expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية كارمن الفصل السادس والسابع والثامن بقلم ملك إبراهيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية كارمن الفصل السادس والسابع والثامن بقلم ملك إبراهيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية كارمن الفصل السادس والسابع والثامن بقلم ملك إبراهيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 💙

Part (6)

ابتعدت كارمن عن والدتها وجسدها يرتجف بشدة، اخذت والدتها الهاتف وتحدثت الي احدى صديقاتها واخبرتها ان زوجها الجديد ارسل والده وابنه واتفقوا معها على الطلاق مقابل اعطاءها مبلغ مليون جنيه. ستمعت كارمن الي حديث والدتها بحزن، لقد سئمت من افعال والدتها، تعلم انها تتزوج كثيراً ويتم الطلاق مقابل المال. تنهدت بتعب وذهبت الي غرفتها. 


*******

في المساء.. 


دخلت والدة كارمن الي غرفة ابنتها واخبرتها انها ستذهب الي المحامي. أومأت كارمن برأسها بالايجاب وهي تعلم ان والدتها ذاهبه لكي تنهي إجراءات الطلاق، لم تهتم كارمن كثيراً بالامر، لقد اعتادت على افعال والدتها. 


ذهبت والدة كارمن الي مكتب محامي عائلة زوجها، كان رشيد ووالده وجده في انتظارها، تم الطلاق مقابل المبلغ المالي(مليون جنيه) تنازلت والدة كارمن عن كل حقوقها مقابل النقود. كان الجد يضع النقود بداخل حقيبه وقام بتسليمها الي طليقة ابنه بعد انتهاء كل شئ. اخذت والدة كارمن الحقيبه بسعادة وتركتهم وذهبت الي منزلها. نظر الجد الي حفيده وأومأ برأسه، كانت هذه هي الاشارة لكي يتحرك رشيد ويفعل ما اتفق عليه مع جده، ابتسم رشيد بثقة وذهب. 


كانت كارمن بداخل غرفتها، تفكر في رشيد، لا تعلم اين ذهب ولا تعلم اين تجده الان ، تتمنى بداخلها ان يبحث هو عنها ويجدها ويأتي اليها. 


عادت والدة كارمن الي المنزل واتجهت الي غرفتها واغلقت الباب عليها وقامت بفتح الحقيبه فوق الفراش ووضعت النقود امام عيناها وابتسمت بسعادة وانتصار. 


وصل رشيد ومعه قوة من رجال الشرطة الي منزل سهير سالم طليقة والده، بعد ان قدم جده اللواء نور الدين الجبالي بلاغ يتهمها فيه بسرقة مبلغ مالي كبير وحدد مواصفات الحقيبة والنقود التي اخذتها منهم. رتب اللواء نور الدين للقبض عليها ومعاقبتها على وقاحتها معهم وجراءتها علي الزواج من ابنه، ويكون هذا درسً قاسيًا لها لكي تعلم حدودها مع هذه العائلة ولم تتجرأ على فعل شئ بعد الطلاق. 


تولى رشيد قيادة مهمة القبض عليها من داخل منزلها بكل ترحاب، حتى يثأر منها بعد وقاحتها معه هو وجده. 


وقف رشيد امام المنزل وطرق بقوة، وقف خلفه مجموعة من رجال الشرطة ينتظرون اشارته بالقبض علي المتهمة. 


خرجت كارمن من غرفتها بقلق عقب استماعها الي صوت طرق عاليًا على باب المنزل بطريقه حادة وقويه، اتجهت مسرعة الي الباب وفتحت الباب بقلق. شهقت بصدمة عندما رأته يقف امامها، ابتسمت تلقائيًا وهمست اسمه بسعادة:

- رشيد! 


حدق بها بصدمة، توقف عقله عن الاستيعاب، رافض تصديق سبب وجودها بهذا المنزل، تمنى لو ما يفكر به الان غير صحيح. ابتسمت بسعادة وتحدثت اليه بشغف:

- انا كنت بفكر فيك دلوقتي.. انا مش مصدقه انك جيت عشاني.. انا روحت المستشفى أسأل عليك وقالولي انك خرجت! 


هز رأسه بالرفض وتحدث اليها بصدمة:

- انتي بتعملي ايه هنا؟ 


عقدت ما بين حاجبيها بدهشة ثم ابتسمت بشغف واجابت عليه:

- انت عرفت عنوان بيتي ازاي؟  


اغمض عيناه بصدمة عقب استماعه لتأكيدها ان هذا المنزل لها وبالطبع لوالدتها! تلك المرأة التي جاء الان ومعه قوة من رجال الشرطة للقبض عليها. 


استغربت صمته واعتقدت انه جاء من اجلها ومن اجل ان يستمع الي ردها على اعترافه بمشاعره اتجاهها، لم تنتبه لوجود مجموعه من رجال الشرطة يقفون خلفه ينتظرون اشارته. فقط عيناها تراه هو فقط، ابتسمت بسعادة وتحدثت اليه بخجل:

- على فكرة انا روحت المستشفى اسأل عليك عشان في عندي اعتراف مهم كان لازم اعترفلك بيه زي ما أنت اعترفتلي.. 


تأملها بصدمة، صدح صوت احد الضباط وسأله بفضول:

- نقتحم البيت يا فندم؟ 


التفت ينظر اليه بصدمة، توقف عقله عن التفكير، لم يستطيع الاجابة على السؤال، عاد ببصره اليها، كانت تنظر اليه بصدمة وذهول عقب استماعها الي صوت شخص اخر لم تنتبه انه يقف قريبً منهما. 


خرجت والدتها من الغرفه، صدح صوت والدتها تسأل بفضول:

- مين عندك يا كارمن؟ 


توترت كثيراً ثم اجابت على والدتها بارتباك:

- مفيش حد يا ماما. 


ثم انخفضت نبرة صوتها وتحدثت اليه بهمس:

- انت لازم تمشي دلوقتي.. مينفعش ماما تشوفك هنا. 


وقف في حيرة من امره، لقد جاء الي هنا لكي يعتقل طليقة والده بتهمة السرقة لكي يسترد الاموال التي اخذتها منهم مقابل الطلاق من والده، كيف سيلقي القبض عليها بعد ان اكتشف انها والدة الفتاة التي احبها! 


اقتربت والدة كارمن من باب المنزل واستغربت من وجود رشيد ابن طليقها، اندفعت الي الباب وتحدثت اليه بحده:

- انت ايه اللي جابك هنا! احنا مش خلاص فضناها وباباك طلقني وخلصنا! 


حدقت به كارمن بصدمة، نظر الي والدة كارمن بغضب ثم تحدث اليها بنبرة حادة:

- انا كنت جاي عشان اديكي درس عمرك، يمكن ترجعي عن طريق النصب على الرجاله اللي انتي ماشيه فيه! 


شهقت كارمن بصدمة بعد استماعها لحديثه مع والدتها، ثم نظرت الي والدتها وهي تحاول استعاب ما قاله رشيد. هدأت نبرة صوته قليلاً وهو يتطلع الي كارمن واضاف:

- بس للاسف مش هقدر اعمل كده دلوقتي. 


رمقته والدة كارمن بدهشة، تابعت نظراته الي ابنتها بترقب. انسالت دموع كارمن وهي تتطلع الي والدتها وتحدثت اليها ببكاء:

- الكلام اللي رشيد بيقوله ده صح يا ماما! انتي فعلا بتنصبي على الرجاله؟


رمقتها والدتها بغضب واجابت عليها بحدة:

- انا مبنصبش على حد! انا بتجوز على سنة الله ورسوله.. ولما بيحصل الطلاق باخد حقي منهم! 


اغمضت كارمن عيناها بصدمة وهي تبكي بانهيار، ما قالته والدتها كان عار لها امام حبيبها،  نظرت اليه وتحدثت اليه بصوتها الباكي وشهقاتها المتقطعه:

- انا اسفه.. اسفه على كل حاجة ماما عملتها.. بس ارجوك بلاش تسجنها.. انا مليش غيرها في الدنيا.. انا لوحدي وهي معايا.. مش عارفه لو بعدت عني هقدر اعيش ازاي من غيرها. 


لم يتحمل رشيد رؤيتها تبكي بهذه الحالة، يعلم انها لا تشبه والدتها، بكاءها قطع نياط قلبه، أومأ لها بالايجاب والتفت ينظر الي رجال الشرطة وتحدث اليهم بقوة:

- ارجعوا انتوا على العربيات وانا جاي وراكم. 


ذهبوا من خلفه ووقف هو بمفرده، اقترب منها خطوتين ورفع يديه الي وجهها وجفف دموعها بأنامله، تابعت والدتها ما يفعله رشيد مع ابنتها بستغراب، لا تعلم متى تعرفت ابنتها عليه وما هي العلاقه التي تربطهما! 


