نوفيلا الرحله الفصل الاول بقلم هدير ممدوح حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
الظلام يسود المكان، الشاطيء ساكن يبث الرهبة في القلوب، السماءُ صافية وقرص القمر يتوسطها مضيئًا الأرجاء تحفُه النجوم اللامعة.
انبعثت صوت ضحكات مختلطة ما بين أصوات أنثوية و رجولية، تلمع أضواء منزل
بسيط كانوا بالقرب منه جالسون مجموعة من الشباب والفتيات .
قهقهت إحدى البنات، وحاد بصرها على زميل لها، وتحدثت قائلة :
_شكرا يا علي أنك جبتنا هنا حقيقي الواحد كان محتاج يشم هوا نضيف .
فقالت صديقتها ( يارا ) مبتسمة :
_ ابقا أشكرلنا أهلك بقا أنهم سمحولنا نقعد في المزرعة بتاعتكم.
فرد عليهما علي متهكمًا ببسمة وجع ممزوجة بالمرارة :
_لأ، ما أهلي محدش فيهم يعرف أننا هنا ميعرفوش أصلاً أنا فين.
فألتمعت عينا ( فرح) بألم، وهي تردف :
_أنا كمان من يوم أنفصالهم محدش بقا يهتم أنا فين ولا رايحة فين.
فتنهدت ( يارا) وهي تقول :
_انا ونسمة قولنا أننا هنطلع رحلة مع أصحابنا بس طبعاً لا يعرفوا أحنا فين ولا أصحابنا مين.
فدار بصر ( علي) عليهما، وهو يقول :
_انتو مالكم بتتكلموا كده ليه أحنا هنا جايين ننبسط فبلاش نقلبها نكد، هو صحيح فين نسمة أختك ﯾــ يارا؟
![]() |
فقالت ( يارا)، بلامبالاة :
_ فوق بترتاح شوية.
فنهضت ( فرح) وهي تقول :
_ انا هروح أجيبها تقعد معانا.
غمغمت ( يارا) :
-تمام.
و ألتفتت إلى ( علي)، قائلة :
ـ هو وائل أتأخر ليه كده السوبر ماركت بعيد من هنا كتير.
أجابها علي وهو يهز كتفيه بإستهانة :
-متقلقيش، زمانه جاي.
شقت صرخة فرح سكون الليل، لتلجم أفواههم، وتثير الرعب في قلوبهم، فهبت ( يارا )، وهي تقول بفزع :
_ هو في إيه؟
علي: مش عارف، خلينا نروح نشوف.
ركضوا إلي المنزل المكون من طابق واحد دلفوا للداخل نظروا حولهم ليجدوا صديقتهم فرح واقفة داخل إحدى الغرف، تقدموا منها سريعاً ليجدوها واقفة ثابتة والدمع ينزل من عينيها كالشلال وأمامها على كرسي يهتز؛ فتاه جالسة عليه ، تظهر بملامح باهتة خالية من الحياة، وكأن روحها قد صعدت إلي السماء.
أقتربت منها يارا أمسكت يدها المتراخية غير مصدقة ما تراه أمامها، أرجعت خصلات شعرها بيدها الأخرى إلي الخلف وأصدقائها ينظرون إليها بصدمة أخذت تضرب على وجهها برفق وهي تنطق أسمها ببطئ
يارا:
-نسمة، نسمة فوقي مالك ياحبيبتي.
ولكن لا جدوى فقد فارقت الحياة.
ضمتها إلى صدرها بقوة وهي تبكي بحدة أخرجتها من حضنها وبدأت تهز كتفيها قائلة ببكاء: نسمة فوقي هقول أيه لبابا وماما يانسمة فوقي .
لاحظ صديقها آثار أحمرار حاد حول رقبتها كأنها قد تم خنقها، ففاق من صدمته وامسك بيد يارا قائلاً وهو يسحبها للخلف :
-ابعدي ﯾ يارا أبعدي بقولك
ألتفتت له بأعين خاوية مفعمة بإستغراب، فتابع هو:
-أختك كأنها اتقتلت، في حد خانقها بصي على رقبتها كده.
امعنت يارا النظر على شقيقتها ومدت يدها لتلمس رقبتها، بأعين تذرفان الدمع انهارًا، فأمسكها علي سريعاً وهتف بحدة وعنفها :
أنتي مجنونة بقولك أبعدي انتِ كده ممكن تلبسي الليلة كلها.
قاطعهم صوت فرح التي قد فاقت من صدمتها مؤخراً:
-احنا لازم نطلب الأسعاف.
ونظرت حولها وهي تقول بتيه:
-فين تليفوني
تحدث على بصوت أشبه بالصراخ:
-اسكتوا انتو مش شايفين أنها أتقتلت يعني لو حد شم خبر هنروح كلنا في داهية ده قتل،هيبقا فيها إعدام، يا إما مؤبد ده غير سمعتنا اللي هتبقا في الأرض.
