أحببتها فتبت على يدها
البارت السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر
أحببتها فتبت على يدها
الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر
![]() |
أحببتها فتبت على يدها
البارت السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر
البارت السادس 💕
بسم الله
كانت قمر قد ركبت بجانب السائق وبالتأكيد كانت شبه ملتصقة بالباب اما في الخلف فكان صهيب يتابع الايميل الخاص به و خلفهم سيارتان للحراسة.
كان السائق رجل ودود و كبير في السن في عمر والد قمر تقريباً فقال لقمر وهو يبتسم: صباح الخير.
بادلته قمر الابتسامة ثم قالت بأدب: صباح النور.
السائق : انتي هتكوني السكرتيرة الجديدة بدل الآنسة شروق؟
قمر: لا انا بنت خالتها قمر و هنا فترة مؤقتة.
السائق: عاشت الأسامي يا بنتي انا اسمي عم محمد.
ابتسمت قمر بينما تابع هو : بس انتي شكلك صغنون على الشغل انتي عندك كام سنة؟
لا يعلم صهيب لماذا انتبه لهذا السؤال ولكنه انصت له بإهتمام.
قمر: انا ٢٠ سنة .
عم محمد: ماشاءالله نفس سن بنتي.
قمر : بجد؟! ربنا يخليها لحضرتك.
عم محمد: أمين.
ظلت قمر تتحدث بود مع عم محمد متخلية قليلا عن شعورها بالخوف من صهيب حتى وصلوا الى المكان المطلوب.
ترجل صهيب من السيارة ثم ارتدى نظارته الشمسية بينما ترجلت قمر و عدلت ملابسها.
***داخل المطعم***
دخل صهيب المطعم بهيبته و بجانبه قمر اما حراسه فقد بقوا خارجاً لتأمين المكان.
رحب مدير المطعم بصهيب بحرارة ثم أشار له على الطاولة التي يجلس عليها في كل مرة و كان بانتظاره رجلان.
ذهب صهيب الى طاولته بينما نهض الرجلان ليصافحاه.
الرجل الأول: صهيب بيه ازي حضرتك.
صهيب: تمام.
الرجل الثاني وهو يصافحه: اخبار حضرتك .
صهيب : كويس.
مد الرجل الثاني يده ليصافح قمر اما هي فبالكاد لامست يدها يده ثم قالت بأدب مع ابتسامة بشوشة : أسفة مش بسلم.
ابتسم الرجل الثاني ثم اشار لها بالجلوس.
جلست قمر وحاولت ان يكون كرسيها بعيد قيلا عن صهيب و بعد ذلك بدآ يتحدثا في العمل و كانت قمر تسجل الملاحظات المهمة.
***في المستشفى***
كان هناك الكثير من الزائرين لرؤية عبد العال فهو رجل محبوب لطيبته
احد الرجال وهو ينهض من مكانه: لو في حاجة محتاجها يا حاج قولي وانا رقبتي سدادة.
ابتسم عبد العال ثم قال بصعوبة بالغة: تسلم يبني.
نهض الرجل من مكانه بينما خارج الغرفة.
ابتسام: متخافيش يختشي ازمة و هتعدي ان شاءالله ولو محتاجة فلوس انا معايا زيادة .
سعاد: تسلمي يا حبيبتي .
ابتسام وهي تبحث بعينيها: امال فين البت قمر مش شيفاها.
سعاد: في الشغل البت اول ما ابوها تعب نزلت تشتغل عشان تجيب مصاريف العلاج.
رفعت ابتسام حاجبيها ثم قالت: يا شيخة؟! و شغل ايه بقى؟
سعاد: ونبي يختي معرف غير انها شغالة سكرتيرة عند واحد غني كده كانت البت شروق بتشتغل عنده.
زمت ابتسام شفتيها ثم قالت: وده يصح بردك ؟ تشغلي بنتك سكرتيرة عند واحد متعرفيهوش؟
سعاد: على اساس ان لو واحد نعرفه كان هيبقى عادي و كمان نعمل ايه يعني محتاجين الشغل ده.
ابتسام: على العموم خلي بالك من بتك لحسن الأغنية دول مالهومش امان.
سعاد: ربنا يستر.
نهضت ابتسام من مكانها ثم قالت: يلا استأذن انا بقى سلام.
سعاد: سلام.
***في شركة صهيب البارودي***
كانت قمر دخلت مكتبها وهي تلهث فهي قد صعدت الدرج على قدمها.
ما إن هدأت قمر قليلا حتى أخرجت هاتفها لتنظر في الساعة فوجدتها الخامسة و النصف وهي عليها العودة الى المشفى لتبقى مع والدها.
خرجت قمر من المكتب ثم توجهت الى مكتب صهيب لتطلب منه الذهاب .
***في مكتب صهيب البارودي***
دخلت قمر بعد ان سمح لها صهيب بالدخول فقالت وهي تلهث : لو... س..سمحت...ممكن... امشي.
صهيب : اهدي و اتكلمي براحة عشان مش فاهم منك حاجة.
اخذت قمر نفساً عميقاً ثم اخرجته بهدوء لتقول بعدها : بستأذن حضرتك امشي دلوقتي .
نظر صهيب في ساعة يده ثم قال : روحي .
شكرت قمر صهيب ثم خرجت بسرعة لتذهب الى المستشفى و تبقى مع والدها و والدتها.
مر يومان على هذا المنوال وفي يوم ما.
استيقظت قمر من نومها ثم عدلت ثيابها و خرجت من الغرفة لتلقي بالطبيب امامها.
قمر بتهذيب: صباح الخير.
الطبيب: صباح النور يا آنسة قمر .. خير في حاجة؟
قمر بهدوء: كنت عايزة أعرف بابا هيخرج امتى؟
الطبيب: النهاردة لو تحبي.
قمر بلهفة: يعني ممكن يخرج دلوقتي حالا؟
الطبيب: انا أفضل انك تستني لحد بليل عشان نطمن على حالته بشكل كامل.
قمر: تمام هخلص شغل و ان شاءالله آخد بابا من هنا.
الطبيب: اللي حضرتك تشوفيه.
تركت قمر الطبيب وهي في غاية السعادة فحالة والدها تحسنت بشكل كبير ثم ذهبت لبيتها لتستحم و تبدل ثيابها و بعد ذلك تذهب الى الشركة.
***في مستشفى القاهرة***
كان الطبيب المتابع لحالة نرجس يكشف عليها ثم قال لشروق الواقفة بجانبه: الحمدلله يا آنسة شروق الحمى راحت و هنعمل العملية في الوقت اللي يناسب حضرتك.
نظرت شروق الى امها ثم الى الطبيب و قالت: تعملها بكرة.
الطبيب: تمام.
***في شركة صهيب البارودي***
كان صهيب جالساً على مكتبه و فارس أمامه و قمر تخبره بمواعيده وما إن انتهت حتى قال هو بنبرة جادة: بكرة عايزك تكوني هنا من بدري عشان في أجتماع مهم هيكون الصبح.
قمر: حاضر يا فندم اكون هنا كام بالضبط؟
فارس : تمانية كويس.
صهيب: لا طبعاً لازم تكون هنا ٧ الصبح.
فارس : ليه يبني هي هتبيع لبن؟
صهيب: لان في ملفات و اوراق مهمة لازم هي تكون مجهزاها قبل الاجتماع.
نظر فارس الى قمر ثم قال بمرح: لو كنتي سكرتيرتي والله مكنت خليتك تيجي أساساً.
ابتسمت قمر ثم استأذنت و خرجت بينما قال صهيب: خف عليها يا فارس و سيبها في حالها.
ضحك فارس ثم قال بمكر: ايه ده صهيب بيه بدأ يغير ؟ لا انا مش مصدق.
