رواية وكر الأفاعي الفصل التاسع والعاشر بقلم أماني جلال حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
9=رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع
الوكر، بالتحديد. في مستودع مظلم لاينيره سوا أشعة الشمس التي تدخل له عبر إحدى النوافذ العالية...
هذا المكان خاص بالبيج بوس مليئ بالأدوات القتالية القديمة والحديثة فهو يعشق أن يجمع مختلف أنواع الأسلحة من العادية الى الخطيرة، هواية غريبة ولكنها مميزة كصاحبها، هذا غير أنه ايضا يعشق ممارسة الرياضة العنيفة فهي كالمنفذ يخرج من خلالها جميع ضغوطاته النفسية والجسدية.
وكلما غضب من شئ أتي الى هنا، و ها هو الآن يقف في المنتصف يرتدي بنطال أسود فقط لاغير وترك جذعه العلوي عاري يلمع بقطرات العرق بشكل مفرط بسبب المجهود الذي يبذله بالتدريب، اما يديه كانت ملفوفة حتى ساعدية بلفاف أبيض يعمل كواقي لها، فهو يصب الآن جام غضبه على كيس الملاكمة المسكين هذا الذي وقع بيد من لا يرحم، أخذ يضرب ويضرب ومع كل لكمة يزداد تجهم وجهه بشكل مخيف.
وهناك سؤال واحد يطرحه بعقله مرارا وتكرارا دون أن يرحمه هل ماحصل البارحة كان حقيقة، هل هو تلقى صفعة منها حقا،! كيف تجرأت، كيف؟
عند هذه النقطة زادت ضرباته قسوة ياالله كم يتمنى لو كانت رجلا لكان وقتها تفنن بضربها بدل هذا الكيس ولكنها فتاة وليست أي فتاة بل هي قنبلة كلما رأته انفجرت بوجهه بكل غرور، وكل هذا لما؟ لأنه تذوق شهد ثغرها اللذيذ رغما عنها، وإن يكن. لما كل هذا؟ ألا تعلم بإنها ملكه يفعل بها مايشاء. حمقاء ألا تعلم بإنها أصبحت حق مكتسب له منذ الحظة التي وقع بصره عليها.
اااااااااخ كم يود لو أنه يمسكها ويصفعها بشدة أكثر من مرة ثم يسحبها ويقبل شفتيها التي يقسم بأنه لايزال يشعر بطعمهما الشهي حتى الآن ثم بعدها سيحتضنها بعنف ولن يتركها حتى يكسر أضلاعها...
وهذا كله سيفعله ليس حبا فيها ولكن عناد و رغبة
. نعم ياسادة، رغبة أو هذا مايتمناه. فهو الأن ولأول مرة في حياته يشعر بإنه يحتاج لأنثى في حياته وهذه الأنثى لم تكون سواها، سوا ابنة عدوه. لطالما.
كره معشر النساء لما هذه بالذات عقله يصر عليها
توقف عن الضرب وأخذ ينهج بتعب وهو ينظر من طرف عينيه الحادة نحو المدخل فهو سمع صوت فتح الباب والذي لم يكن سوا يحيى الذي قال
- انت هنا والحاج قالب الدنيا عليك برا، عايزك في حاجة مهمة!
اما الاخر لم يكون رده على أخيه سوا نظرة باردة على عكس ماكان عليه منذ قليل ليبدأ بفتح الفاف عن معصميه ثم توجه بعدها نحو حمام داخلي ليستحم وبعد خمس دقائق خرج وأخذ يرتدي ثيابه المرمية على كرسي من الحديد وما إن أخذ يغلق أزرار قميصه حتى نطق أخيرا باستفسار
- معرفتش عايز إيه
رفع يحيى منكبيه بعدم معرفة وقال.
- لاء، بس ياسين كمان هناك عنده، على ما أظن إن في حاجة جامدة أوي خلت سلطان يلف حولين نفسه ويضرب أخماس في أسداس
مط شاهين شفتيه للأمام بتفكير وهو يومئ له ثم خرجا سويا متجهين نحو القبو تحت الأرض الخاص بالإجتماعات وما إن وصلوا حتى ابتعد الحرس من امامهم وفتحوا الباب ليربت شاهين على كتف أحدهم كالإطراء.
- أخيراااا ال هجين وصل، قالها سلطان ل ياسين وهو يعتدل بجلسته ما إن وجد شاهين ينزل الدرج بهيئته الصارمة هو والآخر
( ستووووب، لقب شاهين. ال هجين، فهو يجمع بين صفات الصقر والثعبان ليكون مزيج خطير بين الصالح والطالح ولكن بالتأكيد يملك سم قاتل سواء في لدغته او في مخالبه في كلا الحالتين عدوه ميت لا محالة، تم اطلاق هذا اللقب عليه من قبل سلطان )
جلس على الأريكة وسند جسده عليها براحة ثم قال مباشرة: في إيه؟
ياسين بتوضيح: في إن البضاعتنا دخلت الحدود زي كل مرة بس هجان شكله كده مش عايز يجبها البر معانا وبدأ يصطاد بالمية العكرة
شاهين باستفسار: عمل إيه بالضبط؟
سلطان بغل: الجربوع نسي نفسه انه كان صبي عندنا وفكر انه لما يعمل شغل لوحده هيبقا قدنا، ده بدأ يلف ع تجارنا ويكلمهم عشان ياخدو بضاعته بدل بضاعتنا وهيعملهم خصم في السعر.
- والمطلوب مني إيه، قالها شاهين وهو يفرد ذراعيه على أطراف الأريكة ثم أرجع رأسه للخلف ببرود مما جعل سلطان يغتاظ منه بشدة ليرفع صوته وهو يضرب سطح المكتب الذي يجلس خلفه ويقول
- هجين، بلاش برودك ده دلوقتي، أنت عارف المطلوب منك وهو إنك تقرص ودن التاني عشان يعرف.
إن مش احنا اللي يتلعب معانا، و أوعى تخيب ظني فيك و تكون فعلا البدلة اللي بتلبسها وأنت بتأدي دورك كمحامي نستك أصلك، لااااء فوقوا انتوا التلاتة أنا اللي عملتكم وأنا اااء
قطع كلامه وصمت بخوف داخلي ما إن وجد شاهين ينتفض بغضب أسود وهو يضرب سطح المكتب وكأنه يعيد له حركته ثم أخذ يسند كفيه عليه ليكون أمامه تماما وجها لوجه وهو يقول بصوت يرعد يضاهى الآخر.
- واحنا مش مقصرين في حاجة عشان نسمع الكلام ده منك، كل حاجة ادتها لينا أخذت قصادها أضعاف
فبلاش النقطة دي بالذات تكلمني فيها عشان وقتها هافتح الدفاتر كلها ونتحاسب إيه اللي لينا وايه اللي علينا وأظن كده حضرتك هتطلع مديون لينا، وبرودي ده اللي مش عجبك أهون بكتير من ناري فبلاش تعيش دور أنا اللي عملت وأنا اللي سويت.
ليرد عليه سلطان بتوتر خفي: شاهين يابني أنا مش قصدي اللي فهمته، أنتم التلاتة أولادي، و ولاد الغالي، أنا بس متوتر ومش عارف أعمل إيه
اقترب ياسين من أخيه و وضع يده على ذراعه وقال وهو يحاول أن يعيد مسار الحوار لأصله
- سيبونا دلوقتي ياجماعة من كل ده وقولونا نعمل إيه بجد، هجان ده عامل زي البالونة أكيد في حد نفخه علينا وهو حب أنه يعيش الدور ويتحدانا
تدخل يحيى في الحوار وقال بتوضيح.
- تصدق صح، لأني عرفت إن رامي الزفت بعد ما طردته من الوكر آخر مرة راح لهجان وبقا من رجالته وعلى ما اعتقد هو اللي خلى الحكاية دي في دماغه لأن طول عمره هجان متجنب احتكاكه فينا وماشي جنب الحيط
اقترح عليهم ياسين بجدية وقال: بصو هو في حلين مافيش غيرهم، يا إما هنسيبه يهوهو كتير لحد مايزهق بس وقتها هيبقى عملنا دوشة والعيار اللي مايصيبش يدوش أو إننا نرميه بطوبة على دماغه ونفتحهاله عشان يحرم ويكون عبرة.
سلطان بشر: الحل التاني طبعا هو ده سؤال برضو
نقطع عرقه ونسيح دمه، هو احنا ناقصين وجع دماغ عشان نتحمل دوشتهم
- أنا كمان مع الرأي التاني، قالها شاهين بتأييد وهو يقف ثم أخذ يكمل بتوعد، هو مش عايز يضربنا بشغلنا، أنا بقا هخلي بضاعته ماتعديش الحدود أصلا وإن ماخليته ييجي بنفسه لحد عندي هنا ويشتري مننا عشان يسلم للناس اللي متفق معاها في معادها بدل مارقبته تطير و وقتها هبيعله بضاعتنا.
بسسسس السعر ضعفين وتلاتة عشان يتعلم الدرس ويعرف أنه مش احنا اللي يتلعب معانا
ياسين بابتسامة خبث لهذه الفكرة
- وبكده هيدفع السعر المطلوب ورجله فوق رقبته
يحيى وهو يكمل الكلام عن الآخر: ومن غير حتى ماينطق بحرف، معلم من يومك يابوس
- هجين بصحيح، هما دول ولادي اللي ربيتهم للعوزة
والحمدلله ماضاعش تعبي فيهم، قالها سلطان وهو ينظر لهم وما ان تركوهم وخرجوا شاهين ويحيى حتى اقترب سلطان من ياسين وقال باستفسار سام.
