أخر الاخبار

رواية أحببتها فتبت على يدها البارت الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر

رواية أحببتها فتبت على يدها البارت الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر 


رواية أحببتها فتبت على يدها البارت الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر 

 البارت الحادي عشر❤

***في منزل شروق***

فتحت شروق باب المنزل لتجد قمر امامها و تبدو منهكة للغاية. 

شروق بقلق: انتي كويسة؟ 

قمر : هاتيلي كوباية مية. 

شروق: ادخلي طيب.

دخلت قمر الى غرفة شروق لتحضر الاخرى الماء لها و تجلس بجانبها. 

تربعت شروق ثم قالت : مشوفتيش الزفت اللى اسمه علاء عمل ايه تاني. 

قمر : في حاجة تاني حصلت؟ 

قصت شروق كل ما حدث على قمر و ما ان انتهت حتى قالت : قوليلي بقى هو صهيب بيه فعلا اللي وصلك؟ 

عضت قمر شفتيها ثم قالت : بصراحة اه .

شروق : طب بصي قوليلي كل اللي حصل من اول ما بدأتي شغل لحد النهاردة.

حكت قمر كل ما حدث الى شروق بالتفصيل الممل. 

فتحت شروق فمها ثم قالت : صهيب بيه؟! 

قمر : مالك يا شروق هو في حاجة؟ 

مسكت شروق يد قمر ثم قالت بهدوء : قمر انا خايفة عليكي من صهيب ده ولا زينا ولا نفس طباعنا. 

قمر: في ايه يا شروق متخوفنيش منه اكتر مما انا خايفة. 

شروق: اصل بصراحة صهيب مش هيعمل كده مع حد غير لو حاطه في دماغه. 

قمر بقلق: يعني..يعني ايه حاطه في دماغه؟ 

شروق: اللي فهمتيه يا قمر و خصوصا بعد اللي عمله سامر ده ف كده هو مش هيسيبك بسهولة ده ان سابك اصلا. 

قمر: طب اشمعنى انا ده انا معملتلهوش حاجة وحشة؟ 

شروق : معرفش بقى بس انا بصراحة خايفة عليكي. 

قمر : طب اعمل ايه طيب ده انا بقولك حرق ورقة الاستقالة. 

شروق: بصي انا بس اشوف دكتور كويس يتابع مع ماما هنا و هرجع الشغل على طول. 

قمر: طب و ماما ديه قالتلي اقعد من الشغل اصلا.

شروق : انا هكلمها. 

قمر: اشطا. 

نهضت قمر من مكانها لتمسك شروق يدها و تقول بحنو: عشان خاطري حاولي تبعدي عن صهيب لانه مش زينا يا قمر اللي زينا مش هيفرق معاه في حاجة احنا بالنسبة ليه ولا حاجة يا قمر.

قمر : من غير ما تقولي انا بخاف منه خلقة أساساً. 

ضحكت شروق ثم قالت : بقولك في فيلم جامد جاي ما تيجي نتفرج سوا كده كده ماما قاعدة عندكم في البيت وانا قولتلهم انك قاعدة معايا. 

قمر بفرح: اشطا هعمل فشار وانتي جهزي القاعدة.

شروق: تمام.

***في قصر البارودي***

كان صهيب يشرب خمر كعادته في الشرفة عندما جاءت قمر على باله. 

صهيب لنفسه: شكلك كده دخلتي دماغي يا قمر .... شكلي كده مش هسيبك. 

ابتسم صهيب ثم اغلق عينيه للحظات ثم فتحها و ذهب كي يخلد الى النوم. 

مر يومان دون جديد في الاحداث و في اليوم الثالث. 

***في مكتب صهيب البارودي***

قمر بهدوء: شروق هترجع الشغل بكرة. 

ترك صهيب القلم من يده ثم نظر الى قمر و قال : يعني ده كده اخر يوم ليكي. 

اماءت قمر برأسها بينما تابع هو بمكر : حيث كده بقى عايزك قبل ما تمشي تراجعيلي كل الملفات و تشوفيلي نسبة نجاح التصميمات لأخر خمس سنين. 

قمر بصدمة : بس..بس يا فندم ده كتير و هياخد وقت. 

استند صهيب على ظهر الكرسي ثم اغلق عينيه و قال ببرود: ملخص الملفات يكون على مكتبي قبل ما تروحي. 

عضت قمر على شفتيها ثم قالت بضيق : حاضر. 

صهيب : و اعمليلي كوباية نسكافيه و هاتيها بنفسك.

قمر: بس ده مش شغلي يا فندم. 

صهيب بنفس نبرته: دلوقتي بقى شغلك يلا روحي. 

خرجت قمر من مكتبه وهي تكاد تموت غيظاً.

قمر: ايه الانسان المستفز ده يا ستار يا رب. 

ضحك فارس ثم قال : هو صهيب وصلك لأنك تكلمي نفسك؟ 

انتبهت قمر الى فارس الواقف امامها ثم ابتسمت بلطف و قالت : اسفة مخدتش بالي من حضرتك. 

فارس : ولا يهمك ... صهيب في مكتبه ؟ 

قمر: اه.

فارس : تمام. 

ترك فارس قمر بينما توجهت هي لتفعل ما طلبه صهيب منها. 

***في مكان ما***

علاء لنفسه: ان ما خربتها عليكي يا قمر مبقاش انا علاء. 

محمد: ناوي على ايه؟ 

علاء بمكر : هتعرف النهاردة متقلقش. 

محمد: علاء بقولك ايه متعملش حاجة تندم عليها. 

نهض علاء من مكانه ثم قال : اخرج انت برة الموضوع. 

محمد: مش هترتاح غير لما تعمل مصيبة. 

نظر له علاء باستخفاف ثم تركه و ذهب. 

***في شركة سامر الأيوبي***

باسل : كله جاهز يا باشا. 

سامر: انت متأكد من الرجالة اللي انت هتبعتهم؟ 

باسل : يا باشا دول خبرة متقلقش. 

سامر: انا عايز صهيب ده يبقى في التراب يا باسل عايزه يتدمر. 

باسل : وهو كذلك. 

***في شركة صهيب البارودي***

طرقت قمر باب مكتب صهيب ثم دخلت و في يدها النسكافيه.

قمر بأدب وهي تضعه على مكتب صهيب : اتفضل النسكافيه. 

قضب صهيب ثم قال : انا مش عايز نسكافيه. 

رفعت قمر حاجبيها ثم قالت : نعم؟! 

صهيب ببرود: اللي سمعتيه روحي اعمليلي قهوة.

زفرت قمر بضيق ثم قالت بهدوء: حاضر يا فندم. 

اخذت قمر الكوب ثم خرجت من المكتب بينما ارتسمت ابتسامة خبيثة على فم صهيب ثم قال : ديه يدوب البداية.

.....

قمر بهدوء : اتفضل القهوة. 

وضعت قمر الكوب امام صهيب بينما اخرج هو الكثير من الملفات و قال : عايز الملفات ديه كلها تخلص النهاردة. 

فتحت قمر عينيها على وسعهما ثم قالت : كل ده ؟ 

صهيب ببرود: مش كتير على فكرة. 

اخذت قمر الملفات من صهيب وهي في قمة الغيظ ثم خرجت الى مكتبها.

***في مكتب شروق***

كانت قمر تعمل بكامل حواسها عندما دق هاتفها. 

قمر بتأفف: ايوة يا شروق. 

شروق: مالك يا بنتي؟ 

قمر : صهيب بيه اداني شغل كتير و قالي لازم اخلصه قبل ما امشي. 

شروق: طب خلصيه. 

قمر: عقبال ما اخلصه تكون الساعة عدت ١٠ بليل.

شروق: اووف ليه كده ده كل اللي في الشركة بيكونوا مشيوا على ٧ أساساً.

قمر بحسرة: ماما هتقتلني. 

شروق: خلاص هقولها انك بايتة معانا وانتي انجزي و اول ما تخلصي قوليلي اجي اخدك عشان مترجعيش لوحدك مش ناقصة اللي اسمه علاء ده يتكلم عليكي.

قمر: تمام هقفل انا دلوقتي.

شروق: سلام.

اغلقت قمر الهاتف ثم اكملت عملها بشكل متواصل حتى وقت متأخر. 

.......

انهت قمر الملف الذي كان في يدها ثم قالت بتعب : يا الله مش قادرة ايه كل ده....بس الحمد لله خلصت. 

امسكت قمر الملفات ثم توجهت الى مكتب صهيب و عندما فتحت الباب لم يكن هناك احد. 

قمر : ايه ده هو راح فين؟ 

زفرت قمر بضيق ثم عادت الى مكتبها ريثما يعود صهيب و في تلك الاثناء قررت قراءة القرآن كما تفعل في ذلك الوقت من الليل. 

***في منزل عبد العال***

كانت سعاد تتحدث مع نرجس بينما يتابع عبد العال التلفاز و فجأة دق باب المنزل. 

نهضت سعاد من مكانها و فتحت الباب لتجد علاء امامها. 

سعاد باشمئزاز: خير يا علاء. 

علاء: مش هدخليني طيب؟ 

زمت سعاد شفتيها ثم قالت : اتفضل. 

دخل علاء ثم قال بصوت مرتفع : سلام عليكم.

رد الجميع السلام بينما جلس الاخر بكل برود. 

نرجس : خير يا علاء جاي ليه. 

علاء : كل خير ان شاءالله انا من غير لف و دوران جاي اطلب ايد قمر.

سعاد : نعم؟!

اغلق عبد العال التلفاز ثم قال بحدة : امشي اطلع برة. 

علاء : يا عمي اسمعني. 

عبد العال: اسمع ايه؟ جاي تطلب ايد بنتي بعد ما اتكلمت عليها ؟

نهض علاء من مكانه ثم قال بغضب : انا غلطان اني جاي اساعدك و اتجوز قمر.

عبد العال بغضب : تساعد مين انت اتجننت؟ 

سعاد: خلاص يا حاج. 

عبد العال بنفس انفعاله: امشي اطلع برة معندناش بنات للجواز. 

ضحك علاء بشكل ساخر ثم قال بغل : لو انا متجوزتش قمر محدش هيبص في خلقتها بعد اللي قلته عليها. 

نرجس بغضب : انت ايه شيطان؟ 

مسك عبد العال رأسه ثم بدا يشعر وأن الدنيا تدور من حوله و فجأة اغلق عينيه غير مدرك بما يدور حوله. 

سعاد بفزع : يا حاج...عبد العال. 

نرجس لعلاء : حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ منك لله.

ابتسم علاء باستفزاز ثم تركهم و خرج من المنزل.

ظلت سعاد تحرك عبد العال وهي تقول بفزع: يا حاج قوم.

نرجس : هتصل بالاسعاف و البت شروق. وانتي اجهزي بسرعة.

***في شركة صهيب البارودي***

خرج صهيب من المرحاض و قرر التوجه الى قمر ليرى ان كانت انتهت ام لا و بينما كاد هو يفتح باب المكتب سمع صوتها الملائكي وهي تقرأ قوله تعالى﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾.

 توقف صهيب في مكانه للحظات فقط ليحدد ذلك الشعور الذي اجتاحه فجأة اتعلمون عندما يشعر المرء بضيق و فجأة يشعر براحة ؟ قد يكون هذا ما شعر به صهيب و ما جعله يريد قمر اكثر من ذي قبل.

فتح صهيب باب المكتب فجأة لتنتفض قمر من مكانها كالعادة. 

اخذت قمر نفساً عميقاً ثم قالت بهدوء : انا خلصت بس ملقتش حضرتك في المكتب. 

كاد صهيب ان يجيبها الا ان انقطاع الكهرباء قد فاجأ كلاهما. 

قمر بفزع : ايه ده؟ 

صهيب بهدوء: قمر خليكي مكانك هشغلك الفلاش. 

اخرج صهيب هاتفه ليجد فارس يتصل به. 

صهيب : ايوة. 

فارس : صهيب في اتنين شكلهم غريب دخلوا الشركة و الحراسة مش موجودة. 

صهيب : نعم؟ طب انت فين؟ 

فارس : انا داخل الشركة دلوقتي. 

صهيب بجمود: تمام اقفل. 

اغلق صهيب الهاتف ثم قال لقمر : متتحركيش من مكانك.

قمر بقلق: صهيب بيه...انا مش شايفة حاجة. 

صهيب : لحظة وراجعلك. 

فتح صهيب فلاش هاتفه ثم توجه الى مكتبه بسرعة و اخرج مسدسه و بعدها عاد الى قمر. 

فتح صهيب باب مكتب شروق ثم بدا يمرر الفلاش ليجد قمر. 

صهيب بهدوء : قمر انتي فين؟ 

قمر: انا هنا. 

وجه صهيب الفلاش الى حيث الصوت ليجد قمر تجلس على الارض و تبدو في غاية اللطافة. 

صهيب : قمر مطلعيش صوت خالص تمام؟ 

قمر بقلق: هو في حاجة؟ 

صهيب : مش قلتلك متخافيش طول مانتي معايا؟ 

اماءت قمر برأسها ثم نهضت من مكانها بهدوء و فجأة دق هاتفها. 

صهيب : اقفلي تليفونك. 

قمر : بس ديه ماما. 

صهيب بحدة : قلتلك اقفليه. 

اغلقت قمر الهاتف بينما امسكها صهيب من يدها و خرج من المكتب بهدوء وهو ممسك بالمسدس في يده الاخرى و فجأة رأى ظل شخص ما يتحرك امامه فدفع قمر جانباً و قام بإطلاق النار على ذلك الظل ليسمع بعدها صوت إطلاق النار في مكان آخر في المبنى ثم تأتي الكهرباء بعدها. 

فتحت قمر عيناها بدهشة عندما رأت المسدس في يد صهيب و يوجد شخص ما ملقى على الأرض و الدماء تسيل منه.

تراجعت قمر بضع خطوات للخلف ثم وضعت يدها على فمها و بدأت تبكي بصمت. 

ركل صهيب ذلك الشخص بقدمه ليتأكد من موته ثم التفت الى قمر و ذُهل من حالها فهي كانت كمن اصيب بانهيار.

اقترب صهيب من قمر ثم قال بهدوء : قمر اهدي. 

نظرت له قمر وكانت عيناها تدمع و انفها احمر ثم تراجعت الى الخلف حتى اصطدمت بالحائط الموجود في الممر و قالت بصدمة: ده..ده مات.

جاء فارس في تلك اللحظة ليتنهد براحة و يقول : التاني اتصاب. 

التفت صهيب له ثم قال بجمود وهو يرجع شعره الى الخلف بشكل جذاب : طب وهو فين؟ 

فارس: مرمي في الارض مع الحراسة. 

زفر صهيب بضيق ثم قال : عايز اعرف دول تبع مين مع اني شبه عارف. 

اماء له فارس ثم نظر الى قمر و قال : ايه ده مالك؟ 

نظرت له قمر ثم قالت وهي تبكي : انا عايزة اروح.

صهيب : استني انا هوصلك.

دفعت قمر صهيب بخفة ثم قالت وهي تمسح دموعها : بعرف اروح لوحدي.

توجهت قمر بسرعة الى الدرج وهي تجاهد في كتم دموعها.

***في منزل شروق***

كانت شروق تدق على قمر باستمرار حتى اجابت الاخرى. 

شروق بقلق: انتي فين يا قمر ؟ 

قمر بنبرة باكية : انا جاية .

شروق بفزع : مالك يا قمر ايه اللي حصل؟ 

انفجرت قمر في البكاء ثم قالت : م..مم..مش هعرف اقولك...دلوقتي. 

زفرت شروق ثم قالت: خالتو اتصلت بيا وانا قلتلها انك معايا. 

قمر: ليه هو في حاجة؟ 

شروق: قوليلي انتي فين وانا هاجي أخدك و اقولك على كل حاجة. 

قمر : انا عند (......)

شروق: تمام انا جاية.

***في مكتب صهيب البارودي***

كان صهيب جالس على مكتبه و فارس امامه يعبث في هاتفه. 

صهيب بجمود: طبعاً دول تبع سامر. 

وضع فارس الهاتف في جيبه ثم قال: هو في غيره. 

صهيب ببرود: اعتبرني اديتك الإشارة. 

فارس: وانا نفذت و شركته هتبقى في الأرض صمت فارس للجظات ثم تابع بس شوفت قمر؟ انا قلقان عليها. 