ارتجف جسد كارمن وابتعدت عنه قليلاً وهي تخفض وجهها ارضًا. ابتسمت والدتها بمكر وتحدثت اليه ببرود:

- خير يا حضرة الظابط! لسه ليك حاجة عندنا؟ 


رمقها بغضب ثم عاد ببصره الي كارمن واجاب بثقة:

- طبعًا ليا.. 


رفعت كارمن عيناها ونظرت اليه بقلق، ابتسم اليها بحنان ثم رمق والدتها بغضب واضاف مؤكدًا:

- واللي ليا هنا هاخده. 


رمقته والدة كارمن بغضب، شعرت ان حديثه المقصود بأبنتها. أومأ برأسه بثقه ثم ذهب من امامهما، بكت كارمن اكثر وهي تتابع ابتعاده عنها، اعتقدت انه يقصد النقود بحديثه ولم تنتبه انه يقصدها هي. 


تابعت والدتها بكاءها بترقب ثم اقتربت من باب المنزل واغلقته بحده، وقفت كارمن تبكي وهي تنظر الي باب المنزل وتتمنى عودة رشيد اليها، وقفت والدتها امامها وتحدثت اليها بحدة:

- انتي تعرفي رشيد من امتى وازاي؟ 


نظرت الي والدتها بحزن وارتفعت شهقاتها وهي ترى والدتها تتسبب لها في كل حزن وألم تشعر به. اشتدت حدة صوت والدتها واعادة سؤالها:

- ردي يا كارمن.. انتي تعرفيه من امتى وازاي عرفتيه؟! 


انتفض جسد كارمن من صراخ والدتها واجابت عليها بصوت متقطع من شدة البكاء:

- عرفته في المستشفى.. هو الظابط اللي انقذنا لما الباص اتخطف. 


عقدت والدتها ما بين حاجبيها بدهشة وهمست بداخلها " معقول قدر يتعلق بيها في الفترة البسيطة دي! " فكرت قليلاً ثم ابتسمت بثقة وتحدثت الي ابنتها بثقة:

- براڨو عليكي يا كارمن.. اهو انتي كده اثبتي انك بنتي صحيح. 


نظرت كارمن الي والدتها بدهشة، ربتت والدتها علي ظهرها واضافة ببرود:

- بس انا عايزاكي من اللحظة دي تنسي رشيد ده خالص. 


حدقت بوالدتها بصدمة، أومأت والدتها برأسها بالايجاب واضافة:

- احنا مش هينفع ندخل عيليتهم تاني بعد ما انا اطلقت من باباه النهاردة. 


اغمضت كارمن عيناها وهي تبكي بحزن، اضافة والدتها بنبرة حماسية صدمت كارمن:

- بس متقلقيش انا هشوفلك واحد تاني تقدري توقعيه ونطلع منه بمبلغ كويس. 


حدقت بوالدتها بصدمة، تراجعت الي الخلف بزهول واردفت قائلة:

- ايه اللي بتقوليه ده يا ماما! انتي سامعه بتقوليلي ايه؟! 


رمقتها والدتها ببرود واجابت عليها بصرامة:

- انتي مش هتعملي حاجة عيب ولا حرام.. ده جواز شرعي وبعد فترة تطلقي وتطلعي من الجوازة بمبلغ كويس. 


انهارت كارمن في البكاء وابتعدت عن والدتها وهي تترنح بزهول، صرخت وعقلها لا يستوعب حديث والدتها:

- انا مش مصدقه اللي بسمعه ده! ازاي تطلبي مني حاجة زي كده.. انتي عايزة تدمري حياتي اكتر ما دمرتيها! 


اقتربت منها والدتها وامسكتها من ذراعيها بقوة وتحدثت اليها بقوة وغضب:

- مين اللي دمرت حياتك! فوقي.. بصي حواليكي ، شوفي المستوى اللي انتي عايشه فيه.. كنتي عايزة تعيشي في المستوى ده ازاي ومنين وباباكي مات واحنا علينا ديون.. انا ضيعت عمري عليكي.. دخلتك احسن مدارس ولبستك من أغلى الماركات.. ضيعت عمري وانا بفكر فيكي وفي مستقبلك. 


انهارت اكثر بين يدي والدتها، هزتها والدتها بقوة بين يديها واضافة بقوة:

- بعد كل اللي عملته ده عشانك وجايه تقوليلي اني دمرت حياتك! 


ابتعدت عن والدتها وصرخة بانهيار:

- انتي معملتيش حاجة عشاني.. كل اللي عملتيه عشانك انتي.. انتي اللي عايزة تعيشي في المستوى ده مش انا! انا عمري ما طلبت منك ادخل احسن المدارس ولا البس أغلى الماركات، انا مكنتش محتاجة منك غير اهتمامك بيا وانك تكوني جنبي.. انتي وفرتيلي كل حاجة بس حرمتيني منك انتي. 


تابعت والدتها انهيارها بصدمة، جلست كارمن على الارض بضعف واضافة بحزن:

- ودلوقتي عايزة تحرميني من الانسان الوحيد اللي حبيته. 


اشتد غضب والدتها واقتربت منها تتحدث بصرامة:

- مفيش حاجة اسمها حب فوقي لنفسك يا كارمن.. مش لازم تحبي حد غير نفسك. 


رفعت عيناها تنظر الي والدتها بحزن واجابت عليها:

- انا لو حبيت نفسي بس يبقى هكرهك انتي يا ماما! 


ارتجف جسد والدتها قليلاً، حاولت التماسك واظهار القوة واللا مبالاة، رسمت البرود على ملامحها وتحدثت لاخر مرة قبل ان تتركها وتذهب:

- كلامي مش هعيده تاني.. رشيد ده تنسيه خالص. 


بكت كارمن بانهيار، تركتها والدتها واتجهت الي غرفتها، هتفت كارمن بحزن:

- اكيد هو اللي هينساني بعد اللي عرفه النهاردة... ✋. 


عادت من ذكرياتها عندما توقفت امام محل عملها، اتجهت الي داخل المطعم، ركضت اليها احدى الفتيات وتحدثت اليها بقلق:

- كارمن المدير عايزك في مكتبه حالا. 


شعرت بالقلق الشديد وهمست بقلق:

- خير ايه اللي حصل! معقول عشان اتأخرت خمس دقايق؟ 


هتفت الفتاة بحيرة:

- بصراحة مش عارفه! 


استغربت مودة وتحدثت بقلق:

- وعايزني انا كمان؟ 


اجابتها الفتاة بثقة:

- هو قال كارمن بس! 


اغمضت كارمن عيناها بتعب ثم أومأت بالايجاب واتجهت الي غرفة المدير وطرقت على الباب بهدوء. 


سمح لها بالدخول، فتحت الباب وتفاجأت بوجود رشيد يجلس مع صاحب المطعم ويتبادلون الحديث، ارتجف جسدها وخفق قلبها بشدة عند رؤيتها له، أشار اليها صاحب المطعم وطلب منها ان تتقدم الي الداخل، تقدمت بخطوات مطباطأة وهي تخفض وجهها ارضً، لم تستطيع رفع عينيها والنظر اليه. 


كان يتابع خطواتها باهتمام، يعلم بماذا تشعر الان، يستمع صوت خفقات قلبها بوضوح. 


اقتربت منهما وجلست امامه، بدأ صاحب المطعم بالحديث موضحًا سبب استدعائها الي غرفة مكتبه:

- الاستاذ رشيد يا كارمن كان هو والمدام في حفلة امبارح وعجبهم جدا شغلك والتزامك بخدمة الضيوف، وجاي النهاردة يتفق على حفلة عيد ميلاد ابنه وعايزك تكوني المسؤولة عن ضيافة المدعوين. 


شهقت بصدمة وصدح صوتها عاليًا دون ان تشعر:

- نعم.. مدام مين وابن مين؟! 


استغرب المدير من رد فعلها الغريب ونظر الي رشيد بحرج واعتذر منه باحترام، ثم رمق كارمن بغضب وتحدث اليها بصرامة:

- في ايه يا كارمن انتي اتجننتي! ازاي تتكلمي بالاسلوب ده! 


شعرت بتجاوزها وخفضت وجهها بصمت، لا تصدق انه تزوج وانجب ولد! رفعت عيناها ونظرت اليه بلوم، تلألأت عيناها بالدموع، كيف له ان يتزوج من غيرها! كيف ينجب ابن من امرأة اخرى! كانت على وشك الانفجار بالبكاء والصراخ، كيف يفعل بها ذالك! 


كان يتابع صدمتها وغضبها بصمت، يعلم بما تشعر به الان، ما فعله بها الان كان جزء من خطته في الانتقام منها، لكنها لم ترى شئٍ بعد، الانتقام الاكبر سيكون من نصيبها في الحفل. 