- أخوك عمل إيه مع سعد الجندي وبناته؟
رفع ياسين حاجبه بترقب وقال
- وماسألتش شاهين ليه
سلطان بضيق: ومن امتى أخوك بينطق حرف من غير ماينشف ريقنا الكلام عنده زي القطارة ولو نطق بيتفجر علينا زي ما حصل من شوية
نظر له ياسين بجدية: شغل شاهين أنا ماليش فيه زي ما أنت عارف مش بيقول حاجة بس أحب اطمنك أنه شغال على التقيل، و هيودي سعد ورا الشمس
- وأنت
ياسين بعدم فهم: أنا إيه!
همس سلطان بفحيح خبيث.
- هتجيب بنات سعد هنا امتى
فتح ياسين عينيه بصدمة: نعم! أجيبهم فين
- ماهو أنت مش هتاخد منهم اللي عايزه وترميهم لأهلهم ما إن قالها سلطان وهو يغمزه حتى أكد ذلك وهو يقول: أيوه.
سلطان بتخطيط شيطاني: أنا بقا عايز منك فعلا ترميهم بس هنا في الوكر، حرام، الرجالة هنا بتتعب واحنا لازم نفرحهم بحاجة نظيفة وطرية وتكون مستوردة من برا، وعلى ما اعتقد مافيش أنظف من بنات الجندي وبكده مش بس هتاخد حق أبوك وعمك لاء أنت كده هتكون موته بالحيا زي ماعمل معاكم وخلاكم تعيشوا باليتم طول عمركم وهو عايش حياته مع عيلته جا الوقت اللي تاخد حقك وحق أخوك منه ومن عيلته ومن كل واحد بيشيل نفس دمه.
( يرموك في نار جهنم ياقادر ياكريم، قولوا آمين
قال ترميهم هنا قال )
في فيلا الجندي، كانت تتقلب على فراشها كالسمكة التي خرجت من الماء للتوا فهي لم تنم طوال الليل كلما أغمضت عينيها شعرت به يكتم أنفاسها كما فعل بها تماما، كان المشهد يتكرر معها وكأنه حقيقة لتعيش تفاصيله مرة أخرى بحذافيره ف عقلها الباطن هذا لم يرحمها.
يالله! هذه أول مرة في حياتها تضعف بهذا الشكل وأمام من؟ ذلك البرجوازي المختل عقليا، لطالما سمعت عن تأثير القبلة الأولى في حياة الفتاة وبأنها لن تنسى هذه اللحظات الى الأبد...
رمت غطائها بعيدا عنها باختناق ونهضت بكسل لتخرج من غرفتها فهي تريد الهروب من نفسها حقا، أخذت تنزل الدرج بخمول لتبتسم بحب بشكل تلقائي ما إن رأت والدتها تجلس أمام التلفاز.
ذهبت نحوها وكأنها رأت ملاذها وأمانها لترمي نفسها بأحضانها دون مقدمات لتتنهد براحة لامثيل لها فهي الآن تنعم بأحضان أحن شخص عليها من بعد والدها
داليا بحب: حبيبتي عاملة إيه
اغمضت عينيها وهي تتمنى راحة البال
- الحمدلله يامامي
داليا باستغراب: مالك زعلانة ليه
- مخنوقة، ما إن قالتها حتى سألتها والدتها بأهتمام
- من إيه.
لتقول سيلين بصوت عالي مليئ بالضجر والقهر والزعل: من كل حاجة، أنا مش مرتاحة هنا عايزة أرجع لوس انجلوس ماليش دعوة، حياتي كلها هناك احنا إيه اللي رجعنا بس
دخل عليهم سعد وهو يقول بضيق فهو سمعها كيف تتذمر: مافيش حاجة اسمها حياتي هناك، حياتك ياسيلين معانا احنا عيلتك، وفين مانكون تكوني
نهضت وهي تنظر لوالدها لتقول باحتجاج
- بس يابابي أنا مش مرتاحة هنا
سعد بمسايرة- ده العادي في الأول بس بعدها هتتعودي.
سيلين برفض وعناد: مش عايزة اتعود. مش عايزة...
صرخ بها سعد بغضب من عنادها هذا
- يبقا تصطفلي، أنتي مش صغيرة عشان أفضل اتحايل عليك، سفر مافيش وأقفلي الموضوع على كده، فاااااهمة
- فاهمة، قالتها بصوت مخنوق بالبكاء ولكنها كابرت على وجعها امامهم والتفتت وصعدت الى غرفتها مرة أخرى وما إن دخلت واحتضنت وسادتها حتى اطلقت العنان لدموعها المدللة بالنزول لاتعرف مابها هي حقا لا تعرف.
في الأسفل كان مايزال ينظر بقهر الى المكان الذي اختفى أثرها فيه، وما إن جلس بصمت وشرود حتى باغتته زوجته بسؤال بنبرة هادئة
- مالك ياحبيبي، مش عوايدك يعني إنك تزعق لحبيبة قلبك كده
- تعبت يا داليا البنات كل مابيكبروا بيكبر معاهم همهم والأمانة بقت تقيلة عليا أوي وده غير خوفي عليهم اللي هيجنني.
- أنت لحد دلوقتي موضوع امبارح مأثر عليك صح
سعد بغيرة: أكيد هيأثر. عايزاني أشوف بنتي بحضن شريكي و أبقى عادي...
- ما أنا قولتلك دي أكيد اتكسفت تقوله لاء. بعدين دي كانت بترقص معه مش في حضنه في فرق
سعد بلا مبالاة: الاتنين واحد عندي
لتقول داليا بذهول من رده هذا
- مين يصدق إنك عشت برا بتفكيرك ده
سعد بانفعال من استفزازها: ماله تفكيري ياهانم،! وايه يعني عشت برا لازم ابقا عشان أعجبكم
صعقت داليا بتفاجؤ من ألفاظه: سعد مش كده الله...
نظر حوله وقال بضجر- فين ميرال عايز أكلمها امبارح طلعت نامت على طول ماقدرتش أكلمها.
- كانت مخنوقة وطلعت تتمشى شوية، صمتت قليلا وأخذت تنظر الى زوجها الغاضب لتتنهد بعمق ثم أخذت تقول بعدما نهضت وجلست الى جانبه ومسكت يده بكفيها
- حبيبي الحكاية مش مستاهلة العصبية دي كلها وبصراحة كده رد فعلك أوفر شويتين
- مافيش أب محترم بيرضى حد يقرب من بناته...
- خلاص بقا عديها المرادي، ياستااار منك لما دماغك دي تقفل على حاجة بتقلب علينا كلنا، وبعدين راعي مشاعرهم البنات مش واخدين ع الجو هنا واديك شايف وحدة حابسة نفسها بأوضتها وعايزة ترجع تسافر والعاقلة فيهم طفشت برا البيت من صباحية ربنا
تنهد سعد بعدم اطمئنان: بناتنا يا داليا مابقوش زي ماهما في حاجة شغلاهم، أنا حاسس فيهم بقالي مدة بس ياترى مالهم واي اللي شاغلهم.
طبطبت عليه وقالت: فيهم كل خير بس أنت روق عليهم وارجع دلعهم زي زمان واقعد معاهم وتكلموا
زفر أنفاسه بقوة وقال وهو يومئ لها بنعم
- حاضر إن شاء الله بكرة بالليل لما أرجع من الشركة عايزك تكوني مجهزالنا قعدة كده حلوة على فيلم أو أي حاجة
- وليه بكرة؟
- الليلة معزوم ع العشا عند غالب منصور
- ومين ده
- مستثمر وعنده شركات ومعامل يعني ربنا فاتحها عليه من واسع
اقتربت داليا منه اكثر وسألته بمكر مبطن ذا مغزى.
- عزمك لوحدك ولا قالك هات العيلة
- بصراحة هو عزمنا كلنا
داليا بفرحة: حلووو أوي، أهي جت لحد عندنا، إيه رأيك نيجي معاك وتبقى دي فرصة عشان البنات يغيروا جو ايه؟
- لاء، ما إن رفض على الفور حتى استغربت رده السريع هذا وهي تقول: ليه لاء
نظر لها سعد بحدة: في إيه ياداليا هو تحقيق ولا إيه وبعدين من امتى أنا باخدكم معايا عند صحابي.
داليا بأنفجار: أنت اللي في إيه، هناك كنت خايف علينا وحابسنا بس دلوقتي في إيه حرام عليك عايزين نتنفس نشوف الدنيا ده احنا من يوم ما جينا وأنت دافنا في الفيلا ماخرجناش غير امبارح وطلعتها من عنين اللي خلفونا، بس أنا خلاص جبت آخري معاك، ومن الآخر كده احنا هنيجي معاك وخلصنا على كده
صرخ بها سعد بغضب مصطنع
- وافهم من كده ان ده أمر والا طلب،؟
نظرت له داليا بقوة: أمر طبعا...
أبتسم رغما عنه من غضبها الذي يعشقه ليقول بعدها بمهاودة: لاااء اذا أمر لازم يتنفذ طبعا
داليا بصدمة: ايه ده يعني موافق نيجي معاك
حرك رأسه بنعم وقال- موافق، بس ماتاخدوش على كده
داليا بموافقة ممزوجة بدلع: حاضر ياسي السيد
نظر لها سعد بأستياء: سي السيد إيه بس. ده أنتي بعد الردح اللي ردحتهولي برستيجي خلاص اتمسح بالبلاط.
ضحكت داليا وقالت: فشر. مين ده اللي برستيجه اتمسح بالبلاط، ده أنت سيد الرجالة، تعالى بس فوق معايا وأنا هروقك آخر رواق وألمعلك برستيجك اللي زعلان عليه ده
- مش عايز، ما إن قالها سعد بتمنع مصطنع حتى مالت عليه بجسدها وهي تقول بمكر أنثوي
- متأكد
نظر لها سعد بضعف وقال بتراجع مضحك
- مش أوي بصراحة
حاوطت عنقه وقال- طب شيلني.
- لا ياحبيبتي الوزن ده مايتشالش، تعالي بس ربنا يهديكي، قال الأخيرة وهو يحتضنها تحت ذراعه وأخذ يصعد معها للطابق العلوي، كلامه هذا جعل زوجته تتوقف عن الصعود وهي تقول بصدمة
- قصدك اااايه ياسعد، أنا سمينه!
