها تقف تسمع الحوارات الدائره مبتسمه تتمنى ان تتحدث معهم ولكنها تخشي ان لا يهتم أحداً بها.. فظلت صامته
- كنت اتمنى افضل معاكم.. لكن ورايا مشوار مهم
هتفت ناديه عبارتها بأبتسامه واسعه واتجهت نحو حمزه تُعانقه هامسه
- حاول تقرب مريم من ياقوت عشان متتعبش
هتفت بعبارتها وأكملت عناقها بالآخرين ثم انصرفت فهتف شهاب وهو يسير معها للخارج نحو سيارتها
- بتعرفي تلعبي صح ياناديه.. اختنا الكبيره بس مكاره
ضحكت بدلال وألتقطت ذراعه تقرصه بخفه فتآوه
- اه دراعي ياجباره... انا مش عارف فؤاد بيحبك على ايه
صعدت سيارتها تضحك ناطرة اليه
- ملكش دعوه بجوزي.. روح لمراتك اجري
وانطلقت بسيارتها ليضحك على أفعال شقيقته متذكراً عندما كانت في بدايه شبابها وكان هو صغيراً لم تكن الا فتاه خجوله لا تتحدث الا قليلا
عاد أدراجه نحو الداخل ليجدهم جالسين يشرعون في تناولون الطعام 
...............................
سلطت ياقوت نظراتها نحو شريف ومها بعدما تمالكت غصتها من الموقف المحرج الذي حدث عندما منعتها الصغيره من الجلوس فوق مقعد والدتها لم يكن حمزه موجود بينهم تلك اللحظه فقد كان يتحدث في هاتفه لكن شريف وقد قدرة موقفه جعل مريم تعتذر منها.. لم تجلس على المقعد احتراما لمشاعرهم وتمنت لو الصغيره كانت طلبت ذلك منها برفق موضحه لها الأمر ولكنها ترى عدائيتها رغم أنها تتمنى من كل قلبها ان تحبها 
رمقت ندي ملامح ياقوت وقد أثارت فعلتها اللطيفه مع ابنة شقيقتها وصمتها عند قدوم حمزه..بدأت تُدرك ان عدائيتها لم تكن الا خوف وقد بدء خۏفها منها ومن هدم حياتهم العائليه يزول 
تابع حمزه نظراته نحو شريف ومها... شريف الذي كان يجلس دون خجل يطعم زوجته برفق ويُمازحها 
ابتسمت وهي تستمع مزاح شريف مع زوجته 
- هتاكلي صباعي يامها 
تخضبت وجنتي مها ووكظته بصدره برفق.. فضحك شهاب عليهم 
- عصافير كناريه ياناس 
وجذب ندي نحوه متمتماً
- تعالي اما اكلك ياحببتي هي جات عليكي 
ضحك الجميع ومريم التي كانت تجلس على يسار حمزه رمقت ياقوت بضيق وهي ترى ابتسامتها وضحكتها معهم.. فمضغت طعامها بحنق
كانت عيناها تُطالع مايحدث وهي لا تحلم ان يفعل ذلك معها 
ولكن يده التي قبضت على يدها أسفل المائده ونظراته نحوها جعلته تشعر انه يشعر بها ويُقدر ما تُحرم منه أمامهم 
من نظراتها تأكد انه ظلمها معه.. ياقوت حياتها واحلامها الحالمه الهادئه لا تشبه حياته المعقده.. اطرق عيناه نحو طبقه بعد أن يدها من قبضه كفه وهو  يلوم نفسه انه ادخلها حياته التي تجعله ماهو الا كبير العائله وانه من يجب أن يجمعهم دون أن يفكر بسعادته مدام هم سعداء فسعادته تأتي بعدهم 
مكانه وضعته بها الحياه ولم يكرها يوماً ولكن الدور أصبح ثقيلاً عليه هذه الأيام ولا يعلم السبب ولكن قلبه كان خير من يخبره 
فقد ملّ من ذلك الدور ويُريد ان يحيا لو قليلاً
اول من أنهت طعامها كانت مها التي تمتمت بحنان لزوجها الذي يفرط في تدليله امام الجميع 
- خلاص ياشريف انا شبعت.. كل أنت 
ونهضت برفق فنهض شريف هو الاخر وكاد ان يهتف بأسم الخادمه حتى تصطحبها لدوره المياه كي تغسل يداها 
- الحمدلله... ممكن تقوليلي فين الحمام يا استاذ شريف وانا هاخد مها 
الكل تعجب منها فطالعتهم بخجل فهى لم تكن الا ان تُريد ان تزيل الحواجز بينهم وتخبرهم انها تطمح ان تكون جزء من عائلتهم بالمحبه لا بشئ اخر
تعلقت عين حمزه بشريف ليبتسم إليها شريف بلطف كما ابتسمت مها 
- اكيد مدام ياقوت 
وأشار إليها نحو الطريق المؤدي لدوره المياه... فتناولت يد مها التي تمتمت بهمس 
- انا كنت عايزه اتعرف عليكي.. انتي شكلك لطيفه
طرب قلب ياقوت وهي تشعر بود مها وطيبتها 
- علي فكره انتي جميله.. ماشاءالله الله 
خجلت مها من مديحها ومع بضعه خطوات ودقائق بدأت صداقه ودوده بينهم بعدما اطمئنت مها لياقوت
مما جعل شريف يتعجب من سرعه تقاربهم 
...................................
دلفت سماح لاحد المطاعم الفخمه وهي تعلم أن عشوة اليوم ستُكلفها كثيرا ولكن قررت أن تُدلل نفسها بمكافأة الجريده التي حصلت عليها بسبب السبق الصحفي الخاص بذلك الذي صار زوجها 
تذكرته بمقت فكلما تذكرت اللعبه التي ادخلها بها كرهته اكثر وتمنت لو تقبض علي رقبته لتشفي غليلها وتبرد نيرانها
ازاحت المقعد بعد أن قادها احد عمال المطعم نحو طاوله فارغه.. لتسقط عيناها نحو اخر رجلاً تمنت رؤيته اليوم ولم يكن الا ماهر الذي انتبه على وجودها لحظه رؤيتها له 
كان يُداعب ابنه ويمسك كف زوجته الجميله ابنه العائله الراقيه 
ضعفت رغماً عنها وهي تتذكر انها أحبت جباناً مثله يوماً.. تذكرت جنينها الذي اجهضته من حزنها علي ما فعلوه بها هو ووالده.. والده بجبورته وهو بضعفه 
عندما شعرت بحرقه عيناها... وعدم تحملها خرجت من المطعم بخطوات اشبه بالركض لتنحني بجزعها العلوي وتلقتقط أنفاسها بصعوبه والماضي يعود لمخيلتها من جديد فيحي آلماً امات قلبها 
صړخت بصوت مكتوم لتسمع صوته خلفها
- سماح 
اغمضت عيناها بقوه تتمالك دموعها لكنها لم تستطع.. اقترب منها ليقف أمامها 
- كان لازم ارجعلها.. مستقبلي كان هيضيع.. سامحيني 
ألتقطت أنفاسها ببطئ وهي ترفع عيناها نحوه.. اعتدلت في وقفتها وهي تتمنى ان يعود الماضي من جديد لتدير له ظهرها ولا تقع في حبه وتسلمه نفسها 
اقترب منها خطوه لتبصق بوجهه وقد شعرت بثقل أنفاسها
- للاسف الزمن مبيرجعش.. لو كان بيرجع مكنتش وقعت في حب واحد جبان زيك وسلمته نفسي
مسح وجهه بآلم واطرق عيناه ارضاً 
- صحيح قصه حبك انتي وسهيل نايف 
لم تعلم اتبكي على خيبتها الأخرى ام تضحك وتحكي للعالم تعاستها 
- يهمك في ايه
رفع عيناه نحوها يسألها برجاء
- حبتي ياسماح 
ولكي تؤلمه مثلما آلمها قديماً 
- اه حبيته
وانصرفت دون أن تنظر اليه مُجدداً تُداري خيبتها... ليقف يتأملها ورغم انه حبه الا انه كان جباناً نذلاً لا يقوي على تحمل ترك رفهيته في سبيل الحب ولا يعرف ماهي الټضحيه.. الحب معه متعه جسد وكلام معسول 
سمع طرقات حذاء زوجته التي وقفت خلفه ترمقه بآلم 
- سنين ولسا بتحبها.. بس تعرف هي الكسبانه ياماهر
.......................................
دلف للمطبخ يُطالعها وهي تجلى الأطباق قبل أن تذهب للفراش 
شعر بالامتنان لها بعد تلك العزيمه ورغم انها أتت من عملها مرهقه الا انها أحسنت ضيافه صديقه 
- شكرا ياندي 
ألتفت نحوه تنظر اليه وهي تُجفف الطبق الذي في يدها 
- المهم يكون الاكل عجب صاحبك 
ابتسم وهو يتذكر مدح صديقه الذي جاء مصر في رحله قصيره وقصد النزول بالاسكندرية لرؤيته 
- عجبه جدا وبيقولك وخصوصا الملوخيه 
أصبح حديثه معها ودود ولكنها لم تعد تشعر الا بجرحها.. صمتت عندما تذكرت انها كانت تتمنى كلمه لطيفه واحده منه ولكنه كان يبخل بها عنها ويفر من المنزل كي لا يجلس معها 
أنهت جلي الأطباق ومسح يداها تنفض من رأسها ما يؤلم قلبها 
- تصبح على خير 
ومرت من أمامه ليمسك ذراعها برفق مُقترحاً عليها 
- ايه رأيك نتعشا بكره بره. 
طالعته وهو يمسك يدها ففهم نظرتها فأزاح يده عنها 
- هناء خلينا ولاد عم وأصحاب.. يمكن خسرنا بعض أزواج بس ايه رأيك السنه ديه نكون ولاد عم بجد 
لم تحلم يوماً ان تكون ابنه عم فقط إنما ارادته حبيباً وزوجاً وصديقاً ابتسمت حتى تُداري الآلم الذي لم تخفيه عيناها 
- مافيش مشكله يامراد 
وانصرفت من أمامه لا تشعر الا بقبضه تعتصر قلبها وعقلها يؤنبها مازالتي تحبيه مازالتي تركضي وراء حلمك  
......................................
ضمھا شريف اليه وهو يُطالع حماسها وسعادتها عن لطافة ياقوت وأنها أصبحت فرد في عائله جميله مثلهم.. ابتسم على حماسها ودغدغها مازحاً
فضحك مها وهي تتلوي اسفله وتدفعه عنها 
- كفايه ياشريف.. مش قادره خلاص 
ضحك وهو يرفع كفيه نحو وجنتاها 
- بتحلو كل يوم ينفع كده 
تخضبت وجنتاها بخجل تسأله 
- انا فعلا جميله ولا بتقولولي كده عشان متحسسونيش اني ناقصه عنكم 
اغمض عيناه بقوه.. فتقارير حالتها بعثها لأكبر مشافي لندن منذ اسبوع وينتظر جوابهم... ولكنه أراد ان يهيئها نفسيا للأمر واردفت بحنين لطفولتها وفتره ابصارها
- انا فاكره صوره بصيته لملامحي وانا طفله كنت بضافير طويله 
تأملها بحنو ولثم خدها وكفه يداعب خدها الآخر 
- قريب ياحببتي هتشوفي نفسك وتعرفي ملامحك 
عبست ملامحها وهي تفهم مقصده 
- بس انا مش عايزه... قالولي اني هفضل عاميه.. مش عايزه احط امل وېموت جوايا من تاني 
بكت بحرقه وهي تتذكر تجربتها من قبل
- بابا ماټ بسببي انا اللي خليته يخرج بيا اليوم ده 
دفنت وجهها بين اضلعه وكأنها تطلب منه الامان
ضمھا بقوه إليه وهو يتمنى ان يزيل آلامها ان يراها مبصره ان تحبه بعينيها كما احبته بقلبها
اڼصدم وهو يراها تُحاول تقبله وكأنها تسمح له اليوم ان تكون منه.. كانت خائفه ولكن اليوم شقيقتها عندما أتت لزيارتها صباحاً اخبرتها ان الرجال تمل وسيتركها حينما لا يجد بها متعته 
ابتعد عنها وسط مشاعرهم الهائجة يسألها 
- مها انتي متأكده انك عايزه كده 
ابتاعت ريقها پخوف وعندما شعر بتردده.. اغمض عيناه حتى تهدء أنفاسه ويصارع رغبته التي اشعلتها 
- ايه رأيك نروح عند دكتوره تتكلمي معاها وتسمعك
أعتدلت بتخبط واغلقت ازرار منامتها تبحث عن معنى لعرضه 
- هو انت زهقت مني... انا مش تعبانه ياشريف 
ابتسم وهو يجدها عبست بملامحها 
- ياحببتي انتي محتاجه تتكلمي وتحكي عن اللي جواكي وده هيساعدنا في العمليه وفي علاقتنا 
..................................... 
عبثت ندي بلحية زوجها فنفر من مشاكستها بضيق
- ندي عايز انام 
ضحكت على حنقه فأعادت فعلتها ليفتح عيناه بأمتعاض
- عايزه ايه 
زمرت شفتيها بعبوس مصطنع تدفعه على صدره بغل 
- احنا مش اتفقنا هنسهر سوا النهارده 
ضاقت عيناه ولكن سريعا اتسعوا بذهول 
- ايه اللي لبساه ده 
ابتسمت وهي تنهض من فوق الفراش حتى تريه ما تلبسه
حدق بما ترتديه من زي تنكري يشبه الشرطه 
تمتع بالنظر قليلا فأبتسمت عندما رأت أعجبه.. شعرت بالسعاده من نظراته كما اخبرتها البائعه التي يتعامل معها زميلاتها بالمدرسه فأرادت التجربه مثلهم 
- وهتنضمي للداخلية امتى 
انكمشت ملامحها لترفع طرفي شفتيها مستنكره حديثه 
- هو ده ردك على اللي انا عملاه ليك
رمقها ببطئ عائداً ليتفحص هيئتها 
- فين الجمال في..وايه اللي في ايدك ده كلبشات
هتف عبارته الاخيره ساخراً وتوالت سخريته الي ان جعلها تلقي بالقبعه التي فوق رأسها وتلتقط إحدى منامتها وتسرع نحو المرحاض 
تنهد وهو يسمع صڤعتها القويه للباب وهمهماتها.. فعاد لنومه يدفن رأسه أسفل الوساده 
خرجت من المرحاض تنظر اليه وهو نائم فأزداد ڠضبها 
- انا اللي استاهل
اغلقت انوار الغرفه وتسطحت جانبه وهي تسبه وټشتم حالها على فعلها لكل ما يفتنه بها ويُعجبه ولا تعلم انه قد وجد فيها الجزء الذي كان يبحث عنه 
شعر بلملمتها فوق الفراش فعلم انها لم تنام.. حاوطها بذراعه 
وهو بين اليقظه والغفله 
- انا بيعجبني ندي مراتي الحنينه اللي لما بتعمل حاجه بتعملها عشان خاطري وبتكبرني
خفق قلبها وانفاسه تسري فوق عنقها 
- شكرا انك قدرتي ياقوت النهارده واحترمتي وجودها وسطنا 
أدارت جسدها نحوه لتصبح جبهتها فوق جبهته ولا يفصلهم سوا أنفاسهم
- تعرفي ياندي من أسباب ڠضبي قبل جوازنا ونفوري منك.. ان ديما علاقتنا كانت معروفه لحمزه وسوسن.. ويجوا يحاسبوني 
قالها وهو مغمض العين يُخبرها بأسراره وهو ذاهب لعالم أحلامه
وكادت ان تغمض عيناها هي الأخرى 
- بحبك 
وغفا بعدها ليتركها تنظر اليه.. بعد أن قالها لها صراحه الليله 
....................................... 
نظر لها وهي غافيه جانبه تضم الغطاء على جسدها.. تأمل سكونها وملامحها فأتكئ على راحه كفه يُطالعها دون قيود 
ابتسم عندما أصبحت ملتصقه به للغايه تُحاوطه بذراعيها 
فمسح على وجهها ونهض من جانبها يشعر بالتعب بكل ما يُحيطه
استيقظت بعد وقت تبحث عنه بعينيها .. نهضت من فوق الفراش ترتدي حذائها المنزلي.. وخرجت من الغرفه تبحث عنه لتجده غافي على الاريكه فأقتربت منه تهتف اسمه بخفوت وتوتر
- حمزه 
استمع لهتافها وتظاهر بالنوم.. فچثت على ركبتيها بجانب الاريكه تتأمل ملامحه وتبتسم.. رفعت يدها كي تمسح على وجهه براحه كفها.. زال خۏفها واستمتعت بلمس ملامحه بخفه كما استمعت هو 
اڼصدمت مما تفعله وكأن شئ كان يقودها دون شعور.. فرفعت كفها عنه تؤنب نفسها 
- ايه اللي انا بعمله ده.. غبيه يا ياقوت 
وكادت ان تفر من أمامه بعدما نهضت من رقدتها ولكن يده كانت اسرع فقبض على ذراعها 
- رايحه فين
شحب وجهها وهي تُدرك انه كان مستيقظ أثناء فعلتها ابتلعت لعابها بخجل
- انا كنت جايه اصحيك تنام جوه
وقبل ان تنفض ذراعها من قبضته وتفر.. آسرها اسفله ولم تعلم كيف أصبحت في تلك الوضعيه... مشاعر كانت تقوده إليها بعطش وكأن مراهقته وشبابه الذي قارب على الانتهاء عادوا اليه معها 
.......................................
أنتهت أوراق سفرها بسهوله فمكانه فرات القديمه والحاليه أنهت كل شئ دون اطاله وهاهي معه في دوله اخري يصطحبها معه كخادمه.. تآلمت من المسمى ولكن ماذا ستحصل الا عن ذلك والقانون والناس يروها قاتله للشباب بالسمۏم التي كانت تتاجر فيها.. اخذت بذنب ليس لها ودفعت سنوات من عمرها في السچن ومازالت تدفع الضريبه 
وصلت السياره بهم لفيلا صغيره بحديقه ليفتح احد الرجال باب السياره لفرات مرحباً به 
فنظر اليها الرجل بغرابه فلا هيئتها تشبه السكرتيره الحسناء ولا لشخص مهم يقربه 
كانت ترتدي فستان بسيط وحجابها الذي قررت ان ترتديه ورغم ان البدايه كانت إجبار الا انها شعرت انها بحاجه ان تقترب من الله وتتوب بعد أن خذلها البشر وقذفوا بها تحت أقدامهم 
تحركت خلف فرات تحمل حقيبة ملابسها الصغيره بعدما اخذتها من السائق الذي حمل حقائب فرات 
تأملت المكان فوجدت ان هنا أفضل إليها حتى لو سبب قدومها كان اجباراً
تحدث فرات مع الرجل الذي استقبله قليلا اما هي وقفت بعيدا منزويه على نفسها تنتظر ان يدلها عن مكان غرفتها 
انتظرت لدقائق الي ان انتهى حديث فرات مع الرجل ورحل 
وجدته يصعد الدرج دون أن يدلها على غرفتها فأقتربت بلهفه منه تسأله 
- فرات بيه 
وقف في مكانه ثم ألتف نحوها بجمود ينتظر سماع ما تُريده منه
- مكان اوضتي فين 
رمقها فرات محتقراً ورفع عصاه مُشيراً نحو المطبخ
- تفتكري مكان الخدم فين... في المطبخ 
اوجعتها عبارته فعادت تسأله وهي تطرق عيناها ارضاً
- طيب هنام فين
لتأتيها نفس الاجابه ثانيه 
- في المطبخ.. ولا انتي فاكره هتعيشي هنا معززه 
وتابع پقسوه وهو يرمقها
- وبطل المسكنه اللي انتي فيها ديه.. اوعي تكوني فكراني عزيز 
غرز طرف عصته في كتفها من شده ضيقه من وجودها معه فالصوره التي يرسمها لها داخله انها امرأه سيئه ډمرت مستقبل أحدهم قديماً والان تدور حول رجل متزوج 
تآوهت من دفعه بعصته.. فصاح پغضب 
- هطلع ارتاح في اوضتي اصحى الاقي الاكل جاهز والبيت متنضف مفهوم 
واكمل صعوده ورغم نضافه المنزل كانت هذه البدايه 
لتسقط دموعها بحرقه وآلم 
- السچن كان اهون يارب 
.......................................      
وقفت هناء أمام مديرها بتوتر تخشي ان يخبرها انها فشلت في فترة تدريبها بفندقهم 
- انسه هناء 
ارتبكت من الكلمه فلم تخبر احد انها متزوجه فرفعت عيناها بقلق 
- انا علمت حاجه يافندم... هو انا فشلت في فتره تدريبي
ابتسم خالد علي عباراتها ولم يزدها توترها الا فتنه 
- لا يا انسه هناء
واردف بجديه حتى يُداري المشاعر التي تنتابه حينا يراها 
- حبيت أعرض عليكي شغل شايفه انسب ليكي من شغل الريسبشن...
فأنتظرت سماع عملها الجديد 
- ايه رأيك تشتغلي في العلاقات العامه
..........................................
فتحت سماح باب غرفتها بالسكن ولم تنتبه لهيئتها المبعثره لتشهق وهي تراه أمامها
- انت
فأبتسم سهيل بصفاقه وهو يدلف الغرفه ويغلق الباب خلفه فالسماح له بالدخول كان سهلاً فهى زوجته 
- هل هذا هو استقبالك لي زوجتي 
وجلس على فراشها الصغير واسترخي بجسده مُطالعاً غرفتها 
- أمامك ساعه واحده وتجهزي زوجتي
ضاقت أنفاسها بمقت وصړخت بوجهه وهي تقترب منه تسحب ذراعه من فوق فراشها 
- مش هسافر معاك... وقوم من علي سريري 
لتلمع عين سهيل بخبث وفي ثواني كانت منبطحه فوق الفراش وهو يعلوها زافراً أنفاسه فوق خصلاتها 
- ما رأيك انا نستمتع قليلاً زوجتي 
.................................... 
قڈف فرات قهوته عليها لتصرخ بآلم من سخونتها 
- كام مره اقولك اعملي قهوه تتشرب... يعني ولا بتعرفي تطبخي عدل ولا بتعملي قهوه عدله 
تعالت شهقاتها من كم الاهانه التي تتلاقاها فلم تولد الا ابنه لرجل ثري ماله حراما ولكنها عاشت تتمتع بالمال..لم تتعلم في السچن الا المسح والتنظيف وغسل الثياب وبعض من الحياكه ولكن الطعام لم تكن يوماً بارعه فيه 
صړخ بوجهها حانقاً
- غوري من وشي... شكل مالكيش فايده غير انك تلعبي على الرجاله 
طعنتها الكلمه بمقټل وظلت واقفه بمكانها لا تشعر بحركه قدميها
فنهض من فوق مقعده يتأهب لخروجه بعد أن تعكر مزاجه
لتقبض على سترته وقبل ان يدفعها صارخاً بها ارتخ جسدها  غائبه عن الوعي بين ذراعيه 
....................................... 
خمسه ايام مرت علي زواجهم وفي نفس اليوم الذي عاد فيه لعمله هو نفسه الذي قررت زوجه ابيها ووالدتها واشقائها القدوم اليها ولم تعلم بذلك الا صباحاً.. أخبرها ان لا تتعب حالها وسيبعث لها كل شئ للضيافة وسيأتي مبكرا قبل قدومهم 
تناولت زوجه ابيها الحلوى تسألها بشماته 
- فين جوزك يا ياقوت مش المفروض يستقبل اهل مراته 
ونظرت الي صباح غريمتها 
- ولا انتي ايه رأيك يا صباح 
لوت صباح شفتيها مؤكده على كلامها لأول مره 
- عندك حق ياسناء
فتعلقت عيناها بالساعه المعلقه 
فقد أخبرها انه سيأتي بالموعد المحدد ولكنه اخلف وعده 
شعرت بالخيبه وقبضه تعتصر بقلبها فقد جعلها لقمه بين انياب زوجه ابيها التي لم ترحمها 
اشفقت ياسمين عليها لتنهض من جانبهم تخلصها من محاصرتهم 
- ياقوت عايزاكي في موضوع مهم
واخذت بيدها نحو المطبخ تزفر أنفاسها من أفعال والدتها
- اتصلي بي يا ياقوت مش معقول يسيبك وانتي عروسه
آلمتها الكلمه فدمعت عيناها وهي تنظر لهاتفها 
- تليفونه مقفول ياياسمين... قوليلي اعمل ايه
وعندما سمعت صوت والدتها اشاحت وجهها بعيدا 
- بت يا ياقوت فين جوزك.. خليتي واحده زي سناء تشمت فيكي
تنهدت ياسمين وهي تسمع جملتها عن والدتها فغادرت حتى تجعل والدتها تكف عن حديثها
- اتصلت بي قالي جاي في الطريق... اصل عنده شغل مهم
هتفت عبارتها كاذبه تهرب بنظراتها عن والدتها
لتقترب منها صباح بشك وقد وضعت بيدها على صدرها شاهقه
- اوعي يكون جوزك قرفان منك يابت... ياخبتك يابنت صباح هترجعيلي مطلقه.. وهتشمتي فيا سناء وسعيد جوزي 
ضاقت أنفاسها من عويل والدتها وصوتاً بالخارج أعاد لها الحياه لتخطو نحو صوته تستنجد به..