وقف بهدوء وتحدث الي مدير المطعم:

- اظن احنا كده اتفقنا على كل حاجة والعنوان مع حضرتك. 


وقف مدير المطعم وابتسم اليه واجابه باحترام:

- تمام يا فندم كل شئ هيكون جاهز زي ما اتفقنا. 


أومأ رشيد برأسه بالايجاب ثم نظر اليها بقسوة وخرج من الغرفة. لا يعلم ما فعله بقلبها بتلك النظره، شعرت وكأن نظرته القاسية سهمً مسموم اخترق قلبها واراد القضاء على حياتها. وقفت بصمت شاردة تستمع الي توبيخ مديرها على اسلوبها الفظ مع العميل، انتهى المدير من حديثه وهو يعطيها العنوان ويأكد عليها سرعة الذهاب إلى عنوان منزله في الصباح الباكر وبدء العمل به. اخذت منه العنوان وخرجت من غرفة المكتب وهي بداخل دوامة من الأفكار والذكريات... ✋. 


تذكرت ما حدث معها بعد مرور شهر. بعدما علم رشيد ان سهير سالم طليقة والده هي ام حبيبته، وبعد تحذير سهير لابنتها ان لا تفكر به مجددًا... قضت كارمن بالمنزل شهرً كاملاً لم تخرج من المنزل ولم تتحدث الي احد، حتى انتهت الاجازة الصيفيه وبدأ العام الدراسي. وكان عليها الذهاب إلى الجامعه. 


استيقظت اليوم باكرًا في يومها الاول وسنتها الاولى الدراسيه في الجامعه.


ذهبت إلى الجامعه بوجه شاحب حزين، كانت فاقدة للشغف والحياة، كانت ترتدي ثوب غامق وترفع شعرها بطريقه عشوائيه، غير مباليه بشئ، اقتربت منها سما صديقتها وهي تركض اليها بحماس، توقفت امامها وتحدثت اليها باشتياق:

- كارمن وحشتيني اوي.. انا اسفه يا كارمن مقدرتش اتواصل معاكي طول الفترة اللي فاتت لاني كنت مسافره. 


عانقتها كارمن وتحدثت اليها بهدوء:

- متعتذريش يا سما.. انا اصلا مش زعلانه. 


حدقت بها سما بدهشة وتحدثت اليها بقلق:

- كارمن انتي كويسه؟!


نظرت امامها الي الفراغ واكتفت بأمأة بسيطه. استمعت إلى صوت مميز يأتي من خلفها:

- لو سمحتي عايز اسأل عن زميله لكم في الجامعه. 


صوته كان مألوفًا لها، تعرفت عليه بسهوله دون ان تراه، خفق قلبها بقوة، التفتت تنظر اليه لكي تتأكد من وجوده حقًا خلفها، ابتسمت بسعادة عندما وجدته يقف خلفها وينظر اليها، لا يعلم كم اشتاقت اليه. حدقت به سما صديقتها، شعرت وكأنها رأت هذا الشاب من قبل! لكن اين ومتى لا تتذكر! 


نجح في رسم الجدية على ملامحه وأعاد سؤاله بنبرة جادة:

- ممكن تساعدوني اوصلها؟


حدقت به كارمن بصدمة وتحدثت اليه بذهول:

- رشيد انت بتسأل عن مين؟!


ابتسم بداخله وحاول الثبات على رسم الجدية، نظرت اليهما سما بدهشة وهي تحاول ان تتذكر اين رأته من قبل! نظر رشيد الي كارمن راسماً الدهشة على ملامحه وتحدث اليها:

- حضرتك تعرفيني؟!


بهتت ملامحها بحزن بعد ان شعرت انه يتجاهلها ولا يريد ان يتذكرها، تلألأت عيناها بالدموع سريعًا واجابته بحزن:

- لا معرفكش.. انا اسفه. 


كادت ان تذهب من امامه لكنه امسك بيديها سريعًا وتحدث اليها بشغف:

- خلاص انا بهزر معاكي والله عشان وحشتيني اوي. 


#الفصل_السابع

#رواية_كارمن

#الكاتبة_ملك_إبراهيم

لايك قبل القراءة👍❤️


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🤍

استغفرالله العظيم واتوب اليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته 🤍🤍


Part 7


كادت ان تذهب من امامه لكنه امسك بيديها سريعًا وتحدث اليها بشغف:

- خلاص انا بهزر معاكي والله عشان وحشتيني اوي. 


شعر بارتجاف يديها بين يديه، خفق قلبها بقوة، شحب وجهها من شدة الخجل والتوتر وخفضت وجهها ارضً.


نظر الي صديقتها التي تقف وتتابع ما يحدث بينهما بستغراب وصدمة، ابتسم اليها وتحدث اليها بنبرة هادئة:

- شكراً انا خلاص لقيت اللي بدور عليها. 


نظرت اليهما سما بصدمة. عاد ببصره الي كارمن واخذ يديها دون ان يتحدث، سار في طريقه الي سيارته وهي تسير بجانبه في حالة من الذهول، توقف امام سيارته خارج الجامعه وتحدث اليها بابتسامة:

- يلا اركبي. 


سحبت يديها من بين يديه بتوتر وهمست اليه بارتباك:

- هنروح فين؟!


ابتسم اليها واجاب بشغف:

- هنروح اي مكان هادي عشان نتكلم مع بعض شويه.. انتي بقالك شهر مبتخرجيش من البيت وانا مش عارف اوصلك عشان نتكلم! 


توترت كثيرًا بعد طلبه الحديث معها، بللت لعابها وهي تخفض وجهها ارضً وتحدثت بصوت مبحوح:

- انا عارفه انت عايز تتكلم معايا في ايه.. متقلقش انا نسيت اي كلام انت قولته قبل ما تعرف اللي ماما عملته مع باباك! 


تأملها بستغراب، لا يعلم ماذا تقصد! عقد ما بين حاجبيه قائلا:

- مش فاهم.. انتي تقصدي ايه؟


شعرت بغصة في حلقها من شدة التوتر، ابتلعت ريقها وتلألأت عيناها بالدموع واجابته بصوت مبحوح:

- انا عارفه انك ندمان على كل الكلام اللي قولتهولي في المستشفى، بس صدقني انا مكنتش اعرف ان ماما اتجوزت باباك.. انا اصلا مش بعرف حاجة عن ماما. 


تابع انفعالاتها بدهشة، ثم اقترب منها وامسك بيديها بقوة وتحدث اليها بنبرة حادة:

- ارفعي عينك يا كارمن وبصيلي. 


هزت رأسها بالرفض بعد ان خدعتها دموع عيناها وبدأت تتساقط رغمًا عنها، ازداد صوته في الحدة وتحدث اليها مرة أخرى:

- بصيلي يا كارمن. 


ارتجف جسدها بين يديه، رفعت عيناها ونظرت اليه وهي تبكي، تأمل عيناها وتحدث اليها بصوت قوي:

- انا بحبك.. فهماني.. بحبك. 


وكأن حديثه اعاد الروح الي جسدها من جديد، حدقت به بقوة وهي تحاول استيعاب ما قاله لها، أومأ برأسه بالايجاب وتحدث اليها بتأكيد:

- انا بحبك يا كارمن ومشاعري اتجاهك مستحيل تتغير، وكل كلمة قولتهالك واحنا في المستشفى مستعد اقولهالك تاني.. انا بحبك ومستحيل اتخلى عنك.. وهو ده اللي عايز اتكلم معاكي فيه. 


شعرت بصعوبه في التقاط انفاسها، اشارت اليه بيديها حتى تستطيع استيعاب ما يخبرها به الان، ابتسمت، ثم وسعت ابتسامتها اكثر وهي تنظر اليه بسعادة، قلبها اصبح ينبض بعشقه الان. ابتسامتها احيت قلبه من جديد. التقطت انفاسها وتحدثت اليه بسعادة:

- انا مش عارفه اقولك ايه يا رشيد. 


احمرت وجنتيها من شدة الخجل، تابع خجلها بنظرات عاشقه، ابتسم بسعادة وتحدث اليها بشغف:

- قوليلي انتي بتبادليني نفس المشاعر ولا لأ؟


أومأت برأسها بالايجاب واجابته دون تردد:

- طبعا ببادلك نفس المشاعر واكتر. 


ابتسم بسعادة وهو يستمع الي اعترافها انها تبادله نفس المشاعر، اراد الاقتراب منها اكثر ومعانقتها بقوة واحاطتها بذراعيه بين ضلوعه، توقف للحظة ونظر حوله، مازالا يقفان امام المبنى الجامعي، تحرك اتجاهها واخذها الي داخل سيارته سريعًا واتجه الي مقعد القيادة وانطلق بالسيارة.