صهيب : بعت واحد من الحراسة وراها.

ضحك فارس ثم قال: مظنش انها هتيجي الشركة تاني.

صهيب بمكر: انا هروحلها. 

فارس : مش فاهم. 

صهيب : يعني هتجوز قمر.

فارس بصدمة : ايه؟!

ابتسم صهيب ثم قال : زي ما سمعت.

تنحنح فارس ثم قال : احم...استنى كده عشان متوهش منك..انت هتتجوز قمر؟ انت بتحبها أساساً؟ 

كان صهيب يلعب بقلمه ثم قال دون ان ينظر الى فارس: ملوش علاقة بحبها ولا لا.

فارس : يبني انت فاهم غلط...هتتجوزها ازاي اذا كنت مش عارف بتحبها ولا لا؟ 

نهض صهيب من مكانه ثم قال: عشان مينفعش تكون لحد غيري....قمر ليا انا و بس.

اغمض فارس عينيه بتعب ثم قال : الله يعينها عليك.

ضحك صهيب ثم تركه و خرج من المكتب.

ا البارت الثاني عشر


بسم الله ❤


***في مشفى ما***

كانت قمر تبكي وهي ممسكة بيد شروق بينما الاخرى تحاول تهدأتها. 

قمر ببكاء : انا...انا خايفة اوي.

شروق : عرفتي ليه بقولك ابعدي عن صهيب؟

قمر: انا استحالة اروح الشركة ديه تاني بس انا قصدي اني خايفة على بابا.

شروق: طب اهدي كده عشان ماما و خالتو ميقلقوش اكتر من كده. 

اماءت قمر برأسها لتجد بعدها امها و خالتها جالستان على المقاعد امام غرفة ما.

ركضت قمر الى امها ثم قالت: ماما حصل ايه لبابا؟

سعاد: منه لله هو السبب. 

قضبت شروق حاجبيها ثم قالت: هو مين ده؟ 

نرجس: اللي اسمه علاء حسبي الله ونعم الوكيل فيه جه البيت و كان عايز يطلب ايد قمر ولما الحاج عبد العال رفضه فضل يتكلم وحش على قمر.

قمر بغضب : ده اكيد مجنون.

شروق: ده زودها انا مش هسكتله لاني حذرته قبل كده. 

نرجس بغضب : بقولك ايه يا شروق احنا مش ناقصين مشاكل من تحت راسه واديكي شوفتي ده بجح و مش بيهمه حد.

قمر بنبرة باكية: حسبي الله ونعم الوكيل فيه ربنا يبعتله اللي ينتقملنا منه.

شروق بصوت مرتفع: آمين. 

خرج الطبيب من الغرفة لتذهب اليه قمر هي و شروق. 

قمر بلهفة : خير يا دكتور بابا ماله؟ 

الطبيب : اعتقد اني قلت انه مينفعش يتعرض لضغط عصبي لان ده هيأثر عليه.

شروق: ايوة يعني هو ماله؟

الطبيب: هو حاليا دخل في غيبوبة بس ان شاءالله مش هطول ده بس نتيجة الضغط النفسي بس احنا هنتضر نخليه هنا فترة لحد ما نطمن عليه.

اغلقت قمر عيناها ثم قالت بهدوء : تمام.

استأذن الطبيب ثم ذهب بينما وضعت قمر كفيها على وجهها. 

عانقت شروق قمر ثم قالت: كله خير من عند ربنا متقلقيش. 

قمر : لعله خير. 

ابتسمت شروق ثم قالت بمرح: ايه يا بت ده انا مش واخدة عليكي ضعيفة كده.

بادلتها قمر الابتسامة ثم مسحت دموعها و قالت: صح انا مش ضعيفة لازم اكون قوية عشان ماما .

***في قصر البارودي***

كان صهيب يدخن  في شرفته ثم قال وهو ينظر امامه بشرود: كام يوم و هتكوني معايا يا قمر وصدقيني وقتها مش هسمح لحد يكون ليه كلمة عليكي غيري انا.....انا و بس. 

***في مكان آخر***

القى سامر كل شيء على الأرض ثم قال بغضب عارم: يعني ايه مامتش؟ 

باسل : يا باشا مكناش نعرف ان اللي اسمه فارس ده موجود. 

سامر : انت عارف صهيب هيعمل ايه لو عرف ان انا اللي ورا الحوار؟ 

باسل : متخافش يا باشا مش هيعرف و حتى لو عرف رجالتك تحت رجليك و مش هيسمحوله يقرب ناحيتك. 

زفر سامر بضيق ثم قال: شكلي هخلص عليه بنفسي ولو اخر نفس في عمري مش هرتاح غير لما اقضي على شركات البارودي. 

***في منزل فارس***

كان فارس يتحدث في هاتفه وهو يسير في منزله ذهاباً و إياباً

فارس : مش شغلي انا اللي يهمني ان كل اللي متعاقدين معاه يلغوا اتفاقهم. 

سيف: بس ده يا باشا هياخد وقت. 

" سيف هو المحامي الرسمي لشركات البارودي"

فارس بتكبر : عندك الليل بطوله تقنعهم باننا هنمضي معاهم عقود أحسن بكتير من اللي مضاها معاهم سامر. 

سيف : حاضر يا فارس بيه. 

فارس : مش هوصيك عليه يا سيف. 

سيف : اعتبر الموضوع خلص يا فارس بيه. 

اغلق فارس الخط ليبتسم و يقول لنفسه بثقة : اللي يفكر يجي ناحية ابن البارودي يبقى بيقف قدامي ثم تابع بخبث وانا اللي بيقف قدامي بهرسه.

***في منزل عبد العال***

كانت سعاد جالسة على المقعد بجانبها نرجس و امامها على المقعد الاخر شروق بجانبها قمر. 

سعاد بحسرة : هنعمل ايه يا نرجس يختي وهي فلوس المشغل هتكفي؟ 

نرجس: اهدي يا سعاد وربنا هيحلها. 

قمر: خلاص يا ماما هنزل اشتغل اي حاجة متخافيش. 

سعاد: طب و بعدين ده انتي جامعتك كمان اسبوعين. 

شروق: ربنا هيحلها من عنده يا خالتو متقلقيش و بعدين احنا كلنا هنا. 

قمر: وانا هشتغل في الاسبوعين دول اجيب اي حاجة و هنزل اشوف شغل من بكرة. 

شروق مشجعة : اشطا وانا هنزل ادور معاكي كده كده بكرة اجازة

نرجس : ربنا يكرمكم يا بنات و يخليكم لينا. 

قبلت قمر رأس امها ثم قالت : لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً متخافيش.

دخلت قمر كي تنام هي و شروق بينما ظلت نرجس تتحدث مع شقيقتها قليلا حتى طرق باب المنزل. 

نهضت نرجس من مكانها لتفتح الباب و تجد ابتسام امامها.

نرجس: خير يا ست ابتسام في حاجة؟ 

ابتسام: لا ابدا يا حبيبتشي ده انا بس جاية اطمن على الحاج و اشوف الست سعاد لو عايزة حاجة كده ولا كده.

ابتسمت نرجس ثم قالت: شكرا يا حبيبتي الحمدلله مش محتاجين حاجة. 

ابتسام: طب ادخل اطمن طاه. 

نرجس: معلش نايمين دلوقتي.

ابتسام: اها...طيب يا حبيبتشي استأذن انا.

دخلت ابتسام الى شقتها لتغلق نرجس الباب و تنفخ بضيق.

سعاد من الداخل : بتكلمي مين كل ده ؟ 

نرجس: ابتسام كانت جاية تطمن بس انا زحلقتها.

سعاد: الست ديه والله لو مشيت مش هيكون راحة لينا بس ده هيكون راحة للحتة كلها. 

ابتسمت نرجس ثم قالت: يلا ننام احنا عشان نشوف هنعمل ايه بكرة.

......

استيقظت قمر لتصلي الفجر مع شروق ثم ظلت تدعو الله لييسر لهم امورهم و عندما انتهت نهضت كي تحضر الإفطار لتذهب بعدها كي تبحث عن اي عمل. 

......

كان الجميع يتناول الإفطار بهدوء عندما قالت نرجس : ايه رأيك اشتغل معاكي في المشغل يا سعاد؟ 

شروق بجدية : لا يا ماما انتي لسة تعبانة. 

قمر: اه بالله عليكي يا خالتو شغل المشغل غلس و حضرتك لسة خارجة من عملية. 

نرجس : يا بنات انا عايزة اساعد وهو يبقى قرش زيادة في البيت.

سعاد: لا خليكي انتي هنا تجهزي الاكل انما شغل برة الببت مش ناقصين تتعبي كفاية الحاج و مصاريف علاجه اللي مش عارفين هنجيبها منين. 

ربتت نرجس على ظهر شقيقتها ثم قالت: هتتيسر ان شاءالله.

نهضت قمر من مكانها ثم قالت : مش يلا يا شروق نلحق ندور على شغل؟ 

نهضت شروق هي الاخرى ثم قالت: اشطا انا جاهزة. 

سعاد: في ورقة فوق التلاجة فيها طلبات البيت بالمرة بما انكم نازلين. 

قمر : تمام.

بدلت قمر ثيابها ثم خرجت من غرفتها لتنزل بعدها هي و شروق للبحث عن عمل. 

***في قصر صهيب البارودي***

كان صهيب جالس بأريحية على الأريكة و أمامه سيف و فارس. 

سيف : يومين بالضبط يا صهيب بيه و كل اللي اتعاقدو معاه هيكونوا عندك.

صهيب ببرود: تمام. 

فارس لسيف : اتأكدت الأول من الوضع المادي لشركة الايوبي؟ 

سيف: اكيد يا فارس بيه الشركة اصلا قايمة على الشخص التاني. 

اعتدل صهيب في جلسته ثم قال: شخص تاني؟ 

سيف : اه مهو شركة الايوبي ليها شريكين الاول بالجهد و التاني بالمال و طبعا بما ان ابن الايوبي  هو اللي بيشتغل يبقى الشخص التاني هو اللي بالمال. 

فارس : ايوة و بعدين مالنا احنا و مال الشريك التاني؟ 

ابتسم صهيب ثم قال بمكر: اعرفلي مين الشريك التاني. 

سيف : تمام يا صهيب بيه بكرة ان شاءالله كل حاجة هتكون عندك. 

نهض سيف من مكانه ليذهب بينما قال فارس بفضول : بتفكر في ايه؟ 

صهيب : كل خير. 

اعاد فارس رأسه الى الخلف ثم اغلق عينيه بتعب و قال: اللي تقول عليه انا معاك فيه. 

نهض صهيب من مكانه ثم قال : يبقى استعد عشان هيكون ورانا شغل كتير. 

***في مكان ما***

قمر بتعب: انا تعبت ده مفيش اي حاجة ينفع اشتغلها. 

ضحكت شروق بشدة ثم قالت : يا بنتي ما اخر شغلانة كانت حلوة والله. 

قمر بحدة : اشتغل عند حلاق رجالي يا شروق ؟ انتي بتستهبلي. 

شروق: يا بنتي ده الراجل قال هيديكي مبلغ كويس عليه. 

قمر بإصرار : حتى ولو الشغل مخلصش من الكون عشان اروح اشتغل عند حلاق.

شروق: خلاص قفشتي ليه انا كنت بهزر. 

تنهدت قمر ثم قالت: اصلي تعبت اوي و مفيش حاجة لحد دلوقتي. 

شروق: خلاص ندور بكرة بعد ما ارجع من الشغل بس تعالي دلوقتي نجيب طلبات البيت. 

قمر : تمام.

***في قصر البارودي***

ارتدى صهيب قميص ابيض على بنطال جينز ثم ارتدى ساعته الفخمة و نظارته و بالتأكيد وضع عطره المميز ثم نزل الى الاسفل. 

ما إن راى فارس صهيب حتى اطلق صفيرة ثم قال : ايه الشياكة ديه. 

ابتسم صهيب ببرود بينما تابع فارس: عايز حاجة لاني هخلع دلوقتي عشان عايز انام. 

صهيب : حاليا لا .

فارس : تمام. 

خرج صهيب و فارس من القصر ليركب كل منهم سيارته.

......

خرج صهيب من القصر بسيارته الرياضية هذه المرة و خلفه سيارة الحراسة. 

***في منزل عبد العال***

كانت سعاد قد عادت من المشغل وهي منهكة للغاية.

جلست سعاد على الكرسي ثم جلست نرجس امامها و قالت: مالك يا سعاد؟ 

سعاد وهي تزيل حجابها : الجو حر يختي و المشغل صداع. 

نرجس: خلاص خشي نامي عقبال ما البنات يرجعوا. 

سعاد: هما لسة مرجعوش؟ 

نرجس: لا بس شروق كلمتني و قالت انهم جايين خلاص. 

نهضت نرجس من مكانها ثم توجهت الى المطبخ لتكمل طهو الطعام.

***اسفل البناية***

توقف صهيب بسيارته ثم ترجل منها و ازال نظارته الشمسية وهو ينظر الى البناية. 

الحارس ١ : صهيب بيه نطلع معاك؟ 

صهيب بجمود: لا خليكم تحت و فتحوا عنيكم.

اماء له الحارس بينما دخل هو البناية.

.....

طرق صهيب باب منزل ما لتفتح له سيدة عجوز. 

السيدة: خير حضرتك؟ 

تنحنح صهيب  ثم قال : بيت قمر فين؟ 

السيدة: قمر عبد العال ؟ 

زفر صهيب ثم قال: اه هي. 

السيدة: الدور اللي فوقينا يا باشا الباب اللي في الوش.

صهيب ببرود: تمام.

***في منزل عبد العال***

كادت سعاد ان تبدل ثيابها وهي تفكر في تكاليف المشفى و العلاج ثم قالت بحسرة : ده احنا فلوسنا يدوب مكفية الاكل هنجيب كل التكاليف ديه منين؟ 

دق باب المنزل لترتدي سعاد طرحتها مرة اخرى و تتجه لتفتح الباب. 

فتحت سعاد باب المنزل ثم قالت: ايوة حضرتك خير؟ 

صهيب: ده بيت قمر صح؟ 

رفعت سعاد حاجبيها ثم قالت بذهول من هيئة صهيب : ايوة يا باشا خير.

فتحت ابتسام باب المنزل في تلك اللحظة ثم شهقت و قالت : ايه ده..انا شوفتك فين قبل كده؟ 

نظر لها صهيب باشمئزاز ثم قال: نعم؟ 

تحدثت سعاد بسرعة ثم قالت وهي تشير الى الداخل: اتفضل يا بيه ميصحش تقف كده على الباب. 

دخل صهيب المنزل لتبتسم سعاد باستفزاز الى ابتسام ثم تتركها و تدخل و تغلق الباب خلفها. 

ابتسام لنفسها: يكونش ده الراجل اللي وصل البت قمر؟ شكله هو.

زمت ابتسام شفتيها ثم قالت: يلا اهو بكرة نعرف كل حاجة.

***داخل المنزل***

كان صهيب ينظر الى المنزل حوله بشمئزاز فهذا المستوى لا يليق به ابدا.

تنحنحت سعاد ثم قالت: خير حضرتك في حاجة؟ 

اعتدل صهيب في جلسته ثم قال معرفاً بنفسه: انا صهيب البارودي صاحب الشركة اللي الآنسة شروق بتشتغل فيها.

سعاد بترحاب : نورتنا يا باشا والله. 

ابتسم صهيب بتهكم ثم قال بجمود: من غير لف و دوران انا جاي اطلب ايد قمر.

شهقت سعاد ثم قالت بعدم تصديق : قمر بنتي؟! 

اعاد صهيب ظهره الى الخلف ثم قال بشيء من الكبر : و مهرها هيكون (١٠٠,٠٠٠) جنيه. 

فتحت سعاد عينيها على وسعهما ثم قالت وهي لزالت مصدومة : مية الف؟ 

علم صهيب طريقة تفكير سعاد فتابع بمكر : و عليهم خمسين الف هدية مني ليكم.

كاد فم سعاد يصل الى الأسفل بينما نهض صهيب من مكانه و اخرج الكارت الخاص به و اعطاه الى سعاد ثم قال : الرد يكون عندي بكرة بالكتير لاني مش بحب الانتظار. 

اخذت سعاد الكارت من صهيب وهي في حالة صدمة ثم قالت: ما بدري يا بيه.

لم يجب صهيب و انما تركها و خرج من المنزل. 

