القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية هي بيننا الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم ديانا ماريا كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 

رواية هي بيننا الفصل الاول والتاني والتالت والرابع  والخامس بقلم ديانا ماريا 


رواية هي بيننا البارت الاول والتاني والتالت والرابع 

الخامس 


رواية هي بيننا الجزء الاول والتاني والتالت والرابع والخامس 

رواية هي بيننا الحلقه الاولي والتانيه والتالته والرابعه والخامسه


 رواية هي بيننا الفصل الاول 

أنتِ مش موافقة عليه ليه بس؟ ده شاب ألف واحدة تتمناه أخلاق وأدب وكل حاجة.

ياماما أنتِ مش فاهمة هو كويس أوى اه لكن....

والدتها بإستغراب:لكن إيه ؟

زفرت بحنق: أخته دى.

عقدت والدتها حاجبيها: مالها يا بنتي؟

نظرت لها منار بإستنكار: يعنى مش عارفة مالها؟ دى يا ماما واحدة مُعاقة وقاعدة على كرسي ومش بتفهم أي حاجة أنا اتكسف اتخطب له والناس تعرف أنه دى أخت خطيبي ويعاير'وني بيها.

نظرت لها والدتها بصدمة و قالت بنبرة غضب شديدة: معاقة! أنتِ إزاي جاتلك الجرأة تقولي حاجة زي دي يا منار! أولا إسمها من ذوي الاحتياجات الخاصة يا هانم ثانيا دى حاجة بتاعت ربنا هو خالقها بالشكل ده والبنت مفيهاش حاجة علشان تفكيرك ده! أنا مش مصدقة أنك بنتى اللي ربيتها على المبادئ والأخلاق تتكلم كدة!

نظرت منار لوالدتها بندم: يا ماما أنا مش قصدي أنا بس حاسة بحاجة غريبة ناحيتها كل أما أشوفها لعدم راحة بيسيطر عليا لما تكون موجودة ومش عارفة السبب.

تنهدت والدتها: يا بنتى اللي بتعمليه ده إسمه ظلم وحرام عليكِ، البنت مفيهاش عيب واحد مؤدبة وفى حالها والشاب ميتعوضش تفتكري لما ترفضيه ممكن تلاقي زيه؟

فكرت قليلا ثم نظرت لوالدتها: معاكِ حق يا ماما تقدري تقولي لبابا يتصل بإياد تقوليله أنه أنا موافقة.

ظهر الفرح الشديد على وجه الأم ثم قبلت ابنتها على وجهها: عين العقل يا حبيبتى أنا هقوم اكلمهم علشان نحدد ميعاد الخطوبة ده أبوكِ هيفرح أوى لأنه بيحب إياد جدا من ساعة ما شافه أما أطلع أقوله.

ثم خرجت وتركتها لتتصل هى بصديقتها حتى تحكى لها.

عند إياد كان عائد من العمل حين استقبلته والدته وأخبرته أن والدة منار أتصلت بها لتقول بأن منار قد وافقت عليه فابتسم وهو يشعر بالسعادة تتسلل إليه، لقد أحبها منذ أن رآها أول مرة وتمني أن توافقه عليه بشدة.

ذهب عند شقيقته الكبرى التى كانت تجلس على كرسيها فى الصالة شاردة.

ركع أمامها وقالت بإبتسامة سعيدة: دعاء أنا بقيت عريس خلاص منار وافقت عليا.

أبتسمت له شقيقته على ابتسامته وهى شبه واعية وتفهم ما يقوله فقبلها من جبينها: خلاص بقيتِ أخت العريس جهزي نفسك بقا.

نهض حين أقتربت منه والدته تقول بقلق: أبوك قالي أنه هتروحوا النهاردة تتفقوا على كل حاجة هنيجي معاكم؟


قال بتعجب: اه طبعا يا ماما ايه الكلام ده؟

نظرت لشقيقته ثم له: قصدي يعني ايه رأيك أقعد أنا بدعاء وأنتوا اللى تروحوا بس أنت وأبوك.