وقفت سما صديقة كارمن امام المبنى الجامعي وهي تتابع تحرك السيارة وكارمن بداخلها، حاولت ان تتذكر اين رأت ذاك الشاب، تذكرت بعد عدة محاولات، همست الي نفسها بصدمة بعد ان تذكرته " افتكرته.. هو نفس الظابط اللي انقذنا"


********

توقف رشيد بسيارته امام منزل والدة كارمن، كانت كارمن تخفض وجهها بخجل وهي تجلس بجواره، تابع خجلها بابتسامه وتحدث اليها بهدوء:

- وصلنا قدام البيت. 


رفعت عيناها ونظرت اتجاه منزلها ثم خفضت وجهها مرة أخرى، تأملها بنظرات عاشقه وتحدث اليها بشغف:

- كارمن انتي ليه متغيره كده؟ حاسس ان في حاجة غريبة بتحصل معاكي؟! 


ارتجف جسدها قليلاً ونظرت اليه بتوتر، تابع توترها بقلق وتحدث مرة أخرى :

- كارمن انتي سمعاني؟


أومأت برأسها بصمت، انتظر اجابتها بقلق. استرسل لها عقلها سريعًا حديث والدتها وتحذيرها لها ان لا تراه مجددًا، كيف ستخبره انها تبادله نفس المشاعر ولا يمكنها ان تكون معه! 


شعر ان هناك صراع دائر بداخلها، أومأ لها بالايجاب وتحدث اليها بثقة لكي تخبره بما تفكر به:

- انا عايزك تكوني صريحة معايا يا كارمن، ولو انا فهمت غلط واتسرعت في مشاعري ياريت تنسي.....


قاطعته مسرعة قائلة بتأكيد:

- لا يا رشيد انا بحبك بس خايفه! 


ابتسم عند استماعه لاعترافها الصريح بحبه، لكن بهتت ابتسامته سريعاً عند تفكيره في سبب خوفها! تعمق بالنظر اليها وتحدث اليها بقلق:

- خايفه من ايه كارمن؟ 


بهتت ملامحها بالحزن، كانت في حيرة من امرها! كيف ستخبره ان والدتها لا تريده زوجً لابنتها، كيف ستخبره برفضها المشدد وتحذيرها لها، عليها اخباره بكل شئ لكي يساعدها على اخذ القرار الصحيح، ابتلعت ريقها وتحدثت اليه بتوتر:

- ماما مش موافقة على علاقتنا.. وكمان منعتني اشوفك مرة تانيه. 


لم يندهش كثيرا بعد ما أخبرته به، أومأ برأسه بالايجاب يؤكد لها أنه يعلم بذالك، صمتت قليلاً وهي تتابع عدم رد فعله المتوقع على حديثها. 


حدق بالفراغ امامه وهو يفكر في والدتها وعائلته هو الاخر، كيف سيخبر جده انه يريد الزواج من ابنة المرأة التي تزوجت والده مقابل المال ويعلم تاريخها السيء جيداً، وكيف سيواجه والدته بعد ان تعلم انه يريد الزواج من ابنة المرأة التي سرقت منها زوجها، وكيف سيواجه والده بعد ان رفض زواجه من تلك المرأة وهو الأن يريد الزواج من ابنتها، يعلم ان علاقتهما ستكون مرفوضه من قبل عائلته ووالدتها، لكنه لا يمكنه التخلي عنها وتركها ضحية لأفعال والدتها، نظر اليها بعد صمت دام لدقائق قليلة ثم تحدث اليها بثقة:

- متقلقيش انا هفضل معاكي واكيد هلاقي طريقه اقنع بيها مامتك.. 


تنهيدة حارة خرجت من صدره وهو يضيف بداخله:

- ولازم اقنع عيلتي كمان! 


لم تستمع الي جملته الأخيرة وابتسمت بسعادة ولمست يديه بشغف:

- انا واثقة فيك يا رشيد. 


نظر الي يديها التي تلمس يديه وتتمسك به بثقة، خفق قلبه بقوة ونظر اليها قائلاً بتأكيد:

- وانا هكون قد ثقتك فيا وصدقيني انتي مش هتكوني غير ليا انا وبس. 


ابتسمت بسعادة وهي تستمع الي كلماته التي تسعد قلبها، وسعت ابتسامته بسعادة وهو يتابع ابتسامتها الرائعه وملامح وجهها الرقيقه، كم تمناها من كل قلبه، لا يريد سواها بهذا العالم، هي فقط من خفق قلبه من اجلها، هي فقط من يحملها بداخل ضلوعه ولا يمكنه ان يعيش بدونها. 


خجلت كثيراً من نظراته اليها، فتحت باب السيارة وهمست اليه بصوتها الرقيق:

- انا لازم انزل دلوقتي عشان ماما متشوفناش مع بعض. 


أومأ لها بالايجاب وهو مازال يتأملها بنظرات عاشقه، خجلت من نظراته وركضت سريعًا الي منزلها وهي تلتفت اليه بخفة وتشير اليه بيديها تودعه بسعادة... ✋. 


.....فاقت من شرودها وذكرياتها معه وهي تجفف دموعها. 


******

توقف رشيد بسيارته امام برج سكني كبير بأحدى المناطق الراقيه، ترجل من السياره واتجه الي داخل البرج السكني حيث شقته بالطابق السادس. 


توقف امام باب الشقة وهو يتأمله بحزن، لم يأتي الي هنا منذ اربعة اعوام! اخرج المفتاح الخاص به وفتح باب الشقه ودخل بخطوات هادئه، ذكرياته معها مازالت في كل مكان حوله، اشعل الانوار ونظر حوله باشتياق، لم يتغير شئ! كل شئ كما هو منذ ان رتبته هي بيديها. مسد بيديه فوق الاثاث وهو يسير بداخل الشقة ويتذكر كيف تم زواجهما.... ✋. 


اخذته الذكريات الي الماضي، عندما قرر اخبار عائلته برغبته في الزواج من كارمن. ذهب إلى غرفة جده وجلس امامه وتحدث بتوتر:

- انا عايز اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم. 


رحب جده بالحديث معه وترك ما يفعله وجلس يستمع اليه باهتمام، تحدث الي جده دون مقدمات:

- في بنت انا عرفتها من فترة.. البنت دي كويسه جدا وفي بينا مشاعر متبادلة.. انا بحبها من كل قلبي وبتمنى تكون مراتي بشرع ربنا. 


ابتسم جده بسعادة وتحدث بحماس:

- ده احلى خبر انا ممكن اسمعه النهاردة، متعرفش انا كنت بتمنى قد ايه اليوم اللي تيجي وتقولي فيه انك هتتجوز وتحقق امنيتي واشوف عيالك قبل ما اموت. 


حماس جده الزائد لفكرة زواجه جعله يشعر بالتوتر اكثر:

- ربنا يخليك لينا ان شاء الله يا جدي وتشوف عيالنا وتجوزهم كمان. 


لاحظ جده توتره الزائد وحدق به باهتمام متساءلاً:

- في ايه يا رشيد! من اول ما قعدت قدامي وانا حاسس ان في حاجة عايز تقولها ومتردد؟ 


أومأ برأسه بالايجاب:

- فعلاً يا جدي في حاجة عايز اقولها ومش عارف اقولها ازاي! 


تأمله جده باهتمام واردف بثقة:

- اتكلم يا رشيد وبدون مقدمات. 


نظر الي جده واردف بهدوء:

- البنت اللي انا بحبها.. اكتشفت من فترة انها تبقى... 


تابعه جده بفضول وشعر ان هناك شئ هام للغاية يريد حفيده اخباره به ولا يستطيع اخباره بسهوله، انتظر ان يتابع رشيد حديثه براحة ودون ضغط، زفر رشيد من توتره الزائد واضاف مسرعً في الحديث:

- اكتشفت انها تبقى بنت الست اللي بابا اتجوزها. 


انتفض جده من مكانه بصدمة، حدق به بذهول وصدح صوته بغضب:

- دول عصابة بقى!.. يعني البنت تلف عليك ومامتها تلف على باباك! 


وقف رشيد معترضًا على اتهام جده لحبيبته وتحدث بثقة:

- لا يا جدي.. كارمن مش زي مامتها ابدا ومتعرفش حاجة عن افعالها. 


ضحك جده ساخرًا وتحدث بصرامة:

- دي شكل البنت طلعت اشطر من مامتها، انا مش مصدق انها قدرت تخدعك وتقنعك انها غير مامتها! 


غضب رشيد وتحدث الي جده بنبرة حادة:

- لو سمحت يا جدي بلاش تتكلم عنها بالطريقة دي.. كارمن غير مامتها وانا واثق فيها. 


