expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية وفاء نادر الوجود البارت الخامس بقلم موروو مصطفي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية وفاء نادر الوجود البارت الخامس بقلم موروو مصطفي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية وفاء نادر الوجود البارت الخامس بقلم موروو مصطفي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


فرد أدهم، وكان قد قارب علي قتله، فصرخ به وهو يقف امامه كالأسد المدافع عن عرشه:


- مريم مش قليلة الرباية يا حاج، مريم وكلت ابوها اللي خايف عليها مش اللي عايز يبعها لراجل اكبر منه هو نفسه، وكمان عرفي ياراجل يا ناقص وكل ده علشان يعرف ياخد معاش المرحوم، عايز تبعها وتاخد من وراها فلوس، وكمان تستفيد من المرحوم طماع وحقير، طول عمر رائد الله يرحمه عارفك وعارف طمعك وحقارتك. 


وهنا استغفر كل الموجودين وهم ينظرون له بذهول، فارتعد شهاب من كلام أدهم ومعرفته الحقيقة واهتز صوته:


- ايه اللي انت بتقوله ده جبت منين الكلام ده؟ 


فرد أدهم:


- مالكش فيه وخليك في حالك، وحسك عينك تتعرض لمريم أو أبويا وأمي بإي كلام والا ه‍تلاقيني أنا اللي في وشك، ه‍تقعد تحضر كتب كتاب بنتك ولا تحب تمشي؟ وياريت تمشي. 


فأغتاظ شهاب وشعر انه فُضح أمام جيرانهم، فأخذ زوجته وانصرف، وسمع أدهم استغراب بعض الجيران من هذا الأب الذي تجرد من مشاعر الأبوه، فبدلاً من أن يكون سنداً لإبنته كان يرغب في تزويجها لشخص اكبر منه شخصيا وعرفي، حتى يستفيد بمعاشها


فشعر أدهم بقهرة مريم من والدها ومافعله. فنظر للجميع وتحدث بهدوء:


- ياجماعة الموضوع خلص خلاص وده اللي كان خايف منه الشهيد رائد وانا برجوكم كلكم انتم عارفين شغلنا احنا بننزل مش عارفين هنرجع تاني ولا لا، واديكم شفتم رائد الله يرحمه.... وزي ما أمني رائد على أهله انا ه‍أمنكم عليهم وعلي أهلي تكونوا دائما جانبهم ،لو انا مش موجود أو ربنا استرد وديعته


فصرخ ماهر به:


- اوع تقول كده فاهم؟ انت لازم تحافظ على نفسك يابني. 


فأبتسم أدهم علي حب ذلك الرجل له منذ صغره ووضع يده على كتفه:


- حاضر يا والدي. 


وقف ماهر وهو يضع يده علي كتف أدهم ويده الأخري يحتضن بها مريم وقال للمأذون:


- يالا ياشيخنا اكتب كتاب بنتي مريم على ابني أدهم. 


وتم عقد القران في هدوء دون أي مظاهر احتفال وجلسوا جميعاً، وقامت سچي بتقديم عصير للجميع، وانصرف الضيوف بعد تقديم الأمنيات لهم، وتبقى فقط أدهم ووالدته ووالده حتى المساء وانصرفوا بعد أن قامت سچي بتحضير شنطة لمريم فيها ملابس قد قامت بشراءها لها بدلاً من ملابسها التي في بيتها بالأعلى، وحمل أدهم الشنطة وهبط وبجواره مريم ومعه والده ووالدته، وقام ماهر وسچي بإيصال مريم الي سيارة زوجها، وعندما وصلت للسيارة التفتت لهم وارتمت في أحضان سچي وهي تبكي؛ فهم كانوا ومازالوا لها الاب والام اللذان عوضها بهم ربها عن والديها. 


فأقترب منها أدهم: 


- بكره ه‍نيجي لهم يا مريم فنظرت له: 

- بجد! بكره ه‍نيجي لهم. 