صهيب بحدة : متنساش ان ديه موظفة هنا و تعاملك معاها لازم يكون زيه زي باقي الموظفين.
نهض فارس من مكانه ثم قال باستفزاز: وانا انسان مش سوي.
***في مكتب شروق***
كانت قمر تتحدث مع شروق في الهاتف.
قمر بفرح: اه الحمدلله هيخرج النهاردة.
شروق: بجد انا فرحانة اوي عقبال ماما ما تخرج بالسلامه.
قمر: ان شاءالله خير متخافيش.
شروق: قوليلي بقى عاملة ايه في الشغل؟
تنهدت قمر ثم قالت: الحمدلله كويس.
شروق: ماشي هقفل انا عشان لو صهيب بيه دخل و شافك كده ليلتك هتبقى سودا.
ضحكت قمر ثم قالت : تمام.
اغلقت قمر الهاتف مع شروق لتكمل عملها حتى جاء المساء و عادت الى المشفى و انهت إجراءات المشفى و عادت مع والدها و والدتها الى البيت في وقت متأخر.
***في منزل السيد عبد العال***
كانت قمر تدفع عربة والدها الى ان دخلت بها الى غرفته.
عبد العال: ربنا يكرمك يا بنتي.
قمر: ويخليك يا بابا.
دخلت سعاد الى الغرفة ثم قالت : بت يا قمر انزلي هاتي العلاج لأبوكي.
نظرت قمر الى الساعة ثم قالت: دلوقتي؟ ديه الساعة ١٢.
سعاد: طب نعمل ايه يعني ابوكي لازم ياخد العلاج.
نظرت قمر الى والدها ثم تنهدت و قالت : خلاص هنزل دلوقتي.
دخلت قمر الى غرفتها لتحضر المال الذي استلفته من شروق ثم قالت: ربنا يستر و اقوم بدري بكرة.
نزلت قمر لتحضر الدواء ثم عادت و تأكدت ان والديها لا يحتاجا شيء اخر ثم قامت بضبط المنبه و خلدت الى النوم.
***في الصباح الباكر***
استيقظت قمر في تمام٦ بكسل شديد وهي تكاد ترى أمامها حتى انها لم تصلي الفجر ككل يوم وإنما صلت صلاة الصبح و بعد ذلك ارتدت ملابسها و أطمأنت على والديها ثم ذهبت الى العمل وهي بالكاد تفتح عيناها.
***في شركة صهيب البارودي***
كانت قمر ترتب الملفات في مكتب صهيب و تتثاءب باستمرار اما هو فلم ينتبه لها وبعد لحظات جاء فارس ليخبرهم بموعد الاجتماع.
***في غرفة الاجتماعات***
كان صهيب واقفاً بثبات يشرح لموظفيه إستراتيجية العمل الجديدة و فكرة تصميمه و بجانبه كانت تقف قمر اما فارس فكان جالسا و ينصت بإهتمام لما يقال مثل باقي الموظفين.
كانت قمر تتثاءب طوال الوقت حتى انتبه لها فارس.
فارس بصوت منخفض لقمر: قمر امسكي نفسك شوية هنتعدي.
قمر وهي تتثاءب: مش ....ع..ا...رفة.
لحظات و تثاءب هو الآخر فلفت نظر صهيب.
توقف صهيب عن الشرح ثم قال لفارس: انت كويس؟
اشار فارس له بأن يتابع وهو يتثاءب.
تابع صهيب الشرح وعندما أنتبه لقمر تثاءب هو الآخر و ما هي الى لحظات قليلة وكان كل من في الغرفة يتثاءب بلا توقف.
القى صهيب القلم الذي كان في يديه ثم قال بغضب طفيف: لا كده مش نافع الإجتماع اتأجل كمان ساعة.
نهض الجميع من مكانه بينما قال صهيب بحدة : آنسة قمر عايزك في مكتبي انتي و فارس.
***في مكتب صهيب البارودي***
كانت قمر تقف امام صهيب بينما فارس قد جلس على المقعد المقابل للمكتب ليتحدث بعدها صهيب بغضب : ممكن أفهم في ايه؟
قمر وهي تتثاءب: والله.... ما...في...ش.....حا...جة.
تثاءب صهيب وهو ينظر لها ليتثاءب بعده فارس.
صهيب بغضب: اعملي كنترول لنفسك شوية عديتيني.
ضحك فارس ثم قال: ديه عدت المكان كله.
قمر : انا آسفة بس منمتش كويس.
صهيب: عندك ساعة روحي اشربي قهوة ولا نسكافيه.
اماءت له قمر ثم خرجت بينما تثاءب صهيب مرة اخرى.
فارس بمرح: بقول اطلبلك نسكافيه.
صهيب : يا ريت.
***في مكتب شروق***
كانت قمر لا تستطيع التوقف عن الضحك كلما تذكرت ما حدث في غرفة الاجتماع خاصة صهيب وهو يتثاءب فهو يبدو بمظهر طفولي للغاية.
و بعد مرور ساعة كان صهيب قد عقد الأجتماع مرة اخرى و عندما انتهى قال : طبعا التصميم ده هيتعرض بكرة في الحفلة اللي هتعملها شركة(.....).
صمت صهيب قليلا ثم قال: في أي سؤال؟
تنحنحت قمر ثم قالت: انا ... احم انهي حفلة؟
فارس: شوفي هي حفلة كده هتكون في قصر لأحسن التصميمات اللي اتصممت في 2018.
قمر: اها فهمت.
صهيب : كل واحد يقدر يروح على شغله الاجتماع خلص.
انصرف الجميع بينما ظلت قمر تجمع الملفات و عندما انتهت عادت خطوتين للخلف دون ان تنبه أن هناك شخص خلفها
البارت السابع
بسم الله❤
انصرف الجميع بينما ظلت قمر تجمع الملفات و عندما انتهت عادت خطوتين للخلف دون ان تنبه أن هناك شخص خلفها.
اصطدمت قمر بشخص ما و عندما التفتت وجدته فارس.
عضت قمر على شفتيها ثم اغلقت عيناها الاثنتين للحظة و عندما فتحتها قالت: أسفة مكنتش أعرف ان حضرتك هنا.
فارس: ولا يهمك بس ركزي عشان مش كل مرة هكون انا اللي واقف وراكي.
تنحنحت قمر بحرج ثم دفعت فارس بخفة و خرجت بسرعة من الغرفة لتتجه الى المكتب.
***في مكتب شروق***
اتصلت قمر بشروق لتخبرها بأمر تلك الحفلة و ما يجب عليها أن تفعل.
شروق بهدوء: يا حبيبتي عادي جدا هتروحي هناك تفضلي مع صهيب بيه عشان لو قالك تسجلي حاجة و خلاص.
قمر: مش عارفه انا حاسة اني خايفة.
شروق: مش عيزاكي تخافي من حاجة تمام ؟
قمر: تمام.
شروق: انتي هتروحي ب ايه؟
قمر: مش عارفة شكلي كده لازم اجيب هدوم.
شروق: طب و ليه ؟ فاكرة الفستان اللى جبناه سوا؟ انا ملبستهوش روحي البسيه انتي عشان يكون مناسب.
تنهدت قمر ثم قالت بهدوء: اوك.
***في شركة سامر الأيوبي***
كان سامر جالساً على مكتبه بكل كبرياء ثم قال للواقفة امامه: كل ألأخبار تكون عندي أول بأول و ياريت تحاولي تجيبي التصميم منه.
رانيا: يا باشا صهيب بيه مش بيوري التصميم لحد غير ناس معينين عنده في الشركة وانا أعتبر موظفة عادية ومليش أني أدخل مكتبه.
