أخر الاخبار

رواية تمرد عاشق بقلم سيلا وليد الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية تمرد عاشق بقلم سيلا وليد الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


13=تمرد عاشق - البارت الثالث عشر - =

"قد لا أملك أن  أبقيگ بجانبي.. 

            ولا أملك الأقدار كي أجعلگ قدري.. 

                         لكني أملك قـلب  سأبقيگ  فيه للأبد

               _ ثم _

لم أكذب 

عندما أخبرتك ذات مرة ... 

أنك ستبقى معي حتى في غيابك

في فيلا ناجي 

وقفت تصر. خ في ناجي.. 

- يعني إيه روحت موّ. ت جاسر، اللي مشغلهم دول أغبياء.. مالك ومال جاسر ياناجي!! 

احتقـ. ن وجه بد. ماء الغضـ. ـب ونظر مستاءاً منها 

- بقولك أنا ماليش دخل بمـ. ـوته.. العتال معرفش متفق مع مين على مو. ت الضابط ابن الألفي.. وكان  عايز يمو. ته، لكن جاسر وقف قدامه وخد مكانه الطلـ. ـقة، واهو ما. ت.. دا قدره مالي انا ومال مو. ت أجله وانتهى 

صوبت نظرات نا. ر. يه اتجهاهه  وليه معرفش بإتفاقك مع العتال ياناجي.. ليه بقيت تعمل حاجات من ورايا ياناجي!! 

- بقولك يابوسي أنا عايز أعرف ايه حكايتك مع الضابط دا، وليه كل الحـ. ـقد دا عليه وليه عايزة تمو. تيه هو.. عايز أعرف إجابات لأسئلتي .. طيب العتال عايزه عشان ابنه اتحكم عليه مؤ. بد.. إنتِ عايزاه ليه؟ 

❈-❈-❈

جلست بمكانها ووجها بدى عليه الحز. ن والأ. لم تريد الحديث عما يعتـ. ـريه قلبها من آلا. لام ولكن كيف وهي السبب الوحيد الذي أوصلت  أختها للهـ. ـلاك ورغم ذلك نظرت له وأردفت بهدوء


-  هو اللي قتـ. ـل أختي... أردفت بها ثم غادرت إلى غرفتها وهي تبـ. ـكي بنشيج على البراءة التي وأدتها بنفسها 

جلست على فراشها وبدأت تتذكر الماضي 

فلاش باك 

دخلت جنى لبثينة 

- بدأت تقبـ. ـلها على خديها... وتحدثت قائلة بسعادة 

- أنا بحبك قوي يابوسي، بحبك قوي قوي 

اقترفت شفتيها بسمة عذبة  واقتربت قائلة بصوت يملأه الحب 

- وأنا بمو. ت فيكي ياروح بثينة... بس الجميل  إيه اللي مفرحه كدا... إوعي يكون الضابط الحليوة يابت هو ورا دا كله 

ضحكت "جنى" ضحكات صاخبة..

-  لا ياقلبي.. مش هو، هو آه حليوة وعسل بس مغرور يابت بوسي، إنما اخوه دا عسل 

رفعت بثينة حاجبها 

- الله أخوه... هو كمان له أخ على كدا ناوية توقعي العيلة دي يابت هيبوصلك ياهبلة 

لكمتها جنى في كتفها-

:  بس ياماما هو أختك قليلة ولا إيه 

ضمتها لأحضانها 

- لا ياقلبي إنتِ ست البنات كلهم، بس ايه حكاية اخو الضابط دا.. 

- مفيش حكاية ولا حاجة.. اتعرفت عليه من مدة كدا والنهاردة وصلني 

ضيقت عيناها 

:  يعني إيه موصلك.. إزاي تركبي مع راجل غريب.. دي تربيتي ليكي ياجنى!! 

-حبيبتي لا مش اللي في دماغك.. فاكرة القضية اللي جواد كلمني عليها... دي ممكن تكون خطـ. ـر عليّا فكلم صهيب يوصلني عشان سلامتي بس دا كل الموضوع 

التفتت لها بحنق وضيقت عيناها 

- جواد مين وصهيب إيه أسماء الجاهلية دي... ضحكت عليها جنى وأمسـ. ـكت يـ. ـديها 

- ايه يابوسي شكل الذاكرة بعافية شوية 

- جواد دا الضابط، وصهيب اخوه... فهمتي كدا 

- امم  كدا فهمت... طيب يابتاعة المزز تعالي نكمل المحشي 

مساءً  كانت تجلس جنى تكتب بعض الملاحظات على قضيتها... سمعت طرقات على باب منزلها... اتجهت وقامت بفتحه 

- مساء الخير ياجنى 

جحظت عيناه لما ترى 

- حضرة الضابط.. اتفضل هو فيه حاجة!! 

- آسف فيه موضوع مهم لازم نتكلم فيه 

- طيب اتفضل 

- لا مينفعش أنا اتصلت بيكي بس فونك مقفول والموضوع مايتأجلش.. أتت بثينه وتحدثت 

- مين ياجنى على الباب!؟ 

- دا حضرة الضابط يابوسي، عايزني شوية 

اتجهت بثينة اليهما... وجدت شابا طويلا جذابا.. يضع نظارة على شعره... ابتسمت له.. جذبها بوسامته.. ابتسم بمجاملة 

- اهلاً بحضرتك معلش فيه حاجه  مهمة تدعي وجودك إنك تيجي بنفسك لعندنا 

نظر إليها بهدوء يقيّم حركاتها ثم أردف 

- آسف الموضوع مهم ومينفعش أجله 

نظرت جنى لجواد- دي بثينة أختي وماليش غيرها.. 

- عارف إنها اختك ومالكوش غير بعض بعد موت أخوكي من سنتين في حادثة وقبلها باباكي ومامتك 

جحظت بثينة عيناها ونظرت له 

- دا إحنا مهمين قوي حتى يخلي حضرة الضابط يعرف كل حاجه.. 

ارتدى نظارتها 

: لازم أعرف كل حاجة على اللي بتعامل معهم ... 

تبادلوا النظرات للحظات ثم تركها ونزل للأسفل.. هستناكي ياجنى تحت 

فاقت من ذكرياتها عندما رن هاتفها 

عند شهيناز 

تجلس في شقتها القديمة تتفحص هاتفها.. وجدت على صفحة غزل تضع صورة لجاسر يُكتب عليها 

"إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن وإنا علي فراقك لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لله إنا إليه راجعون" 

وقفت كالمجنـ. ـونة وجـ.، سـ.، دها يرتعش وتـ. ـبكي لا مستحيل.. جاسر لا.. لا  مستحيل.. أسرعت لخزانتها وارتدت ملابسها سريعا واتجهت إلى فيلا الحسيني 

في المقابر 

نظر إليها وضر. بات قلـ.، به بالإرتفاع بعدما قالت كلاماتها.. وشعر بغصة كبيرة تمنعه من التنفس.. وتحدث بما يخالفه عقله 

- وحبيبك هتسبيه لمين ياغزل 

سكنت لثواني تتأمل حزنه على وجه.. ونظرته التي لأول مرة ترى بها وميضا من نوعا آخر.. شـ.، عرت بد. قات قلبها السريعة.. استدارت تنظر للمقبرة وتحاول السيطرة على دقاتها ورغم ذلك تحدثت 

- انا حبيبي تحت التراب ياجواد، ماليش حبيب تاني، موضوع الشاب اللي كلمتك عنه كله وهم، كنت بضحك عليك به.. عشان متفكرش اني زعلانة وتفتكر إني بحبك 

- ودا مش حقيقي مش إنتِ بتحبيني، أردف بها بشفتين مرتعشتين  وشـ.، عر بد. قاته ستخرج من صـ.، دره الذي يستـ. ـعير مثل البركان 

خبأت آهـ. ـاتها الصار. خة وخيّبات قلبها المتأ. لم ونظرت له بقلب مفطور 

- الكلام اللي سمعته مني أنا وحازم دا كله وهم.. جاسر بعدها أخدني لدكتور نفساني عشان يخرجني من حالة تعلقي بيك.. كان عايز يثبتلي إن حبي ليك وهم.. وفعلا طلع وهم.. حكيت للدكتور كل حاجة.. قالي لو حبيتيه بجد مكنتيش تقدري تشوفيه مع حد تاني، ولا كنتِ صبرتي.. دا اختلاط من حب أبوي وحب أخوي عملك غيرة.. دا كل الموضوع... ودا فعلا اللي حسيته معاك بعد كدا بشوف ندى عادي معدش بيأثر عليا 

❈-❈-❈ 

لوهلة صدمته بردها.. ولكنه ابتسم لها 

- والله جاسر أخدك لدكتور نفساني ومقاليش.. ضيقت عيناها مستغربة رده البسيط... قاطعته بصوت مرتجف 

- تقصد إيه ياجود بكلامك دا 

ابتلـ. ـع ريقه ولا يعلم بما يجيبها... عشقها تخطى الحدود.. وأصبح كالإ. دمان  إليه الذي لايود الشفاء منه.. رفع يد. يه وجمع شعرها الذي يسقط بعشوائيه مع تحركه بفعل الهواء... تعرفي بفكر في إيه دلوقتي 

رعشـ. ـة قو. ية ضـ. ـربت  جـ. سـ ـدها من لمسـ. ـته.. أسبلت أهدابها متحاشية النظر إليه.. فتحت فمها لتتحدث لكن نظراته الغريبة إليها جعلتها تقف عن الحديث 

- عارفة يازوزو إنتِ لو كبيرة بس شوية يعني تلت سنين أربعة كدا كنت عملت إيه 

رمقتـ. ـه بنظرات متسائلة 

أطرق رأسه للأسفل بعيدا عن نظراتها 

وأحـ. ـس بإرتفاع حرارة جـ. ـسـ ده.. كنت اتجو. زتك 

شهـ. ـقت من حديثه  وصعـ. ـقت لم تتوقع فكيف له أن يتحدث بذلك في هذه الأثناء 

ابتلعـ. ـت غصـ. ـة مريرة في جو. فها ورفعت يد، يها تدير وجهه له. تبادلا النظرات للحظات 

صمتا مقتو. لا يتبعه نظراتهما فقط 

- مالك ياجواد أول مرة أشوفك كدا.. دا تأثير وفاة جاسر، لو بتقول كدا عشان كلامي الأهبل اللي قولته لحازم صدقني كان مجرد كلام وبس، لكن إنت أخويا الكبير اللي هكون سعيدة عشانه.. إنسى أي حاجة سمعتها مني.. متقولش كدا عشان بقيت وحيدة 

نظر لها بأعين حز. ينة يود لو يسـ. ـحقها بأحضـ. ـانه ولكن نظراته كانت تائه، مشتتة، لا يشعر بالعالم من حوله كمن ذهبت رو. حه إليها ولم يعد السيطرة على حاله 

❈-❈-❈ 

- أنا تعـ.، بان قوي ياغزل، نفسي أرتاح بس شكلي مش هرتاح أبدا 

أمسكـ. ـت يد. يه وضـ.، متها  بين يد، يها الناعمة بحنان- مالك بس ياحبيبي... رغم إنها قالتها  بعفوية إلا أنها اختر. قت جدار قلـ.، به لتسـ.، كنه آبيه الخروج 

- أطبق جفنيه بقوة محاولا السيطرة على نفسه وكلمات ندى تتردد بآذانه.. وعلى الجانب الآخر قلبه الذي يأبى التخلى عن حبه... ولكن ماذا يفعل بعقله الذي رفض رفضا قاطعا لحديثه... جذب يـ. ـد. يه بسرعة عندما شـ. ـعر بكهرباء تسري بجسـ. ـده من حركتها ووقف سريعا 

- ياله عشان نروح أتأخرنا وزمان صهيب بيدور عليكي... 

- مقولتش مالك ياجواد 

- مفيش... مشكلة بيني وبين ندى وهحلها متقلقيش المهم لازم تخرجي من حالتك دي ياغزل أنا عارف  إنك قوية، ادعيله بالرحمة حبيبتي.. مسمعش منك تاني إن سندك راح أنا لسة موجود... استنشق بعض الهواء بقوه ثم زفره ببطئ وتحدث قائلا 

- لو بإيـ. د. ي أنزل اخرجهولك وأروح مكانه صدقيني مش هتأخر... وقفت سريعا  بمقابلته 

- بعد الشر عليك ليه بتقول كدا، ربنا يخليك لوالدتك وأخواتك 

رفع ذقنها وإنتِ ياغزل مش عايزة ربنا يخليني عشانك... أستدارت بجـ. ـسـ. ـدها 

وتحدثت بحـ. ـزن 

- بلاش نتكلم في الموضوع دا إنت عارف كويس إنت بالنسبالي إيه، بس دلوقتي عندك مسؤلياتك... جذ. بها بقوة حتى أصبحت بأحضـ. ـانه 

❈-❈-❈

إنتِ غالية عليا قوي.. خليكي فاكرة مهما يحصل ومهما أقولك دا ميجيش حاجة من اللي في قلبي ليكِ.. نظرات مشتته لا تعلم ماذا به ظلت تنظر لعيونه علها تستشف مابه... تلاقت نظراتهم رفع شعرها عن عيونها 

- عمك جاي عشان ياخدك بيقول مفيش بينا قرابة.. ابتسم ابتسامة لاتصل لعينيه.. ميعرفش إنك أقرب حتى من النفس 

ضيقت عيناها متفاجأة من حديثه 

- ياخدني فين مش فاهمة.. قصدك أروح أعيش معه، ليه هو ناسي أبويا لسة عايش.. لدرجة دي بقيت مقطو. عة كل واحد عايز يشدني شوية... مـ. ـلس على وجهها بحنان وأردف مهموما حزينا لانه يعلم حالة والدها 

- محدش يقدر يلمـ. ـس  شـ.، عرة منك ، وعايزك تعرفي عمرك ماكنتِ وحيدة أبداً ولا هتكوني... المهم لو جه كلمك عايزك قوية ومتضعفيش من أي كلمة مهما كانت كلاماته هتأثر فيكي 

لقد تسلل لها بعض الر. عب من كلماته.. نظرت له بتمعن وترقب 

- ليه بتقول كدا، هو ممكن ياخدني بالغصـ. ـب 

زفر بضيـ.، ق ثم وضع كف يد. يه على شعـ. ـره وارجعه للخلف  بضيق في حركة تنم عن غضـ. ـبه وعجـ. زه في آن واحد 

- للأسف يقدر ياخدك إلا في حالة واحدة.. ضيقت عيناها متسائلة 

- هو ايه اللي ممكن وحالة إيه؟ 

خالتك حسناء أو ليلى استقروا هنا.. ممكن انتِ ترفضيه 

غضبـ. ـت من كلماته 

- أنا لا رايحة مع دا ولا دا... انا ليا بيت هفضل فيه وخليه حد يجي يقولي كلمة.. تحركت ووقف بجانب القبر. وأشارت 

- شوف جاسر هنا أهو، ورغم كدا هيفضل يحميني وأنا مش ضعيفة للحز. ن أبويا لسة عايش سامعني لا خالتي ولا عمي ليهم حق عليا... ولو حد له الحق هيكون إنت.. ولا دا كان مجرد كلام لبابا 

جذ. بها لأحضـ. ـانه بقوة... عارف إنك قوية وعارف أنا الوحيد اللي ليا الحق فيكِ دايما خليكي فاكرة الكلمة دي كويس ياغزل عشان هحاسبك عليها بعدين.. أخرجها من أحضـ. ـانه ومسح دموعها التي تساقطت رغما عنها، ونظر لها 

- أنا لو أطول أحطك جوا قلبي ومخليش حد يقرب منك صدقيني هعملها.. رفعت يد. يها وقوة صبرها عليه تلاشت... قـ.، لبها الضعيف تهاوى أمام كلماته 

- أنا هفضل كدا عندك ياجود، هفضل جوا قلبك زي مابتقول ولا فيه اللي هياخد مكاني.. أردفت بها ودمو. عها تسا. قطت بغزارة كأنها آبية الصمود أمام دقات قلبها الخائنة الضعيفة التي تخو. ن عهدها 

- هتفضلي إنت اللي ساكنة الرو. ح والقلب ياحبيبة قلبي مستحـ. يل حد يقرب من مكانتك... أغمض عيناه بقـ. ـهر واسترسل حديثه 

- ياريت يرجع بيا الزمن أخدك.. وانتِ لسة طفلة ونهرب لبعيد في مكان مايعرفانش فيه حد 

- جود إنت ليه غريب النهارده وكلامك دا 

كل مابه ضمـ. ـها بقوة يسـ. ـتنشق رائحتها... 

عايز أنسى نفسي ياحبيبة جود، عايز أنسى كل حاجة 

خرجت من حضـ. ـنه عندما علمت إنه يبكي 

- مسحت دموعه بكفها الصغير ودمعها على وجنتيها 

عارفة إن مو. ت جاسر أثر عليك... بس إحنا هنقوي بعض مش كدا... قبّـ. ـل يد. يها التي توضعها على خـ. ـديه مما أشـ. ـعرها بأنها أصبحت لا تقو على الوقوف وتشعر بحر، ارة خدودها ود. قات قلبها السريعة 

- أغمضت عيناها وحاولت الثبات أمامه فلقد انها. رت حصونها وردت بصوت جاهدت أن يكون متنزنا بعدما فعل بها يهد. م حصـ. ـونها بالكامل 

- معرفش إيه اللي حصل معاك، موصلك لكدا بس عارفة ومتأكدة ان مهما يحصل، ومهما تواجه فانت هتفضل جواد الألفي اللي مستحيل يهده حاجة 

كاد يختـ. ـنق من حديثها وحاول أن يأخذ انفا. سه.. أخذ شهـ. ـيقا عميقا ثم زفره ببطئ 

- عندك حق مش أنا اللي لازم أضعف 

نظر لعيونها وأردف 

- غزل فيه موضوع لازم تعرفيه... قاطع حديثهما صهيب وندى 

- يعني ياجواد لقيتها مش تطمني بدل ماأنا زي المجـ. ـنون كدا 

سحـ. ـب نفـ. ـساً ثقيلا ثم ز. فره ببطئ 

-معلش ياصهيب حالتها نستني اتصل بيك.. توجه بنظره لندى التي تنظر بهدوء لغزل 

-خد غزل وروح ياصهيب.. نظر لغزل 

"غزل هي اللي هتخرج مليكة من حالتها، أنا كنت عايزها تفوق عشان تفوّق مليكة" 

أتجهت ندى ووقفت بجواره عندما وجدت الحزن مالي عيونه 

- حبيبي إنت كويس 

- ايوة كويس.. روحي معهم وأنا شوية وجاي 

حضـ. ـنت ذراعه-  أنا هفضل معاك لسة مكملناش كلامنا... ألتقطت  نظراته بغزل 

ولكنها لم تشـ. ـعره بشئ توجهت لصهيب وأمسـ. ـكت بيد. يها 

- ياله ياآبيه أنا تعبانة وعايزة أرتاح.. أتت لتتحرك فكانت حافية القدمين وأقدامها مجروحة 

نظر صهيب لأقدامها 

- إنت جاية كدا... نظر جواد وندى  لأقدامها... اتجه سريعا إليها وأجلسها ثم رفع قدمها على ساقيه 

- ينفع كدا ياغزل، ينفع تنزلي بالشكل دا، تعوري رجليكي كدا، ارتـ. ـعشت  يد. يه عندما وجد شذ. ايا لزجاجة مكسورة في قدمها.. صر. خت عندما وضع يديه... رغم أنه جرح بسيط  إلا أنه شعـ. ـر بوجع قلبه كأن كل مايخصها يختـ.، رق جدار قلبه 

حدجتهما ندى بمقـ. ـط فقد تحملت فوق طاقتها 

- خلاص ياجواد الموضوع بسيط مش مستاهل 

صوب نظرات نا. رية اتجهاها 

- ليه حسيـ. ـتي بوجعها قبل كدا 

زفر. ت بضـ. ـيق من هجومه الغير مبرر عليه اليوم... اقترب صهيب منهما  عندما وجد نظرات ندى الغاضـ. ـبة لغزل وجواد الذي لم يعد السيطرة على نفسه.. قام بحمل غزل 

- تعالي ياحبـ. ـيبة قلبي.. أنا هعقملك الجرح في البيت... رغم إنه يعرف اخاه ولكنه 

صـ. ـدره يستـ. ـعير مثل لهيـ. ـب البر. كان وشعـ. ـوره بالغيرة والغضـ. ـب يعمي بصـ.، ره وبصير. ته 

جلس عندما شعـ. ـر أن ساقيه لا تحملانه 

جلست ندى بجواره وضمته بذراعها واضعه رأسها على كتفه 

جلس وكأن لايستطيع أخذ أنفـ. ـاسه... عندما حملها صهيب... قب، ض على قبضة يد. يه بعنـ. ـف على ضعفه الذي بدأ يتحكم فيه 

