رواية أحببتها فتبت على يدها البارت الرابع والخامس
رواية أحببتها فتبت على يدها الفصل الرابع والخامس
رواية أحببتها فتبت على يدها البارت الرابع والخامس
البارت الرابع
دق هاتف سعاد وعندما اجابت وجدت صوت رجل غريب.
سعاد: مين معايا؟
الرجل: حضرتك احنا من مستشفى (.....) و بنتصل عشان الأستاذ عبد العال حصلتله حادثة و حضرتك آخر رقم هو كلمه
شهقت سعاد ثم قالت بفزع: يا مصبتي .. طب انا جاية اهو.
تركت سعاد الهاتف من يدها لترتدي عباءتها و حجابها و تخرج على عجلة من أمرها.
قابلت سعاد ابتسام على الدرج.
ابتسام: مالك يا ست سعاد؟
سعاد بقلق: الضاكتور اتصل بيا من المستشفى و بيقول ان ابو قمر تعب اوي.
شهقت ابتسام ثم قالت: طب استني اجي معاكي.
سعاد: لا خليكي عشان لو البت قمر رجعت تقوليلها لحسن طلافونها مقفول.
ابتسام: طيب باختشي ربنا معاكي.
خرجت سعاد بسرعة من البناية لتتجه الى المشفى.
......
ودعت قمر شروق ثم توجهت الى منزلها وهي تفكر في موضوع العمل و عندما وصلت الى منزلها
طرقت باب المنزل فلم تجد شخص ليجيب.
قمر بنبرة قلقة وهي تطرق الباب: ماما...ماما افتحي.
ابتعدت قمر عن الباب لتتصل بأمها فوجدت البطارية قد نفذت.
اعادت قمر الطرق على الباب وهي تكاد تبكي حتى فتحت السيدة ابتسام.
قمر بقلق: طنط مشوفتيش ماما؟ ديه الساعة ٧ وهي مش بترد.
ابتسام : اه يا حبيبتشي هي مش هنا.
قمر: امال فين؟
ابتسام: راحت المشتشفى .
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت بتوتر: مستشفى! طب ليه؟
ابتسام: بصراحة كده في ضاكتور اتصل بيها عشان يبلغها ان ابوكي الحاج تعبان شوية.
قمر بصدمة: ايه؟
***في منزل شروق***
ارتدت شروق الإسدال (الشرشف) ثم توجهت الى باب المنزل وهي تقول : ايوة ياللي ع الباب الدنيا مش هتطير.
فتحت شروق الباب لتجد قمر تقف امامها و تقول بزعر: ش .. شش.شروق...ال..الحقيني.
شروق بتوتر من حالة قمر: ايه اللي حصل ؟ اهدي كده و قوليلي.
دخلت قمر المنزل ثم اخذت نفسا و قالت بسرعة وهي تبكي: ماما...م...ماما راحت المستشفى لبابا وانا مش عارفة اوصلهم و تلفوني فاصل.
شروق: طب اهدي طيب.. انتي مين اللي قالك؟
قمر: طنط ابتسام.
شروق : هي ولية بومة طبيعي هتقول اخبار زي وشها.
نهضت شروق ثم قالت : هجيبلك مية عشان تهدي عقبال ما تكلمي خالتو من تليفوني تشوفيها فين.
اماءت لها قمر بينما ذهبت هي لتحضر الماء.
اتصلت قمر بأمها لتجيب الأخرى بعد لحظات.
قمر بقلق: ماما انتي فين؟
سعاد: بت يا قمر تعالي الحقيني اخدوا ابوكي و مش عارفه ودوه فين.
قمر: بابا حصله ايه يا ماما؟
سعاد: انتي هتلكي ف الطلافون؟ تعالي مستشفى (.....) بسرعة.
قمر: حاضر انا جاية اهو.
اغلقت قمر الهاتف لتنهض بسرعة.
شروق: عرفتي حاجة؟
قمر: بابا تعبان في مستشفى(....) .
شروق: طب استني هلبس واجي معاكي.
قمر: لا خليكي انتي عشان خالتي.