سامر بحدة : انا بديكي قلوس عشان تجيبيلي تصميم مش شوية معلومات ولا ليها اي تلاتين لازمة.
رانيا: حاضر يا باشا انا هتصرف.
سامر : ياريت يكون بسرعة.
***في مستشفى القاهرة***
أغلقت شروق الهاتف مع قمر ليدخل الطبيب بعدها و يقول بهدوء: مدام نرجس جاهزة؟
نظرت شروق اليه ثم الى أمها و قالت بنبرة شبه متوترة: اه يا دكتور... ثم التفتت الى امها و أبتسمت و قالت: مش حضرتك مستعدة؟
نرجس : اه يا بنتي.
جاءت الممرضات بعد لحظات ليتم نقل نرجس الى غرفة العمليات اما في جهة أخرى.
ثريا : صهيب بعتلي التصميم الجديد شوفته يا ماجد؟
ماجد: التصميم هايل بصراحة هو صهيب مبدع اساساً.
ثريا بحزن: بس انا خايفة عليه مهما كان اللي مر بيه وهو صغير مش هين.
جلس ماجد بجانب زوجته على الاريكة ثم قال بهدوء: يا ثريا صهيب مش صغير صهيب راجل عنده ٣٠ سنة.
ثريا: بس قعدته لوحده ديه مش عجباني ده مخلي حياته كلها للشغل.
ماجد: بكرة ربنا يكرمه و يحب و يتجوز متخافيش.
ضحكت بسخرية ثم قالت: صهيب يحب؟! مش هتحصل ابدا صهيب متملك ممكن يتجوز تملك لكن مش ممكن يحب لأنه محسش بحب حد ليه و يوم ما انا قربت منه كان الوقت فات.
عانق ماجد زوجته ثم قال : متشيليش نفسك ذنب مش ذنبك.
ادمعت عين ثريا و بدأت تدعو لأبن شقيقتها و من تعتبره شقيقها الأصغر.
***في منزل السيد عبد العال***
كانت قمر عادت الى المنزل وهي تشعر بتعب شديد.
.....
سعاد وهي تتحدث في الهاتف: ربنا يستر يا شروق بس ونبي يا حبيبتي اول ما نرجس تخرج من العمليات طمنيني.
شروق: حاضر يا خالتو ادعيلها انتي بس.
سعاد: بدعيلها يا حبيبتي.
شروق: اول ما تخلص العملية هتصل بيكي.
سعاد: ماشي يا حبيبتي سلام.
اغلقت سعاد الهاتف لتنظر الى ابنتها و تقول : رجعتي امتى؟
قمر: لسة راجعة دلوقتي ... بابا عامل ايه؟
زمت سعاد شفتيها ثم قالت: اهو شوية كده و شوية كده حتى انا اعدت من الشغل لحد ما هو يشد حيله شوية.
قمر: ان شاءالله خير متخافيش.
تركت قمر والدتها لتدخل الى والدها كي تطمان على حاله.
قمر بنبرة مرحة: سالخير يا حاج.
التفت عبد العال الى ابنته لتقترب هي و تجلس جانبه.
قمر: عامل ايه النهاردة.
اماء لها عبد العال ثم ابتسم لتكمل هي : حاسس بوجع؟
تحدث عبد العال بصعوبة بالغة: مش...حاسس...بجنبي...اليمين.
تنهدت قمر ثم قالت بنبرة هادئة: متخافش يا بابا فترة و هتعدي انت مش هتفضل كده على طول.
ظلت قمر تتحدث مع والدها و تمزح معه قليلا لرفع معنوياته.
***في قصر صهيب البارودي***
كان صهيب يدخن في الشرفة وهو ينظر الى السماء و يحاول محو كل شيء سيء من ذاكرته حتى قاطعت لحظته تلك خادمة ما.
مروة: حضرتك عاوز حاجة تانية يا صهيب بيه؟
صهيب : لا و قولي للخدم يمشوا خلاص .
مروة: حاضر يا بيه.
ذهبت مروة بينما نظر صهيب الى السماء مرة اخرى لتأتي على باله قمر فجأة لا يعلم لماذا تذكرها الأن ولكن أصبحت لديه رغبة شديدة في رؤيتها.
***في الصباح التالي***
ذهبت قمر الى منزل شروق قبل ذهابها الى العمل فهي تملك نسخة اخرى من المفتاح و قامت بتبديل ثيابها لترتدي فستان رقيق و هاديء جعلها في غاية الجمال
نظرت قمر الى نفسها في المرآة و لم تستوعب أن هذه هي فكان الفستان يزيد من جمالها.
كادت قمر أن تخرج من المنزل ولكنها توقف فجأة و قررت الإتصال بشروق للسؤال عن خالتها.
قمر بنبرة هادئة: شروق صباح الخير.
شروق: صباح النور.
قمر: خالتو خلصت العملية صح؟
شروق: اه يا حبيبتي خلصت من ٥ ساعات بس انا مرضيتش اتصل عشان عارفة انك بتكوني نايمة.
قمر: طب و هي عملت ايه؟
شروق: الحمدلله العملية نجحت بس هنفضل هنا شوية لحد ما تستقر حالتها ولما نرجع الاسكندرية ان شاءالله هفضل معاها فترة كده لحد ما اطمن عليها.
تنهدت قمر يراحة ثم قالت: الحمدلله مش قلتلك متقلقيش؟
شروق: المهم انتي عاملة ايه في الشغل ؟
قمر: كويسة الحمدلله صهيب بيه لسة مزعقليش.
ضحكت شروق من الجهة الآخرى ثم قالت: يبقى مهببتيش حاجة الحمدلله المهم بس لبستي الفستان؟
قمر: اه لسة مخلصة لبس دلوقتي و طلع مظبوط عليا انا مش عارفه اشكرك ازاي.
شروق: مفيش شكر بين الاخوات يلا الحقي انزلي بقى بدل ما تتهزقي بجد.
قمر: اوك سلام.
اغلقت قمر الهاتف ثم نزلت بسرعة.
***في شركة صهيب البارودي***
دخل صهيب الشركة وهو يقاوم رغبته الملحة في رؤية قمر.
صهيب لندى الواقفة في قسم الاستقبال: الآنسة قمر جت؟
ندى: لا لسة يا فندم.
صهيب : لما تيجي قوليلها تطلع على مكتبي على طول.
ندى: حاضر يا صهيب بيه.
ما إن رحل صهيب حتى قال عبدالله بسخرية : ايه الأدب ده ؟ مش واخد عليكي مؤدبة كده.
ندى بحدة: بس بدل ما يسمعك و يجي يهزقك.
عبدالله: خلاص مالك بتقفشي بسرعة ليه كده؟
ندى : ناس مش بتيحي الا بالعين الحمرة.
دخلت قمر في تلك الاثناء لينظر عبدالله بذهول و يقول: مش ديه قمر؟
التفتت ندى لتقول بعدها بصوت مرتفع: قمر ....يا قمر.
جاءت قمر اليها ثم قالت: صباح الخير يا ندى خير في حاجة؟
غمزت ندى لها ثم قالت: ايه الشياكة ديه ؟
ابتسمت قمر بينما اكملت هي: صهيب بيه عاوزك تطلعيله المكتب ضروري.
قمر : متعرفيش ليه؟
ندى: لا بس أعتقد حاجة متعلقة بحفلة النهاردة.
قمر: يارب تعدي على خير انا بخاف اصلا من الاماكن الزحمة ديه.
ندى: تخافيش هكون معاكي.
قمر بفرح: بجد؟
ندى: اه والله انا و مدير الحسابات و طبعا صهيب بيه و فارس بيه.
تنهدت قمر براحة ثم قالت: طمنتيني.
ندى: اي خدمة اطلعي بقى لصهيب بيه.