فأبتسم وهو يربت على كتفها بحنان: 


- ايوة طبعا يالا أركبي، فتحدث ماهر بود: 

- خليكم يابني في بيتكم، احنا اللي ه‍نيجي لكم ان شاء الله، 


فنظر أدهم له:


وقبل ان يتحدث اسكته ماهر اسمع الكلام بكره احنا اللي ه‍نيجي.


- حاضر ياوالدي أوامرك .فودعتهم سچي: 

- يالا مع الف سلامة فتحدثت فريال وهى تطمئنها علي مريم: 

- ماتقلقيش احنا معاهم ه‍نوصلهم الأول ونتقابل هناك بكره ان شاء الله، تصبحوا على خير. 


وركب الأب والأم سيارتهم وركب أدهم و مريم سيارتهم وانصرفوا خلف بعض وقاموا بإيصالهم الي المنزل، وصعدوا معهم حتى شقتهم ثم انصرفوا عائدين الي فيلتهم.


وبعد انصراف سيف الدين و فريال ظل أدهم و مريم وحدهما لاول مرة فى شقتهم، قام أدهم لكى يجعلها تعتاد على شقتها الجديدة بعمل جوله لها بالشقة لكى يريها إياها. 


- تعالي يا مريم افرجك على الشقة، يارب تعجبك ده زوقي، وطبعا لو في حاجة مش عجباكي نغيرها فورا ده بيتك يعني اللي على مزاجك أعمليه من غير ماترجعي لي، دي مملكتك زي مابيقولوا. 


فأبتسمت مريم بكل رقة وهدوء:


- ميرسي يا أدهم واخذها أدهم لتشاهد الشقة التي كانت مكونة من ريسبشن كبير به ثلاث غرف وحمام صغير، ثم صعدوا درجتين فوجدت مطبخ كبير به كل الأجهزة، ثم صعدوا درجتين اخرتين فوجدت غرفتين نوم منهم غرفة رئيسية كبيره بحمام وغرفة كبيرة أخرى و أمامهم انتريه صغير وحمام اخر كبير.


بعد ان انتهي أدهم من جولته لمريم في معرفة معالم شقتهم نظر لها مبتسما وهمس: 


- ها يا مريم عجبتك الشقة؟

- جميلة قوي يا أدهم، واحلى حاجة انها في النص مابين بابا ماهر وعمو سيف الدين.

- انا فعلا تعمدت ده؛ علشان نبقى قريبين للأتنين، بصي الأوضة الكبيرة دي بتاعتك علشان بحمامها، وانا اوضتي التانية

- لا يا أدهم انت خد الأوضة الكبيرة. 

- اسمعي الكلام دي أوضتك؛ علشان تبقى براحتك في دخول وخروج الحمام، في حاجة كمان عايز اقولها لك، انتي مراتي يا مريم يعني اقعدي براحتك ادامي مش لازم طرحة وتكتمي على نفسك، علشان انا كمان اكيد ه‍ابقى عايز اقعد براحتي، انا كده قلت لك كل حاجة، عايزة تعرفي اي حاجة؟ 

- لا خالص يا أدهم، متشكره قوي على كل اللي بتعمله ده. 


فأبتسم أدهم لرقتها وهدوء صوتها:


-مافيش بينا شكر يا مريم، انا في الوقت الحالي محتاج اخد دش علشان افوق كده واحس بالانتعاش. 


نظرت له مريم وابتسامة صغيرة تنير وجهها: 


- تحب اعملك حاجة تشربها؟

- ياسلام ياريت كوباية قهوة .

- طيب خد دش واطلع اكون عملت القهوة، وكمان انا عايزه احكي لك حاجة ماما سچي قالت لي اقولها لك. 

- خير يا مريم قولي. 