شروق: ماما واخدة دوا بينيمها و مش هتقوم لحد بكرة.
دخلت شروق لتبدل ملابسها بينما ظلت قمر تفرك يديها وهي تقول: لعله خير... لعله خير.
لحظات وكانت شروق قد بدلت ثيابها ثم نزلت هي و قمر الى الشارع.
***في المستشفى***
دخلت قمر الى المشفى او بمعنى ادق مستوصف و ظلت تبحث عن امها بعينها هي و شروق حتى رأتها.
ركضت قمر تجاه امها ثم قالت بقلق: ماما؟! بابا ماله؟
نظرت لها سعاد ثم قالت بحسرة: والله معرف انا هنا من بدري و محدش عاوز يقولي حاجة ولا يفهمني.
شروق بغضب : يعني ايه محدش بيقولك حاجة؟ انا هتصرف.
قمر: شروق بالله عليكي شوفي الدكتور فين.
ظلت شروق تنظر بعينها بحثا عن اي شخص لتسأله حتى وجددت ممرضة تخرج من غرفة ما.
شروق: لو سمحت.. يا آنسة.
انتبهت لها الممرضة فقالت: ايوة حضرتك خير؟
شروق: في واحد جه هنا اسمه الحاج عبد العال متعرفيش هو فين ولا ايه اللي حصل؟
الممرضة : بيقولوا وقع عليه لوح ازاز وهو دلوقتي في الطوارئ ده كل اللي اعرفه.
لطمت سعاد على وجهها ثم قالت: يا مصيبتي ! لوح ازاز؟
قمر بفزع: طب وهو كويس بالله قوليلي ده ابويا.
الممرضة : انا أسفة هو ده كل اللي انا أعرفه.
ظلت سعاد تلطم على وجهها و تندب حظها بينما كانت قمر تحاول تهدئتها هي و شروق.
قمر: ان شاءالله كويس يا ماما متخافيش ربنا معانا والله على كل شيء قدير.
سعاد بحسرة: كويس ايه ديه بتقولك لوح ازاز و ابوكي مفيهوش حيل يقع عليه برتقانة هيتحمل لوح ازاز؟
شروق: يا خالتي والله هيكون كويس ادعي انتي بس ربنا.
لم تستمع سعاد اليهن وانما ظلت تندب حظها.
لحظات و جاءت نفس الممرضة ثم قالت : مين بنت الحاج عبد العال؟
نهضت قمر بسرعة ثم قالت: انا ...في حاجة حصلت؟
الممرضة: الدكتور وقف النزيف لوالد حضرتك و تم نقله من غرفة الطوارئ.
شروق: طب هو راح فين؟
الممرضة : هيتم نقله للعنايه المركزه بس ياريت حد من أهله يجي للدكتور.
قمر: انا جاية.
ذهبت قمر مع الممرضة الى غرفة الطبيب
***في مكتب الطبيب***
دخلت قمر مع الممرضة ثم قالت بصوت واهن: خير حضرتك بابا ماله؟
الطبيب: انتي بنته؟
قمر: ايوة حضرتك.
أشار الطبيب لقمر بالجلوس ثم قال بهدوء: مش هخبي عليكي بس الحاج عبد العال حالته كانت صعبة شوية لأن لوح الإزاز كان تقيل جدا و حصل نزيف في الدماغ .
قمر بصدمة: ايه؟!
الطبيب: هو حالياً فاقد الوعي واحنا دخلناه غرفة العناية المركزة بس الوضع هيحتاج تدخل جراحي.
مسحت قمر دموعها ثم قالت: طب ما تعمل العملية.
الطبيب: بس العملية هتكون مكلفة شوية و مش هتم هنا هتكون في مستشفى تانية.
قمر : يعني ايه المطلوب مني دلوقتي؟
الطبيب: تمضي على الورقة ديه و تدفعي الفلوس عشان نقدر ننقله و نعمل العملية.
اخذت قمر الورقة من الطبيب لتفتح عينها على وسعهما من الصدمة.