يتبع بأذن الله
**********

الفصل الرابع والثلاثين
*****************

لم تخجل حينا ركضت اليه تلقى نفسها بين ذراعيه.. رمت اوجعها وكسرتها وآلام سنين عاشت فيها لا ترغب بشئ الا العيش.. شعر بها فضمھا نحوه مبتسماً
- اسف ياحببتي اتأخرت عليكي
لوت سناء شفتيها مستنكره فعلتها.. أما صباح كانت تنظر إلى سناء نظرات ساخره لم ينظر للمشاهد ببرآه وسعاده سوي اشقائها
فلم يصل اليهم خبث ومكر امهاتهم.. اكبر حظ كان لياقوت هم اخوتها لا يروها سوي الأخت الكبرى الحنونه
ابتعدت عنه خجلاً بعدما أدركت فعلتها ولكن حديث والدتها وجرحها لها بكلامها جعلها لا تدري الا وهي تركض نحوه تتمنى ان تخبره انها هربت بالزواج منه ليس لنيله لانه رجلاً مُقتدراً او اعجبتها مكانته إنما الخلاص الذي رغبه به بدايه من عمل قست عليها الحياه فيه وها هو الزواج الذي في أيام قليله ذرفت فيه دموع خيبتها فزوجها لديه مسئوليات وهي تأتي بالمرتبه الاخيره كما اعتادت دوماً
- منور بيتك ياجوز بنتي
هتفت صباح عبارتها وهي تقترب منه تمسح على سترته وعيناها ترمق سناء بمكر
ابتسم حمزه بلطف لها واعتذر منهم بلباقه
- اسف ياجماعه كان عندي شغل مهم.. بس ده بيتكم وانتوا مش ضيوف
ألتوت شفتي سناء اكثر فتمتمت داخلها
" اه ياناري بقى بنت صباح تتجوز الراجل ده وانا بنتي حظها يقع في حتت موظف مرتبي يدوبك بيكفي.. ياميله بختك ياسناء"
ورغم نيران حقدها الا انها رسمت فوق شفتيها ابتسامه تُدراي خلفها ما يجول بنفسها
- كلك ذوق ياحمزه بيه... عرفتي تختاري يا ياقوت ياحببتي
لم يخفى عن ياقوت حقد زوجه ابيها لها ومن اجل تكمله دور واجبها بين أهلها ابتسمت
تربيه عمتها لها جعلتها تتعلم اموراً كثيره في الحياه وازدادت أخلاقها تهذيبً اكثر حينا عملت بالملجأ بين الأطفال
لا الحياه تأخذ بلوي الذراع ولا المكر ولا القوي.. انما نيتك تجعلك تحصد ما تستحقه
داعب حمزه اشقائها بلطف تحت نظراتها المحبه لما يفعله مع عائلتها..لم ينفر من شقاوه اشقائها ولا تنطيطهم انما عاملهم بلطف وانسحب من بينهم بعد أن جلس برفقتهم دقائق 
- هدخل اغير هدومي.. عشان نتغدا سوا
اتسعت ابتسامه صباح بعدما غادر ثم دفعت ياقوت
- روحي ورا جوزك يا ياقوت
انصرفت ياقوت بتوتر خلفه.. لتنظر صباح لسناء التي تشطات غصباً
- شايفه جوز بنتي.. يامحلاه.. حببتي يابنتي كانت بيضالك في القفص
احتقن وجه سناء وكادت ان ترد لها الصاع صاعين الا ان ياسمين وقفت حائل بينهم
- خلاص ياماما كفايه بقى وانتي ياطنط صباح بلاش الكلام ده هنا.. جوزها يقول علينا ايه
تجهم وجه صباح فأشاحت عيناها بعيداً متأففه ولكنها كانت تشعر بالزهو من رؤيه حنق سناء
وقفت ياقوت وظهرها ملتصق لباب الغرفه تنظر اليه وهو يزيل رابطه عنقه بأرهاق ورمقها بأبتسامه لعوب 
- مامتك جابتك ورايا عشان تساعديني مش تقفي تتفرجي عليا
تخضبت وجنتي ياقوت حرجاً فأشار إليها ان تقترب منه فألتفت حولها فضحك على هروبها وصمتها
- ياقوت مش هتساعديني وانا بغير هدومي
اشتعلت وجنتاها بحمرة الخجل تنظر اليه
- ها.. اه حاضر
واقتربت منه ببطئ ليبتسم هو على ما يفعله بها.. فقد أصبح يشعر بالمتعه وهو يرى ارتباكها وتوترها 
- طب يلا ساعديني عشان نخرج لأهلك ليفهمونا غلط
اتسعت حدقتيها وهي تفهم مغزي كلامه وفي ثواني كانت تتحرك يداها بخفه على ازرار قميصه تفتحه له وعندما انتهت من الأمر ابتعدت عنه بحرج ليقبض على يداها بنظرات ماكره
- كملي يا ياقوت ولا انده حماتي اقولها بنتك مش بتسمع الكلام
تعرقت يداها من فرط توترها وابتلعت لعابها هاتفه 
- ما انا هروح اجيب ليك اللبس اللي هتلبسه
ضحك مستمتعاً بتعلثمها ودني منها يزفر أنفاسه على احد خديها.. اغمضت عيناها بقوه مع سرعه خفقان قلبها.. فتحركت شفتاه صوب هدفها وقبل ان تنال ما يُريد صاحبها
صدح صوت تكسير احد الأشياء بالخارج.. لتبتعد عنه فزعاً وفرت من أمامه لترى ماحدث
تنهد وهو يتبعها بعينيه زافراً أنفاسه مستاءً
- كان وقته
......................................
وقفت على مقربه منه تنتظر ان يُنهي طعامه.. جسدها كان يآن من الآلم بسبب نومها علي ارضيه المطبخ 
تنفست براحه عندما أنهى طعامه دون كلمه جرحه على مذاق الطعام فمنذ ان سقطت أمامه مغشية عليها وأصبح يرحمها قليلا من قسوته 
- اعمليلي قهوه وهتيها مكتبي
تمتم عبارته بغلظه واكمل خطواته نحو مكتبه.. تابعته بعينيها متمتمه 
- حاضر
واسرعت بجمع الطعام حتى تصنع له قهوته وتجلس تتناول طعامها وتأخذ قسطاً من الراحه التي أصبحت لا تحصل عليها الا في أحلامها 
اعدت له القهوه تدعو داخله ان تتقن صنعها ولا يجعلها تعيدها 
سارت بصنية القهوه وطرقت الباب بخفه ودلفت دون سماع رده كان يمدد ساقه بۏجع بسبب ضغطه عليها الكثير في الحركه وعدم تمسيدها من حيناً لآخر 
- انا اذنتلك تدخلي..
واردف وهو يعتدل في جلوسه 
- حطي القهوه واخرجي
أسرعت في وضع القهوه أمامه وخرجت تلتقط أنفاسها 
....................................
انهمكت ياقوت في ترتيب المنزل وتنظيفه بعد أن رحل أهلها.. جلست على الفراش براحه غير مصدقه انها اخيرا ستجد الراحه 
وفي دقائق معدوده كانت غافيه ولم تشعر الا بحركة يده على ظهرها ويكتم ضحكاته بصعوبه 
- ياقوت فوقي... محدش كسر الفازه ولا الطبق
كانت تعيد مشاهد اليوم مع اشقائها في أحلامها 
انتفضت من نومها بفزع تنظر حولها
- في ايه.. في حاجه حصلت
تجلجلت ضحكاته وهو يرمقها 
- أنتي مش معقوله.. اخواتك مشيوا يا ياقوت.. انتي بتعيدي كل حاجه حصلت معاهم وانتي نايمه
واكمل بمكر
- انتي بتحبي مرات ابوكي اوي كده 
اتسعت عيناها ذهولا من آثر ذكره لزوجه ابيها 
- بحبها.. هو انا قولت ايه بالظبط
تلاعب بها بنظراته العابثه 
- كنتي عايزه تجبيها من شعرها 
لتشهق مصدومه مما قالته لتصدح ضحكاته بعلو وهو يراها تشير نحو حالها 
- انا قولت كده 
أماء برأسه مُجيباً فهو بالفعل استيقظ على همهماتها وهي غافيه
تأملها وهي تفرك عيناها من النعاس وفي ثواني كان يأسرها بين ذراعيه يعيش معها أحلامه الضائعه
....................................
استيقظ فرات بصداع يدق رأسه آلماً هبط الدرج يبحث عن مسكن.. دلف المطبخ لا يري أمامه من شده الصداع وقد ترك عصته.. بحث في ارجاء المطبخ عم مسكن ليتناوله.. بعثرته في ارجاء المطبخ جعلتها تستيقظ من نومتها فزعاً 
عدلت وضعتها بخجل وألتقطت حجابها الذي تضعه جانبها فوضعته علي رأسها وهي تنهض من رقدتها المؤلمھ فوق الارضيه 
- بتدور على حاجه يافرات بيه
لم ينتبه عليها فرات الا الان ناسيا ان المطبخ مكان نومها 
- اعمليلي قهوه وهتيلي اي مسكن
شعرت بأنه يتآلم رغم ما يفعله بها الا انها اشفقت عليه.. فهو طيله وقته يعمل وكأنه أله وليس بشراً 
- حاضر
واسرعت في إعداد القهوه والمسكن.. كان يتعقبها بعيناه وهو جالس على احد المقاعد في المطبخ... ظهر شعرها من أسفل حجابها.. وجهها كان محمراً من أثر النوم وعبائتها المنزليه ترسم منحنياتها عندما شعر ان شيطانه يأخذه الي طريقه اشاح عيناه مستغفراً ثم نهض أمراً لها بجمود
- هاتيلي القهوه اوضه المكتب 
...................................
وصلت سماح لندن برفقة سهيل وطيله طريق رحلتهم كان الصمت جلسيهم 
وبعد وقت وصلت لمنزل كبير بحديقه خلابه نظرت من السياره نحو المنزل مُتسائله 
- انت عايش هنا 
اعتدل سهيل في جلسته زافراً أنفاسه
- ايوه 
فعادت تُحدق بالمنزل ولوت شفتيها ممتعضه 
- هي الكوره طلعت بتكسب اوي كده 
ألتقط سهيل خروج شقيقه وجين تدفع مقعده المتُحرك
فدني منها يُقبل جانب شفتيها حتى يتظاهر أمامهم انه يُقبل شفتيها ويثبت لهم حقيقه زواجهم اتسعت حدقتي سماح وكادت ان تدفعه عنها وتسبه 
- انهم ينظرون الينا
قطبت سماح حاجبيها بضيق بعد أن فهمت حانقه من فعلته الوقحه
- مش خلاص عرض المحبين خلص..
هبطوا من السياره لتحدق سماح بشقيقه والفتاه التي تقف خلفه.. اشفقت على شقيقه وهي تري نظرات تلك الواقفه ولم تكن نظراتها الا موجها اليها ترمقها بكره وحقد
- اهلا بكي ضمن عائلتنا... ادعي نور الدين وهذه جين حبيبتي
رحب بها نور الدين بود ولطف فشكت ان الاثنان اخوه 
ابتسمت اليه وبادلته لطفه
- لي الشرف سيدي 
فتمتم نورالدين وهو يُطالع شقيقه الواقف جانبها وقد تحركت يداه علي خصر سماح
- أصبحتي من العائله سماح... انا نورالدين فقط 
لم تبدي جين اي ترحيب بها وإنما ظلت ترمقها بنظرات حاقده وقد كان سهيل يتلذذ في رؤيتها هكذا وينتظر رحيلها من المنزل الذي تقيم فيه معهم لأنها ممرضه شقيقه وتعتني به 
- كنت أظن انك ستتزوج بفتاه شقراء سهيل.. ليست كما توقعت 
اخيرا تخلصت جين من صمتها وكانت تظن ان سماح سهلت المنال فأحتقن وجهها هاتفه 
- القلب كما يهوي عزيزتي.. وسهيل يذوب بي عشقاً.. مدام اختارني قلبه فأنا لست اي امرأه
تجمدت ملامح جين وهي لا تُصدق ان سهيل الذي يمقت النساء وليسوا في قاموس حياته احب وتزوج فكم مره عرضت عليه نفسها بأذلال ولا تلقى منه إلا النفور والطرد 
فأبتسم بزهو على ردها الذي أعجبه وانتهى اخيرا اللقاء الذي حقدت فيه جين على سهيل واقسمت انها ستذيقه مراره فعلته وجرحه
...............................
دارت عين سماح بالغرفه الواسعه 
-  اعجبتك الغرفه 
طالعته بحنق مشيره نحو كلاهما 
- انا وانت هنقعد فيها مع بعض 
اقترب منها وسلط عيناه نحو اصبعها
- بالطبع.. وفي نفس الفراش أيضا 
اتسعت عيناها غضباً وقبل ان تبدي ردت فعل صډمتها وقاحته 
- لا تقلقي انا امقت النساء وحينا اتخلى عن كرهي لهم فلن أقع في غرامك انتي 
لم تتحمل سماح اهانته فمثلما يبغض النساء هي تبغض امثاله
وكادت ان تلذعه بوقاحتها مثلما تواقح معها ولكنها أدركت ان البرود مع امثاله هو الأفضل 
- القلوب عند بعضيها
ومع صوت جين تهتف بهم انهم ينتظروهم على الطعام
- اضحكي واصنعي اي دور ام انكي لا تفهمي في أمور النساء أيتها الشويش 
ورغم حنقها منه كانت تمثل الدور ليس من أجله إنما رداً
لانوثتها
لتسترقي جين السمع لاصواتهم..
- سهيل بس عيب بقى.. ابعد خليني انزل
والمشهد لم يكن الا هي تدفعه على صدره وتاره تعض ذراعه وهو يحاول ان يمسك يداها او رأسها
..................................
نظر مراد نحو الفطار المعد على المائده ليلتقط الورقه الموضوعه أسفل كأس العصير
" كان لازم اروح شغلي بدري النهارده"
وانهت جملتها برسم وجه على شكل ابتسامه
ابتسم رغماً عنه وجلس يتناول فطوره.. كل يوم أصبح يكتشف فيها اشياء عده.. هناء الفتاه القويه التي تمالكت جرحها ولم تتبع أساليب النساء في الخصام إنما اتبعت تربيتها تحضر طعامه وغدائه وما يُريده منها رأته كيف تكون ابنه الأصول التي لا تثور وتفضح امرها.. اكملت حياتها معه إلى أن يأتي وقت الرحيل ولم تنسى بناء كيانها والذي لم يكن الا ترميماً لچراحها
وفي مكان عملها كانت تقف في مطبخ الفندق تتناول كأس الشاي وقطعه من الكعك وتتحدث ببشاشه مع العاملين داخل المطبخ
- عليك  كيكه ياعم علي تهبل.. عايزه الطريقه بقى
واردفت مبتسمه
- اوعي تقولي ديه سر المهنه
ضحك على الطاهي الخاص بالفندق
- عنينا ليكي يا استاذه.
ووسط شرح على لطريقه اعداد الكعكه.. دلف خالد للمطبخ ليُسرع الجميع في اتمام عمله بأهتمام ليُتمتم على بأحترام 
- اهلا خالد بيه..
وقفت رشفه من الشاي في حلقها لتسعل من ارتباكها ونظرت الي قطعه الكعك الصغيره المتبقيه فألتقطتها لتلتهمها
- اشربي بوء مايه يا استاذه
كان خالد يرمق تصرفاتها بصمت الي ان قرر ان يتخلي عن صمته وهتف بجمود عكس ما بداخله
- استاذه هناء
دارت هناء جسدها نحوه ببطئ تبحث عن اجابه لوجودها بالمطبخ
- مش على مكتبك ليه يا استاذه
طالعت هناء على الواقف جانبها ثم العاملين لتنظر الي خالد الذي ينتظر اجابتها
- اصل كنت.. بصراحه يافندم الشيف على بيعمل كيكه خرافه وانا ادمنتها...فقولت اخد فطاري هنا
ضحك " على" على عباراتها وصراحتها وقد ظن ان حديثها لن يعجب مديرهم  واتسعت عيناه وهو يجد مديره يبتسم مُشيراً لها بعد أن اخفي ابتسامته
- اتفضلي يااستاذه
...................................
طالع شهاب سكرتيرته الجديده التي اوصت عليها زوجته بشده 
- اتفضلي ياانسه سمر 
حدقت به سمر بأفتنان من وسامته وجسده... أفكارها كانت تنحصر دوماً ب الرجال في الوسامه والجسد.. تذكرت حديث احدي صديقاتها فمن اجل ان تُعاقب خطيبها السابق وترد كرامتها عليها ان تجذب احد الرجال وهاهي وجدت الرجل المطلوب 
نست ندي التي وظفتها لدي زوجها ونست لما أتت لتنتبه على صوت شهاب 
- انسه سمر انتي معايا.. ممكن اوراقك 
نفضت أفكارها واعطته أوراقها بأبتسامه متسعه 
- اتفضل يافندم 
تنهد شهاب وهو يُطالع أوراقها متمتماً داخله حانقاً من زوجته 
" اقول فيكي ايه ياندي.. جيبالي واحده ضايعه" 
.................................... 
تنهدت ياقوت بملل وهي تنظر إلى الطعام منتظره قدومه  تعلقت عيناها بالوقت فقد مضى وقت انتهاء عمله.. نظرت للطعام الذي اعدته.. رمقت هاتفها تخجل من مهاتفته ولكنها لم تجد شئ غيره.. ألتقطت هاتفها كي تدق عليه فسمعت صوت الباب يُفتح ليدلف للشقه فنهضت نحوه قلقاً
- اتأخرت اوي.. انت كويس
طالعها حمزه وهو لا يعرف بماذا يُجيبها فقد أصبح منقسماً بين واجبه مع أسرته الأخري وواجبه عليها 
كل يوم يكتشف انه دخل حياه لن يصبح عادل فيها.. فلن ېحطم عائله بناها من أجل شغف قلبه.. كانت نيته وهو عائد من عمله ان يذهب حيث يرغب قلبه ولكنه عدل عن الأمر وذهب للفيلا كي ينعم بعشاءه وسط عائلته وصغيرته 
انتبه على سؤالها 
- انت كويس..اكيد جعان 
رمق مائدة الطعام المُعده ونظر لها فأشفاق علي ما صنعته من اجله.. وأقترب منها يمسح على خدها برفق 
- هغير هدومي تكوني سخنتي الاكل وناكل سوا
ابتسمت وهي تُطالعه خجلاً وذهبت لتسخن الطعام الذي سخنته من قبل 
عاد بعد أن ابدل ثيابه وجلس أمام المائده.. صنعت له كل الطعام الذي يفضله 
- انا سألت ناديه على الاكل اللي بتحبه..
قالتها بحماس..ليُطالع حماسها مبتسماً 
واخذت تضع له من الاصناف التي اعدتها في طبقه وهو لا يستطع تناول شئ 
شرع في تناول الطعام ببطئ  وبدأت هي بالأكل وبعد لقمتان اكلهم  
- تسلم ايدك الاكل طعمه يجنن
نظرت الي الطبق الذي لم يمس منه إلا القليل ولم يكن الا صنفاً واحداً قد تناوله 
- بس انت مأكلتش حاجه 
ابتسم بلطف وتناول معلقتها منها 
- عايز اكلك بنفسي 
تعجبت من امره وبالفعل بدء اطعامها مع دعاباته.. انساها امر انه لم يأكل شئ واراح ضميره انه هنأ بعشاء هادئ وجميل 
انساها لما تأخر عنها ولما لم يأكل طعامه وكانت هي كالعطش الذي يرتوي من الحب والحنان حتى لو كان عدد من الساعات التي تنتهي بهم كما يرغب هو بين ذراعيه
........................................ 
رمق سالم مها بنظرات متفحصه يعض على شفتيه يتأمل كيف أصبحت سيده من سيدات المجتمع.. ف الرفاهية ظهرت علي جسدها وملابسها ووجهها فأزدادت جمالا.
كانت ماجده بالمطبخ تجهز الطعام من أجل شقيقتها اما مها جلست تتحاشا الحديث معه تتلاعب بأصابعها
- ايه يامها انتي مخاصمه جوز اختك ولا مبقيناش نشرفك 
صمتت دون رغبه في سماع حديثه 
مازالت ذكرى لمساته القذره وهي نائمه وكانت تظنها احلاماً ټقتحم مخيلتها... وصوته حينا وضعتها شقيقتها فوق سطوح المنزل صداه داخلها .. أخبرها انه سيجعل ماجده تعيدها للشقه والُمقابل ان تصمت على اي شئ 
ولم يكن الشئ الا انتهاك حرمه جسدها 
- احلويتي يابت يامها 
هتف بها سالم بصفاقه.. فضاقت أنفاسها من سماع صوته فمجيئها اليوم لم يكن الا بسبب شكوك شريف في رفضها للذهاب لشقيقتها التي تظن انه يحرمها من عائلتها ولكن الحقيقه هي من لا ترغب بالذهاب فلا هي تستطيع الحديث وهدم حياه شقيقتها ولا هي تعرف كيف تأخذ حقها
- وعلى كده شريف باشا شايف شغله وقايم بالواجب
لم تفهم مقصده في البدايه ولكن بعدما اكمل باقي عباراته البذيئه مُشيراً نحو علاقتهما 
- ماجده انتي فين... تعالي انا مش عايزه اكل
ونهضت نحو المطبخ هاربه تتعثر في خطواتها ولكنها لم تعد تحتمل حديثه داعيه ان الوقت يمر ويأتي شريف ويأخذها
ضحك سالم علي هروبها متلذذاً 
- ياخساره بقى حتت الفرسه ديه تضيع مني وادبس في اختها 
...............................
نظرت مريم لهديل صديقتها بسعاده
- اخيرا خلصنا امتحانات وبقي فاضل لينا سنه وندخل الجامعه. 
كانت هديل تحدق بالمكان الذي اصطحبتها إليه مريم بأنبهار مُتسائله 
- مريم ما تيجي نقوم من هنا.. المكان شكله غالي
طالعتها مريم ضاحكه تنظر حولها
- متقلقيش يابنتي.. انا مش عارفه اتأخرت ليه ديه كمان 
تنهدت هديل ييأس من صديقتها وافكارها
- بلاش تمشي ورا رؤى يامريم... وكمان حرام عليكم اللي هتعملي في مرات باباكي ديه شكلها طيبه 
احتدت نظرات مريم ولانت ملامحها وهي تشير بيدها نحو رؤى القادمه نحوهم
جلست بينهم ولم تعود مريم لصداقتها مع رؤى الا عندما شعرت بحاجتها لمكرها اما الأخرى مدام ترى الجميع يعاني في حياته وليس لديه عائله تهتم لأمره فهم احبائها 
- فينها يامريم انا متحمسه اوي
ضحكت مريم بأستمتاع لتلتقط عيناها ياقوت القادمه وقد اتت إليها بسعاده حتى يقتربوا من بعضهم 
واقتربت من طاولتهم بأبتسامه صادقه ولم تنتبه لغمزات مريم مع صديقاتها