نظر اليه جده بصدمة، اعتقد ان تلك الفتاة استطاعت السيطرة بمكرها وكيدها على حفيده، هز رأسه بذهول قائلاً:

- انا مش مصدق اللي انا بسمعه منك دلوقتي يا رشيد! ازاي تثق في بنت مامتها نصابه وبتستغل الرجاله وتاخد فلوسهم! 


غضب رشيد بشدة واجاب على جده بعصبيه:

- بثق فيها عشان هي غير مامتها. 


اشتد غضب الجد من اصرار حفيده على تلك الفتاة، ارتفع صوته قليلاً قائلاً بصرامة:

- وانا مستحيل هوافق على العلاقة دي ووالدتك لو عرفت حاجة زي كده مش بعيد تموت فيها. 


حدق بجده بصدمة، تركه جده وذهب دون اضافة كلمة اخري، وقف رشيد يفكر بحزن؛ ماذا سيفعل الان؟ هل سيترك حبيبته من اجل عائلته، ام سيحارب الجميع من أجلها؟. كان عليه الانتظار حتى تنتهي كارمن من دراستها، ربما يتغير شئ ويستطيع اقناع والدتها وعائلته بالزواج منها. هي بالسنة الأولى لها بالجامعة وامامهما الوقت الكافي حتى تنتهي من دراستها وفي هذا الوقت يمكنه اقناعهم بالزواج. لكن ما حدث كان خارج توقعات رشيد! 


بعد عدة ايام من حديثه مع جده ورفضه القاطع على هذا الزواج.. 

كان رشيد بعمله، جائته مكالمة من كارمن، استمع الي صوت بكاءها عبر الهاتف وهي تتحدث اليه ببكاء:

- رشيد الحقني.. ماما جيبالي عريس ومصممه اني اتجوزه. 


انتفض من مكانه وتحدث اليها بصدمة:

- عريس ايه ومين العريس ده؟! 


اجابته بصوت مبحوح وهي تبكي بشدة:

- مش عارفه يا رشيد، هو هنا دلوقتي، راجل شكله يخوف.. انا خايفه اوي، وماما مصممه عليه. 


ترك عمله وركض الي سيارته وهو يتحدث اليها بالهاتف:

- طب اهدي يا كارمن وفهميني.. مامتك قالتلك ايه بالظبط؟


حاولت ان تتوقف عن البكاء قليلا واجابته:

- قالتلي انها لقت عريس مناسب ليا وعيزاني اتجوزه واسافر معاه


استمع اليها باهتمام وهو يقود السيارة في طريقه الي منزلها، اضافة كارمن بعفوية وهي تبكي بخوف:

- العريس شكله يخوف اوي يا رشيد، وكان بيبصلي بنظرات وحشه اوي وخوفني. 


اعتصر قبضة يديه من شدة الغضب وهو يستمع الي كلماتها التي اصابة قلبه وكأنها سكينً حاد، كيف يمكن لرجل اخر ان ينظر إلى حبيبته ويتسبب في خوفها وهلعها بهذه الطريقه. حاول السيطرة على غضبه لكي لا يتسبب هو الاخر في خوفها، تحدث اليها بهدوء مصطنع:

- طب مامتك ليه فكرت تجوزك بالسرعه دي يا كارمن؟.. انتي لسه اول سنه في الجامعة؟! 


اجابته وهي تبكي:

- مش عارفه يا رشيد، انا قولتلها اني مش موافقه وهي مصره عليه وقالتلي انها عارفه مصلحتي وهو قاعد معاها دلوقتي وبيتفقوا على الجواز.. انا خايفه اوي ومش عارفه اعمل ايه.. ارجوك يا رشيد اعمل اي حاجة وساعدني.. انا مش عايزة اتجوز الراجل ده. 


كان يقود سيارته بأقصى سرعه وكلماتها تألم قلبه بشدة، حاول ان يطمئنها بهدوء قائلاً لها بحنان:

- متخافيش يا حبيبتي انا مستحيل اتخلى عنك، انا في الطريق دلوقتي وجاي لمامتك وهطلبك منها للجواز وهعمل المستحيل عشان توافق. 


جففت دموع عيناها ووقفت من مكانها واردفت بسعادة:

- بجد يا رشيد! انا متشكرة اوي.


ابتسم وهو يستمع الي عفويتها وبراءتها، تمنى لو يراها جده وعائلته كما يراها هو، من المؤكد انهم سيعلمون انها لا تشبه والدتها، لكنه الان لا يستطيع الانتظار اكثر حتى يقنعهم بها، عليه اخذ القرار الآن. تنهد من قلبه وتحدث اليها بحنان:

- متشكرة على ايه يا كارمن.. انتي روحي ومستحيل هسمح لحد انه ياخدك مني. 


ابتسمت بسعادة وهي تستمع الي كلماته التي اسعدت قلبها وجعلتها تقفز من شدة السعادة، تحدث اليها بتأكيد بعد ان اقترب من منزلها:

- انا خلاص وصلت قدام البيت، هتكلم مع مامتك دلوقتي وان شاء الله احاول اقنعها. 


اجابته بسعادة:

- ان شاء الله. 


اغلق الهاتف وتوقف بالسياره امام منزلها، لحظات من القلق والتوتر وهو يرتب افكاره، يعلم ان ما يفعله الان يمكن ان يخسره عائلته! لكنه يحبها حقًا ولا يمكن تركها لتكون زوجة لغيره، هنا لم يستطيع التفكير اكثر، اخذ قراره وترجل من السيارة واتجه الي منزلها، توقف امام المنزل وقبل ان يضغط على زر الجرس، فتحت والدة كارمن الباب وهي تودع عريس ابنتها. 


نظر رشيد الي الواقف بجوارها وهي تودعه بسعادة، كان رجل سمين ويبدوا عليه انه في العقد الخامس من عمره، حدق به رشيد بصدمة لا يصدق انها تفكر ان تزوج ابنتها من هذا الرجل! 


تفاجأت والدة كارمن من وجوده وتحدثت اليها بفضول:

- خير يا حضرة الظابط؟ ايه اللي جابك عندي تاني؟! 


نظر رشيد الي العريس واجابها بغضب مكتوم:

- من فضلك عايز اتكلم معاكي شوية. 


ابتسمت اليه ببرود، كانت تعلم لماذا جاء اليها الان، نظرت الي الرجل الذي يقف بجوارها وتحدثت بثقة:

- خليني اعرفك الاول على خطيب كارمن بنتي.. الحاج مطاوع.. مقاول كبير ومعروف في البلد. 


رمقها رشيد بنظرات غاضبه، وقف عريس ابنتها وانتظر ان تخبره من هذا الشاب الذي جاء الي منزلها، تابعة حديثها واضافة وهي تشير الي رشيد وتخبر عريس ابنتها:

- وده النقيب رشيد الجبالي.. ابن طليقي. 


أومأ العريس برأسه بالايجاب وتفهم سبب وجوده الان، اعتقد انه جاء من اجل ان يتحدث معها بأمر طلاقها من والده، نظر اليها وتحدث معها بتأكيد:

- خلاص يا سهير.. انا همشي دلوقتي وزي ما اتفقنا، هنكتب الكتاب يوم الخميس الجاي واخد العروسه ونسافر على طول. 


ابتسمت له بسعادة وأومأت برأسها بالايجاب، نظر الي رشيد وتحدث اليه قبل ان يذهب:

- اتشرفت بمعرفتك يا حضرة الظابط. 


رمقه رشيد بغضب، ذهب العريس ووقف رشيد بصدمة، لا يصدق ان بأمكانها ان تدمر حياة ابنتها وتعقد صفقة علي بيعها وتزوجها لهذا الرجل الذي يكبر ابنتها بثلاثون عامًا على الاقل. نظرت الي رشيد وتحدثت اليه بنبرة حادة بعد ذهاب العريس:

- خير.. افندم.. ممكن اعرف سبب وجودك هنا دلوقتي؟ 


حاول إخفاء غضبه والسيطرة عليه وتحدث اليها بهدوء مصطنع:

- انا جاي اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم. 


حدقت به للحظات تفكر ثم اشارة بيديها الي الداخل قائلة:

- تمام.. اتفضل ادخل نتكلم جوه. 


فتحت كارمن باب غرفتها قليلا ووقفت خلف الباب لكي يمكنها الاستماع إلى حديث رشيد مع والدتها. 


دخل رشيد وجلست والدة كارمن براحة وتحدثت اليه ببرود:

- خير اتفضل اتكلم لاني معنديش وقت. 


كتم غيظه وغضبه منها بصعوبه شديده، اغمض عينيه للحظه لكي يستطيع ان يتحدث اليها بهدوء مصتنع:

- انا جاي اطلب ايد كارمن، ومستعد لأي شئ تطلبيه مقابل انك توافقي. 


