أخر الاخبار

رواية "أحيـا بنبضهـا" الفصـل الأول. بقلم أميره مدحت كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 رواية "أحيـا بنبضهـا" 

الفصـل الأول.

بقلم أميره مدحت

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات 

الخيـانة هي الجريمة التي يدفع ثمنها من لم يقترفوها.


كانت الأجواء لا تنمّ عن بداية فصل خريف، تلك الحرارة المتوهجة الحارقة المنبعثة من جسدها، لم تكن في حال يسمح لها بالعودة لمنزلها، هذا العِش الذي شهد على أسوأ لحظات حياتها وحتى هذه اللحظة، الألم لا ينتهي، خرجت "روڤان" من المشفى وقد عقدت العزم على ذهابها إلى منزل رفيقة دربها الوحيدة، والغريب هو موافقة زوجها على هذا الأمر، مما أثار الريبة بداخلها، ولكن لم تهتم.

فتحت لها "رزان" الباب وأدخلتها منزلها الصغير، وساندتها حتى غرفتها، وما أن ممدت جسدها المرهق على الفراش حتى هتفت بحنوٍ:

-حمدلله على السلامة يا روڤان.

ردت عليها "روڤان" بصوتها المُرهق:

-الله يسلمك.

جلست بجوارها على طرف الفراش قبل أن تسألها بغضب رغم هدوء لهجتها:

-جوزك عِمل إيه المرة دي؟؟.. أنتي حالتك كانت خطيرة، والدكتورة كانت هتبلغ لولا إللي ميتسماش لما منعها، أنا عارفة كان مُخك فين وأنتي بتنيلي بتوافقي على الجوازة دي.

أراحت "روڤان" ظهرها وهي تُجيب:

-أنتي عارفة كويس أنه مكنش بإيدي، وأني أتخدت غصب عني يا رزان، أنتي الوحيدة إللي شاهدة على كل حاجة حصلتلي وبتحصلي.

صمتت قليلًا، قبل أن تعاود سؤالها بإرتباك:

-بردو مقولتليش، إيه إللي حصل؟؟..

أطبقت "روڤان" جفونها مستدعية لحظات الوجع والمرض، تجمعت الدموع في عينيها محاولة أن تبدو طبيعية وعقلها يعود بذاكرته للخلف قليلًا لتتذكر من جديد ما حدث قبل ولوجها إلى المشفى.


(عودة بالوقت للسابق)

وأخيرًا.. الراحة بدأت تعرف طريقها إلى معدتها، بعد ما عاشته مُنذ قليل من الألم الشديد، ورغم محاولاتها المستميتة بالوصول إلى زوجهـا "نائل" عن طريق هاتفها الجوال إلا أنه لم يعيرها أي إهتمام، وضعت يدها على جبينها وهي تتنفس بإرتياح قبل أن تغمغم:

-الحمدلله، الدوا جاب نتيجة بسرعة، الحمدلله.

أنتفضت فجأة من مكانا حينما سمعت صوته الهادر يهد بإسمها:

-روڤـــان.

ظهر الرعب بداخل عينيها وهي تهمس:

-لأ، يارب ميكونش عرف، مش هستحمل النهاردة حاجة من جنونه.

فُتح الباب على مصرعيه وظهر منه "نائـل" وهو يقول بغضب:

-إيه إللي أنتي عملتيه ده؟؟.. أنا قولت 100 مرة لو كسرتي كلامي هيكون فيها مـ.وتك.

نطقتها "روڤان" وهي تطلع فيه برعب شديد وأضافت بنفس اللهجة المرتابة:

-أنا عملت إيه؟؟..

تجمد في مكانه ولاح الغضب على وجهه يقول:

-أنا مش قايلك ممنوع الخروج بدون إذني، صح ولا لأ، إنطقــي.

ردت عليه بلهجة متعبة وهي تتحس معدتها:

-بطني كانت وجعاني أوي يا نائل، من ساعة ما خرجت والوجع هاجمني، وبيزيد، وكلمتك عشان أخد الأذن مردتش عليا، فنزلت عشان بس أجيب دوا من الصيدلية، وصدقني والله ما أتأخرت.

رمقها بعينين باردتين وهو يقول:

-من النهاردة لمدة شهرين مفيش خروج عقابًا ليكي.