نظرت له يارا وهي تردف بدهشة : ده كل اللي يهمك سمعتك!
أجابها علي بحدة :
-أفهمي بقا مفيش حد في المكان ده غيرنا أحنا الأربعة واللي عمل كده واحد من بينا،وعلى مايظهر الواحد ده يمكن كلنا نتحبس أهدوا خلينا نحلها.
أنتفضت يارا هاتفة وهي تهز رأسها بصدمة : أنا مستحيل أسيب أختي تموت وقف أتفرج عليها كده، فرح عندها حق أحنا لازم نطلب إسعاف.
بدا الامتعاض على وجه( علي) وتحرك نحو جسد نسمة وهو يقول :
-أصبري خلينا نشوف.
وضع أصابعه على رقبتها جس نبضها، ونقل بصره إلي الفتيات قائلاً:
مفيش نبض أختك نسمة ماتت.
تقدم علي منهم وأمسك يدا كل من فرح ويارا و سحبهم خلفه وأغلق باب الغرفة تحت صدمة الفتيات بموت عزيزتهم.
-أمشوا قدامي خلينا ندخل أوضتي
تقدموا الفتيات وهم ينظرون لبعضهم دون
التفوه بشيء، دلفوا جميعهم للداخل وأغلق "علي" الباب.
دار بصر "علي" بالغرفة وهو يحاول تمالك أعصابه ويفكر بثبات و تريث، وقال بهدوء : عارف ان اللي حصل ده صعب وعلينا كلنا حاسس كأننا بنتفرج على فيلم، بس ده واقع ولازم نفكر في نفسنا.
و أسترسل متابعًا حديثه، وهو ينظر إلى يارا:
- انا عارف أنها أختك بس أختاري دلوقتي أما أختك اللي أتوفت خلاص وأما نفسك لو عاوزة تروحي تبلغي أتفضلي بس مش هتلاقي حد مننا واقف جمبك لأننا كلنا هنهرب من هنا وأنتي هتحاربي الجميع وأهلك الأختيار ليكي.
نظرت له يارا بأعين ممتلئة بالدموع قائلة:
-هو وائل فين؟ هو اللي قتل أختي صح وأنت بدافع عنه لأنه صاحبك وابن عمك كمان.
هزت فرح رأسها قائلة:
ـ ايوة عندك حق أكيد هو اللي عمل كده وهرب من هنا، لا وكمان أحنا لاقينا نسمة فين غير في أوضته.
ذُهل علي من تفكيرهم، وصاح :
ده مش مبرر وأسكتي أنتي كمان كلنا عارفين ان وائل عمره ما يعمل كده،ومش عارف كانت بتعمل إيه هناك، وكمان كلكم عارفين انه راح يشتري أكل،تمام يـ يارا.
أندفعت يارا قائلة، بثورة :
-وائل لو مرجعش يبقا هو اللي قتل أختي يـ علي.
كور علي قبضة يده قائلاً:
يارا فوقي من اللي أنتي فيه ده متخليش اللي حصل يأثر عليكي.
هتفت فرح بحدة:
-يبقا انت اللي عملت كده وبتحاول تغطي على جريمتك وبتحاول تورطنا معاك صح.
أومأت يارا رأسها:
-صح أنت اللي عملت كده.
هز علي رأسه بقلة حيلة، لكنه رد قائلاً :
-وليه ما تكونش واحدة منكم هي اللي عملت كده..........
قاطعهم صوت طرقات على الباب، فتقدم على وفتحه ليجد صديقه وائل وهو يحمل بعض الأكياس.
دار وائل بصره بين وجوههم المتجهمة بدهشة،وقال : في إيه صوتكم عالي ليه.
وتابع بمزاح:
_أنت مش أنت وأنت جعان.
وغمز بعنيه ورفع الأكياس قائلاً:
-جبتلكم أكل ياولاد
كان الصمت يعم المكان
فتابع وائل حديثه:
مالكم كده كأنكم قاتلين قتيل، هي فين نسمة صحيح!؟
عقدت يارا يداها أمام صدرها قائلة وهي تنظر له بشك:
- نسمة أتقتلت.
فغر وائل فاه، واتسعت عيناه وهو يُردد : بتقولي إيه.
خرجت يارا من الغرفة وتابعت وهي تؤشر على غرفته:
-أختي ميتة وفي أوضتك أنت ياوائل.
نظر وائل بينهم و ترك الأكياس أرضاً وهرول إلى غرفته، ودار نظره بالغرفة وأستدار ناظراً لأصدقائه وقال:
-انتو بتهزروا يجدعان مفيش حد في الأوضه.
تجلت الصدمة في العيون المتسعة، وساد صمت ثقيل، أثار الرعب والرهبة في القلوب و.......
يتبع
اللي عاوز باقي الروايه يعمل متابعه لصفحتي من هنا 👇👇
لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه
👇👇👇👇👇