في فيلا الحسيني في القاهرة 

دخلت شهيناز الفيلا تنادي على العاملين كالمجنـ. ـونة عندما علمت ماصار لجاسر 

وقفت نجية العاملة 

- افندم ياهانم 

ابتلعـ.، ت رجـ. ـفة قلبها وخو. فها واردفت بخوف 

- فين جاسر؟  

بكـ.، ت العاملة بقوة- انتِ متعرفيش  ياهانم ان جاسر باشا وبدات تبـ. ـكي بصوتا مرتفع 

- اخرصي وقولي ايه اللي حصل 

- جاسر باشا استشهد أردفت بها سريعا 

صر. خت بصوتا مرتفع واضعه يديها على أذنها 

متقوليش كدا.. أخرصي.. بدأت تثـ. ـور وتكـ. ـسر الأشياء من حولها حتى د. مرت جميع الأشياء التي توجد به 

ياحبيبي كدا تمشي من غير ماودعك.. ظلت تردف كلمات كالمجنـ.، ونة المعتو. هة 

في فيلا حازم الالفي 

نزلت والدته وخالته- حبيبي إحنا لازم نمشي سايبة اختك تعبانة.. وبقالي تلات أيام هنا... زفر بضـ.، يق ولم يعلق 

- براحتك ياماما، بس فيه حاجة.. يحيى  مش هيسيب غزل إلا لما ياخدها وكان أملي فيكي كبير  لكن شوفي  كالعادة ياماما 

- إيه اللي بتقوله دا... وبعدين متاخفش جواد عامل زي التور محدش هيقدر يلمـ.، سها... جلست ليلى بجواره وربتت على ظهره 

- حبيبي أنا هظبط أموري وأعرف عمك محمود وأنزل أنا وجنة نقعد هنا كام شهر كدا وهجيب ميرنا معايا أنا اتفقت مع ماما على كدا بس الموضوع دا عايز شهر 

مسـ. ـح على وجهه بعنـ.، ف ووقف 

- اعملوا اللي تعملوه بعد إذنكم 

أسرع حازم للخارج حتى لايجادل والدته فالموضوع يخنـ. ـقه 

سمع  صوت خنا. قات بين صهيب وعاصم.. اتجه لمصدر الصوت... وجد عاصم يجـ. ـذب غزل بشدة من يد. يها 

دخل كالثو. ر ولكمه بأنفه.. ثم صـ. ـرخ بوجهه 

- انت اتجننت إزاي تمد ايد.ك عليها يالا نسيت نفسك ولا إيه.. هجـ. ـم عاصم عليه كالمجنون... هاخدها يابن الكلـ. ـب منك له، والله لأخدها واحسركم وفين حضرة الضابط طفش وسابكم متصدرين.. أسرع اليه صهيب وقام بلكمه بمعدته 

تعالى ياحليتها وأنا أوريك الطفشان لما يجي هيعمل إيه 

وجه نظراته لغزل 

بيضحكوا عليكي وبيكرهوكي فيّا، غزل أنا بحبك ومستحيل أسيبك مع الوحوش دي 

أمسـ. ـكه صهيب من تلابيبه 

حبك برص، ومين يحبك تعالى قرب عليها كدا واتر. حم على نفسك 

- سيبه ياآبيه صهيب أردفت بها عندما وجدت صهيب يهـ. ـجم عليه كالوحش 

اتجهت ووقف بجواره وتحدثت 

-أنا هفضل قاعدة في بيت أبويا ياعاصم.. ومش هروح مكان... اتت حسناء ووقفت أمامه 

-عايز ايه يابن أمال، ايه مش مكفيكم آذية الكبار، رايحين تأذوا الصغيرين واستطردت حديثهااسمع ياعاصم ووصل الكلام دا ليحيى 

- خلي حد يقرب من غزل وشوفوا هعمل فيه إيه، هطّلع القديم والجديد.. وصله بس الكلمتين دول وقوله ماجد لسة عايش 

رغم سعادته من كلاماتها إلا أنه كلماتها أصبحت الغازا بالنسبة له 

وصل جواد وندى في هذه الاثناء 

وزع نظراته بين الجميع 

ايه اللي بيحصل هنا... ضحك عاصم بطريقة هزلية... الله، الله حضرة الضابط وصل، ولكنه  عندما وجد ندى أمامه  استغل وجودها 

:  اهلا ندى هانم آسف معلش  نفسي أعرف خطيب حضرتك ليه رافض يديني بنت عمي القاصر وعايزها تعيش معهم.. ماهو لازم يكون فيه حاجة إحنا منعرفهاش 

قبـ. ـض جواد على يد. يه بعنـ. ـف حتى لا يتهو. ر وتظهر مشاعره أمام الجميع 

- نظرت ندى بهدوء لعاصم 

- آسفة على تدخلي أنا معرفش بأي حق جاي تاخدها، كل اللي أعرفه إن جواد هو المسؤل عن حياتها.. وكمان باباها لسة موجود وشايفة خالتها موجودين... وفيه كمان عمو حسين... حضرتك جاي بأي حق تقول كدا 

اقترب عاصم إليها ونظرات الحقد اتجاه صهيب وجواد 

- عشان دي لحـ. ـمي أنا، وأنا الأقرب لها 

- خلصتوا مسرحيتكم عليا 

- كلامي للجميع... متفكروش إن جاسر الله يرحمه موته هيكسرني ويخلي كل واحد فيكم هيعمل فيها خيّري... بتكونوا غلطانين.. أنا محدش يقدر يخليني أعمل حاجة غصـ. ـب عني أنا في بيت بابا ومحدش له حق عليا سامعين كل واحد يلزم حدوده... أنا ممكن أكون صغيرة سنيا بس واعية وأعرف أعيش حياتي براحتي اتجهت بنظرها لجواد 

- مش كدا ياآبيه.. مش دا  اللي علمتهولي وربتني عليه إنت وجاسر قالتها بقوة 

ابتسم لها ابتسامته التي أول مرة  تظهر منذ مو. ت جاسر ثم اردف متناسيا ماحوله 

- كدا ياروح آبيه... نظرت حسناء بتفاخر لغزل ورغم تضايقها من جواد إلا أنه أعجبها شخصيته بقوة 

سحبها جواد ودخل بها للداخل 

اجسلها  على المقعد 

- تعرفي أنا فخور بيكي قوي يابت يازوزو ثم قبّل رأسها حبيبتي ياناس كميلة وطعمة 

قاطعهم صهيب 

- يادي النيلة نفسي أجي مرة واحـ. ـس إنكم عايشين على كوكب الارض 

لكمه جواد بصـ.، دره- بس ياحمار

نظرت ندى لضحكات جواد التي أنارت وجهه- ياه ياجواد لدرجة دي كلمات غزل ردت رو. حك 

ملـ.، س على شعر غزل بحنان 

قوي قوي ياندى.. اكدتلي دي تربيتي صح، قبّـ. ـل جبينها.. يسلملي الغالي اللي ضحكته بتنور حياتي... أردف بها عندما وجد ابتسامتها... 

- كدا ضمنت إنك هتكون أب هايل لأولدنا

نظر بصمت لصهيب... إن شاء الله ياندى 

انا هروح لمليكة وحشتني.. أردفت بها متحركة 

❈-❈-❈

ضمـ.، ها صهيب لأحضانه

-تعرفي يابت يازوزو أنا فخور بيكي قوي وعايز اقولك سر 

- بحبك يابت أكتر من حبي للجمبري 

ضحكت بقوة حتى وزعت السعادة وانشرح قلبه ولمعت عيناه بدموع الفرحة .. نظر صهيب له نظرة جانبية فتحدث 

بقولك يابت يازوزو إيه رأيك نلم دقيقنا ونتجو. ز أنا وانت ونعمل فرحنا بعد نص ساعة... قهقه حازم الذي دخل للتو هو وحسناء بعد مغادرة عاصم وهو يتوعدهم 

- والله يابني انت صعبان عليا هتقدر تستنى نص ساعة بحالها... أنا بقول دقيقتين  كدا أهو يادوب   نلحق نزغرط 

-  كتير قوي يازومي أنا بقول ثواني، 

عايزين جواد يرقصلنا على معزة عوجة 

بدأت البهجة ترجع للوجوه رغم حزن القلوب.. وضعت غزل يديها على كتف صهيب وهو قاعد 

نسيت حاجة ياآبيه... رفع حاجبه فيه واحدة تقول لجوزها ياآبيه يابت 

ضحكت حسناء وملست على شعرها بحنان 

- غزل بتفكرني بحنان كأنها نسخة تانية منها 

- صحيح ياخالتو أنا شبه ماما 

قبلتها على خديها- وأحسن كمان تعرفي يازوزو الولد حازم دا لو مش أخوكي كنت حطينا الدقيق زي ماالدكتور صهيب قال 

رفع صهيب رأسه بطريقة مزاحية 

- الله يعزك يادكتورة مفيش حد في العيلة دي عارف قدراتي.. قهقه عليه حازم 

- عارفين ياخويا قدراتك الاختر. اقية 

لكـ. ـمه في كتفه وتحدث بتفاخر 

- والله يابني انتوا مش عارفين مواهبي.. اتجهت غزل للأعلى لغرفة مليكة وقد تبدل ضحكاتها التي رسمتها أمامهم بإتقان الى حزنها العميق وخاصة بعد هجوم عاصم اليوم 

ظلت نظراته تراقبها إلى أن أختفت من أمامه... رفعت ندى نظراتها الى جواد ثم سحبته فجأة للخارج 

- لازم نكمل كلامنا... تنهد بعمق

- غزل مش قادر اتكلم دلوقتي، ممكن بعدين.. نظرت له بصدمة وعيناها تغشاها الدموع 

- انا ندى ياجواد مش غزل.. جذب يـ. ـد. يها وخرج للحديقة...آسف ياندى كنت عايز.. ولكن اوقفته حسناء، 

- مش هتعرفنا على عروستك ياجواد، احنا اتعرفنا في المستشفى سريعا، لكن كان واجبك تعرفنا عليها مش كدا ولا ايه 

- دي طنط حسناء خالة غزل.. دي ندى خطبتي أردف بها ببطئ 

إتجهت حسناء لجواد- ربنا يسعدك ياجواد 

عايزة اتكلم معاك شوية لم تفضى.. ثم تركتهم وغادرت 

جلس يستنشق بعض الهواء 

- بتحبني ياجواد.. صدمته بسؤالها 

لكنه ابتسم بحنق قبل أن يضـ. ـغط على قلبه بقسـ. ـوة عندما أردف بهذه الكلمات 

إيه اللي بتقوليه دا طبعا ولكن عجز اللسان 

"هو الحب ايه غير راحة بين الاتنين ياندى" 

لوهله صدمها رده البسيط ولكنها نظرت بهدوء "دا ردك عن الحب" 

امسـ. ـكت يـ. ـديه وضمـ. ـتها 

- جواد انا بحبك قوي ياجواد.. لثوان  كان الصمت يعم المكان يتنافى مع ارتجافة قلبه الذي يتألم لمجرد لمـ. ـساتها... حاول الأ يجرحها  .. 

- معلش ياندى الظروف اللي بمر بيها صعبة حاولي تستحمليني شوية.. قاطعهم رنين هاتفه 

- ايوة ياباسم.. وقف مذهولا من  حديث باسم وردد" إن لله وإن إليه راجعون " 

ماشي احنا هنيجي بكرة إن شاء الله 

أكيد هروح أعزي مراته. 

جلس بحزن وضع رأسه بين يديه 

- ايه اللي حصل ياجواد 

- خالد  زميلنا استـ. ـشهد في سيناء 

لم تستطع الصمود اكثر من كدا 

- جواد انا مش عايزة اترمل وأنا صغيرة 

لفت انتباه حديثها نظر لها بعمق  

قصدك إيه ياندى 

اختار ودلوقتي ياجواد... عشان جوازنا يتم عندي  شرطين 

❈-❈-❈

كانت نظراته تتناقض كليا مع حالته المستاءة من ثو. رانه الداخلي ضد حديثها 

- اولا شغلك دا تستقيل منه 

وثانيا ياحضرة المذيعة المطيعة 

شريف يتجـ. ـوز غزل وقبل فرحنا كمان، يإما نعمل فرحنا مع بعض... المهم غزل  ترتبط رسمي 

هب واقفا مواليها ظهره محاولا قدر الإمكان أن يحافظ على ثباته الانفعالي أمامها  .. اتجه ببصره لها أخيرا 

- اولا إحنا مخطوبين وانتِ  عارفة إني ضابط.. ثانيا غزل محدش يتشرط عليا فيها اعمل معها ايه ولا تتجو. ز مين.. قايلك اول معرفتنا لو جيتي في يوم وخيرتيني بينكم هختارها تسأليني ليه هقولك 

من غير سبب.. كل اللي أعرفه إنها خط أحمر... 

ودلوقتي أنا اللي بخيرك ياندى.. دي حياتي وهفضل كدا.. فكري وردي عليا

ثالثا دي من عندي ياندى 

- معنديش ست تتشرط عليا.. ودلوقتي انتِ اللي خيرتيني.. فأنا أخترت حياتي مش حياة حد تاني 

تسا. قطت دموعها بغزارة على وجنتيها 

- ياااه ياجواد لدرجة دي معنديش قيمة عندك 

وصل صهيب إليهم  مليكة اتكلمت وعايزاك ياجواد... نظر له ببسمة بسيطة 

الحمدلله كنت عارف غزل هي اللي هتخليها ترجع.. نظر صهيب لندى وجدها تجلس تبكي.. نظر لجواد 

- خد ندى وغزل وإنزل القاهرة بابا كلمني وقال عمو ماجد فاق وعايز بنته.. وشهيناز كانت عنده.. ضيق عيناه واردف متسائلا 

- انت مش مسافر 

لا هسافر بكرة مع حازم..

جلس امام ندى ونظر لها 

- ندى صهيب هيوصلك.. مش هقدر اسيب ماما ومليكة 

❈-❈-❈

بعد اسبوع 

كانت غزل تجلس مع مليكة التي تنظر بشرود من النافذة... 

نظرت لها غزل وأردفت بحزن 

- تعرفي جو الصيف دا كان جاسر بيكره اوي..  العيد الكبير بعد يومين... أول عيد ياحبيبي وهو مش معانا... بكت مليكة بوجع.. أما غزل التي تتحدث ودموعها تتساقط... كان المفروض تكونوا اتجو. زتوا 

دخل صهيب ونظر لهما بهدوء 

فيه موضوع  مهم لازم تعرفيه ياغزل 

ضيقت عيناها متسائلة 

- فيه ايه؟ .

اتجه بنظره لمليكة فهو قد تحدث معها 

- شوفي وبدأ يقص لها 

اتسعت حدقتيها  شيئا فشيئا وصعـ.، قت من حديثه 

- انت بتقول إيه؟  

مستحيل لا مستحيل 

امسـ. ـك يد. يها واوقفها.. تعالي معايا وهثبتلك حتى أسألي مليكة كمان مش كدا ياملاكي...

- اسمعي كلام صهيب ياغزل.. وصدقي كلامه صدقيني مش هتندمي ياحبيبتي 

بعد فترة جلس صهيب مع جواد 

ناوي تعمل إيه ياجواد في وصية جاسر 

- ولا حاجة، قولتلك قبل كدا أنا وغزل مستحيل يربطنا عقد 

وقف صهيب وخرج دون حديث

بعد حديثه مع صهيب غادر الغرفة تركه مغادر إلى الاسفل ولكن والده قابله 

_جواد تعالى عايزك 

ضيق عيناه ونظر متسائلا لوالده: 

فيه حاجه يابابا ولا إيه؟ 

أماء والده براسه بنعم... زفر بضـ. ـيق ثم توجه لوالده ووقف امامه 

- "خير يابابا فيه إيه" مستعجل 

نظر إليه ثم إلى المقعد دعوة منه للجلوس 

جلس جواد على مضض حالته لاتدعى للنقاش.. 

تنهد والده  ثم نظر إليه بعمق واردف بغموض..-  . دلوقتي عمك ماجد حالته خطيرة ومراته مش باينة من يوم موت جاسر الله يرحمه ومنعرفش هي ناوية على إيه حتى باسم معرفش يوصلها.. ويحيى رايح جاي على المستشفى ودا مش مطمني 

بابا ادخل في الموضوع انا اعصـ. ـابي تعبانة 

اردف بها جواد مستاءا 

وقف حسين امامه "لازم تتجـ. ـوز غزل بما إنك سبت خطيبتك" 

هب واقفا كمن لدغ وصاح بغضب 

انتوا ايه حكايتكم النهاردة كل واحد يقابلني يقولي لازم تتجـ. ـوز غزل، انتوا شكلكم نسيتوا غزل دي بالنسبالي إيه 

دي بنتي يابابا يعني لو اتجـ. ـوزت من عشر سنين كنت جبت بنت مقربة لعمرها 

التفت والده إليه بحنق _العمر مش كبير اوي ياحضرة الضابط ومفيش واحد بيتجوز وهو عنده عشرين سنة... وبعدين أنا عمري مااتخلى عنها حتى لو انطبقت السما على الأرض.. سامعني ياجواد البنت ابوها هيمـ. ـوت وأنا مش هسبها ليحيى ومرات أبوها.. انا لسة جاي من المستشفي والدكاترة اجمعوا ان ماجد خلاص أيام معدودة بعد قدرة ربنا.. يعني ياانت ياصهيب هتتجـ. ـوزها 

وأنا موافق يابابا _كان هذا رد صهيب 

تقدم صهيب منهما ووقف مقابلة لجواد ونظر إليه بعمق واردف _

انا موافق يابابا اتجـ. ـوز غزل، ما هو الحب مش بالكلام ياوالدي،، الحب حفاظ، وأمان، ودفاع مش مجرد كلمات للشخص اللي قدامنا 

❈-❈-❈

- مستحيل  ياصهيب آخر كلام عندي 

زفر صهيب بضيق ثم تحدث.. هو إيه اللي مستحيل.. اتجه بنظره لوالده

- خلاص يابابا سيبه براحته هو حر.. أنا هكتب على غزل 

نظر له بصدمة وشـ. ـعر ان الارض تميد به 

- بتقول ايه ياصهيب

قاطعه  دخول غزل 

- عمو حسين انا رايحة أزور بابا 

رمق حسين جواد بنظراته 

- استني صهيب هيوصلك... روح وصلها ياصهيب... نظر جواد إليهما مستاءاً 

- ليه رايحة  دلوقتي...  

اتصلت نهى 

- ايوة يانهى لا خارجة أنا وصهيب رايحة لبابا...

نهى:  وحشتيني قوي ياغزل.. وعايزة أشوفك.. 

- تمام  هعدي عليكي 

دلف مساء إلى منزله.. وخطى بخطوات هزيلة واتجه اليهما كانوا يجلسون لتناول عشائهم... ألقى عليهم تحية المساء 

نظر إليها فاليوم منذ سبعة عشر عاما تغير مكانها بجواره 

اتجه بنظره اليها وجدها تجلس بجوار صهيب ويتحدثون بخفوت.. ابتلع غـ. ـصة مريرة استقرت بجوفه.. واتجه لمقعده بمقابلها 

نظرت اليه وتحدثت بابتسامة سمجه على ملامحها وهي تضع ساقا فوق الاخرى 

اتأخرت ليه ياحضرة الضابط استنناك كتير كدا ألبس دبلتي وانت مش موجود... حتى صهيب كمان استناك ثم بسطت يديها.. 

ايه رأيك في الدبلة شوف شكلها حلو ازاي 

"صهيب وغزل" لايقة مش كدا 

رعـ. ـشة قوية ضربت جـ. ـسده بعد كلاماتها،، اتجه بانظاره لصهيب الذي نظر في اتجاه آخر... صمت هنيهة يحاول تمالك اعصابه 

- مبروك ثم وقف يتنفس بتـ.، ثاقل كمن يحمل صخره فوق جـ. ـسده 

نهض ببطئ استعدادا للمغادرة.. اوقفته بصوتا مرتفع 

آبيه جواد لازم تكون موجود بكرة في كتب الكتاب اصلي خليتك وكيلي بعد اذن عمو طبعا.. ماهو بابا ادلك الواصي معرفش ليه الصراحة وهو عايش 

صوب نظرات ناريه اليها ثم وصل إليها بخطوة واحدة... اقترب منها ونظر داخل عيناها 

- شوفي الصدف أنا أسيب خطيبتي وانتي تتخطبي لصهيب...هزة عنيفة شعرت بها، وشعور قلبها بالسعادة ظهر على عيونها 

تحرك سريعا مغادرا لغرفته وكأن جـ. ـسده يشـ. ـتعل لهيبا هو يعرف أن صهيب يلعب به ولكن لماذا حزين لهذه الدرجة.. هل جنُ حتى شـ. ـعر بالغيرة..