خرجت نرجس من المطبخ ثم قالت: مين ده يا سعاد.

سعاد وهي تقف كالصنم : واحد اسمه صهيب البارودي.

نرجس بعدم تصديق: ايه؟.

.....

كانت شروق تستند على قمر وهي تقول بإرهاق : لا مش قادرة. 

قمر: يا بت خلاص احنا دخلنا الشارع اهو.

توقفت شروق في مكانها ثم قالت: بت يا قمر هو اللي قدام ده بجد ولا انا بيتهيألي.

نظرت قمر الى حيث تنظر شروق ثم قالت : ايه العربية النضيفة ديه؟ 

شروق: ديه عربية صهيب بيه التانية.

فتحت قمر عيناها على مصرعيهما ثم قالت: طب و ده بيعمل ايه هنا؟ 

خرج صهيب من البناية في تلك الاثناء لتسحب قمر شروق و تختبئ في محل صغير للغاية. 

شروق وهي تختبئ : معلش يا عم عبدو هنستخبى عندك خمسة. 

ضحك عم عبدو ثم قال: ولا يهمك يا بنتي اعتبري الكشك بتاعك. 

ابتسمت شروق بينما ظلت قمر تراقب صهيب من بعيد.

.....

كاد صهيب ان يركب سيارته الا انه توقف عندما وجد شخص ما يقف امامه و ينظر له باحتقار. 

علاء : انت فاكر الحتة ديه ملهاش كبير ولا ايه؟ 

صهيب بعدم فهم: نعم؟ 

علاء بنفس اسلوبه: اللي سمعته وواحد زيك من غير الحراسة اللي معاه انا افعصه تحت رجلي. 

اخرج حراس صهيب مسدساتهم ثم قال احدهما وهو يشير الى رأس علاء: صهيب بيه؟ 

اشار لهم صهيب بأن بخفضوا اسلحتهم ليشمر هو اكمام قميصه ثم يبتسم و يقول لعلاء : الحراس دول مش عشان اللي زيك...اللي زيك انا بتسلى بيهم لما بكون متعصب.

.....

شروق : اوبااااا شكلها هتقلب ملحمة. 

قمر : يا لهوي ده علاء شكله مش هيجبها لبر. 

شروق بشماتة : أحسن عشان يتربي و اهو ربنا وقعه مع اللي مش بيرحم

.....

اقترب صهيب من علاء بهدوء ليخرج علاء فجاة "المطواة" و يجتمع اهل المنطقة حولهم.

حاول علاء ضرب صهيب بالمطواة ليتفاداها الاخر بمهارة عالية ثم بحركة سريعة يضرب يد علاء و يجعل المطواة تسقط منه ثم يركل علاء بقدمه اسفل معدته. 

سقط علاء على الأرض امام انظار الجميع اما صهيب فاقترب منه و قال بنبرة مرعبة : لولا ان مزاجي رايق كنت وريتك شغلك عدل بس انا هرحمك عشان منظرك قدام الحتة ميبقاش اسوأ من كده. 

ركل صهيب علاء بقدمه بقوة مرة اخرى لتخرج الدماء من فم علاء ثم حك انفه بحركة خفيفة و ارتدى نظارته الشمسية و ركب السيارة بكل برود ثم انطلق بها بسرعة عالية.

.....

كادت شروق أن تسقط على الارض من كثرة الضحك وهي تقول: يختااي بقى شكله وحش قدام الحتة كلها. 

ضحكت قمر هي الاخرى ثم خرجت من مكانها لتتجه الى بيتها.

كان علاء ملقى على الأرض امام بناية قمر لتنظر له شروق باشمئزاز ثم قالت : تؤ تؤ ناس مش بترتاح غير لما تهزء نفسها.

ضحكت قمر ثم صعدت الدرج مع شروق لتستمع بعدها الى صوت خالتها وهي تقول بحدة : انتي اتجننتي يا سعاد؟

نظرت قمر الى شروق ثم قالت: ايه ده في ايه؟ 

شروق بقلق: مش عارفة يلا نشوف. 

صعدت الفتاتان بسرعة لتطرق قمر الباب

.......

نرجس بحدة: متقوليش حاجة للبنات.

سعاد: بنتي وانا ادرى بمصلحتها.

زفرت نرجس بضيق ثم ذهبت لتفتح باب المنزل. 

قمر بقلق: في ايه يا خالتو ؟ صوتكم جايب اخر الشارع.

نرجس بهدوء: مفيش يا حبيبتي. 

سعاد: لا في.

نظرت قمر الى شروق ثم الى امها بعدم فهم بينما تحدثت شروق: يا جماعة في ايه ؟ ما تقولوا.

سعاد: بصي يا قمر في واحد متقدملك وانا موافقة عليه.

نرجس بغضب عارم: انتي مفيش فايدة فيكي اوعي اما ادخل اتخمد.

نظرت سعاد الى شقيقتها ثم قالت بضيق: يختي روحي.

قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: حد مين يا ماما؟ اوعي يكون علاء.

سعاد بسخرية : وهو لو كان علاء كنت فتحتله باب البيت اصلا؟ 

شروق : امال مين؟ 

ابتسمت سعاد ثم قالت: واحد اسمه صهيب البارودي. 

قمر و شرق بفزع / مين؟!

سعاد: مالكم اتخضيتم ليه كده؟ 

اغمضت قمر عيناها بينما قالت شروق: ده اللي هو ازاي ده؟ 

سعاد: زي الناس وانا بصراحة موافقة عليه. 

قمر : حضرتك بتقولي ايه؟ انا مش موافقة.

سعاد : ليه يعني فيه ايه ده ناقص؟ ده بيلعب بالفلوس و فلوسه كتير.

قمر بغضب طفيف: يا ماما الفلوس مش كل حاجة.

سعاد: على الشكل؟ يا بت ده شبه الممثلين عايزة ايه اكتر من كده؟

تنهدت شروق ثم قالت بهدوء : يا خالتو انتي متعرفيش عنه حاجة ده مش زينا و طباعه غير عنا.

سعاد بنفاذ صبر : انا مش فاهمة ايه المشكلة فيه يعني ؟ وبعدين لو كان وحش زي ما انتي بتقولي مكنش كلف نفسه و جه لحد هنا.

ادمعت عين قمر ثم قالت: الخلاصة يا ماما اني مش موافقة عليه. 

كادت قمر ان تدخل غرفتها الا ان سعاد امسكتها من يدها بقوة ثم قالت بغضب : بقولك ايه يا قمر انتي هتوافقي عليه غصب عنك الراجل دافع مهر اد كده يكفي علاج ابوكي و زيادة. 

ضحكت قمر ثم قالت بنبرة باكية : يعني حضرتك موافقة عشان الفلوس و مش مهم بنتك هتكون فرحانة ولا لا؟.

صفعت سعاد قمر على وجهها بقوة ثم قالت: اخرسي يا قليلة الادب وانا اللي عندي قلته هتتجوزيه و رجلك فوق راسك فاهمة؟ 

لم تنطق قمر وانما ركضت الى غرفتها لتذهب شروق خلفها.

***في شركة سامر الايوبي***

القى سامر كل ما على مكتبه ثم قال بنبرة ارعبت باسل : يعني ايه لغوا اتفاقهم؟ 

باسل : يا باشا اهدى كده عشان نعرف نفكر في حل و نشوف ناس بديلة ليهم.

سامر بنفس غضبه: انت عارف لو الشركة وقعت ايه اللي هيحصل؟ هتسجن .

باسل: هشوف حل يا باشا. 

سامر: ياريت يكون بسرعة.

خرج باسل من المكتب ليلقي سامر كأس الماء الموجود  على مكتبه ارضاً كي يتحطم الى آلاف القطع.

***في منزل فارس ***

ضحك فارس وهو يتحدث في هاتفه ثم قال: تمام اوي ابعتلي اسم الفندق.

سيف: حاضر يا فارس بيه و هبعتلك اللوكيشن بتاعه كمان.

فارس : اشطا.

اغلق فارس هاتفه ليتلقى بعدها رسالة بها اسم الفندق و الموقع.

***في سيارة صهيب***

كان صهيب يقود سيارته بسرعة عالية عندما دق هاتفه.

صهيب ببرود: ايوة.

فارس : عرفت مين الشريك التاني. 

صهيب بغموض: اقضي على شركة الايوبي. 

فارس: اعتبره تم.

اغلق صهيب هاتفه ليبتسم و يقول بهدوء مرعب: ابن البارودي لما بيعوز حاجة.....بينفذها.

زاد صهيب من سرعة سيارته غير مكترث بالسرعة القانونية.


البارت الثالث عشر


بسم الله❤


كانت قمر تبكي بحرقة بينما تحاول شروق تهدئتها بكافة الطرق.

شروق: يا قمر العياط مش حل.

ابعدت قمر الوسادة عن وجهها ثم قالت : انا مش مستوعبة حاجة طب اشمعنى انا ؟

شروق وهي تربت على كتفها : انا قلتلك ابعدي عنه.

قمر وهي تحاول التوقف عن البكاء: والله...انا ..انا مكنتش بكلمه اصلا.

شروق: طب اهدي طيب متخلنيش اعيط معاكي.

قمر: اللي مضايقني ان ماما ضربتني بالقلم عشان رفضته.

شروق: هي اكيد عايزة مصلحتك.

ابتعدت قمر عن شروق ثم قضبت حاجبيها و قالت : مصلحتي؟ ...شروق مش انا اللي هقولك مين هو صهيب البارودي.

زفرت شروق ثم قالت: ايوة يا قمر بس هو مش وحش للدرجة يعني.

ضحكت قمر بسخرية ثم قالت: ايوة صح اصل الطبيعي ان هو يبقى معاه مسدس طول الوقت و اللي بيقف قدامه بيقتله و الطبيعي بردك انه يضرب بنت لحد ما يخليها تنزف و طبيعي بردك انه يكون مسلم و بيشرب خمرة عادي كأنها مية ده طبعا غير صفاته واكيد مش انا اللي هقولك عليها عاملة ازاي.

اغلقت شروق عينيها بحسرة ثم عانقت قمر و قالت : لعله خير.

سكنت قمر بعد لحظات ولكنها ظلت تشهق في حضن شروق وهي تفكر في مصيرها المجهول. 

.....

غفت قمر وهي تحتضن شروق بينما ظلت الاخرى تربت على كتفها بهدوء حتى طرق باب الغرفة و دخلت سعاد. 

سعاد بهدوء : نامت؟ 

شروق : اه يا خالتو. 

سعاد: طب معلش يا شروق اطلعي شوية عشان عايزة اتكلم معاها.

تنهدت شروق ثم ابعدت قمر عنها بهدوء و اسندت رأسها على الوسادة و قبل ان تخرج قالت بهدوء : خالتو بالله عليكي متضغطيش على قمر لأنك متعرفيش صهيب كويس.

سعاد بلا مبالاة : ربنا يسهل. 

زفرت شروق ثم خرجت من الغرفة و اغلقت الباب خلفها بينما ذهبت سعاد لتجلس على الفراش و توقظ قمر بهدوء.

سعاد: قمر....انتي يا بت قومي.

فتحت قمر عيناها و بعد لحظات كانت قد ادركت انها غفت قليلا فنهضت من مكانها و دعكت عيناها ثم قالت بصوت مبحوح: نعم يا ماما.

مسدت سعاد على شعر ابنتها ثم قالت بحنو زائف: يا حبيبتي انتي بنتي وانا بدور على مصلحتك.

قمر بهدوء: حضرتك متعرفيش حاجة عن صهيب يا ماما.

زفرت سعاد بضيق ثم قالت: يا بت ماله ؟ ما الراجل كويس و مش ناقصه حاجة.

ابتعدت قمر عن امها ثم قال بانفعال بسيط: يا ماما ده ابسط حاجة بيعملها انه بيشرب خمرة.

سعاد ببرود: وماله يختي بكرة يتوب.

اغلقت قمر عينيها بحسرة بينما تابعت سعاد بمكر: طب بلاش انتي... ابوكي اللي في المستشفى ده مش فارق معاكي؟ 

قضبت قمر حاجبيها ثم قالت بعدم فهم : و بابا ماله و مال موضوعي؟ 

سعاد: يوه مش العلاج بتاعه بيكلف اد كده؟ هنجيب فلوسه منين احنا هاه؟ 

ولا نجيب حتى مصاريف المستشفى منين؟ 

ظلت قمر صامتة بينما اكملت امها: يا حبيبتي ده انا فلوسي خلصت و مبقاش فيا حيل لشغل المشغل ده و القرف بتاعه وانتي عندك جامعة و دراسة و بعدين الراجل لو مكنش بيحبك مكنش جه لحد هنا.

لم تجب قمر بينما اكملت امها : انا هسيبك تفكري شوية وياريت تفكري ف ابوكي.

خرجت سعاد من الغرفة ثم اغلقت الباب خلفها بينما ظلت قمر واقفة في مكانها تحاول التفكير فهي الان تشعر بالرهبة و الخوف كما ان عقلها توقف عن التفكير.... تباً لمشاعر الإنسان عندما تضطرب.

 فكلما شعر المرء بأكثر من شعور متناقض في وقت واحد كلما توقف عقله عن العمل و توقفت الحياة امامه.

***في فندق ما ***

ترجل فارس من سيارته الرياضية وهو بكامل وسامته ثم دخل الى الفندق و اتجه الى قسم الاستقبال.

موظفة الاستقبال : مساء الخير يا فندم اساعد حضرتك بإيه؟ 

فارس : عايز الآنسة لوجين عامر. 

موظفة الإستقبال: حضرتك البشمهندس فارس هشام صح؟ 

فارس بغرور :اه انا. 

موظفة الاستقبال: تمام الآنسة لوجين في انتظار حضرتك في اللوبي.

فارس : تمام.

توجه فارس الى بهو الفندق ليجد إمرأة في غاية الجمال و من مظهرها تبدو وانها ذات شخصية قوية. 

تنحنح فارس ثم قال بهدوء: انسة لوجين؟ 

نهضت لوجين من مكانها ثم ابتسمت و قالت : اكيد حضرتك البشمهندس فارس.

صافحت لوجين فارس بترحاب ثم اشارت له بالجلوس.

لوجين بهدوء وهي تضع قدم فوق الاخرى: المحامي بتاع شركة البارودي اتصل و قال ان حضرتك عايزني في شغل. 

فارس : بصراحة هو شغل بس مش شغل يعني الموضوع يرجعلك.

قضبت لوجين حاجبيها ثم قالت: ممكن توضح .

فارس: يعني بعد ما تفضي الشراكة اللي بينك و بين سامر احنا هنوفرلك مشروع ناجح جدا.

ضحكت لوجين ثم قالت: و مين قال اني هفضي الشراكة مع سامر؟ 

عاد فارس بظهرة ليستند على الاريكة ثم قال بثقة وهو يشعل سيجاره: لانك اكيد مش هتكوني شريكة مع واحد بينصب عليكي.

ضحكت لوجين ثم قالت : نعم؟ 

فارس : اللي سمعتيه ...سامر الايوبي ناصب عليكي و الارباح اللي بتخرج هو بياخد ٦٠٪ منها.

رفعت لوجين حاجبيها ثم قالت بعدم تصديق: ايه الهبل ده لا طبعاً انا بتجيلي ميزانية الشركة اول باول و متابعة الشركة من بعيد.

ضحك فارس ثم قال بسخرية : مين بقى اللي بيجيبلك ميزانية الشركة؟

لوجين: الاستاذ باسل بيبعتلي النسخة الأصلية منها على الإيميل بتاعي.

فارس بنفس نبرته: اهاا... قصدك الدراع اليمين لسامر؟

نهض فارس من مكانه ثم قال بمكر : مدام انتي واثقة فيه اوي كده يبقى هخلع انا.

نهضت لوجين هي الأخرى ثم قالت: استنى.... معاك اللي يثبت كلامك؟ 

فارس : صوت و صورة.

لوجين بهدوء: ياريت توريني.

فارس: معاكي لاب توب؟ 

لوجين: في الاوضة فوق اتفضل.

اشار فارس للوجين كي تتقدم هي و ترشده الى مكان غرفتها.

***في غرفة لوجين***

اخرجت لوجين اللاب توب الخاص بها ليخرج فارس فلاشته و يصلها باللاب توب.

ضغط فارس على زر  ليفتح ملف به العديد من المستندات. 

اشار فارس الى لوجين ثم قال بهدوء: افتحي.