ضحك عليها وسحبها معه ليكمل طريقه وهو يقول: ومالك مصدومة ليه ما أنتي عارفة ده
نظرت له بزعل: طب حتى جاملني وقولي أنتي ملبن
سعد بصدق: وأجاملك ليه ما أنتي ملبن فعلا وعاملة زي رسمة الكركاتير.
- يعني عجباك، ما إن قالتها بهيام وهي تمسك مقدمة قميصه حتى أومأ لها بنعم وقبل مابين عينيها وهو يقول: من يومك يادودو عجباني و أوي كمان
التفت برأسه نحو غرفة ابنته المشاغبة المتعبة وتنهد بحزن ثم نظر لزوجته وكرمش لها وجهه بعشق وقال
- اسبقيني ع الأوضة ياروح قلبي وأنا شوية و هاجي وراكي
داليا بابتسامة تقدير لذاته فهي تعرف طيبة قلب زوجها: هتروح تصالحها صح
سعد بحزن: وأنا من امتى أقدر على زعلها.
- ربنا يخليكم لبعض
- ويخليكي لينا ياحبيبتي
- يالا روح بس اوعى تتأخر
- وأنا أقدر، قالها وهو يقرصها من ذقنها الناعم بخفة فهو دائما ما يدللها كا بناته فهي زوجته وحب عمره ايضا طفلة بالنسبة له ويحرص دايما على إرضائها
عند سيلين كانت تجلس عند النافذة تنظر الى الخارج بشرود وهي تضم ركبتيها نحو صدرها وتسند رأسها على الحائط الذي ورائها، التفتت برأسها نحو الباب ما إن سمعت طرقه للباب ليليه دخول والدها.
ما ان رأته أمامها حتى لوت شفتيها بتهديد صريح بإنها على وشك الانفجار بالبكاء وماهي سوا ثانية حتى نهضت وركضت نحوه لتزرع نفسها بأحضانه بلهفة وحب، كل هذا حدث بغمضة عين فهي ما إن وجدته
يفتح ذراعيه لها حتى لبت ندائه دون تردد
سيلين بترجي: بالله عليك يابابي ماتزعلش مني
ده أنا بحبك
قبل صدغها وهو يقول: وأنا بحبك يقلب ابوكي...
نظرت له بفرحة وقالت: يعني مش زعلان.
- لاء مش زعلان بس بلاش حكاية إنك عايزة ترجعي تعيشي برا دي
سيلين برضوخ: ماشي، هحاول
ليقول سعد بصرامة بعض الشئ- مافيش حاجة اسمها هحاول في حاضر، لأن الموضوع ده مش قابل للنقاش
- حاضر
- شاطرة ياحبيبتي ودلوقتي كلمي أختك خليها ترجع عشان تجهزوا نفسكوا بالليل معزومين ع العشا عند واحد اتعرفت عليه امبارح بالحفلة وشكله كده عايز يعزز علاقته بينا ويدخل معانا في الشغل
- مين ده؟
- أنتي تعرفيه على ما أظن، اسمه غالب منصور اللي سلم عليك لما كنتي واقفة معايا
انصدمت من معرفة هويته ولكنها ادعت غير ذلك وقالت بكذب: مش فاكرة كان في ناس كتير ماركزتش
- طيب ياحبيبتي مش مهم أسيبك بقا تجهزي نفسك
- ماشي يابابي. قالتها وهي تبتسم له ولكن سرعان ماتلاشت لحقد ما إن خرج وأخذت تفكر هل الآخر سيأتي هو ايضا أم لا، يالله كم تمقته هي لم تكره احد في حياتها مثله...
( وما الحب إلا بعد عدواة سيلينا ).
علي الجهة الأخرى عند ميرال ما إن استيقظت من نومها في الصباح الباكر حتى غيرت ثيابها وخرجت تتمشى في شوارع القاهرة تريد ان تستكشف معالم هذه المدينة الجميلة ولكنها فشلت فهي لاتعرف شئ هنا.
جلست على أحد المقاعد الحجرية امام نهر النيل ما إن تعبت وشردت عينيها بالمراكب التي تبحر على سطح هذا النهر، المنظر عادي مثل كل يوم ولكنها رأت فيه حب الناس لبعضهم وطيبتهم هذا الشئ لم تكن تراه في الخارخ فهناك لا أحد يساعدك دون مقابل. الجميع يقول نفسي، نفسي...
كانت تسافر بعيدا بمخيلتها ونظرها معلق بنقطة وهمية بعيدة غير واعية لذلك الذي أخذ يقترب منها ليجلس الى جانبها ويقول وهو ينظر إلى ماتنظر له.
- ليه ادايقتي لما قولتلك مرمر
خرجت من دوامتها والتفتت له بتفاجؤ
- أنت عرفت مكاني منين
التفت لها برأسه وغمزها وهو يقول بشقاوة
- هو انت متعرفيش ان قلبي دليلي، تنهد وأكمل بتساؤل ما ان وجدها تتجاهله، ماردتيش عليا زعلتي امبارح ليه
- مالكش فيه
- تؤ، ليا، أي حاجة تخصك ليا فيها
ولكن ما ان نظرت له بغضب واضح بعينيها الواسعة
حتى رفع يده أمامها وهو يقول بضحك
- ابوس خدودك الحلوة دي بلاش تبصيلي كده أنا مش قدهم.
- اللي هم إيه
- عنيكي يامرمر
ميرال بزعل حقيقي: يااااسين عشان خاطري بلاش الدلع ده
ياسين بمشاكسة: يخربيت ياسين على سنين ياسين
ياسين بينهار أصلا بسببك يامفترية، هو أنا اسمي حلو فجأة كده ليه ياجدعان، وبعدين زعلانة ليه يامزة ما انت فعلا مرمرتي حالي وأحوالي
ميرال بضجر: عشان خاطري بقا
ياسين بستغلال- موافق بس بشرط
ميرال بستنكار: بتتشرط كمان؟
ياسين بتأكيد: طبعا
لتقول ميرال بإنصات: اللي هو ايه.
ليرد عليها بستغلال اكبر: نقضي اليوم مع بعض...
ميرال برفض: لاء ماينفعش
- بصيلي، قالها وهو يرفع وجهها له وما إن أسر عينيها بخاصته حتى أكمل، قولي موافقة وفرحيني، طال الصمت بينهما ولكن لغة العيون لم تصمت بل أخذت تصرح بالمحظور
مسك يدها وخلل أنامله بخاصتها وشدد عليها ونهض وسحبها معه ولكنه وجدها تمنعه وهي تقول برفض واهي: إيه ده على فين أنا لسه ماوافقتش.
- بس عينيك وافقت وده المطلوب، قالها وهو يرفع يدها لفمه وقبلها بسرعة وأنزلها قبل أن يرى الناس فعلته، وهذا ما جعلها تضحك عليه ليهيم بها عشقا وينطق لسانه بتلقائية وهو يقترب منها بشدة ويهمس لها
- بحبك...
احمرت وجنتيها خجلا وأخذت تنظر حولها وكأن كل الناس سمعت ما قال، نظرت له وقالت بضيق كاذب
- انت مجنون وعديم الرومانسية هو في حد يعترف كده.
- ايوة أنا بعترف كده، عارفة ليه، قالها وهو ينظر لسواد عينيها الذي لا قاع له لتبادله النظرات بمنتهى الرقة وهي تقول
- ليه
- لأن احنا بنختلف عن الآخرين يامرمر، قال الأخيرة وضحك لتنظر له بعتاب وهي تقول
- بردو مرمر دي
ياسين بمشاكسة- ايوه وخدي من ده كتير، عندك اعتراض
ميرال بسخرية: قال يعني لو عندي اعتراض هتسمعه
ياسين بجبروت: ولا هاخد بيه أصلا
- شوفت.
ياسين بتوعد مبطن: ايوة شفت، بس أنتي اللي لسه ماشفتيش حاجة معايا
- ربنا يستر منك عقلي مش مطمنلك بس هاجي معاك
ليقول ياسين بمشاعر جياشة: انا قولتهالك وهقولها تاني، ماتخافيش مني، عمري ماهضيعك ده أنا ماصدقت لقيتك، ثقي فيا
نظرت له ميرال قليلا بصمت ثم قالت بجدية
- الثقة بتجي بالأفعال مش بالكلام، لو عايز ثقتي فعلا اكسبها بفعلك
ابتسم لها ياسين بثقة وقال.
- هيحصل وهتشوفي، ودلوقتي تعالي نفطر سوا لأني متأكد إنك لسه مافطرتيش...
لتقول ميرال بدلال عفوية: لا أنا عايزة غدا مابحبش الفطار
- بس كده يقلبي، ده أنتي تؤمري وأحلى غدا لأحلى بنوته عنيا شافتها. قالها وهو يتحرك بها لتتبعه كالمنومة مغناطيسيا وهي تنظر له بإعجاب واضح وابتسامة حالمة واخذت تنسج أحلام وردية التي بيعيدة كل البعد عن الواقعها.
لتقضي اليوم بطوله معه ومع كل دقيقة تمر عليها وهو الى جانبها كانت تغرق أكثر وأكثر في بحره العميق
ولكن ما أنهى يومهم هذا هو اتصال سيلين لها تخبرها بإنها يجب أن تعود الى المنزل فورا بطلب من والدهم
في منطقة شعبية بالتحديد داخل شقة أم غالية
- قلبي واكلني على غالية ياترى كويسة ولا تعبانة...
خليل باستنكار لما سمع: تعبانة ايه ياولية! دي بنتك أتجوزت راجل ماكنتش تحلم بيه طول عمرها عايزة إيه تاني.