قمر: اوك
***في مكتب صهيب***
كان فارس يتحدث مع صهيب بشأن سامر الأيوبي.
فارس: انا مش مرتاحله ده ساكت بقاله فترة .
صهيب : والله انا بأيدي امحيه فلحظة لو فكر بس يجي ناحية حاجة تخصني.
فارس: انت عارف انه هيكون موجود النهاردة صح؟
صهيب: اه.
طرق باب مكتب صهيب ليقول هو بصوت خشن: أدخل.
دخلت قمر الى المكتب ليطلق فارس صافرة بعدها و يقول: مش بقولك أسم على مسمى.
شعرت قمر بالخجل فنظرت الى الأسفل و بدأت تفرك يديها بينما صهيب نظر لها بدهشة فهي حقاً تبدو في غاية الرقة و الجمال بدون مستحضرات تجميل وما زاد جمالها هو اخلاقها التي لم يرها في الكثير من الفتيات.
تنحنح فارس عندما رأى حالة صهيب ثم نهض من مكانه و قال: هخلع انا بقى.
خرج فارس من الغرفة لتقول قمر بعدها بهدوء: حضرتك عايزني في ايه؟ صهيب: النهاردة هتخرجي متأخر شوية لأنه بعد ما نروح الحفلة هنرجع على هنا عشان نكمل شغل.
قمر : طب ممكن اسأل ماما؟
ضحك صهيب فجأة وياليته لم يفعل فعندما ضحك أصبح وسيما لدرجة ان قمر لم تنتبه لنفسها انها تنظر اليه.
تمالك صهيب نفسه ثم قال بشيء من السخرية: تسألي ماما؟
اماءت قمر برأسها ثم قالت: عشان انا هتأخر.
نهض صهيب من مكانه ثم التف حول مكتبه ليكون امام قمر مباشرةً ثم وضع يده في جيبه و قال بهدوء: طب نفترض أن ماما مش موافقة هتسيبي الشغل؟
حكت قمر مؤخرة رأسها فهي لا تستطيع ترك العمل الأن خاصة بعد مرض والدها و ترك امها العمل لتبقى بجانبه.
نظرت قمر الى الأرض ثم قالت : طب على الأقل هتصل اقولها.
صهيب بحدة: ارفعي راسك وانتي بتكلميني.
رفعت قمر رأسها و حاولت النظر الى كل شيء عدى هو ثم قالت: كنت بقول اني .. احم... هتصل اقولها اني هتأخر.
صهيب: تمام تقدري تروحي.
خرجت قمر من المكتب و قلبها يكاد يخرج من ضلوعه.
***في منزل عبد العال***
كانت سعاد تنظف المنزل عندما دق هاتفها فأجابت قائلة: ايوة يا قمر في ايه؟
قمر: ماما انا بس بستأذنك لو ينفع اتأخر النهاردة.
تركت سعاد ما في يدها ثم قالت: ليه ان شاءالله؟
قمر: والله شغل يا ماما .
سعاد: شغلك ده انا مش مرتحاله.
قمر: يعني انتي موافقة؟
سعاد: عارفة يا قمر لو اتصلت و لقيت طلافونك مقفول هعمل ايه؟
قمر: وعد هخليه جمبي.
سعاد: اقفلي بقى خليني اخلص اللي ورايا.
اغلقت قمر الهاتف لتتنهد براحة لنجاح خطتها فهي لو اخبرت والدتها انها بالفعل ستتأخر لما كانت وافقت .
.....
كانت قمر تقرأ رواية ما ريثما يحين موعد الذهاب فهي قد انتهت من عملها و فجأة طرق شخص ما الباب ثم دخل.
فارس: مش يلا؟
نهضت قمر من مكانها ثم قالت بأدب: فارس بيه في حاجة؟
نظر فارس في ساعة يده ثم قال: يلا هنروح دلوقتي.
تركت قمر الرواية من يدها حتى تحضر حقيبتها ليدخل فارس الى المكتب و يمسك الرواية ثم يقول بدهشة: بتحبي القراءة؟
ابتسمت قمر ثم قالت: بحبها جدا .
احضرت قمر حقيبتها ليعطيها فارس الرواية.
قمر وهي تاخذ الكتاب منه: ممكن حضرتك تخلي الرواية معاك لو عايز تقرأها.
فارس: طب وانتي؟
قمر: انا قرأت الرواية ديه اكتر من مرة.
ابتسم فارس ثم قال: مع اني مش بحب القراءة بس هقرأ عشانك.
بادلته قمر الإبتسامة لتخرج بعدها من الغرفة و يخرج فارس بعدها.
.......
كان صهيب قد خارج من مكتبه عندما رأى قمر وهي تبتسم لفارس لا ينكر أنه شعر بالضيق ولكنه أظهر البرود فهو لا يريد ان يغضب على صديقه مهما حدث.
صهيب: كلمت ندى؟
فارس : اه هي وصلت تقريباً مش فاضل غير احنا.
صهيب : تمام.
سار صهيب تجاه المصعد ثم ضغط على الزر و بينما هما في انتظاره قالت قمر بأدب: انا هنزل.
فارس: ما تركبي الأسانسير.
ابتسمت قمر ليفهم فارس بعدها ما تقصد فقال : اها ... احم.. طب ما تركبي الأسانسير التاني.
رفعت قمر حاجبيها ثم قالت بدهشة: هو في اسانسير تاني؟
اشار فارس الى مكان ما ثم قال : اهو هناك.
ضحكت قمر بمساجة ثم ضربت رأسها بخفة و قالت: اصل صهيب بيه مقاليش.
صهيب ببرود وهو يدخن: مانتي مسألتيش.
كتم فارس ضحكته من برود صديقه بينما تنحنحت قمر ثم استأذنت لتركب المصعد الآخر.
البارت الثامن
بسم الله❤
***في أسفل الشركة***
خرج صهيب من باب الشركة و كانت سيارته موجودة و سيارات الحراسة بالتأكيد تلازمه.
كاد فارس ان يخبر قمر بأن تركب معه الا ان صهيب قال بحدة : متفكرش حتى.
قضبت قمر حاجبيها بعدم فهم بينما قال فارس بمرح: فاهمني انت.
ابتسم صهيب بينما قال فارس بمرح: تصدق اني نسيت شكلك وانت بتبتسم اكيد في سر ورا الموضوع ده.
صهيب: روح عربيتك يا فارس هنتأخر.
فارس بمرح: بتسربني بس هعديها.
ذهب فارس الى سيارته ليفعل صهيب مثله.
***في سيارة صهيب***
ابتسمت قمر ببشاشة ما إن ركبت السيارة ثم قالت: عم محمد حضرتك عامل ايه؟
عم محمد: بخير الحمدلله يا قمر يا بنتي.
قمر: و بنت حضرتك عاملة ايه؟
عم محمد: اهي مغلباني شوية بس ربنا يهديها.
قمر: كل اللي في السن ده كده.
عم محمد: بس لنتي ماشاء الله يا بنتي رزينة و شكلك هادية.
ابتسمت قمر و لم تعقب على ما قاله عم محمد اما صهيب فعلى الرغم من أنه لا يحب تلك الأحاديث الا انه كان مستمتع بسماعه لصوت قمر و صوت ضحكاتها.
......
توقفت سيارة صهيب في قصر ما يبدو كبير للغاية ليفتح له احدى الخدم باب السيارة و يترجل هو منها بكل غرور ثم تنزل بعده قمر و ترتب ملابسها.
ترجل احد حراس صهيب و كان ذا جسد ضخم ثم أقترب من صهيب و قال: صهيب بيه تحب ندخل معاك؟
صهيب: لا خليكم انتم برة بس فتحوا عنيكم كويس خصوصاً على رجالة سامر الايوبي.
