القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية "أحيا بنبضها". "الفصل الثالث عشر بقلم أميره مدحت". كامله على مدونة النجم المتوهج

 

رواية "أحيا بنبضها".

"الفصل الثالث عشر بقلم أميره مدحت".

كامله على مدونة النجم المتوهج 

دون أختيار يجتاك الحزن على تفاصيل لم تعد توجد إلا في الذاكرة.


أصبحت الساعة الثالثة فجرًا، ومازال "هارون" مستيقظًا يجلس على المقعد يفكر في أحداث اليوم، رفع عينيه نحو "روفان" وهي غافية، تأمل سكون وجهها أثناء النوم، وهبط بعينيه ليشمل تفاصيل وجهها، رفع يده يبعد بأطراف أصابعه خصلات شعرها عن عينيها بهدوءٍ، ففزعت وهي تنتفض من نومتها قبل أن تهمس بخوفٍ:

-إيــه؟!..

أحكم قبضتيه على معصميها وردد:

-ششش، أهدي، ماتخفيش.

تنفست بعمق وهي تُدرك وجوده الآمن لها، فـ تحسست عنقها وهي تقول:

-عايزة أشـرب.

سكب لها كأسًا من المياه، أرتشفت نصفه ثم تركته بتعب، نظر "هارون" لعمق عينيها ونطق:

-بقيتي أحسن؟!..

رفعت رأسها نحوه وهي تنظر له بصمتٍ قاتل، قبل أن تدمع عينيها دون أن تنبس بكلمةٍ واحدة، تنهد الفرعون بقوة ورفع رأسه ليخاطبها بهدوء:

-مش ناوية تقوليلي إزاي هربتي؟!.. وليه؟!..

ردت عليه بهدوءٍ متذبذب:

-شككوني فيك، شككوني في رحمتك ليا، وخوفوني منك، قالولي إنك بتلعب بيا، فـ هربت من غير ما أفكر.

هتف بلهجة محتدة:

-وأنا كنت قايلك أني بضمنلك الأمان، قولتلك ثقي فيا، المكان الوحيد الأمين هو جمبي.

هي لم تدرك هذه الحقيقة، وأن المكان الآمن الوحيد هو كنفه، إلا الآن.. ولكن بعدما فقدت إبنها، وفقدت جزءًا من قلبها، دبت إرتعاشه في جسدها.. وقد ترقرقت الدموع في عينيها، بينما كانت تقول:

-والله ما كنت أقصد، غصب عني صدقت راشد، هو في الأول وفي الآخر واحد من رجالتك، مصلحته إيه أنه يكدب عليا، ويخليني أهرب منك، ليه هيعمل فيا كدا؟!..

لن يكون اللين حلًا جذريًا معها الآن، لذلك أحتفظ بوجه كجدار المحكمة في قسوتــه.. ولم يتردد في تذكيرها:

-ما نائل كدب عليكي وأوهمك أنك لما ترجعي البيت هيكون راجع هو والمأذون، في النهاية حصل إيه؟!..

فغرت شفتيها قليلًا من حدة كلماته، وقد أدارت وجهها مرة أخرى نحو النافذة حتى تخفي الدموع التي ترقرقت في عينيها، فـ تابع "هـارون" بلهجة صارمـة.. عنيفة غير عابئًا تلك المرة بمشاعرها الحزينة:

-لازم تفوقــي، وتفكـري، وتشغلـي عقلك، الناس كلها مش طيبة، لو أستمريتي على هبلك وسذاجتك دي هيكلوكي، الناس يوم ما تحب تستقوى، بيستقوا على الأضعف منهم، عشان كدا إللي زي نائل قدر يدمرك، ويخليكي تعيطي على حبستك ليل ونهار، ودلوقتي بتعيطي على إبنك.

أختنقت دموعها بحلقها وهي تنظر إليه، لتهتف هي بصوت مخنوق:

-أنا آسفة.

تجمدت تعابير وجه "هارون" وهو يرد على كلمتها ساخرًا:

-كلمة آسفة مبتعملش حاجة، لازم تعرفي يا روفان، أن أي حاجة غلط بنعملها لازم ندفع تمنها، حتى لو أتأسفنا.