لتقول امها بشوق- عايز أشوفها واضمها كده لصدري واشم ريحتها دي وحشاني اوي ده أنا محيلتيش غيرها
حس بيا
صرخ بها خليل بتهرب: يوووووه افضلي كده اندبي ع بنتك وخلي جوزها يطفش، شكلك عايزاها تطلق مش كده
- بعد الشر عليها تف من بقك. بس هو هيطفش ليه. ده أنا عايزة أباركلهم بس واطمن عليها زي كل أم. إيه مش من حقي، ده حتى أخدها واختفى، مافيش حد بيعمل كده.
- انت الكلام معاك مالوش فايدة، قالها وهو يتركها ويخرج من الشقة بأكملها
اخذت تضرب على فخذها وهي تقول بقهر
- يااااناس قلبي موغوشني عليها مش بايدي
حركت تحية زوجة خليل فمها بعدم رضا وبشهقة خفيفة قالت: اطمني يا اختي، وحطي في بطنك بطيخة صيفي، بنتك بقت مرات يحيى اللداغ. يااابختها مش زي
والدة غالية بمحاولة مستميتة: طب ما تخلينا نعزمهم بمناسبة جوازهم وأهي حركة حلوة مننا بردو.
- اعزم ايه هما فاضيين لينا، دول عرسان في شهر العسل عايزة تنكدي عليهم ليه، وبعدين اعزمهم بإيه هو انا حيلتي حاجة
ترد عليها بلهفة: انا عندي، أعزمهم على حسابي
تحية بفرعنة: حساب مين يا أم حساب ده أنتي قاعدة واكلة شاربة ببلاش، قال على حسابي قال هو أنتي حيلتك حاجة، تركتها وخرجت وهي تتكلم كلام تكرهه الأذن وتشمئز منه الروح لدنائة أصحابها.
نزلت دموع الاخرى بعجز وهي ترى كيف تركتها وخرجت غير آبهة بها ولا بلوعة قلبها، رفعت كفيها للأعلى وأخذت تشكو وجعها وضعفها وقلة حيلتها لله عز وجل وتدعوه بتذلل بإن يحفظ لها ابنتها الوحيدة من كل شر
في مطعم راقي وفخم لا بل كان أشبه بالقصور الضخمة دخل من البوابة سعد وعائلته ليكون في استقبالهم صاحب المكان وهو غالب منصور وعلى وجهه ابتسامة واسعة وهو يصافحهم
- اهلا وسهلا سعد بيه
- اهلا بيك...
- نورتي ياهانم، قالها وهو ينظر الى داليا ويصافحها باحترام حتى ردت عليه بمجاملة
- تسلم ده نور حضرتك
- النور الحقيقي هنا، قالها بخفوت وهو يصافح سيلين ليرفع يدها له وقبلها وهو ينظر الى عينيها بتمعن، مشهد الحفلة انعاد أمام شاهين فهو لتو دخل هو وياسين ليتوقف عند هذا المنظر كز على أسنانه وتقدم منهم
ليبتعد غالب عن سيلين وأخذ يرحب بحضور الأخوين اللداغ، ليتفاجئ بهما سعد فهو لم يتوقع بأن يكونا مدعوين ايضا.
بعد ترحاب وسلام طويل توجه نحو الداخل و عند اقترابهم من المدخل اقترب شاهين من تلك التي تتجاهل وجوده وقال بخفوت
- ممكن أعرف كل الأناقة دي عشان مين؟
- مش هقولك وأنت مالك، لأني اكتشفت إنك مريض نفسي، ريح نفسك و روح اتعالج وريح اللي حوليك من العذاب ده، قالتها وهي تنظر له بحقد صريح ثم تخطته بثقة لتلحق بعائلتها.
وما إن وصلوا الى طاولة طويلة حتى رفعت حاجبها باستغراب حاولت ان تخفيه بابتسامة مجاملة ما إن وجدت غالب يسحب لها الكرسي الذي بجانبه حركته هذه كادت ان تفقد شاهين صوابه ولكن كان رد فعل سعد أسرع منه ما إن قال
- سيلين بابا تعالي اقعدي جنب مامتك
أومأت له وذهبت وجلست بين والدتها وأختها وما إن أخذت تعدل جلستها ورفعت رأسها حتى التقت عينيها بذلك الصقر الغاضب الذي جلس أمامها...
نظراته لها قاتلة حرفيا ولكنها تجاهلته وكأنه غير موجود تماما واندمجت بتناول الطعام ما إن تم تقديمه ونجحت في ذلك نوعا ما مما أدى الى جنون شاهين رسميا...
اما ميرال اندمجت بالحديث معهم عن العمل وكيفية ادارته فهي لديها خلفية لايستهان بها في هذه المواضيع.
نظر ياسين بفخر الى فتاته الذكية التي استطاعت أن تجذب اتباه الجميع لها برزانتها وحكمة كلماتها وما إن التقت نظراتهما حتى غمزها بخفة حركته الوقحة هذه جعلتها تقطع كلامها و تصمت بعدما تلعثمت بتوتر لتقترب منها سيلين وهي تقول بهمس
- هو في إيه بالضبط، دي الحكاية باين إنها مطورة
ع الآخر مع الأستاذ وبقا فيها غمزات وحركات
ضربتها بعكسها وهي تقول من بين أسنانها
- مالكيش دعوة
- بقا كده.
اقتربت منها ميرال وقالت بمراوغة: ايوه كده وحدة بوحدة. مش انتي خبيتي عليا حكاية الروج إيه اللي عمل فيه كده أنا كمان هعمل زيك
فتحت سيلين عينيها بفزع من أن يسمعها أحد: هششششششش يخربيتك اسكتي هو ده وقته...
ماشافهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتحاسبوا.
- تصدقي عندك حق، قالتها ميرال وهي تبتسم بخفة لتبتسم الأخرى معها وما إن رفعت وجهها حتى وجدت غالب لا ينظر لها فقط لا. بل هو كان تائه فيها وبضحكتها، ليتحول بصرها بشكل تلقائي نحو شاهين الذي كان كالوحش المفترس يتوعدها
أنزلت نظرها على طبقها لترفع كأس الماء لتتجرعة دفعة واحدة ثم نهضت مستأذنة لتذهب الى الحمام.
وما ان اختفت من المكان حتى رمى شاهين المنديل بغضب ونهض هو أيضا. كاد أن يسأله غالب عن السبب أو دعنا نقول شك بإنه سيلحق بالأخرى ولكن كان له ياسين بالمرصاد الذي أخذ يمطرهما بوابل من الأسئلة هو وسعد ليشغلهما عن غيابهم الغير مبرر.
في داخل الحمام كانت تقف أمام المرآة وهي تتنفس بعمق لتحبسه لثواني ثم تزفره ببطئ، كررت هذه العملية ثلاث مرات، لتستطيع أن تهدئ أعصابها ف الأجواء متوترة وذلك الحثالة الوقح الذي تجرأ معها أمس يتعامل معها اليوم وكأن شيئا لم يكن، لاااا بل يتصرف معها وكأنه...
قطع سلسلة أفكارها دخوله عليها بشكل مفاجئ لتلتفت له بصدمة، كانت تعرف بإن رزانته وهدوءه ليسو سوا غطاء على جنونه الحقيقي هذا الذي تراه أمامها الآن.
أما عند شاهين كان يوجد بعقله كلام لاينتهي لها ولكن ما إن وجدها كيف تنظر له بتفاجؤ من دخوله عليها، كم كان مظهرها جميلا وفاتنا، تلاشت الحروف من على لسانه لتتركز عينيه على شفتيها المنفوخة لتداهمه لحظة تذوقهما
أبعد نظره عنها وهو يبتلع لعابه بصعوبة ولكن قطب جبينه عندما وجدها تقول: بغض النظر عن إنك وقح ومجنون إلا إنك مديون لي بأعتذار.
شاهين بصدمة لاتقل عن صدمتها منذ قليل فهو توقعها ستصرخ لأنه اقتحم عليها المكان ولكن كلامها جعله يقول بترقب: اعتذار؟
أومأت له بنعم وهي تقول: أيوه
شاهين باستنكار: انا! أعتذر، على ايه بالضبط
كتفت سيلين ذراعيها وقال بجدية
- تعتذرلي على سرقتك لعذرية شفايفي وقلة ادبك معايا.
- عذرية ااااايه؟، قالها بتفاجؤ وكأن هناك من سكب عليه دلو من الماء المثلج في فصل الشتاء، ولكنه ضحك بخفه ما إن وجدها تكرر بخفوت وهي مستغربة ردة فعله
- شفايفي
تلاشى غضبه وانفعاله منها وحل الحب فقط في عينيه لها واكتشف في هذه اللحظة أن التي أمامه برغم لسانها السليط وغرورها إلا أنها بريئة، عض شفته السفلية ثم قال باستمتاع وهو يراوغها
- أعتذر ليه؟ ماهو بصراحة مش ذنبي اللي حصل
رفعت حاجبه بترقب وهي تقول.
- أومال ذنب مين
اقترب منها ونظره ملتصق بثغرها وقال
- ذنبهم هما، بيستفزوني
فتحت عينيها بتفاجؤ من رده هذا لتسأله بعدها بفضول- بيستفزوك ازاي مش فاهمة!
شاهين بسفالة لاتظهر إلا أمامها هي: كل لما ببصلهم بلاقيهم منفوخين بشكل رباني، سبحان الله، بس اللي فوق منفوخة أكتر من اللي تحت وأنا بصراحة حبيت أعدل مابينهم، وأنفخهالك، وعلى ما اعتقد إني امبارح نفختهم بضمير ولا إيه.
- ووووووقح، قالتها بغيظ ممزوج بخجل ثم تركته وخرجت لتعود الى الطاولة وماهي سوا دقائق حتى لحق بها وهو يضحك عليها ليمر الوقت عليهم بين النظرات المسروقة من قبل الفتيات و الوقحة من قبل الشباب، لتنتهي هذه الأمسية أخيرا وقد تركت في داخل كل واحد منهم ذكرى لاتنسى.