الحارس: حاضر يا صهيب بيه.
التفت صهيب الى قمر التي كانت ترتب ملابسها ثم قال : مش يلا.
رفعت قمر رأسها له ثم قالت ببراءة: حاضر لحظة بس أعدل الجزمة.
نظر صهيب الى حذاءها فقضب حاجبيها عندما رأها تضع قدمها فوق الحذاء اما هي فابتسمت بسماجة و قالت: أسفة بس انا مش متعودة على الجزم العالية.
استطاع صهيب بسهولة ان يكتم تلك الابتسامة التي كادت ان ترتسم على شفتيه اما قمر فأستندت على سيارته لترتدي حذاءها.
جاء فارس في تلك الاثناء ليقول بعدها : ايه ده لسة مدخلتوش؟
اشار صهيب على قمر و قال : مستنيها.
تنهدت قمر ثم قالت : انا خلصت.
فارس وهو يضحك : على وضعك والله يا شيخة بلاها الجزمة أساساً.
ابتسمت قمر ليقول فارس: يلا ندخل.
.......
توقفت قمر فجأة عند البوابة عندما رأت الكثير من الناس اصحاب الطبقة الراقية و شعرت بالتوتر و القلق.
كان فارس بجانب قمر من الجهة اليمنى و صهيب من الجهة اليسرى و عندما توقفت هيا التفت لها فارس ثم قال: انتي كويسة؟
نظرت له قمر ثم الى الأمام و تراجعت خطوتين الى الخلف ثم قالت بنبرة متوترة : اااا...آه.
شعر صهيب بتوترها فقال بهدوء: مش هنطول متخافيش.
قمر: اا..انا..مم..مش خايفة.
صهيب بسخرية: مانا عارف.
أمسك صهيب يد قمر ثم سحبها لتسير معه اما هي فحاولت الفكاك من يده صهيب بحدة: مش هسيب أيدك دلوقتي.
قضبت قمر حاجبيها بينما كان فارس يضع يده في جيبه و يسير بالخلف ثم قال في نفسه: مش قلتلك هي بتبدأ بسكرتيرة.
ظل صهيب ممسك بيد قمر الى ان توقف عند طاولة ما وبعدها تركها.
امسكت قمر معصهما و فركته بخفة فهي قد تألمت جراء محاولتها للفكاك من يد صهيب.
التفت صهيب الى قمر التي كانت تنظر حولها بزعر ثم قال بهدوء: متخافيش وانتي معايا.
نظرت قمر له ببلاهة ثم الى الأرض فهي لم تستوعب ما سمعته بعد اما عند فارس فهو ابتسم تلقائياً عندما سمع ما قاله صهيب الى قمر فهو لا ينكر أنه قد أعجب بها ولكنه تمناها من كل قلبه ان تكون لصهيب فهي الوحيدة التي ستكون قادرة على إسعاده.
.......
بعد مرور ساعة تقريباً كانت قمر منهكة من كثرة الملاحظات التي هليها كتابتها كما ان عليها ان تستمع جيدا لما يقال كي لا يفوتها شيء.
رجل ما: تمام يا صهيب بيه واحنا نتشرف اننا نشتغل مع شركة حضرتك.
لم يتحدث صهيب وإنما أماء له لتأتي بعد لحظات إمرأة في غاية الجمال وذلك بفضل مستحضرات التجميل و تقول بدلع جعل قمر تشمئز : صهيب كنت متأكدة اني هلاقيك هنا.
صهيب بلا مبالاة: اها.
اقتربت تلك الإمرأة من صهيب ثم قامت بمعانقته و قالت بدلع : I miss you بجد بقالي فترة مشوفتكش.
صهيب : معلش يا ياسمين مشغول.
قمر في سرها بغيظ من اسلوب تلك البغيضة: ديه ياسمين؟! ديه زفت و طين.
ياسمين: اها .. على العموم انا جيت ليك في شعل بردك.
ظلت تلك الياسمين تثرثر لفترة طويلة بحديث لا فائدة له اما صهيب فكان شبه متجاهل لها حتى قطعت قمر ثرثرتها بحدة : طب ممكن لو حضرتك عندك ملاحظة مهمة او حاجة تبع الشغل تقوليها.
نظرت لها ياسمين باحتقار من أعلى الى أسفل ثم قالت : وانتي مين انتي؟
قمر: سكرتيرة صهيب بيه.
ياسمين بسخرية: ولما انتي سكرتيرة مامتك معلمتكيش ان لما الكبار يتكلموا الصغيرين يسكتوا؟
ضحكت قمر بتهكم ثم قالت : بصراحة ماما علمتني فعلا ان لما الكبار يتكلموا الصغيرين يسكتوا بس انا مش شايفة حد كبير هنا غير صهيب بيه وهو ساكت فمعلش مخدتش بالي انك بتتكلمي.
كان شعور ياسمين كمن سقط على رأسه دلو ثلج فلم تقوى على الرد اما صهيب فكان يحتسي مشروبه ببرود و اخيرا قمر نظرت باحتقار لياسمين ثم التفتت لتذهب.
....
اصطدمت قمر بندى فقالت : ندى بالله روحي انتي كملي مع صهيب بيه.
أعطت قمر التاب الى ندى ثم ذهبت بسرعة دون ان تنطق بحرف آخر.
و بعدها خرجت لتقف في الشرفة قليلا لعل الهدوء يساعدها.
مسحت قمر دموعها ثم قالت: فاكرة نفسها مين ديه عشان تكلمني كده؟ واحدة غبية فاكرة ان كل حاجة ملكها.
زفرت قمر بضيق لتقول بعدها بندم: لا خلاص ربنا يسامحها و يسامحني مهي الناس كلها فيها عيوب يعني جت على ديه؟ ثم نظرت الى السماء و قالت : يا رب انا مسمحاها خلاص بس انت اهديها اتوسل اليك هي متموتش على معصية.
تنهدت قمر ثم ظلت تنظر الى السماء متناسية ما حولها علها تعثر على لحظة استرخاء.
***في سيارة سامر الأيوبي***
ترجل سامر من سيارته ليعدل مظهره و بينما هو صاعد على الدرج ليتوجه الى الداخل لفت نظره تلك الواقفة وحدها و تبدوا مختلفة عن كل من هم في ذلك المكان.
.....
فتحت قمر عيناها عندما سمعت صوت شخص ما يحدثها .
قمر بأدب : حضرتك بتكلمني؟
ضحك سامر ثم قال: ده انتي مش هنا خالص.
قمر : معلش مكنتش مركزة ممكن حضرتك تعيد اللي قلته؟
سامر: بتعملي ايه لوحدك هنا؟
قمر: أتخنقت شوية من جوا.
سامر بمكر: مهو الجو فعلا يخنق على واحدة حلوة زيك.
قضبت قمر حاجبيها و ما كادت تبتعد عنه حتى سمعت صوت جعلها تغلق عيناها من شدة الخوف.
صهيب بحدة : قمر.
التفتت قمر لصهيب اما هو فأمسكها من يدها بتملك بينما سامر ابتسم باستفزاز و قال: هي العسل ديه تبعك؟
صهيب : اه تبعي و تخصني ولو فكرت بس تقرب منها مش هرحمك.
نظر سامر الى قمر ثم ابتسم و قال: طول عمري بقول زوقك وحش بس المرة ديه زوقك حلو اوي.
ضحك صهيب بتهكم ثم قال بنبرة ارعبت سامر: طب انت هتبعد عنها زي الشاطر كده بدل ما أعيد اللي عملته فيك زمان ولو كنت نسيت بص لإيدك اليمين.
نظر سامر الى يده اليمنى و كان عليها آثار حروق فأغلق قبضة يده ثم نظر الى صهيب و قال من بين اسنانه: اللي انت فيه ده مش هيطول.