نظرت لوجين له ثم تنهدت بهدوء و فتحت احدى تلك المستندات لتجد بعدها كل ما يتعلق بشركتها ولكن المعلومات مختلفة تماماً عما ارسله باسل لها.

كانت لوجين لا تصدق ما ترى بينما كان فارس يدخن ببرود وهو يراقب رد فعلها. 

اعادت لوجين شعرها الى الخلف ثم قالت بعدم تصديق: مستحيل طب...طب المبلغ الى طلبه مني عشان المشروع الجديد وداه فين؟ 

اعتدل فارس في جلسته ثم تنهد و قال: شكلك مش مصدقة لسة.

ضغط فارس على ملف ما ليُفتح بعدها فيديو تم تصويره بواسطة كاميرة موضوعة في ساعة يد.

كان سامر جالس على مكتبه ببرود و امامه باسل.

سامر: النسخة الاصلية لميزانية الشركة متطلعش لحد فاهم؟ 

باسل: متقلقش يا باشا.

سامر بغموض: خصوصاً الشخص اللي في دماغي.

ضحك باسل ثم قال: كله تمام متقلقش. 

نظر سامر الى المجهول الواقف امامه(الشخص الذي يرتدي الساعة) ثم قال : روح هاتلي النسخة التانية.

المجهول: حاضر.

خرج ذلك الشخص من المكتب لينتهي الفيديو.

اعادت لوجين شعرها الى الخلف بغضب ثم نهضت من مكانها و قالت بانفعال: انا يتضحك عليا؟! 

فارس ببرود: الظاهر كده.

ضحكت لوجين ثم قالت: لا و من المحامي بتاعي الاستاذ باسل طلع اصلا شغال مع سامر.

فارس بنفس بروده: اها.

التفت لوجين الى فارس ثم قالت بغضب : انت بارد كده ليه؟ و بعدين ايه مصلحتك من كل ده؟

نهض فارس من مكانه ثم قال وهو يخرج من الغرفة: انتقام.

قضبت لوجين حاجبيها ثم قالت: انتقام؟ طب ليه؟

فارس : ميخصكيش بس اظن انك عارفة ان هدفنا واحد.

لوجين بهدوء: اكيد.

ابتسم فارس ثم خرج من الغرفة تاركاً خلفه بركان على وشك الأنفجار.

***في منزل عبد العال***

خرجت قمر من غرفتها بعد تفكير دام لساعات وهي تبدو منهكة للغاية. 

وقفت قمر عند باب غرفة الجلوس لينتبه لها الجميع.

نرجس بقلق: مالك يا قمر.

قمر بهدوء و صوت مبحوح : انا...انا فكرت.

شروق بتحذير: قمر متعمليش حاجة انتي مش مقتنعة بيها.

اغلقت قمر عينيها ثم قالت بهدوء: انا موافقة.

مسحت شروق على وجهها بغضب بينما نهضت سعاد من مكانها ثم قالت بفرح: بجد .

اماءت قمر برأسها لتطلق سعاد بعدها زغروطة و تقول : ايوة كده انتي بنتي حبيبتي.

كادت سعاد ان تعانق ابنتها الا ان قمر ابتعدت عنها و قالت : بس عندي شرط.

سعاد : اللي تقولي عليه.

قمر: انا موافقة بس لو بابا موافقش يبقى اعتبري الموضوع محصلش اصلا.

سعاد بغضب : يعني ايه يعني؟ 

قمر بهدوء: هو ده شرطي ...بعد أذنك.

عادت قمر الى غرفتها مرة اخرى لتنهض شروق و تذهب خلفها بينما قالت نرجس بغضب : انتي استحالة تكوني ام.

سعاد: وانا عشان بفكر في مصلحتها مبقاش ام؟ 

نرجس : انتي هتجنيني يا سعاد ابعدي من قدامي.

تركت نرجس سعاد بينما ظلت الاخرى تفكر في المال...المال فقط.

***في غرقة  قمر***

كانت قمر جالسة على فراشها بجانبها شروق.

شروق: قمر انتي ليه وافقتي؟ 

نظرت قمر الى الأسفل ولم تتحدث بينما تابعت شروق: يا بنتي ما تردي.

قمر بنبرة باكية: صهيب بيه عرض مهر عالي لماما و بالفلوس ديه هنقدر ندفع تكاليف المستشفى لبابا و نجيب ليه العلاج. 

شروق بغضب : ده مش عذر مقنع يا قمر كان المفروض ترفضي مهما حصل. 

بكت قمر ثم قالت: احنا فعلا يا شروق معناش فلوس و يوم روحت المستشفى الدكتور قال ان بابا لازم يتنقل مستشفى تانية.

صمتت شروق للحظات ثم تربعت على الفراش لتكون مقابل قمر ثم قالت وهي تنظر لها بهدوء: طب هسألك سؤال ممكن؟

مسحت قمر دموعها ثم قالت : اكيد.

شروق: بتحسي بأيه لما بتكوني مع صهيب؟ 

نظرت قمر الى الأسفل ثم قالت: بكون خايفة منه.

قضبت شروق حاجبيها ثم قالت: بتخافي يأذيكي؟ 

قمر: مش عارفة بس بكون خايفة و خلاص.

شروق : بس مش بتكرهيه صح؟ 

قمر : انا مش بكره حد يا شروق.

ابتسمت شروق الى قمر ثم قالت وهي تمسح دموعها: عشان انتي من جواكي نقية زي القمر بالضبط و اللي زيك ربنا بيكتبلهم كل خير.

بادلت قمر شروق الابتسامة بينما قالت الاخرى بمرح: و بعدين يا بت صهيب ده الشركة كلها هتموت عليه الراجل حلو بردك.

ضحكت قمر ثم نكزت شروق لتقول الاخرى: سيبك من السيرة ديه دلوقتي و تعالي نتفرج على التلفزيون.

قمر : نتفرج على ايه؟

شروق: في فيلم رعب رهيييب جاي.

قمر : لا بخاف.

شروق: يا بت مانا بنام معاكي افتحي بس التلفزيون.

زفرت قمر بضيق ثم نهضت من مكانها بتكاسل لتشغل التلفاز.

***في قصر البارودي***

ضحك فارس بقوة ثم قال: ماشوفتش وشها بقى عامل ازاي البت وشها جاب الوان.

ابتسم صهيب ثم قال: اهم حاجة تكون وريتها الفيديو.

فارس: عيب عليك و ديه تيجي مني بردو.

نهض صهيب من مكانه ثم قال : اجهز عشان الفترة ديه عندنا شغل كتير.

فارس: تمام.

صهيب: و خلي الرجالة يفتحوا عنيهم على سامر.

فارس : اعتبره تم.

صعد صهيب الى غرفته كي ينام ليأتي اليوم التالي بأحداث كثيرة على ابطالنا.

***في منزل عبد العال***

استيقظت قمر في الصباح الباكر قبل الجميع ثم ارتدت ثيابها و خرجت من المنزل بهدوء تام

***في مشفى ما***

ذهبت قمر الى المشفى المقيم بها والدها و بينما هي في طريقها الى غرفته وجدت الطبيب المتابع لحالته.

قمر بهدوء: لوسمحت.

انتبه الطبيب الى قمر ثم قال: انسة قمر اخبارك ايه؟ 

قمر: الحمدلله .... انا بس عايزة اسأل حضرتك على حالة بابا.

تنهد الطبيب ثم قال : مش هعرف اشرح هنا ممكن تتفضلي على المكتب؟ 

اماءت له قمر بهدوء ثم مشت خلفه.

***في مكتب الطبيب***

جلس الطبيب على مكتبه لتجلس قمر على الكرسي المقابل له و تقول بنفس هدوءها : حضرتك قولتلي ان بابا لازم يتنقل مستشفى تانية بس مقلتش السبب.

الطبيب: حضرتك عارفة يا آنسة قمر ان كل حاجة خير من عند ربنا صح؟ 

قمر بقلق: في ايه يا دكتور بابا ماله؟ 

الطبيب: بصراحة اكتشفنا ان والد حضرتك عنده ورم في المخ.

وضعت قمر يدها على فمها ثم بدأت تبكي بهدوء بينما تابع الطبيب: ولولا الله ثم الحادثة اللي حصلت مكناش هنقدر نكتشف وجوده غير في وقت متأخر.

تمالكت قمر نفسها ثم قالت: طب و ايه المطلوب ؟ 

الطبيب: يتم نقله مستشفى تانية متخصصة في النوع ده من الامراض لان الأجهزة اللي عندهم متطورة جداً عن هنا و ياريت في أسرع وقت.

تنهدت قمر ثم قالت : طب بابا عامل ايه دلوقتي؟ 

الطبيب: انا طبعا مقلتلهوش حاجة و الموضوع ده يرجع لحضرتك بس هو حاليا كويس لو حابة تشوفيه. 

قمر: تمام.

نهضت قمر من مكانها ثم اتجهت الى غرفة والدها.

***في غرفة عبد العال***

طرقت قمر باب الغرفة ثم دخلت و على وجهها ابتسامة بشوشة جاهدت في اخراجها ثم قالت: بابا فاضي ولا اجي في وقت تاني؟ 

ابتسم عبد العال ما إن رأى ابنته ثم قال وهو يجاهد في تحريك لسانه: قمر...بنـتي.

دخلت قمر الى الغرفة ثم اغلقت الباب خلفها و ذهبت الى والدها و قبلت يده قائلة بهدوء: وحشتني.

ربت عبد العال على رأس أبنته بينما تابعت هي بمرح وهي تبكي: شكل المستشفى قاعدتها عجباك يا حاج.

ضحك عبد العال  لتكمل قمر حديثها معه و هي تحاول  رفع معنوياته حتى قالت بهدوء: بابا عايزة اقولك حاجة.

عبد العال بقلق: خير...يا...بنتي؟ 

اعتدلت قمر في جلستها ثم قالت: في حد طالب ايدي.

قضب عبد العال حاجبيه ثم قال: مين...هو؟ 

تنهدت قمر ثم قالت : فاكر يوم ما في واحد جه وصلني؟ اسمه صهيب البارودي صاحب الشركة اللي كنت بشتغل فيها.

ابتسم عبد العال ثم قال بهدوء: و...انتي....موافقة؟

ابتسمت قمر ابتسامة زائفة ثم قالت: لو حضرتك وافقت انا اكيد موافقة.

مسد عبد العال على رأس قمر ثم قال : لو...بتحبيه....يبقى انا...موافق.

ابتعدت قمر عن والدها ثم قالت بذهول : من غير ما تشوفه؟ 

عبد العال: انا...واثق...في..اختيارك.

ابتسمت قمر بانكسار ثم عانقت والدها.

***في منزل عبد العال***

شعرت شروق بالقلق عندما استيقظت ولم تجد قمر معها لذلك ظلت تدق على هاتفها حتى اجابت الاخرى.

شروق : فينك يا قمر.

كانت قمر تبكي عندما قالت: كنت عند بابا و مش هينفع ارجع البيت دلوقتي بس لازم اقولك حاجة.

شروق بقلق: اهدي طيب و فهميني ايه اللي حصل؟ 

قمر: مش هعرف اقول في التليفون.

شروق: انا لازم اروح الشغل دلوقتي ما تيجي معايا؟.

صمتت قمر للحظات ثم قالت: مش عايزة اروح.

شروق: انا عارفة بس انتي مش هتخرجي من مكتبي تمام؟ 

قمر: اوك انا هستناكي تحت عمارتك مش ناقصة الاقي ابتسام ف وشي.

شروق: اوك خمس دقايق و هكون عندك.

.......

شروق بفزع من حالة قمر: ايه يا قمر اللي عمل فيكي كده؟ 

مسحت قمر دموعها ثم قالت: روحت للدكتور بتاع بابا.

شروق: تمام و بعدين؟ 

قمر: اكتشف ان بابا عنده ورم في المخ عشان كده لازم يتنقل مستشفى تانية.

شهقت شروق من الصدمة بينما اكملت قمر: بس هو ميعرفش حاجة وانا مش هقول لماما.

شروق: طب تعالي معايا. 

قمر : اجي ليه مانا قلت اللي كنت عايزة اقوله؟

شروق بغضب طفيف: عشان لو طلعتي لهم و شكلك كده هتقلقيهم.

قمر: خلاص هاتي مفتاح شقتك.

شروق: بحالتك ديه مش هسيبك لوحدك و بعدين يا حبيبتي تعالي اقعدي معايا في المكتب و متخرجيش منه اوك؟ 

وافقت قمر على مضض لتوقف شروق بعدها سيارة التاكسي و تركب كلتاهما.

***في شركة صهيب البارودي***

كان صهيب يتابع عمله في مكتبه بينما يعبث فارس بهاتفه كالعادة عندما طرق باب المكتب.

صهيب بصوت خشن: ادخل.

فُتح الباب لتدخل لوجين بكامل اناقتها و ثقتها.

نهض فارس من مكانه ما إن رآها ثم قال بترحاب: آنسة لوجين ايه المفاجأة الحلوة ديه؟ 

ابتسمت لوجين ثم صافحت فارس بينما تابع هو قائلاً لصهيب : ديه لوجين عامر يا صهيب.

نهض صهيب من مكانه ثم صافح لوجين ببرود و قال: اهلا.

ابتسمت لوجين ثم قالت: هاي.

اشار صهيب للوجين بالجلوس لتجلس هي و تضع قدم فوق الاخرى.

فارس : تحبي تشربي حاجة؟ 

لوجين: لا شكرا انا مش هطول أساساً و آسفة اني جيت من غير معاد.

فارس : ولا يهمك.

ابتسمت لوجين بود ثم قالت:  ها بقى ناوين على ايه مع سامر؟ 

صهيب ببرود: السجن.

لوجين : وانا ايه دوري ؟ 

فارس: تاخدي حقك و تفضي الشراكة.

رفعت لوجين حاجبيها ثم قالت: وايه اللي يضمنلي ان ده مش هيأثر على شركتي؟ 

صهيب : هيأثر.

لوجين: بس....؟

فارس: بس احنا هنكون الشريك الجديد ليكي.

لوجين: يعني نضم الشركتين ؟ 

صهيب : و ده في مكسب لينا احنا الاتنين. 

نهضت لوجين من مكانها ثم قالت: وانا موافقة هشوف محامي كويس و ابلغكم بكل حاجة.

فارس: تمام.

خرجت لوجين من المكتب ليترك صهيب القلم الذي كان يعبث به و يتنهد براحة قائلاً: محدش بيلعب معايا و بيفضل على حاله.

ضحك فارس ثم قال: ده اكيد.

......

خرجت شروق و قمر من المصعد لتقول شروق بعدها: هروح ابلغ صهيب بيه اني جيت وانتي روحي مكتبي.

قمر : اوك

تركت شروق قمر ثم توجهت الى مكتب صهيب بينما ذهبت قمر الى مكتب شروق وهي تشعر بالخوف و التوتر.

....

كانت قمر جالسة على المقعد في مكتب شروق عندما فُتح الباب و دخلت شروق منه وهي تجاهد في كتم ضحكتها.

قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: ايه ده ؟ مالك ؟

اغلقت شروق باب المكتب ثم جلست امام قمر و انفجرت ضاحكة.

ضحكت قمر على ضحك شروق ثم تمالكت نفسها و قالت: يا بنتي في ايه؟ 

شروق وهي لزالت تضحك: روحت عند مكتب صهيب بيه ولسة هخبط على الباب جاتلي عطسة ميعلم بيها الا ربنا.

قمر: طب ايه المشكلة؟ 

ضحكت شروق ثم تابعت: المشكلة ان فارس بيه فتح الباب في اللحظة ديه ف العطسة جت عليه.

ما ان سمعت قمر ما قالته شروق حتى انفجرت ضاحكة هي الاخرى.

تمالكت قمر نفسها ثم قالت: طب و فارس بيه عمل ايه؟ 

شروق: بصلي حتة بصة احتقارية خلاني ادمع والله.

فتح شخص ما باب المكتب لتنهض شروق من مكانها و تقول بأدب : فارس بيه انا اسفة والله مكنتش اقصد.

ضحك فارس ثم قال: بيه ايه بقى انتي خليتي فيها بيه؟

وضعت شروق يدها على فمها لتكتم ضحكتها بينما تابع هو بجدية: في اجتماع بكرة جهزي ملف شركة الايوبي عشان هنحتاجه.