ردت عليه بغضب، وقد بدأت أنفاسها تزداد سرعة وتوتر:

-لأ بقى أنت كدا بتتلكك، أنا بقالي شهرين مخرجتش، حتى مروحتش لأهلي، لسة هستنى شهرين كمــان.

دنى منها "نائـل" وهو يهدر:

-عاجبك ولا مش عاجبك؟

صاحت فيه بهيستيريا وهي تبتعد للخلف:

-لأ، مش عاجبني، أنت بتعمل فيا كدا ليه، أرحمني بقى أرحمني.

قبض على ذقنها وهو يهدر بعصبية:

-أنتي أكيد أتجننتي، بترفعي صوتك عليا أنا؟؟..

ردت عليه بغضب يكاد أن يطيح بالأخضر واليابس:

-أيوة أتجننت، أتجننت من يوم ما فضلت مكملة معاك بإللي بتعمله فيا، أتجننت لما قولت أهرب من النار إللي عايشة فيها فرميت نفسي في جحيم، أنا قرفت من إللي بتعمله فيا كل يوم، كل يوم بدخل أنام جمبك وأنا مرعوبة منك ومن الحيـأة إللي عيشاها معاك، وعشان كدا بقولك النهاردة ومن غير خوف، طلقنـــي.

أعتصر ذقنها بين يديه وهو يهمس بهسيسٍ مرعب:

-لو طلقتك يا روڤـان، ده هيكون آخر يوم في عمرك يا حبيبتي.

توسعت عيونها مع إكماله كلماته القاسية:

-وأنتي عارفة أن كلامي زي السيف.

تابــع بجنون:

-أنتي بتاعتي، ملكـــي، واضح أنك عاوزة تتأكدي من ده.

صرخت بهلع حينما رأت ذلك البريق المخيف بعينيه:

-هتعمل إيه؟؟..

لم يجيبها، بل أنقض عليها منهالًا بالقبلات العنيفة التي تؤلمها، وتترك أثر على شفتيها وجسمها تصلّ إلى حد التورم، تجلّت معالم الذعر على نبرتها الواهيه، وهي تكافح ألمين، ألمها الجسدي الحي، وألم روحها المرتعبة:

-لأ حرام عليك يا نائــل، حرام عليك أنا تعبانة، أبعد عني.

لا حياة لمن تُنادي، فقد وصل الشبق لذروته معه، وكأنه أصم كفيف لا يرى ما يرتكبه ولا يسمع صرخاتها ولا يشعر بدموعها وألم ما يفعله في تلك اللحظة، لم يهتم سوا برغبته التي راح يشبعها بعنف شديد كالعادة، لم يهتم أنه سيترك جسدًا حاملًا الكدمات والعلامات المؤرقة، جسد أنهكه التألم من ساديته المقننة على حسابها.

بعد فترةٍ، كان تركها أخيرًا ودخل لدورة المياة ليغتسل، حاولت "روڤان" النهوض لتغتسل هي الأخرى، ولكن إعياء شديد سطير على كافة أنحاء جسدها، فـ أغمضت عينيها بألم وهي تهمس بصوتٍ باكي يقطع نياط القلوب:

-حسبي الله ونعم الوكيل، أخلص منه إزاي ياربـي.

حاولت النهوض مرة أخرى وما أن وقفت علة قدميها الرخوتين حتى أنسالت خيوط الدماء من بين ساقيها، أخفضت بصرها لترى ماهية هذا الشيء الدفائ التي تستشره، فأنتفض قلبها وهي ترى كم من الدماء تفترش الأرضية، لم تصرخ.. بل هوت على الأرضية التي أستقبلت جسدها وطرحت عليها فاقدة الوعي تمامًا.

وحينما فاقت، وُجدت نفسها بالمشفى، والطبيبة بجوارها تطمئن عليها، قبل أن تسألها عن سر إغمائها لتقول الطبيبة بضيق:

-أنتي جالك نزيف، وده كان نتيجة عنف شديد في العلاقة الحميمية أدى لتهتك في أنسجة المهبل.

صمتت قليلًا، قبل أن تقول بحدة:

-أنتي كان ممكن تموتي، لولا بس أنه لحقك وجابك على هنا، وواضح أنها مش أول مرة.