نظرت اليه بانتصار، وضعت قدمها فوق الأخرى بتعالي واجابته ببرود:

- للأسف كارمن اتخطبت وانا قرأت فتحتها دلوقتي مع الحاج مطاوع.. اللي انت شوفته من شويه وهو خارج، وزي ما انت سمعت، كتب كتابهم الخميس الجاي وهياخدها ويسافروا يقضوا شهر العسل في أوروبا. 


رمقها بغضب وتحدث اليها بنبرة حادة:

- ازاي بنتك تهون عليكي وتفكري تعملي فيها كده! ازاي تفكري تجوزيها لراجل اكبر من ابوها؟ ايه المقابل اللي هتاخديه منه عشان تبيعيله بنتك بالطريقه دي؟ 


رمقته بغضب وارتفع صوتها هي الاخرة:

- وانت مالك ومال بنتي! انت جيت طلبتها وانا رفضت، ومش من حقك تحاسبني، انا عارفه مصلحة بنتي كويس. 


اشتد غضبه اكثر، لم يستطيع السيطرة على غضبه والتحكم في انفعاله، تحدث اليها بقوة:

- شوفي ايه المقابل اللي هتاخديه منه وانا هدفعلك الضعف. 


رمقته بقوة واجابت عليه بحقد:

- المقابل اني احرق قلبك واجوزها لغيرك. 


#الفصل_الثامن

#رواية_كارمن

#الكاتبة_ملك_إبراهيم

لايك قبل القراءة 👍❤️


البارت الثامن.


رمقته بقوة واجابت عليه بحقد:

- المقابل اني احرق قلبك واجوزها لغيرك، انا مستحيل اسمح لبنتي انها تدخل عيلتكم اللي متشرفتش بيا. 


حدق بها بصدمة، لا يصدق انها تحاول الانتقام منه بهذه الطريقة! توقفت عن الحديث للحظات قليلة ثم اضافة بنبرة ساخرة:

- والعيلة اللي متتشرفش بيا ويجبروني على الطلاق وكمان كانوا عايزين يلبسوني قضية.. انا مستحيل ادخل بنتي للعيلة دي. 


وقف من مكانه وهو يحدق بها بصدمة، استرخت في جلستها واضافة ببرود:

- نورتنا يا حضرة الظابط.. كان نفسي تحضر كتب الكتاب وتكون شاهد على عقد الجواز. 


رمقها بغضب وذهب مسرعًا من المنزل لكي لا يفقد اعصابه اكثر ويفعل شئ بها ويندم عليه لاحقًا، لا يصدق انها أم وتحمل بقلبها مشاعر الأمومة! كيف تفكر في تدمير حياة ابنتها مقابل الانتقام منه! 


خرج من المنزل واغلق الباب خلفه بقوة، اغلقت كارمن باب غرفتها وهي تبكي بانهيار بعد استماعها الي حديث والدتها مع رشيد وتأكدت من استحالة زواجهما. 


جلس بداخل سيارته تمان وهو في اشد حالات الغضب، لا يمكنه التخلي عن كارمن وتركها لمصير مظلم تتحكم به والدتها، اغمض عيناه يفكر في سبب قانوني يستطيع من خلاله إنقاذ كارمن من انتقام والدتها. لم يجد أمامه سوى أمر واحد فقط، نظر أمامه وهمس الي نفسه بحزن:

- للاسف مفيش قدامي غير الحل ده. 


اخذ هاتفه لكي يتحدث إلى كارمن. 


كانت كارمن تبكي بانهيار بداخل غرفتها، استمعت إلى صوت هاتفها، اخذت الهاتف ونظرت الي اسمه وهي تبكي، كانت تعلم بما سيخبرها به، من المؤكد انه سيتخلى عنها بعد حديث والدتها معه. ضغطت علي زر الرد ويديها ترتجف بشده. 


استمع الي صوت شهقاتها بالبكاء وهي تتحدث اليه وتعتذر منه على حديث والدتها معه، صوتها الباكي قطع نياط قلبه، حاول تهدأتها وتحدث اليها بنبرة هادئة:

- كارمن حاولي تهدي واسمعيني كويس. 


اجابته بانهيار وهي تبكي بشدة:

- مش هقدر اسمعها منك يا رشيد، انا عارفه ان حكايتنا انتهت، بس ارجوك متزعلش مني وافتكرني دايما عشان انا مش هقدر انساك. 


لم يستطيع تحمل ما تمر به الان، كم تمنى لو كانت معه الان ويستطيع معانقتها بقوة لكي يطمئنها ويخبرها انه لن يتركها مهما فعلت والدتها. تحدث اليها بقوة في محاولة ان يخبرها بما يريد قوله:

- كارمن اسمعيني.. انا مش هتخلى عنك وانتي مش هتكوني لراجل تاني غيري وده وعد مني. 


سكن جسدها قليلاً عقب استماعها الي حديثه، حاولت استيعاب ما قاله الان! شعر بهدوئها وبدأ يشرح لها ما يقصده بهدوء:

- كارمن.. انا عايز اقولك قبل أي كلام ان اللي انا بفكر فيه دلوقتي ده غلط، وغلط كبير كمان، وصدقيني لو كان قدامي حل تاني انا اكيد مكنتش هفكر في الحل ده. 


استمع الي صوتها الضعيف تسأله بقلق:

- ايه الحل ده؟


تنهيدة حزينه خرجت من صدره وهو يفكر كيف يخبرها، التقط نفسً عميق واخبرها بتوتر:

- الحل الوحيد اننا نتجوز. 


شهقت بصدمة وهي تستمع اليه، لا تصدق ما قاله الان، لم يعطيها فرصة للتفكير واضاف بقوة:

- كارمن صدقيني هو ده الحل الوحيد ومفيش اي حل تاني هقدر امنع بيه جوازك غير الحل ده. 


وقفت وهي تجفف دموعها وتحدثت اليه بقلق:

- بس احنا هينفع نتجوز ازاي وماما؟


اجابها بقوة:

- مامتك عايزة تدمر حياتنا في انتقام احنا ملناش ذنب فيه، احنا لازم نتجوز يا كارمن ونكتب كتابنا قبل يوم الخميس. 


جلست فوق الفراش بحزن وخفضت وجهها ارضًا وتحدثت بخوف:

- مش عارفة يا رشيد بس انا خايفة اوي. 


استمع اليها بحزن، صمتت قليلاً ثم اضافة ببكاء:

- بس لو ماما غصبتني اتجوز الراجل ده انا هنتحر. 


خفق قلبه بقوة من شدة الخوف عليها، تحدث اليها بلهفة:

- مش عايز اسمعك بتقولي كده مرة تانيه، كارمن انا مقدرش اعيش من غيرك، واللي انا بفكر فيه دلوقتي صدقيني لمصلحتنا احنا الاتنين، مامتك عايزة تنتقم من عيلتي ومش فارق معاها انها تدمر حياتك! وعيلتي رافضين علاقتنا بسبب مامتك.. احنا دلوقتي لازم نختار وبسرعه، يا اما نبقى ضحايا للعداوة اللي بينهم دي ونخسر بعض وحياتنا تدمر.. يا اما ناخد القرار ونتجوز ونحطهم قدام الامر الواقع. 


صمتت قليلاً تستمع الي حديثه وتفكر به، التقط انفاسه لكي يهدأ قليلاً واضاف بهدوء:

- كارمن.. انا عايز اسمع رأيك دلوقتي.. موافقه تتجوزيني؟ 


شعرت بحيرة شديدة، تزاحمت الافكار بعقلها، لم يكن بالسهل عليها التفكير واخذ القرار بهذه السرعه، لكن الامر لا يحتمل التفكير اكثر، هي تحبه وتثق به وهو ايضا يحبها، لا يمكنها الزواج من رجل اخر، عليها اخذ القرار دون تردد. تنهدت بحزن واجابته بصوت مبحوح:

- انت عندك حق يا رشيد، انا موافقة. 


تنفس براحة وتحدث بتأكيد:

- تمام يا حبيبتي.. يبقى لازم نروح للمأذون ونكتب كتابنا في اقرب وقت، والأفضل لو يكون بكره. 


شهقت بتوتر قائلة بفزع:

- بكره!!


اجابها بتأكيد:

- مفيش وقت يا كارمن.. مامتك اتفقت مع العريس ان كتب كتابكم يوم الخميس.. يعني بعد خمس ايام من النهاردة! 


خفق قلبها بخوف وتحدثت بتوتر:

- خلاص اللي تشوفه يا رشيد.. قولي اعمل ايه وانا هعمله. 