قمر: بب..بس..احم.. المبلغ ده كبير.
الطبيب: والله هو ده تمن العملية وانا لو كنت أقدر اساعد بحاجة كنت ساعدت.
زفرت قمر ثم قالت : طب ممكن فرصة بس أجمع المبلغ؟
الطبيب: ياريت يا آنسة تجمعي المبلغ فأسرع وقت.
اماءت له قمر برأسها ثم استأذنت و خرجت.
....
توجهت شروق بسرعة الى قمر ثم قالت بلهفة: خير يا قمر؟
ادمعت عين قمر ثم قالت بنبرة باكية: بابا جاله نزيف في الدماغ.
شهقت شروق بينما أكملت قمر: و لازم تدخل جراحي و العملية عايزة مبلغ كبير شوية.
مسحت قمر دموعها ثم تابعت: مش عارفة اعمل ايه و أكيد مش هقول لماما هي مش ناقصة اصلاً.
اغلقت شروق عينها ثم فتحتها وقالت بهدوء: خلاص انا هدفعلك تمن العملية.
قمر : افندم؟
ابتسمت شروق ثم قالت: انا هدفعلك تمنها.
قمر بحدة: لا طبعاً .
شروق: يا حبيبتي ده ملوش علاقة بفلوس عملية ماما ديه فلوس انا كنت شيلاها على جنب للطوارئ.
قمر بهدوء: شروق احنا اخوات بس انا مش هاخد حاجة انا هتصرف.
شروق بإصرار: يا ستي ابقي اشتغلي عند صهيب بيه و سدديلي التمن.
ابتسمت قمر ثم عانقت شروق و قالت بحب: ربنا يخليكي ليا.
بادلتها شروق العناق ثم قالت : يلا روحي امضي على الموافقة لحد ما اجيب انا الفلوس وارجع.
اماءت قمر برأسها ثم ذهبت.
***بعد نصف ساعة***
كانت قمر قد مضت على الموافقة ثم طمأنت والدتها بأن لا شيء يستدعي القلق و ظلت تدعو الله و تقرأ القرآن حتى جاءت شروق و معها المبلغ و بعد ذلك تم نقل الحاج عبد العال الى مستشفى آخر ليبقى فيها حتى موعد العملية.
......
كانت قمر جالسة امام غرفة والدها و معها شروق و أمها.
شروق بهدوء: انا هشتغل بكرة بس عيزاكي تيجي معايا تقولي لصهيب بيه انك موافقة على الشغل.
قمر: حاضر بس قومي انتي دلوقتي عشان تلحقي تنامي الوقت اتأخر.
شروق : لا احنا كلنا هنمشي و نيجي بدري كده كده عمو مش في وعيه و العملية بكرة الصبح يعني ملوش لزوم القاعدة ديه.
كادت قمر ان تعترض الا ان شروق اصرت فوافقت هي على مضض.
***في الصباح الباكر***
ارتدت قمر ملابسها و انتظرت شروق لتذهب معها الى الشركة بينما ذهبت امها الى والدها في المستشفى.
***في شركة صهيب البارودي***
دخلت شروق مكتبها ثم قالت الى قمر بهدوء: صهيب بيه جه لو عايزة تكلميه دلوقتي.
نهضت قمر ثم قالت: اه هروح دلوقتي عشان الحق أرجع على المستشفى.
***في مكتب صهيب البارودي***
طرقت قمر الباب ثم دخلت و تركته مفتوح.
كان صهيب ينزع جاكيت بدلته ثم قال بهدوء : فكرتي؟
قمر بهدوء: اه.
كادت قمر ان تكمل ولكن دخول فارس المفاجئ و إغلاقه للباب جعلها تشعر بالتوتر.
نظرت قمر الى الباب فوجدته مغلق اما فارس فجلس بأريحيه على الأريكة ثم قال : صباح الخير.
صهيب بهدوء: صباح النور.
شعرت قمر بالزعر فبدأت تفرك يديها بتوتر اما فارس فنظر لقمر باستغراب ثم سأل قائلاً: قمر انتي كويسة؟
رفعت قمر رأسها ثم قالت : هاه... اه ..احم انا كويسة.