يتبع بأذن الله 
**********

الفصل الخامس والثلاثين
*******************

خرجت من المطعم تتمالك دموعها التي سقطت رغماً عنها.. الصغيره جعلتها وسط اصدقائها المرأه اللعوب التي ترمي شباكها على الأثرياء.. أتت من بلدتها تبحث عن وظيفها وفي النهايه حصدت زواج وأكثر ما قهرها انها كانت تأتي لمنزلهم من أجل أن تقترب من والدها 
مجرد دردشه كما سمتها الصغيره وماوراء ذلك كان مكراً وخبثاً
- انا اسفه 
اعتذرت ياقوت من المرأه التي انحنت تلتقط ما سقط منها بعدما اصطدمت بها 
- انا شوفتك قبل كده صح
حدقت بها هند لفتره كي تتذكرها 
- انا ياقوت شوفتيني في المعرض بتاعك 
صافحتها هند بود ولم تكن تعلم لا هي ولا زوجها مروان انها لم تعد فقط فتاه عاديه جلبها معه حمزه 
- افتكرتك.. وكويس اني قابلتك 
رمقتها ياقوت بقلق وعندما شعرت هند بقلقها ابتسمت حتى تطمئنها
- متقلقيش عايزاكي في شغل.. مش انتي بتعرفي ترسمي 
.................................. 
ارتعشت ايد صفا پصدمه وهي تنظر لملامح ذلك الجالس مع رب عملها.. خشت ان يتذكرها ويذكر ملامحها..
وضعت القهوه أمامهم وانصرفت سريعا تُداري حالها في المطبخ الذي أصبح مكان جلوسها 
...............................
أنهت جلستها مع هند بسعاده بعدما اقترحت عليها الأخرى العمل ضمن الفريق الذي اسسته في مركزها 
سارت تتمشى قليلا حتى تنسى لقاءها مع مريم فوقعت عيناها علي حديقه صغيره بسيطه
جلست بها تتأمل الجالسين حولها.. لمعت عيناها وهي ترى من يجلب لزوجته قرطاس من الترمس ثم يربت علي بطنها المنتفخه 
ومن يجلس بجانب خطيبته وتمسك ورقه وقلم ويبدوا وكأنهم يدونوا ما سيحتاجونه وتكفيه أموالهم 
ومن مازال في زهوه حبه.. ومن تجلس مع ابنها تلاعبه 
تنهدت بأنفاس مثقله تتمنى لو تزوجت رجلا بسيطاً وكان لها وحدها ولكن الحياه لا تعطي كل شئ ببساطه دون ضريبه 
تاهت في حياتها التي تعيشها لتنتبه على رنين هاتفها تظنه هو ولكنها تفاجأت بهناء تدق عليها
- ياقوت انتي فيكي حاجه تعباكي
ابتسمت ياقوت لشعور هناء بها فزفرت أنفاسها وهي لا تعلم بما تُجيب عليها اتخبرها انها بخير اما انها ضائعه.. شعرت بها هناء فأجابت بمقت
- مافيش غيرهم الرجاله هما اللي بيدخلوا حياتنا ويبوظوها 
كانت لأول مره هناء تخبرها عن الرجال هكذا.. الرجال كانوا في مخيلتها هم الأمان والحب.. كانت تتكلم بقلب عاشقه اما الان أصبحت امرأه خذلها الحب 
- شكلك زعلانه مع مراد يا هناء 
ضحكت وهي تتمنى ان تخبرها ان زعلها منه شيئاً قليلا عما تعيشه معه ولكنها تجاوزت الحديث عن حياتها 
- سيبك مني انا وقوليلي فيكي ايه 
صمتت ولم تتحدث ففهمت هناء ما تعيشه فوالدتها اخبرتها عن مخاوفها من زيجه ياقوت.. رغم انه رجلا ذو خلق الا ان حياته المعقده ومسئولياته لن تناسب ياقوت التي حلمت كثيرا بزوج ان تكون هي عالمه كما سيكون هو عالمها الصغير 
- ياقوت اخرجي من دايره احلامنا في الجواز... بلاش احلام الروايات .. كل ده مش موجود في الجواز
واردفت وقد آلمتها ذكرى أحلامها التي هدمها مراد دون رحمه 
- الجواز مش عايز الست الحالمه اللي فاكره جوزها هيكتبلها كل يوم قصيده شعر وهيجروا ورا بعض بالمخدات ويحضنها وهي في المطبخ..
اثار حديث هناء جزءً داخلها رغم ان علاقتها بحمزه هادئه الا انها لا تتذكر انه ضمھا اليه يسألها عن أحلامها البسيطه او جلسوا يتثامرون ليلاً سوياً
- مش هي ديه كانت احلامنا ياهناء
فضحكت هناء وهي تتذكر انها من أثرت عليها بتلك الأحلام 
- ذنبك في رقبتي انا عارفه..
- في ايه بينك وبين مراد ياهناء خلاكي كده
نظرت للقلم الذي تحمله في يدها وتكتب التقرير الذي طلبه منها مديرها 
- صدقيني يا ياقوت انا حاليا في أحسن وأفضل فتره في حياتي.. قوليلي بتعملي ايه في يومك رجعتى شغلك 
تنهدت ياقوت بيأس فحمزه رفض فكره عملها بالشركه عندما فتحت معه رغبتها بالعوده 
- حمزه رفض..بس النهارده جالي عرض شغل تاني 
ولم تمهلها هناء إكمال تفاصيل ذلك العمل..لتهتف بأصرار 
- أنتي بتحبي هوايتك اوعي تضيعيها منك.. واتغيري يا ياقوت الحياه عايزه الست الذكيه 
ومضت المكالمه كما مضى لقاءها بهند ولكنهم حركوا شئً داخلها
..................................
أسرعت صفا في وضع الأطباق فوق المائده خشيه لان ينتبه مكرم لملامحها 
كان يبدو من وجوده مع فرات انه شخصاً قريباً منه يثق به.. منذ الصباح وهو معه في مكتبه يتناقشوا بأمور عده.. وجوده يخيفها تخاف ان يتذكرها ويأخذها بذنب ليس لها دخل فيه الا انها ابنه رجلا لم يعرف الرحمه يوماً ولم يكن الا شيطاناً 
- متعرفش وجودك هيفرق اد ايه معايا في الشغل يامكرم 
قالها فرات وهو يسير جانبه نحو مائده الطعام.. فأطرقت صفا عيناها أرضاً حتى لا يري مكرم ملامحها 
رمقها فرات بسخط 
- واقفه عندك ليه 
وقوفها كانت من اوامره فتعلثمت في ردها
- ديه أوامر حضرتك 
لم تخفي ملامحها علي مكرم ولكنه فضل الصمت  بذكاء حتى يفهم كيف وصلت للعمل مع فرات
شرعوا في تناول طعامهم.. وعقل مكرم يدور في وجودها هنا ولكن أخيراً وجدها فحق شقيقته سيأخذه منها هي وكأن وقت الحساب قد اتي 
تظاهر مكرم بتذكره مكالمه هامه 
- تسمحلي يافرات بيه.. اعمل مكالمه
ابتسم  فرات بلطف مُشيراً اليه انا يفعل ما يحلو له.
خطواته اخذته الي المطبخ الذي خمن وجودها فيه... وجدها تجلى الأطباق بذهن شارد 
- يااا على الزمن صفا بنت عدنان الأنصاري اخرتها خدامه وخريجة سجون كمان 
ألقى عباراته متهكما.. فأغمضت عيناها پخوف فما خشت منه حدث 
- أنتي وصلتي لفرات النويري ازاي.. ولا شكله الصيده الجديده بعد حضرت الظابط.. عدنان الأنصاري هيخلف ايه غير أفعى 
سقطت دموعها وهي تتذكر مكرم صديق طفولتها وشقيقته منال توأمه.. منال صديقتها الجميله التي انتهك والدها حرمة جسدها بعد أن جعلها فتاه مدمنه ومن اجل ان تنال جرعتها كانت تعطيه جسدها كعربون... لم تعرف كل هذا إلا يوم ۏفاتها 
- فاكره منال يا صفا
دموعها ملئت وجهها ولم تشعر الا بالطبق يسقط من يدها ودخول فرات عليهم متعجباً من وجود مكرم بالمطبخ
- بتعمل ايه هنا يامكرم
اجابه بصلابه وهدوء
- كنت بطلب منها كوبايه مايه 
وغادر المطبخ دون كلمه آخري حتى لا يثير شكوك فرات.. ليرمقها فرات وهي تنحني تُجمع الأجزاء المنثوره فوق الارضيه 
- ابقى خدي بالك بعد كده 
تمتم عبارته بجمود وانصرف ليتركها في الماضي الذي ابي ان يتركها رغم ما تدفعه لتكفير ذنوب والدها 
....................................
انتظرت قدومه بفارغ الصبر حتى تعلمه بمقابلتها لهند وعرض عملها.. ابتسمت وهي تقترب منه ولكن ابتسامتها اختفت سريعا 
- ليه عاملتي مريم وحش يا ياقوت قدام صحابها
اڼصدمت بما يُخبرها به فأردف بأسف لفعلتها 
- كنت فاكر عقلك أكبر من كده 
لم تتحمل اهانته الظالمه فلم تُفكر ان تُخبره بأهانتها لها أمام صديقاتها ولم تهينها كما اهانتها ولكن في النهايه يكون هذا جزائها 
- انت جاي تتهمني
أشارت نحو حالها بآلم فتنهد بضيق 
- فين هينتك احنا بنتكلم.. ياقوت مريم بنتى ولازم تتقبلي ده 
ابنته وماهي الا خاطفه الرجال كما اسمتها الصغيره.. ذلك هو الخلاص الذي تمنته.. اتضحت لها مكانتها بحياته وكما اخبرتها زوجه ابيها ستعود لهم بحقيبتها مطلقه 
دمعت عيناها قهراً
- بنتك اللي فخور بيها ديه كدابه وانانيه 
صړخ بها پقسوه وكأنها اجرمت فيه هو 
- ياقوت.. حاسبي على كلامك مفهوم
آلمها صراخه بها.. رأت صورته القديمه وكأن زهوة الزواج قد انطفأت 
- انا مكدبتش ديه الحقيقه... للأسف انت فشلت في تربيتك ياحمزه بيه... البرج العالي اللي معيش بنتك فيه خلق منها انسانه انانيه ومريضه 
لم يتحمل حديثها فصغيرته لا أحد يفهمها غيره يعذر صغر سنها
- قولت اسكتي.. اظاهر انك مش واعيه لكلامك
بكت بحرقه وهي تنظر اليه 
- انا واعيه لكل كلمه.. بنتك محتاجه دكتور نفسي يعالجها من انانيتها وكدبها
تجمدت نظراته نحوها ورمقها پقسوه 
- خيبتي نظرتي فيكي.. كنت فاكر معامله اهلك ليكي هتخليكي تعامليها كويس وتحسي بيها.. بس اظاهر فاقد الشئ مش بيعرف يدي حاجه 
صڤعتها كلماته.. لتتسع حدقتيها وهي تسمع اتهامه 
- انت بتعيريني بحياتي... انا كل ضعفي وطيبتي من اللي شوفته بخاف أذى الناس لاني دوقت مراره الاذى
ضاقت أنفاسه وهو يدرك ما تفوه به لم يكن يقصد جرحها ولكن مريم في كفه اخري بحياته 
أزالت دموعها پعنف من فوق وجنتيها آسفه على حالها 
- سمعت بنتك ومفكرتش تسمعني حتي 
وارتجفت وهي تعض شفتيها حتى لا تعود لبكائها
- عملت زي ما طردتني من شركتك عشان غلطه كانت ڠصب عني
تنهد بيأس عما حدث واخذ عقله يدور في صغيرته التي لا تكذب عليه ابدا وكيف ستكذب وهي من هاتفته تطلب منه أن تُقابل ياقوت وتُعرفها على أصدقائها ويقتربوا من بعضهم لأجله 
سارت من أمامه وهي لا تشعر بقدميها.. ها هو الظلم يعود إليها من جديد 
...................................... 
ضحك شريف بقوه وهو يشيح وجهه بعيداً عن عبث يداها 
- كفايه لعب في وشي يامها.. الظاهر ان جلسه النهارده أثرت عليكي ياحببتي 
اكملت عبثها بالمثلجات بشقاوه يلتهم اصبعها فصړخت بتآوه
- اكلت صباعي 
مال نحوها يداعب أنفه بأنفها
- مرتاحه... عرفتي تتكلمي مع الدكتوره وتحكلها
شبكت يداها ببعضهما تزفر أنفاسها نحوه  
- انا بحبك اوي ياشريف 
ضمھا نحوه ناسياً كل شئ معها.. رغم ان فارق العمر بينهم سوي عام الا انه لا يراها الا كأبنه.. سبحانه من وضع حبها في قلبه 
- مها انا بقول نروح.. كده هنتفضح ياحببتي.. وسمعتي المهنيه هتدمر بسببك
ابتعدت عنه بعدما اتم عباراته وفهمت مغزى كلامه
- ابعد عني ياشريف.. انت اللي بتستغل الفرص 
أدار مفتاح سيارته ضاحكاً على فعلتها 
- ياريت لما نروح تبقى كده ياحببتي.. بدل ما انتي لا نايمه او قاعده مع ندى 
.................................. 
بكت حتى أصبحت ليس لديها طاقه للبكاء كلما تذكرت كلماته التي طعنها بها شعرت بوجوده معها بالغرفه وعندما تسطح جانبها نهضت تلتقط وسادتها وغطاءً
- رايحه فين ياقوت
رمقته پغضب هش وضمت وسادتها وغطائها نحوها 
- رايحه انام في مكان تاني
تنهد ممسحاً على وجهه فالمشاكل قد بدأت وعليه ان يُراضي ويتقبل اعاصير النساء
- ارجعي مكانك ونامي وبلاش شغل العيال ده
لم تشعر بنفسها وألقت ما في يدها فوق الفراش
- انا عيله.. عشان زعلانه ابقى عيله
وعادت تلتقط اشياءها فقبض على معصمها ناهراً
- مش مع أول نقاش يبنا هنوصل لكده... انا مبحبش تصرفات الستات وصغر عقلهم
انسابت دموعها وهي تسمع عباراته لا تُصدق انه قاسې هكذا
- ده مكنش نقاش.. ده كان اتهام وظلم
ذبذبه بكائها تخلي عقله عن قيوده وضمھا نحوه
- خلاص يا ياقوت انا اسف على الكلمه اللي قولتهالك مكنتش اقصد اعايرك بحياتك
جهشت بالبكاء وهي تُخلص حالها من آسر ذراعيه
- انت مصدقتنيش شايفني كدابه.. مريم محتاجه تتعالج صدقني
زفر أنفاسه مُقرراً ان يجمعهم ببعضهم وهو بينهم حتى يفهم الامر منهما سوياً.. فعقله رجح الحكايه له غيرة من كلتاهما ليس اكثر
- خلاص يا ياقوت.. هنخرج انا وانتي ومريم والغلطان فيكم هيراضي التاني انا عايزكم تقربوا من بعض لان كده هرتاح
لم تحب الفكره ولكنها لم تجد الا الصمت
وعندما تذكرت امر العمل ابتعدت عنه 
- انا قبلت هند النهارده
وقبل ان يفهم منها كيف تمت مُقابلتهم اردفت بحماس
- قدمت ليا عرض شغل في مركزها التعليمي.. نفس العرض اللي انت قدمتهولي لما كنت موظفه عندك
تذكر ذلك العرض الذي لم يكن غرضه منه إلا نسج خيوط لعبته كان ذلك من الماضي ولكن الآن هي زوجته
- لا ياياقوت مافيش شغل.. عايزه ترسمي فضيلك اوضه وهجبلك كل اللي تحتاجيه وارسمي في البيت
اطفئ حماسها لتنهض من جانبه تلتقط وسادتها تاركه الغرفه له 
- ياقوت 
..................................
تعلقت عين شهاب بندي مُتعجباً من وجوم وجهها بعدما خرجت من المرحاض
- ايه اللي في ايدك ده ياندي ومالك حزينه كده  
سلط عيناه نحو ما تقبض عليه بيديها 
- مطلعتش حامل ياشهاب 
ضحك على درامتها فالأمر لا يفرق معه
- وزعلانه عشان كده.. ده انا قولت ماټ ليكي حد 
داعبها حتى تضحك ولكنها لم تبتسم.. فأقترب منها يرفع وجهها اليه 
- المرادي مافيش حمل... المره الجايه يحصل احنا مش مستعجلين ياحببتي.. 
ومال نحوها يخبرها بعباراته الوقحه فدفعته عنها بسبب وقاحته
- بطل كلامك ده 
تنهد بأرتياح عندما سمع ضحكتها 
- ايوه كده اضحكي.. صحيح ياندي سمر ديه انتي واثقه من قواها العقليه 
زمت شفتيها بعبوس وهي تسمع تهكمه بشقيقه صديقتها 
- شهاب متقولش كده البنت بتمر  بظروف نفسيه.. والشغل هيخرجها من اللي هي فيه 
كان غارقاً في تأملها غير عبئ بقصه الاخري
- سيبك من سمر ديه وخليكي معايا 
.................................
خرج فرات من غرفه مكتبه بعد أن انهكه عقله بأتصال محاميه به لم يكن الاتصال الا اطمئنانً ومزاحاً ولكن العباره التي رماها اسعد محاميه كانت بمقصد.. اسعد لم يكن محاميه وحسب إنما صديقً له 
" عزيز كان بيسأل عن العقارات والأراضي اللي ملكك.. وفرحان بالفلوس والاملاك اللي بتعملها ماكله هيكون لأولاده مش ولاد فاديه هما اللي هيورثوك" 
عزوفه عن الزواج كانت رغبته.. الفتاه التي احبها في شبابه رحلت وأخذت أحلامه معها..واصبحت النساء أمامه متعه لا يرغبها
وعادت كلمات اسعد تصب في أذنيه 
" لو هاشم النويري كان عايش وشايف نسله بينتهي وماله واراضيه هتكون لواحد زي عزيز كان ماټ بحسرته يافرات "
قبض على عصاه بقوه ودق بها الأرض حتى ينفض أفكاره..
شعر بحاجه الى فنجان قهوه يعيد له توازنه.. ليخطو نحو المطبخ 
فوقعت عيناه على صفا الممده ارضاً تضم غطائها على جسدها 
تنهد بمقت من فكره شقيقته في ابعادها عن مصر حتى ينسى زوجها امرها رغم انه يعرف ان يقدر على ردع عزيز او تطليق شقيقته منه ولكن حب شقيقته لزوجها يجعله يتغاضي.. 
قضت سنوات شبابها تخدمه وتخدم ابيه وترعاهم وكانت رغبه ابيه ان تظل معهم دون زواج فهى ليست بحاجه لان تتزوج 
عقد كانت داخل والده وافكار عقيمه لم يطبقها الا علي شقيقته 
ولكن هو كان يشعر بها ولم يُكمل رحله حرمانها من حقوقها بعد وفاه والدهم.. أعطاها حريتها ورغم عدم تقبله لعزيز الا ان اصرارها جعله يرضخ في النهايه حتى يتبرئ من ذنبها 
سكب قهوته التي كادت ان تفور ليقف منصتاً لهمهمات صفا
"  انا مظلومه.. منال.. حمزه.. انت السبب " 
كانت تنادي عليهم وتبكي.. ترددت الأسماء في أذنيه 
هو يعلم بحكايتها مع حمزه الزهدي ولكن من منال تلك التي تهتف بأسمها 
انتفضت من نومتها تلتقط أنفاسها لتقع عيناها على فرات القريب منها ويحمل في يده كأس الماء 
طالعته پخوف تضم جسدها بذراعيها
- خدي اشربي 
مد كفه بكأس الماء.. لتتعلق عيناها به پخوف اما هو وقف يسبر اغوارها 
..................................
اتسعت حدقتيها وهي ترى الصغيره تقدم لها هديه وتبتسم نحوها
- ممكن تقبلي مني الهديه ديه ياقوت 
جالت عين حمزه بينهم بعدما أخرجت صغيرته هديتها المغلفه من حقيبة ظهرها وقدمتها لها
ألجمتها فعلتها.. فالصغيره منذ أن دلفت معهم السياره الي ان وصلوا لاحد المطاعم وهي تُحادثها بلطف وكأنها باتت ليلتها واستيقظت لتجد انها تُحبها
- ياقوت مريم بتكلمك انتي سرحتي في ايه 
انتبهت على صوته الجاد وهو يرمقها بتأنيب على صمتها وحديثها عن صغيرته وهاهي صغيرته تثبت لها حسن نواياها بقلب حنون 
رسمت ابتسامتها بصعوبه من هول دهشتها وألتقطت الهديه تنظر لاعين مريم التي كانت تُطالعها ببرآه 
- اتمنى تعجبك الهديه.. ونتصالح ونبقي أصدقاء يا ياقوت
واسبلت جفنيها بوداعه تنظر نحو ياقوت التي دخل عليها الدور ولانت ملامحها وابتسمت نحوها بصدق ولامت نفسها على حديثها عنها فيبدو انها فهمت اندفاعها خاطئ وهاهي تعتذر منها 
- هو انا ممكن اقولك ياقوت عادي
لمعت عين ياقوت واشرقت ملامحها بأبتسامه حانيه 
- طبعا يامريم.. هكون سعيده لو بقينا صحاب ونقرب من بعض 
طالعهم حمزه بسعاده حقيقيه ينفث أنفاسه براحه وهو يراهم منسجمين هكذا 
- المهم بابا يكون مبسوط 
قالتها الصغيره بدهاء ليُطالعها حمزه وهو سعيد بأن صغيرته تتقبل كل شئ لأجله 
- حببتي انا هبقي مبسوط لما تقربوا من بعض.. وكده اقدر اوعدكم اننا نسافر اي مكان تختاروه سوا.. 
وكأنه أراد أن يكافئهم فلا شئ يرق مضجعه تلك الفتره الا هما.. عواقبه تتلخص بين صراعه معهم يرغب بزوجته والتمتع معها براحه ولكن ابوته غرزت في اعماقه ولا يوجد مقارنه لديه بين حبهما
لمعت عين الصغيره وهي تنظر لملامح ياقوت التي تنظر لحمزه بسعاده عندما افصح عن نيته برحله معهم وحدهم
تمتمت داخلها پحقد 
" مش هتاخدي مكان ماما أبداً.."
- خلي مريم هي اللي تختار المكان.. اكيد هي محتاجه الرحله ديه قبل الدراسه 
تمتمت ياقوت عبارتها وهي تُطالع مريم... ليسعد حمزه من ردت فعلها 
بدء النادل يضع اطباق الطعام أمامهم.. ليصدح رنين هاتفه فنهض يُجيب على المتصل ناظراً لهم بحب 
- كلوا لحد ما اخلص المكالمه ورجعلكم
اماءت ياقوت له برأسها وشرعت في ارتشاف الشربه بمعلقتها.. غير منتبها على نظرات مريم التي تحولت للعداء 
- متحلميش اوي بالعيشه ديه كتير..
اڼصدمت  من عبارتها لترفع عيناها نحوها وقد استوعبت الامر اخيرا.. الصغيره تمثل أمام والدها
- أنتي بتعملي كده ليه معايا 
رمقتها مريم پحقد.. انتظرت ياقوت ان تخبرها عن سبب كرهها ولكن الصغيره صمتت وبدأت تتناول طعامها
- اتأخرت عليكم 
صوت حمزه وقدومه كانت الاجابه عليها.. فالصغيره صمتت حينا وجدته عائداً نحوهم
................................... 
كان سهيل بارعاً في رسم دوره حتى انه صدمها تجاوزاته كانت مخجله بالنسبه لوضعهم 
- أخيراً رأيتك تحب اخي وتزوجت 
هتف نورالدين عبارته وهو يرمق سهيل الذي كان يمسد كف سماح داخل قبضته 
ابتلعت جين طعامها بغصه وعيناها ترى المشهد..لم تتحدث بكلمه فالمشهد الغرامي الذي يعرضه سهيل جعلها تحترق بنيران الغيره 
- سماح سړقت لي عقلي اخي 
سلط عيناه نحو جين وهو يتمنى ان تأخذ دورها الصحيح وترحل  عن شقيقه.. يعلم أن شقيقه سيتألم ولكنه سيعتاد 
لو استطاع اخباره سبب مكوثها بينهم وتضحيتها العظيمه بأن تظل ممرضه له 
ارتسمت بسمه حنونه على شفتى نورالدين لتتعلق عيناه بجين 
- انا وجين لدينا خبر لكما 
لم يشعر بالراحه مما سيخبره به شقيقه وفي ثواني كان يخبره بأخر شئ ينتظره المُخادعه جعلت شقيقه يرغب بزواحها ستخدعه كزوج وټنتقم منه
- سنتزوج 
حدقت بهم سماح صامته وأكملت تناول طعامها سعيده بما سيحدث لذلك المغرور.. ف الحكايه تعقدت وبدلا ان كانت مجرد حبيبه ستنتقل لرتبه اكبر وتكون زوجه شقيقه
......................................
تنهد وهو يجدها تبتعد عنه بعدما حاوطها بذراعيه يدنو منها ليقبلها
- وهتفضلي لامتى زعلانه..
تمتمت بحزن وهي لم تنسى معايرته له ونظراته التي اتهمتها ان ابنته ذو نيه صادقه 
- لما توافق اني اشتغل.. انا تعبت من القاعده لوحدي طول اليوم
اعتدلت في رقدتها لينظر لها ضائقاً عيناه
- أنتي كلمتي ناديه
توترت وهي تتذكر مجئ ناديه إليها اليوم صباحاً وقد طلبت منها ان تساعدها حتى تجعله يقبل امر عملها ولكن ناديه وضعت لها الحل دون ان تظهر هي في الصوره
" حمزه دلوقتي جوزك ياياقوت ابدأي افهمي مداخل جوزك وألعبي عليه... وصدقيني الراجل بيعند اكتر لما طرف تالت بيدخل في قراراته مع مراته"
واخدت تخبرها بنصائحها شعرت انها تتعلم من جديد.. وضحكت ساخره على حالها فمن اين ستتعلم وكل حياتها كانت مغلقه
- مدام سكتي يبقى كلامي صح
وزفر أنفاسه بمقت
- ياقوت انا مبحبش الجدال كتير
ارتبكت وهي عازمه علي فعل ما اخبرتها به ناديه.. فأقتربت منه تمسك كفيه برجاء
- ارجوك انا بحب الرسم وديه فرصه ليا.. ده يعتبر عمل تطوعي
واردفت بتلاعب من افضال ناديه
- انت طول عمرك حنين.. هتيجي معايا انا ومش هتبقى حنين
ابتسم علي عبارتها
- ماشاء الله ناديه ليها تأثير ساحر
ورغم انه لانت ملامحه ووافق من أجل الا يحرمها من هوايتها أراد التلاعب بها
- قولت لا يا ياقوت
حاولت كثيرا معه إلي أن ضاقت أنفاسها.. فنهضت من فوق الفراش حانقه.. خرجت بمنامتها القصيره وقد نست امر مبيت مريم لديهم
دلفت للمطبخ تبحث عن شئ تخرج به حنقها.. ألتقطت إحدى حبات الطماطم تلتهمها بضيق
لتشعر بوجوده رمقته وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ويحدق بها مُستمتعا
- نفسك قصير يا ياقوت.. وعلى العموم انا موافق مدام ده حلمك
اتسعت عيناها ذهولاً غير مُصدقه انه وافق أخيراً ركضت اليه تتعلق بعنقه والسعاده تغمرها
- بجد موافق.. انا مبسوطه اوي
ضمھا نحوه وقد خفق قلبه وهي بين ذراعيه... شبت على أقدامها تلثم خده مما جعل قلبه يخفق اكثر بمتعه
ولم ينتبهوا لنظرات الصغيره وقد تأكدت من صدق حديث صديقتها رؤى انها ستأخذه لها وسينساها
......................................  
دفع سهيل كل شئ يقابله أمامه غاضباً وهو لا يري أمامه..خطته كانت لكي ترحل عندما ترى زوجته.. كان يعلم أن رحيلها لن يكون سهلا ولكن لم يظن ان الامر سيقلب لزواج.. فماذا ستريد من شقيقه وبوضعه هذا
- حقيره.. ماذا سأنتظر من النساء الا المكر 
ألتوت شفتي سماح تهكماً ولم تعبئ بثورته 
- تستاهل.. فاكرها هتقعد تبكي عليك اهي ألشتك وهتتجوز اخوك 
وصلته همهمتها فتوقف عما يفعله لتحتد نظراته نحوها 
ارعبتها نظراته الحاده لترفع كتفيها بثقه 
- بتبصيلي كده ليه.. لو فاكرني هخاف منك مش هخاف
قبض سهيل على كفيه يُجاهد محو أفكاره الشنيعه مُقترباً منها 
- مدام اتفاقنا لم يجني ما خطت له.. سأخذ حق اموالي التي دفعتها لكي 
اتسعت عيناها وهي تجده يرمقها بنظرات فهمتها.. لعنت اللحظه التي قابلته فيها والمال الذي أخذته منه وقد ظنت انه سيأتي شئ في أمواله .. اخذت بعض المال منه لتدفعه في دار أيتام أوشكت على السقوط اتفاقهم كان بعد نهايه مده العقد ولكن حدث ماحدث
- بس ده مكنش اتفاقنا.. 
مرت أمامه صوره والدته وهي في أحضان عمه... ذكرى لعينه لم ينساها يوماً
ابتلعت سماح لعابها پخوف من قربه لها وانتفضت من فوق الفراش هاربه الا انه كان اسرع منها 
- سأخذ حقي بمالي سماح