قضبت شروق حاجبيها ثم قالت وهي في حالة ذهول: حاضر.

كاد فارس ان يخرج ولكنه انتبه الى قمر فقال بمرح: شكل الشركة عجباكي.

ابتسمت قمر بأدب ولم تعقب بينما خرج فارس من الغرفة.

شروق : اووباااا.

قمر: في ايه؟ 

شروق: مدام صهيب بيه عايز ملف شركة الايوبي يبقى شكله ناوي يقضي عليها.

قمر: مش الايوبي ديه بتاعة سامر الايوبي؟ 

شروق: اه هي.

قمر: يا ربي ده انسان رخم.

ضحكت شروق ثم قالت: علاء النسخة المطورة.

ضحكت قمر بينما تابعت شروق عملها.

***في منزل عبد العال***

كانت سعاد ممسكة بالكارت بيدها و الهاتف في اليد الاخرى و ما كادت تتصل الا ان دخول نرجس جعلها تتوقف.

نرجس: بتاع مين الكارت ده؟

سعاد: بتاع صهيب بيه.

قصبت نرجس حاجبيها ثم قالت: طب انتي بتعملي بيه ايه؟ 

ابتسمت سعاد ثم قالت: هتصل بيه اقوله ان البت موافقة.

نرجس بحدة: من غير ما تاخدي رأي الحاج؟ 

سعاد : هو هيوافق لما يلاقي قمر موافقة.

ضربت نرجس كف بالآخر ثم خرجت من الغرفة وهي تدعو الله ان يهدي شقيقتها.

***في مكتب صهيب***

كان صهيب يتابع عمله عندما دق هاتفه برقم غريب فأجاب هو بصوته الرجولي قائلاً: الو.

سعاد: صهيب بيه صح؟ 

صهيب  بجمود: مين معايا؟ 

سعاد: انا ست سعاد ام قمر.

تنهد صهيب ثم قال : اها....في حاجة؟ 

سعاد: ايوة انا بس عايزة اقولك ان قمر موافقة.

ابتسم صهيب بثقة ثم قال : تمام.

لم تجد سعاد ما ترد عليه به فهو قد انهى الحوار فما كان لها الا ان تقول : يلا انا اتصلت بس ابلغك عشان تشوف هتيجي تقابل الحاج عبد العال امتى.

صهيب ببرود: اوك.

سعاد: يلا سلام عليكم.

اغلق صهيب الهاتف دون ان يرد السلام ثم القاه بإهمال على مكتبه و على الرغم من علمه ان قمر ليست موافقة وان هذا ليس رأيها الا انه كان يشعر بالسعادة في داخله.

***في مكتب شروق***

اغلقت شروق الملف الذي كان بيدها ثم قالت لقمر : هروح اودي الملف ده لندى واجي.

قمر : تمام. 

نهضت شروق من مكانها ثم خرجت من المكتب.

.......

كانت قمر تفرك يديها عندما فتح صهيب باب المكتب فجأة لتنهض هي من مكانها


البارت الرابع عشر

بسم الله❤

كانت قمر تفرك يديها عندما فتح صهيب باب المكتب فجأة لتنهض هي من مكانها. 

قضب صهيب حاجبيه ثم قال بذهول: بتعملي ايه هنا؟

بلعت قمر ريقها ثم قالت بصوت خافت و نبرة متوترة: صهيب بيه انا.... انا بس...انا بس جيت أقعد مع شروق شوية و همشي.

رفع صهيب حاجبيه ثم ابتسم و قال : اها...بس كويس انك وافقتي.

قضبت قمر حاجبيها ثم قالت بعدم فهم: وافقت على ايه؟ 

صهيب : انتي عارفة انا أقصد ايه.

فهمت قمر ما يرمي اليه صهيب فنظرت الى الأسفل و ظلت تفرك يديها بتوتر بينما تابع هو : بس انا عايز اسمعك انتي وانتي بتقوليها.

رفعت قمر رأسها ثم قالت : هي ايه ديه؟ 

صهيب ييرود: انك موافقة.

ادمعت عين قمر ثم قالت بصوت خافت : انا موافقة.

صهيب باستفزاز: مسمعتش علي صوتك شوية.

ابتلعت قمر ريقها ثم قالت بنبرة باكية: موافقة.

ابتسم صهيب بينما تابعت هي : بس ممكن نعمل كتب الكتاب في المستشفى اللي بابا فيها؟

قضب صهيب حاجبيه ثم قال : انتي بباكي في مستشفى؟ 

اماءت قمر برأسها بينما تابع هو: تمام و كتب الكتاب بعد بكرة اجهزي.

خرج صهيب من المكتب ثم اغلق الباب خلفه بعنف لتنفجر قمر باكية بعدها.

دخلت شروق الى المكتب و عندما رأت قمر وهي تبكي قالت بفزع: قمر!

مالك؟

كانت قمر تغطي وجهها بين كفيها و تبكي اما شروق فقامت بإبعاد يد قمر و عادت سؤالها بقلق اكبر لتقص قمر كل ما حدث عليها.

اغلقت شروق عينيها ثم فتحتها و قالت بهدوء : خلاص اهدي طيب و بعدين مانتي عارفة ان ده اللي هيحصل.

قمر: بس مش بسرعة كده.

شروق: يا حبيبتي لعله خير مش يمكن ده حصل عشان تنقلوا بباكي من المستشفى بسرعة؟ 

مسحت قمر دموعها ثم قالت: بس احنا كده بنضحك عليه.

شروق: هو مين ده ؟ صهيب بيه؟ ضحكت شروق ثم تابعت : مهو عارف انك مش موافقة عليه.

نظرت قمر الى شروق ثم قالت: عرف منين؟ 

شروق: بالمنطق كده انتي بتخافي منه و بنتجنبي الكلام معاه يبقى هتوافقي عليه ازاي غير لو اتعرضتي لضغط؟ ده غير ان المهر اللى عرضه على خالتو كبير جداً يعني هو عمل كده عشان يخلي خالتو تضغط عليكي.

رفعت قمر حاجبيها ثم ضحكت بصدق و قالت: طلع انا اللي مضحوك عليا.

ضحكت شروق هي الاخرى بينما تابعت قمر وهي على وشك البكاء مرة اخرى: بس انا خايفة. 

امسكت شروق يد قمر ثم قالت بهدوء : متخافيش يا قمر طول مانتي مع ربنا لأنه سبحانه وتعالى قال (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ازاي تخافي و ربنا معاكي؟

ابتسمت قمر ثم قالت : لعله خير.

نهضت شروق من على الأرض لتقول بعدها بمرح: و يلا بقى عشان انا جعانة جدا.

ضحكت قمر ثم قالت: مفجوعة بس حتى انا جعانة.

***في مكتب فارس***

كان فارس يقرأ كتاب ما عندما دخل عليه صهيب.

صهيب ببرود وهو يجلس على المقعد: بتعمل ايه؟ 

فارس: بقرأ.

ضحك صهيب بقوة ثم تمالك نفسه و قال : فارس بيقرأ؟ ده ازاي ده؟

نظر له فارس ثم قال: شفهمك انت في الثقافات ديه.

رفع صهيب حاجبيه ثم قال: ده كتاب ايه أساساً؟ 

ابتسم فارس بسماجة ثم قال: مش عارف انا بقرأه و خلاص ده انا حتى مكملتهوش انا في الصفحة ال ٢٠ .

ضحك صهيب على صديقه بينما تابع الآخر: انا اصلا هروح  ادور على قمر عشان اديهولها. 

قضب صهيب حاجبيه ثم قال: تديهولها ليه؟ 

فارس: مهو ده كتابها أساساً وانا استلفته منها.

نهض صهيب من مكانه ثم أخذ الكتاب من فارس و قال بجمود: انا هديهولها و ابعد عنها بقى هاه.

نهض فارس هو الاخر ثم قال وهو يضع يديه في جيبه: يا عم انا بعيد والله ....بس شوفت شروق بقت حلوة ازاي؟ الظاهر عملية مامتها فرقت معاها تحس البت بقى فيها حياة كده.

مسح صهيب وجهه بغضب ثم ترك فارس و خرج من مكتبه بينما قال الاخر بمرح: طب والله بقت حلوة.

***في مكتب صهيب***

دخل صهيب مكتبه ثم جلس على كرسيه الفخم و ظل يتصفح صفحات الكتاب بشكل عشوائي حتى انتبه الى ورقة مطوية موجودة بين احدى الصفحات ففتحها بفضول ليجد بداخلها تلك العبارة " ما يميز النجوم ليس ضوئها فحسب .... بل المكان الذي اضاءت فيه"

ابتسم صهيب ثم اغلق الكتاب مرة اخرى.

***في مكتب شروق***

كانت شروق تتحدث مع قمر عندما دق هاتف مكتبها فرفعت السماعة ليقول صهيب : آنسة شروق قمر عندك؟ 

شروق وهي تنظر الى قمر: اه يا فندم.

صهيب : خليها تيجي مكتبي.

اغلق صهيب الاتصال لتنظر شروق الى قمر بتوتر.

تفرست قمر تعبيرات وجه شروق ثم قالت: في حاجة؟ 

شروق: بصراحة صهيب بيه عايزك دلوقتي.

قمر بفزع: انا؟!

شروق: اه.

اغلقت قمر عينيها ثم فتحتها و بلعت ريقها ثم قالت : بقول اروح دلوقتي وهي علقة تفوت ولا حد يموت. 

ضحكت شروق ثم قالت : متخافيش صوته كان رايق.

قمر: طمنتيني.

***في مكتب صهيب***

دخلت قمر الى المكتب بعد ان طرقت الباب ثم قالت: خير يا صهيب بيه؟ 

صهيب بهدوء: اقعدي.

جلست قمر على المقعد ثم قالت بأدب : حضرتك عايزني في ايه؟ 

اعطى صهيب الكتاب الى قمر ثم قال بنفس هدوءه: مش ده بتاعك؟ 

اخذت قمر الكتاب من صهيب ثم قالت: اه هو. 

فتحت قمر كتابها و بدات تتفحصه بشكل سريع ثم قضبت حاجبيها و قبل ان تتحدث قال صهيب : بتدوري على حاجة؟ 

قمر وهي لزالت تبحث: اه ...احم...كان في ورقة هنا.

نهض صهيب من مكانه ثم جلس مقابل قمر و قال ببرود وهو يخرج شيء ما من جيبه: ديه؟ 

كادت قمر ان تأخذها الا انه ابعدها عنها و قال : انتي اللي كتباه؟

قمر بخجل: اه.

ابتسم صهيب ثم قال: و ايه اللي مكتوب فيها؟ 

قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: هو مش حضرتك قرأتها؟ 

صهيب : عايزك انتي تقولي.

نظرت قمر الى الأسفل ثم قالت وهي تفرك يديها : " ما يميز النجوم ليس ضوئها فحسب .... بل المكان الذي اضاءت فيه"

ابتسم صهيب لها ابتسامته الجذابة ثم قال: و ايه هو معناها؟

تخلت قمر عن جزء بسيط من خجلها ثم قالت بهدوء: يعني النجوم لو كانت بتنور بالنهار مكانتش هتكون مميزة لأن المكان حواليها اصلا فيه نور بس اللي بيميزها انها متأثرتش بالظلام و فضلت محتفظة بنورها. 

صهيب : نفس الوضع ينطبق مع البشر صح؟ 

اماءت قمر برأسها بينما تابع هو : زيك كده.

قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: مش فاهمة؟ 

صهيب : يعني انتي في مكان مشجع للفساد بس فضلتي زي ما انتي ....محتفظة بضوئك. 

تنحنحت قمر ثم نهضت من مكانها و قالت بأدب : حضرتك عايز حاجة تاني؟ 

ابتسم صهيب ثم قال: لا.

خرجت قمر من المكتب ثم اغلقت الباب خلفها وهي تشعر بأن قلبها سيتوقف عن النبض من سرعة دقاته.

***في مكتب شروق***

كانت شروق تقضم اظافرها و عندما فنحت قمر الباب قفزت الاخرى عليها.

شروق بلهفة : ايه اللي حصل هاه هاه هاه؟ 

كانت قمر في حالة من الذهول فقالت : مش عارفة.

شروق: يا بنتي ما تقولي و بعدين مالك عاملة كده ليه؟ 

فاقت قمر من شرودها ثم قالت: هاه؟ لا انا كويسة.

رفعت شروق حاجبيها ثم قالت: اه ماهو واضح.

جلست قمر على الكرسي و ظلت تنظر الى كتابها بشرود وهي تفكر فيما قاله صهيب فالوضع بذاته غريب.

شروق بفضول : ايه الكتاب ده؟

قمر: كنت اديته لفارس بيه يقرأه بس صهيب بيه اداهولي دلوقتي.

ضحكت شروق ثم قالت: اوبااا شكله بدأ يغير ولا ايه؟

وضعت قمر الكتاب في حقيبتها ثم قالت : هخلع انا بقى عشان تعبانة.

شروق بحزن طفيف: ليه كده؟ ما تروحي معايا.

قمر: يا بنتي انتي باقيلك يجي اربع ساعات اعمل ايه انا كل ده؟

حكت شروق مؤخرة رأسها ثم قالت : اه صح....خلاص روحي بس طمنيني لما توصلي.

قمر: اوك.

خرجت قمر من المكتب في نفس الوقت الذي خرج به صهيب. 

صهيب : رايحة فين؟ 

ابتلعت قمر ريقها ثم قالت : مروحة. 

صهيب : هكلم السواق يوصلك. 

قمر بأدب: لا شكرا هروح لوحدي.

صهيب بحدة : قمر انا مش بعيد كلامي مرتين.

اتصل صهيب بسائقه ثم اغلق الهاتف ووضعه في جيبه و قال: السواق تحت.

اماءت قمر برأسها و ما كادت تذهب حتى قال : اقعدي ورا.

قمر بأدب: حاضر.... شكراً

تركت قمر صهيب و ما ان فعلت حتى ابتسم هو و قال: العفو.

***في مكتب شروق***

دخل صهيب الى مكتب شروق بينما وقفت هي في مكانها.

شروق: صهيب بيه في حاجة؟ 

اشار صهيب لشروق بالجلوس ثم قال بنبرة جادة: ابو قمر في انهي مستشفى؟ 

شعرت شروق بالغرابة من سؤاله لكنها قالت: في مستشفى (....).

صهيب: هو عنده ايه؟ 

شروق بنبرة حزينة: قبل فترة كان جاله نزيف في المخ نتيجة حادث و بعد ما خف شوية حصلتله حالة اغماء و الدكتور اكتشف انه عنده ورم في الدماغ.

قضب صهيب حاجبيه ثم قال: المستشفى اللي هو فيها مش بتعالج النوع ده من الحالات.

شروق: مهو احنا ناوين ننقله في أسرع وقت. 

تنهد صهيب ثم خرج من مكتب دون ن ينطق بحرف آخر.

شروق في نفسها : طب قولي شكراً طاه ....ايه الناس الغريبة ديه.

جلست شروق لتتابع عملها.

***في مكتب فارس***

كان فارس يتحدث في هاتفه وهو يسير في مكتبه واضعاً يده في جيبه.

فارس: تمام تعالي في الوقت اللي يناسبك.

الطرف الآخر:..........

ضحك فارس ثم قال بمكر: احسبي كام يوم و حقك هيرجعلك.

الطرف الآخر: .......

فارس: تمام.

اغلق فارس هانفه ثم خرج من المكتب بسرعة.

***في مكتب شروق***

كانت شروق تأكل بشراهة عندما فتح فارس باب المكتب.

توقف فارس في مكانه ثم قال مازحاً : يا ساتر يا رب ايه ده؟ 

وضعت شروق يدها على فمها ثم نهضت من مكانها و قالت : فايس بيه معيش كنت باكي .

ضحك فارس ثم قال : ابلعي الاول عشان مش فاهم.

ابتلعت شروق الطعام الموجود في فمها ثم ابتسمت بسماجة و قالت: اسفة اصلي كنت جعانة.

ابتسم فارس ثم قال: طيب في واحدة اسمها لوجين عامر هتيجي بكرة اول ما تيجي ابقي خليها تروح غرفة الاجتماعات. 

شروق: حاضر.

كاد فارس ان يخرج ولكنه التفت الى شروق ثم قال : حاولي تاكي قبل ما هي تيجي عشان متتخضش. 

ابتسمت شروق ثم قالت بخجل: حاضر.