تفرس صهيب ملامحها ليجد ان تعابير وجهها يكسوها التعب ولكنه لم يعلق بسبب وجود فارس فقال بنبرة جادة: مقولتيش رأيك.
نظرت قمر اليه ثم تنهدت و قالت: انا موافقة و هبدأ أول ما شروق تمشي.
صهيب : تمام تقدري تتفضلي.
خرجت قمر من المكتب بسرعة ثم تنهدت بهدوء.
بينما داخل المكتب.
قضب فارس حاجبيه ثم قال: على ايه؟
صهيب : قمر هتكون سكرتيرتي لحد ما شروق ترجع.
رفع فارس حاجبيه حتى كادا يلامسا السقف ثم قال بمكر: هي مش كانت مش لزامك و اولع انا وهي بجاز؟
صهيب بنبرة جادة: انا عايزها للشغل مش اكتر.
نهض فارس من مكانه ثم قال : مهي بتبدأ بكده.
صهيب : هي ايه ديه؟
غمز فارس لصهيب ثم قال: هتعرف بعدين.
خرج فارس من المكتب بينما اكمل صهيب عمله.
***في مكتب شروق***
شروق بتحذير: مهما حصل يا قمر اياكي تعيطي قدامه او تبيني انك ضعيفة لأنك هتتهزقي كتير من صهيب بيه.
قمر: حاضر متخافيش.
شروق: و متخليش حد يجرحك.
ضحكت قمر ثم قالت: حاضر والله.
نهضت قمر من مكانها ثم قالت: هروح انا بقى عشان الحق العملية.
ابتسمت شروق ثم قالت: متخافيش ان شاء الله خير.
بادلتها قمر الإبتسامة ثم خرجت.
***في المشفى***
كانت قمر تجلس بجانب والدتها خارج غرفة العمليات تدعو الله ان يمر الأمر بسلام و بعد فترة ليست قليلة خرج الطبيب أخيراً من غرفة العمليات فنهضت قمر و ركضت بتجاهه.
قمر بنبرة مهزوزة: خير يا دكتور؟
الطبيب: الحمدلله العملية نجحت بس طبعا هيكون في آثار جانبية على المريض بس متخافيش هنكتبله علاج وهو هيكون بخير ان شاء الله.
تنهدت قمر براحة ثم قالت: طب وهو هيخرج امتى؟
الطبيب: يعني نطمن على ان حالته مستقرة و أن شاء الله نكتبله خروج.
ابتسمت قمر ثم عادت الى والدتها.
قمر : العملية نجحت.
سعاد: بجد ولا انتي مخبية عني حاجة؟
قمر: والله نجحت الحمدلله بس هيكون في آثار جانبية بس هتروح مع العلاج.
زمت سعاد شفتيها ثم قالت: وهو العلاج بكام لا يكون غالي واحنا محلتناش حاجة.
قمر: مش عارفه وبعدين حتى ولو غالي مهو انا هبدأ شغل من أول بكرة ان شاءالله فهجيب تمنه.
سعاد: مش عارفة انا كان مستني فين كل ده.
قمر بضيق: يا ماما كل حاجة خير من عند ربنا وبعدين ده الرسول عليه الصلاة والسلام قال (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له) . نيجي احنا في الأخر و نعترض على امر ربنا؟
سعاد بضيق: مهو الواحد فيه اللي مكفيه و الفلوس مش مقضية اكلنا حتى مبالك لما أشتغل انا لوحدي؟
قمر: يا ماما قلتلك انا ان شاءالله هبدأ شغل من بكرة و هساعدك في المصاريف.
سعاد: ماشي يختي وسعي كده اما أدخل الحمام.
نهضت سعاد بينما ظلت قمر تفرك في يديها بتوتر.
***في شركة صهيب***
كانت شروق تخبر صهيب بأهم مواعيده و ما إن أنتهت حتى قالت بأدب: كنت عايزة اقول لحضرتك ان قمر هتشتغل مكاني من أول بكرة ان شاءالله.