في الوكر عند غالية كانت ماتزال تعيش بسجنها كما في الأيام السابقة لا جديد تراقب الناس غريبة الأطوار هذه. ولكن الليلة هي ليلة الخميس سمعت يأتي من مكان بعيد صوت أغاني ورقص على مايبدو بأنه يوجد زفاف هنا
مسكينه غالية تظن بأن هناك زفاف لاتعرف بأن هناك حفلة للغجريات، محتواها، شرب، غناء، رقص...
وفتيات، وبالتأكيد هي لا تعلم بإن هذا الحفل مقام على شرف زوجها العزيز...
استمر الصوت لساعات طويلة ولم ينقطع حتى بدأت إشارات الصداع النصفي لديها، نظرت الى الساعة كانت قد تجاوزت الثالثة صباحا، نهضت بتعب لتستلقي على الأريكة لتنام ولكن ما إن اغلقت عينيها حتى فتحتهم بسرعة عندما سمعت قفل الباب يفتح ليدخل عليها وهو يترنح أو هذا ما هيئ لها
ولكن ما إن أنار الشقة حتى نظرت له باستغراب كان يتمايل بوقفته رغما عنه وبيده علبة ماء، لااااا ليس.
ماء، بل كانت زجاجة بداخلها سائل أصفر مائل للإحمرار
وقفت بمكانها وهي تحاول أن تكذب ماترى الآن...
هل عاد الى المنزل وهو ثمل؟ كان مجرد سؤال طرحه عقلها ولكن ما أكد سؤالها هذا هو رائحته النتنة التي تسبقه بأمتار، لتجده يقول ب لسان ثقيل وعدم تركيز تام بسبب كثرة تجرعه لهذا السم
- يااااسين اخويا...
كلامه هذا جعلها تنظر إلى نفسها هل حالة السكر هذه جعلته يراها رجل؟ أخذ يتقدم منها بطوله الفارع ليتعثر بخطواته ويسقط بثقل جسده الضخم هذا على الأريكة مماجعلها تبتعد بسرعة عنه، وهنا كان قد تمكن الخوف والهلع من قلبها المسكين، لتعبس وجهها بتقزز من رائحته النفاذة لدرجة أصابتها بالغثيان
أخذت تتمعن بنظرها له وكأنها لا تصدق مايحصل معها
كانت عينيه حادة، زائغة، وناعسة بشكل كبير فهو بالكاد يستطيع أن يفتحهما...
أخذت تنظر له باشمئزاز و يأس ياالله أين ذهب جبروته وقوته وعقله وصرامته و سلطته التي يتباهى بها دائما، كل هذا ذهب في مهب الريح بسبب لعنة محرمة لاتعرف حقا ما المغري بها لكي يشربها وتذهب بعقله، هذا إن كان يملك عقل من الأساس...
وجدته زحف من الأريكة ليجلس على الأرض وهو يرفع الزجاجة لفمه بعدم توازن ليحتسي من شرابه بشراهة ثم نظر للزجاجة وأخذ يكلمها بهلوسة وكأنها تفهم مايقول.
- تعرف يا شاهين أنا مديون ليك، كتير أوي مديون...
بس ماتلومنيش لما كنت بضرب الكل بوحشية، لأنه مش ذنبي، سااامع مش ذنبي اني ابن حرااام...
كلامه كان كالصاعقة لها رجعت للخلف و وضعت يدها على فمها وهي تهمس: ابن حرام؟
رفع نظره لها على ما يبدو بأن حركتها هذه جذبت انتباهه ليقول باستغراب: انت بتبعد ليه يا شاهين
مالك، انت لسه زعلان مني، عشان دخلت الحريم بانتقامي، خلاص مش هعمل كده، حرمت.
بس اااء بس أنت قولتلي طلقها ورجعها وأنا مش هقدر اعمل كده ب غلا، دي بنت بمية راجل، بس مش حلوة بتزعق ولسانها طويل مش شبهها خالص، فاكر لما حبيت أول مرة في حياتي فاكر وقتها حصلي إيه راحت ونامت مع صاحبي ههههههه
انا يحيى، يحيى اللداغ، أتخان، بذمتك دي مش مجنونة، كلهم خاينين كلهم، وأنا كمان خنتها مع كل بنات الوكر وبعدها سبتها، عشان هي وسخة ماتستاهلش حبي.
غالية بقصف جبهة: قال يعني أنت اللي نظيف جاتك القرف في شكلك. وأخذت تقلده، أنا
يحيى، حتى وهو سكران شايف نفسه.؟
صمتت فهي لاتدري كيف أصبح بلمح البصر أمامها ليمسكها من ذراعيها وهو ينظر لها بعينيه العسلية بهدوء وكأنه يتفحصها ليقول بثقل
- ياسين أنت مش مصدقني صح
- هو ياسين ولا شاهين. إيه الليلة دي بس، قالتها مع نفسها وهي لاتعرف ماذا تفعل حقا، لتنتفض بين يديه عندما صرخ بها وهو يقول: ليه! مش مصدقني.
- مصدقاك بس سبني، قالتها وهي تحاول أن تتخلص منه بخوف ما ان وجدته يريد أن يدفن وجهه بعنقها ولكن مع محاولاتها للفرار منه جعلته يزداد غضبا ليسحبها من مقدمة ثوبها بقوة ليتمزق الى قطعتين من الأمام ومع فعلته هذه خرجت منها شهقه عنيفة وكأنه انتزع روحها منها...
دفعته عنها بكل قوتها وركضت للغرفة ولكن قبل أن تغلق الباب وجدته يدفعه عليه من الجهة الأخرى لترتد الى الخلف عادت بخطواتها الى الوراء لتتعثر بالسجاد وتسقط على السرير
لتجده يعتليها كالوحش وأخذ يضربها ويكيل لها الصفعات وهو يقول بحقد
- انت خاينة و وسخة خنتيني مع صاحبي، ليه جيتي هنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك ولو شفته هقتلك بيدي، قال الأخيرة وهو يطبق على عنقها بيده.
لتكون ردة فعلها هو غرز أظافرها بكل قوتها بصدره مسببة له أضرار بالغة وما إن أعادت فعلتها هذه أكثر من مرة حتى تكسرت أظافرها ولكنه لم يتأثر، أخذت تختنق واحتل وجهها الون الأزرق لترفس بقدميها بشكل عشوائي ولكن ما ان جمعت شتاتها وتركيزها حتى ضربته بركبتها على منطقة تحت الحزام وهنا ابتعد عنها متألما.
اعتدلت بجسدها بسرعة وهي تشهق بعنف لتميل برأسها بتعب وثقل حتى وجدت الدم يتساقط من أنفها على مفرش السرير لتسعل بعدها بشدة ولكن ما إن رأته مشغول مع زجاجته يكلمها مرة اخرى وكأنه لم يكون على وشك قتلها منذ لحظات...
حتى نهضت بجسد متهالك واهي من ضربه لها ولكنها مجبرة أن تضغط على نفسها، تسحبت بهدوء شديد من الغرفة خوفا من أن ينتبه لها، ولكن ما إن وصلت بقرب الباب حتى ركضت خارج الغرفة لا بل خارج الشقة بأكملها، فهي كانت تركض هاربة من ذلك الوحش البشري.
10=رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل العاشر
نهضت بجسد متهالك واهي من ضربه لها ولكنها مجبرة أن تضغط على نفسها، تسحبت بهدوء شديد من الغرفة خوفا من أن ينتبه لها، ولكن ما إن وصلت بقرب الباب حتى ركضت خارج الغرفة لا بل خارج الشقة بأكملها، فهي كانت تركض هاربة من ذلك الوحش البشري
اخذت تنزل الدرج بسرعة وما إن التفتت الى الوراء خوفا بأن يكون خلفها حتى انزلقت قدمها ليلتوي كاحلها وتسقط على الأرض بعنف شديد مسببة به أضرار بركبتيها وساعديها.
سقوطها هذا أمام مخرج العمارة جعلها ترفع رأسها بفزع وصدمة كأنها الآن استوعبت الموقف. فهي تفترش الأرض بثياب ممزقة لاتسترهاإطلاقا وأنفها ينزف وشعرها مبعثر منكوش، حاولت ان تستقيم بجسدها إلا أنها لم تستطع الوقوف على قدميها وهذا ما جعلها تزحف على أسفل ظهرها لتختبئ أسفل السلم المظلم خوفا بإن تكون فريسة لمن لا يخاف ربه إن كان زوجها فعل بها كل هذا فما بالك الوحوش التي تسكن الشارع في الخارج.
وصلت لمبتغاها تحت السلم وحشرت نفسها بزاويته الضيقة واحتضنت نفسها بخوف وضمت ساقيها نحو صدرها لتدفن وجهها برعب حقيقي بين ركبتيها
يااالله ماهذا التي تعيشه الآن في صغر سنها هذا، فهي وحيدة في مكان مظلم والبرد بدأ يأكلها وينخر عظامها أخذت تفكر بكلامه وتحاول ان ترتب ما سمعته منه والنتيجة كانت مؤلمة لا تريد الأعتراف بها، هذا الرجل حقا لغز في لغز بالنسبة لها عقلها لا يستوعب هذا المستنق على الأطلاق...
رفعت رأسها وأخذت تنظر حولها بترقب ممزوج بتعب وخوف، أين هي الآن لما يحصل معها كل هذا، مر الوقت عليها ببطئ مميت، لم تتحرك من مكانها وهذا مازادها ألما على ألمها لتنزل دموعها بقهر وهي تقول مع نفسها بصوت خافت باكي.
- ليه بيحصلي كل ده، ليه ماكنش بالوقت ده نايمة في سريري جنب أمي، اللي في سني بيفكروا هيلبسوا ايه بكرة في الجامعة، وأنا! كل لليلة مغامرة جديدة يوم تحت السلم ويوم في البلوكونة وضرب وإهانة وشتيمة كل حاجة تلاقي عندنا عادي، وياريتني بشوف ده كله على ايد حد ليه القيمة مش كلب عاصي ربه و راجع سكران وش الفجر.