باليوم التالي 

يجلس مع باسم يتناقشون حول القضية التي راح ضحيتها جاسر 

قولي تاني كدا اسمها ايه 

اسمها بثينة ياجواد بتروحله كل فترة

معاك صورة 

ايوة..ثم اعطاه الصورة 

جحـ. ـظت عيناه من الصدمة... قبض على يـ. ـديه بعنـ. ـف حتى ابيضت... طيب انا نسيتك ليه راجعة تاني تحـ. ـفري قبر. ك 

قاطعه دخول المسؤل عن المكتب 

فيه واحدة برة اسمها شهيناز يافندم 

ضيق عيناه ثم نظر بهدوء

- ودي جاية ليه.. هو إيه اليوم اللي كل القديم بيظهرلي فجأة 

دخلت شهيناز تتها. دى بمشيتها بخيلاء، 

نظرت لكليهما 

جاية اقولك كلمتين ياحضرة الضابط 

- بعد يومين اخويا جاي  وهيتـ. ـجوز السنيورة بتعتك لازم اقهـ. ـرك عليها ياجواد 

زي ماقهرتني عليه 

هب سريعا وقام بخـ. ـنقها... لولا تدخل باسم لما. تت قتـ. ـيلة بين يد. يه 

ظل يصر. خ ويلكم باسم 

- سبني ياباسم للحقـ. ـيرة دي... جاية تهد. دني في مكتبي... صوب نظرات نـ. ـاريه وهي تنظر له بشماته 

وقامت بفتح تسجيل صوتي 

"بحبها أكتر من روحي ياصهيب"  

ااااه أسرع إليها ولكن قوة باسم حجزته عنها ظلت تضحك بهستريا

- تخيل تسجيل زي دا يوصل للنائب العام مع شوية صور حلوة للقاصر دي هتعمل ايه 

بعد يومين هتيجي وتجو. ز غزل لسامح ماهو مش هنطلع من المولد بلا حمص... قالت كلاماتها وخرجت سريعا 

بدأ يثو. ر ويكـ. ـسر جميع محتويات المكتب حتى اصبح محـ.، طم بالكامل 

" والله لاندمك ياشهيناز الكـ. ـلب " 

دفعه باسم... اقعد بقى وفكر هنتصرف إزاي.. قاطعهم اتصال والده 

جواد تعالى بسرعة على  المستشفى 

- ايوة يابابا... خلاص عشر دقايق وأكون عندك 

وصل للمستشفى في غضون دقائق.. دخل غرفة ماجد وجد محاميه ووالده وصهيب 

وغزل التي تجلس تبـ. ـكي بصمت


13= الجزء التثنى =فتح باب سيارته  بهدوء ولقد تغيرت حالته من عاشق مجنون لألي يقوم بتنفيذ ماعليه فقط واتجه إليها وقام بحملها

وذهب بها إلى غرفتها

قابلته والدته ومليكة _غزل مالها ياحبيبي هي تعبانة

_لا ياماما هي أول مرة ادخلكم بيها وهي متشالة، الأبلة نامت في العربية وكالعادة عايزاني اشيلها

ضحكت مليكة عليهما _جدعة ياغزل خلصي قديمك وجديدك

رفع حاجبه باستياء من إخته

ليه حد قالك اني دراكولا يابت

حاولت تخفي ابتسامتها ولكنها لم تستطع

"ابدا ياحبيبي بس غزل دي الوحيدة اللي بتاخد حق الكل منك

وبعدهالك يا ملوكة دا انتِ غيرهم

دخل بها غرفتها ووضعها بهدوء على فراشها.. ظل ينظر إليها للحظات، ثم اخفض راسه وقبل جبينها

ربنا يهديكي ويقدرني عليكي الايام اللي جاية ومفقدش اعصابي عليكي ياغزل

وصلت والدته إليه واردفت هامسة" عملتوا ايه عند عمك ماجد وكان عايزكم ليه

خرج ومعه والدته _كتبت كتابي على غزل

وضعت مليكة يداها على فمها من ذهولها

زفر بضيق _كنتوا عايزيني اعمل ايه اسيبها لعمها ولا مرات ابوها دي اللي محدش عارف هي بتخطط لايه

ربتت والدته على ظهره _طول عمرك وإنت راجل حبيبي، وغزل عمرها ماهتلاقي احسن واحن منك

: لا ياماما انتِ فهمتي غلط مش الجواز اللي في بالك.. دا لحد ماتكمل العشرين وبعد كده هطلقها

غضبت مليكة من حديثه _والله ياجواد وكدا نفذت وصية جاسر الله يرحمه

نظر لأخته بغضب "انا حاولت صدقيني بس مقدرتش... ليه مش حاسين بيا من يوم وليلة البنت اللي كنت بعتبرها اختي وبنتي فجأة تكون مراتي"

خلاص مش ادها ياجواد كنت سيب صهيب يتجوزها... بابا قال إنه مش معارض...

وأنا مستحيل كنت أوافق يامليكة

استاءت مليكة من حديثه نظرت له بلوم

- وبعدهالك ياجواد انت بتحبها بتعاند ليه محدش يقدر يلومك ليه اتجوزتها

تنهد بضيق وحاول أن يكون طبيعيا حتى لايؤذي إخته بالكلام

- ومين قالك المعلومة دي يامليكة صهيب اللي عامل فيها افلاطون

تحدثت بصوتا مرتفع لأول مرة ونزلت دموعها

- جاسر ياجواد، جاسر اللي قالي جواد بيحب غزل ونفسه يشوفك جوزها.. جاسر اللي كان مستعد يعمل أي حاجة عشان يسعدك.. وكان تعبان وحزين لما عرف بحبك لأخته.. عارف إنك هتقهر قلبك وتقهر الغلبانة دي

مليكة ممكن تسبيني أرتاح شوية...هنزل بعد شوية...حاول تاخدي بالك منها متفكريش إنها نسيت هي بتظهر قدامنا كدا بس قلبها بيـ. ـغلي من جوا بسبب مو. ت جاسر، أنا جبتها متأخر عشان متفكرش إن بكرة العيد وتفكر في ذكريات الليلة دي... تعبان يامليكة عايز اللي يسندني مش اللي يقـ. ـهرني، لو سألتي إنت بتحبها بجد هقولك فوق ماتتخيلي وأنا هعمل اللي شايفه صح

- صباحا أثناء تكبيرات العيد

فاليوم أولى أيام عيد الاضحى

فتحت الجميلة عيناها... استمعت إلى التكبيرات في المساجد.. نظرت حولها تبحث عنه ولكنها لم تجده.. وجدت بجوارها على الفراش فستانين

الاول دا عشان تلبسيه النهاردة في العيد

أمسكت التاني

نظرت له بإعحاب

ودا عشان تلبسيه في سهرتنا الليلة أنا وانتي.. ووجدت بجوارهما بطاقة مدون عليها من زوجك الحبيب إلى حبيبة روحه "غزل جواد الألفى "

ابتسمت بحب وأرسلت له

- عيد سعيد عليك يازوجي الحبيب

زوجتك الحبيبة "غزل جواد الألفي"  وقامت بإرسالها

استمعت للتكبيرات بصوتا مرتفع... إهتزت يديها التي تحمل هاتفها وإرتجفت شفتيها

غريبة هو جاسر إتأخر ومجاش يصحيني ليه

خطت بهدوء للخارج وذهبت لغرفته المغلقة وذكريات أليمة بدأت تتذكرها.. شعرت بإنسحاب روحها وبدأت تبكي..

سقط هاتفها وهي تسير بخطوات هزيلة وتنادي بصوتها عليه 

"جاسر إنت فين ياله عشان نروح نصلي العيد"  بدأت ترددها إلا  أن خرجت  من المجمع.. كان سيف يجلس في شرفته ويتحدث في هاتفه ويضحك... فجأة جحظت عيناه مما رأى... أسرع للاسفل 

وبدأ يصرخ بصوتا مرتفع على جواد 

جوووواد... تفاجأ جواد بصراخ سيف 

أسرع جهة الصوت يبحث عنه.. وجده يجري خلف غزل بسرعة.. نظر خلفه وجد جواد يسرع إليه وقف ونظر له 

"بدأ يهمهم بصوتا غير مفهوم ويشير لجواد جهة غزل التي تسير بلباس المنزل وهي تنادي على أخيها...

غزل ياجواد خارجة معرفش مالها شكلها مش طبيعي 

نظر في إتجاهها وجدها تجلس تبكي في الطريق.. وفي لحظات  وقفت سيارة بجانبها وقامت بخطفها 

وقف ينظر بشرود كأن أعضائه شلت بالكامل وبدأ يردد بلسان ثقيل وكلمات متقطعه غززززززل


14=تمرد عاشق - البارت الرابع عشر  = 14 =الجزء الاول= ج 1=

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

مساءاً في منزل عادل

دخلت منيرة غرفة إبنتها وجدتها تجلس تنظر من النافذة بشرود.. جلست بمقابلتها ونظرت لها بعمق

- مالك يانهى بقالي فترة حبيبتي بكلمك ومابترديش

نظرت لوالدتها بهدوء وأردفت حزينة

- معرفش ياماما مضايقة  ... ظلت على تلك الحالة وتنهدت بحزن

وضعت والدتها يديها بين راحتيها

- انتِ مش مرتاحة في شغلك يانهى

- بالعكس ياماما شغلي حلو قوي وكمان صهيب حد محترم بس معرفش ليه مضايقة.. يمكن عشان غزل وظروفها، صعبانة عليا قوي، لما شفتها آخر مرة تمنيت ماتحطش مكانها ابدا... اليتم وحش قوي ياماما.. مفيش أغلى من الام.. الوحدة تقتل يارب ياماما يخليكو ليا مايحرمني منكم ابدا

ضمتها منيرة لأحضانها ومسدت على ظهرها بحنان

:  حبيبتي ربنا يخليكي لينا ونفرح بيكِ

قبلتها على خديها أنا هجهز  عشان هروح أزورها ياماما... ابن عمها كان عندها من كام يوم بتقولي بيهددها عشان ياخدها

- وابن عمها ياخدها ليه يابنتي وابوها عايش وبعدين دي بقالها شهرين وهيكون سنها قانوني محدش هيكون له حكم عليها

صمتت هنهية- مقولتيش ايه أخبار جواد معها بعد خطوبته

- معرفش والله ياماما متكلمتش معها في حاجة.. لو تشوفيه يوم موت جاسر وخوفها عليها ياماما تقولي دا جوزها أو يمكن عشان  بيعتبرها بنته لكن أنا لاحظت حاجة مليكة أخته كانت حالتها صعبة جدا واللي يشوفها يقول دي مش على الدنيا ابدا.. ورغم ذلك كان اهتمامه كله لغزل

تنهدت منيرة بحزن- عشان جواد بيحب غزل ياحبيبتي زي ماقولتلك قبل كدا... المهم  فيه موضوع كنت عايزة أكلمك فيه

نظرت لها بإهتمام

- اتفضلي حبيبتي سمعاكي

- انتِ مش خارجة رايحة لغزل... نظرت في ساعة يديها:  لسة بدري هي دلوقتي في المستشفى عند والدها قالت قدامها ساعتين كدا.. عشان هنخرج نشتري شوية حاجات

أمسكت منيرة يد أبنتها

:  حبيبتي كبرت وبيجلها عرسان وهتسيب مامتها وباباها

ضيقت عيناها متسائلة

- تقصدي ايه ياماما مش واخدة بالي... يارب اللي وصلني يكون غلط

- وايه اللي وصلك يااستاذة نهى

ماما!  اردفت بها بصوت هادي

ضحكت والدتها عليها وأردفت بهدوء

-خالد ابن صاحب بابا جم طلبوا ايدك ياقلبي وباباكي قال هيعرفك ويرد عليهم

فأنتِ ايه رأيك

وقفت سريعا وولت والدتها ظهرها

انا مش موافقة ياماما..

- ليه يابنتي خالد شاب كويس ولا عشان كان خاطب قبل كدا.. دا ميعبوش

نظرت بعيون تغشاها الدموع

ممكن تضميني ياماما

رفعت ذراعيها لأبنتها

- طبعا ياحبيبتي إنت بتسألي.. دخلت حضن الامان والدفئ.. الحضن الذي افتقدته كأنك افتقدت الدنيا وماعليها.. ظلت تبكي

لو بتحبيني ياماما بلاش تفتحي معايا الموضوع دا "

ربتت والدتها على ظهرها

- خلاص حبيبتي انسي اهم حاجه تكوني مبسوطه.. رفعت ذقتها أنا مش هسألك إنتِ ليه  واخدة موقف من خالد.. عايزة أقولك الدنيا كلها مواقف فيها اللي بيعلمنا وفيها اللي بنعلمه.. فهمتيني حبيبتي

خرجت والداتها وتركتها تجلس حبيسة ذكريات حب أليمة

في تركيا

كانت تجلس  تأن بروحا حزينة دخلت والدتها  بهدوء جلست بجوارها

تنهدت باستسلام وظهر اليأس على ملامحها عندما وجدت إبنتها لا تريد السماع لها.. مسدت على شعرها بحنان

- هتفضلي مقطعاني كدا ياميرنا.. طيب اسمعيني.. نظرت لوالدتها متسائلة

فيه ممكن يشفعلك عندي بعد اللي اسمعته منك.. فيه ايه أكتر من كسرة قلب اخويا وقلب عمي حسين.. ليه عملتي كدا وبأي حق تفرقي بين مليكة وحازم وتخليها تفتكر إن اخويا باعها بالرخص.. فيه إيه مبرر يشفعلك عند حازم لما يعرف

غصة كبيرة جعلتها غير قادرة على الحديث.. وقفت واتجهت تنظر من النافذة وتشاهد تساقط الثلوج.. شعرت  روحها كالثلج الذي تراه أمامها

آهة خفيضة تحررت من بين شفتيها.. وأردفت حزينة

- ساعات بنعمل حاجات غصب عننا، ممكن ندوس على قلبنا ونوجع اللي حوالينا لمجرد إنك تداوي غرورك وكرامتك

أنا مقصدش افرق بين حازم ومليكة أبدا.. القدر اللي لعب لعبته معهم للاسف... زي مالعب معايا زمان.. كان ذنبي إيه وذنبه إيه القدر يلعب بينا.. نظرت لها بقلبا موجع وصدراً مختنق

- أنا وحسين كنا بنحب بعض جدا.. أنا سافرت اكمل تعليمي برة وهو سافر يكون نفسه في الوقت دا كان فيه خلاف على سفري بينا... يحيى أخو ماجد كان بيحب اخت حسين، يحيى طول عمره إنسان مؤذي مابيحبش يشوف حد سعيد.. شافنا مرة مع بعض حاول يلعب لعبته.. نجاة  مرات حسين كانت بنت خالته وابوها كان بيحبها قوي حصل مشكلة بينه وبين يحيى بسببها، حب يكسره في نجاة ويعتدي عليها  ويتهم فيها ماجد،اولا عشان يفرق بين ماجد وحسين ويكسر قلب ماجد على حنان ويتجوز نجاة،لكن القدر كان له رأي آخر..إنت كبيرة وعاقلة وهتفهمي اللي هقوله

اخذت نفسا عميقا واخرجته بوجع

.. اتصل يحيى بحسين وقاله ماجد تعبان ولوحده طبعا حسين وماجد كانوا بيحبوا بعض قوي.. نجاة وحنان كانوا اصدقاء اوي.. حنان كانت تعبانة اليوم دا ومقدرتش تخرج من البيت.. حنان  كل فترة تزور خالتها  بس اليوم دا فعلا راحت والدتهم بس اللي كانت موجودة .. كان لسة مفيش ارتباط بين حنان وماجد ولا حسين ونجاة عشان حسين كان بيحبني، حنان طلبت من نجاة تروح لخالتها وتعملها شوية حاجات دا كل صدف.. يحيى كان عايز يوقع بينهم بحنان، يعني يفتري ان فيه علاقة بين حنان وحسين وبالتالي ماجد يكره حسين، راحت نجاة مكان حنان اليوم دا كانت بتزورهم بالصدفة.. امانتله عادي ابن خالتها وكان باين الطاهر الأمين قدام الكل، اضايق ان نجاة اللي جت.. لكن افتكر خناقته مع باباها حب يذل ابوها وكمان ينتقم من ماجد على اساس ماجد هيروح قبل حسين حطلها منوم في الشاي هي ووالدته.. اتفق هو ومنال إنها تتصل بابو نجاة ويقوله انه مسكها بفعل فاحش مع ماجد لكن حسين هو اللي وصل الاول.. حسين على نياته دخل شقة ماجد اللي كان مسافر أصلا.. دخل الشقة ومحسش بنفسه الا ماجد بيفوقه ونجاة قاعدة عمال تعيط وتهمهم كلمات مش فهومة لدرجة دخلت في صدمة عصبية.. وقتها ابو ماجد حكم ان حسين يتجوز نجاة، حسين مكنش عارف ايه اللي حصل، لكن ماجد عرف كل حاجة وواجه يحيى.. يحيى قاله إثبت

وقفت ميرنا واتجهت لها مردفة

- أنا مش فاهمة حاجة

قاطعهم دخول هاشم والد ميرنا وزوج حسناء،

في المستشفى

دخل  غرفة ماجد كعاصفة هوجاء والخوف يلتهم قلبه كما تلتهم النيران سنابل القمح

اتجه إليها سريعا ونظر  إليها.. جلس بجوارها واحتوت راحته وجهها وتحدث بنظرة يملؤها الخوف

- مالك ياغزل بتعيطي ليه.. ابتلعت غصة مريرة واقتربت حتى أصبحت بأحضانه

بابا تعبان قوي ياجواد.. مسح دموعها بحنان.. ونظر لداخل عيناها

- بابا كويس حبيبتي ليه بتقولي كدا؟.. مش كدا ياعمو ماجد..

اخرجها بهدوء متجها لماجد.. ثم سحب نفسا عميقا.. وجلس بجواره عمو  فكرت في كلامي ولا لسة..

أمسك ماجد يديه ثم نظر لغزل لكي تقرب منه

وقفت واتجهت إليه وجلست أمامه بعدما وقف صهيب.. مسد حسين على شعرها بحنان

- بابا كويس حبيبتي، ثم رمق جواد بنظراته.. حضرة الضابط بس اللي كان طالب منه ايدك وجينا النهاردة كلنا عشان نكتب كتابكم

سكنت ثواني تحاول تنظيم أنفاسها المضطربة من سرعة دقات قلبها.. ثم اتجهت بأنظارها لجواد تقابلت نظراتهما للحظات وتذكرت حديثه بالامس

كانت تجلس على فراشها  تتحدث مع نهى

دخل عليها غرفتها دون استأذان.. وقف أمامها

- ايه المسرحية الهزلية اللي بتعمليها إنت وصهيب.. ضيقت عيناها متسائلة بعدما قامت بأغلاق هاتفها

إزاي تدخل كدا بدون استئذان من إمتى وانت قليل الذوق كدا ياآبيه

رفع حاجبه بضيق واستفزاز من طريقتها

والامورة عايزة أستئذن وأنا داخل اوضة  مراتي

مش فاهمة تقصد ايه؟

نزل لمستوى جلوسها وضرب على الفراش من حولها

متختبريش صبري ياغزل.. علمناهم السرقة سابقونا على البيوت... شغل الهبل واللؤم دا مش عليا.. اشوفك مرة تانية تقعدي جنب صهيب بطريقتك الغير محترمة دي متلوميش غير حالك

رفعت حاجبها

انا بعمل شغل هبل ولؤم ياآبيه.. طيب إزاي جمعتهم مع بعض مش متفقين خالص.. جذبها من خصلاتها بقوة

- لا أنا مبهزرش متعرفيش في الحاجات دي ممكن أعمل ايه.. شعري  ياآبيه بيوجعني.. جذبه بقوة.. فين دبلة مليكة يابت وإياكي تلبسي دبلة تاني لحد مهما كان

اقترفت بسمة عذبة شفتيها واقتربت منه حتى أصبحت قريبة للحد الغير مسموح

- ليه ماهو أنا كدا كدا هلبس دبلة.. إنت زعلان ليه.. مضايق ليه.