صهيب : اتمنى أنك تكوني فهمتيها كل حاجة .
شروق: متقلقش يا فندم قمر عارفة كل حاجة عن الشغل.
صهيب : تمام تقدري تتفضلي.
خرجت شروق من مكتب صهيب ثم انجزت ما بقي من عملها و بعد ذلك عادت الى منزلها لتجهز حقائب سفرها هي و أمها و قبل ان تسافر كانت قد مرت على المشفى كي تطمأن على زوج خالتها.
***في المشفى***
عانقت شروق قمر ثم قالت : متنسيش اللي قلتلك عليه و خلي بالك من نفسك.
ودعت شروق قمر بينما قالت سعاد : استني يا شروق انزل اسلم على نرجس.
شروق: تعالي يا خالتو.
ذهبت سعاد بينما ظلت قمر في مكانها منتظرة رؤية الطبيب المتابع لحالة والدها وما إن رأته حتى اتجهت اليه بسرعة قائلة: بابا فاق؟
ضحك الطبيب ثم قال: يابنتي اهدي والله الحاج عبد العال كويس وزي ما قلتلك في آثار جانبية هتروح مع الوقت.
قمر: طب أقدر اشوفه؟
الطبيب: أكيد طبعا اتفضلي بس اهم حاجة انه ميتعرضش لضغط نفسي عشان ده ممكن يأثر عليه.
قمر : حاضر.
دخلت قمر غرفة والدها لتقول بلهفة: بابا!.
البارت الخامس
بسم الله❤
دخلت قمر غرفة والدها لتقول بلهفة: بابا!.
التفت عبد العال الى ابنته ثم ابتسم لها بحنو وقال بنبرة خافتة ضعيفة: تعالي يا قمر.
ذهبت قمر الى والدها ثم عانقته و قبلت رأسه وقالت: الف سلامة عليك.
ابتسم عبد العال فهو لا يستطيع الإكثار من الكلام الان او الشعور بجانبه الأيمن بينما ظلت قمر تطمأنه و تخبره ان كل شئ سيكون بخير.
دخلت سعاد لتقول بأعين دامعة وهي تنظر الى حالة زوجها: الف سلامة عليك يا حاج.
ذهبت سعاد ثم قبلت يد زوجها و قالت: البيت وحش من غيرك.
ربت عبد العال على رأسها بينما جلست هي جانبه و ظلت تحدثه هي و قمر لرفع معنوياته فذلك مهم للمريض.
***في الصباح الباكر***
استيقظت قمر من نومها على صوت منبه هاتفها و عندما نهضت وجدت نفسها نائمة على الأريكة في غرفة والدها في المشفى.
عدلت قمر حجابها ثم اخبرت والدتها بأنها ذاهبة و بعد ذلك عادت الى المنزل لتستحم و تبدل ثيابها و تذهب الى العمل.
***في مستشفى آخر في القاهرة***
كانت شروق تدفع عربة والدتها الى مكتب الطبيب الذي سيجري العمليه.
......
شروق: انا مش فاهمة ؟
الطبيب بهدوء: يعني مدام نرجس عندها حمى و لازم تروح الأول قبل العملية عشان صحة المريضة.
اغلقت شروق عيناها ثم تنهدت بهدوء تام و قالت بعدها: طيب و احنا نعمل ايه ؟ احنا منعرفش حاجة هنا .
الطبيب: انا ممكن اوفر لحضرتك غرفة في المستشفى لمتابعة حالة مدام نرجس لحد العملية لأن هي كده كده كان ليها غرفة عشان تقعد فيها و يتم متابعة حالتها قبل العملية و هنوفر لها الأدوية عشان الحمى تروح في اسرع وقت.
شروق: طيب ينفع أقعد معاها فيها؟
الطبيب: اكيد طبعاً.
ابتسمت شروق بينما اخبر الطبيب احدى الممرضات لإرشادهن الى الغرفة.
***في شركة صهيب البارودي***
كانت قمر تتم الأعمال التي كلفتها بها شروق قبل ذهابها عندما دق هاتف المكتب.