اااااخ ليه أهلي مش زي الناس اللي بتخاف على لحمها ليه خالي رماني الرمية السودة دي، اللي بيقول إن الخال والد، يجي ويشوف خالي عمل فيا إيه و رماني فين.
اخذت تفضفض كل مافي داخلها حتى جفت دموعها وهي تكلم نفسها باختناق وعتاب. ابتسمت بوجع عندما عم السكون ع المنطقة بأكملها ما إن بدأ ضوء الشمس ينير الأرض يعلن عن بدء يوم جديد متفائل للناس ولكن بالتأكيد ليس لها، مرت ساعات طويلة وبدء الجو يدفئ عليها لتبدء جفونها بالتثاقل رغما عنها وهي جالسة ولكنها قبل ان تستسلم لنومها سمعت صوت أقدام شخص ينزل الدرج مسرعا وفي غضون ثواني معدودة وجدته يقف أمامها بكامل أناقته.
كان يرتدي بنطال أبيض مع قميص ازرق غامق يناسب لون بشرته جدا مع خصلات شعره الطويلة أي فتاة أخرى كانت ستقع بسحره هذا و وسامته لا محالة.
إلا هي ازداد مقتها له وحقدها ما إن رأته بهذا الشكل.
قلصت محيط عينيها بتركيز وانتباهها لترى بشكل أدق ف عينيه كانت منتفخة واحمرارها بارز، زمت شفتيها بترقب فهي لم تكن تستطيع ان تميز هل هو الآن بوعيه أم مازال تحت تأثير ذلك السم، ولكن انتفضت برعب وعادت الى الخلف أكثر ما إن وجدته ينحني نحوها وهو يمد يده لها ويقول بصوت حاول على قدر المستطاع أن يكون مليئا بالطمأنينة
- تعالي
تنهد بصوت عالي عندما وجدها تحرك رأسها برفض حتى أكمل محاولته معها بنفس نبرته السابقة.
- تعالي يا غلا ماتخافيش مني أنا دلوقتي في وعي
مش هأذيكي، هاتي ايدك بس
ولكن ما إن رفضت مرة أخرى حتى قال وهو يحاول ان يستفزها: شكلك عايزاني اشيلك...
- أوعى تقرب مني، قالتها بشراسة عندما وجدته يريد أن يسحبها من كاحلها ليخرجها من مكانها الضيق هذا
تنهد مرة أخرى وقال بهدوء وتريث: غلا، غلاتي، بلاش عناد دلوقتي احنا مش في البيت امشي معايا
نظرت له برفض وهي تقول بزعل طفولي وغصة تخنقها.
- مش عايزاك أنا، مش عايزاك، رجعني لأمي
زفر أنفاسه بضيق من نفسه و انحنى بجذعه أكثر ومسكها من معصمها وبرغم مقاومتها له إلا أنه استطاع ان يسحبها من مكانها الذي تختبئ به وما إن أرغمها على الوقوف امامه حتى شهقت بألم كاحلها
اما يحيى اخذ ينظر لها بذهول من حالتها هذه هل كان معها بكل هذه الوحشية، مرر نظره عليها بصدمة فهو حقا لا يصدق.
ابعد بصره عنها واخذ يمرر كفه الأخرى على وجهه بضيق حقيقي لا يعرف ماذا يفعل، ولكنه أبعد كل هذا التفكير الآن و اقترب منها محاولا أن يحملها ولكنه ابتعد ما إن وجدها تقول بغضب وهي تحمي نفسها منه
- إياك تلمسني بإيدك الوسخة دي
نظر لها بعتاب ولكن سرعان ما التفت على صوت حودة وهو يقول عند المدخل: أنت هنا ياللداغ.
كان صوت هذا الرجل كفيل ليجعل غالية تنسى خلافها معه و تختبئ بسرعة خلف زوجها الذي استغرب فعلتها حقا أوليس هي من كانت ترفض لمسة يده لها، ها هي الآن تقف وراء ظهره تتمسك بقميصه بيدها الصغيرة
يحيى بصوت عالي ليسمعه الآخر
- عايز إيه قول!
فهم الآخر على الفور بأن رئيسه لايريده أن يدخل ليقول بعملية- ده مش أنا اللي عايزك ده الحاج سلطان
- قوله عندي شغلة مهمة أخلصها وآجي وأنت سد مكاني.
- اعتبره حصل، قالها حودة واقترب من المدخل وأغلق عليهم الباب الداخلي للعمارة لكي لايراهم أحد وبهذه الحركة فهم يحيى بأن الآخر قد رأى الموقف من بعيد وأتى له لينبهه
عند هذه النقطة قال يحيى بصوت عالي ممتن
- من يومك حويط ياحودة
- تربيتك ياللداغ، سلام. ما إن قالها وذهب حتى التفت يحيى نحو غلا الروح برأسه ليجدها تبتعد عنه بخجل من فعلتها ولكنها تقسم بإن تمسكها به كان حركة عفوية
ليس أكثر.
أخذت تضم ثيابها الممزقة عليها لتجبر نفسي على المشي ولكن مع كل دعسة تشعر بنار تحرق كاحلها وتأوها الخافت يخرج من بين أسنانها المصطكة بألم
بشكل لا إرادي.
ولكن سرعان ما شهقت عندما وجدت نفسها تطير بالهواء لتكون بأقل من ثانية بين ذراعي زوجها الذي احتضنها بحماية وأخذ يصعد بها الى الطابق الثاني لتبعد نظرها عنه بإحراج من قربه هذا ليلفت نظرها أن الهدوء يعم المكان بشكل دائم وهذا مالم تلاحظه سابقا، على مايبدو بإنه لايوجد سكان غيرهم هنا.
اما عند يحيى كان تفكيره محصور عليها فقط، كم هي صغيرة الحجم بمقارنتها به وكم هي ناعمة وطرية ورقيقة و بااااردة، جسدها بارد كالثلج، أغمض عينيه بضيق عندما تذكر ما حدث
دخل شقته واغلق الباب خلفه بقدمه لينزلها بعدها داخل الحمام ثم خرج لدقائق وعاد معه ثياب نظيفة لها وهو يقول: استحمي وغيري هدومك وأنا هستناكي برا لو احتاجتي حاجة ناديني.
خرج وتركها لوحدها وهو يكاد أن ينفجر من كل هذا، أخذ يعيد منظرها كيف كان ليغمض عينيه بغيظ من نفسه مستحيل هل هو فعل كل هذا، هو شيطان وهي بريئة وصغيرة كيف استطاع ان ينتهكها بهذا الشكل البشع.
لا ينسى صدمته عندما استيقظ صباحا و وجد تلك القطرات من الدماء التي تتوسط السرير وما أكد له شكه هذا هو هروبها وثيابها الممزقه من الأمام ورفضها القاطع للمسها وكيف كانت تعرج بقدمها من ألمها كل هذا لا يحتاج لتفسير آخر أو حتى دليل فكل العوامل موجودة، يعلم الله وحده كم كان وحشا معها، وعند هذه النقطة زاد تأنيب ضميره له...
ذهب وجلس على الاريكة ينتظر خروجها وما ان مرت نصف ساعة تقريبا حتى رفع رأسه نحو الحمام عندما سمع صوت فتح الباب ليجدها تخرج وهي تعرج حاول ان يساعدها ولكنها تجاهلته وكأنه غير موجود وذهبت
وجلست بثبات وقوة على أريكة منفردة لشخص واحد
اخذ يتمعن بها وهو يفكر مستحيل أن يرى أنثى لديها عزة نفس مثل عزتها بل هذه الصفة لاتليق سوا بها.
الكبرياء والثقة والجمال صنع حصريا لها، وبرغم حالتها كانت مغرية بشكل مفرط للأعصاب. كان يجب ان يكتب على جبينها هنا منبع الأنوثة
اما غالية كانت تنظر لأي شئ إلا هو ولكن ما نرفزها حقا هو عندما جلس أمامها وتمعنه بها ثم قال بعدها بمنتهى الوقاحة وكأنه لم يكن السبب بما هي فيه الآن
- عاملة ايه دلوقتي، محتاجة أوديكي المستشفى لو في نزيف لحد دلوقتي.
نظرت له وهي تقطب جبينها بعدم فهم، لما عليها ان تذهب الى المستشفى، نظرت الى الأرض بانزعاج منه لا تريد رؤية وجهه برغم جماله هذا و وسامته إلا أنها أصبحت حقا تقرف منه.
وبسبب ظهور علامات الأشمئزاز على وجهها وجدته يقول ببجاحة: لو فيكي حاجة صرحيني ماتتكسفيش، وبعدين أنتي قرفانة كده ليه، ده شيء طبيعي يحصل بين أي زوجين، حلال ربنا، وكان لازم ده يحصل من أول يوم لينا مع بعض، بس بسبب رفضك أنا كنت صابر عليك كل المدة اللي فاتت دي احتراما لرغبتك...
انتفضت واقفة من مكانها ما إن فهمت مقصده وهي تقول بانفعال: أنت متعرفش حلال ربنا إلا في دي و أنك ترجعلي سكران انصاص الليالي ده عادي مش كده، اسمعني يا اسمك إيه أنت، أنا مش هستنى هنا يوم كمان، رجعني لأهلي وسيبني بحالي بقى. يا أما والله العظيم هرجع أنا بنفسي واللي يحصل يحصل أنا زهقت منك ومن عيشتك دي...
صمتت وكادت ان تقع ما إن وجدته يقترب منها وبخفة يد وجدته يحاوط خصرها ليمنعها من السقوط وهو يقول بهدوء ونظراته لها كانت مليئة بالاهتمام
- غلا أنت لسه صغيرة وأنا مقدر ردة فعلك دي ع اللي حصل امبارح، بس ماتنسيش اني جوزك و ده حقي
صرخت به بغيظ من برودة رد فعله هذا بعدما قررت مع نفسها بعدم توضيح سوء الفهم هذا كأقل عقاب له وانها ستستخدمها نقطة قوة لها.