صهيب باستفزاز: هنشوف.
نظر له سامر نظرة اخيرة ثم رحل اما صهيب فالتفت الى قمر و قال بغضب : ممكن أعرف كنتي واقفة مع الزفت ده ليه؟
قمر بنبرة متوترة: انا.. هو...هو بس سألني سؤال بس انا كنت همشي لما حسيته مش كويس.
اشتدت قبضة صهيب على يد قمر ثم قال بحدة: أخر مرة تبعدي عني فاهمة؟
اماءت قمر برأسها بينما تابع هو: انتي ملكيش انك تسمعي لحد غيري.
ابتلعت قمر ريقها و نظرت الى صهيب وهي تجاهد لتكتم دموعها ثم قالت بنبرة باكية: حاضر.
زفر صهيب ثم استعاد هدوءه و قال: هنروح الشركة دلوقتي عشان في شغل لازم يخلص النهاردة.
اماءت قمر برأسها بينما ترك هو يدها و أتصل بفارس.
صهيب: انا راجع الشركة دلوقتي.
فارس: تمام انا هخلص مع فريد بس هرجع على البيت عشان هلكان.
صهيب : تمام.
اغلق صهيب هاتفه ثم التفت الى قمر ووجدها تدمع و تفرك معصمها بخفة.
امسك صهيب يدها برقة ثم نظر الى معصمها ووجده شديد الإحمرار.
صهيب بهدوء: ابقي حطي عليها تلج.
سحبت قمر يدها ثم قالت : ربنا يسهل... بعد اذن حضرتك.
تركت قمر صهيب ثم اتجهت الى سيارته اما هو فظل ينظر لها هو لايعلم ماذا يريد منها ولكن الشيء الوحيد الأكيد انه لن يسمح لأحد غيره بالتحكم بها.
....
***في سيارة صهيب***
كانت قمر تفرك في يدها بخفة دون ان ترفع رأسها حتى دق هاتفها فأجابت هي عليه.
قمر بهدوء: الو يا ماما.
سعاد: جاية امتى؟
قمر بهدوء: هخلص شغل واجي على طول.... بابا كويس؟
سعاد بقلة حيله: اهو شوية و شوية.
نسيت قمر ما حدث معها منذ قليل ثم قالت بقلق: يعني هو كويس دلوقتي ولا تعبان؟
سعاد: هو دلوقتي نايم خفي انتي نفسك و متتأخريش.
قمر : حاضر والله هحاول متأخرش بس في حاجة اجيبها وانا جاية؟
سعاد: لا مفيش.
قمر: ماشي سلام.
اغلقت قمر الهاتف ليتحدث بعدها عم محمد قائلاً: بباكي كويس يا بنتي؟
ابتسمت قمر ابتسامة باهتة ثم قالت: ادعيله يا عم محمد.
عم محمد : ربنا هيشفيه ان شاءالله.
........
كان علاء جالساً في القهوة مع رفيقه.
علاء: مهي قمر ديه مش هتكون لحد غيري.
حسام: يا عم ما تفكك منها بقى ديه البت مش حطاك غي دماغها أساساً.
علاء بغضب : حتى ولو قمر ليا انا و بس و على جثتي انها تكون لحد غيري.
حسام: يعني انت ناوي على أيه؟
علاء بمكر: على كل خير ان شاءالله.
***في سيارة صهيب***
ترجلت قمر من السيارة ثم دخلت الى الشركة دون ان تعطي اهتمام لصهيب اما هو فعندما فتح باب السيارة قال سائقه : صنيب بيه بستأذنك اني اروح دلوقتي عشان عندي ظروف.
زفر صهيب ثم قال: تمام روح انت وانا هبقى ارجع بالعربية.
***في مشفى القاهرة***
كانت نرجس تتحدث في الهاتف مع شقيقتها سعاد
نرجس بصوت ضعيف بعض الشيء: يا سعاد انا كويسة والله متخافيش.
سعاد: انا يختي قاعدة قلقانة عليكي و على الحاج مش خرتاح غير لما كلكم تبقوا حوليا كده.
نرجس: هانت يا حبيبتي احنا راجعين ان شاءالله كمان يومين.
سعاد: ماشي يا حبيبتي سلام دلوقتي اما اشوف الحاج عاوز ايه.
نرجس: سلام.
اغلقت نرجس الهاتف لتقول شروق بلهفة : قمر كويسة؟
قضبت نرجس حاجبيها ثم قالت : كانت في الشغل بس ليه هي تعبانة؟
شروق: اصلي معرفتش اكلمها النهاردة يعني .
نرجس: يلا اهي كلها يومين بإذن الله و ترجعيلها تاني.
دخل الطبيب في تلك الاثناء ليقول : مدام نرجس اخبارك ايه دلوقتي؟
نرجس: بخير الحمدلله.
شروق: هي اكيد هتخرج كمان يومين صح؟
الطبيب ببشاشة : ان شاءالله و كمان مش هتحتاج الكرسي تاني و هتقدر تطلع السلم و تجري كمان.
ابتسمت شروق ثم قالت: مش عارفه اشكر حضرتك ازاي.
الطبيب: الشكر لله اولا و اخيراً.
تفحص الطبيب حالة نرجس و انتظام قلبها ثم خرج.
بينما في مكان آخر.
***في شركة صهيب البارودي***
كانت قمر في مكتب شروق عندما دق هاتف المكتب.
صهيب: تعالي على المكتب.
اغلقت قمر الهاتف ثم أخذت نفساً عميقاً و بعدها خرجت.
***في مكتب صهيب***
طرقت قمر باب المكتب ثم دخلت و قالت بأدب دون ان ترفع انظارها الى صهيب: نعم يا صهيب بيه.
صهيب : عايزك تراجعي الملف ده.
أخذت قمر الملف من صهيب ثم عادت الى مكتبها اما هو فظل ينظر بشرود الى حيث كانت تقف قمر...لا يعلم لماذا هي دون غيرها التي أصبح يفكر فيها كثيراً لا يعلم لماذا هي دون غيرها يغضب اذا رآها تتحدث مع رجل لا يعلم لماذا هي دون غيرها التي يشعر بأنه يريد التحكم بها و امتلاكها.
***في مكتب شروق***
انتهت قمر من الملف و كانت الساعة ٩ فظلت تعبث بالاقلام بممل حتى فتح صهيب باب المكتب فجأة لتشهق هي بفزع.
صهيب بجمود: خلصتي الملف؟
نهضت قمر من مكانها ثم امسكت بالملف و أعطته لصهيب ثم قالت بأدب : اه خلصته.
اخذ صهيب الملف من قمر ثم قال : تقدري تروحي.
تنهدت قمر براحة ما إن خرج صهيب ثم أخذت حقيبتها و خرجت من المكتب.
.......
خرجت قمر من الشركة و ظلت تسير حتى سمعت صوت شخص يحدثها من الخلف.
الشخص: انت يا قمر.
التفتت قمر لتجد شابين لا تعرفهما ولكن يبدو من مظهرهم أنهم ثملون.
الاول: ده القمر عارف نفسه اهو.
التفتت قمر ثم بدأت نسير بسرعة و قالت في سرها : من قلة الاسامي يا بابا ملقتش غير قمر؟
الثاني: رايحة فين بس ؟
ظلت قمر تسير و لم تلتفت الا عندما سمعت صوت احدهما يقول بترجي : خلاص يا بيه اخر مرة.
التفتت قمر لتجد احدى الشابين ملقى على الأرض و الاخر يترجى صهيب ان لا يضربه.
صهيب بحدة : صهيب البارودي محدش يجرؤ يقرب من حاجة بتاعته في غيابه .....فما بالك في وجوده.
البارت التاسع
بسم الله
خرجت قمر من الشركة و ظلت تسير حتى سمعت صوت شخص يحدثها من الخلف.
الشخص: انت يا قمر.
التفتت قمر لتجد شابين لا تعرفهما ولكن يبدو من مظهرهم أنهم ثملون.
الاول: ده القمر عارف نفسه اهو.
التفتت قمر ثم بدأت نسير بسرعة و قالت في سرها : من قلة الاسامي يا بابا ملقتش غير قمر؟
الثاني: رايحة فين بس ؟
ظلت قمر تسير و لم تلتفت الا عندما سمعت صوت احدهما يقول بترجي : خلاص يا بيه اخر مرة.
التفتت قمر لتجد احدى الشابين ملقى على الأرض و الاخر يترجى صهيب ان لا يضربه.
صهيب بحدة : صهيب البارودي محدش يجرؤ يقرب من حاجة بتاعته في غيابه .....فما بالك في وجوده.
الشاب: خلاص مكنتش أعرف انها تبعك والله.
لكم صهيب الشاب ليسقط على الارض ثم ركله بقدمه و قال لإحدى رجاله: عايزك تربيهم.
كانت قمر لا تستوعب ما حدث ولكن عندما رأت احدى رجال صهيب بتقدم ليكمل على ما بقي من الشابين ركضت بسرعة تجاه صهيب و قالت بترجي : صهيب بيه خلاص محصلش حاجة بس بالله خليهم يمشوا.
صهيب بحدة : انتي عرفاهم؟
قمر: والله ابداً بس انا مش عيزاهم يتأذوا اكتر من كده بالله خلاص هما مكنوش في وعيهم.
اغلق صهيب عينيه بهدوء ثم اتجه الى الشابين الملقيين على الارض و قال بنبرة مرعبة : أخر مرة اشوفكم معدين من قدام الشركة حتى.
اماء له احداهما بينما نهض الآخر و ركض ليركض الثاني بعده.
التفت صهيب الى قمر ثم أمسك يدها و قال : هوصلك.
حاولت قمر الإفلات منه بينما أكمل هو جرها خلفه الى سيارته ثم فتح الباب الامامي و دفعها لتركب.
ركب صهيب من الجهة الآخرة لتتفاجأ قمر بعدم وجود السائق فقالت بارتباك: صهيب بيه انا هروح لوحدي.
صهيب بحدة: لا.
كادت قمر ان تبكي ثم قالت : لا انا هنزل.
فتحت بعدها باب السيارة الا ان صهيب امسك يدها و سحبها تجاهه ثم اغلق الباب و قال بغضب : قلتلك هوصلك يا قمر وانا لما بقول حاجة بنفذها.
نظرت قمر بعينها المليئة بالدموع مباشر الى عين صهيب ثم قالت بنبرة باكية : ممكن تسيبني؟
أنتبه صهيب لقرب قمر منه ولا ينكر أنه كان سعيد بهذا القرب ولكنه تركها ثم بدأ بقيادة سيارته.
زفر صهيب عندما سمع شهقات قمر ثم قال: بيتك فين؟
قمر من بين شهقاتها : في ... حي (......).
كانت المسافة بعيدة بعض الشيء عن الشركة و قمر كلما بكت بشدة تنام لذلك غفت بجانب صهيب و بدون وعي اسندت رأسها على كتفه.
ابتسم صهيب ثم توقف بسيارته في مكان ما و بعد ذلك ابعد قمر عنه ليرجع كرسيها الى الخلف قليلا وقام بتغطية قمر بالجاكيت الخاص به لأن الطقس كان بارد.
نظر صهيب الى قمر بلطف ثم قال : اشمعنى انتي؟
تنهد بتعب ثم أكمل القيادة.
.......
صهيب بهدوء: قمر....قمر احنا وصلنا.
انتفضت قمر من مكانها ثم قالت بفزع : ايه اللي حصل؟
صهيب بجمود: وصلنا.
نظرت قمر من نافذة السيارة لتسوعب بعدها ما حدث ثم ترجلت من السيارة بهدوء و قالت بنبرة خافتة : شكراً لحضرتك.
نزلت قمر من السيارة لينزل صهيب بعدها.
صهيب: قمر متأكدة ان ده بيتك ولا انتي لسة نايمة؟
تراجعت قمر بضع خطوات للخلف كي تتأكد من المبنى ثم قالت : اه هو... بعد اذنك.
تركت قمر صهيب ثم صعدت الى منزلها بينما استند هو على سيارته و ظل يراقبها.
كنت السيدة ابتسام تراقب ما يحدث من بعيد بفضول.
ابتسام لنفسها : يوه مين الراجل ده و هو ماله و مال البت قمر؟ ثم نظرت الى حراس صهيب و قالت: بس شكله واحد مهم اوي لا انا لازم اعرف هو مين.
اقتربت ابتسام من صهيب ثم قالت بفضول: انت مين يا باشا؟
نظر لها صهيب باحتقار من الاعلى الى الاسفل ثم تركها و ذهب.
ابتسام : هو ماله متعصب ليه وانا قلت حاجة غلط؟ لا بس انا لازم اعرف كل حاجة.
***في منزل عبد العال***
دخلت قمر المنزل وهي منهكة و التعب الشديد بادي على وجهها.
سعاد بقلق: مالك يا بت ؟
قمر : مفيش ..احم...ماما انا عايزة اقولك حاجة.
طرق باب المنزل لتقول سعاد لقمر : خشي غيري لحد ما اشوف مين على الباب.
فتحت سعاد الباب لتجد ابتسام في وجهها.
ابتسام: مساء الخير يا ست سعاد
سعاد: خير يا ابتسام ياختي في حاجة؟
ابتسام: يوه وانتي هتسيبيني واقفة على الباب كده.
سعاد: لا ميصحش.
اشارت سعاد الى ابتسام لتدخل بينما دخلت الاخرى و جلست في غرفة المعيشة و ظلت تنظر بعينها كأنها تبحث عن شيء ما.
سعاد: خير يا ابتسام بتدوري على حاجة؟
ابتسام: هي البت قمر فين؟
قضبت سعاد حاجبيها ثم قالت: راجعة تعبانة من الشغل ليه؟
زمت ابتسام شفتيها ثم قالت بمكر: مممم تعبانة؟! مع انها جاية في عربية شيك كده مع واحد شبه اللي بيطلعوا في الافلام.
قضبت سعاد حاجبيها ولكنها اجابت بسرعة : اه مانا عارفة.
رفعت ابتسام حاجبيها ثم قالت: و ده يبقى مين بقى؟
سعاد: بقولك يا ابتسام ياختي انتي مش غريبة بس انا تعبانة و عايزة اغفل شوية.
ابتسام : و ماله يا حبيبتي بكرة تقوليلي على كل حاجة استأذن انا بقى.
خرجت ابتسام من المنزل لتخرج قمر من غرفتها و تقول: مين يا ماما؟
اقتربت سعاد من قمر و بدون اي مقدمات صفعتها على وجهها و قالت وهي تمسك شعرها: جيالي البيت في عربية مع واحد غريب.
قمر: والله كنت هقولك يا ماما.
صفعتها سعاد مرة اخرى ثم قالت: تقولي ايه هاه؟ تقولي انك مشوفتيش ساعة رباية على بعض.
كادت سعاد تصفع قمر مرة اخرى لولا خروج عبد العال من الغرفة على كرسيه المتحرك.
عبد العال: في ايه يا سعاد بتضربي البت كده ليه؟
سعاد بغضب و صوت مرتفع: شوف بتك اللي جيالي بليل مع واحد غريب في عربيته.
قمر وهي تبكي: يا ماما اديني فرصة اشرحلك.
