expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية عشق القمر الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم رولا هاني كامله على مدونة النجم المتوهج



رواية عشق القمر

الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم رولا هاني

كامله على مدونة النجم المتوهج 

 الفصل الثالث من رواية:عشق القمر

بقلم/رولا هاني 

جاء ابيها بالوقت المناسب لينقذها من اسئلة ذلك الأحمق العجيب الذى بدا لها كقمر الليل كسرد رواية قصيرة أجاد الكاتب سردها بالأضافة الي ابتسامته التي زينت وجهه عندما اتجه والدها نحوه ظلت شاردة به و لم تشعر بنظرات ابيها المشتعلة الغاضبة فقط تسبح ببحور مقلتيه بالرغم من خضروتيهما ابتلعت ريقها بصعوبة عندما قال ابيها عقب ذهاب "عصام" مباشرًة:مكنش لازم تخرجي اتفضلي ادخلي تاني 


هزت رأسها بأبتسامة لم تفارق وجهها مما زاد تعجب "جمال" فهتف و قد فهم سبب ابتسامتها تلك:خدى بالك اللي شوفتيه برة دة اوحشهم ملكيش دعوة بيه فاهمة؟


اختفت ابتسامتها بحزن و قد خاب املها ثم هزت رأسها بصمت 


مرت عدة ساعات ثم شعر "جمال" بوخزة في قلبه فوضع يده بموضع قلبه و قال بألم:اة "هالة"...اةة 


وجهت بصرها نحو ابيها فوقع الهاتف من يديها بعد رؤيتها للألم الذى يكسو ملامح وجه ابيها فصاحت و هي ترتجف خوفاً:بابا...بابا انت كويس


لم يقدر "جمال" علي نطق اي حرف اخر فسقط ارضاً ليرتطم جسده بالأرض بقوة و حاول مراراً و تكراراً النهوض لكن لم يستطيع فقد شعر بأن تلك انفاسه الأخيرة...


لم تتحمل ما تشاهد فركضت نحو ابيها و نزلت لمستواه و فكت رابطة عنقه حتي يستطيع التنفس بشكل طبيعي لكن ظلت تهزه بقوة لعله يقوم لكن لم يتحرك ابداً فقط عيناه مغلقة حتي انفاسه توقفت فقربت اذنها من موضع قلبه لكن لم تسمع اي نبضات فأحتضنته و صرخت صرخة هزت ارجاء المكان و اخذت تبكي و هي متشبثة بأبيها بقوة و لم تتحرك و كأن لديها امل بأن قلبه سيعود له النبض..

___________________________________________

جميع الموظفين خرجوا من مكاتبهم بفزع و تساؤل حول الصراخ الذى سمعوه فقالت احدى الموظفات:طب يا جماعة حد يروح لمكتب "شريف" بيه او مكتب ابنه عشان يشوفوا في اية..


و قبل أن يرد احد كان "مراد" و "عصام" يتجها نحو مصدر صوت الصراخ فعلموا ان مصدره مكتب "جمال" ففتحا الباب ليجدوه علي الأرض جثة هامدة و ابنته تحتضنه بقوة و جسدها ينتفض بقوة..


نظر "مراد" نحو "عصام" بتوتر و قال بنبرة يكسوها بعض من الحزن:الراجل شكله مات


ثم اكمل بثبات:روح شيل بنته و خلينا نشوف هنعمل اية..


توجه "عصام" نحوها و حاول ان يجذبها بعيداً عن ابيها لكن ما ان لمست يده كتفيها ازداد صراخها و ارتجافها و كأنها تعبر عن رفضها بالأبتعاد عن ابيها بتلك الطريقة..


ابتلع "عصام" ريقه بصعوبة و قد ترقرقت الدموع بعيناه و هو يتذكر وفاه ابيه فقال بهدوء و هو يمسح دموعه قبل نزولها:يا انسة ارجوكي سيبيه عشان حتي لو عايش نوديه المستشفي..


تركت ابيها و وقفت قبالته و صرخت بوجهه و نظراتها النارية تكاد ان تحرقه:متقولش كدة انا ابويا عايش مفهوش حاجة هو بس اغم عليه...و...


و لم تكمل جملتها حتي فقدت وعيها و سقطت ارضاً بجانب "جمال" و هي في حالة انهيار شديد


Back

مسحت دموعها بالمنديل الورقي ثم قالت بشرود:متحملتش حبيبتي تشوف ابوها بيموت قدام عينها..كانت عارفة انه كان بيروح الشغل و هو تعبان عشانها و عشانك و عشان "نسمة" عشان صحاب الشغل مبيرحموش حتي بعد موت ابوكي بشهر جم البيت عشان يعزونا...معندهمش دم..."هالة" وقتها طردت "شريف" و "سيف" طبعاً مسكتوش تاني يوم اختك عملت الحدثة اياها طبعاً بسببهم و انا اترفدت من الشغل اللي كان معيشكوا بسببهم 


ثم اكملت و هي تعمل علي تنمية الكراهية و الحقد بقلب ابنتها:عرفتي اية اللي عملوه؟


هزت ابنتها رأسها و قد اشتعل لهيب الأنتقام بقلبها و عيناها التمعت بوميض مخيف قائلة:فهمت 

_________________________________________

-ينفع اللي انت عملته دة 


قالها "مراد" ل"سيف" بأنفعال و غضب شديد بعدما وصلا الي بيت "سيف"


كور قبضته و اغمض عيناه و همس بألم:كل اما اشوفها افتكر كنت بحبها قد اية و افضل اسأل نفسي اية اللي يخليها تخوني دي لو كانت تتمني النجوم كنت اجبهوملها


و تابع و هو يمسح علي وجهه بعنف و ضيق و قد أعماه الغضب:و فوق دة كله كرهت ابني فيا...حتي لما بشوفه بشوفها هو شبه امه بالظبط و دة مخليني كارهه هو كمان 


تنهد "مراد" بحزن و ربت علي كتفه ثم قال هو يتنفس بعمق:اهدي انت كدة هتتعب اهدي 


صاح "سيف" بغضب و هو يضرب الحائط بقوة مما جعل يده تنزف بغزارة:ياريت اتعب و اموت انا الكل بيكرهني حتي ابني كل اما اشوفه اشوف نظرة الحزن اللي في عينيه نظرة الكره و الخوف بسببي


جذبه "مراد" بقوة و دفعه نحو الأريكة ليقع جالساً و هتف بقلق:قولتلك اهدي كله هيتصلح قولتلك...


اغمض عيناه و عاد برأسه للوراء ليستريح قليلاً لكنه فتحهما اثراً لذلك الشئ الصغير الذى لمس ظهره فوجده "خالد" فأبتسم بألم و قال:انت لسة صاحي؟


نظر له الصغير بفزع فقال بتعلثم و هو يرتجف من الخوف:اصل ا..اصل ب.بكرة اجازة فسهرت شوية صغيرين انهاردة انما لو ..لو اتضايقت مني خ.خلاص انا هنام بدرى بس مش تضربني زي.اصبح ماشى 


نظرة ابنه الخائفة الغير مطمئنة وخزت قلبه بكل قسوة فعانقه بقوة و هو يربت علي ظهره بحنان و ابتلع تلك الغصة المريرة و قال بحنو:متخافش انا مش هضربك 


خرج "مراد" عدة دقائق و قد أحضر شيئاً معه من الخارج و عاد مجدداً ليجدهما علي نفس الحالة فقال و هو يداعب شعر "خالد" بمرح:شوفت يا "خالد" بابي جابلك اية 


خرج الصغير من حضن ابيه لينظر بتمعن الي تلك اللعبة و جحظت عيناه فمنذ يومان رأي تلك اللعبة بأحدي الأماكن الخاصة لبيع لعب الأطفال و عجبته كثيراً فصاح و هو يعانق "سيف" و يغرقه بقبلاته البريئة و هو يردد:شكراً شكراً يا احلي بابي في الدنيا


احتضنه "سيف" مرة اخرى و نظر ل"مراد" بأمتنان شديد فهز "مراد" رأسه بأبتسامة خفيفة و هو يغمز بأحدي عيناه..

___________________________________________

صباح جديد يوم جديد يحمل بين ساعاته و دقائقه العديد من الأحداث الشيقة و الحزينة و السعيدة و غيرها..


استقيظت مبكراً كما اعتادت و فتحت الستائر ليدخل نور الشمس الغرفة ليضيف لها البهجة و السعادة فتوجهت نحو المرحاض و اخذت حمام دافئ لتفيق جيداً ثم ارتدت ملابسها و اخذت تجفف شعرها و تمشطه و كادت ان ترتدى حذائها لكن قاطعها صوت "عفاف" و هي تقول:رايحة المدرسة؟


ابتسمت "نسمة" بحنو و قامت و ظلت تقبل وجنة امها بمرح كعادتها ثم قالت بضحك:اة يا قمر اة يا عسل اة يا عمرى عايزة حاجة و انا راجعة 


اختفت ابتسامتها عندما رأت امها تقف بملامح صارمة حازمة و شبه باردة فقالت بقلق:خير يا ماما هو حضرتك مضايقة؟


ردت امها بثبات و نظراتها الغامضة تتابع "نسمة" مما جعل الخوف يزداد لديها:تروحي المدرسة و ترجعي علطول فاهمة 


-حاضر يا ماما 


-اخلصي يلا واقفة لية كدة هتتأخرى 


-ح.حاضر اهو لبست الجزمة و نازلة..


ارتدت حقيبتها و خرجت مسرعة بتعجب من حالة امها الغير مطمئنة حتي بعدما خرجت من البيت وجدت امها تنظر لها بغموض من النافذة الصغيرة فأحتضنت حقيبها و كأنها تستعيد الهدوء منها فتجاهلت الأمر تماماً حتي تستطيع اكمال يومها..

____________________________________________

-صباح الخير


قالتها "قمر" بجمود ثم جلست علي المائدة لتتناول طعامها بهدوء حتي الطعام اصيب بمذاق المرار ام ان حلقها هو من اصيب بمذاق العلقم فاقت من شرودها علي صوت امها و هي تقول ببرود:بما انك مش رايحة الشغل انهاردة خلصي اكل و تعالي عشان عايزاكي 


دفعت الصحن الذى امامها قليلاً و قالت بنبرة خالية من التعابير:انا خلصت اكل خلاص..


قلبت "عفاف" بصرها بالمكان ثم سحبت احد كراسي المائدة و جلست عليه بهدوء و قالت بأبتسامة خفيفة:اختك جالها عريس 


تغيرت خلال ثواني قليلة حالتها من الكآبة و الحزن و الألم الي البهجة و الغبطة و السرور و قالت بأبتسامة اشرقت وجهها:بجد هو صحيح "هالة" لسة مخلصتش دراسة و لسة فاضل علي ما تخلص جامعتها سنة بس ممكن نمشيها خطوبة في الأول قوليلي يلا مين هو و اعرفه ولا لا


تنهدت "عفاف" بضيق قائلة:مش "هالة" اللي جالها العريس  


عقدت حاجبيها بأستفهام و قالت بأستفسار:امال مين!؟


قالت "عفاف" بتوتر و لكن نبرتها مازالت قوية:"نسمة"


اتسعت حدقتيها بصدمة و صاحت بأستنكار: اية يا ماما اللي بتقوليه دة دى لسة صغيرة 16 سنة


ردت "عفاف" و هي توضح لأبنتها:ماهو هتبقي خطوبة ف الأول و بعدها يبقوا يتجوزوا

  

هزت "قمر" رأسها برفض و قالت بلوم:مستحيل اوافق ابداً علي اللي هتعمليه دة البنت مركزة في دراستها مينفعش تشغليها بحاجة زى دى 


ضربت الأم علي المائدة بغضب مما جعل الصحون تهتز اثراً لضربتها و قالت و قد احتقن وجهها بالدماء:انا هنا اللي اقول اية اللي يحصل و اية اللي ميحصلش 


-انا كمان يا ماما استحالة اوافقك في اللي هتعمليه دة 


قالتها "هالة" بغضب شديد و هي تخرج من غرفتها..


فقامت "عفاف" من كرسيها متجهه نحو ابنتها "هالة" لتحتضن وجهها بلهفة و خوف قائلة:عاملة اية دلوقت؟..احسن صح؟


ابعدت "هالة" يد امها بأستنكار قائلة:لية يا ماما هتجوزى "نسمة" لية!


تنهدت بعمق و ألم ثم قالت بقلة حيلة:عشان ام العريس كنت ...استلفت منها فلوس كتير و مقدرتش اسددهم فطلبت مني اجوز "نسمة" لأبنها "فهد" 


هزت "قمر" رأسها بعنف و قالت بمحاولة منها لأنقاذ اختها:قوليلي الفلوس دى قد اية و انا هتصرف 


زفرت بحنق و قالت بنفاذ صبر:كتير يا "قمر"


-ايوة كتير قد اية 


ردت "عفاف" بأرتباك ملحوظ:50 الف جنية 


تمتمت "هالة" بتعجب و خفوت:50 الف جنية!


اتسعت مقلتي "قمر" بتعجب و قالت بدهشة:عملتي اية بالمبلغ دة يا ماما!!


ردت "عفاف" بتعلثم و هي تحاول ان تبقي ثابتة:مش خدتهم دي هي ادتهوملي و سافرت يجي شهرين و قالتي خلي بالك منهم فشلتهم في بيت امي اللة يرحمها و من سوء الحظ البيت ولع و الفلوس اتحرقت 


مررت "قمر" يدها في شعرها بعنف غاضب ثم قالت بجمود:خلاص انا هتصرف و..


قاطعتها "هالة" برفض شديد:لو المساعدة جاية من "سيف" الزفت دة مش عايزين 


نظرت لها "قمر" بسخرية قائلة و هي تضع يدها بخصرها:طب اتفضلي روحي و وريني هتجيبي كل الفلوس دى منين 


طأطأت " هالة" رأسها بحرج فرت الدموع من عيناها بغزارة مما جعل "قمر" تشعر بندم شديد فوبخت نفسها و قالت و هي تحتضن اختها بحنان:حبيبتي اهدي ارجوكي انا مقصدتش اضايقك و انتي عارفة...انا هحاول اتصرف بكرة هروح الشركة و هتصرف..


تمتمت "عفاف" بخفوت:يارب يابنتي تعرفي تجيبي الفلوس انا مش مستغنية عن اختك..

____________________________________________

-"سيف" محضرلك مفاجأة..


قالها "مراد" بأبتسامة واسعة و تعبيرات وجهه يتبين عليها السعادة 


صفق "خالد" بفرحة و قال:عمو "مراد" جه..عمو "مراد" جه


ابتسم "سيف" بوجه ابنه قائلًا:يلا خلص اللبن بتاعك لغاية ما اشوف عمو "مراد"عايز اية!؟


عقد "مراد" حاجبيه بعبوس مصطنع ثم قال:اية دة بتتجاهلوني طب ولله ما قايل حاجة خش يابني....


رفع "سيف" حاجبيه بدهشة ثم قال و هو يهز رأسه بأستفهام:ما تقول يابني في اية؟؟....و اية اللي..


و قبل ان يكمل جملته رأي صديقهم الثالث يقف امامهم بأبتسامته المعهودة و هو يقول:ازيك يا "سيف"


صاح "سيف" بفرح شديد و هو يحتضنه:"عصام"....رجعت امتي؟؟


قال "عصام" و هو يخرج من حضنه:لسة انهاردة..


رد "مراد" و هو يضع كلتا يديه بجيوب بنطاله:ولله ما اعرف كان اية لازمته السفر دة ما شركتنا اللي برة دى ليها ناس بتديرها كان يعني تسافر التلت سنين دول!!


توتر "عصام" و ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال و هو يحك مؤخرة رأسه:لا ماهو انا لاحظت انه لازم نهتم بالشركة دى عشان مهمة


-خلاص سيبكوا من الشغل دلوقتي خلينا نشوف هنخرج فين عشان نحتفل..


قالها "سيف" بضحك و مرح 


رد "مراد" بحماس شديد:تيجوا نسهر..


كاد ان يرد "عصام" لكن قاطعه الصغير "خالد" و هو يقول:انا عايز اسهر معاكوا عايز اسهر معاكوا 


حمله "عصام" و يتجه به نحو الأريكة قائلًا و هو يفتح التلفاز ليقول بمزاح:بص بقي احنا هنسهر انهاردة نتفرج علي توم اند جيرى 


عبس الصغير ليقول بغضب:لا انا عايز من السهر بتاعكوا 


انفجرا "مراد" و "سيف" بالضحك بينما "عصام" ينظر له بصدمة و قد اعتراه الذهول


قال "مراد" بعدما سيطر علي ضحكه:"سيف" ف نفسه اوى الواد دة...


ثم صمتوا جميعًا عندما رأوها تتقدم نحوهم بملامح باردة و جامدة و ما أن رأها الصغير "خالد" هرول نحوها سريعًا قائلًا بفرح:مامي...

........................................................................

الفصل الرابع من رواية:عشق القمر 

بقلم/رولا هاني


-انتي اية اللي جابك هنا 


صاح بها "سيف" بعدما اشتد غضبه عند رؤيتها


قالت "تقي" بتوتر و هي تتشبث بكف الصغير:عايزة ابني..


اتسعت حدقتي "سيف" بصدمة فصاح بعصبية:لا دة انتي شكلك عايزة تتربي..


فأتجه نحوها ليلتقط كومة من خصلاتها بعنف مما افزع "خالد" لكن "عصام" و "مراد" خلصوها من تحت قبضته بصعوبة بالغة و بالرغم من ذلك قالت و لم تصمت بعد:ايوة عايزة ابني...ابني اللي انت واخده مني و مبشوفوش ابدًا 


لم يتحمل كلماتها قط...أي ابناء تتحدث عنهم ان كانت تحب ابنها او حتي تفكر به ما كانت فعلت شئ مثل ذلك فأمسك بتلك الزهرية و القاها نحوها لكن من حسن الحظ اخفضت هي رأسها بصورة سريعة و دموعها اخذت تفر من عينيها واحدة تلو الاخرى..


قال "مراد" و هو يدفعها نحو الدرج:خدي ابنك دلوقت يا "تقي" و اطلعوا اي اوضة فوق..


ذهبت و بعدما ذهبت هتف "عصام" في محاولة منه لتهدئة صديقه:اهدي يا "سيف" اهدي 


-اهدي دة اية دى مجنونة عايزة تاخد ابني انا مشوفتش كدة...هي ليها عين تيجي بعد اللي عملته دى اكيد اتجننت!


رد "مراد" بتردد:انا من الأول قولتلك يا "سيف" الطريقة دى غلط لازم تشوف حل..ماهو بردو الولد مينفعش يفضل معاك انت بس دة محتاج امه..


رد "سيف" بدون تفكير:مقدرش اسيب ابني مع واحدة زى دي..


رد "عصام" بهدوء و جدية شديدة:يا "سيف" الولد فعلًا محتاج امه..شفت هو كان  فرحان ازاى لما شافها


-خلاص انا سايب البيت ليهم خليهم يشبعوا بيه..

____________________________________________

عادت "نسمة" للبيت بعد يوم شاق امتلئ بالدروس الجديدة و هي تنسي تمامًا حالة امها الغامضة صباحًا لكن حالة اختيها هي من ذكرتها بما قالت بعدما رأئتهم صامتين بطريقة غريبة مثيرة للأهتمام فقالت هي بتعجب:خير يا جماعة في اية؟ 


ابتسمت "قمر" بوجهها ثم قامت لتعانقها و تقول:مافيش ياقلبي يلا اتغدي و شوفي مذاكرتك


هزت "نسمة" رأسها بعدم ارتياح وقالت:حاضر يا "قمر"


توجهت "نسمة" نحو غرفتها فقالت "قمر" و هي تضغط علي كلماتها:محدش يقول حاجة ل"نسمة" لغاية ما اتصرف فاهمين..

____________________________________________

-عامل اية يا حبيبي؟


قالتها "تقي" بحنو و هي محتضنة "خالد"


رد "خالد" ببراءة:كويس.كويس يا ماما بس انا عايزك تيجي تقعدي معايا...هو انتي و بابا لية مبقتوش مع بعض زي زمان؟


ابتلعت ريقها بصعوبة و قالت بألم:اسمع يا "خالد" انا و بابا ياحبيبي سيبنا بعض من سنتين بس احنا بنحبك ياقلبي و منقدرش نستغني عنك..


هز الصغير رأسه بعدم استيعاب و قال بعبوس:يعني..يعني انتوا خلاص سيبتوا بعض!


اومأت له عدة مرات بحزن شديد فتشبث الصغير بها قائلًا:ماما متسيبنيش تاني انا بحبك اوى 


-و انا كمان بحبك اوى يا حبيبي..


ثم تابعت بمرح:اة صح يلا بقي وريني اخر رسوماتك يا فنان 


-يلا..

____________________________________________

صباح يوم جديد..


استيقظت "قمر" بتكاسل و نظرت للساعة لتهب واقفة و هي تقول:يالهوي دة انا اتأخرت و كمان هطلب منه فلوس يارب..يارب يوافق


ارتدت ملابسها بصورة سريعة و ارتدت حذائها ثم تنهدت و تنفست بعمق قبل ان تخرج من البيت و لأول مرة ترتعب من شئ مثل ذلك فهمست بخوف:انا مش مطمنة..


لكنها خرجت من البيت و جسدها بدأ في الأرتجاف و استقلت احدي سيارات الأجرى حتي وصلت لمقر عملها و...

___________________________________________

-هي ازاى مجاتش لغاية دلوقت!؟


قالها "سيف" و هو يستشيط غضبًا لكنه رأها تتقدم منه و الخوف و الأرتجاف يتبين عليها بشدة و كادت "قمر" ان تتحدث لكنه قاطعها بغضب:مخصوم منك شهر..انتي اتأخرتي عشر دقايق بحالهم و...


رمقها بأهتمام فملابسها مناسبة للعمل كما طلب و مظهرها مناسب فعلم انها تريد شئ ما فقال بدون مقدمات مما افزعها:عايزة اية؟؟


نظرت حولها بتوتر ثم قالت برجاء:كنت عايزة حضرتك ف موضوع مهم ممكن بس اخد من وقتك عشر دقايق..


نظر لها بتمعن شديد و علم جيدًا ان من نبرتها المترجية انها ستطلب شئ لن يعجبه ابدًا و بالرغم من ذلك اومأ لها لها بصمت و اتجه نحو مكتبه و هي تتبعه ببعض من الخوف

....

دلفت و جلست علي احد الكراسي و فاقت علي صوته الجاد و هو يقول:خلصي و قولي عايزة اية...انا مش فاضي


تنهدت "قمر" بعمق ثم قالت:خمسين الف جنية..


-نعم!!


ردت "قمر" بأبتسامة خفيفة:خمسين الف جنية...عايزة خمسين الف جنية..


عقد حاجبيه بتعجب شديد ثم هتف بسخرية:و اية المقابل!؟


ردت بحرج واضح و تبين في نبرتها:معنديش حاجة اقدمهالك غير الشغل انا ممكن اشتغل ضعف اللي بشتغله و اكتر كمان..


ظلت نظراته المتمعنة تتابعها بأهتمام شديد و بعد صمت طال لعدة دقائق قال هو:لا عندك

____________________________________________

-انا عايزة اعرف في اية!؟


قالتها "نسمة" ل"هالة" ببعض من العصبية بعدما شعرت بأن هناك شى غريب يدور بالبيت من دون علمها


ردت "هالة" ببرود و هي تمشط شعرها:مافيش حاجة..


ردت "نسمة" بصرامة:لا في شكلكوا بيقول في..تصرفاتكوا بتقول في..وشوشكوا بتقول في..


ابتسمت لها "هالة" بأستفزاز ثم قالت:خلاص.. يبقي في..


زفرت "نسمة" بنفاذ صبر قائلة:يا "هالة" انا مبهزرش!!


ردت عليها "هالة" و هي تتجه نحو فراشها لتستريح قليلًا:ولا انا بهزر..


ثم تابعت بحزم:و يلا اطلعي برة عايزة انام..


خرجت "نسمة" من الغرفة و هي تتمتم بأصرار:بردو هعرف في اية..

____________________________________________

-ها قولتي اية؟؟


صمتت "قمر" عدة دقائق عما قاله "سيف" كيف سيكون لديها المقدرة علي تأدية عملين بنفس اليوم!


قطع حبل افكارها صوته و هو يقول:هديكي الخمسين الف جنية و تشتغلي عادي هنا و بعد الشغل هنا هتروحي تجيبي ابني من المدرسة و تروحي بيه علي البيت و تشوفيه عايز اية يعني بالأصح عايزك مربية لأبني..


ردت مصححة ما يقوله بسخرية:خدامة يعني..


رد عليها بجمود:سميها زى ما تسميها انا عرضت عليكي عرض و يا ترفضي يا تقبلي..


ردت بفضول و تعجب:طب و هو فين مامته!؟


صرخ بوجهها بغضب:مالكيش دعوة انتي هتشتغلي و بس و تاخدي الفلوس فاهمة؟


شهقت بخوف ثم قالت بنبرة مرتعبة:ح.حاضر انا..م.موافقة..موافقة


و من داخلها تبتسم بخبث شديد و هي تقول بنفسها:هندمك يا "سيف" علي اليوم اللي وافقت اني اشتغل فيه هنا..و هنتقم منك انت و ابوك اللي كان السبب في موت ابويا..


لا حظ شرودها فقال:تقدرى تبتدى من انهاردة...انهاردة هاخدك معايا علي البيت تشوفي الولد 


ظهر علي وجهها علامات التوتر و الأرتباك فقال هو و هو يعلم بالذى يدور بعقلها:مامته موجودة في البيت متخافيش..


ثم أكمل بصرامة:يلا اطلعي برة ورايا شغل..


قامت و قبل ان تخرج من المكتب قالت بأمتنان:شكرًا


هز رأسه بصمت ثم بدأ في الأطلاع علي الأوراق التي امامه 

____________________________________________

مضي عدة ساعات و أتي وقت انتهاء العمل..


توجهت "قمر" نحو مكتب احد اصدقائها قائلة:بقولك يا "زينب" هاتي موبايلك اكلم مامتي..


-انتي لسة مجبتيش واحد جديد بدل اللي اتكسر!


قالتها "زينب" و هي تمد يدها بالهاتف..


فأخذته "قمر" و هي تقول بسخرية:منين ياختي ما انتي عارفة اللي فيها و الزفت اللي كسره..تتكسر ايده..


كادت "زينب" ان ترد عليها لكن ابتلعت كلماتها بذعر و قالت و هي تبتلع ريقها بصعوبة:متقوليش كدة علي مستر "سيف" دة طيب و بيحب الناس حتي..