- لما تطلع يا أدهم مافيش حاجة تقلق يالا انا كمان ه‍اروح اغير هدومي، واعمل القهوة على ماتطلع، عن أذنك. 


وذهبت مريم إلى غرفتها بعد أن وضع أدهم شنطتها بها وابدلت ثيابها سريعا وخرجت بعد أن ارتدت بيجامة حرير صيفيه ذات لون كحلي؛ فهي لم تنزع الأسود تماماً ،ولكنها ترتدي الملابس غامقة اللون، وقامت بتسريح شعرها ورفعته من جانب واحد فقط، وذهبت الي المطبخ بعد أن رأت ان أدهم مازال بالحمام. 


وقامت بتنسيق بعض المأكولات الخفيفة التي وجدتها بالتلاجة، وقامت بصنع كوبين من الشاي باللبن معهم، واخرجت الصينية للخارج، ثم عادت مرة أخرى؛ حتى تشعل على القهوة بنار خفيفة، وأخذت تحدث نفسها:


- مش كنت جبت السبرتاية بتاعتي، اعملها انا ازاي دلوقتي؟ 


وفجاءه سمعت صوت أدهم وهو يتحدث من خلفها فصرخت وهي تقفز للخلف فكادت تقع لولا أن لحقها أدهم فامسكها من خصرها جاذباً اياها قبل أن تقع فأصبحت في أحضانه وهي تضع يدها على صدره وتتنفس سريعاً حتى شعروا بوضعهم، وحاول أدهم ان يزيح عنها الحرج فأخذ يحك شعره بيده بعد أن تركها برقة، وهو يبتسم:


- ماكنتش أعرف أن قلبك خفيف كده، ده انتي فزعتيني انا بخضتك دي. 


فأبتسمت وهي خجلة من الوضع الذي كانوا فيه منذ ثواني ونظرت أرضا وهي تهمس:


- خضتني بجد، انا كنت سرحانه وبكلم نفسي، وفجاءه لقيتك بتكلم، وعلشان الشقة جديدة اتفزعت. 


نظر أدهم لمريم بابتسامه حنونه:


- خلاص خلاص حصل خير، بصي ياستي افتحي الدولاب ده ه‍تلاقي عدة القهوة كلها، انا عارف انك بتحبي تعمليها على السبرتاية فجبتلك واحدة بالكنك بتاعها كمان. 


فأبتسمت له مريم بسعادة: 


- بجد ميرسي قوي يا أدهم، يالا أطلع بره ه‍اجيب الحاجة على الصينية واجي وراك. 


فأبتسم لها وخرج، فوجد صينية كبيرة عليها بعض المأكولات الخفيفة موضوعة بشكل منسق ومعها الشاي بالحليب، فجلس وامسك الكوب واخذ يرتشف منه وهو يشعر بالسعادة، فهو يحب شيئين الشاي بالحليب، والقهوة، وخرجت مريم وهي تحمل صينية اخرى عليها عدة القهوة كما تحب أن تقول، فقام فوراً وامسكها منها ووضعها بجوارهم وجلسوا سوياً، وأخذت مريم تصنع القهوة ووضعتها على السبرتاية، ثم أمسكت الكوب الخاص بها وأخذت تشرب منه هي الأخرى، ثم انتبهت انهم لم يأكلوا فنظرت لأدهم:


- تحب اعملك ساندويتش إيه؟


رد أدهم عليها وهو لا زال يمسك كوب الشاي بالحليب خاصته:


- كلي انتي يا مريم انا ماليش نفس.


نظرت مريم له وهي تعود بظهرها للخلف:


- انا كمان ماليش نفس، وبعدين كمان مش بحب أكل لوحدي.

- طيب خلاص ه‍أكل معاكي، أعملي لي ساندويتش اي حاجة.


فنظرت له مريم وهي تبتسم بخبث:


- أعملك ساندويتش خلطبيطة؟


فنظر لها وهو يرفع حاجبه! بأستغراب بعد ان سمع منها اسم الساندويتش الذي ترغب في صنعه له:


- أيه! ساندويتش خلطبيطة ده! 