رفعت قمر السماعة ليقول صهيب بعدها بجمود: تعالي على المكتب.
اغلقت قمر السماعة ثم بدأت تدعو الله ان يمر الأمر بسلام فهي تشعر بالرهبة كلما رأت صهيب .
كادت قمر ان تخرج ثم تذكرت ان عليها إحضار التاب لتخبره بمواعيده.
***في مكتب صهيب البارودي***
طرقت قمر الباب ثم دخلت عندما سمح لها صهيب بالدخول و تركت الباب مفتوح.
كان صهيب يتابع بعض الأعمال على اللاب توب ثم قال لقمر دون أن ينظر لها: اقفلي الباب.
اغلقت قمر عينها ثم عضت على شفتيها و بعد ذلك واربت الباب قليلاً.
صهيب : اعتقد اني قلت اقفليه.
قمر بأدب: انا اسفة بس مينفعش أقفل الباب خصوصاً ان مفيش حد تاني في المكتب.
رفع صهيب انظاره لينظر لها باستغراب ثم قال : انتي جاية هنا لشغل مش لحاجة تانية.
قمر بنفس هدوءها : في حجات مينفعش تتغير مهما كانت الظروف.
زفر صهيب ثم قال ببرود وهو يتابع عمله: طب قولي المواعيد.
بدأت قمر تخبره بالمواعيد كاملة لليوم حتى قاطعها هو قائلاً دون النظر اليها: اقفي عدل.
قضبت قمر حاجبيها ثم نظرت الى نفسها و قالت: مانا واقفة عدل.
رفع صهيب انظاره عليها ليقول : متأكدة؟
اماءت قمر برأسها بثقة بينما نهض هو من مكانه و توجه اليها اما هي فتجمد جسدها و لم تستطع التراجع للخلف.
امسكها صهيب ليثبتها في مكانها ثم قال وهو ينظر الى عينها : حركتك كتير.
ظلت قمر صامتة لبضع ثواني وما ان انتبهت لقرب صهيب منها حتى ابعدت يديه عنها بسرعة ثم تراجعت للخلف بضع خطوات ليكون هناك مساحة بينهما.
نظرت قمر الى الارض ثم قالت : أسفة مخدتش بالي.
صهيب وهو يستند على مكتبه :طب ابقي خدي بالك المرة الجاية.
قمر: حاضر.
صهيب : في حاجة تاني؟
قمر: لا يا فندم هي ديه كل المواعيد.
صهيب: طيب اتفضلي على مكتبك.
خرجت قمر من مكتب صهيب بسرعة وهي تكاد تموت من كثرة الخجل و التوتر ووجهها تقريبا نفس لون الطماطم.
اصطدمت قمر بدون قصد في فارس لينظر هو الى وجهها و يقول : انتي كويسة؟
قمر: اه .. بعد أذن حضرتك.
***في مكتب صهيب البارودي***
فتح فارس الباب ليقول بمرح: يخربيتك عملت ايه في البت؟
اعاد صهيب ظهره للخلف ليستند على كرسي مكتبه ثم قال بعدم فهم: بت مين؟
جلس فارس على الكرسي المقابل له ثم قال: قمر ديه خارجة من هنا ووشها احمر انا قولت انت ضاربها قلمين ولا حاجة.
صهيب ببرود: وانا هعملها ايه يعني؟
فارس: صهيب ابوس ايدك خف على البت مش من أول يوم كده.
صهيب: ربنا يسهل.
***في مكتب شروق***
كانت قمر تتنفس بسرعة و تشعر بدقات قلبها .
قمر موبخة نفسها بحدة: انا كان المفروض أرجع اول ما هو قام وبعدين هو قام ليه اصلا ما يقولي من مكانه اني بتنيل اتحرك في مكاني.
اخرجت قمر شوكولاتة من حقيبتها ثم بدأت تأكل فيها بهدوء لعلها تهدأ.