ردت "قمر" بتعجب و ذهول:مالك يابت بقيتي محترمة كدة و..


و قبل ان تكمل قالت "زينب" مقاطعة اياها سريعًا:طب بصي وراكي كدة..


نظرت "قمر" خلفها لتتسمر مكانها بذعر فقالت و قد بدأت في الأرتجاف:مستر "سيف"!


كان ينظر لعيناها و هو يستشيط غضبًا فهمس بنبرة شيطانية:انا زفت!!


اشارت رافضة بأصبعها بينما هو اردف بنبرة تصيب البدن بالقشعريرة:انا تتكسر ايدي


هزت رأسها رافضة و قالت و هي تحك رأسها بأبتسامة حاولت رسمها:لا طبعًا مين قال كدة!!


صاح بغضب:انتي..


انتفضت بخوف لما قاله فقالت كاذبة و قد تبين ذلك في نبرتها:احنا مكناش نقصد حضرتك احنا كنا نقصد سيف اللي في المكتب اللي جمبنا 


رد ليغيظها و لكي يكشف كذبها:و هو "سيف" اللي ف المكتب اللي جمبكوا كسر  موبايلك بردو


ردت بحرج و هي تحرك اصابعها بتوتر و ارتباك:انا اسفة مكنتش اقصد..


نظر لها بأحتقار واضح ثم قال بعدم اهتمام:ورايا..


اتبعته ليتجهوا اثنتاهم الي بيته و قد ظلت صامته طوال الطريق ببعض من الذعر من القادم بالأضافة الي انها لم تخبر امها بعد ولا تعلم متي ستعود لبيتها فقالت بعدما وصلوا:هو انا هروح امتي..


رد ليتسفزها اكثر:لما الولد ينام..


ثم تابع و هو يدلف للبيت:يلا ادخلي..


دلفت هي بتوتر شديد لتجد تلك الفتاه تقف و هي تنظر لها بتمعن جعلها في عدم ارتياح لكن هدأت عندما قالت بنفسها:اكيد مراته..


قال "سيف" ليهين "تقي" بقسوة:هو انتي لسة هنا مش ناوية تمشي بقي انتي محدش عايزك هنا..


تجاهلت "تقي" ما يقوله و هتفت بتساؤل:مين دي؟؟


كاد ان يرد لكن التمع بعقله الشيطاني فكرة جيدة فقال بمكر:مراتي 


صُدمت "قمر" بشدة و كادت ان تعارض ما يقول لكنه رمقها بنظرة مخيفة جعلتها تبتلع كلماتها و استمعت لنبرة "تقي" المسكينة الباكية و هي تقول:يعني انت خلاص اتجوزت!


اومأ لها ببردو تام و قال:و دى هتبقي ام ابني و دلوقتي تقدرى تمشي دورك انتهي..


صاحت بصوت عالٍ غاضب:لا انا دلوقتي من حقي اخذ ابني..


امسك بكومة من شعرها و صفعها بقوة شديدة جعلت فمها ينزف مما جعل الذعر يصيب "قمر" و قد رأت ذلك الصغير المكمش علي نفسه بأحدي زوايا المكان فأتجهت نحوه مبتعدة عن "سيف" لتأخذ بيد الصغير الباردة كالثلج متجهه نحو احد الغرف بالأعلي..


جرها "سيف" بعنف ليطردها من البيت بغضب ثم قال:ابقي فكري تاني تيجي هنا..


ثم نظر للأعلي و علم انها اخذت "خالد" و اتجهت لاعلي..اتجه هو ايضًا لأعلي لكن سمع صوت صغيره و هو يبكي بذعر فظن انها السبب في بكائه فاتجه نحو غرفته بغضب ليجد..

.............................................................................

الفصل الخامس من رواية:عشق القمر 

بقلم/رولا هاني


ليجدها تحتضنه و هي تحاول ان تهدأ من ذعره فقال "سيف" بقلق لم يستطع اخفاءه:هو ماله!؟


و كان يقترب من فراش صغيره لكن توقف عندما سمعه يقول من وسط بكائه و شهقاته:انا بكرهه هو..هو بيضربني و بيضرب مامي..


نظرت "قمر" نحو "سيف" بصدمة لتجد وجهه اكتساه تعابير الحزن و الألم الشديد فقال لها بنبرة لا تتحمل النقاش:اطلعي برة دلوقت..


حاولت قول ذلك ببعض من الهدوء حتي لا يصرخ بغضب بوجهها كعادته:استاذ "سيف" الولد خايف جدًا كدة هو ممكن يحصلوا حاجة ارجوك سيبني معاه و انا ههديه و انيمه..


ثم تابعت و هي تنظر له بحدة:و بعدها اجيلك عشان في كلام كتير لازم نقوله..


تنهد بعمق ثم تراجع و هو يخرج من الغرفة ليتجه نحو غرفته ليغوص بسبات عميق..

____________________________________________

تركت "قمر" الصغير "خالد" بعدما كانت محتضنة اياه و هي تحاول ان تطمئنه بكلماتها البسيطة و بالفعل نجحت بالرغم من بساطة كلماتها الا أن "خالد" قد شعر في نبرتها الدفئ و شعر بالأمان لذلك شعر بهدوء و راحة شديدين فنام سريعًا..


اخذت تنادى عليه لكن لم تجد رد لتتقدم بحنق نحو الدرج لكن وجدت احد ابواب الغرف مفتوح لتقترب و هي تتوقع وجوده بتلك الغرفة..