يتبع بأذن الله 
***********

الفصل السادس والثلاثين
*******************

انزوت على نفسها ترثي حالها بعدما نهض عنها.. وقف مصعوقاً مما فعله لايُصدق انه نالها هكذا.. قبض على كفيه بقوه يرمقها بنظرات جامده يسمع آنينها
- سماح
ازداد نحيبها وهي تسمع صوته الذي كرهته.. لم يأبى لصړاخها ولا توسلاتها وهي تترجاه ان يتركها.. نفخ أنفاسه بضيق عما صار بينهم
- لم اقصد فعل ذلك.. سأدفع ثمن تلك الليله ان اردتي
ادمت كلماته قلبها الذي لم تشفي جراحه.. أعاد إليها سنوات من عمرها جاهدت على نسيانها.. تمقت لمسات الرجال أقسمت ان لا يمسها رجلاً ثانية.. ضحكه ساخرة صدحت داخلها فمن منا لم يقسم على شئ ان لن يفعله ولن يقبل به الا وجاء يوماً مصعوقاً من حاله
ارتجفت شفتيها قهراً تبحث عن شئ تقذفه به.. يظنها سلعه
تعلقت عيناها الدامعه به وهي تجده ينتظر ان يسمع منها الثمن الذي تريده
- كم تريدي سماح
عند تلك النقطه لم تعد تحتمل بذائته.. كادت ان تصرخ به ليصدح صړاخ  الخادمه بأسمه تستنجد به 
- سيدي ساعدنا..
هرول من الغرفه عندما ألتقطت أذنيه ان الأمر يخص شقيقه
....................................
انتقلت أنظار سهيل بين شقيقه وجين التي تمسك كفيه تقبلهما
- انا اسفه حبيبي.. ماحدث لك بسببي انا
قالتها جين بأعين دامعه ولكن داخلها كانت ترقص فرحاً فقد حققت ماارادت 
شردت في الحقيقه التي سمعتها وعن المال الذي دفعه سهيل  لتلك المخادعه التي تزوجها حتى ترحل هي عنهم 
أصابت هدفها عندما ذهبت إلى نورالدين تحمل حقيبه ملابسها تُخبره انها ستغادر المنزل فشقيقه يرفضها ولن تقبل ان تسبب لهما ڼزاع من أجلها 
خرجت من غرفته بعدما اجادت رسم خطتها وكما توقعت لم يتحمل نورالدين رحيلها هرول خلفها بمقعده المتحرك وعند الدرج جاهد ان يقف على اقدامه ليسقط بعدها من أعلى الدرج هاتفاً بأسمها ان لا ترحل 
حب نورالدين لها أصبح ورقه رابحه ومدام علمت بحقيقه زواج سهيل لن تضيع حلمها فيه حتى لو تزوجت بشقيقه العاجز 
واكملت دور الممرضه والحبيبه المخلصه التي لا مثيل لها 
ابتسم نورالدين وهو يُطالع سماح الواقفه على أعتاب الغرفه تطرق عيناها نحو يداها المتشابكه 
- سلامتك 
تصلب جسد سهيل وهو يسمع بحة صوتها المنكسر.. اغمض عيناه نادماً على فعلته 
- اقتربي زوجة اخي
اقتربت منه سماح وهي تختنق من وجود من أخذ حقه منها بمقابل ماله اللعېن ولكن كرهها لسهيل لا تضعه في كفه نورالدين الرجل الذي لا يُطالعها الا بحنان وابتسامه دافئه
- انها وقعه فقط وانا بخير... 
ثم رمق جين بمحبه ألتقطتها سماح بأشفاق عليه
- يبدو انني غالي عليكم 
وقد كانت جين بارعه في جعله يهواها اكثر.. فتعلقت عين سهيل بسماح التي لم تتحمل النظر اليه فوجوده يُذكرها بلمساتها التي ټحرق جسدها 
..................................... 
المفاجأة التي كانت إليها ان المركز التعليمي الذي ستعمل به كان قريباً من شركة الحراسات الخاصه به..كان يوماً جميلاً وهي تجلس بين الأطفال تُعلمهم خطوات الرسم..انقضى اليوم الأول لها وخرجت من المركز سعيده.. 
وصلت للمنزل واسرعت في تبديل ثيابها كي تدلف للمطبخ وتصنع له الطعام الذي يفضله.. اردت ان تصنع له عشاءً َمميزاً له امتنانً على موافقته واحترامه لحلمها 
وقفت في المطبخ تطهو الطعام بخفه فأنتبهت على اهتزاز هاتفها لتقع عيناها على اسمه فأبتمست بسعاده لتذكره اليوم الأول لعملها 
كان يخرج من الشركه متجهاً لسيارته ينتظر ردها 
- مش قولتلك كلميني لما تخلصي شغلك
لطمت جبهتها بخفه متُذكره ما أخبرها به
- ڠصب عني نسيت.. اصلي كنت فرحانه باليوم الأول ليا في المركز 
وقبل ان يُعاتبها اردفت بصوت معتذراً
- مزعلتش صح 
ابتسم على برأتها متنهدا.. سمعت صوت أحدهم يفتح له باب السياره ويشكره.. دق قلبها بسعاده فموعد وصوله قد اقترب وستبدء في اتباع نصائح ناديه التي اخبرتها عن حكايتها هي وفؤاد وكيف وصلت لقلبه حتى بات لا يتحمل البعد عنها 
فاحت رائحة الطعام لتتسع عيناها صاړخه 
- الاكل هيتحرق.. اقفل عشان ألحقه 
ولم تنتظر رده فأغلقت الهاتف ليضحك على فعلتها مُتجهاً إليها حتى يري ما احرقته 
................................... 
نظرت ليدها التي ألسعتها حراره الفرن وقد ضمدتها لتحط عيناها نحو الطعام المُعد وهبطت بعينيها نحو ثوبها الذي يصل لركبتيها...
ثلاثه ساعات مرت علي وقت مُكالمته ولم يأتي 
قررت أن تتصل به كي تطمئن عليه وتعرف موعد وصوله   انفتح الخط ا لتُجيب عليها الصغيره وتنظر الي ذراعها الذي قد كسر ولحظها ان سترته كانت فوق فراشها والهاتف داخلها 
- حمزه هترجع امتى.. انا حضرت الاكل من بدري ومستنياك
هتفت عبارتها وهي تظن هو
- انا مريم.. بابا مش فاضي يرد عليكي وهيتعشا معانا وهيبات هنا.. ياريت مستتنهوش 
وانقطع الخط وبعدها اغلقت الهاتف تماماً.. كانت ندي تقف على أعتاب حجرتها تضيق عيناها من فعله الصغيره 
- ولما تقوله على كلامك ده هيكون منظرك ايه قدامه.. اتقبلي فكره ان هي بقيت مراته يامريم 
تآوهت من ألم ذراعها لتقترب منها ندي قلقاً 
- اخدتي المسكن اللي الدكتور كتبهولك 
استطاعت الصغيره ان تجعل ندي تنسى فعلتها.. وبالفعل ندي نست واجتمعوا جميعهم في غرفتها يُمازحوها وهي كانت سعيده أن الكل مهتم بها وحدها
وفي ظل ضحكاتهم ومزاحهم مع صغيرته نهض من فوق فراشها يلتقط سترته لتتعلق عين مريم به
- هو انت مش هتبات هنا يابابا 
رمق شريف شقيقته حتي تصمت..فهو احترم مشاعرهم ولم يجلب زوجته للعيش معهم.. فماذا سيريدوا اكثر من ذلك 
- حببتي بكره هكون عندك.. لازم امشي ياقوت لوحدها في البيت 
تجمدت ملامح مريم وهي تسمع اسم غريمتها التي سړقت حقها فيه كما يصور لها عقلها وتبثه داخلها رؤى صديقتها 
رحل بعد وعد انه سيأتي إليها صباحاً قبل الذهاب لعمله.. احتضان شريف لها ومزاح شهاب معها جعلوها تندمج معهم ثانيه بعد ان كانت تحترق من نيران الغيره وهي تتذكر تلك الليله التي قضتها لديهم... فمشهد ضمھ لها وتعلقها به ثم عودتهم لغرفتهم وفهمها للامور جعلها تحقد على ياقوت اكثر 
..................................
سقطت عيناه عليها وهي نائمه فوق الاريكه تضم جسدها بذراعيها تعلقت عيناه بيدها المضمودة وقبل ان يقترب منها وقعت عيناه على الطعام الذي تركته كما هو دون أن تمسه 
تنهد بضيق مما أصبح فيه لا هو ينعم بها ولا عاد ينعم بالراحه
جثي على ركبتيه جانبها يمسح على خصلاتها ثم انتقل بكفه نحو وجهها هامساً بأسمها 
- ياقوت 
أعاد هتافه ثانيه الي ان تلملمت فوق الاريكه تفتح عيناها الحزينه تُطالعه بآلم 
- ايه اللي نيمك هنا ومكلتيش ليه 
تأملته بحسره ولوم ليزفر أنفاسه بضيق من صمتها 
- ياقوت ردي عليا.. مش هفضل اسأل وانتي بصالي كده 
تمالكت ذرف دموعها بصعوبه.. ولكن قلبها رفض صمتها وابي ان يظل هكذا لا ينال الا القليل وعليه ان يعطي هو.. خرج صوتها بثقل
- هقول ايه.. ابسط حق ليا مش من حقي.. لا من حقي وجودك جانبي ولا من حقي استنى اهتمام منك ارضى بس اللي بتدهولي وبوجودك معايا في ساعات الليل
واردفت بآلم 
- انا زوجه في رتبه عشيقه مش اكتر..
تجمدت ملامحه من سماع قولها.. ف المعنى قد وصل اليه.. لكنه لا يعدها كما يصور لها عقلها هو يحبها ولكن حب يحسب خطواته بعقله والقلب  ك الراغب والخائڤ.. يُريد ان يحيا ولكنه يخشى الضعف 
انسابت دموعها وعيناها قد تعلقت بعينيه 
- هو انا ليه ديما على الهامش في حياتكم.. مرات ابويا بتحب عيالها اوي وماما بتحب جوزها وپتخاف على زعله وبابا بيحاول يظهر حبه ليا بس مش عارف خاېف من غيرة مراته.. عمتي الوحيده اللي كانت صدقه في حبها وانا كنت بدفع تمن الحب ده 
سقطت كلماتها على قلبه بمرارتها فشعر بعلقمها في حلقه 
اڼهيارها ذبذب قلبه.. لم يشعر الا وهو يضمها اليه 
- لدرجادي موجوعه مني يا ياقوت 
ضاقت أنفاسها ټدفن وجهها في عنقه 
- انا موجوعه من كل الناس.. موجوعه حتى من نفسي 
تركها تخرج كل ما بداخلها... يشعر بظلمها لا رحله زواج منحها لها رغم مقدرته الماديه ولا يجلس معها في ساعه صفا بينهم يُلاطفها..
صوت تنهيداتها اخترق أذنيه.. ليبعدها عنه ناظراً الي يدها 
- مالها ايدك 
اضحكته اجابتها ونظرتها المستاءه 
- اتلسعت من صنيه البطاطس المحروقه
تناول كفها المضمود يُقبل باطنه فأرتجف قلبها 
- وزعلانه على يدك ولا على صنيه البطاطس
جاءته اجابتها الأخرى لتنفرج شفتيه في ضحكه صاخبه 
- طبعا على صنية البطاطس 
عاد لضمھا يُخبرها عن سبب تأخيره 
- مريم دراعها اتكسر وده سبب تأخيري.. المفروض كنت اتصل بيكي ابلغك..لكن ڠصب عني نسيت 
لم تعاتبه ثانيه عندما تفهمت الأمر.. ولكن أقسمت داخلها ان تتعلم اللعب بذكاء مع الصغيره بعد تلك المكالمه 
سألته بصدق عن حالها 
- بقت كويسه دلوقتي.. بكره هروح ازورها اطمن عليها 
ابتسم على طيبتها.. فبعد ثورتها عليه مضى الأمر بكلمتان ارضى بهم قلبها.. عيناه جالت على ملامحها الهادئه وخصلاتها التي تسقط علي عنقها ب ألتواء لم يشعر الا وهو يحط شفتيه على عنقها يسألها عن يومها 
..................................
اتسعت عين فرات وهو يسمع طلب مكرم منه... لا يُصدق ان تلك الملعونه اغوت مكرم ابن احد اصدقاء عائلته 
- انت بتقول ايه يامكرم.. عايز تتجوز مين 
تصنع مكرم الدور الذي اتي من أجله 
- عايز اتجوز صفا 
قطب فرات حاجبيه..ابعدها عن حياه شقيقته لتضع شباكها على مكرم الشاب الذي يعده كشقيق أصغر ويأتمنه علي ماله هنا
- صفا الخدامه.. عايز تتجوز خدامه 
قالها فرات بجمود.. لتتعلق عين مكرم بنقطه بعيده 
- انا عارف صفا كويس يافرات بيه.. صفا كانت صديقه الطفوله وسجنها كان ظلم.. كلنا عارفين مين هو عدنان الأنصاري 
اڼصدم فرات مما يسمعه عن معرفته بها
- انت طلعت تعرفها يامكرم.. ومقولتش ليه من اول مره شوفتها هنا 
ارتبك مكرم من سؤال فرات.. فخطته ستُكشف وفرات ليس إلا رجلا عسكريا قبل أن يكون رجل أعمال يدير السوق ببراعه
- محبتش اسبب ليها مشكله
رمقه فرات دون اقتناع.. فشكوكه تخبره ان هناك لغزاً في عرض مكرم
-  والدك هيوافق على الارتباط ده انت ناسي وضعه ودخوله مجلس الشعب 
واردف بتلاعب متفحصاً ملامح مكرم المتوتره 
- وخطوبتك من بنت شريكه يامكرم 
حاصره فرات بما لم يحسب له حساب.. انتقامه منها كان يقوده الي فعل اي شئ.. دارت الأفكار في عقله يبحث عما يقنع به فرات 
- فرات بيه صفا كانت حلم ومحتاج احققه عشان أنهى مرضى بيها.. لو اتجوزتها هنهي هوسي..اكيد انت فاهمني 
تلاعب فرات بالقلم بين اصابعه... الكل يراها حلماً وهوسً وهو لا يري بها الا امرأه لعوب.. اماء برأسه يظهر له اقتناعه 
- جواز متعه تقصد 
لمعت عين مكرم بعدما شعر ان خطته تسير كما يرغب واماء له برأسه.. فلا بأس أن ينالها وينتقم منها 
.....................................
زفر شهاب أنفاسه بأرهاق وارتخي في مقعده يغمض عيناه من آلم الصداع..طرقت سمر بخفه على باب غرفته ودلفت تحمل بعض الأوراق التي تحتاج امضاءه 
أسبلت جفنيها وهي ترمقه تضع الأوراق أمامه تسأله بأهتمام 
- حضرتك شكلك تعبان 
حرك رابطه عنقه وهو يعتدل في جلوسه.. لتخرج من الغرفه تحت نظراته المتعجبه لهرولتها بعدما ألقت بسؤالها
- مجنونه ديه ولا ايه 
خمسة عشر دقائق قد مرت ليجدها تدلف غرفته ثانيه تحمل فنجان قهوه ومسكن للصداع 
- اتفضل
رمق ماوضعته أمامه متعجباً لتمتم بعبارات هامسه
- حضرتك بترهق نفسك اوي في الشغل 
ابتسم بلطف على فعلتها.. فرغم شعوره بالقلق منها الا انه لا ينكر اجتهادها بعملها.. مكتبه ترتبه بنفسها.. قهوته تعدها له..
- شكرا ياسمر 
وعلي تلك الجمله كانت ندي تدلف غرفه مكتبه تسلط عيناها نحوهما مبتسمه
- ازيك ياسمر
تعلقت عين سمر بنهوض مديرها من فوق مقعده مُحتضناً زوجته بين ذراعيه يُخبرها انه اشتاق اليها
ذكرها المشهد بحبيبها الخائڼ الذي تركها قبل عرسهم وجعلها اضحوكه للجميع.. وشئ داخلها هتف انها تستحق رجلا مثل مديرها 
................................. 
تجمدت يد فرات على هاتفه وهو يستمع لوالد مكرم بعدما اخبره عن عرض مكرم بالزواج من خادمته.. صدمة عامر كانت كبري وهو يسمع اسمها ثانيه في حياة أولاده 
- ابعدها عنه يافرات.. مكرم ممكن يضيع بسببها..اعمل اي حاجه ووقف الجوازه ديه... انا مش عايز الماضي يرجع واللي راح راح خلاص ومنال ماټت مش هترجع تاني 
تعجب فرات مما يسمعه مُتذكراً منال حبه الصامت.. لم يخفق قلبه الا لها.. لن ينسى اليوم الذي عاد فيه من اجازته بخدمته بالجيش مقرراً طلب يداها وتُكمل دراستها وهي زوجته 
ارتجف قلبه من أثر ذكراها
- ايه اللي دخل منال في الحكايه.. مش منال ماټت في حاډثه 
سقطت دموع عامر وهو يتذكر ابنته وسرها 
- عدنان الأنصاري هو السبب في مۏتها يافرات.. مكرم بيحلم باليوم اللي هينتقم في من صفا.. صفا اللي كانت حلم طفولته ومحبش غيرها
....................................... 
خرجت هناء من غرفتها ترتدي حذائها بأستعجال 
- لازم يعني اجي المناسبه ديه معاك 
تأملها مراد بأعجاب برق في مقلتيه.. لتقترب منه تستند على كتفه 
- اخيرا خلصت 
عملها وخروجها من دائره أحلامها جعلها تحيا بطاقه وأعادت لقلبها الثقه... أصبحت لا تشعر انها ناقصه انما هو من ستجعله يشعر كل يوم انه نقص حينا رفض حبها 
- طالعه حلوه ياهناء
رفعت عيناها نحوه ترفع كتفيها بزهو وهتفت بدراما
- شكرا للمجامله ديه سيدي 
ضحك على دعابتها وعيناه تلمع وهو ينظر إليها.. شعرت بنظراته تفحصها 
- مش يلا بقى هتتأخر كده 
تنحنح حرجاً بعدما فاق من تحديقه بها..ليمد كفه كي يلتقط يدها.. انتظر ان تمد له يدها وشعر بالخيبه عندما رأي علامات ترددها وسريعاً استرخت ملامحه وطرب قلبه عندما تلامست كفوفهم 
....................................... 
ابتسمت ياقوت بسعاده وهي تضع بعض من الزينه على وجه مها التي اخبرتها انها تعد مفاجأة اليوم لشريف وتريد ان تظهر في عينيه جميله 
- كده خلصت مع انك مش محتاجه حاجه.. انتي جميله لوحدك يامها 
ارتجف قلب مها بسعاده 
- انا مش عارفه اشكرك ازاي يا ياقوت.. مكنتش عارفه اطلب ده من حد واتحرجت من ندي.. الحمدلله انك جيتي النهارده 
وعندما تذكرت حديث مريم مع ياقوت اليوم عند زيارتها.. كانت ذاهبه للصغيره كي تجلس معها 
- متزعليش من مريم يا ياقوت.. بكره تعرفك كويس وتحبك 
ارتسم الحزن على ملامح ياقوت ومازال تهكم الصغيره بها حينما عرفتها على معلمتها يمر أمام عينيها فعلتها ولم تكن غير ريما التي طالعتها بتفحص غير مصدقه انها هي من اختارها "حمزه الزهدي" وتزوجها
- ياقوت رحتي فين 
انتبهت ياقوت على صوتها ومسحت على شعرها الناعم 
- معاكي يامها.. انتي محتاجه مني حاجه تانيه قبل ما انزل 
طرقات على باب الغرفه قطع حوارهم لتدلف الخادمه  
- حمزه بيه مستني حضرتك تحت 
...................................... 
تعلقت عين هناء بأتساع وهي ترى مديرها واقترابه من احداهن.. ابتلعت ريقها بتوتر خشيه ان يراها في حفل كهذا وادارت جسدها عندما وجدته يلتف حوله.. بحثت عن مراد الذي وقف على بضعه خطوات منها يُحادث احد الرجال مع شريكته الجديده التي تقف جانبه وتلتهمه بنظراتها 
اقتربت منهما تمسك يده أمام نظرات نغم التي تجهم وجهها حين عرفت انه متزوجاً 
- مراد انا تعبانه وعايزه اروح 
ابتعد بها قلقاً يُلامس وجهها بكفيه 
- مالك ياهناء.. انتي كنتي كويسه 
توترت من لمساته ثم مالت قليلاً حينا سمعت صوت نغم يهتف بأسم خالد الذي كان يقترب من مكان وقوفهم
بحثت عن مهرب بعينيها فلو رأها هنا ولو علم مراد بمكان عملها.. فقد كذبت عليه واخبرته انها تعمل في إحدى الشركات الكبرى 
- هناء فيكي ايه.. حاسه بأيه طيب راسك مش سخنه
كان يهتف بعباراته وهي لا تسمعه من فرط توترها.. ليقف جامداً عندما ألقت نفسها بين ذراعيه ټدفن رأسها بصدره 
وخالد يمر جانبها ذاهباً الي نغم التي عرفته بالرجل الذي يقف معها
- خالد ابن عمي وجوز اختي جنات 
................................... 
اتسعت حدقتيها ذهولاً وهي تقف أمامه
- بجد هسافر معاك
رغم انه لم يُفكر بأخذها الا اليوم وكان مُتردداً في أخذها فالرحله رحلة عمل لا أكثر.. ابتسم على سعادتها 
- بجد يا ياقوت اخر الأسبوع مسافرين.. بس ديه سفريه شغل 
تهللت اساريرها تتقافز أمامه .. وقد بدأت قيود خجلها منه تذوب 
- مش مهم.. المهم اننا هنسافر.. هنروح فين شرم ولا الغردقه 
ضحك على تقافزها وسؤالها 
- مسافرين هولندا 
وكانت عيناها هي من  تُعبر عنها .. لتصدح ضحكاته 
- في ايه مالك.. شكلك بيقول مش عايزه تيجي معايا 
داعبها بكلماته ثم اتجه نحو الفراش ليقف على صړختها
- طب والمركز.. هند تقول عليا ايه.. مركز ايه لا الفرصه مش بتتعوض صح 
كانت تُحادث نفسها لتشهق حينا وجدته منحني عليها يفحصها بنظراته 
- أنتي فيكي ايه النهارده 
- مش عارفه.. اظاهر اني تقلت في العشا 
ضحك من قلبه على عبارتها 
- ياريت تتقلي في العشا كل يوم.. وتاكلي من نفس الأصناف 
تمتم عبارته وهو يلتهمها بنظراته...فسعادتها لا تلمع فوق وجنتيها وحسب إنما تشع من عينيها التي ترمقه بنظرة يشعر وكأنها تذيب عتمته
- اتقل في العشا ليه.. كده هتخن 
قالت كلماتها ببرأه ودلال... ليدنو منها نافخاً أنفاسه على صفحات وجهها 
- مش مهم.. عايزك مجنونه يا ياقوت حياة العاقلين تعبتني
وقد صدقت ناديه في كلامها معها.. شقيقها قد ملّ من حياه العقلاء حياه تُحسب بالورقه والقلم 
................................ 
كانت تتشبث بغطائها تُصارع كابوسها.. تعتذر من صديقتها ووالدها يقف ضاحكاً يسحب منال خلفه وهي تركض خلفهم كي تُنجدها منه 
انتفضت فزعاً على أثر صرخات وعصا تلطمها في معدتها
-  انا تسرقيني.. هستني ايه من خريجه سجون 
ارتجف قلب صفا وهي تفتح عيناها وتلتقط أنفاسها فأي سرقه يتحدث عنها.. لم تُذنب ولم تسرق شئ
- انا مسرقتش حاجه