ابتسمت مريم وهي تنظر لأدهم وهي تعيد خصلات شعرها لخلف اذنها:


- أنا بحب الجبنة الرومي والجبنه البيضاء والجرجير واللانشون والزيتون ومش بحب اكل كتير ف بعمل ساندويتش واحط فيه اللي انا عايزاه، تجرب؟ 


فضحك أدهم بقوه ونظر لها وهو لازال يضحك:


- خلطبيطة! مسمى غريب، أجرب. 


فصنعت له ساندويتش ووضعت به جبنة بيضاء وقامت بوضع شرائح من الطماطم والخيار والخس وقطع زيتون، ثم صنعت ساندويتش اخر ووضعت به قطع من الخيار المخلل، ثم لانشون وفوقه شرائح طماطم وخس، ثم جبنة رومي وفوقها شرائح خيار، ثم قسمت كل واحد اثنان واعطته جزء من كل واحد فاخذ يتذوقهم وعلى وجهه تعبير قلق، ولكن عندما استطعمهما نظر لها بانبهار:


- واوووووو! حلو قوي يا مريم، تسلم ايدك بجد طعم غريب وملخبط بس حلو ومنعش. 


فأبتسمت له بسعادة: 


- أعملك تاني؟

- لا انا كده تمام هما دول كده حلوين قوي مع كوباية الشاي باللبن دي ميه ميه في الجون بصراحة. 


نظرت له وعيناها تبتسم بحزن؛


- أنا عارفة من رائد الله يرحمه انك بتحب الشاي باللبن. 


بادلها أدهم الأبتسامة الحزينة لتذكرهم رفيقهم:


- فعلاً انا كنت اشرب شاي بلبن زي سوسو، وهو يشرب شاي ساده زي بابا ماهر، الله يرحمه ثم نظر أدهم لها وهمس عارفة يا مريم رائد وحشني قوي وهبطت دمعة من عينه مسحها سريعاً. نظر لها فوجد دموعها تهبط في صمت 


فهمس بصوت كله شجن وحزن: 


- تعالي نقرء له الفاتحة، وقاموا الأثنان بقراءة الفاتحة له


ثم نظرت له مريم:


- أدهم كنت عايزة أحكي لك حلم حلمته قبل الفجر حكيته لماما سچي، وطلبت مني احكيه ليك. 

- أحكي يا مريم أنا سامعك


فحكت الحلم الذي حلمت به وكان ينظر لها بذهول ووجهها يشتد احمراراً عندما قصت الجزء الذي قال فيه انهم سينجبون أطفال شبهم حتى انتهت،


فتكلم أدهم دون أن يشعر ان صوته مسموعا متخيلا انه يهمس بداخله:


- للدرجة دي حاسس بيا يا رائد! هاخد حقك ياحبيبي حتى لو حصلتك بس لازم اجيب حقك. 


فشهقت مريم عندما استمعت لكلماته: 


-انت ناوي على أيه يا أدهم؟


فنظر لها وأبتسم:


- ه‍اخد حق الغالي يا مريم. 


فأخذت دموعها تتساقط، فمسح دموعها بيده ثم أمسك يدها بين يديه ونظر لها:


- بصي يا مريم، انتي الوحيدة اللي هتبقى عارفة لأني انا طالع المهمة دي مش تبع وحدتي لكن بعلم القائد بتاعي، ه‍نطلع فيها نقبض على اللي قدروا يهربوا منا يوم الحادثة ومنهم الحيوان اللي ضرب رائد بالنار، مش عايزك تعيطي فاهمة؟ ه‍أوعدك اني أحافظ على نفسي علشانك وعلشان أهلنا، لكن إن ربنا أراد وإسترد وديعته عايزك تعيشي مع بابا سيف وماما فريال، وماتقلقيش انا عامل وصية ه‍تجبر بابا ماهر وماما سچي انهم يعيشوا معاكم، وبكده عمر ابوكي ما ه‍يقدر يعملك حاجة ابداً، وطبعا تقدري لو لقيتي الأنسان اللي يسعدك تتجوزي وأهلنا ه‍يكونوا جانبك.