***في مكان ما***

توقفت السيارة امام بناية قمر لتترجل هي منها بهدوء دون ان تنطق بكلمة خصوصاً ان السائق كان مختلفاً.

كانت ابتسام تشاهد ما يحدث عن بعد بفضول شديد.

ابتسام : قمر....يا قمر.

كانت قمر شبه في حالة صدمة فتجاهلت ابتسام ثم صعدت الى منزلها بهدوء.

ابتسام في نفسها: يوه مالها ديه عاملة كده ليه؟ 

***في منزل السيد عبد العال***

طرقت قمر باب المنزل لتفتح لها سعاد الباب.

سعاد بقلق من هيئة قمر: ايه ده مالك في ايه؟ 

خرجت نرجس من الغرفة لتتعجب هي الاخرى من هيئة قمر.

ابتسمت قمر بانكسار ثم قالت: كتب الكتاب بعد بكرة ثم وجهت كلامها الى سعاد و قالت: اتمنى حضرتك متكونيش زعلانة.

توجهت قمر الى غرفتها و عندما ارادت سعاد اللحاق بها وقفت نرجس امامها ثم قالت بحدة : سيبيها بقى مش عملتي اللي في دماغك؟ 

سعاد بغضب طفيف: خلاص يعني وهو كان حصل ايه لكل ده؟ 

دفعت سعاد نرجس ثم ذهبت الى غرفتها.

***في غرفة قمر***

بدلت قمر ثيابها ثم جلست على فراشها بهدوء لتحدد على الأقل مشاعرها تجاه كل ما حدث لها في الفترة الأخيرة.

قمر لنفسها: اشمعنى انا؟ انا معملتلهوش حاجة انا حتى مش مميزة عشان الفت نظر واحد زيه.

وضعت قمر كفيها على وجهها ثم ظلت تدعو الله ان يكون كل شيء على ما يرام فقمر اذا شعرت  بالخوف بعد فترة تتجمد مشاعرها و تعجز عن التفكير.

مر باقي اليوم دون جديد و في اليوم التالي.

***في شركة صهيب البارودي***

كانت شروق تتناول شوكولاتة عندما طرق شخص ما باب مكتبها.

شروق و فمها ممتلئ : اتفضل.

دخلت لوجين الى المكتب بكامل اناقتها لتقف شروق في مكانها و تنظر لها بذهول.

ابتسمت لوجين ابتسامة بشوشة ثم قالت بأدب: سكرتيرة صهيب صح؟

ابتلعت شروق ما في فمها ثم قالت وهي لزالت مصدومة: اه.

مدت لوجين يدها لتصافح شروق ثم قالت: انا لوجين عامر.

صافحت شروق لوجين ثم قالت: اهلا بحضرتك.

لوجين: اهلا بيكي.

شروق: فارس بيه كان قايل لما حضرتك تيجي اوديكي غرفة الاجتماعات.

ابتسمت لوجين ثم قالت : تمام.

خرجت شروق من المكتب و خلفها لوجين و عندما دخلت الى الغرفة قالت شروق بأدب: بعد اذن حضرتك هروح ابلغ صهيب بيه و فارس بيه.

لوجين: اوك.

***في مكتب صهيب البارودي***

صهيب: اخلص الاول و بعدين هروح.

فارس : تمام كده كده الوضع مستقر في الشركة.

طرق شخص ما باب المكتب.

فارس: ادخل.

دخلت شروق ثم قالت بأدب: الانسة لوجين عامر في غرفة الاجتماعات.

صهيب : تمام و انتي خليكي عشان هنحتاجك.

اماءت شروق برأسها بينما نهض صهيب هو و فارس

***في غرفة الاجتماعات***

نهضت لوجين من مكانها ثم مدت يدها لتصافح صهيب و فارس و عندما فعلت انتبهت شروق اليها كم تبدو رشيقة و جميلة.

شروق بصوت منخفض: استحالة تكون بتاكل محشي زينا لا.

فارس بنفس نبرتها: هي بتاكله على فكرة بس بكميات قليلة.

فتحت شروق عينيها على وسعهما فهي لم تتوقع ان يسمعها فارس بينما قال صهيب : فارس في حاجة؟ 

فارس: هاه لا ابدا.

صهيب: طيب اقعد.

ترأس صهيب الطاولة لتجلس شروق بجانبه من الجهة اليمنى يليها فارس و من الجهة الاخرى كانت لوجين مع المحامي الخاص بها.

لوجين : همضي معاكم الاول قبل ما افض الشراكة مع شركة الايوبي.

صهيب: واحنا جاهزين.

طرق شخص ما الباب ثم دخل.

سيف بأدب: صهيب بيه اسف على التأخير.

اماء له صهيب بينما جلس هو على احدى الكراسي الموجودة.

صهيب : سيف طبعا هيفهمكم نظام الشركة عامل ازاي.

لوجين : تمام.

بدا سيف يشرح كل شيء عن الشركة ليشعر فارس بالملل من طريقة كلامه اما شروق فكانت تأكل m&ms  الموجود في حقيبتها بصوت منخفض كي لا ينتبه لها احد.

كانت شروق تضع حبة في فمها عندما قال لها فارس بصوت منخفض : بتعملي ايه؟ 

اغلقت شروق عينيها ثم ابتسمت بسماجة و قالت بصوت منخفض : باكل.

ضحك فارس ثم وضع يده على فمه لتتابع شروق: حضرتك عايز واحدة؟ 

فارس : ياريت.

فتحت شروق الكيس على وسعه لتأكل بصمت هي و فارس دون لفت الانتباه.

انتبه صهيب ان فارس يحرك فمه فقضب حاجبيه و نظر له بمعنى (ماذا تفعل؟)

ابتسم فارس بسماجة ثم ارسل قبلة في الهواء الى صهيب ليزفر الاخر بضيق ثم يتابع حديثه مع لوجين.

***في منزل عبد العال***

كانت قمر جالسة في غرفتها عندما فتحت نرجس الباب ثم دخلت و جلست بجانبها على الفراش.

نرجس بابتسامة بشوشة : صباح الخير يا قمر.

قمر : صباح النور.

ربتت نرجس على ظهر قمر ثم قالت: قمر يا حبيبتي لو انتي مش موافقة و ديه حاجة انا متأكدة منها قوليلي وانا هتصرف و تولع كل حاجة المهم انتي.

ابتسمت قمر ابتسامة باهتة ثم قالت: لا انا موافقة.

نرجس: يا حبيبتي متخافيش ولا صهيب ولا الف واحد زيه يقدروا يعملولك حاجة.

ابتسمت قمر ولم تعقب لتجعل نرجس تشعر بألم في قلبها فقمر ليست ابنة شقيقتها فحسب بل هي ابنتها الثانية.

نهضت قمر من مكانها فجأة ثم قالت: هروح اشوف بابا ادعيله يا خالتو.

نرجس: ان شاءالله هيكون بخير متخافيش.

خرجت نرجس من الغرفة لتبدل قمر ثيابها.

***في غرفة الاجتماعات***

وقعت لوجين على الورقة ثم تركتها من يدها و قالت: اتمنى ان حقي يجي من سامر.

صهيب بثقة: هيجي.

ابتسمت لوجين ثم نهضت من مكانها لينهض الجميع من مكانه.

نظر الجميع الى فارس باستغراب بينما كانت شروق تكتم ضحكتها بالقوة.

فارس : في ايه يا جماعة؟

اخرج صهيب منديل من جيبه ثم اعطاه لفارس و قال ببرود: امسح بؤك عشان لونه اخضر.

انفجرت شروق ضاحكة لتضحك لوجين هى الاخرى بينما ابتسم فارس بسماجة و قال : ده نعناع على فكرة.

صهيب : اه مانا عارف.

ظل فارس يمسح فمه بقوة بينما خرج الجميع من الغرفة و عندما جاءت شروق لتخرج قال فارس : استني هنا.

كانت شروق لزالت تضحك ثم قالت بعد ان تمالكت نفسها : نعم يا فارس بيه.

فارس بغيظ: اشمعنى انتي بؤك ملونش؟

شروق ببراءة : اصلي كنت باكل اللي لونهم احمر و سيبت لحضرتك الملون.

رفع فارس حاجبيه لتتابع شروق: انا آسفة.

فارس : على مكتبك يا شروق .

اماءت له شروق ثم خرجت وهي تجاهد في كتم ضحكتها و ما ان خرجت حتى ضحك فارس هو الآخر.

***في المشفى***

كانت قمر تتحدث مع الطبيب المتابع لحالة والدها.

قمر: ان شاءالله هننقله بكرة.

الطبيب : تمام و متقلقيش ان شاءالله خير الورم لسة في اوله.

ابتسمت قمر ثم قالت: طيب هو هيفوق امتى؟

الطبيب: كمان ساعة كده على معاد الدوا بس حضرتك تقدري تستنيه.

اماءت قمر برأسها ثم خرجت من مكتب الطبيب لتجلس على احدى الكراسي الموجودة امام غرفة والدها.

***في شركة صهيب البارودي***

اخذ صهيب هاتفه ثم وضعه في جيبه و قال : ابقى تابع مع لوجين و بلغني بالجديد.

فارس: تمام.

توجه صهيب الى باب المكتب و قبل ان يخرج قال لفارس : المرة الجاية لما تاكل حاجة ملونة ابقى امسح بؤك.

ضحك فارس بتهكم ثم قال: يلا يا صهيب شوف وراك ايه.

ابتسم صهيب لصديقه ثم خرج من مكتبه.

***في مكتب شروق***

كانت شروق لزالت تضحك عندما دخل فارس الى المكتب و قال : اضحكي اضحكي.

نهضت شروق من مكانها ثم قالت: فارس بيه مكنتش اقصد

فارس : لاحظي انها تاني مرة.

ضحكت شروق ليقول هو : لو عايزة تمشي دلوقتي روحي.

شروق: هو صهيب بيه مشي؟ 

فارس : اه.

شروق: خلاص هروح دلوقتي.

خرج فارس من المكتب لتخرج شروق هاتفها.

***في المشفى ***

كانت قمر جالسة بشرود لا تفكر في شيء فقط جالسة مثل الصنم عندما دق هاتفها.

قمر: الو.

شروق: ايوة يا قمر انتي في البيت؟ 

قمر: لا في المستشفى عند بابا.

شروق : اشطا انا جيالك.

قمر: ايه ده و صهيب بيه هيسيبك تمشي بدري؟

شروق : لا هو مشي بس انا حصلي موقف مع فارس بيه هموت و اقولهولك.

ابتسمت قمر ثم قالت: شكله موقف محرج.

شروق وهي تضحك : بصراحة اه بس ليه هو مش ليا.

رفعت قمر حاجبيها ثم قالت: الله اتحمست عايزة اعرف.

شروق: مسافة السكة و هكون عندك.

قمر: اوك .

اغلقتت قمر هاتفها ثم وضعته في حقيبتها و غطت وجهها بين كفيها.

......

كانت قمر شبه نائمة عندما اشتمت رائحة ذلك العطر المميز كصاحبه و كانت الرائحة تزداد و فجأة شعرت بمن يجلس بجانبها لينقبض قلبها من الخوف و التوتر.

ظلت قمر على حالها خائفة من ان ترفع رأسها فهي ليست مستعدة لمواجهته على الاقل ليس الان ولكنها فعلت عندما شعرت به يمسك يدها.

و ما إن رفعت رأسها حتى كانت المفاجأة


البارت الخامس عشر


بسم الله ❤

كانت قمر شبه نائمة عندما اشتمت رائحة ذلك العطر المميز كصاحبه و كانت الرائحة تزداد و فجأة شعرت بمن يجلس بجانبها لينقبض قلبها من الخوف و التوتر.

ظلت قمر على حالها خائفة من ان ترفع رأسها فهي ليست مستعدة لمواجهته على الاقل ليس الان ولكنها فعلت عندما شعرت به يمسك يدها.

و ما إن رفعت رأسها حتى كانت المفاجأة.

تباً لا يوجد احد...ايعقل ان اكون اتوهم انه كان هنا؟...هل افكر به لدرجة انني اتخيل وجوده؟ لابد وانني جننت

كانت قمر في حالة من الصدمة فهي متأكدة بأنها شعرت به بجانبها اجل انه صهيب كما انها شعرت به يمسك يدها أيضاً.

شروق : انتي يا بنتي....يا قمر.

استيقظت قمر من نومها لتجد شروق تقف امامها.

شروق: ايه يا بنتي بقالك ساعة نايمة.

دعكت قمر عينيها ثم قالت بصوت ناعس : ايه اللي حصل؟ 

شروق: جيت لقيتك نايمة فضلت اصحي فيكي ساعة أساساً.

قمر بصدمة : وانا كنت لوحدي؟ 

شروق: ايوة.

قمر: يعني لما جيتي ماكنش في حد قاعد جنبي؟ 

ضحكت شروق ثم قالت: الناس هتخاف تقعد جنبك أساساً.

قمر : ليه يعني؟ 

شروق: اصلك بتبقي شبه البقرة الضاحكة وانتي نايمة.

قمر بضيق : وسعي يا شروق اما اقوم اشوف بابا.

شروق: بابا ايه يا بنتي معاد الزيارة فات.

قمر بصدمة: ايه ده انا نمت كل ده؟ 

شروق: اه و الحمدلله ان مفيش حد جه اخدك من تجار الاعضاء و باعك.

ضحكت قمر ثم نهضت من مكانها و قالت: يخربيت الهندي اللي واكل دماغك.

امسكت شروق يدها ثم قالت : تعالي بقى احكيلك ايه اللي حصل لحسن انا ماسكة لساني بالعافية من الصبح.

ابتسمت قمر ثم قالت : قولي يا ستي.

كانت شروق تسير في ممر المشفى بجانب قمر لتشعر الاخرى برغبة ملحة في الالتفات الى الخلف.

التفتت قمر الى الخلف لتشتم رائحة العطر مرة اخرى...تبا اهي في حلم مجدداً ام ان تلك الرائحة حقيقية.

شروق: مالك يا قمر في حاجة؟

قمر: انتي مش شامة الريحة ديه؟ 

حركت شروق انفها ثم قالت : تصدقي شماها.

قمر بلهفة : هي صح؟ 

شروق: اه.

قمر باندفاع: طيب جاية منين؟ 

لفت شروق وجه قمر للجهة الاخرى لتجد صندوق قمامة رائحته مقززة.

قمر باشمئزاز: يع ايه ده؟ انا مش قصدي على الريحة ديه.

شروق: مانتي جاية جنب انتن حتة في المستشفى و تقوليلي شامة الريحة ديه و ف الاخر طلعتي بتشمشمي في صندوق زبالة.

دفعت قمر شروق ثم قالت: يلا يا شروق انا غلطانة اني سألتك.

ضحكت شروق ثم تابعت حديثها مع قمر.

***في شركة سامر الأيوبي***

دخلت لوجين بكل ثقة الى مكتب سامر دون ان تطرق الباب و كان المحامي الخاص بها خلفها.

لوجين بابتسامة مستفزة : هاي سامر.

نهض سامر من مكانه ثم قال بصدمة: لوجين! بتعملي ايه هنا؟ 

جلست لوجين ببرود ثم وضعت قدم فوق الاخرى و قالت: هي مش ديه شركتي بردك ولا ايه؟ 

سامر بابتسامة زائفة : لا طبعاً شركتك.

لوجين : امال فين باسل؟ 

قضب سامر حاجبيه ثم قال: باسل المحامي بتاعك؟ 

ضحكت لوجين ثم قالت : مش طلع بينصب عليا و طلع ولا محامي ولا نيلة.

ظل سامر واقفاً في مكانه كالصنم بينما تابعت لوجين: بس انا اكيد هاخد حقي منه....و منك.

سامر: انتي بتقولي ايه؟ 

لوجين بغضب : اللي سمعته و الشركة ديه انا بسحب فلوسي كلها منها و انسى ان كان فيه فيوم شغل بينا.

سامر بانفعال: انتي اكيد اتجننتي الشركة كده هتقع على دماغنا و بعدين ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده؟

لوجين ببرود: تؤ تؤ تؤ...دماغك انت لوحد لاني لقيت الاحسن منك و الكلام اللي انا بقوله ده انا متأكده منه مليون في المية و عندي الإثباتات عليه و طبعا انا شاركت الشرطة فيها.

خرجت لوجين من المكتب ببرود تاركة خلفها بركان سينفجر.