شعر بمدى حماقته وفداحة تصرفه فزفر بغضب... ثم ألقاها على الفراش

وخرج من الغرفة كالذي يطارده عدوا

جلست بعد خروجه تتمرمغ في فراشها وهي تضحك بسعادة فكلما تذكرت نظراته وغيرته المجنونة وحديث صهيب تشعر بفراشة تدغدغ معدتها.. ظلت على هذه الحالة ولكنها وقفت فجأة... دا بيقولي اوضة مراتي.. ثم وقفت واتجهت تبحث عن دبلة مليكة

نهاية الفلاش

وزعت نظرها بينه وبين والدها

- هو ينفع حد يتجوز بنته يابابا

جف حلقه وارتعدت مفاصله من ردها.. اتجه بنظرة لوم  لوالده

- جواد من فترة حبيبتي كلمني على الارتباط هو كان مقرر يفسخ خطوبته مع ندى شخصياتهم مختلفة، وهو مش هيلاقي أحسن منك وكمان مربيكي وعارفك كويس.. ثم ابتسم لها جحا اولى بلحمه يازوزو مش كدا ولا ايه... اردف بها حسين بهدوء

تبدالت النظرات بينها وبين  جواد وتذكرت حالته الايام الاخيرة

قاطع النظرات صهيب عندما اتجه لماجد

نظر ماجد إلى حسين واشار بعينيه ان يقترب منه

جلس حسين بجواره ورغما عنه نساقطت دموعه "شوفت ياصاحبي كدا وصلنا لمفترق طرق، طول عمرك وكنت الاخ والصاحب الجدع ياحسين وربي يشهد عليا عمري مافكرت ابعد عنك،

نظر حسين لجواد ثم اتجه اليه" متتكلمش ياماجد وان شاءلله كله يرجع زي الاول"

ايه اللي هيرجع ياحسين ابني اللي مات زعلان مني ولا مراتي اللي اكتشفت اني اكبر مغفل المهم غزل ياحسين.. امانة عندك ياصاحبي

تذكر جواد حديث جاسر،ظل حديث يتردد باذنه "غزل ياجواد اتجوازها اوعدني انك تتجوزها وتكون سندها ممكن بابا يعمل فيها زي ماعمل فيا انت اكتر واحد اتمنك عليها ياصاحبي هنتقابل وأسالك عليك"

حزنه على صديقه اخترق جدار روحه تطعنه بخناجر مسمومه،، شعر أن روحه تنسحب ببطئ كلما تذكر كلماته

نزل وجلس على عقبيه أمام ماجد واردف ودموع عينيه خانته للتساقط

جاسر مش زعلان منك هو قالي كدا والله ياعمو، جاسر بيحبك أوي وقالي اقولك كدا

نظر ماجد إليه مقالكش حاجة تانية ياجواد

ضيق عيناه ونظر إليه مستفهما هو ابعد معرفته بوصيته لغزل

"لا قالي قول لبابا انا بحبه مش زعلان منه"

عارف يابني،  استغرب جواد  حالته

نظر ماجد اليه حلمت بيه بيقولي  وافق على وصيتي لجواد

شعر ان  الارض  تميد به وشعر بصغر حجمه كيف  كان له ان يترك وصية صديقه

نظر لحسين _انا خليت الممرضةتتصل بالمحامي وجه . عشان اكتب  كل أملاكي باسم غزل  عشان عمها مايحاولش معها،، ثم نظر لجواد، وجواد   يكون الواصي عليها حتى تعرف تحافظ عليهم ياحسين.. انا عارف إنك مش هتقصر معها ياجواد

لانك بتعتبرها أغلى من روحك

أغمض عيناه بقهر من نفسه ومن الاحداث التي تدور حوله

أنا  هتجوزها ياعمو  ، وانا اللي هكون مسؤل عليها.. ووعد مني احاول احافظ عليها لحد ماتوصل للي عيزاها.. ودا قولتهولك انبارح.. نظر لغزل واردف

غزل مستحيل تتجوز حد غيري.. مش إنت موافقة يازوزو ولا لسة عندك لعبة جديدة

نظرت للارض وابتسمت.. ضربها صهيب على رأسها.. القطة اكلت لسانك يخربيتك اتكلمي ليرجع في كلامه.. دا زي أمشير كل ساعة بحال.. ضحكت عليه

اتجهت بنظرها لجواد ثم لوالدها

- وأنا عمري مااأمن لحد غيره يابابا.. حتى صهيب دا بشك في عقله

ضحك جميع من بالغرفة

تنهد حسين براحة عندما  وافق كلاجواد وغزل

دخلت الممرضة _كدا كتير اوي يابشمهندس.. نظر إليه _

.. ثم نظر لجواد و  غزل وتعالوا جنبي عايزكم..

_ حاضر اتجها اليه.. بس كفاية كلام.. أردف بها عندما وجد تنفسه قليل وضع له تنفسه الصناعي..جلس بجواره وربت على يديه وبجانبه غزل التي تنظر لوالدها بعمق اردفت متسائلة

بابا ليه كتبت كل حاجةباسمي،ونظرت لجواد وليه انت عايز تتجوزني دلوقتي

ضغط والدها على يديها

عشان عايز اطمن عليكيياقلبي وافرح بيكي وبعدين حضرة الضابط هو اللي مستعجل..انا هسيبك شوية مع بابا وهخرج

وخرج إلى والده

ضمه والده من أكتافه: طول عمري مش بستنى منك غير كدا ياجواد، ربنا يبارك فيك ويحفظك يابني... دخل  صهيب الي

_عمو ماجد عامل ايه يابابا

. نظر صهيب مبتسما له

عمو حبيبي هو اللي بيتعب بيحلو كدا، بس كفاية وحشتني اردف بها بعدما سقطت دمعة من عينيه

امسك يديه وقبلها.. ياله خف بسرعة البيت وحش من غيرك... حاول ماجد ان يرفع يديه ويملس على وجهه بحنان ولكنه لم يستطع.. جلس امامه صهيب

اؤمرني بس وانا تحت الطلب.. حتى ممكن اجازف واتجوز البت صاحبة اللسان السليط دي

ابتسم له ماجد بحب _كان نفسي بس فيه اللي سابقك وخطفها منك وهو بالذات مقدرش اقوله لا

نامت على صدره قوملي يابابا مابقاش عندي حد غيرك

نظر إليها وبكى عليها.. كيف لي اتركك صغيرتي ربي يتولاكي برحمته

غزل إنت موافقة على جواد... وقفت عن الحديث ولم تتكلم.. نظر والدها لشرودها وحاول أن يعلم إذا كانت مقتنعة بجواد ولا لا

غزل انتِ بتحبي مين اكتر بابا ولا جواد

نظرت لصهيب ضائعة ماذا تجيبه وكيف لأبيها ان يسال مثل هذا السؤال

بابا انت حبيبي وكل حاجه حلوه ليا إزاي بتقارن نفسك بجواد

ابتسم ماجد ابتسامة كادت ان تخرج من شدة آلامه "مش دا جواد اللي كنتِ دايما بتقولي انك بتحبيه اكتر حاجة  في الدنيا"

انخرطت في البكاء وتحدثت

- كان مجرد كلام ياحبيبي انت عندي اغلى واحد في الدنيا.. طيب عشان انا اغلى واحد في الدنيا لازم توافقي على اللي هقوله

ارتجف قلبها ولا تعرف لماذا

ضغط ماجد على يديها ونظر لصهيب

جواد  بيحبك ياقمري وطلب مني أسرع بجوازكم  هو طلب مني إمبارح كدا

نظرت بتشتت لوالدها ثم لصهيب الذي أدار وجهه الجهة الاخرى، حتى لاترى وجع عينيه عليها

دخل جواد والمحامي ووالده اليهما

الاستاذ أمين

جلس أمين المحامي بجانب ماجد وجلس امامهما جواد ووالده.. ظلت غزل واقفة بمكانها لا تتحرك لاتبدي اي ردة فعل

اتجه اليها جواد بنظره ووجد حالتها هكذا المه قلبه عليها... تساقطت دموعها بغزارة عندما تحدث والدها بصوت متقطع للمحامي ان يكتب كتابهما

هنا لم تستطع الصمود وصرخت بصوت باكي فجاة

- بابا إنت مخبي عني إيه.. ليه السرعة دي دا جاسر لسة ميت قريب.. حتى مش مستني تخرج من المستشفى

ضمها صهيب بقوة _غزل حبيبتي بلاش تعملي كدا بابا تعبان بلاش نتعبه

وقف جواد  سريعا واتجه إليها ورفعها من الارض

وضمها بقوة إلى احضانه وبدأ يتحدث إليها:

حبيبتي ليه بتعملي كده بلاش توجعيني ياغزل عشان خاطري

رفعت رأسها  من احضانه وهمست له

انتوا مخبين عليا إيه ياجود بابا هيموت صح

أغمض عيناه بقوة وقهر وألم عليها لقد شقت قلبه لنصفين نظر الى المحامي ووالده حتى يكملوا كتب الكتاب

همس لها _دا مجرد أمان عشان باباكي خايف عليكي وحاسس انه  ممكن يحصله حاجة... وياستي اعتبري أنا اللي مستعجل نظر لها أنا وحش يازوزو فين بحبه أكتر من روحي

ليه دلوقتي ياجواد.. فجأة كدا جيت في بالك واكتشفت إنك عايزني وإنت لسة سايب واحدة من إسبوع كنت بتقول حبيبتك.. قولي ليه وليه رافض حد يقربلي

مجرد كلمة فقط زلزلت كيانه.. نظر بتيه لعينيها الساحرة واردف متخبطا من مشاعره

كنتِ عايزة حد تاني.. ومين قالك اني هوافق ولا أئمن  لحد عليكي.... ولا حد ممكن ياخدك مني ببساطة حتى لو كان الحد دا صهيب... بعدين نتكلم حبيبتي، مش دلوقتي.. قبل جبينها متجها لوالدها

تنهد صهيب أخيرا براحة ونظر لهما، وحث جواد للذهاب اليهما

نظر جواد نظرة أخيرة إليها وشعر أن الارض تميد به عندما وجد دموعها تغرق وجهها بغزارة.. ظن حينها إنها رافضة شخصه . ياترى كلامك ليا صحيح ولا تخمين ياغزل

غزل لو مش عايزة الجوازة دي.. وحاسة إنك هتقابلي شخص يكون فتى أحلامك بجد وقتها هنفترق ماشي، بس دلوقتي لازم نكمل جوازنا.. أردف كلماته  ثم تركها

خطى إليهما وكأن جدران الغرفة تطبق عليه.. تم كتب الكتاب الغير موثق لعدم وصول غزل السن القانوني..

ظلت تنظر له وهو جالس

يالك من أحمق ياحبيبي.. كيف لك ان تتخيل أن قلبي يميل لسواك

جذبها صهيب وخرج بعدها.. وقف يمازحها عندما وجد حزنها

أقول مبروك يامرات اخوايا الف مبروك، المفروض تقوليلي ياعمو صهيب

ابتسمت على خفة دمه  وتغيره مزاجها

تسلميلي ياآبيه ربنا يخليك ليا دايما بحس بوجودك جنبي...  وشكرا لولا وجودك مكنش ابو الهول نطق.. ضحك عليها.. وصل جواد اليهما واستمع لحديثهما الذي أوجعه ولا يعرف لماذا

هل تضايق من حديثها لصهيب...

ادخلي لبابا ياغزل عايزك

دخلت بهدوء لوالدها رفع يديه إليها أن تتقدم

- مبروك ياحبيبتي.. عايزك تعرفي جواد أحسن شخص وشكلك بتحبيه اوي، هو كمان بيحبك..إنتِ عنده أغلى من أي حاجة.. صدمني بكلامه مكنتش أتوقع إنه بيحبك اوي كدا.. ممكن تكوني لسة صغيرة بس أكيد فاهمة مشاعرك كويس، ونظراته زمان قولتهاله لكن هو ضحك واتريق ثم اكمل إسترسالا لحديثه

-عايزك تعرفي  إنك أغلى حاجة عندي وعمري مافكرت غير في سعادتك

قبلت يديه.. ربنا يخليك ليا ياحبيبي يارب

روحي مع جوزك دلوقتي أنا عايز أرتاح

تحركت لتخرج ولكنه أوقفها

"غزل"!! نظرت له وعيناها تغشاها الدموع

رفع يديه... أسرعت إليه وألقت بنفسها داخل أحضانه وبكت بقوة..

- أوعى تسبني يابابا.. ضمها بحنان

- ربنا يسعدك ياحبيبتي ويرحم أخوكي

دخل جواد عندما تأخرت بالداخل

صوب نظراته لها.. وجد دموعها تسقط بصمت.. خطى إليها بخطواته الواثقة

- ينفع كدا تعيطي النهاردة  دا فال وحش على فكرة مش كدا ياعمو

أغمض ماجد عيناه لعدم قدرته على الكلام

جذبها من يديها للخارج

- بابا تعبان تعالي نمشي.. اتجه بها للخارج وقف بجانب صهيب الذي ينتظره

بسط يديه إليها... نظرت لداخل مقلتيه.. ودقات قلبها تتصارع كالطبول، أحقاً اصبحت زوجته

شبكت أصابعها بأصابعه.. هنروح فين

هنا قاطعهم صهيب

عازمكم على العشا، توجه بنظره لجواد

يارب ذوقي يعجبكم.. ضمه صهيب لأحضانه وهمس له "جواد إنسى كل حاجة إفتكر حبيبتك بين إيديك وبس... دي فرصة جاتلك على طبق من ذهب"

تركه جواد جاذبا غزل من يديها

وصلا لسيارته.. فتح بابها واستقلت بها وتحرك بالاتجاه الاخر للقيادة.. وضعت رأسها على النافذة وتساقطت دموعها بغزارة فجأة.. صدمته حالته

اهتزت نظراته إليها.. شعر ان شيئا غريب يحدث له .. اقترب ومسح دموعها بحنان" ممكن اعرف إنت بتعيطي ليه دلوقتي.. لو شايفة جوازك مني هيقهرك اوي كدا صدقيني مكنتش اتجوزتك""

فتحت عيناها وصوبت نظرها داخل عينيه

"دا اللي فهمته ياجود" اردفت بها بصوت باكي..

ملس على جانب وجهها "غزالتي بقت صعبة عليا معنتش بفهمها"

وضعت خدها على يديه الذي لامس خديها به _ولا عمرك هتفهمني.. أنا تعبانة أوي ومحتاجة ارتاح، ثم اغمضت عيناها..

اوعي تقولي ناوية تروحي للدكتور النفسي  الاهبل معرفش ليه حاسس الدكتور الاهبل دا صهيب... قهقهت فجأة على رغم حزنها

طيب والله صهيب دا العاقل اللي في عيلتكم..

- اه صهيب هو العاقل، لما دا يكون عاقل فين المجنون ياحبي

شعرت بعاصفة داخل قلبها من مجرد كلمته التي قالها بعفوية

احتوت كفه بين راحتيها وحاولت أن تجمع شتات نفسها

- جواد ليه اتجوزتني.. ليه فجأة كدا

وياريت تكون واضح، عايزة أعرف السبب الرئيسي

نظر لوجهها الذي يشبه الوجه الملائكي بهدوء.. نعم قلبه يذوب كقطة شيكولاته معها  فقط

جذبها بهدوء إلي موضع قلبه.. ممكن نتكلم بعدين اليوم كان طويل ومتعب جدا النهاردة في الشغل

وقام بقيادة السيارة.. ثم نظر اليها وهي في حضنه وعلى   كتفه،، ورغم إنها فعلتها كثيرا قبل ذلك إلا اليوم هناك شعور لذيذ لديه

لا يعرف هويته... جذبها بقوة  وقاد السيارة بيد واحدة وهو يستنشق عبيرها

شعرت بدقات قلبه تحت خدها.. أغمضت عيناها تستمع لدقاته ودفئ حضنه تتمنى لو يتوقف الزمن هنا فقط، لم تعد تطلب شيئا آخر غيره

مسحت رأسها بعنقها مما أدى إلى ارتفاع وتيرة أنفاسه من فعلتها البريئة، ولكنها جعلته كنيران مستعيرة

بعد دقائق وصل إلى المكان المنشود الذي اخبره به صهيب

نزلت بهدوء من السيارة واتجهت الى الناحية التي بها جواد

أغلق سيارته وجذبها من خصرها متجها بها الى مكانا يطل على النيل محجوزا خصيصا لهما

دخل وجد أضواء شموع خافتة.. تزين مائدة الطعام التي توضع في ركننا هادئ وموسيقى هادئة.. أجلسها وجلس بمقابلتها وابتسم بهدوء مردفا

- والله صهيب دا مالوش حل.. دا المفروض يكون دكتور في الحب.. ضحكت عليه

- هو فعلا حاجة نادرة.. بحبه جدا بيمشي معاك على  الطريقة بتكون موجود عليه

رفع حاجبه ونظر لها بهدوء مخيف

بتحبيه والله.. حبك برص إنت وهو، تعرفي اللي بتقولي عليه دا.. كان ماشي مع نص بنات الجامعة، كل شوية اجيبه من مصيبة، وخلفته زفت سيف

- وياترى حبيبي كان مؤدب

ياآلهي ماذا قالت هذه الطفلة من كلمة حتى اخترقت جدران قلبي.. أتناديه بحبيبها.. نعم فأنا رجُلها الاوحد.. ملست على يديه بحب.. بكلمك مابتردش ليه

وضع يديه على الطاولة وأقترب منها حتى وضع جبينه فوق جبينها.. وأردف بقلبه قبل لسانه

- قولتي ايه من شوية

لا تشعر بنفسها كأن جسدها مخدر  بالكامل من حرارة انفاسه التي تضرب بشرتها الناعمه.. وضعت يديها على خده

- جود مش عايز تقولي حاجة... تحكيلي أي حاجة عايزة أعرف كل حاجة

وضع سبابته على شفتيه

مما جعله يشعر بضعف قلبه لمجرد لمس شفتيها.. بل ضعف كيانه بالكامل ورغبة وحيدة وهو ان يتذوق حلاوة شهدها.. أغمض عيناه عن  ذكرى تذوقه لشفتيه.. وضعت يديها مرة أخرى على خديه مستمتعة بلحظتهما هذه.. أمسك يديها وقبلها.. مماجعلها تشعر بفراشة تدغدغ معدتها.. نظر لحالتها التي أصبحت عليها هو لا يقل عن حالتها ابدا.. ولكن عقله استجاب وارغمه لخروجه من نشوة القرب... وقف وبسط يديه

- تعالي نرقص.. وقفت بابتسامتها ورقتها مماشعر أن هلاكه سيكون على يديها الليلة

حوط خصرها بيديه ووضعت رأسها في مكانها المفضل... اعتدلت ونظرت لداخل عيناه دا مكاني المفضل... لازم أحس بنبضك ليا لوحدي

عصرها بين أحضانه

- ووعد مني عمره ماأكون لحد غيرك.. ياقطعة من روحي.. هنا اصبحت ساقيها كهلام لم تحتمل كلماته ولا لمساته لخصرها وهي في أحضانه... دقات قلبه تعمل كالطبول.. أهذا عشقهاوحدها...