نظر لها بذهول ثم بغضب: معقول اللي أنتِ بتقوليه ده يا أمي!

هزت والدته رأسها بقلة حيلة: يا بنى أنا بقول كدة علشانك وعلشان تتبسطوا كلكم وميبقاش فيه أي إحراج ولا حد يضايقك من أختك.

قال إياد بحزم: لو أي هناك يضايق من أختي فأنا ساعتها ميلزمنيش الموضوع كله ومستعد ألغيه، أنا بحب أختي وافتخر بيها فى أي حتة وهى قبلي كمان تمام يا ماما؟

أبتسمت والدته بحب: اه يا حبيبى ربنا يخليكم لبعض.

فى المساء ذهب إياد مع عائلته لبيت منار حتى يتفقون على كل شئ رسميا حين رأت منار أخته شعرت بقليل من الضيق ولكنها تجاهلته وقالت فى نفسها أنها لا يوجد لها ذنب أنها ولدت هكذا.


بعد الإتفاق شرعت النساء تطلق الزغاريد تعبيرا عن الفرحة حين نظرت دعاء إليهم بفرح، سلمت والدة إياد على منار فقامت سلمى بتوجيه كرسيها نحوها بسرعة غير مقصودة حتى تفعل مثل والدتها فاصطدمت بها وكان بيدها كوب عصير انسكب على فستان منار الجديد.

نظرت منار بثوبها بغضب ثم إلى دعاء التى نظرت لها بخوف ورهبة وصرخت بها: أنتِ مت'خلفة مش بتفهمي ولا بتشوفي قدامك! ايه اللى أنتِ عملتيه ده! 

      



 رواية هي بيننا الفصل الثاني 


ارتعشت دعاء وانكمشت على نفسها بخوف وبدأت تبكى أما منار استوعبت ما فعلته ونظرت حولها بإرتباك، أقترب إياد بسرعة من شقيقته ولف ذراعه حو كتفها وهو يحدق إلى منار بغضب وإستياء.

قال إياد بصوت حنون: أهدى يا حبيبتى محصلش حاجة.

لم تستجب دعاء له بل شرع صوتها يعلو أكثر وأكثر بالبكاء والصراخ، حاولت الأم تهدئتها دون فائدة فنظرت حولها بتوتر وإحراج.

أعلن الأب بصوت حازم لعائلة العروس:نستأذن إحنا دلوقتى وعذرا على أي إزعاج حصل.

التفت لوالد منار: هتصل بيك بعدين يا أستاذ حاتم.

أومأ والد منار له باحترام قبل أن ينسحب مع إياد الذى يحاول تهدئة أخته دون فائدة.






حين غادروا أقتربت والدة منار منها وشدت ذراعها بقوة تقول بحنق: إيه اللي أنتِ عملتيه ده ! عجبك كدة شكلنا وموقفنا قدام الناس!

تأففت منار بضيق: ماما أنا مكنش قصدي لكن أنتِ شوفتِ هى إزاي وقعت عليا العصير والفستان كان جديد وأنا زعلت واتعصبت واتكلمت من غير ما أحس.

قال والدها بنبرة عتاب: وده يبرر كلامك يا منار؟ أنتِ مشوفتيش هى كانت خايفة إزاي منك؟ ولا حتى موقف خطيبك وعائلته؟

نظرت إلى الأرض بصمت فقال والدها بتفكير: من بكرة  تعتذري لدعاء وعائلة إياد ضروري وادعي أنه المشكلة تعدي على خير وده ميكونش سبب لفشكلة الخطوبة.

نظرت له بذعر من حديثه وقد قررت أن تفعل ما قاله لها سريعا.

عند عودة عائلة إياد للمنزل كانت دعاء فى حالة هستيريا ولا تتوقف عن البكاء وتحريك رأسها فى جميع الإتجاهات.

نظر لها والداها بحزن ولبعضهما بقلة حيلة قبل أن يتقدم منها إياد ويعانقها بقوة، كانت ماتزال تتحرك بعصبية، نظر حوله بحيرة ثم التقط عروسة من القطن تحبها دعاء للغاية.

أعطاها لها وهو يقول بحنان: شوفي جميلة زعلانة إزاي لأنك زعلانة؟

هدأت حركتها وهى تنظر إلى اللعبة، أبتسم إياد وتابع: هى هتفرح لما أنتِ كمان تفرحي وتبطلي تبكى.

مدت دعاء يد مرتعشة إلى العروسة قبل أن تلتقطها وتحضنها بقوة، نظرت إلى إياد بعيون دامعة وهى تضم شفتيها كالاطفال بحزن.

وضع إياد يده على خدها بحنان: علشان دعاء بطلت عياط أنا هجيب لها شيكولاتة كتير من اللي هى بتحبها ومصاصة كمان.

نظرت له بفرح وهى تمد يدها حتى تعانقه دون أن تقدر بسبب اعوجاج يدها فعانقها هو بحب كبير: أنا هنا علشان دعاء محدش يقدر يزعل دعاء أبدا.

أصدرت دعاء صوتا يعبر عن فرحتها ربما لا تستطيع الكلام ولكن بالتأكيد كان واضحا مدى حبها هى أيضا لشقيقها الصغير.

مسحت والدتهم دموعها من التأثر بينما تقدم والده وربت على كتفه وهو يقول بفخر: ربنا يخليكم لبعض أنا فخور بيك وبأنك سند لأختك بعد ربنا يابنى.

أبتسم وهو مايزال يعانق شقيقته بينما كان يفكر بما حدث فى منزل منار جديا.

فى مساء اليوم التالى حضرت منار محرجة إلى بيت إياد مع والدتها.

استقبلتهم والدة إياد بود، جلسوا جميعا فقالت منار بحرج:

أنا كنت جاية أعتذر يا طنط على اللي حصل أمبارح أنا بجد مكنش قصدي حاجة والله.

أبتسمت والدة إياد: حصل خير يا بنتى دي مواقف بتحصل أنا عارفة أنك مش قصدك.

اندفعت والدة منار تقول: والله يا حاجة لو قولتلك منار أد ايه كانت زعلانة على اللي حصل أمبارح مش هتصدقي دي حتى يا حبيبتى منامتش طول الليل وقالت لازم بكرة أروح لدعاء علشان أعتذر لها عن اللي حصل.

نظرت لهم والدة إياد بحسن نية: أصيلة يا منار يا بنتى، أنا هدخل أشوف دعاء صاحية ولا لا.

نهضت فقالت منار لوالدتها بنفاذ صبر: أمال فين إياد؟ ليه مطلعش يشوفنا؟










نظرت لها والدتها بإستنكار: وهيطلع يشوفك ليه؟ لسة مبقاش فيه حاجة رسمي بينكم ولا أنتِ ناسية؟

عقدت حاجبيها بضيق ولم ترد.

دلفت والدة إياد إلى غرفة دعاء لتجد إياد هناك يطعم دعاء عشاءها.

أقتربت منهم: إياد منار ووالدتها برة ومنار عايزة تشوف دعاء.

أنهي إياد إطعام دعاء ثم نظر لوالدته بصرامة: جايين ليه؟ إحنا خلاص مبقاش فينا حاجة بيننا.

شهقت والدته بذهول: أنت بتقول ايه؟

إياد بنبرة باردة: اللي حضرتك سمعتيه يا ماما بعد اللي حصل امبارح إزاي أقدر ارتبط بمنار؟

وضعت والدته يدها على كتفه: يا حبيبى الأمور مش بتتاخد كدة أهدى وفكر وأسمعها وشوفها وهى بتتعامل مع أختك يمكن ليها عذرها وهى كمان جاية تعتذر يعني هى عارفة أنها غلطانة.

نفخ بضيق شديد وهو ينظر أمامه ثم هى ذهبت لتحضر منار.

فى مكان آخر كانت تنهي عملها وهى تشعر بالإرهاق الشديد، قالت لها زميلتها التى بجانبها: خلاص كفاية عليكِ كدة تقدري تروحي أنتِ بتشتغلي من الصبح من غير راحة غير تعبك مع الدكاترة والمرضى.



نظرت لها بعيون حمراء من شدة الإرهاق ورغم كل ما تشعر به لم تكن ترغب بالمغادرة، على مضض تنهدت ثم أغلقت الملف التى كانت تنهي العمل به وسلمته لزميلتها الأعلى منها.

نهضت ثم ذهبت لغرفة تغيير الملابس وخلعت ثياب الممرضة ثم ارتدت ملابسها العادية.

استقلت ميكروباص وجلست على مقعد بجانب الشباك وسندت رأسها عليه بتعب وأغمضت عينيها، حين وصلت إلى مكان سكنها، ترجلت وذهبت إلى بيتها.

فتحت الباب وما كادت تدلف منه حتى باغتتها صف'عة قوية هبطت على خدها أوقعتها على الأرض!

 رواية هي بيننا الفصل الثالث 


وضعت يدها على خدها ونظرت له ببرود ثم نهضت وهى تغلق الباب ورائها.

أمسكها من ذراعها بقوة:أنتِ داخلة كدة رايحة فين؟ هى وكالة من غير بواب ولا إيه! اتأخرتِ كدة ليه؟

أفلتت ذراعها وقالت بهدوء: أنت عارف كويس أني كنت فى الشغل وأول ما بخلص باجي على طول.

تأفف بضيق وهو يجلس على الأريكة وقال بتذمر: شغل... شغل! لو مكنش الشغل ده بس بيجيب فلوس كنت قعدتك منه وارتحنا.

أبتسمت بسخرية قبل أن تسير من أمامه، ناداها بصوت عالى يقول: ادخلي حضري العشاء علشان أنا جعان أوى.

بدلت ثيابها ثم نظرت للمرأة وهى تري أثار الإرهاق على وجهها كما هناك آثار الصف'عة ظهرت المرارة فى عيونها وعلى إبتسامة وجهها قبل أن تخرج لتحضر العشاء.

عند إياد كان يقف ويضع يده فى جيوبه ينظر من شباك غرفة دعاء حين دلفت منار ورائها والدتها ووالدة إياد.

حين رأتها دعاء ظهر الذعر على وجهها وتسارع تنفسها أصدرت صوتا يدل على البكاء فأسرع إياد إليها يضمها لتهدئ.

نظرت لها منار بضيق ولكنها تمالكت نفسها ورسمت إبتسامة على وجهها.

تقدمت تقول بصوت لطيف قدر الإمكان: ازيك يا دعاء عاملة إيه؟


لم تجيبها دعاء وهى مازالت فى أحضان إياد تبكى فتابعت منار: أنا جاية أقولك أنه أنا آسفة على اللي حصل أمبارح أنا مكنش قصدي ازعلك حتى شوفى جيبت لك ايه.

أخرجت شيكولاتة كبيرة من حقيبتها فتوقفت دعاء عن البكاء ونظرت إليها باهتمام.

أقتربت منار منها بالشيكولاتة التى فى يدها فنظرت دعاء بتردد إلى أخيها إياد، أبتسم لها إياد ثم أخذ الشيكولاتة ليعطيها لها.

فرحت دعاء بشدة بالشيكولاتة وأخذتها وهى تهزها فى يدها بفرح كالاطفال.

قالت منار: دلوقتى مش زعلانة مني صح.

نظرت لها دعاء بشبه فهم وهى تبتسم فنظرت منار لإياد الذى أدار رأسه بعيدا، عبست منار من ردة فعله وتجاهله لها.

تقدمت والدة إياد لأنها لاحظت التوتر الذى يسود الموقف: تعالى يا حبيبتى برة نشرب الشاي لحد ما إياد يجي هى دعاء بتنام دلوقتى هتنام وهو هيطلع.

خرجت معها وهى مازالت تنظر لإياد الذى لا ينظر لها إطلاقا.

فى مكان آخر كانوا يتناولون العشاء بهدوء حين قال لها: هتقبضي فلوسك أمتي؟

أجابت ببرود: إحتمال لسة أسبوع.

ضرب بقبضته على الطاولة بغضب: أسبوع ايه ده! أنا عايز الفلوس فى أسرع وقت محتاجهم علشان الناس اللي عليا ليهم ديون.

نظرت له بسخرية: عليك ديون ولا عايزهم علشان تشرب القر'ف اللي أنت بتشربه ده.

حدث لها بغيظ ثم أمسك بطبق طعام ورماه عليها، رفعت يديها لتحمي وجهها فأصطدم الطبق فى يدها لينكسر ويجرحها.

نهض وهو ينظر لها بحدة: أنتِ ملكيش دعوة أنا بصرف الفلوس فى ايه المهم تجيبيها وإلا أنتِ عارفة اللي هيحصلك كويس وبعد كدة تردي بأدب عليا.



غادر بينما هى أبعدت يديها عن وجهها ونظرت لمعصمها الذى ينز'ف والدموع متجمعة فى عيونها، ارتعشت وبكت وهى تنهض وتطهر الجر'ح الذى بيدها ثم تضمده كانت تمسك بيدها وهى تبكى رفعت عيونها للسماء ثم أغمضتها وهى تعرف أنه ليس هناك من شئ لتفعله لتخرج من هذا الوضع فهذا قدرها.

خرج إياد ليري منار ووالدتها تجلس مع والدته فى الصالة فرحب بوالدة منار بصوت هادئ.

قالت منار باستياء:واضح يا طنط أنه إياد مش مرحب بوجودي هنا ولا شايفني أصلا.

حدق إليها إياد بحدة ولكزتها والدتها فى كتفها على ما تقوله ولكنها لم تتراجع وهى تنظر له.

قال لها بصوت صارم: أولا إحنا مفيش بيننا أي شئ رسمي علشان أسلم عليكِ، ثانيا هو أنتِ شايفة اللي أنتِ عملتيه ده يعدي بسهولة كدة؟

نظرت لاسفل بحرج وقالت بنبرة منخفضة: أنا آسفة يا إياد أنا فعلا مكنش قصدي اللي حصل كنت متوترة وللاسف توتري ده طلع فى أختك.

قال بعدم تصديق: حتى لو متوترة أنتِ مش عارفة أنه دعاء تختلف عن أي حد ولا إيه! ده مش مبرر.

تحدثت بصوت متهدج: أنا عارفة أنه ده مش عذر لكن أنا بقولك على الحقيقة واعتذرت لمامتك واختك وليك أعمل ايه تاني ؟

نظرت له والدته بتأنيب: خلاص يا إياد منار غلطت واعتذرت والموقف عدي حتى دعاء مبقتش زعلانة خلاص الموضوع خلص على خير يا بنى.



تنهد ثم قال بهدوء: ماشي.

رفعت بصرها له وقالت بلهفة عندما شاهدته على وشك الذهاب: على فكرة بابا أتصل على باباك وعزمكم بكرة على الغداء أن شاء الله.

نظر لها ثم أومأ برأسه دون أن يرد وذهب، نظرت لطيفه المغادر بضيق.

قالت والدته بلطف: معلش يا حبيبتى إياد بس علشان بيحب أخته دعاء أوى بيزعل عليها إنما هو قلبه طيب أوى وحنين جدا والله.

قالت والدة منار بإبتسامة: طبعا ده باين يا أم دعاء وأكيد منار بنتي هتكون محظوظة بواحد زي إياد ربنا يتمم لهم على خير.

أكدت والدة إياد على دعوتها بينما فكرت منار وهى تنظر لباب غرفة إياد بماذا يمكن أن تفعله حتى تصلح كل شئ بينهما.

فى اليوم التالى ذهبت عائلة إياد إلى الغداء وكان اللقاء لطيفا وكانت منار تنتظر الفرصة حتى تتحدث مع إياد ولكن بعد إنتهاء الغداء اتي له إتصال يخبره بضرورة حضوره للعمل حالا فأستاذن منهم وغادر.

أسرعت وراءه منار بعد أن أخبرت والده ولحقته بعد أن هبط السلم لباب المنزل الرئيسي.

التفت لها بتساؤل فاقتربت منه بخجل: أنت لسة زعلان مني؟

انقلبت ملامح وجهه: ليه بتسألي السؤال ده ؟

قالت بحزن: من أمبارح وأنت بتتجاهلني ومكشر فى وشي.

تنهد ثم قال لها بجدية: بصي يا منار علشان نكون واضحين من الأول أنا أختي دعاء دى أهم حاجة عندي فى الدنيا زي بابا وماما بالضبط وعمري ما اسمح لأي حد يهينها ولا يزعلها وخصوصا بالطريقة اللي أنتِ عملتيها دي.

قالت منار باندفاع: صدقني والله مكنش قصدي أنا كنت بس مضايقة واندفعت وأن شاء الله عمري ما هعمل كدة تاني.

هز رأسه وهو ينظر لها: أتمني لأنه أنا مش هسمح أصلا أنه ده يحصل تانى.

نظرت له بحيرة وارتياب: يعني إيه ؟

قال بحزم: يعنى لو فكرتِ تضايقي أختي أو حتى تبصي لها مجرد بصة تضايقها ولا تضايقني اعتبري كل شئ بيننا منتهي.




اتسعت عيونها وهى تنظر إليه وتلمس مدى جدية كلامه، لم ينتبه كلاهما لدعاء التى ذهبت وراء منار بكرسيها المتحرك، كانت تحركت من أمام والديها الذى انشغلوا بالحديث مع والدي منار ولم ينتبهوا لها، أرادت الذهاب ورءا إياد ومنار فضغطت على الزر الذى بكرسيها ويحركها آليا.

وجدت إياد ومنار عند نهاية السلم فضغطت بسرعة على الزر بفرح حتى تذهب إليهم، كانت الكارثة عندما سمع إياد صوت صراخ فنظر ليجد دعاء تقع على السلم بقوة حتى تكومت على مسافة قريبة عند قدميه ووقع عليها كرسيها.

وضعت منار يدها على فمها بذهول بينما صرخ إياد وهو ينظر لشقيقته التى تنز'ف بصدمة: دعاء!


 رواية هي بيننا الفصل الرابع 


كان إياد يمسك بيد شقيقته فى سيارة الإسعاف بعد أن أصر على الذهاب معها ولم يرضخ لأي حد حاول منعه.

أما والديه ووالدي منار ومنار أتوا فى سيارة خلفه، كانت والدة دعاء تبكى بشدة وهى تؤنب نفسها كيف لم تنتبه لابنتها أما منار كانت تفكر كيف أن دعاء قد أفسدت للمرة الثانية يوم مهم لها مع إياد ثم تنهدت بضيق.



كانت تشرف على مريض حين تم استدعاؤها إلى الطوارئ بسبب حالة طارئة وصلت إلى المستشفى، ركضت بسرعة حتى وصلت ووجدت فتاة تنز'ف دما غزيرا من جبهتها يمسك بيدها شاب طويل وهو قلق للغاية.




بدأت فى العمل على الفور وهى تحاول إيقاف الدما'ء ولكن تعطل عملها بسبب الشاب الذى يرفض المغادرة.

رفعت بصرها له وبهدوء مهني: لو سمحت ممكن تطلع برة وتخلينا نشوف شغلنا.

نظر لها بحدة وتردد قبل أن تتابع: لو عايزنا ننقذ حياتها لازم تسيبنا نشوف شغلنا كويس لأنك كدة معطلنا وده خطر على حياتها.

ترك يدها وهو ينظر لها بحزن ثم غادر مع الممرض الذى رافقه حتى باب الخروج.

كانت العائلتين تنتظره بالخارج، أسرعت له والدته بلهفة: دعاء أخبارها إيه يا إياد ؟

نظر لها بحزن: خرجوني برة علشان يعرفوا يعالجوها.

بعد معاينة دعاء سريعا اتضح أن حالتها ليست بالخطيرة ولكنها تحتاج لرعاية مكثفة وأيضا سوف تبقى فى المستشفى لبضعة أيام، حين علم إياد ذلك أرتاح بشدة.

حين أتي المساء استأذن والد منار بالمغادرة فشكره والد إياد على مساندته.

أقتربت منار من إياد: هو أنت مش هتروح يا إياد ؟

نظر لها إياد بحدة: هروح واسيب أختي تعبانة فى المستشفى؟ ايه اللي بتقوليه ده!

قالت منار بتوتر: قصدي ترتاح شوية لأنه أنت كدة هتتعب علي الفاضي ومحدش هيخليك تشوفها قبل الصبح.

تنهد إياد ثم أسند رأسه على الحائط: تعب أختي هو راحتي، روحي أنتِ ومتقلقيش عليا.

طلب إياد من والديه أن يغادرا مع عائلة منار فى البداية اعترضوا ولكنهم رضخوا فى النهاية لأن إياد أصر أن يرتاحوا وهو سيبقي.

بينما كان يغادر الجميع كانت منار تختلس له النظرات وهو يجلس ويضع وجهه بين يديه مهموما.

أتت هى وكانت على وشك الدخول حين وقف إياد وقال لها: لو سمحتِ ممكن تمطنيني على اختي ؟

نظرت له نظرات هادئة وهى تلاحظ أنه شاب وسيم ذو شعر أسود وعيون بنية فاتحة وطويل القامة يسيطر القلق على ملامحه.

قالت بهدوء: أختك الحمدلله بخير إحنا بس مستنين أنه وضعها يستقر علشان الدكتور يسمح لها بالخروج وخصوصا أنه حالتها محتاجة إهتمام غير عادي.




تنهد إياد ثم أبتسم لها بإمتنان: شكرا لحضرتك يا....

وترك بقية جملته معلقة فابتسمت إبتسامة باهتة صغيرة : سلام أنا الممرضة سلام.

إياد بإبتسامة: شكرا يا آنسة سلام.

نظرت له لثواني قبل أن تزدرد ريقها وتقول بتوتر: أنا لازم أدخل أشوف أختك دلوقتى.

كانت منار عائدة بعد أن قالت لوالدها أن هناك شيئا ضرورياً لتعطيه لإياد حين وجدته يقف مع ممرضة لم تري ملامح وجهها ولكن حين أبتسم إياد لها، دبت الغيرة فى قلبها ونظرت لهم بغضب كبير وكانت على وشك التقدم حين فجأة كانت على وشك الوقوع وفى لحظة أمسكت بها ذراعي إياد ووقعت فى أحضانه!



 رواية هي بيننا الفصل الخامس 


وقفت منار تحدق بصدمة فى المشهد الماثل أمامها، كانت الممرضة واقعة بين يدي إياد الذى يمسك بها بقوة.

حاولت الممرضة النهوض وساندها إياد حتى أبتعدت عنه بإرتباك ووقفت أمامه تقول بخجل: أنا آسفة جدا أنا والله مكنش قصدي دوخت شوية و...

قاطعها إياد بتفهم: طبعا طبعا أنا فاهم حضرتك ومعذرة أني اضطريت أمسكك بس أنتِ كنتِ هتقعي و...

قاطعه هذه المرة صوت منار الغاضب: ممكن أفهم ايه اللي بيحصل هنا؟

نظرت إياد لها بدهشة: منار! أنتِ رجعتِ ليه مش كنتِ خلاص مشيتِ؟



لم ترد منار وهى تتقدم وتقف أمام سلام تقول بشراسة: أنتِ مش بتتكسفي علي دمك أبدا؟ ولا معندكيش أخلاق؟

صاح إياد بإستنكار: منار! أنتِ بتقولي إيه!