- جت كسر حقك يا أخي افهم أنا مش هقدر استحمل أكتر من كده، والله لو حاولت تقرب مني مجرد محاولة بس هقتلك وأقتل نفسي كفاية الذل اللي شفته امبارح وأنا معاك ماعنديش أدنى استعداد إني أعيد التجربة دي معاك
- والله ماكنتش بوعي، قالها وهو يعود الى الخلف خطوة وعينيه الجميلة مليئة بالاعتذار ثم أكمل بأقتراح
إيه رأيك تاخدي الأوضة وأديكي مفتاحها تقفلي على نفسك وبكده هتطمني أكتر إني مش هقرب منك
يرضيكي الحل ده
- لاء.
- طب قولي اللي يرضيكي
- رجعني لأهلي
نظر لها بضيق من عنادها الذي لا ينتهي ليقول بعدها بترفع وغرور لا ينتهي: انسي ياحلوة أنتي بقيتي بتاعتي خلاص، و رجعة لأهلك مافيش، اطلبي اللي أنتي عايزاه وأنا هعملهولك غير ده
أخذت تفكر بهذا العرض المغري لتقول بعدها بتساؤل طفولي وبشفاه مزمومة
- هتعملي كل اللي أطلبه
ابتسم على ردة فعلها هذه وقال بتأكيد
- أكيد يا غلاتي.
لتقول غالية بتلقائية: طب أنا عايزة إنك تسيب شغلك هنا اللي أنا معرفش ايه هو أصلا بس أكيد حاجة غلط زي كل حاجة حوليا، وتبطل شرب وتصلي وتاخد لينا شقة بمكان تاني وبس
صعق من طلباتها هذه وحل الغضب بحدقتيه ولكن برغم غضبه الظاهر إلا أنها وجدته يقول بتحذير هادئ
- شغلي خط أحمر اوعي تقربي منه أو تدخلي فيه، والصلاة والشرب ده شيء مايخصكيش.
غالية باندفاع غاضب: مايخصنيش ازاي أنا عايزة أطلعك من الوحل والقرف اللي أنت عايش فيه ده والا عاجبك الوساخة اللي أنت فيها دي وبقت بتمشي بدمك.
مسكها من فكها وضغط عليه بقوة وأخذ يقول من بين أسنانه: لسانك ده هيوديكي في داهية، أنا قولت اطلبي حاجة ليكي. توقعتك عايز تكلمي أمك أو أحسن معاملتي معاكي، بس اكتشفت اللي زيك مش لازم نديها أكتر من حجمها، شكلك نسيتي نفسك إنك هنا مش أكتر من خدامة. حاولت أراضيكي لأني أخدت حاجة منك غصب عنك مع إنك كان لازم تديني حقوقي برضاكي.
غالية بمحاولة: افهم أنا عايزة مصلحتك يمكن تكون غلطت كتير باب التوبة مفتوح تعالى نشيل من هنا و
قاطعها وهو يعتصر وجهها أكثر بأنامله بغضب مجنون
- مش بقولك لسان ده هيوديكي بداهية، عايشالي بدور رابعة العدوية ونسيتي أنا جبتك هنا ازاي، فوقي ياهانم، ده أنا اشتريتك بشوية فلوس بالنسبالي مش أكتر من ملاليم ده حتى سعر جزمتي أغلى منك.
أهلك اللي فلقتي دماغي فيهم باعوكي من غير حتى مايكلفو نفسهم ويسئله عليا أو حتى لقيت حد سأل عليكي بعد ما خدتك، وكأنهم ماصدقوا خلصوا منك
طعنها للوريد للمرة الألف بكلامه السام هذا ولكن مستحيل أن تنكسر أمامه، رفعت رأسها بشموخ وقالت بصوت مهزوز بعض الشئ فهي تكاد أن تموت قهرا
- ده كان مهري، خالي مخدش منك غير مهري، أنا غير قابلة للبيع زي ماحضرتك مفكر لأني ببساطة مابتقدرش بثمن.
ابتسم من طرف شفتيه بسخرية وأخذ يتحسس بشرتها وهو يقول: بعشق ثقتك بنفسك غلا بعشقها، بس سيبك من كل ده وقوليلي ايه رأيك نعيد اللي حصل مابينا امبارح، بصراحة أنا عايز أجرب طعمك وأنا في وعيي
- هأقتلك وأقتل نفسي لو قربت مني، ما إن قالتها برفض قاطع حتى ضحك باستمتاع وأخذ يلعب بأعصابها
شدد من احتضانها وقال
- ليه ياعروسة ده النهاردة صبحيتك حتى
- روح لحبايبك أنا مش عايزاك
- وأنا مش عايزهم هما أنا عايز غلا.
زادت نرفزتها ما إن نطق اسمها خطأ مثل كل مرة
- والله الحرق أهون عليا من إن واحد زيك يلمسني
- ليه بتقولي كده، قالها وهو يدفن وجهه بعنقها ولكن قبل أن تصل شفتيه لجلدها وجدها تبعده عنها بيدها وهي تقول بضيق
- لأني بقرف منك بحس إني عايزة أرجع
من فكرة إنك تلمسني.
ما إن سمع كلماتها هذه حتى ابتعد عنها حقا وأخذ يتنفس من أنفه بضيق وقهر، توقعت أن يضربها كرد فعل ولكنها وجدته يسحبها بقوة كبيرة نحو الغرفة ظنت بإنه سيعتدي عليها ولكنها تفاجئت ما إن غير مساره نحو الحمام في آخر لحظة حتى دفعها في داخله بعنف ثم أغلق عليها الباب وأطفأ النور عليها...
لتسمعه يقول بعدها بهدوء قاتل قبل أن يتركها ويخرج من الشقة بأكملها: ده جزاتك على طولة لسانك إنك تتحبسي انفرادي طول اليوم من غير لا أكل ولا شرب
أخذت تضرب الباب بيدها بكل قوتها ولكن لم يكن هناك من ينجدها أو حتى يواسيها غير دموعها التي تظهر ما إن يختفي جلادها
(منك لله يا يحيى يا ابن أم يحيى أشوف فيك يوم ع المرمطة اللي معيش بنتنا فيها دي ).
نزلت من التاكسي ونظرت بانبهار الى هذا البناء العظيم العملاق الراقي، ابتسمت بحب وهي تنظر الى بوكيه الورد الذي بين يديها ثم أخذت تقترب من المدخل بحماس كبير وهي تفكر ياترى ماهي ردة فعل والدها لمفاجئتها هذه بالتأكيد سيفرح.
ولكن تلاشت أحلامها وتبخرت تخيلاتها ما إن أوقفها الأمن عند الباب وهو يمنعها من الدخول واستكمال طريقها وأخذ يسئلها من تريد وهل هي لديها موعد سابق هنا ولكن قبل ان ترد عليه سمعت من يقول بأمر من خلفها
- سبوها تدخل، الآنسة تبعي
التفتت باستغراب وهي تهمس
- أستاذ ياسين؟
- أستاذة سيلين، قالها بمشاكسة وهو يقلد نبرة صوتها الخافته ليضحك بعدها ما إن غضبت ملامحها على فعلته هذه.
نظرت له بتقييم مليئ بضجر داخلي فهي لا ترتاح له على الإطلاق، لتدخل الى الشركة بخطوات واثقة عندما فتح الباب لهم من قبل الأمن بأحترام لتسمعه يقول باستفسار وهو يمشي الى جوارها
- إيه سر الزيارة السعيدة دي
رفعت سيلين الورد أمامها وقالت: جيت أبارك ل بابا ع افتتاح الشركة والا هيكون في اعتراض يا شريك
وقف ياسين أمامها وقال بمراوغة: طبعا في اعتراض لأنك جايبة بوكيه واحد بس ل باباكي طب وأنا.
رفعت سيلين حاجبها وهي تقول بصراحة مطلقة: وأجيبلك ليه هو أنا أعرفك منين عشان اهاديك بورد
ياسين بإحراج: احمممم ماكنا ماشيين كويس لازم تصدريلي وش الخشب زي أختك
سيلين بحده طفيفة: مالها أختي
ابتسم باتساع ما إن تذكر ملامح فتاته الجميلة الصارمة وقال: مافيش حاجة بس هي عاملة فيها غفير من يوم ما اشتغلت معانا
سيلين باستفسار جاد: شغلها مضبوط يعني؟!
ياسين بأطراء- جدا، القسم اللي مسؤولة عنه ماشي.
زي الساعة مافيهوش غلطة
- وهو ده المطلوب منها يا أستاذ، شغلها، أما وشها مالكش فيه يبقى خشب حديد كل واحد يخليه في حاله ويحترم الحدود الموجودة وبلاش يتعداها من غير استئذان، ميرال بتحب كده، ياريت تكون الرسالة وصلت، عن إذنك، قالتها بفظاظة وهي تتخطاه وكأنه سراب، لتذهب بعدها الى الاستعلامات لتسأل عن مكتب والدها.
فتح ياسين فمه باستغراب من فعلتها هذه فهو كان معها وكانت تستطيع أن تسأله هو أو حتى تطلب منه ان يرافقها تنهد بعمق ليقول بعدها بذهول
- دي ميرال طلعت أرحم منها بكتير، ربنا يعينك يا شاهين عليها وعلى لسانها اللي عامل زي المبرد ده
طالع واكل، نازل واكل، مش عاتق حد.
في الطابق الأخير وبالتحديد بمكتب سعد الجندي كان يدقق الملف الذي أمامه وما إن انتهى حتى رفع رأسه وسأل ذلك الذي ينظر له بترقب خطير وكأنه ينتظر الوقت المناسب لينقض عليه
سعد باستفهام: اللي فهمته إن القرض ده من غير فوائد صح
- طبعا، أنا موضح النقطة دي بالملف اللي عندك
- طب كويس.