هل هذا حقيقة ام خيال.. رددت في سرها

أحمدك ربي على تعويضك ليا... وضعت رأسها في تجويف عنقه ورأت كيف إنه لم يستطع بلع ريقه بسبب تحريك تفاحة آدم لديه.. رفعت نظرها مما  أدى إلى تلامس شفتيها الى عنقه.. هنا فقد السيطرة بالكامل على نفسه.. نزل بنظره إليها وقام برفعها حتى أصبحت بمستواه، واردف بصوتا متهدج بمشاعره التي جاهد طويلا لدفنها بداخله وأعلانه الزائف إنها ابنته.. اقترب حتى اصطدم بوجهها القريب جدا ونظراتها التي خدرته  بالكامل كانت تبعث في جسده قشعريرة لذيذة.. ولم يختلف الحال بما أصابها.. فقرب انفاسه الحارة واختلاطها بأنفاسها.. شعرت بأن الارض تميد بها ولم تقو على الوقوف.. ألقت بثقل حملها عليه.. وكان أكثر من مرحب بذلك

اقترب للحد الغير مسموح لشفتيها وكاد أن يقبلها... لولا رنين هاتفها الذي أيقظ عقله لأرض الواقع

امسكت هاتفها بيد مرتعشة لم تقو على الوقوف.. فهم حالتها جذبها وجلس بها على المقعد

- أيوة يانهى اردفت بها بصوتا مرتجف من كم المشاعر الذي كانت عليها للتو

وقف واتجه ينظر للنيل بهدوء وبدأ يلوم حاله... إزاي تعمل كدا إنت غبي، فجأة تساقطت دموعه رغما عنه، لوجع قلبه الذي بدأ يدمي للاشياقه لها وهي بين يديه.. نظر لسماء وكأنه يناجي ربه

ربي ازل تعب قلبي

ربي أخشى من فقدانها

ربي أجعلها لي قرة أعين

ربي الاختبار صعب وثقيل، ربي نجيني من وجع الفراق... أطرق رأسه للاسفل يقاوم رغبة قوية في البكاء

لماذا تضعه الحياة داخل هذا الاختبار الصعب؟

كيف سينجو ويخطوا من كل هذه العقبات ولما لا وقلبه العقبة الأكبر.. خرج من حديثه مع نفسه عندما وجدها وقفت بجانبه ووضعت رأسها على كتفه

لذيذة، جميلة، مرحة منيرة كالبدر ليلة التمام رغم حضورها بلباسها المعتاد إلا انه يراها كأجمل عروس في ليلة عرسها.. ضمها لأحضانه

- ليه  قولتيلي على موضوع الدكتور اللي رحتي له إنت وجاسر

اعتدلت  ثم اتجهت مواليه ظهرها

- عشان دي الحقيقة.. لوهلة صدمته بردها ولكن استكمالها جعل الراحة تسكن شريانه

حبك مختوم في قلبي.. جاسر الله يرحمه كان عايز يثبت لنفسه ويثبتلي اني موهومه بحبك.. ميعرفش إن روحي فيك

أغمض عيناه مستمتع بكلماتها... حاول تهدئة مشاعره ولكنه يشعر بأن  قلبه سيقفز من صدره

رد عليها بلوم واستنكار.. ليه قولتيلي الكلام الاهبل بتاع المقبرة

جلست أمامه على السور.. كنت مستني ايه وأنا شايفة نظراتك ليا مشتته حسستني بضايعك وكأني قدامك واجب ولازم تهتم بيه... شفت نظرات اول مرة أشوفها

ودا يديلك الحق تكسريني كدا

يأست ياجواد وانت عارف اليأس بيعمل ايه بيكون زي العدو اللي عايز يخلص منك  كنت محتاجة أمل إني أكون خاصة

تقومي تنسبي نفسك لراجل تاني.. إزاي تدي نفسك حق إن راجل غيري طلب ايدك لو حتى اخويا..او حتى مسرحية هزليه . اردف بها ونيران الغيرة تنهش بقلبه.. قوليلي المفروض اتصرف إزاي

وضعت يديها عندما لاحظت عصبيته إنه محق.. كيف تجاهلت نظرات عشقه لها.. وضعتها على نبضه قائلة..

- مكنتش أعرف إن دا بيدق ليا صدقني

داعبت  أنفه بأصابعها

ميبقاش خلقك ضيق كدا

جحظت عيناه واردف مذهولا من حديثها

خلقي ضيق.. دا جواز، يعني لو مدخلتش كان صهيب ممكن يتجوزك حقيقي

نزلت للاسفل... صهيب عمره ماكان هيعملها، إنت عارفه أكتر مني، ولو عملها..

- مستحيل عشان وقتها هكون ميته لو كنت لراجل تاني

هنا وقف الزمن... هنا صاخبت دقات القلوب... هنا ارتجفت  نظرات العيون.. هنا تغلب العشق على المنطق... هنا فقط رمى كل وعوده تحت قدميه

س

سحقها داخل أحضانه.. أسند جبهته على جبهتها وتحدث مغمض العينين بلهفة عاشق وبدون سيطرة على مشاعره

- كنت هكون ميت وإنت اللي قاتلتيني.. ضم خصرها لحضنه ولف ذراعه حول جسدها بتملك  وأصبح كالعاصفة الهوجاء تلتهم كل شيئا.مستحيل كنت اسيبك لحد تاني. أمال برأسه طابعا قبلة عميقة فوق جبهتها.. تمنى لو يسحق بها شفتيها... لكنه تريث قليلا حتى لا يخفيها وتتعود على علاقتهم الجديدة

تنهد بتثاقل وأصبحت حالته ميأوس منها لنفسه... ليه سبت ندى؟

سؤالها في هذا الوقت زلزل كيانه على رغم توقعه من سؤالها

زفر بضيق ونظر للبعيد وتشتت نظراته

- بلاش نتكلم في الموضوع دا دلوقتي.. موضوع مش مهم

ضيقت عيناها ونظرت مستاءة من رده

- مش مهم لما تكون من اسبوع بس خاطب والنهاردة تيجي وتتجوزني وأعرف إنك بتحبني.. أنا تايهة لو سمحت فهمني

اتجه مواليها ظهره

- غزل بعدين نتكلم بلاش نتكلم دلوقتي.. بكرة العيد حبيت نتجوز عشان يكون مميز، عشان محسش إن جاسر مات... عايز فرحة تدخل قلوبنا بدل الحزن اللي هيخلص علينا كلنا، انا بحاول أسند الكل بس مش لاقي اللي يسندني... بقيت محصور من كل الجهات مش عارف الضربة هتيجي من مين

استغربت حديثه... اتجهت له ونظرت لداخل مقلتيه.. في إيه وضربات إيه.. إنت بدور على اللي قتل جاسر مش كدا، وفي الاخر تدخل في صراع مع عصابه عندهم الدم زي المية

تشبست بقميصة وأردفت بقهرطفلة يتيمة

مكسورة من ضياع والديها

- بلاش ياجواد عشان خاطري فيه ربنا هيخلص حقوقنا وياخد حق جاسر.. جواد إياك انا ماليش حد غيرك إنت وبابا

لو بتحبني صحيح متوجعش قلبي عليك لو سمحت.. هموت لوحصلك حاجة ظلت تردف بها بخوف وضياع

ضمها لأحضانه وهمس لها

- حبيبتي أنا موجود ومستحيل اسيبك.. رفع ذقنها ومسح دموعها وبدأ يمازحها

- ينفع مرات جواد الالفي تكون ضعيفة كدا.. كدا هتضعفيني انا عايزة قوتك مش ضعفك ابدا حبيبي

ضمته بقوة- الفقدان صعب اوي ياجود، صعب دا موت بالحياة  متفتكرش إني سعيدة وجاسر بعيد عني أنا اتكسرت وحضني الدافي راح...

شدد عناقها وتركها تخرج مايجيش صدرها

حبيبتي عايزة  أقولك انتِ النفس اللي بتنفسه اوعي تقطعي نفسي دا يازوزو

لمست جانب وجه

- أنا بحبك اوي ياجود اوي فوق ماتتخيل

أغمض عيناه منتشيا بقرب أنفاسها... وكلاماتها التي زلزلت كيانها

- وأنا بعشقك ياقلب جود

يااااه أخيرا... كنت فقدت الامل إني أسمع منك حاجة قبل ماأموت... قاطعها سريعا وهو يضمها بقوة

- بعد الشر عليكي ياروحي.. يارب مايوجع قلبي عليكي..

-  جود ممكن أروح أبات عند نهى النهاردة... محتاجة اقعد  معها شوية.. صوتها حزين وشكل موضوع خالد اتفتح تاني

من إمتى وإنتِ بتباتي برة ياغزل.. زفرت بضيق

ملس على وجهها بحنان

- الصبح أوديكي لكن بيات برة البيت لا ياروحي.. تعالي عشان نتغدى اكل صهيب والله خايف يطلعي بقرموط من الغدا دا

ضحكت بخفة

- معرفش مالك وماله.. دا صهيبي

اهو مجرد مابتقولي كدا دمي بيغلي وببقى عاايز اكسر دماغك.. رفعت حاجبها ونظرت له باستخفاف

- صهيب دا مكانته غير ياجود، يعني دا تؤأم روحي... أنت ناسي قاطعها

وانا من ساعات بس كنت زيه لكن شوفي دلوقتي جوزك، فبلاش لعب بأعصابي يازوزو عشان مخليش ليلتك وردي ياروحي

- جواد إنت ليه خطبت ندى... أردفت بها مفاجأة

نظر لها ثم توجه بأنظاره للبعيد وتحدث يهدوء ينافي عاصفته الداخلية

هتزعلي لو كلمتك بصراحة

- أنا سمعاك ياجواد ومش هزعل.. أردفت بها بصوتا مرتفع بعض الشئ.. وضع قطعة ستيك بفمها ونظر بهدوء لعينها

- عشان عجبتني.. يعني ممكن تقولي

جميلة، جذاابة، عملية، ناضجة التفكير.. يعني أخترتها بعقلي

- طيب لما فيها كل الصفات دي.. سبتها ليه

زفر بضيق من اسلوبها الطفولي... لن تتغير أبدا صوب نظرات

- وبعدين ياغزل..مش قولت بلاش نتكلم في الموضوع دا... ليه عايزة تنكدي وخلاص... صدمها بكلاماته

- أنا نكدية وبنكد لما أسألك ليه سبت خطبيتك، ومن يوم وليلة اتجوزتني.. اكون نكدية

- مش أنا اللي سبتها، انا مش غدار ولا خاين عشان أرميها... هي اللي سابتني اردف بها بهدوء مميت لروحها

نظرت للجهة الاخرى عندما وجدت عيناها تغشاها الدمع وأردفت بصوتا حزينا

- يعني لو ندى  ماسبتكش كنت هتفضل مكمل معها... زفر بضيق ورغم ذلك أجابها

ايوة عمري ماكنت ابعها

صاعقة ضربتها بشدة وقفت فجأة

- عايزة أروح... أردفت بها متجة للسيارة دون حديث أخر... استدعى النادل وقام لكي يدفع الحساب ولكن اكد له النادل أن صهيب قام بدفعه..

في فيلا يحيى الحسيني

أتاه اتصالا من شخص غريب

- معايا اللي يخلصك من جواد الالفي،

-  إنتِ مين

- واحدة متعرفهاش... المهم عايزة تمن للحاجة اللي معايا

-اشوف الاول وبعد كدا احكم... ضحكت ضحكات رقيعة واردفت كالحية.. رقبته تساوي كتير، تخيل دي رقبته وسمعته

هبعتلك جزء من  الحاجه وبكرة عايزة عشرة مليون ماهو اكيد ورث ماجد مايجيش رماليه من الفلوس دي

يجلس حازم في حديقة المنزل يعمل على الجهاز المحمول... اتجه صهيب وجلس بجواره.. كل تم زي ماخططنا بالضبط

مسح حازم وجهه براحتيه يتمتم

- على أد فرحك دا على أد خوفي من العلاقة دي... أنا خايف على جواد فعلا ياصهيب.. انت مش مدرك للخطر اللي ممكن يواجه، لكن في نفس الوقت لازم ينفذ وصية جاسر... وكمان حبه اللي بدأ يتغلل في أعماقه

آهة خفيضة تحررت من شفتي صهيب

- أنا خايف أكتر من جواد نفسه... مشكلة جواد إنه ضاغط على قلبه وشغال بعقله فقط.. لكن ساعات الضغط بينفجر وبيعمل أخطاء.. توجه بنظره له

- تفتكر هو خطأه إيه... ليه عايز يوهم نفسه دايما بخطأه ياحازم.. ليه نمشي ورا كلام الناس اللي دايما قاعدة للانتقادات فقط

زفر حازم بضيق

واخد الموضوع ببساطة ياصهيب.. اقعد واتفرج شوف لما الموضوع يتعرف إيه اللي هيحصل متنساش مركز جواد حساس..

قاطعتهم  مليكة ألقت عليهم تحية المساء

نظرت بهدوء لحازم الذي يجلس يرتدي نظارته الطبيه ويعمل

- حازم عايزة أتكلم معاك في موضوع مهم ومحدش هيساعدني فيه غيرك

وقف صهيب واتجه للداخل

- هسيبكم وادخل عندي مقابلة عمل بعد ساعة يادوب اغير واتحرك.. أماء له حازم بنعم

اتجه بنظره لمليكة

- عاملة ايه شايفك أحسن دلوقتي

أطبقت جفنيها المتعبتين وتركت دموعها للانسياب  .. تفتكر هكون عاملة إيه بعده

صرخة من أعماق قلبه على حالتها وعلى قلبه المسكين... سكت لثواني يتأمل قسمات وجهها الحزين ثم تنهد بحزن

- عارف مصيبتنا كبيرة لكن ربنا رحيم يامليكة.. منعرفش حكمته إيه او بأصح لازم نحمد ربنا في السراء والضراء

- الفراق موجع اوي ياحازم ومؤلم وخصوصا لو حد غالي

دمعة تسقطت رغما عنه واردف بتثاقل اللسان

- عارف وحاسه جربته كتير يامليكة أكنر واحد الفراق علّم عليه، عايز اقولك الانسان جه من النسيان هتنسي مع الوقت.. هيكون مجرد ذكرى حلوة في حياتك

جاسر مستحيل يتنسي.. جاسر دا اللي علمني يعني إيه الحب بجد

صدره أختنق بكلماتها لقد شقت قلبه لنصفين وأدمته بكل جبروت ورغم ذلك نظر للبعيد واردف بحزن

جاسر علّم الكل حاجات كتيره.. المهم كنتي محتاجة إيه

- عايزة أعمل مجمع خيري صدقة على روح جاسر... يعني ممكن  اللي يخرج منه يكون تبرعات للفقراء

حلوة الفكرة يامليكة ليه مطلبتيش من صهيب او جواد ليه جايلي انا

- عشان عارفاك مش هتقصر مع ابن خالتك وكمان عايزة حاجة خاصة بيا ليه... صهيب وجواد بيفكروا في حاجه  تانية.. انا مراته عايزة اكون  عملي مستقل بيه لوحده وليا لوحدي

زفر بوجع حاول الثبات قدر المستطاع أمامها.. رفع نظره إليها

- حاضر يامليكة هشوف الموضوع دا وادرسه واعرفك اخره إيه

وقفت ونظرت لعيونه الحزينة التي يبعدها عن مرمى نظرها

- شكرا ياحازم عارفة إنك هتعمل قصارى جهدك

آماء برأسه دون كلمات أخرى

تركته وغادرت... وضع يديه محل قلبه

- محكوم عليك بالوجع طول العمر.. حاول تنسى وتتأقلم على الحياة من غيرها... أعرف إنها بقت  الشراب المحرم عليك

آاااااه يارب أخرجها من قلبي.. يارب كفاية وجع لم أعد تحملي على الانين.. الالم ينخر قلبي قبل عظامي

في شقة شهيناز

تجلس تتناول غدائها مع آخيها الذي أتى اليوم من سفره

- اتجننتي عشان تروحي المكتب وتهدديه

ضربت على المنضدة بيديها حتى هشمت محتوايات الطعام الذي توضع

- كنت عايزني أعمل إيه بعد لما روحت لماجد المستشفى ولقيته حارمني من كل حاجة...دا قالي مش هتنولي ولا جنيه تذكرت حديثه

- دخلت غرفة ماجد الموجودة بالعناية المركزة..جلست بمقابلته على المقعد واردفت بحقد وغل

تعرف اتحملتك كل السنين دي كلها عشانه هو عشان نظرة من عيونه اللي كانت بتجنني لما يبصلي بالغلط ولا حتى لما يكون مضايق مني... حاولت كتير معه بس هو غبي راح حب الزفته مليكة لا وكمان كان خايف عليك... حبيتو اوي ياماجد لكن شوف هو رفضني وخلاص معدش موجود.. انت السبب في موته لو مطردوش كان ركز ومحدش قدر يموته، بس هو اكيد كان زعلان منك عشان كدا انت السبب في موته.. أنا لازم  انتقم من الكل ياماجد واولهم جواد.. قهقهت كالمعتوه.. وجواد جه تحت رجلي دا طلع عشقان لبنتك... وانا الهبلة اللي كنت مفكر بنتك العبيطة هي اللي بتحبه اتاري حضرة الضابط مغرم بالعيلة وهيموت لو حد لمسها... اقتربت بوجهها منه

أنا بقى هندمه واقهره عليها، شوف هخليه يسلمها ويجوزها بنفسه لسامح.. هحرق قلبه عليها زي ماانتوا حرقتوا قلبي على جاسر... فتح ماجد عينيه واردف بلسانا ثقيلا

- اطلعي برة انا بعتلك ورقة طلاقك ياحقيرة... لاعنا نفسه الذي اوقعه في طريق تلك الحية الرقطاء لتصل لمستوى الدناءة وتعشق أبنه وهي على زمته.. لا وكانت بترواد ابنه... اغمض عيناه بقهر وعجز من نفسه

لمس الجرس مما ادى إلى دخول الممرضه

-الست دي طلعيها.. لو جت مادخلهاش

جذبتها الممرضة للخارج... بدأت تصرخ

هقهرك انت وجواد على غزل زي ماقهرتني على جاسر حبيبي.هذا مادعى جواد للاتمام زواج جاسر وغزل

. دخلت له الممرضة الاطمئنان عليه بعد

- اتصلي بحسين خليه يجلي ضروري يابنتي.. آمآت برأسها بعد ماقست الضغط وخرجت

في فيلا يحيى الحسيني

نقر  عاصم على مكتبه ناظرا لوالده..

- يمكن حد بيشتغلنا يابابا او يمكن أو يمكن جواد عامل كمين

نظر والده بشرود معرفش ياعاصم المهم دلوقتي لازم نبعت الصور إياها لندى وعايزك تراقب جواد بس من بعيد او يحس بيك دا ضابط يعني عنده أربع عيون

لا انا هراقب غزل مش جواد يابابا.. غزل هي اللي هتيجبه وتوقعه في المحظور.. انا سمعت كلام الله واعلم ان كان صح ولا لا

- بيقولوا حضرة الضابط عشقان غزالتي وهي مطنشاه..  جحظت مقلتي يحيى من محجريها ونظر لإبنه بصدمة

- إنت سمعت الكلام دا من مين

- سمعت الناس بيتكلموا في الجنازة.. انت مشفتوش كان عامل زي المجنون عليها إزاي

-طيب إسمع ونفذ اللي هقوله بالحرف الواحد وامك هتروح معاك، بس الكلام دا لغزل نفسها واياك تغلط

عند جواد وغزل

وقف أمام السيارة ونظر لها

- هتروحي دلوقتي ولا تروحي تقعدي شوية مع نهى

لا هروح نهى كلمتني وخارجة فيه اجتماع مع وفد إيطالي مع صهيب

هنا تذكر جواد هذا الاجتماع المهم... ولكن والده وصهيب  موجودين به..