استمع الي صوتها بحزن، شعر بخوفها وتوترها، لكن ليس بيديه حل اخر، تحدث اليها بتأكيد:

- احنا هنستنا لبكره، واول ما مامتك تخرج من البيت انتي تجهزي نفسك وتكلميني ومتنسيش تجيبي معاكي البطاقه الشخصيه بتاعك وانا هاجي اخدك ونروح للمأذون نكتب كتابنا. 


ارتجف جسدها بخوف وتوتر وهي تستمع الي حديثه ونبرة صوته القوية الجادة وهو يأكد عليها ما عليها فعله في الغد، تحدثت اليه بصوت منخفض ضعيف:

- حاضر يا رشيد، هكلمك بكره اول لما ماما تخرج من البيت. 


شعر بحزنها وتحدث اليها بهدوء:

- انا مش عايزك تزعلي يا كارمن.. صدقينى لو كان في ايدي حل تاني كنت عملته. 


تلألأت عيناها بالدموع مرة اخري وهي تجيبه بتأكيد:

- انا مش زعلانه يا رشيد.. انا خايفه من اللي هنعمله ده. 


استمع الي حديثها بحيرة، هو ايضا لا يشعر بالراحة لما ينوي فعله، لكنه لن يتركها تتزوج من غيره وتقع ضحية لانتقام والدتها، تحدث معها بهدوء لكي يحاول تخفيف حزنها وتوترها:

- متخافيش يا حبيبتي من اي حاجة وصدقيني كل ده هيعدي.. المهم اننا نبقى مع بعض. 


أومأت بالايجاب وهي تستمع الي حديثه وتفكر في القادم بخوف. 


********

اليوم التالي.. 

ذهبت والدة كارمن لكي تشتري بعض الثياب الجديدة لها حتى ترتديها يوم عقد قران ابنتها. 


انتظرت كارمن قليلاً حتى تأكدت من ذهاب والدتها وقامت بالاتصال على رشيد لكي تخبره. 


لم ينم رشيد منذ ليلة آمس، سهر طوال الليل حتى الصباح يرتب كل شئ مع صديقه المقرب خالد، واتفق مع صديق اخر له لكي يكون شاهدًا على عقد الزواج مع خالد واتفق مع مأذون شرعي قريب من منزل كارمن، وأكد عليه ان يكون على استعداد في اي وقت. 


اخبرته كارمن ان والدتها ذهبت من المنزل، دقائق قليلة وكان رشيد يقف بسيارته امام منزلها، خرجت من المنزل وهي تشعر بالخوف الشديد، ركضت الي سيارته وصعدت بداخلها وجلست بجواره وجسدها يرتجف بشدة ووجهها شاحب مثل الموتى. 


لاحظ رشيد توترها وشحوبها، حدق بها بعمق وتحدث اليها بهدوء:

- انا عارف انه قرار صعب.. بس مفيش قدامنا غيره. 


أومأت برأسها بالايجاب وتحدثت اليه بصوتها الرقيق:

- انا عارفه يا رشيد، وبصراحة طول الليل بفكر في حل وفعلا ملقتش غير الحل ده. 


ابتسم لها بحنان وتحدث اليها بتأكيد:

-  صدقيني يا كارمن انتي عمرك ما هتندمي على القرار ده. 


ابتسمت وأومأت برأسها وتحدثت بخجل :

- وانا متأكده اني عمري ما هندم. 


ابتسم بسعادة وهو يستمع الي حديثها ويعلم كم هي تثق به، قام باشغال محرك السيارة وانطلق بها الي مكتب المأذون الشرعي، كانت تجلس بجواره وتفرك بيديها بخوف وتوتر، تريد العودة إلى منزلها والتراجع عن هذا القرار المصيري المخيف، لكنها تعلم ان في انتظارها زواج اجباري من رجل يكبرها بكثير وحياة صعبه وانتقام ليس لها ذنب به. 


توقف رشيد بسيارته امام مكتب المأذون الشرعي وترجل من السيارة واخذ كارمن وتقدم بها إلى داخل المكتب. 


كان اثنان من اصدقاءه في انتظارهما بالداخل ومن بينهما خالد صديقه المقرب، اخذ المأذون هوية كلاً منهما وقام بتسجيل البيانات واتمام عقد الزواج بينهما بالشرع. انتهى المأذون من عقد القران وبارك لهما. 


ابتسم رشيد بسعادة وهو ينظر الي كارمن، لا يصدق ان حبيبته اصبحت على اسمه، لا يمكن لاحد بعد الان تفريقهما، ولا يحق لرجل اخر النظر اليها. 


اخذها من يديها بعد ان شكر اصدقاءه وذهبوا بعد توقيعهم شهود على عقد الزواج، تحدث الي المأذون وآكد عليه سرعة توثيق عقد الزواج. 


خرج معها من مكتب المأذون وهو يمسك بيديها ولا يريد تركها، فتح لها باب السيارة وصعدت بداخلها وجسدها يرتجف وقلبها يخفق بقوة شديدة، صعد هو الاخر بداخل السيارة وجلس بجوارها، يريد ان يتحدث معها ويخبرها بأشياء كثيره لكنه لا يعلم من اين يبدأ الحديث. 


نظرت اليه كارمن وهي لا تصدق حتى الان ما حدث، لا تستوعب انها اصبحت زوجته، تحدثت اليه بتوتر:

- هو احنا كده اتجوزنا فعلا؟! 


ابتسم بسعادة وتحدث اليها بشغف:

- طبعاً يا حبيبتي.. انتي دلوقتي بقيتي مراتي رسمي. 


خجلت كثيرا وخفضت وجهها، استرسل لها عقلها الكثير من الأسئلة، رفعت وجهها مجددًا وتحدثت اليه:

- يعني اللي احنا عملناه ده مش غلط يا رشيد؟ 


نظر اليها وهو يقود السيارة واجابها:

- الغلط لو كنتي اتجوزتي الحاج مطاوع اللي والدتك اختارته!


شهقت بصدمة وهي تتذكر مطاوع الذي جاء من اجل الزواج منها، كيف لرجل بعمر الخمسين ان يفكر بالزواج من فتاة في العشرين من عمرها. اغمضت عيناها وهي تتذكره عندما رأته بمنزلهم. تحدثت الي رشيد بصدمة وهي تصف له شعورها عندما رأت مطاوع:

- انا مش عارفه كنت ممكن اتجوز الراجل ده ازاي.. مش قادرة انسى شكله اول ما شوفته، راجل عجوز واقرع وتخين وعنده كرش كبير وبيشرب القهوة بصوت مزعج جدا، وماما بتقولي ده عريسك! 


ضحك رشيد وهو يستمع الي وصفها لمطاوع وهي تخفي عيناها ولا تريد ان تتذكره اكثر، صمت قليلاً ثم تحدث اليها بفضول:

- طب انتي كنتي بتفكري تتجوزي واحد شكله ايه؟ 


فتحت عيناها وهي تستمع الي سؤاله وتفكر به، نظرت اليه وهو يقود السيارة ويتحدث اليها وهو ينظر الي الطريق أمامه، تأملته بعمق، لأول مرة تتأمله عن قرب، كان وسيمً للغاية، طويل القامة، صاحب جسد رياضي قوي، شعره اسود ويصففه للأعلى بطريقه رائعه، عيونه سوداء حادة. تنهدت من قلبها واجابته بصوت رقيق وهي تتأمله بنظرات عاشقه وتوصفه دون ان تشعر:

- كنت بفكر انه يبقى طويل وجسمه رياضي ومعندوش كرش طبعاا.. 


صمتت للحظات قليلة وتأملت شعره الاسود واضافة بصوت ناعم:

- ويكون شعره اسود.. وعيونه سود وحلوين... 


شعر بنظراتها اليه وصوتها الرقيق وهي تصف كيف تراه بعيناها، كان يتعمد اظهار انشغاله بالقيادة لكي تتحدث على راحتها، نظر اليها ورأى بعيناها نظرات عاشقه وهي تتأمله عن قرب، خجلت منه وخفضت وجهها سريعاً، توقف بالسياره على جانبي الطريق، نظر اليها وامسك يديها ورفع وجهها لكي يستطيع رؤية عيناها وتحدث اليها بشغف:

- كارمن ممكن تبصيلي. 


رفعت عيناها ببطئ ونظرت اليه بخجل، كانت يديها ترتجف بين يديه، قرب يديها من شفاتيه وقبلها برقه، ارتجف جسدها بالكامل واخذت يديها سريعا من بين يديه:

- ليه جسمك كله بيرتجف كده؟ 


لم تجيب على سؤاله. خفضت وجهها في خجل. تأملها بنظرات عاشقه، اراد الاقتراب منها اكثر لكنه تراجع عن الفكرة حتى لا تخف منه، يعلم انها لا تستعب انها اصبحت زوجته حتى الان، ارتبكت كثيراً من نظراته وابتعدت عنه قليلاً وتحدثت اليه بتوتر:

- هو المفروض احنا هنعمل ايه بعد كده؟ 


ابتعد هو الاخر واعتدل علي مقعده ونظر امامه يفكر ثم اجابها:

- اول حاجة انا لازم اشتري بيت مناسب نعيش فيه وطبعا ده هياخد وقت.. بس انا هحاول الاقي بيت في اسرع وقت ممكن. 