يتبع بأذن الله 
**********

الفصل السابع والثلاثين
*****************

قلبت الغرفه رأساً على عقب تبحث عن الخاتم الماسي الذي يتهمها بسرقته.. عصرت ذاكرتها لعلها تتذكر شئ أثناء تنظيفها لغرفته ولكن لم تلقط عيناها شئ كهذا
سقطت دموعها بعجز تدور حول نفسها هنا وهناك حتى نهكت قواها ليتصلب جسدها وهي تسمع صوته 
- ساعه بتدوري عليه
واردف مُتهكماً
- مش لايق عليكي التمثيل ده 
واقترب منها يدفشها أمامه 
- والله ما سړقت حاجه ولا شوفته وانا بنضف.. انا مش حراميه 
ارتسمت السخريه على شفتيه ومازال يدفعها أمامه الي ان وصل بها للمطبخ الذى تبيت فيه أمراً اياها 
- دوري في حاجتك ووريني
تعلقت عيناها بفرشتها التي تأخذ ركناً في احد أركان المطبخ..اعتصر الآلم قلبها فأي حياه تلك التي كانت تنتظرها وتعد لها الايام حينما كانت في مسجنها.. انحنت تبحث أسفل وسادتها وتنفض فرشتها
رمقها فرات بوجه جامد لتنظر الي مكان نومتها 
- مافيش حاجه 
كان يعلم أين ستجد ضالته ولعبته التي خطط لها ولكن بعقله العسكري كان يرسم الدور بأتقان وببطئ 
- دوري في هدومك
طالعته بأعين غامت بها دموعها لتفعل ما أمرها حتي تتخلص بعدها من ذلك الاتهام ثم سترحل مهما كلفها الأمر 
بحثت في ملابسها لتقع يدها على شئ مُستدير.. ارتجفت اوصالها وهي تخرج كفها من أسفل ملابسها تخشي مخاوفها 
ألتقط يدها پعنف ناظراً الي ما تقبض عليه بكفها.. لتسقط عيناه على ضالته ناظراً لها بأحتقار 
- هستني ايه من واحده خريجه سجون 
وفي ثواني كان يخرج من المطبخ مُتجها الي الخارج صارخاً بالحارس الذي يقف على بوابه المنزل والذي دلف سريعاً بعد اوامره ليُحاصرها بسلاحھ.. والتهمه التي لم تفعلها سقطت على عاتقها لتصرخ بآلم 
- مسرقتش حاجه والله ما سړقت حاجه 
صړاخها لم يُحرك به ساكناً وهو يرفع هاتفه أمامها
- مكانك السچن اللي خرجتي منه 
ركضت نحوه تتوسله بعدما ازاحت الحارس عنها 
- انا عمري ماكنت حراميه في يوم.. واتسجنت ظلم..ابوس ايدك رجعني مصر ولو بتعمل كده عشان عزيز ميقربش مني احلفلك اني هبعد عنه ومش هتشفوني في حياتكم خالص 
جعلها تصل إلى حد الاڼهيار.. ترجته وتوسلت ان يرحمها ولن يروها بحياتهم ثانيه.. ليشعر فرات بالاشباع وهو يري ذلولها يقسم انه سيجعلها تعيش ماعاشته منال حبيبته وقد عرف سبب رحيلها بعد سنين ډفن فيها حبه 
- اخرج انت يا ابراهيم 
اشار الي حارسه بالخروج.. فأنصرف الحارس دون كلمه لتتعلق عين صفا به تظن انه سيعفو عنها من ذنب لم تقترفه
- حريتك ولا السچن 
هتف عبارته بوجه جامد جعل جسدها يرتجف من قسۏة ما تعيشه.. قضمت شفتيها بقوة ودموعها تسيل فوق وجنتيها 
- جدران السچن كانت احن عليا من قسۏة البشر
طالعت وجهه الذي كرهته 
- يعنى اختارتي السچن 
تمتم فرات عبارته مُتهكماً.. وكاد ان يعود لرفع هاتفه ثانية فوق أذنيه كي يطلب الشرطه.. اغمضت عيناها والألم يجثم فوق روحها ستُلقي في السچن مرة ثانية ظلماً 
-  عايزه حريتي
سمع الجمله التي ينتظرها ليُحدق بها للحظات يتأمل هيئتها الشاحبه 
- مدام اختارتي حريتك يبقى هتدفعي حق منال وهتعيشي زي ماعاشت 
..................................... 
شعرت بقبلاته تغمر صفحات وجهها ويده تعبث بخصلاتها.. تقلبت في نومتها ترفع كفها تبحث عن وجهه.. 
أبتسم شريف إليها وهو اسعد رجلا بعد أن وهبت له نفسها برضى 
- صباح الخير ياحببتي 
خجلت وهي تتذكر أحداث ليله أمس.. كانت لمساته تخرجها من ظلامها.. سقطت دموعها ورغبتها في رؤية وجهه الان حتى ترى سعادته بأنها أصبحت له
- بټعيطي ليه ياحببتي.. في حاجه تعباكي 
ارتجفت شفتيها وبحثت عن صدره بكفيها ثم دفنت رأسها به 
- نفسي اشوفك.. كل اللحظات الحلوه محرومه منها
انهمرت دموعها بغزاره فمهما خرج من بين الشفاه كلمات تأخذنا لعالم اخر الا ان لغه الأعين اقوى في إيصال مشاعرنا 
- هتعملي العمليه وتخفي يامها.. وهنعوض كل حاجه من تاني اوعدك ياحببتي 
سمع شهقاتها فضمھا اليه اكثر.. مازحها حتى يجعلها تنسي نقصها 
- المفروض الواحد يصحى على كلمه حبيبي وبوسه على خد ده والخد ده مش عياط يامها 
ابتعدت عنه بعدما شعرت بحماقتها فعاد لضمھا مستمتعاً سعيداً 
طرقات قطعت لحظتهم لتهتف الخادمه
- شريف بيه.. اخت مدام مها وجوزها تحت
حينا سمعت اسمه تلاشت سعادتها وعادت لحضنه من جديد 
- قوليلهم نازلين يا مجيده 
..................................... 
احتست ياقوت كأس الشاي الذي جلبته لها العامله في غرفة هند التي طلبت منها انتظارها في غرفة مكتبها لتتحدث معها عن الراتب الذي تُريده مُقابل عملها معهم 
- اتأخرت عليكي 
ألتفت ياقوت نحوها ترمقها بأبتسامه هادئه 
- لا ابدا 
جلست هند في المقعد الذي أمامها تنظر إليها بلطف 
- تعرفي يا ياقوت بساطتك ديه احلى حاجه فيكي.. واتوقع ان من أسباب اختيار حمزه ليكي ك شريكة حياته 
تخضبت وجنتيها خجلاً فهى لا تعرف سبب اختيار حمزة لها كزوجه فأحيانا تشعر انها شئ ثمين بحياته وأحيانا أخرى لا تشعر بشئ كل ما ترغب به أن تنال حياة هادئه ناجحه معه ولا ترى شماتة زوجه ابيها بها 
- وشك جاب الوان الطيف.. خلينا نرجع لموضوعنا الأساسي.. قوليلي عايزه راتب اد ايه 
انتظرت هند ان تُجيبها ولكنها كانت تشعر بالحرج بمثل تلك الأمور هي تُمارس هوايتها حبً والمال لو أخذته ستبعثه لوالدها فعمله في محل الفاكهه لم يعد يكفي حاجه اخوتها ولا علاجه 
- اللي تشوفيه.. انا بمارس هوايتي حب مش عشان الفلوس 
كانت تعلم هند ان هذه ستكون اجابتها.. اتفقوا على الراتب 
ليدخل أحدهما بطريقه دراميه 
- وردتي الجميله 
شعر مروان بالحرج عندما لم يجدها وحدها ولكن فور ان وقعت عيناه على ياقوت ابتسم بود
- ازيك يامدام ياقوت 
أصبح على علم بزواج حمزه واختيار ياقوت.. ورغم انه لا يري توافق في تلك الزيجه الا انه في النهايه هذا قرار صديقه 
- لسا كنت عند حمزه في شركة الحراسات بعاتبه على جوازه اللي كنت اخر من يعلم عنه
شعرت ياقوت بالحرج وتوترت وهي تبل شفتيها بطرف لسانها 
- كل حاجه جات بسرعه والفرح كان في البلد 
طالعت هند زوجها بأبتسامه مُحبه 
- خلاص بقى يامروان قلبك طيب..احنا ندبس حمزة في عزومه محترمه وناخد حقنا منه 
وقف مروان لوهله مُفكراً وكأن العرض راق اليه لينظر لزوجته ضاحكا بداعبه
- تصدقي عندك حق
ابتسمت ياقوت على عباراتهم ولطافتهم وأقتربت هند من زوجها تهندم له قميصه 
- قولتلك مليون مره اقفل القميص للآخر
ضحك مروان على أفعال زوجته.. لترمقه بحنق وهي تغلق له ازراز قميصه.. خجلت ياقوت من وجودها بينهم وألتقطت حقيبتها 
- همشي انا.. محتاجه مني حاجه 
ابتعدت هند عن زوجها بعد أن هندمت له قميصه 
- لا ياحببتي تقدري تمشي 
خرجت من المركز تحسم امرها بالذهب اليه.. مشهد مروان وهند جعلها تشعر انها بحاجه ان تُجرب مثل هذه المشاعر.. قادتها اقدامها الي مقر الشركه لتقف تنظر إلى وجهتها ثم دلفت إليها 
الجميع كان يعلم انها موظفه في إحدى أفرع شركته فقد أتت من قبل هنا.. ولكن هويتها الجديده ليس بكثره من يعرفها فزواجه لم يكن مُعلناً للجميع.. 
صعدت لغرفه مكتبه التي تعرف وجهتها..في نفس اللحظة التي صعدت بها عبر الدرج كان يهبط من المصعد وبحانبه سيلين التي عادت من عملها بدوله الإمارات 
وقفت ياقوت أمام سكرتير مكتبه تطلب مقابلته وعلى ثغرها أبتسامه واسعه تلاشت حينا أخبرها 
- حمزه بيه لسا خارج من دقايق
أسرعت في خطاها وتلك المره صعدت المصعد كي تلحقه 
خرجت من الشركه كما دخلت ولكن تلك المره بخطوات سريعه لتقف في مكانها وهي ترى سيارته تُغادر وبحانبه امرأة 
انطفئ حلمها الذي تخيلت فيه حضنه حينا تذهب لمقر عمله.. يُمازحها يغمرها بقبلاته فتخجل.. أحلاما حلم بها القلب 
- اظاهر ان الأحلام ديه في الروايات بس يا ياقوت 
خاطبت حالها بأنفاس مُتقطعه وضاقت عيناها وهي تود معرفه هوية تلك المرأة 
- اكيد ليها شغل معاه.. يعني هيكون بينهم ايه.. اكبري يا ياقوت
..................................... 
أوقف سيارته بڠصب بعد أن تعب من صړاخها المتواصل 
- هرجع بلدي يعني هرجع ياسهيل.. مش اخدت تمن فلوسك 
اغمض عيناه وهو يزفر أنفاسه بقوه 
- اصمتي قليلا 
ضاقت أنفاسها من بروده العجيب عليها.. فرفعت كفيها تدفعه علي صدره
- هفضحك وسط الإعلام.. واحكي عن لعبتك الحقيره واغتصابك ليا
تجمدت ملامحه وقد نفر من تلك الكلمه 
- وهل تظني انهم سيصدقوكي... ثانيا انتي زوجتي سماح كنا متفقين اما لا فأنتي زوجتي وهذا حقي 
اشتغل قلبها بالحقد وكادت ان ترفع يدها لټصفعه.. فقبض على كفها بقوه مُحذراً
- احذري من أفعالك سماح 
تعلقت عيناهم بتحدي 
- عايز ايه تاني مني... اخوك وهيتجوز جين خلاص 
اغمض سهيل عيناه ليزفر أنفاسه پغضب 
- سأجعلها تدفع ثمن لعبتها
ونظر لها بهدوء يعرف ان تلك الطريقه تجدي معها نفعاً
- اعتبري تلك المره خدمتك من أجل اخي سماح 
  ....................................
تلملمت فوق الفراش لا تشعر بالنعاس.. رقدت على جانبها تتأمل ملامحه وهو غافي.. مدت كفها نحو وجهه تُحرك باطن كفها بخفه تسأل حالها
- ياترى جوازنا نهايته ايه
نهضت من جانبه تلتقط مئزرها وتغلقه جيداً على جسدها
سمعت رنين هاتفها وقد تجاوزت الساعه الثانيه عشر.. تعلقت عيناها بأسم هناء لتسرع في الاجابه عليها
- هناء انتي فيكي حاجه
زفرت هناء أنفاسها وهي تقضم اظافرها من فرط توترها من المصېبه التي حلت عليها 
- بكره معزومين على العشا عند نغم شريكه مراد
- طب وفيها ايه يا هناء متتعزمي
قالتها ياقوت وهي تلتقط زجاجه المياه من الثلاجه ترتشف منها
-  ركزي معايا يا ياقوت.. مديري في الفندق اللي شغاله فيه يبقى ابن عم نغم ويبقى جوز اختها
وقبل ان تسألها ياقوت عن المشكله في ذلك الأمر اردفت هناء وهي تزفر أنفاسها بقوه
- محدش يعرف في الفندق اللي شغاله في اني متجوزه.. ومراد ميعرفش اني شغاله في فندق..اعمل ايه
تفهمت ياقوت ما يشغل بال صديقتها لتهتف ضاحكه
- ما ده اخره الكذب كان فيها ايه لو قولتي انك متجوزه
قطبت هناء حاجبيها بضيق
- شروط الوظيفه اني مكنش متجوزه
وكتمت صوتها وهي تسمع طرقات على باب حجرتها
- ياقوت هكلمك بعدين
واغلقت الهاتف فورا لتسرع في فتح الباب ولم تنظر الي ماترتديه 
سقطت عين مراد عليها..عيناه بدأت تراها كأمرأة يشتهيها رجلاً وليست ابنه العم الذي أجبره عليها والده 
- في حاجه يامراد 
تنحنح مراد حرجاً من تحديقه بها.. ولم يعرف سبب لقدومه إليها.. لمعت عيناه وهو يجد الجواب لقدومه 
- محتاجك تختاري معايا بدله تنفع لاجتماع بكره 
تعجبت من طلبه فمنذ متى يهتم برأيها بملابسه.. مراد المعروف بعنجهيته وثقته بجذبيته يطلب منها اختيار ما سيرتديه غداً
سارت من أمامه لتختار له ما يرتديه ليقف خلفها يتأملها وهي تنتقي له ما يروق لها.. عيناه اخذت تنتقل مع حركتها وقلبه يلعن غبائه 
- ايه رأيك ديه او ديه 
ابتسم وهو يقترب منها ينظر لما اختارته 
- انا شايف ديه 
تعلقت عيناها بما وقع عليه الاختيار.. فأماءت برأسها تأكيداً
- انا برضوه ده رأي 
وضعت مافي يدها وكادت ان تنصرف من غرفته ولكن يده جذبتها إليه وذاق ما كان يتوق اليه تلك اللحظه 
صفعه صدحت على خده لتفر من أمامه تضع بيدها فوق شفتيها 
وقلبها العاشق له يآن سعاده وآلماً
................................
وقف يتأملها وهي منبطحه ارضاً منحنيه على دفتر رسوماتها 
وتربط شعرها بأحد أقلام الرسم.. ابعدت الرسمه عن اعينها قليلا لتتسع ابتسامتها
- فعلتها 
فزعت من أثر ضحكته بعد قفزها وسعادتها انها أتمت الرسمه التي كانت ترغبها 
- انت هنا من امتى 
حاوطها بذاعيه وهو يضحك
- بعد النطه اللي نطتيها 
خجلت من نظرته ليرفع وجهها نحوه ثم ألتقط رسمتها يتأملها 
- تستاهل فرحتك ...
ألتصقت به بعد أن جلس فوق الاريكه ويُحدق برسمة الطفل الرضيع بين أحضان والدته 
- بجد الرسمه حلوه 
تأملها ثم عاد يتأمل الرسمه واماء برأسه صامتً للحظات 
- تعرفي اني متخيلك في الرسمه ديه يا ياقوت
بللت شفتيها بتوتر وتعلقت عيناها به 
- عايز طفل منك
وكانت الكلمه كالصاعقه بالنسبه لها.. فقد حرست على تناول الحبوب منذ اول ليله في زواجهم خائفه ان يحدث لها مثلما حدث مع والديها 
- روحتي فين 
ومدّ كفه يمسح على وجنتاها  
- معاك 
ظن انها مازالت تشعر بالخجل منه فأبتسم وهو يُداعب وجنتاها وانتقل كفه نحو القلم الذي تربط به خصلات شعرها ليزيله عنها.. فتحررت خصلاتها بتموجاته الغجريه 
- كده احلى يا ياقوت
دق قلبها وهو يفرد خصلاتها بيديه.. ثم اغدقها بمشاعره العطشه لتشعر انه يسحبها معه لعالم اخر بارعاً هو فيه 
..... ................ .... ...........  
ارتجفت اصابعها وهي توقع بأسمها على صحيفة تلك الزيجه 
سينتقم منها بالزواج.. السچن كان مصيرها للمره الثانيه او انها تمضي على صك ملكية عڈابه.. وها هي توقع ذلك الصك بقلب جمدة الظلم.. ستجعله يأخذ ثأره الذي لا ذنب لها فيه فالجميع يأخذ حقه منها ولم يعد يفرق معها فالقلب قد ماټ 
انتهت المهمه المثقله وخرجت من المحكمه التي تم عقد القران بها 
سارت خلفه بخطوات بطيئه ترافقه وهي لا تشعر بشئ
- اتحركي ولا هتعملي نفسك عروسه 
رمقته بآلم تنظر اليه بصمت.. دلفت للسياره ودلف هو الآخر ليأمر سائقه بالتحرك
بعد نصف ساعه وصلت السياره لمنزله الذي اتهمت فيه بالسرقه
وبخطي سريعه دلفت للمطبخ ترثي حالها 
-  مش قولتلك حصليني على مكتبي 
أشاحت عيناها بعيدا عنه تكره سماع صوته 
- فاضل ايه تاني 
احټرقت الكلمه اذن فرات لتصدح ضحكاته 
- فاضل ايه.. لا احنا لسا هنبدء وخطوه خطوه
واقترب منها يجذبها من مرفقها صاعداً بها لغرفته يُلقيها فوق الفراش پقسوه 
- زي ما اتعمل فيها وماټت بسبب ابوكي هيتعمل فيكي.. رحمتك من اني اخليكي تبيعي نفسك عشان جرعه تشميها.
اتسعت حدقتي صفا وهي تفهم نواياه التي لم تكن تظنها.. ظنت العقاپ سيكون ذلا ولكن كلماته توحي بشئ لا تُريده الرجل الوحيد الذي أرادت ان ېلمس جسدها وتكون له نبذها من حياته 
- انت هتعمل فيا ايه 
تجلجلت ضحكاته بقوه وهو يُلقي بعصاه وبدء في فك ازرار قميصه 
- هتكوني عاھره لمتعتي ياصفا.. هخليكي تكرهي نفسك.. هغتصبك كل يوم.. هخليكي ټصرخي تطلبي الرحمه .. هخليكي ست من غير روح 
تصلب جسدها ونهضت كي تفر من جحيمها الا انه احكم حصاره عليها ولم يفقد قوه جسمانه رغم الحاډث الذي ادي الي تركه لرتبته بالجيش.. هجمها بقبلاته... كان يضع فيها ضياع حبيبته التي أخذها منه المۏت بسبب والدها اللعېن 
استسلمت بعد أن خارت قواها وهمست بأسمه تستنجد به وتصرخ صړختها 
- حمزه 
ابتعد عنها وهو يلهث واخر شئ كان يتوقعه.. صفا عذراء