يعني عايزة تروحي

أقتربت منه حتى أصبحت قبالته تماما طوقت رقبته بذراع

وبالاخرى تتلاعب بزر قميصه قائلة

- لو هتسمعني كلام حلو رومانسي، وتحكيلي كل حاجة عن علاقتك بيا وليه دلوقتي بالذات اتجوزتني وليه خطبت ندى وليه سبتها وليه... وضع إصبعه على شفتيها ونظر داخل مقلتيها وهمس بصوت مفعم بمشاعره

- دي كلها ليه.. مفيش كلمة تانية.. مثلا تقوليلي انسى ياجود كلامات الهبل بتعتي دي وأنا هفضل ملكك لوحدك وعمري ماهتغير هتفضل ساكن قلبي.. ومتخفش خليك واثق إن غزل لجواد

رفعت حاجبها وتحدثت بسخرية

- ليه عندك شك في كدا... هترجع تقولي كلامك اللي يزعل دا

داعب أنفه بأنفها

والله هتجنيني عارف... وهيبتي هضيع على إيدك.. ملست على جانب وجهه

- جواد إنت اتجوزتني علشان بتحبني ولا فيه سبب تاني.. اوعى تكون عملت كدا عشان جاسر مات وتهديد عمي.. وضعت يديها على نبضه... ولا عشان دا ليا بيدق باسمي ياجود.. قولي دلوقتي ومتخبيش عني حاجة

خبأ وجهه في خصلاتها قائلا بارتجافة قلبه من خوفه من معرفتها إنه اتجوزها لأجل تنفيذ الوصية... ولكنه يعشقها حد الموت

شعرت بأنفاسه الحارة على عنقها مما أدى إلى ارتجافة لذيذة لجسدها.. وبدأت تهمهم باسمه

- تفرق ياغزل عندك على طريقة جوازنا

المهم إنك مراتي جوا حضني باسمي

رفع وجهه ونظر لشفتيها الذي تمنى تذوقها ولكنه حبيس لثباته حتى لاتشده غرائزه وتفهمها بطريقة خاطئة

بدأت تحرك يديها على وجهه تنحت ملامحه فقدت السيطرة ووضعتها على شفتيه دعوة منها لتقبيلها... أغمض عيناه مع لمساتها وقبل يديها

- تعالي نروح بدل ماأحنا واقفين كدا ويمسكونا بفعل فاضح أردف بها عندما وجد نفسه فاقد السيطرة على مشاعره ... ضحكت عليه برقة نفسي أصدق اللي قدامي دا آبيه جواد بنفسه

وقف فجأة أمامها مما اصطدمت به

جذبها  من خصرها عندما وجدها ستسقط

- حد قالك إني مش راجل يابت ولا إيه

ضحكت بطريقة صاخبة من طريقته

- لا ياحبيبي اصلي كنت مسمياك ابو الهول الذي  لا ينطق... لا بجد دي الستات دول بيحبوا النكد لو اتكلمنا يقولوا مش مصدقين اللي قدامنا انت، ولو سكتنا يقولوا ابو الهول... نسخة تانية من ندى في كلامها... هنا وقفت فجأة ونيران الغير أشعلت قلبها

-  إنت كنت بتقول لندى وتعمل معها كدا... ايوة أنا إزاي نسيت دا... تحركت سريعا إلى السيارة عايزة أروح

ركب دون حديث عرف أنه أخطأ في حقها

وضعت رأسها على النافذة تحاول ألا تبكي.. كل ما تفكر به كيف ستأخذ حقها منه

جذبها بشدة إليه ووضع رأسها على كتفه

دون حديث.. نامت ولم تتحدث إليه

وصل اخيرا للمنزل، صوب نظراته إليها

ولمس وجهها بحنان" حبيبتي اصحي إحنا وصلنا "

ابتسمت له كانها  تحلم "سبني شوية حبيبي  عايزة انام"

كلمة بسيطة ولكنها هزته داخليا.. هزت الكيان، هزت الجبروت الذي يحاول الحفاظ عليه، هزت مشاعر الابوة والاخوة وحولتها لمشاعر آخرى بمعنى أخر

فتح اول زر لقميصه.. عله يتنفس عندما شعر بان الهواء ينسحب من امامه

ثم توقف فجأة ونظر لنفسه في المرآة

"انت اتجننت باين عليك ايه اللي بتفكر فيه دا دي بنتك، فوق قبل ماتلاقي نفسك غرقت في الممنوع

لام نفسه كثيرا على مافعله وتحدث بمكنون صدره إليها


15=-البارت الخامس عشر / 

 ج 1= بسم الله الرحمن الرحيم 

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 

كيف تسألني عن العشق وماالعشق إلا لكِ

خرج من الفندق بجواره نهى والمحامي المختص  بشؤن الشركة 

تحدت الأستاذ آمين 

- حلو أوي يابشمهندس الصفقة دي.. طلعت حسين الألفي الصغير.. نظر إليه بهدوء 

احلى حاجة في الايطالين الأتقان في العمل... المهم عايزك تدقق كويس في الشروط اللي عاملنها دي وشوف ثغراتها إيه طبعا التلات الايام الجاية هيكون إجازة.. وبعد إسبوع نبدأ نشوف رد اليابانين كمان متردش عليهم دلوقتي.. نظر بإتجاه نهى 

هتيجي اوصلك انسة نهى عمو جمال هيوصل الاستاذ آمين عربيته عطلانة 

- نظرت بهدوء ورفضت بلباقة 

- مفيش مشكلة ممكن أخد تاكسي الوقت. لسة الوقت بدري 

تحرك إلى سيارته وأردف.. مبحبش أعيد كلامي مرتين.. وقف أمام السيارة.. وأشار بعينيه على السيارة 

تحركت بهدوء وركبت بجانبه 

قاد السيارة متجها لمنزلها.. الهدوء يسود السيارة... تحبي تسمعي ميوزك معينة 

-" لا " عادي أي حاجة... تنهد بحزن وتذكر جنى عندما ركبت معه أول مرة 

فلاش باك 

- تحبي تسمعي إيه يااستاذة 

وضعت سبابتها على شفتيها كأنها تتذكر.. ثم توجهت بنظرها إليه بحب أسمع الهضبة أوعي... بحس بأغنيه تحسه هادي، الموسيقى رائعة.. ضحك عليها بصخب 

اللي يشوفك يقول دي بتسمع حسن شاكوش 

ضيقت عيناها وردت عليه باستفزاز 

- ايوة صح ماهو شبهك.. فيك كتير منه 

جنىىىىى اردف بها بهدوء مميت يدل على غضبه منها 

رفعت حاجبها.. خلاص سكت اتجهت بنظرها للنافذة... زفر بضيق ثم قام بتشغيل كاسيت السيارة واغنية عمرو دياب "أول ماشفتك لمست قلبي بنظرة واحدة نسيت جراحه" 

وضعت رأسها على النافذة تنظر لقطرات المطر وتستمع لعمرو دياب مطربها المفضل.. بدأت تبتسم لذكرى حلوة لديها هي وأختها... ضيق عيناه واردف 

- ضحكيني معاكي طيب 

- مفيش حاجة مهمة... نقر بيديه على القيادة ثم وزع نظراته لها وللطريق 

-شكل الاغنية لها ذكرى او تخص حد قريب 

ابتسمت مش شرط حد قريب.... ممكن موقف ظريف، أو ذكرى حلوة مش كدا ولا إيه 

ذكرى لحبيب أردف بها سريعا 

سكنت لبرهة عن الحديث ثم رفعت نظرها إليه "ليه كل أغنية بنحبها بتربطوها بشخص معين" 

ارتفع جانب وجهه بابتسامة سخرية 

- إحنا مين استاذة جنى.. 

على فكرة انا خلقي ضيق وساعات بتغابى.. مش علشان وصلتني.. قاطعها بهدوء 

- خلاص آسف... خرج من شروده عندما استمع رنين هاتفه 

أيوة ياسيف 

- يخربيتك دا لو جواد عرف هيخربها فوق دماغك.. انهي قسم يازفت.. طيب خلاص جايلك 

اتجه بنظره لنهى 

آسف هعدي على القسم في طريقنا اخويا عامل مشكلة هطلعه بس 

- مفيش مشكلة يابشمهندس.. انا هتصل ببابا واعرفه.. 

تمام أردف بها صهيب.. قامت الاتصال بوالدها 

- بابا آسفة هتأخر كمان شوية عمو جمال مش موجود والبشمهندس هو اللي موصلني وفيه مشكلة فهنضطر نتأخر شوية 

عادل- فيه حاجة ولا إيه حبيبتي 

- لا يابابا مفيش حاجه خاصة بالبشمهندس 

- تمام يانهى حاولي متتاخريش 

بعد قليل وصل للقسم دخل وخرج بعد دقائق 

- إنت من إمتى وبقيت كدا ياسيف.. اردف بها صهيب بغضب رفع سبابته قدامه 

- لازم جواد يعرف عمايلك دي، ويعرف شلتك الفاشلة دي 

- خلاص ياصهيب علشان خرجتني هتزلني.. توجه للسيارة وركب  بالخلف

نظر لنهى وتحدث- مين المزة الحلوة دي 

دي وجه جديد من حريم صهيب آل الألفي 

صوب له نظرات نارية واردف غاضبا 

- انت اتجننت يالا.. فيه إيه مالك من إمتى وانت بتقول ألفاظك دي... زفر سيف بغضب ونظر للخارج 

سكن لثواني ثم صوب نظراته لنهى 

- آسف هو مش كدا بس هنعمل ايه شلته الفاشلة دي مغيراه.. واكمل مسترسلا 

- دا سيف الصغير  مدلع بقى هنعمل إيه 

ابتسمت بهدوء 

- ولا يهمك عادي الشباب كلهم بيقولوا نفس الفاظه بقت عاملة زي المية عندنا كدا 

رد عليها باستنكار 

- لا طبعا مش  كل الشباب فيه المحترم والعملي... لكن اللي بيقول كدا الشباب الفاضي اللي ملهوش غير السهر والسرمحة 

انهى كلماته بحدة شديدة وهو ناظرا في المرآة لاخيه 

شعر سيف بضآلة جحمه عندما تحدث اخيه عن سلبياته وافعاله الغير مقبولة في الفترة الاخيرة 

نظر الى صهيب وتحدث بندم 

- انا آسف ووعد مني مش هعملها تاني.. 

زفر بحنق وتحدث ملاما له 

- كل مرة بتقول كدا ياسيف واتغاضى عن اخطاءك.. واعديها وانت ماصدقت إن جواد مضغوط فقولت اتمادى 

حاول تمالك اعصابه والسيطرة على غضبه من كلمات صهيب حتى لا يغضب منه أكثر من ذلك متحدث مؤكدا 

- لا وعد مني مش هتكرر تاني انا آسف ماهو مستحيل اكون اخو البشمهندس صهيب وحضرة الضابط وكل يوم اعملكم مشكلة 

ارتفع جانب وجهه وابستم ابتسامة متهكمة قائلا باستهزاء، 

- يارب تكون اد كلمتك المرادي ياسيفو باشا 

ضحكت بخفوت على مشادتهم الكلامية التي لا تخرج من جو المزاح 

انتبهت لوصولها أمام منزلها.. اوقفته وتحدثت بلباقة وهدوء، 

- شكرا لحضرتك يابشمهندس... هنا قاطعها سيف 

-لا ابدا  مفيش بينا شكر  استاذة اردف بها وهو يمد يده للتعرف 

رفعت حاجبها ونظرت له بسخرية وتحدثت 

: آسفة مبسلمش على عيال تافة... ثم تحركت مغادرة لمنزلها 

ابتسم صهيب بسخريه.. حينها شعر بمدى حماقته وفداحة تصرفه.. توجه بنظره لصهيب 

- البت دي من الكوكب بتاعنا يخربيتها دي بتقولي مابسلمش على عيال تافه 

في تركيا 

تجلس ليلى بجانب محمود زوجها وجنة ابنتها الوحيدة نظرت له وتحدثت بحماس

- ماردتش يعني يامحمود وقولت رأيك في موضوع سفري للقاهرة 

صمت لثواني ثم اتجه بانظاره اليها

- ازاي عايزة تروحي تعيشي في مكان وانا في مكان ياليلي وناسية مدرسة بنتك وشغلك دا كله 

ربتت على يديه 

- ياحبيبي انا قولت هنقضي الاجازة هناك وفي الدراسة هنرجع هنا.. انا مفتقدة حاجات كتيره اوي يامحمود.. وبعدين انت دايما مسافر ياحبيبي بحكم شغلك 

رفع راحتيه وضم وجهها بحنان

- خلاص ياحبيبتي اللي شايفاها في مصلحتك اعمليه... اهم حاجة تكوني مبسوطة لكن دا مش هيحصل الا في اوقات سفري 

واستطرد قائلا 

مينفعش أكون عايش لوحدي ياليلي هنا وانتِ هناك مااقدرش على بعدك انتِ.. كفاية وقت شغلي 

ضمت يديه بين راحتيه.. هعمل المستحيل صدقني 

في فيلا الحسيني 

استيقظ من نومه فزعا عندما وكانت قطرات العرق تغطي جبينه... وكأنه يصارع رياضه وقف سريعا عندما تذكر حديثه واتجه سريعا الى فيلا ماجد 

قبل قليل في غرفتها 

استيقظت وجدت بجوار فراشها الفساتين الذي جلبهما لها ووضعهما لها عندما رجع وجدها مازالت نائمه... امسكتهم وبدات تنظر لهما بإعجاب وتشتم رائحته بهما 

تذكرته كل عام في الاعياد لابد بجلب فستانا خاصا بها هو وجاسر 

هنا وقفت واهتزت نظراتها وتذكرت العيد الماضي حينما أحضر لها جاسر فستانا ورفضت ارتدائه لعدم اعجبها بلونه 

أغمضت عيناها وبدأت تبكي بصوتا مرتفع 

تعالى وأنا هلبس أي حاجة تجبها ياجاسر والله ماهزعلك... وحشتيني اوي ياحبيبي.. انا اسفة والله ماهرفض حاجة تانية.. هاتلي الفستان وتعالى ياجسورة، تعالى ياحبيبي انا مستنية فستانك.. بدات تبكي بنشيج مرتفع.. دخل حازم الذي يبات معها سريعا عندما استمع الى صرخاتها 

جحظت عيناه مما رأى عندما رآها بهذه الحالة- حبيبتي مالك... ضمها لاحضانه بدأت تضربه وتبكي بصوتا مرتفع 

- انا عايزة جاسر هاتهولي هاتلي اخويا ياحازم... جاسر وحشني ياحازم، قوله غزل هتلبس الفستان متزعلش... دخل جواد وجدها بهذه الحالة... هوى قلبه بين قدميه اسرع إليها 

ضم وجهها بين راحتيها 

- حبيبتي مالك بتعيطي ليه... ارتمت داخل احضانه وبدات تبكي " هاتلي جاسر ياجواد قوله انا مش هعملها تاني " خليه يسامحني ياجواد.. قبل رأسها 

- حبيبتي هو مش زعلان يازوزو كدا تزعليه.. وانا كمان زعلان منك.. شدد من عناقها.. حبيبتي اهدي متوجعيش قلبي عليكي جاسر الله يرحمه.. أشفق عليها كثيرا.. ولكن حالتها هذه جعلت صدره يستعير كنيران لم تخمد 

سكنت بين احضانه وغفت تماما 


نظر حازم اليه وجده  وشكله الذي ينم عن عدم نومه.. اتجه جواد سريعا إليه 

- غزل نايمة.. آماء حازم رأسه بنعم.. اتجه سريعا إلى غرفتها... حاول حازم توقفيه ولكنه لم  يستمع 

فتح غرفتها بهدوء حتى لا يزعجها 

نظر لوجهها النائم الجميل بهدوء.. حمد الله كثيرا عندما وجدها تغفو بهدوء واستكانة 

كاد ان يموت خوفا عليها من حلمه الذي افزعه بشدة وكاد ان يتوقف قلبه... خطى بخطوات متمهلة حتى وصل إليها  وجلس بجوارها... ملس على شعرها بحنان وانزل برأسه وقبل وجنتيها... ابتسمت في نومها كأنها تحلم.. تنفس بهدوء وجلس بجوارها وظل يملس على وجهها بحنان، نظر إلى جمالها الهادي الذي يخطف قلبه ويجعله قلبه بين يديها وحدها 

دخل حازم بعدما طرق طرقات خفيفة 

اتجه بنظره لجواد الذي يمسح على وجه بعنف دليل على غضبه ووجعه.. سار  حتى وصل إليه 

جذبه خارجا من الغرفة... هي  من زمان كدا. 

. وليه مااتصلتش عليا ياحازم كنت مستني يحصلها ايه عشان أعرف...

مفكرتش غير إني اهديها  ياجواد معرفش إنها مجرد ماتشوفك هتهدى كدا 

رد عليه بلوم واستنكار 

اللي جوا دي اغلى من روحي ياحازم عارف يعني إيه اغلى من روحي 

... جلس واضعا رأسه بين يده وكتفين متهدلين قتلهما الوجع على حبيبة وتوأم الروح.. حاول تهدئة نفسه ولكنه يشعر كأن قلبه يتوقف من كثرة خوفه عليها.. رفع نظره لحازم 

- بعد ماكنت واعد نفسي أبعد بس مقدرتش ياحازم.. حاولت لكن  مجرد ماسبتها لساعات حاسس كأن روحي بتنسحب مني... بينا جدران فقط وشوف حالتي عاملة إزاي هو انا كدا اتجننت ولا دا فعلا الحب 

اتسعت حدقتي حازم شيئا فشيئا واردف بذهول "معقول ياجواد يوصل بيك الحال لكدا" 

تنفس بتثاقل كمن يرتكز فوق صدره صخرة عملاقة تحجب تنفسه... ونظر كالضايع وتشتت  مستحيل أتخلى عنها ابدا حتى لو هستقيل من وظيفتي 

جلس حازم بجواره واحتواه من اكتافه 

-إن شاءلله مش هتوصل لكدا ياجواد انا عارف الحمل كبير عليك وفيه عقبات كتير هتواجهها خلي عندك يقين بالله وربك هيعدلها " 

مسح وجهه بكفيه يقاوم غصة تستقر بحلقه ويكاد يختنق بسببها 

الدكتور لسة مكلمني من شوية عمو ماجد حالته صعبة جدا يعني ممكن في أي وقت يموت تفتكر أنا هستحمل خبر زي دا إزاي اقوله ولا ازاي هقدر اواجه... خايف تخيل انا اول مرة أخاف كدا.. قاطعهم دخول سيف تحرك واتجه اليهما 

- جواد عايز اتكلم معاك شوية 

اشار بيديه ليجلس بجواره ونظر مستفهما

-وفيه حاجة ولا ايه الساعة تلاتة دلوقتي موضوع ايه اللي مسهرك ومخليك تيجي هنا ثم حول نظرته للتشجيع لكي يتحدث 

اخذ شهيقا عميقا ونظر  لأخيه.. فيه مشكلة حصلت معايا النهاردة.. وروحت القسم وصهيب طلعني.. استدار له بجسده واستمع بإهتمام واردف متسائلا 

- ايه اللي حصل؟ 

كنا سهرانين في مكان وفجأة بنت جت حستيها مش تمام وقفت قصادنا وبدات تهري في كلام وقصداني بيه مستحملتش الكلام اتخانقت معها وطبعا اخوها او معرفش يقربلها ايه جه واتخانق معايا وقال هيعمل بلاغ قذف وسب وجت الشرطة لما الموضوع تطاول بالايد 

أغمض جواد عيناه وكأن رأسه تعمل كطبول... البنت دي شوفتها قبل كدا 

-لا أردف بها سيف بهدوء 

بدأ يهز ساقيه علامة على تفكيره... توجه لاخيه.. تعرف أسمها ولا لا 

وقف سيف امامه- بقولك معرفش عنها اي حاجة حاولت تعمل حركات مش كويسة انا كبرت بس عرفت إنها تبع واحد في الشلة انا يعني علاقتي بيه مش قوي.. المشكلة كانت عايزة تعمل قضية تحرش لولا اللي شهدوا اني ملمستهاش 

اممم.. قولتلي تحرش.. اتجه لحازم وساله 

- تفتكر تكون مزقوقة 

- على كلامه اكيد ياجواد.. مط شفتيه للامام ونظر لاخيه وتحدث.

- عايز أعرف الولد االي تبع البنت دي اسمه ايه تمام... وقف سيف واتجه للمغادرة 

- تمام ياجواد هعرفلك كل حاجة واقولك 

"سيف " اردف بها جواد يقوة 

عايز اقولك تاخد بالك كويس، يعني متأمنش لحد مهما كان.. انا فرحان علشان جيت واتكلمت معايا دا مش جديد عليك، لكن خلي بالك كلامك مطمنيش بالعكس قلقني عايز اعرف البنت دي حد ذقها عليك، ولا مجرد صدفة ولا يمكن معجبة وعايزة تلفت نظرك 

أماء سيف برأسه ثم خرج 

تحرك  جواد إلى غرفة غزل 

- شوف كان نقصني اصحاب سيف


15= الجزء الثانى = ج 2 =


وقف حازم واردف متسائلا 

- رايح فين كدا... لسة مكملناش كلامنا الفجر لسة قدامه ساعة 

مفيش ياحازم انا هاخدها عندي مينفعش اسبها لوحدها تاني 

رفع حاجبه بسخرية واردف متهكما 

- هو اللي تاخدها ياجواد.. لا ياحبيبي اوعى تفكر  علشان كتبت كتابك يبقى خلاص تتحكم براحتك... 

امسكه من ذراعه يحدجه والشرر يتطاير من مقلتيه قائلا 

نعم ياخويا قولت ايه سمعني كدا تاني 

ضحك حازم عليه "ايه يابني أنا بقولك طلقها أنا بقولك مينفعش تاخدها عندك بنتنا غالية ولازم تكون معززة مكرمة في بيتها.. دفعه بقوة رغم يعلم إنه يمزح الا أن وضعه لا يتحمل 

فتح الباب بهدوء وجدها تجلس وتضع راسها بين ساقيها وتنظر بشرود..  انتفض قلبه وجعا عندما وجدها بهذه الحالة واتجه إليها سريعا وجلس بجوارها 

" زوزو صحيتي إمتى؟ "

رفعت نظرها إليه وارتمت بأحضانه تبكي بنشيج مرير.... ضمها بكل مايمتلك من قوة لدرجة شعرت بتحطم عظامها.. 