عبد العال بغضب : سيبي البت يا سعاد.
نظرت له سعاد ثم الى ابنتها و تركتها بقوة لتسقط قمر على الارض.
عبد العال بحدة: وانتي يا قمر تعالي الاوضة عايزك.
............
كانت قمر جالسة على الارض امام كرسي والدها ثم قالت وهي تحاول منع دموعها من النزول: والله يا بابا ده اللي حصل انا كنت هنزل بس هو اصر اني مروحش لوحدي.
مسد عبد العال على شعر ابنته ثم قال: من حلف بالله فصدقوه وانا كنت مصدقك من غير ما تحلفي لاني عارف انا ربيتك على ايه .
مسحت قمر دموعها ثم ابتسمت و قالت: يعني حضرتك مش زعلان؟
عبد العال: لا بس ياريت يا حبيبتي اللي حصل ده ميتكررش.
........
خارج منزل عبد العال كانت ابتسام تسترق السمع ثم قالت في سرها : يعني البت جت مع واحد غريب؟ بنات اخر زمان اي واحد غني يحاولوا يضحكوا عليه.
***في اليوم التالي***
كانت قمر تخبر صهيب بأهم مواعيده بنبرة جادة اما هو فكان ينظر لها فقط حتى طرق الباب و دخلت رانيا احدى موظفين الشركة.
عاد صهيب الى قسوته و بروده ما ان راها اما هي فقالت: صهيب بيه حضرتك عايزني في حاجة؟
ضحك صهيب بسخرية ثم قال بهدوء وهو ينهض من مكانه: انا اللي جايبك عشان اسألك لو عايزة حاجة.
قضبت قمر حاجبيها ثم انتابتها حالة من الفزع من هيئة صهيب بينما اكمل هو حديثه مع رانيا: يعني مثلا لو سامر طلب حاجة ملف تصميم قوليلي اديهولك بنفسي.
رانيا بتوتر: ص...صهيب بيه...انا...ح..ححح..حضرتك مش فاهم.
صفعها صهيب كف اسقطها ارضا و جعل الدماء تنزف من فمها ثم قال بغضب بعد ان برزت عروقه : فهميني طيب.
شهقت قمر ثم تراجعت خطوتين الى الخلف اما صهيب فأمسك رانيا من شعرها و قال بنبرة مرعبة: مش صهيب البارودي اللي يتضحك عليه.
رانيا بتوسل: بالله سيبني ارجوك ثم نظرت الى قمر الواقفة بزعر و قالت: قمر بالله ساعديني.
فاقت قمر من ما كانت فيه ثم امسكت يد صهيب الممسكة بشعر رانيا و قالت : خلاص يا صهيب بيه سيبها.
دفعها صهيب بحدة ثم قال : ابعدي انتي يا قمر.
قمر بنبرة باكية : عشان خاطري سيبها.
نظر صهيب الى قمر ثم قضب حاجبيه لماذا هي خائفة على تلك الفتاة؟ ايمكن ان تكون طيبة الى ذلك الحد؟ ام انها خائفة منه؟
فتح فارس باب المكتب ثم قال: خلاص يا صهيب سيبها متنساش اننا في الشركة.
ابتعد صهيب عن رانيا ثم نظر لها باحتقار و قال: اتصرف معاها و شوف لو كانت ودت حاجة لسامر.
فارس: تمام.
امسك فارس برانيا ثم نظر لها باحتقار و قال : حظك اني دخلت قبل ما يقتلك.
.....
خرج فارس و عندما جاءت قمر لتخرج قال صهيب : استني.
قمر بهدوء : نعم يا صهيب بيه.
وقف صهيب امام قمر ثم قال بهدوء : انتي كويسة؟
قمر بجمود: اه
صهيب: وشك احمر .
تحسست قمر وجهها ثم مسحت دموعها و قالت: لا انا كويسة.
كاد صهيب ان يضع يده على وجه قمر ليرى حرارتها الا انها ابتعدت عنه بسرعة و قالت بارتباك : بعد اذنك انا هخرج.
زفر صهيب بضيق بينما في مكان آخر.
***في مستشفى القاهرة***
كانت شروق ترتب اغراضها وهي في قمة السعادة ثم قالت : ياه يا ماما انا فرحانة اوي اننا راجعين الاسكندرية بكرة.
نرجس: وانا يا حبيبتي القاعدة في المستشفى متعبة اكتر من المرض.
شروق: خلاص بقى الحمد لله مبقاش فيه مرض انتي بس حافظي على الدوا و ان شاءالله تبقي زي الفل.
نرجس: انتي هترجعي شغلك اول ما نرجع؟
شروق : لا طبعا هقعد معاكي حبة كده و بعدين ابقى ارجع الشغل.
نرجس: يا حبيبتي انا حاسة اني عطلتك.
شروق : متقوليش كده يا ماما وبعدين قمر هناك و هي ربنا يباركلها شايلة الشغل.
ابتسمت نرجس ثم ذهبت كي تصلي.
***في الإسكندرية***
كانت ابتسام تتحدث بخبث مع سعاد .
ابتسام: ما قولتليش بقى يختشي مين الراجل اللي كان موصل البت قمر ده؟
سعاد: ده واحد زميلها في الشغل و كتر خيره لما الوقت اتأخر مرضاش يرجع البت لوحدها و اصر انه يوصلها.
زمت ابتسام فمها ثم قالت: وهو يختي زميلها في الشغل هيبقى بالمنظر ده؟ ليه هي بتشتغل ايه عشان زميلها يبقى كده؟
سعاد بحدة : قصدك ايه يا ست ابتسام؟
ابتسام: مقصديش يختي..يلا استأذن انا.
سعاد بتهكم: ما بدري .
ابتسام: لا عشان الحق بقى اعمل الاكل.
خرجت ابتسام من المنزل بينما توجهت سعاد بغضب الى غرفة زوجها.
سعاد: شوفت بتك و عمايلها خلت اللي يسوا واللي ميسواش يتكلم علينا.
عبد العال: حصل ايه بس يا سعاد؟
سعاد: الزفتة اللى اسمها ابتسام ديه جاية تلقح بالكلام .
عبد العال: ربنا يهدي عباده.
سعاد: لا مهو كده الوضع مش نافع انا من بكرة هنزل اشتغل تاني و اقعد قمر في البيت و خلي شروق ترجع شغلها.
عبد العال: اللي فيه الخير يقدمه ربنا.
***في شركة سامر الأيوبي***
سامر بغضب : يعني ايه عرف؟
باسل: يا باشا انا قلتلك على فكرتي من الاول وانت رفضتها.
سامر: خلاص اعمل اللي انت عاوزه انا اللي يهمني ان صهيب البارودي يبقى ف الارض.
باسل : متقلقش يا باشا.
***في شركة صهيب البارودي***
فتح صهيب باب مكتب قمر ليجدها تصلي و ظهرها له.
قضب صهيب حاجبيه فتلك هي تقريباً المرة الاولى التي يرى شخص يصلي امامه فظل واقف للحظات ينظر الى قمر و يتمنى لو يعلم بماذا تشعر.
انهت قمر صلاتها ثم نهضت من مكانها و التفتت لتجد صهيب ينظر لها نظرات غريبة لم تفهمها هي.
تنحنحت قمر ثم قالت : خير يا صهيب بيه؟
ظل صهيب صامت للحظات ثم قال بهدوء: انتي كويسة؟
قمر: اه... حضرتك كنت عايزني في حاجة؟
صهيب : كنت جاي اقولك تقدري تروحي دلوقتي.
اماءت قمر له ثم ذهبت لتحضر حقيبتها و عندما جاءت لتخرج من باب المكتب قطع صهيب عليها الطريق بجسده
يتبع.....