- هااا نمضي عقود القرض ولا حابب تراجعهم تاني.
- لا خلاص نمضي طالما حضرتك ضامنهم، قالها سعد بابتسامة بسيطة ثم أخذ يخط اسمه على الأوراق واحدة تلوى الأخرى وما إن انتهى حتى قدم الملف ل المحامي الخاص بالشركة شاهين اللداغ الذي أخذه منه وهو يقول
- وبكده تقدر تعتبر المبلغ اتحول لحساب الشركة وتقدر تباشر المشروع بالوقت اللي اااااااء.
صمت وضاعت الحروف منه وتبعثرت ما إن وجدها تدخل المكتب عليهم بطريقة جعلت أنفاسه تحبس داخل صدره، كانت عينيه تراقبها وتراقب تفاصيلها، ضحكتها البشوشة والعفوية التي لا يراها إلا مع والدها
- بابي حبيبي ألف مبروك ع الشغل، قالتها بسعادة كبيرة لا توصف وهي تذهب نحو والدها الذي نهض فورا ما إن دخلت ليستقبلها بذراعيه ويقبل صدغها وهو يقول- الله يبارك فيكي ياقلب أبوكي أنتي
قدمت له البوكيه وهي تقول: الورد للورد.
ليقول سعد بحب أبوي: والله مافي ورد هنا غيرك، تعالي أقعدي وسلمي ع المتر
نظرت له من طرف عينيها وقالت بانزعاج واضح للآخر: اهلا، ثم نظرت الى والدها وأكملت دون ان تنتظر رده عليها، و بالمناسبة الحلوة دي أنا عزماك ع الغدا ياسي بابي وممنوع الاعتراض أو الرفض...
رفع حاجبيه معا وقال
- يعني مافيش قدامي غير الموافقة
- والله ده اللي عندي، ما إن قالتها بقوة حتى استسلم لها والدها وهو يضحك.
- خلاص ياستي موافق بالتلاتة بلاش تبصيلي كده، هدخل أغسل ايديا بس. ونطلع سوا على أحلى مطعم فيكي يامصر...
- وميرال هتيجي معانا صح
- لاء، ميرال عندها شغل كفاية أنا هسيب كل شغلي وهطلع معاكي عشان متزعليش
سيلين بإحباط: أيوة بس أنا كنت عايزة نطلع كلنا سوا ونعدي على ماما كمان
- هنعمل كده يوم الجمعة بس دلوقتي هنخرج أنا وأنتي وبس اتفقنا.
- اتفقنا، قالتها وهي تكرمش أنفها عندما قرصها والدها من وجنتها وما إن ذهب نحو المرحاض واختفى بداخله حتى التفتت نحو المكتب لتجفل عندما وجدت أمامها صدر عريض معضل تكاد أن تضيع بداخله لينطق لسانها بشكل عفوي وهي تعود خطوة إلى الوراء
- إيه ده
- أنتي اللي إيه ده، ما إن قالها وهو يقترب منها حتى قالت بتوتر
- مش فاهمة
شاهين بصرامة وجبين مقطب كالعادة
- أنتي بتعملي إيه هنا
نبرته الغاضبة معها جعلتها ترد بعفوية.
- زي ما أنت شفت جيت أبارك ل بابايا
شاهين بحدة وغيرة لم يدركها بعد
- بشكلك ده، أنتي تجننتي
انصدمت سيلين من حدته معها لتنظر إلى ماترتديه وهي تقول بانفعال- ماله شكلي؟ ماهو محترم أهو، وبعدين تعالى هنا انت مالك فيا ومين اللي سمحلك تدخل في خصوصياتي و
صمتت وفتحت عينيها على وسعهما ما إن وجدته يسحب منديل ورقي بغضب اسود من على سطح المكتب ليمسك به ثغرها وأخذ يمسح أحمر شفاهها بقوة عندما ثبت رأسها بيده الأخرى...
ولكن هو حقا لايعرف كيف ومتى أنامله أخذت مكان المنديل ليبدأ بتحسس نعومتها القاتلة لرجولته وهو يقول بصوت هامس وكأنه لايريد أن يكسر سحر هذه اللحظة عليهما
- بلاش تحطي عليهم حاجة هما مش ناقصين فتنة، بس بجد هموت وأعرف اللي فوق ليه منفوخة أكتر من اللي تحت بطريقة مستفزة.
كلامه هذا جعلها تستفيق من سباتها لتعض ابهامه الذي كان مايزال يتلمس شفتيها بكل قوتها. وغل من تجاوزاته معها.
سحب يده منها وابتعد عنها بسرعة وهو يتأوه بصمت ولكن سرعان ما ارتفع أنينه عندما ضغطت على قدمه بكعبها العالي بكل جبروت
كاد أن يمسكها ويلقنها درس بطريقته الخاصة إلا أنه توقف عن ماكان ينوي. عندما وجد سعد يخرج من المرحاض واقترب منها ليرتدي سترته وهو يقول بتساؤل وهو يتنقل بنظره بينهما
- في حاجة
ضربت شعرها للخلف بغرور وهي تقول
- لا ابدا يابابي...
- طب يلا ياحبيبتي، قالها ثم استأذن من الآخر وهو يحتضن ابنته تحت ذراعه ليذهب بها نحو الخارج تاركا خلفه شخص يموج ويروج بأفكاره السوداء
اخذ شاهين يتفرس بالنظر ل حقيبته وهو يرفعها امامه فهي تحتوي على أوراق القرض لتخيم على ملامحه علامات الأجرام وهو يقول بهسيس خافت خاص بالأفاعي.
- الورق ده مع اللي معايا هيخلصني من سعد للأبد بس ده بعد مايقرب مني بنته وتبقى بين ايديا، آسف سيلينا عقلي رفض اني ادخلك بلعبتنا. بس مع الأسف بعيدا عن كل ده أنتي عجباني وأنا الحاجة اللي تعجبني باخدها ليا بمزاجها أو غصب عنها. مش هتفرق كتير معايا لأن النتيجة بالنسبالي وحدة.
( إنت بالذات أنا بخاف منك ومن تفكيرك لأن باختصار هدوءك وصمتك ده جبروت بحد ذاته، ياترى ناوي على إيه يا ابن اللداغ بعد ماحطيت سيلينا بدماغك )
علي الجهة الأخرى من الشركة في مكتب ميرال الجندي
- يعني مش هتخرجي معايا، قالها ياسين بتساؤل ليأتية الرد على الفور وهي تنظر الى شاشة الحاسوب
- لاء مش هخرج
نظر لها ياسين بصبر وقال
- ده آخر كلام
تنهدت ونزعت نظاراتها الطبية ونظرت له وقالت بجدية: أيوة.
ضرب ياسين سطح المكتب بكف يده بضجر
- وبعدين بقا معاكي، ارسيلك على برا أنا تعبت
- ياسين، ما إن قالتها بعتاب حتى وجدته يقولها بحب
- ياقلب ياسين من جوا.
- ياريت تفهمني وتقدر صراحتي معاك، حضرتك إنسان ممتاز، بس أنا مش بتاعت علاقات والكلام ده واليوم اللي فسحتني فيه ده بجد جا معانا كده من غير تخطيط أو تفكير وصدقني، تقدر تقول لحظة طيش وتصرف غلط، ده أنا كل ما افتكر اليوم ده بحس بالذنب باتجاه عيلتي، وخصوصا بابا لأني عارفة رأيه بالحاجات دي
ياسين باستنكار وعدم اقتناع بما سمع منها
- الحاجات دي؟ هو احنا عملنا إيه لكل ده...
لتقول ميرال بعملية مصطنعة وحزن داخلي فهي تشعر حقا بالذنب اتجاه اهلها وتشعر بإنها قد بدأت تخون ثقتهم بها
- ماعملناش حاجة وياريت الموضوع ده يتسد لحد هنا
- بس انا بحبك، قالها بجدية تامة ليأتيه الرد بالرفض فورا: وأنا مش بحبك.
صرخ بها ياسين بانفعال مما جعل تلك التي أمامه تنتفض من ردة فعله العنيفة هذه الغير متوقعة وهو يقول: كداااابة، أيوه كدابة ماتبصليش كده، أنتي بتحبيني زيي ويمكن أكتر كمان بس شكلك عاجبك إني أفضل أدور وراكي في كل حتة. مش كده بس أحب أقولك غرورك خدعك لو خيلك إني ممكن أبقى معاكي أكتر من كده وأنتي بتصديني بالشكل ده
قولتي إنك مش بتحبيني صح.؟ خلاص تمام.
زي ما أنتي عايزة. أنا كمان مش هحبك أكتر من كده. وعايزاني أسيبك في حالك،؟ حاضر هسيبك، ومن اللحظة دي أنتي بنت شريكي ورئيسة قسم المحاسبات وبس...
نهض من أمامها وأخذ يغلق زر سترته وهو يقول...
وأنا بأعتذر لو أزعجتك وأخذت من وقتك يا، أستاذة...
عن إذنك، قال الأخيرة وتركها وخرج بثبات وقوة وهيبة طاغية تحيط به.
أما ميرال جلست على كرسيها بتعب ما إن اختفى من أمامها والمكتب بأكمله حتى مسكت صدرها بيدها بقهر حقيقي لما حدث معها، لتبتلع رمقها بصعوبة ما إن بدأت علامات الألم والحزن بالظهور عليها وعلى معالمها بالتدريج فهي تشعر الآن بإن هناك قبضة فولاذية تعصر قلبها دون رحمة وكأن الذي خرج الآن نزع روحها منها.
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
الصفحه الرئيسيه للمدونه من هنا
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
اللي عاوز باقي الروايه يعمل متابعه لصفحتي من هنا 👇👇
لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه
👇👇👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق