رواية عشق الادم الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم حنان قواريق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
الفصل 11
توجه أدم ناحيتها بخطوات سريعة بعض الشيء الأمر الذي جعل الجميع يقفون ينظرون له بغرابة ، فمنذ قدوم عشق لهذا القصر وأدم انقلبت حياته رأسا على عقب ، فقد أصبح شخصا أخر ، شديد العصبية أكثر من السابق ، يهتم بأدق التفاصيل التي تخصها
الأمر الذي جعل الجميع يدركون حقيقة واحدة ..
" أدم الزهراوي وقع بعشقها وانتهى الأمر " ولكن ماذا عنه هو هل اكتشف ذلك أم ما زال على عقدته الماضيه ..
وقف يطالعها بنظرات حارقه لينحني لمستواها وهو يهمس بجانب اذنها اليمنى متجنبا أن تستمع فرح التي كانت تقف مكانها تطالعهم بدهشه قائلا :
" ايه الفستان المهبب إلي لابساه ده ؟ اااه صح الهانم تربية بلاد برا وأكيد هيكون شكلك عامل كده ، وطبعا مبسوطة ان أيهم واقف يبصلك كده صح ؟ "
بدأت الدموع تتجمع بعينيها وهي تستمع لكلماته الحارقة تلك ، وبلتقائية أخفضت رأسها تطالع فستانها ذلك الذي كان عبارة عن فستان أسود ممزوج باللون الأحمر يصل إلى كاحلها وبدون أكمام لتهتف بغضب ممزوج بالدموع :
" أظن الفستان طويل ومش كاشف حاجة ، وبعدين انت مالك أنا ألبس إلي يعجبني ، تكون ولي أمري وأنا مش عارفة ؟ "
اشتدت نظراته الغاضبه عليها ليهتف وهو يكز على أسنانه بقوة حتى كادت تتكسر :
" إلي هيعيش بالقصر ده هيكون محترم يا هانم ، اللبس ده مش عندي ... فااااهمه ؟ "
أنهى كلامه وهو يرفع جذعه ليستقيم بوقفته وهو يطالعها بنظرات انتصار بعد أن رأى ملامح وجهها تبدلت للغضب الشديد بعد كلماته الجارحه تلك ، للوهلة الأولى ندم بسبب ذلك وشعر بغصه وهو يرى الدموع تتلئلئ بعينيها ، ولكنه أقنع نفسه بأنها دموع كاذبة وأن كل النساء يستخدمها سلاح أمام الرجال كما فعلت طليقته !!
ولكن السؤال الأكبر الذي دار بذهنه لما شعر بأنه على وشك الفتك بصديقه عندما رأه يطالعها ؟
أهي الغيره !!
انخفضت فرح إلى مستواها تشدد على يدها التي بدأت كأنها قطعة ثلج لتهتف لها بلهفه :
" عشق انتي كويسه ؟ "
حاولت أن تظهر ابتسامة صغيرة على ثغرها لتهتف بصوت حاولت أن يبدو طبيعي بعض الشيء :
" الحمدلله ، متخافيش يا حبيبتي .. "
في حين زفر أحمد وأيهم بنفس الوقت من تصرفات أدم التي أصبحت غريبة جدا ..
قاطع ذلك الجو المشحون طرقات على باب القصر لتتوجه الخادمه بخطوات عادية باتجاه الباب لاستقبال الضيف القادم والذي لم يكن سوا
والد أيهم !!
وقف الجميع لإستقبال الضيف القادم ، هتف أيهم بمرح وهو يشير ناحية والده :
" أقدملكم جلال باشا ، والدي ! "
مد أدم يده له بسعادة ليهتف وهو يصافحه :
" نورتنا يا جلال باشا ، دي المرة الأولى إلي أشوف حضرتك فيها ، أيهم كان قالي إنك قضيت حياتك كلها بإيطاليا .. "
ابتسم السيد جلال بسعادة وهو يبادله المصافحة قائلا :
" الشرف ليا أنا يبني ، وبعدين ايه جلال باشا دي ، انت تقولي عمي ماشي ؟ ده انت بغلاوة أيهم ابني "
ابتسم له أدم بحبور ، في حين تقدم أحمد يصافحه قائلا بمرح :
" وانا بقى يا عمي أحمد ، اخو الكائن الرخم ده ، و ااه قولتلك يا عمي ، نورتنا "
صدحت ضحكات كل من أدم وأيهم والسيد جلال على كلمات أحمد المرحه ليهتف له قائلا :
" منورة بيكم يا ابني "
دخل الجميع باتجاه الصاله الكبيرة حيث كانت تقف فرح بجانب كرسي عشق وهي تطالع الضيف بنظرات جديه ، في حين كانت السيدة صفيه ما زالت بالداخل تقوم على الإشراف على الخدم والتأكيد عليهم ..
دون أن تعلم بشخصية الضيف ذلك الذي سيقلب كيانهم بالكامل .. !!
تقدم السيد جلال بخطوات رزينه ليلفت نظره تلك الفتاة الجميلة التي أجلس على كرسي متحرك تطالعه بنظرات بريئه ، قبض قلبه بشدة لا يعرف لماذا ، ولكن كل الذي كان يشعر به بتلك اللحظات قدميه التي ساقتاه ناحيتها بتلقائية ، ربما وضعها ذلك بالكرسي المتحرك حرك شفقته تجاهه او ربما شيئا أخر .. !!
هبط على قدميه أمامها تحت نظرات كل من أدم وأيهم وأحمد الصادمة لذلك ، هتف بنظرات لم تفهما عشق قائلا :
" إزيك يا بنتي ؟ "
كلمة واحدة فقط منه جعلت قلبها يخفق بجنون ، ربما لأنها حرمت من حنان أب لم تسمع منه هذه الكلمة !!
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهتف :
" الحمدلله يا عمو ، أخبار حضرتك ايه ؟ شرفتنا "
التقط يدها بحنيه كبيرة ليقربها من فمه ويقبلها برقه أذابت الباقيه المتبقيه من مشاعرها ليهتف بحنيه :
" الحمدلله يا بنتي ، ماشاء الله تبارك الله فيما خلق وابدع وصور ، ربنا يحميكي "
منحته إبتسامة هادئه وبتلقائية منها رفعت نظرها ناحية ذلك الذي كان يقف يحرقها بنظراته تلك ، لتسحب يدها بخفه ، فهي ليست بوضع جيد الآن لتستمع لكلمات أدم الاذعه ..
في نفس اللحظات تلك كانت السيدة صفيه تخرج من المطبخ وهي تحمل بين يديها بعض الأطباق الزجاجية ليلفت نظرها ذلك الرجل الذي يجلس أمام عشق ويتبادلون أطراف الحديث ، دققت النظر جيدا لتشهق بقوة وهي تراه يقف أمامها بكل جاذبيته وسحره الذي لا زال يحتفظ به حتى الأن ، أسقطت الأطباق الزجاجية من يدها لتتهشم بقوة الأمر الذي جعل أدم يتجه ناحيتها بلهفه قائلا :
" حصلك حاجه يا امي ؟"
هتفت وهي ما تزال تنظر لجلال بقوة قائلة :
" أنا كويسه يا حبيبي ، وقعو غصب عني "
أمسك بيدها أدم ساعدها عن الابتعاد عن الزجاج المتهمش قائلا :
" يولعو يا امي ، المهم انتي كويسه .."
في حين تقدم السيد جلال وهو لا يصدق عينيه من تلك المرأة التي تقف بجانب أدم وهي تطالعه بنظرات متشككه ، ليهتف لها بصدمه :
" مش ممكن !! صفيه !! "
كلماته تلك جعلت الجميع ينصتون له بقوة ، في حين ابتلعت السيدة صفية ريقها بتوتر وهي توجه انظارها بينه وبين إبنة أختها ... !!
هتفت له بتوتر :
" ده انت يا جلال !! مش ممكن "
تحدث آدم بصدمه قائلا :
" انتو تعرفو بعض !! "
هتفت السيدة صفية قبل أن يتحدث جلال مبررة :
" اه ، قصدي جلال بكون صاحب بباك الله يرحمه "
هتف جلال مؤكدا :
" أيوه يا آدم "
اومأ الجميع بتفهم في حين تبادلت صفيه وجلال بعض النظرات الغير مفهومه ..
***************************
في مدينة البندقية
جلست على سريرها وهي تحمل بين يديها هاتفها النقال ، وبدأت تطلب رقما معينا بعد أن تأكدت بأن زوجها اللعين قد خرج من المنزل أخيرا بعد ان دام مواضبه بجانبها يضغط عليها بمعرفة مكان ابنتها ولكنها أبت أن تقول الحقيقة ..
وضعت الهاتف على اذنها تترقب أن يأتيها صوت لطالما تمنت أن تسمعه بعد مدة من الابتعاد ..
في نفس الوقت كان الجميع ملتفون على طاولة الطعام ، والجو سيد التوتر بين السيدة صفيه والسيد جلال الذي لم ينزل عينيه أبدأ عن تلك الجميلة التي كانت تتناول طعامها بهدوء بجانب فرح ، في حين كان أدم يجلس قبالتها يدقق النظر بها وشعور غريب يرفض أن ينزل عينيه عنها ...
في حين كان أيهم بعالم أخر وهو يشعر بالعديد من المشاعر التي تعصف بقلبه الآن مجرد ما يرفع نظره وهو يطالعها بنظرات جديه ، وهو لا يعرف ما سبب ذلك كله ..
تنهدت فرح بحزن خفي وهي تراه يطالع عشق بنظرات والهه ، ثم فهمت بأن ذلك الشخص من نظراته يعشقها ..
قاطع صمتهم ذلك و الأفكار التي كانت تعصف برأس كل واحد منهم صوت الهاتف الذي أخذ يعلو في أرجاء المكان ..
نهضت فرح بخطوات رزينه ناحيته لترفع الهاتف بيدها قائلا برسميه :
" السلام عليكم "
ليأتها صوت ناعم قائلة :
" لو سمحتي ممكن أكلم عشق .. "
علقت فرح نظرها على عشق التي كانت ما زالت تأكل بهدوء لتجيبها بهدوء :
" ثواني وتكون مع حضرتك "
ثم قامت فرح بحمل الهاتف بين يديها والتوجه ناحية عشق لتهتف لها :
" في ست بتقول عايزة تكلمك يا عشق "
رفع الجميع أنظارهم ناحيتها ، للتناول عشق الهاتف قائلة برسمية :
" أنا عشق ، تفضلي "
ثواني عصبيه مرت قبل أن تشهق عشق بقوة والدموع تغرق عينيها بقوة وهي تهتف بصوت متقطع :
" م م ما ماما "
الفصل الثاني عشر
جلست أمامه وهي تبتلع ريقها ، فماذا ستقول له الأن بعد أن علمت تلك الحقيقة من شقيقتها والضحية في ذلك كله تلك المسكينة " عشق " الذي كتب عليها أن تعيش حياة بدون آب لتتجرع الويل والألم من زوج والدتها الذي يرغب بها !! ماذا ستقول الآن بعد اثنين وعشرون عاما من كذب شقيقتها على ذلك الرجل الطيب الذي يجلس أمامها الأن يطالعها الأن بنظرات شك !!
هتفت وهي تبتلع ريقها بتوتر :
" جلال انت طلقت صفاء ليه ؟ مع إنك كنت بتعشقها عشق فوق الوصف ؟ ممكن أعرف .. "
تنهد جلال بتعب وهو يوجه عينيه على الماره بالطريق ، ليبدأ بسرد الحقيقة الغائبه قائلا :
" بعد وفاة والدة أيهم وهو بتولده فضلت سنين من غير جواز علشان اربي ابني ، لحد ما أيهم صار 12 سنه وقتها تعرفت على صفاء وحبيتها جدا ، أكثر من مراتي الأولى وانتي عارفة قد ايه حبيت صفاء وعشقتها لأخر نقطة دم بتمشي فييا ، عشنا حياة وردية بإيطاليا ، كنت بشوف الحب بعينها ليا ، فجاءة جت وقالتلي انا عايزة أطلق يا جلال ، !! انا تفاجئت وزعقتلها وخرجت من البيت ، بس هي رجعت فتحت موضوع الطلاق تاني وتفاجئت فيها بتقولي إنها مش بتجيب أطفال ! ومش عايزة تظلمني معاها ، بس اكتشفت يا صفيه ان صفاء كدابه كانت عايزة تطلق علشان بتحب واحد تاني وعايزة ترحله وهي قالتلي الكلام ده بنفسها ، وقتها تجننت و طلقتها !!
أنهى كلماته تلك وهو يمسح دمعه فرت من عينيه ، في حين شهقت السيدة صفيه وهي تستمع لسبب طلاق أختها !! ايعقل بأن صفاء قد تركت زوجها من أجل عشيقها !!!
هتفت له بهدوء مريب قائلة :
" إحم ، يعني صفاء محملتش نهائي طول فترة جوازكم .."
نظر لها بضياع قائلا :
" يوم طلقتها اكتشفت انها حامل بسبب بعض الادوية إلي كانت بتاخدها بالسر ، بس بعد كده راحت ونزلت البيبي من غير ما أعرف ، ربنا يسامحها .. "
ابتلعت السيدة صفيه ريقها وهي تشعر بجفاف قائلة :
" جلال انت لازم تعرف ... "
هنا صدح صوت هاتفها النقال بضجيج لتتناول الهاتف من حقيبة يدها وهي ترى اسم العامل الذي يعمل بالحديقة ، عقدت حاجبيها بتعجب وهي تجيب قائلة :
" خير يا عطا في ايه ؟ "
أجابها ذلك الرجل الذي يدعى "عطا" قائلا بخضه :
" يا ست صفيه الحقي القصر بولع ... "
*****************************
كان يعقد اجتماعه الشهري برفقة كل رؤساء الأقسام في شركة الزهراوي ، برفقة صديقه أيهم الذي كان على يمينه يدقق ببعض الأوراق ، وشقيقه أحمد الذي كان يتبادل مع بعض العملاء الكلام على يساره ، في حين كان هو يجلس متوسطا طاولة الاجتماعات يشعر بضيقة أسفل جزئه الأيسر وبالتحديد ناحية قلبه !!
دخلت السكرتيرة بخطوات متعثرة قاطعة ذلك الاجتماع عليهم وهي تهتف بجزع :
" أدم باشا .. "
نهض أدم من مكانه بغضب قائلا :
" ازاااي تدخلي كده ؟ "
ابتلعت ريقها بخوف قائلة :
" أنا آسفة يا باشا ، بس اتصلو من القصر بقولو ان ان القصر بيولع و و "
تقدم ناحيتها بجزع في حين نهض أحمد وأيهم بعنف ليهتف أدم بخوف :
" و ايه ؟ "
تابعت السكرتيرة قائلة :
" بقولو عشق هانم و وحده اسمها فرح فضلو جوا ومحدش قادر يخرجهم ... " !!!
****************************
داخل قصر الزهراوي
كانت عشق قد جرت الكرسي المتحرك بيدين ترتعشان خوفا من فقدان صديقة عوضتها عن فقدان الحنان الذي تحتاجه بهذه الفترة ، وصلت أمام باب المطبخ الذي كانت تنبعث منه ألسنة النيران والدخان بقوة ، وضعت يدها على فمها وهي تسعل بقوة من سلسلة الدخان التي اخترقت أنفها بقوة ، حركت الكرسي أكثر حتى تمكنت من الدخول أكثر لتشهق بصدمة وهي ترى جسد فرح يفترش الأرض باستسلام ، حاولت التقدم أكثر ولكن أعاقها بعض الأشياء التي تساقطت بفعل ألسنة النار !!
أغمضت عينيها بقوة وهي تضغط على أطراف الكرسي بيديها الصغيرتين وهي تهتف بأعلى صوت :
" ياااااا رب ساعدني ياااااااارب .. "
أنهت كلماتها تلك ودموعها تغطي وجهها الذي اصطبغ باللون الأسود من شدة الدخان ، أخذت تسعل من جديد وهي تضغط على أطراف الكرسي محاولة النهوض !!
لتهتف بأعلى صوت من جديد :
" ياااا رب خدي بيدي يااا رب ، انت قادر إنك تخليني أمشي تاني يا قوي ، علشان فرح يا رب .. "
ضغطت أكثر حتى رفعت جسدها السفلي عن ذلك الكرسي اللعين بصعوبة ، محاولة أخرى تلتها أخرى حتى وقفت من جديد على قدميها التي أوشكتان على السقوط من هول الفاجعه ..
دفعت الكرسي للوراء وهي تسير تضع يديها على أنفها حتى لا تستنشق دخان اكثر من ذلك ..
تقدمت أكثر حتى وصلت لمكان فرح ، أخذت تبكي بهستيرية وهي تحاول أن تقوم بايفاقتها ولكن الأخرى كانت ساكنه لا تتحرك !!
هتفت بألم وبكاء ينيط القلب :
" فرح فرح متموتيش وتسيبيني
لوحدي ، قوووومي "
ولكن دون استجابة ، حزمت أمرها وهي تنحني بجذعها ناحيتها لتقوم بإحاطة يديها بجسد فرح بقوة ، خطوة تلتها خطوة وهي تحاول جرها للخارج بعد أن تأزمت الأمور وبدأت ألسنة النيران تمتد للخارج ، سارت بخطوات بطيئة وهي تحاوطها بين يديها حتى وصلت أعتاب الباب ، لتقوم بدفعها للخارج بقوة وهي ترى إطارات الباب المشتعلة على وشك السقوط عليهما !!
دفعتها خارجا ، لتبتسم بسعادة وهي ترى ألسنة النيران قد حاصرتها بالداخل وبعدها لم ترى شيئا سوا سواد حالك ضرب رأسها بقوة لتسقط أرضا منفصلة عن هذا العاالم ... !!
في الخارج كانت قد وصلت فرق الإطفاء والإسعاف بعد أن طلبتهم إحدى الخادمات ، في نفس اللحظة وصلت السيدة صفيه برفقة السيد جلال وهي تشهق من هول المنظر ، أخذت تصرخ بالخدم بقوة قائلة :
" عشق عشق فيييين ، أكيد خرجت معاكم صح ؟ "
نكست الخادمة رأسها قائلة :
" أنا خرجتها يا ست صفيه بس بس هي أصرت تدخل تشوف فرح و و للأسف هم الاتنين جوا .. "
وضعت السيدة صفية يدها على قلبها الذي أخذ يخفق بعنف ، في حين تقدم السيد جلال وكأن جزء منه بالداخل يصرخ بأحد أن ينقذه قائلا :
" اهدي يا صفيه ووحدي ربنا ، اكيد هيخرجوها دلوقتي .. "
أنهى كلامه ذلك وهو يرى إحدى رجال الإطفاء يحمل جسد فتاة وهو يتجه ناحية الإسعاف بقوة ، ركضت السيدة صفيه وخلفها جلال وهي ترى فرح يتم إدخالها داخل الإسعاف لتنطلق بها السيارة بقوة إلى المشفى فوضعها في غاية الخطورة ...
صرخت السيدة صفية بألم وبكاء لرجال الاطفاء :
" عشق فيييييين ، البنت رااحت مننا مش كده ؟ "
أجابها أحد رجال الإطفاء قائلا :
" اهدي يا مدام ، ان شاء الله هيخرجوها الفريق إلي فضل جوا .. "
عند تلك النقطة وكفى ، أخذت السيدة صفية تصرخ بهستيرية وهي تتمسك بقميص السيد جلال قائلة :
" روح خرج بنتك يا جلال ، خرج بنتك قبل ما تمووووت ابوس ايدك ، عشق بنتك بنتك .... "
أنهت كلماتها وهي تنهار أرضا وتردد كلمة واحدة بهستيرية " بنتك "
في حين أخذ السيد جلال ينظر لها بصدمة حقيقة شلت أطرافه عن الكلام ، ولكن أي كلام ذلك الآن، تقدم بخطوات سريعة هو يصرخ بإسم عشق بأعلى صوته ، رأى فريق الإطفاء يمنعه من الدخول ليصرخ بهم قائلا بوجع :
" وسعو من سكتي ، بنتي بتموت جوا ... "
وبمحاولات عديدة تمكن من اختراقهم ليدخل ناحية الداخل وهو يصرخ باسمها ...
في تلك الأثناء كان أدم قد وصل ليصف السيارة لتحتك اطاراتها مصدره صوتا عاليا ، ليخرج منها بجنون وهو يرى ذلك المشهد أمامه بسيارات الاطفاء والاسعاف وبعض الجيران الذين جائو للمساعدة
رأى والدته تجلس على الأرض وتبكي ليتجه ناحيتها قائلا بفزع :
" عشق فين يا امي ؟ "
طالعته بنظرات ضائعة قائلة :
" عشق جوا يا آدم ، البنت اكيد ماتت يا أدم "
قبض قلبه بقوة وبسرعة توجه ناحية الداخل مخترقا ألسنة النيران ليرى السيد جلال يخرج وهو يحمل جسد عشق بتعب شديد ، التقطها أدم منه بقوى وهو يراه على وشك السقوط ، ليركض بها ناحية الاسعاف بقلب لم يعد يحتمل أكثر من هذا الألم ..
صعد بسيارة الإسعاف بجانبها لتنطلق السيارة بأقصى سرعة ، بدأ رجال الإسعاف بعمل الإسعافات الأولية لها ، في حين جلس أدم يطالعها بقلب خلع من مكانه ...
تأزمت الأمور أكثر وأكثر حينما وقع السيد جلال وهو يهتف بضعف وهو يرى أحمد وأيهم قد وصلو للمكان :
" ساعدو بنتي متخلوهاش تمووووت
تابعووووني للتكمله
تعليقات
إرسال تعليق