***خارج شركة الايوبي***

كانت لوجين تتحدث في الهاتف.

لوجين وهي تبتسم بثقة : ايوة يا فارس شركة الأيوبي خلاص وقعت.

فارس : و فعلياً؟ 

لوجين: على بكرة هيكون البوليس بيستقبله قدام شركته.

فارس : اشطا.

اغلق فارس هانفه ثم قال بسعادة : هييييح كان هم وانزاح.

***في مكان ما ***

كان صهيب يقف بسيارته في مكان معزول تماماً عن العالم يحاول نسيان ما حدث له او على الاقل تناسيه و فجأة دق هاتفه.

صهيب: ايوة.

فارس بمرح : ايوة يا صوصو.

قضب صهيب حاجبيه ثم قال بحدة : نعم؟! 

فارس : معلش شكلي اتحمست شوية المهم شركة الايوبي وقعت و بكرة هينور بيته الجديد.

صهيب : تمام .

فارس : اي خدمة يلا سلام.

اغلق صهيب الهاتف ثم وضعه في جيبه و ابتسم بإنتصار و بعد ذلك اغلق عينيه ليستمتع بنسيم البحر قليلا ف الغد لن يكون يوماً سهلاً.

***في شركة الأيوبي***

القى سامر كل ما على مكتبه ارضاً ثم قال بغضب: يعني ايه؟ 

باسل : يا باشا الحل الوحيد انك تسافر دلوقتي برة مصر.

سامر: صح احجزلي اول رحلة خارجة برة مصر على اي بلد.

باسل: تمام يا باشا.

خرج سامر من مكتبه بسرعة ليذهب الى منزله... عفواً اقصد قصره ليجهز حقيبة سفره بينما كان باسل قد حجز له تذكرة سفر الى خارج مصر.

***في منزل عبد العال***

كانت قمر نائمة على الفراش تنظر الى الحائط بملل بينما تجهز شروق حقيبة ملابسها.

شروق وهي تخرج تي شيرت ما : قمر انتي بتلبسي ده؟ 

قمر وهي على نفس حالها: مش عارفه.

شروق بغضب طفيف: يا بنتي يعني ايه مش عارفه؟ هي مش ديه هدومك؟

قمر: بس انا مش عايزة اروح في حتة و بعدين مش يمكن بابا ميوافقش؟ 

زفرت شروق ثم جلست امام قمر و سحبتها كي تعتدل في جلستها ثم قالت: قمر انتي عايزة ترجعي في كلامك؟ 

قمر : مش عارفه.

شروق : يا حبيبتي انا مش فاهمة يعني انتي عايزة ايه بالضبط؟ 

قمر بلا مبالاة: مش عايزة حاجة بس عايزة استخبى تحت الغطا و مخرجش ابداً.

عانقت شروق قمر لتبكي الاخرى في حضن شقيقتها الكبرى.

قمر وهي تبكي : انا بخاف منه و خوفي زاد من ساعة اللي حصل.

ربتت شروق على ظهر قمر لتتابع الاخرى: ده قتل انسان عادي...صهيب لما بيتعصب مش بيكون انسان ممكن يقتلني.

ضحكت شروق ثم ابعدت قمر عنها و قالت: لا مش للدرجة ديه انا بقالي فترة بشتغل معاه و ياما عصبته و لسة عايشة اهو.

ابتسمت قمر ثم مسحت دموعها و قالت بلطف: ممكن لو حاجة حصلت تيجي تاخديني ؟

شروق : اني آخدك من صهيب صعب بس انا ممكن اجي و افضل جنبك.

قمر : ربنا يخليكي ليا.

شروق: و يخليكي.

دخلت سعاد في تلك اللحظة ثم قالت: هتوحشيني يا قمر.

لم تجيب قمر بينما جلست سعاد على الفراش ثم قالت: صهيب ده هيحافظ عليكي و شكله طيب كده و قلبه ابيض.

رفعت قمر حاجبيها بينما وضعت شروق يدها على فمها لتكتم ضحكتها.

سعاد: مالك يا بت انتي و هي؟ 

شروق: لا مفيش يا خالتو.

قمر : انا هلكانة تصبحوا على خير.

سعاد و شروق/ وانتي من اهله.

نهضت سعاد من مكانها ثم خرجت من الغرفة بينما قالت شروق : هدخل الحمام واجي.

خرجت شروق من الغرفة و ما كادت قمر تغلق عينيها حتى دق هاتفها برقم غريب لم تكن قمر ستجيب ولكن عندما تكرر الأتصال اجابت على مضض.

قمر بنبرة جادة: الو.

صهيب : بكرة تكوني جاهزة على ٩ الصبح.

ابتلعت قمر ريقها ثم قالت بصوت ضعيف: صهيب بيه؟

زفر صهيب ثم قال: صهيب بس.

ابتلعت قمر ريقها مرة اخرى ليقول هو بهدوء : تصبحي على خير.

اغلق صهيب الخط لتظل قمر تنظر الى الهاتف بذهول حتى دخلت شروق ثم قالت: ايه ده مالك؟ 

قمر بصوت مبحوح: اتصل بيا.

شروق: هو مين ده؟ 

قمر وهي لزالت تنظر الى الهاتف: صهيب بيه.

رفعت شروق حاجبيها ثم قفزت على الفراش و قالت بفضول : و قالك ايه هاه هاه هاه؟

دفعت قمر شروق بخفة ثم قالت: بيقول اجهز بكرة على ٩.

ضحكت شروق ثم قالت: بس؟ 

قمر: و في الاخر قال تصبحي على خير و قفل من غير ما ارد.

شروق: الحمدلله انه مجابكيش من شعرك.

ابتسمت قمر ثم اعادت ظهرها الى الخلف لتنام....او لتتظاهر بالنوم.

***في قصر سامر الأيوبي***

كان سامر يتحدث في الهانف مع باسل.

باسل: الطيارة هتطلع ١٠ الصبح على فرنسا.

سامر: تمام اوي.

اغلق سامر هاتفه ليشدد بعدها الحراسة امام قصر

***في تمام السادسة صباحاً***

نهضت قمر من على فراشها و هي تشعر بأن الحرب العالمية في معدتها من كثر التوتر و الخوف و ما يقلقها اكثر هو ان صهيب لم يقابل والدها و على الرغم من ان سعاد اخبرت عبد العال بموعد كتب الكتاب الا ان قمر خائفة من رفض والدها للأمر و رد فعل صهيب.

غسلت قمر وجهها جيداً ثم خرجت لتصلي و بعدها ظلت جالسة تقرأ القرآن و عندما انتهت قالت : يا رب حاسة اني بقيت مش عايزة حاجة خالص دبرلي امري لأني مش عارفة أفكر ولا عارفة اتصرف ازاي.

......

كانت قمر تقف في الشرفة و هي تحاول الاستمتاع بتلك اللحظة و لكن فجأة امسكها شخص ما من طرحتها.

شهقت قمر لتسمع بعدها صوت ضحكات شروق.

شروق: يا خلاثي انتي بتتخضي؟ 

دفعت قمر شروق ثم قالت بضيق: يا باردة.

وقفت شروق بجانب قمر في الشرفة ثم قالت: ايه اللي مصحيكي بدري؟ 

قمر: معرفتش انام أساساً.

ربتت شروق على ظهر قمر ثم قالت بهدوء : فاكرة انا قلتلك ايه اول ما جيتي الشركة؟ 

تنهدت قمر ثم قالت: قولتي اني لازم اكون قوية و معيطش قدام حد خصوصاً لو مكنتش غلط.

شروق: وهو ده اللي عيزاكي تعمليه متكونيش ضعيفة يا قمر ابداً.

اماءت قمر برأسها لتبتسم شروق ثم تتابع: و بعدين هو مش هيقتلك يعني متخافيش بس مهما يحصل متكذبيش عليه في حاجة لأن ردة فعله بتكون زفت.

قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: زفت ازاي يعني؟

شروق: صهيب بيكره الكذب جداً و اللي بيفكر حتى يكذب بتبقى وقعته سودا.

ابتلعت قمر ريقها ثم قالت : طيب افردي انا هببت حاجة ولا خربتله حاجة و خايفة اقوله.

ضحكت شروق ثم قالت: وانتي ناوية تخربي حاجة؟ 

ابتسمت قمر ثم قالت: مثلا يعني.

شروق: قوليله و هو هيتصرف بس متخبيش عليه حاجة لو حابة تحافظي على حياتك.

وضعت قمر وجهها بين كفيها ثم قالت: ايه الرعب ده؟ 

شروق بهدوء: مش انتي اللي قلتي ان مفيش انسان كويس اوي و مفيش انسان وحش اوي؟ اكيد صهيب عنده مميزات يمكن شخصيته في البيت مختلفة عن شخصيته في الشركة.

تنهدت قمر لتقول شروق بمرح : اقولك...اعتبريه لغز وانتي هتحليه.

ابتسمت قمر ثم قالت: شكراً يا شروق ...الخوف خف شوية.

شروق: مفيش شكر بين الأخوات.

ظلت شروق تتحدث مع قمر و تمزح معها حتى الساعة ٨ صباحاً.

دعكت شروق عينيها ثم قالت: ايه ده الساعة ٨ وانتي منمتيش خالص.

ابتسمت قمر ثم قالت : ال يعني انتي اللي نمتي.

شروق: طب يلا ندخل نفطر و نشربلنا كوبايتين شاي كده عشان نفوق.

***في قصر البارودي***

كان صهيب يرتدي بدلته و يبدو في غاية الأناقة و بالتأكيد كان فارس وسيم هو الآخر.

صهيب: لوجين متصلتش؟ 

فارس : لسة بس متقلقش.

صهيب: مش هرتاح غير لما يدخل السجن.

تنهد فارس ثم قال بمرح: بس عارف مش مصدق انك هتتجوز قمر اه والله يعني هي بريئة كده بس انت اعوذ بالله عليك بوز ما يعلم بيه الا ربنا.

نظر له صهيب باحتقار ليتابع هو : اهو مجبتش حاجة من عندي.

***في منزل عبد العال***

كان الجميع جالس على مائدة الإفطار يتناولون الطعام بهدوء.

سعاد : جهزتي شنطتك يا قمر؟ 

اماءت قمر برأسها لتتابع سعاد بسعادة: ربنا يكرمك يا بنتي.

شروق: آمين.

نرجس: لو في حاجة اتصلي يا قمر تمام؟ 

قمر بهدوء: حاضر يا خالتو.

وضعت شروق الكوب من يدها ثم قالت : مش نقوم نلبس بقى؟ 

تركت قمر ما في يدها ثم نهضت من مكانها و قالت : اوك.

***في غرفة قمر***

كانت قمر جالسة على الفراش بينما شروق تبحث عن فستان رقيق يناسب الوضع.

شروق بضيق: يا بنتي انتي معندكيش ولا فستان مناسب.

قمر: خلاص هروح بالإسدال (الشرشف).

شروق: اووف خلاص هشوفلك حاجة من عندي.

ظلت شروق تبحث في ملابسها لفترة طويلة حتى وجدت فستان جميل و يبدو مناسباً 

شروق: اخيييراً ايه رأيك في ده؟ 

نظرت قمر الى الفستان ثم قالت بملل: لا مش مناسب و شكله اوفر اوي.

شروق : يا بنتي هو ايه اللي مش مناسب؟ 

قمر: خلاص هلبس حاجة من عندي.

شروق: لا طبعاً انتي هتلبسي الفستان ده و انجزي عشان اعملك الطرحة.

تأففت قمر ثم نهضت و أخذت الفستان من شروق بضيق.

.......

خرجت قمر من الحمام لتطلق شروق بعدها صافرة ثم تقول: ايه الحلاوة ديه.

ابتسمت قمر لتتابع شروق : تعالي بقى اعدلك الطرحة. 

انتهت شروق ثم قالت بتباهي : يا سلام عليا ....لا انفع اشتغل لفافة.

قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: لفافة؟ 

شروق: لفافة طرح يعني.

ضحكت قمر ثم نظرت الى نفسها في المرآة و كانت تبدو كالملكه 

شروق: ايه رأيك؟ 

ابتسمت قمر ثم قالت بهدوء: حلو.

شروق: يلا وسعي كده عشان اروح البس انا كمان.

.....

كانت قمر جالسة تنظر الى السماء من النافذة عندما دق هاتفها.

قمر بهدوء: الو.

صهيب: جاهزة؟ 

ابتلعت قمر ريقها ثم قالت بتوتر: اه.

صهيب : تمام السواق هيطلع ياخد شنطتك دلوقتي وانتي انزلي.

نظرت قمر الى الأسفل لتجد سيارات صهيب.

قمر بهدوء: حاضر.

اغلق صهيب الهاتف لتخرج شروق من الحمام وهي في غاية الأناقة فكانت ترتدي(هدوم شروق 😊)

شروق بمرح: ايه رأيك فيا؟ 

قمر بشرود: جميلة.

انتبهت شروق الى قمر ثم قالت بقلق: مالك في ايه؟ 

قمر: صهيب تحت.

ابتسمت شروق ثم قالت: امال راح فين بس هبقى قوية و بتاع ؟ يا بنتي اجمدي كده و متخافيش.

نهضت قمر من مكانها ثم قالت : اوك ...يلا؟ 

شروق: يلا.

خرجت قمر و شروق من الغرفة لتخرج سعاد هي الاخرى و هي ترتدي عباءتها المزخرفة.

سعاد بفرح: بسم الله عليكي يا حبيبتي من الحسد قمر الله اكبر.

ادمعت عين قمر لتقول نرجس : متخافيش يا قمر تمام؟

اماءت قمر برأسها لتطلق سعاد زغروطة و تعانق ابنتها.

طرق شخص ما باب المنزل و عندما فتحت شروق وجدته السائق الآخر لصهيب. 

ابراهيم: صباح الخير يا آنسة شروق.

ابتسمت شروق ثم قالت: صباح النور.

إبراهيم: صهيب بيه تحت.

شروق: اه عارفة لحظة بس اجيب الشنطة.

احضرت شروق الحقيبة الى إبراهيم ثم التفتت الى قمر و قالت: مش يلا؟

اخذت قمر نفساً عميقاً ثم ذهبت الى شروق و أمسكت يدها و هي تجاهد في كتم دموعها.

.......

كان صهيب يستند على سيارته الرياضية وهو في غاية الوسامة فكان يرتدي( البدلة ).

ما إن رأت شروق صهيب حتى قالت بذهول: ايه ده في ايه؟ 

قمر بصوت منخفض : مالك؟ 

ضحكت شروق ثم قالت: الواحد مش واخد على الناس النضيفة ديه.

ضحكت قمر هي الاخرى لينتبه لها صهيب.

ظلت انظار صهيب معلقة على قمر لبضع لحظات فهي تبدو كالملاك حقاً.

تنحنحت شروق ثم قالت بأدب: صهيب بيه صباح الخير.

فاق صهيب من شروده ثم قال: صباح النور.

جاءت سعاد هي الاخرى ثم قالت : الف مبروك يا عريس.

ابتسم صهيب ثم قال بهدوء: جاهزين كده؟

شروق بأدب :  اه تمام هنركب فين؟ 

صهيب : في العربية التانية.

اماءت شروق برأسها ثم ذهبت و عندما جاءت قمر لتذهب معها قال صهيب : انتي هتركبي معايا يا قمر.

نظرت قمر الى شروق ثم الى صهيب و بعدها قالت بصوت خافت : حاضر.

فتح صهيب باب سيارته لقمر كي تركب ثم التفت ليركب هو الاخر بينما ركبت نرجس و سعاد و شروق في سيارة صهيب الاخرى.

.....

سعاد بذهول: ونبي حلو كنب العربية عايزين نجيب واحد للانتريه طري كده.

كانت شروق جالسة في الامام بجانب السائق ثم التفتت و قالت: كنب ايه يا خالتو دلوقتي.

سعاد: يوه مش لازم نجيب حاجة مريحة.

تنهدت شروق لتتابع سعاد : ايه ده؟ 

شروق : في ايه؟ 

سعاد: تصدقي يا نرجس السجادة اللي تحت ديه حلوة للحمام اه والله نبقى نجيب واحدة نحطها على عتبة باب الحمام.

ضحك ابراهيم ثم حاول تمالك نفسه لتقول شروق: كفاية يا خالتو العربية هتولع بينا.

نرجس: بت يا شروق كلمي خالتك عدل و بعدين هي مغلطتش السجادة حلوة فعلا للحمام مبتزحلقش.