- مالك ياحبيبي  إنتِ  كنتى نايمة إيه اللي صحاكي؟  

بدات تشهق شهقات خافتة انفلتت رغما عنها من شدة بكائها... مسد على شعرها بحنان ثم اخرجها من احضانه 

نظر في مقلتيها التي تحولت للون الاحمر.. آلامه قلبه هو يعلم أنها ستعاني كثيرا هذه الليلة.. قبل دموعها واغمض عيناه قهرا  ووجعا على ملاكه الغالي.. شدد  من عناقها عله يستريح من لوعة قلبه المتلهف عليه 

شعر بسخونة دموعها فوق أكتافه.. حينها شعر ان كل ذرة بمشاعره تنتحب وحزينة عليها.. اخرجها بهدوء ونظر مبتسما 

- كدا غرقتي التشيرت باللؤلؤ 

وضعت رأسها بعنقه- "وحشني اوي ياجواد عايزة احضنه، وحشني حضنه اوي... حلمت بيه بيضحكلي وبيقولي أنا مبسوط بيكي يازوزو اوي" 


آه خافته خرجت من جوفه ونظر لها بقلبا مفطور... طيب قولي عايزة إيه وأنا اعملهولك والله لو بإيدي اروح مكانه واجبهولك والله مش هتأخر... مستعد ادفع عمري كله ولا  أشوف دمعة من عيونك دي... دموعك بتكوي قلبي ياغزل 

لامست كلماته اوتار قلبها الذي انشق متألمة من اجله.. ضمت وجهه بين راحتيها 

"بعد  الشر عليك ياحبيبي" ربنا يخليك ليا انتوا الاتنين قوتي ياجود  وقلبي اللي اتقسم نصين كفاية قلبي وجعني على نصه.. متوجعنيش على النص التاني.. هو اخوي الحنين اللي مستحيل اعوضه 

وانت حبيبي اللي أموت لو مجرد إنك تتوجع ليه بتقول كدا عايز تموتني 

ارتجف قلبه لدى سماعه كلاماتها التي آثارت بركان العشق وجعله يتلظى بنيران الحب.. اليوم فقط عرف لماذا سرقت هذه العصفورة النوم من عينيه وانتزعت قلبه من بين ضلوعه.. نظر لعيونها التى يراها كترانيم لمعذوفة تصهر قلبه 

"بحبك.. بحبك.." ظل يرددها عندما لامس أنفه بأنفها.. 

تهدجت انفاسها باضطراب واخذ صدرها يعلو ويهبط من إنفعال كلامته التي آثارت قلبها وآنستها حزنها والآمها.. وضعت يديها على جانب وجهه وأغمضت عيناها منتشية بقرب انفاسهما.. طوق خصرها ورفعها حتى أصبحت بمستواه 

"مش عايز اشوف الحزن في عيون طفلتي الحلوة حتى لو انا مُت إياكي تزعلي ولا تخلي العيون الحلوة دي تبكي وتكون كدا هزعل منك" 

أقتربت منه ووضعت جبينها فوق جبينه 

- "إياك تقول كدا تاني مش مسمحولك تبعد عني سمعت"... اهتزت نظراته أمام شفتيها 

وتوهجت عيونه بلمعة الحب خاصتها.. ثم لامس شفتيه وجهها بهدوء.. 

أغمضت عيناها باستمتاع للمسته.. قبل وجهها بالكامل حتى وصل إلى شفتيها التي تطارده أحلامه 

أغمض عيناه وسحب نفسا عميقا حتى يستطيع السيطرة على نفسه لقد افقدته هذه الصغيرة سيطرته بالكامل.. قامت بفتح عيناه ونظرت له رأت تصارعه في عينيه.. لم تتحدث اتجهت إلى فراشها وأمسكت الفساتين التي جلبها لها 

- ذوقك حلو كل سنة بتحسسني إن فستانك اجمل الفساتين اللي بتجيلي لكن المرادي مختلفة جايب واحد بحجاب والتاني لا... هو انا هلبس حجاب ولا إيه 

وقف بجانبها وحاوط خصرها... نفسي تتحجبي يازوزو امنيتي مراتي محدش يشوف جمالها غيري.. ثم استرسل اكمالا 

الحجاب عفة للبنت ونور وجمالك مش علشان تبينه للغير لا.. دا حفاظا لكِ ياحبي 

وضعت رأسها على كتفه 

- انا اتكلمت مع مليكة وقررت اخرج انا وهي ونشتري لبس واسع والله وكمان و حجاب وهي كانت فرحانة اوي علشان اخيرا طلبت منها كدا 

ملس على شعرها بحنان- برافو عليكي ياحبيبي عايز اقولك فرحتيني اوي 

طيب الفستان دا بحجاب والتاني لا ومكشوف كمان 

جلس وأجلسها بجواره 

- دا علشان هنحتفل انا وانتِ النهاردة بالعيد وكمان بكتب كتابنا امبارح مش محسوب مكنتش مخطط 

ضمت خصره وحضنته ولفت ذراعيها حول جسده ثم قبلت خده... واردفت بابتسامة بسيطة"مش فارق معايا الاحتفال اد ما فارق معايا وجودك معايا " 

خبأ وجهه في خصلاتها قائلا بارتجافة 

- حبيبي لازم يكون اسعد واحد في الدنيا ثم رفع رأسه بهدوء ونظر لداخل مقلتيها 

- فرحانة بجوازنا.. انتِ فرحانة علشان بيقيت جوزك، رفع شعرها عن عيونها.. ثم اكمل استرسال لحديثه 

- أنا أسعد واحد في الدنيا دي كلها علشان امتلكت أجمل واحدة واحن قلب 

رعشة قوية ضربت جسدها عندما تحدث بصوتا ممزوج بمشاعره ناظرا لعيونها 

تنهدت بحب وأردفت:  

- أنا كفاية عليا أسمع الكلام دا منك إنت صدقني مكنتش حتى أحلم بيه فمابالك بقى أكون مراتك 

اصطدم بوجهها القريب جدا ونظراتها التي خدرته بالكامل ولمسة يديها لوجه مرورا بشعره جعلته فاقد السيطرة كاملة.. اقترب بهدوء من شفتيها لأول مرة مقبلا جانبها حتى يرى تأثيره عليها.. وجدها شفتاها ترتعش فكانت مثيرة لفتنتها الطاغية التي جعلته كنيران مستعيرة 

ألتقط شفتيها بهدوء في بداية الامر يتذوق من شهدها حتى تحولت قبلته الى قبله شغوفة أقرب إلى الالتهام أراد أن يعوض بهذه القبله كم آلام قلبه وقلبها.. ظل وقتا ليس بقليل ولم يتركها إلا لأخذ أنفاسهما.. اخيرا وضع جبينه فوق جبينها آسف يازوزو غصب عني صدقيني من ساعة ماكتبت عليكي وبحاول أمسك نفسي بالعافية بس خلاص فقدت السيطرة حبك بقى بيجري في دمي " 

لم تقو على الحديث... اغمضت عيناها متلذذة بلحظاتهما ثم اردفت 

- ممكن تاخدني في حضنك عايزة أنام... ضمها من خصرها راجعا بظهره للخلف ثم ضمها لصدره 

- نامي حبيبي... الفجر خلاص هيدن وهنزل اصلي، بلاش أرجع الاقيكي واجعة قلبي يازوزو... النهاردة عيد مش هقولك  متزعليش ومتفتكريش بس هقولك علشان خاطري لو ليا خاطر عندك بلاش توجعيني عليكي... استمع لسمع والدته بالخارج تأذن 

في فيلا  يحيى الحسيني 

تجلس امام عاملة البيوتي سنتر لعملها جلستها الشهرية... وجدت والدها يدخل وعلامات الغضب تظهر على ملامح وجهه وخلفه والدته حالتها لم تقل عن حاله 

دخل غرفة المكتب.. وبدأ يضرب على المكتب.. والله لاندمك ياماجد 

نظرت منال له وتحدثت بسخرية 

- ناوي تعمل ايه في المصيبة كان املنا في ماجد كدا البنك ممكن يحجز على كل املاكنا.. ولكنها فجأة وقفت وابتسمت بخبث وعيناها تلتمع بحقد 

- عاصم لازم يخطف غزل وكمان يتجوزها او نوهمهم انه عمل علاقة معها ويضطر ماجد الموافقة ثم اكملت حديثها كالحية 

مفيش غيرها لما يتحط قدام الامر الواقع وبعد كدا كل حاجة  هتكون لغزل 

مسح على وجهه بعنف.. استدار لها انتِ سمعتي الدكتور بيقول ايه، بيقول حالته متأخرة جدا وخصوصا دمه الملوث اللي بدأ يسري في جسمه دا كله يعني ممكن في اي وقت يموت يبقى نستنى لحد مايموت ايه اللي يخلينا نخطف غزل وندخل في سين وجيم 

كانت تقف بخلف الباب واستمعت لحديثهما الذي ادي  إلى ذهولها بالكامل.. قامت برفع هاتفها واتصلت به بعد ان دخلت غرفتها 

في فيلا الألفي 

جلس في شرفته يستمتع بنسيم العليل ينتظر صلاة الفجر، يمسك بيديه قدحا من القهوة.. يتذكر ماضيه 

فلاش باك 

خرجت من مكتب جواد متجه للمحكمة فاليوم محاكمة المتهم الذي تتولى الدفاع عنه ولكنها اثناء سيرها وجدته يستند على سيارته منتظرها بالخارج 

اتجهت له مبتسمة واردفت سعيدة عندما رأته- لا مش معقول سيادة البشمهندس بنفسه عندنا 

مسح أنفه بسباته وقهقه عليها 

- لا غلط سيادة المحامية الصغيرة... احنا في ملك الحكومة.. ضحكت على خفة دمه.. هو انت دايما كدا يابشمهندس


- لا ولا عمري كنت كدا غير مع حوالي سبعمائة وسبعين بنت بس... ضيقت عيناها وارجعت برأسها للخلف تضرب يد فوق الاخرى 

- لا بجد مستحيل تكون اخو حضرة الضابط.. بجد انتوا من نفس الأم والأب 

وضع خده على يديه- لا إحنا لاقينه على باب الجامع بذمتك العسل اللي ذي هيعرف اللطع اللي ذيه.. قهقت بصوتا صاخب عليه 

عندما وجدت جواد يقف خلفه وهو يحرك حواجبه بمعنى مابكِ ايتها الفتاة خفيفة الظل.. استدار ينظر للذي تنظر له وتضحك 

وجد جواد يصوب له نظرات نارية 

- كنت بتقول مين اللي لقيتوه على باب الجامع ياصهيب 

تلعثم بالكلام ورفع يديه لو قولتلك هتصدقني مش كدا... وضع يديه في خصره ثم نظر لساعته 

- اركبي ياجنى دا واحد معتوه وعايز مستشفى المجانين... ثم اقترب منه واردف 

- شايف صحتك جاية على القسم كل شوية تنطلي هنا 

اخرجه من ذكرياته عندما دخلت مليكة إليه... انت منمتش شوفتك نور اوضتك شغال... أشار بيديه.. اقتربت منه... ضمها لحضنه وقبل رأسها 

- عاملة ايه حبيبتي.. شايفك بقيتي كويسة ماشاء الله  

وضعت رأسها في حضنه وتنهدت بألم 

- الحمدلله على كل حال بدعي ربنا دايما يصبرني ويرزقه الرحمه من عنده.. هو الفراق مؤلم قوي كدا ياحبيبي.. انت إزاي اتحملت ياصهيب وازاي بتضحك وانت قلبك ناره بتكويه... انهت حديثها عندما انزلقت دموعها بغزاره على وجنتيها.. ربت على ظهرها ونظر للبعيد مع الوقت هتتعودي حبيبتي صدقيني.. هو بيكون صعب في الاول لكن هتتعودي... مقدرش أقولك هتنسي لكن من شدة وجع قلبك هتتأقلمي هداوي وجعك بابتسامة قدام الكل لحد ماخلاص هتكون طبيعة عندك 

قبلت خديه- إنت أحسن وأحن ياصهيب 

رفع حاجبه متزامنا مع شفتيه العلوية مستنكرا حديثها 

- إنتِ بتكلميني أنا يامليكة.. ابتسم بخفة ظله وتوجه بنظره إليها 

- وحياتك دا أنا مكنة مصايب برجلين ماشية على الأرض... إنتِ بس اللي طيبة وبتنسي بسرعة.. 

رفعت حاجبها وضحكت عليه 

- ايوة فعلا إزاي  نسيت مصايبك الله يرحمك ياجاسر.. كان كل شوية يجيبك من مصيبة ويخاف جواد يعرف.. قهقه عليها أعمل ايه ماالبنات الحلوين بزيادة.. ظلا يمزحان الى ان وقفت فجأة 

- شوفت جواد النهارده عمل إيه 

ارتشف من قهوته ونظر للبعيد 

- قصدك جوازه من غزل... مش دا قصدي طبعا قصدي إنه ناوي يطلقها بعد ماتكمل 

- مش هيقدر أردف بها بهدوء 

أردفت متسائلة باعتراض... لا هيطلقها ياصهيب إنت مشفتوش وهو بيتكلم وكأنها عمل بيخلصه لمدة وخلاص 

أمسك صهيب ذراعيها وأجابها بنبرة صارخة  لا تقبل الجدال 

- جواد بيعشقها مستحيل يتخلى عنها دا كلامه هوا على الفاضي يامليكة إنتِ جربتي وحاسة يعني إيه حبيبك يكون جنبك.. تقدري تبعدي عنه، جواد اللي كان مسكته إنه مفكر حبه ليها زي حبه ليكي.. 

ثم استرسل 

لحد ماخطب ندى وعرف فرق الحب إيه واللي اكدله لما قالتله إنها بتحب واحد تاني واللي جننه لما اعترفتله بمشاعرها وحاول يضحك على نفسه ويصدها.. نظر إليها واستطرد حديثه 

"لكن هو مغصوب على آمره مش علشان وصية ولازم ينفذها،  علشان هو بين نارين يإما ينجي نفسه وعيلته من الالسنه ومتنسيش مكانة بابا، يإما يهلك نفسه وقلبه ويدوس ويموته بايده ويعيش ميت

محدش هيرحمه بعد ماالموضوع ينكشف.. أنا شوفت الناس في ميتم جاسر واسمعت كلامهم هو لو عرف صدقيني كان مستحيل يوافق حتى ينفذ الوصية" 

إنتفض قلبها على أخاها ثم تحدثت بصوتا حزين- 

:  أنا قسيت عليه  قوي بالكلام ياصهيب وجرحته وهو ياحبيبي بيصارع الكل 

اتجه صهيب بنظره لها 

- مش فاهم كلامك، إنتِ عملتي ايه 

تنهدت بضيق وقصت له ماحدث 

ضمها لأحضانه  :  - جواد مستحيل يزعل منك متخافيش... قاطعهم دخول سيف 

وزع نظراته عليهما 

- "ايه جو العشق الممنوع دا"  

أشار صهيب بيديه عليه 

- عارفة دا هيكون اكبر مصيبة تخلص على عيلة الألفي.. ضمته مليكة واردفت معاتبة صهيب 

:  دا زينة شبابها ياخويا.. دا سيفو الحب والدلع... قبلها سيف على خديها 

-"والله ياملوكة إنتِ مظلومة في العيلة دي "إزاي يكون ملاك زيك اخت لحاجة اسمها 

صهيب وجواد 

رفع صهيب حاجبه وتحدث بسخرية 

- ودا من إيه ياخويا عند مرض عصبي بيحرك لسانك بالشتيمة.. إنت اهبل يالا دا إنت مالكش اساس في العيلة اصلا 

وضعت مليكة يديها على أذنها 

- بس كفاية إنت وهو انا هروح اشوف جواد... دا فعلا اللي الواحد يحس انه بيتكلم مع ناس عاقلة 

قهقه عليها صهيب وتحدث بين ضحكاته 

- شوف البت اللي كانت بتقولي إيه من شوية بياعة موت... خرجت وهي تضحك وتحمد ربها على وجود اخوان لها.. استندت على الحائط وعيناها تغشاها الدموع  .. آهة خفيضة تحررت من بين شفتيها" الله يكون في عونك ياغزل "

في شقة شهيناز 

ظلت تجوب الغرفة ذهابا وايابا وتحاول الأتصال بأخيها ولكن هاتفه مغلق.. 

- ياترى روحت فين ياسامح ماهو مش معقول اربع ساعات علشان تشتري خط 

جلست وظلت متشتتة الافكار ورأسها تعمل في كل الاتجاهات.. وقفت فجأة 

"يارب ميكونش اللي في بالي.. دا لو  جواد وصلك يبقى كدا نهايتنا" 

في تركيا 

تجلس حسناء  تحرك الطعام  بدون لمسه بجوار هاشم زوجها ووالد ميرنا.. نظر هاشم إلى شرودها ثم تحدث 

- مالك ياحسناء مبتكليش ليه 

وضعت شوكتها وتحدثت 

- مفيش مضايقة شوية.. 

- مضايقة علشان حازم مش كدا ولا  فيه حاجة تانية 

تنهدت بحزن واردفت بصوت أشبه بالبكاء 

- وحشني قوي ياهاشم حاولت معه بكل الطرق يرجع لكنه رافض تماما.. رفع يديها وقبلها-  حبيبتي هو كبر ولازم يتعود على نفسه دا شاب وهو ماشاء الله ناجح ويعتمد عليه انا فخور بيه جدا.. ثم استكمل حديثه 

:  هو بيكلمني كل يوم تقريبا وبيسأل عليكي إنتِ وميرنا.. ودايما بنتناقش في بعض الحاجات حتى اتفقت معه انزله ميرنا تقعد كام يوم هناك... 

وقفت ميرنا تصفق بتهليل طفلة ثم قبلته 

- إنت احن أب في الدنيا ربنا يخليك ليا يااحسن بابا في الدنيا 

ضحك عليها واردف سعيدا بسبب فرحتها التي ظهرت على وجهها بعد أن اختفت منذ زمن 

- دا كله علشان هتروحي تقعدي شوية مع حازم... قاطعته حسناء 

- ليلى هتنزل كمان وكنت متفقة معها بعد مااقولك تاخد ميرنا معها 

ربت هاشم على يديها 

:  اللي تشوفيه في مصلحة بنتنا اعمليه ياحسناء مش لازم ترجعيلي.. أنا آسف علشان معظم الوقت مش معاكم، إنتِ عارفة شغل السفارة  صعب.. ربتت على يديه "عارفة حبيبي انا كمان شغل المستشفى واخد وقتي علشان كدا لما عرفت ليلي هتنزل وحازم مش موجود قولت مينفعش نسيب ميرنا لوحدها 

عملتي إيه مع حسين كلمتيه على حازم هذا مااردف به هاشم 

- ايوة اتكلمت معه.. قالي اللي حازم عايزه هعملهوله... كويس ياحسناء حسين راجل كويس مستحيل يتخلى على ابن اخوه 

تذكرت حسناء حديثها مع حسين 

خرجت بعد حديثها مع ندى وجواد تقابلت مع حسين أمام المنزل 

نظرت له بهدوء حاولت الحفاظ عليه وتحدثت 

- عايزة اتكلم معاك شوية... اومأ لها بالموافقه  .. جلس بالحديقة وجلست بمقابلته... أخذ نفسا عميقا وتحدث متسائلا 

سامعك ياحسناء... لو هتكلميني على حازم فهقولك انا مستحيل اكلمه يرجع معاكي.. دا بيته وبيت ابوه وهسلمه ميراثه يعمل فيه اللي هو عاوزه 

-" حسين"  خرج اسمه من بين شفتيها بنبرة حزينة نادمة... مسح على وجهه بعنف عندما انتفض قلبه متأثرا بدموعها 

- حسناء قولي عايزة إيه انا لازم أرجع القاهرة مينفعش اسيب ماجد لوحده في الظروف دي 

-لسة زعلان مني ياحسين... اقترب ووضع يديه على الطاولة 

- ازعل منك ليه ياترى، هو إنت جرحتيني ولا حاجة.. لا إنتِ قهرتيني بس دي حاجة بسيطة مش محسوبة للوجع والعتاب... راجعة دلوقتي بعد عشرين سنة وتسأليني انا زعلان منك ولا لا 

وقف حتى يغادر... أمسكت يديه وترجته أن يجلس... نظر للمستها ليديه.. سحب يديه بهدوء... ثم نظر لمقلتيها 

- عايزة إيه ياحسناء مني.. ارجعي مكان ماكنتي.. أنا عمري ماهسامحك سمعتيني... إنتِ قولتيها زمان وفعلا زي ماقولتي 

"لازم اقهرك ياحسين واوجع قلبك لما تشوفني وأنا مع أخوك"  برافو عليكي.. رفع يديه موضع قلبه.. "عرفتي تقهريه وتدوسي بدون رحمة" ارجعي مكان ماكنتي أنا مسحتك من حياتي يوم مااتجوزتي اخويا وقتها عرفت إنك مستحيل تكوني حبيبة ليا مسحت تاريخك من حياتي... وقفت امامه واردفت ماطعنه 

"علشان كدا روحت سميت إبنك جواد اللي كنا متفقين  عليه ثم ابتسمت بسخرية واقتربت منه لا وكمان صهيب" ماتقولش حاجة مش قدها ياحسين.. ثم اتجهت مغادرة 

جلس وبدأ يمسح وجهه بعنف من كلماتها.. 