لكن لم تجده فعقدت حاجبيها بتعجب فقد شعرت بوجوده بتلك الغرفة فهزت كتفيها بعدم اكتراث ثم استدارت لتذهب لكن شهقت بفزع عندما رأته يقف بجمود ثم قال بتهكم:اية..خوفتي!؟


بلعت ريقها بصعوبة ثم قالت و هي تحاول ان تتنفس بصورة طبيعية من توترها:لا طبعًا و اخاف لية..هو..هو انت بتخوف!


هز رأسه رافضًا بطريقة غامضة ثم قال بجدية:الولد نام؟


اومأت له بصمت ثم تذكرت ذلك الامر الذى اصابها بالذهول فصاحت بغضب:انت ازاى تقول عليا مراتك!؟


رد عليها و هو يرمقها بنظرات تحذيرية:وطي صوتك..


هتفت و قد استشاطت غضبًا لفعلته الحمقاء:عايزة افهم حالًا..


رد عليها و قد التمعت عينيه بوميض شيطاني اخافها:متخليهاش تكبر في دماغي و اتجوزك فعلًا..


رأي الخوف و هو يكسو وجهها فأبتسم بخبث و تابع بمكر:عادي اكلم ماذون يجي دلوقت و تبقي مراتي الليلة دى اية رأيك..؟


هزت رأسها برفض و للحظة شعرت بأقترابه الشديد منها فدفعته بعنف و هبطت الدرج سريعًا متجهها نحو باب البيت و قالت قبل ان تفتح الباب:واضح ان حضرتك اتجننت..


و لكن بلحظة شعرت بتلك الغصة المريرة التي بحلقها ما ان حاولت فتح الباب و لم يُفتح فقالت بقلق تبين في نبرتها:الباب..الباب مقفول لية!؟


اخذ يقهقه بسخرية ثم اقترب منها و همس بجانب اذنها و همسه يشبه فحيح الأفعي:لية هو انتي فاكرة انك لما تخشي هنا هتخرجي تاني!؟


ابتعدت قليلًا ثم قالت و قد التمعت الدموع بعيناها من الخوف:يعني اية!؟

____________________________________________

-اختك "قمر" اتأخرت اوى يا "نسمة"!


قالتها "عفاف" بخوف و قلق تسلل لقلبها بسبب تأخر ابنتها عن العودة من العمل فردت "نسمة" و هي تبرر سبب تأخر اختها لتطمئن امها بالرغم من قلقها:تلاقي الطريق زحمة يا ماما..


ردت "عفاف" بأستنكار:الطريق زحمة تتأخر تلت ساعات عن لما بتيجي!


-عادي يا ماما 


قالتها "هاله" بأبتسامة خفيفة لتطمئنهم..


-عادي اية دة الساعة داخلة علي ستة اهي!


ازداد شعور القلق لدى "نسمة" فقالت و هي ترتدي حذائها تحت نظراتهم المتعجبة:انا هنزل اروحلها..


جذبتها "هاله" بعنف و هي تقول:تروحي فين انتي مجنونة!؟


عقدت "نسمة" حاجبيها بتعجب ثم قالت بذهول:في اية يا "هاله"!؟...دة بدل ما تقولي اجي معاكي اشوف اختي فين!


زفرت "هاله" بحنق شديد و قالت بضيق:ما تقولي حاجة يا ماما..


-خلاص احنا هنستني ساعة لو مجاتش نروح علي الشركة..

____________________________________________

اخبرتهم "تقي" بوجود تلك الفتاه معه و اخبرتهم بزواجه من اياها كما تظن فذهب كلا من "مراد" و "عصام" لمنزل "سيف" سريعًا

__________________________________________

لم تجد اي رد منه بل وجدته يتوجه نحو تلك الأريكة و اخذ يشاهد التلفاز ببرودٍ شديد..


فعلمت انه لن يرد عليها فأخذت تبحث عن اي نافذة لتخرج منها فصعدت الدرج و دلفت لأحدي الغرف لتجد تلك النافذة العالية فهمست بأمتعاض:عالية عالية بردو هخرج من هنا..


حاوت كثيرًا الوصول لها لكن لم تستطع لقصر قامتها فخرجت من الغرفة بتذمر لتجده يقف و معه ذلك السلم و هو يقول بأبتسامة جانبية خبيثة:خدى دة هيفيدك..


اخذته منه بغباء و قالت بأبتسامة واسعة:شكرًا..


وضعت السلم اسفل النافذة و "سيف" يتابعها بصمت و برود و صعدت السلم حتي وصلت لأخر واحدة لكن ما ان وضعت قدمها ما ان شعرت بعدم التوازن بسبب وجود تلك المياة عليها فصرخت مستنجدة به لكنه وقف يشاهدها بجمود و برود حتي وقعت ارضًا علي ظهرها..


لكن ما جعله يقلق صمتها ما ان وقعت صمتت فتقدم نحوها و اخذ يضرب وجنتها بخفة لكن لم تفق فأخذ كوب من الماء و سكبه علي وجهها ففاقت سريعًا و هي تشهق بقوة حتي تستعيد طبيعة تنفسها مرة اخرى و قالت:اية كل دى ماية ترشها و..