أومأت برأسها واردفت:

- وماما هقولها ايه؟ وعيلتك.. هتقولهم ازاي؟


تنهد بأرهاق وهو ينظر امامه واجابها:

- بلاش حد منهم يعرف دلوقتي.. خلينا لما الاقي شقة ونكون جاهزين وانا هبلغهم بنفسي. 


حدقت به وتحدثت بتوتر:

- طب والعريس اللي ماما عايزة تجوزني ليه ده؟.. دا فاضل اربع ايام والمفروض هيجي عشان يتجوزني؟ 


نظر اليها بقوة واردف بانفعال:

- هيتجوزك ازاي وانتي مراتي! خليه بس هو او غيره يقرب منك وشوفي انا ازاي هندمهم على اليوم اللي اتولدو فيه. 


ارتجف جسدها من انفعاله وصوته الغاضب، نظرت اليه بخوف وتحدثت بصوت منخفض:

- ما هما مش عارفين اننا اتجوزنا. 


لاحظ خوفها منه ومن انفعاله الزائد امامها، حاول السيطرة على انفعاله وتحدث اليها بهدوء مصطنع:

- متقلقيش يا حبيبتي.. انا هحاول اجهز شقة بسرعه وهاجي اخدك من بيت مامتك والدنيا كلها هتعرف اننا اتجوزنا. 


أومأت برأسها وهي تنظر اليه بخوف، ابتسم اليها لكي يصالحها علي انفعاله معها وتحدث اليها بمشاكسه:

- انتي عارفه انك المفروض من الليله دي تنامي في حضني. 


احمرت وجنتيها بشدة ونظرت اليه بصدمة، ضحك وهو ينظر اليها واضاف بنبرة مرحة:

- بس مفيش مشكله كلها يومين تلاته بالكتير وتنامي في حضني ووقتها مش هسيبك تبعدي عن حضني ابداا. 


خجلت كثيرا من حديثه ونظرت امامها بصدمة وتحدثت اليه بارتباك:

- رشيد انت لازم توصلني البيت دلوقتي حالاً.. اكيد ماما هترجع البيت دلوقتي وهتبقي مشكله لو رجعت وملقتنيش. 


ابتسم وهو يتابع ارتباكها وخجلها الشديد منه، اعاد تشغيل محرك السيارة وهو ينظر اليها بعشق... ✋. 


عاد من ذكرياته وهو بداخل الشقة التي اشتراها قبل اربعة اعوام. كل شئ هنا يذكره بها، خيانتها له تمزق قلبه حتى الان، سهام من نار تحرق قلبه وروحه كلما تذكرها. 


اخذ يحطم كل شئ بالمنزل، لا يريد ان يتذكرها بعد الان، نيران تحرق قلبه، لا يستطيع تهدأتها، اخذ كل شئ وحطمه على الارض بقوة، اراد لو يحطم قلبها كما حطمت قلبه دون ان تطرف لها عين. 


جلس ارضً بعد ان حطم كل شئ حوله، اصبح اثاث المنزل متناثر ومحطم فوق الارض بطريقه فوضويه، نظر الي الخراب حوله! هكذا اصبحت حياته بعد ما فعلته به، اصبح كل شئ بحياته محطم ومتناثر، لذا لا يشعر بالغرابه وسط هذا الخراب. اغمض عينيه بتعب، يتمنى لو لم تزوره بأحلامه كما تفعل كل ليله. فقط يريد رؤيتها وهي تتألم وتتعذب وتندم على ما فعلته به. أخذته افكار كثيرة في الانتقام منها، فتح عينيه وهو ينظر امامه بقسوة ويتوعد لها بأقصى العذاب. 


*******

صباح اليوم التالي.. 

استيقظت كارمن باكرًا لكي تذهب إلى العنوان الذي اعطاها ايها مدير المطعم لكي تقوم بالتجهيزات والتخديم في حفل ميلاد ابن زوجها السابق، لم تستطيع النوم طوال الليل؛ كانت تتساءل بداخلها؛ كيف ومتى تزوج؟ ومن هي زوجته؟


الكثير من الأسئلة تزاحمت بأفكارها، لكنها اليوم ستجد الرد. يمكنها رؤية زوجته اليوم ورؤية ابنه ويمكنها معرفة متى تزوج وانجب طفل. 


حاولت تجاهل تلك الافكار والنظر الي الحاضر، رشيد كان زوجها بالماضي واليوم اصبح زوج لأمرأة اخري ولا يحق لها التفكير به حتى الان. انتهت سريعاً من ارتداء ثيابها قبل ان تستيقظ والدتها.


اخذت حقيبة يدها بهدوء وقبل ان تخرج من الغرفة استوقفها صوت والدتها:

- كارمن.. قبل ما تمشي سيبي فلوس عشان اشتري سجاير. 


التفتت تنظر الي والدتها بصدمة وتحدثت بزهول:

- ماما انتي لسه شاريه علبتين امبارح!.. 


اقتربت من والدتها عدة خطوات وهي تضيف بحزن:

- يا ماما انتي كده بتموتي نفسك بالبطئ. 


زفرت والدتها ببرود وتحدثت اليها بانفعال:

- ده على اساس ان صحتي فارقه معاكي! 


حدقت بها كارمن قائلة بصدمة:

- طبعا يا ماما صحتك فارقه معايا وتهمني!


ضحكت والدتها بنبرة ساخرة وتحدثت:

- اللي اعرفه انك لو خايفه على صحتي صحيح كنتي على الاقل ترحمينا من الفقر ده وتسمعي كلامي وتستغلي جمالك اللي هيضيع على الفاضي! 


نظرت الي والدتها بصدمة واردفت بغضب:

- لو سمحتي يا ماما بلاش نتكلم في الموضوع ده تاني. 


اقتربت من الفراش واخرجت بعض النقود من حقيبتها ووضعتها فوق الفراش واضافة بحزن:

- دي كل الفلوس اللي معايا ومفيش معايا غير اجرة التاكسي اللي هيوصلني شغلي. 


لم تهتم والدتها بأمرها وتجاهلتها ببرود، اغمضت كارمن عيناها بتعب واستغفرت ربها وخرجت من الغرفة لكي تذهب إلى عنوان شقة رشيد. 


******'

بعد اقل من ساعة. كانت كارمن بداخل سيارة اجرة تنقلها الي عنوان شقة رشيد، توقفت السيارة امام البرج السكني الذي يضم عدد كبير من الشقق الفخمة، ترجلت من السياره وهي تنظر إلى البرج بحزن، استرسل لها عقلها؛ هل من الممكن انه تزوج بنفس الشقة التي كانت تجمعهما بعد الزواج؟ هل ستعمل گـ خادمة اليوم بداخل شقتها السابقة!


توقفت بتردد تفكر ماذا عليها ان تفعل الان، نظرت الي حقيبتها الفارغة من النقود بعد ما اخذت والدتها كل النقود التي اكتسبتها من عملها، وعليها الان العمل مجددا لكي تحصل علي نقود اخري. 


التقطت انفاسها وهي تحاول إظهار القوة لكي تستطيع متابعة عملها بمنزل رشيد وزوجته. 


صعدت الي الدور السادس ويأخذها الحنين إلى الماضي، كان منزلها بالماضي ومسكنها الأمن، توقفت امام باب الشقه وعيناها تتلألأ بالدموع وهي تحاول التقاط انفاسها بقوة لكي لا تسمح لدموعها بالانطلاق خارج عيناها حسرة وندم على ما تعرضت له من خسارة حبيبها وخسارة حياتها معه، لا تصدق انها عندما تطرق على الباب الان ستخرج زوجته وترحب بها، اصبحت الان غريبه عنه وعن منزلها، هذا المنزل الذي عاشت به اجمل واسعد ايام حياتها. 


رفعت يديها المرتجفه وطرقت على الباب بتوتر، كانت في صراع كبير مع دموع عيناها، تحارب تساقط الدموع من عيناها بصعوبه. طرقت عدة مرات متتالية ولن يأتي اليها ردً من الداخل، وقفت تطرق على الباب بقوة حتى يئست من وجود احد بالمنزل وكادت ان تذهب، لكن صوت فتح الباب استوقفها، التفتت تنظر الي من فتح الباب.....



البارت التاسع من هنا



بداية الروايه من هنا



روايات كامله وحصريه من هنا



رواياتكم من هنا



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close