خرجت من ذكرياتها عندما أمسك  هاشم يديها متجها لغرفتهما 

في غرفة غزل 

غفى جواد بجوار غزل بعدما رجع من صلاة العيد... دخل وجدها مازلت نائمة تمدد بجوارها وضمها لأحضانه منتشيا بعبيرها ثم ذهب في سبات عميق 

استيقظت وجدته نائما بجوارها تذكرت طفولتها عندما كان يأخذها باحضانه الى أن وصلت العاشرة 

مسحت على وجهه بحب ثم أقتربت من وجهه تطبع قبلة عميقة على خديه.. اقتربت إلى ان وصلت شفتيه وضعت سبابتها تملس عليها.. أستيقظ عندما شعر بها تملس على وجهه ولكنه ظل مغمض العينين.. بدأت تهمس بصوتها الحنون 

"انا لحد دلوقتي مش مصدقة إني بقيت مراتك.. أنا أسعد واحدة في الكون دا كله.. ربنا يخليك ليا.. أقتربت حتى قبلته قبله خاطفة على شفتيه... هنا فتح عينيه ونظر إلى بريق عينينها الجميلة 

- صباح الحب حبيبي... إنتِ قد حركتك دي على الصبح... إستندت على مرفقيها ونظرت له بحب 

- آه قدها وقدك إنت كمان... ابتسم على دعابتها اعتدل ومسد على شعرها بحنان 

- أنا هنزل أجهز علشان هنخرج عندنا  عزومة النهارده 

ضيقت عيناها واردفت متسائلة 

- هنروح فين.. ضمها لحضنها وداعب أنفها 

باسم عازمنا عنده في المزرعة أنا وافقت من غير ماارجعلك عايزك تغيري جو 

مسحت رأسها في عنقه.. جواد مش عايزة أخرج.. ملس على شعرها بحنان 

:  لازم تخرجي تغيري جو حبيبي وبعدين حد يكره يخرج مع جوزه برضو.. كلمته زلزلت كيانها داخليا نظرت لعيونه 

:  معرفش خايفة إن السعادة دي تتسرق مني أنا فرحانة أوي ياجواد.. معنتش عايزة حاجة تانية إنت كنت أقصى طموحاتي.. 

ياالله ماهذه الطفلة التي تزلل كياني وكينونتي.. اقترب من شفتيها وارتشف من  شهدها... ضمها لحضنه وطوق خصرها بيديه الاثنين 

" هموت بسببك بسكتة قلبية قريبا" 

ضحكت عليه "بعد الشر عليك ياقلبي" 

- على فكرة نسيت أقولك انا قدمتلك في كلية الطب 

خرجت من أحضانه وصدمها كلامه 

- ليه عملت كدا.. أنا قولتلك أنا مش عايزة أدخل طب... احتوى كفها بهدوء بين راحتيه بهدوء منافي لعصبيته واختار كلمات منتقاه بعناية حتى لا يغضبها 

-هو فيه حد يكره يكون سبب في تعافي حد مريض... او يكون سبب في تخفيف آلامه ثم استكمل استرسال حديثه: 

- كان نفسي أكون دكتور والله وكمان دكتور اورام للاطفال... الموضوع دا مأثر فيّا جدا.. بيصعب عليا الاطفال المريضة بحس بانفطار قلبي عليهم لكن للاسف مكنش ليا نصيب انول الشرف دا... حبيت إنك تكوني سبب في تخفيف الالامهم  

ابتسمت له لأول مرة ترى هذا الجانب بشخصيته وتعرف سره 

- لحد إمتى هفضل أكتشف حاجات فيك.. كأنك شخص جديد.. ضحك عليها ثم وقف متجها مغادر الغرفة.. ياله حبيبي متتأخريش الساعة واحدة، حازم دخل علينا هو ماما أربع مرات يطمنوا اننا لسة عايشين... توجه بنظره إليها 

- أول مرة أنام كدا.. شكلك عندك طاقة لجذبي في النوم كدا.. اقتربت حتى وصلت إليه بابتسامة مشرقة وطوقت عنقه ... ثم رفعت نفسها مقبلة خده ناظرة داخل مقلتيه "علشان  قلبك دا ملكي لوحدي" اردفت بها بعدما تلامست موضع قلبه مما أثار إلى إرتفاع دقات قلبه وجعلته متخبطا من لامساتها... ماذا تفعل به هذه الطفلة حتما ستذهب به الى الجحيم... تنحنح بهدوء عندما وجد نفسه غير قادرا على السيطرة 

"أنا هنزل دلوقتي ياغزل وانتِ اجهزي" اردف بها عندما انزل ذراعها بهدوء ثم غادر 

بعد اسبوع 

وصلت ليلي وميرنا إلى القاهرة.. دخلت ميرنا وجدت حازم يجلس مع غزل وسيف في غرفة المعيشة يتناولون البيتزا 

اسرعت إليه فقد فجأته بنزولها 

زومي حبيبي وحشتني موت موت ظلت ترددها عندما وقف والقت نفسها بأحضانه 

دار بها وهو يقهقه عليها 

"حبيبة قلبي اللي وحشتني اد عين السمكة"  لكمته في كتفه 

- ايوة رجعت للاستظراف... نظرت لهما غزل وتساقطت دموعها رغما عنها عندما تذكرت أخيها خرجت إلى الحديقة بعدما قامت بالترحيب بها... وجدت جواد يخرج من سيارته متجها لها... اسرعت إليه كطفلة تستقبل والديها الغائب منذ زمن... في هذه الاثناء وصلت ندى بسيارتها... نزلت متجه لوقوفهما... وزعت انظارها بينهما ثم اردفت 

"جواد عايزاك على إنفراد" 

اتجه حازم الذي خرج عندما لاحظ خروج غزل... وقف بجانب غزل.. ثم سحبها للداخل قائلا بهدوء 

-سبيهم شوية مع بعض ياغزل 

إنتفض قلبها وجعا ولم تتحمل رؤيته معها 

"مش قادرة ياحازم لازم اخرج واعرف هي عايزة إيه" 

تنفس بهدوء وحاول إقناعها 

- حبيبتي هي متعرفش انكم متجوزين هتروحي توقفي بصفتك إيه 

تركت يديه وتحركت سريعا للخارج 

دا جوزي غصب على الكل لازم احافظ عليه أهم حاجة هو بيحبني ودا كافي أحارب علشانه 

"غزل "صاح بها حازم 

- متختبريش صبري.. أنا قولت مينفعش، اسمعي الكلام وسيبك من المعيلة دي 

ضربت اقدامها بالأرض ورفعت سبابته بوجه-  ولا إنت ولا غيرك يقولي أعمل إيه وادافع عن جوزي إزاي... وقف أمامها لو خرجتي هتخسري جواد نفسه 

هزة عنيقة اصابت جسدها جعلتها غير قادرة على الحركة.. جلست بمكانها وبدأت تهزي ببعض الكلمات 

- ليه هخسره يعني انا وهو في مهب الريح.. لا مستحيل يعملها.. لا. لا 

بعد فترة ليست بالقليل  دخل جواد ووجه حزينا... ويوجد آثار لدموعه 

وقف حازم فجأة واتجه له وكذلك سيف وميرنا أما غزل جلست تنظر بشرود ولم يبدي عليها اي ردة فعل

وقف أمامها وأوقفها 

- تعالي نخرج عايز أتكلم معاكي شوية... خرجت ولم تبدي ردة فعل كأنها آلى.. نظر حازم إليه ثم اتجه ووقف بمقابلته 

-  جواد إيه اللي حصل، مالك ندى قالت إيه... همـ.، س جواد له:  عمو ماجد 

ثم تحرك خارجا  إليها تحرك بالسيارة ووقف أمام النيل ينظر بصمت ولم يتحدث 

كل مايؤرق رو. حه كيف سيخبرها بما هو آتي.. نظرت من النافذة وهي تتتنفس بتثاقل كأنها تختـ.، نق

" غزل " اردف بها بهدوء 

أغمضت عيناها بقـ. ـهر هي رسمت لحالها سبب حالته إنه إشتاق لندى ولقد حركت شعـ.، وره إليها عندما زارته 

أدار وجهها بهدوء-  مالك ياقلبي  !! 

زعلانة ليه؟ 

مطت شفـ. ـتاها بحزن ونظرت للأسفل وتحدثت بحزن عندما نزلت من السيارة جالسة امام النيل وأردفت حزينة

- وحشتك مش كدا.. لما شفتها النهاردة زعلت وغيرتك كدا علشان سابتك.. ندمت ياجواد عارفة إنت قولتها قبل كدا 

إزاي ترتبط بعيلة... أردف كلماتها بصوت باكي.. جحظت عيناه لما استمع 

جذ. بها لأحـ.، ضانه وهو يردف بتثاقل اللسان 

- إيه اللي بتقوليه دا يامجنونة.. إنت مصدقة دا بعد اللي حصل بينا... إنت مراتي وحبيتي

تشبست بقميصه ودموعها تسبقها وبكت بقـ.، هر ثم تحدثت بتقاطع لكلماتها 

-طيب ليه مخلتنيش أقعد معاك وانت معها 

ربت على حجابها الذي أنار وجهها رغم حزنها وبكائها 

- علشان مينفعش حبيبتي... فيه حاجات لازم تكون بعيدة عنك.. مش علشان ملكيش دخل لا... علشان متتو. جعيش.. مجرد لما تشوفيها هتزعلي وقلبك هيـ.، غلي 

قاطعهم اتصال صهيب.. حينها علم برحيل ماجد وقف مبتعد بعض الشئ

- ايوة ياصهيب...أجابه صهيب 

- جواد إن لله وإن إليه راجعون البقاء لله ياحبيبي 

أغمض عيناه بقهر وألم ولا يعلم ماذا يفعل، يكاد يخـ. ـتنق، هل رحل ماجد ولم يعد،!! كما رحل جاسر،، رفقا بي يارب.. أكاد اختنـ.، ق ألما وحزنا عليهما،، ماذا أفعل الان حتى امحي حزنها؟ 

وقفت واتجهت اليه... نظرت لعيونه ووجدت دموعه تتساقط رغما عنه، 

أيبكي!! جواد هذا ما حدثت به نفسها 

امسكـ.، ت يديه ونظرت لمقلتيها-

في ايه ياجواد انت بتعيط، بابا حصله حاجة.. قول متخبيش عليا، متخافش انا هستحمل اصلي حاسة فيه حاجة هتحصل 

ضـ.، مها بأحضـ. ـانه بقوة وهوت عبراته تزحف من عيناه، كأن مشهد مو. ت جاسر،، اليوم 

لم يقو على التحدث، هو يحتاج لضمها فقط، لا يعلم اذا كان هو الذي يحتاج أم هي؟ 

خرجت من أحضـ.، انه ونظرت للبعيد واردفت قائلة: ياله علشان نروح المستشفى 

"غزل" أردف بها بصوتا حزينا باكي 

مسحت دموعه برفق وأردفت 

- اول مرة اشوفك بتعيط، معلش اصلي أسمع العياط دا للضعاف بس، مش دا كلامك ليا... ربنا اخد آمنته ثم ابتسمت بمرارة 

"اشمعنى بابا اللي هيفضلي ياجواد، كل اللي بحبهم سابوني ومشيوا" 

❈-❈-❈ 

قاطعهم رنين هاتفه للمرة الثانية 

-ايوة ياحازم، ماشي احنا جايين 

حاوطها من اكتافها وسار بها للسيارة، تسير معه ببطئ كأنها في كابوس 

اجلسها بجانبه ثم نظر لها 

غزالتي الحلوة هروحك عند ماما، مينفعش تيجي معانا.. احنا هنروح نخلص اجراءت المستشفى، وبعدين ارجعلك مش هتأخر 

-يعني مش هودع بابا للمرة الاخيرة ياجواد 

عصر عيناه بأ. لم ينخـ.، ر بجـ. ـسده ثم نظر إليها 

بلاش ياغزل انتِ كنتي معاه من شوية 

-قصدك كان بيسلمك أمانته ياجواد مش كدا، كنت تعرف إن بابا هيموت عشان كدا اتجو. زتني  بسرعة  يارب مايكون اللي في بالي صح ياجواد قالتها بمرارة.. 

استندت على نافذة السيارةثم أردفت 

-  اعمل اللي تعمله أنا عايزة ارتاح، عايزة أنام يمكن مااقومش تاني 

جحظت عيناه من حديثها، وشـ.، عر ان تنفسه انقطع... وكأن رو. حه تُسـ.، حب منه 

وفجأة ضـ.، مها بقوة كأن كلماتها ستحدث بالفعل 

-اوعي اسمعك بتقولي كدا ياغزل 

نظر لعينيها وجدها لم يوجد بها أي اثـ. ر لدموعها على والدها 

رفع ذقنها: زوزو انتي كويسة 

ابتسمت بوهن كأنها سيغشى عليها، ثم رفعت يـ.، ديها على خـ.، ديه واغمضت عيناه كأنها تحلم بقربه  فقط لا تشعر بالعالم الخارجي ونطقت ماجعل قلبه يتزايد بد. قاته عندما قالت: 

-كويسة حبيبي متقلقش عليا، أنا قوية زي ماعلمتني، وهنا استجابت لسحابة سوادء واغشي عليها 

جـ.، ذبها لأحضـ.، انه وقام بقيادة السيارة متجها لمنزله،، قـ.، بّل رأسها 

-كتير عليكي اللي بيحصلك دا ياقلبي 

اللهم لا إعتراض، كان يتحدث ويضـ.، مها بقوة كأنها ستهرب منه 

وصل بعد دقائق لمنزله 

اتجه حازم الذي ينتظره أمام المنزل 

وجده يحمل غزل متجها بها لداخل 

نظر اليه _اتصل بالدكتور ياحازم خليه يجي يطمني عليها 

-هي عرفت... أماء برأسه بنعم، توجه بها لداخل قابلته والدته تبـ.، كي عليها 

-عيني عليكي يابنتي، وعلى اللي بيحصلك، والله حرام 

-ماما لو سمحت أنا عايز اللي يقويها مش اللي يضعفها، انا تعبت مش ملاحق كوارث، 

-صهيب راح المستشفى 

-ايوة  ياحبيبي جواد إهدى علشان أبوك تعبان كمان من ساعة ماعرف 

-ربنا يصبره ويصبرنا ياأمي، ونطمن على غزل أهم حاجه، خايف عليها ممكن تتنكس وتدخل في اكتئاب 

❈-❈-❈

مسـ.، دت على كتفه-ان شاء الله هتكون كويسة ياحبيبي متخافش 

روح إنت المستشفى وأنا هتابع مع الدكتور هنا 

مينفعش ياماما، لازم اطمن عليها وتفوق الأول... روحي ياماما شوفي حازم إتاخر ليه دا الدكتور في الفيلا اللي قصادنا 

خرجت والدته.. جلس بجوارها وظل يمسد على شعـ. ـرها بحنان.. اخفض رأسه يقّـ. ـبل خـ. ديها-"ألف مليون سلامة عليكي يازوزو فوقي ياقلبي ماتوجعنيش عليكي " 

وصل  الطبيب وقام بالكشف عليها 

-الأحسن ياجواد انها تفضل نايمة، هي كويسة بس الصدمة اللي اتعرضتلها، خلت عقلها غير مستوعب  للي بيحصل، فرافضة الحياة... 

اتدلها مهدي عشان ممكن تفوق في أي وقت 

بعد انتهاء الطبيب 

نظر جواد حوله واردف متسائلا 

فين مليكة ياماما مش باينة ليه؟ 

تنهدت نجاة بحزن وتساقطت دموعها 

-مليكة حابسة نفسها من ساعة ماعرفت الخبر، افتكرت جاسر الله يرحمه 

أنا هروح نص ساعة، خلي بالك منها اوعي تسبيها ولا دقيقة ياماما لو سمحت المرة اللي فاتت لولا التربي مكنتش هلاقيها 

حاضر ياحبيبي.. روح إنت وأنا مش هسبها خالص.. قبل رأس والدته 

-ربنا يخليكي لينا ياست الكل ثم استكمل حديثه هعدي على مليكة الاول 


اتجه لغرفة اخته، دخل بعد الإستئذان... وجـ.، عه قلبه وأصبح الألم ينـ.، خر معظم عظامه... مـ. ـلس على وجهها بحنان 

- ملوكة ينفع اللي بتعمليه دا، أنا مش قادر على المواجهات دي كلها، عايزك معايا 

❈-❈-❈ 

مسح دموعها... عمو ماجد وجاسر كانوا أقرب اتنين على قلبي، شوفتيني ضعفت، أنا أهو زي ماانتِ شايفة، عايزك قوية بنت الألفي بجد... ثم نظر للبعيد 

غزل حالتها خطر أوي وخايف لتأذي نفسها يامليكة، قالتلي يمكن أنام ومقومش 

وضعت يـ. ـديها على فمها من صدمة كلاماته 

قبّل رأسها، قومي وامسحي دموعك لازم نكون كلنا جنبها... ادعيلهم بالرحمة حبيبتي 

وقف خارجا متجها إلى المستشفى 

اليوم التالي من وفاة ماجد 

كان يضـ. ـمها لأحضـ. انه وحاول  إطعامها ولكنها رافضة تنظر بشرود في نقطة وهمية... ارتجـ.، ف قـ. ـلبه وألا. مه مظهرها بالأمس كانت زهرته المتفتحة واليوم انطفت وأصبحت ذابلة كأنها مـ. ـيتة 

مسد على شعـ. ـرها بحنان 

- حبيبي ليه بتخوفيني عليكي... كدا ياغزل دا وعدك ليا... استندت برأسها على كتفه 

- عايزة أمـ. ـوت.. ظلت ترددها... إهتـ. ـزت نظراته وبدأ الخوف يتملك منه ويدعو الله ألا يخسـ. ـرها لقد شقـ. ـت قلبه لنصفين 

انخرطت في البكاء وظلت تدعي... يارب أموت.. ضمها لاحضانه ودموعها التي  تساقطت بغزارة... ضم رأسها لصدره 

- يارب أنا اللي كنت مُـ.، ت ولا شوفتك بالحالة دي... دفعته ووقفت وبدأت تصـ. ـرخ بهذيان.. أنا لعنة ماتقربش مني 

إنت كمان هتسبني زيهم محدش يقرب مني... أنا معنتش عايزة اتعلق بحد.. وقف سريعا... دخل صهيب عندما استمع صر. اخها.. نظر له جواد  كغريق... 

- أعمل حاجة ياصهيب... تمام اهدى اردف بها صهيب عندما ذهب لغرفته 

ضـ.، مها جواد بقوة لأحـ.، ضانه ولكنها بدات تلكـ.، مه في صـ. ـدره 

- أنا لعـ.، نة على الكل... إبعد عني، أنا بكـ.، رهك ياجواد، إكرهني حبيبي وأبعد عني.. بقولك اكرهني... ظلت تردف بها بصراخ 

وقفت ميرنا ومليكة على باب الغرفة وهما يبـ. ـكيان على  مظهرها الذي يبـ.، كي القلب قبل العين... "صهيب "صاح بها جواد 

أسرع صهيب وقام بحـ. ـقنها.. وهي تهذي 

- لازم تكر. هني حبيبي.. أنا لعـ. ـنة 

أخيراً ذهبت في النوم بسبب المهدئ 

جلس وضع رأسه بين راحتيه 

- أنا عاجز ومش عارف أعمل ايه... دي ممكن تموّت نفسها... قاطعهم صوت صياح بالخارج 

وقف واتجه كلا من صهيب وجواد للخارج 

وجدوا عاصم يهـ. ـجم على حازم بالسباب وحاول إقتحام منزل ماجد الذي  يجلس به الجميع بعد وفاته 

نزل يحيى من سيارته متجها للداخل عندما خرج جواد وصهيب 

وقف أمام جواد عاصم وهو يردف بسخـ. رية واستهزاء 

- ودلوقتي جيت تحت رجلي حضرة الضابط  العا. شق... قاطعهم وصول شهيناز تقتحم وقفتهم... فين سامح ياجواد... وديت أخويا فين؟ 

أقترب يحيى ينظر لجواد بعمق 

- دلوقتي من حقي ياحضرة الضابط آخد بنت اخويا مش كدا ولا إيه 

ضحكت شهيناز باستهزاء،ووجهت نظرها ليحيى 

- برافو عليك يايحيى باشا  ودا بالضبط اللي إحنا عايزينه... وصل باسم وجد تجمعهم حول جواد... نظر 

لجواد فيه إيه ياجواد؟... شهيناز مقدمة بلاغ فيك إنك خاطف اخوها... ويحيى مقدم بلاغ إنك حاجز بنت أخوه 

وقف وكأن الارض تميد به ولم يستطع الحركة... نظر لكل الوجوه التي تقف حوله.. ولم يقو على الحديث كأن اعضائه شلت بالكامل



تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا



اللي عاوز باقي الروايه يعمل متابعه لصفحتي من هنا 👇👇


ملك الروايات


لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه


👇👇👇👇👇


جميع الروايات الكامله من هنا





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close