هزت "روڤان" رأسها وهي تقول بصوت لا حياة فيه:

-صح، دي مش أول مرة.


(عودة للوقت الحالي)

أعادها طائر الذكريات إلى حاضرها، وجدت نفسها تبكي فجأة على ما حلّ عليها مُنذ وفاة أبيها، نهضت "رزان" من مكانها لتأخذها بداخل أحضانها، لعل وعسى أن يرتاح ألمها قليلًا، ولكن  أستمعت لطرقات على باب الشقة، فـ أستشفت هوية الزائر وقالت:

-ده أكيد نائـل الزفت، هاروح أفتحله، وأسيبكم تتكلموا، بس لو حسيت بخطر مش هسكت.

هزت "روڤان" رأسها وهي تبلع ريقها بصعوبة قبل أن تخرج "رزان" كي تفتح له، وبالفعل أخذته حتى غرفة "روڤان" وتركتهما بمفردهما، ولكن ظلت قريبة من الباب حتى تكون على وجه الأستعداد أن فعل أحد تصرفاته السـ.ادية الجنونية.

جلس "نائل" أمامها وهو يقول بسخرية:

-حمدلله على السلامة.

لم ترد عليه لفترةٍ طويلة، قبل أن تسأله بهدوء:

-هطلقني أمتى يا نائل؟

ضحك بتهكم وهو يقول:

-ومين قالك أني هطلقك، طلاقك يعني موتك.

لم تهتم لكلمتيه الأخيرتين، وقالت بإبتسامة ثقة:

-لأ هطلقني، وإلا هفضحك يا نائل.

ظل ينظر إليها عاقدًا حاجبيه بشدة، إلا أن الذهول كان ظاهرًا بعينيه ثم قال حانقًا بحدة:

-وده إزاي إن شاء الله؟؟..

ردت عليه بعينين باردتين وهي تبتسم بإزدراء:

-أنا دخلت المستشفى قبل كدا 3 مرات وكان بسببك، مرة منهم كان بسبب الضرب، هاروح أطلع تقارير من المستشفى بتثبت أسلوبك الحيوانـ.ي، وهطلع بالتقارير دي على الفرعــون، إيه رأيــك؟

اتسعت عيناه وقد تجمد محدقًا في الفراغ، ليهمس مبهوتًا بعد برهة بذهول عظيم:

-فرعــون؟!!.. لأ، أنتي أكيد أتجننتي.

نظرت إليه بكرهٍ وهي تقول:

-لأ أنا عقلت خلاص يا نائل، وأنت عارف القانون هنا بيعمل إيه؛ في حالة أن واحد أرتكب جريمة زي دي.

صمتت قليلًا، قبل أن تسأله مرة أخرى بنفس الهدوء:

-ها، هطلقني إمتى؟؟..

أمتدت غابة السكون بينهما قبل أن يقول بلهجة غريبة:

-بكرا لما ترجعي بيتك، هكون جبت مأذون يطلقنا.

تقوست شفتيها بإبتسامة إنتصار، ولكن لم تنتبه لنظراتــه القاسية، ذلك الظلام الذي حل على عينيهِ قبل وجهه، فـ لو كانت تمعنت في عينيه لقرأت ما يدور في عقله وما ينوي على فعلهِ.


*****

في صباح اليوم التالي، وصلت "روڤان" إلى منزلها أخيرًا، دخلت المنزل وهي تنظر حولها بريبة من هدوء المكان، هدوء غريب مريب، يبدو أن "نائل" لم يعود، تنهدت بحرارة وهي تتجه نحو غرفتها، ولكن ما أن دخلت، وأغلقت الباب حتى وجدت يدٍ غليظة يكمم فمها بقطعة قماشية، تحوى على مخدرًا قويًا سريع المفعول، وقبل أن تفيق من صدمتها تخلى عقلها عن وعيه في لحظات، فاقدة الوعي بين ذراعي المجهول.

بعد عدة ساعات، لم تعرف إلى متى أستمرت غيبوبتها، ولكنها أستيقظت على صفعة عنيفة على وجنتها، لتشهق بألم وصدمةٍ، وهي تحاول أنت تستفيق، وبدأ عقلها يلتقط كلماتٍ عنيفة من زوجها:

-خاينــــة، يا خــاينــة، بقى تعملـــي فيا أنا كدا، وأنا إللي كنت جاي أصالحــك.