صمتت ولم تعقب، ومازلت دموعها تنهمر على وجنتيها، وبعد فترةٍ تنحنحت وأخذت تفتح فاها وتغلقه عدة مرات، تصارع لخروج الكلمات من فمها حتى هتفت أخيرًا بصوت مبحوح، مرتبك:

-طب أنا خدت عقاب على هبلي بما فيه الكفاية، هفضل كدا لحد إمتى، أنا حتى لو كنت هبلة وغبية، فـ مستاهلش أنه يجرالي ده كله، وشرفي إللي بقى على لسان كل الناس، كل واحد بيقول إللي على كيفه، والتاني بيسمع ويصدق من غير ما يتأكد.

أخذت نفسًا عميقًا لتقول بقسوة متحسرة:

-أنا محتاجة أعالج نفسي، لأن حتى لو حقي رجع، ده مش هيعالج وجع قلبي إللي حساه.

سألها بخشونة:

-أومال عاوزة براءتك تظهر ليه؟!..

ردت عليه بقوة وعينيها تلتمعان بإصرارٍ غريب:

-عشان أعرف أرفع راسي لفوق، وكل إللي طعن في شرفي أعرف أخد حقي منه تالت ومتلت.

أمتدت غابة السكون بينهما، حتى مزق "هارون" صفحات الصمت السائدة فيما بينهما حينما سألها بجديةٍ:

-يعني بعد كل ده عاوزة تقنعيني، إنك هربتي عشان راشد خوفك مني؟!..

أتاه ردها عائمًا في تلك الجزئية بحدة مختنقة:

-واحد قالي أنه عنده أستعداد يساعدني، وأنك واخدني على أد عقلي، وناوي تخلص على إللي في بطني عن طريق تحط حبوب الإجهاض فـ أي حاجة باكلها أو بشربها، عشان أجهض ومتستناش الشهور دي كلها، وتعرف ترجمني قدام أهل القرية، وتخلص من قضيتي، تفتكر ده ميخوفنيش منك؟!..

إبتسم بتهكم وهو يرد على حديثها ساخرًا:

-مش بقولك هبلة وتستاهلي إللي بيجرالك؟!.. لو أنا بعمل كدا إيه إللي يخليني أقعد أدور على الحقيقة، إيه إللي يخليني قدامك أتصل بالدكتور عشان أسأله إذا كان تقدري تتمشي في الجنينة ولا لأ عشان الحركة خطر عليكي، وبعدين مش أنا يا مــدام إللي أعمل كدا في واحدة ست.

أشاحت وجهها بعيدًا عنه، وقلبها يعتصر ألمًا.. فـ تابع بحدةٍ عنيفة:

-تقومي أنتي لمجرد الخوف مني، تهربي، تفضلي تجري، وأنتي عارفة من الأول أن الحركة خطر على الجنين، ونسيتي كلامي والقوانين وطريقة تفكير أهل بلدك، لو شافوا واحدة زنت، بيعملوا فيها إيه.

صرخت "روفان" بعدما فقدت أعصابها من كلماته القاسية:

-بـس.. بــس كفايــة.

حدجها "هارون" بعينين قاسيتين.. فصرخت "روفان" والدموع تنسال من طرفيها بغزارة:

-عرفت أني حمارة وغبيـة، عرفت أني مبعرفش أفكر صح، بس كفاية حرام عليك، أنا مش حِمل ده كله، أنا تعبانة.

أخذت تبكي بقوة أكبر فلم يتحمل وهو يقبض على ذراعيها، متقبلًا ضرباتها الخرقاء التي تشوح بها لتصيب وجهه، صدره، وذراعيه!.. إلا أنه لم ييأس وقال بلهجة هادئة لكن أمتلأت بنبرة الحزم الذي لا يقبل الجدل: 

-أنا بعمل فيكي كدا لأنك لازم تفوقـي، الحل مش إنك تفضلي تعيطي، الصدمة بتقـوي، أنا عاوزك تبقي قوية، خلي إللي قدامك يعملك ألف حساب يا روفان.. حتى لو أنا.