فصرخت مريم وهي تبكي بانفعال:


- كفاية كفاية ارجوك ماتقلش كده هو انا مكتوب عليا العذاب، أدهم أرجوك حق رائد ربنا ه‍يجيبه بلاش أنت، احنا كلنا مالناش غيرك، مش ه‍اقولك علشان خاطري انا ماليش خاطر لكن علشان خاطر خطيبتك، ارجوك يا أدهم لو حصلك حاجة احنا الخمسة ه‍نحصلك، محدش فينا ه‍يستحمل صدمات تاني. 


فظل أدهم يربت على يدها بحنان ويضغط عليهم برقه بين يديه:


- أنا وعدت يا مريم....وعدت رائد أني ه‍أخد حقه، ومش ه‍أقدر أتراجع، بلاش تصعبيها عليا ممكن؟ وزي ماوعدت رائد أوعدك أني أخد كل إحتياطي.

- ماشي يا أدهم ربنا يحميك يارب.


وحاول أدهم مداعبتها بتغيير الموضوع:


- القهوة شكلها معمول على ضوء الشموع ولا أيه؟ 


فأبتسمت من بين دموعها ونظرت له:


- لا خلاص خلصت اهو اتفضل وقامت بصب القهوة له ولها وأعطته فنجانه.


ثم قامت بحمل باقي الأشياء للداخل، وقام وراءها أدهم دون ان تشعر وهو يحمل صينية القهوة؛ فوجدها تستند على الحوض وهي تضع يد على فمها؛ حتى لا يسمع صوت بكاءها، فأقترب منها وشعر بالحزن عليها فلم يستطع سوا ان جعلها تواجهه و ضمها لصدره وأخذ يهدهدها بصوت حاني: 


- خلاص يا مريم كفاية عياط أرجوكي، أنا وعدتك ه‍أحافظ على نفسي ماتخافيش. 


كانت تبكي وهي تسند رأسها على صدره حتى شعر انها هدأت فأبعدها قليلاً عنه، ورفع رأسها ونظر لها بحنان: 


- ممكن تغسلي وشك وتيجي نشرب القهوة سوا علشان ه‍أقولك ه‍نعمل ايه بكره، ممكن؟


فهزت رأسها وجرت على الحمام، ووضع هو يده على قلبه؛ فقد شعر وهي بين يديه بدقات قلبه تنبض بقوة واخذ يؤنب نفسه بشدة فهو لم يشعر من قبل بتلك المشاعر وبهذه القوه


- "شكلك اتجننت يا أدهم اتهبلت ولا أيه مالك أيه أحساسك ده"


فزفر طويلاً وهو يقول:


- أنا عمري ماحسيت الأحساس ده مع مي الله يخربيت كده.


وقام بغسل وجهه وذهب للخارج ،وجلس ممسكاً فنجانه حتى أتت ووجهها أحمر وخاصة أنفها، وعندما راءها ضحك بصوت مسموع وهو يقول:


- أيه يابنتي ده مالك كلك احمريتي كده؟ انتي ماينفعش تعيطي، كلك بقيتي عاملة زي الطماطماية.


فأبتسمت له بخجل وملامح وجهها تحولت الي غضب طفولي:


-بابا ماهر كان يضحك و يقولي ح نعصرك ونعملك صلصة.


شعر أدهم بعودة قلبه للنبض بقوه وهمس:


- أممممممم وه‍تبقى أحلى صلصة.