***في مستشفى القاهرة***
كانت شروق قد رتبت اغراضها و اغراض امها و ما إن انتهت حتى جلست و قالت : تخيلي يا ماما انا خايفة على قمر اوي.
نرجس: متخافيش يا شروق قمر ميتخافش عليها.
ضحكت شروق بشدة ثم قالت: والله ما تعرفيها يا ماما قمر حساسة جداً و الشغل مع صهيب بيه عايز واحدة جبلة.
نرجس بسخرية: شبهك كده.
شروق: بالضبط
نرجس: خلاص ابقي كلميها اطمني عليها كل شوية و اطمني على الحاج عبد العال.
شروق: شوية كده و اكلمها.
ابتسمت لها نرجس بينما في مكان آخر
***في شركة سامر الأيوبي***
هي الشركة المنافسة لشركة صهيب البارودي و تعد رقم اثنين في السوق ولكن صاحب تلك الشركة لا يعتبر منافس شريف.
سامر الأيوبي يعد تقريباً في نفس عمر صهيب ولكنه ليس بنفس كفأته في التصميم وهذا ما يجعل شركته الرقم الثاني.
سامر بهدوء: عايز شركة البارودي تكون في التراب مهما كان التمن.
باسل مساعده و يده اليمنى : بأي تمن؟
سامر بمكر: بأي تمن.
نهض باسل من مكانه ثم قال: اديني وقت افكر في حل يا باشا و اشوف الرجالة و ان شاء الله اخباره هتكون مالية الصحف.
خرج باسل من المكتب بينما ظل سامر يفكر في ما سيحدث لو اصبحت شركته هي الاولى.
***في شركة صهيب البارودي***
كانت قمر تتم بعض الاعمال عندما فتح صهيب الباب فجأة لتنتفض هي من مكانها بفزع.
ابتسم صهيب على مظهرها للحظة ثم عاد الى جموده مرة اخرى و قال : يلا.
تنفست قمر بعمق كي تهدأ قليلاً ثم قالت بهدوء: يلا فين؟
صهيب: عندي غدا عمل برة الشركة.
نهضت قمر من مكانها ثم أحضرت حقيبتها وقالت: حاضر.
خرج صهيب من المكتب لتخرج هي بعده و عندما جاء المصعد اشار صهيب الى قمر بالدخول اولا اما هي فابتسمت بسماجة و قالت: انا هنزل على السلم.
قضب صهيب حاجبيه و لم يعقب ثم دخل الى المصعد و قبل ان يغلق قال ببرود: قبل ما الاسنسير ينزل تكوني انتي تحت.
لم تنتبه قمر الى ما قاله الا بعد اغلاق المصعد.
قمر لنفسها: هار اسود ده احنا ف الدور الأخير.
بدأت قمر تنزل من على الدرج بسرعة امام انظار الموظفين منهم من يضحك و منهم من ينظر لها بإحتقار اما قمر فكان هدفها هو النزول بسرعة و ذلك جعلها عرضة للسقوط عدة مرات.
توقفت قمر في منتصف الطريق ثم نظرت الى حذاءها و قالت : لا كده انا هتزحلق.
خلعت قمر حذاءها ثم بدأت تنزل بسرعة أكبر حتى وصلت الى الطابق المطلوب و كان صهيب يعبث بهاتفه.
صهيب دون أن ينظر اليها: اتأخرتي.
قمر وهي تلهث : اسفة يا فندم بس الجزمة كعبلتني.
نظر صهيب اليها من اعلى الى أسفل حتى انتبه انها لا ترتدي حذاء اما قمر فقد نسيت انها ازالت حذاءها من شدة توترها.
ابتسم صهيب على مظهرها ولكنها لم ترى ابتسامته اما هو فقال وهو يخرج من الشركة: البسي جزمتك عشان الأرض سخنة.
فتحت قمر عيناها على مصرعيها ثم نظرت الى قدمها و اكتشفت انها لم ترتدي حذاءها.
ضربت قمر نفسها بخفة ثم قالت بتوبيخ: يخربيت الموقف الزفت اللي انا فيه دلوقتي
تعليقات
إرسال تعليق