نظرت له بعينين تبرقان ببريق مذهول على الرغم من الدموع بهما، قست عيناه دون أن تتحرك عضلة في وجهه المتصلب لكنه قال بهدوء:

-إحنا بندفع تمن أخطأنا عشان منغلطش تاني، عشان نقوى، ومن رحمة ربنا بينا كبشر، أنه عارف أن طاقتك تاخد لحد فين بظبط، ومن هنا بيحصل الإبتلاء عشان يعرف إيمانك بيه أد إيه وهتصمدي ولا لأ، يعني أي حاجة بتحصلك أنتي أدها.. لكن أنتي بتفضلي الإستسلام.. وده إللي أنا مش هسمحلك بيه من هنا ورايح.

سكت متعمدًا قبل أن يخبرها بحزم:

-أنا عاوز إللي يفكر يوقعك، أنتي إللي توقعيه، من غير ما يحس إنك كشفاه، خلي دايمًا عنصر المفاجأة موجود!

بدا صوته عميقًا وهو يخبرها بنفس الجدية:

-خليكي قوية، وإياكِ تستسلمي، فكري ألف مرة قبل ما تاخدي أي تصرف، عشان متندميش.

سحبت الهواء سريعًا إلى رئتيها، وطردته وقد انزلقت عبرة من طرف عينيها وهي تسأله بتحسرٍ:

-طيب وحقي من نائل؟!.. وحقي من كل واحد صدق كلامه ومشي وراه، وطعنوا في شرفي؟!..

هُنا.. لاحت إبتسامة واثقة على وجهه وهو يخبرها بصوتٍ عميق مؤكدًا لها:

-إذا كان على موضوع براءتك، فـ أطمني يا روفان، فاضل على حساب نائل الأخير تكة.


*****


في صباح اليوم التالي،

كان "هارون" يُسير بخطى هادئة وخلفه خمسة من رجاله يحملون أكياسًا كبيرة، وهو يقف كل لحظةٍ وأخرى يجلب من تلك الأكياس أفضل الأنواع الشوكلاتة والألعاب، ويقوم بتوزيعها على أطفال قريته، مبتسمًا لهم وهو يرى فرحتهم الطاغية، ويتحرك عند بعض البيوت.. يطرق عليهم الباب، وما أن يفتحوا لها ويظهر صاحب المنزل أو زوجتـه، حتى يعطيهم كيسًا بلاستيكيًا ممتلئ بالكثير من الفواكة، فـ تتحول تعبيرات وجوههم إلى فرحةٍ كبيرة، فـ يتركهم حتى يذهب إلى منزل آخر، وهو يستمع إلى دعواتهم له بأن يحفظه الله، ويظل كبيرهم.

بعد فترةٍ طويلة من السير، كان "هارون" واقفًا في منتصف الطريق يعطي لمجموعة الأطفال الذين ألتفت كل منهم حوله، يوزع عليهم بعض الألعاب.. وأفضل أنواع الشوكلاتة، ليأتي "يونس" وهو يبتسم له متسائلًا:

-وأنا بقول إيه الزحمة دي، أتاري الفرعون بنفسه واقف هنا.

إبتسم الفرعون وهو يعبث بخصلات شعر طفل واقف أمامه قبل أن يقول:

-كنت ناوي من يومين أني أنزل وأفرح الناس هنا، وكمان ليلة إمبارح كانت صعبة، فـ بحاول أهون على إللي حواليا شوية.

سأله "يونس" بإهتمام:

-روحت لمرات راشد؟!..

تحرك "هارون" نحوه وهو يُجيبـه بضيق:

-أيوة، روحتلها النهاردة بدري، لأن إمبارح كان الوقت أتأخر، كلمتها عن إللي حصل قالتي أن راشد مكنش طبيعي الأيام اللي فاتت، وآخر مكالمة حصلت بينهم، كان بيوصيها على أمه وولاده، لأنه إحتمال ميرجعش.

حدق به بذهول وهو يسأله بتوجس:

-معنى كلامك أن في حد فعلًا كان بيهدد راشد، والحد ده عاوز منك أنت حاجة.

علق عليه ساخرًا:

-وعاوز من روفان يا يونس، وإلا مكنش خلى راشد يهربها، ولا إيه؟!..

صمت "يونس" قليلًا.. قبل أن يخبره بقلق:

-يعني أنت وروفان كدا في خطر؟!..

تنهد "هارون" بعمق وهو يقول:

-واضح أننا فعلًا في خطر، والمشكلة الأكبر، أننا منعرفش مين بيعمل كدا وليه؟!..

سأله "يونس" مرة أخرى بجدية:

-طب دلوقتي بيت راشد أتحرق، مرات راشد وعيالها وأمه، هيعيشوا فين؟!..

رد عليه بهدوء:

-ماتقلقش، أنا هحاول أوضبلهم أي سكن، وهو فر لمراته شغل مناسب ليها بأجر كويس، وهتابع معاهم، متشلش هم.

نظر نظرةٍ سريعة على ساعته الفضية، ليهتف بجدية:

-يالا نطلع على المستشفى، زمان روفان، ورزان صحيوا، إحتمال روفان تخرج النهاردة.

رد عليه "يونس" بضجر:

-رزان كانت المفروض تخرج إمبارح، بس الدكتور رجع قال تستنى يوم لما لاحظ حالة جسمها مش طبيعية، وأنها لسة محتاجة تفضل تحت رعايتهم.

صمت للحظاتٍ قبل أن يُضيف:

-ده غير أنها إمبارح طلعت عيني عشان تروح لروفان لما عرفت إللي حصل، فين وفين لما أقتنعت أن ممنوع زيارات، وأنها هتشوفها أول ما الوقت يسمح.

أومئ "هارون" رأسه بالإيجاب، قبل أن يُضيف "يونس" بجدية قاطعة:

-بالمناسبة أنا سمعت حكاية رزان، عاوزين نخلص قضية روفان، ونتنقل على قضية رزان على طول.

إبتسم "هارون" بتهكم وهو يخبره بإزدراء:

-تصدق أنا مش لاقي مسمى لصداقة روفان و رزان غير أتلم المتعوس على خايب الرجا.


*****


جلست "رزان" بجوار "روفان" تحتضنها بدفئ وهي تمسح على خصلات شعرها بحنوٍ مثير، شعرت بدموعها تبلل ملابسها، ولكنها لم تعبئ، بل ظلت تزحف بأصابع كفها لتخترق شعيرات رأسها وتتلاعب فيهن بحنوٍ حتى تبث في نفس رفيقتها الهدوء، حتى هدأت بالفعل بعد فترة.. ترجعت "روفان" للخلف وهي تسألها بلهجة مريرة:

-أنا مش عارفة أواسيكي على إللي جرالك، ولا عارفة أهدي نفسي طول ما أنا بفتكر أني السبب في موت إبني.

أنهمرت دموعها بحرقة، فـ هدأتها "رزان" بلهجة دافئة:

-أهدي يا روفان، يا قلبي ده قضاء وقدر، محدش عارف الخير فين، على الأقل ميكونش في حاجة بتربطك بنائل العمر كله.

هزت "روفان" رأسها بالسلب وهي تهمس:

-مش قادرة أسامح نفسي، مش قـادرة.

رفعت "رزان" يدها تسمح دموعها برفق وهي تقول لها:

-أهدي بس يا روفان، وصلي على النبي، وصدقيني أنتي ملكيش ذنب.

-عليه أفضل الصلاة والسلام.

صمتت قليلًا.. تكفكف دموعها بظهر يدها قبل أن تسألها بإهتمام:

-بس قوليلي، معرفتيش إزاي جلال قدر يوصل لمكانك؟!..

هزت رأسها نفيًا وهي تخبرها بإنفعال:

-أنا هتجنن، نفسي أعرف إزاي عرف، وبعد كل الشهور دي لسة كان بيدور عليا، للدرجة دي مش عاوز يسبني في حالي بعد إللي عمله.

صمتت حينما إستمعت إلى طرقات على باب الغرفة، فـ أذنت بالدخول.. لتجد الفرعون وخلفه "يونس" يدخلان بهدوءٍ جاد، فـ نهضت من مكانها لترى "يونس" يتنفس بإرتياح وهو يقول لها بحدة:

-كنت متأكد إني هلاقيكي هنا، أنا قلقت لما ملاقتكيش في الأوضة.