نظرت له منار بخنق: ماله اللي أنا بقوله؟ بقول الحقيقة للهانم اللي ما صدقت أنا أمشي علشان ترمي نفسها على خطيبي!

بهت وجه سلام بقوة وهى تنظر لها ولكن لم ترد عليها .

التفتت منار حولها بثورة: أمال فين مدير المستشفى أو مسئول هنا  يجي يشوف الممرضات المحترمات بيعملوا إيه بدل ما يشوفوا شغلهم!

صرخ بها إياد: منار كلمة كمان وهيكون ليا رد فعل تاني!

صمتت فجأة وتراجعت وهى تراه غاضب بشدة.

قال وهو يشدد على أسنانه: أنتِ جاية تعملي مشاكل من ولا حاجة ومش راضية حتى تسمعيني.

حاولت الإعتراض على كلامه ولكن رفع يده في وجهها يسكتها.

تابع بصوت بارد أرتجف له قلب منار: هتعتذري حالا من الممرضة لأنها معملتش أي حاجة غلط لو أنتِ راجعة ونيتك خير مكنتش وصلت بيكِ الدرجة أنت تشوفي المنظر وتيجي تصرخي في وشها بدون حتى ما تفهمني مني أنا خطيبك، هى دي الثقة اللي بيننا؟

تورد وجهها ونظرت إلى الأرض.

قال إياد بصوت صارم: تعتذري من الممرضة بشكل لائق على اللي أنتِ عملتيه.



قالت منار بتذمر: بس أنا مش لازم أعتذر منها.

حدق بها بدهشة بينما تابعت: أي واحدة مكاني وشافت المنظر ده كانت هتتصرف بنفس الطريقة بالضبط لو كنت مكاني كان هيبقي إحساسك عامل إزاي؟

كان على وشك أن يجيبها حين أتي والد منار يناديها ثم ودع إياد وغادر مع أبنته.

تنهد إياد بقوة فهو لا ينقصه إلا هذا المشهد الذي أحدثته منار بجانب قلقه على شقيقته!

نظر ورائه ولم يجد سلام فأستنتج أنها انزعجت وغادرت وما كاد يجلس حتى تفاجأ بخروجها من غرفة دعاء.

نهض على الفور وقال بصوت محرج: أنا حابب أعتذر من حضرتك يا أستاذة سلام على اللى منار عملته هى مكنتش تقصد بجد.

أومأت سلام برأسها بهدوء: مفهوم حضرتك وعادي أنا نسيت أصلا.

أبتسم إياد لها، رن هاتفها فى تلك اللحظة فابتعدت قليلا لتجيب.

ردت ببرود: نعم ؟

أتاها صوت حاد: هتخلصي شغل أمتي؟

سلام بلامبالاة: مش عارفة بس لسة قدامي شوية.

قال لها بصوت خشن: خلصي بسرعة وتعالي علشان فيه حاجة هنا ضرورية.

سلام بتساؤل: هى إيه ؟

ضحك بصوت غليظ: بلاش أسئلة كتير وتعالي على طول.

أغلق الهاتف فى وجهها فوضعته فى جيبها والتفتت لتجد إياد ينظر لها بفضول.



سرعان ما أبتعدت عنه وسارت تلاحقها نظراته حتى جلس مكانها وعاد تفكيره إلى شقيقته.

بعد أن أنتهي عملها خرجت سلام من المستشفى بسرعة تقاوم رغبتها فى أم تتأخر عمدا لأنها لا تريد العودة ولكنها أخبرت نفسها أنها لا تريد إغضابه فهى لا تسعى لليلة أخرى مليئة بالحزن أو أن تمضيها تضمد جرح آخر.

وصلت بسرعة ثم فتحت الباب وهى تنظر حولها بتفحص.

حينها ظهر شخص جعلها تفتح عيونها من الصدمة وتهتف دهشة!

يتبع                 


           


            


         



تعليقات

التنقل السريع
    close