بدأ عقلها يعود للوعي ولكن صفعة أُخرى منعتها من ذلك للحظاتٍ، قبل أن تفتح عينيها لتجد نفسها عاريـة تمامًا، وبجوارها شخص عـاري مثلها يتعارك مع زوجها، شهقت "روڤان" بعنف فما كان منها إلا أن لطمت على وجهها تتمتم:

-إيه ده؟؟ إيــه ده؟؟.. يا مصيبتي.

تطلع "نائــل" في ذهولها بينما سألته بغير أستيعاب:

-أنا إيه إللي عمل فيا كدا، مين ده؟؟..

هبطت دموعها وهي تصرخ:

-أنا مش فاكرة حاجة، أنا مش فاكــرة حاجة.

أقترب منها "نائل" قبل أن ينهال عليها بالصفعات، واللكمات، وهي تصرخ بإنهيار، وعقلها لا يصدق أي شيء مما رأته بعينيها وما تسمعه، أبتعد عنها فجـأة وهو يقبض على خصلات شعرها بعنف، ويجرّها لخارج الغرفة، بل لخارج المنزل، وهي تصرخ فيه بالتوةقف محاولة ستر ذاتها بتلك الملاءة البيضاء، فتح "نائل" باب المنزل حيث يقف عشرات من أهل القرويين يتابعون ما يحدث ودفعها نحوهم، فـ وقعت على الأرض وهو يصرخ:

-الخاينة دي خانتني في بيتي، لمجرد زعل بينا خانتني.

ثم نظر لها بعصبية وهو يهدر:

-أنتي طـــالــق.

صرخت "روڤان" ببكاء مرير:

-حرام عليك يا أخي، حرام عليك.

نظرت حولها وهي تقول:

-أنا والله العظيم مظلومـة، صدقوني أرجوكم.

تحرك أحد رجال الفرعون وخلفه خمسة آخرين وهو يقول بلهجة قوية:

-الفرعون وصله خبر، وبيأمرنا ناخدها على السجن لغاية ما هو يجي، ويعاقبها على جريمتها قدام الكل.

وبالفعل أخذها بقوة، وهي تصرخ بحرقة، والنظرات حولها ما بين الباكي.. والشامت، ما بين المذهول.. والخائف مما سيحدث لها، فهم لم يتخيلوا أن تلك الفتاة قد تقترف جريمةٍ بشعة مثل هذا.


*****

بعد عدة ساعات،

أشتعلت القرية بالضجيج، والجميع يهرول يمينًا ويسارًا عقب أنتشار خبر هروب تلك الفتاة بسرعة البرق، بحثًا عن تلك الفتاة الخائنة، حتى يسلمونها إلى كبيرهم؛ كي ينظف ما أقترفته بالدم، وصوت صراخ "نائل" يهدر بغضبٍ مشحون:

-هربت، هربت بنت الـ(...) بعملتها، لازم تموت.

رد عليه أحدهم وهو يلتفت حوله بحثًا عنها:

-ماتلقلقش يا نائل، هنجيب حقك.

تسائل الآخر وهو يدنو منهم:

-بس إزاي هربت؟ أكيد في خاين بينا.

رد عليهم "نائل" بجنون:

-لازم نلاقيها، لازم الفرعـون ينفذ القانون وياخدلي حقي، وينفذ القانون بأنها تترجم، أنتوا كلكم شاهدين على خيانتها ليا.

تحدث شخصٍ ما بلهجة قوية وبثقة:

-هيحصل، والموضوع سمع خلاص، اسم مراتك بقى معروف في كل القرى إللي حوالينا، ولو شافوها هيجبوهلنا على هنا، والفرعون وإحنا كمان مش هنسبها إلا وهي ميتــة، فـ إطمن.

أقترب منه شخص بتعبيرات وجه قاسية كالحجر وهو يقول له بثقة:

-شوف يا نائل، هي مش أختي، بس صدقني أنا أول واحد هيخلص عليها.

وفي نفس الوقت، كان هناك تجمع كبير من السيدات، وإحداهن تقول بصدمة:

-معقولة البنت دي تخون جوزها؟؟ معقولة يطلع منها كل ده؟

ردت إحدى السيدات بحزنٍ:

-لا حول ولا قوة إلا بالله، ده جوزها هيتجنن.