وانتبه لنفسه فتكلم سريعا:


- بصي بقى، بكره لو هما جم لنا الصبح زي مابيقولوا ه‍ننزل معاهم علشان نعدي على الناس اللي قلنا عليهم ماشي، وبعدين بعد بكره ه‍نروح نقضي اليوم في الملجأ، تمام ولا معترضة؟ 


شعرت مريم بالسعادة ولكنها تذكرت ما كانت تفعله قبل الذهاب الي الملجأ. 


- لا طبعا موافقة جدا كمان؛ بس....

- بس أيه قولي!


نظرت له بخجل 


- أنا كنت متعودة قبل مابروح الملجأ بروح أشتري لعب وهدوم للأولاد انا وماما سچي. 


فأبتسم أدهم وهو يستمع لها بخجلها: 


- وماله بس ه‍نروح أنا وانتي بقى ماشي، يبقى بكرة بعد مانخلص مشاورنا نروح نشتري لهم اللي انتي عايزاه، ولو ملحقناش يبقى نروح قبل مانروح لهم الملجأ مافيش مشكلة


ابتسمت مريم بسعادة:


- خلاص تمام، يالا أنا ه‍أقوم أنام؛ لأني صاحية من الفجر، وكمان اكيد ماما سچي ه‍تيجي بدري.


رد أدهم هو أيضا سريعا:


- يالا أنا كمان هاقوم أنام؛ لأني أنا كمان صاحي من بدري ونايم متأخر كمان.


ووقفوا فوجدها تقف وتذهب لغلق الباب ثم أخذت تعيد ترتيب مكان جلوسهم، ودخلت المطبخ وقامت بترتيب كل شيء ووضعه مكانه، وكان ينظر لها وهي تتحرك بخفة وسرعة دون صوت حتى انتهت تمامًا ووقفت أمامه: 

- تصبح على خير يا أدهم. 

- بصي يا مريم، أنا عارف إنك مش بتحبي تنامي وحدك، أنا هسبقك وأدخل أنام وهسيب الباب موارب عليا، إنتِ كمان خلي باب أوضتك موارب، والحمدلله الحمام بتاعي عكس اتجاه أوضتك وبكدا هسمع صوتك في أي وقت، وانتي كمان تبقي مطمنة تمام؟ 

فوافقت مريم بخجل: 

- تمام ميرسي يا أدهم، تصبح على خير. 

- وإنتي من أهل الخير يارب. 

ودخل أدهم غرفته واستلقى على الفراش وذهب فوراً في النوم، وكذلك فعلت مريم بعد أن قامت بضبط منبهها على قيام الليل ونامت. 

وبعد فترة من النوم قامت من نومها وتوضأت وصلت قيام الليل، ثم قررت أن تذهب لإيقاظ أدهم لصلاة الفجر، فخرجت من غرفتها فوجدته يجلس على سجادة الصلاة ويقرأ في المصحف، فشعر بها فالتفت إليها: 

- أهلًا يا مريم، خير في حاجة؟ 

- لا أبدًا كنت جاية أصحيك علشان الفجر. 

- لا أنا صحيت صليت القيام وبقرأ الورد بتاعي ومستني الفجر. 


- طيب كويس إنك صاحي، أنا هروح أقرأ شوية في المصحف لغاية الفجر ما يأذن. 

- طيب أول ما يأذن اطلعي نصلي الفجر سوا. 


وبعد مرور شهرين على زواج أدهم ومريم جلست مريم في شقة ماهر وسچي بعد أن قام أدهم بإيصالها في الصباح الباكر إليهم مخبرًا إياهم أنه ذهب إلى العمل يومين وسوف يعود، ولكنها هي فقط من تعلم أنه ذاهب للقصاص من قاتل صديق عمره ورفيق دربه، ومضى اليوم ببطء شديد؛ فهي لا تعلم متى يذهب تحديدًا في مهمته، وأتى المساء وهي تجلس بجوار النافذة وأخذت تتذكر ما حدث بينهم في الفترة السابقة من ذهابه معها إلى بعض الأشخاص الذين تكفل بمساعدتهم نيابة عن صديق عمره رائد، وكيف كان يعامل الصغير قبل الكبير بحب وود ورحمة، وكيف أحبه الجميع ودعوا له ولها بالخير فأبلغهم بالدعاء لرفيقه أيضًا؛ فهو سبب معرفتهم به، وبعد ذلك أخذها وذهب إلى بعض المحلات وقام بشراء الكثير من اللعب والملابس حتى امتلأت السيارة بأكملها، وكيف كان يضحك ومريم تقول له: 