يتبع بأذن الله 
**********

الفصل الثامن والثلاثين
*****************

وقف أسفل المياه يفرك عيناه غير مُصدقاً فعلته.. داخله نيران مُشتعله هائجه بالاڼتقام كلما تذكر مُكالمه عامر والد مكرم وهو يحكي له عما فُعل بأبنته التي لم يُحب مرأة غيرها ومۏتها جعله يعيش عمره عازبً لا يُفكر بالنساء
الحقيقه ظهرت بعد سنوات عديده وأراد الاڼتقام من تلك التي يهواها كل رجلاً يُحيطه
انتقل بكفه لخصلات شعره يعيدها للخلف وصوت صړاخها يقتحم أذنيه ودماء عذريتها مازال أمام عينيه فقد كان يظن انها ثّيب وليست عذراء
أنهى استحمامه ليُخرج من المرحاض يُجفف خصلاته يتحشي النظر نحو فراشه الذي مازالت مُستلقيه عليه تُحدق بعينيها بسقف الغرفه وقد جفت دموعها على وجنتيها
سرق الشئ الذي احتفظت به لشخص واحداً.. لم تعطيه لعماد زوجها الذي زوجه لها والدها غصباً وقد رضخت لذلك الزواج بعد ان وعدها عماد انه سيثبت برأة حمزه ويجعله يعود لعمله
باعت روحها من قبل لتحمي من أحبت اما اليوم باعت روحها لسببً خفياً ليس السچن بلي انما ان تجعله ينتقم منها بحق منال التي عادت ټقتحم كوابيسها كل ليله
- مكنتش فاكر انك لسا بنت
هتف بها فرات وعندما تعلقت عيناها به اردف بملامح جامده
- ابوكي أخد منها نفس الشئ اللي أخدته منك.. 
وصمت قليلا وهو يرمق حركت عينيها 
- لكن الاڼتقام مش عادل
سقطت عبارته على مسمعها فأي عدل يتحدث عنه.. هي لم ترى عدلاً بحياتها عاشت لتدفع ضريبه ابً لم تحظى الا بقسوته
افاقت من شرودها على أنفاسه القريبه منها.. لتنكمش على نفسها تُداري عريها من نظراته.. صدحت ضحكاته بعلو
- مټخافيش اوي كده.. خلي خۏفك للايام الجايه
اغمضت عيناها بقوه ولم تشعر بنفسها الا وهي تنتفض من فوق الفراش ويداها تُمزق وجهه
- حيوان معندكش رحمه
دفعها عنه پقسوه يُطالعها وهو يمسح على وجهه الذي جرحته بأظافرها لتبصق علي وجهه
صفعه قويه سقطت على وجهها شعرت وكأن خدها قد تخدر 
- اخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك.. كنت ناوي ملمسكيش تاني وارحمك بس خلاص.. كل ليله هتبقى عاهرتي لحد ما انا ارميكي بنفسي
..................................
دلف لغرفتها يبحث عنها بعيناه نظر الي الوقت في ساعته فلم يعد يتبقى الا ساعه على موعد العزيمه 
- هناء 
مع ندائه الثاني وجدها تخرج من المرحاض تحني جزعها العلوي قليلاً وتضع بيدها فوق بطنها تتآوه بخفوت 
- بطني بتتقطع.. اه يا بطني
فزع من هيئتها قلقاً واقترب منها بلهفه
- مالك ياهناء 
تعلقت عيناها به.. آلمها قلبها وهي ترى اخيرا لهفته عليها ترى من حلمت به وانتظرته طويلا وأصبح كل شئ يتحقق كما تمنت ولكن بعد ان أصبحت لا تنتظر شئً منه واعتاد قلبها على حكايه واحده انه تزوجها غصباً وتزوج من أخرى قبلها حملت منه طفلاً
- هناء ردي عليا مالك 
فاقت على هتافه وأخذت تتآوه حتى تتصنع دورها بأتقان وتهرب من تلك العزيمه التي تخشي فيها رؤية خالد
وتنكشف كذبتها ويطردها من عملها بالفندق 
- بطني يامراد بتتقطع 
وقبضت على ذراعه تصطنع الآلم ثانية وصوت آهاتها يعلو.. ضاقت عيناه وهلع قلبه عليها ولا يعرف لما أصبح هكذا
- غيري هدومك نروح للدكتور.. ولا اقولك انا هطلب دكتور.. شكلك اكلتي حاجه منتهيه الصلاحيه 
ابتسمت داخلها على القلق الذي سببته له.. وخفق قلبها وهو يجلسها فوق فراشها وانفاسه تسير علي عنقها 
انتبهت على سكونها بين ذراعيه واستمتاعها بتلك المشاعر 
نفضت رأسها سريعاً وهي تجده يُخبرها انه سيتصل بالطبيب واخرج هاتفه من جيب سرواله لتقبض على ذراعه بقوه ليسألها
- مالك فيكي ايه
تمتمت وقد تعلقت عيناها به وكأنها طفله صغيره 
- مبحبش الدكاتره يامراد
ضحك على عبارتها وهو يُحرر ذراعه من قبضتها
- بطلي شغل العيال ده ياهناء.. وسبيني اكلم الدكتور
- مراد انا هبقي كويسه.. هشرب حاجه سخنه وهتحسن..روح انت العزومه الناس مستنياك 
تذكر امر العزيمه بعد أن وقفت اصابعه على شاشة الهاتف
- عزومت ايه اللي بتتكلمي عنها.. هعتذر منهم وخلينا فيكي دلوقتي
وكاد ان يضغط على رقم الطبيب الذي اقترحة اسمه احدي التطبيقات الهاتفيه.. فأرتبكت وخشت ان يكشف كذبتها 
- يامراد اعملي حاجه سخنه طيب وانا هبقي كويسه.. صدقني لو مبقتش كويسه اطلب الدكتور 
رمقها للحظات مُفكراً ومع ألحاحها رضخ للأمر واتجه نحو المطبخ حتى يُحضر مشروب ساخن لها 
ألتقطت أنفاسها براحه بعد أن نسي امر الطبيب وخلصت حالها من تلك العزيمه 
..................................... 
ضمت جسدها المُرتجف بذراعيها تهتف بأسمه كالغائبه تتذكر أيامهم معاً.. الحب الذي بدء بلعبه انقلب الي عشق ذاقت فيه اجمل أيامها.. سقطت دموعها وهي تتذكر كيف كان يُعاملها ويحلم معها بالبيت السعيد والمال الذي يدخره من أجل أن يشتري شقه تليق بها وعُرس كما تتمنى 
همست بقلب قد ثقلت فيه الآلام
" محبتش غيرك.. انت الوحيد اللي علمتني ازاي احب نفسي.. انا دلوقتي بكره نفسي وكل حاجه فيا" 
تعالت شهقاتها ولمساته ټحرق جلدها.. لطمت جسدها بيداها تصرخ قهراً 
- مكنش بيحبني.. مكنش بيعاملني كأني بنته من لحمه ودمه.. ليه اتحمل كل ده وادفع تمنه 
استمع الي صړاخها وهو يسند وجهه بين مرفقيه لا يقوي على تحمل صړاخها وعويلها
.....................................
قضمت شفتيها بقوه لعلها تُخرج حنقها من إلغاء تلك العزيمه 
تأملتها شقيقتها وهي تطعم طفلها الصغير فتمتم خالد مُتعجبا وهو يرى تبدل ملامحها 
- مش معقول تكوني مضايقه عشان الراجل اعتذر عن العزومه 
قطبت حاجبيها بضيق ونهضت من فوق مقعدها.. تدق الأرض بكعب حذائها مُبتعده عنهم 
- هتفضي امتى لينا ياخالد 
تعلقت عيناه بزوجته التي تترجى منه اهتماماً ولكنه لا يستطيع.. زيجة كلما تذكرها تذكر ارغام عمه له بأن يتزوج ابنته حتى ينال من المال الذي تعب في جمعه معه 
حاول كثيرا ان يُحبها ولكنه لم يعرف الحب معها إلا علاقه زوجيه يعطيها اياها وكأن هذا هو حقها 
- مش فاضي ياجنات 
كلمه تسمعها منه دوماً ولكن تتحمل بدايه من أجل حبها له ثم من أجل صغيرهم 
- انت ديما مش فاضي 
زفر أنفاسه يضيق من حوارهم الدائم ونهض مُتعللاً 
- عندي مشوار مهم.. سلام 
............................. 
ناولها للمره الرابعه مشروبً اخر ساخن.. وانقلبت كذبتها عليها 
- خدي اشربي ده كمان ياهناء.. عشان الآلم يخف بسرعه 
اغمضت عيناها نادمه على فعلتها.. فمعدتها ستكاد ټنفجر من السوائل.. رمقها بخبث فقد كشف لعبتها حينا كان عائداً من المطبخ مُتلهفاً يحمل لها كوب النعناع الساخن سمعها وهي تُحادث ياقوت تُخبرها عن نجاح خطتهم 
- كفايه يامراد.. بقيت كويسه خلاص 
جلس جانبها يتعمق في النظر إليها 
- لا انا حاسس انك لسا تعبانه.. يلا اشربي 
ضمت شفتيها مُتذمره 
- لا مش هشرب.. اشربه انت
دنى منها كي يُساعدها على ارتشاف المشروب 
- انت بتعمل ايه 
- مدام مش عايزه تشربي.. هشربهولك انا
هتف عبارته يُحدق بها بنظرات عابثه.. لتلقط منه الكوب فلا يوجد مجال للهرب منه
انهت ارتشافه.. لينظر لها وهي تمسح شفتيها بيدها وتعبس بوجهها 
خفق قلبه على هيئتها الجميله تذكر صڤعتها التي استحقها
نفض أفكاره سريعا ونهض من جانبها وهو يلتقط الكوب 
- هروح اجبلك كوبايه تانيه 
وصرخه قويه خرجت منها.. لتجذبه من مرفقه متوسله 
- لاااا كفايه حرام عليك 
لتصدح ضحكاته عليها مُستمتعاً بما أصبح يعيشه معها.. وياليت الايام تعود للوراء
................................... 
تعلقت بذراعه كى تلتقط منه الهاتف..من غبائها سمعها وهي تُحادث نفسها عن الخطه التي اتفقت عليها هي وهناء لم يكن يفهم الحكايه ولكن عندما سألها افصحت عن كل شئ ثم جاءت صډمتها 
- متتصلش ب مراد ياحمزه.. كده هناء هتزعل مني 
كان يُمازحها ويضحك على تصديقها انه سيُهاتف مراد
انتقل الهاتف من ذراعه الأيمن الي الأيسر.. لتتجه نحو الآخر 
- ياقوت انا خلاص قررت اتصل بمراد اقوله على لعبتكم.. سيبي دراعي بقى 
هتف عبارته بحزم حتى تخيل عليها فعلته..سقطت عيناها على مقاعد طاوله الطعام.. لتركض نحوها تحت نظراته ليجدها تأتي بالمقعد كي تصعد فوقه 
انفرجت شفتاه بضحكه صاخبه
- هتعملي ايه يامجنونه 
طالعته بعلو وزمت شفتيها حانقه
- طلعالك مدام مش طايله
استغلت غرقه بالضحك وصعدت فوق المقعد لتلتقط الهاتف منه.. تهللت اساريرها فرحاً وكأنه اكبر انجاز لها 
ولم تكتمل فرحتها وأنبطحت ارضاً بعد أن تعرقلت قدمها وسقطت من فوق المقعد 
- اه يارجلي.. انت اللي وقعتني 
ضحك على هيئتها المثيره وداعبها بمزاح أصبح يعيشه معها
- اه يارجلي واه ياتليفوني اللي اتكسر شاشته 
طالعت هاتفه پصدمه واتسعت حدقتيها 
- وقع مني من غير ما اقصد.. اوعي تزعل مني 
عبست ملامحها وهي تؤنب نفسها ليضحك من قلبه
- والله انتي هابله.. يعني هزعل على تليفون.. تعالي وريني رجلك 
اعتادت ان تصرخ بها زوجه ابيها اذا أسقطت شئ حتى عمتها كانت بها ذلك الطبع تظل لأسبوع تؤنبها على فعلتها.. دلك كاحلها برفق 
- بټوجعك 
نفت برأسها ثم حركتها بالايجاب فضحك 
- بټوجعك ولا لاء يا ياقوت.. لأن انا كده مش فاهم حاجه 
تخضبت وجنتاها خجلاً وهتفت بقلب يحتاج الأمان والعطف 
- لا مش بتوجعني.. بس انا عايزه نفضل كده 
اقترب بوجهه منها يتحسس بأنامله شفتيها 
- وعايزه ايه تاني 
طرقت عيناها حتى لا ترى نظراته التي تُربكها 
- نفسي اصحى من النوم الاقيك جانبي
طلباتها كانت حقوقها التي تُحرم منها لأنه رجلاً منقسم بين واجب عائلته التي تتعلق بعنقه وبين تلك التي وضعها في قفصه  ينال منها رحيقها كل ليله يروي عطشه يُكمل نواقصه معها 
وهاهو ينهل منها وهي ټغرق بين ذراعيه تُسلم له حالها بأنفاس هائجه
.................................. 
وقف مكرم بوجه مُحتقن بعد أن تلقى اجابه فرات لم يُخبره فرات انه تزوجها بل انها رحلت وعادت لمصر 
- ازاي ده حصل.. سافرت امتى 
حدق به فرات بوجه جامد ثم عاد يُطالع الأوراق التي أمامه 
- سافرت النهارده الصبح 
زفر مكرم أنفاسه بثقل.. فقد هربت منه قبل ان يصفوا حساباتهم
- انا محتاج اخد اجازه يافرات بيه.. انزل مصر اريح اعصابي شويه
اكثر ما كان يُميزه هو الثبات ورحيل صفا قد صدقه
- مافيش مشكله يامكرم.. ولدك طلب  مني ده ..محتاجك الفتره ديه جانبه
................................... 
بللت شفتيها بتوتر تُحاول ان تُعيد عليه طلب شقيقتها التي أصبحت تُهاتفها كل ساعه من أجل ان يجد لهم زوجها حلا
- شريف ممكن اتكلم معاك
ألتقط ساعه معصمه كي يرتديها يقطب حاجبيه
- لو نفس موضوع امبارح لاء.. لاني مش هساعدهم
صمتت وهي تتذكر حديث شقيقتها انها ستُقاطعها اذا لم تؤثر على زوجها
- ياشريف انت تقدر تخدمهم ياخدوا الشقه ديه.. هما مقدمين فيها بس سمعوا ان الموضوع محتاج واسطه
- مها اقفلي الموضوع ده.. لاني مش هساعد اختك ولا جوزها اللي مش بطيقه وبستحمل يدخولوا بيتي عشان متزعليش
اطرقت عيناها وهي تعلم انه مُحق ولكن في النهايه ماجده شقيقتها
- شريف هو انت بتتكسف من عيلتي
لم يكن يقصد الكلمه ولكنها خرجت منه دون قصد.. فهو يكره سالم اللعېن الذي ينتظر وقوعه بفارغ الصبر.. أما شقيقتها فهو لا يري الا شقيقه انانيه 
- ايوه يامها بتكسف من ان اسمي يرتبط بأسمهم.. ارتاحتي
..................................
نظر شهاب نحو المخبوزات الشهيه المحشيه بالجبن والبقدونس التي يعشقها 
- اي ده ياسمر
تمتمت سمر بخجل وهي تنظر إلى ما وضعته 
- عرفت من ندي انك بتحبها يافندم 
تلذذ شهاب من طعمها وهو يتناولها 
- تسلم ايدك.. انا فعلا بحبها جدا 
ألتقط واحده ثم الأخرى مُتلذذاً بالمذاق.. فوقفت تتأمله بأستمتاع.. صداقه شقيقتها ب ندي أصبحت تُثمر ثمارها من أجلها وستجد الحب الذي تستحقه ..رجلا اكثر وسامه ومالا من ذلك الذي تركها 
................................ 
طالعها مُتهكماً وهي ترتجف أمامه وتعض شفتيها بقوه فليله أخرى سينالها فيها 
- تفتكري ده كان نفس شعورها وابوكي بياخد حق مش ليه 
سقطت دموعها وهي تتذكر صديقتها.. اليوم علمت معنى أن يسلب أحداً جسدك.. جربت شعور صديقتها ولكن منال لم تكن الا غائبه فالجرعه كانت تجعلها تُحلق بسعاده 
مشهد عاد به الزمن للوراء.. والان مشهد اخر تدفع ضريبته أخرى 
حاول أن ينالها ولكنه اشمئز من نفسه ومنها ليدفعها عنه
- امشي اطلعي بره.. 
تعالت شهقاتها ولملمت ماعراه من جسدها لتركض ولم تشعر بنفسها الا وهي تخرج للشارع تبكي 
وقفت تلتقط انفاسها وعادت تنظر للمنزل ثم للطريق الذي أمامها 
واسئله كثيره تدور بُخلدها الي اين سترحل؟ 
.................................. 
تعلقت عيناها بالصور التي تجمعهم كعائله واحده سعيده
- كنا ديما مبسوطين ومع بعض يارؤي.. دلوقتي خلاص هي هتاخده مننا 
ارتشفت رؤى من كأس العصير خاصتها 
- عندك حق تزعلي.. كان وعدك هياخدكم مع بعض وتسافروا واه اخدها هي.. واكيد هي اللي رفضت وجودك معاهم 
أظلمت عين مريم بالحقد لتُطالع صديقتها 
- انا بكرها.. ديه حيه تبان قدام الكل انها طيبه بس هي أفعى 
اماءت رؤى برأسها مؤكده.. وداخلها تبتسم علي تحويلها لمريم مثلها.. فتاه حاقده تُؤذي من حولها 
- هي مين الست اللي كانت عندك قبل ما اجيلك.. ست شيك وجميله اوي 
ابتسمت مريم وهي تتذكر سيلين رغم معرفتها القليله بها قبل سفرها خارج مصر الا انها حينا عادت أتت لزيارتها تحمل معها احدي الهدايا بالماركه التي تُحبها 
- ديه سيلين كانت سكرتيرة بابا وبعدين سافرت الإمارات تشتغل هناك.. ورجعت هنا تاني
لمعت عين رؤى بخبث لا يُناسب عمرها
- ايه رأيك ندخل سيلين طرف تالت بينا بما انها هتشتغل في الشركه
................................. 
دلفت للغرفه التي تم حجزها وهي لا تُصدق انها بتلك البلد ومعه
نظر الي عيناها التي تجول بالغرفه 
- عجبك المكان ياياقوت
طالعته بسعاده واقتربت منه ټدفن وجهها بحضنه 
- انا مبسوطه اوي انك جبتني معاك 
ابتسم وغمرها بين ذراعيه سعيداً لسعادتها 
- وانا مبسوط انك فرحانه 
تعلقت عيناها به بعدما ابتعدت عنه..وقلبها يطلبها بمعرفه الجواب الذي يتمناه.. فركت يداها بتوتر ثم حررت كلماتها من بين شفتيها 
-  هو انا بالنسبالك ايه ؟ 
................................. 
ألقي فرات الهاتف فوق مكتبه مصډوماً.. عزيز قد قتل 
اقتربت من مكان جلوسه تحمل فنجان قهوته التي امرها بها.. ليتصلب جسدها وهي تسمع عبارته 
- جهزي نفسك هننزل مصر