هدرت فتاة بلهجة غاضبة وهي تشير بيدها:

-يا جماعة حرام عليكم معقولة تصدقوا أن "روفان" تعمل كدا في "نائل".

ردت عليها إحداهن بضجر:

-مسكوها متلبسة ياختي، دي ليلتها سودة.

تحدثت إحداهن بإمتعاض:

-مكونتش بحبها البت دي، أكيد مش هيطلع عليها النهار.

سمعت صوت رجل يهدر بأعلى صوت لديه وهو يركض نحو الجميع قائلًا بخوفٍ:

-الفرعـــون وصـــل.


*****

بعدما أستطاعت الهرب بمساعدة من يصدقون براءتها، كانت خطواتها بطيئة شاحبة كشحوب وجهها، لكن نظراتها ليست بريئة كعادتها، قلبها يرتجف بهذا اللحن الأسود الذي يتردد كترنيمة وداع، وقد طغت عليها أحزانها، ذلك السواد الذي يحفر تحت عينيها الحمراوتين، وكأن النوم لا يعرف طريقًا لهما، ألتفتت حولها "روڤان" برعب وهي تشعر بأنهم قريبون منها، تسمع صوت صراختهم بأنهم سيعثرون عليها حتى يتم رجمها كالخائنين.

نظرت لثيابها بعيون باكية، قبل أن تبدأ تركض بخطى هزيلة.. ضعيفة، وهي تغمغم برعب:

-مش هتلحقوني، مش هتلحقوني.

وصلت أخيرًا إلى ذلك التل القديم، حيث مكانها المنعزل، بقعتها المميزة التي كانت تشارك فيها أوجاعها أحزانها، هي ذات البقعة ستشهد على إنتهاء عمرها القصير.

الخطوة الأخيرة تفصلها عن قمة التل، نظرة أخيرة لقريتها من الأعلى، قبل أن تقول بصوتٍ ضعيف وبتحسرٍ:

-طول عمري بسمع عن الخيانة، لكنهم مقالوليش أن إللي بيدفع تمنها هو الضحية، والتمن بيبقى بالقسوة دي، حياتي هي التمن.

أغلقت عينيها إستسلامًا لنوم عميق تاركة دمعاتها الحارة تتدفق على وجنتها بألم، قبل أن تهمس:

-أهلاً بالموت.

فتحت ذراعيها تحتضن شيئًا لا تعرفه، ولكن قبل أن تنزلق قدماها، صرخة هائلة أطلقتها قبل أن تشعر بتلك القبضة التي تكمم فمها، وذراع قوية تعتقل خصرها لتبعدها عن مرادها بالسقوط، وقعت في أحضان ذلك الغريب بجسدٍ مرتعش ناتجة عن إنخفاض نسبة السكر في جسدها، قبل أن ترفع رأسها تنظر له، لتُصيبها الصاعقة وهي تهمس بجزعٍ:

-الفرعــون!.

نظر لها بعينين جامدتين كملامحه قبل أن يهمس ببرودٍ ثلجي:

-هُششش، موتك مش هيتم بالطريقة دي، هيبقى على إيدينا كلنا.

كانت أصابعه تضغط على مناطق حسية معينة أسفل رأسها وبالقرب من عنقها، فـ أصابها بالدوار الذي أرخى قواها، وأتبعه فقدانها الوعي، ليبتسم تلك الإبتسامة المُظلمة والتي تؤكد ما ستناله على يده.


******

#أحيا_بنبضها.

#أميرة_مدحت.


1-الفرعون إيه إللي هيعمله مع "روڤان" بعد ما مسكها؟

2-رزان كانت فين وقت ما كل ده حصل؟

3-مين إللي عمل في روڤان كدا؟ والسبب؟

4-إزاي قدرت تهرب من سجن فرعون؟

5-أخوها فعلاً هينفذ تهديده؟


أسئلة كتير هنعرفها المرة الجاية، ياريت رأيكم في شخصية "نائل" و"روڤان"، والفرعون، وإيه هي توقاعتكم، ومتنسوش التفاعل فضلًا عشان بيفرحني.♥️♥️♥️

تكملة الرواية من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close