ضحك ابراهيم لتقول شروق له بغضب طفيف: أفتح يبني الكاست خلينا نسمع حاجة.

***في سيارة صهيب***

كان صهيب يقود سيارته بسرعة معتدلة بينما قمر تنظر من النافذة وهي تجاهد في كتم دموعها.

صهيب بهدوء: انتي كويسة؟ 

اماءت قمر برأسها ثم نظرت الى النافذة لتنتبه ان ذلك ليس الطريق المؤدي إلى مستشفى والدها.

قمر: ايه ده ؟ 

صهيب: في ايه؟ 

قمر: ده مش طريق المستشفى.

صهيب ببرود: مانا عارف.

قمر: طيب احنا كده رايحين فين؟ 

صهيب بنفس نبرته: خمس دقايق و هتعرفي.

زفرت قمر بضيق ليبتسم صهيب على مظهرها وهي غاضبة.

........

توقف صهيب بالسيارة امام مستشفى خاص لترفع قمر حاجبيها بذهول.

قمر : ديه مش المستشفى اللي بابا فيها.

صهيب : انزلي.

ترجلت قمر من السيارة لتترجل شروق في ذات اللحظة و حالها لا يختلف عن قمر.

سعاد: ايه ده هي المستشفى مالها نضفت كده ليه؟ 

شروق: ديه واحدة تانية.

جاء فارس في تلك اللحظة و كان يرتدي ...

(البدلة )

ثم قال بمرح : صباح الخير.

رفعت شروق حاجبيها بدهشة ثم همست الى قمر الواقفة بجانبها: لا كده كتير.

ضحكت قمر ليقول فارس: مبروك يا قمر.

قمر: الله يبارك في حضرتك.

التفت فارس الى شروق ليٌذهل من جمالها ثم قال: ايه الشياكة ديه.

شعرت شروق بالحرج خصوصاً امام والدتها و خالتها فقالت بحرج: فارس بيه احم...اه...ديه ماما.

صافح فارس نرجس ثم قال بأدب: ازي حضرتك.

نرجس : بخير يابني الحمدلله.

اشارت شروق الى سعاد ثم قالت: و ديه خالتو. 

صافح فارس سعاد ثم قال: مبروك.

سعاد: الله يبارك فيك عقبالك.

ضحك فارس ثم قال بمرح: ايه ده حضرتك عرفتي منين اني مش متجوز.

زمت سعاد شفتيها ثم قالت: وانت لو متجوز هتبقى مفرفش كده؟ 

غطت قمر وجهها بين كفيها بحرج بينما ابتسم صهيب على مظهرها اما شروق فضحكت و قالت محاولة تغير مجرى الحوار : طيب مش هنشوف عمو عبد العال ولا ايه؟

فارس : تمام يلا. 

سارت قمر بجانب شروق ثم قالت بحرج: ايه اللي ماما قالته ده؟ 

شروق بمرح: ماشوفتيهاش هي و ماما عملوا ايه في العربية.

قمر: انا قولت مش عايزة انزل من البيت.

شروق: والله مش عارفه اقولك ايه يا بنتي.

كان فارس يتحدث مع صهيب عن العمل ليتوقف صهيب فجأة امام غرفة ما ثم يطرق الباب و يفتحه.

توقف الجميع ليشير صهيب لهم بالدخول.

دخلت قمر اولاً لتجد والدها جالساً على فراش و يبدو في حالة جيدة.

ركضت قمر الى والدها ثم عانقته و قالت وهي تبكي: بابا وحشتني.

بادل عبد العال ابنته العناق لتأتي سعاد هي الأخرى و تقول : ازيك يا حاج.

ابتعدت قمر عن والدها لتأتي سعاد و تقبل رأسه ثم قالت: البيت وحش من غيرك.

ابتسم لها عبد العال ثم قال بهدوء: انتو وحشتوني اكتر.

القت شروق التحية على عبد العال ثم نرجس اما عبد العال فبعد ان اجابهم التفت الى صهيب ثم قال : ازيك يا صهيب يبني.

ابتسم صهيب ثم قال: انا تمام.

قضبت قمر حاجبيها ثم نظرت الى والدها و قالت : ايه ده هو انتو اتعرفتوا على بعض؟ 

 صهيب بثقة : اكيد.

حكت قمر مؤخرة رأسها بعدم فهم ثم ذهبت لتجلس بجانب شروق.

"كانت الغرفة كبيرة و نظيفة للغاية فكان عبد العال مستند بظهره على ظهر الفراش بينما سعاد تجلس على الكرسي بجانبه و قمر و شروق و نرجس على الاريكة المقابلة للفراش و صهيب و فارس كل منهم على مقعد"

كانت قمر تنظر الى الغرفة بذهول ثم قالت: بس هو حضرتك اتنقلت من المستشفى امتى و ازاي المستشفى القديمة مبلغتناش؟ 

عبد العال: جيت امبارح يا بنتي صهيب كتر خيره جه و قعدنا نتكلم شوية و بعدين غيرت المستشفى.

كاد فم قمر يلامس الأرض من الصدمة فهذا يعني انها لم تكن تحلم وأنه كان بجانبها حقاً.

شروق بصوت منخفض: قمر...قمر اقفلي بؤك.

افاقت قمر من شرودها ثم انتبهت ان الجميع ينظر لها وهي تبدو كالحمقاء و فمها مفتوح.

تنحنحت قمر بحرج ثم استأذنت لتذهب الى المرحاض.

.....

غسلت قمر وجهها جيداً بالماء وهي تشعر كأنها في حلم و ما ان انتهت حتى نظرت الى نفسها في المرآة ثم قالت : كل حاجة هتكون بخير.

اخذت قمر نفساً عميقاً ثم خرجت لتجد صهيب في وجهها. 

صهيب : في حاجة؟ 

حكت قمر مؤخرة رأسها ثم ظلت صامتة فهناك مليون سؤال يدور في رأسها.

اعاد صهيب سؤاله ولكن هذه المرة كان بحدة لتقول قمر بعدها : هو حضرتك ليه نقلت بابا من المستشفى؟ 

وضع صهيب يده في جيبه ثم قال : مبدئياً مش عايز اسمعك بتقوليلي حضرتك تاني ثانياً المستشفى اللي بباكي كان فيها ديه مش مستشفى أساساً المستوى الصحي بتاعها زفت.

قمر : بس بابا عنده ورم في المخ و...و لازم يعمل العملية.

صهيب: انا عارف وهو هيعمل العميلة هنا و بكرة.

قضبت قمر حاجبيها ثم قالت : ايه ده هو انت قولتله؟ 

صهيب: اه وهو تقبل الموضوع و وافق على العملية.

تنهدت قمر براحة  ثم ابتسمت و قالت: شكراً كتير انا مكنتش عارفة اقوله ازاي أساساً.

ابتسم صهيب ثم قال: مكنتش اعرف ان الموضوع هيفرحك اوي كده.

قمر: اكيد ...ده بابا.

شعر صهيب بنغز في قلبه ليعود بعدها الى جموده ثم قال: يلا نرجع الاوضة.

اماءت قمر ثم ذهبت ليذهب هو بعدها.

***في الغرفة***

كان فارس يمزح معهم ثم قال ما إن دخل صهيب : سيف تحت مع المأذون.

جلس صهيب على مقعده ثم قال : اوك.

اشار عبد العال الى ابنته لتجلس بجانبه و ما ان فعلت حتى قبل رأسه و قال وهو يدمع : مبروك يا حبيبتي.

قمر : الله يبارك فيك.

***في مطار برج العرب***

كاد سامر ان ينهي الإجراءات اللازمة للخروج الا ان احد رجال الامن جاء اليه ثم قال بأدب: استاذ سامر اتفضل معايا على المكتب.

سامر بحدة : انا عندي معاد طيارة.

رجل الامن: لو سمحت يا فندم اتفضل معايا من غير شوشرة.

سامر بغضب : انت متعرفش انا مين ولا ايه؟

رجل الأمن: لا عارف حضرتك سامر الايوبي عشان كده بقولك اتفضل معايا.

انتبه سامر ان جميع من في المطار ينظر اليه بفضول فوافق على مضض ان يذهب مع رجل الأمن.

.....

جلس سامر على الكرسي بكل كبرياء امام المكتب ثم قال : خير.

رجل الأمن : انا المقدم عمر احمد و عندي بلاغ بالقبض على حضرتك.

سامر بغضب : انت اتهبلت ولا ايه؟ 

عمر : لو سمحت يا سامر بيه البلاغ جاي بانك ممنوع من السفر أساساً.

سامر: يعني ايه الكلام ده؟ 

عمر: يعني حضرتك هتتفضل معايا على القسم.

جاء رجال الشرطة ثم قاموا بالقبض على سامر الأيوبي لتهمة النصب و الأحتيال.

***في المستشفى***

دق هاتف فارس لينظر له صهيب بمعنى (من المتصل؟) 

فارس بهمس: لوجين.

استأذن فارس ثم خرج من الغرفة ليطرق شخص ما باب الغرفة ثم يدخل سيف مع المأذون.

سيف بهدوء: السلام عليكم.

رد الجميع السلام ليقول صهيب : جهزت الورق؟ 

سيف : اه يا صهيب بيه.

اشار سيف الى المأذون كي يجلس و بعد لحظات دخل فارس الغرفة وهو يكاد يطير فرحاً.

صهيب : في حاجة؟ 

فارس : الموضوع تم.

تنهد صهيب براحة ثم لانت ملامحه قليلاً ليجلس فارس بالقرب من شروق و يقول بصوت منخفض : تخيلي ايه اللي حصل.

شروق بفضول: ايه؟ 

فارس: شركة الأيوبي وقعت.

شهقت شروق ثم قالت بعدم تصديق : بتهزر.

ضحك فارس ثم قال: في ايه يا بنتي؟ مش كده.

شروق بحرج: اسفة يا فارس بيه بس متوقعتش ان ده ممكن يحصل يعني.

فارس: لا و على ايد صهيب البارودي.

ابتسمت شروق ليقول صهيب للمأذون: ابدأ.

........

اغلق المأذون دفتره بعد ان قام بطقوس الزواج لتطلق سعاد زغروطة و تبارك لأبنتها و من اصبح زوجها.

سعاد وهي تعانق قمر: مبروك يا حبيبتي الف مبروك يا بنتي.

بادلتها قمر العناق ثم قالت : الله يبارك فيكي يا ماما.

ربت فارس على ظهر صهيب ثم قال بفرح: مبروك يا صوصو.

نظر له صهيب ثم قال بحدة : بس يا زفت.

ضحك فارس ثم قال: معلش اندمجت شوية.

بارك الجميع للعروسين ليأتي دور شروق و قبل ان تقول اي شيء عانقت قمر ثم قالت بنبرة باكية : مبروك يا قمر.

بكت قمر وهي تعانق شروق ثم قالت: الله يبارك فيكي يا شوشو.

شروق بصوت منخفض : متنسيش اللي قلنا عليه.

ابتعدت قمر عن شروق ثم اماءت لها لتطلق سعاد زغروطة مرة اخرى.

جاء صهيب ليبارك لقمر فقبل رأسه و عندما ابتعد عنها كانت ملامحه جامدة و كأنه ليس هو من طلب ذلك.

قمر لنفسها: شكلي فعلا هعتبرك لغز و لازم احله.

.........

كانت قمر جالسة على الاريكة و بجانبها من جهة صهيب و من الجهة الاخرى خالتها اما شروق فقد جلست على مقعد هي و فارس و سعاد جلست في مكانها.

فارس بمرح : فرنسا ايه اللي حلوة؟ انا ماروحتش مكان اجمل من ايطاليا.

سعاد: واحنا يا خويا يوم ما  اتفسحنا  روحنا بورسعيد بس كانت حكاية فاكر يا حاج؟ 

عبد العال : و ده يوم يتنسي ده حتى قمر كانت واكلة جلاتي (ايس كريم) و ملحوسة نفسها.

غطت قمر وجهها بين كفيها ثم قالت بحرج: خلاص يا بابا.

ابتسم صهيب لها بينما ضحكت شروق لتقول نرجس : بتضحكي على ايه مانتي كنتي ملحوسة معاها و الصور تشهد.

كادت شروق ان تختبئ داخل ملابسها بينما ضحك فارس على منظرها.

نهض صهيب من مكانه ثم قال : هنروح احنا بقى.

ازالت قمر يدها من على وجهها ليعود الم معدتها مجدداً.

عبد العال: ما تقعدوا شوية معانا.

صهيب : عشان انت ترتاح وكمان احنا كده كده هنيجي بكرة بدري.

عبد العال : بكيفك يبني. 

القى صهيب السلام على الجميع و خرج لتودع قمر اهلها وهي تتظاهر بالقوة و التماسك و عندما ودعت شروق قالت لها بصوت منخفض : انا قوية صح؟ 

شروق بحنو: اكيد يا قمر.

صهيب بجمود: يلا يا قمر. 

ابتلعت قمر ريقها ثم ذهبت معه.

.....…

ركب صهيب سيارته الرياضية و كانت قمر بجانبه و قد ترك السيارة الاخرى لتقل اهل قمر الى منزلهم.

***في غرفة عبد العال***

نهض فارس من مكانه ثم قال: يلا بعد اذنكم.

نرجس: ما تخليك يبني شوية.

ضحك فارس ثم قال: لا يدوب الحق اروح انام ساعة عشان ارجع على الشركة.

نهضت شروق ثم قالت : فارس بيه انا ايه نظامي؟ 

قضب فارس حاجبيه لتتابع هي : قصدي ان صهيب بيه ماقالش اجي الشركة ولا لا.

رفع فارس حاجبيها ثم قال: يا شيخة فكك مفيش شغل أساساً.

ابتسمت شروق ليستأذن هو ثم يخرج.

سعاد بمكر: شكله طيب الواد فارس ده.

ضحكت شروق ثم قالت: فارس بيه بقى الواد فارس؟ حرام عليكي يا خالتو.

ضيقت سعاد عينيها ثم قالت بنفس نبرتها: طب وانتي بتغيري الموضوع ليه؟ 

تنحنحت شروق ثم قالت : انا مش بغيره ولا حاجة.

ضحكت نرجس لتسأل شروق بفضول : بتضحكي على ايه يا ماما؟ 

نرجس: لا اصل مش معقول واحد زيه هيسيب بنات مصر و يجيلك انتي يا حنفي.

قضبت شروق حاجبيها ثم قالت لعبد العال بضيق : شايف يا عمو بيتريقوا عليا ازاي؟ 

ضحك عبد العال ثم قال : ولا يهمك يا بنتي انتي الف واحد يتمناكي.

ابتسمت شروق بثقة بينما في مكان آخر.

***في سيارة صهيب***

كلن صهيب يقود بسرعة معتدلة و ما إن وصل الى الطريق السريع حتى انطلق بالسيارة على سرعة عالية

قمر وهي تتشبث بالمقعد: ممكن تهدي السرعة.

نظر لها صهيب ثم قال بمكر : ليه؟  انتي بتخافي؟ 

ضحكت قمر بسماجة ثم قالت: لا بغيير .....العربية بتزغزغني. 

نظر لها صهيب باستغراب ثم زاد من سرعة السيارة.

........

توقف صهيب بسيارته ثم ترجل منها و قال لقمر : وصلنا.

فتحت قمر باب السيارة لتٌذهل بعدها مما ترى فقصر البارودي كبير للغاية و يبدو جميل ايضاً و بالتأكيد كل من يراه يتمنى العيش فيه و مع ذلك فقمر شعرت بالرعب من شكل القصر فيبدو وكأن لا روح فيه عكس بيتها الصغير المليء بالدفء و الحياة.

صهيب : هتفضلي مكانك كده كتير؟ 

انتبهت قمر الى صهيب فقالت: هاه؟ .... اه..لا انا اسفة.

اشار لها صهيب بالتقدم لتصعد على الدرج وهي تقدم خطوة و تأخر الاخرى.

فتح صهيب الباب ثم دخل و ما ان دخلت قمر حتى قام هو بإغلاقه.

ما ان خطت قدم قمر عتبة الباب حتى شعرت بالرعب ليس من صهيب بل من شيء اخر لا تعلم ما هو ...شعرت بنغز في قلبها جعلها تتألم قليلا فهي تشعر بشعور سيء تجاه ذلك المكان.


التكمله والنهايه من هنا





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close