يتبع بأذن الله 
*********

الفصل التاسع والثلاثين
*****************

- انا بالنسبالك ايه؟
عباره أرادت معرفه جوابها ولكن لم يُحررها لسانها كما رغب بها قلبها
- ياقوت مالك بتبصيلي كده
واردف مازحاً يقرص وجنتاها
- شكلك مُعجبه بيا ولا ايه.. انا عارف اني وسيم 
اشاحت وجهها عنه خجلاً تتذكر بعض النصائح التي مدتها بها هناء حتى تزيل خجلها هذا وتعتاد على أنها زوجته
- مغرور ياحمزه بيه 
قهقه غير مُصدقاً ماقالته ليدير وجهها نحوه ثانيه سعيداً بتحررها من قيودها معه 
- مغرور وحمزه بيه.. وفايدتها ايه بيه بقى 
ضحكت ليتعمق في النظر اليها فأشتعلت وجنتاها خجلاً
- خجلك مميز اوي يا ياقوت 
جالت انفاسه على صفحات وجهها وهو يُسلط عيناه على حركت شفتيها 
- بس انا عايزه اتحرر منه.. عايزه اكون حد غير نفسي .. انسانه قويه تعرف تاخد حقها 
كان غارقً تلك المره بالنظر في عينيها.. قضمت شفتاها مُرتبكه ثم همست بأسمه 
- حمزه 
نسي موعد اجتماعه ليجذبها اليه وعطشه في برأتها يزداد.. هل القدر كان يُخبئ له تلك الصفحه البيضاء.. ياقوت وماهي الا كأسمها.. ضعفها وخجلها الذي تخجل منهما ماهما الا لعڼته تسحره بهم وهو رجلاً اعتاد على الخشونه بحياته...اعتاد على النفاق والمُجاملات اعتاد على ظلام حاوط قلبه لاعوام
- انا قوتك يا ياقوت.. اتحرري من خجلك معايا انا وبس 
اماءت برأسها مُغمضه العين لتشعر بأنفاسه القريبه منها للغايه ثم سقوطها فوق الفراش ودقات قلبهما تتعالا بنغمه الحب 
................................
ترجت السائق بصوت قد بح نبرته من أثر صړاخها الايام الماضيه 
- الله يخليك ممكن تاخدني على شركة الزهدي.. انت اكيد عارفها 
ارتبك السائق بعدما تحرك كي يأخذ طريقه نحو المزرعه
- أوامر فرات بيه اني اوصلك المزرعه 
ألتفت صفا نحو المكان الذي تحرك اليه فرات وكان هناك رجلان بأنتظاره .. ولم يكن المكان الا مديرية الأمن
- محدش هيعرف حاجه.. ربنا يخليك انت شكلك طيب 
ظلت تترجاه الي ان تنهد السائق يرمقها من مرآة السياره 
- عشر دقايق بس.. مش عايز اروح في داهيه 
انشقت ابتسامتها بصعوبه تشكره على موافقته 
- شكرا
تحرك السائق نحو عنوان الشركه التي املته له عنوانها وبسهوله عرف المكان... هبطت من السياره وكل املها ان حمزة يُخلصها من فرات.. لا تُريد شئ منه إلا الخلاص
- عشر دقايق بس 
قالها السائق بقلق أثناء هبوطها.. لتخطو نحو بهو الشركه.. ووقفت أمام إحدى موظفات الاستقبال تسألها بلهفه 
- ممكن اقابل حمزه 
عندما طالعتها الفتاه دون فهم.. فمن حمزة الذي تُريده فمالك الشركه لا أحد ينطق اسمه مُجرداً
- قصدي حمزه بيه.. صاحب الشركه 
اماءت لها الفتاه رأسها تتفحص هيئتها الباهته مجيبه بملامح بارده 
- حمزه بيه مسافر 
انطفئت ملامحها بيأس لم تجد خلاصها.. لم تجد من مهما قسي عليها سيحميها 
عادت بأدراجها لخارج الشركه لتجد السائق أمامها 
- متودنيش في داهيه.. انا راجل غلبان.. يلا خليني اوصلك المزرعه
................................... 
وقفت أمامه ترسم على ملامحها البرآة تتذكر ما سمعته ليله امس عندما تلصصت عليهم وسمعت مكيدتهم 
- ما الأمر سهيل 
رمقها سهيل بملامح جامده.. يود لو يطردها الان ولكن عجزه هو شقيقه المُتعلق بها وكأنه طفلاً صغيراً.. لم يكن نورالدين رجلا ضعيفاً يوماً ولكن عجزة وحاجته الي أحداً يُحبه جعله طعماً سهل المنال 
- ماذا تُريدي جين وتُغادري هذا المنزل 
قالها سهيل وهو يقف بثقته المعهوده التي أحبتها فيه..
اقترب منه كي يجعل سحره يطغي عليها وتعترف برغبتها به
طالعته پصدمه وأنفعال اجادتهما 
- ماذا.. انت تريد أن تبعدني عن نورالدين
وتقدمت منه تذرف دموعها ببراعه 
- انا لا اريد المال سيد سهيل.. انا اريد نورالدين فقط
كانت سماح تقف بالخارج وبجانبها نورالدين على مقعده المُتحرك.. اڼصدمت سماح من ردت فعلها..فالخطه لم تحصد ما ارادوه.. لتتعلق عيناها ب نورالدين الذي قاد مقعده المُتحرك نحو غرفة المكتب المفتوحه بعض الشئ 
- كفى تصنع جين.. انا وانتي نعرف ماذا تريدي 
- يكفي سهيل.. يكفي 
كلمات خرجت من شقيقه بحزم.. لينظر نحو محبوبته الباكيه يفتح لها ذراعيه 
- تعالي حبيبتي 
ابتسامتها الخبيثه لم يراها الا سهيل الذي تجمدت ملامحه على مشهد ضم شقيقه لها
ألتقت عيناه بسماح التي طالعته بيأس فخطتهم لم تجني نفعاً.. رحيلها كان متوقف على فشل تلك الزيجه ولكن 
- سنتزوج انا وجين بعد غد 
.....................................
انتظرت ان يُنهي لقاءه مع شركاءه في التحدث عن الصفقه التي اتي من أجلها.. زفرت أنفاسها بيأس تتلاعب بكأس مشروبها 
ابتسمت وهي ترى هاتفها يُضئ برساله فضحكت وهي تقرء محتواها.. صديقتها تحقد عليها انها الان في دوله اروبيه تقضي وقت ممتعاً
وجهت هاتفها نحو حمزة الجالس أمامها يُخاطب شركاءه ويدرسوا بعض العقود.. ألتقطت الصوره لتبعثها لصديقتها 
" شايفه الاستمتاع اللي انا في" 
حدقت هناء بالصوره وهي تلتقط شرائح التفاح تلتهمها 
" يا خيبتك يا ياقوت.. طول عمرك خيبه.. هستني ايه من واحده كانت بتنام من بعد العشا" 
تبدلت ملامحها بمقت وهي تقرأ عبارات صديقتها وقد أتمت رسالتها بأحد المُلصقات المُضحكه 
" كده ياهناء.. انا تقوليلي كده "
لتضحك هناء بأستمتاع علي صديقتها الحبيبه 
" ما انتي خيبه.. عمتك الله يرحمها خليتك قطه مغمضه... انتي محتاجه تدخلي مكنه اعاده تأهيل "
شعرت هناء بالتسليه وهي ترى المُلصقات الغاضبه التي تبعثها.. لتبدء في متابعه مشاكستها 
" ياخيبه "
انتفخت اوداجها بعد تسليه هناء بها.. عيناه كانت تتابع تحول ملامحها من الاسترخاء للعبوس والحنق وتحديقها بشاشة هاتفها 
نهض مُعتذرا من شركاءه مُتجهاً إليها.. لم تنتبه لقربه فقد كانت مُنشغله في النيل من هناء ومن فظاظتها 
دنى منها ينظر إلى ما تكتبه لتنفرج شفتيه بأبتسامه واسعه وهو يقرء بعض العبارات التي تُرسلها لصديقتها.. زوجته الخجوله تطلق سباب وألقاب مُضحكه 
- ولما هي اسمها علوكه انتي اسمك ايه  
تجمدت اصابعها على الهاتف وهي تسمع صوته.. ألتفت نحوه ببطئ بعدما قلبت الهاتف على شاشته 
- انت هنا من امتى 
ابتسم مُستمتعاً 
- من زمان.. من ساعه فرس النهر 
توترت من نظراته العابثه 
- هو انت هتخلص امتى عشان زهقت من القاعده لوحدي وخليت هناء تشمت فيا 
ارتفع حاجبه الأيسر على عبارتها ومد كفه يمسح على وجهها بحنان 
- شكل السفريه ديه هتحولك لزوجه لمضه
تفاجأت به وهو يلثم خدها وتركها عائداً لضيوفه.. لتلتقط أنفاسها من أثر تلك المشاعر التي يغدقها بها.. وكأن ما كانت تعيشه معه من قبل فترة خطبه لا أكثر 
................................. 
تعلقت عيناها بهاتفه وهو يضئ أمامها برساله برقم ليس مُسجل لديه.. قادها فضولها ان تفتحها.. لتنظر لمحتوي الرساله تتذكر هل زوجها لديه في قمصانه لون كهذا.. وعندما تذكرت انه بالفعل لديه هذا اللون بل ويفضله أزالت نظارتها الطبيه من فوق عينيها 
- شهاب.. افتح ياشهاب 
كان داخل المرحاض يُنهي استحمامه ويلف المنشفه فوق خصره.. فتح لها الباب مفزوعاً من صوتها 
- في ايه مالك
ألقت الهاتف نحوه ليلتقطه مذهولاً من فعلتها
- شوف يااستاذ المُعجبه بلون القميص بتاعك 
طالعها وهو لا يفهم ماتقصده..وانتقلت عيناه نحو هاتفه يقرء محتوه الرساله ثم عاد ينظر إليها فوجدها واقفه تطوي ساعديها أمامها وترمقه بمقت وتهز ساقيها.. أعجبته هيئتها فأبتسم بأعتزاز 
- شايفه الناس اللي بتفهم وبتقدر.. قوليلي ياندي هو القميص الكحلي واللحيه الخفيفه بتخليني خارق كده وشبه اسمه ايه ده اللي قالت عليه
رمقته وهي تجز فوق أسنانها پغضب ساحق 
- كينان اميرزالي ياحبيبي.. الهانم بتشبهك ب كينان اميرزالي 
اشتاق لغيرتها وفقد صوابها ليقرء الرساله بصوت عالي 
- اذا كان كده نلبس القميص ده كل يوم 
ولم يشعر الا وهي تتعلق بعنقه ټخنقه بيداها 
- يامجنونه هتموتيني
.................................
- هي اللي موتته يافرات
هتفت فاديه عبارتها  والألم ينهش قلبها..حتي انها أصبحت غير واعيه لما تتفوه به
- أنتي مجنونه يافاديه.. صفا كانت معايا في الكويت
تعلقت عيناها به ثم ضمت أولادها الي حضنها باكيه 
- جوزك اټقتل لان ريحته بدأت تطلع وزهقوا منه
تعالت شهقاتها بآلم تهمهم بعويل 
- خدلي حقه يافرات.. خدلي حق جوزي 
.................................. 
تقلبت في نومتها تصرخ.. اقتربت منها المرأة التي تعيش معها بنفس الغرفه في سكن المزرعه 
" ماليش ذنب في حاجه.. ابعد عني.. متلمسنيش" 
ارتجفت المرأة من أثر صړاخها ودفعتها على كتفها برفق كي تستيقظ 
- مصېبه ايه اللي اتحدفت عليا يارب.. مالقوش غير ديه ويحطوها معايا في الاوضه.. انا ايه اللي جابني اشتغل هنا 
انتفضت صفا من غفوتها تقبض على يدها كي تطمئن انها فاقت من كابوسها.. تخشبت المرأة في وقفتها تهتف پخوف 
- بسم الله الرحمن الرحيم.. انتي شكلك ملبوسه.. انا لازم اخلي عنتر يشوفلك مكان غير ده 
انتبهت صفا عليها أخيراً وشعرت بخۏفها 
- مټخافيش مني.. انا كنت بحلم وخلاص صحيت
رمقتها المرأة والتي تدعي حوريه لانت ملامحها وهي تشعر انها بالفعل عانت كثيرا وقسمت الحياه ظهرها.. ابتعدت عنها تجلب لها كأس الماء.. لتلتقطه صفا وارتشفته دفعه واحده 
- شكرا 
جلست حوريه جانبها بعد أن اطمئنت قليلا منها 
- شكل الدنيا ملطشه معاكي اوي
واردفت ببؤس تلوي شفتيها بقله حيله 
- اللي يشوف حياه الناس تهون عليه حياته 
....................................
ألتقط يدها وهي نائمه على صدره.. دقات قلبه كانت تسمعها وانفاسه تشعر بدفئها فوق بشرتها العاريه
- تعرف ان عمري ما حسيت بالدفي 
طالعها حمزه مُتعجباً وضمھا إليه اكثر 
- أنتي مش دفيانه.. أعلى تدفية المكيف شويه 
رفعت عيناها نحوه تنظر له بشرود
- ده شعور ديما جوايا لو حطيت فوقي مليون حاجه ودفتني 
وعاد مشهد زوجه ابيها وهي تسحب من فوقها الغطاء 
واخر عندما كانت تجعلها تغسل سجاد المنزل ليلا ثم تبيت مُبتله الملابس منهمكه من التعب.. كانت لا تعبأ بها اذا مرضت ولكن مع شقيقتها ياسمين كان الأمر غير ذلك.. تُبدل لها ملابسها وتوبخها على نومها وملابسها مُبتله.. ترى المشهد بحسره تتنمي ان تجد يدً حانيه تزيل دموعها التي تسقط آلماً وحاجه
شعر بدموعها فوق صدره لتبهت ملامحه وهو يسمع بعض تفاصيل حياتها.. اخيرا تحررت معه من صمتها وبدأت تقص عليه ذكريات طفولتها
- احكي يا ياقوت.. احكي كل اللي وجعك.. هتتحرري من قيودك
عباره ينصحها بها وهو بحاجه ان يفعل ذلك
- مبحبش احكي بتوجع اكتر
اغمضت عيناها وهي تضم جسدها نحوه اكثر.. فدني منها حتى تلامست جبهته بجبهتها وأختلطت أنفاسهم واصبحت شفتيهم لا يفصلهما الا التلامس
- جربي.. عايز اعرف ياقوت البنت اللي جات من بلدها تشتغل في مكان غريب عليها.. البنت اللي لسا الدنيا بتعلمها من دروسها
وانتهى الكلام مع الكلمه التي نطقتها.. لا تعرف كيف خرجت منها 
- انا بحبك
................................
اقترب منها يلثم جبهتها 
- انا عارف انك صاحيه يامها
فتحت عيناها وقد غامت عيناها بالدمع بسبب رفضه لقرب شقيقتها منها 
- اعملي حسابك اننا هنسافر اخر الشهر أمريكا.. مراد بعت تقاريرك لصديق لي هناك ولقى ان الأفضل نسافر أمريكا عشان عملية عينك 
مدت يداها تبحث عن وجهه.. ليقترب منها يُرتب خصلاتها بحنان ويسمح على خدها برفق
- يعنى هعمل العمليه قريب
واعتصر الآلم قلبها وهي تتذكر عمليتها التي فعلتها منذ سنوات وقد فشلت 
- لو العمليه منجحتش ياشريف... 
لم يجعلها تُكمل عبارتها ليهمس لها بأنفاس مُتقطعه وهو يغمرها بدفئه
- هنكمل طريقنا وحياتنا سوا 
.....................................
فتح فرات عيناه يلتقط أنفاسه بصعوبه لا يُصدق انه حلم بها بين ذراعيه كل تفاصيل الليلتان اللاتي نالهم فيها ټقتحم عقله دون هواده... ظن انه سينسي ولكن تلك الليلتان وسموا جسده
هناك شعور داخله يُريدها ثانية وعقله يُفسره انها نيران الاڼتقام اما جسده يراها رغبه وهناك شئ خفي يُزرع 
نهض من فوق فراشه ينفض تلك الأفكار والأحلام من رأسه يسير نحو الشرفه يفتحها على مصرعيها 
.................................... 
فتح سالم باب الشقه برفق.. ينظر للرجل والمرأه التي معه 
ليدلفوا الشقه فهتفت المرأة بخلاعه
- شربتها الشاي بتاع كل أسبوع 
ضحك سالم وهو يجذبها نحوه يُقبلها أمام زوجها ويعبث بجسدها 
- طبعا ياجميل وزودت الجرعه كمان.. عشان نقضي الليل كله سوا 
طالعهم زوجها وهو يفك ازرار قميصه.. فضحك سالم بصخب وهو يجذبها للغرفه الأخرى 
- هتلاقيها عندك في نفس الاوضه يا اشرف..استمتع وسيبني استمتع 
................................. 
اتسعت حدقتي هناء وهي تلمح زوجها يدلف من باب الفندق وبجانبه نغم وصوت خالد يهتف بها 
- انسه هناء.. ياريت تشوفي كل حاجه جاهزة وتشرفي بنفسك على الموظفين 
اړتعبت هناء وعادت تنظر إلى خطوات مراد ونغم الملتصقه به.. وخالد الذي يرمقها وهي تلتف هنا وهناك.. ولم تجد حل الا المړض 
- اه بطني.. معلش يامستر خالد 
وفرت هاربه من أمامه تحني جزعها العلوي ليُحدق بها وهو لا يفهم شئ 
- مالها البنت ديه ياخالد 
رمقت " نغم" هناء التي اختفت عن انظارهم.. لينظر نحوها مراد بعدما أنهى مكالمته ولولا الزي الخاص بالفندق لكان اكتشف امرها 
.................................... 
اشار فرات نحو عنتر بأن يُغادر مكتبه بعدما استدعى صفا من الحقل الذي تُجمع فيه المحصول مع الفلاحين.. طالع ملامحها الباهته ونحول جسدها.. للحظه شعر بالشفقه عليها ولكنه عاد الي فرات النويري الرجل العسكري الذي لا يري بقلبه انما عقله هو من يقوده 
اقترب منها يرفع وجهها نحوه يسألها بجمود 
- قولتي لحد على جوازنا 
نفضت وجهها من يده وهي تشعر بالتقئ من لمسته 
- مقولتش حاجه 
تمتمت عبارتها بكره ليحدق بها ومن ردت فعلها نحوه 
- طب كويس.. ياريت محدش يعرف بالموضوع ده.. مفهوم 
ولم يلقى منها الا نظرة مُحتقرة.. أعاد سؤاله ثانيه 
- مفهوم ولا مش مفهوم 
ضاقت انفاسها منه ومن رائحته التي مازالت علاقه بجسدها وكأنها تذكرها بما ناله 
- متخافش يافرات بيه.. ميشرفنيش ان اقول اني مرات واحد ظالم زيك ميعرفش ربنا 
وانسحبت من أمامه..ليتصلب جسده غضباً من عبارتها 
................................ 
عادوا من سهرتهم يضحكون.. تلك الرحله أزالت الكثير من الحواجز بينهم.. حررها من آسره ضاحكا يتذكر سيرها خلف عروسان يلتقطان الصور والجميع لا يهتم بالأمر ولكن هي كانت ترى ذلك بشغف وانبهار 
- كفايه بقى ضحك عليا..
استمتع بحنقها وقطب حاجبيه 
- أنتي فاكره هنا زي مصر يا ياقوت
زمت شفتيها بعبوس ورمقته حانقه 
- تقريبا انتي طلعتي معاهم في الصور اللي اتصوروها
وقلد طريقه وقفتها ونظراتها نحوهم
- وشكلك هيطلع كده بالظبط 
لم تتحمل مزحته وأنقضت عليه كالقطه تتقافز أمامه وهو غارق بالضحك
انتهت نوبه ضحكهم.. وتسطح على الفراش ينتظرها بشغف بعد أن ابدل ملابسه.. فتح الدرج الذي جانبه ليلتقط العلبه التي تضم عقد رقيق من الذهب الأبيض..اراد ان يقدمه لها تلك الليله
شعر بتأخرها فأتجه نحو المرحاض ليفتح الباب ينظر الي ما ابتلعته فور دخوله