- العربية تمشي لوحدها بقى واحنا نحصلها، ملناش مكان فيها يا أدهم. 

فضحك أدهم وهو ينظر لها: 

- خلاص نوصف لها العنوان وهي تروح وإحنا نركب تاكسي. 

وأخذ يضحك: 

- يلا اركبي وخدي باقي الحاجة دي على رجلك. 

فنظرت له بغضب طفولي: 

- إنت كدا ناوي تدفني في وسط الشنط دي كلها. 

فكشر وجهه ونظر لها أدهم بألم: 

- مريم، متقوليش الكلمة دي ممكن؟ 

فنظرت له وشعرت بألمه واعتذرت بهدوء: 

- آسفة مش قصدي والله معلش. 

فهز رأسه. 

أخذت تتذكر حوارتهم ومرحهم مع الأطفال وانطلاقه معهم ببساطة، وكيف كان يجري معهم هنا وهناك يلعب مع هذا ويداعب تلك، وفي النهاية جلس معهم أرضًا يقرأ لهم قصة، فكان على وجهها شبه ابتسامة صغيرة، ولم تلاحظ جلوس سچي بجوارها. 


فسألتها سچي بحب: 


- بنوتي سرحانة في إيه؟


فنظرت لها وابتسمت وأخذت تقص عليها مافعله، فربتت سچي على يدها: 


- أدهم طول عمره طيب وحنين وعمره ما اتعامل من منطلق إنه غني، بالعكس عمره ما قال أبويا فلان أو أمي فلانة خالص، كان بيحب دائمًا يظهر بمظهر عادي، حتى والده ووالدته زيه كدا، إحنا عشرة عمر يا مريم، حاولي يا بنتي تعيشي معاه حياتك، مش هقولك انسي رائد؛ لأني عارفة إن مفيش حد فينا ه‍يقدر ينساه، بس حطيه في مكان واقفلي عليه، فاهمة يا حبيبتي؟ 

فابتسمت لها مريم: 

- فاهمة يا أمي. 

- طيب يلا قومي يا حبيبتي نامي، الوقت اتأخر. 

- حاضر يا أمي، تصبحي على خير. 

- وإنتِ من أهل الخير يا حبيبتي.



البارت السادس من هنا



بداية الروايه من هنا



الصفحه الرئيسيه للرويات من هنااا



روايات كامله وحصريه من هنا



اكتبوا في بحث جوحل( مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات) تظهر القصص كامله


القراء والمتابعين الغاليييييييين عليا إللي يدخل عندنا ميخرجش كل إللي محتاجينه هتلاقوه من غير تعب ومن غير لف في الجروبات والصفحات موجود في اللينكات بالاسفل 👇👇👇



أروع الروايات الكامله من هنا



اللي يخلص قراءه ميسبناش ويمشي أنا بحبكم أدخلوا انضموا معايا علي تليجرام واستمتعوا بقراءه الروايات من اللينكات بالاسفل 👇💙👇❤️👇



انضموا معنا على تليجرام عشان كل متنزل روايه يصلكم اشعار فور نزولها من هناااااا




اعملوا متابعه لصفحتي عليها جميع الروايات إللي عوزينها من هناااااااا




الروايات الحديثه من هنا




جميع الروايات الكامله من هنا




وكمان روايات كامله من هنا




🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close