ردت عليه بإرتباك:

-كنت عاوزة أشوف روفان، ولقيتها صاحية، فدخلت أقعد معاها للغاية ما حد منكم يجي.

دنى منها الفرعون وهو يخبرها ببسمة هادئة:

-حمدلله على سلامتك يا مدام رزان، ماتقلقيش.. لينا أعدة مع بعض قريب، عشان نشوف حل لقضيتك.

ثم وجه أنظاره نحو "روفان" وقال بصوتٍ جاد:

-دلوقتي، ساعدي روفان تغير هدومها، عشان هترجع معايا المعتقل.

-المعتقل!..

رددتها "رزان" بقلق، ليخبرها بهدوء:

-ده إجراء روتيني، أنا عارف أنها بريئة، لكن محدش لسة يعرف، وأنا النهاردة هسمحلك تقعدي معاها اليوم كله.

إبتسمت "روفان" بإرتياح وكذلك عينيها التي نطقت بالكثير، ليبتسم الفرعون بهدوء قبل أن يغادر من الغرفة هو ورفيقـه، تاركين إياهن يستعدن، ويتجهزن للخروج من المشفى.


*****


بعد فترةٍ وجيزة،

كانت  "روفان" تمدد جسدها على الفراش وهي تتأهوه بألم، أدمعت عيناها من فرطِ ألم جسدها، فـ ربتت "رزان" على كتفها وهي مازالت لا تصدق كم الكدمات والجروح الموجودة بـ وجهها، وذراعيها وجسدها، وضع "هارون" كيسًا بلاستيكيًا به بعض الأدوية وهو يقول:

-أنا جبت كل الأدوية إللي الدكتور كتبهالها، لازم تمشي عليها الفترة دي.

دنى منه "يونس" وهو يسأله بهمسٍ خافت قوي:

-عاوز أعرف نمره أوضة الزفت إللي إسمه جلال.

كان يعلم الفرعون في قراره نفسه، لمَ يتسائل رفيقه عن رقم غرفة ذلك اللعين، ورغم ذلك أجابه بهدوء شديد:

-196.

حرك رأسه بالإيجاب، قبل أن يتحرك نحو "رزان" ويهمس في أذنها:

-ماتخفيش، حقك أنا المسئول أني أجيبهولك لغاية عندك.

تصنمت "رزان" في مكانها، وألتفتت برأسها تحدجه بعينين مرتبكتين، في حين طمأنها هو بإبتسامة جميلة، ثم إبتعد عنها مغادرًا الغرفة.

في حين أتى رجل من رجال الفرعون وهمس في أذن سيده ببعض الكلمات، كلمات جعلت تعبيرات وجهه تتحول إلى وجوم وهو يخبرهم بحدة مفاجئة:

-عن إذنكم.

وغادر هو الآخر من الغرفة بخطى سريعة، لتتسائل "روفان" بقلق ينهش في قلبها:

-هو في إيه؟!.. أنا مش مطمنة!.


*****


كان يُسير بخطى هادئة.. ثابتة، وهو يلقي بعض النظرات من حوله بهدوء تارة.. وبضيق تارة أخرى، سحب نفسًا عميقًا.. وحبسه في صدره لعدة لحظات قبل أن يزفره على مَهل، حتى وصل إلى غرفة ذلك اللعين الأول، فتح حارس الغرفة الباب قبل أن يرحب بسيده بإحترام، دخل الغرفة ليجد "نائل" واقفًا في إنتظاره.. فـ سأله "هارون" بإبتسامة تحمل اللؤم والإنتصار:

-بلغوني إنك ناوي تعترف؟!..


*****


#أحيا_بنبضها.

#أميرة_مدحت.


1-ياترى الفرعون هيعمل إيه لما يسمع نائل؟

2-يونس هتكون مواجهته إزاي مع جلال؟

3-التصرف إللي عمله الفرعون مع روفان كان صح ولا لأ؟

4-ياترى عدم ظهور الراجل المجهول ده معناه إيه؟!.. خوف ولا بيدبر حاجة؟

******


تكملة الرواية من هنا

تعليقات

التنقل السريع
    close