يتبع بأذن الله 
**********

الفصل الأربعون
************

خفق قلبها پخوف بعدما ابتلعت الحبه.. خشت ان يكون قد رأها
اغمضت عيناها والخۏف يسري داخلها.. افصح لها عن رغبته بطفلاً فما الحجه التي ستُخبره بها اذا اكتشف فعلتها.. افكار كثيره اقتحمتها في ثواني معدوده لتسمع صوته الهادئ وهو يُخاطبها
- مالك يا ياقوت انتي تعبانه.. ايه الحبايه اللي اخدتيها
ارتبكت بعدما استدار بها اتجاهه ابتلعت لُعابها تُطالع عيناه التي تخترقها بثبوت
- ده مسكن للصداع
واسرعت تضع بيدها على جبهتها تخفي توترها
- حسيت بشويه صداع قولت اخد مسكن
رمقها بهدوء يفحص ملامحها.. أصابها الشك في أمره وانه كشفها ولكن لانت ملامحه ورفع كفيه يضم وجنتاها يُلامسهم بأنامله وعيناه ټقتحم عيناها 
- بقيتي احسن دلوقتي
کرهت نفسها لانها كذبت عليه.. فكذبه اتبعتها أخرى.. اماءت برأسها تُخبره انها افضل الان.. ليقبض على يدها بخفه يسحبها خلفه خارج المرحاض وعلى ملامحه ابتسامه هادئه
.................................
مع هدوء أنفاسها وتوسدها لصدره كانت مشاعر أخرى تقتحمه.. نست انه قديما كان ضابط شرطه ولم ينسى يوماً مهنته التي اختارها برغبه قويه..ارتباكها وتوترها جعله يُدرك انها تُخبئ عليه امراً ما 
احتمالت عده فسرها عقله ولكن اكبر احتمال وخاصه ان تلك الليله التي أخبرها فيها انه يُريد طفلاً ولم يُلقي منها اجابه مازال تغير ملامحها تلك اللحظه أمام عينيه.. زفر أنفاسه يُطالع ملامحها ويدها التي تضعها على العقد الذي توج به عنقها الليله وقد أسعدها ولولا ما حدث لكان أخبرها بأن سعادتها أصبحت تُسعده وانها أصبحت شيئاً ثميناً بحياته 
ازاحها برفق من فوق صدره لينهض من جانبها راغباً في قطع شكه.. بحث عن حقيبتها وداخله يتمنى ان احساسه يخيب ولكن الصدمه كانت أمامه وهو يفتح احد جيوب حقيبتها من الداخل .. شريط من الحبوب لا يجهل شكلها.. قبض على الشريط بقوه بملامح جامده .. ونظر نحوها فوجدها تتقلب فوق الفراش 
وسؤالا اخذ يتردد داخله 
" ليه عملتي كده يا ياقوت.. معقول متكونيش عايزه تخلفي مني" 
.....................................
طالعت السعاده المُرتسمه فوق شفتي كل من نورالدين وجين.. لولا معرفتها بنوايا جين لكان صار ذلك المشهد من أجمل ما رأت.. عروس بفستانها الأبيض تجر مقعد زوجها تقسم أنها ستكون له ونعمه الزوجه.. انتقلت عيناها نحو سهيل الذي وقف متجمد الملامح كل محاولته فشلت وجين بالنسبه لشقيقه لعنه استوطنته.. تقدمت منه تسأله متهكمه 
- مش هنروح نبارك لاخوك.. تصدق المشهد قدام الناس والاعلام مبهر.. شوف الكل دلوقتي هيتكلم عن فكر المجتمع الغربي والتحضر مع انكم في الأصل عرب.. لكن الكل هيشاور ويقول هو ده الحب لكن ميعرفوش ورا الصوره ايه 
قبض على كفه بقوه ولولا اتباع الصحافه له والصور التي كانت تُلتقط لكن صړخ بها وبفشلها في الخطه التي تزوجها من أجلها 
- اصمتي سماح.. انا لا اطيق حديث احد.. تركت نفسي اسمعك وفي النهايه تمت الزيجه 
ورمقها بغلظه وحقد رأته في عينيه 
- انتم النساء لعينات مثل الحياء تتلونون وتدفعون سمكم داخلنا 
قضمت شفتيها حانقه من عبارته لتزمجر پغضب 
- لو كنت بتحب اخوك كنت قولتله الحقيقه.. انت كمان بتخدعوا.. تصدق انا فرحانه فيك عشان تبقى تلعب بحياه الناس تاني واه اخوك اللي اتجورتني عشان تخلصه من جين.. اتجوزها... طلعت ناصحه وضربتك من نفس الضربه 
وميض الكاميرات جعله يبلتع باقي كلماتها جاذباً اياها نحوه لترطتم بصدره وقبلة لثم بها جانب فكها.. اتسعت حدقتيها وهي ترى وميض فلاش الكاميرات وابتسامه خرقاء حتى تنال الصوره ضجه معجبينه ويشهدوا على حب لاعب الكره ذو السيط اللامع لزوجته 
حررها بعدما ظهر للصحافه ما أراد وابتسامه خبيثه ترسم على ملامحه 
- لم أكن أعلم أن النساء تصمت من قبلة 
احتدت عيناها وهي ترى نظراته الماكره..ولولا الاتفاق والورقه اللعينه التي اكتشفت انها مضت عليها اثناء عقد قرانهم ولم تهتم بقراءة شئ بقدر ما كانت تهتم بسبابه والتوعد له.. عام كامل مشروط بقيمه ماليه مليون دولار
ولم يكشف تلك الورقه الا ليله تصريح نورالدين بتعجيل زواجه من جين 
رمقها وهي تبتعد عن صخب الحفل وتختفي عن الانظار وابتسامه تُزين شفتيه 
.....................................
دلف لغرفتهم بالفندق بعد ان تمت الصفقه بنجاح واطمن على كل سير اعماله هنا.. تقدم منها مُقرراً أخبارها انهم سيعودوا غدا لمصر رغم انه قرر ان يطيل مُدة إقامتهم ولكن فعلتها أثارت مشاعره.. حاول الا يظهر لها معرفته.. يُريدها ان تُخبره بنفسها عما اخفته عنه 
وجدها تنظر في الجهاز اللوحي الخاص به تبكي وهي تُطالع شئً خلاله ادهشه تأثرها فأقترب منها يجلس جانبها وينظر الي ما تُشاهده لم يكن المشهد الا لمشاهد مجتمعيه يتم تمثيلها من أجل إثارة ضمائر الناس.. سقطت عيناه على صوت المرأه التي تُجسد الدور تطلب لصغيرها ما يُريده من الطعام اما الفتاه تترجاها ان تأتي لها بطعام مثله وهي تُفكر في ان تطعمها ارخص شئ يقدمه المطعم تقرصها على ذراعها تأمرها الا تسمع صوتها وترضي بما ستختاره لها والصغيره تسألها لما تفعل ذلك هل لأنها ليست ابنتها
لم تكن زوجة ابيها امرأة مؤذيه لكن الرحمه كانت منعدمه داخلها.. فالمشهد ذكرها بما كانت تفعله فيها قبل أن تأخذها عمتها لديها
تألم قلبه وهو يرى ما يُبكيها غضبه منها قل ولم يشعر الا وهو يسحب من يدها الجهاز اللوحي ويضمها اليه هامساً 
- صوابعنا مش زي بعضها يا ياقوت مش كل الناس وحشه.. أنا كنت زوج ام لشريف ومريم وعلمتهم كأنهم مني.. وناديه كانت أم لمراد مع انه مش ابنها الا أن عمرها ما حست انه يختلف عن تقي 
- ڠصب عني بفتكر.. المشهد مش حقيقي بس انا حسيت بۏجع البنت .. انت ممكن تنسى أن حد ضړبك لحد ما كسرك لكن الۏجع وكسرة النفس مش بتتنسي
صمتت تتذكر تلك اللحظه التي طعنها بكلماته حينا أخبرها كيف ستمنح مريم الحنان وتفهمها وهي فاقده لتلك المشاعر 
- فاقد الشئ بيحس وبيحس أضعاف مضعفه من اللي عنده ومش مفتقد نعمه في حياته.. اليتيم بيعرف قيمه الأم والأب عن اللي ملين حياته وبيعوقهم.. قيس حاجات كتير في حياتنا هتلاقي ان النعمه اللي ممكن تستهون بيها عند غيرك حاجه كبيره.. انا كان حلمي احس بحب امي وابويا اشوفهم معايا في كل وقت في حياتي لكن شوفت كل واحد فيهم مع عيلته وانا كنت ناتج تجربه فشله وسوء اختيار 
ابتعدت عنه تمحي دموعها پعنف من فوق وجنتيها تشير نحو حالها 
- قالولي انك الحاجه اللي جات غلط في جوازنا.. ياريتك كنتي ولد كان هيبقى احسن.. سمعت ده وانا طفله وهما بيقسموا الايام بينهم عشان يشيلوا غلطتهم ويتحملوا فشلهم 
اغمض عيناه بقوه وهو يسمعها لم يتخيل انها تحمل كل هذا داخلها.. عيناها دوماً كانت تفضحها أمامه.. يشعر ان الحزن قټلها لمرات عديده ولكنها اعتادت عليه خرج صوته بثقل  يضمها اليه ثانية واخذ يمسح على ظهرها بحنان.. فتلك اللحظه وضحت له لما تخشي الإنجاب منه 
- ابتديتي تعالجي نفسك يا ياقوت.. احيانا لما بنحرر اوجاعنا من جوانا بنشفي من الآلم.. الكتمان عمره ما بيعلم الراحه
- هتتخلي عني في يوم 
سؤال خشت اجابته وانتظرت الجواب.. ابعدها عنه يسمح لعينيه رؤية ملامحها 
- ما بتخلاش عن حاجه ملكي يا ياقوت
واردف بمغزي لم يفهمه عقلها 
- بس ممكن اعاقب 
رمقته دون فهم تنتظر تفسيره.. حدقتيها اتسعت وهي تسأله عن مقصده
- قصدك ايه 
اقترب منها يضع جبهته فوق جبهتها وانفاسه اخذت تتصاعد
- مش لازم تفهمي دلوقتي 
همست وهي تلتقط أنفاسها الهائجه 
- بس انا عايزه افهم 
وضاع سؤالها وهو يقتنص منها مايُريده قلبه ليروي عطشه... ظمأه لا يرتوي ولهفته كل يوم تزداد وقد ضعف فؤاده بعد أن اقسم ان لن يهدم حصون قلبه ويعود للعنه الحب
ونسي ان القلب مهما أغلق  جميع الأبواب يأتي يوماً ويشتهي ان يجد ضالته
................................... 
نهضت من جانبه بمرحها الذي أصبح لذه حياتهم.. ابتسم على چنونها بعدما خرجت من الغرفه وكاد ان يضع رأسه على الوساده فعادت اليه مُجدداً 
- عايز النسكافي بالحليب ولا الكراميل 
دفع الوساده التي أسفل رأسه عليها يرمقها بحنق 
- عايزه بلاك ياندي وياريت تتوصي بالسكر انا مش بعمل دايت زيك يا بخيله السكر 
ضحكت بتلذذ على اثارة حنقه ورفعت كفها تطبع قبله على باطنها وارسلتها اليه عبر أنفاسها.. انتظرت ان يلتقط قبلتها ولكن وجدته غير مبالي فأقتربت منه تجذبه من منامته بداعبه 
- مأخدتش البوسه ليه عند قلبك.. ولا ردتها حتى 
رفع حاجبه بقلة حيله من چنونها يضرب كفوفه ببعضهم 
- بوسه ايه يا هابله.. شكلنا مش هنخلص في ليلتك ديه.. مش كفايه مقعداني عشان اقرا اشعارك العظيمه 
زمت شفتيه بعبوس وبعدما كانت هي من تلتقطه من منامته تبدلت الأدوار 
- شوفت عشان كده مكنتش راضيه اقولك على موهبتي الخارقه عشان عارفه تريقتك.. هو شريف السبب فضحني 
تلاعب بحاجبيه يرمقها بنظرات وقحه يُجيدها 
- سيبك من الكلام ده وتعالى اقولك انا احلى شعر ياحببتي.. وشعر شهاب الزهدي مش اي شعر
انكمشت ملامحها ومطت شفتيها وهي تميل برأسها يميناً ويساراً 
-  يعنى لو مكنتش انت تقرالي وتدعمني ياشهاب مين هيعمل كده
داعب انفها بأصبعه يتفحص دلالها
- مش ملاحظه  انك في كل حاجه تقوليلي لو مكنتش انت يبقى مين
قلد صوتها لتدفعه بقبضتها وابتعدت عنه تهتف بحماس من جديد فلو ازدادت مناقشتهم سيتحجج انه لابد أن يغفو 
- هروح اعملك احلي كوبايه نسكافي بلاك وبأربع معالق سكر كمان.. ولا اقولك هعملك سلطه الفواكه اللي بتحبها وبلاش نسكافي 
وفرت من أمامه ليهتف بها 
- اعملي الاتنين بقى ياندي.. عشان اقرا بنفس 
وعاد يبتسم من جديد على زوجته الحمقاء التي لو كان خسرها لندم عمره بأكمله 
انتبه على صوت رساله منبعثه على هاتفه.. فألتقط الهاتف ينظر للرساله وصاحبتها تمطره بكلمات الغزل وكيف هو رائع 
وسوس له شيطانه ان يُحادث صاحب الرقم ولكنه مسح الرساله سريعاً نافضاً اي شئ برأسه 
................................................... 
ارتجف جسدها من أثر الحمى والعرق اخذ يتصبب من جبينها همهماتها جعلت حورية التي تُرافقها بالغرفه تنهض على صوتها مُتمتمه بقلة حيله
- يادي كوابيسك اللي كل يوم بنصحي عليها.. الواحد راجع مهدود من شغل المزرعه وكام ساعه اللي بنريح فيهم حيلنا من الهده
وفركت عيناها حتى تفيق من نُعاسها لتنتبه على ارتجافها ورعشت جسدها.. اقتربت منها حوريه تتحسس جبينها وابعدت كفها سريعاً
- ده انتي مولعه ڼار.. اعمل ايه دلوقتي انا
فتحت صفا عيناها بصعوبه تُطالعها تطلب منها بضعف
- قوليله ياسامحني.. هو السبب كان بيحبسني في اوضه ضلمه ويضربني عشان اسمع الكلام
واغمضت عيناها ثانية تعود لهذيانها وندائها لشخصً واحد لم يظلمها انما هي من ظلمته وهي تعرف نوايا والدها ولكن حبها له انساها انها تؤذيه وتُقربه من فخه
تنهدت حوريه وهي لا تفهم شئ واسرعت في جلب منشفه مُبلله بمياه بارده وطبقاً وعادت تجلس جانبها تضع المنشفه على رأسها ثم تزيلها وتعيد الأمر حتى حل الصباح وانخفضت الحراره قليلاً
فتحت عيناها تنظر لحوريه التي تنهدت براحه
- اخيرا وعيتي على نفسك
شعرت بمراره حلقها ورطبت شفتيها بلسانها بصعوبه وجسدها يآن من المړض
- انا ايه اللي حصلي
نهضت حوريه من جانبها تسحب المنشفه من فوق جبهتها
- ده انتي كنتي مولعه طول الليل.. كويس الحراره نزلت شويه لحد ما نروح اي صيدليه قريبه ونجيبلك علاج
وشهقت حوريه وهي تسرع نحو دورة المياه الصغيره
- ألحق اتوضي وأغير هدومي واصلي الصبح
وقبل ان تدلف حوريه لدورة المياه عادت إليها تُطالعها وهي تعتدل في رقدتها
- دعتلك في صلاه الفجر إن ربنا يخفف عنك ويشفيكي.. هي امك اسمها ايه صحيح عشان ادعيلك بأسمها
صلاه ودعاء.. هي لا تتذكر يوماً دعت ربها ان يُخفف عنها شئ.. او اقتربت منه كما يحق
- اسمها ثريا
نطقت حوريه الاسم تجرب نغمة نطقه بين شفتيها
- صفا بنت ثريا
.....................................
اغمض عيناه بمقت لعله يطرد الصراع الذي داخله.. شعوراً يقوده اليها.. يُريد لمسها مُجدداً رغم انه قرر عدم فعل ما اقترفه بها وسينسي ماحدث بينهم.. يتخيل لحظه نيله منها وكيف كان يشعر لم يحتقرها او يقرف من لمسها إنما كان راغب بشده يُظهر لها عكس ما بداخله
تنهد بأنفاس مثقله واخذ يُحرر رابطه عنقه يهتف داخله يقنع نفسه
" فرات النويري مش بيضعف"
................................ 
رفع عيناه عن الورقه التي وضعتها أمامه رمقها بجمود لأول مره  رغم صرامته مع الجميع الا انها تشعر بلطافته دوماً عقلها ديما يُفسر لها بحس نية انه توفيق من الله لا اكثر
- ايه ده ياهناء
سألها مُحدقاً بها لتنظر اليه بتردد 
- ديه استقالتي يافندم 
لم تكن ترغب بذلك ولكن منذ ذلك اليوم الذي اتي فيه مراد للفندق مع نغم والقرابه التي أصبحت تعرفها جعلتها تخشي ان يُكشف امرها... تذكرت ذلك اليوم وقد تساهل معها خالد ووافق على خروجها بنصف دوام بعد أن تظاهرت بالمړض 
- عارف انها استقاله... واستقالتك مرفوضه 
قالها بصوت اغضبها فهتفت بضيق 
- انا عايزه استقيل واخد مستحقاتي وشهاده خبره 
ردت فعله لم تكن طبيعيه ولكنه لم يرد رحيلها.. أصبحت جزء من يومه يُطالعها خلسه حتى أنها بدأت تظهر في أحلامه 
- مش لعب عيال ده.. وشهاده خبره هتاخديها علي شهرين شغل بس.. انتي لو قولتي لأي مكان اني اشتغلت شهرين متوقعش انه هيقبلوكي غير أن الفندق اسمه معروف 
واردف وهو يتحكم في نبرته حتى يظهر بمظهر المدير الصارم 
- اكيد محدش هيفسر ان العيب في الفندق.. العيب فيكي انتي 
احتدت عيناها وهي ترمقه وتسمع غلاظة حديثه 
- حضرتك قصدك اني موظفه مش اد المسئوليه 
- مش انا اللي بقول كده يا هناء ده سوق العمل
حاول أن يكون هادئا عندما شعر ان حديثه لم يُعجبها 
- الفندق داخل على توسعات ياهناء.. وانتي محتاجه خبره بلاش تضيعي اللي بدأتي.. اعتبريها نصيحه اخ بلاش مدير لموظفه عنده 
.................................... 
تعجب عنتر من دلوف سيارة فرات عبر بوابه المزرعه.. اتجه نحو سيارته بعدما وقفت ليصعد جانبه في المقعد الخلفي 
- انت مش قولت انك مش جاي لفتره يابيه 
تجاهل فرات سؤاله فأرتبك عنتر وداعب شاربه حرجاً
- هتروح بيت المزرعه ولا هتشوف المحصول 
اتي من أجل شئ يجهله..وجد قلبه يُخبره بالاجابه فهو اتي من أجلها لينفض رأسه من الدوامه والمشاعر التي تقتحمه
- اطلع على حظيرة المواشي 
وقفت صفا خلف حوريه تتعلم منها حلب الأبقار..عندما وجد عنتر لا فائده لها في الحقل وضع مهمتها مع المواشي..انهت حوريه حلب البقره لتعطيها الدلو المملوء 
- خدي بالك ياصفا.. لعنتر يطلع عنينا 
انحنت بظهرها حتى تتمكن حوريه من وضعه فوق رأسها 
- مټخافيش ياحوريه ما انا لسا كنت بحمل منك قبل كده 
رمقت حوريه شحوب ملامحها مُشفقه عليها 
- بس انتي لسا تعبانه 
- هو انا امتى هعرف احلب زيك 
ضحكت حوريه على سؤالها ورغبتها الشديده بالحلب
- يابنتي خليكي في الاسطبل ولا اقولك مع الفراخ احسن.. انتي غاويه تعب 
انتبهوا على صوت العامل الذي يُخبرها بالاسراع في حمل الدلو 
ثبتته حوريه فوق رأسها لتسير به ببطئ نحو الغرفه التي تقف خارج الحظيرة الواسعه 
تنهدت وهي تقترب من العربه لتلتوي قدمها بالحجر لتسقط ويسقط الدلو معها.. تنظر للبن الذي يسيل على الأرض بفزع واعين العاملين عليها 
اقترب منها العامل المسئول ېصرخ بها 
- أنتي عاميه.. مخصوم منك تمنه
توقفت سياره فرات في نفس الوقت وخرج عنتر وقد لمح المشهد اسرع في الخطى نحوها يرفع عصاه فهو ينتظر الفرصه لضربها 
العصا كانت ستسقط على جسدها ولم يفزعه الا صړاخ فرات بقوه 
- عنتر 
تجمدت قبضه عنتر علي العصا وفرات يتقدم منهم جامد الملامح ينظر إلى ملامحها الخائفه
.................................... 
وقفت تشب على قدميها حتى تتمكن من ربط رابطه عنقه والتعلم فيه تنهد بضجر من اصرارها علي ان تتعلم فيه اليوم ولديه مُقابله مع شركاءه لتغير بعض بنود في الصفقه
- ياقوت مش وقته 
كانت متحمسه لما تفعله ناسيه انه يحني رقبته نحوها 
- سيبني احاول قربت اعملها اه
- بقالك ساعه بتجربي
صدح رنين هاتفه ليميل قليلا نحو الفراش يلتقطه وقد لمح اسم مريم فضغطت على زر الاجابه على الفور
- اخيرا عملتها عشان تعرف بس 
صاحت بعلو صوتها دون قصد منها وهو يفتح الخط فضحك رغماً عنه 
-  شايفه ياقوت  يامريم معذباني ازاي كل ده عشان تتعلم تربط الكرافته 
رابطه عنقه التي كانت تهوى فعلها فكانت والدتها تضحك على فعلتها تُخبرها انها هي زوجته وليست هي وكانت تتذمر منها وهو يضحك على مناكفتهم 
تمالكت حالها ونظرت نحو سيلين القادمه اتجاهها 
- هتيجي امتي عشان وحشتني يابابا 
ابتسم على فعله ياقوت بعدما لثمت خده وضمھا إليها 
- مش عارف لسا يامريم.. هعرفكم اكيد قبلها 
أنهت مريم الحديث بعدما وجدت سيلين أمامها وبعد تفكير طويل في اقحام امرأة اخري بحياته وبعد مكالمه اليوم هتفت دون مقدمات 
- بتحبي بابا 
اتسعت حدقتي سيلين وهي تسحب مقعدها لتهتف مريم ثانية 
- عايزه تبقى حرم حمزه الزهدي

يتبع بأذن الله 
**********

يتبع


الفصل الاول حتى الفصل الحادي عشر من هنا


الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون من هنا



الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون من هنا


ادخلوا بسرعه من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا




 

تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close