و قبل ان تكمل جملتها صرخت و هي تضع يدها علي ظهرها و قالت:ضهرى انا وقعت علي ضهري 


تلقائيًا وجد نفسه يضع يده علي ظهرها فلم يجد سوى الصراخ بوجه من شدة المها فوضعها مرة اخرى برقة و قال بأهتمام جعلها تُصاب بالدهشة:ضهرك كله بيوجعك!؟


ردت "قمر" و هي تتأوة بسبب محاولاتها العديدة في الوقوف حتي نجحت:هبقي كويسة..هي الساعة كام دلوقت!؟


رد عليها و قد عاد لبروده و هو ينظر لساعته:ستة..


-ستة!!


صرخت بها بخوف ثم قالت برجاء:لوسمحت خليني امشي زمان ماما قلقانة عليا..


-مش قبل ما تعالجي ضهرك..


قالها بجمود و هو يخرج و يغلق باب الغرفة ايضًا..

____________________________________________

كان يتحدث مع الطبيب ليأتي و بالفعل كان سيأتي الطبيب خلال نصف ساعة لكنه وجد طرقات عالية علي الباب فعلم "سيف" سريعًا من يكون و لماذا..

فتح الباب ليجد "مراد" يصيح بوجهه غاضبًا:انت اتجننت يا "سيف" تتجوز!


رد "سيف" بثبات و هو يحاول السيطرة علي غضبه:احترم نفسك يا "مراد"...و بعدين اية اتجوزت دي!!


رد "عصام" بتعجب:نعم انت هتمثل!..."تقي" هي اللي قالتلنا!


زفر "سيف" بحنق و هو يتوعد تقي ثم قال:يعني هتصدقوا مجنونة و تكذبوا صاحبكوا!


تنهد "عصام" بعمق ثم قال بتساؤل:يعني مش معاك حد!؟


-لا


"مراد" بفضول تبين من خلال نبرته:امال فين "خالد"


-نام....و يلا بقي عشان انا كمان هنام..


رد "مراد" بمرح و تعجب:هتنام الساعة ستة!


ضحك "سيف" بخفة و قال:ياعم انت مالك!؟


سمع "سيف" طرقاتها العالية علي الباب فأخذ يقهقه بصوت عالي حتي لا يستمعا فقال و هو يدفعهما بمزاح:يلا برة


-ماشي يا صاحبي سلام..


-سلام..

____________________________________________

ركب "مراد" مع "عصام" بسيارته ثم قال بعبوس واضح:انت مصدق اللي اتقال دة!؟


رد "عصام" و هو يهز رأسه بالرفض:لا طبعًا بس احنا منقدرش نعمل حاجة..


-يعني اية!؟


-يعني لازم اعرف اية الحوار..

____________________________________________

خرج الطبيب من تلك الغرفة التي كانت "قمر" بها و قال:انا كتبتلها علي مرهم تحط منه علي ضهرها مرتين في اليوم و..


اقترب منه الطبيب و همس بعدة كلمات بأذن "سيف" فأبتسم بسخرية فهي طلبت المساعدة من الطبيب كما توقع فقال هو بجمود:امشي انت دلوقت..


غادر الطبيب و عاد هو مرة اخرى للغرفة التي هي بها بعدما اشتري ذلك المرهم..


دلف للغرفة ثم قال ببرود شديد و كأنه يقول شئ بسيط:ارفعي التيشيرت بتاعك احطلك المرهم علي ضهرك عشان تمشي..


نظرت له بعدم استيعاب ثم قالت بتعجب:افندم!؟


رد "سيف" بصرامة:اللي قولتهولك ارفعي التيشيرت عشان احطلك المرهم


ردت "قمر" بنبرة عالية و قد احتقنت الدماء بوجهها:دة انا سمعت صح بقي!؟


-خلاص بما انك مضايقة و مش عايزاني احطلك المرهم مش هتخرجي من هنا لأني قولتلك مش هتخرجي الا لما تعالجي ضهرك..


تنهد بعبوس و قالت و هي تسحب منه المرهم:هاته و انا هحط لنفسي..


اومأ لها بصمت ثم خرج..


فحاولت هي عدة مرات وضعه علي ظهرها لكن لم تستطع فقالت بتذمر:دة لازم حد يحطهولي!


-ما قولتلك من الاول..


قالها "سيف" من الخارج بعدما استمع لما تقوله..


هزت راسها برفض و قالت بخفوت:مستحيل مينفعش مينفعش لا لا..


حاولت مرارًا و تكرارًا حتي وضعته بطريقة عشوائية غير صحيحة و اغلقته و قامت متجهه نحو الباب و فتحته و قالت لتغيظه:حطيت منه يلا خرجني..


مد يده ثم قال بتحدى:اية دة بجد!...طب وريني المرهم كدة..


شعرت بالأرتباك فأخرجته من حقيبتها ليراه هو ثم قال:بقي حطيتي الحتة الصغيرة دى بس!


ردت هي ببراءة:ماهو...ماهو..انا حطيت دول بس..


-هعديها بس بمزاجي يلا انزلي امشي..


و تابع بجمود:و بكرة تيجي عشان الولد و هتلاقي حد يديكي الفلوس..


همست بفرح شديد و سعادة ترقص بأعينها:بجد يعني بجد هتديني الفلوس! 


اومأ لها بصمت ثم قال:يلا روحي قبل ما اغير رأيي


-لا خلاص ماشية اهو..

____________________________________________

كانت "قمر" تمسك بتلك الاوراق و هي تبتسم بخبث و قالت:هوديك فداهية يا "سيف"..


لم تكن خرجت بعد من حديقة المنزل فقد كان يتابعها من النافذة و هي تشاهد الأوراق بسعادة..


فهمس هو بثبات:غبية..

.............................................................................

يتبع

تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close